كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
وبالفعل بدأت ساشا تنفيذ هذه الفكرة فتظاهرت بالإسترخاء وهي تتحدث مع مارك وسألته وهي تسمع صوت الرجل الآخر يعود بالحقائب من السيارة .
" هل يمكنني أخذ المزيد من الشاي وبعض الطعام ... أحضرت معي بعض الطعام من نيس واشعر بجوع شديد".
فوقف مارك قائلا:
" حسنا... إنتظري هنا".
ثم عاد يحمل حقيبة من البلاستيك كانت ضمن حقائبها ، وسمعت صوت اقدام ثقيلة تصعد الدرج المؤدي الى غرفة النوم ، وتنفست ساشا الصعداء ، إذ كان وجود الرجل الأصلع الذي يحمل الحقائب يملأها بالرعب.
وكانت ساشا تشعر بجوع شديد ، ولكنها إضطرت الى الإنتظار حتى يخرج مارك جميع المأكولات من حقيبة البلاستيك وهو يفتش كل شيء بدقة ، وبعد أن إنتهى من ذلك قال لها:
" حسنا يمكنك الآن تناول الطعام... ولكن لماذا لا تغتسلين أولا ! يوجد حمام في الطابق العلوي".
" اعرف ذلك فقد حضرت الى هذا المنزل من قبل كما أخبرتك".
ثم أضافت في لهجة حاولت أن تبدو لطيفة:
" ساصعد الآن ... اين حقائبي؟".
"هنا... بالداخل...تعالي سأحملها لك الى الطابق العلوي".
ولم تستطع ساشا ان تمنع نفسها من التساؤل كيف يمكنه أن يحمل الحقائب وذراعه اليسرى مصابة وأقنعت نفسها أنها لا تهتم كثيرا بذلك فكل ما تريده الآن هو الخروج من هذا المنزل في أسرع وقت ممكن حتى لو إضطرت الى ترك متاعها كله وراءها.
وحمل مارك الحقائب وقد امسك بأخفها وزنا وفي يده اليسرى المصابة وأومأ اليها برأسه وهو يرشدها الى الطريق.
ونظرت اليه ساشا وشعرت بأنه على الرغم من ان يديه كانتا مشغولتين في حمل الحقائب ما زال متحفزا لأي حركة قد تقوم بها.
وأوصلها مارك الى حجرة في مقدمة المنزل إعتادت على النوم فيها عندما كانت تفد الى المنزل في المرات السابقة ، ودخلت ساشا الغرفة حيث عاودتها الذكريات من زياراتها السابقة للمنزل كان كل شيء كما هو في الغرفة وتوقفت ساشا ساكنة وقد تملكها شعور بالحزن والياس معا ، لم تكن تفكر أبدا في انها ستضطر الى مواجهة مثل هذا الموقف في وقت من الأوقات.
ويبدو أن مارك لاحظ علامات الإنفعال التي إنعكست على وجهها في هذه اللحظة فبدا التساؤل على وجهه وهو يقول:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء... هل هذا المكان الذي ساقضي فيه الليل؟".
"نعم ... وأنت تعرفين مكان الدوش في الغرفة الصغيرة المجاورة".
" بالطبع أعرف ذلك".
ثم نظرت اليه وهي تسأل:
" ولكن هل تنوي البقاء في الغرفة بينما أستعد للإغتسال؟".
إبتسم مارك وهو ينظر اليها وقد لاحت ملامح وجهه الأسمر الذي لوّحته الشمس ، فبدا لها أكثر جاذبية ورجولة ، ولكن ساشا لم تكن في هذه اللحظة في حال يسمح لها بالإهتمام بذلك ، فقد كانت تشعر بالخوف وتحاول جاهدة إخفاءها .
ورد مارك قائلا:
" بالطبع لا انوي البقاء... ولكنني أحذّرك من محاولة الهرب مرة اخرى ، فالغرفة كما ترين لا يوجد فيها سوى نافذة صغيرة جدا تستحق عناء محاولتك الهرب منها".
نظرت اليه ساشا بطريقة ساخرة وهي تقول :
" كنت اعتقد أنني ضيفتك ".
ثم اضافت وهي تميل برأسها قليلا:
" والضيف لن يحاول الهرب... اليس كذلك؟".
فردّ مارك ويده على مقبض الباب:
" بالطبع لا... لا تؤاخذينني".
ثم أحنى لها راسه بالتحية ونظر اليها وقد بدا لها في عينيه ، تلك اللحظة ، تعبير غريب وهو يقول لها:
" إنك تبدين جميلة جدا وانت غاضبة ... إنك جميلة حتى وانت غير غاضبة".
وتركها بعدما أغلق الباب وراءه ووقفت ساشا وسط الغرفة وقد اثارها كلامه وأخذت تسائل نفسها من هو هذا الشاب الروسي وماذا يفعل مع رفاقه في هذا المنزل؟
ولما لم تجد إجابة على هذه التساؤلات إنحنت ساشا على حقيبتها في يأس وأخذت تعبث بمحتوياتها بانامل مرتعشة.
نهاية الفصل
|