لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-19, 01:02 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 

الفصل الثانى

***


عندما وصلت هيلارى إلى الباب الخارجى سألها ليو بهدوء " جاهزه"
"نعم ,هل نذهب ."
رافقها إلى الخارج بعد أن جال ببصره عليها وساعدها بالدخول إلى سياره اللاند روفر .
غرقت هيلارى فى المقعد , وحدقت من خلال الزجاج , أفكارها عند عائلتها البعيده . لقد جعل ليو الأمر سهلاً . اذهبى ولكن كيف لها ذلك ؟ كيف لها أن تعترف بسرقه مدخراتها . ولكن المال الذى ورثته عن عمتها جاين ؟ لقد كانوا قلقين بشده عليها , ولكن ما الذى يستطيعون فعله وهم بعيدين آلاف الأميال عنها , لو أنها اعترفت فى البدايه لما كان الأمر بهذا السوء الآن , ولكن كيف يمكن أن تخبرهم الآن ؟بعد مضى حوالى السنه؟
قال ليو حين انسل إلى داخل السياره بجانبها :
" المكالمه الهاتفيه هى كل ما يلزم ياهيلارى ."
وتابع ويداه مسترخيتان عل مقود السياره ووجهه مستدير ناحيتها :
" او ربما رساله."
مانعت بفظاظه " لا "
" لماذا ؟ انى لا استطيع أن افهم لماذا تشعرين بالخجل عندما تكونين انت الضحيه البريئه...."
نكرت بحده :" أنا لا أشعر بالخجل ,فقط لا أريد ان اتكلم عن هذا الأمر ."
" هل المال هو السبب ؟ أو انه توقف عن حبك ؟"
انفجرت غاضبه وقالت : " لم يتوقف عن حبى أبداً لأنه لم يحبنى قط ربما لو احبنى لكان الامر اسهل عل لاحتماله.وسبب دعوته لى للخروج معه , ياعزيزى ليو ,انه سمع بعض الفتيات فى الوكاله يتكلمن عن المال الذى تركته عمتى جاين . أليس هذا رائعاً ؟ ألم أكن محظوظه ؟"
.
سألها محتاراً :" أين سمع بهذا ؟"
أجابته قائله :" فى المقهى قرب الزاويه القريبه من المكتب . هل تعرف ؟ أراهن ان نصف جرائم السطو والقتل تبدأ فى تلك الأمكنه . فى المقاهى . الناس يسمعون المناقشات , ماذا اشترى الناس والمال الذى بحوزتهم والناس متهورين جداً كل ما كان عليه فعله هو تعقبهن إلى الوكاله , ويدخل كمن يريد حجز بطاقه لقضاء العطله وهناك كانت هيلارى المغفله جاهزه وبانتظار الوقوع فى الحب هيستيرى , هه "
قال لها :" كلا ياهيلارى , ليس هيستيريا على الإطلاق تابعى."
سألته بمراره وهى تحدق بالزجاج المبقع بالطين امامها :" أتابع؟"
وتساءلت بعنف : "كيف استطعت ان اترك السافل يوقعنى فى غرامه ؟ كيف اخذت بكلامه ؟"
" لأنه ذكى,هل تعتقدين أنك الوحيده التى تخدع من قبل المحترفين؟"
"كلا , بالطبع لست كذلك , ولكن اوه ياليو , لقد كان طيباً جداً ,دعانى للخروج وكنت أكثر من ممتنه للقبول . طويل , أسمر البشره , ذو شعر ذهبى , عيناه مليئتان بالصدق والمرح وقد فكرت انه رجل دافئ وكريم . وهكذا كان ولكن على حساب الآخرين . وقد عارضنى بشده لأننى رفضت فكره الخطوبه بعد فتره قصيره من تعارفنا . وهون على مخاوفى من ترك أهلى , فقد قال اننا نستطيع أن نوفر المال ونذهب لزيارتهم , وهكذا ارتبطنا وسافر اهلى إلى استراليا , وقد رأى بيتاً صغيراً نستطيع شراءه وهو ليس بعيداً عن مربط قاربه."
قالت هذا باحتقار مع قليل من الإشمئزاز . وتابعت :
" لقد كان يستأجره وطبيعى انه لم يكن يملك المال لشراءه . اوه , قلت له بسرور ان استعمل مالى الخاص , وهذا ما قام به طبعاً وقد سجل الxxxx بإسمه . وهكذا عندما باعه من دون أن أعلم , لم أستطيع فعل شئ , لقد كان الأمر قانونياً أثثت ذلك المكان وانتقلت إليه !! "

.
استنتج ليو بهدوء :" وعندما عدت من الرحله التى اخذت فيها مجموعه سياح حول باريس . وجدت البيت قد دُمر ."
فسأل بهدوء :" كيف ؟"
استغربت سؤاله وقالت :" كيف ؟ ماذا تعنى بكيف ؟"
" حسناً , ليس من السهل هدم xxxx ."
انفجرت قائله :" ولكن ليس عندما يكون غير آمن ."
أصر قائلاً :" وهل كان كذلك ؟"
وبحركه غاضبه من يدها قالت بحده :" وكيف لى أن أعلم ؟"
مالت إلى الوراء وقالت بهدوء أكثر :
" لم يبد غير آمن , ولكنه قام بتخطيط المكان , وحتى لو لم يكن المخطط موافقاً معى. كتب التقرير من أجل ذلك . ولهذا لم نستطع أن نأخذ رهن xxxxى أو هكذا قال , وبإحساس داخلى . بدأت اقلق ولكن مع ذلك كلف اكثر بقليل من ثمن الأرض . مساومه حقيقيه . وهكذا إذا ما أعدنا بناءه بأسلوب افخم نكسب الكثير عند بيعه . مع انه كيف لنا أن نعيد بناؤه , لم يكن لدى أى فكره , ولكننى كنت كلما استوضحت شيئاً يضحك فقط ويقول : " دعى الأمر لى ."
" وهذا طبعاً ما قمت به لأنك وثقت به ."
" نعم ."
" إذا لم تتفاجئى تماما عندما وجدت الأمر كله قد ذهب ؟"
قالت له :
" كلا , اعتقد اننى لم اتفاجئ ليس فى البدايه, كنت فقط منزعجه من قيامه بذلك بينما أنا بعيدة .. وافترضت أنه وجد لنا مكاناً آخر نعيش فيه بينما يتم إعاده بناء منزلنا . ولم آخذ وقتاً طويلاً لأكتشف عكس ذلك . لم يكن هناك مكان اقامه آخر , ولا يوجد أى أثر لريان , لم أكن أملك أى مال , ولا ملابس , أو مقتنيات ,لا شئ . وقد قدمت شركه تتولى تصفيات المنازل بتنظيف المكان قبل هدمه والشرطه كانت لطيفه معى . ومتعاطفه , حتى ولو انهم لم يقولوا ذلك ولكن كان من الواضح انهم فكروا بذلك مغفله اوه . بدا الامر ظاهر عليهم . ورغم كل ذلك , كان قد سرق أغراضى . ولكن هل كنت لأقاضى ... حبيبى ؟ ولو لم يعطنى الكولونيل هذا البيت مقابل أجره ضئيله , فمن يعلم أين كنت الآن ."
" وكيف تدخل الكولونيل بهذا الأمر ؟"
أجابته :" عندما عدت ووجدت ان المنزل قد هدم كنت مذهوله ويائسه . فسألت عن الأمر فى القريه . وانتشرت القصه الحزينه هناك , وقد أرسل بطلبى الكولونيل , وها أنا ذا ."

.
" هكذا كتبت لعائلتك , مدعيه ان كل شئ على ما يرام ؟ ألم يندهشوا لِم لَم تتزوجى من ريان أبداً ؟"
قالت :
" طبعاً اندهشوا ." واعلمته أنها لم تنوه عنه فى رسائلها الأخيره.
عندما قام ليو بحركه صغيره , عادت فجأه إلى الحاضر أحست بهلع من أنها افرغت كل ما فى قلبها لهذا الجار الغريب , وقالت بصوت هامس وهى تعض شفتها :
" هل نذهب الآن؟ "
وكرد على سؤالها , ادار المحرك وأوصلها بسرعه وهدوء إلى بيتها.
تمتمت هيلارى بغير اكتراث :" شكراً"
التقطت حذائها المبلل وركضت إلى الداخل , واغلقت الباب بسرعه خلفها ثم اسندت نفسها عليه , واحست بالدموع تفيض فى عينيها .
صعدت إلى غرفتها مهمومه , جلست على حافه السرير رأسها بين يديها , وقد جلب حديثها مع ليو كل الذكريات السيئه من جديد ؛ الألم , اليأس , الإنفصال المؤلم مع عائلتها وكل هذا بسبب ريان...
فمنذ المره الأولى التى رافقها فيها لمقابله أهلها أحست انه لم يعجبهم . لقد كانوا مهذبين , ورحبوا به , ولكن لم يثقوا به . وريان لم يحبهم أيضاً . والدتها لم تدعوه باسمه , وكان هذا التصرف يدل على أنها لا تحب ذلك الشخص , زوج والدتها مايك , كان الشخص المحبب ولكن حتى هو عامل ريان بجفاء تقريباً .
وإذا كتبت لهم الآن لتخبرهم انهما انفصلا, فستوقعان عودتها إلى استراليا , وكيف لها ذلك وهى بدون مال ؟ لم تخسر فقط مدخراتها بل وحتى ثروه عمتها جاين , والمال الذى وضعه مايك فى يدها كهديه زواج مبكره .... لو استطاعت الاعتراف بغلطتها فى البدايه لكان الأمر سهلاً , ولكن كلما مضى الوقت أصبح الأمر أصعب .

.
أبعدت الذكريات والألم بعيداً ونهضت بتثاقل ثم أرقدت بنطالاً من الجينز الناعم مع بلوزه . ازاحت شعرها بعنف الى الوراء وربطته بشريط وحدقت بوجهها الشاحب بمرآه الحمام , استعادت صوره عائلتها وتسائلت هل ما زالت والتى نحيله ؟ او هل بدأت تكسب بعض الزياده فى وزنها ! وهل أصبح شعرها الاسود الناعم رمادياً ؟ ومايك , هل مازال طيباً ولطيفاً ؟ وشقيقها مارتن ؟ هل هو سعيد حقاً بزواجه من تلك الفتاه الاستراليه ؟
بتنهيده طويله وتعيسه , حملت هيلارى الثياب التى استبدلتها واتجهت بها إلى الأسفل . عندما دخلت إلى المطبخ توقفت مذعوره
كان ليو يجلس إلى طاوله المطبخ , وحجمه الكبير يظهر صغر الكرسى الخشبى الذى يجلس عليه , وذراعاه مطويتان على صدره الضخم .
أغلقت عينيها باإنهزام , إندفعت نحو الباب قائله :
" والآن ماذا ؟"
تراجع إلى الخلف فاهتز الكرسى تحته , وكان يحمل ساعتها يلوح بها , فرمت ثيابها المتسخه على الأرض ومشت باتجاهه لتأخذها ,
إلا انه ابعدها عن متناول يدها فصاحت به بانزعاج :
" أنا لست فى مزاج للعب ياليو , فإما أن تعطينى اياها او لا ."
بابتسامه بطيئه اعادها فانتزعتها من يده , وتمتمت بدون امتنان :
" شكراً لك "
" بكل سرور , اعتقدت انك ربما تحتاجينها , او تفتقدينها إذا كانت ثمينه , أو اذا كانت ذات قيمه معنويه ."
نظرت إليه بحده وادارت له ظهرها لقد كانت بالنسبه لها قيمه خاصه ,فلقد أهدتها والدتها هذه الساعه عندما بلغت الحاديه والعشرين .
ابتعدت عنه ووضعت الساعه على الرف فوق حوض الغسيل , وانحنت بعد ذلك لتضع ثيابها فى الغساله . فإذا كان غليظاً إلى درجه انه لايعرف متى يكون مرغوباً به فتلك هى مشكلته . وإذا حاولت ان تطرده فإن صراعاً مذلاً سوف ينتج عن ذلك وهى لا تريد أن تعطيه هذا الاكتفاء ,وعضت شفتيها بقسوه لتمنع نفسها من الصراخ فى وجهه ليخرج من بيتها . وألهت نفسها بالتفتيش على مسحوق الغسيل وبسبب عصبيتها اوقعت العلبه على الأرض وانتشر المسحوق فى كل مكان .
صاحت بغضب :
" والآن انظر ماذا جعلتنى افعل ."
وبعد ذلك أخذت اليه بتعجب عندما نهض ليو بكسل , وامسك بكتفيها يبعدها عن المكان . وقد شعرت بشئ من الانزعاج وهو يحملها بسهوله فوق الأرض . وعيناه مثبتتان عليها وابتسامته الخفيفه مرتسمه على وجهه , فانتاب هيلارى شعور غريب .
ولسبب لم تستطع تفسيره , وجدت انه من الصعب عليها ابعاد عينيها عنه .

.
همست من خلال شفتين مرتجفتين :
" انزلنى ." ولكن فقط بعد ان بدت وكأن دهراً قد مضى , أنزلها .
سألها بهدوء :
" هل لديك مكنسه ومقحفه ؟" وبعد ذلك كشر تكشيره صغيره ساخره لم تستطيع تفسيرها . بدا انه يتمتع بذلك تماماً, الأمر الذى جعلها تشعر بالخشيه والحذر منه وكأنه يلعب لعبه الانتظار .
قالت له بغباء عندما تذكرت فجأه وبدون سابق انذار كلماته عن ابن شقيقه : " اين هو ابن شقيقتك ؟ لقد قلت انه سيأتى لتناول الشاى ."
تمتم :
" بالطبع , ولكن وقت الشاى لم يحن بعد ."
سألته بذهول : " ألم يحن بعد ؟"
" كلا , سيكونان هنا عما قريب , كما اتوقع ."
سألته بحده : " سيكونان."
سيأتى مع والدته , شقيقتى , فهى تزوجت من رجل انكليزى , وهم يعيشون فى النرويج ."
غمغمت بصوت بالكاد مسموع :
" استطيع فعل ذلك ونظرت بوهن إلى الخزانه تحت حوض الغسيل , وخطت إلى الخلف عندما انحنى لالتقاط المقحفه والمكنسه .
تمتم بصوت ساخر :
" ولكنها غلطتى , انت قلت ذلك ."
بينما كانت تحدق فيه وهو يقوم بتنظيف المكان دهشت من احساسها بأنه يناورها . لقد كانت حواراً غبياً , والكلمات بحد ذاتها لا تعنى شيئاً , ولكن ما بالها ترتجف هكذا اذاً .
نظرت إليه بخشيه ,وتراجعت لتستند إلى الحائط , غاضبه من نفسها بسبب رده فعلها .
واخذت تراقب قيامه بالعمل واعترفت بينها وبين نفسها بأنه حقاً رجل رائع . لكنها لا تريد ان تخطئ مرتين وبنفس الطريقه , فكرت بذلك وهى تبتسم بسخريه .
انها مازالت تشعر بالضعف والحذر , وليس قبل وقت طويل يمكنها الوثوق بغريب من جديد . رجل مثل ريان , وممثل مثل ليو , لهم اختيارهم الخاص بالنساء , مما يدل على مدى غبائها لدرجه انها صدقت ريان , فالرجال مثل هؤلاء لا يصادقون فتيات امثالها . لم تكن ذا جمال آخاذ , وقوامها ليس كقوام عارضات ازياء . كل ما كان لديها هو بعض المال . والآن لا تملك شيئا منه , فقط بعض الذكريات المريره . إذاً ما الذى يريده ليو ؟ او ربما , كما احست من قبل , ان ما يقوم به كان ناتج عن اصابته بالملل والضجر . ولكن مع ذلك بدا من عينيه الرماديتين بأنه على معرفه بكثير من الأمور .
عندما وضع ليو المكنسه والمقحفه بيديها . اجفلت فقد انتشلها من افكارها . وبدت عيناها داكنتين وهى تحدق فيه.
تمكنت من القول :" شكراً لك "
بينما كان يعيد نظراته إلى وجهها المضطرب ,قال لها :
" أنا لا أؤدى ياهيلارى ." وجاء تعبير وجهه غير مفهوم اطلاقاً .
وكل ما استطاعت قوله بهمس :" كلا."
نظر إليها للحظات طويله , وبعد ذلك بابتسامه مرحه اخرى تمتم بلطف قبل ان يخرج :"اعتنى بنفسك ."

