لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-20, 12:24 AM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل الحادى عشر



-صباح الخير يا أمى.
قالها عادل بعد أن دلف الى غرفة والدته وانحنى على يدها يقبّلها بحنان فيما هى تشده الى حضنها تستقبله بوجه بشوش وصوت رقيق:
-حمدا لله على سلامتك يا بنىّ .. آسفة أننى لم أستطع رؤيتك البارحة , تعرف أننى أخلد الى النوم مبكرا , لم تعد لى طاقة على السهر الى ما بعد العشاء.
ابتعد قليلا عنها وهو ينظر الى وجهها بمزيج من اللهفة والقلق .. كان صوتها متهدجا وتتنفس بصعوبة , ما جعله يشعر ببعض التوتر لحالها , أهى مريضة الى درجة كبيرة ؟ أم أنه يتوهم فقط لشعوره بالذنب بسبب ابتعاده عنها لفترة طويلة ولكنها لم تكن رحلة اختيارية .. أبدا.
-اشتقت لكِ يا أمى كثيرا.
توسد المكان الى جانبها وهو يتكأ بمرفقه على جانب الفراش بينما يتلمس وجهها المتغضن والذى ازدادت تجاعيده عمقا كاشفة عن عمر طويل انقضى ولم يكن سهلا .. انحدرت دمعتان غادرتان على خديها ,مسحتهما بأصابع معروقة بكبرياء وشموخ ..
-أتبكين يا أماه ؟
-كلا ,هذا فقط مجرد .. تأثر لرؤيتك يا حبيبى ,فقد غبت عنّا كثيرا ,لأول مرة بعمرك تغيب عن عينىّ حتى بعد أن تزوجت وصرت أبا , كنت دوما الى جانبى .. لم أحتمل أن تذهب .. فبعد سفر فريال الطويل ووفاة وجدى - رحمه الله - لم يتبق لى فى الدنيا سواك أنت وأخيك ,ولست مستعدة لخسارة أيا منكما .
ربت عادل بحنان على كتفى أمه المتهدلين وهو يحيطها برعايته واهتمامه واعدا ايّاها:
-لا يمكن لأى منّا أن يستغنى عنكِ يا ست الكل ,نحن نعيش فى ظلك وتحت جناحك .. مهما بلغنا من العمر كبرا أو خط الشيب رؤوسنا .. كما أن فريال قد عادت أخيرا و...
قاطعته شريفة برزانة:
-أختك بحاجة الى الراحة فيكفيها تعب حملها ومشقته عليها.
فوجئ قليلا بحديث والدته الا أن الشك قد تسلل الى ذهنه بالأمس فعلا بخصوص غرابة أطوار شقيقته التى لم تكن تتحرك كثيرا ورفضت تناول المشروبات معهم ,صاح بانفعال وهو ينهض واقفا:
-فريال حامل .. أوليست بمعجزة ؟
تفهّمت شريفة صدمته لدى سماعه للخبر ,وكيف لها أن تلومه فهى بنفسها قد سبق وأحست بما يعتمل فى نفسه حين خصتها ابنتها بهذا السر دونا عن الجميع حتى أنها صرّحت بخوفها من معرفة أميرة وتوجست من ردة فعلها الا أن الفتاة طارت من الفرحة لدى علمها بهذا الحمل المعجزة ..
-أنها فرحة غامرة يا عادل لنا جميعا ,, كما أنك ستصبح جدا عن قريب .. فمبارك لك أيضا.
انعقد حاجباه بشدة وهو يلتفت بحدة ليواجه أمه فى غضب قائلا:
-أكنتِ على علم بزواج سيف من وراء ظهورنا ؟ هل شجعته يا أمى على عصيانى ؟
قالت السيدة العجوز بتأنٍ وحكمة اكتسبتها بمرور الزمن:
-اهدأ يا ولدى , واعرف أنه لا ضرورة لهذا الغضب الجارف .. ما فعله سيف لم يكن بالشئ الصواب طبعا ونحن لم نعرف الا بعد وقوع الأمر .. جاء الينا وهى بصحبته يخبرنا أنه قد تزوّجها وأخفى عنّا الأمر لسبب فى نفسه .. بالتأكيد قمت بتأنيبه على ما أقدم عليه فلم يعجبنى أن يتصرف هكذا على هواه بمسألة خطيرة كالزواج وخاصة أنه لم يستشر عمه أيضا وقد كان محمد ثائرا أكثر منك .. الا أننى نصحته بألا يتسرّع فى حكمه عليهما وأن ننتظر رجوعك حتى نتشاور بالأمر جميعا ونصل الى قرار حكيم.
قال عادل مستهزئا:
-وهل يفيد الآن ؟ لقد صارحنا وبكل وقاحة أن زوجته المحترمة ابنة الأصول .. حامل , ها هو يضعنا أمام الأمر الواقع ,وعلينا أن نقبل بها كنّة وأم لحفيدنا .. لم يجد من بين جميع الفتيات سوى هذه ليقترن بها.
صمتت والدته قليلا لتسترجع ذكريات ماضية .. وقالت بصوت غريب:
-أتذكر منذ ما يقرب من ثلاثين عاما ؟ حينما تعاملت مع رفض أبيك لزواجك من منى بذات الطريقة , ألم تتزوجها دون ارادتنا وتمسكّت بها أكثر بعد أن عرفت بحملها ؟
هتف عادل بغير تصديق:
-ماما .. كيف تساوين ما فعلته أنا بما قام به سيف ؟ وكيف تسمحين بالمقارنة بين منى وهذه الفتاة ؟
-وما الفارق ؟
-الفارق كبير , شتان بينها وبين زوجتى .. على الأقل لم تكن هى من عائلة تكن العداء لنا , وأنا أحببتها بصدق وجئت متوسلا لوالدى حتى يوافق على خطبتى لها , هو من رفض وباباء لأسباب واهية .. لمجرد أنها كانت تعمل سكرتيرة وتنتمى لعائلة متواضعة ماديا .. أما هذه ... التى تزوجها .. ألا يكفى أنها ابنة كمال الراوى ؟ أين كان عقله وهو يقدم على أمر بغيض كهذا ؟ فهو لم يراعِ مشاعرى أنا وأمه .. كان يعرف جيدا من هى ولهذا فقد استغل غيابنا وخان الثقة الموضوعة به ..
-لأنه كان يعرف باستحالة الحصول على موافقتك اذا ما فاتحك بهذا الشأن .
صاح عادل هادرا بعنف:
-ماما , ماذا تقولين ؟
-لا تريد أن تسمعنى لأنها الحقيقة التى لا تجرؤ على الاعتراف بها ,كنت ستتصرف كوالدك تماما بذات الطريقة الظالمة الاستبدادية التى طالما كنت تشكو منها.
-أهذا رأيك فىّ يا أمى .. أننى أشبه أبى ؟
لم تكن مخطئة فى اعتقادها .. كانت بمثابة ضربة قاصمة له أن يسمع الحقيقة من بين شفتيها , تلك الحقيقة التى يحاول انكارها أو على الأقل تجاهلها .. الا أن جزء صغير من عقله ظل على عناده .. لا يوجد مجال للمقارنة بينه وبين ابنه .. ومها تلك حتما ليست مثل زوجته منى .. الحبيبة.
-لم أقصد التشابه الكلىّ .. رد فعلك الذى تظهره الآن يجعلنى أندهش منك ,لماذا لا تتقبّل أنه أحبها وتزوجها كما فعلت أنت بمنتهى البساطة ؟
-وأرحب بابنة كمال كزوجة لابنى وأتناسى أنه كان ..
وبتر عبارته فجأة وارتسمت على وجهه معالم الأسى والشقاء ,فشعرت شريفة بالشفقة على ابنها وما يعانيه من صراع داخلى .. كيق يقبل بابنة رجل .. كان مرتبطا بزوجته من قبل.
قالت الوالدة فى حزم وهى تعقد ذراعيها فوق صدرها:
-لا أرى سببا يمنعك من المحاولة .. وخاصة فى ظل هذه الظروف الجديدة .
-كيف تطلبين منى ذلك وكأنه شئ عادى ؟
أزاحت الغطاء من فوق جسدها برفق وقامت بمحاولة مضنية لتقف على قدميها بالاستناد على عصا أبنوسية ,سارت بقامتها الضئيلة الى حيث ارتمى عادل جالسا على مقعد بتراخٍ واستسلام أوجع قلبها .. مسدت على شعره الذى غزاه اللون الأبيض .. وقالت بصوت يفيض عذوبة وحنانا:
-من قال أنه شئ عادى ؟ أعرف مدى صعوبة الأمر عليك .. عادل .. لقد أمضينا عمرا كاملا فى عذاب قاسٍ بسبب الماضى الأليم ,وأنت بنفسك اختبرت هذا , فلمَ لا تدعه وشأنه ؟ انسَ يا بنىّ .. ولتمنح لابنك فرصة ثانية للبدء من جديد .. اصفح عن الخطأ .. وتسامح .. لتتصالح مع نفسك.
رفع وجهه نحوها ببطء وابتسم بخفة , ثم ما لبثت ابتسامته أن تحولت الى عبوس قاتم وهو يقول متألما:
-واذا افترضنا أننى أستطيع نسيان الماضى كما تقولين ولو أنه مستحيل ,كيف ستتجاوز منى هذه الصدمة يا أماه ؟ أتعرفين أنه لم يغمض لها جفن طوال الليل من هول ما عانته ؟
جلست الى جواره بتهالك وهى تقول بذات القوة التى تحاول التمسك بها:
-اذا كان هذا هو السبيل الوحيد لسعادة ابنكما فما عليها سوى أن تحاول مثلك .. ألا يستحق سيف منكما بعض التضحية تعويضا عما تكبّده من آلام دامت سنين .. والفضل فيها يعود اليكما , أنه ثمن بخس يا عادل.
-ليس الأمر كما تتصورين يا ماما .. لا أعتقد أن صحتها تتحمّل هذه المشقة.
سألته وقد انتابها قليل من التوتر:
-لماذا ؟ أتشعر منى ببعض التوعك ؟
دفن وجهه مجددا بين راحتى يديه وهو يئن بصوت يقطع نياط القلوب ,قال بعد برهة:
-توعك ! يا ليت الأمر يتوقف على بعض التوعك , أمى .. ان منى مريضة .. مريضة جدا.
اتسعت عيناها عن آخرهما وهى تسأله بلهفة قلقة:
-ماذا بها يا عادل ؟ تكلم .. تكلم.
قال من بين شفتين ترتجفان ألما بصوت خفيض:
-منى ... مصابة بمرض خطير .. اكتشفنا أنها تعانى من السرطان.
شهقت فزعا قائلة:
-سرطان ! لا حول ولا قوة الا بالله ..
أغمضت عيناها التى اغرورقت بالدموع وهى تشيح بوجهها منتحبة بألم بالغ:
-يا للمسكينة ! ولكن يا بنى هل تأكدتم من هذا .. التشخيص ؟ ربما اختلط الأمر على الأطباء.
ابتسم ابتسامة مريرة من محاولة أمه لتبرير الأمر من وجهة نظرها , فعقلها يرفض استيعاب ما حدث , كما صار معه بالضبط أول مرة يستمع للطبيب الذى أكّد له بما لا يقطع الشك أن زوجته تعانى ورما خبيثا ,, بعد اجراء العديد من التحليلات .. ساوره القلق عليها أثناء رحلتهما بالخارج حينما لاحظ شرودها الواضح وازداد الأمر خطورة بعدما لمحها خفية تتفحّص ابطها فى المرآة دون أن تعى أنها تحت المراقبة .. كان متورما بشكل فظيع ,قاطعها بشكل مفاجئ وكانت تكتم آلامها عنه بصبر ..ما دفعه الى اصطحابها لأفضل الأطباء المعروفين بالبلد الأجنبى الذى كانا يزورانه .. وهناك اصطدما بالواقع المرير .. زوجته وحبيبته ,, منى ,, مريضة بسرطان الثدى.
-أخبرنى يا عادل .. أليس محتملا أن التشخيص ...
-كلا , يا أمى , أرجوكِ .. توقفى عن محاولاتك هذه , فلا فائدة ترجى منها , لقد أجريت علاجا اشعاعيا لها ونحن بالخارج .. وقد تطلّب الأمر وقتا أطول مما كنا نعتقد ليطمئن الأطباء المعالجين على استقرار حالتها حتى نتمكّن من العودة الى مصر.
-ألهذا السبب أمددتما الاقامة هناك ؟ ونحن الذين تخيّلنا .. أنكما ..
قاطعه بأسى:
-أننا استمرأنا الوضع وقررنا تجديد شهر عسلنا .. نعم فى البداية كان الامر كذلك .. وساء الوضع أكثر .. كانت متعبة للغاية , فجلسات العلاج الاشعاعى ليست هيّنة على الاطلاق .. كانت ترجع كل مرة منهكة القوى .. اضافة الى أن الطبيب قد أوصى باستكمال العلاج الكيميائى.
-ربنا يشفيها ويعافيها ,لماذا لم تخبرنا يا عادل من قبل ؟
-لم أشأ أن أزعجكم قبل أن أتأكد من قابلية الورم للعلاج ,وبالنهاية رضخت لرغبتها باخفاء الأمر عنكم حتى لا يصل الخبر الى سيف , كانت قلقة جدا بشأنه .. ولم أجرؤ على مخالفة ارادتها نظرا لحالتها النفسية المتدهورة.
-كل هذا الهم تحمله وحدك يا عادل ..
-وجاء سيف بك ليجهز علينا بهذه الزيجة , أيمكن أن تتخيلى مدى الاحساس بخيبة الأمل الذى أصاب منى وهى ترى ابنة كمال أمامها .. والأنكى أنها صورة مصغرة عن أمها .. سهام .. التى عادت كالحرباء المتلونة فى صورة ابنتها لتنتزع ابننا من بين أحضاننا .. لماذا يا سيف ؟ فعلت بنا هذا ؟ رحماك يا ربى !
-كل الأمور تناقش بالهدوء وكل الصعاب تهون بمرور الزمن .. لا تتسرّع فى حكمك عليه.
-الا هذه المشكلة , الأمر تجاوز حدود التصديق , عقلى يكاد ينفجر من شدة التفكير.
-وماذا عن منى ؟ كيف حالها الآن ؟
-لقد تركتها نائمة بعد أن ظلت مؤرقة طوال الليل , لم تنم سوى بعد صلاة الفجر .. والله أعلم بما سيكون عليه الحال بعد أن تستيقظ لتعود الى أرض الواقع بمرارته وآلامه.
-ربنا ييسر الأحوال , أنه قادر على كل شئ .. باذن الله سنجد وسيلة ما للوصول الى حل وسط يرضى جميع الأطراف.
-أتمنى ذلك يا أمى ,, أتمنى.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 12:25 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

بعد أن قضى النصف الأول من الليلة السابقة مسامرا لابن عمه كريم متشاغلا عن انتظار زوجته لعودته ,اتفق كريم معه على قضاء اليوم التالى بأكمله فى النادى على أن يجتمعوا كلهم هناك .. وقد لاقى الاقتراح استحسانا من جانبه ,فهم فى أمس الحاجة للترفيه عن أنفسهم لبعض الوقت ,وهو على وجه الخصوص يريد متنفسا له بعيدا عن ارهاق العمل وتوتر حياته الشخصية ومشادته مع زوجته.
-ماذا عن سيف ؟ هل سيأتى هو أيضا ؟
-اترك هذا الأمر جانبا ,لن أحاول حتى أن أفاتحه بالموضوع..
قطب رفيق جبيه وقال بعد تفكير عميق مستجوبا:
-ماذا هناك يا كريم ؟ أرى أن الأمور بينكما ليست على ما يرام , هل تخاصمتما ؟
-هذا أمر منتهٍ يا رفيق , لا تحاول التدخل فيه.
أخبره كريم بلهجة تحذيرية وهو يقلب شفتيه استياءا حينما مر بخاطره ذكرى شجاره مع ابن عمه بسبب تلك الفتاة التى تزوجها رغما عن الجميع ,وأثار زوبعة مدمرة تكاد تطيح باستقرارهم العائلى.
-يا بنى , لا تحادثنى هكذا .. أنا من أقرر اذا كنت سأتدخل لأصلح ذات البين أم لا ؟
ورفع اصبعا أمام أنفه محذرا بلهجة هزلية فانفجر كريم فى الضحك ,لا ينكر شعورا غامرا بالراحة اجتاحه فها هو رفيق قد لاحظ أخيرا المياه الراكدة فى علاقته بابن عمهما وقرر التصرف .. لن يتغلب أيا منهما على كبريائه الجريح ويقوم بالخطوة الأولى أبدا .. فكان مناسبا لكليهما أن يلعب رفيق - ابن العم الأكبر - دور الوسيط بينهما.
-حسنا.
قال كريم باختصار على مضض مدّعيا اللامبالاة ,فالتقط رفيق تلك الاشارة وهز رأسه موافقا برضا .. كان حدسه صائبا .. لن يقف مكتوف الأيدى بعد الآن ,على جميع الأمور أن تأخذ مسارها الصحيح وهو الوحيد القادر على القيام بذلك , لم يكن هذا غرورا من جانبه وانما ثقته التى بلا حدود هى التى تكفلت بهذه المغامرة.
بعد أن ينتهى من أمر الخلاف بين أبناء عمومته , سيتفرّغ بعدها لزوجته وشقيقته .. وقد بدأت فكرة جهنمية تختمر برأسه.
بعد أن ألقى تحيه المساء على كريم الذى تعلّل ببقائه بعض الوقت وحيدا لحاجته الى التفكير بأمر يشغله ,دفع رفيق الى أن يغمزه بخبث صائحا بصوت قطع سكون الليل :
-يا لها من حسنة الحظ تلك التى تشغل بالك .
انتفض كريم بمقعده وهو يشير باصبعه فوق شفتيه مسكتا ابن عمه:
-اشش ,اخفض صوتك يا رجل ,أنه كفيل بايقاظ الموتى من رقودهم .. الأمر ليس كما تتصوّر.
خرجت عبارته الأخيرة بارتباك بعد أن تلفّت حوله يمنة ويسرة حتى يتأكد من أن لا أحد سمعهما بالرغم من خلود بقية أفراد العائلة الى النوم ,هتف رفيق بمرح:
-أيها الجبان ! لماذا لا تعترف بأنك قد وقعت فى الفخ ؟
-أهذا واضحا ؟
-يا للعاشق الولهان .. وما سبب أرقك اذا لم يكن هذا ؟
-أنت مخطئ فى ظنك , ليست هديل هى سبب سهرى .. هناك أمر آخر يشغلنى ,وهذا لا يعطيك الحق للسخرية منى أيضا فأنتم السابقون ونحن اللاحقون.
وتلاعب بحاجبيه ساخرا فى اشارة اثارت المرارة فى نفس رفيق وقد ظهرت جليّة فى صوته وهو يتمتم:
-أعتقد أن العشق لا يدوم للأبد .. فبعد الزواج تتغيّر الأمور كثيرا.
نظر له كريم بذهول وهو يسأل باهتمام:
-أتعنى أن الأمور ليست مستقرة بينكما ؟
- شئ من هذا القبيل ,لا تشغل نفسك بأمرى .. يكفيك ما أنت فيه , تصبح على خير يا ابن العم.
-وأنت من أهله يا عزيزى .. ألقاك غدا .
-فى موعدنا.
وانصرف هو الى جناحه الجديد بخطوات متثاقلة ,توقف للحظة على باب الغرفة منصتا للهدوء الذى يعم المكان .. اطمأن الى نوم زوجته ثم أدار مقبض الباب بليونة ,ثم دلف الى الداخل وقد تسلل ضوء خافت اعتادته عيناه على الفور ,ألقى نظرة طويلة متأملة على جسد أميرة المستكين وهى غارقة بنوم عميق تحتضن وسادتها .. ها قد وجدت بديلا عن الزوج الغائب .. قال لنفسه بسخرية مريرة .. اذا استمر الوضع على هذا المنوال , لن يكون مستغربا لو انهار زواجهما وعندئذ سيكون هو المسؤول الوحيد عن هذا الفشل الذريع فى علاقتهما ,يا لها من مشقة يتكبّدها ليقاوم ميله الجارف ليضم هذا الجسد اليه ويدفن نفسه فى أحضانها الدافئة ..و ..نهر نفسه مؤنبا : أفق من أحلام يقظتك , قبل أن تعود أدراجك الى قلب أميرتك .. عليك أن تحل هذه الأزمة أولا .. وتصلح ما أفسدته بيديك .. ثم تنعم بحبيبتك من جديد.
خلع قميصه المبلل بالعرق ورماه جانبا ثم اتجه الى الحمام ,أنه بحاجة الى علاج سريع لحالته .. الماء البارد ..
بعد أن أنهى استحمامه السريع وغيّر ملابسه الى أخرى مريحة .. عاد الى واقع أنه لن يكون قادرا على التحكم بمشاعره اذا ما اندس فى الفراش الى جوار زوجته الجميلة والتى يشتاق لها بجنون , فاتخذ قراره .. سينام على الأريكة .. القاسية .. الباردة .. وحيدا .. هذا هو العقاب الملائم لك يا رفيق .. لن تكون ليلة سعيدة على الاطلاق .. أطفأ المصباح الجانبى وارتمى فوق الأريكة التى أنّت تحت ثقل جسده المنهك .. قبل أن يغمض عيناه .. تذكّر بابتسامة خفيفة طفت على وجهه الليلة التى نامت فيها أميرة بغرفته فيما استلقى هو بنفس الوضعية هنا .. وان كان الاثاث قد تم تغييره الا أن حاله كما هو .. ليلته كانت مؤرقة مسهدة وقد ظهر الانتقاخ تحت عينيه بصباح اليوم التالى .. كما أن مزاجه سيئا للغاية حتى أنه لم يأبه لعبوس أميرة التى فوجئت بنومه بعيدا عنها ولم تحاول هى أن تلقى عليه بتحية الصباح فتجاهلها متألما قبل ان يتوجه الى الحمام .
نظر الى صورته المنعكسة على سطح المرآة وقال يحدث نفسه هازئا:
-ألهذه الدرجة وصل الشقاق بينكما ؟ ليس هذا مبشرا لبداية يوم جديد على الاطلاق ..
ورش المياه الباردة على وجهه بقسوة .. يبدو انه قد اصبح العقاب الدائم لنفسه.
خرج مسرعا ليفسح لها مجالا لاستخدام الحمام بعده ,لمحها بطرف عينيه .. متكوّرة على نفسها تنتحب بمرارة وهى تدفن وجهها بين يديها .. تصدّع قلبه لمرآها على هذا الحال ,اندفع نحوها ,وأمسك بيديها يزيحمها عن وجهها باصرار وهو يجبرها على النهوض لمواجهته وهى تصرخ بانتفاض:
-اتركنى لحالى ,, رفيق ...
-كلا .. لن أتركك أميرتى ..
-وماذا فعلت سوى هذا ؟ ألم تفضل أن تقضى ليلتك بعيدا عنى ؟ الى هذه الدرجة أنت تشعر بالاشمئزاز منى ؟ حتى أننى كنت أتساءل أين ذهب الرجل الذى تزوجته والذى قال لى ذات مرة : أنه من أجل عيونى فهو مستعد للقفز من فوق الشلالات.
احتضنها بقوة وهو يضغط على خصرها بذراعيه بينما يهمس وهو يتنشق عطر شعرها:
-أنا اشعر بالاشمئزاز ! ومنكِ أنتِ يا حبيبتى ! ما هذا الكلام ! ثم أن هذا الرجل ما زال موجودا وعلى أتم استعداد لأن يقدم عمره ثمنا لسعادتك.
زفر بحرقة وهو يسحبها معه ليجلس على الفراش وهى على حجره مكبّلا ذراعيها اللتين حاولتا التملص :
-اهدأى يا حبى .. لن أؤذيكِ ..
-ألن تفعل ؟
ثم طغت ابتسامتها على وجهها وهى تسأله بأمل كبير:
-أيعنى هذا أنك مستعد للحوار ؟ علينا أن نتكلم بدلا من الصمت ,لماذا ندفن رؤوسنا بالرمال كالنعام ؟
مسح على شعرها البنى الذى استطال الى حد أن وصل الى منتصف ظهرها فى انسيابية كالشلال وقال باصرار:
-آسف يا حبيبتى .. الأمر لم يكن بيدى , ولكننى أعدك أننا سنصل حتما للحل الذى يرضى جميع الأطراف وأولهم أنتِ بالطبع.
مالت نحوه وطبعت قبلة خفيفة على شفتيه بطيش وكادت أن تنسحب واقفة لتهرب من الحصار الفضى لعينيه اللتين اشتعتلا بحرارة جراء تصرفها , الا أنه منعها بحزم وأطال قبلته لها .. كانت دافئة مثيرة ... وتعد بالكثير.



**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 12:26 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

سمعت صوت أقدام تقترب من مكتبها الصغير ثم شخص ما سعل ليجلى حنجرته وهو يقول مغمغما:
-صباح الخير يا هديل ..
رمت القلم من بين أصابعها ليسقط فوق سطح المكتب .. انتابتها حالة من الارتباك .. وتناثرت بضعة أوراق كانت تعمل عليها هنا وهناك ,هبّت من مقعدها لتحاول انقاذ الأوراق الهامة .. لم تجرؤ أن ترفع عينيها لترى القادم .. وان كان من المستحيل أن تخطئ فى التعرّف على هويته .. صوته العميق .. نبرته المرحة .. بينما وقف كريم ثابتا يراقبها بمزيج من المتعة والسعادة .. ثم تقدّم منها خطوتين ليقول :
-أرى أنكِ مشغولة للغاية , هل أتركك لتنتهى من عملك ثم آتى مجددا بوقت لاحق ؟
تسمّرت بمكانها وتركت الأوراق تسقط من بين يديها مرة أخرى بينما تحدّق فى وجهه الوسيم ببلاهة وقد أذهلها ما تفوّه به هذا الرجل المسيطر المتحكم من عرض مدهش .. أيعنى ما يقول حقا أم أنه يسخر منها ؟
رفع حاجبا قبل أن يسألها مستعلما وهو يشير الى الخارج:
-هل أذهب .. يا هديل ؟ أم أنتظرك ؟
ابتلعت ريقها وهى تشعر بفيضان يجتاح مشاعرها .. فيض من حنين وشوق ولهفة الى صحبته .. وهو الذى قضت برفقته الكثير من الوقت بالأمس .. لكنه أوحشه الى درجة أنها منعت نفسها بصعوبة من أن تلقى بنفسها بين أحضانه .. وتخيّلت ماذا ستكون ردة فعله اذا ما أقدمت على هذا التهوّر الغير معتاد من جانبها وهى المتعقلة الرزينة .
قالت أخيرا متلعثمة بخجل وارتباك:
-طبعا تفضل .. آسفة أننى جعلتك تنتظر .. أعنى أننى ...
تلاعبت الابتسامة المرحة على شفتيه وهو يجلس على المقعد الآخر المقابل للذى أشارت عليه بأريحية مادا ساقيه الطويلتين أمامه محاولا تجنب الاصطدام بالمنضدة الزجاجية الصغيرة .
ما زالت هديل غير قادرة على الاتيان بأية حركة فقد ظلّت هائمة فى ملامح وجهه المحببة اليها .. الى أن فاجأها بقوله المتأنى:
-ألن تجلسى يا هديل ؟ اسمعى لن أعطلّك عن عملك كثيرا فأنا أعرف أن مديرتك ليست بالشخص المتساهل .
ثم غمز لها بعينه بشقاوة فى اشارة الى ريم ابنة عمه والتى تعمل الآن تحت امرتها المباشرة .. قالت بتؤدة تدافع عن الفتاة الرقيقة التى أعجبت بها كثيرا , فعلى الرغم من معرفتهما القصيرة السابقة الى أنها وبعد احتكاكها المباشر بها عرفت عنها الكثير مما كانت تجهله وقد تعاملت معها ريم كصديقة وزميلة عمل أكثر من علاقة مديرة بمرؤوستها:
-أنها شخصية رائعة وتعمل بجد .. كما أنها صبورة جدا.
أجاب كريم متفكها:
-أها ... اذن فهى أفضل من رئيسك السابق .. أهذا ما تقصدينه يا هديل ؟
انتبهت الى أنها ما زالت واقفة على قدميها المتحجرتين فحركتهما قليلا قبل أن تنجح فى الجلوس مقابلا له وهى تندفع بقولها ثائرة:
-لا تدفع بالكلمات على لسانى .. يا سيد كريم .. أنا لم اقصد شيئا مما قلته ,وان كنت اقدّم شهادتى المتواضعة فى حق واحدة أراها أكثر من جديرة بمنصبها وبذات الوقت تتعامل مع مرؤوسيها بمزيج من الحزم والمرونة.
مد ذراعيه أمامه باستسلام هاتفا ببساطة أعجزتها عن النطق:
-حسنا .. حسنا أيتها الموظفة الكفؤة .. لا داعٍ لكل هذه الثورة العارمة , فأنا لا أقلل من شأن ابنة عمى أبدا ,وأدرك قدرتها على المثابرة فى العمل لتصل الى ما تريد بعزيمة واصرار لا يمكن للأعمى أن ينكرهما.
استرخت قليلا بمقعدها تحاول أن تتجاهل ما يثيره وجوده الطاغى فى نفسها من أحاسيس تهدد بالانفجار معلنة عن نفسها .. قالت لتغيّر الموضوع :
-حسنا يا سيدى , بمَ استطيع أن أخدمك ؟
ظل يحملق فى وجهها للحظات بذهول تام ,لا يدرِ ما الذى حلّ بها ؟ ويتساءل هل يعجب بشخصيتها الجديدة التى تتناقض تماما مع خلفيتها القديمة بخضوعها واستسلامها أم يغضب لفتور مشاعرها الواضح .. ألم تفتقد وجوده ؟ وهو الذى يجن من فورة مشاعره المتلهفة لنظرة من عينيها الناعستين ,قال بانزعاج لم يحاول اخفائه:
-كفّى يا هديل عن مخاطبتى بلقب سيد ,لا أعرف بالضبط ما هى لعبتك التى تتسلّين بها الآن معى ؟
-أنا لا أتسلّى هنا , أنا مجرد موظفة أعمل بشركتكم وأحاول الحفاظ على عملى بمعاملة مدير الشؤون القانونية باحترام يليق بمنصبه.
حديثها يمتاز بالمنطق والمعقول .. الا أنه استشاط غضبا من لا مبالاتها فاقترب من مكتبها مهددا:
-هديل .. أنا لا أتحدث اليكِ الآن بصفتى مديرا للشؤون القانونية .. بل بصفة ودية ..
-صفة ودية ؟
-نعم .. ولا تتظاهرى بانكار ما بيننا.
وقبل أن تتفوّه بكلمة تعترض على قوله أضاف بلهجة جدية:
-أود أن أعرض عليكِ قضاء اليوم بالنادى .. طبعا بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ,فلا أريدك أن تعتقدى أننى أتجاوز قوانين العمل , فما رأيك ؟
ندت عنها آهة مصدومة وهى تردد كلماته:
-قضاء اليوم فى النادى ؟
أومأ برأسه موافقا وهو يقول:
-نعم ,اذا كنتِ موافقة فسوف يكون من دواعى سرورى أن أصطحبك معى الى هناك.
-أتعنى أن أذهب برفقتك الى النادى ؟
رد بسرعة مذهلة:
-نعم ,ولكن قبل أن يذهب عقلك الى بعيد .. أود أن أشرح لكِ أننا لن نكون وحيدين , بل سيكون جميع ابناء عمومتى هناك ,فقد اتفقنا على قضاء اليوم معا.
بلحظة اطاح بأحلامها الوردية وهدم برج سعادتها .. كانت تظن أنها دعوة شخصية تشملهما فقط هما الاثنان ,وها هو يعيدها بقسوة الى أرض الواقع ,فمطت شفتيها باستياء قبل أن تقول بلهجة رسمية:
-لا أفهم .. أنت تعنى أن هذا اللقاء عائلى بالدرجة الأولى , فما شأنى أنا به ؟
وقبل أن يجيبها ,انطلق رنين هاتفه الخلوى مدويّا فاعتذر منها بتهذيب ليستقبل المكالمة وسمعته يقول بعد فترة انصات لمحدثه:
-مرحبا يا عبير .. لا , لا على العكس لقد جاء اتصالك بوقته .. لست مشغولا .. آه .. اليوم .. نعم سآتى على الفور ..حسنا ,هذا الموعد مناسب تماما .. سألقاكِ هناك اذن .. لا , لن أتأخر .. الى اللقاء.
أشرفت عيناه ببريق السعادة والحبور الذى طغى على صوته وهو يلتفت الى هديل التى لم تنجح فى اخفاء تقطيبة عابسة انتشرت على ملامح وجهها ,وقال مفكرا:
-أين كنا ؟ آآآه .. ماذا كنتِ تقولين ؟ أنه اجتماع عائلى لا دخل لكِ فيه , أؤكد لكِ أنه لا يمكن أن تكونى مخطئة أكثر من هذا .. أولا أنتِ صديقة لريم ومها أيضا .. ثانيا لا أعتقد أن هناك ما يمنع من حضورك ,فالنادى مكان عام وليس حكرا على أفراد العائلة وحدهم.
كانت الغيرة تعصف بكيانها كله .. عبير .. هذا الاسم تكرر فى الآونة الأخيرة , أليست هذه التى سبق واشار لها على أنها صانعة القهوة اللذيذة التى لا ينافس مذاقها أى شئ آخر .. والآن على مرأى ومسمع منها يواعدها على اللقاء بكل جرأة ووقاحة ثم يطلب منها مرافقته الى اللقاء العائلى ببراءة وكأنه شئ عادى.
قالت لتعاكسه فقط:
-لا أجد رابطا بين حديثك وذهابى معكم .. كما أننى لم أعتد أن أترك أبى وحيدا لفترة طويلة.
كان يعرف أنها كاذبة ,وتحاول التملص من مرافقته لسبب مجهول لا يعلمه ,فقال وهو يستعد للمغادرة:
-حسنا ايتها المتذاكية المدعية .. اذا كنتِ لا تعيرين مشاعر صديقتك أدنى اهتمام وتتصرفين بأنانية مفرطة فهذا شأنك وحدك.
هبّت بدورها واقفة لتحاول مجابهة قامته الشامخة فوقها قائلة بأسى:
-من تقصد ؟ مها ؟
-ومن غيرها ؟
-ماذا ألم بها ؟
قال بازدراء واضح:
-وهل تهتمين ؟ أنها حامل ووحيدة .. ألا تشعرين بأنكِ مدينة لها بالمساندة فى ظل هذه الظروف الصعبة ؟ كما أن عمى وزوجته قد عادا بالأمس ,ولعلمك لم تكن المقابلة ودية على الاطلاق.
-هل تأذت مها ؟
-للحقيقة لم أكن موجودا , فأنتِ تعرفين أين كنت البارحة ,ولكن أن قصدتِ الاذى المعنوىّ فبالتأكيد لم تسلم منه .. لم يكن من المتوقع أن يستقبلونها بذراعين مفتوحتين نظرا للتكتم على زواجهما .. كما أنها .. ابنة كمال الراوى.
-حسنا , كيف حالها الآن ؟
-أعتقد أنها بخير .. لا تشغلى بالك ..
تراجعت قليلا عن رفضها القاطع وحاولت أن تتمسك بأية حجة معقولة فقالت:
-ولكن أبى ...
قاطعها محتدا باشارة من يده:
-لا حاجة بك لاصطناع الأعذار الواهية , أعرف أنه مشغول فى المؤسسة ولن يعود قبل حلول المساء الى المنزل.
-لم أكن أعنى هذا .. قصدت أنه يتعين علىّ استئذانه قبل مرافقتك ,أليست هذه هى الأصول ؟
قال متسامحا:
-لا توجد مشكلة .. أنا سأتصل به لأعلمه ..
وقبل أن تتاح لها الفرصة للرد ,قام كريم بمهاتفة والدها وقد صاغ له الامر بشكل استثنائى حصل معه على مباركته التامة بدون عناء.
بعد ان أنهى الحديث نظر لها بتحدٍ ولسان حاله يقول : أرأيتِ أن الامر لم يكن بمثل هذه الصعوبة ؟
عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول متسائلا:
-حسنا ؟
-متى تريدنى ان أكون جاهزة ؟
منحها ابتسامة صافية وهو يتأملها بهيام أطل من عينيه:
-فى تمام الساعة الرابعة .. سأقوم بمشوار صغير قبل أن أمر عليكِ ..
لماذا يقوم بتذكيرها ؟ ها قد عادت لها الهواجس المرّة بخصوص تلك المدعوة عبير ..
قال لها بتكشيرة مداعبة وهو يلمس خدها بأصبعه:
-أعدكِ أننى لن أتأخر .. أنه مشوار ضرورى .. وبعدها سأكون متفرغا تماما لكِ.
بعد انصرافه .. لم تحاول هديل تحليل ماهية شعورها .. فقد اختلطت بذهنها الأمور وتشوشت الرؤية .. ماذا يريد منها هذا الرجل ؟ والامَ يسعى ؟ لا بد أنها مجنونة لموافقتها على مرافقته .. هذا يعنى أنها ستكون معه بمفردها .. وكيف تستطيع تجاهل ما يثيره وجوده من مشاعر تتناقض وتتداخل كليّا .. تحب رفقته وتخشى ضعفها.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 12:30 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 


-لا أعرف كيف أرد لك معروفك هذا ؟
قالتها سماح بامتنان ورضا وهى تضم ريم بقوة متناسية كافة الفوارق التى تفصل بينهما ,وريم تداعب ذقنها بلطف قائلة:
-أف ! لا أريد سماع هذه العبارات السمجة .. يا سماح .. أنتِ واحدة من العائلة .. وهذا اقل ما يجب علينا تجاهك .. فتوقفى عن ترديد هذا الكلام السخيف.
كانت ريم تشعر بسعادة فيّاضة تغمرها وهى تصطحب سماح الى المحال لشراء الملابس وكافة اللوازم الخاصة بالعروس .. أخذت الفتاتان تدوران هنا وهناك وتصرّ ريم على ابتياع كل ما يقع عليه نظر سماح وتحاول جاهدة اخفاء اعجابها به ,وكان فى انتظارهم عم (رياض) السائق الخاص بهم , وسرعان ما امتلأ صندوق السيارة الخلفى بمشترياتهم الكثيرة ..
وبينما تنهب السيارة الطريق عائدة بهم الى المنزل ,سرحت ريم بأفكارها الخاصة .. الى آخر حوار دار بينها وبين جاسر حينما سألته عن والده .. وقد أجابها مستفيضا دون أن يهمل أدنى تفصيلة ولو صغيرة .. تحدّث عن انفصاله عن والدته وهو بعد فى سن صغيرة .. واتخاذه لقرار السفر والابتعاد الاختيارى عن القيام بدور الأبوة لجاسر .. الطفل الصغير .. ثم المراهق .. ثم الشاب فى مقتبل عمره .. الى أن وصل الى مرحلة الرجولة الكاملة ,, ولم يعد فى حاجة الى أبيه على الاطلاق ,, وهنا عاد الى حياته محاولا استعادة ما فاته ,فاصطدم بابنه العنيد الذى رفض اية محاولة له للمصالحة .. قال لها ببساطة أليمة : وما نفع وجوده فى حياتى الآن ؟ لم أعد بحاجة اليه !
شعرت بالتعاطف مع احساسه بالتجاهل من أقرب الناس اليه وهى التى أمضت حياتها فى ظل والدين متحابين .. رسما لها اروع مشاهد الحب والمودة بين زوجين .. والاحترام الذى كان وما زال يسيطر على طبيعة علاقتهما .. لم تسمع والدها يوما ينهر زوجته ولا رأت من أمها تذمرا تجاه تصرفات والدها .. دوما هناك شعور بالأمان والراحة يغلب على الجو الاسرى الذى عايشته ,وهو بذاته ما حرم منه جاسر وافتقده ,هل هذا ما يدفعه الى النظر الى الزواج بقدسية لا تمس ,لن تنسى أنه أخبرها بأن زواجهما سيكون أبديّا ,لا وجود لاحتمال الطلاق أو الانفصال عنه ورغما عن ذلك فقد وافق على اعطائها الحرية لتتخذ هى هذا القرار.
لو فقط يمنحها تفسيرا مقبولا لعلاقته بتلك المرأة بدلا من التهرب من الاجابة .. لكانت اسعد أمرأة بحبيبها الذى ستقترن به .. أتحاول تناسى الماضى كما نصحها بذلك ,أم تصر على المعرفة ؟ حائرة .. كرهت هذا الشعور بالخذلان من شقيقها الوحيد .. هو يعرف كل شئ ويتحامل على نفسه لاخفاء الحقيقة عنها , أيحاول حمايتها من المجهول ؟ ام أن الأمر أكبر مما تتصور ؟ تأففت بحنق دفع الفتاة الحالمة الى جوارها أن تنظر لها بفضول متسائلة عما بها , الا أنها منحتها ابتسامة مجاملة رقيقة ,, وما أن اشاحت بوجهها الى الجهة الأخرى تنظر عبر زجاج النافذة الى الطرقات حتى شعرت بوخز الدموع فى قاع عينيها تحرقها .. يا ليتها كانت فتاة بسيطة مثل سماح تتزوج بهدوء من الشاب الذى يعجبها دونما تعقيدات اضافية.



***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 12:31 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

منحتها صحبته الدائمة شعورا بالأمان والاهتمام المفقود من حياتها السابقة فى ظل زوج غائب .. كانت هناء أكثر من مسرورة بمشاركتها لصلاح فى أداء هذا العمل الخيرىّ , ليس فقط لاحساس السعادة النابع من العطاء بلا حدود .. ولكن لوجودها الى جواره .. هذا الرجل المعتدل الرزين الذى يتحكّم جيدا فى انفعالاته ويؤخذ بمشورته لآرائه الصائبة التى تتسم بالحكمة والقبول ممن حوله.
أعاد صلاح ندائه لها مجددا فانتبهت من شرودها هاتفة:
-هه ؟ هل كنت تحدثنى يا صلاح ؟
-يبدو أنكِ بعالم آخر بعيدا عن هنا آلاف الأميال .. ماذا بكِ ؟ لقد كنت أخبرك بأن كريم قد هاتفنى ليحصل على موافقتى من أجل اصطحاب هديل الى النادى .. يقول أنهم سيجتمعون كلهم هناك .. هو وبقية الشباب .. اضافة الى ريم ومها.
-وماذا كانت اجابتك ؟ أنت بالتأكيد لم توافق.
تراجع فى مقعده ليناظرها بعبوس ما لبث أن تحوّل الى ضيق ظهر واضحا بنبرات صوته:
-ولماذا تفترضين رفضى ؟ أأنا والد مستبد بنظرك ؟ هل أحرم ابنتى من حقها للترفيه عن نفسها ولو قليلا ؟
رفعت هناء كفيها باستسلام تقدّم له اعتذارا فوريا:
-لم اقصد أية اساءة يا صلاح , اقسم لك , فقط أرى أنك تبالغ كثيرا فى حماية هديل .. أخشى أن تشعر الفتاة بالاختناق .. فالبنات فى مثل سنها تخرجن للتنزه ,تمرحن مع صديقاتهن , اما هديل المسكينة فهى لا تهتم الا بعملها .. بالطبع هى مخلصة ومتفانية كما أنها تعشقك ولا تود مفارقتك ولو للحظة بيد أن روحها بحاجة للانطلاق بعيدا دونما قيود .
-أوافقك الرأى .. ولطالما ألححت عليها أن تخرج مع صديقاتها أو أن تسافر فى اية رحلة سياحية .. وكان ردها الوحيد والدائم أنها لا تريد الا رفقتى ولا تتمتع دون وجودى الى جوارها .. لقد اثقلت كاهلها بحملى حينما وقعت فريسة للمرض فأغرقت نفسها بالعمل حتى تكفل لنا المصروفات التى تكبدناها فى تلك الفترة ..
قاطعته بلهجة حنون:
-لا بد أنها كانت فترة عصيبة عليكما .. واذا كنت تقنعها بحقها للترفيه عن نفسها , فلماذا تنسى أنت نفسك فى غمار انشغالك بالعمل وغيره ؟
-أنا بخير تماما , كل ما أتمناه قبل أن أقابل وجه ربى أن أطمئن على زواجها من رجل محترم أثق به ويمنحها ما تستحقه من حب ورعاية.
قالت هناء بصوت متهدج من أثر العاطفة:
-أنها تبحث عن شبيه لك .. ولهذا فهى ستبحث كثيرا جدا ..قبل ان تجد بغيتها.
ران الصمت عليهما لفترة وآثر صلاح أن يغيّر الموضوع متعمدا فقال برزانته المعهودة:
-هناء .. ألم تفكرى أنتِ فى نفسك بعد كل هذه السنوات الطويلة ؟ ثم أن كريم قد أصبح رجلا يعتمد عليه .. فلماذا لا تهتمى بحالك ؟
اسقط فى يدها فقالت بتردد:
-وما بى ؟ أنا بأفضل حال , أم أن لك رأيا آخر ؟
هل يسمع بصوتها رنة اتهام خفىّ .. قال موضحا:
-رأيى بكل بساطة : أنه عليكِ الالتفات لنفسك ,لماذا لا تحاولى انهاء دراستك الجامعية التى سبق وتخلّيتِ عنها .. عندما .. تزوجتِ ؟
اثار اقتراحه دهشة فى نفسها فهى لم تتوقع ابدا أن يفاتحها بهذا الموضوع وقالت تحاول أن تهزأ من نفسها:
-يقولون : أبعد ما شاب ودّوه الكتّاب ؟ أنت بلا شك تمزح يا صلاح.
اعتدل بجلسته قائلا بصراحة:
-كلا , أنا جاد فيما أقوله ,لماذا لا تقدّمين فى الجامعة المفتوحة ؟
-أأنت واثق مما تقول ؟
ابتسم لها بمودة قائلا:
-ولمَ لا ؟ لقد كنتِ طالبة متفوقة جدا ,كان تقديرك بالنصف الأول من العام الدراسى ممتاز بكافة المواد.
نظرت له بذهول وهى تهتف غير مصدقة:
-صلاح !! هل ما زلت تذكر تقديرى العام منذ ما يقرب من ثلاثين عاما حتى الآن.
أجابها بلا تحفظ:
-نعم ,ولو مرت ثلاثون سنة أخرى لن أنسى أى شئ يخصك.
ثم عاجلها باعترافه الصريح مستطردا:
-هناء لماذا لا نكون صريحين ونكف عن اللف والدوران ؟ أنتِ تدركين تماما أن مشاعرى نحوك كما هى لم تتغير أبدا.
-صلاح .. غير معقول.
-وما هو المعقول بنظرك ؟ أن تعودى الآن الى حياتى كمجرد شريكة فى العمل .. هل كنتِ تظنين أن الأمر سيقف عند هذا الحد ؟ ظننت أنكِ قد أصبحت اكثر حنكة وقدرة على التعاطى مع مجريات الأمور .. هناء .. لست قادرا على تجاهل هذه العاطفة القديمة التى تصورت أنها قد ماتت أو على الأقل تضاءلت بمرور السنين ,خاصة وقد تزوّج كلانا وأنجبنا .. الا أنه بمجرد رؤيتى لكِ تجددت تلك المشاعر ,بل وأكاد أجزم بأنها قد صارت أعمق وأقوى من ذى قبل ,حبى لكِ لم يكن مجرد هوى عابر أو طيش شباب .. أنه ما يطلقون عليه .. حب العمر ..
-ماذا بوسعى أن أقول يا صلاح ؟ هل أخبرك بأننى قد تجرعت مرارة الندم مع خيبة الأمل التى أصابتنى ,أم أتظاهر بأننى على ما يرام كما اعتدت دائما حتى لا تهتز صورتى أمام الجميع .. أنا امرأة مستقلة ولست بحاجة الى أى رجل .. هكذا عشت وربيّت ابنى كنت له الأم والأب .. الا أننى بداخلى أدرك النقص الذى اعانيه ,وحيدة .. بدون شريك .. لم أوافق على الطلاق من وجدى , ليس لأننى كنت ما أزال اشعر نحوه بعاطفة , كلا .. لأننى لم أشأ أن أقهر ابنى الوحيد ,حافظت على الصورة الاجتماعية المزيفة لزواجنا حتى مات واصبحت أرملته بعد أن حملت لقب زوجته اسما فقط بعد زواجه من أخرى ..
-وماذا عن الآن ؟ كيف تشعرين حيال الأمر ؟
-أشعر بأننى حرة .. نعم تحررت أخيرا وللأبد من كافة القيود التى كبّلت نفسى بها .. ولن أعود مجددا للأسر ..
ثم تنهدت ارتياحا ما دفعه لأن يقف على قدميه مقتربا منها قبل أن ينحنى أمامها برصانة , ولدهشتها الجمة تناول كفّها براحة يده وقال بصوت رخيم:
-هناء , أعرف أنه دوما كانت هناك فوارق كبيرة تحول بيننا ,لا , لا تتكلمى , اعرف هذا ولا أنكره ,وما زلت أرى أن الفارق المادى يشكل عائقا لا يمكن انكاره .. الا أننى أستطيع القول وبكل صراحة : أننى أحتاجك الى جانبى .. ليس كمجرد شريكة ولا صديقة بل رفيقة حياتى .. والله أعلم بأجلى ولكننى أعدك أن أحيا ما تبقى لى من عمر لأسعدك وأمنحك ما تستحقينه من حب واهتمام , هناء .. حبيبتى , هل تقبلين الزواج بى ؟
ألجمتها المفاجأة الرهيبة وشلّت ذهنها عن التفكير .. لم تكن اجابتها سوى تأتأة متكررة ,وايماءة بلا معنى من رأسها .


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية