لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-19, 12:15 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 

الفصل الخامس

***



حدقت حواليها فى السحب الداكنة فى السماء , وفى الأفق , ثم رفعت هيلارى رأسها لتسمح لنقاط المطر أن تخفى دموعها بعيداً .
كانت رؤوس الشجر تنحنى بفعل الرياح القوية , وبدا كأنها هى أيضاً تتنهد . عادت أدراجها إلى الجسر , وتوقفت للحظة تحدق فى المياه الراكدة , والإنعكاس المتماوج لصورتها جعلها تشعر وكأنها ستبكى للأبد , أطبقت بيديها على الدرابزين وحاولت ألا تستسلم لليأس الذى ما زال يهددها بأن يجتاحها . كان شعرها مبتلاً تماماً كما ملابسها .


لفت يديها حولها فى محاولة لإعادة بعض الحرارة إلى جسدها , وبدأت بالسير إلى بيتها . لم تسمع صوت السيارة تعبر الدرب فى إتجاهها , وبالكاد لمحتها وهى تمر , لقد كان ذلك فقط عندما صفق باب السيارة بعنف . نظرت وتجمدت , حدقت فى وجه ليو المتجهم جداً , وقررت أنها غير مستعدة للمواجهة معه بهذه السرعة . نظرت حواليها فى هلع يائس بينما سألها ((أين كنت ؟))
أرادت البكاء , وعندما حاول أن يلمسها , إنفجر كل غضبها وأملها الخائب . وهى تقول : (( لا تلمسنى !)) ومثل قطعة مبللة وموحلة حاولت الإفلات من قبضته . أرجعت ذراعها إلى الوراء وتابعت تقول : (( لا تحاول أن تلمسنى أبداً من جديد . )) وصفعته على وجهه بقدر ما أتيح لها من قوة . (( أيها السافل المستهتر , الكاذب ! لا تعرف بوت هيدلاند ! لا تعرف ريان ...))
زأر قائلاً : (( هيلارى !))
صرخت بأنفاس متقطعة (( أهدأ ؟ ولماذا على ذلك لقد دخلت إلى حياتى بكل أكاذيبك وغطرستك , وطلبت منى أن ألملم شتات نفسى , وبعدها تحاول طعنى فى الظهر ! ))
صرخ عندما حاولت هيلارى الإفلات منه : (( لم أطعنك فى الظهر , تباً! ابقى هادئة )) .
صرخت بغضب : (( وأنا التى اعتقدت أن ريان جرذ , أنت لا تملك الذوقوالأخلاق السليمة لتستعمل اسمك الحقيقى ؟ ))
قاطعها بلطف : (( هيلارى , أنت مبتلة تماماً , باردة , غاضبة , وهذا ليس المكان ولا الوقت المناسب , ولكن هناك ....))
اجابته بمرارة (( أوه , أجل , عذر ممتاز , لو كنت عرفت اسمك لعرفت أنك شريك ريان , أليس كذلك ؟ وهذا لم يكن لينفع ! هيلارى الغبية والساذجة . لقد كان الأمر بغاية السهولة , ألم يكن ؟ ))
(( هيلارى .....))
صرخت : (( لا تنادينى هيلارى ! ولا تتجرأ على ذلك أبداً ! لعبتك الصغيرة إنتهت . مشروع فتاة سخيفة زجت بنفسها بمشكلة : ولكن الفتاة السخيفة صدقت الروايات الملفقة التى أخبرها إياها الرجل الاسترالى العظيم , ألم تفعل ؟ حسناً ؟ لاشىء يقال لا أعذار ؟ ))

.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 14-07-19, 12:16 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 



كان وجهه كئيباً , أفلتها ببطء وقال بهدوء وصوته بدون أى تأثر : (( أنا أعرف بورت هيدلاند , نعم . أعرف ذويك وأخوك وزوجته , لقد بقيت عندهم . تكلموا عنك , بالطبع فعلوا , ولكن لم يذكروا ولا لمرة واحدة أنك فتاة سخيفة أبداً . عائلتك كانت قلقةعليك . وأنا كنت آتياً لإنكلترا ..... ))
أكملت بإستهزاء : (( واه , يا لها من صدفة أن تكون بنفس المنطقة من المدينة! )) .
(( نعم , كانت مصادفة , وهى تحصل أحياناً , كما تعلمين . قلت أنه من دواعى سرورى أن أهتم بك أو هكذا كنت . وأنا لا ؟ لقد رأيت صوراً لك وفيلم فيديو منزلى : كنت فتاة جميلة – ولما لا أوافق على الإهتمام بك ؟ هذه ليست جريمة . ))
وافقته بضحكة صغيرة مريرة : (( كلا ليست جريمة , إذاً لما أنكرتها ؟ ))
شرح مهموماً : (( لأنك وضعت الكثير من العراقيل ولو قلت لك أن أهلك طلبوا منى المجىء , هل تعتقدين أنك كنت سأحملك على الكلام عن ريان ؟ ))
(( لكن لم يكن هناك من حاجة لتعرف كل شىء عنه . ))
(( هل عرفت ؟ وكيف كان لى ان أعرف كل شىء عنه ؟ ))
تكسرت كلماتها وهى تقول : (( أنا لا أعرف , أعرف فقط أنك تعرف! وأنك تأمرت معه لتخدعنى كيف إستطعت ذلك ؟ وأنت تعرف ما عانيته ؟ لو أنك أردت إذن التخطيط للأرض بهذا القدر , لما لم تسأل ؟ ))
قال بلطف جعلها تجفل : (( بسبب أننى سافل ومستهتر , ولكن هل حقاً تصدقين هذه التفاهة ؟ حسناً , هل تصدقين ذلك ؟ ))
همست : (( نعم! )) وبدت كثيراً مثل تلك الكونتيسة المتغطرسة التى اتهمها ذات مرة أنها تشبهها , بالرغم من حالة البلل والوحل . إستجمعت شتات نفسها , وقالت بوضوح نهائى : (( تستطيعان كلاكما ان تفعلا ما يحلو لكما . أنا لم أعد أهتم . وليس لى أى نية فى إضاعة أى وقت من حياتى بعد الآن وكل منكما لا يستاهل ذلك . ))
عندما تابع التحديق فيها , ضاقت عيناه , وأصبحتا سودوان تقريباً . شعرت هيلارى بلحظة من الهلع , بينما مياه الأمطار تتقطر على وجهه بدا أنه منحوت من الخشب , حتى أن اللطف قد ولى عن ملامحه , وأخذت هيلارى خطوة لا إرادية إلى الوراء وتمكنت من القول بهدوء : (( أنت ربحت يا ليو وأتمنى من كل قلبى أن تجد فى ذلك إنتصاراً معنوياً! ))

.


تابع يراقبها بصمت بينما الرياح العاصفة تتلاعب بشعرها المبلل ولم تعد تستطيع الإحتمال أكثر , ذهبت بعيداً لتسير فوق الحقل المحروث . ولم تعد تهتم إذا ما كان ذلك الإتجاه هو الذى تريد الذهاب إليه .


شدة الغضب جعلتها تخلو من أية مشاعر , وكل ما تريد الأن هو أن تختبىء بعيداً فى مكان ما حيث تلتئم جراحها بعيداً عن الأعين .
لم ينكر ذلك ولو نكر , لربما كان هناك بعض الأمل ولكنه لم يفعل .
عندما وصلت إلى بيتها أخيراً كان الظلام قد حل تقريباً , دخلت إلى المطبخ وحدقت بفراغ أمامها . كان عليها أن تخلع ثيابها المبللة , وتأخذ حماماً دافئاً . وتصنع لنفسها شراباً ساخناً , ولكن بدا ذلك أنه يحتاج إلى كثير من الجهد شعرت بالصقيع يغمرها انها تعبة جداً وباردة جداً لتفكر أكثر . جلست إلى الطاولة وبدون أى فكرة عما ستفعل إستغرقت بالبكاء .
كانت تتألم بيأس , وبكت إلى أن لم تعد بإمكانها البكاء إلى أن شعرت بالغثيان وبالصداع الشديد , وعندما ذهبت إلى غرفتها دخلت السرير وهى ترتجف بين الأغطية الباردة .
. . .
لم يكن هناك شمس دافئة لتحيى هيلارى فى الصباح التالى عندما إستيقظت ولا سماء زرقاء , فقط الغيوم الرمادية الكئيبة نفسها التى إعتادت عليها . وأحداث الأمس فاضت دون توقف فى خاطرها وإمتلأت عيناها بدموع يائسة .
حدقت بحزن فى السحب المتلاحقة عبر السماء , أربعة وعشرون ساعة مضت منذ أن نظرت للمرة الأخيرة إلى ذلك المشهد . راقبت البرادى الزرقاء تتحرك بفعل الرياح عبر النوافذ غير المحكمة الإقفال .
سألت بيأس : (( آه يا ليو , لماذا ؟ ))
مسحت دموعها بيديها مثل طفلة , قامت من السرير وبسرعة إرتدت معطفها المنزلى .
وبينما كانت تضع يدها الباردة فى الجيب , عثرت أصابعها على قصاصة ورق , لكنها لن تقرأ ما فيها , فهى بلا شك ملاحظة من ليو . أخرجتها , وقطعتها إلى قطع صغيرة ورمتها فى الوعاء الذى كان لا يزال على طاولة الزينة مثل قطعة أثرية بشعة .
إرتجفت دون التمكن من السيطرة على نفسها . نزلت إلى الأسفل , غير قادرة على مواجهة فكرة الطعام , صنعت لنفسها بعض الشاى . لقد أرادت أن تهرب بعيداً وأن لا تراه مجدداً , ولكن لا يوجد أحد لتذهب إليه كما لا تستطيع تحمل نفقات الفندق مهما كان رخيصاً , لذا كان عليها البقاء فى البيت ولكن فكرة البقاء بين أربعة جدران كل هذا اليوم وكل يوم إلى أن يعود ليو إلى استراليا ستدفعها إلى الجنون .
تستطيع العودة إلى العمل , إفترضت ولكن ان هى فعلت فإن كل واحد سوف يعرف لماذا .
أى انسان ذو تفكير سليم يترك أجازته من أجل مصلحة العمل! حسناً إذاً سوف تكتشف نورفولك , قررت أخيراً هذا الأمر لأسبوع فقط سبعة أيام , انه ليس بالوقت الطويل أليس كذلك ؟
إذا خرجت باكراً كل صباح وعادت فى وقت متأخر فى المساء فستكون فرصة مقابلتها مع ليو قليلة جداً . ومع ذلك فإنه من غير المحتمل أن يبحث عنها .
لو أبدى الخجل لما فعل لهان الأمر ولكنه لم يفعل , فقط غضب بهدوء . فكرت مقطبة ولما عليه أن يبدو غاضباً ؟
وقررت أن ذلك سبب فشل مخططاته لذا أبعدته بقوة عن أفكارها .
وبعد أن إغتسلت وإرتدت سروالاً وجزمة جلدية وسترة صوفية سميكة تذكرت قبل أن تخرج إلى أن تأخذ معها المعطف وصعدت إلى سيارتها وإنطلقت بإتجاه اليرموث عندما يكون هناك أشياء كثيرة لتفعلها , وأهدافاً لتحققها يمر الوقت سريعاً .


.


عندما لا يكون للمرء سوى قتل الوقت فإنه يمضى ببطء مستحيل .
نوت أن تعود إلى البيت فى ةقت متأخر فى المساء فى الحادية عشر على الأقل ولكن ما ان شارفت الساعة على السابعة حتى شعرت بكآبة تجتاحها , إضطرت معها إلى العودة .
كانت معظم مناطق نورفولك مهيئة للسياح , وشهر نيسان ( ابريل ) يبدو حزين , بارد , رطب , وحالم .


فتحت الباب الخارجى , علقت المعطف على المشجب . ثم أغلقت الباب وإتكأت عليه للحظة شاعرة بالتعب والبرد الشديد .
إستطلعت البيت الموحش بعينين كئيبتين وبدل من أن يكون ملاذها كما كان ذات مرة أصبح الآن سجناً . مضت بحزن إلى المطبخ , إلتقطت الأبريق وما لبثت أن أعادته إلى مكانه من جديد .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 14-07-19, 12:18 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 



كانت تشعر بالمرض لكثرة تناولها الشاى . أخذت تتجول فى البيت بيأس , ثم ذهبت إلى غرفة عملها , أضاءت التور وحدقت فى المقعد والأدوات وقطع الأخشاب التى بدت مهملة , ميتة , فتنهدت بنفاذ صبر وأطفأت النور مجدداً . أغلقت الباب وصعدت الدرج مهمومة .
بينما كانت تدفع باب غرفتها صرخت بفزع عندما تحركت صورة داكنة وبدت من خلال ظلام الغرفة .
سألها ليو قائلاً : (( ما بك ؟ )) أمسك بيدها وأدخلها إلى الغرفة . (( هذا أنا فقط ! ))
سألته بمرارة : (( وهل هذا من المفترض أن يجعلنى أشعر أفضل ؟ دع يدى! )) وإنتفضت تحرر نفسها من يده , وأضاءت النور متابعة : (( ماذا تفعل فى غرفة نومى ؟ ))
(( أبحث عنك ! وماذا يمكن أن أفعل غير ذلك ؟ ))
(( كيف لى أن أعلم ؟ وأخرج من هنا! ))
قال بمرارة : (( كلا , على أن أتكلم معك ! تمنيت أنك ربما تكونين قد هدأت . ))
صرخت : (( أهدأ ؟ ولماذا على أن أهدأ ؟ )) بيأس وغضب إقتربت منه بقصد صفعه ولكنه إلتقط يدها بسرعة .
قال بوحشية : (( كان من الأفضل لو هاجمت ريان , لأنه إلى جانب رأيك الحقير بى , فأنا لم أفعل أى شىء بقصد أذيتك , كما لم أفعل أى شىء يجعلنى أحتاج لأن أندم! ))
صرخت : (( إذا لديك الأخلاق الحسنة! )) مرت بغضب من أمامه وذهبت لتقف إلى جانب النافذة وهى تدير له ظهرها .
أخبرها بتجهم : (( كلا يا هيلارى , لم أفعل , الآن , إذا كنت تحبين ذلك أم لا , سوف نتكلم . ))
(( لا يوجد لدينا ما نتكلم به . ))
(( نعم لدينا مثل وعلى سبيل المثال , كيف من المفترض أننى عرفت ريان . ))
(( من المفترض ؟ ))
(( نعم من المفترض ! )) تقدم إلى ناحيتها , وإلتقط ذراعها وآدارها لتواجهه فصرخت (( لا تلمسنى ! ))
سألها بخبث : (( لماذا ؟ خائفة من أن تستجيبى ؟ ))
((لقد قلت أن أى رجل ماهر متعقل يستطيع جعل إمرأة تشعر بأنها مميزة . حسناً , دعنى أخبرك بشىء آخر أية إمرأة ماهرة متعقلة تستطيع خداع رجل وتجعله يفكر أنه ....)) ثم صرخت عندما ضغط على كتفيها وسألها : (( يعنى ؟ ))
تحذير إختارت هيلارى أن تتجاهله , لماذا عليه أن يقوم بكل شىء بطريقته الخاصة ؟ هل يعتقد أنه الوحيد القادر على الكذب والخداع ؟ وأجابته مدافعة وقالت : (( يعنى أنه سوف يضربها )) وتراجعت إلى الوراء ولكنه تقدم نحوها مجدداً .
ثم فجأة أصبحت حرة بعد أن دفعها ليس بعيداً بقوة كافية إلى النافذة التى إرتجت من جراء إصطدامها بها .
قال بغضب : (( والآن انصتى إلى , إلتقيت بدريك بالصدفة إصطدمت طائرتى فى ساحتهم الخلفية . أخرجنى مايك منها وأخذنى إلى المنزل , عندما إستعدت وعى وجدت أننى قد أصبت بعمودى الفقرى وأمرنى الطبيب أن أبقى جامد فى مكانى وإلا فإن هناك إحتمال أن أبقى مقعداً . هل تستمعين إلى حقاً ؟ ))
تمتمت : (( نعم )) لكنها كانت عن قصد تتجاهل التلميحات فى عبارته , عن ذلك الجسد القوى الذى قد يكون فى كرسى متحرك .


.


(( أنا بالتحديد لست بالرجل الصبور , وفكرة الإستلقاء على ظهرى لأسابيع جعلتنى أشعر وكأننى أنتحر ولو لم يكن أهلك ...حسناً , إنهم كانوا رائعين ...))
قاطعته بإستهزاء : (( حسناً , ربما كذلك بالنسبة لك خصوصاً إذا كانوا ينون إرسالك فى مهمة تجسسية!))
صرخ قائلاً : (( اخرسى!)) وعندما هدأت فيما ظل وجهها متمرد , تابع بتجهم : (( كنت مستلفياً على ظهرى فى غرفتهم الإضافية , متألماً ومجبراً على البقاء جامداً , أراقب برامج التلفاز الذى قام أهلك اللطفاء بتشغيله بالغرفة . إستمعت إلى الراديو , والتسجيلات , وشاهدت الأفلام , ولم أجد أى إهتمام بأى من ذلك , فى محاولة يائسة أعطتنى والدتك بعض الأفلام المنزلية التى قاموا بتصويرها عبر السنين . وراقبت فتاة سمينة فى الخامسة من عمرها . راقبتها تنمو لتصبح فتاة قوية وإبتسامتها تحاصر العالم , راقبتها تضحك وراقبتها تبكى وراقبتها تنمو لتصبح إمرأة واثقة وجميلة تملك نفس التكشيرة . إمرأة تحب الحياة , إمرأة تقحم نفسها فى الصعاب من أجل من تحب , إمراة تواجه العالم بدون أن تبكى خوفاً , لذا أردتها لى ! ))
كانت تريد البكاء , وكانت ترتجف كثيراً إلى درجة أنها إستغربت كيف تستطيع الوقوف .
لقد خشيت أن تصدق كلامه لذا نظرت إليه وسألته بإستهزاء : (( إنتهيت ؟ ))
أجاب ليو : (( كلا هيلارى , لم أنته , وأنت عليك أن تقفى هناك وتسمعينى إلى أن أنتهى . لم أكن بحاجة لأى قناع كى أحضر لرؤيتك , لم يلو أحد ذراعى ولم أكن أخطط للقدوم إلى إنجلترا , ولكننى أردت مقابلتك وجوين كانت مجرد عذر وهى تعيش فى نورفولك . عندما إكتشفت ماذا يحدث أقنعت الكولونيل بأن يذهب فى عطلة وبعد ذلك عندما قابلتك , لم أستطع تصديق عيناى , لم تبدى أبداً كالفتاة فى الأفلام . ))
هكذا مثل دون كيشوت , قررت أن تصلح طاحونة الهواء مشكور كثيراً , يا ليو , ولكن بالكاد أصدق . حسناً , تابع , لا تقف هناك , أنا أكيدة أن الباقى رائع , ولكن عندما حاولت إكتشاف سبب عدم تمكن ريان من الحصول على إذن التخطيط قررت أن تفعل شيئاً بنفسك , وكانت هناك هيلارى الغبية , جاهزة وبإنتظار أن تقع بين يديك تستدرجها وتحصل على الإذن لخططك .
(( لا تكونى سخيفة! ))
صرخت : (( هذا ليس هراء , انه يكمل بعضه بعضاً . وهكذا هو تفسيرى . طلبت منك أن تثقى بى يا هيلارى . ثقة كلمة صغيرة تعنى الفصل بين السعادة واليأس . أنت من الواضح قررت التصديق أننى نويت عن سابق تصور وتصميم أن أدمرك , مع علمى المسبق بالأذى الذى تعرضت له . سألته بمرارة : (( ولما لا ؟ هذا فقط ما أنتظره من الرجال ألستم كذلك ؟ ))
بما أنها مضت فى طريقها بحيث أنها لن تتراجع , أكملت بسرعة , ومتصنعة الدهشة : (( آه , لا تخبرنى أن كل هذه الأسئلة عن ريان كانت ببساطة من أجل إستدراجه ليعيد المال ؟ ))
بعد وقت قصير من الصمت المتوتر حتى بدا وكأن الهواء نفسه إنقطع , قال بثقة كبيرة وبلطف خطير : (( نعم )) أخذ ورقة مطوية من جيبه . وناولها إياها : (( يبدو أننى وقعت فى حب وهم . أعتقد أن لديك الشجاعة وأنك شخصية مثيرة , ولامعة , ولكن خسارة واحدة جعلتك محطمة , أليس كذلك , يا هيلارى ؟ تلومين أى شخص عدا نفسك , حسناً , فليكن كذلك لقد إكتفيت ولكن دعينى أقول لك شيئاً واحداً , شفقتك على نفسك سوف تحطمك بكل تأكيد أكثر مما فعل ريان . ))
نظر إليها بإحتقار ثم إستدار ومضى خارجاً .
مصدومة وغير مصدقة , فتحت الورقة المطوية ببطء وبيدين ترتجفان دون أن تتمكن من السيطرة عليها وإستلزمها وقت لتدرك ما هى .
انه شيك بقيمة المال الذى أخذه منها ريان بالضبط .
همست : (( آه كيف ؟ ))

.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 14-07-19, 12:21 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 


سقطت على جانب السرير , حدقت فى الشيك الذى بيدها . أنه لم تكن غلطتها كلياً .
لو شرح لها فى البداية لكنه كذب وتجسس عليها . ولن يغير حقيقة أنه بحث عنها عن قصد لأن ذويها طلبوا منه ذلك . ولكن كيف إستطاع إسترجاع المال من ريان ؟ لم يكن ريان يفعل ذلك بمحض إرادته , هى تعرف ذلك .
بينما كانت تمرر يدها بإرهاق على جبينها , حدقت فى الشيك إلى أن أصبحت الكلمات غير واضحة أمام عينيها , فكل كلمة رشقت بها وكل إهانة وجهتها له بدت وكأنها تتلاشى من فكرها .
إحتاجت بيأس لأن تيرر تصرفاتها , وأن تقلل من سلوكها , فكرت بكل ذلك من جديد منذ البداية إلى أن جعلت الأمر أقل أهمية عما كان عليه من قبل .
تنهدت بعمق وقد أدركت بأن لا خيار لها , ليس إذا ما أرادت بأية وسيلة أن تجعل الأمور صحيحة . وقفت بتثاقل مفكرة كم كان غاضباً حين غادر , ووضعت الشيك بجانب الوعاء ثم نزلت إلى أسفل غير مهتمة بالوقت , ذهبت إلى الباب الخارجى .
خرجت ومشت عبر الدرب فى الظلمة الدامسة , دفعت الباب الخلفى لمنزل الكولونيل , وعندما رأت الضوء الخافت الآتى من الردهة مشت فى ذلك الإتجاه .
كان ليو يقف إلى جانب خزانة فى الزاوية , وظهره لها ولكن هذا لم يمنعه من أن يشعر بها .
قال بيأس : (( إذهبى بعيداً , يا هيلارى . ))
(( جئت لأعتذر منك على ما بدر منى ولأشكرك على الشيك . ))
حسناً لقد شكرتنى . وداعاً الآن . )) ومشى ناحية المقعد ورمى بنفسه عليه .
حدقت فيه قائلة : (( لو لم تكذب على ....))
إنفجر قائلاً : (( آه , ماذا كان على أن أفعل ؟ أن آتى وأقرع بابك لأخبرك بأن والدتك قلقة عليك ؟ هل من الممكن أن تكتبى وتخبرينها بما يحدث ؟ ))
تمتمت بصوت منخفض : (( حسناً , كان يمكن أن تكون صادقاً أكثر . ))
(( آه , صادقاً أليس كذلك ؟ هل كان من الصدق أن تكذبى على أهلك ؟ تؤذيهم ؟ هل كان من الصدق أن تلعبى دور مأساوياً , وتدفعى كل واحد إلى الجنون بشفقتك على نفسك ؟ ))
(( لم تكن شفقة على النفس ))
سألها بغضب : (( وماذا كان غير ذلك , إذاً ؟ ))
(( لقد كنت مجروحة , تباً!))
((هكذا العديد من الناس ! إنها حقيقة الحياة ! أنت فى السابعة والعشرين وليس فى السابعة ! الحياة مليئة بالصدمات , وهى ليست قصة خرافية . ))
هتفت : ((لم أقل ذلك أبداً !)) ونسيت تماماً أنه من الأفضل أن تسترضيه , سألته : (( ماذا كان على أن أفعل ؟ فقط أتجاهل الأمر ؟ وأتظاهر بأنه لم يحصل أبداً ؟ هل من الخطأ طلب بعض التعاطف ؟ ))
سألها بإستغراب : (( تعاطف ؟ لم تريدين التعاطف! كل ما كنت تحتاجين إليه بعض التغيير! ))
ترددت للحظات قبل أن تقول بغضب شديد : (( أنت فاسد , أنانى ومنافق! أنا لم أسألك أن تأتى وتتجسس على ....))
قاطعها : (( كلا , والدتك فعلت ! ولماذا ؟ لأن إبنتها الغالية كانت بغاية الأنانية , ومنغمسة فى يأسها لتهتم بالآخرين تأذوا أيضاً ! كبف بإعتقادك شعروا عندما كانت عزيزتهم هيلارى مشغولة جداً ولا تستطيع الذهاب إلى حفلة زفاف شقيقها ؟ ))
(( لكننى شرحت ....))
قاطعها بعدم شفقة وهويحاول النهوض : (( شرحت ؟ ))
عبر الغرفة , ونظر إليها بوجه قاس وغاضب : (( أوه , نعم يا هيلارى , شرحت وبطريقة جعلتهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون إزعاجك . ))
(( كلا!))
همس : (( بلى , لأنك تمضين الوقت مع عزيزك ولا تريدين الإزعاج !))
سألته , وصوتها ينضج بالألم : (( كلا , كيف أستطيع أن أشرح أننى لا أملك المال لأذهب ؟ وأن الرجل الذى حذرونى منه أخذ مالى .....))


(( ولما لا تستطيعين ؟ ألا تعتقدين أنه كان من الأفضل إخبارهم بالحقيقة بدلاً من جعلهم يصدقون أنك أصبحت أنانية جداً لتهتمى بهم . ))


.


همست بيأس : (( ولكن هذا ليس حقيقى . ))
سألها بلطف أكثر : (( كلا ولكنهم لم يعرفوا ذلك .))
نظرت إليه بتعاسة وسألته بيأس : (( قلت أنك تريدنى , كيف ذلك وأنت تعتقد أننى أنانية بهذا الشكل ))
قال بقرف : (( أوه إكبرى , حتى لو صدقت الأسوأ , فأنت لا زلت تحتاجين إلى أحد ما . لا تستطيعين التغاضى عن مشاعرك بسبب رأسك العنيد يقول لك بأنك لا شىء ))
سألته بهدوء , وصوتها متهدج : وهل هذا ما أنا عليه ؟ لا شىء ؟ ))
إستنكر بحزن وإستدار مبتعداً : (( كلا , إذهبى إلى البيت , يا هيلارى . ))
لكنها لم تتحرك بل بقيت جامدة مكانها لأنها بحاجة يائسة لأن تعرف شعوره فسألته : (( وبالنسبة للحب ؟ ))
أدار رأسه فبدت عيناه داكنتين أكثر من اى وقت مضى , سألها بوضوح : (( ماذا تعتقدين ؟ ))
إعترفت قائلة : (( لا أعرف . )) فى تلك اللحظة لم تفعل شيئاً ولم تستطع أن تستنتج أى سبب .
(( إذاإ أقترح أن تذهبى وتفكرى بالأمر . )) وأدار ظهره مبتعداً ليحدق فى النار .
بنظرة أخيرة نحوه , إستدارت وخرجت من البيت . متأملة أكثر , منذهلة ومرتبكة أكثر مما توقعت أنها يمكن أن تكون عليه منذ وقت قصير , ومشت إلى الكوخ المظلم حيث دخلته وصعدت إلى غرفتها .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 14-07-19, 12:22 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 

انتهى الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a stranger's trust, ايما ريتشموند, emma richmond, ثقة الغريب, دار النحاس, يائسة من الحب, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية