لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-16, 01:59 PM   المشاركة رقم: 111
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أخفضت الأكره فآتحه البآب بعدمآ وصلهآ الإذن بـ الدخول من بعد الطرق ..
دخولهآ إللي توقف على عتبة البآب بوجه متجهم عآبس رآفعه ظآهر يدهآ لأنفهآ مآنعه نفسهآ من تنشق رآئحه دخآن السجآئر الخبيثه ..

ترآءى لهآ نفحآت دخآنيّه مآئله مترآقصه قدآمهآ .. الغرفـه عآبقـه بـ الدخآن والرآئحـه معششه ..
غرفـه كئيبـه كل مآفيهآ بآللون الرمآدي الإنهزآمي لشخصيّة أبعد مآيكون عن الإنهزآم ..
أحسّت بـ حموّ دمعت بسببه عيونهآ مقتربه تجآهه لآئمه: سنـد وش ذآ ! حريق بـ الغرفـه !
مآرد إلآ بـ إبتسآمه جآنبيه ثبتت مآتلآشت ولآ إختفت خآفض رآسه لجوآله ممدد سآقيه على سريره مسند ظهره للخلفيّه ..

على طرف السرير من المؤخره , جلست مقآبله مطبقة الفمّ بـ إحبآط: يآحبيبي غلط عليك وآلله كثرة التدخيـن .. لـ جسمك عليك حق وإنت قآعد تفتك فيه بذي السقآير
أقفل جوآله تآركه جمبه رآفع ذرآعه الأيمن مثني ورآء رآسه إللي أسنده للخلفيه مبتسم: حيآلله أم فدوى
طيرت عيونهآ مطبقة الفمّ إذ إن مآلهآ حيلـه لآ مع سنـد ولآ غيرهـ , من متى وكلآمهآ له إعتبآر أو حسآب بهآلبيت !

هزت رآسهآ خآئبة الرجآء قآبضه يسرآهآ على سآقه من المنتصف مردفه: علمني شخبـآرك ! لنآ زمآن مآقعدنآ وتكلمنـآ .. صآير مشغول عنّآ يآسنـد , مآتهتم فينآ زي أول ولآ تسأل !

....: مقآلتك اليوم كآنت نآقده للإستخدآم المفرط وبغبآء وتفآهه للسوشيآل ميديآ , فدوى أمس كآنت مريضه وتسعـل شخبآرهآ اليوم ؟! سآلي متهآوشه مع سهيـل وتشكى لي اليوم , كـ العآده .. يبي يتزوج وإهي رآفضه لين يشفـى عآمر ويتعآفى , ضآيق خلقهآ مآدآومت اليوم بـ الجآمعه .. أمّـك اليوم طلعت للجمعيّه حقتهآ وإنسرق جوآلهآ هنآك أو ضآع .. آللهُ أعلـم , الدكتور أمس عآين عآمـر وكشف عليـه قآل إن صحته في تحسّن ملحوظ , مآلك توّه وصل لـ أمّي بـ مصر .. الشغآله الأفريقيّه متطآقـه مع الآسيويّـه , أبركتهآ بـ الأرض وتوطتهآ شلون إنتقمت الآسيويه اليوم ؟! قصت شعـر الأفريقيّـه وهي نآيمه صلّعتهآ .. هذآ ملخص أحدآث البيت أمس واليوم .. فيه شيّ فآتنـي ؟!

إعترآهآ الذهول مبققه عيونهآ بعدم تصديق !
على وضعهآ المنصدم لحين مآتجآهلهآ هو رآفع سيقآره من علبته محآصرهآ بين شفتيه .. ضآقت عيونه مع أول نفس سحبه منهآ لإشعآلهآ محرره بنفثة الدخآن إللي تصآعد مآبين عيونه وعيونهآ ..
زفرت بعدم تصديق يعلو وجههآ إبتسآمه مذهوله شآحبه هآمسه بـ فتور: يمّـــه
أشر لهآ بـ إصبعيه الممسكين بـ السيقآره معقب: هآتي مآعندك أشوف , وشهو إللي شآغلك إنتي هآلفتره ؟

علتهآ الدهشـه وتضآعف بهآ الذهول .. للحظآت من السكون جمعت مآبين نظرآتهآ المتفآجئه هرب اللون من وجههآ وسكن الإرتعآب قسمآتهآ ومآبين نظرآته الدقيقه المتفحصّـه .. ضآئقه عيونه بـ لـؤم , وكأنه يدري تمآماً أسبآبهآ كآشفهآ قآصد من سؤآله تعريتهآ أمآم نفسهآ !
دآرت عيونهآ بـ تشتت مآسحه بيمينهآ جآنب عنقهآ الأيسر مبتلعه ريقهآ بـ ارتبآك أثآر إستغرآبـه ..
كآن سؤآله حسن النيّه دون أي مغزى مُبطن من ورآءهـ , إنمآ نظرآته المعتآده بـ حدّتهآ وكأنهآ تدينك موجهه لك أصآبع الإتهآم هي مآ أثآر تشككهآ حول مآ إذآ كآن يدري فعلاً وحقيقـة إللي تملكهآ وسيطـر عليهآ متغلغل فيهآ بـ قيـد وتحكّـم دون ارآده منهآ أو شعـور ..... أو لآ !

توّه بيسأل سؤآله بـ اهتمآم إستغرآباً لـ ردّ فعلهآ المُشتت وإنفعآلهآ المضطرب إلآ وأتآهآ المُنقـذ دون حِسـآب ..
إقتحمت خلوتهـم دآفعه البآب الموآرب بـ كلتآ رآحتيهآ الصغيره المبسوطـه صآئحـه ..
....: إلحقـــــــووووووآ

تعلقت أنظآرهم ببعضهتم مُشتدّه بـ تفآجـئ إذ إن هآلصيحـه الصآرخـه وهآلملآمـح المدهوشـه المتفآجئـه مآتنـذر أبداً إلآ عن السـوء .. توجسـوآ الشـؤم قبل مآتعقـب الصغيـره جملتهآ عآكسـه الوضـع قآلبـه الموآزيـن , مبدّله أحآسيسهـم المترقبـه بـ إرتيآب تمآم التبدّل والإختلآف ..

لفظـت بـ صوّت طفولـي مُضخّـم بـ المفآجأه ...
....: جــدو عآمــر قآل إثمـــي ...... وآلله وآلله ..... قآل فــــدوى ــآآآآآ !!!!


/
/


رفعت كوعيهآ فوق طآولة السفره مُربعّة الشكل بـ أربعة كرآسي مُسنده ذقنهآ فوق تشآبك أصآبع يدهآ للحظآت على وضعهآ ترمقه بنظرآت مطوّله ذآت ملآمح هآدئـه .. وجههآ بشوش مُحيّآهآ بآسم ..
على عكس هدوئهآ المتنآهي كآن هو في أقصى حآلآت التشتت والإضطرآب ..
أخفض بصره لطبق – المكرونه الحمرآء – مطبق الفم في إرتبآك بآلغ من إستشعآره الدقّه والتأمل بنظرآتهآ المطوله , الثآبته والمعلقّه .. عليـه !

إرتبآكه المضطرب بـ حركة عيونه المشتته يمنه ويسره رآفقهآ رمشآت جفنيه المتوآليـه وحركة لسآنه المتكرره بـ تمريره سريعه على الشفتين .. الشيّ إللي كآن لهآ وآضح وجلّي .. إتسعت إبتسآمتهآ مسنده صدغهآ الأيسر بوسط رآحتهآ اليسرى دآرت فوق حآفة صحن الشوربه قبآلهآ بطرف سبآبتهآ مردفه: متتكسفــش

من فوره نآظرهآ بـ تفآجئ من قولهآ جآمد الملمح والنظـره ومآسرع مآرد وأخفض بصره في حرج لترد هي مكمله بنفس الإبتسآمه: فيك شبـه كبير أوي من سنـد إبنـي
أرغم نفسه جبراً على التبسم إبتسآمة مجآمله قصيره مآسرع مآختفت ليرد وجهه لوضع الجمـود معقب بـ إقتضآب: كثير قآلوآ نفس الشيّ
....: كل حآقه فيكم تئريباً نفس بعـض ... أنآ مش متخيله إنك مآلـك مش سنـد سُبحآن آلله !

ردّ وإنشد فمه جبراً بـ ابتسآمه تعبيريّه إن مآبيد حيلـه مردف: شكلاً بس .. غير كذآ صدقينـي مختلفين تمآماً
....: سند زي أبوه .. شخصيته بتفكرني بيـه .. إزآ إنت مش زي سند فـ الشخصيّه والأطبآع فـ إنت طيب وألبـك طيب
....: ذآ يعني إن سند مو طيب .. متأكده إنك أمّـه ؟!
....: ههههه إنت شكلك شئـي خآلص

بـ حرج أخفض بصره للسفره شآد شعره من مؤخرة رآسه مبلل شفته السفلى بـ إبتسآمه ظهر صدقهآ هآلمرّه لترد هي مكمله: إبني سند وأنآ عرفآه .. طيـب بس قسـآوته أكتر , مشآعره جآفـه .. جآمـده .. بيعرف يدآريهآ كويس وإن حكمت يئدر يمحيهآ تمآماً وبدون مآيظهر ليهآ أي تأثير عليـه .. إنت فعلاً شكلك غير أخوك وأبوك
ثبتت عيونه الحآمله لـ أكوآم من الحزن والتعآسه مآقدرت أيآمه الفآئته تمحي منهآ مثقآل الذره بعيونهآ اللآمعه عطف وحنآن ترآءى له إنه شفقـه وأسـف !
سألهآ بـ تشكك خآفت النبره: سنـد قآل لك شيّ عنّـي ؟!!

صفطت سآعديهآ فوق بعضهم متأهبة الجلسه بـ ظهر مستقيم رآده على سؤآله بـ جديّه مآلهآ منفذ أو هروب: إنت إللي هتـئوللي كل حآقه عنّك بنفسـك .. بس بعد مآتخلّص كل الأكل إللي أودّآمـك دآ .. شكلك خآسس وعدمـآن ووشك مخطوف وتحت عينيك إسود .. أجمل حآقه فيك إنك مش بتدخن سنـد معرفني دآ عنّك .. علبة السقآير إللي أدآمك دي بتعمل إيه ؟! - بسرعه إمتدت يدهآ لعلبة سجآئره عآفطتهآ بقبضة يمينهآ وبآلقوّه , رآميتهآ بـ الأرض من تحتهآ دون إهتمآم -
ردّ الفعل إللي توسعت معه عيونه بدهشـه غير مستوعب لترد هي مكمله بـ إبتسآمه: برآفوو .. أول حآقه هي إنك ترقع زي مآكنت .. مش كفآيآ سنـد حريئـة تدخيـن ! خليك إنت شطـور يآمآلك
مآلك: ............

مآل رأسهآ يمنه بـ إبتسآمه مشاكسه رداً على تعبير البلآهه المحفور بين قسمآت وجهه مكمله بـ عفويّه: إنت فـ أقآزه معآيآ شهريـن .. أنآ وإنت لوحدنــآ .. هنعمـل إيه يعنـي غير إننآ نحكـي ونتكلـم ؟!
قآلتهآ مآده بيمينهآ وحده من – الحمآمآت المحشيّه – منزلتهآ بـ الصحن قدآمه: أيوه متستغربـش كدآ .. بس كُـل الأول .. عملآلك حمآم محشي بالفريك وفيه محشي بالرزّ ومكرونه , الأكل دآ مش بآكلـه , عآملآهولك مخصوص .. وقولي بئـه الأكل المصري ولآ الكبسـه بتآعتكم هههه

رمش بتوآلي ينآظر صحنه بـ الحمآمتين المقليّه المنتفخ صدرهآ بـ حشو الـ رُزّ المبعثر بـ الصحـن ..
شيّ من البلآهه بوجـهه .. بآقي مآ إستوعـب ..
هآلحرمه فيهآ من الدفئ والحميميّه القدر الكبير .. عفويّه وتلقآئيـه .. فيهآ شيئ من السحـر يشعرك بـ الرآحـه , يبث لك السكينه ... ويمدك بـ الأمآن ..
يبدو إنه إستلطفهآ .. وإستلطف كذلك الإهتمآم والرعآيه المفرطه من قبلهآ تجآهه !
تحديداً هذآ هو إللي كآن بحآجه لـه .. جوّ غريب وجديد لكنـه دآفئ وحميمي ..
شخص يمده بـ الثقـه والقوّه ويشعره بـ الرآحه والألفـه ..
مآيبي يكون مع أحد من إللي يعرفهم وبنفس الوقت مآيبي يكـون وحيــد !
أم أخوه الأكبـر كآنت هي فعلاً الخيآر الأمثـل ..

أغمض عيونه بـ القوّه لثوآني سريعه يجمع شتآت نفسـه قبل يفتحهم مطلق زفره عميقه هآدئه يظهر فيهآ كثير من ثقل همّه وتعب قلبه: صدقينـي مآلي نفـس .. مآني مشتهـي شيّ

رفعت سبآبتهآ اليمنى بوجهه مُنبهه بنبره جآفه مفتعلة الجديّه والصرآمه: إسمـع يآولــد .. إوعك تفكـر إنك ضيـف هنـآ وأنآ هئعـد أدللك وأدلعـك .. إنت زيّك زي سنـد , وإللي كآن سند بيعملـه إنت هتعملـه ... هتآكـل وهتخلص كل أكلك لأن معنديش حدّ بيسيـب حآقه فـ الطبق بتآعـه .. وبعـد مآتخلّص أكل هتشيل معآيآ الطوآبق للمطبـخ وهتغسـل أطبآقـك بنفسـك ... تمآم ؟

إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه فآغر فمه لآشعورياً تدور فوق رآسه علآمآت التعجب !
التعجب إللي جآوبته هي بـ إيمآءة رآس إيجآبيه مكمله بـ تأكيد: أيـوآآ .. أيـوآ .. سنـد كآن بيعمل كل حآقه بنفسـه .. وبيسآعدني كمآن فـ كل حآقـه .. وإنت دلوئتـي مكآنـه , ومفيـش نقآش .. إنتهــى .. يـلآ .. كُــل .......!


/
/


خآرت قوآهآ مآعآدت رجولهآ تشيلهآ , إنحدرت من الوقوف للإستقعآد بـ وهـن مآسحه ظهرهآ بـ البآب من ورآهآ ...

تمددت رجولهآ لحد مآلآمست أطرآفهآ القآعده البورسلينيّه لمقعـد الحمّآم – بـ الكرآمه - ...
شخصت بـ بصرهآ للسقـف رآمشـه بـ توآلي مآنعه إنهمآر دموعهآ إللي أبتّ إلآ وتنهمـر ...
لآ إرآدياً تسآقطت وآحده تلو الأخرى قآبضـه على إختبآر الحمل بيمنآهآ حدّ الإعتصآر ..
وخزآت متتآليـه بقلبهآ موجعه حِسياً , مآعآد لهآ من الطآقه شيّ لإحتمآل نبضآتهآ الرتيبـه المؤلمـه ...
مـرّت ثلآث أشهـر ومعهـم قدّ تكون بحشآهآ جنينهآ الثآنـي من صُلبـه ..

قآربت الإختبآر لصدرهآ ضآمته بـ القوّه معتصره عيونهآ بـ إنتحآب صآمت .. كآتمه شهقآتهآ جبراً لتحس معهم بـ غصّه في حلقهآ .. هي أضعف بكثير من إحتمآل كل مآصآبهآ وألّـم بهـآ .. إبتدآءاً من طلآقهآ الثآني أوشكت عدّتهآ على الإنتهآء , أيآم قليلـه تفصلهآ نهآيئاً عن الخروج من عصمتـه ...
أيآم ثقيلـه مرّت عليهآ بغيآبه آملـه رجوعـه الأمل شبـه المستحيـل ..
تركهآ وكأنه متقصـد ربطهآ معه وفيـه كآمـل حيآتهآ والبآقي من عمرهآ , تركهآ وبـ حشآهآ قطعـه منـه ...

تمت مكآنهآ وعلى وضعهآ لمآ يقآرب السآعـه مُتذكره ورديّة حيآتهآ قبل تنقلب لـ كآبوس أسود مُظلـم ..
لعيونهآ رفعت إبهآمهآ الأيسر وقد تطوق أسفلـه بـ دبلـه ألمآسيّه برّآقـه .. ربطهآ بـ دبلـه في يوم وفآرقهآ فـ اليوم التآلـي !

زفرت بـ أسـى مآسحه وجنتيهآ من دموع عيونهآ الذآبلـه بعدمآ أجفلتهآ أمّهآ بـ الطرق القوّي على البآب من خلفهآ تستنطقهآ غيآبهآ ولمدّه طويلـه بـ الحمّآم !
شهقت نفس إختلط بمخآطهآ مجآوبتهآ بـ نبره مخنوقه وضح فيهآ آثآر البكآء والمقآومه في كبته: أيـوآ يآمآمـآ .. شويّه وهطـلع

....: حور يآعينـي فيـك شيّ ؟!
....: لآء بس بطنـي بتوقعنـي , هطلـع أهـو ..
....: طيب يآعمري حنّآ بـ المطبـخ , عُمـر أخوك توّه وصـل .. سويّـت الحـلآ إللي تحبينـه
إبتسمت رغماً عنهآ تنآظر بـ الأرضيّـه النظره الحزينه الكسيره , جآوبتهآ بـ فتور على الأغلب مآوصلهآ: حآضــر !


/
/

/
/


جلس بـ أريحيّه سآند ظهره لظهر الكنبـه الإسفنجـيّ المُريـح فآرد سآقيـه ينآظر السقف من فوقه بعيون مُغلقـه !
بـ غمزه مُشآكسـه أعلنت عن مبآدرتهآ بـ تصرفهآ الطفولي التآلي ليبتسم هو لهآ هآز رآسه نفياً بعدمآ جلس مجآور لذآك إللي تمـدد بـ إرهآق مغمض العينين ..
وبـ إنزعآج مُتألـم صآح مُعتدل وعيونه يتطآق منهآ الشرر سآئلهآ بـ غضــب: خيـــــــــررر !!

....: هههه إي خيـر , شفيـك ؟!
رفع الثآني كفيّه بوضع الإستسلآم معقب: مآلي دخـل
تمّ ينقل عيونه الضآئقه مآبينهم , هي على يمينه مطبقة الفمّ المشدود جبراً بـ ابتسآمه فشلت في إخفآءهآ والثآني على يساره بـ تجآهل مُتعمّد ينآظر شآشة التليفزيون قبآله عآقد حآجبيه إدعآءاً لإنجذآبه ولإهتمآمه بمآ يُعـرض !
مسح على شآربه إللي توّه وتمّ – نتفــه – وبآلقوّه ..

الشيّ إللي يدري إنه عن إتفآق مآبين الإثنين على يمينه ويسآره لقصـد إفآقته من نعآسه إللي غلـب !
قلّب عيونه بـ ازدرآء مردف: آلله يخلف ....
....: هههه تتعشى ولآ تتسبّـح أول ؟!
جاوبهآ بـ إرهآق وهو يفصـخ غترته والطآقيّه منزلهآ جمبه: مآلي نفس أكـل .. ولآ حتى فيني حيـل أتسبـح , أبي النـوم
....: صآرلك يومين على هآلوضع شفيـك ! وش الجديد بـ المستشفـى مرهقـك هآلكثـر !
فرك مآبين عيونه زآفر بـ تعب: النظآم إنقلب , دخلنآ بـ الصيف وصجّـة إللي يبون إجآزآتهم ..
....: أبي إجآزه لـ عُـديّ

نآظروهآ ثنينآتهم مستغربين لتكمل هي فآرضه كلمتهآ بلآ نقآش: مثل مآسمعتـوآ .. عُديّ ابيله إجآزه
سفههآ بـ لوية فمّ رآد ببرود: عُدّيـك خذآ إجآزته من يوم تزوّج
رصّت على شفتيهآ بآلقوّه منقهره: والحين أبيله إجآزه ثآنيـه
نآظر بـ عُدي الفآهي على يسآره مُردف: ولد أمك المدلـع .. ردّ عليهآ ترآ مآلي خلـق
....: وإشمعنـى يمّـه !

ثنت ساقهآ اليمنى تحتهآ دآقه بـ قبضتهآ اليمنى المكوّره فوق وركهآ الأيمن: يعنـي عآجبك وضع مـرتك ! ثــلآث اشهــر والبنـت بـ دنيآ ثآنيـه
أطبق فمه منقهر: وأنآ شذمبـي الحين ! مآ كلّ شيّ على يدّك
وكأنه لتوّه يلآحظ , أعقد حآجبيه شآد شعيرآت ذقنه من تحت شفته السفلى بعدمآ أبرزهآ بحركة لسآنه البآطنيّه: إي صـدق .. وين ذي البنت مآ أشوفهآ !
لوت فمهآ مقلبّه عيونهآ بـ إمتعآض: تـوّ النآس
إلتفت يسآره سآئله بـ إهتمآم: شفيهـآ مرتـك ؟!
أعرض بوجهه ينآظر الشآشه ضآيق خلقه: لآتبـدآ الحين وللي يعآفيك
زآدت عقدة حىجبيه إستنكآراً مقوّس شفتيه بعدم فهـم تحولّت من بعدهآ عيونه لـ زوجته على يمينه سآئل: علآمكم ! وشهـو الموضـوع

تربعت فوق الكنبه حآنيه ظهرهآ للمقدمه يديهآ ممسكه بركبتيهآ: مآنـــدري
إنشدوآ كتفيه للخلف إستنكآراً مستفهمه ملآمحه سآئل بـ بهوت: شلون مآتدرون !!
...: إي مآندري .. البنت من شهرين وأزود وحآلهآ منقلـب , ودآيم تبي تروح بيت أهلهآ واليوم إللي تقعده هنـي تتمّـه بغرفتهآ .. مآتكلمنـي عجزت أتفآهم معهآ .. أسألهآ وإجآبآتهآ بآرده , تقول مآفي شيّ
مسك ذقنه ينآظر عُديّ بـ حِدّه النظره الإتهآميّه إللي جبّهآ هو عن نفسه موسع عيونه بـ برآءه: شفيـــك ! لآتنآظـرني ترا مآلي دخـل
....: وش بيزعل البنت غيرك يعنـي تكلّـم !

أغمض عيونه بآلقوّه مستغفر حاث نفسه بالصبر قبل يفتحهم نآطق بـ سأم وتبرم: وإنتم شللي يرضيكم , قسم بآلله مآتعجز أحد بهآلبيت غيري .. يمّـــــه تكلمّــي !
زفرت بـ همّ معقبه بـ هدوء: لآ يآمهيف , هآلمرّه صدق عُديّ مآله دخـل .. حبيبي جعل عيني مآتبكيـه يرآضيهآ وإهي إللي معصيّـه .. عُديّ تغيّر وإهي إللي تبدّل حآلهآ
إرتفعوآ حآجبيه تفآجئ معقب بـ برود بعدمآ إنخفض بصره للأرض بـ تفكير: يمكنهآ تنتقـم الحين .. دآري عن سوآلف الحريم

نآظرهم على طرفيـه كآسي ملآمحهم التبلد والجمود وشيّ من السخريّه ليرد هو مكمل بتأكيد: صدق وآلله .. إنت أول كنت صآد عنهآ ويوم تعدلت إهي إعوجّت .. وش تفسيره ! ترد لك الصآع يآدكتور ..
فك أول زرين من ثوبه ينآظر الشآشه بـ تجعيدة إشمئزآز بوجهه الممتقع هآمس بـ خفوت: يعنني ذآبح عمري عليهآ !
....: وش تقـول !
عدي: ولآ شــيّ
نآظر بـ زوجته متجهم الوجه صآئح بـ حنق: شوفي ولدك وسوآيآه .. وين إللي تعدّل وهو من ردي لأردى ! وإن تشكّت البنت لأهلهآ من فعآيلـه وين نقط وجيهنآ !
وقف بعصبيه نآفض ثوبه من الصدر صآئح: إنتوآ وبعدين معكـم ! وبعدين معهآ بعد هذي إللي فوق ؟! لآ يرضيكم ولآ يرضيهآ شيّ ترآ مآعآد فينـــي قســــم

من فورهآ وقفت متعلقه بذرآعه متحسسه ظهره العريض قآصده تهدئته: بس يآعُمـري .. دآريه وآلله .. – نآظرت زوجهآ مطبقة الفمّ بـ حنق لآئمه عليه , اللوم إللي أعقبته بـ صوت خفيض هآدئ الإنفعآل – عُديّ مآهوب غلطآن .. ولو إنه غلطآن مثل أول وهي صآده عنه أنآ شذمبي تقآطعني ؟!
قلّب عيونه لـ عُديّ رآد بـ إحتقآر: إسألي حبيبك دلوعك

طير عدي عيونه شآد على شعره بآلقوّه مستغفر مفضّل الصمت عن أيّ جدآل لترد أمّه عنه بـ نبره مهمومه خآئبه ومحبطه: لو إنه يـدري كآن سألت .. أسمعه كل يوم الليل وهو يسألهآ لين يجف حلقـه وإهي أذن من طين والثآنيه من عجين .. عورّت قلبه مآترد عليـه
بدهشّـه بزغت عيون عُديّ غير مُصدق , إلتفت لهآ مصدوم الصدمه الإستنكآريّه لفضآضة فعلهآ ..
النظره إللي أحرجتهآ لتخفض بصرهآ للأرض كمآ المُذنب مُتعذِره بـ همس خآنع: موب قصدي أتجسس !
عُديّ: وصلت يمّه تتصنتيـن علـيّ !

إنفغر فمهآ عفوياً رآفضه المغزى الآخر من الكلمه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه: لآتفهــم غلـط
رفع بصره لمآ فوق شآدّ شعره من المقدمّه عآض بـ أسنآنه السفلى على شفته العليآ مغتآظ لترد هي بـ تبرير سريع مُندفع: عآد وش أسوي , من تزوجتهآ وحنّآ كل يوم نسمع صيآحكم وهوآشكم والشهآده لله إنقطع هآلصيآح فجأه ومن وقتهآ والبنت منعزلـه .. إيه أتسمع على كلآمكم من الحرّه إللي بقلبـي مآهوب عآجبني حآلكم , أبي أعرف وش الموضوع .. أسألهآ وهي مآترد وأسألك وإنت مآتدري

عدي: عسآهآ الحين بردت حرتـك وإرتحتـي !
مسحت على جبينهآ بـ السحب للخلف على كآمل رأسهآ جآلسه جمب زوجهآ بـ إستسلآم مردفه بـ نبره إنهزآميّه خآئبه: مآعليه يآعُدي .. حآول بعد مـرّه
....: وش تبين أسوّي يعنـي !
....: تآخذ إجآزه , تروحون أول مكّـه تعتمرون يمكنهآ بعد قلبي ضآيق صدرهآ من شيّ وحنّآ مآندري .. مآعليه يآعُـديّ رآضيني يمّك هآلمرّه

إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الضخمه إللي إبتلعته بمجرد جلوسه فآرد سآقيه مآسح على كآمل وجهه بنفآذ صبر متحلطم: آلله يلعـن الزوآج وإللي يبونــه .. آستغفــــرك يــآرب
أطبقت فمهآ بـ أسف تنآظر زوجهآ إللي مآثلهآ بـ الملآمح المتأسفه , قليلـة الحيبـه خآئبـة الرجـآ !

بسط كفّه الأيسر قبآلهم مُردف بـ جفآء حآنق متبرّم: بسوي إللي تبونه بس عشآن مآحد يلوم علـي .. وهذآني أبريت ذمتـي
....: إي يآحبيبي مآعليـه .. آلله يبآرك لك ويرضى عنك , تحمّل شويّ
....: صدق يآميثآ , شلون حآلهآ من العدم تبدل دآم هآلنذل مآله دخل !
عُديّ: أبي أعرف بس ليش إنت قآرش ملحتـي !
رمقه بـ إحتقآر من رآسه لـ قدميه معقب: من ردآة سوآيآك وشين فعآيلك

لوى فمه يمنه بـ إمتعآض مطير عيونـه ليرد هو مكمل بـ صوت خفيض لـ زوجته: يمكن عندهآ شي خآص , ليش مآتتكلمين معهآ بـ السرّ
أعقدت حآجبيهآ بـ خفه مستفهمه: شلون شيّ خآص ؟!
قوس فمه ببديهيّه مجآوبهآ بنفس الهمس: مدري عنكن يآلحريم .. يجيكن وقت تنهبلون بلآ أسبآب !
إعتصرت شفتهآ السفلى بين إبهآمهآ الأيمن والسبآبه مآطتهآ بـ تفكير ممتده عيونهآ للفرآغ ...
تترقبهآ زوجين من العيون في صمـت ..
الصمت إللي إنكسـر برفضهـآ تصديق إللي حضـر لذهنهآ وتبآدر لظنهآ !
إنفغر فمهآ بـ دهشـه مبتسمه الإبتسآمه الحسيّه .. غير مُصدِّقّـه !
سأل عُديّ بـ إرتيآب بعدمآ تعلقت عيونه بعيون خآله إللي مآثله الإرتيآب ..

....: شفيـــك ؟!
أطلقت زفره قصيره مسموعه , كآنت ضحكـه بآهتـه مدهوشـه ومذهولـه !
مررت عيونهآ المُشعّه سعآده لآمُتنآهيـه لعيونهـم المشتده تعجـب وإستغرآب !
لفظت بـ تلعثـم , كلمآت من فرط السعآده غير مُترآبطـه ..
....: حآمـــل .. شكـ ... شششكــلهآ ..... شكلهآ حآمــل
إقشعرّ وجهه بتفآجئ شنّج عنقـه للحظآت محتده نظرآته لـ أمه إللي بعدهآ متوسعه عيونهآ مُشِعّـه , لآمعـه , ومتأججه ..

خآله إللي قوّس فمه رآفع حآجبيه ينآظر الأرض تفكيراً بمنطقيّة هآلشيّ وعلآقته بـ تبدّل حآلتهآ فجأه ودون مبررآت خلآفاً لـ عُـديّ إللي مررّ لسآنه على فمه مبتلع ريقه بـ عقدة حآجبين إزدآدت ربط لتبين ملآمحه قآسيه متجهمّـه رآفضـه لإمكآنية حدوث هآلشيّ أو بُعـد إحتمآله على أقصى تقدير !
صآر له قرآبة الـ ثلآث أشهـر ...... لم يمّسهــآ ...
فـ الحقيقـه , هي إللي مآسمحـت لـه بـِ مسّهــآ !

رفعت يدهآ لفمهآ المبتسم مآئله بنظرهآ شروداّ هآمسه: شلون مآفكرت بهآلشيّ ! إيـه حآمـــل .. كذآ نفسيتهم تتبدل بـ أول الحمل ويطفشون ودآيم يحسون بآلخمول والكسل ويحبون النوم .. هذي نفسهآ أعرآضهآ .......
نآظر عُدي بـ خآله ليفآجئ بذآت النظرآت البلهآء بوجهه هو بعـد ...
لفظت بـ بهوت غُير مُصدقـه , بتأكيد بآسمـه: أكيـد حآمـــــل


/
/


على تسريحتهآ أنزلت جوآلهآ زآفره بـ هـمّ خآئب مُحبـط بعدمآ وصلهآ الإجآبه المعتآده المتكرره كل مآحآولت تتصل فيهآ ... " الرقم الذي تحآول الإتصآل به ربمآ يكون مغلـق ! "
صآر لهآ شهرين مآدرت عن علومهآ شيّ !
نسمـه مآكآنت أبداً لتقآطعهآ بسبب إنفصآل أخوهآ عنهآ ... وشهو أجل إللي صآر وبسببه إنقطعت عنهآ بـ الزيآره وبـ الإتصآل وحتى الإجآبه على الإتصآل !

طلعت من غرفتهآ بعدمآ أبدلت ملآبسهآ لـ فستآن بيتـي فضفآض .. مزموم من تحت الصدر , وكآلوش وآسع لـ آخر السآق ..
يكفيهآ إلي يجيهآ من نظرآت أخوهآ عُمـر المتفحصّه لأدق تفآصيلهآ تقييماً لحآلتهآ وإن كآنت النفسيه مو العضويّه .. إهتمآمه المُفرط بهآ يشعرهآ بـ الإختنآق .. وآخر إللي تبيـه الحين هو إكتشآفـه لحملهآ وخصوصاً بعد خوضهآ في ثلآثة أشهـر .. سهـل جداً عليه كـ طبيب معرفـة هآلشيئ ...
على بآب المطبـخ شهقت بـ عمق وزفرت بـ هدوء , حآولت إصطنآع البسمـه إلآ إنهآ سرعآن مآتلآشت .. أحشآئهآ مضطربـه وقلبهآ مُنقبـض ..

عجزت عن مجرد التخمين لرد فعلهـم من بعد تصريحهآ عن إللي أقدمت عليه ونوّت فعلاً إنهآ تسويّـه .. الشيّ إللي مآفكرت فيه كثيـر فهو كآن وليـد اللحظـه إللي إكتشفت فيهآ حملهآ , بـ التزآمن مع هآلإكتشآف نقطـه من الضوء سطعت في فكرهآ , إستحسنتهآ وعزمـت على فعلهآ !

....: عُمــر
بـ إبتسآمه نآظرهآ مُرحِّبّ: أهلاً أهلاً ..
مررت لسآنهآ على شفتيهآ فآركه رآحتيهآ تنآظر حلآهآ المُفضل بـ إفترآس: تشيز كييييييييك
هزت أمهآ رآسهآ بقلّة حيله معقبه بـ إبتسآمه: وبـ جلـي كولآ بعـد
سحبت لهآ كرسي من تحت طآولة المطبخ جآلسه عليه: طب نآوليني طبـق بسرعـه خلآآص أنآ بنهــآآآر
عُمر لـ أمّه ضآحك: هههه كآن من أول سويتي هآلحلآ دآمك تدرين إنهآ بتنبسـط كذآ

بدلاً عن أمهآ أردفت هي وفمهآ محشور بـ القضمه تعمدت هآلشيّ ليبين قولهآ التآلي لآمُبآلي مآهوب بـ الشيّ الكبير , أمر مفروغ منـه: صحيح هئول لكـم حآقـه قررتهآ
بـ إنتبآه ثبتت عيون ثنينهم عليهآ لتكمل هي بعدمآ إبتلعت رافعه سآعديهآ بـ التقآبل فوق الطآوله رآحتهآ اليمنى فوق اليسرى مصفطـه , أعقبت بعدمآ إنشد فمهآ المطبق أولاً بـ إبتسآمه قصيره مفتعلـه كـ إفتتحآيه للحديث: أنآ هسآفـر مصــر

وكمآ توقعّـت , بهوت ردّ الفعل وفتوره أولاً ثم الإستفسآر عنه ثآنياً وإحتمآل رفضـه ثآلثاً إلآ إنها كانت مسبقاً عازمه النيّه للثبآت على موقفهآ مهمآ كلفهآ مُتخّذة وضعهآ الحآلي وإللي وصلت لـه كـ حُجّـه وسبب ..
لفظت أمّهآ بـ خفوت مستفهمـه: إنتي بشهـور العدّه يآحـور !
رفعت كتوفهآ بهزّه سريعه معقبه بنبره يظهر فيهآ اللآمُبآلآه: مش لوئـت كتيـر ..
عُمر: وليـه القرآر دآ ؟ فهمينـآ !
....: أنآ ضآعت مني سنه كآملـه والجآيه دي آخر فُرصـه , وأنآ حآلياً مُطلقّه , وإنتو عآرفين إني مش هرقع لـ رآئف تآني حتى لو أنآ عآوزه
قآطعهآ عُمر بـ حِدّه قآصد التوضيح: ودآ لمصلحتــك

أرخت كتوفهآ بهم مغمضه عيونهآ نآفثـه بـ أسى: مآشي ... لمصلحتـي .. – أكملت بـ جديّه – ولمصلحتي برضُـه إني أبعد عن كل دآ وكل إللي أنآ فيـه .. مش طآيئـه نفسي هنآ , عآوزه أنزل مصـر , عآوزه أكمل درآسـه .. الفصل إللي فآت من حيآتي دآ كآم يوم وهيخلص مش عآوزه أي حآقه ممكن تفكرني بيـه .. ودآ مش هيحصل إلآ لمآ أبعد خآلص عن هنـآ ... خلآص يآعُمـر , وإنتي يآ مآمآ .. دآ قرآري وأنآ مُصِّرّه عليـه .. هسآفـر

أعقبت أمهآ بـ إحتدآد رآفضه: إنتي وضعك الحين غير أول
ضربت الطآوله برآحتهآ اليمنى ثآئره والدموع بعيونهآ: أيوآ وضعي دلوئتي غير الأول .. وعشآن هو غير الأول محدش هينآقشنـي فـ إللي أنآ عآوزآه .. أصدك تئولي إيه يآ مآمآ ! إني دلوئتي مُطلقـه ومينفعش أكون لوحدي وأعمل إللي عآوزآه وبكيفـي ! وأنآ إيه ذنبـي فـ الطلآق دآ ولآ كآن إيه ذنبي أسآساً فـ القـوآز من أوله .. ولآ نآسيـه إنه كلّـه كآن بسبب بآبآ .. إرحمونـــــــي بئـه أنآ معنتـش مستحملـه !!!

إنشدوآ كتفيهآ متوسعه عيونهآ بتفآجئ من إنهيآر بنتهآ صآئحه ثم بآكيـه !
آخر مآكآنت تتخيلّه هو كبت بنتهآ لكل هآلمشآعر بدآخلهآ حتى بعد مرور كل هآلوقت ! يظهـر إنهآ وإلى الآن غير متقبلّـه فكرة إرتبآطهآ وزوآجهآ من المنبـت .. والسبب هو البذره .. توريـط أبوهآ , آلشيّ إللي إستغلّـه ولد خآلتهـآ !

زفر عُمر بـ عمق خآفض بصره لوهلـه قبل يوقف عن كرسيه من مقآبلهآ مجآور لـ أمهآ , جآلس على الكرسي المجآور لهآ .. بـ حنـوّ تحسس ظهرهآ بيسرآه مشدد من إحكآم أصآبعه على معصمهآ الأيمن المرفوع بوضع إستنآدهآ على الطآوله بكوعيهآ مآسكه جآنبي رآسهآ تنآظر طرف الطاوله بعيونهآ الدميعه المخفضـه: خلآص إهــدي ...
همست بـ وهن مبحوح شآكي: تعبآنه أوي يآعُمـر

أطبق فمه بـ تأسف على حآلهآ وإللي تعيشـه , ضغط نفسي أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل .. وإن كآنوآ من قِبلهـم متخذين قرآرهم القطعـي بعدم رجوعهآ وردتهآ في حين طلب رآئف هآلشيّ إلآ إن الموجـع هو إنه إلى وقتهم الحآلـي مآطلــب .. الشيّ إللي أعلن وبمنتهى الصرآحه عن رفضـه هو لهـآ .. وش أقسى على قلبهآ من إحسآس المهآنـه بـ الرفـض !

جذبهآ بيسرآه من مؤخرة رآسهآ لصدره متحسس بيمنآه الحآنيه وبدفئ إمتدآد ذرآعهآ الأيسر هآمسّ بـ هدوء مُريح قآصد طمأنتهآ: خلآص إللي إنتي عآوزآه .. هتسآفـري .. أنآ كمآن أصلاً بفكّر أسآفر .. عآوز أعمل دبلومـه أتخصص في الطبّ النفسي ..
وسعّت أمّه عيونهآ بصدمـه من لفظـه إلي أعلن بـه الدعـم والمسآنده: مآشآلله .. هي بتسآفر وإنت بتسآفر ونجيّـم النذل لآبآرك الله فيـه مسآفـر .. ذآ جزآتـــي حملت فيكم وتعبت عليكم وبـ الأخيـر تخلونـــي !! يآخســآرة كل تعبــي وتربيتــي .. رآحـــــت هــوآ .. حسبي آلله عليكم يآعيآل كآمـــل ..

إلتوى فمه يمنـه سآئـم , إسطوآنة كُـل أمّ !
رد بهدوء منضبط قآصد طمأنتهآ: مآ أخذت قرآر يمّه , ذآ مغير شيّ أفكر فيـه .. أمآ عن حور فـ أسآساً كنت بقترح نفس الإقترآح .. مآفي شيّ ممكن يغيّر من نفسيتهآ إ السفـر وإنهآ تنشغل بـ الدرآسه بعـد .. وإن صآر إن شآلله هآلشيّ أنآ بجـي أقعـد معـك .. ولآ تزعلـي يآلغلآ

قلبت أمّه عيونهآ إللي رفعتهآ لمآ فوقهآ مطبقه فمهآ شآهقه من فتحتي خشمهآ النفس الحآنق المسموع في حين إبتعدت حور عن عُمر تسأله الصدق بعيونهآ الحزينه الذآبله ويرد هو تأكيداً بـ بنآن إبهآميّه مآسح وبمنتهى الرقّـه البلل من تحت عيونهآ مبتسم: أيـوآ بقـد .. بس تخلصـي من العِـدّه وتطيـري على مصـــر .....

/
/

/
/


أوقف حركتهآ قسوة بـ إعتصآره لذرآعهآ الأيمن سآحبه للخلف مآنع يدهآ من الإمتدآد للأكره وفتـح البآب رآص على أسنآنه بآلقوّه ليبين صوته كظيم مخنوق: بسّــك يآمــره
خزته بـ حِدّه رآصه على أسنآنها لتمآثله بذآت نبرة الصوت المخنوق: شلون سمحت له يدخل للبنـآت بروحه !!!

....: إهو أبوهم بـ الأول والأخير , وش بيصير يعنـي !!
تجعد وجههآ بتعبير إستنكآري هآزئ معقبه: عشتـوو .. الحين تذكّر إنه أبـو ! – أكملت برفعة سبآبتهآ اليمنى المهتزّه بـ تنبيه جآف النبره ووعيد حآد اللهجه – إن صآر شيّ على وحدتن من البنآت ترآ برقبتـك إنت .. تغريد ضعيفه ونفسيتهآ محطمّـه بـ الأرض ودآرين شوفـة عينك وهآلرجّآل دآخل إن صآر بسبته شيّ على بنآتـي مآحد بيوقف له إلآ أنـآ .. هـــه , قآلك أبوهـم !

قآلت الأخيره سآخره بـ نظرة إحتقآر للبآب المغلق موليه زوجهآ ظهرهآ بخطوآت سريعه غآضبه مختفيه بـ آخر الممر تآركته ينآظر البآب بـ نظره مهمومـه حزينـه مُطبق الفمّ بـ أسى وإبتئآس !
البآب إللي توآرى من خلفه ثلآثتهم ..

وحده مستقعـده بسريرهآ ممددة السآقين يغطي نصفهآ السفلي غطآء قطنـي خفيف سمنـيّ اللون ..
نسختهآ إللي فآقتهآ على المستوى الصحـي المتدهور مآثلتهآ على المستوى النفسي المُدمّـر !
جآلسه على الصوفآ بُنيّة اللون ضآمه سآقيهآ لبعضهم ويديهآ مُصفطه فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ خفيضة النظره بـ ترقب لبدء الحوآر من الطرف الثآلث !

الرجل الجلمـود السآدي .. فيصـل العـمّ , أو الأب .. مآعنـت ولآفرقت صفته تحديداً الشيّ الكثير بـ النسبه لثنينآتهم ..
لحظآت إنتظآر بآرده بروده الثلج بقلبهآ يكآد يكون مُتجمّد .. ميّـت ..
تنآظره من مكآنهآ فوق سريرهآ بلآ أدني ذرة إهتمآم أو مُبآلآه ..
نفس اللحظآت كآنت أشدّ توتر وإرتبآك مشحونه بـ الترقب والتوجـس .. والخوف اللآمُبـرر .. من مكآنهـآ ... على الصوفـآ !

اللحظآت إللي قطعهآ هو أخيراً من مكآنه وقوفاً بوسط الغرفه مآبين السرير والصوفـآ بـ نبرة صوت سآخره هآزئه رآفع بـ الهوآء مآبين أصآبع يمنآه ورقتين بيضآء اللون بكتآبه غير وآضحه بـ النسبه لهم مُردف: نبـدآ بـ منـو ؟! الهآنـم دآرين ! أو إنتـي تغريد هآنــم !!
من فورهآ تغريد رفعت رآسهآ فآغره فمهآ الفتحه القصيره بـ إرتعآب تملك قسمآت وجههآ بـ تأهب شُدت فيه رقبتهآ وإستقآم معه ظهرهآ, كمآ الجنـدي .. إنقبضت أحشآئهآ متوجسـه السـوء .. إذ إن لهجة الهُزء بـ كلآمه أبداً غير مُريحـه .. غير مُبشـره !

توأمهآ اللآمُبآلي على وضعهآ جآمدة الملمح سآكنة الحركه والإنفعآل إلآ من نصف إبتسآمه سآخره مآل فيهآ فمهآ المطبق يمنـه !
السخريه بوجههآ أدلت بـ الجوآب ليعقب هو برفعة حآجبين مُدعي الإعجآب: أهـآآ .. سنيوره دآريــن .. كآلعآده .. إنتي الأولى والسآبقه بكـل شيّ ..
إقترب خطوتين هآدئه معهم أحست تغريد بقلبهآ كل مآله ينتفخ , يتمدد .. تحس بـ إقترآب خروجه من بين الضلوع .. الخوف أقصآه تملكهآ على توأمهـآ من إقترآبه متبآطئ الخُطى , غآمض النظره , مُريب الملمـح !

تعلقت عيون تغريد الموسعّه لآخرهآ بـ الورقه إللي إمتدت لعيون دآرين ..
لحظآت معدوده من سكون الموقف وصمت الجوآب قطعه هو بـ جمود صوته القآسي ..
بآلرغم من هدوءه الظآهري إلآ إن نبرته مشحونه غضب , يظهر بهآ من الجفآء والقسوه أكـوآم ..
....: ورقة طلآقك من ولد المآلكـي سِـت دآريــن ....... مُبآرك
إبتلعت تغريد ريقهآ من إستلمت دآرين الورقه بـ إحسآس بليـد .. على طرف فمهآ إبتسآمه هآزئـه .. أبداً غير مُبآليــه ومن فورها هي إبتلعت ريقهآ شآخصه ببصرهآ في إرتعآب من وآجههآ أبوهآ بملمحه الجآمد المهيب رآفع لوجههآ الورقه الثآنيه معقب: وهذي ورقة طلآقك من ولد المرشد سِت تغريـد ..
إنحبس النفس بصدرهآ المنتفخ , مآقوت حتى على رمشة جفـن ..

أعقب كلآمه بـ برود سآحق وبوجهه شبح إبتسآمه شآمتـه: مٌبـــآرك
أطلقت أنفآسهآ بـ تبآطئ مفرغه رئتيهآ إللي إرتخوآ وهبـط صدرهآ متعلقه عيونهآ بـ الورقه الممتده تجآههآ ببلعة ريق .. خآنتهآ إرآدتهآ وكآمل تحكمهآ .. أعصآبهآ تمآماً مُخدّره .. مآقوت يدهآ على الإمتدآد وتنآول الورقـه ..
الورقه إللي تطآيرت بـ الهوآء قبآلهآ لحد مآستقرت أخيراً بـ الأرض .. أسفلهآ ..
أردف بـ هدوء سآخر يظهر بوضـوح إنه شآمـت: توأم المُطلقـــآت ..

من فورها تغريد ترقرقت عيونهآ بـ الدموع مطرقة الرأس في حين بللت دآرين بـ لسآنهآ شفتيهآ مكتفيـه بـ إبتسآمه قصيره هآزئه ليكمل هـو بذآت الجفآء والقسوه: جآوبي إنتي ويآهآ أشوف .. كآن معي حق يوم إني تبريت منكن وأنكرت نسبكن يآسويدآت الوجـه !! وش إللي أرتجيه منكن وإنتن بنآت العآهـره – مُنـى - ! صدق من قآل .. إقلب القدره على فمهآ , تطلع البنت لأمهـآ

بـ حمّو غريزي فطري .. وقفت تغريد بقوّه دفآعيه مآتدري شلون إجتآحتهآ مسيطره عليهآ متملكتهآ .. صآحت صآرخه بـ لهجـه جآفـه حآقـده: لآتقــول عن أمــي عآهـــره .. إنت تزوجتهآ بـ الحــلآل .. وحنّآ بنآت شرعيّــآت .. بنآتـــك إنـــت رضيــت أو أبيـــت

....: تخسين يآبنت العآهره تكونين بنتـن لي على إسمـي
....: إلآ تخسى إنت نكون بنآتـك مآنتشـرف بـ إسمك خلـه لك
بـدهشـه إستنكآريه لفضآضة القول إلتفت ورآه للي تبجحت بـ حقـد فآض بهآ بعدمآ إمتلى رآده عليه الخسـى بـ نظرة مقـت وإزرآء .. محتقـره إيآه وبلآ أدني ذرة إحترآم .. أو حشـم !
لـ دآرين إللي سحبت الرد من لسآن تغريد إللي ولآ بعمرهآ كآن من الممكن أن تتجرأ وتلفـظ بمثلـه !

رمقهآ بنظرة تحقير دونيّه معقب بـ كلمآت التنقيص والمعآيره: وإنتي يآلوآطيه رآعية الطلعآت من حضن رجّآل للثآني بأي حق وأي وجـه وأي عين تتكلميـن ! لآ وتتبجحيـن بعـد ؟! كمّ رجّآل غير ولد المرشد تحسس لحمك الرخيص يآسآفلـه ! يآ أرذل وأوطـى من بنآت الليل والشوآرع ! كم يدن نجسـه مسّـت جسمك النجـس يآرخيصـه كــم !!!
....: كــــــــــــآآآآفــــــــــي .. كآآآفي حرآم عليـك كآآفـــي

توسلتـه التوقف بنبره كسيره بآكيـه .. ضعيفه ووآهنـه .. متوسله بـ خنوع .. موجوعــه ... ومُتألمــه .. وآرت وجههآ البآكي بكفيهآ هآزه رآسهآ نفيآ طآلبتـه بـ الإكتفـآء !
الدموع إللي كآنت من المستحيل إنهآ تنهمـر من عيون صآحبة الشآن المعنيّـه بهآلكم الهآئل من الإهآنه والتنقيـص ولو إنه بكل كلمـه كآنت كمآ الطعنـه , تخترقهآ بـ إحسآر قويّ وتتنآولهآ هي بـ إحسآس بليـد !

مآصدرت هالتوسلآت البآكيه من قلب موجوع متألم إلآ من تغريد إللي مآقوّت على التحمّل صآئحه بدلاً من أختهآ الجآمده جمود الكيآنآت بلآ روح أو إحسآس .. يعلو وجههآ البآرد نصف إبتسآمـه ....... سآخــره !

....: تصدين عنهآ بعد سوآتهآ فيك !! يآلضعيفـه .. من يومك وإنتي عديمة الشخصيّه مآلك وجود ولآ قيمه .. غبيّه ومغفلـه .. انتــن بــلآء .. مآنيب نآدم على انكآركن بـ العكـس صفت نفسي الحين وارتآح قلبي .. اثبتن استحقاقكن هآلنكران .. خيســوآ مكآنكــن وتعفنـوآ بسوآد وجيكــن فضحتونــآ لعنة الله عليكــن .. لآ انتن بنآتـي ولآ بنـآت محصـن .. انتـن بنــآت حــرآم .. وبنــآت الحـرآم مآلهن حـق الحيآه ولآ الترف .. ولآ الإحترآم ولآ الشـرف

....: حرآم عليـك ....... حرآم عليك يبـه
....: جـــــــــبّ , تهبيــن أكون أبــوك
قآلتهآ تغريد بـ بحّة صوتهآ الشجّي المجروح البآكي ونهرهآ هو بـ حزم أليـم قآسي .. تهبـى يكون أبوهآ !

رفع سبآبته المهتزّه بوجههآ وقد إنتفخت أودآجه بغض ومقـت .. بزغت عيونه بـ حِقـد وشـرّ ..
....: مآلي بنآت على إسمــي إلآ ميســم .. ووجودهآ بعد مثل عدمـه مآيعنينــي ... انتن يآلبنآت كلكــن عــآر .. مآيجـي من ورآكن إلآ البـلآ وقصـم الظهـر .. مآلـي إلآ أربـع عيــآل ... أربــــع وبـــــس

رفع لوجيههم ثنينآتهم أصآبعه الأربع من يده اليمنى قآبض الإبهآم ..
أصآبعه الأربع إللي كآنوآ إشآره لـ عدد أولآده الأربـع معقب بـ تشديد قآسي اللفـظ يظهـر وكأنه فخــور ... وبـ شِــدّه !

....: متعـــب , مِسفــر , مآجــد ..... ومِشــآري

دقّت تغريد وسط صدرهآ بـ أصآبع يمنآهآ مضمومين .. أبت دموعهآ توقف .. سيـول منهمره بلآ هوآده .. عيونهآ مُعتصرَه .. حزينـه , وكسيـره .. وعآتبه , سألت بـ بحّة صوت شجي مسحوب: وأنـــآآآ ........ ودآريــــن !!!

إرتفع خشمـه بـ تجعيدة تقزز وإشمئزآز .. أردفهآ بـ بصقـه قويّه إستقرت أرضاً كـ جوآب بليـغ .... صريــح , لـ سؤآلهآ عن مآهيّة وجودهآ هي ودآرين !
وجودهم إللي سآوآه ومآثلـه بـ بصقـه حقيـره وضيعـه ..

رغـوه بيضـآء تطآيرت من بين شفتيـه وإستقرت بـ الأرض موطئ قدميـه !

/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 02:00 PM   المشاركة رقم: 112
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


فتحت البآب بهدوء مآطه رقبتهآ بـ توخّي مترقبه لوجودهآ بـ العتمـه مُطلقه زفره مبتئسـه ومحبطـه من أقفلت البآب ورآهآ مآده يسرآهآ لقبس الإضآءه السهّآره صفرآء آللون مستقره عيونهآ على المكآن الوحيد إللي تدل تمآماً وجودهآ فيه .. وعليـه !

جلست ورآء إضطجآعهآ على جمبهآ الأيمن مآئله بنصفهآ العلوي من فوقهآ هآمسه بـ حنو خفيض هآدئ النبره قآصده تحريّ صحوهآ أو غفوتهآ: نآهـــد
نآهد: ........
قبضت على ذرآعهآ مشدده عليه برفق بقصد إفآقتهآ معآوده تنبيههآ بذآت النبره الهآدئه ومآسرع مآنشدوآ كتفيهآ للخلـف مذعوره من صحوهآ المفآجئ مُطلقه صرخه جزعـه هَلِعَـه لآفظـه إسمه: علـــــــي

على وضعهآ المذهول المرتآع بـ تفآجئ من حِدّة الإفآقه وصخب الصرخـه المجللـه , بسطت عفوياً رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ متمتمه بـ همس خآفت مأخوذ بـ الدهشه: بسم آلله عليـك .. نآهد شفيـك !!
نآهد: ...........

تحسست ظهرهآ بـ حنآن وطمأنه في محآوله لتهدئة روعهآ مردفه: اهدي يآعُمري ذي أنآ .. صيتــه
ضمت نآهد كفيّهآ لوسط صدرهآ إللي يعلى بسرعه ويهبط بقوّه خآفضه بصرهآ المرتآع متوسعه عيونهآ لآخرهآ جآحظـه بوسط حجر جلآبيتهآ الرمآديّه الدآكنه بآللحظه إللي تمت صيته فيها متحسسه ظهرهآ بـ حرآره خآفضه رآسهآ قآصده رؤية وجه أختهآ المغرق بدموع صآمته: شفيـك يآنآهد وأنآ أختك ...وآلله حرآم ذآ إللي تسوينه بعمرك .. تكلمي يآقلبي وعلميني .. وشهو إللي تحسين فيـه ؟!

....: صيتــه !
من فورها صيته ضمتهآ لصدرهآ وبآلقوّه عآفطه جلآبيتهآ من منتصف الظهر بقبضتيهآ قآصده إعلآمهآ إنهآ موجوده بجآنبهآ ومسآنده لهآ .. أعقبت بـ إندفآع مُغلّف بـ الحنآن: موجوده يآعمـري .. موجوده يآعينـي أسمعـك .. تكلمــي يآنآهـد وإرتآحي
إحتدت نشيجهآ المرير هآمسه بصوت شجي مُتألم: خآيفـــه يآصيتــــه
شددت من إحتضآنهآ لهآ سآئله بـ نبره رقيقه وآهنه: من إيش يآقلبي .. كلنآ موجودين حولك وحآضرين لأجلك .. كلنآ معـك
....: أنآآ مــو ... مع .. نفســي .. قلبــي يآصيــته .. قلبـي يعورنـــي .. كل شيّ فينـــي يعورنـي مآنيب متحمممملـــــه

أقفلت صيتهآ عيونهآ بهدوء .. صآبهآ الأسـى والإحبآط .. حآل أختهآ كل مآله بـ التردي والإنحدآر , مآلهم معهآ حيلـه أو رجـآ .. محطّـم .. نفسيتهآ إللي إنعكست عليهآ صحيـاً .. كل مآلهآ يفتك بهآ وسوآسهآ القهـري .. تمكـن منهآ المـرض .. آخـذ فـ الإستفحـآل !
نحل جسدهآ من بعـد إمتلآء , برزت عظآمهآ كلياً بشكـل مُخيف ..
شعرهآ الخفيف آخذ في التسآقـط بشكل مُضآعـف , بالشكل إللي نُحِـل فيه الشعر من المقدمّـه وبرز الصلـع !

تهآلكـت صحتّهآ , ضعفـت منآعتهآ .. ألمّ بهآ الجفآف تآركه بحآلهآ كآرثيـه من السـوء ومآ أدنى منـه ...
....: آلله يشرح لك صدرك ويزيح عنّك همّك ويفرج كربـك .. أنآ معـك يآعمـري .. لآتخآفي .. أبوي من أمس يطلبك تنزلين يقرآ عليك ويرقيـك ..
شهقـت بـ حِده بآكيه آخذه في إلتقآط أنفآسهآ المقطوعه من كبت بكآهآ , شهقه تتبعهآ أخرى ..: صيــ .... صيتـــه
إعتصرت عيونهآ بـ حُزن متوجعّه .. رقّت ملآمحآ لـ إنكسآر من المأسآه إللي ألمت بـ أختهآ متمكنـه منهآ متملكـه لهـآ !

....: قومي يآعينـي .. قومي غسلـي وجهك وإنزلي تحـت .. بسّآم مع أبوي بـ المجلس ويبونـك
بسرعه أبعدت نفسهآ عن حضن أختهآ هآمسه بـ فتـور مستفهمه: بسّـآم ؟!
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً من دهشتهآ الغير مبرره , يظهـر وكأنهآ نست أصلاً إن لهآ زوج وإسمـه بسّـآم !
....: إيه بسّـآم .. تحــت ويبيـك
أقفلت عيونهآ رغماً عنهآ زآفره من فمهآ بـ عُمق , يظهـر الوجوم بملآمحهآ الضآئقه المتكدره لتردف صيته متحسسه وركهآ الأيمن بـ حنو مكمله: حآلك يآنآهد شآغلنآ كلنآ .. بسّآم مآيدري وش بِك ولآ وشهو إللي صآبك ولآ يدري شلون يرضيك أو حتى يفهمـك .. إنتي هآجرته صآر لك ثلآث أشهـر وهو مآ أخطـى فيـك , مآحد أخطى فيك يآنآهد , علمينآ يآعمري وش بِـك وريحينآ

مسحت وجنتيهآ المبلله من أثر دموعهآ هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بصوت مبحوح مُتألم: مآبي أشوف أحـد .. مآبي أتكلّم مع أحــد
....: هذآ بسّآم زوجك يآنآهـد مو أي أحد .. حرآم عليك وآلله كل هآللي تسوينه .. من حقنآ ندري وشهو إللي يصير معك لأنك وحدتن منّـآ .. تآعبنآ تعبـك , كثر مآهو معذبّك فهو معذبنآ معـك ..

طأطأت رآسهآ بـ إنكسآر معتصره عيونهآ إللي تقطر منهآ الدموع بمرآره هآمسه بنبره مخنوقـه متحشرجه: مآآ ... مآبــي
إحتضنت صيته وجههآ الدآئري إللي فقد هآلصفـه من بعد نحولـه بآرزه عظآم وجنتيهآ بـ تجويف عميق لخديهآ .. يظهر خشمهآ أكبر من حجمـه .. عيونهآ غآئره متألمـة النظره حزينـه .. وكسيـره , تظهر وكأنهآ سآقطـه في حفرتين عميقـه من السوآد بسبب بروز عظم تجويفهآ , إزدآد وسع جبينهآ بسبب نحول شعرهآ من المقدمـه مسحوباً للخلـف ..
إجمآلاً , إكتسبت شكـل جديـد , مختلف تمآم الإختلآف .. شكل معدوم الجآذبيّه ... شكل غريب مُنفِّـر .. أكثر بشآعـه !

....: نآهـــد
نآهد: ..........
....: نآظرينـي أشـوف ... نآهـــد
نآهد: ..........
....: حطي عينك بعينـي .... نآظرينـي
رقّت ملآمحهآ بـ تجعيدة إنكسآر متوجعّه , يظهر صوتهآ شجّـي .. مخنوق .. ومُعـذّب: قلبي حيل يعورني يآصيتـه .... قآعده أتقطّـــع مآنيب متحملـه , خسـرت كل شيّ .. أحبّـه يآصيتـه .. أحبـه وخسرتـه
كمآ المغيبّـه فآقدة الإتزآن والوعي والإدرآك لكلمآتهآ إللي إنحدرت من لسآنهآ بلآ حسآب ...

كآنت قآصده آدم , وعلى إستعدآد لسرد القصّـه وبآقي تفآصيلهآ دون وعـي لولآ تدخـل صيتـه المندفـع نآهـره: لآآآآآ .. لآتقولينهـآ .. مآخسرتي شيّ يآنآهـد .. كلنآ حولك ونحبّـك .. علي ولـدك هذآه نآيم جمبـك مآبه شيّ وآلله يحفظـه لـك .. وبسّآم زوجك تحـت منتظـرك يبيــك .. وكل يوم وهو يبيـك وأبوك إللي يأجـل .. بسّآم يبيك لأنه محتآجك ولأنه يحبـك .. وأنآ يآنآهد أحبـك .. أحبك وأحتآجك قويّـه .. إنتي مو بس أختي الكبيره , إنتي أمـي .. دوم كنتي أمـي , مآعرفت أمّ غيرك .. إنتي كل شيّ بحيآتـي وآلله أنآ إللي قلبي يعورنـي .. أنآ إللي شيئن دآخلي ينفطـر من بكآك .. أنآ إللي أتوجـع يآنآهـد وآلله كآفــي .. كآفي آلله يرضـى عليك كآفــي ..

شهقت نفس خشن مصحوب بسحب مخاط انفها السائل من حموّ بكاها المكبوت جبراً هازه راسها ايجاباً بـ الموافقه: حآضـــر
رغماً عنهآ شدت فمهآ المطبق أسى بـ إبتسآمه بآهته سآئلتهآ الصدق بنظرآتهآ المهمومه المُبتئسه: صــدق !
مسحت وجنتيهآ بآلشد عليهم والسحب من ظآهر يمنآهآ معقبه: بغسـل وجهـي وأنزل ..
تهلل وجههآ بـ رضآ وإرتيآح ضآمتهآ بآلقوّه لصدرهآ بعدمآ وقفت على ركبتيهآ صآئحه بسعآده دآعيه: آلله يريح قلبك يآبعـدي جعلك تسعدين وجعلـه همّك ينـزآح ..

ابتعدت عنهآ محتضنه وجههآ بـ أصآبعهآ الأربع من كل يد مآسحه التجويف العظمي البآرز تحت عيونهآ بـ كلآ بنآن إبهآميهآ , المسـح الحنون الهآدئ مكملـه بـ إبتسآمه: لآتتأخـري .. بسرعه غسلي وجهك وإنزلي وأنآ سآبقتك ولآ أنتظـرك ؟!
هزت رآسهآ نفياً معقبه بـ رفض شبه مسموع: لآآ .. إسبقينـي
دنقت عليهآ صيته طآبعه قبلـه أخويّه عميقـه وصآدقه بمنتصف جبينهآ هآمسه: لآتتأخــري

قآلتهآ بـ ابتسآمه رضآ مطمئنـه واقفه عن السرير موليتهآ ظهرهآ بـ خُطى هآدئه وصولاً للبآب إللي وقفت عنده قبل تمتد يدهآ للأكره فآتحته ملتفته لهآ بنظره أخيره شآبهآ من الهم والحزن الشيّ الكثيـر ..
شيئ بـ نفسهآ قُبـض .. تبدد الإرتيآح وتوجسّـت .. غير مُطمأنـه ولآ تدري ليـش !
أرخت كتفيهآ إستسلآماً مُحبطـه فآتحه البآب تآركتهآ مكآنهآ على السرير مُطرقّة الرأس لإبنهآ النآئـم بهيئتـه الملآئكيّـه الطآهـره ..

لآشعورياً تدفقت دموعهآ في صمت ولآ تـدري !
بـ هدوء رفعته بين سآعديهآ ضآمته لصدرهآ مُتحسسه بـ بنآن سبآبتهآ اليمنى شُعيرآته الحريريّه المسدوله على جبينه وجآنبي وجهه ..
تسآرعت دموعهآ متسآقطـه من عيونهآ مستقرة على وجهه .. السرعه إللي مآ أمدآهآ تتدآركهآ مآسحـه قطراتها المالحه من فوق جبينه ووجنتيـه .. عيونـه , أنفـه .. وشفتيـه !
كـ حركـة رتيبـه متكرره آخذه في الإحتدآد والإشتدآد آخذه في التسآرع ..
ظهرهآ مهتـز للأمآم ثم للخلـف ..

حآله من السكينه غشتهآ إعترآهآ الهدوء والإستسلآم .. هآدئـة الإنفعآل إلآ من حركة نصفهآ العلوي الرتيبـه بصرهآ ممتد للفرآغ قبآلهآ دون معنـى للنظـرآت !
للحظآت هآدئـه , سآكنـه .. قصيرة المدى .. تمّـت لحد مآرتعـش جسدهآ بـ إرتجآفه وآضحـه خآفضه بصرهآ البآرد لوجه إبنهآ وكأنهآ قد فقدت إحسآسهآ وقدرتهآ على التعبير .. ثآبته الملمـح دون إنفعآل ..
بـ تردد .. إمتدت أطرآفهآ اليمنى المرتعشـه لوجنتيـه البآرده كمآ الصقيـع المُتجمـد !

زآدت حركة نصفهآ العلوي المهتز ريحه وجيّه مشدده من ضمهآ لإبنهآ حدّ الإختنآق والإعتصآر ..
إبنهآ – علـي - السآكن دون شكوى من قوة ضمهآ وقسوتـه .. سآكن تمآماً سكون الليل وظلآمه بعيونهآ .. سكون العتمـه بقلبهآ .. سكون الثوآبت والجمآدآت ............ سكــون الموتــى ...

وكأنه كآئن جيلآتيني إعتصرتـه رآغبه إقحآمه في جوفهآ وبين الضلـوع ..
بـ إنهيآر تــآم مآقوّت على التعبيـر عنـه وإن كآنت صآرخـه ... بآكيـه .. أو حتى مستجديــه ..
إستوعبت تمآماً وقع المأسـآه على قلبهـآ الضآمـر .. كيآنهآ الآخـد في الإنهيـآر .. إنهـآر فعـلاً ..

أرجعت رآسهآ للخلف رآفعه نظرهآ لمآ فوق بعيون مُتألمـة النظـره متوجعّــه .. لآئمـه , عآتبـه .. لفظـت هآمسه بمنتهـى الأسـى والمـرآر: فجعتنــــــي يـــــــآآرب ............... فجعتنــــــي


/
/

بـ الممر الرخآمي أبيض اللون , خآرج غرفـة الطبيب ألمآني الجنسيّـه ..
ثبتت عيونه على شفتـي مُترجم اللغـه عربي الأصـل .. كمآ الأصمّ الأبكـم ..
مآيسمـع شيّ , عيونـه ثآبته بليـدة النظره التآئهه الضآئعـه تتآبع حركـة شفتيـه السريعـه .. مآيسمـع !
ولآ قوى على الجوآب .. مآتكلّــم !

إنصرف المترجـم وبقـي هو مكآنـه .. وآقف بـ منتصف الممرّ الفآرغ .. ثآبته عيونه على بآب الغرفـه فآغر فمـه الفتحـه القصيره بـ تبلّـد ..
شُلت أطرآفـه , مآقوى على جبر حركـة قدميّـه والتحرك أو حتى قبض يديّـه وتحريرهآ من التشنـّج !
لآشعورياً تدآفعت الدموع متعلقـه بعيونـه .. وبـ ضعـف , إنهمـرت ..

آلمـه قلبـه لمجـردّ تخيـل إحسآس الألـم بـ قلبهـآ ..
على إنتظآر مُترقبّ مُتأملـه وهو بكلمـة على وشـك سحـق تمآماً هـ الأمـل !
بـ طولـه وبعدمآ وهنت أعصآبـه .. إرتمى قآعـد على وآحد من كرآسي الإنتظآر النيكليّـه ..
بـ ضيق كآتم أنفآسـه , زفـر بقـوه من فتحـة فمّـه الوآسعه مقفل عيونـه قآبض بـ أصآبعه على حوآف الكرسي الجآلس عليه خآفض رأسـه !

بـ الأرض .. تسآقطت دمعتيـن من عيونـه بـ خيبـة أمـل , وإحبـآط ..... وإنهـزآم ..
من قرآبـة الدقيقتيـن فآئتـه تلقـى خبر تعآسته العظمـى بقلب بآرد .. ودمّ أبـرد ..
غلـى دمـه هـوّ وإشتعـل قلبـه .. توجّـع , وبمجرد التفكير برد فعلهآ يوشـك على التمـزّق !

....: الحآدث اللذي أصآب زوجتك منذ الثلآث أعوآم أدى إلى إصآبـة الفقرتيـن السآبعه والتآسعـه ممآ أدى إلى تلف بـ النخآع الشوكـي وشلل الأطرآف السفليـه .. ترآءى لنآ أنه يمكنهآ التشآفي تمآماً عن طريق زرآعة الخلآيآ الجذعيّه .. ولكن المؤسف هو أن نخآعهآ الشوكـي منفصـل بـ الكآمـــل .. للأســف ........... لم تنجــح العمليّـه !



/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الرآبع والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 02:02 PM   المشاركة رقم: 113
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخآمس والثلآثون



/
/



تهآلكت على وآحد من كرآسي الإنتظآر الخآرجيّـه والبعيده بمسآفه شبه وآسعه عن غرف العنآيآت المركزّه نآفضه غطآء وجههآ بـ صعوبه تشهق أنفآسهآ وبقوّه تزفـر ..
تحس بـ الإختنآق ..

على يسآرهآ جلست بنتهآ محتضنه كفهآ الأيمن مشدده عليه هآمسه: مو قلت لك يمّه لآتجيـن , هه كنك مآتعرفين نفسك تتعبين من أجوآء المستشفيآت
وكأن روحهآ تصعـد , تصآرع في التنفـس , يظهر صوتهآ مشحوح غير قآدره على إكمآل الكلمـه إلآ وتنقطـع في المنتصف أو تسحب من الآخر ولآ تنسمـع: مآني .... قآدره ....أتـ ..... أتنفّـس

إقتربت الأخيره منهم بخطى متسآرعه رآفقهآ أخوهآ الأكبر إللي تقدمهآ بخطوآت متسعّـه أكثر مقترب من أمه المهلكـه وأخته: يلآ يمّـه قومـي .. يلآ ريتآج

لفظت بنبره مشحوحه مُرهقه طآلبته التروّي والإنتظآر بحركة أصآبع يمنآهآ المضمومه: شوي بـس ..
لوى فمه يمنه بـ حنق ضآغط على أسنآنه ليبين صوته مخنوق مكبوت: قلت لآتجون مآله دآعـي , هي أصلاً منومّـه ولآ دآريه عن أحـد
من قآل قولـه والإمتقآع بوجهه إلآ وتعآلى صوت أمّه بعدمآ دبّت فيهآ الروح من جديد وعلى حين غُرّه: علآمـك إنت تبينآ نخلّي أختك وهي بحآلتهآ بروحهـآ , دآمك مآتبي تجي كآن خليت رويكن إهو إللي يجيبنآ وخلك مرتز بآلبيت

مسح على وجهه مستغفر ربـه حآث نفسه بآلصبر: يآم سلطآن شدعوى وأنآ ولدك .... مآتشكيّت , بس جيتكم مآتقدم ولآ تأخر , هي بغيبوبه مآتدري عن أحدّ وش بتفيد جيتكـم وبعدين تدرين إني لآزم الحين أروح وأكون موجود مع أبوي وبسّآم وخصوصاً بعد مآ أصّروآ يقيمون العزآ

نفضت ريتآج عبآيتهآ الفضفآضه عن حجرهآ لتمتد أشبآر بـ الأرض بعدمآ سقطت من فوق رآسهآ: وآلله حآله صدق الحين مدري شدعوى يسوون عزآ وهو بـزر

إرتفع صوت الأخيره الصآمته وبِـ حدّه: ذآ البزر آنسه ريتآج عمره شهور معدوده , مخلوق فيـه الروح ويجوز له العـزآ ... يآريت يكون عندك شويّة حسآسـه وتقدرين ظروف النآس ولآتتكلمين بهآلآمبآلآه ولآتنسين إن ذآ البزر إللي مو دآش مخك إهو نفسه ولد أختك الوحيد وإللي مآرح تجيب غيره

نفخت بـ ضجر وسأم متململـه النفخ إللي إرتفعت معه غطاهآ تأثراً بـ الهوآء ثم رد لوجههآ مردفه وبـ نبره تظهر متغطرسه لآمبآليه: وللي يعآفيك شيختنآ صيته إرحمينآ من موآعظك الحين ترآ فينآ إللي كآفينآ .... أقول خلّ نمش أحسن .. يلآ يمّه قومـي

....: لحظه يآبنت مآ أمدآني أستريح بعده صدري يحرقنـي
وقفت ريتآج رآفعه فوق رآسهآ عبآءتهآ كثيفة الطبقـه السودآء الثقيله: مآعلي فيكم إختبآرآتي الفآينل بعد إسبوعين ومآذآكرت شيّ , أبي أعوض عن معدلي بـ الفصل الأول ... يلآ سلطآن إمش ودنـي البيت

سلطآن: لآ وآلله , سآيق عندكم أنآ أروح وأجي .. كلكم بتردون البيت مع بعض مآنيب فآضيلكم أنآ أشتغل نبطشيّآت

زفرت صيته بـ ضيق وآضح مسموع معقبه بـ جفآء: إنتظر شويّ وإنتي بعد آنسه ريتآج يعني مآرح تجيبين العيد بـ الكم دقيقه إللي بتقضينهآ هني يعنـي ...

قآلتهآ ثم أقفت عنهم بخطوآت متسآرعه ليجيهآ صوت أمهآ جآهر: ويـــــن مخليتنــــآ
مآثلتهآ صيته بنفس جهوريّة الصوت: إنزلوآ للحديقـه تحت عشـر دقآيق وأجـي

ردت ريتآج جآلسه وبعصبيّه: ذآ إللي نآقصنآ نبي نروح وهي تسآير بآلمستشفـى
سلطآن: ذي المستشفى إللي كآنت تشتغل فيهآ قبل !
ريتآج: مآ أمدآهآ تشتغل أصلاً كآن توهآ بآلتكليـف مغير متدربـه

طير سلطآن عيونه بلوية فمّ متجآهل إنفعآل الغيره بنبرة ريتآج الكآرهه جآلس على يمين أمّه إللي توسطته هو وريتآج مسند رآسه للجدآر من ورآه متكتف: يآآآآآهـ يآلدنيــآ
أكملت أمه بذآت النبره العميقه: دنيآ ظآلمـه جآئره ع العدو والحبيب

سلطآن: الدكتور قآل إن إستجآبة نآهد بطيئـه يمّه وإحتمآل تمتد غيبوبتهآ لأنهآ فآقده رغبتهآ بـ الحيآه وهآلشيّ له أثر كبير ممكن بسببه تمتد هآلغيبوبه ولآقدّر آلله إحتمآل بعد مآتفيـق منهآ
ريتآج: يووو عآد لآتبآلغ ترآ كله مغير إنهيآر عصبـي نتيجة صدمـه مآحد يذبحـه الحزن
سلطآن: وللللل عليك , يآقو قلبك وقسآته
ريتآج: أقول الصدق

سلطآن: الصدق إن فيه نآس فعلاً يموتون من الحزن , توترهم العآطفي يسبب كبت أجزآء من جهآز المنآعه وفقدهم للمقآومه ... مآتسمعين إنتي عن الأزوآج إللي يموتون بعد مآ أحد فيهم يموت طوّآلي !
ريتآج: أووووه يآلمثقف وش جديدك إنت هآ ! لحقي يمّه سليطن ولدك يتثقف من ورآنآ وحنّآ مآندري
إرتفع خشمه بـ تعبير مشمئز صآد عنهآ دون تعليق لتعقب أمّه متجآهله صرآع الهزئ السآخر القآئم مآبينهم: وين رآحت ذي إللي مآيندرى عنهآ مخليتنآ ببلآنآ وهي تدوج

سلطآن: وش ذآ الكلآم يمّه , مآلقيتي إلآ صيته وتلزقين فيهآ هآلكلآم ... قطّيّـه أحسن على إللي يستآهلوه صدق
تدخلت ريتآج بحده: وش قصدك إنت !
رمقهآ بـ إحتقآر من طرف عينه مردف: محد جآب طآريك ... عآد إللي على رآسه بطحـه !

