كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
وبينما كان يتأمل ضخامة الحاجيات, لفت نظره كتاب كبير الحجم, فأخذه من كيسه
بعد ان استأذنها بذلك وبدا يتصفحه. وبعد لحظات قاضاها جستن في تأمل الصور الملونة لعدد من فرق الباليه العالمية, رفع بصره نحوها وسألها :
"ترى هل سنجد صورتك في هذا الكتاب؟"
"بالطبع لا. فهو مخصص بمعظمه للفرق الذائعة الصيت امثال البولشوي والفرقة الملكية"
"وما دفعك لشراء كتاب كهذا ؟ اهي الذكريات الحلوة المرة؟"
"الى حد ما, نعم. وقع نظري عليه عندما كنت تكدس لنفسك تلك المجموعة الكبيرة من الرويات البوليسية. وقلت لنفسي ان جوليت ستفرح به اذ انها مغرمة بالباليه"
"اعلم ذلك"
اقفل جستن الكتاب واعاده الى مكانه ثم سألها:
"اتلاحظين انه موضوع لن تتمكني من نسيانه؟"
"هذا صحيح... اعلم الآن انني كنت على خطأ تام عندما اعتقدت ان بامكانى اقتطاعه من حياتي وطي صفحته الى الابد. لقد كانت الباليه اروع شيء في حياتي, ويبدو ان محاولة نسيانها اصعب بكثير واشد ايلاماً من تذكرها بين الفينة والاخرى".
اقترب منها جستن وقال لها, واضعاً يديه برقة على كتفيها:
"لا تحاولي ارغام نفسك على النسيان. الأفضل ان تتركي الامور تأخذ مجراها ,فلا شيء كالزمن يساعد على تخفيف الألم. ويوماً ما سأخذك لحضور بحيرة البجع لفرقة عالمية. ويكون ذلك عندما تتحررين من الأسى والندم ,وليس من الذكريات. الحياة للحاضر يا هيلين , ولا للماضي ولا للمستقبل".
كانت كلماته لطيفة ولهجته رقيقة ووادعة, فشعرت بتأثر بالغ وقالت له شاكرة:
"انك صبور جداً معي"
تطلع جستن في ساعته, وقال لها مازحاً:
"لا لست صبوراً على الاطلاق, اسرعي بحق السماء ,فلم يعد يفصلنا عن موعد اقلاع الطائرة سوى ساعة واحدة فقط"
بعد الاقلاع بقليل, اخذت هيلين الكتاب وراحت تتفحصه, متذكرة الكلام الواقعي والمنطقي الذي سمعته من جستن. ودهشت جداً عندما لاحظت ان رد الفعل الذي كانت تخاف حدوثه لم يحدث .صحيح ان بعض الصور اثارت في نفسها حنيناً طبيعياً للباليه. ولكن لم تكن لديها ,كما توقعت, الرغبة في اقفال الكتاب بعصبية ورميه بعيداً عن بصرها. وتبن لها ان بامكانها دراسة النواحي الفنية بصورة مجردة وبعيدة عن الانفعال, تماماً كما كان يحدث في الماضي قبل...
تنهدت هيلين وتابعت تصفح الكتاب بهدوء, ربما كان جستن محقاً في تحليله...ربما سيأتي يوم يزول فيه الألم. اغلقت الكتاب واعادته الى مكانه. وتطلع جستن نحوها محاولا معرفة ما يدور في ذلك الراس الجميل. هل تخلت ياترى عن ذلك التعلق المؤلم والمحزن بالماضي ؟وهل من الممكن انها وجدت شيئا آخر تحبه...وتتعلق به؟
في مطار سلمندر كانت جولييت تقفز فرحاً, وتوزع قبلاتها وضحكاتها بالتساوي بين هيلين والسيدة رالي, التى رعتها لعدة ايام. ولم تتوقف عن القفز والثرثرة حتى عندما كانت جالسة بين والدها وهيلين في المقعد الأمامى من السيارة, مما دفع جستن الى التهديد برميها الى المقعد الخلفي قرب طوم والحقائب.
امام فيلا ميموزا, تملكت هيلين احاسيس حلوة وغريبة... فخلال لحظات ستدخل تلك الفيللا مرة اخرى, لا لتزور بل لتبقى. هذا هو... بيتها.
وخرجت ألي لملاقاتهم وهي تكاد ترقص فرحاً. حبت سيدة البيت الجديدة بتهذيب وحياء, واحتضنت جولييت بمحبة وحنان. وفي تلك ا?ثناء كان جستن وطوم ينقلان الحقائب والاكياس التي ملأت صندوق السيارة والجزء الاكبر من المقعد الخلفى. وعندما حاولت هيلين دخول المنزل, اوقفتها صرخة قوية من جولييت:
"لا ... لا تدخلى الآن يا هيلين .ابى ... يجب ان تحملها وتدخل بها وهي بين ذراعيك. هكذا يفعلون دائماً. ولكن انتبه, ارجوك, فعندما حمل كلايف ابنة العم آن لدى عودتهما من شهر العسل تعثر وكاد ان يرميها"
|