كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
كانت شبه فاقدة الوعي وهي تعبر الحجرة وهي لا زالت تردد:
- القهوة .. القهوة !
فوضع ريمي الرضاعة على المائدة وناولها الإناء الذي كانت تريده. احاطت الشابة الكوب الفخار بكلتا يديها ورفعته إلى فمها وكأنه يحتوي على أكسير الحياة . احرق السائل القوي حلقها بينما وصل الكافيين في الحال إلى مخها واحيا كل خلاياه. فتحت عينيها على اتساعهما واخذت تتأمل القهوة في الكوب والتي كانت أشد سوادا من غراب البين.
قالت من بين انفاسها :
- إنها قوية بعض الشيء .
- هل افادتك؟
وضع ريمي الطفلة على الأرض محشورة ما بين الجدار والمائدة . قال بإلحاح:
- إنها قهوة حقيقية , هل اعجبتك ؟
- لنقل إن .. إن يدك كانت كريمة .ريحانة
قال ملحا:
- إنها لم تنفع كي تسرك.
تلقى فقط همهمة إجابة على كلامه. واصل الحديث بصوت كالقطيفة :
- يا لهذا الجسم الرائع يا عزيزتي , حاولي ان تقولي شيئا .
خفضت دانيال رأسها وفتحت فمها فجأة على آخره وصاحت :
- إنني احلم !
رد ريمي بدوره :
- وانا كذلك إذن!
تدخل اميرواز :
- ألا ترى ان الخالة دانيال جميلة ؟ أنا الذي اخترت لها ملابسها.
ابتسم ريمي له ابتسامة ماكرة :
- انت رجل بالنسبة لي يا ولدي رائع.
ابتهج اميرواز وقال :
- هل تظن ذلك حقا ؟
صاح ريمي :
- وكيف لا , إنه اكثر من رائع وفخم !!
ابتعدت دانيال عن ريمي في حرص . كان مرتديا جينزا ضيقا يظهر كل تقاسيم جسده وهو ملتصق بساقيه , تساءلت كيف يبدو جذابا في هذا الوقت من الصباح ؟
سألها :
- هل يضايقك لو رفعت هذه اللعبة حتى لا يتعثر فيها احد ؟
بدأت تنفذ طلبه ولكنها رأت ان ملابسها ستنحسر عن جسمها فقالت :
- انت ماكر يا سيد دوسيه !
قال وهو يوجه إلها ابتسامة ساحرة :
- ارجو ألا تغضبي مني لأنني حاولت ...
لا إنها لا تستطيع بل بالعكس , إنها غاضبة من نفسها لأنها ترغب في المحاولة . كيف ستتمكن من تحمل الحياة خلال الاسبوعين والنصف القادمين؟
بينما كانت ترتدي ثوبا من طراز برمودا بلون ازرق سماوي وقميصا ابيض برقبة عالية تساءلت عن : أي نوع من الاشياء يمكن ان تستعملها لتشتت انتباه ريمي بعيدا عنها ؟ التقطت الوشاح وهي ساهمة وكان من الحرير متعدد الألوان ووضعت خدها على القماش الناعم لحظات ثم استخدمته لربط شعرها على شكل ذيل حصان.ريحانة
ستدفع سوزانا ثمن كل ما حدث لها ! ولكن يمكن لانتقامها ان ينتظر . يجب ان تعمل .. تعمل ! إنه الحل الأمثل . إن آلة التصوير المعلقة حول رأسها يمكن ان تصلح كوسيلة للدفاع ضد الإغراء الذي يمثله شباب صغار مليئون بالرجولة مثل ريمي , وتمنعهم من الاقتراب منها والشباب الذي هم اصغر منها والذين يغنون لها اغاني الغرام بصوتهم المخملي المر مما يجعلها تفقد عقلها ويتصرفون معها كالقراصنة.
|