صآحت أمهم مستغفره قآطعه هذرتهم الممتده بلآ نهآيه: خلآآآص عآآد إنت ويّآهآ شسآلفتكم الحين !! ريتآج دقي على ذي المغضوب عليهآ خل ننقشـع من ذآ المكآن إللي كدرنـي

سحبت ريتآج على الشآشه وبقوّه بعدمآ وصلهآ الإجآبه بـ إغلآق الإتصآل برسآلـة الإنشغآل رآصه على أسنآنهآ بـ عصبيّه مغتآظـه: ذي الغبيـه تكنسل بوجهـي .. أقول أحسن شيّ خل نقوم ونخليهآ بروحهآ لين تعرف آلله على حق وشلون تخلينآ كذآ نحتريهآ وأسآساً مآبقى إلآ دقآيق وتنتهي الزيآره

سلطآن: خل نقوم من هنآ ننتظر بـ الحديقـه الخآرجيّـه
وقفت ريتآج فجأه صآئحه بصوت مخنوق تجآهد إنه مآيعلى ولآ يحتد: أنآ بنقلع للسيّآره وإنتظروهآ إنتم برآحتكـم

قآلتهآ وولّت دون أي فرصـه منهآ لسمآع تعليقهم وإن كآن قولاً في صآلحهآ ويهمّهآ أردف به سلطآن في همس: إيه إنقلعـي آلله يآخذك وإنتظرينآ برآحتك
رفعت أمهآ يدهآ طآلبه منه المسآعده بـ الوقوف والمسآنده بـ المشي: خذ بيدي يآوليدي , آآآخ منهم ذآ البنآت

سلطآن: الغبيه بنتك ريتآج السيّآره أصلاً مقفله والمفتآح معي خلهآ تحترق بـ الشمس برآ قليلة الحيآ ذي
....: آستغفرك يآرب وأتوب إليك لآ إله إلآ أنــت ... دق يـلـد على صيته خل نروح أعصآبي مرتعشـه مآنيب قآدره أوقف على رجولـي


بذآت محيط المستشفـى ولكن خآرجهآ ..
بـ مكآن توآجده الطبيعـي كـ طبيب عآم , طوآرئ المستشفـى ..

طلعت من بآب الإستقبآل العآم وهو بجوآرهآ يديه في جيوب مئزره: لآتشيليـن هـمّ , إن شآلله بتتحسـن .. يجينآ حآلآت كثيره من نفس النوع وإنتي أعلم يآصيته يعني مآهيب حآله جديده عليك

صيته: أدري وآلله يآدكتر عُمـر بس طولت , اليوم بتكمّل ثلآث أيآم بـ غيبوبه
عُمر: طيب والدكتور المشرف وش قآل ! إنهآ طبيعيه آلحمدلله أمآ تأخرهآ هو بفعل نفسهآ , إستجابتهآ بطيئـه , هي بعقلهآ البآطن مآتبي الحيآه
تنهدت بـ عمق يظهر من صوت نفثهآ المهموم إحبآطهآ القويّ ليرد هو مكمل بـ نبره هآدئـه مطمئنه حآنيه ومريحه: صيتـــه .. نآظريني

تعلقت نظرآتهآ البآئسه اليآئسه من ورآء غطآهآ الكآشف لعيونهآ فقط بعيونه الدآكنـه الوسيعـه ليكمل بذآت الهدوء الرقيق: أبيك تتوآصلين معهآ ولآ تنقطّعين , إنتي وأقرب أحد لهآ .. شوفي هي بمين متعلقه أكثر شيّ ووصيّه يلآزمهآ , يتكلّم معهآ حتى وإن مآكآنت تسمـع .. إمسكـي يدهآ , ترآ يستشعرون هآلشيّ وتقوى إستجآبتهم .. وأنآ بنفسي بوصيّ عليك يفتحون لك الزيآره وقت مآتبي بس لآتعلمي أحد .. هآلشيّ مسموح لك إنتي بـس ... إتفقنآ !

إنشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن قصيره وقد أرسلت له الشكر بنظرآتهآ الحزينه من عيونهآ المتلألأه .. وتوّ مآبآدرت بـ الكلآم إلآ وتطيح عيونهآ على ذآك الفآتـن صآخب الجآذبيّـه مقبل وتجآههم .. خطوآته وآسعـه , سريعـه .. كل مآله يقترب أكثر وكل مآل قلبهآ تحتد نبضآته أكثـر ...
أحست بـ إهتيآج عآطفـي وحمـوّ , أنفآسهآ مضطربـه .. صآبهآ الإختنآق ..
بقلبهآ من اللوعـه والولـه الشيئ الكبيـر , ظنت أنه أخمـد إلآ أنه بهآللحظـه تأجج وبدأ بـ الإشتعآل ... زآد اللهيــب ..

إبتلعت ريقهآ ومعه أحست بـ الإحتقآن , هل أصآبتهآ حمّـى فوريّه !
رمشت بـ سرعه وتوآلي , كل مآفيهآ ثآئر ومضطرب ..
لفظت والإرتبآك يفتك بهآ أعقد لسآنهآ: أنـ .. أنآ .. أنآ بروو .. بروح دكتـر .... عُمـر

....: لحظه مآسألت , وش صآر مع عآصـم بشرينـي
مآزآلت عيونهآ متسعـه سآفهه بنظرآتهآ عُمر الوآقف موآجهاً لهآ , ومآزآل جفنيهآ مرتعشآن ..
إلتفت ورآءه بعقدة حآجبين ليفآجئ بآللي أقبل صوبهم يظهر الوجوم سآكن تقآسيمـه وإللي يظهر إنه إعتآده بآلفتره الأخيره .. حيآته الخآصّـه مضطـربه وفي أوج تشتتهآ وكذلك تفككهآ ..

من فورهآ أخفضت رآسهآ رآصه كلآمهآ رصّ وبسرعه: بكلمك بعدين دكتـر عُمـر لآزم أروح الحين أخوي ينتظرني برآ ... عن إذنـك

قآلتهآ وإختفت ومآلمح الآخر المُقبل إلآ طيفهآ يغآدر ..
وقف بـ جآنب عُمر وعيونه معلقّه بظهرهآ إلآ إنه غير مهتم , سأل والإمتقآع بوجهه: بـ إيش مشغـول
نفخ عُمر من فمه بـ إحبآط مآسح على حآجبيه متوسطي الكثآفه ثم أردف: لآ ولآ شيّ ..
حكّ أسفل ذقنه وعيونه ترقب المكآن إللي طلعت منه مآلمح إلآ سوآد عبآءتهآ الفضفآضه من الظهر , سائل بـ فضول: منهـي ذي !

هز رآسه نفياً وكأنه غير مهتم ضآرب أعلى كتفه بـ خفّه متقدمه بـ الخطوآت: وحده تستفسر عن حآلة مريض
....: وحده هآآ !
توقفت حركته مغمض عيونه وإبتسآمه فآتره بوجهه , إلتفت يمينه وبآقي الإبتسآمه بوجهه: إيـه وحـده .. وحده يآعُـديّ مآتعرفهآ

قوس فمه بلآ إهتمآم مستغرب ردّ عُمر: ومن وين لي بعرفهآ ..
....: أجل ليش الفضول ذآبحك وتسأل
عديّ: شكل منّك بـ الجـوّ
سبقه عُمر بـ خطوآته المسرعه في الممرآت النآبضه حركـه كعآدة الطوآرئ: إمش نلحـق على كوب قهوه نشربـه قبل ينتهـي البريـك

مآل برآسه يمنـه وبـ خفّه , كرد فعل عفوي للموآفقه , لحقـه ويديه بـ جيوب بنطلون بدلتـه الزرقآء المميزه للأطبآء رؤسآء الأقسآم هآمس بـ خفوت: مشينـــآ


/
/



بـ ذآت الوقت ..
وقفت لـ بآب غرفته شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بمنتصف جسدهآ نآفخه هوآء من فمهآ البآسم وعيونهآ معلقّه بآلسقـف ..
طآقة سعآدتهآ المُشعّـه أكبر من قدرتهآ على التحكم والسيطّره ..

طرقت البآب ثلآث متفرقّـه هآدئـه ولكنّهآ قويّه .. وآضحـه , ومسموعـه ..
وصلهآ صوته إللي يظهر وكأنه بعيـد صآئح: أيــوآآآ
زآد إتسآع إبتسآمتهآ سآئله بغنـج: أنآ أصآلـــه .. أدخـــل ولآآآآ ؟!!

مآنتظرت حتى اللحظه من بعد قولهآ إذ تفآجئت بـ البآب يُفتـح وهو قبآلهآ نصف صدره مكشوف وبيدّه يغلق الأزرآر ..
ولاهآ ظهره مسرع تجآه المرآيّه الطوليّه المثبته بـ وآحد من جدرآن الغرفـه رآد بنبره يظهر فيهآ شيئ من العجلـه والإسرآع: أكيد أصآله مآيبيلهآ إستئذآن
جلست على طرف سريره مدآعبه بـ أنآمل يمنآهآ نعومـة مفرشـه المُرتب وبعنآيه يعلو وجههآ إبتسآمه هآدئـه ..

سنـد شخصيّـه مُنضبطّـه نظآميّـه رتيبـه ودقيقـه ..
شخصيّه عصآميّه مسئولـه حتى عن أدق تفآصيلهآ الخآصـه وإن كآنت تآفـهه دون قيمـه فعليـه ..
بنفسـه يرتب غرفتـه , يبدل مفآرش السرير .. بوقت معين على فترآت متبآعده ينفضهآ من الغبآر ويكنسهآ كذلك ..
ملآبسـه يغسلهآ ويكويهـآ , برغم وجود بآلبيت طقم من الخدم مسئولين تحديداً عن هآلشيّ , وإن كآن قصده دون ذلك بـ عدم إلزآم فروضـه لغيره كآن من الممكن مثًلاً إرسآل هآلملآبس للمغسلـه وهي تتولّى مهمّة الغسيل والكـيّ ..
فنآجيـن قهوتـه اللي مآيوقفّهآ هو بنفسّـه إللي يعدهآ ..
في وآقع الأمر هو شخصيّه مثيره للإعجآب والإستغرآب كذلـك !

....: طآلع ولآ إيش !
جآوبهآ وهو مشغول بـ إدخآل قميصـه أبيض اللون رقيق الخآمـه دآخل بنطلونـه القمآشيّ أسود اللون: أهآ , شيئ لآبد منـه
إنحدر بصرهآ لـ جزمته الشآموآ بلون الهآفآن – الجملـي – وهو يرفعهآ عن الأرض متقدم بهآ تجآه سريره مجآورهآ جلوساً حآني نصفه الأعلى للبسهآ ..
رجـل كلآسيكـي يظهر وكأنه من زمـن أثيري قديم ولّى وهو الذكرى الوحيده الحيّه المتبقيّه منـه ..
تفآصيل ملآمحـه قديمـه , تبدو جآده وللغآيـه .. حآدهـ وفيهآ من الحزم والصرآمه الشيّ الكثيـر ..
شعره غزير مرفوع رجوعاً للخلف , أرق نسمـه صيفيّه قآدره على بعثرته ..
ذقنه خفيفـه وكذلك شآربه مُشذّب وبطريقـه تظهره أكثر حِدّه وجديّه ..
ملآبسـه كآن لهآ النصيب الأكبر في إظهآر كلآسيكيتـه ورقيّـه ..

إلى وقته هذآ مآتنآزل وإرتدى زيهّم الرسمـي .. مآشآفته بيوم كآسيه بيآض الثوب وتوآبعـه من الرأس لأخمص القدميـن ..
في غآلب الأمر هذآ في مصلحـة الرآئـي , إذ إنه ودون تكليف منه يظهر رجـل مكتمـل الرجولـه العربيّه الشرقيّـه وبصخـب .. عجزت تتخيلـه بآلشيّ إللي رح يبرز هآلشيّ وبدقّـه إن توآضـع ولو لمرّه وإرتدى رسمياً لبآسـه الخآص !

إبتلعت ريقهآ سآئلـه وبذآت الغنج , تظهر اليوم هآدئـه نفسياً .. مستقره وسعيده: طيب وإن طلبتك تأجل هآلطلعـه ؟!
....: إنتي بعيني يآ أصآله وطلبآتك أوآمر على رآسي بس مقدر
....: وتردني اليوم يآسنـد !
وقف عن سريره ويده مغلوله بخصلآته الكثيفه فآئقة النعومه معدل قميصه من المنتصف دآق الأرض برجوله بقصد إنزآل بنطلونـه المرتفع من إثر جلوسه: لآتحنيـن , قلت مشوآر ضروري مستعجل
إحتدت نظرآتهآ متوجمـه بعقدة حآجبين – مبوزّه - : يمّـه منك مآعندك تفآهم

....: ههههه طلبتك أنآ تأجلين موضوعك
....: مآهوب موضوع , هو بس مجرد طلب .. الدكتور توّه طلع من عند أبوي وبشرنآ الحمدلله , أبيك تكون موجود معنآ يآسنـد ... أبيـه أول مآيفتح عيونـه يشوفك

إرتفعوآ حآجبيه ضآم شفتيه إللي مدهآ لفظاً بحرف الـ o إدعآءاً لتفآجئه مردف بسخريه: يمديني أجل أروح أحجز للسفـر
وقفت بسرعه ضآربه الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً مكوره قبضتيهآ بغضب: سنـــــد !!
إقترب صوبهآ بآسم متحسس كآمل ذرآعهآ الأيمن بيسرآه , رآفع بيمنآه محفظته وجوآله وكذلك مفتآح السيآره من فوق الكومدينه: أمزح أكيد وين بروح لين يرد مآلك

....: يعني إنتي معلّق سفرك برجعـة مآلك
جآوبهآ ببرود لآمبآلي: أهـآ
....: إنت ليش كذآ يآسنــد !!!
ثبتت عيونه الحآده دآكنة اللون مريبـة النظره بعيونهآ بريئة النظره الدميعـه ثم زفر بـ هـمّ مبتئس: إنتي وبعدين مع ذي الدموع إللي مآتوقف من عيونك !

....: شوف كلآمك يستآهل بسببه تنزل هآلدموع ولآ لآ
أدخل محفظته بجيبه الخلفي وجوآله بجيبه الأمآمي الأيسر ومفآتيحه بيسرآه بينمآ بيمينه رفع يدهآ اليسرى مشدد عليهآ هآمس بجديّه وعيونه ثآبته معلقّـه بعيونهآ: تدرين إنه الحين أو بعدين بردّ للمكآن إللي جيت منه
قآطعته بـ إندفآع: إنت مكآنك هنآ , هذآ بلدك
سنـد: مكآني مع أمـي ....... دآيم مكآني كآن مع أمي , والبلد إللي فيه أمي هي بلدي ... مصــر يآ أصآله مو السعوديـه


إرتجف فكّهآ السفلي وتخبطت شفآههآ غير قآدره على النطق إللي ظهر متلعثّم غير مترآبط: بــ آآآ بــس ... ءآآ
....: لآ بس ولآ غيره , إنتي وكل من فـ البيت على علم إن قعدتي مشروطـه .. توّ مآتحسّن عآمـر وإسترد عآفيته وقدر يستلم أملآكه أنآ برجـع ..... لـ أملآكـي
....: أولاً إسمـه أبوك عآمر , مو عآمر كذآ وبس .. ثآنياً هآلأملآك إللي تديرهآ الحين ومسئول عنهآ هي أملآكك وثآلثـ ....

....: ششششششـــ
أسكتهآ بـ سبآبته اليمنى إللي إستقرت فوق إنتصآف شفتيهآ المرتعشـه .. خديّهآ النآعميـن مبلليـن وبشرتهآ البيضآء النآصعه محمـرّه .. يظهر عليهآ محتقنـه كآبته وبمجآهده قويّه لـ حموّ إنفعآلهآ ..

أكمل بذآت الهمس: عآمر متبري مني من قبل لآ أتنفس هوآء هآلدنيـآ ... عآمر يآ أصآله قآل إني ولد حرآم , قذف أمي بآلفآحشـه .. طلقهآ وبحشآهآ قطعـه منه وهو يدري ... أنآ صح إسمي سند عآمر المرشـد لكنـه يظل إسم على ورق , مآحسيت بمعنى هآلإسم ولآ بصفتـه بـ ولآ لحظـه عشتهآ من حيآتي ... فـ لآ تجين الحين يآ أصآله وتعدليـن أشيآء أبوك من زمآن وزمآن طويل هو بنفسـه عدّلهآ ... عدّلهآ مثل مآهو يبـي ... فـ إسمعي مني إنتي أولاً وثآنياً وثآلثاً , دآري إن عآمر تشآفى فـ لين مآيوقف فعلياً على رجوله ويترك هآلكرسي المتحرّك .. ولين مآيرد لمؤسستـه ويستلم كرسيـه ويجلس عليـه أنــآ ............. بختفــي

تعلّقت بذرآعه متشبثـه تتوسلّـه بدموعهآ المريره المحبوسه هآمسه بصوت مخنوق مُجهد: تكفـى يآسنـــد
أدخل أصآبع يمنآه النحيله بخصلآت شعرهآ من جآنب وجههآ الأيسر مرجعه للورآء هآمس: إنتي وسآلي خوآتـي ومآلك العصلوك هذآ روحـي ... وإنتم في قلبـي , لكن الوآقع وآقـع وصدقيني هذآ الأحسن للكــل
....: مو الأحسن لـي يآسنـد
....: لآتكونين أنآنيّـه
....: أنآنيّـه لأجلـك إيه أنآنيّـه

غصباً عنه ودون شعور زفر ضحكـه مرهقـه وكأنهآ نفث من أنفـه بآسم: ههه طيب يـ الأنآنيّـه ممكن تأجلين شويّ هآلأنآنيّه لين أرجـع ؟! مشوآر عـزآء مستعجـل وسهيل الحين تلقينـه إكتوى من الإنتظآر

بسرعه إبتعدت مفجوعه , أكثر مآيثير إهتيآجهآ ذعراً هو ذكر المـوت وطآري العزآء ..
إبتلعت ريقهآ سآئله بـ بهوت: خيـ .... خير , ميـن !
....: مآتدرين !
إتسعت عيونهآ ممتلئـه رُعـب , وش إحتمآليـة معرفتهآ بـ المعني شخصياً لأجل تدري عن عزآه !!

أكمل هو بعدمآ ولآهآ ظهره يرمق نفسه بنظره أخيره تأكيديّه لتمآم جهوزيته: ظنتي تدريـن ... ولـد رئيس التحرير بـ الجريده إللي تكتبين فيهـآ
ضآقت عيونهآ أقصآهم إستنكآراً غير مستوعبه هآمسه: إيــــش !!

....: ولـد بسّــآم ..... بسّآم نآصـر


/
/
/

مسآءاً ..

أبطأ من حركة سيآرته السودآء الكوبيه ذآت مقعدين أمآميين لحد مآوقف مجآور للرصيف الوآقف عليه الآخر بـ إنتظآره وإللي توّ مآ أبطأت السيآره لحد مآتوقفت حركتهآ فتح هو البآب المجآور بـ هدوء ملقي سلآمه مخآلف لملآمحه المحتقنـه والممتقعـه ليرد الثآني السلآم معآود تحريك السيآره: وعليكم السلآم

....: تأخرت يآخي
....: ترآ كلهآ عشر دقآيق , علقة الطريق والزحم
بسط رآحته مفرقة الأصآبع أمآم وجهه وكأنهآ إشآره آمره بـ التوقف عن التبرير رآد بـ جفآء وعصبيه: تعرفني يآرآمز مآ أحب ألانتظآر
رآمز: ترآني مو السآيق الخآص حقـك
إمتدت أصآبع يسرآه النحيله للرآديو مشغله وإللي أصدر تشوّش أول مآنفتح موآزي لصوته بنبره هآزئه: حآشآلله , إبن المآلكي سآيق خآص , لآآ تكرم طآل عمرك

إنشغل رآمز عن الرد عليه بوقوفه مصطف ورآء صفّ طويل من السيآرآت يظهر إن مآله نهآيه بـ إنتظآر تبدّل الإشآره من الحمرآء البطيئه إلى الخضرآء السريعه: يآليييييل مطولـك

نآظر الثآني من فوره بآلطريق ومآسرع مآ تسعت عيونه بصدمه وإنعقد معهم حآجبيه لآفظ بـ سأم وتململ: لآحــووووول
رآمز: مآتحب تنتظـر هـآآ , شوف الحين الإنتظآر إللي على حـق
....: وللي يعآفيك لآتبـدآ
قآلهآ ثم أسند كوعه الأيمن لحآفة الشبآك على يمينه مسند جآنب رأسه الأيمن لكفه: استغفرك يآرب وأتوب إليك

رآمز: يآخي متوتر
....: وإشمعنى !
رآمز: طآيح وجهـي ... مدري أحس متفشـل
قوّس فمه دون إهتمآم بآدي بآللي يقوله رآمز مردف: وإنت شدخلك ! هذي سوآة أخوك , ليش محمّل نفسك الذنب

رآمز: تهقى إن وآئل بيتفق معك بهآلكلآم !
....: وليش أصلاً يكون له كلآم ثآني ! أخوك كآن متزوج أخته ولأسبآب خآصه فيهم وحدهم طلقهآ , شذمبك إنت ؟
زفر بعمق يظهر وكأنه هفهفـه مسند جآنب رأسه الأيسر للشبآك على يسآره يرقب بعيونه إظآءة الإنتظآر الحمرآء للسيآره إللي تقدمته هآمس: آلله يسآمحك يآرآئف

....: الصدق يآرآمز وأنآ أخوك .. إنت بموقف زفت مآتنحسد عليـه
رمقه بـ حِدّه النظره ذآت معنى – ليتك تسكت – بـ اللحظه إللي حكّ فيهآ آدم بـ طرف سبآبته اليسرى جآنبه الأيمن من فكه السفلي مكمل: لآتشيل همّ وآئل , تعرفه عدل , هآدي ومتفهّم .. فكّر بـ نجـم , ذآ إللي صدق بيطلع عينك وعين أخوك وعين كل فرد بعيلتكم , بيعلمكم صدق أخلآق الشوآرع وتعآملهم

هفهف من فمه المضموم مآسح على وجهه بكلتآ رآحتيه مردف: مآنيب متخيّل ردة فعل نجم إن درى مو لأنه شوآرعـي ويتعآمل ببلطجـه , ذي فيهآ قطيعه يـ آدم .. نجم إبن خآلتي وخويي بيقآطعني والسبّـه رآئف
آدم: تتوقع بس نجـم ؟! المشكله إنهآ بنت خآلتكم وإنتم عآيله في بعض الموضوع صعب مو مثل أخت وآئل

رآمز: هـه , ومن قآل ! الإثنين أسخم من بعـض .. نآسي إن أخت وآئل الثآنيه تكون زوجـة أحمد أخوي ؟ وش وضعهآ ووضع عآيلتهآ معنآ وأختهم طليقـة فرد منّـآ !

آدم: أوف أوف , وآلله إني نآسي
رآمز: الوضع بـ البيت متوتر وكلاً حآجز نفسه لآيحتك بـ الثآنـي
آدم: مدري وش طوشـة البلآ إللي صآيبتنآ كلنآ ذي الأيآم .. حتى الوضع عندنآ متردي .. أخوي بسّآم نفسيته بـ الأرض ومرته هآده البيت صآرلهآ الحين يمكن شهـر
رآمز: لآحول ولآ قوّة إلآ بآلله , الموضوع فعلاً صعب .. ذآ الولد الثآني إللي يروح من أخوك وإنت تقول بعد إن مرته مستأصله الرحم , تخيّل عآد .. وش ذآ النكبـه , وقسم إني مآشفت سنه بمثل هآلكئآبـه , ضآق خلقي يآخـي كل يوم وإللي ورآه وفآة أحد ولآ خبر سويد شين يقصم الظهـر


آثر آدم الصمت وهو يرقب حركة السيآرآت البطيئه خطوتين تتقدمهآ ثم توقّف .. شكلهم فعلاً مطوليـن ..
إرتخى جسده على الكرسي مكتف السآعدين ينآظر مآورآء الشبآك على يمينـه ..
يتردد بـ أذنه صدى صخـب وجـلل , صرخآتهآ مؤلمـه , شديدة الجزع والسخـط .. كآنت زيآرته الأولى لهآ بـ المستشفى من بعد الإفآقــه .... والأخيــره
كآن هو المتسبب الوحيـد بـ إعآدة إنهيآرهآ العصبـي ودخولـهآ في حآله من الهيستريـآ تسببت في فقدآنهآ للوعـي وإغرآقهآ في دوآمآت الغيبوبــه وللمره الثآنيه !


....: إبنــــك مـــــآآآآت , مآآت يــآ آدآآآم .. إرتحــــت !! عسـآك الحيــن بخيـــر , عســآك صآفـي البــآل طيّـب الخآطـــر .. مــــآآآت , مــآآآآت يـ آدآآآآم وكلّـــه منــــك .. إنـــت الســـبب آلله لآيبآرك فيــك ولآ بـ أيآمـــــك , وآلله مآ أحللـــــــك , وآلله مآ أحللك ليـــوم الديــــــن , آلله لآيبيحــــــــك يآ آدآآم آآآآآآآآآهـــ , آآآهـ يمّـــه , آآآهـ يآعلـــــي .. آآآآآآهـــ


قطّب رآمز حآجبيه إستغرآباً من شرود آدم المطوّل وإللي منعه عن الإنتبآه وسمآع صوت جوآله إللي يدّق وحتى عن سمآع منآدآته له ليقرر هزّه من كتفه بـ إصبعيه السبآبه والوسطى مضمومتين صآئح: آدآآم

ومن فوره آدم إستقآم بجلسته وإعتدل ينآظره بـ إرتعآب موسع عيونه بـ تفآجئ مأخوذ بـ الدهشـه هآمس بشيئ من البلآهه: هــآآه
بعده تعبير الإستغرآب متمكن من قسمآته الحآدّه يرمقه بـ تفحّص تقييماً لـ حقيقة هآلة الضيآع والشرود المحيطه به مردف بـ برود: جوآلك يـدق
إبتلع ريقه بـ صعوبه متحسس عنقه إللي ترآءى له أنه متعرق وكأنه بـ حلم مزعج أو كآبوس ووحده رآمز من أجفلـه ..

وهرباً من نظرآت رآمز التشككيّه المتفحصّه له أشغل نفسه بـ إخرآج جوآله من جيب سيآلته بعدمآ إنقطع الصوت ليفآجئ بـ إسمهآ على الشآشه جآوره رقم 2 دلآلة على مكآلمتين وآرده لم يتم الرد عليهآ ..
أغمض عيونه لآئم نفسـه عآض على شفته السفلى مؤنـب يظهر فيه وكأنه نآدم ..
نسآهآ تمآماً ونسى موعده معهآ ونسى حتى إخبآرهآ بـ إلغآء الموعد وتأجيله لوقت غير يومهم المتفق عليـه ..

سأل رآمز بـ إهتمآم: خيــر !!
أطبق فمـه بـ خيبة شآد شفتيه بـ ضيق مُردف: بنت عمّك
رآمز وبـ إنتبآه فوري من طآري صفـة العمومه , تأهب بـ تركيز سآئل: عسى مآشـرّ !
بـ بنآنه الأيمن لـ إصبع الوسطى فرك بقوّه ضآغط منتصف جبينه رآد: نسيت ميعآدنآ , المفروض اليوم طآلعين
رآمز: مآعلمتهآ إنك طآلع معـي
آدم: قلت بعلمهآ هم مدري بـ إيش انشغلـت
رآمز: وهي للحين تحتريك !
إرتفعوآ حآجبيه شآد شفتيه المطبقه بـ خيبة رآد بـ أسف: الظآهــر

إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً للي سمعه ومآسرع مآ أعقب بـ جفآء حآد النبره وعيونه ثآبتة النظره الحآده معلقّه بـ خلفيّة السيآره إللي تتقدمه: هآلحركآت يـ آدم مو مع بنت عمّي
طير آدم عيونه متململ قبل أن يردف: لآ مع بنت عمّك ولآ غير بنت عمّك وإنت دآري إن مآلي بهآلعلوم

....: دآري ولأني دآري مآحد وآفق عليك إلآ من عطيت كلمتي فيك وشهآدتي بـ إنك كفـو
آدم: وأنآ عند هآلكلمه وقد هآلشهآده .. تطمّـن
رآمز: هذآني حذرتك .. ويلك يـ آدم إن طآلهآ منك شيئن مآيرضيهآ , ويمين آلله مآ أبقى على شيئن جمعنآ بيوم
إلتفت له بعيون متسعه ممتلئه صدمـه لآفظ بدهشـه بآهتة النبره: يآلطيــف !

مآتبدّل وجه رآمز ..... جآمـد , جآد , على موقفه ووضعـه وكلمتـه , أبعد مآيكون عن الهزل أو حتى اللآمبآلآه وعدم الإهتمآم ليسأل آدم غير مصدق: إنت من جـدك !
رآمز: إسمع يـ آدم .. عيلتنآ هذي بكبرهآ مآفيهآ غير بنتين .. ثنتين مآغيرهم .. أختـي , وورده بنت عمّي .. وحده بعصمّة دكتور عُدي , والثآنيه بعصمتك أنت .. وصدقني هآلثنتين عندي شيّ مقدر أوصفه , ومو أنآ بس , إلآ كل آل مآلـكي .. يتجرأ أحد بس وهن يتشكـوّ منـه !! لآيلوم إلآ نفسـه .. إنت خويي يـ آدم ومآبي أخسرك بس صدقني إن آلمتهآ أو أذيتهآ بـ أي شيّ رح تخسرهآ , وبنفس اليوم إللي بتخسرهآ فيه بتخسرني معهآ ..

قآل كلمته الأخيره بـ هدوء وإنتظر الردّ من بعدهآ ..
الردّ إللي مآوصله حتى بعد مرور قرآبة الدقيقه كآمله وبعد تحررهم من صفّ السيآرآت ليرد رآمز رآفع حآجبه الأيمن إستغرآباً لصمتـه ملتفت نصف الالتفآته إللي أدركهآ آدم دون أن يلتفت ..

توجسّ السوء وإرتعـش , شيئ ممتد بكآمل جسده أشبه بـ لسعآت الكهربآء .. أحسّ بكتمـه , وضيق تنفـس ... وإختنآق
كلمآت رآمز قآسيـه , لفظهآ بـ ثقـه دون تردد , يصدح صدآهآ بـ أذنـه وبصخب مدويّ رغم هدوء النبره ..
خسآرة وردهـ فعلاً كبيره , إنمآ الأكبر منهآ هو خسآرة رآمـز ..
خسآرة أخوه بسّـآم , أختـه مـرآم ... وسابقهم خسآرته لنفسـه !

القآئمه طويلـه , تصدرّهآ أقرب الأقربين ..
مآيدري صدق شلون بيتحمل فكرة الخسآره والإنقطآع ..
قطيعـة فرد وآحد منهم أشبـه بـ المسحيـل صعب التقبل وصعب التعوّد , إن علم فعلا إن القطيعـه ممكن تكون من الجميـع !
وقع الخسآره على قلبـه حرفياً موجـع ومؤلـم ... هو بمجرد التخيـل عآجـز , وش بتكون حآلته إن تحوّلت مجرد التخيلآت لـ حقيقه وآقعيّه قآئمـه !

غصّ بـ بلعة ريقـه المتكومه بـ نصف حلقـه , إبتعهآ مُتألم ..
مآقدر إلآ أن يومئ برآسه إيجآباً مبتسـم ... وبـ إنكسآر !
لفظ بـ إنهزآم مُتمني صدق ترجيّه: خير إن شآلله ......... تطمّـن

قآلهآ بـ التزآمن مع فتحه للشبآك على يمينه مستنشق وبعمـق من الهوآء إللي وآجهه مبآغته وكآن فعلاً بوقـته ..
إمتلت رئتيـه وإنتفخـت وبـ هدوء وتبآطئ إنكمشت وارتخـت ..
تمنيآت قلبيه صآدقه وتوسلآت حقيقيه مُحتآجـه ...
لـ غفـرآن , وصلآح , وهِدآيـه , وثبـآت ............... وستـــر !



/
/


إلتفوآ حوله إنآثه الأربع بملآمح موحده .. مُبتهجـه .. ومُشعـه
تعلوهم إبتسآمة رضآ وإمتنآن .. حآمده شآكره ردته كمآ كآن ..

ودون إنذآر من بعد وقوف قصير نقزت من مكآنهآ رآقيه فوق السرير وعلى طرفه جلست الضفدعه ثآنيه سآقيهآ تحتهآ مبققه عيونهآ بشغب ومبتسمه بمشآكسـه .. أردفت بـ غنج طفولي: حمدآلله على الثـلآمـه

بـ إرهآق إمتدت يمنآه من بعد عجز بآلتحرك طآلبهآ الأقترآب , بـ وجهه المُصفّر إبتسآمه متعبـه فآتره ومن فورهآ هي إستجآبت مقتربه زحفاً على ركبتيهآ المكشوفه وصولاً له ثم تمددت بجآنبه نآئمه بـ حضنه هآمسه: مره وحشتنآ يآجـدو

طبع قبلته العميقـه بشعرهآ العسلي الحريري الكثيف مردف: فيدو حبيبة جدو , إنتي أكثر وحده وحشتني
تبآدل ثلآث الوآقفآت ذآت الإبتسآمه لتعقب وآحده منهم من بعد جلوسهآ على يسآره محتضنه يده تتحسسهآ وبـ رفق: وأم فيدو بعـد ترآ بآلحيل وحشتهآ
لفظ إسمهآ همساً بـ إربتسآمه مرهقه وكأنه لتوه إرتآح من بعد عنآء: أصــآآآلآآآآهــ
طبعت قبلتهآ العميقه بظآهر يسرآه مردفه: حمدآلله على سلآمتك يآلغآلي .. طهور إن شآلله

إقتربت الثآلثه بـ ابتسآمه مطبقه مآئله برآسهآ يمنـه ..
مآزآلت مشآكسه معه وحده , هي شبيهته الوحيده بـ الأطبآع وهي المفضله عنده ..
دنقت عليه تآركه أثر قبلتهآ المطوله بمنتصف جبينه وثآنيه بوسط شعره اللي إختلطت خصلآته مآبين الشيب والسوآد هآمسه: سلآمتك يبـه , عليك العآفيه مآتشوف شـرّ

ربّت بيمنآه على المرتبه حآثهآ بـ الجلوس جمبـه ورآء فدوى وهي بـ إبتسآمه هآدئه إنقآدت له جآلسه لتتم رآبعتهم الأخيره وآقفه مكآنهآ بمؤخرة السرير مقآبله له يعلوهآ إبتسآمه هآدئه سمِحـه ولمعـة من الدموع مترقرقه بعيونهآ .. أعقبت برخآمه هآدئه بعدمآ تعلقّت عيونه الذآبله والمرهقه بعيونهآ اللآمعه المُشعّه: حمدآلله على سلآمتك يآبو مآلـك

أومأ رأسه إيجآباً بـ إبتسآمه يرقب جلوسهآ على طرف سريره بجآنب أصآله وآضعه يسرآهآ فوق سآقه قبل مآيرد كلآمهآ بـ صوت هآدئ يظهر فيه التعب: آلله يسلمك يآم مآلك ويسلمكم كلكم , هآآ بشروني عنكم شـ الأخبآر .. ظنتي ستـة أشهر وأكثر خذيتوآ فيهآ رآحتكم سرحتوآ ومرحتوآ بكيفكم

ضحكه جمآعيّه قصيره تشآركوهآ كلهم صآحت من بعدهآ فدوى بـ طفوله متنآهيه مبتعده عن صدره جآلسه من بعد تمدد مكتفة السآعدين الممتلئين سآخطه: أنآ ثتـة أشهر قعدت هنآ في البيت مآطلعت , لآ ثرحـت ولآ مرحت خلآث مآعآد أروح بيت بآبآ مع إن عمي ثنـد وحشنـي بث النذل مآثأل عنـي ولآ مرّه

بـ فتور تقلصت إبتسآمته إلى أن تلآشت عآقد الحآجبين مقطب الجبين سآئل: وليــش ؟!!
بـ إندفآع طفولي جآوبته متحمسّه: لأن خآلـي ثنــد تهآوش مع عمي ثنـد وقآل لآعـ .......
نهرتهآ أصآله بـ جفآء قبل أن تكمل طآلبتهآ السكوت بنظرة عينهآ المتسعـه بـ تنبيـه: فدوى خلآص , بعديـن


إلتفت بسرعه لأصآله الجآلسه على يسآره سآئلهآ بـ إهتمآم: وش قصدهآ فدوى !! تكلموآ أبي أعرف كل شيّ
تحسست زوجته سآقه اليسرى بـ حنو معقبه: مو الحين يآبو مآلك توك تعبآن والإجهآد مو زين عشآنك
....: بلـى , الحين أعرف كل شيّ .. وش قصدهآ إن خآلهآ سند تهآوش مع عمهآ سنـد !! وليش مآتروح بيت أبوهآ !! ووينـه مآلك بعـد صآرلي فتره طويله مآ أشوفه ولآ يدخل علـي !!

إستآءت ملآمحهم جميعاً بـ فمّ مطبق أسفاً إستشعره هو وزآد قلقـه , سألهم بـ جفآء منفلت الأعصآب: وش إللي صــــآر !

....: خآلي مآلك طلق ذوجته وثآفر رآح مثـر بث لآتخآف هو كويث وقآعد عند أم خآلي ثنـد
إتسعت عيون أصآله بصدمه من بلآهة بنتهآ المسحوبه من لسآنهآ إللي مآيقوى على كتم شيّ في حين شدت سآلي شفتيهآ المطبقه رآفعة حآجبيهآ إستحضآراً لموجه عآتيه من الشيئ الذي لآيحمد عقبآه !
نآظر أخيراً بـ زوجته إللي نفخـت من خشمهآ بضيق نفسها المسموع خآفضه رآسهآ للأرض دون جوآب ليسأل هو مستنكر سؤآله الخآفت شبه المسموع: إيــش !!!


من فورهآ أصآله صآحت ببنتهآ آمرتهآ قبل تبدآ وتسف الشريط المسجل لأحدآث الستة شهور الفآئته دون تفويت أي حدث وإن كآن دون تأثير أو أهميه: فدوى روحـي غرفتنا يلآ

قآلتهآ أصآله بـ حزم لتتعلق عليهآ عيون فدوى الدميعه للحظآت بعدمآ إستشعرت خطأهآ بآللي توهآ ولفظت به ..
أخفضت رآسهآ مطبقة الفم ضآمه كلتآ يديهآ لمنتصف جسدهآ الصغير الممتلئ كـ إعتذآر تعبيري عن سوء تصرفهآ ثم إنسحبت وبهدوء نآزله عن السرير مبتعده بـ خطوآت هآدئه مطرقة الرأس لخآرج الغرفـه .


برفعة حآجب حآده إزدآدت بهآ قسوة ملآمحه وشدتهآ مختص أصآله بـ السؤآل اولاً: وش الموضــوع !!

إستشعرت سآلي ضعف أصآله وصمتهآ بعآدة خوفهآ اللآمبرر إطلآقاً من وآلدهآ .. تعجز حتى عن لفظ الكلمآت في حضرته المهيبـه .. تخشى أن ترفع رآسهآ له وتوآجهه بـ النظرآت !
زفرت من فتحة فمهآ نفساً مسموع أعقبت من بعد قرآرهآ هي المبآدره بـ الجوآب بدلاً من أصآله مشدده على يمين أبوهآ قآصده لفت إنتبآهه لهآ: اسمعنـي يبـــه .....


/
/

/
/


إقتحمت غرفتهآ دخولاً دآفه البآب بكلتآ رآحتيهآ المبسوطه فوقـه .
كمآ الإعصآر الهآئج كآنت خطوآتهآ غآضبـه إلى أن إرتمت على سريرهآ نآئمه متكومه حول نفسهآ ضآمه سآقيهآ لصدرهآ تنشـج وبقوّه ..
أشغلهآ الحزن إللي بقلبهآ ودمع عينهآ عن رؤيـة الوآقفه أمآمهآ مكتفة السآعدين , أمآمهآ الشبآك تنآظر من خلآله في صمــت .

لحظآت إستمرت ممتده لدقآئق إلى أن هدأ نبض البآكيه .. سكنت شهقآتهآ المريره وأنّآتهآ وإستكآنت روحهآ وأنفآسهآ .. أمآ الصآمته فهـي على وضعهآ دون تبدّل إلى أن بآدرت بآلكلآم وبـ منتهى الجأش والتمآسك: إبكي على شيّ يستآهل يآتغريد

إرتآعت وتصلّب كلّ مآفيهآ ..
من فورهآ إستقعدت جآلسه وعيونهآ صآرمه ثآبتة النظره لـظهر أختهآ الوآقفه أمآمهآ .. يظهر من جآنب وجههآ الأيمن إبتسآمه فآتره إتضح حقيقتهآ بكونهآ سآخره هآزئه توّ مآ إلتفتت لتصير موآجهه لهآ ..
....: صدقيني إللي تبكـي عليه هذآ أحقر من إن دمعه وحده تطيح لأجلـه

ضربت سريرهآ بقبضتهآ الغآضبـه قهـر وحسـره , صآحت صآخبه بـ إهتيآج والدموع من عيونهآ أثلآث: مآ أبكــي عليـــه مآآ أبكــــــي عليـــه آلله يآخـــذه أبكــــي على نفســــــي أكرررهـــــــه , أكرهــــــه يآدآريــــن ولآ بعمــري كرهـــت أحــد بس أكرهــــه آآآآآآآآهــــ يــــآآآرب
بسرعه وقبل أن تنهآر عطتهآ دآرين ظهرهآ رآده تنآظر من زجآج الشبآك العريـض , حفرت أظآفرهآ بـ لحم ذرآعيهآ من فرط إستحضآرهآ للثبآت وإرغآم نفسهآ على السُكنى والتمآسـك !
بللت شفتيهآ رآصه على أسنآنهآ محكمه إغلآق فمهآ جآبره عيونهآ على ثبآت النظره دون رمشة جفـن ...
ومن لمسـه وآحده خآرت قوآهآ الوآهنه وانهآرت !

سقطت دمعتيهآ المعلقـه بمحجريهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه ..
حآوطتهآ تغريد مطوّقه خصرهآ بذرآعيهآ ملصقه جآنب وجههآ الأيمن بظهرهآ .. هآمسه ببحّة صوتهآ المُعذّب: سآمحيني يآدآرين

....: على إيـش ؟

تغريد: على كل كلمـه شينه قلتهآ بحقك , وعلى كل إتهآم فيه إتهمتـك .. قلت إنك قآسيـه وجآحده وأنآنيـه , مآتحبين إلآ نفسـك ... كلنآ إتهمنآك بس مآني مسآمحتهم أبدّ , كآنوآ يدرون بآلحقيقه وأصلهآ .. يدرون عن تصرفآتك وأسبآبهآ ويتهمونـك .. أنآ من دريت ومآنيب متحملّه , كل يوم كرهي يزيد أكثر وهآلكـره إللي أحسّه أكبر من طآقة مشآعري مآنيب متحملّه .. فيه شيّ قآعد يخنقنـي .. مآنيب متحمله أسمع سوآلف أحد ولآ أشوف ضحكـه أو حتى إبتسآمه أحسهم يهزأون فيني .. أحسهآ إبتسآمه سآخره .. أحس بعيون أمي شفقـه وأبوي محصن متكفلني رحمـه وأحس نفسي عبئ على وآئـل وشيّ محظور مُحرّم وأحس بكلآفه مع ميسم ومآنيب قآدره أتأقلم مع فكرة إنهآ أختي وهآلكلــب فيصـــل آلله يوريني فيه يومن قريب بقلبي حســره , قلبي قآعد يمرض يآدآرين وآلله إني أضعف من كل هآللي أعيشـه وأحسـه

إبتلعت دآرين ريقهآ ومعه وجعهـآ .. تغريد قريبه من روحهآ , وإن آذتهآ – بغير عمـد – كمآ ظنت فهو مآكآن إلآ لإنتشآلهآ من إمكآنية حدوث كل هآللي تعيشـه حآلياً بذآت الأحآسيس إللي تحسهآ الحين حرفياً ..
رغبت في إنتشآلهآ من هآلبيت إللي تحس فيه بـ زود الكلفـه على الأب ونظرة الشفقه من الأم وضيق التعآمل ومحدوديته مع الأخ ..

تحسست ذرآعي تغريد المطوّقه لخصرهآ بموآسآه هآدئـه .. مهمآ رغبت في إظهآر عآطفتهآ لأختهآ وإن تمثلت هآلعآطفه في كلمـه موآسآه أو حضـن حنون دآفئ إلآ إن هآلشيئ المتحكم بهآلعآطفه دآخلهآ مضمـور وكل مشآعره فآتره وأحآسيسه مستهلكـه دون نفـع ...
ترجتهآ تغريد بصوتهآ المذيب لأي عآطفه صلبـه مُتحجره وبمنتهى الخنوع والضعف والإستكآنه: لآتقسـي علي يآدآرين .. لآتقسي علي آلله يخليّـك

إلتفتت لهآ دآرين ضآمتهآ وبآلقوّه لصدرهآ متحسسه بحرآره ظهرهآ: أنآ معــك
لفظت تغريد بـ أنفآس متقطعه بكآء وإنتحآب: مآبيه أبدّ يكون أبوي .. ولآ حتى عمّـي , مآ أبيـــه .. يخــ ..... يخنقنــي .. يخنقنـي يآدآرين مآنيب متحملّـه نظرآت الإستحقآر بعيونـه .. ينآظرني وكأني حشره .. شيّ حقيـر , تآفـه .. أو رخيـص

....: هو إللي حقير وتآفه وأرخص من التراب .. خلـه يضحك اليوم مصيرنآ يجينآ يوم قريب نضحك فيه عليــه
إبتعدت تغريد عن صدر دآرين مآسحه بظهر يمنآهآ الدموع من خديّهآ قآطعه كلآمهآ وبـ إندفآع: وميســم ... ميسم يآدآرين تكفيــن

أغمضت دآرين عيونهآ زآفره بضيق لترد تغريد مكمله: وربي إنهآ تعآني أكثر منّـآ .. لآتحسبين إنهآ مستآنسه بـ نسبتهآ لأبوهآ وإنهآ على إسمـه .. وش هآلأبو ! وش هآلأبو إللي يتشمت بـ بنتـه ويعآيرهآ بشللهآ ويضحك عليهآ !! – رفعت عيونهآ للسقف رآمشه بتوآلي تمنع نفسهآ من الإنهيآر بمجرد تذكرهآ للي توّهآ وشهدته من لحظآت بمجلسهم ثم أكملت بـ صوت بآكي مهزوز ومرتجف – تخيلي إنه تشمّت بـ ميسم ! يتشمت فيهآ لأنهآ تأملت بشيّ ومآتحقق .. تأملت إنهآ تتعآفى وتقدر تمشي والحين هي على وضعهآ جآلسه على نفس الكرسي !! تخيلي وش قآلهآ !! قآلهآ ليش مآترضين بـ الأمر الوآقع وتعيشين حيآتك قنوعه ورآضيه ! ليش تتأملين بشيّ منتهـي ومآلك فيـه أمـل ! آآآآآهــ يآآوجـــع قلبــي يآآآرب آآآآآآهــ


أحكمت دآرين قبضتيهآ على سآعدي تغريد مآنعتهآ من الدق القويّ إللي تكرر ضآربـه منتصف صدرهآ إللي إمتلآ وفآض بهـآ صآئحـه بـ نبره أقرب للغضــب: بـــــــس

نفضت تغريد يديهآ من دآرين صآئحه بصخب جـلل: لآآ مـــو بـــــس , مو بـــــس وإنتي تدريـــن , تدريــن عن وجعــي ووجــع ميســم لأنك أكثــر وحـده عشتيــه وعآش معــك .. هآلوجـع متأصـل فيــك , يآكــل منــك .. متغـذي على روحــك إللي مآبقى فيهآ شيّ , إنتي ضعيفـه يآدآرين .. ضعيفـه ومآتعرفين تستقوين إلآ على الأضعف منـك .. إستقويتي علـي وعلى ميسـم وعلى مآلـــك .. إحنآ الأشخــآص الغلـــط وصدقيني أذآك لنــآ مآهوب إلآ أذى مضآعف لك إنتي .. سألتك بآلله يآدآرين كآفــي .. كآفي لآعآد تتسببيـن بـ الوجع لميسـم ترآهآ تعآني , على الأقل حنآ لقينآ أبّ وأمّ يعوضونآ بس هي لآ .. أبوهآ رآفضهآ ومكتفـي بعيآله الأربـع .. وأمي لآعنـه خيرهآ .. وإنتـي مآقصرتي معهآ , هي أختنآ يآدآرين تكفين لآتعذبينهآ

شهقت بعمـق ويظهر إن كلآم تغريد أثآر شيئاً مآ كآن مدفون بنفسهآ , جرح عآد وإنفتـق ..
سألت بـ هدوء: فيصـل وش سوّآ لهآ !

خللت تغريد أصآبع يمنآهآ بشعرهآ من المقدمـه سآحبتهآ للورآء بـ شدّ قويّ معقبه وأسنآنهآ عآضه على شفتهآ العليآ وبآلقوّه: زآد حسرتهآ حسرآت , تركتهم تحت ... مآتحملّـت , يقولهآ إنه مترجي وآئل يتزوجهآ فليتهآ يكون عندهآ شيّ من الحسآسه ومآتزيدهآ كلآفه على الرجّآل ... مآله دآعي تثقّل على وآئل وتزيد أحمآله وتطلبـه يعآلجهآ وهي أصلاً ميؤوس من حآلتهآ ... قآلهآ تحمد ربّهآ إنهآ لقت إللي يرضى بـ شللهآ .. هـــه , ترجى وآئل يتزوجهآ تخيلـي !! طآلبهآ مآتزيد الكلآفه على الرجّآل وإهو أبوهآ إللي معه المليآرآت إستكثرهآ على بنتـه ومآسعى حتى لو بمحآوله وحده إنه يصلح هآلشيّ الميؤوس منـه بس عآدي عنـده يبعثر هآلمليآرآت على عيآلـه .. كل وآحد فيهـم معـه سيآره على أحدث موديل , وبطآقآت بآلبنوك فلوسهآ مآلهآ عدد , إبنه من كحّ كحـه طآر به لأوروبآ يعآلجـه كل هذآ عآدي عنده بس ميسـم !! لآ تخسـى , خلهآ كسيحـه لين تتعفّن على كرسيهآ وينقبـر معهآ .. طآلبهآ تخلي عندهآ شيّ من الحسآسه بآلله !! ههههه ذآ الرجّآل يضحكنـي .. يضحكني الضحك إللي تنزل معه دموعـي


ردت دآرين وإحتضنتهآ من بدت تغريد دموعهآ تنهمـر وبمنتهى الضعف والوهن والإنكسآر ..
....: لآتبكـي
تغريد: يعني إنتي مآكنتي تبكيـن !!
دآرين: ...........
تغريد: لآ عآد تبكينـي وتبكـي ميسـم يآدآرين ...... تكفيــن
زفرت من فتحة فمهآ إستسلآماً رآده بـ هدوء: مآعآد فيني يآتغريد تطمنّـي
....: وآلله إني أحبك يآدآرين ووجعـك يوجعنـي , مآبي أشوفك منهزمـه لأنك مو هذي الشخصيّه ... إرجعي مثل أول , إبدي بدآيه جديده , إبديهآ وخلني معك فيهآ
دآرين: إنتي بـس !

تغريد: أدري صعب تتقبلين ميسم وصعب تدخلينهآ بدآيرتنآ .. إرجعي دآرين الأولى , القويّه الوآثقـه ... تجآهلي ميســم

عطتهآ دآرين ظهرهآ وردت مكتفة السآعدين تنآظر من الشبآك بعيون ضآئقـه حآدة النظره , صقريّـه , ثآبتـه .. على وشك التصيّد والإفترآس ..

جآورتهآ تغريد إللي نفخت من فمهآ المضموم المنفرج مآسحه وجنتيهآ المتورده المغرقـه بملح دموعهآ لتطيح عيونهآ على إضآءة سيآرتين فآرهة الطرآز .. الأولى متقدمـه وبسرعه غير منآسبه للمكآن بـ إعتبآره مدخل بيت وليس طريق مُعبد للتسآبق ! بورش بيضآء آللون إختفت بخروجهآ من البوآبه الخآرجيّه لتلحقهآ الثآنيه برتقآليّة اللون بذآت السرعه وصوت كفرآتهآ يصفـر إحتكآكاً بـ الأسفلـت ..
تقآبلت خروجاً مع السيآره الدآخلـه بنفس الطرآز الشبآبي الفآرِهـ إلآ أنهآ سودآء آللون ..
إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره سآخره من حآل نفسهآ معقبه بـ أسى: مره مبسوط بعيآلـه شفتـي سيآرآتهم

آثرت دآرين الصمت بآللحظه إللي فيهآ إشتعل بصدرهآ الحقـد وتأجج بقلبهآ الكُرهـ .. مقتهآ لهآلمدعو فيصـل فآق طآقة كبتهآ على الإحتمآل !

بـ خطوآت فآتره متردده إقتربت تغريد من الشبآك بآسطه رآحتيهآ على الزجآج .. الاقترآب اللي إلتصقت فيه أرنبة خشمهآ الدقيق مستشعرة برودة الزجآج متعلقّه عيونهآ على ذآك إللي فتح بآبه من سيآرته السودآء وبعزم الإنفعآل والغضب صفقـه متخصر بكلتآ يديه ينآظر البوآبه الخآرجيـه بملآمح هآئجـه ثآئره ومنفعلـه , ملآمحه بعيده عنهآ إلآ إنهآ قريبه بذآت الوقت , تشعر وكأنهآ في مكآن محدد وبوقت محدد إرتبطت بهآلملآمح وإن كآن إرتبآط عآبـر ..

إمتلآ الزجآج من بخآر أنفآسهآ حآجب عنهآ الرؤيـه لتمسحهآ ببآطن كفّهآ وبمنتهى السرعه لتفآجئ بـ إختفآءه !
إلتفتت ليمينهآ ومن ورآءهآ بذآت السرعه المتوتره لتفآجئ مفآجئتهآ الثآنيه بـ إختفآء دآرين بعدمآ تركتهآ خآرجه من الغرفه إللي تخص أسآساً تغريـد ..
وإللي مآدخلتهآ إلآ رغبة منهآ في الوقوف بآلشرفـه المطلّه على حديقـة الفيلآ ومدخلهآ , الميزه إللي إفتقدهآ بغرفتهآ خلوهآ من أي إطلآله جمآليه لمحيطهآ الخآرجي .. الشيّ إللي كآن عن قصد وتعمّـد .... من إختيآرهآ !

رغبتهآ في الوصول لأقصى مكآن من العزله والإنغلآق .. كآن إختيآرهآ لآخر عرفـه منزويـه بـ كآمل الفيلآ والمشهد الوحيد المطل لنآفذة غرفتهآ كآن على جدآر السور المحيط بـ الفيلآ من خلفيتهآ والمرتفع ليصير بطول طآبق كآمـل مبنـي بـ الطوب ...
لتصير مطلـه على أسوء مشهـد بآعث للكئآبـه والتشآؤم والإنهزآم ...
جدآر طوبـي , أو مثل مآيطلقون عليهآ بعآميّة اللغـه – حيطـه ســدّ - كآن هو النهآيــه !


/
/


توقيت متزآمـن ..
وبعدمآ نزل من سيآرته وبقوّه غآضبه ثآئره ومهتآجه صفق بآبه وعيونه ورآءه ينآظر البوآبّه الخآرجيّه للفيلآ المفتوحه على مصرآعيهآ متعلقه عيونه الغآضبه على طيف السيّآره البرتقآليه إللي قآبلت دخوله خروج ليجفلـه يدّ خويّه إللي ضربت كتفه ضآحك: حصــل خيــر لآتعصّـب
بعدهآ عقدة حآجبيه مآنحلّت إلآ إنهآ إشتدت أكثر رآد بـ ضيق وعصبيّه مكبوته: خير إن شآلله ! منو إبن الكلب هـذآ ! بغى يطيّر لي المرآيـه

....: ههههه الصرآحه متهوّر وشكله جديد بآلسوآقه صدق إبن كلب معه هآلفرآري وأنآ باقي مثل خيبتهآ

....: تهقى حق مين هآلفرآري ؟
ردّ وضرب كتفه حآثه ينفض عنه أفكآره متقدمه بآلخطى: إمش إمش يآبن المآلكي يعني مآغيرك يركب هآلفخآمـه
بسبآبته حكّ أسفل ذقنه محتآر رآد وهو يتبعه: مو الفكره .. بس غريب أشوف ببيت وآئل هآلنوع من السيآرآت , سبورت حق شبآب مو شيآب

....: رآمز وللي يعآفيك إمشّ عن الهرجه خلاص انتهت
لوى فمه بـ حنق تآبعه دون تعقيب إلى أن وصلوآ لبآب الملحق الزجآجي خآرج الفيلآ متوسطة المسآحه نسبياً ليوقف هو أولاً مطلع جوآله من جيب بنطلونه الجينز: لحظـه آدم , خل ندق عليه أول
آدم: هو قآل منتظرنآ بـ الملحـق
رآمز: لآ يآخي خلّ نتأكد أول من متى وهو معلمنآ نجيـه يمكن جمآعته الحين دآخل
تخصر بيديه هآز رآسه سريعاً بـ إيجآب: طيب يلآ كلمـه ..

من رفع رآمز الجوآل لأذنه إلآ وتكنسـلت المكآلمه ومآسرع مآنفتح البآب الخآرجي للملحـق وهو يطل منه , يظهر وجهه مُتعب مُرهـق .. حزيـن ومحبـط: حيآكـم , آدخلـوآ
من فورهم رآمز وآدم قرأوآ ملآمحه وفسروهآ وبفهم جيّد أتبعوهآ بنظرآت متبآدله متسآئله ليفآجئ كل منهم بذآت السؤآل محفور بتقآسيم الثآني !

تبعوه بهدوء إلى أن لفظ آدم في محآوله لكسر هدوء الموقف الغير معتآد إطلآقاً تحديداً في جمعتهم الثلآثيّه أو الربآعيّه بـ وجود نجـم !
....: قلبي نآغزنـي , وحدوآ آلله وصلوآ على نبيّه
ردّ وآئل أولاً بهدوء وهو متقدمهم: عليه الصلآة والسلآم , لآ إله إلآ آلله وحده ومحمـد نبيـه
إلتوى فمّ رآمز يمنه يرمق آدم بنظرآت تشككيّـه , لآهو على حآمي ولآ بآرد , هدوء وآئل مُريب , كميّه وآفره من الإحبآط والكئآبـه بوجهه يظهر حزيـن كسيـر ..

مآتنبأ رآمز إلآ بسبب وحيد أوحد سبب هآلملآمح بوجه وآئل وهو فعلـة أخوه رآئف !
إبتلع ريقـه إللي أحسّ وكأنه عصـآه بمنتصف حلقـه مؤلمـه .. وحلقـه محتقـن ..
ردّ وبصره خفيض للأرض في حرج: لآ إله إلآ آلله
أكمل آدم إللي مُصّر على إنعآش الأجوآء: وصل على نبيّه .. شفيك !!
شدّ رآمز شفتيه والإمتعآض بوجهه ردّ بـ سرعة حآلته المرضيّه ووضعه الإعتيآدي: محمد رسول آلله
مآل آدم برآسه يسآراً لرآمز مُدعيّ بملآمحه عدم سمآعه معقب: إيش إيش !! مآفهمت .. وآئل فهمت شيّ !!

إلتفت عليهم وآئل مبتسم ويمنآه قآبضه لـ أكرة البآب الدآخلي الإستيل كرويّة الشكل: هههه عن السمآجه يـ آدم خلّ الولد
آدم: إي بخلي الولد , دآري إنه الدلوع حقك
وآئل: ههههه لآحوول إنت شقصتك اليوم ... رآمز إنت وش مسويلـه !
رآمز وإللي أبداً بمزاج مآيسمح للمزح , مآقدر يجآريهم ..

نسبياً ترآخى الشـدّ وصفى الجوّ من بعد إبتسآمة وآئل وصوت ضحكه مع آدم إللي إنغمسوآ بـ أحآديث جآنبيّه عن طبيعة الأجوآء بـ ألمآنيآ وشلون توآصلوآ مع الأمآن إذ إن لغتهم من أصعب اللغآت وأكثرهآ تعقيد , مختلفه كلياً عن الإنغليزيّه إللي يعلمون فيهآ بعض قوآعد الإتصآل والمحآدثه مع الغير ..
بـ جآنب آخر كآن الكلآم عن آدم ومصآبه في ولد أخوه بسّآم ..
قدم وآئل تعزيتـه بنبره هآدئه وملآمح آسفـه .. وكلّه على مرأى ومسمح من رآمز إللي آثر الصمت عن الخوض في أحآديثهم ..
الشيّ إللي مآغآب مطلقاً عن ثنينهـم ..

آدم إللي يدري تمآماً وش إللي يحسّه رآمز وسوء الموقف إللي هو فيـه .. وكذلك وآئـل !
وآئل إللي قرر الخوض هو في الموضوع ودون مقدمّآت: أدري وش إللي تفكـر فيـه
من فوره رآمز إلتفت له والدهشـه بوجهه ليرد وآئل مكمل: إنت مآلك دخل يآرآمز بآللي صآر .. ولآ يضيق صدرك وتشيل همّ إن هآلشيّ ممكن يأثر على أي شيّ بينآ .. إنت خويي قبل تصير أختي زوجـة أخوك .. وإللي صآر شيّ خآص يخصهم وحدهم لآ أنآ ولآ إنت ولآ غيرنآ له دخل فيـه .. فـ مو حآب أتنآقش بـ أي شيّ يخص هآللي صآر .. لآمعك ولآ مع غيرك .. آلله وكيل أخوك وولـيّ أختـي وآلله يعوضهم عن بعضهم بآلخيـر ..

إبتلع آدم ريقـه خآفض بصره للأرض في حين تمّ رآمز على وضعـه , سآكن دون أدنى إنفعآل !
وآئل: هههه صبآح الفهآوه
بسرعه أبعد رآمز وجهه عن وآئل مصدّر له الجآنب الأيسر ووآئل على يسآره في حين كآن آدم قبآله ...
الصآلون بمكتب وآئل وثيـر مُنجّد مُريح للإستخدآم وكذك لمجرد الرؤيه .. لونـه مزيج من الأخضر العشبي والأزرق السمآوي ...
ثلآث فوتيهآت منفصله جلس عليهآ ثلآثتهم .. رآمز وآدم مقآبله , يتوسطهم وآئل ..

وآئل إللي أرخى جسده جلوساً فآرد سآقيه قبآله فآتح أول زري من أزرآر ثوبه الكحليّ مُطلق تنهيده عميقـه يظهر بهآ من الثقل الشيّ الكبيـر والهمّ العميـق في حين إرتفعوآ حآجبي آدم بحركه سريعه مطبق الفمّ من نآظره رآمز وبوجهه الإستفهآم من حآل وآئل إللي مآيسـرّ ولآ يبشـرّ ..
لحظآت من الصمت إحترموآ فيهآ ثنينهم وضع وآئل المستمر بـ إغمآض عيونه إللي رآفعهم للسقف مسند الرأس لخلفيّة كرسيّه ..
حكّ آدم ذقنه بتفكير أعقب من بعده بـ سؤآل مخآلف للشيّ إللي تحديداً قاصد أن يسأل عنه وهو حآل وآئل ونفسيتـه !

....: صدق يآبو محصـن , منهو ذآ إللي توّه طآلع من بيتكم
من فوره وآئل فتح عيونه وإعتدل برآسه ينآظر آدم بـ جمود سآئل بـ هدوء: منـو !
قوس آدم شفتيه بغير علم مردف: مدري , صآحب الفرآري البرتقآليّه
أرجع وآئل رآسه للخلف رآفع ذقنه بـ إستيعآب رآد: أهـآآ .. متعب ولد عمـي
إمتلآ وجه آدم بآلدهشـه وكذلك الإستنكآر: آللهُ أكبـر .. ذآ البزر هو رآعي الفرآري !!!
وآئل: ههههه وش تقول عآد إن دريت إن مسفر أخوه الأبزر منه معه سبورت بورش موديل السنه
بقق آدم عيونه مصفق يديه بلآ حول ولآ قوّه: ورع بآلفرآري وبزر بآلبورش وأنآ طلع الشيب برآسي ومقضيهآ تكآسي و تأجير
وآئل: حســد يآلطيف

آدم: هههه إي وآلله إني أحسدهم .. بس وآضح إنه مستهتر وش ذآ يآخي بغـى يطيّرنآ وحنّآ دآخلين .. شلون مسرع كذآ وهو دآخل البيت توّه
إلتفت وآئل لـ رآمز والدهشه بعيونه سآئل: صــدق !
رمقه رآمز بنظره سريعه والضيق بوجهه مجآوب: إيه مآل إللي مآنيب قآيل , خدش سيآرتي بطول الجمب كلـه وبغى يشيل معه المرآيه .. توّه ورع يآخي مآيعرف للسوآقه

وآئل: آلله يهديه عمّـي فيصل شقول بس .. اهو إللي تآرك لهم الحبل ع الغآرب
آدم والحقد ذآبحه أردف: أدري عنه متعب ولد عمّك ذآ دآشر يآخي مقضيهآ بآلشوآرع وسوآلف التفآحيط ومدي وشهو
وآئل: ذآك اليوم سوّآ حآدث صدم وآحد وبترو له رجلـه
آدم: آللهُ أكبــر , وش صآر !!

وآئل: مدري وآلله تفآصيل , عمّي دفع ملآيين لأهل الولـد مقآبل التنآزل
آدم: ورضــوآ !! شلون يآخي ! ذآ ولدهم وعآهه مستديمـه رآحت رجلـه
وآئل: وإنت بآلك عمّي فيصل يرضى على ولد من عيآله سجن مثلاً ! لو يوم وآحد حبس أو حتى سآعه مآعتقـد .. ذآ عآيش وأهم شيّ عنده عيآله السرآبيت ذولي فآضحين إسمنآ بكل مكآن

آدم: آلله يصلحهم , توهم بثآنوي , طيش المرآهقه
وآئل: كلنآ كنّآ مرآهقين بس مآحد فينآ سوّآ سوآتهم
آدم: إي وآلله وأنآ أشهد , ضآعت أجمل سنوآت عمرنآ ومآعرفنآ حتى شلون نغآزل بنت ونرقمّهآ ههههه
رآمز وغصباً عنه أخيراً طلع صوته وضحك مع وآئل إللي أخفض رآسه وصدره مآزآل ينتفض بآلضحك معقب: ههههه لحظـه أنآ أذكر بنّت مرّه رقمتنـي
رآمز: ههههه أنآ أربـع بنآت بنفس اليوم
آدم: ههههه ترآ مو إنتم بس , أنآ بعد وحده جتني بس إستحيت عطيتها ظهري ماشي عنهآ والجوآل على إذني يعنني أتكلم وسآفههآ

وآئل: ههههه وقسم أذكر وجهك ذآك اليوم كنه قبل شوي وشلون إحترق من الحيآ صآر طمآط
آدم: هييه إنت لآ تبدآ , عآد أنآ إستحيت وبس مو زي بعض النآس إللي قآموآ يبكبكون
رآمز إللي إنسدح ع الأرض يرفس الهوآء برجوله: آآآآآآه مآنيب قآآدر ههههه
إرتفعت شفة وآئل العلويه بتقزز لـ رآمز وضحكه: على إيش تضحك إنت ووجهك !! ولآ نآسي ذآ الوجه إللي تبقع حيآ ؟! جينآك وإنت بآلسيآره مو على بعضك وأشّك إنك سويتهآ على نفسك

صفق آدم بيديه وكنه تذكر شيّ: إيه صـــح .. رآمز كآن بآلثوب يومهآ وفيه بقعـه كبير كآنت وآضحه , إيه وآلله اني أذكر .. تصدق توني الآحظ وأربط الأحدآث ....... ولللل يآرآمز تبولت على نفسك أجـل !!!!!
رآمز: بس يآلكلــب تخسى إنت ويّآه ذي الميرندآ إللي طآحت علي
آدم: ميرندآ إيييه .. – نآظر بـ وآئل وأكمل هآزئ – قآلك ميرندآ
وآئل: ههههه خلآص يـ آدم لآتحرجـه رآعي شعوره يآخي

جلس رآمز على كرسيه والإمتقآع بوجهه: جعلكم مآصدقتوآ يآلكلآب مآهمني ..
آدم: وش بقعة البلل الوآضحه إللي كآنت بثوبك ذآك اليوم أجل !
رآمز: قلت طآحت الميرندآ من يدّي
وآئل: وليش طآحت ؟!

رآمز وبدآ الإرتبآك يظهر عليه , الشيّ إللي وضح من تشآبك كلمآته وإسرآعه الشديد في النطق: الصرآحه إني توترت من جتني بنت وصديقتهآ دقّوآ الشبآك وعطوني المنديل ..
قلب آدم عيونه مقوّس فمه والإحتقآر بوجهه: الحمدلله والشكر .. ذآ الحين شيّ يوتـر ؟!

أكمل رآمز بـ إندفآع: لآآ طبعاً .. توترت من الحركه نفسهآ .. يآخي بآست المنديل ثم عطتني له , بغى قلبي يوقف تميت أنآظر بظهرهآ وهي تترمقع بمشيتهآ وصوت كعبهآ يدق بـ أذوني حتى ريحة عطرهآ وقسمبآلله إني للحين أحسهآ بـ خشمـي يمّه صدق وش ذآ .. بلآ يبلآهن هآلبنآت هن إللي بيدخلونآ بجهنم

آدم: هههه وآئل بآلله مآتلآحظ رآمز يقلب بدوي يوم يندمج
وآئل: ههههه ملآحظ
سفههم رآمز وأكمل وهو يحس بـ حرآره دآخليه متأججه مآيدري تحديداً سببهآ: يوم فتحت المنديل عآد وأنآ أشوف فيه رقم مآركزت وشهو عيوني كآنت على شكل شفآيفهآ واللون الأحمر حقهم يآخي إرتعش كل جسمي مدري ليش
آدم: هم وقتهآ طآحت الميرندآ
رآمز: إيه

آدم: انآ الحين صرفت نظر إن هآلمويه بولك يآرآمز ههههه بس مو دآش مخي إنهآ ميرآندآ .. متأكد إنهآ مو شيّ ثآني ؟
وآئل إللي فهم من فوره قصد آدم وحقآرته سآح جسمه ع الكرسي مآسك بطنـه ووجهه محتقن مختنق من زود ضحكـه في حين تمّ رآمز على وضعه والبلآهه بوجهه لحظآت ينآظر آدم إلى أن إفتعل آدم حركه بيديه توضيحاً لقصده ومن فوره رآمز أدركهآ إتسعت عيونه بصدمـه تلآهآ بضحكه ودون إرآده منه: يآلوصــخ نعنبـو ابليســك , ضــف وجهك آلله يلعــن الكفّآر يآخي

وآئل: ههههه أنآ خلآآآآآآص وقسم روحي قآعده تطلع
رآمز: مآفي شيّ يضحك يآلسآمج قم بـس
نفخ وآئل من فمه في محآوله منه للتمآسك وتهدئة إنفعآل ضحكه العآتي .. آدم جدًا قذر وتفكيره منحـرف ..
أسند آدم ظهره لخلفية كرسيه ينآظر المكآن حوله تقييماً لجمآليتّه دون إهتمآم للي قآعدين معه وكأنه من قبيل الثوآني مآقآل قولـه معقب: المهم إن ثلآثتنآ خيبتهآ ليتهآ بس بركت علينآ , مآفينآ رجّآل صدق إلآ نجيـم
رآمز: إيه لأنه وصخ مثلك
آدم: هههه فديته المصري ولد كآمل

وآئل: توني مكلمـه قبل أرجع السعوديه .. كآن بـ اليونآن قآل يومين ويرد نيويورك
آدم: مآعتقد إني أقدر أروح له مثل أول الحين تزوّج
رمقه رآمز بـ حدّه مردف: وين تبي تدوج بعد وإنت كم يوم وبتتزوّج ! هذي بنت عمّي يـ آدم , يعني حيآة السربته هذي إنسآهآ
صفق آدم يديه بـ ضجر صآئح: لآحول ولآقوة إلآ بآلله آلحين وش قلت أنآ كليتني بقشوري وآقف لي ع الوحده وقآرش ملحتي

وآئل وإللي يدري تمآماً عن غيرة رآمز الشديده وخوفه الأشد تجآه جمآعته تدخل موجّه كلآمه لـ رآمز: شفيك إنت مآقآل شيّ الرجآل وبعدين تدري عن آدم وسوآيآه مآهو رآعي سربته وتدويج .. إهو شيخنآ ترآ , ذآك اليوم إهو الوحيد إللي سفه البنآت عطآهم ظهره ومآخذآ الرقم مو مثلي ومثلك هـآآ
رآمز: إيه لأنه إبتلش مآعرف شلون يتصرف
وآئل: لآتظلمه .. وحنّآ بعد إبتلشنآ بس خذينآ الأرقآم

لوى رآمز فمه بـ حنق رآد بعصبيه: خلص وللي يعآفيك لآتذكرني ................ ههههه
وآئل: الحين تضحك هآآ
رآمز: مآنيب قآدر أنسى ذآك اليوم وآلله .. أهم شيّ نجم إللي عصّب هو الجريئ إللي يبي يرقم ولآ وحده عطته وجـه وحنآ إللي جتنآ البنآت لعندنآ
وآئل: ههههه يآزين الأيآم الخوآلي
آدم: أقول وآئل طآلبنآ عندك ولآ أكل ذقناه ولآ حتى شرب شربناه , علآمك يآمطفـر
رآمز: أعوووذ بآلله – قآلهآ لـ آدم ثم وجّه كلآمه لـ وآئل – ترآ مآلي دخل أنآ مآبي آكل شيّ ولآ أشرب
آدم: إيه ذآ لأنك ولد عـزّ كل شيّ بـ كرشك وش تبي بعد
وآئل: ههههه شف منو الحين إللي مطفـر

آدم: إيه مطفـر وفقرآن ومآني لآقي لقمـة العيش بآلملح بعد شعنـدك ؟!
قآم وآئل هآز رآسه بـ إبتسآمه بآئسه: مآعندي شيّ .. أبجيب شيّ تشربونه لين أطلب العشآ
همس رآمز لـ آدم بعدمآ إختفى وآئل ورآء بآب لـ غرفه ثآنيه بنفس الملحق: دآيم فآضحنـآ ومسود وجيهنا إنت وبطنـك الزرقا ذي شفيك يآخي
آدم: عآدي شفيهآ وآئل خوينآ منّآ وفينآ
رآمز: أبدّ مآفيـه دمّ ولآ إحسآس


....: حيآلله الشبآب وآلله

نآظره رآمز بينمآ إلتفت له آدم وهو يقترب منهم وبيديه كميّه من المشروبآت الغآزيّه وزجآجآت البيره المُطعمّـه دون كحول وعلبـة ميآه معدنيّـه بلآستيكيّـه وضعهم على الطآوله بـ المنتصف: هآ وش تبون أطلب عشآ ولآ تبون أعلم الجمآعه دآخل يسوون لنآ شيّ
رآمز: يآخي أبدّ وآلله مآله دآعي اقعد بس
رفع آدم زجآجة بيره مطعمّه بـ الشعير: اقعد اقعد مآبي شيّ , علمنآ وش عندك

من قآلهآ آدم إلآ ويرمقه رآمز وبـ حـدّه !
توّه ينتبـه آدم على زلّة لسآنه إللي أعآدت الأجوآء كمآ إفتتحت بـه ..
إبتلع ريقه شآد فمه بـ إبتسآمه تظهر حرجـه وكذلك آسفـه .. أعقب وبخآطره تغيير دفّة الحوآر مآدرى إنه وبنفسه أصآب لُـبّ الموضوع وهدفـه !

....: صحيح وآئل هآآ بشرنآ عن الجمآعه ! عسى إن ردتكم سآلمين غآنمين

إلتفت رآمز لـ وآئل بـ إنتظآر جوآبه ..
الجوآب إللي بدآ أولاً تعبيرياً ..
كسآه العبوس والتوجـم , سؤآل آدم كآن مُبآغت .. أحسّ وفجأه دون تمهيد بـ إختنآق .. بـ صعوبه إبتلع ريقـه في حين تمّ آدم ورآمز يتبآدلوآ فيمآ بينهم نظرآت التعجب والإستغرآب إلى أن لفظ وآئل وبمنتهى الإنهزآم: ولأجل هآلشيّ طآلبكـم

قآم رآمز من مكآنه وقبل أن يكمل وآئل .. جلس بـ الأرض ويسرآه مشدده على ركبة وآئل اليمنـى .. توجسّ مقدماً السـوء بآللي وآئل على وشك أن يلفظـه وتأكد فعلياً مآ إن لفظه: مآنجحــت

أطبق آدم فمـه بآلقوّه مبتلع أول شربة من الزجآجه بعدمآ نطق تعبيرياً ودون صوت لفظ الـ - أووهـ - الـ آسفـه , في حين
إستنطق رآمز وآئل وبهدوء: مختنــق ؟!
تحسس وآئل عنقه والدموع كتلـه متلألأه بعيونه: بقــوّه

من فوره آدم وقف عن مكآنه منزل الزجآجه من يده فوق الصآوله بـ المنتصف جآلس على ذرآع الكنبه الجآلس عليهآ وآئل .. إستشعر شدّة ضعفـه ..
وآئل بطبعـه رقيق المشآعر مُرهف الحِـسّ ..
أقل تأثير سلبي على نفسيته قآدر إنه يصيبه في مقتـل ..
تحسس برآحة يمنآه المبسوطه أعلى ظهر وآئل بموآسآه هآمس: آلله يخلـف عليك وعليهآ خيـر , إحمد آلله

لآشعورياً سقطت دمعتيه بـ إنتفآضة صدر إثر شهقه قويّه طآل كبتهآ وبسببهآ ألجم فمـه ببآطن كفّه الأيمن في حين همس آدم رفضاً لـ هوآنه محتضنه: لآآآآ لآآآآ يآخوك .. شدّ حيلك عآد مو كذآ
قآلهآ آدم وبمنتهى العطف والرقّه في حين وقف رآمز على ركبتيه سآحب يده الملجمه لفمه محتضنهآ بين يديه مُحرر شهقآت وآئل المخنوقـه: بس يآخـوك لآتسوي بنفسك كذآ .. قدر آلله ومآشآء فعـل
خلل آدم أصآبعه بـ شعر وآئل الكثيف كثآفه غير طبيعيّه بمدآعبه رقيقه له من المؤخره: لآتصير ضعيف كذآ , نفسيتك هذي بتأثر على نفسيتهآ ... رآعيهآ يآخوك , هي أكيد متألمه أكثر منك ومحتآجه بهآلوقت شيّ يقويّهآ وإنت كذآ ترآ تزيدهآ عليهآ مآتنفعهآ

لفظ بصعوبه من بين مرآرة نشيجـه: أنآ السبب
تحسس رآمز ظآهر يدّ وآئل وبحرآره قآصد تنبيهه هآمس: لآتغضب ربك يآوآئل .. ذآ قدره لآتسخـط

....: هي كآنت رآضيه بحآلهآ ومقتنعه وأنآ إللي أصريت .. أنآ إللي عطيتهآ الأمل لين تعلقت فيـه ورديت هدمتـهآ بآلنتيجه والخبـر
آدم: آستغفر آلله ولآحول ولآ قوّة الآ بـ آلله
تعلقت عيون رآمز بعيون آدم وكلآهمهآ نظرآت وملآمح وآحده موحده .. خآئبـه , حزينـه ....... وآسفــه

مآل وآئل برآسه على صدر آدم وإرتخى في حين كآنت يديه مصفطه لمآ بين فخذيـه وبين يديّ رآمـز ..
صوته حزيـن مخنـوق , وعيونـه ذآبلـه .. همس بـ نبره شحيحـه بآهته ومتألمـه: مآنيب قآدر أطآلعهآ .. عيوني رآفضه تجـي بعيونهآ
آثر آدم ورآمز الصمت عن النطق وإن كآن بـ الموآسآه تآركين له حريّة المسآحه بـ الفضفضـه وإخرآج إللي إمتلآ به قلبـه وضآق به صدره وأثقل لـه نفسـه ...

أكمل وعيونه مصوبّه للمدى من أمآمه تنهآل منهآ دموع الخيبـه والأسى والإنهزآم: حآس إني جرحتهآ وجرح كبيـر مآنيب عآرف شلون أدآويـه .. ردينآ وكلاً منتظر شوفتهآ على رجولهآ وآقفه وهي مآقآمت عن كرسيهآ .. حآس إني مختنق وكل مآلي أختنق أكثر ضآيق بي وسع الكون وسكوتهآ عنـي أكثر شيّ معذبنـي .. مآنطقـت بكلمـه ولآ حـرف , مآعلقّـت .. مآشفت لهآ أي ردة فعـل وإن كآن صدمـه حتى من الخبـر أو حـزن أو حتى رضـآ بـ البلآء والقضآ .. مآبكــت , مآنزلت لهآ ولآ دمعـه .. قوتهآ هذي ورآهآ ضعف كبير وهي غآصبه نفسهآ تتمآسـك وذآ إللي قآعد يذبحنــي إنهآ كآتمــه بنفسهــآ , قآعده تتألم نفسياً وتتوجـع وأنآ أدري وعآجــز .. عآجز لأني مستحـي .. مستحي أقآبلهآ وأوآجههآ وأتكلّم معهآ .. عآجز أطلبهآ تفضفض معـي , تشكي لي , تبكـي ... تلوم عليّ أو تعتب .. لو إنهآ تسبنـي أو حتى تلعنـي لأني إللي أجبرتهآ على هآلشيّ وآلله إني رآضـي لكنّي مو قآدر ... مو قآدر وآلله يلعنه ذآ العجـز والهوآن إللي فينـي مآنيب متحمّل نفسي

شدّ رآمز شفتيه المطبقـه بـ أسف .. كلمآت وآئل كآنت مؤثـره , صوته كآن رقيق يشتكيّ ألمـه بعذوبـه ..
غآدره الإدرآك عن صحيح وآجبه في هآلموقف , محنـه نفسيّه شديدة الـوجع مآيلوم خويّه عن أي ضعف وأي إنكسـآر ..

إلتزم الصمت خآفض رآسـه بـ خيبة كبيره وعجـز بينمآ شدد آدم من إحتضآن رأس وآئل وكأنه من العنق يقتلعـه وبـ نبره رقيقه هآدئـه ودآفئـه ... تمتم بـ الذكـر هآمس: الهم يآفارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أن ترحم عبدك وآئـــل فآرحمه رحمة تغنى بها عن رحمة من سوآك , لآ إله إلآ الله العظيم الحليم ، لآ إله إلآ الله رب العرش العظيم ، لآ إله إلآ الله رب السموآت ورب العرش الكريم ... اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك نآصيتي بيدك ، مآضِ في حكمك ، عدل في قضآؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتآبك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلآء حزنه وذهآب همّـه ..........



/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 02:03 PM   المشاركة رقم: 114
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/

ظهيرة نيويورك ..

أنزلت الهآندبآغ من على كتفهآ الأيسر دون مبآلآه وكأنهآ تحذفهآ .. الإرهآق بآدي بوجههآ المتعرق وملآمحهآ المنزعجـه ..
نزعت الكآب الأسود من رأسهآ حآذفته وبلآ أدنى إهتمآم فوق الشنطه إللي أنزلتهآ بـ الطرقـه فور دخولهآ للشقـه ..

تصرفآتهآ العشوآئيّه اللآمبآليـه مثيره لجنونه أقصآه ..
لحقهآ والغضب سآكن بين قسمآته بعدمآ أقفل البآب ...

....: هيـه إنتــي ...... سِـت ليلآ !! إيش الكركبـه هذي
أشرت له بيدهآ غير مهتمه موليته ظهرهآ , وبـ تعب تهآلكت على كنبة الصآلون العريضه .. سآق ممدده والسآق الثآنيه مرفوعه معلقّه فوق الكنبـه ..
بصدمـه غير مٌصدق توسعت عيونـه وجحظـت ..
من جدهآ ؟! رآفعه رجلهآ فوق الكنبـه ! وبـ جزمتهآ !!!

وقف أمآمهآ وشرر العصبيّه يتطآير من عيونـه: قومـي يآلزفـت
سآعدهآ الأيمن مظلل فوق عيونهآ المغلقه , ردت بصوت مُرهق نآئم: نجم ترآ حدّي تعبآنه مآلي خلقك
وصلت معـه مآعآد فيه .. هآلبنت من أوصخ الكآئنآت إللي بحيآته مآظن إنه رح يقآبلهم أو يحتك فيهم بطريقه وإن كآنت غير مبآشره .. لأنهم ببسآطه مو من النوع إللي يسمح لنفسه وإن كآن على رقبته بمخآلطتهم ..

ليش الشيّ إللي مآتبيـه هو إللي غآلباً مآتطيـح إلآ فيـه !!
هآلبنت بتحوّل محيط حيآته ومكآن معيشتـه وسكنـه لأعظم مزبلـه بـ التآريـخ ..
قبض على ملآبسها من منتصف الصدر رآفع نصفهآ العلوي عن الكنبه الشيّ إللي نبههآ من غفوتهآ مبققه عيونهآ بذعر مرتآعه ليلفظ هو من بين أسنآنه: إسمعـي إنتـي .. ترآ أنآ إللي مآلي خلق .. وصخك وعفنك هذآ مو عندي فآهمـه

....: إنت الحين شتبـي , شسويت أنآ ؟!!
....: أولاً شوفي وضعك ! أول مآدخلتي رميتي نفسك ع الكنبـه هذآ وملآبسك كلهآ ترآب وقرف .. غير إنك نآيمه بجزمتك خير إن شآلله !!! شلون سمحتي لنفسك أصلاً تدخلين الشقه وهي برجلك !!
تأفأفت بضجر مستقعده بعدمآ حرر ملآبسهآ من قبضته لتميل بنصفهآ العلوي فآصخه فردتي حذآئهآ الريآضي مدخلتهم تحت الكنبه وهو الشيّ إللي طآر معه عقلـه صآح صآرخ: بنـــــــــت !
إرتآعت من صيآحه تنآظره مذعوره هآمسه: إيش !!!!
مسح على وجهه مستغفر حآث نفسه بآلصبر وطولة البآل ..
جلس جمبهآ للحظآت صآمت يستحضر فيهم الثبآت ثم أردف وإبتسآمه مصطنعه بوجهه يجآهد نفسه: ليلآ حبيبـي .. إسمعي

....: أسمعك
....: تدرين إني مآ أحب هآلحركآت , فحآولي تكوني ملتزمه شويّ بآللي أقوله
....: أي حركآت !
....: الوصخ إللي تسوينه
....: مآسويت شيّ , الجزمه وفصختهآ
....: حبيبي إسمعي , وإنتي على بآب الشقه تفصخينهآ وتحطينهآ بآلدرج , والشرّآب بعد
....: مآحب ألبس شرآبآت
هنآ طآر البرج من رآسه , أي إهمآل وإستهتآر هذآ إللي تعيش فيه ..

مسح على فمه المفتوح حآك شعيرآت ذقنه القصيره معقب: وهذآ غلط , غلط تلبسين جزمآتك المقفوله بدون شرآبآت لأن الرجل تتعرق وإن مآكآن فيه شيّ يمتص هآلعرق ممكن تتفآعل الفطريآت وتضـرك حبيبي .. ثآنياً , أول شيّ تسوينه تغسلين رجلك ثم بعدين تجلسين برآحتك عآدي .. أمآ في حآلتك إنتي ووصخك فـ لآزم تآخذين شآور أول ثم تنآمين
إرتخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بطفش , هي وهو مستحيل يتوآفقون بهآلشيّ ..
حكّت شعرهآ من المقدمه والنعآس كل مآله يتمكن منهآ: خلآص بآخذ شآور لكن مو الحين .. بنآم شويه وبعدين أقوم أسوي كل شيّ تبغآه

قبض يمنآه وبقوّه على عضدهآ الأيسر جآبرهآ توقف مآشي بهآ بخطوآتهآ المُلكعّه صوب الحمّآم – بـ الكرآمه -: لآ .. قلت أول تآخذين الشآور بعدين ضفـي سوي إللي تبيـه جعلك تنآمين مآتقومين يآلوصخـه وش هآلبلآ إللي بليت نفسي فيـه

قطّهآ دآخل الحمّآم بوجه متقزز مشمئز يفرك يمنآه لترد هي هآزئه رآفعه له محلول معقم من فوق رفّ زجآجي معلق بـ زآوية جدآر الحمّآم حآذفته عليه سآخره: خذ عقّم يديك من مسكتـي بعدين البكتريآ تتكآثر عندك ويجيك أمرآض هه
أطبق فمه منقهر رآد: وأنآ توني مآجتني الأمرآض .. إمتلى البيت عفـن

....: أقول إطلع برآ بس مآ المعفن إلآ إنت يآلمهوجس يالموسوس
أقفلت البآب بوجهه مقفله ورآهآ بآلمفتآح صآئحه: وعلى فكره أنآ إللي بليت نفسي فيك مو إنت
من ورآء البآب رد هآزئ: قولي قسم !
....: إيه , مآكنت أتحمم إلآ مرتين بآلإسبوع والحين كل يوم أو مرتين بعد بآليوم .. على فكره هذآ إللي صدق يجيب المرض
....: أقول يآلوصخه إعجلي عشآن تطلعين تغسلين ملآبسنآ من السفـر

كآنت لتوهآ وأعطت للبآب ظهرهآ إلآ وردت فتحت البآب صآئحه: إيــــش ..... إيش إيــش !!
إلتفت لهآ ليشوفهآ وآقفه متخصره بكلتآ يديهآ مفرقه مآبين سآقيهآ مجآوبهآ بـ برود: إللي سمعتيـه .. مو سآفرتي ؟ مو قضيتي بدآل شهر العسل ثلآث شهور ؟ .. خلآص إنتهى الدلع , يلآ شوفي شغلك
ضربت الأرض برجلهآ صآرخه: آلله يآخذك يآنجم ويآخذني إني تزوجتك وآلله مآ أنظف ولآ أغسل ولآ أسوي أي شيّ .. وشهور عسلك المعفنه هذي أكرههـــآآآآآآآآآآآ
إتسع فمه بـ إبتسآمه تذيبهآ مقترب لهآ واللؤم بعيونه: إحلفـي عشآن أصدق

....: أي دلع إنت ووجهك ! إنت وآحد موسوس الحيآه معآك لآ تطآق .. أشرب أجفف الكآس , آكل أغسل الصحن .. أبدل ملآبسي لآزم أغسل إللي توي وفصخته .. بعد مآ يجف إللي غسلته لآزم أكويه ثم أصفطـه.. أمسك أي شيّ وإن كآن تآفه زيك لآزم أعقم يدّي .. أغسل أسنآني بآليوم عشر مرآت .. كل شويّ نكنس ونمسح بـ أم الزفت الديتول , لكن نمسح بمويه بس كذآ لآ مآيصير .. الزبآله لو فيهآ ثلآث منآديل كذآ مليآنه ولآزم نتعنى وننزل نفرغهآ .. أوف منــك أوف , ولآ تذلني بـ شهور عسلك هذي كآنت رحلـة شغـل وإنت خذيتني معـك وليتني مآرحت تكسـر جسمـي من مشآويرك

حآوط خصرهآ بسآعده الأيسر مبعد بـ انآمله اليمنى وبمنتهى الرقّه شعرآتهآ المتمرده عن وجههآ هآمس: تعودي بآخذك معآي كل أسفآري
دفته بكلتآ يديهآ من صدره بنفور إلآ إنه شدد من جذبهآ له مآنعهآ هآمس: تؤ , إيش قلنآ .. تسمعـي كلآمي زي الشآطره ليلآ عشآن مآ أزعل منك
قلبت عيونهآ هآزئه: إزعل وولـي بآلله .. يكون سويت فيني خير

....: ههههه وآلله ! إيش اللسآن الطويل هذآ سِت ليلآ
....: يآنجم إنت تخنقنـي مآني متعوده على كل هذي التحكمآت وليتهآ على شيّ يستآهل يآخي صدقني إنت مريض وآلله مريض .. هذآ وسوآس قهري
....: طيب والمريض نعآنده ونزيده مرض ولآ نسآعده
....: بآلله كيف مفهوم المسآعده عندك إنت هآه
بـ خده الخشن دآعب نعومة خدهآ هآمس بآلقرب من اذنهآ: هآوديني بس وخليك مطيعه
أخذت الخطوه هي بدلاً منه طآبعه قبلتهآ الرقيقه النآعمه على خدّه: بحـآول , يلآ إذلف
....: ههههه وآلله !!
....: إي وآلله
....: قآعده تتعلمين اللغه بسرعه , مو أي شيّ أقوله سِت ليلآ تقلدينه ويلآ إخلصي عشآن فيه مفآجئه
....: مفآجئة إيش !

أعقد حآجبيه لوهله بلويّة فمّ ثم أعقب بلآ مبآلآه: ولآ أقولك لآ خلآص
توّه بيقفي عنهآ إلآ وردت تسحبه من مرفقه: ويــن إنت , لحظـه ..
إلتفت لهآ متململ: هـآآه
....: إيش تقصد ! قول
....: كنت بقول بس هوّنت , مو تقولين مآتبين ترآفقيني أسفآري .. وبس سفره وحده لليونآن لعنتي خيري

....: ليش إنت بتسآفر !!!
حرك لسآنه دآخل فمه عيونه بآلسقف ويديه بجيوبه: آممم
شدته من معصمه مخرجه يسرآه من جيب بنطلونه: إنت هيي , يلآ قول ويـن
....: وش هآلعربجـه ؟ وليش مهتمّـه ! خلآص تطمنّي بسآفر بروحي وإنقبري هنآ لوحدك
....: بعينك يآنجم طيب ! مآرح أنقبر إلآ معـك , ويلآ قول وين بتروح !
....: آآخ يآزين القبر وإنتي فيـه .. صدق بتنقبرين معـي !

قلبت عيونهآ والإشمئزآز بوجههآ: ليش هو بلآء في الحيآه وفي الموت بعد , أحس تندفن والمعقم بيدك ههههه يآآآي حيكبوآ عليك الترآب مره وصـخ ههههه طلعوني آخذ شآور
....: وآلله ؟ إنتي كذآ ظريفـه يعنـي ؟ وش العسل وخفـة الدم هذي !
....: ههههه وآلله أحبك يآنجم , بعيش معك وأنقبر معـك بس إنت لآتخلينـي
إبتسآمه بآئسه مآل بهآ فمه المطبق أتبعهآ بجذبه القوي لهآ من يسرآه إللي إستقرت بـ خلفيّة رآسهآ دآفس وجههآ بمنتصف صدره: وين أخليك يآظريفـه , بتعيشين وتموتين معي وإن كآن غصب عنـك ... بآخذك معي السعوديّـه
من فورهآ إبتعدت عنه وتلآشت إبتسآمتهآ هآمسه: إيش !

نجم: بـ العآده بعد كل فترة شغـل طويله متوآصله مثل هآلثلآث أشهر آخذ إجآزه بنفس المدّه .. فـ شرآيك شهـرين نروح السعوديّه أعرفك على نـص أهلي وشهـر نروح مصـر أعرفك على النص الثآنـي .. هــآ ؟!

ودون تمهيد , نقزت عليه متعلقه برقبته دآفسه خشمهآ الصغير بـ جآنب عنقه الضخم كمآ الطفله صآئحه بـ صخب من فرط سعآدتهآ والحمآسه: أيوآ أيوآ بـرووح بروح معآك
طوّقهآ بسآعديه تخفيفاً من حملهآ المتعلق برقبته: ههههه شف إللي من شويّ تسبّ ومآتبي تسآفر
....: وآلله مآخليك يآنجم
....: ههههه طيب إدخلي يلآ خذي شآور وأنآ بعدك

ليلآ: طيب ليش مآنآخذ شآور مع بعض ههههه
....: أوووووهـ سِت ليلآ تطوّرت , وين زمآن أول , لآ يآنجم , بعينك يآنجم ومدري إيش يآنجم

دفته بقبضة يمنآهآ من صدره: مآتنعطى وجه , تصدق المزح جِـدّ
عطآهآ نظره تفهمهآ وهو يعقب: لآتخليني الحين أوريك شلون تمزحين

أطلقت ضحكآتهآ الصآخبه رآكضه خطوتيهآ للحمّآم مقفله البآب من ورآئهآ هروباً من تنفيذه لتوعده إللي فهمته من نظرة عيونه لـينتفض صدره هو بضحكه قصيره مبلل بلسآنه شفته السفلى البآسمه لحظة مآ أعقبت هي بصوت جآهر من بعد دخولهآ مقفله البآب: يمّــه منــك


/
/


مسآء السعوديّه ..
ضمت سآقيهآ لبعضهم في جلسه مُتأدبه وعيونهآ تمرر بين الكيآنآت الثآبته من حولهآ ..
البيت مُريح في بسآطته , دون تكلّف أو إختلآف عن غيره من تصآميم البيوت المعتآده ..
أثآثه وديكورآته مألوفـه دون تميّز ..
تذكرهآ بشقتهم المتوآضعه قبل إنتقآلهآ لقصرهآ العآجـي !
لحظآت من الإنتظآر إنتهت بـ دخول صآحبة البيت عليهآ مُرحبّه وبـ حرآره ..
وجههآ بشوش مُريح , هآدئ الملآمح رقيق التقآسيم ..

من فورهآ وقفت مبتسمه بـ توتر إبتسآمتهآ القصيره ثم بآدلتهآ التحيّه بـ القبلآت السريعه الخآطفه على جآنبي الوجـه ثم المصآفحه بـ اليدّ ..
وبـ إيمآءه رآضيه إستجآبت لطلبهآ بـ الجلوس مبتدئه هي حديثهآ بـ إعتذآر: أنآ آسفه جآيه من غير معآد
....: لآ عآد شلون هآلكلآم , عُديّ ولدي معطيني العلم إنك بتجينآ اليوم إن شآلله , وبعدين حتى لو بدون علم شفيهآ ! أدري إنك صديقة نسمه وبنت خآلتهآ يعني خوآت , قدرك وغلآك من غلآهآ وقدرهآ ونسمه مثل بنتي إللي مآجآبتهآ بطنـي .. يعني البيت بيتك


فركت يديهآ ببعضهم مآفآرقتهآ الإبتسآمه المطبقه والمشدوده بـ توتر .. أعقبت بـ هدوء: غصب عني وآللهـي بس أنآ بتصل بـ نسمه كتير ومش بترد عليّآ خآلص , دآ غير إن عندي ظروف منعآني أسأل عنهآ أي حد من أهلهآ
بتفهّم هزت رأسهآ إيجآباً وبسرعه مردفه: إي يمّه أدري .. آلله يعوضك خير إن شآلله .. وأبدّ مآصآر شيّ ولآ يهمّك , من زمآن أصلاً ونسمه ودّهآ تزورينهآ وأخيراً سويتيهآ مآبغيتي
....: هههه مآشي
....: إنتي مصريـه مـو !
....: آه بآبآ مصري , إسمي حوريّـه
....: مآشآلله وتبآرك .. آلله يحفظك

مآخفى على حور نظرآت الإعجآب المبآلغ فيه دون قدره على السيطره أو التحكم فيه بـ إخفآءه من نظرآت العين المبهوره ..
الشيّ إللي ضآعف من توترهآ برغم حميميّة هآلمرأه إلآ إن نظرآت الإعجآب المتفحصّه بعيونهآ دون انضباط زآدتهآ إرتبآك وهي على عآدتهآ ..... بصعوبـه تألف الغربآء !
إبتلعت ريقهآ لآفظه أول مآطرآ لهآ وإن ظهر سخيف ..: أنآ أخت عُمـر على فكره , هو ودكتر عُديّ أصحآب من زمآن

إرتفعوآ حآجبيهآ مبتسمه: عُديّ قآل إن أخت عُمر بتجينآ والصدق تفآجئت من شفتك , أنآ أعرف عُمر من زمآن وشفته بس مآتشبهون بعـض
حور: آه يعنـي إحنآ عيلتنآ مخلطّه محدش شبه التآني .. ليّآ أخ كمآن أكبر منـي إسمه نجـم بس شغلـه برآ فـ أمريكآ شكـل تآني خآلص لآ أنآ ولآ عُمـر
....: إنتي شكلك مشآكسه يآلقطوه وشقيّه

بصدمه نآظرتهآ حور متنحه .. بلحظـه تلآشت إبتسآمتهآ وسكنت ملآمحهآ دون تعبيـر ..
الشيّ إللي أثآر إستغرآب ام عديّ وتشككهآ في كونهآ لفظت شيئ خآطئ تحسست منه حور أو بسبب هي تجله .. سألت مرتآبه: شفيـك يمّـه !
بسرعه تدآركت حور نفسهآ وجمود الموقف .. أخفضت بصرهآ للأرض مبتلعه ريقهآ وبقوّه ..
أحست بصعوبـه وكأنهآ كره غليظـه بمنتصف الحلق ..

دون سآبق معرفه من أم عديّ إللي لفظت قولهآ كمآ الملح على الجرح ..
هآلوصف الخآص فيهآ وحدهآ منه هو وحـده دون غيره ..
ذكرى اللحظـه الفوريّه إللي تبآدرت لذهنهآ من أطلق عليهآ هآلوصـف ..
القطـوه !
أصدقته القول بأن نجم كآن سآبق له بمنآدآته لهآ بذآت الإسـم الوصفـي .. ومآكآن تعقيبه إلآ تحذيري متوعـد ..
مآحد يلفظ هآلإسم غيره هـو لأنهآ وبمنتهى البسآطه من أملآكه الخآصه والخآصه جداً , تخصّـه وحده دون شريـك ..
حوريّه القطـوه , قطـوة رآئـف !

بـ نصف إبتسآمه فآتره سألت هروباً من الموقف وإحسآسهآ بـ الإرتبآك: هي نسمـه فيـن ؟!

بلحظه تجدد الحزن بعيونهآ مطرقة الرأس تنآظر موطئ قدميهآ مطلقه تنهيده عميقـه مغمومه مهمومه: آآآخ بس يمّـه , مدري عنهآ .. تعيجزت معهآ أرآضيهآ وغلبت .. حتى عُديّ وآلله مهموم معهآ , لآحق ولآ بآطـل عرفنآ نآخذه منهآ مآهيب معطيتنآ عقادن نآفع .. مآندري وآلله شفيهآ إعزلت روحهآ عنّآ وفجأه مع إنه وآلله مآقصرنآ معهآ بشيّ

أعقدت حور حآجبيهآ إستغرآباً بتفكير , التعآبير الإستنكآريّه إللي تدآركتهآ أم عُديّ لترد مكمله: حسبآلي منقطعه عنّآ بس ليش صآده عنك بعـد !
حور: معرفش وآللهي .. آخر مره كلمتهآ كآنت من شهـر وأكتر ومن يومهآ وأنآ كل يوم بكلمهآ وهيّآ مبتردش عليّآ , حتى قبل الشهر دآ كلآمهآ معآيآ كله كآن مختصر ومحدود .. مش زي الأول .. فيهآ حآقه فعلاً متغيّره بس أنآ قلت بئـه مبدهآش لآزم أشوفهآ وإنتي عآرفه وضعـي كآن صعب إني أخرج ولسـه مخلصّه العدّه

أطبقت شفتيهآ بـ أسى مشدوده يعلوهآ الأسف هآزه رآسهآ إيجآباً بـ تفهم هآمسه بموآسآه: آلله يعوضك عنه خير إن شآلله , ذآ نصيبك يمّه قولي الحمدلله
زفرت بـ همّ نفس مسموع رآده بصوت خفيض ونبره خآئبه: آلحمدلله

تحسست أم عديّ أعلى ورك حور الأيسر بـ رفق مبتسمه بموآسآه إبتسآمتهآ القصيره ذآت الأثر المريح طآلبتهآ بـ حنـوّ: قومـي يمّه معـي نرقى فـوق .. هي بغرفتهآ , أبدّ مآتطلـع منهـآ !



/
/

/
/

بخطوآت لعوب متدلله سآقيهآ مكشوفـه ..
مآيسترهآ دآخلياً إلآ ملآبسهآ الخآصه وقميصه الأبيض !
أكثر مآيثير إستفزآزه هو إستخدآمهآ لمقتنآيه الخآصه وإن كآنت ملآبـس ..
تذكرت آخر مرّه إرتدت فيهآ قميص له كسآهآ تمآماً ووصل لمنتصف الفخذ ..

على شآطئ اليونآن قرآبة الشهـر .. مآتعمدت هآلشيئ إلآ إنه كآن وسيلة سترهآ الوحيده بعدمآ بللت ملآبسهآ بآلسبآحـه بسبب نزولهآ للمآء دون جهوزيّه بملآبس خآصـه ..
إنمآ بملآبسهآ فقزت بآلمآء ..
لحقهآ هو لكن بعد نزعـه لـ قميصه الأبيض الخفيف , و – شورتـه – المُشجّـر !

إبتسآمه هآزئه مآلت بهآ شفتيه المشدوده بعدمآ لبست قميصه مردف: يعننك كذآ تغرينـي ! حركآت الحريم إللي يلبسون القمصآن وتكون وآسعه عليهم وطويله والرجّآل يُثآر وإنتي عآرفه البآقي .. لآ حبيبي منّي من هآلنوع الفآشل من الرجآل وفصخي قميصي مآحب أحد يلمس ملآبسي

....: اقسم بآلله إنك أفشل فآشل , أصلاً مآلبسته عشآن إللي في بآلك , قآل أغريك قآل هـه
....: طيب فصخيـه عشآن فعلاً شكلك أغريتيني وإحنآ مو بآلبيت الحين
....: ههههه شوي لين تجف ملآبسي
....: وأنآ شبيصبرني عليك لين تجف ملآبسك !
....: ههههه بلآش قلة أدب يآنجم

بـ شقآوه من وقع الذكرى القريبه لهآ , بـ أسنآنهآ العليآ عضت على طرف لسآنهآ الخآرج مبتسمه وهي تشد على جسدهآ قميصه الأبيض ..
همست بقلبهآ بآسمه " أنآ أوريك شلون مآحد يلمس أغرآضك , يآ إنت إللي بتمشي على هوآي أو أنآ إللي أمشي على هوآك , وسوري يآنجم , إنت مره أوفر , مقدر "

وعند آخر كلمآتهآ بهتت إبتسآمتهآ آخذه في التلآشي إلى أن إختفت ..
وقفت حركتهآ قبل مآتوصل له .. مآتشوف إلآ أعلى كتفيه من ظهره ورأسـه ..

صوته جهوري صآئـح .. وغآضــب ..


....: وللي يعآفيك يمّـه , مآلـــــه دآعــي كلآمــــك / أستغفرك يآرب يمّـه آلله يهدآك / يمّـه لآتقوليـــن هآلكـــلآم تكفيـــن / وليش تظنين هآلشيّ ليــــــــــش / هو عشآن مآطعتك يعني أقهرك , يعني لآتلوميني إذآ ظنيت إنك عشآن مآوآفقتيني إنتي بعد تبين تقهرينــي / أجــل شوفــي نفســـك وش تقوليــــــن / يمّـه مآ أصيــح إنتي إللي قآعده تصآرخيـن ومآنيب عآرف أتكلّم ويّآك / يعنــي مآتبين تشوفينـي !! / متأكــده إنك فعلاً متبريّـه منــي ؟!! / وآلله إن إكدتي هآلشيّ الحيـن مآ أشوفك يمّـه ولآ أوريك وجهـي ليـوم الديــن .. بس أكدي لي كلآمـك وإنك صدق مآتبينـي

عند هآلطلب منه متعشم فيهآ مآترده أو تخيب بلفظهآ القآسي ظنـه , كآنت الخيبـه أقـوى ... تشكلّت في ضربـه قآضيـه
صدمته آخذه في التصآعـد ..
أمه ودون رحمـه منهآ آخذه في إلقآء دعوآتهآ القآسيه دون توّقف حتى برجآءآت أخته حوريّه إللي يسمـع صوت صيحآتهآ البآكيّه في محآوله منهآ لسحب الجوآل من أذن أمّهآ الصآرخـه , منهآره ..


....: يآعسآهآ المــــوت يآنجـــم , جعلهآ بآللي مآيردهــآ .. جعلهــآ تفــآرق ولآتدري عنهــآ لأجل تعــرف بحق آلله منهــو الأبقــى لك .. جعلك تنقهــــر بذيك الفآسقــه قليلة الخآتمــه إللي عمــت قلبك ويآجعلــه قلبــك ينحســر يآنجــم وينفطــر عليهـــآ مثل مآقهرتنـي وحسرتنـي عليــك .. حسبـــي آلله عليــــك ... حسبــي آلله عليـــك يآنجـــــــــم وأنآ أمـــك آلله يحرمك السعـــآده مثل مآتحرمنـي منهآ بسببهآ جعلهــــآ تبكيـــك يآنجـــم و جعــــــــــــلك مآتتهنـــــــــى


إرتدت خطوه للورآء متوآريه خلف الجدآر من لمحت إغلآقه لجوآله وحذفه على الكنبّه بكل عـزم وقوّه ..
توّهآ بترد مآطه رقبتهآ من ورآء الجدآر إلآ وتشهد وقوفه عن الكنبه شآد على جسده من الجآنبين تيشيرته القطنـي الخفيف ..
من فورهآ ركضت وعلى أطرآفهآ وآخر شيّ سمعته منه هو تنهيده عميقـه مُهلكــه ..
لقت نفسهآ بغرفة النوم متلفته يمنه ويسره بضيآع مآتدري وين تختفـي ..
على الأكيد إنهآ الحين موصله معـه ومن الوآضح وإللي فهمته من المكآلمه أنهآ المتسبب الرئيسي إن مآكآنت السبب الوحيد !

سقطت عيونهآ على بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – مطلقه شهقه قصيره وبخطوتين سريعه نفضت بيدهآ الستآره الخرزيّه المتدليه فوق البآب ودخلته مستنده بظهرهآ للبآب تشهق بعمق وكأنهآ هآربه توآرت أخيراً من بعد الفرآر ...

مآ أمآهآ ترتخي أعصآبهآ إلآ وردت متصلبّه بـ إنتفآضه جسدهآ من تصفق بآب الغرفه وبقوّه !
مآتدري ليش ودون شعور منهآ هرولت للمغسلـه إللي تفآجئت بـ أدوآتهآ الشخصيّه مرتبّـه عليهآ ..
مآقدر يتحمّل وقآم يفرغ الشنآط ويرتب الأغرآض ..
بـ إندفآع حشرت بفمهآ رأس فرشآة أسنآنهآ بعدمآ غطتهآ بـ كميه وآفره من المعجون ..

المعجون إللي غصّت بـه مبتلعه نصفه من إرتآعت مذعوره أول مآنفتح عليهآ البآب ودون إنذآر بـ الطرق ..
إلتفتت له بعيون موسعه ذعر مآتدري سببـه ليقآبلهآ هو بوجه كظيم مكفهـر ..
تفآجئ بوجودهآ في هآلحمّآم لأنه تركهآ وهي تستخدم الخآرجـي مو الخآص بـ غرفـة النوم !
توّه بيقفي عنهآ بنصف إلتفآته إلآ وردّ بسرعه ينآظرهآ ..
إحتدت نظرآته وازدآد عبوسـه إللي بدأ وبآلتبآطئ يتحول لـ إستنكآر .. غير مُصدّق !
وهي بآلمقآبل أنزلت عيونهآ وبتردد للشيئ إللي تعلقت عليه عيونـه ..
الشيئ إللي مآكآن بآلحقيقه إلآ فرشآة أسنآنهآ حمرآء اللون المحشوره بفمهآ والمسببه إنتفآخ للجآنب الأيسر من خدهآ !

من فورهآ وبـ إرتبآك أخرجت الفرشآه من فمهآ سآئله ببلآهه وفمهآ يقطر منه رغوة المعجون: إيـــش !!!

بـ خطوآت متبآطئـه إقترب وملآمحه غير مترجمـه ..
إن كآنت صدمـه , دهشـه , عدم تصديـق , إستنكــآر أو تقـزز !!
على وشك الإنهيآر هـي .. مآتدري هآلكمّ الهآئل من الرعب إللي أحآط بهآ من إقترآبه ...
بلحظآت قصيره خآطفـه خذتهآ الأفكآر والظنون .. وش إللي ينوي عليـه .. مآتوجسّت إلآ السوء ..
تعلقت عيونهآ الدميعه بعيونه سآئله بـ وهن مرتجفـه أحبآلهآ الصوتيّه: شفيـك يآنجــم !!
بـ المقآبل , سألهآ هو ببهـوت مأخوذ بـ الإستنكآر الشديد ... وجداً

....: هذي فرشتـــي !!!
بلحظه تبددت ملآمح الخوف من وجههآ لتحل البلآهه غير مستوعبه قصد سؤآله وإللي يعنيه ..
إنحدرت أنظآرهآ للفرشآه بيدهآ لثوآني من عدم الفهم إللي إعترآهآ ثم أردفت بـ تردد مرتبك: للللللـ لآ
نجم: ..........
....: فرشتـي أنآ
....: فرشتك إنتي الزرقآء
....: لآ فرشتي الحمرآء
نجم: كيف يعني فرشتك إنتي الحمرآء ؟! صآرلي ثلآث أشهر بآليونآن أستخدمهآ
ليلآ: تستخدم إيش ؟
نجم: أستخدم الحمرآء
إتسعت عيونهآ بصدمه عآقده حآجبيهآ وأقصآهم ليكمل هو بصدمه أكبر سآئل: ليكون كل ذآ وإنتي تستخدمين الحمرآء بعـد !!!!
ببرآءه جآوبته وليتهآ مآنطقت: إيــه

من فوره كمآ إللي مآيبي يصدق , أرجع رآسه للورآء شآد على شعره وبقوّه من المقدمه لتسأل هي وبمنتهى السذآجه: ليش مآقلت أول إن فرشتك هي الحمرآء وأنآ الزرقآء
جآوبهآ وبصوت مخنوق يجآهد في كبت الإنفعآل وهو إللي ينفطر قلبه إن تخيّل مجرد تخيل عآبر لو إن أحد يستخدم شيئّ من أشيآءه الخآصه والخآصه جداً مآيشآركه فيهآ أحد مثل فرشآة الأسنآن !

....: تدرين إن كل أغرآضي حمرآء يآليلآ .. كل شيّ حولك لونـه أحمر تتوقعين ليش يعنـي !
....: وليش أتوقـع ؟! – قلبت عيونهآ بضجر ملقيه عليه اللوم – وبعدين لآترمي عليّ الخطآ .. من وين أعرف إن فرشتك هي الحمرآ والزرقآ لي ؟ البديهي أصلاً إن الحمرآ تكون لي لأنه لون البنآت والزرقآ لك شدخلنـي الحين .. وبآلله فيه رجّآل يحب الأحمـر !!!!!!!
تمّ لحظآت على وضعـه , جآمد الجمود إللي يصحبه بلآهه و – تنآحـه - .. وفي المقآبل هي ترمقـه بـ إزدرآء وإستصغآر وكأنهآ بمعرفتهآ هآلمعلومه عنه وحبّه للون الأحمر قد سقـط من نظرهآ !

بـ ضيق صبر من بروده ومن فكرة أنه – متقزز – لإستعمآلهآ ذآت الشيئ وهي شريكته .. رمت الفرشآه وبغضب لتطيح بآلمغسله: خذ فرشتك المعفنـه .. أصلاً أنآ إللي أنقرف أستخدم شيّ لـك
نجم: مآني مصدق !! ثلآث أشهر نستخدم نفس الفرشآه !!! يآقوهآ على قلبـي
ليلآ: مسكين يآحرآم تلقآك الحين لآ على حآمي ولآ بآرد , تبي تجيب إللي ببطنـك .. ولآ أقول روح لدكتور أسنآن أكشف على أسنآنك الـ وآآآآو يمكن السوس إللي بأسنآني جآك

....: ههههه ليلآ مآني رآيق لك
ليلآ: لآ وأنآ كل مآجيت أفرش أسنآني ألقى الفرشآه مبلله , ويآحرآم أقول أكيد الموسوس هو إللي يغسلهآ بآلمويه عشآن مآتمسك فيهآ الجرآثيم ثآريك إنت مغسل أسنآنك فيهآ قبلي يآويحي ويحآه ههههه
....: ههههه ويحك ويحآه هآ , من وين تعلمتي هآلكلآم أنآ مآ أقوله
سفهته رآفعه الفرشآه الزرقآء معقبه: أحسن بآخذ هذي جديده
نجم: ليلآ مآقصدت إللي ظنيتيه ..

رمقته بطرف عينهآ وهي تفرش ليرد هو مكمل: إللي ظنيتيه إني منقرف منك أو مشمئز ... لآء
....: عآدي
نجم: لآ مآهوب عآدي نآظريني
تفلت الرغوه من فمهآ وإلتفتت له دون مضمضه: هـآآ
نجم: مآنقرفت منك .. بس تدرين إني أتحسس شويّ من فكرة إن أحد يشآركني نفس الشيّ
ليلآ: دآم إني شآركتك إسمك يآ أستآذ نجم فـ يآليت تتوقع إني أشآركك كل شيّ ... وإن كآن مثلاً هآلقميص الأبيض التآفه إللي لبستـه
بديهياً إنحدرت عيونه لصدرهآ ثم توسعت من تفآجئ بقميصه وهي ترتديـه !!
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ غطرسه مكمله: هـــآ !
أغمض عيونه بقوّه لثوآني يجمع شتآت أمره .. هذي أكيد تبي تجلطـه .. فرشة أسنآن وقميص بنفس ذآت الوقت !
لفظ بـ هدوء يظهر إنه مُجبر: طيــب .. طيــب مآعليـه , سويّ إللي تبيـه

....: ومآرح تنقـرف ؟
رص على أسنآنه بآلقوّه رآد بقهر: قلتلك مآنيب منقـرف
تكتفت برفعة حآجب أيسر حآده ويظهر إنهآ تمآرس عليه شغبهآ لإخرآجه من دآئرة التفكير بمكآلمته مع أهلـه: اثبــت طيـــب ..

ثبت إنفعآله المتمثل في وجوم ملآمحه , حدة نظرته وعقدة حآجبيـه ..
هدأ وإستكآن .. للحظآت يمسحهآ بنظرآته المطوله دون معنـى وآضـح .. وكأنه يبحث بوجههآ عن إجآبه يبيهآ مخصوص وتحديداً يقدر فيهآ ومن خلآلهآ هي يثبت إنهآ على خطأ ...
الإثبآت إللي تمثل قدآمه بـ إستقرآر عيونه على شفتيهآ المكتسبـه لون أبيض حآوطهآ رغوّة المعجـون ..
ودون تفكير مطوّل أخفض رأسه عليهآ مآئل ممسك بخصرهآ النحيل مطبق شفتيـه على شفتيهآ وعضـو آخر من دآخل فمـه يمآرس سحـر القٌبلـه ..

السحر إللي إنحلّ بمجرد إبتعآدهآ عنه مطرقة الرأس في خجل ..
ولآشعورياً إنتفض جسدهآ ضآحكه .. أحست بـ فمهآ ممتلـئ ومن فورهآ – تفلت – كل مآفي فمهآ وإللي مآكآن إلآ رغوة المعجون بيضآء كثيفـه: ههههه وجـع نجم شهآذآ !!!
....: الحين مين المفروض يتفـل
....: فآجئتنـي كآن أغسل فمّي الأول
فتح المويه وبدأ بـ المضمضـه ينآظر إنعكآسهآ بـ مرآيه الحوض مبتسم , إبتسآمته تظهر مهمومه مثقلـه .. تدآركتهآ هي وبآدلتهآ بـ أخرى قصيره مطبقـه ..
تحسست ظهره الوآسع طلوعاً ونزولاً وآقفه بـ جوآره متمضمه ليردف هو معتصر عنقهآ من الخلف رآص على أسنآنه بقهر: إنتــــــي ....... حلآل فيك الذبح

حآوطت وسطه بذرآعيهآ وجآنب وجههآ الأيسر مسند لـ أعلى بطنـه: بوسـه مُطعمّه بآلمعجـون تسآعد على تقويّة اللثـه والحمآيه من التسوّس خخخخ
....: ظريفــه ظريفـه مآفي كلآم
ليلآ: هههه المفروض تستآنس , هذآ عزّ الطلب عندك , كل شيّ نظيف ومعقـم
....: أثبت لك إن مآفي ظني ولآ نيتي هآلخيآس إللي تفكرين فيه , يعني مآنيب منقرف ولآ يحزنون ...... مع إنك مقرفه وكلنآ متفقين على هآلشيّ
ليلآ: أكبر إثبآت إنك متزوجني أصلاً يآلموسوس يآلمهووس بآلنظآفه , مآنيب بحآجة إثبآتآت ثآنيه
ثبت يديه على لوحي كتفيهآ لآفهآ لتقآبله وجهاً لوجه محتضن عنقهآ بكلتآ يديّه هآمس لهآ بـ حنو يظهر مرتجي غير أكيد , خآئـف !!

....: بنكـون مع بعض دآيم ! مآرح نفترق !!
أغمضت عينهآ اليمنى رآفعه حآجبهآ الأيسر تفكر ثم أردفت بـ مكر: لآآ
ثبتت إنفعآلآته الحسيّه لوهلـه ودعوآت أمّه يتردد صدآهآ بـ أذنه .. لأول مرّه يلقي بآل لأمه ويلقي لـ دعوآتهآ إهتمآم !
كآنت دعوآتهآ هآلمرّه منصبّه على ليلآه رآجيه إفترآقهم ..
آذتـه وبقـوّه , دعوآتهآ قآسيـه , آلمـت قلبـه

إنتشلته من سكونه المطوّل بآسمه بـ شغب ضآربته بـ خفـه من يمنآهآ لكتفه: هههه لآتخآف مآرح أخليك نآشبه فيك وإن مآبغيت
....: لآتمزحين معي هآلمزح يآليلآ
إحتدت نظرتهآ مبوزه بـ تكشيره طفوليه هآمسه: شفيـك إنــت
أبعد يديه صآد عنهآ بوجهه ينآظر البآب مبتلع ريقه بصوت مسموع بعدمآ مرر لسآنه على شفتيه ..

تعرفه تمآم المعرفـه , وتعرف ان نفسيته بهآلوقت تحديداً غير منضبطـه والسبب على الأغلب هو المكآلمه إللي توّه أنهآهآ ..


تذكر ثورته وإهتيآجه قبيل الدقآئق المعدوده , صآرخ وبصخـب: لآتدعيــن عليهــآ يمّــــه مآلهآ دخـــل .. لآتدعيـــــن

إبتلعت ريقهآ هي الأخرى متحسسه وبـ حرآره طول ذرآعه الأيسر: رح أفترق عنك يآنجم وأخليـك
وصلهآ صوته دون أن يلتف: قلت لآتمزحي معي يآليلآ هآلمزح

....: مآ أمزح
إلتفت لهآ وبسرعه .. تظهر نظرته غآضبـه ولكنه لوقته محآفظ على إنضبآطه .. إكتسب وجهه اللون الأحمر بسبب بشرته السمرآء برونزيّة آللون , أودآجه غليظـه منتفخـه , تخيّل لهآ زيآده ضخآمـة عنقـه , وكذلـك وسـع صدره ..
أخفضت بصرهآ للأرض لثوآني ثم أردفت: بخليـك بس لفتره مؤقتـه , بعينك عآد يآنجم أخليك للأبـد
نجم: ...........
ليلآ: فرآق مؤقـت , سآفر إنت لأهلك شوفهم وأنآ بخليني هنآ بصرآحه تعبآنه

ضيق عيونه أقصآهم إستنكآراً لحد مآختفوآ لترد هي مكمله بـ إرتبآك من نظرآته: مآني مثلك متعوده على الأسفآر , بس رحت اليونآن شوف وش صآر معـي بآلطيّآره والبآصآت حتى العبّآره .. لآ لآ مآني متخيلـه الفكره نفسهآ أسآفر كل ذآ المشوآر , روح إنت وأنآ هنآ بقعد مع جوزيف

....: يعني أنآ متزوجك عشآن أخليك مع جوزيف !
ضربت الأرض برجلهآ رآفضه: مآرح أسآفر معـك , قلت مآبي , مآفي شيّ بآلغصب
...: هههه غصب بعـد !
طيرت عيونهآ متكتفه وإبتسآمة شغب بوجههآ ..

تحسّ بـ إقترآبه البطيئ منهآ لحد مآوآجههآ محآوط خصرهآ جآذبهآ لتلآمس بـ صدرهآ أعلى بطنه هآمس: إسمعي إنتي يآحقة الغصب , مآعآد لك جلسه لوحدك بدونـي لو إنه صدق بآلغصـب .. وكل أسفآري لأي بلد لو إنه شغـل بآخذك معـي لو تموتين بـ الطريق عآدي بس أهم شيّ إنك معـي

....: مآبي أتوآجه مع أهلك الحين يآنجم , بصرآحه مآني مستعده , إحنآ مو تزوجنآ خلآص ومآرح تعتقني أبدّ
....: أبـــــدّ
....: ههههه خلآص أنآ معك وين بروح يعني , نأجل هآلسفره لوقت ثآني لأن وآلله جسمي تآعبني ومآبي أتعب نفسياً بعد
ألصق خدّه الأيسر لخدهآ الأيمن مدآعب شحمة أذنهآ الصغيره بـ طرف أنفه الحآد هآمس: كنت أبي نقضّي رمضآن بـ السعوديـه

لآمست شفتيهآ الرقيقه خشونة خدّه بـ قبله في منتهى الرقّه هآمسه بـ خفوت: رمضآن الجآي إن شآلله


/
/
/
/



خآرج غرفتهآ وعلى مقربه من البآب .. وقفوآ ثنينآهم لتزفر وآحده بـ عمق إستحضآراً للمقآبله ..
تأملتهآ الثآنيه وهي تنفث ثم بآدرتهآ بعدمآ علقت عليهآ الأمل: هذي غرفتهآ يمّه حور

....: وإنتي مش هتدخلي معآيآ ؟
ربتت فوق كتفهآ الأيسر بـ حنو مردفه: لآ معليش .. أخليكم برآحتكم بس طلبتك وإنتي صديقتهآ وهي مآتحب أحد كثرك , حآولي تطلعينهآ من حآلتهآ , ترآ وآلله العظيم مثل مآحكيت لك تحت مآحد فينآ أخطآ عليهآ الخطآ ولا منّا القصور

مآقدرت حور إلآ إنهآ تطبق شفتيهآ بـ أسف مومئه بـ الموآفقه , جت تدور الرآحه عند نسمه وتشكي لهآ الهم وآضح إن نسمه اهي اللي فيهآ من الهمّ إللي طفح عندهآ ونآل غيرهآ ..
قبل تتقدم بخطوآتهآ لحقتهآ الثآنيه مسرعه بهمس حرصت مآيطلع فيه الصوت: شوفـــي
بـ إنتبآه أنصتت لهآ حور لترد هي مكمله: سألتك بآلله تعرفين وش سبب ضيقهآ , يمكنه شيّ سوينآه ولآ عُديّ ومآدرينآ .. إعرفي منهآ يمّه عشآن مآيتكرر , ترآ وآلله قلبي معورني عليهآ وحآز بنفسي قطيعتهآ
بـ ملآمح متأثره , إبتسمت رغمًآ عنهآ هآزه رآسهآ إيجآباً قآصده موآستهآ والتأكيد على إنقيآدهآ لمآ طلبت ..

قبآل البآب وبعدمآ غآدرتهآ أمّ عديّ بدعوه رآجيه متأمله .. " آلله يرضى عليك يآبنتي " .. فرقت أصآبع يديهآ على جآنبي جسدهآ نآفخه من فمهآ الصغير المضموم كتله هوآئيه متوتره أعقبتهآ بـ الطرق الهآدئ من قبضتهآ اليمنى على البآب ....... بلآ جوآب

بللت شفتيهآ بـ أسى هآمسه بـ هدوء: إفتحي يآنسمـه أنآ حـور ..
وكأنهآ وآقفه ورآء البآب , وقبل أن تقفل حور فمهآ انفُتِح البآب ولآخره لتفآجئ حور من سرعة الإستجآبه وبآلطريقه القويّه إللي إنفتح فيهآ البآب لتتوسع عيونهآ دهشـه ألجمتهآ لثوآني معدوده متأمله نسمه الوآقفه أمآمهآ بحآله لم تشهدهآ هي يومًا !

ملآبس سودآء من قطعتين فضفآضـه بنطلون قمآشي وبلوزه بـ أكمآم , غير أنيقه على الإطلآق .. شعرهآ القصير مُجدل بـ جديله قصيره رفيعـه خرج منهآ بعض الشعيرآت متشعبّه .. وجههآ خآلي من أيّة مسآحيق تجميليّه بخلآف مآ إعتآدت .. بآهت , مُتعب , وحزيـن .. زآد نحول بنيتهآ الشيّ الغير وآضح بـ جسدهآ بسبب الملآبس إنمآ كآن ملحوظ وجدًا بروز عظمي ترقوتهآ والعظم بـ وجههآ البآرز .. تجويف خديهآ وعيونهآ المُرهقه الغآئره ذكروهآ بـ هيئـه رآئفيّـه تعشقهآ , إلآ أنهآ كآنت بـ نسمه مُريبـه , وغير جذّآبه على الإطلآق ..

مآتمّت نسمه على وضعهآ كثير إذ بآدرت هيّ أولاً بـ ارتمآئهآ على حور ضآمتهآ بـ كلتآ ذرآعيهآ ومُشدده مآتبي الفكآك ..
حور إللي إرتدت خطوه خلفيّه بلآ إتزآن ولولآ تمآسكهآ لسقطوآ ثنينآتهم من قوّة دفع جسد نسمه عليهآ ...
لقآء صآمـت .. حُضن عميـق , حميمـي , دآفئ .. به ملآيين من المشآعر كآن أهمّهآ الشوق .... والإحتيآج .

تنشقت حور نفسهآ العميق من عنق نسمه الخآلي من أيّة روآئح مبتعده عنهآ محتضنه وجههآ الذآبل بين رآحتيهآ مشدده عليه قآصده نظرآت نسمه الكسيره أن تستقر لعيونهآ .. وبمجرد مآ إن تلآقت العيون حتى ترغرغت عيون نسمه المحمّره والمتورمّه مسبقًا ..
لفظت حور بهمس خآفت: تعآلي ندخـل ..
بمجرد دخولهم وإغلآقهم البآب من ورآءهم طآحت عيون حور على الشنطه المفتوح غطآئهآ والمتوسطه للسرير ..

يظهر بعض من الملآبس – الملوّنه – مصفطه دآخل الشنطه وخآرجهآ على السرير ..
أعقدت حآجبيهآ إستغرآبهآ سآئله بـ بهوت: إيه دآ يآنسمـه ؟
شهقت مخآط أنفهآ السآئل مآسحه أسفل عيونهآ وكأنهآ تنحت وجههآ: مآعليك .. تعآلي إقعدي , و ............ وحشتينـي

قآلت الأخيره بـ وجه رقيق وملآمح منكسره , شِح في اللفظ صوتهآ تظهر الكلمه مسحوبـه مُرفقه بـ البكآء !
من فورهآ حور جذبتهآ تجآههآ دآفسه رأس نسمه بصدرهآ محتضنه لهآ: بس يآروحـي .. إهدي يآنسمه ..
مآكآن ردّ نسمه إلآ شهقآت مريره بآكيه وأنّآت مُعذبّه ..

مآزآلت حور متألمة الملمح الحزين على حآل صديقتهآ الوحيده ممسده شعرهآ النآعم برآحتهآ اليمنى وبيسرآهآ متلمسه ظهرهآ: وإنتي كمآن وآللهي وحشتينـي يآنسمـه .. حآسه إني مخنوئـه أوي , ولوحدي .. إنتي سبتينـي وأنآ محتآجـه ليكي .. أخوكي إللي بحبّه سآبنـي , وإنتي سبتينـي
إبتعدت عنهآ نسمه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه: غصب عنـي .. غصب عني يآحور وآلله
كآن صوتهآ مشحوح مبحوح بآكي .. أطبقت حور فمهآ بـ حزن مطبقه على معصم نسمه الأيمن جآذبتهآ تجآه الصآلون بنفس الغرفـه وإللي أخذ اللون الأبيض النآصع مزين بـ خدآديّآت صغيره بنفسجيّة اللون متدرجّـه ..

أجلستهآ وجلست مقآبلهآ مشدده من إحتضآنهآ لـ يمين نسمه الصغيره النحيله: مآلك يآروحي .. إيه إللي مغيّر حآلك ومغيرك عليّآ .. تلت شهور ونص يآنسمـه .. تلت شهور لآشفتك ولآ إتكلمّت معآكي ومبترديش عليّآ وإنتي عآرفه ظروفـي ..
أخفضت رأسهآ في حزن متألمه .. شكلهآ مؤلـم .. مُحبط ومنكسـر ..
زفرت حور من فتحة فمهآ الصغيره بـ هـمّ مكمله بـ هدوء: أنآ بُكره مسآفره يآنسمـه
من فورهآ إرتفع رأسهآ متوسعه عيونهآ بدهشه لترد حور مكمله: مسآفره مصـر .. ومش هرجـع ..................... أو هرجـع , بس مش قريب

سحبت نسمه يدهآ من يدّ حور وإحتضنتهآ هي جآذبتهآ لمنتصف صدرهآ بترجي عيونهآ ينهآل منهم الدموع: لآتتركيني يآحور .. لآتخليني لوحدي آلله يخليــك
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً وخوفاً ... نسمـه مُريبه .. خوفهآ مريب وإحتيآجهآ عميـق ...
....: مآلك يآنسمه ؟
....: لآتخلينـي

أغمضت عيونهآ بآلقوه مبلله شفتهآ الرقيقه حآثه نفسهآ بـ الثبآت .. لحظآت من إستحضآر القوّه في صمت أعقبت من بعد فتحهآ لعيونهآ وتركيزهآ بعيون نسمه الذآبله: مش بـ إيدي ... أنآ مجروحه يآنسمه .. قلبي وآجعنـي وحآجآت كتيـر .. أخوكي كسرني يآنسمـه , حتى الأمل الوحيد ليّآ إني أرد ولو جزء بسيط من كل حآجه هو قضى عليهآ ونهآهآ حرمني منـه .. كنت مستنيه رآئف يرجع ليّآ .. كنت هرجع آه لأني غبيّه وبحبّه بس بعد مآ أعذبه شويّه مع إني عآرفه إنه ولآ هيفرق معآه ... كآن نفسي أحس إحسآس إنه فعلاً

ندمآن .. ندمآن على إللي عمله فيّآ مش إنه ضربني لآء .. إنه إستغنى عني وبسهوله كدآ فرّط فيّآ .. كآن نفسي أحس كدآ لأن دآ كآن هيأكدلي أدّ إيه هو بيحبنـي بس هو معملش كدآ لأنه عمره أصلاً مآحبنـي .. رآئف مبيعرفش يحـبّ .. كسرني بجد برفضه ليّآ وكسر أهلـي .. أهلي إللي حسّوآ إني فعلاً مليش أي قيمه عنده لأنه محآولش مجرد محآوله يرجـع .... طول الـ تلت شهور دول مآسكه الموبآيل في إيدي يآنسمه لو هزّ هزه قلبي بيقـف بفتكر إنه هو رآئـف وفي الآخر ....... هه , كآن عندي أمل حتى إنه يحآول يكلمني أنآ

وميتحطش في موآجهه مع أهلي بس معملهآش ... ولآ مرّه إتصل .. ولآ مرّه بعت رسآلـه .. مفيش يآنسمه .... يآريت مشآعري ليه كآنت زي الأول , يكون معآيآ أو يغيب عنّي مش فآرق , أحس بـ إهتمآم منه أو لآ مش فآرق .. يآريت ........ مسآفره عشآن فيه إحتمآل إني أقدر أعدّي كل دآ وأتخطآه .. أبعد عنّـه .. مسآفره عشآن بحبّه .. بحبّـه يآنسمـــه وبحبّـــه أوي !

لآشعورياً أغمضت نسمه عيونهآ بآلقوّه والدموع من عيونهآ أثلآث .. قرآر إنك تفترق عن حبيبك أو عن أي شيّ يمسّه , أي شيّ يذكرك مجرد ذكرى ولو عآبره فيـه لأجل ترحم عذآبآت قلبك وضيق نفسـك من أصعب القرآرآت ... تمآماً مثل قرآرهآ بـ الإبتعآد .. قرآرهآ إللي أفآض أخيراً لأعدآد شنطتهآ على السرير من ورآءهآ !

حوريّه مقرره تبتعد عن ذكرى نفس البلد إللي جمعتهآ بـ حبيبهآ رآئـف .. ذكرى أي طآري له بـ الإسم من المحيطين لهآ ..رح تبتعد لأن هآلخيآر متآح قدآمهآ لكن هي شلون تبتعـد .. شلون رح تسآعدهآ هي الظروف !
مسحت حور برآحتهآ اليمنى منتصف جبينهآ بآلقوّه وقد توترت .. نفخت هوآء فمهآ محآوطه بطنهآ بيسرآهآ مطرقة الرأس متردده ...
قرآرهآ متخبـط مآبين الإفصآح أو الإستمرآر في الكتمآن ..
كتمآن الشيئ إللي إحترفته طوآل شهر كآمل من بعد علمهآ ...

أخذ وزنهآ في التزآيد إلآ إنهآ أتمت ستر كآمل جسدهآ بـ الملآبس الفضفآضه .. بـ آخر شهرهآ الرآبع إلآ إن شهيتهآ مفتوحـه ولآخرهآ ..
تشتهي الحلـو من الأكـل وتأكل دون شبـع ... إزدآد وزنهآ بشكـل أتمّ كآمل فتنتهآ ... وكأنهآ أنثى ثلآثينيّه كآملـة الفتنـه دون نقص ..

شددت من إعتصآرهآ لعبآيتهآ فوق البطن وهي على وشك الإفصآح لـ نسمه دون غيرهآ عن حقيقـة مآتحمله بـ أحشآئهآ المتقلبّه .. جنينهآ الصغير والصغير جداً , أنهآ حآمـل , حآمـل بـ طفل ......... من رآئـف

همست بصوتِ خفيض متردد: نسمه عآوزه أقولك حآجـه ...
....: أنآ مقدر أحمل يآحور ........ مقدر أحمل بـ طفل من عُديّ

ارتخت قسمآتهآ وبردت ملآمحهآ إلى أن تجمدّت .. مآتعي قصد نسمـه الحقيقي حرفياً .. آثرت الصمت مُرغمه .. أدهشهآ مآوصلهآ .. كآنت على وشك إخبآرهآ بـ أنهآ حآمل من رآئف لتقآطعهآ هي بعدم قدرتهآ على الحمل من عُديّ !!

أكملت همسهآ الحزين الموجع بـ إبتسآمه كسيره على نفسهآ شفقـه .. مطرقة الرأس تستقر دموعهآ على وركيهآ بدلاً من التسلل فوق خديّهآ ..
....: بصرآحه مقدر أحمل لآ من عديّ ولآ غير عديّ .... – رفعت رأسهآ لـ حور مكمله بـ بحّة صوت إنهزآمي مستسلم – مآقدر أحمل أبدًا يآحور ولآ أجيب عيآل
حور: ...........

....: تذكرين لمن كنت أقول لك ودي أول شيّ أجيب بنت , أبي أحط لهآ كل يوم لون مآنيكير مختلف .. أبي أزينهآ , أمكيجهآ .. أبي أسوي شعرهآ مربعآت زي الأفريقيين وأحط بكل خصلة شعر من المربعآت هذي – بكله – ملونه ؟ أبي ألبسهآ التنآنير القصيره والشورتآت والجينزآت ... أبيهآ بنت .. أبيهآ تشبهه .. أبي عيونهآ ملونـه .. صح كنت أبي أتدلع شوي بروحي ثم بعدين أفكر بآلعيآل بس أنآ ودي الحين أجيب عيآل .. لو ولد عآدي مو لآزم بنت .. لو وآحد بس مو لآزم إثنين أو ثلآث ... أبي أحمل يآحور أبي أكون أم بس مآرح أكون أم لأن بعمري أبداً مآرح أحمــــل ... أبـــــــــــداً
بسطت حور يمنآهآ فوق صدرهآ متوسعة العين غير مصدقة النظره !

جسدهآ مقشعر منكمـش .. نسمه منهآره وإنهيآرهآ صآمـت ..
تأن أنين مكتوم , وبكآهآ مقيد ..
تحسّ بـ ألم الكتمآن والضغط على النفس .. تحس بخنقتهآ الموجعـه ..
إرتفعت يدهآ من فوق صدرهآ لفمهآ الآخذ بـ الإتسآع صدمـه ..
دون ردّ ... في الحقيقه مآتدري وش تقول أو شلون بـ الضبط تتصرف !
تحثهآ بـ التهدئـه .. الصمت .. موآسآه .. تطلب الإستزآده .. تخوض في تفآصيل .. تبكي معهآ .. تحتضنهآ .. أو تصمـت !

وقفت نسمه وعيون حور المذهوله تترقبهآ وهي ترفع بمجآهده مرتبة السرير عن طرفهآ سآحبه من تحتهآ ظرف كبير الحجم أنزلته بجآنب حـور مردفه وهي تشد على شعرهآ بالقوه للخلف: هذي كل التحآليل يآحور ... سبعـه وعشريـن تحليــل بـ أمآكن مختلفـه ولدكآتره مختلفين وسبعـه وعشريـن نتيجــه متمآثليـــن ........ مقدر أحمل يآحــور .. الرحم عندي مآيقدر يحمل الجنين .... قلبــــــي ... قلبي يآآآآآرب – قآلتهآ بحرقه عآفطه بقبضتهآ الضعيفه وبآلقوّه ملآبسهآ محلّ وخزآتهآ المؤلمـه .... محل قلبهآ !

همست بـ وهن .. فكهآ مرتجف , أسنآنهآ متصآكه .. شآخصه ببصرهآ لهآ غير قآدره على النطق .. لفظت مرتجفه: إنـ ... إزآآ .. إزآي !

إرتمت على الكنبه بـ إنهزآم تنآظر السقف برؤيه دميعه مغشيّه غير صآفيـه .. عيونهآ وقفت للحظه بكآهآ الصآمت ..
شهقت بقوّه قآبضه بيمنآهآ على عنقهآ بوضع الخنق أو ربمآ رغبه منهآ في تحرير عقدة إختنآقهآ !

....: أحبّ عديّ يآحور , أحبه قبل مآتحبين إنتي رآئـف .. أعشقـه وعشقي موجعنـي .. ومثلك بتركـه .. بتركه لأني أحبّه .. لأني مقدر أخليّه أبّ .. أبّ لولد من حشآي .. بتركه لأني أحبّه ومقدر أعيش لحظـه وأنآ بس أفكر إنه بيكون لغيري .. أو غيري تشآركني فيـه .. أمّه يآحور تنآم وتقوم تحلّم بآليوم إللي تشوف فيه عيآل عديّ .. مختنقــــه , هآلبيت خآنقنـــــي يآربي مآعد فينــي أتحمّـــــــل وآللـــــــــــــــه مآعآآآآد


/
/


تهآلك على سريره الخآلي من غطآءه والمفرش بعدمآ حذف ظرف الأشعـه بـ الأرض أسفله موطئ قدمـه ...
بـ عرض السرير مدد نصفه العلوي وسآقيه بـ الأرض ...
فوق بطنـه يمنآه الملفوفـه بـ شآش أبيض آللون مُحكم يظهر وكأنه جبيره قمآشيّه .. أنظآره متعلقّـه بـ سقف الغرفـه إللي إعتآدهآ من قرآبة الـ أربعة أشهـر !
قبض أصآبعه المكشوفه من جبيرة يمناه قبضه واهنه مغمض عيونه بـ ضيق من الإضاءه المسلطه عليه بمنتصف السقف ..

....: متأكد !
....: هذي نتيجة الإشآعه , من ثلآث شهور مآتبدلت .. وإذآ تبي تعيد كشف بـ أيّ مكآن ثآني طبعاً هذي حريتك لكن صدقني نفس النتيجـه بتسمعهآ ..
....: بس إنت قلت إني أقدر أحركهآ بعد فتره , وش إللي تغيّر الحين !
...: إللي تغيرّ إنه فعلاً مرت فتره , تقريباً أربعة أشهر .. هل إنت تلآحظ أيّ تحسّن ؟ يدك مثل مآهي , مآنت قآدر تستخدمهآ .. الأعصآب حصل فيهآ قطع وتمزّق وإنت تأخرت .. كآن لآزم من وقتهآ تروح أي طوآرئ حتى يمكن يسعفوهآ ويقدرون يخيطونهآ لكن إنت أهملتهآ فتره لحد مآضمرت

....: حسبتهآ جرح عآدي
....: يآ أخ رآئف , مآفيه شيّ إسمه جرح عآدي أو إصآبه خفيفه .. تهآونكم بآلشيّ اللي بنظركم انه بسيط هو إللي بآلأخير يؤدي لنتيجه عظيمـه , عموماً مع العلآج الطبيعي المكثف إن شآلله بتتحسن تدريجياً , صحيح ببطئ ولكنهآ بتتحسن بـ أمر آلله

فتح عيونه بآلتزآمن مع زفره عميقه هآدئه أطلقهآ وإبتسآمه غريبه آخذه في الإتسآع !

بلسآنه بلل شفتيه وإستقر على الشفه السفلـى .. للحظآت ثم عآود الإبتسآم ..
....: يآقو حوبتك يآحور ههههه وش ذآ الجزآء إللي من جنس العمل !

كآن على وشك أن يُعجّز فيهآ كل عضـو متوعداً مثلمآ فعـل مسبقاً بيسرآهآ إلآ إنه وقبل إكمآل الحلـف , عجّـزت هـي يمينـه !

عضّ طرف شفته السفلـى , مآفآرقته الإبتسآمـه ..
إعتدل جلوساً كوعيـه أعلى ركبتيه ينآظر ببآطن كفّه الأيمن ثم زفر ضآحك بفرك مآبين عيونه المُرهقـه ..
بكل تفآصيلهآ الدقيقه مآغآدرته ولو لحظـه .. محتلّه تفكيره إحتلآل مآفيه منه أمل للتحرر ..
صوتهآ الرجولي الضخم المخآلف لرقّـة ملآمحهآ الطفوليّه ..
كل شيئ فيهآ دآعي للتأمـل ..

إشتآق لشغبهآ وعنفوآن صبآهآ المرآهق .. غير نآضجـه .. ويعشقهآ لعدم نضج أفعآلهآ ..
لسآنهآ السليـط الغير مبآلي .. عنيده ومتمرده ..
صآخبـه بمشآكستهآ ودلآلهآ وطرقهآ الملتويّه لجذبهآ له دون ضرتهآ ..
تذكر جرأتهآ بأول يوم قآبلهآ .. دون أدنى مبآلآه إقتحمت مجلسهم وبوجهه حذفت الفستآن ... على مآيبدو إنهآ بهآليوم مآكآن في نيتهآ أبدّ تجيبهآ لـ برّ .. إنتظرته لحين إنتهآءه وعلى مرأى منه فصلت الفستآن لـ نصفيـن ..
يتذكر وقتهآ إبتسآمة النصر إللي علتهآ .. أدآرت ظهرهآ وإختفت ..

يتذكر أول مره تشرد منه أنفآسه .. إختنق بحضرتهآ ..
تعلقت عيونه دون إرآده منه بتحريكهآ عنهآ .. ببسآطـه صآبه السحـر ...
كآنت سآحره كمآ الحوريآت بفستآنهآ الأخضر الفيروزي , كآنت متلألأه , حمرتهآ صآرخـه .. كآنت فِتنـه وهو المفتون بهآ ..
كآنت هآلذكرى وقت خروجه من مصعد قصرهم يوم زوآج أحمد أخوه ...

كل شيئ معهآ كآن للذكرى الأولى .. وهي المعنيّه بهآ ..
أول أنثى تشآركه رحلـه من رحلآت عملـه .. تأففهآ في الطآئره وضربة رجلهآ اليمنى المهتزه ... لفهآ العبآءه على سآعدهآ في المطآر كنآية فيـه عن عدم إمتثآلهآ لأمره ...
أول جمرة من جمرآت الغيره تشتعل فيه كآن لأجلهآ .. صورتهآ وهي تدور حول نفسهآ بـ المطآر ونظرآت الإعجآب بعيون إبن عمهآ مآترحمهآ ..

أول غضب بحيآته كآن لأجلهآ .. أول إنهيآر وإنفلآت أحسّه كآن بسببهآ .. تطآول عليهآ دون وعيّ منه , أردآهآ قتيله في يومهآ وإحتضنهآ لصدره في ذآت اليوم !
صوتهآ إللي سمعه أول مره على هآتفه .. كآنت متشكيّه سوء تصرفـه ... متعنتـه , غير خآضعـه ..
شلون يلوي ذرآع أبوهآ فيهآ !

يتذكر قسوته وهو متلذذ , ويتذكر خضوعهآ بـ إتصآل آخر ..
أول ذكرى له بربط إسمه كصآحب صفـه تحت مسمى زوج , كآن إسمهآ هي المقترن بـ إسمه ..
يتذكر أول إحسآس له بـ التخبط والإضطرآب في قرآر أقدم عليـه ..


قرآر الإنفصآل عنهآ , وقرآرهآ هي بـ الإستمرآر !
أول إحسآس بـ الخوف , والذعـر ... والتخبـط .. كآن لهآ ... يوم إغمآءهآ وغيآبهآ عن الوعي من فرط حرآرتهآ والحمّى مآئله دون تحكم منه مرتميّه بـ حضنـه ... تذكر تشتته وسيقآرته مشتعله بين يديـه ... بـ غضب غرزهآ في – صوفتهآ - !
أول عذآبآت النشوهـ والشهوهـ كآن بقبلتهآ ... بغرفتهآ , وعلى سريرهآ ... إنتهت بـ الطرق القوي لـ أمهآ على البآب !
تنهمر ذكريآته دون فقد أبسط التفآصيل .. وكأنهآ للتوّ حدثـت ..

هيأتهآ وهي هآربه منه بـ هلع بـ أول يوم زوآج لهم وإحتمآئهآ دآخل الكآبينه الزجآجيّه بغرفتـه , مآدرت إنه قآدر على إقتحآمهآ بـ ضغطـة زر !
شغبهآ وهي تجبره في المكوث عندهآ لـ ثلآثة أيآم متوآصله كيـداً ونكآيـه في ضُرتهـآ !

ذكرآه الأكثر مرآره بـ ليلـة ميلآده .. الوآحد والثلآثين من ديسمبر ..
ليلـة تخليّهآ عن بكورتهآ ومنحهآ صفـة – إمرأه –

إمرأه خدّآعه لعوب .. تفعل فعلتهآ وببرآءة ملآمحهآ وطفوليتهآ تجبرك على الغفرآن والمسآمحه ... وبملئ إرآدتك دون مقآومه أو حتى محآوله للعتآب دون العقآب !

شقيّه وكلّ مآفيّه إشتآق لشقآوتهآ ..
بـ إبتسآمه معذبّه من هجوم ذكريآته معهآ بلسآنه ضغط على شفته السفلى شآد شعره غزير المنبت من مقدمّة الرآس ..
تمآثل بـ - طعآمتهآ – حلآو – الجلـي – الصغيره المطآطيّه .. لذيذه , تآكلهآ ولآ تشبـع !

كآنت ملك من أملآكه , ولآ يحق لغيره إقتنآءه من بعده .. هذآ طبعاً في – عُرفـه – وحده ..
بين سبآبته اليسرى والإبهآم , أمسك بدآية أنفه الحآد مآبين عيونه إلي أغمضهآ بملآمح يظهر فيهآ التألم ...
مبآغتة الصدآع القويّ له كمآ إعتآد .. إلآ إن الشيئ إللي مآ أعتآده برغم تكرآره هو الصبر على هآلألم وتحمّله ...

ألم رآسه النآتج عن سوء التغذيّه وإعتمآده على كل مآهو مٌضّـر بـ الصحـه ..
صحته ضريره وللغآيـه ..
غذآءه معتمد على كميّه كبيره من السوآئل وإن كآن غآلبهآ من الكآفيين مآيزيده إلآ سـوء ..
أعقآب السجآئر المتوآليّـه وآحده تلو الأخرى حبيسه بين شفتيّه ..

ممآرسته تمرين الضغط المنزلـي ولمرآت لآمعدوده وعلى ذرآع وآحد وآهن .. ذرآعه الأيسر .. بتوآلي إلى أن يصيبه إرهآق السآعد .. يخدره الألم ثم ينـآم !

يحس بغثيآن متكرر وإستثآره للقيئ موجعـه إذ إن معدته أسآساً خآليـه .... وش إللي بيستفرغـه !
إنقبآضآت البطـن وتقلصآتهآ رغبـه في إخرآج مآبدآخلهآ شعور مؤلم يزدآد ألمـه في حين عدم وجود مآيمكن إخرآجـه !

إزدآد نحول بنيتـه , شحوب لونـه , ذبول عيونـه وبهوت ملآمحه ..
عقآبه لنفسـه قآسـي ..
عقآب للنفس وللبدن ..... مضآعـف

برآحة يسرآه فرك منتصف جبينه علّه يخفف من حدة ألم رآسه بآلتزآمن مع صوت إهتزآز جوآله دون تصآعد لنغمه رنين فعليّه ..
بطرف عينه الذآبله لمح إسمـه .. للمرّه ذآت العدد البعيد عن رقم وآحد وهو يحآول التوآصل معه دون كلل أو ملل ...

وكأنه قرر أخيراً مهآدآته بشيئ من صفة إسمه ويمنحه بعض الرأفـه ..
رفع جوآله قبل إنتهآء الإتصآل معلن عن بدآيته ..

....: السلآم عليكم / هذآني موجود / مآلي خلق أحد هآلفتره
قآلهآ ويدري تمآماً عن سوء الأدب فيهآ وتقليل الإحترآم وهو في محآدثه مع أخوه الأكبر ..... طلآل
زفر دون صوت ووده لو يمسح على وجهه إلآ أن يمنآه عآجزه ويسرآه حآمله الجوال ..

....: بخير الحمدلله / إيه صدق , الحمدلله / وليش تسأل وإنت دآري ؟ إيه غآيب أربع أشهر وأبشرك مآعندي نيّه بـ الرجوع / وش فيه الشغـل ؟!! البركـه فيكم .. إنت موجود وأحمد ........ – سكت لحظآت قبل أن يكمل بنبره مخنوقه جآهد في عدم ظهورهآ – وكـــآمـل بعـد / كآمل موجود توكلوآ عليه من بعد آلله

على الطرف الآخر .. ضرب طلآل طآولة مكتبه بقبضة يسرآه الغآضبه وبقوّه صآئح: شلون نتوكّل عليـه .. وإنت وين ! وش هآلمبزره يآرآئف

مسح على وجهه مستغفر حآث نفسه وبقلبه على الثبآت والتحكم بـ إنفلآت الأعصآب: مآهوب قصدي .. بس يآخي مو منك هآلحركآت .. شآرد من شهور تآرك الدنيآ ورآك شدعوى .. علمني يآخوك وش إللي صآير معك وليش كل هآلشقى إللي تشقيه بعمرك .. هذي بحيآتك أول مرّه تسوّي سوآتك .. وش ذآ الشيّ العظيم يآرآئف .. مآسويّته لأجل أبوك وهو أبوك يومنه توفّـى .. وفرآس أخوك إللي لحقـه .. وسيـف ثآلثهم .. الحين عشآن هذرة حريم يبهذلونك هآلبهذله , بقلعتهـم بس إرجـع وأنآ أخوك .. ترآ أمك ذآبحه عمرهآ عليك منعزله بغرفتهآ مآتطلع .. ورآمز الكلـب مآعلمنّآ بشيئ وإهو بعد منعزل مآيبي يحتك فينآ .. وزوجـة أحمد بنت محصن معتزله هي بعد وإنت تدري ليش وأحمد مبتلش معهآ ومع عآيلتهآ .. ومرتـي بروحهآ أكيد مين بقى .. البيت منقلب حآله .. حتى الشغل , أنآ وأحمد تدري إن مآلنآ بـ الإدآره , كل شيئّ متوقف لأنك المسئول الوحيد وكآمل هو النآئب بس كآمل بروحه مآيقدر ... يعني مو معقوله الرجّآل إللي إنت أخطيت في بنته وبهذلتهآ هآلبهذله وطلقتهآ بعد وهي بنت خآلتك أولى ترآعيهآ مآ أثر عليه شيّ من سوآتك في بنته وبعده شآيل إسم المآلكي إللي مآيعنيّه بشيئّ على كتوفـه .. وإنت يآصآحب الملك هآد كل شيّ ورآك وشآرد !


وكأن كل إللي قآله مآ أثر في ذآك المتبلّد مثقآل ذرّه .. وكأن الأمر لآيعنيـه .. وكأن كل من ذكرهم طلآل بسوء الحآل وتردي الأوضآع مو أهلـه .. وهو السبــب ..
مآكآن ردّه إلآ مقتضب , مآيشفي العلّه إلآ يزيدهآ ردى .. بآرد دون تأثر: إن شآلله
بعد كل مآقآله مآجآه الرد إلآ بـ المشيئـه ؟!
والمشيئه بعرفنآ شيئ محتمل الحدوث معلّق بـ أمر إلهـي ..
أطبق شفتيه مغلقـه رآص على أسنآنه وبقوّه إلى أن إهتز رآسه .. يجآهد وبكل مآ أوتي من قوّه للسيطره على إنفعآله أن لآ يثـور ..

....: أبي جوآب قآطع يآرآئف والحين .. متى بترد ؟ / شويّ بعد لين متى يعني , أربع أشهر مآكفوّك ؟ / طيب وينك فيه علمنـي , فتحنآ كل الشقق إللي بعقآرآتنآ ومنتب بوآحده منهم , وين قآعد ؟ / شلون يعني مآهوب مهم !! إلآ مهم وأبي أعرف / استغفر آلله العظيـم , الصبر من عندك يآرب رآئف وللي يعآفيك لآتستفز فآللي خلفونـي ترآ قسم بآلله موصله معـي / خلآص أنآ بقفل الحين ضآق صدري أكثر حسبي آلله ولآ دقيت عليك ردّ ولآ تذل فآللي جآبونآ وللي يرحم أبوك .. فآهم ؟!!

....: إن شآلله !


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 02:19 PM   المشاركة رقم: 115
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


إقتحمت البيت كمآ العآصفه الهوجآء بتجآهل لكل الندآءآت المطآلبه بـ وقوفهآ من خلفهآ ..
سيل من الدموع بلآ هوآده ينهال ..
أقفلت عليهآ بآب غرفتهآ دون إنتبآه منهآ أنهآ مآ أحكمته بـ المفتآح ..

إرتمت على سريرهآ نآئمه على بطنهآ دآفسه وجههآ بمخدتهآ دون أن تنزع عنهآ عبآئتهآ و الحجآب ..
بـ فتور وهنت قبضتهآ اليمنى على نقآبهآ ليطيح بـ الأرض جآنب سريرهآ وبـ إندفآع إنفتح بآب غرفتهآ وقبل مآيدخلوآ إثنينهم طلبهآ بهدوء هآمس: معليش يمّه خلينآ
تقطب جبينهآ رفضاً وإستنكآر صآئحه: نعم ! يعني إيش يآعُمـر .. ترآهآ بنتـي علمني وش سويت لهآ رآده تبكي

....: مآسويت شيّ , خذيتهآ من بيت عديّ وهي بهآلحآله .. حتى مآقعدت جمبي بـ السيآره طلعت ورآ
...: حور يمّـه .. شفيـــك
تحسس ذرآعهآ الأيسر بـ حنو هآمس: معليش بسمع منهآ أول وبعدين أعلمك .. إنتي تتحسسين بزيآده , تقعدين تبكين معآهآ وتصيحين

شدت شفتيهآ المطبقه بـ حنق زآفره من فتحتي خشمهآ بـ ضيق مستسلمه: طيب .. بس لآتتأخر
أومأ إيجآباً ثم أقفل البآب من ورآءه بعدمآ ابتعدت عنه أمّه رآده لمجلسهآ , وبنظره خآئبه تعلقت عيونه على ذيك الممدده تجهش بـ البكآء وتـشهق !
من ورآءهآ على طرف السرير جلس متحسس بيسرآه ظهرهآ هآمس: حــور
حور: ..........

....: قومـي كلمينــي
من بين بكآهآ , يظهر صوتهآ أضخم من حقيقتـه ..: إطلع برآ يآعُمر وسيبنـي
توسعت عيونه مندهش , ظهرت بصوته المفآجئه: أطلـع بــرآ !!

من فورهآ إنقلبت على ظهرهآ مستقعده .. مآتعودت التطآول على إخوآنهآ وإن كآن من بآب المزآح .. شخص وآحد هو إللي معه إنكسرت قوآعدهآ وإللي نشأت عليـه .. كل شيّ حولهآ ويصير لهآ يذكرهآ فيـه .. أول قبله لهم كآنت على نفس السرير الجآلسه هي عليـه ..
صوفتهآ التركوآزيه تحمل أثر الحرق من سيقآرته إلي إبتلش فيهآ يوم صآبتهآ الحمى وطآحت على صدره غآئبه عن الوعي ..
تطآولهآ عليه الغير معهود من قبلـه وإللي مآتجرأ أحد من قبلهآ عليـه .. تشتآقـه .. وتشتآق لأدق تفآصيلهآ معه , أصغرهآ وأتفههآ ..
وإن إبتعدت عن الكون بكآملـه مو بس بلـد معيّـن رح يظل يذكرهآ فيـه .. شلون وقطعـه منه بحشآهآ آخذه في النمـو .. تحسّ بنبضهآ وتوجعهآ .. شلون وإن خلقت فعلاً .. إن بـ أنآملهآ لمستهآ وبعيونهآ شآفتهآ .. ويآآه على مرآرهآ والعذآبآت إن كآن يحمل من جينآته الكثيـر ......... إن كآن يشبهه !

....: أنآ آسفه يآعُمـر .... مئصدتـش
....: سيبك منّي , عآدي ... مآلك يآحور !
على وشك النطق .. إلآ أن إنقبآضه قويّه أسفل بطنهآ ألجمت كآمل ردود أفعآلهآ إلآ من التشنّج ..
إنفغر فمهآ لآخره وإتسعت حدقتآهآ .. ملآمحهآ تظهر مُتألمه ..
إستشعر هيأتهآ ومن فوره إقترب لهآ كفه الأيمن فوق خدهآ الأيسر سآئل بـ تخوّف: مآلك فيه إيـه !! حآسـه بـ إيه إتكلمــي !!
ذعر أصآبهآ .. هل إن رحمهآ رآفض هآلجنيـن .. هل إنه على وشك أن يُقـذف !

أحست نفس هآلأحآسيس المنقبضه المؤلمـه قبلاً .. كثر مآهي رآفضه هآلشيّ إللي رح يعلقهآ فيه ويربطهآ بـ اسمه أنهآ أم لـ طفل منه كثر مآهي على أتم إستعدآد تفدآ بحيآتهآ كآمله وتحآفظ عليه ...

دعت من قلبهآ بصدق متوسلـه .. " إنجينـي يآرب وإنجيــه "
لحظآت غآبت فيهآ عن الوعي صآحيه مآوقف عقلهآ وقلبهآ عن التوسّل والترجـي مفرزه قطرآت عرق غزيره من شدة تحآملهآ على النفس والمقآومه ...
لحظآت مرت على عُمر في إهتيآج مآبين محآولآته السريعه المضطربـه أن يمددهآ على سريرهآ وفك حجآبهآ عنهآ .. تدليك سآعدهآ وظآهر كفّهآ .. مسح قطرآت تعرّقهآ من جبينهآ .. وأخيراً قيآس نبضهآ ...
يظهر قويّ متسآرع ... إلى أن هدأت ..

نفثت بقوّه بعد أن هبط صدرهآ بذآت القوّه ..
سأل والرعب بين قسمآته: مآلــــك !! حآسه بـ إيـه !
أغمضت عينهآ فآركه جبينهآ .. إلى متى بتستمر في التوآري والإختفآء .. مضـوآ أربعة أشهر من حملهآ دون مرآجعه طبيّه أو كشـف .. سفرهآ مقرر في الرآبعه فجراً .. أي بعد سآعآت قليله معدوده ..
أعقدت حآجبيهآ والسؤآل بقلبهآ " الطيآره مش ممكن تكون خطر عليّآ ؟! "
حتى لـ نسمه مآتجرأت للبوح لهآ ..

شلون تكون بهآلقسوه وتخبرهآ بـ حملهآ وللمره الثآنيه وهي توآجههآ بعظيم الخبر على قلبهآ ونفسهآ .. وكل كيآنهآ ...
مآتقدر تحمـل وتنجـب ... هي أبداً مآرح تكون أم !
ردّت دموعهآ دون سآبق تمهيد بـ الإنهمآر ...
ثآر عُمـر مهتآج صآئح: إنتي مآلك فيه إيـه .. إتكلمــي
....: نسمه مش هتئـدر تحمـل ولآتخلــف .. أبـــداً .. أبــداً يآعُمـــــر
بدهشـه غير مستوعب ..! يسألهآ عن حآلهآ وهي تشكي بآكيه حآل نسمـه ! للحظـه غآب عنه تركيزه وفقده .. من تكون نسمـه !!!

إبتلع ريقه بصعوبه ثم عآود الإمسآك بكفهآ الصغير الأيسر هآمس: إتكلمـي
من بين شهقآتهآ المتسآرعه .. تلفظ كلمه وتتقطـع .. تشهق , تلفظ ثم تزفـر ..
رفعت أصآبع يمنآهآ الثلآث إشآرة لنفس الرقم: تلت سآعآت يآعُمـر .... تلت سآعآت نسمه بتعيّط .. مقهوره .. ومحسوره .. مش هتعرف تخلّف أبداً يآعُمر

....: إهدي بس .. متعيطيـش , إزآي الكلآم دآ وإزآي عرفت ومن إمتى ؟!
بقوّه , وبظآهر يمنآهآ .. مسحت الدموع من تحت عيونهآ رآده: سبعه وعشرين كشف وتحليل ... سبعه وعشرين يآعُمـر .. كلهم بيقولوآ أن الرحم بتآعهآ طفولـي .. طفولي ومش هيئدر يشيل أي جنين .. نسمه متدمره على الآخر .. عآرفه الموضوع من أربع شهور وكآتمه فـ نفسهآ .. كل مره تعمل تحليل على أمل إنه يكون غير إللي قبله لكن النتيجـه وحده .. أنآ أول وحده أعرف النهرده .......... نسمه عآوزه تنفصـل

عُمر: .........
إنتظرت حور تلمح أي تعبير بوجه عُمر تأثراُ بمآ قآلت وخصوصاً الأخير من كلآمهآ إلآ أن عُمر جآمد .. سآكن .. دون أي تعقيب , وإن كآن تعبيرياً بوجهه ..
أكملت بـ هدوء تفصيلي حزين: نسمه عآوزه تنفصـل .......... عن عُــديّ !

غآب عنه الإدرآك وفقد التركيز وبلحظـه من وقع الإسم ولفظـه بآغته الإستيعآب ...
عُــــديّ !
إحتدت ملآمحه غير مُصدقـه ... بدأت الخيوط تتصل وتتشآبك ...
نسمه إبنة خآلته تكون زوجـه لـ صديقـه العزيز الوحيـد ..
صديقه عديّ إللي نشأ أسآساً في بيت عقيـم أملـه الوحيد بـ إنجآب من الأبنآء مآليس له حصر ولآ عدد .. شلون وبعد هآلسبعه وعشرين نتيجة كشف متمآثلـه يكون فيه أمـل ...

قآدر يآرب على كلّ شيئ بـ أمرك إلآ إنه حدث مؤلـم ..
مآيتخيّل قلب الصغيره نسمـه شلون صآمد في وجـه حقيقه مثل هآللي تعيشهآ حآليّا وتفتك بنفسيتهآ حدّ الدمآر ..
أبداً مآرح تتحمل .. لآ عديّ ولآ أبويّه ..

نسمه المرآهقه العآشقـه لـ عُديّ حـدّ الإدمآن والـلآتعقّـل والجنون .. بكآمل عقلهآ وإرآدتهآ .. تطلـب عنه الإنفصـآل !


/
/


أقفل البآب من ورآءه بـ هدوء مشعـل الأضآءه السهّآره بنفسجيّـة اللون وعيونه معلقـه على جسدهآ الهزيل الممدد بـ طرف السرير ..
شديدة الإنضبآط بوضعيّة نومهآ الغير قآبله للتبدل .. على جآنبهآ الأيمن تنآم منكمشـه متكومّـه سآقيهآ ملتصقين ببعضهم مضمومه ركبتيهآ لأسفل بطنهآ محتضنه يديهآ لفوق صدرهآ أسفل ذقنهآ ..

شدّ فمه المطبق أسفاً لحآلهآ البآئـس ووضعهآ الآخذ فـ التردّي ..
وهو إللي ينكر من يومّه الإعتقآد بـ الروحآنيّآت إلآ إنه وبسببهآ شيئ من الشكّ تمكن منه بكونهآ أصيبت بـ حآله من المـسّ !

زفر بـ عمـق غير مسموع , فتح عيونه المُرهقـه من بعد إغلآق لترد مسقره على ظهرهآ ..
أحسّ بـ هزّآت متتآليـه لكتفيهآ شبه مرئيـه ... إذاً هي تبكـي !
إبتلع ريقـه فآك أزرآر ثوبـه لحد مآنكشف كآمل صدره وكلمآت أمـه يعيدهآ عقلـه ..
أخت عُمـر الصديقه المقربـه لهآ توّهآ وغآدرتهآ وعلى ألأغلب أنهآ قد سآعدت ولو بآلشيّ القليل في تحسّن نفسيهآ أو حتى معرفـة سبب مصآبهـآ ... قرر وبـ جديّه يسأل عُمـر في صبآحه البآكر عن أي شيّ ممكن أخته تكون عرفتـه عن حآلة هآلبآئسه الميؤوس منهآ !

ثنى سآقه اليمنى تحته واليسرى ممدده حآني نصفه العلوي عليهآ من ورآء ظهرهآ هآمس ويسرآه قآبضـه على بروز عظم الحوض لهآ سآئل: نسمــــه
شهقـه قويّه تمردت من حلقهآ صآدحـه بـ سكون الغرفـه لجمتهآ بوضع كفيّهآ ضغطاً وبـ القوّه فوق فمهآ ومآسرع مآعتدل هو متربـع منزل كلآ سآعديه من تحت جسدهآ جآبرهآ على تمديد نصفهآ العلوي بوسط حجـره ...

قوتهآ مسآويـه للصفـر .. دون مقآومة منهآ إنفردت بـين سآقيـه .. رآسهآ بوسط حجره .. جفنيهآ منتفخيـن تورمهـم أحمر اللون غرقت بينهم عيونهآ إللي إختفت مآيظر منهآ إلآ شيئ من بيآض العين وشيئ من سوآدهآ ... تنتفت رموشهآ إللي قلّت كثآفتهم أقرب للإنعدآم ..
أصبح شكلهآ مُهمـل , متعبـه وتعبهآ شديــد لكنّه مجهول السبب وهي رآفضه عن الإفصآح !

رفع كآس المويه المتتلئ نصفه عن الكومدينه صآب بـعضه بـ كفّ يمنآه وبدأ يتحسس وجههآ علّه يبرد عليهآ بـ المآء من حرآرة الخنـق والكبت ...
لونهآ كآن أحمـر , وجههآ محتقن إثر كبت البكآء وخنقهآ لعبرآتهآ وجبراً ...
مسـح على حآجبيهآ نزولاً لوجنتيهآ .. ذقنهآ ثم العنـق ..
سأل وبـ منتهى الرقّـه الغير معهوده منه معهآ: شفيـك يآنسمــه ! تكلمـي آلله يرضـى عليـك .. ريحينـي وريحـي نفســك

هزت رآسهآ نفياً مغمضه عيونهآ وبقوّه تعتصرهم .. تكرمش ذقنهآ وكذلك كآمل تقآسيمهآ إنذآراً لإعآدة نوبـة البكآء المتوقفه من لحظآت ..

من فوره وتدآركاً لهآ قبل البكآء همس بـ خفوت عذب: آشششش , آششش خلآص .. خلآص لآتبكيــن .... عشآن خآطـري
وآرت وجههآ بكلآ كفيّهآ والألم يعتصر قلبهآ ..
كآن حرفياً مُذآب , إنصهـر من الأسـى والكمـد ..

ليته يعآملهآ بذآت الجفآء والقسوّه .. ليته مآطآوعهآ ولآ تبدّل حآله معهآ ..
قلبهآ يتمزق من شعوره بـ الحبّ الآخذ في النمآء تجآهه دون إكتفآء أو سأم .. وحنوه هو تجآههآ ورقته كمآ الطعـن بـ ذآت القلب المهترئ ...

لفظت إسمه وبعزم مآفيهآ من الوجـع والمرآره .. كآن في نطقهآ شيئّ غريب , غير معهـود ... نبرتهآ مبحوحـه مشحوحـه .. ذآئبـه ورقيقـه

....:عُـــــدّي

تحسس بظآهر يمنآه بروز العظم لفكّهآ السفلي وجبراً لنفسه ولعآطفة قلبـه أرغم نفسه على الجوآب بطريقه ربمّآ تسآعدهآ في الإفصآح عن إللي أهلكهآ: عيــون عُــديّ ... أنآ معــك .. أسمعــك

....: يآآآآآآرب ... يآربـــــــــــي لييييييش ليييييش
قآلتهآ بحرقـه وحسره , وكأن شيئاّ بدآخلهآ إنفتـق .. كل مآفيهآ يتمزق ..
شدت وجههآ بـ أظآفرهآ المنحوتـه المغروزه بوجنتيهآ الشدّ القويّ وكأنهآ قآصده تقطيع جلدهآ إللي كآن أرق من التحمّل , من فورهآ علآمآت الشخوط الحمرآء ظهرت بـ خديهآ فآغره فمهآ لآخره وكأن الروح منهآ تنتزع ...

عجز معهآ وهو الطبيب أن يعلم مصآبهآ وإللي تحسّه ...
أنزل سآعديه من تحتهآ رآفعهآ ودون عنآء بسبب خفّة وزنهآ لتستقر بـ تمديده عرضيه فوق سآقيه محتضن رأسهآ الصغيره لمنتصف صدره الوآسع ...
تمّ يتمرجح بظهره وبحركه رتيبه إلى أن هدأت وإستكآنت ...

أصآبع يمنآه مدآعبه وبمنتهى الرفق والرقّه مؤخرة رآسهآ بين خصلآتهآ إلى أن أحسّ بثقل رأسهآ يميل عن صدره ...
أدرك غفوتهآ هآدئـه ومستسلمـه إلآ من إنتفآضآت كل لحظه والتآليـه من إثر توآصل بكآءهآ ...
وجنتيهآ الورديّه مبلله وكذلك رموشهآ القليلـه ...

مآيدري ليش ودون شعور منـه مآل برأسه عليهآ إلى أن إستقرت شفتيـه مآبين عيونهآ طآبع قبلـه حنون دآفئـه ... إستشعرتهـآ وإزدآدت توجــع !

توّ مآرفع عنهآ رأسه إلآ وتسقط عيونه على شنطـة سفـر متوسطة الحجم بـ لونهآ الوردي مفتوحه بجوآر البآب تظهر منهآ ملآبس مصفطـه وغيرهآ منكب بـ إهمآل ...
إحتدت نظرآته المستنكره وإزدآدت عقدة حآجبيه دون تصديــق !

أحسّ بـ غصّه تنتصف حلقـه ..
أخفض بصره لعيونهآ النآئمـه مطبق الفمّ قهراً .. لآفظ يميـنه بغيـظ ودون حسآب ..: وآلله مآ أخليــــك !


/
/


/
/

طآل بهم الإنتظآر في موقف السيآرآت الخآص بـ المستشفـى ..
سأمت ونفذ صبرهآ مهويّه على وجههآ بغطآهآ متأففه بـ إنزعآج من الحرّ ورطوبة الجوّ نآقزه من المقعد الثآني لتستقر بـ آخر مقعد من سيآرتهم الجمـس: آفففف أبي أعرف إنتهت الزيآره من سآعه وهن بآقي دآخـل .. صبرك يآرب

....: وينهـي أمّك ؟!
....: تهذر مع أم عبدالعزيز قآبلتهآ بآلقسم , بنتهآ توّهآ مولده وجتّهآ حمىّ النفآس رآقده بـ المستشفى
....: وشهي حمّى النفآس ذي ؟!

....: ركآن وللي يعآفيك لآتسأل , شيّ مآلك دخل فيه
سفههآ ركآن موجّه كلآمه لأبوه الجآلس جمبه ورآء المقود: صدق يبه وش بيصير على نآهـد ؟! قآل الدكتور بتطلـع بعد بكره وهي على وضعهآ متعنته مآتبي ترجع لبسّآم ولآ ترد بيتهآ , ذي من جد إنلحس مخهآ وطآر عقلهآ وش ذنبه الرجآل

....: ذنبه إنه متزوج وحده معقده مثل نآهد أختك
....: ريتــــــــآج !
إنتفض جسدهآ بلحظة مانهرهآ أبوهآ مزمجـر ..
مآتدري شلون غفلت عن وجود أبوهآ قآطه ذمّهآ على أختهآ في حضرتـه !
إبتلعت ريقهآ عآضه على شفتهآ السفلى وبآلقوّه بآللحظه إللي رمقهآ فيهآ ركآن بـ إزدرآء مقلب عيونه رآد كلآمه لأبوه: من رآيي ودّهآ المركز الديني يبـه يعآلجونهآ الشيوخ , ترآ ذآ إللي فيهآ أعوذ بآلله شيئن مآهوب زين
....: إن شآلله

أومأ رآسه إيجآباً من بعد موآفقة أبوه ينآظر الشبآك على يمينه متكدر: ودي أعرف بس ذآ الحريم وشهو إللي يهرجون فيـه ؟! مستشفى والنآس مرضى وحآلتهم حآله وذولي لهم نفس يقرقرون

تحسس أبوه أسفل ذقنه حآك شعيرآتهآ الكثيفه وملآمح الإنزعآج من طول الإنتظآر متمكنه من تقآسيمه ...
لفظ بـ ضيق وهو يرآقب السيآرآت من حوله آخذه في تقلّص أعدآدهآ من بعد إنتهآء الوقت المخصص للزيآره: ريتآج وينهـي أمّك وأختـك ؟!
ريتآج: قلت يبـه , قآبلوآ أم عبدالعزيز يهرجون معهآ

....: طيب هي حرمه ومبيته مع بنتهآ ذولي وش إللي بآقي يسوونه دآخل والزيآره قد إنتهت !
تدخل ركآن بـ العرض قآطع الحديث: بآقي أخت بسّآم هي إللي تبيت مع نآهـد ؟!
ريتآج: إيه , مرآم أم فيـصل وآلله إنهآ كفـو هآده بيتهآ والبزر إللي عندهآ وتبيت معهآ
ركآن: علمي نفسك هآلكلآم , مخليتن الغريبه ترآفقهآ وهي أختك
ريتآج: لآ وآلله ! وأخلي درآستي وأضيع مستقبلي عشآن ست نآهد إللي أصلاً مآتدآنيني لآ بـ أرض ولآ سمآ ! أنآ قآعده أختبر هآلأيآم الفآينل ليش صيته هآنم مآتبيت عندهآ ؟!

ركآن: تدرين إنهآ متعقدّه من ذي المستشفى إللي كآنت تشتغل فيهآ ومآتبي تتوآجه مع أحد
طيرت عيونهآ لآويه فمها بـ إمتعآض رآده بـ همس وعيونهآ على الزجآج من جآنبهآ الأيسر: أمي سوّت معهآ الوآجب ورآفقتهآ .. يوم إهي ويوم أم فيصل , لآتقعد تشب فـ الحطـب

زفر أبوهآ بـ قلّة صبر حآث نفسه بـ طولة البآل مستغفر: آستغفرك يآرب وأتوب إليه .. لآ إله إلآ أنت وحدك لآشريك لك

....: السلآم عليكـــم
ريتآج: حشـى مآبغيتـوآ ! كآن جلستوآ شوي بعـد
....: طيب ردي السلآم الأول !

قلبت ريتآج عيونهآ ثم تكتفّت تنآظر من الشبآك المغلق على يسآرهآ بـ المقعد الخلفي بعدمآ تقدمتهآ أمهآ وصيته بـ الجلوس في المقعد النصفي وهي بـ الأخير منفرده ..
صآح ركآن ضآئق: شوفوآ حولكم آخر نآس تحرك سيآرتهـم مآبقى غيرنآ وش ذي السوآلف إللي مآتنتهي عندكن يآلحريم !
صيته: خلآص ركآآآآن عآد

ركآن: قآبلنآ ثنين من الرجآل وقفّوآ أبوي وحنّآ طآلعين قآلوآ سآلفتهم بثلآث دقآيق وإنتهوآ وإنتو دآخل تهرجون من ثلآث سآعآت !

لآحظ الجميـع كلهم إنخفآض السرعه للسيآره وسيرهآ المتبآطئ عن عمد بعدمآ أنهى ركآن جملته إللي نبهت أبوه للشيئ إللي غآدره رغماً عنه دون تذكّر ..
همست صيته بـ تخوّف: خير يبـه !!
....: ذكرتني يآركآن آلله يذكرك بـ الشهآده .. أقول صيتـه .. يآم سلطـآن
صيته: خيـر !
....: هللي قآله ركآن الحين , هم أبو سعـد وولده سعـد قآبلتهم من شويّ وسولفوآ معي يقآل إنهم كآنوآ بيجونآ زيآره بـ البيت إلآ وجمعتنآ الصدفه


أعقدت صيته حآجبيهآ بعدم فهـم في حين سألت أم سلطآن بـ إهتمآم: إيه علآمهــم .. عسى مآشرّ
نآظر بـ المرآيه الوسطيّه قآصد رؤية صيته تحديداً الجآلسه ورآءه مردف بـ هدوء: خير إن شآلله .... الجمآعه طآلبين صيته لولدهـم

لوت ريتآج فمهآ وردت تنآظر من الشبآك ... الموضوع إطلآقاً لآيعنيهآ ...

للحظآت والوضع سآكـن ..
صيته في حرج وريتآج بلآ أدنى إهتمآم .. أمهآ خآفضه بصرهآ المحتد تدور بعيونهآ في محآوله جآهده للتذكر وربط الأسمآء ... ركآن كحآل ريتآج , غير مُبآلي ..

أمآ عن أبوهآ فكآن كل لحظه واللي تليهآ يرمقهآ من المرآيه في إنتظآر سمآع تعقيب منهآ على قولـه .. إلآ إن هآلتعقيب المنتظر صدر من زوجته إللي صآحت غير مُصدقّه مستنكره: منهو أبو سعـد ذآ ؟ ليكون آل عبيـد جآبـر !!!
صفق ركآن بيديه رآد بـ حمآسه وإندفآع: إيـــه عليـك نــور , إهم بذآتهـم

بـ حموّ غير مبرر مبدئياً وإهتيآج .. صفقت أعلى وركيهآ برآحتيهآ صآئحه برفض قآطع حآد النبره صآخب: علـــى جثتـــــــي
بدهشه تعلّقت عليهآ الأبصآر مذهوله لترد رآفعه سبآبتهآ اليمنى مهتزّه: إسمع يآبو سلطآن .. ذآ العآيله بـ الذآت مآعندنآ لهم بنآتن للزوآج .. هه هُزلــت , مآبقى إلآ تتزوج ذآ المطلّق سعـــد
طير عيونه مستغفر مرغم نفسهآ على الهدوء وإستحضآر الصبر: لو إنك أول تسمعين الكلآم لـ آخره .. الجمآعه يآمره طآلبين البنت لولدهم سطّـآم مو سعد .. وبعدين لو إنه سعد شفيهآ يعني إنه مطلـق , الطلآق مآيعيب أحـدّ , لآرجل ولآ مـره

نفخت بـ ضيق وقلّة صبر , صوتهآ غير قآبل إلآ للنشآز والصرآخ: جيتك يآعبدالمعين تعيـن , لآ سعـد ولآ شسمه ذآ سطّآم .. مآعدنآ بنآت للزوآج , قُضـي الأمـر

....: شلون يعنـي ! يآمره وإنتي شدخلك .. النآس طيب وأجوآد أصل وقبيلـه والولد رآعي دين وأخلآق مآينسمـع صوته

....: هـه , مآشآلله , وهو مآجآب أصلاً عيآل هآلعآيله وكبهم على وجيههم إلآ ذآ الصوت إللي مآينسمـع .. أمر ريآجيلهم بيدين حريمهم

شهق بعمق ذآكر ربّه , قلّب عيونه ثم سأل: الموضوع يخصّك يآصيته , أنآ موآفق .. شرآيك إنتي ؟

بـ قسوّه إعتصرت أمهآ ذرآعهآ الأيمن جآذبتهآ بـ قوّه غآرزه أصآبعهآ بـ لحمهآ مُنبـهه: وقسم بآلله يآصيته إن وآفقتي لآ إنتي بنتي ولآ أعرفك وقلبي غآضبن عليك

بقوّه وعلى وجه السرعه فرمت أبوهآ السيّآره موقفهآ بـ حركه فجآئيه صآئح بزوجته غآضب: إنتي وبعدين معك يآمــره شسآلفتـك !! تبينهآ تقعد جمبك يعني ذآ بيونسك !
....: إيه بيونسني , يآزوآجه سنعـه لهآلبنيـت ولآ بـلآ , إنت أصلاً مآتدري إبنه سعـد ليش طلّق مرته ! اكفروهآ حسبي آلله عليهم .. خذوآ البنيه ورده من بيت أهلهآ مفتحّه ومآشآفت عندهم يوم عِـزّ ولآ هنآ .. مغير كرف وعنـآ .. أربع وعشرين سآعه جآلسه عند الفرن وبـ الأخير يبيعون شقاها للعآلم والنآس

....: الحرمه وتشتغل ببيت زوجهآ شفيهآ !!
....: لو إنهآ صدق تشتغل لزوجهآ ولأهلـه مآعليـه , مآحد يقدر يقول شيّ , أمآ إنهآ تشتغل للعآلم تعجن لهم وتخبز , منّآ معجنآت ومنّآك حلويآت ومآتذوق منه اللقمـه ! حتى لو قريشآت حسآب لشغلهآ ! إلآ يآخذون كل الدرآهم والقروش دآخل البحلـوش .. هُزلـــت !

مسح على وجهه مستغفر لترد هي مكمله بنبره أكثر إنضبآط وأهدى: مآعلمنآ البنآت وشقينآ عليهم طلعنآهم من الأوآئل لأجل نقطهـم هآلقطآه إللي مآتسوى القرش .. يقعدوآ إيه معي بـ البيت عوآنس يخدمون ببيت أبوهم ولآ إنهم يخدمون غيرهم .. ذآ العلم إللي عندي وإنتهيت وصيته رآيهآ من رآيي , قل لهم آلله وكيلهم مآفي نصيب ..

نآظر بـ صيته من المرآيه سآئلهآ بـ هدوء وكأن كل كلآم زوجته لآيعنيه: هآ يبـه , شرآيك إنتي أبي أسمعـك

من تحت غطآهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره من حآل نفسهآ ..
لآشعورياً تلألأت عيونهآ بدموع حبيسه .. يسألهآ وكأنهآ مسبقاً قبل الإجآبه وحتى السؤآل مأخوذ برآيهآ أو لهآ الشأن بـاللي ذاتاً يخصّها !
أبوهآ وأمهآ كلآهمآ مآقرروآ هآلشيّ , سوآءاً بـ القبول من أبوهآ أو الرفض من أمهآ إلآ من بعد إقتنآعهم هم أولاً ... تأتي موآفقتهآ هي ثآنياً إرضاءاً للذمـه وإرآحة للضمير ..

إبتلعت ريقهآ بـ مرآره هآمسه بـ صوت مخنوق مٌرغم: إللي تشوفـه يبــه

بققت أمهآ عيونهآ بصدمه تنآظرهآ غير مصدقّه في حين شدّت ريتآج شفتيها المطبقه متحلطمه بهمس خآفت: عديمة الشخصيّه , صدق آلله يآخذك ويفكنآ من سلبيتك .. وحده وآفقت من قبل على رجل الكهف أبو القمـل وش يمنعهآ الحين توآفق تشتغل خدّآمه وبيآعة معجنآت وزوجـه لوآحد إسمـه سطّــآم ! بقلعـتـك , وجـــع
أمسكت أمهآ رآسهآ من الجآنبين إدعآءاً للإنهيآر: لآآآآآ .. لآ خلآص مآعآد فينـي

أكملت بعدمآ إستجمعت قوآهآ ثآرت ثورتهآ وإشتعل إهتيآجهآ ...... إزدآدت حدّة نبرتهآ صآرخه وبـ جفآء: وقسم بآللـــه يآبو سلطــآن إن مآيتـمّ هآلموضــوع

بقق عيونه بصدمه ملتفت عليهآ بـ حدّه لآفظ بـ غضب إنفلت منه التحكم والسيطره: وقسماً بآلله على قسمــك طــلآآآ .............
- بــــــــــــــــسسسسس , بــس تعوذوآ بآلله من الشيطآن .

كآن صيآح ريتآج جهوري جـلل , صرخت بـه قآطعه يمين أبوهآ وحلفـه بـ الطلآق !

هدأ الجميع ظآهرياً إلآ من وجوم سكن قسمآتهم الغآضبه المكفهّـره وأخرى مصدومـه مُذبهِلّــه !

بـ هدوء وتسلل إمتدت يسرآهآ لجآنب صيته الجآلسه أمآمهآ مطبقه أنآملهآ القآسيه على جلدهآ بقرصـه موجعــه مؤلمـه !

القرصه إللي على إثرهآ إنتفضت صيته صآئحه متألمه جآذبه نحوهآ الأبصآر ..
ريتآج: آذكروآ آلله وصلو على النبــي , شدعوى الشيطآن يدخل بينآ على سآلفه مآتسـوى , خلآص يمّـه سكتي الحين لنآ بيت نتكلّم فيه .. وإنت بعد يآشيـخ علـي , هدي أعصآبك آلله يرضى عليك إنت قآعد تسـوق
....: يعني مآتشوفين أمّك وتسمعين كلآمهآ ! إستخفت المره تحلـف علـي ... ذآ إللي نآقص بعـد

ريتآج: معليش يبه , والأم يعني وش تبي إلآ رضآ بنآتهآ وسعآدتهم وأمي صآدقه .. حنّآ الحريم ندري أكثر منكم يآلريآجيل ودرينآ قبل إن سبب الطلآق من شين سوآتهم , المره مآتحملت , هدّت البيت وشردت لجمآعتهآ ولآ ردّت .. تخيل مغير زوآجهآ قعـد بس ستـة أشهـر .. وعلى فكره توّ طلآقهم قريب إمكن من إسبوعين تتوقع ليش بهآلسرعه يبون يزوجون ولدهم الثآني والأول توّه مطلق مآ أمدآه ! وهم مآغير ولدين وثلآث بنآت متزوجآت والحرمه أمهم شيبـه و بخـلآ بُـــخـــــل .... كـــــذآ – عضت على طرف إبهآمهآ الأيمن سآحبته بآلقوّه من بين صفي أسنآنهآ كنآية عن شدّة البخل مكمله – مآيبون حتى يوظفون شغّآله ولآ طبآخه , لآآ .. يزوجون عيآلهم وحريمهم هن إللي يكرفون ويبيعون للنآس


بعفويّه ودون إرآدة منهآ إنشدوآ شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه حزينه كسيره .. ولكنهآ صآدقه ...... وللغآيـه

على الرغم من سوء علآقتهآ مع زوجة أبوهآ أم سلطآن وفتور العلآقه بينهآ وبين ريتآج إلآ إنهآ وبهآللحظـه فقط تبددت لهآ كل هآلظنون .. تأكدت من وجود اللبـس وسوء الفهـم في تفهّم العلآقه اللزميّه القريبه إللي تربطهم من سنوآت طوآل ..

نآهد تبغض زوجة أبوهآ وبـ تكبّر , مشآعرهآ جداً جآحده تجآههآ ... وكذلك تمقـت ريتآج ..
حآولت نآهد محآولآت عديده تنقل لهآ هآلأحآسيس السلبيه إلآ إنهآ مآقدرت ...
هي مختلفه عن نآهـد أختهآ , هي ببسآطـه غير نآكــره ولو لـ أتفه جميــل !
وبـ الرغم الآخر من حقيقة شخصيّة زوجـة أبوهآ المتسلطـه المتنمـرّه سليطـة اللسآن وكذلك أختهآ ريتآج جآفة الأطبآع قآسية المرآس زفرة القـول متمردة الفعـل إلآ إنهآ ولأول مرّه تشهـد الحميميـه بـ دفآعهم عنهآ ..

أحست بـ السند الأنثوي إللي إفتقدته منذ النشأه برغم محآولآت نآهد بـ إحتضآنهآ إلآ إنهآ مآقدرت تنقل لهآ شيّ من صدق العآطفـه ...
أحست بـ الأمومه الحقيقيه لأم مآترضى الذل والمهآنه لإبنتهآ ..
أحست بـ التفهّم والمسآنده من أخت ولآ بعمرهآ كآنت قريبه منهآ القرب إللي معه تلغـى الحوآجز وبـه ترتآح وتستقـر .... وكذلك تطمئـن

أكملت ريتآج بعدمآ حرّك أبوهآ السيآره في هدوء منضبط: وبعدين يبه لآتنسى نآهد والأزمه النفسيّه إللي إهي فيهآ .. توّ ولدهآ متوفي وصآرلهآ شهر منّهآ بآلوآقع ولآ على الأرض .. عآجزه ومدمره صحياً ونفسياً فـ شلون تبينآ نقرر الحين بموضوع المفروض إنه يونسنآ وحنّآ كلنآ عآيشين بهآلظرف العصيب مع نآهـد ؟!

أعقب ركآن بـ عربجه سآخر من بعد صمت مطوّل: متعوب عليه ذآ الظرف العصيب يآلمثقفـه هـــع

عفوياً وبآلرغم من الجميع تبدّل الوجوم بملآمهم لإبتسآمه فآتره مُرهقه ..
آثروآ جميعهم الصمت إلآ ريتآج إللي إنعفس وجههآ لأخوهآ معقبه بـ تقزز: ثقيـل دمّ
....: طيب خففيـه هــع

أرخت جسدهآ تنآظر من الشبآك على يسآرهآ هآمسه بـ ضيق: نعنبـو المصآلـه بــس
صيته: ههههه
إقتربت ريتآج مآئله بنصفهآ العلوي ملصقه جآنب رأسهآ الأيسر للقزآز هآمسه لصيته بعدمآ وصلهآ صوت ضحكهآ الخآفت: عـدّي الجمآيل صيتـووه , يجيك يوم تردينهآ
مآثلتهآ صيته بـ الهمس هآزئه: قولي وآلله !
ريتآج: أنقذتك أنآ وأمي من زيجـه تغـث وخشّه تلوع الكبـد لآ وإسمه سطّآم بعـد !
....: ههههه آستغفر آلله وشفيه سطّآم بعـد !
قلبت عيونهآ مشمئزه: قرويه مآمنك رجـآ ذوقك مخيس

قآلتهآ بـ تقزز ثم أرجعت ظهرهآ مسند لخلفية المقعـد ومآسرع مآردت لوضعهآ الأول مقتربه من صيته وكأنهآ تذكرت شيّ هآمسه بـ لعآنه: يعني بـ الله وآحـد إسمه سطّآم ولآ وآحـد مثلاً إسمه يبدأ بـ حرف الـ - عيـن - !

بصدمه بققت عيونهآ متسعه حدقتيهآ غير مصدقّه إللي لفظت به ريتآج لتوهآ ملتفته لهآ الإلتفآت السريع تنآظرهآ بدهشـه بينمآ سيحت ريتآج جسدهآ برآحه وإرتخآء ترمقهآ بنظرآت لعآنه وإنتصـآر !

ذهول صيته إللي إعترآهآ وكسآهآ هو ذآته إللي أكد الظنون لـ ريتآج ..
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ بشكل ملتوي يسآراً من تحت غطآءهآ مقتربه من صيته المفجوعه ذعراً هآمسه: لآترتآعين هآلقدّ .. أدري من زمن جدّك عن سرّك الصغيـر مع حبيب القلب بـ المستشفــى حـرف العيـن


كآنت الكلمآت من ريتآج خآفتة النبره مترآبطه إلآ إنهآ على مسآمع صيته كمآ الطبول بوقعهآ الصآخب المدوي ... بطيئة الإيقآع بذآت اللحظـه متبآعدة الكلمآت وكأنهآ تلفظ كلمـه كلمـه مفصلّه دون إتصآل لترد ريتآج مكمله بذآت الهمس والإستلعآن: كنت أحسب بـ الأول إنه هو ذآك الممرض حرف العيـن عآصـم لكن الحين ظهر بـ الصوره أوضح دكتـور عيــن .. دكتـــــررررر ...............

أحسّت صيته بـ توقّف النبض عندهآ كلياً وكأن قلبهآ مُعلّق .. توقف النفس وتوقفت كل عمليآتهآ الحيويّه الدآخليـه ... وكذلك إنفعآلآتهآ الخآرجيّه ..
ثبتت عيونهآ المفجوعـه وتوقفت الحركـه لـ جفنيهآ مستحضـره كآمل إنتبآههآ بـ إنتظآر لفظ الإسم من بين شفتي ريتآج .... دكتـور عُـــديّ

أحست الروح فآرقتهآ وهي على وضع إنتظآرهآ المميت الفآتك بـ كآمل أعصآبهآ حدّ التلف والتدميــر ..
نطقت ريتآج أخيراً ضآئقه عيونهآ الزآهيه بـ تفآخر لآفظـه بـ تبآهي لحقيقة إكتشآفهآ العظيم ..
....: دكتـر عُــــــمـــــــــر !



/
/


رفعت عيونهآ عن شآشة اللآبتوب نآفخه هوآء بنفآذ صبر ثآبته عيونهآ للجدآر من قبآلهآ ..
كآنت محآوله بآئسـه لجمع شتآت نفسهآ وإستحضآر تركيزهآ من بعد الشتآت ..

إلتفتت بنصفهآ العلوي ورآهآ صآئحه بـ إنزعآج: خيـر إنتـو وبعدين يعنـي !! مآنيب عآرفه أركـز
ببرآءه إتسعت عيون صغيرتهآ زآمه شفتيهآ الرقيقه مآطه فمهآ مرتعبه من صيآح أمهآ المفآجئ في حين سحبت الثآنيه جسدهآ الممدد على السرير رآفعه نفسهآ على كوعيهآ المغروزين فـ المرتبه الإسفنجيّه من تحتهآ تنآظرهآ بـ ببرود مآثل نبرتهآ: شفيـك بعـد !

....: سوآليفكم التآفهه مزعجتنـي , مآنيب قآدره أركز ولآ أكتب شيّ
....: وإنتي قآعده تكتبين ولآ تنقلين إللي كتبتيـه ؟!
قلبت عيونهآ مستغفره: مآنيب قآدره أركز وخلآص .. يآتسكتوآ أو تطلعوآ برّآ

لوت فمهآ مطيره عيونهآ بـ تململ سآفهتهآ بضربتهآ لورك الصغيره على يمينهآ: مآعليك منهآ فيدو يلآ كمـلي , مكيجينـي زين الحين سهيل يجـي
علآ صوتهآ منزعجه: سآلــي إنتي وبعدين معــك !!
فدوى: مآمآ خلّي الكتآبه وقت ثآني تعآلي خليني أحط لك مكيآج
أصآله: حسبي آلله عليك يآسآلي , خربتي لي البنت مآفي عقلهآ إلآ ذآ المكيآج وخرآبيطه
مددت سآلي مغمضه عيونهآ هآمسه: كملي كملي فدوى , إذآ عرفتي هآلمره ترسمي الآيلآينر زين واليمين مظبوط زي الشمآل لك مُفآجئـه
صفقت بيديهآ الثنين مبققه عيونهآ بـ إبتهآج: ثــدق !!
سآلي: إي وآلله صـدق ..

أسندت أصآله جبينهآ بوسط رآحة يمنآهآ زآفره بيأس وأسى: يــآرب ..
إلتفتت فدوى لأمهآ اليآئسـه ثم قوست فمهآ بلآ مبآلآه وتوّ مآردت عيونهآ للصندوق المتروس أدوآت زينه وتجميل إلآ وتطيح عيونهآ على علبـه سودآء آللون صغيره وبـ تبآطئ من وقع تدآركهآ مكنون هآلشيّ أخذت إبتسآمتهآ في الإتسآع هآمسه بعدم تصديق: لآآآآآ
فتحت سآلي عيونهآ مآئله بهآ يسره لـ فدوى عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: إيــش !!

....: هذي الأروآج يوه نثيتهـآ مررره
سآلي: أروآج إيش ؟
فدوى: شوفي ثآلي كيف حلوين لونهم مرره روعه جبتهآ لك من ذمآن ذمآآآآن ونثيت أعطيك إيآهم
رفعت نفسهآ بـ التحآمل على كوعهآ الأيسر تنآظر بـ لونين الروج دآخل العلبـه وإللي كآنوآ من مآركه هي تفضلّهآ وبـ نفس الوآن الـ نود إللي مآتستخدم غيرهم سآئله بـ إستغرآب: من وين لك هآلأروآج ؟!
فدوى: يوم طلعت مع ثنـد للثوق ودخلنآ محل مكيآج شريت لك هذي هديّه
سآلي: سنـد طلع معك للسوق ؟! متى ذآ
فدوى: يوووه من ذمآن مررره يآذينـو ثنـد أحثن من مآلك , بث الحين هو مشغول ومآثرت أشوفه .. متى يرجع ذي أول ؟!


إستسلمت أصآله مقفله شآشة جهآزهآ مقرره تأجيل نقل مقآلتهآ كتآبتاً إذ إن شكل هآلثرثآرتين ورآهآ مآعندهم نيّه أبداً لآ بـ الطلوع من غرفتهآ أو السكوت عن سوآليفهم الغير منتهيّه أو حتى خفض أصوآتهم بهآ !

إقتربت منهم مرتميه على سريرهآ بـ العرض من آخره نآئمه على بطنهآ رآسهآ عند رجول سآلي , مسنده جآنب رآسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى محركه رجولهآ بـ الهوآء سآئله بـ فتور: وش رآيكم بآللي قآله أبوي بخصوص مآلك ؟!
فدوى: وآلله يآمآمآ مآني مثدقـه كيف جدو يفكر في شيئ ذي كذآ ؟
أشبكت سآلي أصآبع يديهآ فوق بطنهآ تنآظر أصآله من مكآنهآ: مدري عن أبوك وآلله شلون يفكر
فدوى: ثآلي غمضي عيونك يلآ برسم الآيلآينر
بـ إنقيآد أغمضت سآلي عيونهآ بـ هدوء وبدت فدوى برسم خط الطرف للعين وبـ إحترآفيّه مآرتعش لهآ إصبع في حين أردفت أصآله: مستحيل مآلك يقبل بهآلشيّ !
سآلي: وإشمعنى ؟

أصآله: أخوك كآن يموت على مرته , بذمتك شوفتيه من قبل دخل بمثل حآلة هآلحزن والكئآبه ! وآضح إنه كآن يحبهآ وشكله حبّ صآدق وبعدين مآ أمدآه , مغير أربع أشهر مطلقهآ الحين أبوك يبي يورطه بزوآج وهو مآيدري ؟! متى تتغير هآلأفكآر , كل مآنحشر الأهل مع ولدهم قآلوآ زوجوّه يعقـل !
سآلي: ههههه أسآساً وين بنلقى مثل هآلبنت بهآلموآصفآت إللي قآلهآ أبوك ؟ يآآ إن أبوي ذآ كآن زير نسآء
أصآله: طلع الولد لـ أبوه
سآلي: منــو ؟!! مآلـك ! هـه وين مآلك من أبوك .. يحليلـه ملوكّي بس وآلله إنه مسكين .. سند إهو إللي ثعلـب مآيندرى عنه , إهو شبيه أبوك مو مآلك
فدوى: بث خآلي ثنـد مآيكلّم بنآت ولآ يطلع معهم !
نهرتهآ أصآله بـ جفآء: فــدوى مآلك دخل بهآلسوآلف إنتـي
قوست فمهآ المطبق بلآ مبآلآه مقلبه عيونهآ بـ سفه لكلآم أمهآ ..


أمهآ إللي إستقعدت بـ استقآمه ظهر خآزتهآ بنظره مُحذرّه لسوء ردّ فعلهآ لترد فدوى خآفضه رآسهآ معتذره بـ وهن وفتور: آثفـــه
رآقبت سآلي نظرآت أختهآ وبنتهآ في صمت لثوآني قطعتهآ بـ هدوء سآئله: ومآلك متى بيرد أجل
ضمت أصآله لصدرهآ مخده مربعه الشكل صغيره مسنده فوقهآ ذقنهآ: قآل سند يوم الخميس إن شآلله ..
إعقدت فدوى حآجبيهآ مطيره عيونهآ بتفكير أنهته سريعاً لآفظه: يعني بعد ثلآث أيـآم
أصآله: أحس بيصير كوآرث .. مآلك مع إنه عنيد بس ولآ بعمره رفض شيّ لأبوي .. مدري شلون بيقبل قرآر أبوك ذآ يبي يزوجـه
فدوى: ليش مآلك يتذوج مرتين وثنـد ولآ مرّه ؟ ثند هو الكبيـر .. خلو ثند هو إللي يتذوج
أصآله: بنــت ! قلت لك إسكتي ولآ تدخلين بهآلكلآم

ضيقت سآلي عيونهآ بـ تفكير أثآر فضول أصآله إللي سألت بـ إهتمآم: وش إللي تفكرين فيـه ؟!
سآلي: يعجبني تفكير أبوك .. أحسّـه منطقـي
أصآله: بـ آلله ؟! وين المنطق ؟! أسآساً من سمعت إللي قآله وأنآ قلت عزّ آلله أبوي رآح عقلـه مع هآلجلطـه شكلّهآ وقفت مخّه .. قآل إيش مآينسّـي المـره إلآ مرتـن ثآنيـه .. زوجـوّه ! أبوي هذآ بعمره مآرح يتغيّر .. من قبل زوجنّي غصب والحيـن مآلك المسكيـن
سآلي: وضعك مختلف .. يمكن مآلك فعلاً محتآج هآلشيّ .. يدخل بعلآقه ثآنيه تكون هي المخرج
إتسعت عيونهآ بذهول غير مُصدّقه هآمسه: مآنيب مصدقتكــم !!!
سآلي: واشمعنى يعني !


أصآله: قسماً بآلله كلكم وآحد يـ آل مُرشـد .. إنتو من جدّ ؟ مآتفكرون إلآ بـ أنفسكم وبس ؟ مآتفكرون بغيركم ! وش هآلأنآنيّه ! يعني عشآن مآلك يلقى المخرج من علآقه أولى فآشله يورط وحده ثآنيه معه بعلآقه مآيندرى على إيش بترسى ! ليش تقحمون العآلم بـ فشلكم وتحملونّه عليهم ! أخوك مآلك متأكده مليون بـ الإميه إنه مآنسى تغريد ودآريه إنه مآرح يرفض هآلطلب لـ أبوي وخصوصاً بعد إللي قآله .. شفتي !! حتى من بعد قومته من المرض إللي شكله مآ أثر فيـه لسّه فيه طآبع الإستغلآل .. بيستغل مرضّه في الضغط على مآلك لأجل يخضع له وللي يبيـه .. الحين فهميني هذي البنت إللي بتكون زوجه جديده شذمبهآ تتورط بعلآقه مع مآلك وهو كل بآله وتفكيره مع الأولى , وفوقهآ متزوجهآ إرضآءاً لـ أبوه مو عن رغبه حقيقيّه منّـه ! غآسله يديني منكـم كلكـم , حسبي آلله

فدوى: خلآث يآ مآمآ لآ تعثبيّـن , ليش كذآ متشآئمـه ؟ أقولكم على ثِـرّ ؟!
أطبقت أصآله فمهآ بـ حنق مقلبه عيونهآ مستغفره , والحين إنحشر أنف أصغرهم بـ أكبر مشآكلهم ...
سآلي: ههههه سِـرّ إيش بعـد أتحفينـآ !
فدوى: الثرآحه الثرآحه مع إن ذوجة مآلك تغريد هذي كآنت مرررره حلوه وتجنن بث مآبلعتهآ .. أحث كآنت شآيفه نفثهآ , مآتعطي أحد وجـه ولآ تثولف ويآنآ ودوم قآعده بـ غرفتهآ .. وكمآن مآكآنت تحب مآلك ! ليش إن شآلله ! مرره كرهتهآ لمن ثآحت على مآلك وقآلت إنه جبآن .. هيّآ إللي جبآنه وحيوآنه كمآن أحثن إنو طلقهآ .. على فكره يآ مآمآ أنآ كمآن مع جدو لآذم نشوف له عروث ثآنيه يتذوجهآ ويقهر فيهآ هذيك .. ولآذم تكون أحلآ منهآ , لآذم مآلك ينفتن فيهآ ويحبّهآ وينثى تغريد هذي

بعيون مذهوله مبققه بعدم تصديق نآظروهآ ثنينآتهم غير مستوعبين إللي توهآ ولفظت به وتوهم وإسمعوه !
أطلقت سآلي زفره مقطوعه كآنت الـ - هـــه - مصحوبه بـ إبتسآمه عدم تصديق مدهوشـه في حين إحتدت ملآمح أصآله وإشتدت سآئله بـ إستنكآر: بنـــت وش هآلكــلآم !!
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بلآ إهتمآم مردفه: أقول الثـدق
إلتفتت أصآله لـ سآلي خآزتهآ بـ حقد مطبقه فمهآ بـ قهر للحظآت أعقبت من بعدهآ بنبره مخنوقه من بين أسنآنهآ: شوفـي البنـت وكلآمهآ !

سآلي: هههه كفـو .. أشوى إنهآ مآطلعت لك مآكل القطو لسآنهآ .. – نآظرت فدوى مكمله بعدمآ غمزت لهآ مبتسمه – مآعليك منهآ فيدو يآعمري وأنآ خآلتك
إحتضنت أصآله رآسهآ بيديهآ دآفسه وجههآ بآلمخده إللي بوسط صدرهآ مستسلمـه إذ إنهآ بلآ حيلـه , وُجدت كـ نعجـه وسط الذئـآب !
فدوى: بث ثدق وين بنلقى وحده ذي مآقآل جدّو .. حلوه ومتعلمّه , أثل وفثـل وشخصيّه قويّه وذكيّه وعنيده .. قآل لآذم تكون أقوى من مآلك ... إيش الموآثفآت التعجيذيه هذي ؟!!!
لوت سآلي فمهآ المطبق يمنه بعدمآ وجهّت لهآ نفس سؤآلهآ حسيّاً بنظره عيونهآ لترد أصآله تعبيرياً متعجـزّه عن الإجآبه ...

ضآقت عيون سآلي مستغرقه في التفكير .. تتقآفز لعيونهآ الموآصفآت وآحده تلو الأخرى ... جميله ومتعلمّه , ذكيّـه .. بنت شيخ , ذآت ديـن وخلـق .. شخصيّه مُكآفحه غير إنهزآميّه , قويّه وعنيده ...
تمت على وضعهآ بهيأتهآ المنغمسه في التفكير ضآئقه عيونهآ ممتدة النظر للفرآغ عآفطه شفتهآ السفلى مآطتهآ بين إبهآم يمنآهآ والسبّآبه وزوجين من العيون معلقّه عليهآ بـ ترقب .. يدرون إن مآورآ هآلتفكير العميق المطوّل إلآ حـلّ العقـده والجوآب الشآفـي ..

الجوآب إللي لفظت به بـ صدمه .. بنفسهآ تفآجئت مذهوله بآلشيّ إللي أوصلهآ لـه تفكيرهآ أخيراً وإللي مآكآن إلآ إسم وآحـده إنطبقت عليهآ كآمل هآلموآصفآت وتفصيليــاً !
خرجت الحروف من بين شفتيهآ بـ همس خآفت شبه مسموع , أبتّ الدهشّه إنهآ تحلّ عن قسمآت وجههآ المذهوله , لآفظـه بـ إستنكآر: ريتـــــآج !!!!!!

إلتفتت لهآ فدوى القريبه منهآ سآئله بـ عفويّه طفوليّه: مين ريتـآج ؟!!


/
/

/
/


وقف بـ إستقآمـه يعلو وجهه إبتسآمه قصيره متوتره ..
يتم ذآك الرجل وإن أقعده المرض ذآ حضور قوي مهيب , فآرض على من حوله الخنوع والخشوع ..
أقبل تجآه الوآقف أمآمه بعدمآ حرّك كرسيه المتحرّك , برغم تعآفيه إلآ إنه مآ إستعآد كآمل قوآه إللي تمكنه من الوقوف على قدميـه ..

يرقب الوآقف إقترآب القآعد وابتسآمته المتوتره بوجهه مآتلآشت ليقآبله الآخر بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره علت وجهه المُرهق مُرحب به بنبره يظهر فيهآ الكثير من الإجهآد: حيآلله سهيـل
بعدهآ إبتسآمته المتوتره بوجهه مآفآرقت , أومأ برآسه إيجآباً معقب: آلله يحييك أستآذ عآمر ويبقيـك , حمدآلله على سلآمتك طهور إن شآلله

أشر له بيمنآه أن يجلس دون تعليق وبـ إنقيآد له جلس الثآني حآك بـ طرف سبآبته اليمنى جآنب عنقه الأيمن أسفل شحمة الأذن سآئله بـ هدوء لكسر برود الموقف: متى إن شآلله بترد للمؤسسه

....: أشوفك مستعجل
أطلق ضحكه قصيره أشبه بـ زفرة الهوآء المقطوعه مردف: أشوفك إنت أستآذ عآمر إللي حبيّت الرآحه وتونسّت لقعدة البيت
بلل شفتيه المبتسمه إبتسآمه مُرهقه قبل أن يعقب .. سهيل ومن بين كل العآملين كآن هو المتفرّد المحظـي بـ ثقة عآمر النآدره شبه المستحيلـه ..
وهآلرآحه والإطمئنآن تنعكس آثآرهآ على تعآمله معـه بـ إعطآءه الحريّه في تجآذب أطرآف الحديث معه بـ أريحيّه ودون تكلّف مشقّة الرسميّآت وعنآءهآ ..
ثقته إللي إمتدت لتشمله أن يكون صآحب الشأن في التصرف بـ كآمل أملآكه دون رقآبه أو حسآب .. الثقـه إللي إتسعت ليسلمـه أمرّ ابنتـه الحآملـه إسمـه ... سآلي عآمر المُرشـد


....: مآعلينآ من الشغل الحين , دريت عنك إنت وسنـد , مآقصّرتوآ
....: أنآ مآسويّت شيّ , أستآذ سنـد إهو إللي تولّى الإدآره والإشرآف .. مآشآلله عليـه ذكي وفطـن
....: وهو لولآك من بعد آلله سنـد كآن بيفقـه شيّ عن أشغآلنآ وعلومهآ ! لآتتوآضـع

أخفض سهيل بصره في حرج مبلل شفتيه بـ إبتسآمه قصيره خجلـه ليرد هو مكمل: مآبقى شي على رمضآن
سهيل: إيه , أقل من شهـر .. ثلآث أسآبيع تقريباً
....: ومتى نآوي إنت وسآلي يجمعكم إن شآلله بيتن وآحد ؟!
قوّس فمه المطبق بـ خيبه وقلّة حيله ..
السلبيّه إللي على مآيبدو إنهآ مآرآقت له ليضطر إنه يقرر بنبره تظهر وكأنه أمرّ قطعـي لآ مجآل للنقآش فيـه ..: بعد رمضآن إن شآلله الزوآج

إتسعت عيونه ينآظره بدهشـه ليأكد الثآني كلآمه بـ حزم وصرآمه: تبيني بعد أحدد لكم اليـوم !
تسآرعت حركة جفنيه والبلآهه بتقآسيمه غير مستوعب لحد مآبتلع ريقه مطرق الرأس لثوآني معدوده أعقب من بعدهآ بهدوء مستسمح: تقدر تعفيني هآلمرّه من تنفيذ قرآرك ؟!
سأله برفق ثم رفع رآسه مترقب ردّة الفعل وإللي مآكآنت إلآ عبوس وإمتقآع !
عآمر المرشد برغم الإرهآق البآدي والمتمكن من أدق تفآصيل وجهه إلآ إن قسمآته الحآدّه ونظرته الصقريّه الثآقبه مآقدر عليهآ مرضـه .. بعده رجـل قآسي حآد الطبـع جآف الملمح والنظره ..

أغمض سهيل عيونه بـ همّ مكمل بصوت مبتئس مُحبط: أبي هآلشيّ أنآ وهي إللي نقرره
....: كم لكم أجل على وضعكم مآقررتوآ !
سهيل: فعلاً كنآ نآويين لولآ مصآبك
....: وهذآني الحمدلله تعآفيت , وشهو إللي يمنع ؟! إسمـع إنت .. متى بيكون لك كلمـه قطعيّه نآهيـه ! من أول وأنآ دآري إنه مآيأجـل إلآ سآلي وإنت مهآودهآ .. مصخــت عـآد

إبتلع ريقه خآفض رآسه في حرج أردف من بعده طلبـه مستسمح وبصبر وآسع ممتـد: معليـش .. خلي هآلشيّ حنّآ إللي نقرره .. إنت تدري سآلي مآتحب إلآ تحس إنهآ المسئوله الوحيده عن قرآرآتهآ إللي تخصّهآ خصوصاً ومآتحب تحسّ إنهآ مجبره عليه أو حتى مخيّره مآبينه وغيـره .. الحين مآفي شيّ يمنع زوآجنآ , بس متى عآد ! بنفكر فيـه ونقرره ونعلمكم إن شآلله بس رجآءاً استآذ عآمر لآتضغـط علينآ

إلتوى فمه بـ إمتعآض زفر من بعده بـ ضيق مجآوبه بـ إقتضآب: إيه مآعليـه

إرتخت قسمآت سهيل المنكمشـه لتبين الرآحه بملآمحه ومآسرع مآلحقه أبو مآلك مكمّل بـ جفآء مُنبّه: ولعلمك , أي تأخير ولأي عذر مآهوب مقبول .. الوقت بين العيدين أبيكم ببيتـن وآحد
مآرد سهيل إلآ بـ إبتسآمه قصيره متوتره هآمس: إن شآلله

قآلهآ بـ إبتسآمه ظآهريّه فآتره وبقلبـه يتوعد هآلخطيبـه إللي طآل صبره عليهآ مآينوله من عندهآ وتعنتهآ إلآ البهآذل ! " هيّـن دكتـوره سآلـي "

سآلي إللي ذكرهآ بقلبه وشآفتهآ عينـه ..
قآطعت سكون محيطهم بدخولهآ عليهم وإلقآءهآ للسلآم الهآدئ بـ إبتسآمه ليرد أبوهآ بنظره سريعه حآده لسهيل أوصلت له الرسآله وإللي ينبغي عليـه وحتمياً فعلـه ثم أعقب بـ الجوآب: وعليكم السلآم
إكتفى سهيل بـ إيمآءة رآس هآدئه أتبعهآ بنظره سريعه خآطفه لـ أبو مآلك إللي ردّ فمه المطبق وإلتوى بـ حنـق محرك كرسيه صوب بنته مردف: تعآلـي .. سهيـل يبيـك

عدّلت من تمآسك طرحتهآ الملفوفه بـ إهمآل على رأسهآ عآقده حآجبيهآ بـ خفّه مستغربـه ..
الإستغرآب إللي سفهه أبوهآ مقفي عنهآ تآرك لهم الخلـوه بـ المكآن لتتم هي وآقفه مكآنهآ ترمق الجآلس بنظرآت غريبه ذآت مغزى عميـق إلآ إنه مآفهمـهآ ..

زفر بـ همّ طآلبهآ بـ صوت خفيض هآزئ: ارحبــي ...!


/
/


قبآل بآب غرفتهآ المغلق , طرقـه بهدوء قبل أن يكمل الطرقه الثآلثه إنفتح البآب بسرعه والقلق بعيونهآ همست بـ إرتعآب: شبيــب
بوّز للحظه إستغرآباً من تفآجئهآ ثم أعقب: تعآلي يلآ آدم تحت

كآنت على إنتظآر مطوّل يفتك فيهآ القلق .. إبتلعت ريقهآ مغلقه البآب من بعد خروجهآ مجآوره له بـ الخطوآت كل مآلهآ تمسح على جآنبي فستآنهآ الفسكوزي أسوّد آللون بنقوش بيضآء متدآخله ..
توترهآ إللي لآحظه هو آخذه خطوآتهآ في التبآطئ متأخره ..
إلتفت عليهآ بجبين مقطب سآئل: شفيك إنتي !!

إندفعت بـ الإجآبه صآحئه: شبيب مدري رجولي مو شآيلتني , آدم قآل إن عنده شيّ ويبيكم كلكم متجمعيّن
أردف بـ شيئ من اللآمبآلآه نآتج من عدم فهمه قصدهآ: إي وشفيهآ يعني ! كلنآ تحت متجمعين
إتسعت عيونهآ سآئله: مين تحت !! تكلّم
....: بسم آلله عليك إنتي شفيك .. كلنآ .. فآهد وجآسر وأمي وآدم .. سهيل عند خطيبته مدري بيحضر أو لآ
....: أمي قآعده مع آدم !!!
....: إيه توّهآ دخلت وسلمت عليـه وجآلسين كلهم .. حتى البزرين الملآعين نمـر وأنسآم

تعلقت بـ ذرآعه مآئله عليـه , فرق الطول بينهم شآسع وهو أصغر إخوآنهآ: قلبي نآغزني شبوب , أحس فيه شيّ
....: وش بيكون يعنـي , إيه صح ترآ آدم معآه صندوق خشبـي وش كبــره
....: صندوق إيش ! وش فيه !!
طير عيونه متململ: يآكثر هرجك , أكيد لك إنتي خلّ ننزل ونشوف ..

زفرت من فمهآ المضموم بـ توتر .. أثقل مآعلى نفسهآ هو المفآجئآت .. وإن كآنت سعيده إلآ إنهآ مآتحبّهآ ..
وضع الإنتظآر وحآلة التعلق والتفكيـر أكثر مآيرهقهآ .. دعت آلله تكمـل فرحتهآ على خيـر دون كـدر ..
هي وآثقه بـ حب آدم وإلتزآمه تجآهه , إلآ إن شيئ بنفسهآ غير مطمئن ومآتدري السبب !

ألقت سلآمهآ ببهوت ويدهآ على صدرهآ .. إستقرت عيونهآ على أمّهآ الجآلسه وبحجرهآ نمـر الهآدئ السآكن ..
أصوآت متفرقـه برد السلآم وصلتهآ دون أن تعيهآ ..
إنخفض بصرهآ للي حبت على ركبتيهآ وصولاً لهآ ..
لآشعورياً إتسع فمهآ بـ الإبتسآمه: تبين أشيلك عشآن تصفقيني ولآ شرآيك جآسر ؟
الجميع عدآه – هو - فهم قصدهآ ومن فورهم تعآلت ضحكآتهم ..

إذ إن الصغيره أنسآم مآتهدأ ولآ تسكن إلآ مع ورده أو جآسـر .. وإن جآورتهم بدأت فيهم تصفيق ..
مختلفـة الأطبآع تمآماً عن تؤأمهآ الهآدئ نمـر .. سآكن الحركه والإنفعآل بجميع الأحوآل ومع مين مآكآن .. قريب أو غريب ..
سفهت ورده الطفلـه وجآورت آدم بـ الجلوس يفصل بينهم مسآفه شبه قريبه: شلونـك يـ آدم !

....: بخير الحمدلله
تحمحمت متوتره نآقله نظرهآ للجميع من بعد آدم .. جآسر إللي جآوره ثم شبيب
مقآبل لهم بـ الجلوس على الطرف الآخر من المجلس المرتفع عن الأرض أمهآ وبحجرهآ نمـر .. جآورهآ فآهـد ..
وصلت لهآ أنسآم وبدت تشد في فستآنهآ بشغب قآصده لفت إنتبآههآ رآغبه في رفعهآ عن الأرض ..
ورده: وخري وآلله مآ أشيلـك روحي لأبوك

قآم جآسر عن مكآنه بجوآر آدم رآفع أنسآم عن الأرض ضآمهآ لصدره طآبع قبلته العميقه بخدهآ الأبيض المنتفخ: حبيبة عمـو نسـووم لبى قلبـ ........ طخخخ
مآ أكمل دلآله لهآ إذ إن تصفيقـه علآ صوت طرقعتهآ على خدّه ... وبقوّه
هآلبنت برغم صغر كفهآ ولينـه إلآ إن ضربآتهآ عنيفـه ..

بـ إنفلآت أعصآب شتمهآ: يآلكلبــه تمدين إيدك على عمّك أجل إنقلعـي لأبوك .. – ودون إهتمآم حذفهآ على فآهد مستقره بـ حجر ثوبه الوآسع مكمل – خذ بلآويك عنّـآ
قآلهآ بنظره كآرهه حآقده لـ أنسآم إللي بلحظه تبدلت ملآمح الشرآسه بوجههآ لبرآءه دآمعه عيونهآ الوآسعه مآده ذرآعيه له ليردف: لو تموتين مآنيب مآخذك .... بنت قليلة الحيآ
من فورهآ أمّه أعقبت وبـ إندفآع: بسم آلله عليهآ جعلك إنت والعدو وش تموتين ذي
نفض جآسر ثوبه من الصدر بـ إنزعآج: لآحول , تدعين على ولدك عشآن هآلحفيده البزر قليلة الحيا مغيّر تسطّـر
أمه: ومآعزّ من الولد إلآ ولد الولـد

إرتفع خشمه بـ إشمئزآز لـ أنسآم ثم ردّ لمكآنه جآلس: لولآ آدم ولآ كآن لي تصرف ثآني
شبيب بـ جآنبه: مآعندك مآعند جدتي
ضحك الكلّ دون جآسر إللي تمّ يرمق شبيب بـ إزدرآء دون ردّ لتقآطع وردهـ حيويّة الأجوآء بـ سؤآلهآ إللي منغص عليهآ صفآء الجوّ مآهيب مرتآحه ..: خير يـ آدم ! قلت فيه شيّ مهم تبيني أعرفه وقدآم الكل
قآلتهآ بـ إبتسآمه عكست أعآصير مشآعرهآ الدآخليّه المضطربـه بـ سلبيّه وتشآؤم ليرد عليهآ هو برفعة سبآبته اليمنى بوجههآ قآصد التصحيح: قلت شيّ مهم أبيك تشوفينـه مو تعرفينـه

زآد توترهآ ووضح بـ بهوت إبتسآمتهآ: إي وشهـو !
برفعة حآجبيه تجآه الصندوق الخشبي كبير الحجم محكم الإغلآق بـ قفل معدنـي زآد إستغرآبهآ هي عآقده حآجبيهآ بعدم فهم هآمسه وعيونهآ على الصندوق: وشهو !!

رفع لوجههآ مفتآح صغير مآئل برآسه تجآه الصندوق بـ حثّ: إفتحيه وشوفي ..

ببلعة ريق متوتره مآتدري السبب .. تنآولت المفتآح من يده خآطيه بـ تبآطئ متردد تجآه الصندوق وعيون الكل تتبعهآ بـ شغف وإهتمآم ...

على ركبتيهآ جلست مدخله المفتآح وأول مآنفتح الغطآ مطّ شبيب رقبته بفضول لمعرفة المحتوى ..
المحتوى إللي صآبهآ مؤقتاً بذهول غير مُصدقّـه ..

هل إللي تشوفه فعلاً هو إللي بظنهآ ولآآ ...... مآتركت للإحتمآلآت وقت إذ إنهآ سحبت البطآقه المقوّآه بيضآء آللون والملفوفه بشريطه ستآنيّه عريضه بيضآء آللون كذلك ..
بـ حمآسه فكت الشريطه عن البطآقه لتطيح بـ الأرض وعيونهآ تفترس الكلمآت ...

لـ وردة آل مآلكــي ... مُبآرك يآوردتنآ ...

إتسعت إبتسآمتهآ كآشفه عن صفة أسنآنهآ العلويّه لآمعه عيونهآ بفرحـه وآسعة المدى بآسطه رآحتهآ اليسرى فوق صدرهآ للحظآت ...
أعآدت القرآءه لأكثر من مرّه على التوآلي إلى أن وقف شبيب غير قآدر أكثر على التحمّل ..

بـ - دفآشه – سحب منهآ البطآقه وبدأ يقرأ بطريقه مفصلّه للكلمآت القليلـه .. على مسمـع من الجميـع ..
توّ مآ أنهى القرآءه مطّ رقبته لذآك الشيئّ إللي يظهر عدم نقآء بيضآءه ونصآعه ..
كآن بلون – الأوف وآيت - , يظهر لآمـع .. مآيدري بـ الظبط وشهو !
سأل بـ فضول: وش ذآ يآورده طلعيــه ..

وقفت عن ركبتيهآ حآنيه نصفهآ العلوي رآفعه الكيس البلآسيكي الشفّآف بـ سحّآب ذهبـي ..
من فورهآ وجهت نظرآتهآ وكلآمهآ لأمهآ بـ إبتسآمه بعدهآ مآسعتهآ: يمّـه ذآ فستآنـي .. فستآن الزوآج

قآلتهآ وبحمآس مآقدرت أكثر تكبته فكت السحآب مستخرجـه فستآنهآ من غطآئه البلآستيكـي ...
إنسآب على سآعدهآ الأيسـر متحسسه كريستآلآته اللآمعه بـ أنآمل يمنآهآ غير مصدقـه ...
من بين الصمت شق إبتسآمآت الجميـع – زغروده – صآخبـه جللــه تردد صدآهآ بـ المكآن

إرتفعت عيونهآ عن الفستآن لأمهآ مآئله برآسهآ يمنه مبتسمـه ..
وبآلتبعيّه مررت أنظآرهآ للكل إللي كآنوآ كذلك مبتسميـن , تظهر لمعة السعآده والتأثر بعيونهـم ........ وبصــدق

توّ مآ أرخت عيونهآ للفستآن من جديد إلآ ومطت شفتيهآ المضمومه إدعآءاً لعدم الرضى: أنآ مو قلت لرآمز أبغآه أبيض أبيض !! ليش أوف وآيت .. وآلله لأذبحـه
جآسر: يمكن خلص قمآشهم الأبيض هــع
قلّب شبيب الصغيرعيونه لـ جآسر هآزئ: آلحمدلله والشكر يآلسآمـج

توّ مآفردت ورده الفستآن إلآ وشهقت بصدمه: لآآآآآآآآ
آدم وكنه فهم عليهآ ضحك من فوره: ههههه بس خلّ اشرح بـ الأول

ضيقت عيونهآ بـ كره له رآده: أقص يدي إن مآكنت إنت السبب
آدم: ههههه بس إسمعي
ضربت الأرض برجلهآ غير رآضيه: ليش يآ آدم كــــذآآآ
وقف عن مكآنه متوجه لهآ يضحك في حين سأل جآسر وحآله حآل البقيّه مآيدرون عن الهذره: وش الموضوع ! شفيه الفستآن !

جآورهآ آدم بـ الوقوف موجه كلآمه للكل وإبتسآمه عذبه بوجهه زينتهآ غمّآزة خدّه: أولاً ورده كآنت تبي الفستآن أبيض صآفي صآر لونه مثل مآتشوفون , أوف وآيت .. ثآني شيّ كآنت تبيه بـ دون أكمآم وظهر عآري .. صآر بـ أكمآم لكنهآ دآنتيل شفآفه مطرزه ومآفيه ظهر عآري طبعاً ..

ردت وضربت رجلهآ بـ الأرض معترضه وبقهر صآحت: هذآ إللي كنت أبيه وهو فستآني ليش على كيفك يـ آدم تغيره
آدم: ههههه وآلله إنه نفس التصميم إللي وصفتيه لـ رآمز بـ الضبط شوفيـه بس هذآ التعديل إللي وصيّت رآمز فيه ومآختلف الشكل

ورده: كنت أبيه أبيض وبدون أكمآم مآلي دخل , كل هآلإنتظآر وبآلأخير مو طلبي , طيب يآرآمز وآلله لأوريك
آدم: ههههه رآمز مآله دخل أنآ إللي غصبتـه وبعدين مآتسمعين كلآم زوجك أجل
صفق جآسر بـ إعجآب صآئح: كفــــووو وقسم إنك ذيبآن , - قلب عيونه بـ نظرة إحتقآر لـ ورده مكمل – تبين تتفصخين وتتعرين أجل , وش هآلمصخره

ورده والدموع متجمعه بعيونهآ: مآلكم دخل , يعنني بطلع للرياجيل , مآحد بيشوفني أصلاً
جآسر: ودآمه محد بيشوفك وش هآلصجّه أجل
نآظرت ورده لأمهآ بعيون دميعه طآلبتهآ: يمّــــــه !!!!
أمهآ ومن فورهآ صآحت بـ جآسر: إنت إسكــت شدخلك بآلكلآم !

بسرعه تدخل آدم شآرح: إسمعي ورده .. اللون الأوف وآيت على لون بشرتك أحلى وربي من الأبيض .. إنتي بشرتك سمرآ ومو تقولين بتسوينهآ برونز مُذهب .. يجي الأوف وآيت فخم .. ثآني شيّ أنآ مآ أرضى إنك تتعريّن , الأكمآم هذي أصلاً شوفيهآ شفّآفه بس من المعصم مطرزّه فخمه أكثر أمآ بصرآحه الظهر العآري من أوله لآخره حق التصميم الأول كآن أوفر مآقدرت أتحمل وأنآ بس أتخيّل .. ترآ جسمك له حُرمه بعد لو إنك مع الحريم , التفصخ الزآيد مو زين .. وبعدين لمصلحتك , أنآ أدري عن سوآلف الحريم إذآ شآفوك قآموآ قآلوآ مآتستحي , متعريّه ومتفصخّه والكلآم بيطولني ويطول أهلك بعد .. ترضين هآلشيّ ؟

جآسر وإللي مآعنده أي قدرة على التحمل والسيطره على إنفعآلآته قآم يصفّر ويصيح: كفــــــــوووو يآذآ الرجّآل السنع ولآ بلآش
ورده: تآكل بعقلي حلآو هآ
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه رآد: إسأليهم بنفسك , إذآ غلطآن خلآص أنآ أعتذر ويمدينآ نعدّل الفستآن لين الزوآج .. أهم شيّ إنتي ترضين

فآهد إللي أخيراً خرج عن صمته .. آدم مآحد يقدر يحط فيه كلمـه غلط وكلآمه صحيـح ...
قدر بـ آلتبرير يكسب ثقتهم أكثر , كونه رجـل مثقف متعلّم وغيـور ... والأهم هو إهتمآمه بتفآصيل دقيقه تخص أخته مآتطرى على بآل أي رجّآل غآلباً إذ إنه تدّخل وبدّل لون الفستآن بآلطريقه إللي يشوفهآ ملآئمـه للون بشرتهآ !

فآهد: الصرآحه يآوردهـ ولآتزعلين مني , أنآ مع آدم
رفع جآسر ذرآعه الأيمن وكأنه في حلقة تصويت: وأنآ مع آدم منذ مبطـي
نآظرت وردهـ بـ شبيب إللي لوى فمه يمنه خآفض بصره للأرض في حرج معقب بهمس: إللي تبينه إنتي , أهم شيّ إنه فستآن مو بنطلون

ضحكوآ كلهم إلآ ورده إللي نآظرت أمهآ وهي تهزّ بـ نمر الصغير إللي غفآ بحضنهآ ونآم: شوفيـه يمّـه بـ الأول .. إطلعي قيسيـه وشوفي شكلك .. حبيتي نفسك فيه خليـه , مآحبيتي غيريه , أهم شيئ رضـآك

دورت عيونهآ يمنه ويسره متردده ليأكد عليهآ آدم بـ قبضته المشدده على كتفهآ: روحـي جربيـه

أومأت أمهآ رآسهآ إيجآباً وكذلك فآهـد ...
أعقب جآسر: جربيـه يآوردهـ
شبيب: جربيـه ....


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية