كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1105 - أب بالصدفة - ان بيترز- دار النحاس
فقالت وهي تقدم إليه وصل الاستلام " آه , لا داعي للشكر ,كل ما اريده هو أن لا تجعلني أسف على تأجيرك الغرفة, وهذا كل شيء, هاك الوصل ويمكنك ان تناديني الآن باسمي لويزا "
لويزا... ويالها من سيدة محترمة.
تبادلا ابتسامة تودد, وما أن وضعت النقود دون ان تعدها, في اناء زجاجي مصنوع بشكل هرة جالسة وردية اللون, حتى انفتح الباب الخلفي ودخلت امرأة طويلة القامة قاتمة الشعر, وعندما التفتت بوجهها بدت عيناها الخضروان باهدابهما القاتمة وحاجبيهما المستقيمين, وكانت تحمل بين ذراعيها أكياساً مليئة بمواد البقالة.
بقيت واقفة عند العتبة لحظة, وقد تعلقت نظراتها لحظة قصيرة بنظرات جيرالد عند المائدة.
قالت فيرونيكا مجفلة " آه, مرحباً "
لم تكن معتادة على رؤية رجال مشعثي الملابس غير حليقي الذقن يزينون مائدة مطبخها كل يوم.
كانت طويلة القامة بالنسبة إلى النساء ,كما رأى جيرالد, وذات صوت أح, وبدت له متزمتة محافظة بثوبها المحتشم وشعرها القاتم اللون المربوط إلى الخلف بإحكام.
جعله اتصال نظراتهما الجاف, وشعوره بعدم ترحيبها به, جعله يرد عليها بكلمة مرحباً, ناظراً إلى الجدار بدلاً من رأسها.
وإذ فؤجئت بهذا العبوس والإختصار في الرد عليها, والمتعذر تفسيره, تحولت نظراتها إلى لويزا التي كانت تمد ذراعيها نحوها تتلقى منها حملها, وهي تقول " اهلاً بكِ يا عزيزتي روني " ثم عانقت ابنة اخيها وهي تقدم لها وجنتها تتلقى منها قبلة ترحيب.
" مرحباً يا عمتي لويزا "
وانحنت تقبل عمتها, بينما خففت لويزا عنها بعض حملها وهي تسألها " كيف حال المدرسة اليوم ؟"
" إجرام كالعادة, شكراً " ووضعت بقية الأكياس على منضدة جانبية ثم عادت بنظراتها إلى الغريب الجالس إلى مائدتها, ينظر إليها... وإذ تملكها الارتباك عندما رأته ينظر اليها بنوع من التسلية بدلاً من ذلك الجفاء, إحمر وجهها واستمرت تقول " من حسن الحظ أنني لست مضطرة للتعليم يومياً "
كان الإضطراب يبدو عليها لوجوده, كما رأى جيرالد, تماماً كما تملكه هو الإضطراب لمرآها قبل ان تضع من يدها الأكياس ويرى بقية وجهها. ولم يكن هذا يعني ان وجهها ذاك كان دميماً... كلا أبداً, وإنما كان عادياً تماماً فالأنف عادي, وكذلك الوجنتان والفم, حسب رأي جيرالد.
ومع بساطة تلك التقاطيع, لم تعد عيناها اللتان اثارتا اضطرابه في البداية, لم تعودا تبدوان مشرقتين بالحيوية, كما فقد صوتها الأبح ذاك إثارته واصبح مجرد صوت يبعث الرضا والاستحسان في النفس, وإذ اعجبه تبدل صفاتها هذا, شعر بالإرتياح واستعد للاستمتاع بمظاهر المحبة المتبادلة بين العمة وابنة اخيها.
" ما الذي تقومين به يا عمتي ؟"
|