كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
كان كل شيء قد سار حسبما خططه الكسندر برودي ... مانعاً بطريقة ما كليف من اللحاق بها إلى منزل أبيها، وبطريقة ما تمكن من إقناع والدها بالتخلي عن وظيفته في أمير الدكاي والعودة إلى انكلترا معها.
كان والدها قد أخبرها بعد أن تحدث إلى الكسندر برودي عن شعوره .
- لا أستطيع سوى الشعور بالراحة يا ليدي، لأن فكرة زواجك منه بسبب ما فعلت آلمتني, كان خيراً لك ذاك الحديث الذي أجريته مع برودي العجوز. لدي انطباع بأنه أحس بأن كليف يتصرف بطيش. كيف أحسست بعدها يا عزيزتي؟.
- بالراحة ... هل أخبرك السيد برودي شيئاً عن سفرنا غداً؟.
- أجل ... لقد تم كل شيء. وسنسافر إلى ميامي في طائرته الخاصة، فهو على كل الأحوال عائد في الغد إلى أميركا، حيث سنذهب معه ومن هناك مشافر رأساً إلى انكلترا.
- وماذا عن سالي وهوارد ... و كيف سنخبرهما عن سفرنا؟.
- سأفعل شيئاً حيال ذلك ، فستبقى لودي في المنزل حتى نهاية الأسبوع القادم حيث ستوضيب كل حاجاتي وترسلها إلى انكلترا ... سأترك رسالة معها لهما، أظن أنه من الخير عدم ابلاغ سالي عن أي شيء، لا عن الاختلاس أو عن الابتزاز أو حادثتك مع كليف ... فستخبرينها كل هذا، وأنا لا أريد أن أزعجها وهوارد وهما الآن يتلمسان طريق المصالحة.
- كيف ستفسر قرارك المفاجىء بترك العمل؟ .
- سأقول لها إنني اشتقت إلى وطني، وأنني أريد العيش قربكما.
وضبت حقيبتها حين كان والدها يكتب الرسالة لسالي, كانت قد قررت أن تكتب لكليف رسالة فحاولت مراراً. لكنها في كل مرة كانت تمزق ما تكتبه حتى قررت أن النهاية المفاجئة لعلاقتهما هي الطريقة الفضلى لإنهائها فهما ما تعارفا إلا لفترة وجيزة، فكانت علاقتهما عابرة كما أشار والدها، وسيكون من السهل عليها نسيانه بعد عودتها إلى موطنها، بعيداً عن سحر الشمس وصخور المرجان والبحر الأزرق. بعيداً عن جزر الجنة . وعودتها إلى الواقع في ظل دخان المصانع الأسود والتلال القاحلة في موطنها.
لكن هذا لم يحدث ... فخلال الأشهر الستة التي مرت كانت قلقة البال والضمير، تحس بأنها قد أخلت بوعد قطعته للمرة الأولى في حياتها، وعدها له بالزواج ، ومع أنها كانت تعتبر أن من حقها النكث بوعدها ما دام قد ابتزها لتوافق إلا أن ضميرها بقي يؤنبها لأنها خذلته.
لم يطل الوقت بأبيها حتى وجد وظيفة، هو الآن مستقر وسعيد في إدارة ناد ريفي. أما سالي وهوراد فقد عادا إلى منزلهما خارج لندن ... وسرعان ما وصلت أخبارهما التي تفيد أنهما ينتظران حدثاً سعيداً وعندما شاهدت ليديا أختها في المرات القليلة لم تذكر أمامها مطلقاً كليف برودي ، بل رأت ليديا أن أختها قد أصبحت شخصاً مختلفاً، فما عادت متهورة ، بل هادئة مبتسمة, أجمل مما كانت بدءاً.
|