كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
توجهت نحو مدخل الفندق . سألها البواب الليلي :*
- هل تريدين سيارة اجرة ؟*
ترددت قليلاً , ثم قالت انها تريد دراجة ذات دولابين , لادراكها انها ابخس ثمناً .
نادى احدى الدراجات . فصعدت الى المقعد الضيق , وابلغت*السائق اسم فندق آخر لمحته عندما توجهت الى تاج محل ليلة*
وصولها الى اغرا .
اخذ السائق يدوس برجليه على العجلات , والهواء القارس يلسع وجهها , لكنها ظلت في حالة من الغليان الداخلي وهي تستعيد*حديثها مع جيلز فارو . كيف يجرؤ على توجيه تلك التهم اليها ؟ ألا يعرف ان عمته احذق من ان تنطلي عليها خدع كهذه ؟ انها عجوز*ذات قدرة عجيبة على تمييز الناس ,والحكم على شخصياتهم , وهذا ما تبين لابيا في حكمها على افراد المجموعة . يبدو ان ذكاءها لا*يخونها الا فيما يتعلق بابن اخيها ! خاطبت ابيا نفسها :
- ساغادر هذا المكان مع انبلاج فجر الغد . واذا عجزت عن حجز*مكان في الطائرة فسأنتقل الى فندق آخر . وهكذا اثبت للسيد العظيم*ان وساوسه لا اساس لها من الصحة .
وبعد ان اتخذت هذا القرار , بدأت ابيا تجيل النظر فيما حولها .ورأت ان الدراجة توقفت واستدار السائق صوبها . قال :
- ان الطريق الى الفندق طويلة جداً . اريد عشر روبيات اكثر .
فاجأتها كلماته . ثم استبد بها الخوف . لكنها ارتأت عدم الافصاح*عن مخاوفها , فحدقت في الرجل باسلوب متعجرف قدر امكانها :
- لن ادفع لك روبية واحدة اكثر من اللازم . لقد اتفقنا على*الاجرة مسبقاً.
- غيرت رأيي . انها مسافة طويلة .*
كررت ابيا :*
- كلا .*كانت تدرك ان المبلغ الاضافي لا يمثل اي شيء بالنسبة الى سائح*اوروبي , ولكن القبول به يعني الخضوع للابتزاز المتواصل, تابعت:
- سادفع لك شيئاً اضافياً عندما نصل الى الفندق .
- اذا رفضت الدفع فلن آخذك الى اي مكان .
- اذن سابحث عن سائق آخر .
وقفزت ابيا الى الارض قبل ان تخونها شجاعتها. كانت الشوارع*مظلمة , لا انوار تكشف امامها الطريق , بل مجرد قمر خافت.
*اسرعت الخطى . لم تلمح اية دراجات وبدا المكان مقفراً من الناس.*
وخالت انها لن تجد دراجة اجرة ثانية . مع ذلك صممت على عدم*التنازل لمطالب السائق الهندي باي ثمن . لو اقدمت على هذه الخطوة*كان ازداد طمعاً , وربما سرق جزدانها او قتلها . ارعبتها الفكرة*فضاعفت سرعتها . ظل السائق يلاحقها :
- ارجعى الى هنا يا سيدة . اصعدي على الدراجة .*
- كلا . شكراً . ساطلب من شخص آخر استئجار دراجة .
- لا يوجد احد في هذه الساعة المتأخرة . ولا يمكنك قطع كل هذه*المسافة على قدميك . لا اريد دراهم الآن . سانتظر حتى نصل الى*الفندق .
ظلت ترفض اي شيء يقترحه وهي تحث الخطى مسرعة , تبين لها ان الطريق تنعطف بعد مسافة قصيرة نحو مستديرة تزينها*الاعشاب . ثم رأت اكواماً من الناس تفترش الارض وترقد في العراء*حيث لا مأوى آخر ليضمهم. ولاح لها ان هذه المجموعات البشرية*التي تكره النظر اليها ربما كانت وسيلة انقاذها الوحيدة.
-*لن اخيفك ايتها السيدة . عودي الى مقعدك ولنمضي الى*الفندق .*
|