كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
قبل الثامنة بقليل كانت جولييت تنام في سرير اضافي وضعته ما ريز في غرفة هيلين. وبعد ساعتين تقريباً دخلت هيلين غرفتها على رؤوس اصابعها, كي لا تزعج صديقتها الصغيرة .وفجأة فتحت جولييت عينيها وجلست في السرير تحدق في الجدران .اقتربت منها هيلين بسرعة وسألتها:
"هل كل شيء على ما يرام يا حبيبتي؟"
"نعم ...نعم. ولكني نسيت اين انا عندما استيقظت"
"انا آسفة لإيقاظك. بالمناسبة, انه امر عادي ان يشعر الانسان بشيء من الغرابة عندما يستيقظ ليلا في مكان غريب"
"هل خالجك مثل هذا الشعور في اليوم الاول لوصولك الى سلمندر ؟"
"لا ,ليس هنا. ولكني شعرت بذلك عندما ذهبت للمرة الاولى مع فرقة الباليه الى مدينة في شمال انكلترا"
واخذت هيلين تقص عليها ما حدث لها في تلك الليلة. وبعد بضع دقائق قبلتها, وقالت لها ان الوقت قد حان للعودة الى النوم. ابتسمت جولييت وقالت لها بمحبة وحنان:
"انك تروقين لي كثيراً. فأنت الشخص الوحيد الذي لم يأمرني بالنوم فوراً, ولم يبدأ في التذمر من انني لن استطيع النهوض باكراً للذهاب الى المدرسة"
"ولكن, هذا ماكنت على وشك ان اقوله لك خاصة ان مدرستك هنا تبدأ في وقت مبكر .ثم ان الساعة العاشرة والنصف يا حبيبتي "
هزت جولييت برأسها علامة القبول والاقتناع, وقالت:
"ولكني أحب التحدث عندما لا اشعر بالنعاس. ابي هو الانسان الوحيد الذي يحادثني عندما لا اتمكن من النوم. ألي تتذمر وتتضايق, وجدتي كانت تغضب احياناً"
دفنت جولييت رأسها في الوسادة واخذت تتأمل هيلين وهي تحضر نفسها للنوم في السرير المجاور وقالت لها ببراءة:
"هل ستتكدرين مني او تتذمرين من تأخري في النوم عندما تأتين للسكن معنا؟"
"سأحاول الا افعل ذلك"
"وهل ستأتين انت وابي للتحدث معي قبل النوم؟"
اجابتها هيلين بالايجاب, ثم تمنت لها نوماً هنيئاً وليلة سعيدة .وبعد دقائق من الصمت التام ,خيل لهيلين ان جولييت تغط في نوم عميق ,سألتها الفتاة بهدوء وخجل:
"ماذا سأدعوك عندما تتزوجين ابي ؟ ألي قالت ان من غير اللائق ان اناديك باسمك الاول . ولكني سأجد انه من الغرابة بمكان ان ادعوك امي , مع انك ستصبحين امي عندئذ .كذلك, فأني لا احب مناداتك بخالتي كما ينادي الاولاد زوجات آبائهم"
لم تجب هيلين لفترة طويلة. مما حد بجولييت الى القول بتأثر :
"هيلين هل اغضبتك بهذا الكلام ؟ اعني اني...اني لم اقصد ان اكون وقحة, بل اردت ان..."
"اعرف يا حبيبتي ما كنت تقصدين . ولكني لم اجد الجواب بالسرعة اللازمة . فمما لا شك فيه انني لا احب تسمية الخالة, وكذلك فسوف اشعر ايضا بالغرابة لو تظاهرت بأنني امك .ولذا, فانا اعتقد ان ألي مخطئة ويخطئ أي شخص آخر يكون له تفكير مماثل .لو لم تكن هناك معرفة سابقة وعلاقة وثيقة, لكان الامر مختلفاً"
"لقد صورت الموضوع لنفسي على هذا الشكل تماماً. ولكني لم ارغب في ان اسأل ابي..."
"لا تدعي الموضوع يشغل بالك يا حبيبتي. تذكري انني احبك كثيراً, واني سأحاول دائماً ان ارعاك واهتم بك كأن امك لا تزال موجودة معك والآن ...يجب ان تنامي"
"حسناً. هيلين ...هل يمكنني ان انام معك ؟هذه المرة فقط؟"
انتقلت جولييت الى سرير هيلين وضمتها بحنان قائلة انها في غاية السعادة لأن والدها اختارها زوجة له .وخلال لحظات كانت تغط في نوم عميق .اما هيلين فقد ظلت تفكر لبعض الوقت .فزواجها من جستن فالمونت اصبح حقيقة واقعية ولم يعد احد احلام اليقظة .وخلال ايام معدودة ,ستحل محل الام التي فقدتها جولييت ولم تعد تتذكرها .كيف لها بعد الان ان تقدم على أي خطوة تزعج جولييت ,او تلك الثقة العمياء التي منحتها اياها بمحبة خالصة وتعلق شديد ؟ولكن , ماذا ستفعل بزواج يتم بدون حب وعلى شكل صفقة تجارية؟ كيف ستكون نظرتها الى جستن؟ وماذا عن قلبها هي ,ومشاعرها ؟و...
|