كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
فكرت بحذر ان الوسامة بالكاد تكون وصفاً ملائماً له . بدا وجهه منحوتا الى حد الكمال مع انه متعجرف فظ الى حد بعيد, كما ان عظمتي خديه بدتا حادتين, كذلك لمعت بشرته الذهبية كلون الزيتون بحاجبين اسودين وشعر اسود كجناحي الغراب , اما عيناه السوداوان الكهرمانيتان فاتقدتا بالنار وهما ترسمان دربا وهميا فوق كل إنش من جسدها. احست كما لو ان الرجل يقوم بتفحصها بعناية تحت المجهر, فأثار هذا الأمر غضبها , ودفع باللون الأحمر نحو وجنتيها بشدة , تكلمت بشكل لاذع محاولة إخفاء شعورها بالاحراج بسبب رد فعل جسدها الغدار , فقالت "انت لست البستاني, اليس كذلك افترضت انك....لا تقل لي انك انت الدوق دو هيريرا؟"
رفع خافيير احدى حاجبيه باستمتاع ساخر وقال "انت يا آنسة بيريسفورد كاذبة كما انك سارقة".
توقف لبرهة ثم تمتم مضيفا "لابد ان تلك العادة تجري في دماء عائلتكم"
ادركت غرايس مرتعبة ان الرجل هو الدوق نفسه وانه عرف من تكون. استنشقت نفسا عميقا مكابدة العناء حتى تجد الكلمات المناسبة لتفسير زيارتها هذه , لكن بدا لها كأن دماغها تداعى , ولم تقو على التوقف عن التحديق به , وجهه ذو الزوايا الحادة , وانحناءة رأسه المتعجرفة , فضلاً عن عينيه الغريبتين بلونهما الذهبي , كلها عوامل اجتمعت لتترك تأثيرا مخدراً عليها .
قالت متلعثمة "اقر انني...تفوهت بكذبة صغيرة , لكنني لست بسارقة"
احمرت وجنتاها خجلا حين تذكرت القصة التي لفقتها حيال حصولها على موعد للقاء الدوق, سيصعب عليها إقناع خافيير هيريرا بأنها جديرة بالثقة.ريحانة
-احقا ؟ اذا من منحك الاذن بالسرقة من حديقتي؟
تمشى خافيير عبر الغرفة ثم توقف على مقربة شديدة منها ,حتى إن احاسيسها التقطت النكهة الحادة لعطره اللاذع .وقفت غرايس مبهورة مخطوفة الانفاس فيما قام بتمرير احدى انامله بدهاء, نزولا من فكها وصولا الى اسفل عنقها. انحبست انفاس غرايس, فاحست بالدوار بسبب افتقارها للاوكسجين , حدقت به عاجزة عن الكلام, ثم شهقت عندما انتزع منها فجاة الوردة المحشورة في عروة زر الفستان.منتديات ليلاس
همست "انها مجرد وردة واحدة"
اما خافيير فتمتم متهكما "بالطبع! ما قيمة وردة واحدة في حين ان والدك سلبني مسبقا ملايين الجنيهات؟"
اطلقت غرايس انيناً ينم عن اليأس حين صدمها مجدداً هول الجريمة التي ارتكبها والدها , فقالت"آه يا الهي! ادرك ان الامر يبدو سيئا..."
-لايبدو الامر سيئاً فقط آنسة بيريسفورد بل يبدو مريعاً.
بدا خافيير كالأسد الذي ينتظر الانقضاض على فريسته , فيما بدت غرايس كالفريسة التي دفعها غباؤها الى الدنو كثيرا منه تمتمت "انا آسفة"
ابتلعت الدموع التي سدت حلقها ,فيما تذكرت ضخامة المبلغ الذي اختلسه انغوس , انها ثلاثة ملايين جنيه استرلينياً قام بتحويلها خلال مدة من الزمن الى حسابات مزيفة. ترافق انزلاق والد غرايس الى الاحباط والأسى العميق مع اعتقاده المهووس بأن ضربة حظ واحدة يحظى بها على طاولة الروليت سوف تمكنه من تغطية اموال الدائنين ودفع الأموال التي اقترضها من المصرف.
استهلت غرايس كلامها قائلة "ادرك ان والدي ارتكب خطاً شنيعاً لكن هنالك اسباباً دفعته الى ذلك."
تشدق الدوق دي هيريرا قائلا "انا واثق ان لديه اسبابه ,وان بامكانه اطلاع القاضي عليها"
رن جرس الهاتف الموضوع على مكتب خافيير فالتقط السماعة واصغى للحظة, ثم اعادها الى مكانها قبل ان يوجه الى غرايس ابتسامة قاسية اخرى.ريحانة
ادركت غرايس فطريا ان الاتصال اعلمه بوصول الشرطة, فغمرها الهلع. هذه هي فرصتها الوحيدة للدفاع عن قضية والدها , وهي لن تستسلم من دون مقاومة.
|