احست انها ترتعش كليا , وأخذت تحدق فى الاتجاه الذى خرج منه والمكنسه والمقحفه ما زالت تحملهما بيديها . كانت مشوشه الفكر كلياً , خاليه من أى حسّ أو شعور وعندما استدارت بسرعه انتثر المسحوق الأبيض من جديد على الأرض , فقط أخذته لترميه فى برميل النفايات ..

.
هل أراد ليو تقبيلها ؟ لكن لماذا ؟ لماذا ؟ لقد كانت تعامله بقسوه كريهه منذ أن التقيا واساءت الى حسن ضيافته ... لقد كان الجنون بعينه والجنون الأكبر , هو وقوفها هنا تستغرق فى احلام اليقظه .
لقد كانت تتوق للسلام والهدوء لكى تستطيع المضى بأعمال النحت خاصتها .
صنعت لنفسها سندويتش وفنجان شاى وأخذتهما إلى غرفه عملها . فتحت الباب , ووضعت وجبتها على المقعد لترتدى ثوب العمل , وتهيأت, لتبدأ بلمس الأشكال التى نحتتها قبلاً ,لكن ومع أنها كانت تقوم بشئ تحبه كثيراً , لم تستطيع ان تمحو ذكرياتها ....
ريان بوسامته , ومرحه , وعيناه الزرقاوان الرائعتان وبشعره الأشقر الذهبى والأمر الذى ستكون منيعه ومحصنه بالرغم من كل ما فعله معها . أرادت ان تكرهه , ومن ناحيه ما تمكنت من ذلك ولكن من ناحيه أخرى كانت ما زالت تريده . وبدا هذا اسوأ عمل ممكن القيام به , وهو الرغبه برجل يعتبر الحقاره ذاتها .
فكرت بيأس :
" آه , ياوالدتى , لما كان عليك الانتقال ؟"
لقد كانتا تتبادلان الرسائل الرسميه , كلمات لا عاطفه فيها خلت من كل ذلك الدفء الذى تقاسمتاه لوقت طويل , فالأمر لا يتعلق فقط بالكلمات القاسيه التى تبادلتاها حول ريان ,ولكن هيلارى كانت تجد صعوبة في ان تكتب لها عن سبب الكذبة التى تمثلها . ومايك كان دائماً كان دائما طيباً معها , ويمازحها ويجعلها تشعر انها مميزه وكأنه يحاول التعويض عن حنان والدها الذى مات وهى طفله . لم يرد ان يشعرها بأنها منبوذه عندما ولد مارتن , وفى الواقع لم تشعر بذلك .
إذا لماذا لا تستطيع اخبارهم؟ ربما سيتفهمون الأمر , هى تعلم انهم سيفعلون ذلك . لكن كبريائها كان يمنعها . لم يكتف ريان بتحطيم قلبها وثقتها بنفسها , ولكنه حولها إلى جبانه أيضاً .
حين أخذت تعمل ببطء , اصبحت منغمسه أكثر بما تفعله وتلاشت الذكريات واختفت , ابتعدت افكارها عن ريان وعن عائلتها , لم تعد تشعر بمرور الوقت , كان هناك تكات الساعه القديمه فى الزاويه لتكسرالصمت . انها هديه من الكولونيل , لكى ترافقها فى وحدتها وقد أصر على ذلك بابتسامته اللطيفه .
كانت رائحه الخشب افضل بالنسبه لها من أى عطر آخر , رائحته تملأ الهواء بينما تعمل عليه برضى وسعاده وكانت شمس الأصيل تتسلل عبر النافذه المنخفضه , تستطع فوق شعرها بطريقه رائعه , وتعطى لمعاناً لمجموعه الأدوات الموجوده على المقعد الخشبى .
بدت الغرفه صغيرة ,ولكن الشعور بالهدوء الذى تمنحه هذه الغرفه تبهجها وتدفئها . للمرة الأولى منذ عدة أيام شعرت هيلارى بالسلام , وكأن الألم والأذى قد دُفعا جانباً لفتره .

.
أن الصوت الخافت , جعلها ترتعب وتنظر إلى الأعلى , فاتسعت عيناها وهى تحدق بليو باستغراب .
اسرع يعتذر بلطف :
" آسف , اعلم اننى متطفل , لقد قرعت الباب لكننى لم اسمع أى جواب , آسف ."ابتسامته كانت رقيقه إلى درجه ان الكلمات الغاضبه التى كانت على وشك النطق بها علقت فى حنجرتها .
" لقد انقذت فرده الحذاء الأخرى خاصتك ." أضاف وهو يلوّح بها .
عندما لم تجب , واستمرت بالتحديق به بغباء , تابع قائلا " إذا وعدت بأن اكون هادئاً كالفأر , هل أستطيع أن أبقى واراقبك وأنت تعملين ؟"
سألته بصوت أبح وهى تنظر إليه " مثل الفأر؟"
استفهم متجهماً :" مثل الفيل إذن . إذ ا وعدت أن ابقى هادئاً جداً . هل أستطيع أن ابقى ؟"
لم تعرف كيف يمكنها الرفض دون أن تظهر قله الأدب , فحولت نظرها إلى قطعه الخشب التى كانت تعمل عليها ولكنها شعرت به يجلس فى زاويه الغرفه على المقعد الخشبى وذهلت عندما التقط احدى القطع المنحوته المنتهيه .
اختلست النظر اليه بطرف عينيها وهو يطبق بأصابعه عليها , كانت سعيده ومستغربه فى نفس الوقت من تعابير الدهشه التى ارتسمت على وجهه .
عندما نظر إليها بعينين ناعستين جاء صوته وكأنه غير مصدق , وعبر عن ذلك قائلاً كأنها طبيعيه تقريباً !"
أشارت بهدوء :" نعم , اغمض عينيك." وعندما اطاعها اضافت :" اشعر بها , حركها بيدك , ودع اصابعك تقرأها ."
بينما كان يطيعها دون تردد , اخذت تراقبه وتدقق فى ملامح وجهه لأول مره من معرفتهما . وحاولت معرفه ما الذى يشدها إليه احياناً , كان التركيز باديا على تعابير وجهه ولم يشكل بالنسبه إليها اى خطر على الاطلاق . كان يتمتع بملامح وجه قويه , عبست قليلاً فبدا وجهها مفكرا , ثم حولت عينيها الى يدى ليو وهما تكتشفان معالم المنحوته البيضاويه الشكل.
سألته بهدوء عندما نظر إليها بفضول:" بماذا تفكر؟"
قال :" هولندا , نعم هولندا , فمع اشعه الشمس التى تسطع على شعرك فتكسبه حمره متوهجه تظلل وجهك تبدين مثل روبين, او ربما مثل فانديك فى عتمه هذه الغرفه بينما رائحه زيت النفط ونشاره الخشب, يعيدانى الى هولندا."
شرحت مبتسمه :" ما الذى شعرت به عند ملامستك لهذه المنحوته؟"


بادلها الابتسام قائلاً :" نعم اعرف ."


وقف وحمل المنحوتة ثم تابع قائلا :" السلام والدفء الرضى والاكتفاء بصوره غير عاديه , تستطيعين جنى ثروه طائله اذاما بعتها لرجال الاعمال,كم مضى لك من الوقت وأنت تنحتيها؟"
أجابته موضحه :" ليس من وقت طويل , فقط منذ ان اتيت الى هنا . غريب كيف انتهت الامور أليس كذلك ؟ التقيت بالدكتور جوهانسن , رئيس المعالجين الفيزيائيين فى المستشفى المحلى بينما كنت التقط الخشب فى شاطئ كاتور . تحدثنا , وبدا مأخوذاً بوصفى للمنحوتات , وقبل ان اعرف اين انا رافقنى إلى هنا , اختار بعضاً منها ورحل , وبعد بضعه ايام عاد ليخبرنى ان ملمسها اعطى السعاده لمرضاه , وجمع بضع القطع التى يهتم بها , وذهب بصندوق ملئ منها ."
" وهل تزودينه بها منذ ذلك الوقت ؟"
" نعم."
" إذاً . كان لريان بعض الفوائد ."
هتف بتعاسه :
" ماذا ؟ اوه ياليو , لا تفعل, كم مره يجب على ان أخبرك بأننى لا أريد التكلم عنه؟!! "
لكنه أصر بشده :
" كم تحتاجين من الوقت لإدراك ان عدم ذكره سوف يبقيه حياً فى ذاكرتك ؟ إذا استمريت بالإدعاء بأنه غير موجود , سوف تدعينه ينتصر عليك , ان تعاستك بمثابه انتصار له."
" ولكن هذا ما زال لا دخل لك فيه ."
ونهضت بغضب وتقدمت نحوه وانتزعت المنحوته من بين يديه .
استفزها قائلاً :
" اسمعى , حده اعصابك معى لن تحل مشاكلك , اخرجى من برجك العاجى ياهيلارى , قبل ان يفوت الأوان , قبل ان تتحولى حقيقهً إلى امرأه متغطرسه التى كنت للحظه خلت تبدين مثلها ."
وبابتسامه ساخره لشكلها الغاضب الذى يغلفه الصمت , خرج من البيت , فرمت بأدواتها على المقعد بقوه تكفى لكسرها , أعادت المنحوته إلى الصندوق وركلته .
كيف تجرأ بأن يدعوها متغطرسه ؟ كيف تجرأ؟ وهذا لم يكن صحيحاً – فهى ليست متغطرسه اطلاقاً !
وماذا حصل للمرح اللطيف السلس الذى كان يمثله منذ قدومه؟ حسناً , لم يستلزم الوقت الطويل لإظهار طبيعته الحقيقيه ! وبإصرار مفاجئ على أن تكون لها الكلمه الأخيره , لحقت به وفتحت الباب الأمامى بقوه , صارخه فيه :
" أنا لست متغطرسه ! وحتى لو كنت كذلك , فلا شأن لك!"
عندما لم تتلق أى رد , رجعت هيلارى إلى الداخل وصفقت الباب خلفها ,ياله من سافل حشرى . ولم تكن فى مزاج الآن لإتمام عملها , فمشت إلى المطبخ , هذا ليس عدلاً , لما لا يدعها الناس وشأنها؟
شعرت بالدوار , وجلست بانهزام إلى طاوله المطبخ , من المحتمل أن يكون الجوع قد سبب لها هذا الدوار , وافترضت انه عليها تناول بعض الطعام ,ولكنها فى الواقع لا تشعر بالجوع كثيراً .
لقد خسرت الكثير من الوزن خلال العام المنصرم , وهذا الدوار الذى يحصل لها باستمرار , من المحتمل ان يكون تحذيرات لها لأن تتماسك , ولكنها كانت موجات تدعو إلى الاهتمام أيضاً , فلو حدث هذا لأى شخص آخر لكانت قالت له أن يخرج من هذه الأزمه وأن يتوقف عن الشعور بالذنب تجاه نفسه ....
كم من السهل تقديم النصيحه للآخرين . فكرت بهذا وهى تلوى فمها ساخره من نفسها , حقاً عليها العوده إلى لندن ,وكاله السفر سوف تنقلها لا محاله لو أنها طلبت ذلك . ومن المحتمل ان يشعروا بالسعاده للخلاص منها .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 01:03 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 


قرع احدهم على الباب الخلفى تلك الاثناء ,فالتفتت بحده فى ذلك الاتجاه ...
" آه , والآن ماذا ؟" وقفت بإعياء وتحركت نحو الباب لتفتحه , وتوقفت هناك فقط , تحدق بعجز .
قال ليو بخنوع " هاى ."
أغمضت عينيها جزئياً وسندت بانهزام إلى إطار الباب :
" ماذا تريد؟"
عندما لاحظت ابريقاً من العصير فى يده , أحست بأن اعصابها ستنهار . لابد أنه ذهب إلى منزله بسرعه , وجاء بهذا الابريق.
سألته :
"لماذا؟"
قال بغضب :" اعتقدت انها ربما ستحسن من مزاجك , لقد حاولت أن أكون مهذباً ."
استفسرت غير مصدقه :"مهذباً ؟ أنت لم تكن مهذباً أبداً ! تحسن مزاجى او عدمه لا علاقه لك به . إذا كان هذا لا يعجبك ابق بعيداً!"
ازدرد ريقه قائلا :
" لا استطيع ذلك ." ودفعها ليمر , ثم مشى نحو المقعد .
سألته وهى تغلق الباب وتسرع وراءه :" ولما لا تستطيع؟"
" لأن الكولونيل طلب منى أن أعتنى بك."
" ماذا طلب منك ؟"
أجاب بلطف :" طلب منى أن أعتنى بك." وسكب العصير فى كوبين وناولها احداهما بانحناءه صغيره ساخره كادت ان تجعل هيلارى ترمى السائل عليه . هل يعتقد حقاً ان سلوكه حتى الآن ممكن ان يسمى بالاعتناء بها ؟ فكرت باستغراب .
ونظرت إليه قائله بيأس :" ليو , أنا لا أريدك هنا! لا أريد تدخلك المستمر في حياتى أريد فقط ان اترك وشأنى! "
" لماذا ؟ لأن سافلاً ما خدعك ؟ لا تفقدى روحك المرحه, انظرى إلى نفسك ,هيا, انظرى!"
ووضع كوبه وكوبها جانباً وأمسك بكتفيها وجرها لتقف أمام المرآه متابعاً :" هيا, انظرى نظره طويله لتعرفى كم أنت قاسيه , ومتغطرسه."
قاطعت بيأس وهى تحاول الابتعاد " لا ! "
" نعم ! انت لا تبتسمين ابداً , وتصدين أيه محاوله للصداقه أو المساعده وتتجنبين القرويين . الذين حاولوا قصارى جهدهم لمساعدتك ! وأنت ....."
تمكنت أخيراً من الإفلات منه , ثم إستدارت وضربته , كل الغضب والاحباط والألم أخيراً انفجروا بعمل عنيف كان يخفى بالفتور الذى كان رفيقها للأشهر الماضيه حدقت فيه , وقد اغرورقت عيناها بالدموع , حاولت ان تمر من أمامه , ولكنها وقعت فى قبضته من جديد .
صرخت :" لا تلمسنى !"
" لماذا لأنه يذكرك بكل ما خسرتيه ؟ أنت مجرد جبانه , وأنا لا أعرف لماذا ازعج نفسى بك ! انظرى إلى هذا المكان الذى يبدو قاتماً وجافاً مثلك تماماً " ودفعها إلى مكانها على الكرسى , واعاد الكوب ."
همست " لماذا تفعل ذلك "
قال ليو بصوت مرتجف وبكل بساطه :" لأننى اكره الضياع ."
بدا غير منزعج من سلوكها , راقبته بدهشه وهو يتناول كوبه بهدوء ويجلس على الكرسى امامها قائلاً :" إلى متى ستستمرين بهذا التصرف ؟"
" لا أعرف ."
راقبت العصير فى كوبها وأخذت جرعه منه مفكره , ألم يكن لديها على الأقل حريه الاختيار ؟ رفعت عينيها , لتنظر إلى ليو , ووجدته هو أيضاً يحدق بكوبه وأفكاره ليست أهنأ من افكارها , أحست بهذا من خلال مظهره القاسى والعلامه الحمراء على وجهه من آثار الصفعه , كانت تختفى , وفجأه ارتعبت من غضبها الذى لم تتحكم فيه , قالت له بأسف :" أنا آسفه "
أجاب :" حسناً , على الأقل كان عملا ايجابياً , ووضع اصبعاً على خده ثم تابع :" هذا ما احبه فيك , هيلارى لا تضيعى من مفعول الكلمات فتصفعيننى , من المثير للشفقه انك لم تفعلى هذا لريان ."
وافقته بقولها :" نعم "
نظرت إليه بذهول مستدركه :" مثل؟ "
اقنعها بنعومه :" اشربى العصير ."
رشفت من الكوب ووجدته طيب المذاق , ثم سألته بهدوء :
" منذ متى تعرف الكولونيل ؟ لم يقل لى شئ حول تأجيره منزله , ولا يوجد سبب لعدم اخبارى على أى حال ." أضافت بسرعه:
" ولكن يبدو الأمر غريبا بعض الشئ ."
تمتم :" كان مفاجئاً ." ولكنها لا حظت انه لم يتفوه عن المده التى عرف فيها الكولونيل .
وقبل ان تعاود السؤال اضاف :" هيا اشربى وإلا سأعتقد انك لم تسامحينى ."
رشفت من العصير مره أخرى ثم قالت :" هذا ما يهمك أكثرمن أى شئ آخر . كم ستبقى هنا؟"
" بضع اسابيع, جئت لزياره شقيقتى جوين , فهى تسكن فى مكان ليس ببعيد عن هنا ؟"
" نعم , هذا ما اعتقدته ." ثم اضافت تسأله بفضوليه :" ما العمل الذى تقوم به ؟"
همس بلطف :
" العمل ؟ ثم حوّل نظره إلى الأسفل وأجاب بابتسامه واهيه :
" انااعمل فى الxxxxات , ابيع , واشترى , وهكذا اشياء , هل ما زلت تحبينه ؟"
طالبته بحده :" أوه , أرجوك ! هل علينا ان نستمر بالتحدث عنه؟"
" نعم , هل ما زلت ؟"
" أجابت :" لا أعرف ."
لم يسألها أحد هذا السؤال وكأنما لم يخطر ببالهم اطلاقاً , انها ما زالت تحبه , حتى انها لا تملك الاجابه على ذلك لكن ما تعرفه جيداً هو انه كلما جاء ذكره يخفق قلبها بشده , وتابعت وهى تنظر للكوب
:" لا أعرف , يجب ان لا افعل, يجب ان أكرهه , ففى بعض الأحيان أشعر وكأن ما كان لم يكن حقيقياً وكأن اى من تلك الأشياء لم تحصل أبداً
مع أننى اعرف انها حصلت ..."
صرح وكأن الأمر لا يهم :" ليس هناك عيباً فى أن نحب , هل أحبك هو جيداً ؟"
همست وكأنها لم تكن متأكده من انها سمعته جيداً:" ماذا ؟"

.
اوضح سؤاله :
" هل كان صديقاً مهتماً؟ ولطيفاً ؟"
قالت باختصار "لا أعرف! لم يكن لدى صديق من قبل , فلا يمكننى المقارنه ."
سألها بلطف :" ولا منذ ذلك الحين ؟"
" كلا " فجأه تذكرت حادثة حصلت معها منذ بضعه اشهر مضت ,ابتسمت ابتسامه خفيفه , وهى تقول : "كدت ان افعل ذلك تقريباً , فلقد دعانى رجل ما الى احدى الرحلات للخروج . غريب اننى لا اذكر حتى اسمه , لا أعتقد اننى اعجبت به كثيراً ."
" لكن ذلك ارضى كبريائك أليس كذلك ؟"
لم تفكر بمثل هذا الأمر قبلاً فقد دفنت هذه الذكرى مع كل شئ آخر , ولكن بالعوده إلى التفكير بها الآن , عرفت أنه على حق ."
بوجه كئيب قالت :" نعم , اعتقد ربما كذلك , خرجنا لتناول الطعام معاً , وعندما أعادنى إلى البيت أراد الدخول . وقفت عند عتبه بابى ومنعته ."
علّق بالقول :" يالك من فتاه سخيفه !"
تجهم وجهها وقالت :" لماذا ؟ لقد كانت ردة فعل طبيعيه , أليس كذلك ؟ لقد تأذيت , فالرجل الذى اعتقدت انه أحبنى خدعنى وسلب مالى , اعترف انه لم يردنى من الأساس . كيف تتوقع منى التصرف بطريقه فلسفيه ؟"
وقفت وقد شعرت بالغضب والأذى من جديد , فلحق بها وربت على كتفها , وعندما نظر فى عينيها, وجد انها على وشك ذرف الدموع .
قال لها مؤاسياً :
" لا تبكى من أجله يا هيلى , فهو لا يستحق منك ذلك ."
انكرت بثبات :" هذه الدموع ليست من أجله , بل لأجلى ."
" لماذا ؟ الأنك لا تشعرين انك محبوبه ؟"
سألته بخشونه :" ألا يحق لى ؟ أو ان الشفقه على نفسى غير مسموح بها ؟ لماذا تفعل ذلك بى؟"
قال ببساطه :" أريد ان تعود هيلارى الى طبيعتها ."
كررت بغباء :" أعود؟ كيف ذلك ؟ أنت لا تعرف شيئاً عنى ."
أجاب بلطف :" ألمس بعض الأشياء منها احياناً . لفته رائعه, لمحه من مرح تختفى سريعاً , لحظه لا أكثر من ذلك الجمال المتغطرس . اول مره التقيتك , شعرت فى الحال أنك فتاتى."
اجابت بارتجاف :" ماذا ؟ لا تكن سخيفاً !"
سأل بخفه :" لماذا تعتبرينى سخيفاً ؟"
كررت بعناد :" لأنك كذلك , فأنت حالما ترى واحده تعتقد بأنها فتاتك ."
فقال :" لا أعلم لما تظهرين عدم التصديق ."
اشاحت بوجهها عنه وقالت :" لقد تأخر الوقت ."
قال وهو يناولها الكوب من جديد :" اكملى العصير وبعدها اذهبى للنوم " ثم تحرك نحو الباب متابعاً" ليله سعيده يا هيلارى ."
تمتمت :" ليله سعيده :"
هكذا إذن ؟ مهمه مكتمله ! تعليمات الكولونيل قد نفذت بحذافيرها !
شعرت بالكآبه بشكل لا يوصف , وتجولت فى البيت الذى بدا وكأنه غارق في الفراغ والوحدة , غريب كيف أنها لم تلاحظ ذلك من قبل . ارتشفت العصير , وهى تجول بنظرها حول المكان ,أنها لم تلاحظ ابداً مدى اتساخ كل شئ قبل ان ينبهها ليو إلى ذلك !
عندما انتقلت فى البدايه الى هذا البيت لم تهتم بأى شئ وبالتأكيد ليس بمن يحيطون بها , لو لم يزودها القرويون بلطف بالغ ببعض المفروشات لكان من المحتمل ان تبقى الغرف
خاليه كما هى بدون أثاث ؛ فالمقعدين وطاوله المطبخ كانو مساعده من الكولونيل , الفناجين والصحون واوعيه الطعام والخزانه جاء بهم فرانك جرين من محل القريه , الأشياء الوحيده التى اشترتها بنفسها , كانت هى السرير , والأغطيه ثم حسب ميزانيتها اخذت بشراء الملابس الجديده , ولكن لا شئ آخر , ليو
على حق فيه , لقد تحولت غلى فتاه انزوائيه لا تهتم بأى شئ , وبالكاد تشارك فى الحياه حولها . حتى انها بالكاد شكرت القرويين وصاحب المحل , لكرمهم
ودعمهم . مفضله ان تشترى حاجاتها من نرويش على ان تتحمل ثرثره القريه فى الدكان المحلى , كان قد سألها كم من الوقت تحتاجين ؟ كم بالتأكيد ؟
انهت شرابها , ثم اخذت الكوبين إلى المطبخ.
فيما كانت تصعد إلى غرفتها على مهل , شعرت بالارهاق الشديد فحدقت هيلارى حولها بكآبه , لا تدعيه يفوز عليك , هذا ما قاله ليو , وكان على حق , لأن هذا ما كانت تفعله طوال الوقت . تشعر بالأسف على نفسها بدلاً من أن تحارب لتعود إلى طبيعتها . لكن لماذا سمحت لليو بأن يستدرجها للبوح له بمكنونات قلبها ؟ أين كبريائها ؟ لقد كان غريباً وخلال بضعه أسابيع سوف يعود إلى استراليا . دخلت إلى السرير , وكان وجه ليو فى مخيلتها وهى تغفو وليس وجه ريان .

***

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 01:05 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 


رأت شقيقته وابنها فى صباح اليوم التالى بينما كانت تملأ سيارتها بمنحوتاتها لنقلها إلى المستشفى . لقد افترضت هذا لأنها رأتهما يمشيان مع ليو على الدرب فى اتجاهها . ولم تنتظر لتتعرف اليها , بل صعدت وجلست بسرعه وراء المقود , ادارت محرك السياره وانطلقت بسرعه , انه عمل جبان بدون شك , ولكن لسبب غريب . ولسبب غير محدد لم ترد التعرف إلى أقربائه , لقد كان متطفلاً كفايه هو وحده , لو ظنت انها تهربت من الأمر , فهى حتماً مخطئه , فليو كان
يجلس عند عتبه بابها ينتظرها عندما وصلت .
أطفأت المحرك وأخذت تنظر إليه بحنق , لقد بدا سخيفاً بشكل كبير وهو يجلس وظهره إلى الباب , وجهه معرضاً لأشعه الشمس الضعيفه , وعينيه مطبقتين . كان يلبس بنطلون جينز لم يسبق له أن كواه , وقميص رمادى خفيف وكأنه فى فصل الصيف ولم يبد عليه انه يكترث للرياح الشماليه القارصه التى تعصف , أى شخص آخر كان سيرتدى الملابس الصوفيه السميكه , حتى هيلارى . ان كل المشاعر المربكه التى حاولت تجنبها ليله امس عادت اعنف الآن.
خرجت من السياره وصفقت الباب وراءها بعنف , وعندما لم يتحرك او يعطى اى إشاره انه شعر بوجودها , مع انه لا بد ان سمع صوت السياره وهى تتوقف , الا إذا كان أصم تقدمت نحوه ووقفت أمامه ,وأخذت تحدق به غير موافقه على كل الذى يجرى ويدور ..
سأل بهدوء وبرود :" هل تتجنبينى ياهيلارى ؟ وعندما بقيت صامته فتح عين واحده ليلاحظ وجهها الغاضب .
قالت باستهزاء :" لواعتقدت انه لدى فرصه واحده للنجاح فى ذلك
, لكنت فعلت , كما انك تمنع على الدخول إلى بيتى !"
قال :" لابد وانك نادمه على الثقه التى منحتنى اياها ليله أمس ." وفتح عينه الأخرى , رأى وجهها الجامد والمستغرب وقف وابتعد لكى تستطيع فتح الباب وتدخل ثم تبعها إلى الداخل .
وقف عند الباب المؤدى إلى المطبخ , وأخذت يراقبها وهى تضع الإبريق على النار .
سألها :" متى أخبرك ريان انه خرج معك فقط من أجل المال ؟"
" ماذا ؟ "
" لقد قلت ليله أمس ...."
" قلت الكثير ليله امس !"
وافقها :" والآن انت نادمه ." وبدا متعقلاً إلى درجه مغيظه فى مواجهه غضبها .
صرخت بحده " أوه , هل يمكنك ان تخرج ؟ فأنت تدفعنى إلى الجنون !"
أردف :" حسناً ." واستدار على عقبيه ثم خرج .
صرخت بحنق :" ليو !" اسرعت وراءه وعندما استدار , قالت :" اعتقد انك الانسان الأكثر ازعاجاً الذى اتاح لى حظى التعيس بأن أقابله !ماذا تعنى بكلمه حسنا ؟ "
أجاب :" لا شئ , اذاً متى قال لك ذلك ؟"
" وما الفرق الذى قد يحدث الآن ؟"
" لا شئ , ولكنه أمر كان يزعجنى . قلت انك عدت من فرنسا لتجدى ان المنزل قد دمّر وريان ذهب . إذاً متى اعترف انه اراد مالك ؟"
سألته متشككه :
" هل أنت متأكد بأنك تعمل فى مجال الxxxxات ؟ فأنت تبدو غير عادى مثل رجال الشرطه , تبحث عن دليل أو .... " أنها إذا لم تخبره فمن المحتمل ان يبقى هنا طوال اليوم لذا تابعت :" استلمت رساله منه بعد بضعه أيام وقد ارسلها إلى وكاله السفر , هل اكتفيت ؟"
من أين أرسلت ؟"
" لا اعرف , لم أنظر إلى الرساله فقد مزقتها ورميتها عمداً ."
" ماذا جاء فيها ؟ لا يريدك ابداً ؟ وانه كان يصادقك فقط من أجل مالك؟"
همست " نعم ! وان اقول لأصدقائى ان يكونوا أكثر حرصاً عندما يتناقشوا فى أمور الآخرين ! فى المخزن على سبيل المثال ! والآن هل تذهب ؟ اومأ مفكراً ,ثم استدار وتركها.
تنفست الصعداء وعادت إلى المطبخ لتعد الشاى , لماذا يريد ان يعرف كل تلك التفاصيل ؟ وما الاختلاف المحتمل الآن ؟ شعرت بالانزعاج والاعياء وأخذت فنجان الشاى إلى غرفه العمل آمله ان تكون منحوتاتها بمثابه علاج لها كما هى الحال بالنسبه للمرضى فى ذلك المستشفى . كان من الصعب التذكر كيف كانت حياتها قبل ان يقتحمها ليو . ولكن ما من شك انها كانت اكثر سلاماً..

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 01:07 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 

الفصل الثالث

***



لم يهدئ العمل ما في نفس هيلاري للمرة الأولى فقد بقيت أفكارها منشغلة بليو لماذا يسأل دائماً عن ريان؟ فهو لا يريد استفزازها تحديداً ولكنه يريد ان يعرف امورها الشخصية لماذا؟ فهذا الأمر يوخزها كثيراً تماماً مثل آلام الاسنان أو ربما كل الاستراليين بهذه الطباع يهتمون اهتماماً غير عادي بشؤن الآخرين او ربما هو يشعر بالملل فالحياة رتيبة ومملة في نورفوك الصغيرة إذا ربما هذا هو السبب لكنه ليس التفسير الذي يقنعها واعترفت بينها وبين نفسها بصدق بأنه يشعر بأشياء غريبة خلال لقاءاتهما معاً
.

قررت انه من غير الجدوى الاستمرار بالعمل بينما تفكيرها لا يستطيع الاستقرار على شيء وضعت أشياءها بعيداً سوف تأكل أو ربما تتنزه أو تدهن غرفة الجلوس , قررت فجاة

نهضت مسرعة مشت عبر الردهة الصغيرة إلى الغرفة الخلفية وبينما كانت تخطو نحو الباب لاحظت كم ان الغرفة معتمة وكئيبة فالجدران والسقف كانوا بلون بني داكن فمنذ سنوات طويلة وبسبب تشغيل الفحم لم يعد لون الطلاء الأصلي محدداً كما كان في الماضي دكان القرية الصغير يبيع الطلاء تذكرت وربما تستطيع الذهاب إلى ترويش لشراء برادي جديدة بنقشات ملونة تبهج النفس

أغمضت عينيها وحاولت التصور كيف يمكن ان تبدو الغرفة بعد هذه الإضافات ومن المؤكد لن تكون بأسوأ مما هي عليه الآن
.

ما إن قررت حتى اصبحت متشوقة للمباشرة بهذا العمل وللمرة الأولى منذ زمن بعيد احست بالحيوية وبالحماس أعدت لنفسها غداء وضغطت على نفسها لتأكل , غسلت صحنها وفنجانها بسرعة وأخذت حقيبة يدها وسترتها ثم اسرعت الخطى نحو الباب الأمامي

عندما استدارت في المنعطف المؤدي إلى القرية أبطأت تدريجياً وتوقفت لبرهة عندما رأت ليو يترجل من الناقلة المحلية

ترددت فهي لا تريد مواجهته وحاولت أن تخفي نفسها منتظره ان يبتعد . راقبته وهو يتكلم مع سائق الناقلة قال له شيئاً ثم ضحك , فشعرت في الحال بفراغ موجع بداخلها لقد مضى وقت طويل منذ ان ضحكت , وشاركت بتبادل النكات أو تصرفت بمرح وانطلاق , من المفرح ان يكون المرء برفقة ليو انه صديق عظيم صديق جيد فكرت وهي تبتسم بحزن عندما استدار ناحيتها وكأنه كان على علم بوجودها منذ البداية وكان عليها ان تدرك انه لن يبتعد عنها بل تقدم ناحيتها بخطى سريعة

بدا وكأنه سائق سيارات للسباق او بحار يبحر حول العالم شيء فيه تحد ومنافسة ولكن بالتأكيد ليس شيئاً رتيباً كوكيل xxxxات

حيته بحيوية " مرحباً "

توقفت عن التقدم سألته " ماذا تفعل في الحافلة ؟"

"تعطلت اللاند روفر في طريق عودتي من نورويش"

شرح لها هذا بنفاد صبر وابتسمت له هيلاري بتردد

قالت بجفاء : "هذا لا يفاجئني اطلاقاً عندما اوصلتني مساء امس كانت تبدو على انها ستتعطل في ابة لحظة"

"كنت اتساءل....."

"كلا" قالت رافضة وقد عرفت تماماً ما الذي سيقوله تجهمت فجأة ولم تلاحظ للحظة بأنها عادة إلى أطباعها الحادة القديمة وتابعت تقول قطعاً لا ومن بعيد الاحتمال انه بمقدورك الدخول الى سيارتي الصغيرة

اخذ ينظر اليها وكأنه يقيمها فلم ترتح لنظراته تلك ثم سألها بلطف " هل قررتِ الانضمام إلى العنصر البشري ؟ "

لشدة غبائها شعرت بالإحراج وكأنها ضبطت وهي تفعل شيئاً لا يجدر بها فعله اشاحت بنظرها وقالت بوهن " كنت ذاهبة إلى المحل لشراء الطلاء "

استفهم " طلاء "؟ وكأنها عبارة لم يسمعها من قبل أو كأنما قالت انها ذاهبة لشراء زرافة , فكرت بشيء من الاستغراب

"نعم و طلاء سوف أعمل بنصيحتك واجعل من غرفة الجلوس اكثر ضياء"

سألها مبتسماَ باللون الاحمر؟

"كلا يا سخيف, باللون الأبيض أو ما يقاربه"

"طبعاً , صح تماماً"

تمتمت بارتباك " حسناً من الأفضل ان أذهب "

وضع يده على كتفها لمرافقتها فارتعشت من ذلك بينما قال "نعم , وعلى ان أذهب إلى الكاراج لذا سارافقك"

عرضت عليه بسرعة أستطيع المرور بالكاراج لأجلك

لم تكن متأكدة من صوابية مرافقته لها إلى أي مكان . فسيره معها يشيع نوع من الالفة أردات تجنبها , إلى جانب ان منظرهما معاً سوف يجلب كل انواع التساؤلات ما بين القرويين

همس بنعومة : "توقفي عن محاولة التفكير باعذار كي لا امشي معك , اعدك بأنني سأحسن التصرف"

هذا سيكون بمثابة تغيير لك

مشت إلى جانبه بهدوء بينما إستمر هو في التعليق السريع على كل ما يمران به أو يرياه وشعورها بالدفء إلى جانبه جعلها تشعر بعدم الاستقرار اكثر واجاباتها عليه كانت محددة ومختصرة .

أرادت الابتعاد عنه من دون أن تثير مناقشة عن تصرفها قد يحصل دون شك .

قال بنعومة : "هذه سيدة بينسون هل تريدين اعطاءها شيئاً لتتكلم عنه؟"

هتفت بذعر : "كلا, لا أريد . فالسيدة بينسون تعتبر اكبر ثرثارة في القرية"

ثم انذرته قائلة : "ليو دعني أذهب"

وشعرت بمدى غبائها عندما منحت السيدة بينسون ابتسامة واهية وهي تحاول الابتعاد عنه

علق بسخط : "عليك ان تكوني مسرورة"

سألته : "لماذا؟"

أجابها : "لأنها الان تستطيع الكلام عن الرجل الاسترالي اللطيف الذي يساعد الانسة دوسون كي تشفى من مأساتها"

شعرت بالخجل من الطريقة التي نطق بها مما جعلها تبتسم بتردد هذا تماماً ما ستبدأ السيدة بينسون بالثرثرة عنه , أي شيء لا يلاحظ بالأمر الطبيعي ستذيعه وستضيف عليه بريقاً فمثلاً سوف تتوقف للحظة , و تتلفت بتشكك حولها وكأن شخصاً ما يستمع إليها وبعدها تقول كلمتها بطريقة تمثيلية فالمتاعب و المآسي كانتا كلماتها المفضلة با لتحديد

عندما وصلا إلى الكاراج انفصل عنها ليو ليذهب ويحل مشكلة اللاند روفر وتابعت هيلاري وحدها ترددت امام المحل الصغير أخذت نفساً عميقاً لتمنح نفسها الشجاعة قبل ان تدفع الباب وقطبت عندما حذر الجرس برنينه جميع من في الداخل إلى دخولها , رفضت ان تختبئ وراء البضاعة كما تفعل عادة ومشت بجرأة إلى المكان الرئيسي في المحل ابتسمت لمجموعة النساء المجتمعة امام الواجهة ولاحظت تحياتهم المفاجئة قليلاً كانت شاكرة جداً لفرانك جرين صاحب المحل لمعاملتها وكأنها زبونة دائمة وقديمة بدلاً من غريبة بينما وجهه الممتلئ يبتسم لها بدفء وهو يقول : " سوف أكون معك بعد لحظة يا آنسة داوسن "

قالت بوهن: " حسناً سوف اتجول في المحل , احتاج لبعض الطلاء"

تلقت نفس الاستغراب الذي تلقته من ليو .الا يشتري أحد

طلاء؟

واخذت تتجنب النظرات الفضولية ومشت إلى قسم البضائع الحديدية ملاحظة ان الهمسات توقفت بمجرد ان ابتعدت عن انظارهم حسناً لقد عرفت ان الأمر لن يكون سهلاً

أخذت تنظر إلى الرف الأخير عندما سمعت جرس الباب يرن من جديد ورأت السيدة بينسون تدخل منه تباً , ثم بدأت الهمسات ما ان أخذت السيدة بينسون بنشر اخبارها احست بالشفقة عليهم لأنه بالرغم من حساسيتها لتدخلهم المستمر بشؤونها عرفت ان ذلك لا يعني الخبث وقد كانوا لطفاء جداً بعد خيبتها من ريان لذا عادت إلى الواجهة.

قالت هيلاري بهدوء وهي تقترب من الجمع الصغير : "اعتقد انني بحاجة لبعض النصح بالرغم من كل شيء"

وحاولت هيلاري ان تبدو وقد تفاجأت لوجود السبدة بينسون بهذه اللحظة فقط قائلة : " مرحباً من جديد سيدة بينسون سوف أطلي جدران غرفة الجلوس ولكن هل استعمل اللون الابيض الكلسي ؟ فينل ؟ أو السادة؟ " وأحست بأنها احدى الممثلات في برنامج للأطفال وبسرعة حاولت السيطرة على ارتعاش شفتيها وتساءلت عما إذا كانت تبدو مختلة عقلياً كما شعرت , فنظرت الى فرانك غرين بخبث ثم انفجرا معاً بالضحك .

وافقها بخشونة : " حسناً من مدعاة سروري ان أساعدك الآن"

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 01:11 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 603 - يائسة من الحب - ايما ريتشموند ( قلوب عبير ) دار النحاس

 

جاء بلائحة الألوان وابعد الأغراض إلى جانب واحد ليتمكن من الرؤية وليعلقوا على الأمر كما يروه مناسباً , فقد كان واضحاً ان نقاشاً جاداً مثل طلاء الجدران سيحتاج إلى مشاركة العديد من الناس .

انحنى الجميع للنظر الى اللائحة رن جرس الباب من جديد التفت الجميع وكأنهم شخص واحد فتسمرت هيلاري مكانها غير مصدقة لقد كان ريان يقف عند الباب وتعبيره مرتعب تماماً كما تعبيرها تماماً

لم تستطع التفكير بأي شيء في هذه اللحظات سوى المرور بسرعة من امامه وإلى خارج المحل حيث استمرت بالركض دون ان ترى إلى ان امسكت بها يدين قويتين

ماذا؟ سألها ليو وهو يحدق بوجهها المرتعب وسألها بقسوة ماذا هناك هيلاري؟

أجابت بصوت متهدج "ريان"

أين؟

في المحل

قال بأختصار وهو يديرها في الاتجاه الذي جاءت منه

حسناُ

تسمرت في مكانها رافضة التحرك قائلة كلا يا ليو

عارض بتجهم : "نعم" وتغير تعبير وجهه تماماً الآن وذهبت ملامحه الودودة بدا فجأة قاسياُ جداً وخطراً عندما اضاف سوف تذهبين إلى داخل المحل لمواجهته نعم سوف تفعلين

همست: "لا أستطيع حقاً يا ليو لا أستطيع"

أدارها لتواجهه وامسك بوجهها براحتي يديه قائلاً

لقد كنت تقيمين في ذلك البيت الحقير لمدة سنة فحولك إلى جبانة انه لص يا هيلاري إذا تسلل احدهم إلى منزلك و امسكت به تضربينه على رأسه أليس كذلك؟"
.

"هل يمكن ان أفعل ذلك؟"

سألته بيأس وغير واثقة من انها تستطيع فعل أي شيء من هذا النوع

نعم تستطيعين وسوف تدخلين الى المحل لتمنحينة النظرة الاكثر احتقاراً وغطرسة التي تقدرين عليها و أنت تستطيعين ذلك

ثم تابع بعد توقف قصير تستطيعين أن تبدي مثل أكثر الدوقات غطرسة عندما تريدين ذلك أنا أعرف وقد حدث ذلك معي فعلاً لذا توقفي عن الادعاء بأنك لا تستطيعين لأنه باستطاعتك ذلك وإذا كان علي جرك إلى هناك سوف افعل ذلك

قالت بخوف لما هوهنا؟

لاأعرف , سوف اسأله ؟

هتفت مرتعبة : "لا تتستطيع"

"طبعاً استطيع وإذا ما اردت معرفة شيء ما عليك سوى طرح السؤال"

حدقت فيه وادركت انه على حق لكن مجرد فكرة مواجهة ريان من جديد جعلتها تشعر بالغثيان وقالت " ولكن ماذا علي ان اقول؟

قال باختصار : " لاشيء واذا حاول التكلم معك سوف تنظرين اليه نظرة متغطرسة ولكن بصمت

أحست بالألم يعتصرها من الداخل و بأنها لا تستطيع التركيز على أي شيء سمحت لليو ان يسرع بها إلى المحل
.

من جديد وعندما وصلا إلى الباب ترددت ونظرت إليه بلوم

فتح الباب على مداه وهو يبتسم ابتسامة واهية لقد كان يدرك جيداً انه بمجرد قرع الجرس فان كل من في الداخل سوف ينظرون إلى الباب وبصورة مفاجئة قبلها قبلة سريعة جعلتها عاجزة عن التفكير

أخذت نفساً عميقاً وقد شعرت بالامتنان العميق لوجود ليو لحمايتها ثم تقدمت الى الداخل

"فتاة سخيفة اخذت مفاتيح سيارتي " كان هذا عذراً مقبولاً لتركها المفاجئ للمحل

ما من احد سيصدق روايته ولكنه على الأقل كان شيئاً باستطاعة الجميع التظاهر بأنهم قبلوه

ابتدع فرانك واحدة أفضل فقال " زوجتي فعلت ذلك مرة أخذت السيارة إلى الكاراج وأخذت مفاتيحي معها وأخذت مني وقتاً طويلاً لأتعقبها " وابتسم لهيلاري متابعاً " والآن اردت الطلاء أليس كذلك ؟ اقترح الفنيل السادة" وتناقش الجميع في ذلك يحمون هيلاري من ريان الذي كان يقف إلى الجانب الآخر جاهلاً ما يدور حوله

بعد لمحة سريعة نحوه أبقت هيلاري ظهرها له وشعرت انه لولا ذراع ليو الثقيلة حول كتفيها لكانت هربت من جديد

حدقت بفراغ في لائحة الألوان التي وضعت بين يديها ونظرت إلى ليو كان يتكلم ويبتسم و كأن ليس هناك من شيء ولكن التعبير في عيونه كان يكذب طبعه اللين بدا أنه رجل ينتظر شيء ما رجل يتمتع بصبر غير محدود

غير قادرة على احتمال الجو المتوتر اكثر التفتت لتنظر إلى ريان

التفتت من جديد إلى فرانك جرين و سألته " هل تعتقد ان الأبيض اللون المناسب؟"

وبعدها تنهدت بارتياح عندما سمعت باب المحل يفتح ثم يغلق

همست : " هل ذهب "؟

قال فرانك بأخثصار : "نعم"

سأله ليو ؟ "هل تعذرني لدقيقة؟ علي ان آخذ هذه المفاتيح إلى الكاراج"
.

ضغط على كتف هيلاري مطمئناً و أضاف قائلاً : " ولا تحاولي نقل الطلاء إلى البيت بمفردك انتظريني هنا فلن أتاخر"

عندما أغلق الباب وراءه حدقت هيلاري من جديد في لائحة الألوان شاعرة بالضياع و الرفض في آن واحد وقد عرفت إلى أين هو ذاهب سيواجه ريان ولم ترد أن يفعل ذلك

وعندما تحركت لتلحق به قال فرانك بلطف " أفعلي كما قال لكِ يا آنسة دعي ليو يتولى الأمر انه رجل حكيم انني متأكد"

حدقت فيه وبعدها في الوجوه المهتمة ثم همست : " لا أريد حدوث أية مشاكل"

أكد لها فرانك : " لن يحدث شيء"

سألته بيأس : " ولكن لما عاد ؟"

جاوبها فرانك بفرح كبير :" ليعرف لما لا يستطيع أخذ الاذن بالتخطيط كما توقع في كل مرة يتقدم بطلبه يرفض فوراً لسبب أو لآخر شقيقي في المجلس"

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a stranger's trust, ايما ريتشموند, emma richmond, ثقة الغريب, دار النحاس, يائسة من الحب, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية