كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
وسارا معا عبر الحديقة وكان الجو معبأ برائحة الزهور ، وشعرت ساشا بالدفء ، فنزعت معطفها عن كتفيها ووضعته فوق ذراعها، وكان قد وصلا في سيرهما الى حافة الحديقة وبدا البحر منبسطا أمامهما على البعد ، كما بدت أنوار الطريق متقاربة كعقد من الماس وضع فوق غطاء من القطيفة السوداء يتلألأ في الظلام وقد بدت في السماء من خلال السحب التي تكتنفها بعض الكواكب المتناثرة.
وقفت ساشا واخذت تتنفس بعمق وهي تتنشق هواء البحر النقي ، كان المنظر رائعا ، على البعد أضواء أحد اليخوت يتحرّك على سطح الماء ، فسرحت افكارها وهي تتساءل ، ترى من يكون على ظهر اليخت وما إذا كان هناك إحتفال ما يجري على سطح البحر ، وتنهدت وهزّت كتفيها في يأس.
ويبدو ان مارك رآها تهز كتفيها فسألها بطريقة لطيفة:
" هل تشعرين بالبرد ؟ هيا بنا للعودة الى المنزل".
فإنتبهت ساشا وكانت قد أوشكت ان تنسى وجود تور الى جانبها وقالت :
" لا ، لا اشعر بالبرد ، إنني أنظر فقط الى ذلك اليخت ".
وسقط المعطف عن ذراعها وهي تشير بيدها الى اليخت وقبل أن تنحني للتقاطه كان مارك قد سبقها الى ذلك وهو يقول:
" ساحمله عنك ام تفضلين أن تضعيه فوق كتفيك؟".
وأجابت ساشا بالنفي ، وكان مارك يقف قريبا منها ولا تدري ماذا حدث لها في هذه اللحظة إذ بدأ قلبها يخفق بعنف ، وبدأت تشعر فجأة بوجود مارك معها كرجل ذي جاذبية لا تقاوم، ربما كان الجو الذي يحيط بها قد ساعد على ذلك ، وشعرت بإضطراب شديد وهي تسائل نفسها كيف تجرأت على الخروج معه بمفردها في مثل هذا الوقت.
وإبتعدت عنه قليلا وأخذت تنظر الى البحر وهي تتساءل متى تحين فرصتها للتخلص من هذا الرجل الذي يقف بجوارها.
كانت ساشا تعرف أنها قوية ولكنها كانت على يقين أيضا من أن مارك يفوقها قوة بكثير فقد كان ذلك واضحا في بنيته القوية ورجولته التي لا تخطئها العين وفي وقفته وهو يرفع وجهه كانه يتحداها أن تحاول الهرب.
وفكرت ساشا أنها لو حاولت الهرب سيأتى لها فقط عن طريق إستخدام الحيلة ، بدا لها أيضا بعيد الإحتمال لأنه كان واضحا أن مارك ليس رجلا غبيا كما كان يراقبها طوال الوقت.
وتنهدت ساشا في يأس وهي تقنع نفسها بأن عليها الإنتظار حتى تنفرد بنفسها في غرفتها لتفكر في الأمر جيدا وربما امكنها الهرب من النافذة فإنها لا تبتعد كثيرا عن الأرض وتطل على الحديقة حيث تنمو الحشائش الغزيرة.
وأفاقت ساشا من أفكارها على صوت مارك يسألها:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء... كنت أفكر كم كان الوضع يختلف لو....".
وتوقفت عن الكلام فقد تذكرت انها لا تريده أن يعرف حقيقة مشاعرها أو الطريقة التي تفكر بها لأن ذلك لن يخدم خطتها في إقناعه بأنها قبلت الأمر الواقع.
" نعم ، اعرف ذلك وأشعر بأسف شديد ، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلا وقريبا جدا خلال ايام سينتهي كل شيء وسيكون المنزل تحت تصرفك وحدك".
ولم ترد ساشا على حديثه بل كانت تشعر أنه لم تعد هناك فائدة من الحديث ، كما أنه لم يعد بمقدورها أن تصدقه ، إختلط عليها كل شيء ، التجربة التي تمر بها تصلح موضوعا للصحافة او نادرة يتحدث عنها الناس في المقاهي ولكنها نادرا ما تتحدث لأناس تعرفهم ، ولم تكن تفكر في أي يوم من الأيام ان تتعرض لمثلها ، حتى في الصحيفة حيث تعمل سيتهمونها بالجنون لو قدمت لهم مثل هذه القصة.
|