كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
انضم الطريق الفرعي إلى طريق عريض على محاذاته رمال صفراء ممتدة تظللها بضع شجيرات بدت
وكأنها الصنوبر .وخلف الرمال بدت المياه خضراء صافية، تشتد اخضراراً كلما أصبحت أعمق .وعلى بعد ميل من الشاطئ كانت الأمواج تتكسر بشكل قناطر من الزبد أثناء اصطدامها بجرف من الصخر المرجاني .
-لا أكاد أصدق أن الطقس كان مثلجاً عندما غادرت البلاد. قال لي هوارد إن هناك تفسخات بسبب الثلج في منطقة سكنكم .وقد حفر طريقه للخروج من منزلكم .
-إنه ليس منزلي ،إنه منزله .
-حسناً, إنه المنزل الدي تسكنين فيه معه .لذا أقول منزلكما .
ولم ترد سالي ...بل هزت كتفيها .تباطأت السيارة وأخذ الطريق يبتعد عن الشاطئ ، فحل مكان الأشجار والرمال من جهة اليمين جدار أبيض، تدلت منه أزهار حمراء كالاجراس .وعبر البوابات لمحت ليديا جدران الفيلات الفخمة والحدائق المعتنى بها جيداً ،حيث تحافظ مضخات المياه على خضرة الأرض .سقوف حمراء كانت تلمع تحت أشعة الشمس ، في مواجهة السماء الزرقاء الموشحة بغيوم بيضاء كالريش.قالت سالي:
-هذه أميرالد كاي.
جذب كليف ذراعه عن كتفيها ،ثم أدار السيارة إلى ما بين عامودي بوابة، فاندفعت في طريق خاص توقفت بعده أمام منزل ريفي مؤلف من طابقين جدرانه خضراء و نوافذه بيضاء . سألته سالي :
-هل ستدخل لتناول القهوة يا كليف؟ لقد حان وقت الغروب .
-ليس هذا المساء.أنت دون شك تريدين سماع الأخبار العائلية التي تحملها ليديا في جعبتها .
نزل من السيارة ليفتح الصندوق ،فالتفتت سالي إلى ليديا وألقت عليه نظرة حقد:
-لماذا تكلمت عن هوراد أمامه ؟
- ظننتك ترغبين في سماع أخباره فهو زوجك .
-اوه...لا تدعي! .لقد ذكرته عامدة .أما تعلمين أن زواجي انتهى منذ غادرت انكلترا؟
-هل يعلم هوارد بهذا ؟
-اذا لم يكن قد فهم ...فسيفهم عما قريب .
فتحت سالي باب السيارة وخرجت لتتحدث إلى كليف . و إلى أن استطاعت ليديا الخروج من المقعد الخلفي, كانت سالي قد دخلت المنزل ،وكليف قد وضع حقيبتها على الأرض تحت المدخل ذي القناطر المتدلية منه أزهار ملونة تظلل الباب. وعندما استدار عائداً إلى السيارة كاد يصطدم بها ،فوقفا للحظات في مواجهة بعضهما بعضاً في صمت متحد:
-أشكر لك إيصالك سالي لمقابلتي وإعادتك إيانا إلى المنزل .
-كنت تتمنين عدم حضوري .إيه؟ لقد بدا الأمر جلياً على وجهك يا طفلتي .
-وما الذي بدا جلياً ؟
|