لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-06, 08:57 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2005
العضوية: 30
المشاركات: 5,328
الجنس أنثى
معدل التقييم: فلسطين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فلسطين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فلسطين المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الواحد والعشرون

لم أكد أتنبه لأي مما يجري حولي .. و أنا تحت سيطرة أفكاري و خواطري .. إلا عندما توقفت بنا سيارة عصام .. أمام بوابة المطعم مباشرة ..

فتح عصام بابه .. و نزل من السيارة متوجها إلى البوابة مباشرة .. !!

إلا أنه استرجع و لله الحمد ذاكرته سريعا .. فعاد أدراجه ليصطحبني إلى داخل المطعم .. و قد وضع هذه المرة يده على ظهري ..

" الحمد لله أنه تذكرني .. و إلا لطلبت الانفصال منه في التو و اللحظة ..! "

في داخل المطعم ،

أخبرنا الموظف هناك أن المطعم سيغلق أبوابه بعد ساعة واحدة فقط !

" يا ألله .. بعد كل ما لقيناه من متاعب و تعطيل على الجسر .. أمامنا ساعة واحدة فقط لنرتاح و لنأكل ! "

لكني لم أعترض .. فقد كنت في أعماقي أريد لليوم أن يعدي على خير فقط ..

اخترنا زاوية رومانسية في أحد الأركان و التي تطل مباشرة على البحر ،
و هناك .. فقط بدأت أشعر و لمنظر البحر بشيء من الهدوء و الاتزان .. على الرغم من أحداث اليوم الساخنة ..

حدقت من النافذة .. أرقب أمواج البحر .. و هي تضطرب بعنف حين .. و تتمايل بوداعة حينا آخر .. شأنها في ذلك شأن النفس البشرية ..

آآآه .. يا سبحان الله ..

فقد امتصت أمواج البحر شيئا من العواصف القابعة باضطراب في أعماقي .. و بدأت أسترد اتزاني و هدوئي .. نتيجة التعب و عناء السفر ..

التقت نظراتي بنظرات عصام و قد كان يحدق فيّ بحرية و سعادة ..
كما أن ابتسامة ناعمة و هادئة .. كانت قد بدأت تزحف على شفتيه..

" كان يوما شاقا على كلينا عزيزتي .. أو ليس كذلك ؟! "

" اممم .. نعم قليلا.. "

و في أعماقي .. كنت أصرخ من شدة التعب ..

" بل كثيرا ..


" حسنا .. ماذا تريدين أن تأكلي عزيزتي ؟! "


" أي شيء سيكون مناسبا ! "


و قبل أن يتصرف عصام و يطلب ما يشاء من طعام .. قررت أن أطلب لي شيئا خفيفا يتوافق مع ما أريد ..


خوفا من أن يطلب لي هو ما يريد .. مثل عصير المانجو الذي لا أطيق !

كانت نظرات عصام كثيرا ما تحدق بي بجرأة و بشيء من العاطفة و الحنان .. و ربما الحب ..

لذا كنت و بالتالي كثيرا ما أتوقف عن عملية الأكل .. لأني أبداً لم أكن لأستطيع تناول أي شيء و هو يحدق بي .. بكل هذا الحب !!


وضعت الملعقة جانبا .. و اكتفيت بمراقبته و هو يلتهم طعامه بشراهة .. على الرغم من أني كنت أنا الأخرى سأموت جوعا ..

فهل ستشبعني نظرات عصام المحبة !!! و أنا التي أتضور جوعا !!


ثم أني تحينت الفرصة المناسبة .. لأن أفتح معه موضوع حفلة خطوبتنا المؤجلة إلى لا أمد معين !


تغيرت ألوان خطيبي المبجل .. بل و كاد أن ( يشرق ) بما في فمه من طعام .. في اللحظة التي وصلت فيها إلى موضوع الطقم و الدبلة ،

لكنه سرعان ما تدارك موقفه .. قائلا,,


" طبعا .. و متى ترغبين في أن نذهب لتختار و نشتري ! "

" في الواقع ..


كنت قد رأيت طقما أعجبني في الأسبوع المنصرم .. و حجزته.. لذا ما عليك إلا أن تذهب و تدفع.. فقط ! "


ثم كان أن ناولته ورقة الحجز و قد كانت مطوية ..


تنحنح عصام.. و هو يتناولها .. و قد وضع كأس العصير الذي كان يرشف منه جانبا .. ثم بدأ بفتح الورقة ببطء شديد ..


في حين أني كنت و من موقعي أرقب ملامح عصام.. و هي تتغير إلى أن وصلت و بالتدريج .. إلى ملامح الطفل المرعوب و الذي قفز أمامه شبحا على حين غرة !


لابد و أنه انصدم .. فالمبلغ المرصود في الورقة .. كان و لا بد أكبر بكثير مما كان يتوقعه عصام ..

لكنه سرعان ما سيطر على أعصابه و ملامحه .. هذه المرة أيضا.. ليجيئني صوته هادئا .. متزنا كما العادة ..

" حسنا ،، في الغد سأمر لأشتريه لك .. ! "

قلت بعد دقيقة صمت سيطرت علينا .. و بشيء من الدلال.. و في محاولة خلق جو عاطفي للحديث ..

" أعلم أنه غالي نوعا ما .. فإن أردت.. ذهبنا معا لتختار واحدا آخر .. أقل ثمنا! "

و مرت ثوان صمت قبل أن أدرك صوته ،

" لا.. لا بأس عزيزتي .. لا يغلى عليك أي شيء ! "

"أوووه ،، الحمد لله ؟؟ أشوه ما طلع بعلي بخيل بعد .. "


و قبل أن أتمكن من التعليق على جملته تلك ..
اندلق كأس العصير فجأة .. و على إثر ضربة عفوية جاءت بالخطأ من يد عصام..
لينسكب العصير و بأكمله على قميص عصام .. و ملابسه !! و لتكتمل أحداث اليوم الساخنة .. بعصير بارد مدلوق .. قد لطخ ثياب زوجي بأكملها و كذا الطاولة !

وقفت لأناول عصام .. ما كان عندي في الحقيبة من محارم .. ثم أني ناديت على النادل .. ليكمل عملية التنظيف ..

و إن لم نكن قد أكملنا تناول الطعام .. إلا أن عملية سكب العصير .. كانت سببا لأن ننسحب مجبورين .. عائدين إلى أرض الوطن و إلى البيت بالتحديد ..



خوفا من المزيد من الأحداث الساخنة !!

 
 

 

عرض البوم صور فلسطين   رد مع اقتباس
قديم 08-02-06, 08:58 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2005
العضوية: 30
المشاركات: 5,328
الجنس أنثى
معدل التقييم: فلسطين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فلسطين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فلسطين المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

االجزء الثاني والعشرون

قرر عمي بعد أن تماثل نوعا ما للشفاء بإقامة اجتماع عائلي ، يحضره الجميع .. و قد شملني بالجميع باعتباري قد بت فردا من أفراد العائلة ..

و لكم انقبضت عضلات صدري.. و أنا أرى من ضمن الحاضرين تلك العمة و ابنتها المغرورة و قد انزوتا في أحد أركان المجلس .. دون أن يحتكا بالآخرين ..

و على ما يبدو .. أن الجميع يكره التعامل معهما .. و لست وحدي من ينقبض صدري لتواجدهما ها هنا..


" يا رب عدي اليوم دون أي مشاكل .. "

ثم أنه بالفعل يا سبحان الله ..
فلكم هو من غرائب النفس البشرية أن تنقبض أو تنبسط.. جراء أناس معينين تقابلهم في حياتك .. و يبقى سبب الانقباض أو الانبساط مجهولا .. يجهل الإنسان كنهه .. و ربما يعود إلى الأبراج و عالم الذر .. كما يقول البعض ..



تنحنح عمي .. ثم بدأ حديثه معنا بنظرات عميقة .. و نبرة هادئة حانية .. تشبه إلى حد كبير .. نبرة عصام ..


حمد الله و أثنى عليه في البداية .. ثم أخبرنا كيف هي الدنيا قصيرة جدا .. و أن متاعها زائل و فان .. و أنها مجرد دار ممر لدار مستقر .. و أن خيرنا من عمل لآخرته ..
و أن لا إنسان على وجه الأرض يعلم ما هو مقدار عمره .. و لربما ساعة الرحيل قد اقتربت .. لذا فإنه يريد أن يوصينا بوصاياه العديدة .. و يبرأ ذمته قبل أن يوافيه الأجل ..



" أعطاك الله طولة العمر يا أبي .. و والاك الصحة و العافية "
هكذا نطق عصام الجالس إلى جواري ..


أما أنا فقد أيدته من كل أعماقي .. خوفا من مصيبة تحل بنا و بحفلتنا المرتقبة ..
و بالطبع .. لأني قد بدأت أحب عمي كثيرا .. و أخاف عليه ..

صوب عمي بعدها نظراته نحو أخته ، موجها إليه حديثه.. مخبرا إياها أنه سيكتب لها الأرض ، و إن لم يكن لها أي حق شرعي فيها .. فقط ليرضي ضميره ..
إلا أنه واصل و بنفس النبرة الهادئة قائلا ..
" لكني أبدا لا أرغب في رؤيتك بعد ذلك .. و قد اخترت دربك بنفسك منذ أزمان طويلة .. منذ أن تزوجتيه و رحلتي دون إرادة والدي - الله يرحمه -!"


قطعت عليه العمة حديثه بتمتمات غير مفهومة .. إلا أن سرعان ما أوقفها بإشارة من يده .. و لكأنه لا يرغب بسماع أي شيء منها ..


ثم و بابتسامة أبوية رائعة .. وجه أنظاره إلينا .. أنا و عصام .. ليعلن للجميع أن حفلة خطوبتنا ستكون في الأسبوع القادم .. في ليلة الجمعة على التحديد ..

" أيناسبك الموعد يا عروسنا الحلوة .. ؟؟!! "


و احمرت وجنتاي خجلا .. قبل أن أطأطأ رأسي بالإيجاب قائلة ..

" نعم عمي .. كثيرا .. ! "


و الحقيقة أنه و مع كون الموعد قريبا جدا .. و ليس أمامي سوى أسبوع واحد فقط للتجهيز للحفلة ..
إلا أني شعرت براحة نفسية نوعا ما .. و قد تقرر أخيرا موعد حفلتي المرتقبة..



و مع الفكرة .. ألم بي صداع عنيف ضرب رأسي و أنا أستحضر في خواطري مستلزمات الحفلة ..

" أوووه .. هناك الكثير و الكثير مما يتحتم علي فعله في هذا الأسبوع ..!! "


الباقة ، الفستان و بروفاته الأخيرة .. بطاقات الدعوة .. العشاء.. مواعيد الصالون و الكوافير .. حجز الصالة .. الملايّـة !! "

" اممم .. ما إلي إلا صفاء .. "

خاطر وديع راودني لحظتها .. بأنه يجب الاتصال بصفاء الليلة .. لترتيب هذه المشاوير معها .. إذ لا بد من تواجدها معي في هكذا أزمة ..!!



بل أني سأقترح معها المبيت معي في البيت .. فهذا سيسهل عملية المشاوير .. و سيوفر الوقت على كلينا ..


اممم.. و لكن لما لا أطلب من عصام أن يعيرني سيارته ..عوضا عن تكفيل صفاء مهمة ( الدريول ) .. فجميع المخطوبات اللاتي أعرفهن .. يستعرن سيارات أزواجهن !


غدا أفاتحه بالأمر ..


في هذه اللحظة بالذات .. انتبهت من خواطري على سعال عمي الحاد.. و الذي كان متواصلا بحيث أن أنفاسه كانت تتقطع .. بل و أنفاسنا نحن جميعا .. و قد احتقن وجهه بالدماء .. و تلّون بالأحمر ..!!


و أقسم أن الدموع كانت قد بدأت تنساب من عيني .. خوفا عليه .. و قد وضعت يدي على قلبي .. مخافة أن يحدث له أي شيء .. و قد بدا للي للوهلة أنه في نزاعه الأخير مع بقايا الحياة .. أو مع بداية الموت ..


و لولا أن عاجلته سلمى بكأس ماء بارد .. استرجع به أنفاسه و ارتوت به عروقه ..
لما ارتاح قلبي .. و لما تنهدت تلك التنهيدة العميقة النابعة من أعماق أعماقي .. و التي لفتت إلي الأنظار جميعها .. !


و لم يكن ليشفع لي موقفي المحرج أمامهم .. سوى أني لم أكن وحدي من أطلق تلك التنهيدة العميقة .. فقد كان عصام إلي جانبي .. يتنهد .. بل ويلهث مسترجعا أنفاسه المتلاحقة .. !!


لذا اعتلت وجوه الجميع ابتسامة رضا و محبة .. قبل أن يرتفع من الخلف .. و بالأحرى من ذاك الركن المنزوي .. صوتا غليظا قائلا..


" لم أكن أريد سوى أن أثبت و للجميع أني فردا من العائلة و لي حقوقي فيها .. فأنت تعلم جيدا أن الأرض حقي.. كما أن عصام هو حق ابنتي ..


إلا أن عمي قاطعها قبل أن تكمل حديثها بنبرة مرتفعة .. جعلتني أرتبك في مكاني .. من شدة القلق و الخوف ..

" إلى الخارج .. دعي ابني و عروسه في شأنهما.. و لا حق لك بيننا .. خذي الأرض و ارحلي .. !! "

وقفت العمة حالا.. و هي تلملم أطراف عبائتها و تجر ابنتها جرا من خلفها ..
و قبل أن يتسللا إلى الخارج.. احتوياني بنظرة ملؤها الحقد و الكراهية !!
بل أن صوتهما قد وصل إلى مسامعي .. و هي تقول لي مهددة إياي ..

" حفلة عصام لن تقوم.. إلا على جثماني .. و سترين يا خاطفة الرجال ! "

و قبل أن أبدي أي ردة فعل اتجاه تهجمهما علي ..كانت يد عصام هي الأسرع لاحتواء كفي في يده .. ليضغط عليها بكل حب .. ممتصا بهذا روعتي .. و ثورة غضبي .. !

" يا ربي استرها علي ّ .. و اهديهم .. و اكفني شرهم.. فلست ذا أريد المزيد من المشاكل ! "

ثم تناهى إلى أسماعنا جميعا.. صوت باب المجلس و هما تصفقانه و بقوة .. تاركة خلفهما أطيافهما المرعبة .. المشبعة حقدا و كراهية ..!
و سرعان ما التقت نظراتي بنظرات عصام.. و إن كانت نظراتي في تلك اللحظة مملوءة بالقلق و الخوف و الألم .. جرّاء تهديدهما و تصرفهما معي ..

فقد كانت كما العادة .. نظرات عصام .. عميقة و ثابتة .. تشعان بوميض حاني.. مكلل بالحب و الحنان ..

" آآآه .. الله يخلي اللي هالعيون .. و صاحب هالعيون .."
أو كما يقول راشد في أحد أغانيه ..




" هالعيون اشلون أملها .. سحر ذوبني غزلها .. !! "

 
 

 

عرض البوم صور فلسطين   رد مع اقتباس
قديم 08-02-06, 10:13 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Nov 2005
العضوية: 983
المشاركات: 9,216
الجنس أنثى
معدل التقييم: DoDo عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
DoDo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فلسطين المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

حلوووووووو فلسطين انا بانتظار البقيه
نفسي اعرف اخر شي راح تتزوج ولا لا

 
 

 

عرض البوم صور DoDo   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 04:50 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فلسطين المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جاري اكمال الرواية من قبلي لتأخر العضوة بنقل القصة


الج ـزء (23)


في صباح اليوم التالي، فتحت عيني على صوت الهاتف المحمول و هو يتعالى ينبئني بورد مكالمة ما ،..
و لم أكن لأركز على رقم الهاتف الوارد ، و النعاس بسلطانه كان لا يزال عالقا على أهداب عيني .. فقط رفعت السماعة و همهمت بصوت ناعس
" نعم ؟؟!! "
" ... "
" من هناك؟! "
" ... "
" فلتنطقي! من معي ؟! "

و لكن دون جدوى.. فلا من مجيب سوى صمت مطبق، و صوت تنفس أحدهم أو إحداهن .. و هي تزفر بعمق .. و تتنهد بألم !
هي نفسها تلك التي كانت تتصل في.. و تتهمني بأني خاطفة الرجال بلا شك..و مع هذا .. عاودت النوم مجددا..لا أنكر أن ذلك كان بصعوبة .. و قد أطارت تلك المجنونة النوم من عيني .. و لكن لم تمر سوى ربع ساعة إلا و قد عاود الهاتف الصياح مرة أخرى !!

" نعم ؟؟.. من ؟؟ .. فلتتكلمي أيتها المجنونة !! من معي !! "
" ... "
و ما من مجيب هذه المرة أيضا !!
لذا أغلقت السماعة ، و قد ارتفع ضغط دمي لدرجة أني كنت أشعر بحرقة شديدة في أعماقي .. و ثوران غاضب في شراييني !
رميت برأسي على الوسادة مجددا .. و رفعت كذلك البطانية أغطي بها وجهي و كلي إصرار على مواصلة النوم .. فالساعة لا تزال عند التاسعة صباحا !!

بعدها بقليل.. رفعت السماعة للمرة الثالثة .. و قد ارتفع صياح ( موبايلي ) مجددا .. و قد أخذ مني الغضب مأخذه .. لذا و دون أن ألمح من هو المتصل هذه المرة .. فقط رفعت السماعة لأجيب ، و كلي غضب و حقد على من سلبني النوم في هذا الصباح الباكر، و يحاول سلبني سعادتي في أحلى أيام عمري ..

" هييييي.. يا قليلين الأدب ! ردوا.. و إلا بيصير إليكم شي عمركم ما شفتونه!"
و لم أكن لأكمل سلسلة شتائمي المشبعة بالغضب .. و قد ارتفع صوت الطرف الآخر مذهولا ليقاطعني !

" صباح الورد يا أحلى مرام ! "
" ها؟!! هذا أنت يا عصام ! "
و لكم فقط أن تتخيلوا مقدار الحرج الشديد و اللون الأحمر الذي انطبع في وجنتاي في تلك اللحظة !
" عصام.. آسفة .. لم أكن أقصدك بالطبع ! "
" خير عزيزتي..
ما الأمر ؟! .. ماذا هناك ؟! "
" هو هاتف من مجهولة.. تكرر كذا مرة .. دون أن تتكلم ، فقط تسمعني صوت بكائها حينا .. أو تنهداتها و زفراتها حينا آخر .. ! "

و الصدمة الكبرى كانت هي حين أمليت الرقم على عصام ..فقد كانت هي من أخشاها .. ابنة العمة المحترمة !!

" يا الهي ،،ماذا تريد مني؟! لماذا لا تتركني وشأني ؟! لماذا هي مصرة على تحطيم حياتنا! "
" هوني الأمر عليك حبيبتي ،
لن تستطيع هي أو حتى غيرها أن يضروك .. و أنا معك !" طمأنني عصام بنبرته الحانية ،
" أروع ما في خطيبي هي قدرته العجيبة في امتصاص ثورة غضبي مهما كانت ! "
و لم يكن عصام ليتركني قبل أن يسمع مني ضحكة قصيرة عقبت بها على نغزته المازحة و هو يقول ..
"حبيبتي .. أو لن تعزميني على غداء من صنع يديك اليوم ، فأنا أود حقا الاطمئنان على مستقبلي ! "
و قبل أن يغلق عصام الخط مودعا .. ذكرته بالعقد .. فخطيبي مصاب كغيره من أبناء هذا الجيل .. بداء النسيان ..
" عصام.. لا تنسى أن تمر في طريقك على العقد لتحضره .. "
" أووه.. كدت أنساه .. جيد أنك ذكرتني ! "
" أو لم أقل لكم !! .. إلا خوفتي يوم من الأيام ينساني ! "
سرعان ما تنشطت همتي ، و قد أنعشني صوت خطيبي المبجل و حديثه الرائع بنبرته الحانية !
لذا أسرعت اتجاه والدتي أطلب منها المساعدة في المطبخ ، بل أقصد أن أخبرها أن عصام سيتناول معنا الغداء اليوم.. و أنا من يتحتم علي مساعدتها .. لا العكس .. حضرنا ما حضرناه من أطباق و سلطات و عصائر و حلويات ..
" يا بختك يا عصام .. ما راح تطلع من بيتنا إلا زايد وزنك كم كيلو .. ! "
و في الواقع ، كان جل همي و أنا أساعد أمي أن أرى ردة فعل عصام و هو يضع اللقمة الأولى مما صنعته يدي .. أووه أقصد والدتي .. و لكن تحت إرشاداتي .. و لكن لا تخبروه بذلك .. و ليكن هذا سر ٌ بيني و بينكم حتى حين .. بعد أن تناولنا الغداء في ذلك اليوم ، و الذي نال بالطبع رضا خطيبي الكامل ..
و الدليل على ذلك أننا رفعنا جميع الأطباق من على المائدة .. فارغة تماما !
أصر خطيبي المبجل على رؤية صوري القديمة و التي ترجع إلى أيام الطفولة المنصرمة ..!!
" لا مستحيل .. وا فشيلتاه !!
في صور واجد اتخرع ، و صور مخيفة جدا .. و صور مرعبة جدا ! و صور ما إليها طعمة ! و من غير أي سالفة ! "
و لكن و لأن أخي محمد لم يدع لي أي فرصة للتهرب.. و قد قفز فجأة ملبيا طلب عصام !
لم يكن أمامي حينها سوى الإذعان.. و محاولة التستر على ما وراء الصور من حكايات .. و مشاغبات الطفولة البريئة و ذكريات و إن كانت قديمة .. فهي و بالتأكيد جميلة .. بل رائعة !
" آآه .. يا ليت الطفولة تعود يوما .. فقط لأخبرها بما فعل بي الشباب ! "


.. للحديث بقيه ..

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 04:51 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فلسطين المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الج ـزء (24)


أمي كانت معنا و هي تقلب أمامنا الألبومات القديمة.. بما فيها من ذكريات جميلة و رائعة ..

و كنت أرى على عينيها و اللتان أغرورقتا بالدمع..مشاعر هي أعمق من أن أتمكن من ترجمتها مزدانة بالحب..الأمومة .. الحنان .. و بل ربما الفخر و الاعتزاز ..فمن ذا الذي يصدق أن تلك الطفلة الصغيرة في الصور .. و التي نراها بشعرها المنفوش .. و دموعها المنسابة بسبب و دونما سبب.. قد أصبحت عروسا.. و عريسها ماثل أمامنا.. يشاركنا ضحكنا.. و تعليقاتنا على الصور القديمة ..

" يا سبحان الله ..لكم هي الأيام تمر بسرعة.. أو لا تشعرون معي بمثل هذا الشعور ؟! "

اختار خطيبي واحدة من أحلى صوري .. و أصر على الاحتفاظ بها في محفظته .. مع أني حاولت إقناعه بأني سأصور لأجله صورة أخرى في (الاستيديو).. تكون رائعة بالفعل .. لكنه و كما كان يقول أنه يرى في هذه الصورة .. أن من فيها ملاك رائع..

" خلاص هذا أهم شي .. أن أكون في نظر خطيبي ملاك رائع ! "

و أنا أيضا أريد له صورة !! واحدة بواحدة ! و لم أكن لأنفك أطلبها منه و لو بطريقة غير مباشرة .. حتى وعدني بإحضار صورة شخصية له غدا ..

" أيوه كذا .. علشان أشعر بأني مخطوبة .. و أفوشر بصورة بعلي على ربعي ! و أقول إليهم .. شوفوا اشكثر عصامي وسيم و يجنن ! "

ثم أني سرعان ما انتهزت لحظة تعذرت أمي فيها بالذهاب إلى المطبخ.. لشرب الماء .. و إن كنت أعلم أن غسل عبراتها و تجفيف دموعها.. هو السبب الحقيقي في انصرافها عنا .. انتهزت الفرصة لأحادث خطيبي المبجل و بشيء من الدلال.. في رغبتي باستعارة سيارته.. للقيام بمشاويري اللازمة لحفلة الخطوبة المرتقبة !

و كانت عبارتي تلك .. هي الشرارة لأن أبدأ حربا معه .. استمرت لأكثر من ربع ساعة ،

و هو يحاول فيها عبثا إقناعي بأنه سيقوم بإيصالي إلى المكان الذي أريد ..فهو و كما يقول .. أبدا لا يحبذ سياقة المرأة .. إلا فقط للضرورة القصوى !

" بس انتوا طبعا تدرون شنو ردة فعلي و رايي في هالموضوع !
و الله هذا اللي ناقص ! ياخذني و يحبسني و يمنعني من السياقة بعد ! "

و عندما لم يجدي المنطق في إقناع عصام بوجهة نظري .. لجأت كما عادة المرأة .. إلى سلاح العاطفة .. ليرضخ عصام و قد استعملت معه كل ما لدي من طاقة و قدرة في تمثيل دور ( الزعلانين ) و أنا أهمهم له ..

" إن كنت خائف على سيارتك لهذه الدرجة .. فأنا خلاص لم أعد أرغب في أخذها ! "

فما كان أمام عصام سوى أن يطرق رأسه قليلا.. و قد شرد بنظراته لبضع ثوان.. قبل أن يجيئني صوته راضخا ..

" حسنا .. حسنا عزيزتي .. و لكن انتبهي لنفسك جيدا ! "

ثم مد يديه إلى جيبه ليناولني مفاتيح السيارة .. اعتلت وجهي ابتسامة واسعة و أنا أمد يدي لأختطفها من بين يده .. إلا أن أصابع عصام كانت لا تزال عالقة .. تأبى أن تترك لي المفاتيح ..

" ها ؟!! هل غيرت رأيك ؟ ألن تناولني إياها ؟! "


"ليس قبل أن تعيديني أنك ستنتبهين لنفسك جيدا .. و أنك لن تكوني لوحدك .. اصطحبي معك صفاء.. أو محمد .. أو حتى أسماء ! "
" حاضر .. عزيزي حاضر ! "


و لم أكن لأنتبه ما تفوهت به من شدة الفرحة التي كانت تغمرني.. في تلك اللحظة .. و لكن ردة فعل خطيبي و ابتسامته الواسعة .. جعلتني أدرك ما قلته له للتو .. و قد كانت هذه هي المرة الأولى التي أناديها فيها بعزيزي .. مع أنها جاءت عفوية بالفعل.. دون أن أخطط لها مسبقا !

" أعيدي ما قلتيه لي للتو .. "

تجمدت في مكاني .. و قد أصبح وجهي بلون التوت الأحمر .. إلا أني سرعان ما تداركت الموقف بأن قلت ..

" لم أقل شيئا سوى حاضر عصام حاضر ! "

" لا.. كانت هناك كلمة أخرى .. أعيديها أرجوك !"

و لأنه كان قابضا بقوة على معصمي .. و في عينيه رسالة ترجي صادقة ..

" لاحقا .. لاحقا.. لا تكن طماعا .. ع ز ي ز ي ! "

و انفرجت أساريره.. و اعتلت وجهه ابتسامة طفل وديع.. قبل أن يسمح لي بالانصراف إلى خارج البيت.. حيث أستطيع المرور على صفاء لاصطحابها معي إلى السوق كما خططت ..

" لكم هي مشاعرهم مرهفة و حساسة ! هؤلاء الرجال في بعض الأحيان .. كما الأطفال تماما !! "

في داخل السيارة .. و قبل أن نتحرك .... طالعتني صفاء و هي تتساءل ..

" ما هي خطتنا في المشاوير مرام ! "

" سنمر أولا على الفستان .. ثم الباقة .. و من ثم الصالة لنحجزها ! "

" ما شاء الله .. الله يعينا على كل هالمشاوير ! "

" ها .. إذ ما إليج خلق .. قولي من الحين قبل ما نتحرك ! "

" لا.. ليش كم مرام أنا عندي .. أنا ما قلت شي .. بس انتبهي للطريق قبل ما تودينا في داهية .. "

" أشووه .. حسبت بعد ! "

بعدها بقليل .. ارتفع صوتي مخاطبا ابنة خالتي ..

" ناوليني الهاتف .. سأتصل بعصام ! "

" و لماذا يا ست الحسن و الجمال ! "

" ليصف لي أين يقع محل الأزهار ؟!! "

"و لكني أعرف جيدا أين ذا يقع !! "

" أعلم بذلك .. و لكني أرغب في أن يصف لي هو .. لا أنت !! "

بعدها بقليل.. أعدت الكرة أيضا .. و لكن لأننا كنا بالفعل ضائعين !
و من شدة ارتباكي ..لم أنتبه إلا و صوت صفاء يصرخ مدويا ..

" مراااااام.. انتبهي .. انتبهي !!!"

و تداركت الأمر .. بأن حرفت السيارة قليلا.. لأتجاوز حادثا كان على وشك أن يقع !!

" مرام حاسبي أرجوك .. كدت تصطدمين بالسيارة التي أمامنا ! "

" هي من توقفت فجأة .. ليس ذنبي أن غيري لا يعرف كيف يسوق ! "

و لأن الارتباك كان قد أخذ مني مأخذه .. لذا سرعان ما أوقفت السيارة جانبا .. و شرعت في البكاء .. و ما زاد الطين بلة .. هو أن الموقف الذي أوقفت فيه السيارة .. كان من الممنوع الوقوف فيه ..و قد لمحنا رجل مرور في تلك اللحظة .. و بالطبع فإن رجال المرور متفانين في الخدمة ..

و بالقيام بواجبهم على أتم وجه .. لذا فإنه فقط أعطانا مخالفة بالوقوف في ما هو ممنوع الوقوف فيه .. و أخرى لعدم ارتدائي الحزام ! و لم يقتصر يومي على هذه المفاجآت فقط.. بل أعدت السيارة لعصام في نهاية النهار.. بخدش صغير..صغير جدا ! حدث حينما حاولت إيقاف السيارة في زقاق ضيق بالقرب من الخياط !

و في واقع الأمر أنه لم يكن صغيرا جدا .. و لكن هذه هي الطريقة المتبعة في تهوين الأمور الجسام !

و مع هذا ...فقد كانت ردة فعل عصام هي فقط أن رفع يده واضعا إياها على رأسه .. فاغرا فاه .. لبرهة من الزمن و هو يتأمل الخدش و الذي امتد على جانب السيارة .. من بدايتها .. إلى نهايتها !

و لأني كنت بالفعل أشعر بشيء من تأنيب الضمير .. أسرعت أهمهم له بشيء من كلمات الاعتذار الصادقة ..و أنا أناوله مفاتيح السيارة .. و قد ترقرق الدمع في عيني يرجو سماحه..

" آسفة عصام .. أنا حقا آسفة .. لم يكن قصدي .. "

عملية استيعاب الموقف .. أخذت من عصام بضع ثوان قبل أن يجيئني صوته هادئا ..

" خيرا إن شاء الله .. أهم شيء أنك لم تصابي بسوء .. إنها فقط قطعة من الحديد.. لا تهتمي بذلك ! "

ابتسمت و أنا أكرر أسفي له .. و قد تذكرت لحظتها ما قالته لي صفاء حينما خدشت السيارة ..

" في الحديد .. و لا فيني ! أليس كذلك ؟!! أهم شي سلامتي !! "

و أما عن موضوع المخالفات.. سأخبره بها لاحقا.. فأنا أخاف على زوجي .. من كثرة الصدمات !!



.. للحديث بقيه ..

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة سر الحياة, مذكرات فتاه مخطوبه, مذكرات فتاه مخطوبه للكاتبة سر الحياة, رواية مذكرات فتاه مخطوبه, رواية مذكرات فتاه مخطوبه للكاتبة سر الحياة, سر الحياة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية