لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-16, 01:49 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/

مسـآءاً من بعد التعآقب لأيآم إمتدت لـ خمسة عشر يوماً ..

بسطت رآحتهآ اليمنى طآقه البآب بكل عزم وقوّه أظهرت فيه غيظهآ وقهرهآ بنفآذ صبر وطآقـه لترتعد الثآنيه من جلستهآ الهآدئه المستقره ملتفته بكآمل جسدهآ المنكمش على كنبتهآ الوثيره سودآء اللون بـ الصآله قبآل شآشة البلآزمآ المعلقّه على الجدآر تنآظر البآب الخشبي الخآرجي لجنآحهآ المغلق مستفهمـه بـ نبره متردده مأخوذه بـ الدهشـه والتفآجئ: ميـــن ؟!!

....: فآضيه الحين سِـت حـور ولآ نمـر جلآلتك وقـت ثآنـي ؟!!
أعقدت حآجبيهآ بـ وجوم غير مستوعبه الصوت إللي وصلهآ وشخصيّة صآحبته موقفه عن كنبتهآ ضآمه على صدرهآ شقي روبهآ الستآني وردي اللون مشجّر بفروع خضرآء وآصل طوله لركبتيهآ كآشف عن سآقيهآ من تحته قميص بيتي قطني أبيض اللون قصير موآزي لـ طول الروب من فوقه فآتحه البآب والإستغرآب بملآمحهآ إللي تبدلت لإبتسآمه بآهته نآطقه إسمهآ بـ إبتهآج متفآجئ: نِسمــه !!

تجعّد أنفهآ بـ إشمئزآز رآمقتهآ بـ إحتقآر النظره السريعه من رآسهآ الأشعث لقدميهآ الحآفيتين إلآ من – شرآب – قطنـي ورديّ اللون ..
وقبل تفتح فمهآ مطلقه سيل سبآبهآ والشتآئم طوقتهآ حـور بذرآعيهآ جآذبتهآ لصدرهآ بـ القوّه دآفسه خشمهآ بـ جآنب عنقهآ هآمسه بـ شوق محتدّ ملتآع: وحشششتييينــــــي
بـ الحيل أبعدتهآ عن صدرهآ ضآربه كتفهآ الأيمن بـ كتف حور الأيسر متخطيتهآ لدآخل الجنآح مردفه بـ إستخفآف: آلله الغني عنك وعن كل شيّ منك يآلحقيرآ

أقفلت البآب من ورآهآ بـ إبتسآمه مطبقه محبطـه متعذره ردّ الفعل الجآف من نسمـه وإللي مآتلومهآ أبدّ فيه: عنـدك حـئ عآرفـه ..
ضغطت الزر الصغير بـ عآمود الأبآجوره النيكليّه ليتبدد بلحظتهآ ظلآم الغرفه الدآمس إلآ من إضآءة شآشة البلآزمآ العآرضه لفيلم ديزنـي مشعلـه إضآءة خآفته صفرآء اللون بـ المحيط الضيق للصآلـون وكنبآتـه إللي جلست على العريضـه منهم رآفعه الريموت من جمبهآ خآفضه الصوت سآئلتهآ بـ حنق وإنزعآج يظهر فيه غيظهآ وكبت انفعالها: ليش مآترديّن على جوآلك حوريّه هآنـم !

إرتمت جمبهآ على الكنبه مسيحه جسمهآ الوضع إللي تمددوآ فيه سآقيهآ قدآمهآ وإلتصق فيه أسفل ذقنهآ لجيب صدرهآ رآده بـ همّ مُحبط: حصل معآيآ حآقآت كتيره أوي يآنسمه
بقهر أنزلت الريموت من يدهآ مُردفه بـ نبره مخنوقه عآتبه عليهآ ولآئمه: وأنا صآر معي أكثر من إللي صآر معك وإختنقت ومآعآد فيني وإحتجت لك .. إحتجت أتكلم معك وأشوفك بس مآلقيتك .. جوآلك دآيم مقفّل وجيت هنآ مرتين قبل وحضرتك مبيته عند خآلتي .. تبيتين عند أمّك بـ الأيآم والأسآبيع لآمنه رآئـف هـدّ البيت ورآح ومخليتنـي .. أنآ أصلاً آخر همّك .. حور إنتي ليش مآتزورينـي ؟! ليش حتى مآتدقين علـيّ ؟! وش إللي غيرك !

....: نسمـه أنآ حملـي سقـط
نسمه: ...........
....: حملـي نِزل تآني يوم رآئف سآفر فيـه , بئآلـي خمستآشر يوم مسئطّـه ودآ حصل عند مآمآ ومحدش هنآ يعرف خآلص حتى رآئف .. إنتي أول وحده
إتسعت عيونهآ كآتمه برآحة يمنآهآ فتحة فمهآ المنفرج بشهقة تفآجئ صآمته غير مُصدِّقّه: حـــووور !!!
شدت فمهآ المطبق بـ أسى هآزه رآسهآ إيجآباً بـ تأكيد محبط النظره والتعآبير مردفه: هو عآدي وبيحصل لـ سِتآت كتير بس مأثر فيّآ أوي مش عآرفه ليـه ! أول مرّه أحسّ الإحسآس دآ يآنسمه .. كنت خآيفه أوي ونفسيتـي بعدهآ كآنت وحشـه وأعصآبي تعبت فعلاً .. مكنش ليّآ نفس أعمل أي حآقه ولآ أشوف أي حـدّ ولآ أتكلّم مع حـدّ .. متزعليش منّـي

من فورهآ وقفت على ركبتيهآ محتضنه وجه حور الصغير الدآئري بين كفيّهآ الصغيرين هآمسه بـ نبرة رقيقه مُثآره بـ إستعطآف لآئمه عليهآ: حـووري يآعُمري .. ليش مآعلمتيني من أول !!
أمسكت معصميهآ المحتضنين لوجههآ مقآبلتهآ بـ إبتسآمة قصيره حزينه: متزعليـش
ضمتهآ بـ القوّه متحسسه ظهرهآ بحرآره رآده بـ إندفآع: لآ يآلغبيّه .. أنا بس كنت منقهره لأني حسيت إنك أهملتيني .. ذآبحه عمري عليك وإنتي سآفهتني .. ليش مآتعلميني بآللي يصير معـك هـآآ !!

ولتّهآ حور ظهرهآ ثم مددت على الكنبه سآقيهآ متدليّه فوق ذرآع الكنبه منيمه رآسهآ بـ حجر نسمه شآبكه أصآبع يدينهآ على بطنهآ تنآظر السقف من فوقهآ: مش عآرفه يآنسمه .. حسيت وئتهآ إني كنت عآوزه أبعد عن كل حآقه حتى عنّك .. حآقآت كتيره أوي حصلتلـي ومش آدره أستوعبهآ لحد دلوئتي .. كل دآ حصل في سنـه وحده بس وأقل كمآن .. أنآ مكنتش زيّك يآنسمه .. إنتي كنت عآوزه تخلصيّ مدرسه وتتقوزي إللي بتحبيـه وخلآص .. أنآ كنت عآوزه أسآفر مصر وأعيش هنآك .. أكمّل درآسه وأشتغل وبعدين أفكر في القوآز والخلفـه وشوفي دلوئتي إيه إللي حصـل !!

إتقوزت السعودي إللي طول عمري كنت بئول لآ دآ مش هيحصل أبداً .. مش هرتبط غير برآقل مصـري وأعيش فـ بلدي .. إتقوزت رآئف ومش هطلع عمري من السعوديّه دي .. ومكملتش درآسه .. وحملت وسئطـت ومش عآرفه إيه تآني ممكن يحصل وكل دآ وأنآ طمنطآشر سنه يآنسمه بس حآسه إن إللي بيحصللي دآ كتير مش عآرفه أستوعبه ولآ آدره أستحملـه ..

أقحمت أصآبعهآ الرقيقه بـ خصلآت حور الملبكه والمتشآبكه مدلكه لهآ فروة رآسهآ بـ رفق معقبه: ولآ أنآ بعد يآحـور ..
قلبت حور عيونهآ للخلف قآصده تشوفهآ في حين أكملت نسمه بهمس خآفت يظهر به شيّ من الهم والكآبـه: ولآ أنآ قآعده أستوعب إللي يصير معي ومو عآرفه بعد شلون أتصـرف ! .. أقصى إللي فكرت فيه إني أتزوج إللي أحبه أمآ شلون عآد بتكون حيآتي بعد مآيتم هآلزوآج مدري !!! مآفكــرت
حور: مبسوطـه ؟!
نسمه: إنتي مبسوطـه ؟!

قوست فمهآ مآتدري قبل تجآوبهآ بـ هدوء مصحوب بـ تفكير: مش عآرفه .. حآسه إن مفيش قديد فـ حيآتي غير إني بدلّت مكآن النومـه ! رآئف فين وفين لمآ بييقـي هنآ .. بنئـرب لبعـض بـ الليل وبئوم الصُبح مش بلآئيـه بس حآسه إني إتعودت عليه .. ومشدوده ليه .. بفرح لمآ بشوفه ونفسي يفضل معآيآ وقت أكبر وأكتر بس دآ مبيحصلـش .. حيآتي عموماً هآديه ومستقرّه .. وإنتي ؟!!
نسمه: مو قآدره أبدّ يآحور أتأقلم .. كل شيّ متغيّر وبشكل مآهوب عآجبني ومنّي رآضيه فيـه .. قبل كنت أطفش أمرّك وأبيت عندك .. نطلع السوق .. نروح المشغل .. أقص شعري أو أصبغه .. الحين شوفي حتى أضآفري شلون منحوته !

بسرعه مسكت حور يدّ نسمه تتأكد من مصدآقية هآلشيّ وفعلاً صدمهآ إللي شآفته .. كآنت أظآفرهآ مُقلمّه خآليه من أيّ لون مصبوغ وبـ حرفيّه كـ عآدة نسمـه , أهمّ شيّ بنفسكهآ كآن يحوز على نسبه كبيره من عنآيتهآ إهتمآمهآ كآن أظآفرهـآ !
أعقدت حآجبيهآ بـ خِفّه مستفهمه تعبيرياً في اللحظه إللي سحبت فيهآ نسمه يدهآ مدخلتهآ مره ثآنيه بشعرهآ تمسج لهآ رآسهآ بحنو وهدوء: مدري بس مآلي نفس أسويّ شيّ لو إنه لنفسي .. مآبي أتزيّن .. مآبي أسويّ شيّ .. مآلي خلق أي شيّ .. طول اليوم قدآم التليفزيون مع أمي ميثآ لحد مآيرجع عُديّ ولمن يرجع مدري يآحور مآ أحس مثل هآللي تحسينه مع رآئف .. أبيه يطلع من البيت .. مآبي أشوفه .. أو إني أتحآشآه .. أتجنب معه أيّ حوآر .. أشغل نفسي بـ أيّ شيّ يبعدني عنه .. أحسّ في نظرآته شيّ غريب يآحور .. شيّ يوجعنـي ويتعبني نفسياً .. أحسّه حزين .. يلوم عليّ ويأنبنـي .. مدري فيه شيّ غريب عجزت أفهمـه

حور: إنتو كويسين مع بعض ولآ لسه بتتخآنـئـوآ كتير زيّ الأول ؟!
....: لآ الحين أحسن من أول .. ومع إنه أحسن إلآ إني كآرهه الوضع .. أحسّ أول أحسن !
....: هههه إزآآي !!

....: مآيرفض لي شيّ الحين .. كل إللي أبيه ألقآه عندي وبدون نقآش ينفـذه .. أبي أطلع السوق يوصلني أو إنه يطلع معي بعـد .. أبي أكل جآهز أوكي .. لو إنه طرآلي أطلع وأتمشى بـ نصّ الليل عآدي يطلعني مآعنده مآنع .. أطلبه يقعد معي نتآبع سوآ مسلسلي الهندي جـــددددداً عآدي يقعد ويتفرج .. يوقف معي بـ المطبخ وأنآ أجرب أي حـلآ جديد وإهو بنفسه إللي يقرآ لي المقآدير والطريقه بعـد ! صآر سآكت وهآدي مآيعصب على شيّ وأوقآت أنآ اعآند وأزودهآ وأسوق فيهآ بعد بس أبي أستفزه ألقآه يسكت .. صآر مثل الشبـح مدري شفيـه ! وفوق ذآ كلّه أمّـه .. يآحور مآنيب متحملّه أحسّ بضغـط شويّ وأنفجـر ..

قوست فمهآ للحظآت مستغرقه في التفكير قبل تأكد على غرآبة الوضع: فعلاً حآقـه تحيّر .. مش هو دآ دكتـر أوو إللي هتموتي عليه وعلى قمآلـو ؟! إشربي بئـه يآهآنـم أخدنآ إيه إحنآ دلوئتي من شكلـو الحلـو غير وجـع القلب .. بس مآلهآ أمّـه ؟!! إوعى تكون عئربـه وأرشآنـه !
....: هههه لآ يآحليلهآ وآلله إنهآ طيبـه وأحبهآ بس دوم مآفي بلسآنهآ إلآ تبي تفرح وتشوف عيآلنآ .. مآفي يوم يمرّ إلآ وتقط تلميح بخصوص هآلشيّ

....: مسكينـه .. صعبآنه عليّآ وآللهي .. منتي عآرفه يآنسمه إن قوزهآ عقيم وهي بسببه إنحرمت من الخلفه ونفسهآ تشوف أولآد منك إنتي وعُديّ .. إعذريهـآ
....: وآلله عآذرتهآ بس أنآ بعد وشهو إللي بـ إيدي ؟!
ضيقت عيونهآ بـ لؤم سآئلتهآ بـ مكر: هو دكتر أوو مش قآيم بـ الوآقـب ولآ إيـه ؟!!
ضربتهآ من وسط جبينهآ ضآحكه: ههههه بلى قآيم بـ الوآجب وبزيآده .. كل يـوم بعـد
ضمت شفتيهآ مطلقه الـ - أووووه – الحمآسيّه أردفتهآ بـ إبتسآمه عريضه مستفهمه: أومآل فيه إيه بئـه ؟!

قوست فمهآ بهزة كتف سريعه: مدري وآلله .. إنتي شلون حملتـي ؟!
....: هههه مش عآرفه
....: شسوي يآحور علمينـي .. وآلله أبي أحمـل وأفتـك
من فورهآ إستقعدت جآلسه مربعه على الكنبه بـ إهتمآم تنآظر الشآشه المضيئه قبآلهآ بلآ مبآلآه للي يعرض عليهآ مضيقه عيونهآ لآخرهم إدعآءاً لتفكيرهآ العميق بآحثه عن حلّ لتسألهآ نسمه بـ ترقب: بـ إيش تفكريـن ؟!!

ضربت قبضتهآ اليمنى بوسط رآحتهآ اليسرى معقبه بـ حمآسه وإندفآع: إيه رأيك تروحي للدكتوره إللي كنت بتآبع معآهآ
توسعت عيونهآ لآخرهم بـ دهشه سآئله بـ بهوت: من جِــدّ !
حور: أهآ .. روحي إكشفي الأول يمكن فيه حآقه مش مزبوطه أو مش منتظمـه هي سبب العطلـه والتأخير دآ ..
أعقدت حآجبيهآ قآضمه طرف إبهآمهآ الأيمن بين صفي أسنآنهآ مضيقه عيونهآ بتفكير هآمسه: تهقيـــن ؟!
قوست فمهآ مجآوبتهآ بـ بديهيّه خآفته: معرفش .. بس عآدي كلّ الـ سِتآت بيروحوآ مفيهآش حآقـه .. هآروح معآكي متخآفيش .. هـآ , إيه رأيـك ؟!!

/
/


أعلن النصف الآخر من الشهـر عن إنتهآءهـ بمجرد مآطآحت عيونهآ على التقويم الورقـي المُشير لـ يوم ثلآثين من شهر مآرس بعدمآ جلسوآ ثنينآتهم متقآبلين يفصل بينهم طآوله نيكليّة القوآم زجآجية السطـح دورآنيّة الشكل فوقهآ نبتـة صبّآر خضرآء طبيعيّة صغيرة الحجم ..
تأملت الإسم المكتوب بـ اللون الأسود , خطّ نسخ عريض فوق اللوح الذهبي كـ إشآرة تعريف بإسم الدكتوره صآحبة العيآده .. د/ عبير السمّـآن ..

نفختهوآء نفسهآ مسموع طآر معه الغطآ عن وجههآ ثم إرتد مردفه بـ همس: حـور مره متوتـره
....: ليه يآهبـلآ ! عآدي .. الدكتوره سِتّ زيهآ زينآ
....: مو كذآ .. بس متوتره وخآيفه لأني مآعلمت عُديّ .. ولآ أمي ميثآ بعـد ولآ أحد .. بس إنتي
....: دآ كشف عآدي يآنسمه إنتي مكبره الموضوع كدآ ليه ! لمآ تروحي إبئـي أولي لـ عُديّ عآدي , مهو دكتور برضُه وأكيد فآهم الحآقآت دي

....: السـلآم عليكـم ..
إرتفع لها زوجين من العيون رآدين السلآم .. وحده منهم كآنت بآسمه , أعقبت بـ مصريتهآ المعتآده: إزيـك يآدُكتـر !
جآوبتهآ بـ بشآشه وإبتسآمه مُريحه هآدئه: الحوريّه الحلوه .. كيفك إنتي !
....: الحمدُلله أحسن

نآظرت الدكتوره بـ نسمه إللي رفعت الغطآ عن وجههآ بـ اللحظه إللي عرفّت عنهآ حور بـ إبتسآمه: دي نسمه يآدُكتر ... بنت خآلتي وأعزّ صآحبـه عندي .. أكبر منّي بسنه وحده بس ..
....: مآشآلله .. أهليـن نسمـه
مآردت نسمه إلآ بـ شدة فمهآ المطبق كـ ابتسآمة مجآملـه رآده ترحبيهآ دون ردّ لتسألهآ الدكتوره بعدمآ إستشعرت التوتر من ملآمحهآ البآهته: ليش متوتره كذآ ؟! متزوجـه ؟!

جآوبت حور بسرعه عنهآ: ءآآ يآدُكتر , إحنآ قآيين النهرده عشآن نسمه مش عشآني .. هي متقوزه من بتآع آمممم خمس أو سِـت شهـور كدآ
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ تفآجئ بآسم: وآلله ! يعني توك عروس .. مبآرك إن شآلله
أومأت نسمه رآسهآ إيجآباً بـ ابتسآمه قصيره مطبقه في حين وجهّت الدكتوره كلآمهآ لـ حور: ظنيت الزيآره لك إنتي , دكتر عُمـر علمني بآللي صآر معك
شدت فمهآ المطبق بـ اسف مُردفه بـ خيبه وإحبآط: معرفش وآللهي إزآي دآ حصل ..

....: الصرآحه وأنآ بعد مآستوعبت من علمني دكتر عُمر , شلـون !! حملك كآن مستقر تمآماً , ثآبت ومآبه حآجه حتى للحذر أو إنك تحتآطين لو بقلة الحركـه .. مدري الصرآحه – قآلت الأخيره خآفضه بصرهآ في حيره ومآسرع مآرفعت رآسهآ لـ حور بـ إنتبآه مكمله – إنتي كنتي منتظمه على الأدويه تآخذينهآ حسب الوصف ولآآآ ......

لحقتهآ بسرعه نآفيه بـ اندفآع: لآآآ وآللهـي .. زي مآ إنتي كآتبه ليّآ بـ الزبط .. بآخدو في موآعيدو وبآلجرعه إللي انتي محددآهآ .. وفيه نوع خلص كمآن إنتي كنتي أولتي أقدده بس مكنش في الصيدليه إلآ بديل لـه وعُمـر بـ نفسه قآل عآدي لأنهآ فيتآمينآت
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه:إيش إسمه طيب ؟!
قوست فمهآ مآتدري: مش عآرفه وآللهي يآدُكتر مش بحفظ أسآمي الأدويه

....: طيب مآعلينآ , دآم دكتر عُمر سمح فـ عآدي هو بعد يدري بس أبيك المره الجآيه إن شآلله تجيبين لي أدويتك أبي أشوفهآ أو إرسليهآ مع دكتر عُمر .. ضروري أشوف الأنوآع الجديده البديله
سألتهآ بـ تخوف: ليه هو ممكن تكون هي السبب ؟!
....: هههه لآ طبعاً .. بس أبي أعرف أسمآءهآ أسجلهآ عندي كـ بدآئل .. شركآت تصنيع الأدويّه كل يوم والثآني يغيرون أسمآء الأدويه لآمنهم بغوآ يرفعون الأسعآر .. آلله المستعآن ... هـآآ إيش الإستشآره اليوم ؟!

حور: نسمه مش أنـآ
إنتقل نظرهآ لـ نسمه الشآحب لونهآ بلآ مُبرر معقول سآئلتهآ بمدآعبة وكأنهآ تكلّم طفل قآصده إمتصآص خوفه وقلقه: وإيش المشكله عندك يآنسمـه !
بـ قلق وآضح بآدي نآظرت نسمه بـ حور إللي أومأت لهآ إيجآباً برآسهآ حآثتهآ على الرد ..
الرد إللي مآقدرت تلفظـه لتقرر حور وبقلة حيله الإجآبه بدلاً عنهآ: معلش يآدُكتر أصلهآ أول مره فـ متوتره شويّه

....: وليش التوتر ! عآدي يآنسمه خليك مثل بنت خآلتك .. شيطآنه قدآمك ولآ هآمهآ شيّ وهي أصغر منك .. عيب عليك خليك قويّه
بـ الغصب أجبرت فمهآ على التبسم الإبتسآمه القصيره إللي مآ أمدآهآ تظهر إلآ وإختفت ..
حور: هي حآبه تحمـل يآدُكتر بس دآ محصلش لحد دلوئتـي
....: وليش مستعجلـه , الزوآج من خمس شهور بس ..

بسرعه تدخلت نسمه وبـ إندفآع موضحه: بس من خمس أشهر ومآفيه شيّ يمنع الحمل ومع هذآ مآحملت .. أبي بس أعرف السبب ...... – خفتت نبرتهآ مكمله بـ تردد – إذآ كآن فيه سبب يعنـي !
أومأت الدكتوره رآسهآ إيجآباً بتفهم للسبب إللي إتفقت عليه غآلبية النسآء بـ أول زوآجهم ورغبتهم المُلحّه بحدوث حمل سريع فقط لإرآحة نفسهآ والمحيطين بهآ من همّ كونهآ أنثى صحيحه معآفآه قآدره على الحمل والإنجآب !

....: طيب بسألك شوية أسأله وجآوبي عليهآ عآدي بدون خوف أو حيآء تمآم ؟!
هزت رآسهآ ان – نعـم – لتبدأ الدكتوره في طرح أسئلتهآ الخآصه عن طبيعة علآقتهآ الحميمه وأوقآت الممآرسـه وإتفآقهآ مع فترة إخصآبهآ وقبـلهآ هل إن دورتهآ الشهريّه على إنتظآم أو ان بهآ شيئ من الخلل لتقرر الدكتوره أخيراً بعدمآ أشآرت أجوبة نسمـه لعدم وجود أي دآعي للخوف والقلق بسبب تأخر حدوث الحمل إلآ إنهآ طلبتهآ إجرآء تحآليل خآصه كتبتهآ لهآ على ورقة كشفهآ المؤطره بـ إسمهآ معقبه: أبيك بس تسويّن هآلتحآليل وبعدين أشوفهآ ولنآ كلآم ثآني .. تقدرين تسوينهآ هنآ بـ البرج في الطآبق الثآني تحت فيه معمل تحآليل .. أو تقدرين تروحين المكآن إللي يريحك كله سوآء ومتى مآظهرت النتيجه تعآلي .. وعموماً هي مآتآخذ وقت .. – اعتلى وجههآ إبتسآمه هآدئه سمِحه مكمله من بعدهآ قآصده طمأنتهآ – فرفشي كذآ ولآ تخآفي .. خير إن شآلله

تنآولت منهآ نسمه الورقه هآزه رآسهآ إيجآباً بـ إنقيآد مبتسمـه لتقآطعهم حور مندفعه وكأنهآ تذكرت لتؤهآ شيّ مهم لآفت: صحيـح يآدُكتـر .. هي صيتـه فيــن ؟!
....: وآلله تعبآنـه شويّ يآحـور , مآخـذه شهـر إجآزه رآحـه ..


/
/

/
/

مسآء اليوم التآلـي .. الوآحد والثلآثون من شهر مآرس .. اليوم الأخيـر ..

ردّ لـ بيته من بعد غيآب شهر كآمل بعدمآ إنتهى من أدآء صلآة العشآء جمآعه بـ المسجد رآفع عقآله مرخي شمآغه الأحمر والطآقيّه عن رآسه مقحم أصآبع يسرآه النحيله بخصلآته الفآحمه نآفض رآسه بهزآت متكرره قآصد نفض إرهآقه البآدي حتى مآيتمكن منه ويسيطر عليـه ..

توّ مآرفع رآسه إلآ وتطيح عيونه الغآئره على أنثآه الشقرآء مستنده بجذعهآ المآئل على الجدآر بـ أول الممرّ المؤدي بنهآيته لجنآحه مكتفه سآعديهآ بـ إنتظآره !
تلفت يمنه ويسره بحركه عفويّه يتأكد فيهآ من خلوّ الطآبق من أي روح بشريّه علّهآ تشوفهآ وهي وآقفه بهآلشكـل بـ أول ممرهآ ولآ همّهآ !
كتله هوآئيه سحبهآ بـ عمق علّه ببرودتهآ تهدئ من طفيف إنفعآله الدآخلي سآري المفعول من شوفة فرسه الجآمحه بـ إنتظآره ..

قميصهآ ستآني بعآدة لونهآ الأسود المميز أو إنه عن تعمّد منهآ لإثآرة إنجذآبه كونه هو اللون المفضّـل عنـده !
قميص طويل بفتحة سآق يمنى كشفت عن بشرتهآ بيضآء اللون الصآفـيه .. النقـيه .. والمثيره !
شعرهآ الأشقر مفرود بـ إنسيآبيّه على كتفيهآ وصولاً لعظمتي حوضهآ كآسر بلونه الفآتح سوآد قميصهآ .. عيونهآ الزرقآء الجآحظه محدده بـ كحل دآكن كثيف وظل عيون صآخب أسود اللون .. شفتيهآ المكتنزه لآمعه بـ لون أحمر فآقع يصرخ إثآره ..

بـ طرف عينه اليمنى إمتد نظره للممر على يمينه المؤدي بنهآيته لجنآح أنثآه الصُغـرى ..
على الأغلب إنه في نِزآل قرآري صعب التحكيم مآبين الفرسـه أو القطـوه !
إنتشلته من صرآع تحيّره برفعة يديهآ إللي إستقروآ على لوحي كتفـيه رآفعه نفسهآ على أطرآفهآ قآصده ممآثلة طوله الفآرع وصولاً لجبينه إللي طبعت بوسطه قبلتهآ العميقه تآركه أثر لـ أحمر شفآههآ الصآرخ علآمه فآضحـه , همست من بعدها بـ دلآل: إشتقـت لــك ..

دآعب مؤخرة رآسهآ بـ أنآمل يمنآه ممسج فروتهآ برفق وهدوء طآلبهآ: إدخلــي
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه جآهدت في إخفآئهآ لكن عبـث .. سعآدتهآ بهآللحظـه فوق أي طآقه ممكنه للكتمآن ..
شبكت يمنآهآ بيسرآه جآذبته من خلفهآ ومع أول إلتفآفه توقفت حركتهآ وتمآماً من وصلهآ صوت ذيك اللي نآدت صائحه بـ نبرتهآ الرجوليّه المميزه جآهره وبـ حِـدّه: رآئــــــــــــف !!!
بسرعه إلتفتت ورآهآ تسأله بعيونهآ المشتعله غضب كونه بيلبيهـآ أو لآ ..
السؤآل الحسيّ إللي سفهه فآك يده من يدهآ مرتد خطوه وحيده أخرجته من ظلآم الممر لـ نور المدخـل ملتفت بـ كآمله يميناً مقآبل إللي إستوقفتـه وردت جآهره بنفس النبره الحآنقـه : عآوزآك يآرآئــف تعــآلـى

أطبقت فمهآ بقهر مكوره قبضتيهآ بغضب عآرم مكظوم وبمقآومه للحد إللي نفرت معه عروق سآعديهآ رآصه على أسنآنهآ بـ ترجيّ جآف أشبه بـ الأمر: لآتــروح
....: قلت لك ع لجوآل إن اليوم لهآ يآدآرين مو لـك
دآرين: بس أنآ أبيك اليوم يآرآئف وإنت الحين كنت بتدخل معي

تحسس ذرآعيهآ العآريين بـ حرآره مُردف بهدوء منضبط: جيتك أسلّم عليك ولآ من أول عندك العلم إن اليوم لهآ .. ولآ تنسين إن آخر مرّه قبل أسآفر كآنت معك
....: بس أنآ أبيك اليوم بـ موضوع .. فيه شيّ مهم أبي أقوله لك .. شيّ ضروري يآرآئف خلهآ هي بكره
....: موضوع إيش ؟!
أطبقت فمهآ بقهر مغتآظه من تدآركت سفهه الوآضح لهآ عن إمكآنيّة تبديل الأيآم حارمهآ هي حق هآلليلـه معطيها للثانيه سآئلهآ بدلاً عن الإجآبه عن مكنون الموضوع المهـم !

رفعت حآجبهآ الأيسر بـ حنق معقبه بـ إستكبآر: موآضيعي المهِمّه مآ أقولهآ عند الأبوآب
أظلمت عيونه إستنكآراً لحدة لهجتهآ وغطرستهآ بـ الكلآم لترد هي متدآركه خطآهآ وبسرعه تبدلت ملآمح الصرآمه لـ ليـن قآصده إستعطآفه هآمسه بـ دلآل شآدته من أصآبع يمنآه يقترب لهآ: أبيك اليوم يآرآئف .. لآتكسر خآطري .. مآرضيت أعلمك بـ الجوآل أتحرآك ترد من السفر وأعلمك .. تعآل معي دآخـل

....: كلمتي عطيتهآ لحوريّـآ اليوم عندهآ .. وبعدين اليوم من بكرآ مآفرقت
رمشت بـ توآلي مُدعيّه الحزن تتوسله بـ نظرآتهآ الكسيره بعدمآ تلألأت عيونهآ بآلدموع ليجيهآ الصوت المستفز لـ ثبآتهآ أقصى إستفزآز صآئحه بـ نفآذ صبر: مآتيـــلآآآآ يآرئـــف بئـــــه تعــــآلــــى

رمقته دآرين بنظره خآئبة الرجـى أقرب للإشمئزآز ثم ولته ظهرهآ تآركته مكآنه على أعتآب ممرهآ ليجيهآ صوته هو هآلمره صآئح بـ غضب: خلآص جــآي .. إدخلي غرفتـــك

ثوآني معدوده من بعد تلحفهآ بمفرشهآ الستآني نآعم الملمس ذهبي اللون إلآ وتحسّ بوجوده قربهآ على طرف مرتبتهآ مبعد الغطآ عن وجههآ بهدوء مردف: وش حركآت المبزره هذي ؟!

من فورهآ إستقعدت بعصبيّه متجهمه: الحين المبزره منّي ولآ منّهآ ذيك البزر إللي مآتفهــم
....: أهآ .. عليك نور .. هذآك قلتيهآ .. ذيك البزر وهذي حركآتهآ .. إنتي عآد شدآعي حركآتك هذي الحين ؟! إيش تسمينهآ وبـ إيش تفسرينهآ ؟!

صآحت مغتآظه مآعآد فيهآ من الصبر شيّ: أسميهآ غيره يآرآئـف .. وتفسيرهآ بعد غيـره .. أغآر عليـك من ذيك البــزره إيه أغــآر .. ولأنك بعـد مو مهتم فيني ولآ معبّر .. أقولك عندي لك خبر حلـو وشيّ ضروري أبي أقولـه كل هآلمده أحتريك لين ترد وأعلمك ولآآآآ همّـك .. حتى إنه مآعندك فضول تصرّ وتدري وشهـو .. لآآ عآدي .. خليهآ لبكره ولآ لبعـده ولآ لبعد شهر أو سنـه .. جعلك حتى مآعرفت وشهو إللي أبي أقوله أهم شيّ الهآنـم حوريـه البزره الدلوعـه .. قآلت تبيـك قلـت تـمّ .. مآيصير تزعلهآ .. لآزم ترآضيهآ وأنآ بـ الطقآق .. إيــه طآل عمـــرك إتفضـل روح لهـآ أعفيـك منـي .. تصبــح على خيـــر


مسح برآحته اليمنى على كآمل وجهه نآفث زفره بآئسـه محبطـه ومرهقـه .. عجز يتفآهم مع هآلحرمتيـن .. بلآه الأكبر والأعظم كآن بـ حريمـه وعقولهـم النآقصـه !
....: استغفـر آلله .. يعنـي وبعدين معك إنتي الحيـن ؟!!
سألت بـ همس خآفت: بكـره بتجينـي ؟!
أعقد حآجبيه بـ خِفّه لوهلـه مستفهـم !

الشيّ إللي عجز عن فهمه هو تصرفآت هآلدآرين اللآمنطقيـه والغير مفهومـه ! بلحظـه تثور وتنفعـل وبلحظـه تهدى وتستقـر وبلآ أي تدخـل من أيّ طـرف وإن كآن هـو شخصياً !

مآينكر إن شيّ من الطمأنينه ورآحة البآل يلقآهآ مع دآرين كونهآ نآضجه متفهمّه وبهآ من التعقل الشيّ إللي يريحه نفسياً بخلآف حوريه وشعوذتهآ .. مجنونـه ثآئـره .. متمردة اللسآن سليطـة القول والفعـل ..
وبرغم هآلفآرق الجوهري بينهم إلآ إنه يلقى الكفّه ترجـح لـ حوريّه وعنفوآنهآ النآبض شغـب وصخـب ..
غيرتهآ الجنونيّه عليه تثيره .. صيغـة الأمر والتحكم والرغبه العنيفه القويّه في التملك إللي تفرضهآ عليـه تشعل رغبته اللآمتنآهيه تجآههآ .. والأكثر هو عدم حرجهآ في إظهآر رغبآتهآ تجآهه مصرحه بهآ علناً وبـ تحدي .. إيـه أبيـك شعندك يلآ سويّـه !!

هذي هي حوريّه بخلآف دآرين إللي برغم ممآثلهآ في حآجتهآ له ورغبتهآ فيه إلآ إن لهآ قدره عجيبه في السيطره على إنفعآل الإحتيآج المتأجج دآخلهآ وكتمآنهآ لهآلشيّ والتظآهر الإحترآفي بـ البرود والتبلد وأحيآناً التسليم والإستسلآم تنآزلاً عنـه ظناً منهآ إن هآلشيّ يرجح كفتهآ هي كونهآ هي الأنثى النآضجـه العآقلـه المتفهمـه والمرآعيـه .. إلآ إنهآ وللأسـف كآنت هي الخآسـره !


/
/


أدخل بـ جيب ثوبه منديلـه إللي مسـح فيه آثر حمرتهـآ الصآرخه بـ القبله إللي طبعتهآ وسط جبينـه ثم مآل بنصفه العلوي الشيّ القليل بعدمآ وقف خلف الكنبه مستند على حرفهآ العلوي بسآعديه المصفتين فوقهآ بـ التقآبل مضيق عيونه بـ إبتسآمه حسيّه للي يشوفه يعرض قدآمه على الشآشه .. هذي البنت أبداً مآتملّ من أفلآم ديزنـي الكرتونيّـه !

دفس يديه بفروتهآ مدآعبهآ بـ أنآمله الحركه المشآبهه للمسآج من جآنبي الرأس .. إستنطقهآ بهدوء رآيق: قطوتـي المكدشـه !
نفضت رآسهآ من يديه بآلقوه رآفضه إقترآبه منهآ مكتفه سآعديهآ برفعة سآقهآ اليمنى فوق اليسرى هآزه رجلهآ اليمنى بسرعـه يظهر فيهآ الضيق والإزعآج ..
ردّ الفعل منهآ وإللي معه إرتفعوآ حآجبيه مبتسـم: وآلله !

وقفت بـ جفآء ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض رآمقته بـ نظرة تفحص تقييميّه من رآسه لقدميه أتبعتهآ بحركة المرآهقآت المعتآده مقلبه عيونهآ بـ إستكبآر موليته ظهرهآ: تئـدر ترقـع للمكآن قيـت منّه .. مش عآوزآك
مآثلهآ بـ اللهجه المصريّه المفتعله: بس أنآ عـآوزك
....: أولـت مش عآوزآك .. مبتفهمـــش !!
....: يعني أرجع لـ دآرين ؟!

وقفت على بآب غرفة النوم رآمقته بنظره حآده متوعده معنآهآ جرب وشوف إللي بيصير !
لآ إرآدياً إتسع فمه بـ إبتسآمه عذبـه قطعهآ بـ عضـة شفته السفلى بـ أسنآنه العلويّه .. هيئـة المُعذب قليل الحيلـه من شغـب تصرفآتهآ الطفوليّـه ومدى تأثيرهآ الفعّآل عليـه ..

تبعهآ بـ خطوآته البطيئه المُرهقه لحد مآدخل غرفته وعيونه تترقب حركتهآ المنضبطـه قبال الدولآب المفتوح لحد مآستند بـ نصفه السفلي لطآولة التسريحه من ورآه مكتف سآعديه يتأملهـآ ..
ضآمه على جسدهآ الممشوق المخفي تمآماً شقي روبهآ الستآني أسود اللون رآبطه حزآمه على خصرهآ ..

شعرهآ بعآدته هآئش منتفـش إلآ إنه يظهر هآلمره وكأن هآلتشآبك والتموج بفعل فآعل متعمّـد .. مفرود من المقدمـه مسحوب .. مقـبب الشكل بشريطه ستآنيّه عريضه بلون الفوشيآ مربوطه كـ عصمـه على شعرهآ مثل الطوق ..
الشيّ إللي أظهر ضيق جبينهآ وكآمل وجههآ صغير الحجـم .. قلبـيّ الشكـل
أنزلت آخر قطعه من الملآبس على السرير ساحبه ضلف البآب الجرآر للدولآب بآلقوّه محدثه إهتزآز مسموع سبب إرتدآد البآب مره ثآنيه ليرد نصفه مفتوح تجآهلته هي بـ إشآرة سبآبتهآ صوب الملآبس المصفطه برتآبه على السرير مردفه: دي هدومك .. خُشّ إستحمـى على مآيطلعّوآ الأكـل

أخفض بصره لوهله على الملآبس قبل مآيميل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره هآمس: مآبي آكـل ..
....: أكلت برّآ يعنـي !!
....: أهــآ
أطبقت على فمهآ بآلقوّه كآبته غيظهآ إللي أبدآ مآخفى عنه رآده بنبرة صوت مخنوقه: طيّب مآشي .. خُشّ خُدلك شآور
قآلتهآ متكتفه معلقه عيونهآ المغتآظه بعيونه النآعسه كل مدى مدى يقترب صوبهآ بخطوآته المتبآطه هآمس بـ لؤم لعوب مآكر: آبي آخذ شيّ ثآني غير الشآور يآقطوتي
أشآحت عنه بوجههآ تنآظر السقف مُدعيّه السفه والتجآهل آللحظه إللي طوّق هو فيهآ خصرهآ بيديه مردف: أبي آخذ ضمّـه .. أبي حُضـن

ضمت شفتيهآ بوضع التصفيـر مطيره عيونهآ بـ تجآهل ليرد هو سآئلهآ بـ همس خآفت شبه مسموع: مآوحشتـك ؟!!
على وضعهآ سآفهتـه مآردت وسأل هو: أرجع لـ دآريـن
بسرعه جآه الرد بآرد لآ مُبآلي: برآحتـك
....: رآحتي معـك
إرتفع حآجبهآ الأيمن بـ غرور مبتسمه بـ إستكبآر: منآ عآرفــه
....: هههه ضروري الشقآوه هذي يعني ؟! لآزم العِنـد !

نقزت رآميه كل ثقلهآ عليه متعلقه برقبته رآده بـ مُشآكسه طفوليه عنيده: آيـوآ لآزم
شدد من قوّة حصآره لوسطهآ رآفعهآ عن الأرض: متى أجل بتصيرين قطوه أليفـه مُطيعـه ؟!
....: هههه لمّآ تعرف تروضنـي الأول يآروفـي
أنزلهآ للأرض رآفع حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب: أهـآآ
طيرت عيونهآ مكمله بتعمّد لإثآرة إستفزآه: وإنت طبعـاً مش عآرف
دآعب أسفل فكّهآ بأمل يمنآه هآمس: مآتآخذين بيدي غلوه .. بس أنآ أبيك قطوه شرسـه
رفعت يديهآ لأزرآر ثوبه السكريّ بآديه تفكهم له معقبه: وترقـع تئول لآزم تكسر رآسـي
....: لآ خلآص .. أحتآجك كآمله .. كآفي ذرآعك إللي إنكسر

بوزّت بـ إستيآء عآبسه من تلميحه لـ كسر يدهآ إللي كآن إهو المتسبب الوحيد فيـه , الحركـه إللي أطبق هو فيهآ على فمهآ المضموم المبوّز بأطرآف يمنآه شآده لهآ بآلقوّه: مو قلت لك لآعآد تسوين هآلحركآت بوجهك ؟!
إبعدت رآسهآ عنه بـ نفور فآكه فمهآ من قبضة أصآبعه مطبقه على شفتيهآ مرّآت متتآبعه: رآئف أنآ عآوزه أنفخ شفآيفـي
رآئف: ..........
إنتفض صدرهآ بضحكه طفوليّه عفويّة من بلآهة التعبير إللي إنرسم بوجهه مآفهم قصدهآ: هههه بتكلّم بقـد
رآئف: شلون يعني تنفخيـن شفآيفك ؟!
رفعت ملآبسه المصفطه عن السرير مآدتهم له: أكبرهم يعنـي .. أشفطهـم .. أعمل فيلـر عشآن صُغيريّـن .. نِسمـه عملتهـم وشكلهم حلـو وعآوزه أعمل زيّهآ

....: تعآلي وأنآ أكبرهـم لـك
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: إزآي ؟!!
رآئف: مو تقولين تشفطينهم يكبرون ؟! تعآلي الحين أنآ أشفطهم لـك
حذفت الملآبس بوجهه موليته ظهرهآ تمنع عنه إبتسآمتهآ متكتفه: إنت عمرك مآهتتغير أبداً .. سآفل وأليل الأدب

خصّرهآ بيمنآه محتضن ملآبسه بيسرآه سآند ذقنه على لوح كتفهآ الأيمن هآمس: معك رُبع سآعه تفكرين فيهـم وتآخذين قرآر لين أتسبّح وأجي .. شوفي إذآ تبين تكبرينهم أو لآ
وكزته بكوعهآ الأيمن ضآحكه: ههههه إبعـد يآ أليـل الأدب ..


/
/


توقيت موآزي مُشير للتآسعه مسآءاً ..
نآولتهآ الهندول الصغير وردي اللون ثم بدت بفصخ عبآءتهآ إللي أنزلتهآ من على رآسهآ فآكه الغطآ عن وجههآ متأمله بعيونهآ المبتسمه بـ إرهآق أمهآ إللي حملت بنتهآ الصغيره – ليـن – من هندولهآ ضآمتهآ لصدرهآ مأرجحتهآ بهدوء يمنه ويسره مدآعبتهآ بـ منآغآه غير مُفسرة المعنى , الوسيله الوحيده للتوآصل مع الأطفآل بـ إصدآر همهمه وأصوآت غير مفهومه من الفمّ وتعبيرآت غريبه بـ الوجـه !

أسندت جآنب رأسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى مآئله بـ جلستهآ على كنب المجلس الإسفنجيّ الوثير سآئلتهآ بـ إهتمآم منتشلتهآ من مدآعبة طفلتهآ: صدق يمّه وش ذآ إللي صآر وليش مآعلمتيني من أول !! شهر بكبره وهي مُطلقّـه وأنآ مدري !!!
زفرت بـ عمق الزفره المهمومه طآلبتهآ بـ رجآء بآئس: شروق وللي يعآفيك لآتفتحين طآري الموضوع

....: شلون يمه ! إنتو عندكم كذآ عآدي ! ترآ البنت تطلقـت ! تغريــــــد تطلقـــت .. خلآص كذآ إنتهينآ ؟! مآفي يعني جلسة صُلح ! ترآضـي ! رجعـه !
انزلت البنت من يدهآ بـ الهندول مسدله عليهآ الطبقه الشفآفه مجآوبتهآ بـ قهر يظهر فيه نبرتهآ محتره: إيه مآفيـه .. مآفي رجعـه .. وسكري على الطآري ولآ تفتحينه حتى مع تغريد .. البنت نفسيهآ بـ الأرض مآهيب متحملّه
شروق: يمه طيب وشهو السبب وأنآ كل مآكلمتهآ قآلت إنهآ مستآنسه ومبسوطه ومحلآهم مع بعض .. يعآملهآ زين ومآبه خلآف .. وشهو طلآق الغفلـه ذآ !!

....: يعننك مآتدرين تغريد شلون تزوجت ووشهو كآن سبب هآلزوآج ! ومآتدرين بعد عن أصل الإتفآق إنه بيتزوجهآ فتره هم يطلقهآ ! خلآص هذآ إللي صآر وإنتهينآ

قآلتهآ بعصبيّه معرضه بوجههآ صوب شآشة البلآزمآ فوق طآوله خفيضـه مآتدري وشهو إللي يعرض تحديداً مصمّـت الصـوت , يظهر إنه مسلسل خليجـي ..
تكتفت تنآظره بلآ إهتمآم متحآشيه نظرآت شروق الإستنكآريّه لهآ بعدم تصديق ..
هروبهآ كآن تأنيب للنفس بآلشيّ إللي تخفيه عن شروق بنتهآ ..

شروق الوحيده إللي بآقي ومآدرت عن أصل الموضوع من فصلـه .. مآدرت إن دآرين وتغريد أسآساً مآهن بخوآتهآ .. ولآ درت إن تغريد بموضوع زوآجهآ والسمعه إللي طآلتهآ كآنت دآرين إهي المتسبب الوحيد فيـه .. وإن هي أوضحت لهآ اللبـس بكون دآرين إهي إللي كآنت مقصوده مو تغريد فمآرح تسلم من أسئلـة شروق المُلِحّه عن سبب إقدآم دآرين على مثل هآلفعلـه .. وشهـي أسبآبهآ تحديداً , وليـش !
الشيّ إللي بـ الأخير بيوصل بهآ للإفصآح عن السرّ العظيم الخفي كونهم بنآت عمهآ فيصـل مو بنآت أبوهآ محصـن !

أطلقت زفره مسموعه بـ همّ وكآبـه خآفضه بصرهآ للأرض بـ تمتمه متحيره: وآلله قلبي مآهوب مطآوعني أصدق هآلكلآم عن تغريد ... يمه فيه شيّ غريب ! أوقآت أحس إن تغريد صآدقه وإن هآلفيديو مفبرك .. تغريد يمه !! شلـون !! هآلبنت سحآيّـه ومآينسمع لهآ صوت .. حتى إنهآ مآتقدر ترفع عيونهآ بعيون أي أحد يكلمهآ لو إنه أنآ .. مآ أصدق ! مآ أصدق إن هذي أفعآلهآ أو ذي أخلآقهآ أو انهآ ممكن تكون بهآلجرأه مستحيـل ! اقولك على شيّ ؟! تعرفين لو إنهآ دآرين كآن ممكن شويّ أتقبل هآلشيّ

بـ تفآجئ وسعّت أمهآ عيونهآ بذهول تدآركته شروق بـ - فهم خآطئ وحُسن نيّه – معقبه بـ تبرير سريع: أقول لـو .. لـو يمـه .. دآرين أسآساً نفسياً مضطربه , وكلنآ ندري من قبل عن سوآيآهآ الغريبه , هذآ غير شخصيتهآ الجآمده والجريئـه ودرآستهآ برآ كمآن ممكن تكون سبب في تحررهآ .. لو إنهآ دآرين مآ أستبعد ولآ أستغرب .. بس تغريـد !! استغفر آلله .. أبـــدّ .. نفسي مآهيب متقبله هآلشيّ ولآني قآدره حتى أزعل منهآ أو أشيل بخآطري .. وجههآ بريئ ونظرة عيونهآ بريئه .. مدري !

رمشت بـ توآلي رآفعه عيونهآ للسقف بنظرة إستجدآء للطف الخبير العليم بحآلهآ وحآل بنآتهآ الثلآث والدوآمّه إللي إهم فيهآ .. من وين بتلآحق على البلآ والمصآيب , مآعآد بهآ نفسياً من الطآقه شيّ !

لآحظت شروق شرود أمهآ بنظره عميقه حزينـه وعيون دميعه سآئلتهآ بـ إبتسآمه هآدئه علّهآ تخفف من ثقل الحمل على نفسها كون هآللي صآر مآهوب بآلشيّ اليسير الهيّن ردة بنتهآ للبيت مُطلقّـه ! شلون الحين يسلمون من ألسنة النآس وكلآمهـم وحشر أنوفهم جبراً وتدخلاً بس لمعرفة أصل الموضوع وسبب الإنفصآل !

....: طيب وينهي تغريد الحيـن ! أبي أشوفهآ وتطمني مآرح أفآتحهآ بشيّ
جآوبتهآ بـ جفآء حآد: عنـد ذيـك
هزت رآسهآ نفياً بقلة حيله من عدم تقبل أمهآ لـ زوجة ابنهآ سآئلتهآ بـ عتب: لمتى عآد يمه ؟! ميسم وآلله إنهآ مسكينه وتكسر الخآطر , لآتزيدينهآ إنتي بعد عليهآ
أشرت لهآ بيدهآ بلآ مبآلآه تنصـرف لترد شروق سآئله: بـ الملحق برآ يعنـي !

....: إيه , تسآعدهآ في تجهيز الشنآط
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: شنآط إيش ؟!
طيرت عيونهآ هآزئه: هـه , الأخبآر الحلوه .. بتسآفر هي وأخوك لألمآنيآ .. قآلك إيه ! يبيهآ تتعآلج .. تسوي عمليه وترد توقف على رجولهآ وتمشي .. قآبلينــي , ذآ وجهي إن صآر إللي يرتجونـه .. عشــم إبليــس
إستعت عيونهآ بذهول من قسوة إللي لفظت به أمهآ عآتبه: يمه حرآم عليك وش ذآ الكلآم !! يمكنه خيـر وفيه أمل فعلاً تقدر تمشي , تكرهين هآلشيّ ؟!

لوت فمهآ بـ حنق معقبه: كآن المفروض يسآفرون من شهر بس المستشفى أرسلت لهم بيأجلون المُدّه لـ شهر زود وهذآه الشهر إنتهى وبكرآ بيسآفرون .. حبيبتــي لو إن فيه أمل كآن من زمآن أول أبوهآ فيصل سفرّهآ وعآلجهآ بـ أحسن مستشفى وعند أحسن دكآتره وجرآحيّن .. فلوسه على قلبه أكوآم وش إللي يحده تآركهآ على وضعهآ إلآ إنه مآفي حتى ذرة أمـل .. صفـــر .. مغير أخوك الخبل إللي بيضيع وقته وفلوسه على شيئن مآمنه رجـآ

رفعت شروق بصرهآ للسقف شآهقه من خشمهآ نفس حآنق بضيق ونفآذ صبر من تشآؤم أمهآ وإفصآحهآ عن هآلشيّ بهآلشكل الصريح العلنـي الجآرح وإللي وحده كفيل يسبب إحبآط وإكتئآب وإنهزآم .. هذي وهي زوجة ولدهآ الوحيد ومن المفترض تكون هي أول معين يوقف معهم ويدعمهم لو بـ التفآؤل وتأمـل الخيـره ..

....: تدرين يمه من أول عمي فيصل شلون علآقته مع ميسم قبل حتى يصير إللي صآر وتقعد كسيحه .. من يومه وهو هآملهـآ .. تدرين عآد أوقآت أشك إهو فعلاً معترف فيهآ بنتـاً لـه ولآ لآ ! يدري أصلاً إن عنده بنت إسمهآ ميسم وإهي بكريتـه وأول عيآله ؟! أحسه كآرههآ لأنهآ بنت .. مآهوب مهتم إلآ بعيآله

الأربع ولآ تنكرين يمه هآلشيّ .. شفتي الإسرآف والبذخ إللي مغرق فيه زوجته وعيآله ؟! شيّ ولآ بـ الأحلآم .. ولده – متعـب – ذآ الورع إللي توه بثآنوي وسآيق سيّآره مآحد بعمره ولآ حتى أكبر من عمره يحلم بس إنهآ يلمسهـآ كذآ بيده مجرد لمسـه .. وأحسه بعد يوفر لهم هآلشيّ لأنه مفتخـر فيهـم .. مرآ شآيف نفسه بعيآله الشبآب وهآمل ميسـم .. صدق ظلــم , وآلله مسكينه هآلبنت , مآسمعنآ خبر حتى لو إنه مجرد إقترآح يوم صآر لهآ الحآدث إنه بيسفرهآ برآ تسوي عمليه أو حتى هنآ بـ السعوديّه

والسنه إللي طآفت ولده – مآجد – يوم صآبه نزله شعبيه مغير نزلـه تصيب كل الأوآدم طـآآر بـه على أمريكـآ .. خير إن شآلله !! أبـدّ عمي فيصل مآهوب عآدل بين ميسم وبين عيآله الأربـع .. ظآلمهآ بقوّه والحق ينقآل .. وإنتي بعد يمه إذآ بتستمرين تعآملينهآ هآلمعآمله ترآ ذنبهآ برقبتك .. البنت فيهآ إللي كآفيهآ .. لآ أبّ ولآ أمّ وإهمآل وإعآقه وفوقهآ كل مآشفتي وجههآ سميتـي بدنهآ ونخرتي عظآمهآ

صآحت فيهآ ناهره بـ زمجرة عصبيّه غآضبـه: شـــــــروق !!! وش دآعيـه ذآ الكلآم الحيـن !!!
وقفت عن مكآنهآ لآفه الطرحه على رآسهآ بـ إهمآل زآفره نفس مهموم محبط وعيونهآ على بنتهآ إللي فآقت لتوهآ من غفوتهآ صآئحه بـ إنزعآج من إحتدآد أصوآتهم إللي كدرت عليهآ صفو نومهآ مُردفه بـ هدوء خآئب النبره: مآفيه يمـه .. شوفي هآلبنت وأنآ بروح لهم الملحــق .......

/
/

/
/

أطبقت شفتيهآ الرقيقه مرّآت متوآليه قآصده توزيع لون روجهآ الفوشيآ الصآرخ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ فـ المرآيآ من عِدّة زوآيآ ..

جآنب وجههآ الأيمن مره .. الأيسر مرتهآ الثآنيه .. والثآلثه وقفت على أطرآفهآ مآطه رقبتهآ رآفعه ذقنهآ , ختمتهآ أخيراً بـ إبتسآمة رضآ عن شكلهآ النهآئي المُنجز بـ أقلّ من الرُبع سآعه وإللي كآن كفيل بـ تبديل ملآمحهآ الطفوليّه الرقيقه النآعمه لغيرهآ أنثويّه صآرخـه صآخبـه محدده عيونهآ العسليّه الصغيره بـ كحل دآكن على هئية الـ كآت لـوك , الشيّ إللي زآد من إتسآعهم مآنحهآ جرأة النظـره وحدتهـآ .. أبرزت وجنتيهآ الصغيره بـ بلآش وردي نآعم وأخيراً كآن روجهآ الفوشي الفآقـع لمع فوقـه القلوس المآئي اللزج ..

شعرهآ كمآ هو مفرود بحريّة طبيعته هآئج مآئج منتفـش .. مروّل بعضّه وبعضه متشآبك , رُبعه الأمآمي من المقدمه مقبب الشكل مثبت بـ شريطـه ستآنيه فوشيآ شآبهـت طوق الشعـر العريض .. إكتملت فتنتهآ حسياً بكميآت وآفره مبآلغ فيهآ من عطرهآ صآرخ الرآئحـه الأنثويّه المثيره ملتفته عن مرآيتهآ تنآظر بآب غرفتهآ بعدمآ وصل لأذنهآ صوت إغلآق بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – على الأكيد إنه لـ توّه أنهى إستحمآمه !

بسرعه فكّت حزآم روبهآ الستآني أسود اللون لينفرجوآ شقيّه كآشف عن فتنة جسدهآ الممشوق الملتف بـ قميص ستآني صآرخ اللون الفوشيآ أشبه بفسآتين السهره من إنه يكون مجرد قميص نـوم !
شهقت نفس سريـع عميق بـ توتر رآفعه غطآ المآسكآرآ مدعيّه إنشغآلهآ بهآ في تكثيف رموشهآ إللي سبق وأنهتهم من فتره وجيزه ..
وإن كآن إللي تبي فعلياً تفصـح عنه - خبر سيئ - ووقعـه سيئ واللفظ به بهآلوقت تحديداً هو الأسوء إلآ إنهآ حتماً ولآبُـدّ وهي بهآلمظهر سآحق الفتنـه والسحر والجمآل كفيل إنه يخفف من وطأة الخبر على نفسه أو حتى يمحيـه تمآماً !

على وضعهآ حآنيه نصفهآ العلوي للأمآم مقربه وجههآ من المرآيه فآغره فمهآ الصغير الحركه اللآ إرآديّه عند إستخدآم المآسكآرآ أو الآيلآينر .. تعيد وتزيد بتفريش رموشهآ متملمـه من طول صمته وسكونه " هــففف هو دآ هينطـأ إمتـى بئـه !! "
من أول ولمحت ظلّه عند البآب وآقف تتحرى بدئـه الكلآم إلآ إنه كمآ الجمآد .. على وضعـه وآقف مكآنه لآ تحرك ولآ حتى تكلّـم !

إستقآمت بوقفتهآ مقرره إنهآء الوضع إللي شكله بيطول إن مآتدخلت هي وإبتدأت زآفره نفس يظهر وكأنه مُرهق مقفله غطآ المآسكآرآ بنصف إلتفآته لآمُبآليه صوبه ..
الإلتفآته إللي مآ أمدآهآ وردت مكملتهآ مدعيّه تفآجئهآ بوجوده رآفعه حآجبيهآ بدهشه كآذبه مبتسمه: إيه دآ خلصّـت !! نعيمـــاً

وترهآ نظرآته العميقه المطولّه لهآ والمصوبه تمآماً عليهآ لتعقد حآجبيهآ مبتسمه ببلآهه سآئله بـ إستغرآب متوتر: مآلــك !!
بـ تبآطئ مريب مرر عيونه على كآملهآ بـ تفحص جريئ ..

وإن كآن رآئف مُهآب القول والفعل فـ الأكيد إن نظرآته وحدهآ هي الأكثر مهآبه .. نظرآته عميقـه غآمضـه .. عيونه غآئره نآعسة النظره .. تزدآد غرآبه من ترتخي جفونه وتضيق عيونه .. يظهر بهآ خليط من النظرآت غير مفهومة المغزى تحديداً ..
هل هي مسحوره مأسوره أو خبيثه مآكـره .. تفحصيّه تأمليـه .. أو تقييميـه .. متوعـده أو إنهآ لآمُبآليـه .. عميقـه , كئيبـه .. متحديّـه .. أو إنهآ مجرد نظره عآديّه بلآ أي قصد من ورآئهآ أو مغـزى !
تجآهلته عن عمد توآري إرتبآكهآ صآده عنه في محآوله منهآ تنسيق إفتتآحيّة كلآمهآ مفصحه عن أسوء أخبآرهآ الغير سآرّه .... إطلآقاً ..

خللت أصآبعه بين خصلآتهآ الملبكه والمتشآبكه نآفضه شعرهآ وكأنهآ تنفض منه قطرآت مويه كآسره الصمت بلهجه تظهر كأنهآ غير مُبآليه: رآئف عآوزه أئولك حآقه بس حآقه مش كويسه على فكره وإنت هتزعل منهآ وهتدآيئ منهآ أوي وأنآ مش عآوزه أئولك الحآقه دي على طول كدآ ولآ دلوئتي بـ الزآت بس سدئـني مش هينفع أخبيهآ عليك أكتر من كدآ
إرتفعت عيونهآ بـ تفآجئ مرتآب مستقره على إنعكآسه بـ المرآيه وآقف ورآهآ .. آللحظه إللي إبتلعت فيهآ ريقهآ بحركه وآضحة الإرتبآك مكمّله بنبره أخف وأهدى وأكثر تخوّف وتردد: الحآقه دي من فتره .. من الشهر إللي سآفرت فيـه

....: وليش مآعلمتيني قبـل ؟!
إنخفض بصرهآ لكتفيهآ إللي ثبتت يديه فوقهم منزل عنهآ الروب بهدوء وتبآطئ مجآوبته بـ ثبآت ظهر فشلـه: لآزم تكون أُدآمـي .. تشوفني وتسمعني
من أنهت كلمتهآ إلآ وإنزلق روبهآ عن جسدهآ طآيح بـ الأرض كآشف عن نقآء بشرتهآ الثلجيّه النآعمـه .. كآمل ذرآعيهآ وجيب صدرهآ الوآسـع إللي نفر منه أعلى نهديهآ العآمرين ..
قشعره سريعـه سرت بطول ظهرهآ العآري نصفه الأعلى من لمسته الهآدئه بحركته البطيئه لمنتصف ظهرهآ بآلطول من آخر عنقهآ نزولاً لآخر ظهرهآ من ظآهر أصآبع يمنآه متحسسهآ سآئل بـ همس خآفت: وضآيقك هآلشيّ إللي صآر ؟!

....: آه دآيئنـي أوي .. بس دآ حصل غصب عنّي
....: تهقين بزعل منك أو أعصب عليـك ؟!
إلتفتت له بسرعه معلقه عيونهآ المترجيه بنظره توسّل لعيونه النآعسه بنظره رآئقـه طآلبته بـ عفويّه طفوليّه بريئه: متزعلش مني يآرآئف آلله يخليّك
إحتضن عنقهآ بوضع الخنق آلحركه إللي معهآ إنحبس النفس بصدرهآ شآخصه ببصرهآ المرتآع تجآهه في حين همس هو لهآ بعذوبه آسره بعدمآ تدآرك ذعرهآ: آشششش .. إهدي .. لآتخآفيـن
إنكمشت ملآمحهآ متجعده مقوسـه فمهآ المطبق متلألأه عيونهآ ببوآدر بكآء ليسرع هو في ضمهآ لصدره ضآحك بـ خِفّه: هههه خلآص شفيك .. مسآمحك

إحتوآهآ لثوآني معدوده قبل يبعدهآ عنه محتضن وجههآ الملآئكي الصغير بين رآحتيه مردف: دآري إنك تنآزلتي عن أملآكك مني لأبوك كآمـل ..
حور: .........
أكمل بـ إبتسآمه هآدئه: يآلغبيّه دآري من أول يوم .. من اليوم إللي رحتي فيه مع عُمر أخوك للشهر العقآري قبل التنآزل ..
بـ صدمه من وقع المفآجئه إللي مآكآنت لآ على البآل ولآ الخآطر توسعت عيونهآ بـ دهشـه ألجمت كآمل ردود أفعآلهآ وإن كآنت حسيّه ..

مآقدرت إلآ تتوسع عيونهآ وينفغـر فمهآ ليرد هو ضآمهآ لصدره مطبق عليهآ بآلقوّه ولتضيع هي بحضنه بعدمآ ضيعهآ بوقع الإعترآف الفجآئي المبآغت !
مآهوب أبدّ إللي يقصده هو نفسـه قصدهآ !
نيتهآ كآنت إعلآمه بـ خبر تسقيطهآ حملهآ وطلبهآ منه السمآح على شيّ مآلهآ أي دخـل أو يـدّ فيه ليفآجئهآ هو بـ عفوه المطلـق ومنحهآ السمآح على آخر مآترآءى لظنهآ إنه على علم ودرآيـه كآملـه بوقوعـه ومن أول يـوم !

أحست بـ شهقآته المسموعه تفترسهآ بـ جوع ونهـم سآحب من عنقهآ كل ذرآت الهوآء المشبعّه برآئحة عطرهآ الأنثوي الصآرخ رغبـه وكأنه رسآلة إستدعآء طآلبـه الإقترآب ..
إبتعدت عنه بـ مقآومه مبتسمه بـ توتر ليلحقهآ هو بـ جديّه مُحذِّر: لآتفكرين تلعبين بذيلك من ورآي .. قطعّتك وقطعت لك هآلذيل يآقطوتي

سألت ببهوت مأخوذ بآلصدمه إللي أبتّ تحلّ عن وجههآ وتقآسيمه: عآدي عندك ؟! مسآمحنـي !!
قوّس فمه بلآ مبآلآه معقب: كنت نآوي عليك نيّه بس هوّنت .. فكرت فيهآ بآلعقل .. تزوجتك بلآ أي حق من حقوقك .. لآشبكه ولآ مهر ولآخلآفهم فـ خلآص .. نصيبك إللي سلمتيه لأبوك إعتبريه مهرك إللي فرطتي فيه بكيفك وأنآ مآلي دخل .. بآقي الشبكـه

أعقدت حآجبيهآ مستغربـه ومتفآجئـه .. والأكثر منهم مذهولـه مصدومـه ! تدور علآمآت التعجب فوق رآسهآ والإستفهآم بعيونهآ إللي إنخفضوآ لجيب بنطلونه القطني الفضفآض أسود اللون ومنه للعلبـه القطيفه سمنيّة اللون إللي فتحهآ كآشف عن حلقه عريضه متلألأه بكمّ هآئل ومهول من الألمآسآت الصغيره البرآقّه ..
بـ إنبهآر سآحق تمت ترمش بـ توآلي فآغره فمهآ الصغير لآخره ليبتسم هو مبلل بـ لسآنه شفتيه إبتسآمة المُعّذّب عديم الحيلـه ..
طلّع المحبس من مكآنه بـ العلبه طآلبهآ بـ إبتسآمه رآئقه: وينـه إصبعـك !

....: دي دبلـه !!
....: أهـآ
بـ البطيئ إتسعت إبتسآمتهآ لحد مآكشفت عن رتآبة مكعبآت أسنآنهآ الصغيره كحبآت رمّآن مترآصه مفرقه مآبين أصآبع يسرآهآ بـ إبتهآج آللحظه إللي بآدلهآ هو الإبتسآمه متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيسر أظآفرهآ الطويله الملونه بـ لون فوشيآ لآمع: إيش الحلـو هذآ !
سألته الصدق بـ إبتسآمه وإندفآع طفولي عفوي: لونهم حلـو ؟!!

....: أهـآآ
تعلقت عيونهآ المتأججه سعآده على حركته بـ إدخآل دبلتهآ السوليتير البرّآقه بـ بنصرهآ الأيسر وبسرعه طلعه من مكآنه أسفل آخر عقله .. الحركه إللي كررهآ ثلآث مرّآت وكل مآلهآ تتسع إبتسآمته سآئل: إيش الأصآبع الصغيره هذي !
بوزّت عآبسه ليكمل هو بـ برآءه مصطنعه رآفع حآجبيه موسع عيونه: شذمبي أنآ ! إنتي إللي أصآبعك نحيفـه وصغيره !
بسط يسرآه بوجههآ مفرق أصآبعه الحركه إللي معهآ ألصقت هي رآحتهآ اليمنى وسط كفّـه الأيسر وبهدوء أطبق أصآبعه شآبكهم بـ أصآبعهآ طآلبهآ بـ هدوء: يدّك أشوف ..

فردت يسرآهآ مفرقه بين أصآبعهآ ليدخل هو دبلتهآ بـ الإبهآم بدلاً من البنصـر مردف: فكري شلون تنفخين أصآبعك بدل شفآيفك
....: ههههه يآسـلآآآآم !
شدد من إنطبآق أصآبعه المشبوكه بـ أصآبعه جآذبهآ تجآهه هآمس بـ خفوت: هـآآ .. فكرتـي ؟!
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ ببلآهه سآئله بـ عدم فهم: فكرت فـ إيــه ؟!!
تحسس أسفل شفتهآ السفلى بـ بنآن إبهآمه الأيمن هآمس: بعدك مُصّرّه تكبرين شفآيفك ولآ صرفتـي نظـر ؟!

....: ههههه لآء خلآص صرفـت نظـر
رفع ذقنه بـ تحديّ هآمس بـ تشديد مُفصّل: بعينــــــك
قآلهآ بـ التزآمن مع إرخآءه لذرآعه الأيسر من تحتهآ رآفعهآ على سآعديه وسط ضحكآتهآ المشآكسه مقرره في قرآرة نفسهآ تأجيل إعلآمه الخبـر ليوم ثآني وليلـه ثآنيـه .. غير هآلليلــه ! لآضيــر ......... تقريبــاً !

أنزلهآ على السرير بهدوء مخآلف لِمآ تبِعه من عنفوآن الثوره وإحتدآد المعركه حآميـة الوطيـس وإللي مآتـمّ فــضّ إشتبآكهآ إلآ مع أول ضوء للفجـر وبعد مآهمسـت في أذنه بصوتهآ المبحوح المشحوح من توآصل صرآخهآ بلآ إنقطآع متوسِلّه بـ أنفآسهآ المُهلكــه .. المقطوعه .. واللآهثـه: كفآيــه يآرآئــــف آلله يخليــــك ......


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 01:50 PM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


صبــآحــاً ..

أرخى كرسيه المُنجّد بـ جلد أسود اللون كمآ هو حآل غآلب ديكورآت مكتبه المتكلف بطآبع الفخآمه المهيبه كآسيه السوآد على إمتدآد الأركآن والمسآحآت , كآمل الأثآث ... السجّآد , والمفروشآت !
بـ إرتخآء كرسيه وإللي معه إرتخى جسده بـ نصف تمدد فآرد سآقيه أسفل طآوله مكتبه رآفع ذرآعيه ورآء رآسه شآبك أصآبع يديه ينآظر بـ النجفه النيكليّه المتدليّه من السقف بـ إبتسآمه مُعذبّه إثر ذكرى قريبه مآتتخطى أحدآثهآ مدة سآعآت معدوده فآئته !

هزّ رآسه نفياً بآلقوّه نآفض عن ذهنه معآودة أحدآث ليلته الحمآسيه المآضيه مبلل شفتيه إللي أطبقهم بـ إبتسآمه عيّت تفآرق مُحيّآه !
إستقآم بـ جلسته مستند لطآولة مكتبه الأبلكآجيّه السودآء بـ كوعيه زآفر نفس عميق سآخن مآسح على وجهه بكلآ رآحتيه ليقآطع محآولته في إستعآدة إنضبآط نفسه دخول سكرتيره حآمل مشروبه الصبآحي المعتآد: القهـوه أستآذ رآئـف ..

....: سـآده ؟!
بـ خفّه تلآصقوآ حآجبيه لغرآبة السؤآل مجآوبه بـ تردد: إيـه ...... مثل .. كل يوم !
....: أبيهآ غير اليـوم
إحتدت عقدت الحآجبين الخفيفه بـ تعجب تدور علآمآته فوق رآسه !
من أول وهو حآس إن فيه شيّ غريب بهآلمسمى رآئف , إبتدآءاً من دخوله الصبآح مُلقي سلآمه بـ إبتسآمه أعقبهآ بـ تصبيحـه البآسم عليهم بـ الخيـر وهو الشيّ الغير معهود إطلآقاً .. والحين طآلبه بـ مشروب غير مشروبه إللي إعتآد تحضيره له وتقديمه من بدآية توظفّه لمآ يقآرب الثلآث أعوآم متوآصله ! سآبقـه جديده من نوعهآ !

....: أبيهآ مُحلاّه .. قهـــوه ......... بـ سُكّـر
قآل الأخيره – قهوه بـ سكر – بـ نبره هآدئه , خآفته وشبه مسموعه , لآف سبآبته اليمنى بـ حركه دورآنيه كـ إشآره منه للتقليب أعقبهآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه الشيّ إللي مآزآد سكرتيره إلآ توتـر وتخـوّف سآئله بـ تردد: كــ ... كـم ملعقة طآل عمرك ! ولآ ..... ولآ سُكّـر بـرآ !
ضيق عيونه للحظه بـ تفكير قطعه من بعدهآ بـ هدوء: مضبـوط .. ملعقه وحده كآفي ...... أو ملعقتين , عآدي ..... أي شيّ , على ذوقك

إتسعت عيونه بـ دهشه غير مُصدّق ليؤشر له هو بلآ مبآلآه طآلبه الإنصرآف: توكـل .... – قآلهآ وسكت ثم ردّ بسرعه متذكر شيّ - وإيـه .... إجتمآع اليوم المعتآد مع الموظفين من بعد السفـر أبيك تكنسلـه , وتكنسل أي شغل كان مفتوح ومؤجل .. مآبي شيّ اليـوم
على وضعه غير مستوعب .. تمّ يرمش بتوآلي التعبير بوجهه قمة البلآهه إللي إستنكرهآ الثآني سآئله بـ برود: فهمــت ولآ أعيـد ؟!

تدآرك نفسه فوراً شآد كتفيه بسرعه للخلف بآلع ريقه قبل يجآوبه بـ تأكيد وبلآ تردد: أبشـر طآل عمـرك ..

قآلهآ موليّه ظهره بعدمآ أومأ رآسه بـ استئذآن للخروج تآركه مكآنه ليرد مسيح جسده على كرسيه الجلدي الضخم هآز أصآبع يمنآه بـ طقطقه على ذرآع الكرسي ينآظر بـ السقف ..
يترآءى للنآظر من هيئته الحآلمه إنه يدندن بقلبه كلمآت أغنيـه !
شفتيه تتحرك بهدوء الحركه بلآ صوت أنهآهآ بـ إبتسآمه عميقه مُعذبّه أغمض فيها عيونه وبآلقوّه , عآض بـ أسنآنه العلويّه على شفتّه السفلـى ...

هذي الصغيره بكآمل تفآصيلهآ سددت له القآضيه بعدمآ أحكمت قبضتهآ على عقلـه وتفكيره .. وشيئن دآخلـه نآبـض , من طآريهآ يحتد ويتسآرع .. يضطـرب .. هآلشيّ إللي إسمه قلـب , على وشك إنه ينفجـر !

أحكم ضمّـه لـ أصآبع يمنآه كـ قبضـه مقلبهآ على الجآنبين مبتسم للي طرآله من تخمين .. كون وجههآ الملآئكي الصغير بريئ الملآمح فآتن التقآسيم فعلاً بحجم هآلقبضـه , أو أكبر الشيّ القليل !
عيونهآ عسليّه صغيره مسحوبه من آخرهآ مثل القِـطط , لآمعـه , مشتعلـه صبآ وعنفوآن .. خشمهآ صغير دقيق بـ حجم عقلة سبآبته الأولى وفمها رقيق وكأنه نقطه بـ الوجه .. ذقنهآ مثلث الشكل بـ خط نصف قوسي مقلوب وشعرهآ الغجري الكثيف الأشعث والأهوج .. كآمل إيحآءآتهآ وإيمآءآتهآ وتعبيرآت وجههآ تصيبـه في مقتـل !

....: على فكره يآرآئف إنت ولآ مره أولت ليّآ إنك بتحبني !
....: يفرق معك ؟!
....: أيوآ طبعاً يفـرء أوي .. يفرء كتير كمآن

....: وأنآ يآقطوتي معرف أقول كلآم حلـو !
....: أنآ مش بئول تئول كلآم حلو ! أنآ عآوزه كلمه حلوه وحده بس
....: وشهي الكلمه ؟!

....: يآســلآآآآآم على أسآس إنك مش عآرف يعني ! بطل إستهبآل بئه يآرآآئف .. أنآ لحد دلوئتي مسمعتهآش منك
....: على فكره ولآ أنآ بعد سمعتهآ منك
....: مش هئولهآ إلا لمآ إنت تئولهآ .. وإنت أصلاً أصلاً أصلاً إللي لآزم تئولهآ الأول .. وأنآ عآوزه أسمعهآ منك حآلاً حآلاً حآلاً

....: يعني مآتعرفين إذآ كنت صدق أحبك ولآ لآ !
....: أصلاً عآرفه إنك بتموت فيّـآ
....: هههه وآلله ! إيش الثقه هذي ؟!

....: بلآش تُئـل دمّ مآشي ! ومتهربـش يلآ وقول بحببببببببــك يآحوريـه , بآآآمــوووت فيكي يآحوريـه , بعععععشـقك يآحوريـه
....: ههههه إنتي مآعندك سآلفه , تعآلي بس
....: لآآء , مش هتعمل أي حآقه إلآ لمآ تئول كل الكـلآم دآ
....: حووور
....: لآء
....: الحُبّ مآهوب كلآم

....: لآ الحب عند السِتآت مهم أوي بـ الكلآم , يلآ قول حآلاً وفوراً إنك بتحبنـي
....: لآحووول , الكلآم مآيجي كذآ غصب .. تعآلي بس , بنسويّ شيّ حلو وبـعدين بقول لك كل الكلآم الحلو
....: وآللهـي !!! أنآ أعرف النآس الأول بيمهـدوآ وبيئولوآ الكلآم الحلـو وبعدين يحملوآ الحآقآت الحلوه مش العكـس يآ أُستـآز !

....: هههه عآد أنآ غير النآس , تعآلـي يلآ وآلله مآفيني يآحور
....: إنت عآرف لو مئولتش الكلمه دي يآرآئف النهرده هعمـل فيك إيـه ؟!!
....: أنآ إللي هعمـل فيـك , قفلي فمك عآد يآكثر هرجـك
....: ههههه وهتئول برضُـه إنك بتحبنـي يعنـي هتئـول

وإنتهت الليله بـ إستسلآمهآ جثّه هآمده بين أحضآنه المشتعله بدون مآيقولهآ , وبدون مآتسمعهآ ..
ضرب المكتب بقبضة يمنآه الخفيفه عآزم النيّه على التصريح بآلشيّ الثقيل الجآثم على قلبـه .. تحريره لفظاً لـ مشآعر حبـه !

قآطع شروده الدخول الثآني لسكرتيره منزل بيمنآه من فوق رآحة يسرآه الصينيه الفضيّه دورآنيّة الشكل صغيرة الحجم عليهآ الكوب الكريستآلي الحآوي لقهوته الدآكنه فوق منديل ورقي , جمبـه صحن دورآني صغير إرتص فوقه ثلآث أكيآس من السكر وملعقـه ..

....: السكـر بـرآ وإنت برآحتـك أستآذ رآئف
أومأ له إيجآباً بـ الموآفقه رآفع كيس رفيع بطول الإصبع شآقه من الطرف مفرغ محتوآه من السكر بـ الكوب بعدمآ إرتشف وجـه القهوه الكثيف قبل إضآفة السُكّر لآمح طيف سكرتيره من ظهره يختفي ورآء البآب إللي توه منه قد دخـل ..

أسند كوعيه للطآوله محتضن الكوب بكلتآ رآحتيه مقربه من فمه يرتشف منه بتلذذ بعيون ضآقت أقصآهم وكأنه يفكر بشيّ التفكير العميق المطوّل ..
التفكير إللي إنتهى بـ رفعة حآجب كآنت أقرب للضيق والحنق ... قبل التسليـم أو أخيراً ....... الإستسلآم !
أنزل كوب القهوه فآتح أول درج من الأدرآج بيمين المكتب بتمتمه شبه مسموعه: بــسسسس لأجـل الحوريّـه بنتـك يآكآمــل ..

قآلهآ قآصد الشيّ المحدد إللي يبيه الحين ويدوره .. مخطط الفرع الرئيسي الثآني للمؤسسه والمسلّمه إدآرته كآملاً لـ يدّ إبن عمه .. – فآهد معآذ المآلكي - ..
آن الأوآن – كآمل الشرقآوي – يستلم جزءه المستحـق من الأملآك ....... بعيداً عنـه !

أقفل أول درج وإللي كآن خآلي إلآ من وجود بعض الأورآق والكروت الحآمله لأرقآم هوآتف وعنآوين سآحب الدرج الثآني إللي أحسّ بثقلـه وهو يجره ليفآجئ بـ السبب البديهي لهآلثقل وهو وجود اللآب تـوب !

أعقد حآجبيه لوهله مستغرب !
الإستغرآب إللي تبدد لإبتسآمه حسيّه من تبآدر لذهنه المقآبله الأخيره مع رآمز بـ نفس المكتب تآرك له الأقلآسيه واللآب !
بلآ تفكير أخرجه من الدرج هآمس بـ إستسلآم: رآآآمـــز يآرآمـــز

أول مآفتحه ضآغط زرّ تشغيله إلآ وتعآلى صوت إدآرة القرص المتحرك ومعه صوت الإشآره الصغيره بلون أحمر بدلاً من الأصفر كـ تنبيه لفرآغ البطآريّه من الشحـن ..
بـ ضيق لوى فمه المطبق يسره يحوس بـ أدرآجه مقآرب صبره على النفآذ وصولاً للدرج الأخير إللي فتحه وأخيراً قدر يحصل طلبـه ..
طلبه إللي مآكآن إلآ شآحن إنتهى من توصيله بـ الجهآز من قدآمه معتم الشآشه إلآ من صوت مزعج كل مآله بـ الإحتدآد ..

بـ عصبيّه دق على الجهآز علّه بـ الحركه يوقف الصوت ..
الحركه إللي بسببهآ إنفتح المخرج من بعد تعليق لتطيح عيونه واجمة النظره بـ إنزعآج على القرص الصلب مقوس فمه بلآ إهتمآم أو مبآلآه ..
لحظآت لحد مآضوت الشآشه بعدمآ وصلهآ طآقة الشحن وردّ هو دآف بـ أنآمل يمنآه فتحة القرص مقفلـه ويرد السي دي بدوره مصدر صوت حركة دورآنه السريعه والمزعجـه ..
طوّق ذقنه بقبضة يسرآه منتظر التحميل رآفع بيمنآه كوب قهوته يرتشف منهآ بهدوء وترقب ..

الترقب إللي إنتهى بمجرد مآختفت أيقونة التحميل حلقيّة الشكل المستمره في دورآنهآ وببديهيّه مرر أنآمله قآصد فتح الأيقونه الخآصه بـ الجهآز وتحديداً للقرص المُزعـج !

تقآربوآ حآجبيه بـ لوية فمّ خفيفه مستغرب !
ملف وآحد محمّل على السي دي , والظآهر من إشآرة التشغيل مثلثة الشكل إنه فيديـو !
قوس فمه بلآ مبآلاه هآمس: نشوف شعندك رآمـز بآشــآ ...
نقر بـ انملة سبآبته النقره الخفيفه السريعه متأهب لمشآهدة عرض ترفيهـي تبآدر لذهنه وحُسن نيتـه إنه الشغـل إللي قصده رآمـز وتحديداً هذآ هو وقته وهو بهآلمزآج الهآدئ الرآيق !

أسند كوعيه للطآوله شآبك تحت ذقنه أصآبع يديه ثآبته عيونه بـ نظرة إبتدئت هآدئـه ثم أخذت في الوجـوم , ثم الإحتدآد .. ضآقت إلى أن إختفت من بدآ العد التصآعدي لمؤقت الفيديو في المرور ..
المؤقت إللي كل مدى يتمآدى ومعـه تتمآدى نبضآتـه , وغليآن الدم بعروقـه ..

لآ إرآدياً وبلآ تفكير إمتدت يده لجوآله على المكتب دآق بـ بنآن إبهآمه نقرآت سريعه متتآبعه قآصد رقم وحيـد بـ الإسم الأوحـد في القآئمـه دون تكـرآر !


/
/

مطت شفتيهآ الرقيقه المطبقه مستغربـه إتصآله بمثل هآلوقت وبلآ تفكير مطوّل قطعت تحيرها فاتحه الخط ..
....: ءآآ يآعُمـر !
....: أنآ فـ البيت حآلاً .. وحآلاً تكوني عندي
أبعدت الجوآل عن أذنهآ تنآظر شآشته بـ تعجب !
تقوس فمهآ بعدم فهم لقصده وإللي يعنيه ..
....: إزآي يعني مش فآهمه ؟!
....: إلي سمعتيه يآحور .. أنآ فـ البيت وعآوزك فوراً .. تعآلــي
....: عُمر إنت عآرف السآعه كآم ؟! إحنآ عشره الصُبح .. أنآ أصلاً لسه مئومتش من السرير
قآلت كلمتهآ الأخيره منصته لصوت أنفآسه المهتآجه يتضح لهآ محآولته كبت عصبيته آلغير مبرره إطلآقاً بـ النسبه لهآ ...

لحظآت من الصمت لحد مآتوسعت عيونهآ لآخرهم بذعر ممآ طرآلهآ سآئله بـ إندفآع مرتآع: مآمآ حصل لهآ حآقــه !!!!
....: لآ أمك بخير .. أنآ اللي عآوزك .. من إمبآرح وحضرتك فآصله الموبايل .. لآزم نتكلم
....: فيه إيه طيب يآعُمر .. قلقتنـي
....: موضوع الحمل إللي سيآدتك أجهضتيه وبمزآجـك .. تمآم ؟!
تقآربوآ حآجبيهآ إستنكآراً وضآقت عيونهآ .. تحديداً ....... مآفهمت !
سألت بـ بهوت: حملـي ؟!! إزآآي ؟!!
....: هتيقـي البيت ولآ آقيلـك أنـآ !!!

عفوياً وبلآ إرآده او شعور طآحت دمعتين سريعـه مسحتهم بحركه أسرع متعذره بـ حجتهآ البآليه: أنا تعبآنه دلوئتي يآعُمـر معلش نتكلم بعديـن ..
....: حــوو ........... طوط طوط طوط

أقفلت الخط بسرعه متجآهله وعن قصد لندآءه الأخير إللي قطعته قبل تسمع آخره مآنعهآ من الهروب فآرض عليهآ الإمتثآل !



/
/

/
/

تخطى ممرآت المؤسسه بـ توتر جليّ وآضح وصولاً للقسم الأعلى الخآص بـ الإدآره فآرك رآحتيه بـ حرآره ملتفت يمنه ويسره بـ ترقب ليُفآجئ بآليد القآبضه على كتفه الأيسر من خلف ظهره: حيآلله رآمـز
بـ إرتعآب إنتفضوآ كتفيه ملتفت لذآك إللي أجفله بـ حده وسرعه عآقد الحآجبين مُحتدّ النظره إللي هدأت نسبياً مطلق زفره عميقه مغمض فيهآ عيونه برآحه ليرد الثآني سآئله بـ إستغرآب من ردّ فعله: خيـر ؟!!

رآمز: وآلله أنآ إللي أبي أسأل
قوس فمه بعدم فهم مُردف: تعآل معي المكتب طيب
....: مستعجل يآبو النجـم , رآئف طآلبني ضروري وشكل الموضوع مآهوب خير أبدّ
إنعقدوآ حآجبيه مقوس فمه المشدود بـ إستغرآب: اشمعنـى !

....: دق عليّ طآلبني أجيه المكتب وهذي غريبه أول مره تصير , وكنت نآيم بعـد , أصرّ إني اقوم واصحى وأجيـه وفوراً .. هذآ غير إن صوته أبدّ مآريحنّـي وشكله حيل معصب , شـ السآلفه مآتدري ؟!
طير عيونه بـ تفكير مستغرب: غريبه ! اليوم المؤسسه كلهآ تشهد إنه متغير إيه بس للأحسن وكلهم حآسين برآحه لأنه من الصبآح هآدي ورآيق بشكل وآضح وملحوظ ........ وغريب بعـد

إنشدوآ كتفيه للخلف عآقد حآجبيه الطوآل لحد مآتلآصقوآ بنظره تشككيّه مرتآبه هآمس بقلق وعيونه مصوبّه تجآه البآب السوكريتي المعتم لمكتب صآحب الشآن المعني بـ الحوآر: وآلله مآزآدني كلآمك يآبو النجم إلآ خوف وقلق
....: إهدى بس إنت وادخل شف وش السآلفه

رقت ملآمحه بـ توسل وإستعطآف طآلبه: تعآل معي تكفـى
هزّ رآسه نفياً مبتسم بقلّة حيله: هههه وبعدين معك ؟! تمرجل شويّ وقويّ قلبك .. بـ الأول والأخير هو أخوك يعني مآصآير شيّ
....: وآلله يآبو النجم كل البلآ والسبآيب في إنه أخوي .. لو إنه غريب كآن بـ الطرآق والطقآق

....: يمكن يبيك بخصوص شغلك الخآرجي ذآك إللي كنت تبيله دعم
....: أي شغل خلآآآص إنتهينآ وتكنسل الموضوع بكبره , طآف عليه شهرين .. خلآص خلآص أنآ بدخل الحين أشوف وآلله يستر , مآنيب متفآءل
أومأ له – أبو عُمر – رآسه بـ الموآفقه مبتسم بهدوء الإبتسآمه المُطمئِنه قآصد تشجيعه بـ ضربه خفيفه من الملف المبروم بيد اليمنى لذرآع رآمز الأيسر ..

رآمز إللي أطلق زفره متوتره من فمه المضموم دآف البآب من مقبضه النيكلي مُلقي سلآمه الهآدئ بـ تصبيحه جآهد إنهآ تظهر رآئقـه: صبحك آلله بآلخير رآئف بآشـآ .. طآلبني بنفسك طآل عُمرك .. عسى مآشــرّ !
من وقع النظره السُميّه الحآده إللي رمقهآ رآئف من عيونه صقريّة النظره الثآقبه المُظلمه بـ غموض مُريب مستند بكوعيه لطرف مكتبه مكور قبضتيه واحده منهم محتضنه الثانيه ضآمهم فوق فمه قبآله لآبتوب عريض الشآشه أبيض اللون مفتوح .. شكله أبدّ مآهوب غريب والسبب هو الإستيكرآت اللآصقـه بـ حروف إنقليزيّه ملونه بتكوين إسمه مُلصقه بظهر الشآشه r a m i z ..

سريعاً , السرعـه البآنورآميّه .. إنقبضت أحشآءه متقلصّه مُحدثه ألم لحظـي مؤقت إثر التشنج من سوء الظن والخوآطر إللي بدت تمآرس عليه طقوسهآ بـ التعذيب ..
أول مآترآءى لبرآءة ظنّه هو وجود أفلآم إبآحيّه محفوظه على جهآزه المفتوح الحين قبآل رآئف !
همس بخآطر لآعن خير وشرّ خويّآه .. آدم منهم تحديداً " يلعن إبليسك يـ آدم الكلب , أكيد إنه وآحد من أفلآمك الوصخه وشآفهآ رآئف ........ بس لحظه , شعليـه معصب يعني ؟! هو شدخلـه ! "

جلس قبآله مُصدّر له الجآنب الأيسر من وجهه مطقطق بـ أصآبع يسرآه فوق المكتب بـ تصفيره هآدئه من بين شفتيه المزمومه يلف ويدور بعيونه بين الكيآنآت الجآمده بـ المكتب الفسيح تحآشياً الموآجهه مع نظرآت رآئف الثآقبه بـ غموض مخيف مآيبث للنفس إلآ التوجـس والتوتر قبل مآيصيبه فعلياً بـ الخوف من المجهـول ..
لحظآت معدوده إمتدت كمآ الدهر من الزمآن أحسّ معهآ بـ إختنآق رئتيه وإنقبآض مثآنته .. مآيبي الحين إلآ العـدو لأقرب دورة ميآه وإفرآفهآ وإلآ بيسويهآ على نفسـه !

بـ نفآذ صبر إلتفت له بـ حده سآئله بـ جرأه قآصد إنهآء توتره: وش الموضوع !! ليش طآلبني وسآكت !
حرر أخيراً قبضتيه المكوّره من فوق شفتيه للجهآز من قبآله مدوره بـ أصآبع يمنآه ليصير موآجه بـ شآشته المفتوحه لـ رآمز إللي أعقد حآجبيه مستفهم ينآظر بـ الملف الوحيد والأوحد بوسط شآشه بيضآء .. ومن الأيقونه مثلثة الشكل إتضح له المحتوى وإن مآهو إلآ مقطع فيديو أو فيلــم !
الشيّ إللي فعلاً هو أول مآتبآدر لذهنه .. فيلم إبآحي متروك سهواً دون حذف !
" يلعنـك يـ آدم يآبن الكلب يآوآطـي , وش ذآ الموقف الزفت , وصخ وأفلآمك وصخـه , يآليل الحـرج .."

....: إفتحــــه
ببلآهه تعلقت عيونه بـ إستفهآم سآذج لعيون رآئف المُظلمه أبت إلآ إنهآ توقف سهآم النظرآت المتوعده في صمت وسكون .. وغموض ..
....: هـــآه !!!!!
رآئف: إفتحـــه قلـــت
إدعآءاً للسذآجه , سأله سؤآله الأبله: وشهـو ذآ ؟!
....: أنآ اللي أسأل .. إفتحـه وعلمني إنت وشهـو ذآ !
إنفغر فمه لآخره موسع عيونه بـ تفآجئ كآذب مُفتعل: ذآ مب جهــآزي !!! لآب توبّـي وش جآبـه عنــدك ؟


....: إفتح الفيــديو
أطبق فمه سريعاً بآلع ريقه خآفض بصره في حرج مآسرع مآتبدد بمجرد مآمرر بنآن سبآبته اليمنى فوق شآشة اللمس نآقر نقرته السريعه والخآطفه بـ انتظآر تحميل الفيديو وتشغيلـه ..
الفيديو إللي إنفتح ومن هول مفآجئته بـه إنفتح فمه لآخـره وإنفتحوآ عيونه لآخرهــم ..
مشهد حميمي شآفه لأكثر من مرّه يكآد يكون محفوظ بـ الذآكره لكن المُفآجئ لحد الذهول وعدم التصديق هو شلون هآلتسجيل محفوظ بجهآزه ! مآيذكر إنه نسخه نسخه خآصه , ومآكآن ليسويهآ بـ الأسآس .. هذآ غير كل النسخ إللي كآنت بـ سيديهآت هو بنفسه جمعهآ وأحرقهآ بلآ تردد ومن شهور طويله لآتُذكـر ..

إرتجفت أطرآف يمنآه مبعدهآ عن الجهآز منزلهآ بقبضّه قويّه علّه يدآري فيهآ ويخفي توتره المهتآج خآفض بصره موقع قدميه ليجيه السؤآل من رآئف جآمـد يظهر وكأنه يستنطقـه الإعترآف بـ الخطأ: وشهـو ذآ !

بـ عآدته المرضيّه إذآ توتر أو صآبه شيئ من الإرتبآك ولو لحظياً , الإسرآع في الكلآم ليظهر سريع سرعه خآطفـه بشكل متلاصق متشآبك غير مفهوم وغير مُفسّـر ..
....: الموضوع قديم يآرآئف ومن فتره طويله وأنا بنفسي حرقت كل النسخ ومدري هذي شلون بآقيه

أمره بـ جفآء حآد اللهجـه , يظهر مُهـدد متوعد: تكلّـم كـلآم ينفهـــم
بسرعه إبتلع ريقه بحركه وآضحه , لو بيده كآن سوّآهآ بدون لفت نظر من رآئـف الغير مُرآعي أبداً إنهآ حآله مرضيّه ومنذ الصِغـر .. إسرآعه في الكلآم لآإرآدياً , الشيّ إللي يتضآعف أضعآف مضآعفه في حآلة إحسآسه بـ الضغط والتوتـر ...

شهق بـ عمق قآصد تهدئة إنفعآله الدآخلي قبل يلفظ كلمآته مُقطّـره , كلمه كلمـه: الموضوع .. قديم .. صآر له .. فتره .. حرقت .. كل .. النسخ ......... إلآ .. هذي .. النسخه .. غصباً .. عني .. نسيتها ........... صدقني

لآشعورياً إرتفعوآ حآجبيه بـ تعبير التفآجئ الإستنكآري – الله الله – الموضوع فيه نُسـخ مُتعدده .... السهـره صبّآحـي !

....: إنت تدري منهم إللي بـ الفيديو ؟!
سكت لحظآت ينآظر قآعدة الكرسي الموآجه له قبل يجآوبه بعدمآ زفر بـ هـمّ: إيه أعـرف
أرخى جسده لـ ظهر كرسيه بـ أريحيّه سآئل بـ خفوت شبه مسموع: منهــم ؟!
نآظره بعدم فهم مضيق عيونه إستنكآراً لمغزى سؤآله ومدى أهميته: وليش تسأل ؟! رآئف الموضوع منتهي من زمآن صدقنـي

....: منهــم إللي بـ الفيديـو ؟!
أرخى كتفيه بـ إحبآط مغمض عيونه بـ إستسلآم من إصرآر أخوه بـ جمود يدري إنه مآرح يعزل عنه وأبداً ..
....: ولد عآمر المُرشـد وبنت محصن عبدآلله

....: مآلك المرشـد !
رآمز: مظبـوط
رآئف: بنت محصن عبدآلله !!!
أطبق فمه بآلقوّه مكوّر قبضتيه بـ حرج سآحق , مآيدري شلون يأكدهآ وهذي إللي شآفوهآ ثنينتهم وبهآلوضع المخزي تكون أخت لـ زوجة رآئف نفسـه وأخت لـ زوجة أخوهم الثآلث .. أحمـد ..
....: إيه بنتـه
رآئف: بنته إللي تكون زوجتي !!! دآريـــن !!!

بـ تفآجئ سريع إلتفت عليه عآقد حآجبيه بعدم فهم قد سألت عيونه السؤآل بقلبه ليجآوبه رآئف بـ هدوء مُريب بعدمآ وقف عن كرسيه ملتف حول مكتبه شآبك يديه ورآء ظهره ينآظر الأرض موقع خطوآته المتبآطئه: شلون زوجتي دآرين مع ولد المُرشـد بهآلفيديو ؟! وشلون إنت أسآساً معك هآلفيديو ؟!
سأل بـ بهوت مأخوذ بـ الصدمه والترقب لخطوآت رآئف المتأنيه تجآهه , بآزغه عيونه شآخص له بصره في إرتعآب , مآقوت رجوله تشيله يوقف عن كرسيه: إنت وشهو إللي تقولـه !! ززز .. زوو .. زوجتـك !! لحححـ .. لحظــه إنت فآهـم غلـط هــذ .....

مآ أكمل كلآمه إذ إن رآئف ألجمه من أحكم قبضتيه لوسط تيشيرته القطني أحمر اللون سآده مثلث الرقبه بـ كمّ مشمّر السآعدين سآحبه ليوقف جبراً جآذبه للحد إللي معه تلآصقت خشومهم المتمآثله طولاً , دِقّـه , وحِدّه .. آمره من بين أسنآنه: تكلّم الحين وعلمنـي الموضوع من أسآسه وإلآ قسـم بآلله دفنتـك يآرآمـز مكآنـك
أحكم قبضتيه الوآهنه فوق قبضة أخوه القآسيه قآصد إبعآده عنه بعيون مرتآعه هآمس: إهدى يآخوك شفيـك أبعلمـك

مآزآده هدوء رآمز إللي ظهر له وكأنه رآيق .. ويلك يآرآمز , تسخـر من رآئـف ! متعمّد إستفزآزه ! قآصد إثآرة غيظه بهآلبرود !
الهدوء إللي ظهر لـ رآئف إنه برود وعن عمد مآزآده إلآ ثوره وإهتيآج .. مآقدر أكثر على كبت إنفعآل الحموّ والتأجج .. شيّ دآخله يفور ويغلـي ..

إرتفعت قبضته الجآمده مسآفه وآسعه ضآربه بـ كلّ قسوه وعنـف عظم الفـكّ السفلي للجآنب الأيسر من وجه رآمز إللي إرتد بقوّه مآ أمدآه يعتدل إلآ و – ثنّـى - رآئف قبضته إللي كآنت أسرع , أقوى وأعنف , سددهآ لخشم رآمز إللي تدفق منه الدمّ بكميآت غزيره وآفره يرمقه بنظرآت إستنكآريـه لرد فعلـه وهمجيتـه إللي وصلت للتطآول .. للحين يسأل نفسه , رآئف شدخلـه بـ الموضوع من أصلـه ! هآلإنفعآل وش سببـه وأخيراً هو شذمبـه ينضـرب !

الموقف المريب اللي قطعه عليهم أبو عُمر بـ إقتحآمه للمكتب من تصآعد صوت رآئف بـ صيآحه المزمجر حآد النبره المنفعله الصآرخه ومآسرع مآتوسعت عيونه بـ جحوظ من هول إلي شآفه ومآقدر يستوعبـه ..
رآمز مُلقى بـ الأرض على جمبه الأيمن بعدمآ إنقلب به الكرسي من بعد دفّة رآئف القويّه له من صدره وإللي بسببهآ إرتمى وبقوّه على الكرسي من ورآه ..

الكرسي إللي أخذه وإنقلبوآ ثنينآتهم بـ الأرض .. متحآمل على سآعده الأيمن رآفع نصفه العلويّ , لآثم فمه وأنفه برآحة يسرآه يظهر من بين أصآبعه سيل الدم المتدفق بلآ هوآده موآجه له رآئف فآضخ شماغه والعقآل والطآقيّه رآميهم بـ الأرض متخصر بيسرآه وبيمينه شآد شعره من مقدمة الرأس عآض بـ أسنآنه العلويّه شفته السفلى ينآظر السقف مغمض العينين , يظهر من هيئته معآنآته في محآولة كبت إنفعآل ثورة غضبه العآرم وعنفوآن عصبيته المتأججه وإللي على الأغلب ذآك الممدد بـ أرضه إهو المتسبب الوحيد فيهآ !!


....: وش الصآيــر !!!
قآلهآ بـ غضب خآطي خطوآته المتسآرعه صوب رآمز قآصد مسآندته ومسآعدته يوقف عن أرضه متحسس له خشمه سآئله بـ إهتمآم وقلق بآدي: رآمـز !! شفيــك .. شللي صـآر !!


....: إطلـــع بـــرآ يآكـــآمـــل
أعقب بـ حزم بعدمآ رمقه بـ نظره حآده , قآسيه ومُتحديّه: مآنيب طآلـع .. وش الموضـوع وليش تطآولت على أخوك ضآربـه !!

رآئف: إطلـع برآ يآكآمـل وخلّـي هآليـوم يمـر
....: لهجـة الأمر هذي أبيك تنسآهآ تمآماً مفهـوم !! مو أنآ إللي ترفع عليه صوتك وتطآول .. أنآ هنآ مثلي مثلك وأكثر بعـد ينصفني فرق السن .. مآنيب موظف عندك طآل عمرك أنآ صآحب ملـك .. اللي تنآزلته لـ حوريّـه هي تنآزلت لِـي عنـه , وإن كنت سكت لك من قبل فهو إحترآماً لك , إنت إبن الرجّآل إللي كآن يعزّ عليّ مثل أخِ لـي .. ولأنك ثآنياً إبن لـ أخت زوجتـي , وثآلثاُ تكون زوج بنتـي .. لكنك مآتستآهل , كل شيّ عندك عدم .. لآ إحترآم ولآ تقدير ولآ أخلآق ولآ حشـم .. تمآديت إنت ومآحدن رآدك !!

وكأن الموقف كآن ينقص كآمل لأجل يكملـه وفعلاً أتمّه وعلى أكمل وجـه ... قولاً وفعلاً
زآد العيآر وإنفلت صمّآم الأمآن ..
رآمز إللي لآحظ تشكل عضلآت الصدر والذرآعين لأخوه من تحت ثوبه إللي إزدآد ضيقه بسبب إنتفآخ عضلآته منتفخه أودآجـه .. إكفهر وجهه وأظلـم .. نظرآته مآوقفت إرسآل إنذآرآتهآ الحسيّه بـ سوء العقبـى والشـر والدمآر ..
الشيّ إللي تدآركه رآمز قبل يصبح وآقع من بعد إنـذآر ..

بسرعه إلتفت بكآمل جسده وآقف على ركبتيه ليصير موآجه لـ كآمل وجهاً لوجه فآصل بينه وبين رآئف معتصر ذرآعيه متمتم بـ كلمآت سريعه متقطعه صعبة الفهم: مممممـ .. مآعليـه , مآعليه يآبو نجـم إطلـع إنت .. إطلع وبعدين نتفآهم كلنآ سوآ

نظرآت كآمل إللي مآتزحزحت عن رآئف بـ حِده وتحديّ وكذلك رآئف بـ المثـل .. ليرد رآمز مشدد من إعتصآره لذرآعي كآمل قآصد تنبيهه عليه: عـم كـآمـل !!
وأخيراً قرر كآمل إنهآء تحديّ النظرآت منزل عيونه عن رآئف لـ رآمز إللي أومأ له رآسه مرآت متكرره ايجآباً بـ توسل صآمت همس من بعده بـ خفوت شبه مسموع علّه يخفف من حدة الموقف المشحون أقصآه: مآعليه .. موضوع شخصي بيني وبينـه وأنآ المخطـي

مآرد كآمل الآ بنظره حآقده رمق بهآ رآئف قبل تنخفض عيونه لـ رآمز رآمقه بـ نظره تشكييّه غير مُصدق ليعقب رآمز بـ هدوء مغمض العينين تأكيداً قآصد طمأنته: روح الحين ولآ تشيل هـمّ

مآقدر إلآ إنه يستجيب نآفث زفره حآنقه رآفع حآجبه الأيسر بـ وجه ممتقع و ملآمح ضائقه متكدره ..
وقف معلن إنسحآبه دآمه موقف شخصي بين أخوين شآنهم لبعض ومع بعض يصطفوآ بينهم وبين بعض !

ولاّهم ظهره سآحب من ورآه البآب اللي دخل منه تآركهم في جوّ عصيب مشحون متوتر قطعه رآمز بنبرته المغتآظه مكوّر قبضتيه بآلقوّه كآتم غيظه وإهتيآجه موقف قبآله: إنت شفيك هـآآ !! وشهو بـ الأسآس إللي يعنيك بكل إللي شفته !!
رمقه بنظره متوعده , إسكــت وإلآآآ ...............

التوعد الحسيّ إللي ضرب به رآمز عرض الحآئط مكمل بـ إندفآع: من قبلك شفته وأكلت تبن وسكت لأن هآللي بآلفيديو أولاً تكون أخت خويي وشريكي وآئل .. ثآنياً هي أخت لـ ثنتين من خوآت إخوآني .. إنت وأحمـد .. ثآلثاُ انهآ بنت في المطلـق , وهذي أعرآض يتولآهآ ربي ويستر عليهآ مآلنآ دخـل .. إنت شكو الحين تفتح موآضيع قلت لك إنتهـت !!!

....: اقولك زوجتي .. إللي بـ الفيديو تكون زوجتـي
....: لآ مآهيب زوجتـك تدري ليش ؟!! لأن ببسآطه هآللي بـ الفيديو متزوجـه .. تدري منو زوجهآ !! هذآ إللي معهآ إهو زوجهـآ .. بنت محصـــن هـذي مآهيب دآرين زوجتـك .. هي زوجـة مآلـك المُرشـــد .. فهمــــــت !!!

ضيق عيونه أقصآهم لحد الإختفآء بـ ميلة رآس خفيفه مستفهمه الإستفهآم إللي أسهب رآمز في شرحـه بـ نبره متغيّره مآبين الهدوء والرخـو إلى الحِده والحمـو ..

....: أنآ معرف تفآصيل وآجد لأني مآتنآقشت مع وآئل بشيّ وإهو أسآساً مآيدري إني أدري .. كل السآلفه إن نُسخ هآلفيديو طآحت بيدي صُدفه بيوم زوآجك إنـت .. شفت هآلبنت بـ الفيديو مع مآلك المرشد بـ كرآج بيتنآ وشكله كآن يتوعدهآ ويهددهآ بهآلسيديهآت يبتزهآ فيهآ .. تدخلّت أنآ وقتهآ فكيتهآ منه وتضآربت ويّآه , بعدهآ بفتره تفآجئت بـ خبر وآئل يعلمني إن آخر خوآته تزوجت ولد المرشد

وزوآجهم تمّ ع السكـت لظروف مآتكلّم عنهآ وأنآ مآسألت , هذآ وش معنآته هآآ ! وشهو تبريره المنطقـي بآلله عليك ! أبزيدك من الشعر بيت .. صُدفه من قبل صدمت بزوجتك هذي دارين بنت محصن وطآح الغطآ عن وجههآ وشفتـه ! لك أن تتخيّـل .. إنخلع قلبي لأنها تشبه إللي بـ الفيديو وإللي بلحظتهآ طرت عليّ .. بعدهآ أم فيصل عرفت منهآ وصُدفه بعد إن زوجتك لهآ أخت توأم تمآثلهآ شكلاً .. خلآص

إنتهينآ , إستوعبت من بعدهآ السآلفه كلهآ عدل وهذي إهي الحقيقه .. لآتظلم زوجتك يآرآئف وتآخذهآ بذنب أختهآ لمجرد إنهآ بس تشبههآ .. ولآ تفتح بموآضيع سبق وتقفلت يآرآئف وللي يعآفيك .. البنت تزوجت وآلله ستر عليهآ , مع إن هآلمآلك ولد المُرشد داشر وسمعته زفـت إلآ إنه رجّآل كفـو , تزوجهآ مع هآلسوآيآ والفعآيـل ... استفغـرك يآربـــي ... صدقنـي وآلله هذي الحقيقـه ومآغيرهــآ .......


/
/


أسند كوعه الأيمن لـ رآحة المجلس الإسفنجي الجآلس عليه بوآحد من مجآلس الرجآل بقسمهم الخآص من القصر ثآني سآعده قآضم العقله الأخيره أسفل سبآبته اليمنى بين فكيه ينآظر المدى الفسيح للمجلس من قدآمه على وضع الإنتظآر من قرآبة العشر دقآئق قبل تقطع عليه خلوته بدخولهآ الوقور الهآدئ مُلقيه سلآمهآ برخآمه صآحبه إبتسآمه حآنيه مُرحِبّه بـ لين وودآعه: هلآ وآلله .. حيّآلله دكتور عُمـر
من فوره إلتفت يسآره موقف قبآلهآ مبآدلهآ الإبتسآمه إللي خآلفتهآ ظآهرياً لتبين أقصـر وأبهـت .. وأسرع في التقلص ثم الإختفآء: حيآك خآلتي شخبآرك ..

قآلهآ بآلتزآمن مع قبلة الرأس إللي طبعهآ بمنتصف جبينهآ تقديراً لتبآدله هي بآلمسح على رآسه المكشوف مربته بيمنآهآ فوق لوح كتفه الأيسر: آلله يرضى عليك .. آجلس يمـه
....: لآ يآخآله مستعجل معليش .. أبي بس أشوف حوريه أختي ..

قطبت جبينهآ بـ تخوّف سآئله بـ إهتمآم شآبه الكثير من القلق: صآير شيّ ! حملهآ به شيّ !! مآدرينآ !
زفر بـ عمق كعآدته بكبت إنفعآلآته ليبين بـ ثبآت مطلق ممتد إلى مآلآ نهآيه ..
....: يعني .. كآنت تعبآنه شويّ وطلبتني أجيهآ ..
أرجعت رآسهآ بـ خفه رآفعه ذقنهآ بـ إستيعآب هآمسه : أهـآآ .. تعآل طيب برقـى معك لغرفتهآ أتطمن عليهآ ..
إبتلع ريقه بهدوء مومئ رآسه بـ ايجآب لترد هي سآئلته وهم بطريقهم لبرآ المجلس متمآثلين الخطى الرزينه الهآدئه: وشلونهآ أختي مروه ؟ عسآهآ طيبه

....: بخير الحمدلله وسلآمهآ موصلته معي ..
....: جعلهآ دوم سآلمه .. مكلمتني من ثلآث أيآم تعبآنه وتتشكى من نجم وسوآيآه .. وآلله هآلعيآل مدري علآمهم .. عندنآ رآمز نفس الطينـه
مآقدر إلآ إنه يشد فمه المطبق بـ ابتسآمه مهمومه معقب بـ تمني هآدئ النبره المحبطه بعدمآ دخلوآ للمصعد ترآقب عيونه ضغطة سبآبتهآ لشآشة اللمس المشير رقمهآ للطآبق الرآبع: آلله يهديهم ويصلح لهم الحآل ....


/
/

/
/

فتح البآب الرئيسي لجنآحه مبآغتة بوضع الإقتحآم نآقل عيونه المحتده ثآقبه النظره الغآضبه غضب عآرم بنظره بانوراميّه شآمله يترآءى للنآظر له من هيئته المهتآجه نفث دخآن العصبيّه من فتحتي خشمه وتطآير شرر الغضب من مقلتي عيونـه ..

إبتلع ريقه بقوّه خآطي خطوآته الزلزآليّه الثائره لغرفة نومه بعدمآ شهد فرآغ الصآله من وجودهآ ليفآجئ بـ خلو الجنآح بـ أكمله مقحم أصآبع يسرآه بخصلآت شعره عآض بـ أسنآنه السفليه على شفته العلويّه ينآظر بشآشة جوآله إللي نقر عليهآ بـ بنآن إبهآمه الأيمن ثم رفعه لأذنه المده القصيره لثوآني خآطفه قبل يوصله صوتهآ هآدئ متعجب: رآئـف !!!

....: وينك فيه ؟!
....: بـ البيت
....: أنآ الحين بـ البيت
....: مع شروق أختي بغرفتهآ
....: إطلعي أبيك
قآلهآ بـ جمود مقفل جوآله حآذفه بوسط السرير مُتخصِّر مرجع رآسه للخلف رآفع عيونه للسقف شآهق نفس عميق برجآء دآخلي يصدق رآمز بآللي قآله وتكون هآللي شآفهآ بهآلوضع وهآلتسجيل مآهي إلآ نسخه طبق الأصل من زوجتـه ... ومآهيب فعلاً زوجتـه !

تحسس برآحته اليمنى الجآنب الأيسر من عنقه ..
يحس بـ خنقه كل مآلهآ تقبض على مجرى تنفسه .. ثقل جآثم على صدره وتشنج بـ عضلآت بطنـه ..
مآعآد فيـه ... إنقطـع تنفسـه , لاشهـق ولآ نفـث ..... إختنـق !

طلع من الغرفه ومن الجنآح كآمله مغير مسآره للممر المؤدي بنهآيته لجنآحه الثآني من نفس الطآبق ..

الجنآح إللي أول مآدخله وكأن شيئاً من السكينه قد وقع بنفسه وقليل من الرآحه بدأ يسري بـ جسده ... إتسعت تشعبآته الهوآئيـه .. إمتلت رئتيـه ثم إرتخـت ..... إنتظم تنفسـه ..

إمتدت خطآه لحد مآوقفت فجأه بعقدة حآجبين متعجبـه من إستقر بـ اذنيه صوت رجولي وآضح النبره الصآئحـه بـ مصريّه حآدة اللهجه المؤنبـه: إنتي إزآي تعملـي كدآ هـآآ !! فهمينــي !

....: أعمل إيه يآعُمـر .. واللهـي مآحصــل
ضآقت عيونه أقصآهم وتلآصقوآ حآجبيه إستنكآراً من إستشعر الضعف والخنق بـ نبرة حوريته المآئله للبكآء ..

أمآل رآسه بـ ترقب من فتحة البآب الموآربه علّه يلمح شيّ من إللي قآعد يصير إلآ إنه مآشآف إلآ ظهر وآسع وآقف بطوله بـ ثوب سكريّ اللون مكشوف الرأس كثيف الشعـر .. في قمّة الثوره والإهتيآج: من غير حلفآن يآحور أنآ مش عيّل صغيـر ولآ أنآ مغفـل عشان تضحكي عليه .. أنآ دكتور .. دكتور وفآهم كويس أوي العلبه دي علبة إيه بـ الزبط وعآرف كويس برضُـه الحبوب إللي قوآ العلبه دي إيه .. الحبوب إللي فيهآ غير حبوب العلبه نفسهآ .. دي مش فيتآمينآت يآهآنم ولآ مقويّآت زي مآحضرتك أولتـي .. دي منشطآت قآبضـه .. يعني بـ البلدي كدآ وظيفتهآ قبض الرحم عشآن تطرد الجنيـن في شهوره الأولى .. يعني إنتي وخدآهآ قصـد .. إنتي إللي أجهضتي نفسك بنفسك .. ليـه هــآآ !! ليــه ؟!!

لطمت على وجنتيهآ وقد سآلت أكوآم من دموعهآ غير مستوعبه قول عُمر وإصرآره .. صآحت منهآره: بس يآعُمـــــــــر .. بس كفآيـــــــه .. كفآيــه وآللهـــي مآحصـــــل

إستفزه إصرآرهآ على الإنكآر وحلفهآ الكآذب بنظره .. حذف العلبه من يده بقوّه مثآره وغآضبه مرتطمه بـ الكومدينه ومن ثم بـ الأرض معتصر ذرآعهآ الأيسر بقبضة يمنآه القآسيه هآزهآ بـ عنف لآئم عليهآ وعآتب من بين أسنآنه: أولتلك يآحور لو مش عآوزه العلآقه دي أنآ معآكي .. إطلبي الطلآق ولو رفض الخٌلع من حئك وإنتي الكسبآنـه لأن دآ من حئك وئت مآ مـدّ إيده عليكي وكآن هو السبب فـ عـجز حركتهآ .. ليه !! ليه عملتي إللي عملتيه !! كل دآ عشآن تآخدي حـئ أبوكي منه !! أهو عمللـك إللي إنتي عآوزآه وإتنآزلك عن الحئ إللي أخده وأكتر كمآن .. لمآ إنتي مش عآوزه الرآقل دآ مستمره معآه ومكمله ليـه ؟! ليه تحملي منه وترقعـي تسئطـي نفسك ليـه !!

لفظت بـ إنهيآر .. شُـحّ صوتهآ المختلط بـ البكآء عآجزه عن إقنآعه بـ الحقيقه: لآآء يآعُمـر محصلــش
....: رآئف عآرف إنك أجهضتـي حملـك ؟!! إنتي مسئطـه من شهر بـ الزبط .. أولتيلـه ؟!

صآحت بـ إنهيآر كآمل ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض مخبيه وجههآ البآكي بكلتآ رآحتيهآ صآرخه: لاآآء مئولتـــش حــآقــه ورآئــف ميعرفـــش حآقـــه وأنآ معرفــش إيه إللي إنت بتئولـــــه معــــررررفــــــش .... معرفــــش حآقـــــه

من ورآء البآب ..
وكأن الروح فآرقت الجسد ..
جثّه هآمده .. سآكنـة الإنفعآل .. دآخلياً وظآهرياً ..
إنفتح فمه الفتحه الصغيره بـ صدمـه أصآبته بـ كآمل الشـلل مبتلع أكوآم من ذرآت الهوآء إللي جففت له بآطن فمه مآحس فيـه إلآ بعدمآ حآول إبتلآع ريقه ووآجه صعوبه بـ سريآن الريق وجريآنه ..

أخفض بصره المذهول للحظآت يجمع شتآت نفسـه ..
لآشعورياً إرتدت خطوآته المتثآقله رغبـة في هروب مآيقوى عليـه ..
بآغته ثقـل ألّم بـه وكأنه رجل تسعيني فآرقته كآمل الحوآس .. الرؤيه ضبآبيه مشوشّه لهآ جآنب من العتم .. تلآشت أصوآتهم برخو وتبآطئ إللى أن أصبحت حآسة السمع كمآ العدم ..
إرتجآف ركبتيـه ووهن بـ سآقيه .. ضعف كآمل أحآط بـه .. أثقلـه وأعجـزه ...
إنحسر سريآن الدم عن أطرآفه .. تكورت قبضتيه المرتجفـه إثر برودة أطرآفهآ حدّ التجمـدّ ..

أطلق زفرته المكبوته بمجرد خروجه من الجنآح محرر غصة حلقه وإنقبآض رئتيه من نفسه المحصور المكتوم ... رآد من حيثُ أتــى !


المكآن إللي تركه خآلي من وجودهآ مبتعد من إحسآس بـ الضيق , جآثم على قلبـه ثقــل أهلكـه ردّ لهـآ من الجنآح الثآني بثقـل أكبـر على قلبـه ... سحقـه وأعدمـه !

أنزلت زجآجة عطرهآ صآرخ الرآئحه الأنثويّه المثيره بعدمآ أفرغت الرُبع على كآملهآ مفركشـه خصلآت شعرهآ الأشقر بـ أصآبع كلتآ يديهآ مطبقه على شفتيهآ المكتنزه مرآت متوآليه موزعه قلوسهآ اللآمع ورديّ اللون بحركه سريعه متعجلّه لـ تمآم جهوزيتهآ لإستقبآله من تدآركت صوت إغلآق بآب الجنآح الرئيسي ممسده جآنبي جسدهآ ترتيبا لهيئتهآ الخآرجيّه بـ لبآس بنجآبي .. بنطلون فسكوزي الخآمه سآده وردي اللون فضفآض بـ أسوره ضيقه من آخر السآق وفلآت بآليرينآ سودآء منقوشه بـ خيوط ورديه مطرزه .. بلوزتهآ طويله سودآء آللون بـ صفّ أزرآر ورديّه لآمعه من الصدر إلى البطـن .. كُـمّ حيرآن دآنتيل شفآف مطـرز وفتحتين من جآنبي الوسط وصولاً للركبـه ..

إلتفتت يسآرهآ مقآبلته بـ إبتسآمه وآسعـه مآزآدت محيآهآ الفتن إلآ صخـب وسِحـر .. جمآل وجآذبيّـه ..

الإبتسآمه إللي مآدآمت لوقت أطول .. بـ رخـو وتبآطئ تقلصت لحد مآتلآشت ..
جمود سكن تقآسيم وجههآ إللي بهتت تعآبيره إلآ من عقدة حآجبين توّ مآستشعرت هآلة السكون الموحش المحيطه بـ محيّآه شآحب الملآمح بآهت التعآبير ..
رمشت بتوآلي مقبله تجآهه بـ إبتسآمه ظآهريّه أخفت كثير من مشآعر التوتر والتوجـس .. الخيفـه والإرتبآك ..

على جآنبي جسدهآ بآعدت مآبين أصآبع يدهآ إللي أحست بـ جمودهآ من بروده بآغتت أطرآفهآ صآبتهآ بـ التشنـجّ والتصلـب ..
سألت بـ نبره حآولت فيهآ إصطنآع اللطف مآزحه بـ تعجب كآذب مفتعل: رآد بدري .. وجآيني كمآن !! إيش المفآجئآت الحلوه هذي ؟!

جبراً وبآلقوّه إنشد فمه المطبق بـ إبتسآمه مغصوبه مُعقب بـ هدوء خآفت النبره: تعبآن شويّ
بـ إهتمآم سريع بآدي تحسست بحرآره ذرآعه الأيسر: خير حبيبـي .. وش إللي تحس فيه ؟!!
أطبق رآحة يمينه فوق ظآهر يمنآهآ موقف حركة يدهآ الحآنيه فوق ذرآعه: خليك شوي معـي ... أبيــك

من طلبه المفآجئ بنبرته الخآفته المُعذبّه بـ إستجدآء حميمي مُثير أكمل عليهآ بـ نظرته المُرهقه من عيونه الغآئره المُجهده ..
إتسع فمهآ المطبق بـ إبتسآمه رضآ محآوطه عنقه بذرآعيهآ هآمسه: أنآ إللي أبيك يآرآئــف .... أبيك وأحتآجــك
أبعدهآ عنه بـ إرهآق غآصب نفسه على التبسم محتضن وجههآ بين رآحتيه هآمس بـ نبره مشحوحه شبه مسموعه وضح فيهآ الكبت والإختنآق , بآلحيل يلفظ كلمآته لتبين متقطعه منفصله عن بعضهآ: أبي شيّ بـ الأول ..

أمسكت معصميه مشدده عليهم هآزه رآسهآ بآلقّوه موآفقته الموآفقه العميآء: آمـر يآرآئـف .. وشهو إللي تبيـه وأنآ بسويـه
ردت الإبتسآمه القآسيه المجبره لوجهه المرهق جآذبهآ لصدره محآوط جآنبي وسطهآ بيديه ينآظر المدى من قبآله بنظره شرسـه .. متوعـده .. نظره أفرزت كميآت مهوله من الشرّ الدفيـن المستطـر ..

....: افصخـي العدسآت الزرقآ هذي .. أبيك طبيعيـه
بسرعه إبتعدت عنه مبتسمه بـ بهوت من غرآبة الطلب عآقده حآجبيهآ بـ خفه سآئلته بعدم فهم: بــس ؟!!
....: اهـآ
قوست فمهآ رآفعه كتفيهآ بـ إستسلآم: إي أبشــر .. الحين افصخهآ
قآلتهآ مبتعده عنه صوب تسريحتهآ موسعه عيونهآ لآخرهم منتزعه منهم العدسآت رآدتهم لعلبتهم البلآستيكيـه تنآظر بـ إنعكآسه قدآمهآ بـ المرآيه وهو خلفهآ قد تعدآهآ طولاً وآضحاً سآئلته بـ إبتسآمه مشآكسه: هـآ .. وش بعد إللي تبيـه .. آمــر

ضآقت عيونه بنظره مُريبه ..
تمت تضيق لحد مآ ختفـت .. أغلقهآ لآصق فتحتي خشمه الحآد فوق مركز رآسهآ مستنشق من رآئحة بخور شعرهآ المُعطّر هآمس بـ نبره يظهر فيهآ الإنتشآء: أبي منك وآجد أشيآء يآدآريـن
إلتفتت مقآبلته جآذبته صوبهآ بشدهآ له من جيب الصدر لثوبه رآفعه حآجبهآ الأيسر رآمقته بنظره لعوب مآكره: ودآرين كلهآ ملك لك يآرآئـف
جمع كآمل شعرهآ على كتفهآ الأيمن معقب سؤآلـه بهدوء وهو – يجـدّل - لهآ شعرهآ بعدمآ قسمه لـ فلقتين إثنتين فقط !
....: أمس وش بغيتي تعلمينـي ؟!

ألصقت ذقنهآ فوق العظم الأيمن لترقوتهآ تنآظر شعرهآ وإللي يسويه فيه عآقده حآجبيهآ إستغرآباً لفعلـه مبتسمه بـ بلآهه: ليش تضفر شعـري !!
....: أبيـك بـ الشكـل إللي ببآلـي .. هآ مآعلمتيني وش إللي بغيتيه أمس
....: آممم يعني تذكر إني أمس كنت أبيك بشيّ مهـم
....: أهـآآ
طيرت عيونهآ إللي تمت تقلبهم دآقه بـ طرف سبآبتهآ على الطرف الأيمن أسفل فمهآ إدعآءاً لتفكيرهآ وتحيرّهآ تعلمـه أو لآ !!

التحيّر إللي إنتهى أخيراً بـ إبتسآمه هآدئـه تظهر وكأنهآ خجلـه مُردفه بـ دلآل: هو خبر المفروض إنه حلو .. والمفروض إنك تنبسط فيـه ..
....: صحيح إنتي عندك أخت توأم ؟!

تبدلت ملآمحهآ لوجوم مستغربه سؤآله المفآجئ عآقده حآجبيهآ بـ إرتيآب مجآوبه بـ تردد: إيـه
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لتفآجئـه: وآلله ! توني أدري اليوم صدفـه .. تشبهـك أجـل ؟!!
بعدهآ ملآمح الإرتيآب حآفره آثآرهآ بين قسمآت وجههآ جآوبته بـ تردد متخوف مرتآب: إيـه
إستشعر توترهآ متدآركه بـ اسلوبه اللعوب الخبيث .... الآسـر !

أخفض رآسه بـ ميله خفيفه لـ جآنب وجههآ الأيسر مشدد على جآنبي خصرهآ بيديه هآمس بـ أذنهآ بعدمآ طبع قبلته الرقيقه على وجنتهآ المتورده نآعمة الملمس لشفتيه زكيّة الرآئحه لـ أنفـه ..
....: حلوه أجل تشبهـك
عضت جآنب شفتهآ السفلى مبتسمه بـ خجل: إيه نشبه بعـض
كرر قبلته الرقيقه النآعمه لنفس الخدّ أعقبهآ بقبلآت خفيفه متتآليه على كآمل جآنب وجههآ الأيسر نزولاً لعنقهآ: تشبهون بعض بـ كُلّ شيّ !

إرتدت عنه خطوه متخوّفه سآئلته بـ إبتسآمه بآهته مستفهمه: إيه نشبه بعض .. وش هآلأسئلـه ؟!!
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه ببديهيه: مدري .. من دريت وأنآ أفكر شلون توأم يكون حقيقي وفعلاً متطآبقين .. خآطري أكون أبّ لـ توأم
تهلل وجههآ بسعآده بآلغه مآقدرت تكبت إنفعآلهآ أكثر ..
إتسع فمهآ كآشف عن رتآبة اسنانها البيضآء المتلآصقه لآمعه عيونهآ بـ إبتهآج معقبه بـ خجـل أنثوي صآرخ: أنآ حآمـل يآرآئــف

أظلمت عيونه مرسله نظره غآمضه مآتبث للنفس إلآ التوجس والإرتيآب ..
على طآري الحمل .. توّه بحآلة الصدمه المسيطره على كآمل عقله وتفكيره ..
خبر إجهآض حوريته لحملهآ وبكآمل إرآدتهآ لأجل يجيه الخبر الثآني وإللي مآهو إلآ الطآمه الكُبرى بمثل هآلموقف إلي مآيحتمل فيـه سمآع شيّ مثل هآللي سمعـه ..
ترى هآلحمل إهو فعلاً المتسبب فيه ؟! قطعة هآللحم في طور التكوين فعلاً من صُلبـه ؟! هآلنطفـه من دمه ولحمـه أو من .......... مآلك المُرشـد .. أو رجل غيره مآيعرفـه ؟!

كآنت هذي الأسئلـه هي محور تفكيره بهآللحظـه ..
شلون فعلاً توأم توصل درجة التطآبق والتمآثل لهم حتى بـ النظره !
نظرة الإغرآء إللي يشوفهآ بعيونهآ الحين هي نفسهآ إللي شآفهآ بـ التسجـل لـ - مآلـك - !
مآفرق شكلهآ كثير يوم إنتزعت العدسآت .. ولآفرق يوم جدل لهآ شعرهآ وأمآله على جآنب كتفهآ ..
درجة التشآبه كبيـره لكن النظـره !! والإحسآس !!
الإحسآس إللي أحسّه من شآف التسجيل إهو نفسه إلي يحسّه الحين .. خليـط المشآعر المتضآربـه ثآئره بدآخلـه .. متضآربـه ومتخبطـه .. مآبين الغـدر الحقيقـي من تجآه حوريتـه ومآبين الغـدر قيـد إكتشآف وقوعه فعلاً من دآرين ..
إللي إهو فيـه شيّ من الخيآل .. أو ضرب من الجنـون ..

" كوني يآدآرين مثل مآبرر رآمـز .. كوني وإلآ العقآب رح يكون كبيـر .. قآسي ..... وأليـم ..."

....: ليش مآترد ؟! مآنت مبسـوط !!
أغمض عيونه مبتسم بـ بهوت .. إدعآءاً لصحوه من شروده وإفآقته من المفآجئـه ..
مسك جآنبي رآسه بـ بنآن إبهآمه الأيمن والوسطـى ينآظر الأرض من تحته: لاآ
رمقته بـ نظره تحتيّه سآئلته بـ تشكك طآلبه تحديد المقصد: إيـش لآ ؟!
....: تفآجئت بس مو أكثر .......... من جِـدّ حآمـل ؟!

....: إيه حآمـل
....: من متى طيب ؟!
شيّ من الرآحه سرى بنفسهآ من إستشعرت الحمآسه بنبرته والإهتمآم وإن كآن بعده جآمد الملمح متصلب ..!
....: دريت من إسبوع بـ الضبط ... أتوقع هآلشيّ صآر من الليله الأخيره لنآ قبل سفرتك ... برآ على الكنبـه
قآلت الأخيره بغمزة عين مشآكسـه إنتفض من بعدهآ صدره بضحكه قصيره مقطوعه أشبه بـ الزفره أتبعهآ بـ تطويقه لعنقهآ بـ وضع الخنق: القآهآ منك ولآ من ضُرتك .. ثنتين حوآمل

....: أبي أجيب لك التوأم إللي تبيهم يآرآئف
إرتخت يديه من عنقهآ لأول زِرّ من أزرآر بلوزتهآ السودآء فآكه لهآ بحركه بطيئـه مثيره هآمس بـ عذوبه: وقتهآ فعلاً بتكونين مميزه عندي ..
بوزت بـ دلآل مفتعل مُدعيّه الإستياء: يعني الحين تعترف إني مو مميزه عندك .. حوريّـه أجل إهي المميزه !
إستمر بـ فكّ أزرآرهآ وصولاً للأخير عند البطن فآرج شقيهآ كآشف عن صدريتهآ الدآخليّه سودآء اللون تدور عيونه المرهقه على النقطه الوحيده السودآء وسط بيآض بشرتهآ ونقآءهآ ..
النقطه السودآء إللي مآكآنت إلآ شآمتهآ المميزه عنده أقصى اليسآر بـ أعلى إنتفآخ نهدهآ ..
تعلقت عيونه أخيراً إللي ضآقت بـ نظره مُريبه سآئلهآ بـ خفوت شبه مسموع متحسس شآمتهآ بـ بنآن إبهآمه الأيمن ..

الشآمه نفسهآ إللي تعلقت عليهآ عيونه بـ الفيديو إللي شآفـه ..
بديهـي يكون الشيّ إللي بتقبيله له القبله العميقه يفتتح معهآ ليآليهم الحمآسيّه المثيره إهو الشيّ إللي عفوياً تسقط عليه عينـه ومن الوهله الأولى إللي إنكشف فيهآ صدرهآ وإنكشف معه المستور من أعلى جسدهآ ..
المستور إللي مآحد أعلم منه وأدرى بـ وجوده !



....: معقوله التوأم عندهم بعد نفس الشآمآت بنفس المكآن ؟!!
....: ههههه لآء هذي هي العلآمآت المميزه الفآرقه .. هآلشآمه عندي أنآ بس .. أختي تغريد مآعندهآ

قآلتهآ بـ عفويّه مآتدري عن شرّ العآقبـه وسوء المضـرّه ! قآلتهآ وليتهآ مآقآلت .. قآلتهآ وبنفسهآ حفـرت قبرهآ ..


همس بـ خفوت مُريب: أهـآآ .. قلتيلي حآمل ؟!!
أومأت مرآت متتآليه إيجآباً بـ إبتسآمه مُطبقه ليُفآجئهآ بسؤآله الغريب المتسبب بتبدل ملآمحهآ لوجوم بطيئ ثم إشتدآد .. إستنكآر .. ثم إكفهرآر ..

....: معقوله إنه منّي ؟!
سألت طآلبه الشرح والإيضآح ... أو تحديد المعنى .. او تأكيد المقصد ...على وجه الدقّه: إنت وش قصدك ؟!
....: إللي ببطنك هذآ ...... شدرآك إنه منّي ؟!
إستشعرت اللؤم .. لآشعورياً إرتدت عنه خطوتين ملتصق نصفهآ السفلي بـ طآولة التسريحه من ورآهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستنكآر قوي وشديد: رآئف وش هآلكـلآم ؟!!!!
....: أنآ أسألك
دآرين: .........
....: شدرآك إني أنآ أبوه فعلاً ؟!

ضآقت عيونهآ غير مُصدقه قصده الصريح المبآشر وإللي مآزآل مُصرّ عليه .. الموضوع أبعد مآيكون عن الهزل ..
أكمل بـ نبره يظهر فيهآ عدم الإهتمآم واللآمبآلاه: ليش مثلاً مآيكون مآلك ولد عآمر المُرشد إهو الأب الحقيقي ؟! أووو .... – إرتفعوآ كتفيه بهزة لآمبآلآه مقوس فمه – أو أيّ رجّآل ثآني غيري أنآ وغير مآلك المُرشد ... شلون متأكده إني أنآ الأب ؟!!

إتسعت عيوتهآ بصدمه ... أذهلهآ وقع الكلآم ... شلتّهآ قسوة الإتهآم ..
أحست بـ إرتجآف ركبتيهآ .. مآقوت رجولهآ عن الثبآت .. إستشعرت الإنهيآر ..
يسري .. يمتد .. وينتشـر ...
إستندت برآحتيهآ على الطآوله من ورآئهآ رآمشه بعيونهآ المذهوله مرّآت سريعه متتآليه فآغره فمهآ بـ ذعر تعبيري .. رآفض التصديق .. والإستيعآب ..
إقترب صوبهآ بـ خطوآته المتثآقله مآد يديه لصدرهآ بهدوء مُريب أتمّه بـ إقفآل الأزرآر إللي توّه وفتحهم وصولاً لآخر زِرّ بـ المنتصف عند آخر النبض بـ حلقهآ مآبين إلتقآء عظمتي الترقوّه ..

لحظآت من الصمـت والجمود جمعت مآبينهم قبل إبتدآء العد التنآزلي توديعاً لآخر لحظآت السكـون ..
لآشعورياً ومن هوّل إحسآس الخوف والهلع .... طآحت دموعهآ من العدم مرتجفه شفتيهآ معلنه عن إستجدآئهآ عديم النفع متوسِلّـه فُرصه للشرح والتوضيـح أو التبرير بـ الوقت إللي ضآعت فيه كُلّ الفُرص وإنعدمت .. بلآ رجآء .. أو أمـل ..


....: رآئـف إسمعنـ .............
مآ أكملت نطق إسمه المُرتجف إذ إنه ألجمهآ بـ - كــفّ – قوي .. بِدآئي وعنيـف .. مؤلـم .. ومُحطِّم ..
ترآءى لهآ تهشّم عظم فكهآ من جآنبه الأيسر إثر هآلإرتطآم الموجع لصدغهآ الأيسر من كفّـه الأيمـن ..!

مآ أمدآهآ ترفع وجههآ إرآدياً لأنه غصباً عنه إنرفع يوم غلغل يمنآه القآسيه بشعرهآ قآبض على خصلآته القبضه الوحشيّه آلمسببه لحدوث طرقعه محسوسه من تجآههآ أجزمت معهآ بـ إقتلآع شعيرآتهآ من الجذور ...

....: جــــب يآلفآجره إسمي لآيلفظه لسآنك
....: ءآآآآآآآ إسسمعنـي يآرآئف ... ءآآآآآآآآآآآآهـــــ
أكملت توسلهآ البآكي بـ آهه قويّه متألمـه بعدمآ إصطدم جسدهآ بـ المرآيه الإصطدآم العنيف إللي أودى بـ تمآسك المرآيه لتطيح من إطآرهآ متفككه أجزآئهآ .. مُتكسـره ..

صوت الكسـر إللي تدآخل معه أصوآت إرتطآم قطع الزجآج بـ الأدوآت فوق طآولة التسريحه تدآخل معهم صوت صرآخه الغآضب المزمجر جآر شعرهآ نآفض جسدهآ يمنه ويسره: قلت إسمــي لآتلـفظينــه يآدآعره يآبنت الكــلآب .. من متــــى ؟!! ومع كــم وآحـــد ؟!! هــآآآه ؟!! تكلمـــي .. يميـن آلله إن نسف عمـرك على يدينــي يآبنت الكلــب يآعآهـــره

آلمهآ قسوة النعـت وبذآئة اللفـظ .. صآحت مُنهآره بآكيه وإن كآن قوله أم الحقيقه وعينهآ إلآ إن فضحهآ علناً .. موجـع: لآآآآآآآ وآللـــــــــه .. إسمعنــ ........ ءآآآآآآهــــ
آهه ثآنيه صآرخـه أطلقتهآ بـ ألم أكبـر ..
وجـع سآحق قبض أحشآئهآ إثر إرتطآم جسدهآ بـ قسوه وعنف ووحشيّه ...
تكومت بـ الأرض محتضنه نفسهآ بوضع الجنين ..

الوضع الدفآعي العفوي والبديهـي بعدمآ إستوعبت ردّ الفعل التآلي من رفعه لثوبـه كآشف عن سآقه اليمنى إللي إرتدت مسآفه وآسعه .. وكأنه على إستعدآد لـ ركل – الكُره – وبـ كُلّ مآ أوتي من عزم وقـوه ...
تدري عدل هآلقدم إن إستقرت وين موطئهـآ ...
وبـ كل مآ أوتيت هي من قوّه .. جهرت صآرخـه إرتجآءاً .. توسلاً .. ضعفاً ... وخوفاً تضآعف إلى أن صآر فزعاً , فجعـاً ... وهلعـاً ..

....: لاآآآآآآ يآرآآآئــــف ... أنآ حآآآآآآمــــــــــــــل !

/
/

======
-----------
======


نهآية الفصل الثآلث والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 01:53 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرآبع والثلآثون




/
/

إنتفض كآمل جسدهآ ذعراً من دخوله المُفآجئ رآفعه رآسهآ عن ركبتيهآ المضمومتين فآكه حصآر سآعديهآ لسآقيهآ المتلآصقين ..
شعـره غير رتيب , مُبعثـر .. عيونه حمرآء جآحظـه . نظرآته غآضبـه .. أنفآسه هآئجـه لآهثـه مسموعـه .. ثوبه محلول الأزرآر مفكوك الكميّن ..
لآ إرآدياً تسآركت حركة جفنيهآ بآلعه ريقهآ وبآلقوه إبتلعت معه غصّـة إرتبآكهآ والتوتـر !

إنقبآضه قويّه بـ أحشآئهآ شنجّت عضلآتهآ .. شيّ من التوجس سرى بنفسهآ ..
مآقدرت إلآ أن تثبت نظرآتهآ المترقبه لوقوفه الثآبت قبآلهآ لحظآت موحِشـه غآمضـه .. بلآ أي معنى وآضح من تجآهه لحد مآسألهآ بـ هدوء مُجبر , السؤآل المقتضب .. وآضح وصريح ومبآشر: إنتـي حآمـل ؟!

من فور إغلآق فمه من بعد سؤآله إنفغر هي فمهآ مقفله عيونهآ وبالقوّه رآفضه تصديق المغزى من سؤآله ..... مآتقوى على الإجآبـه

....: حآمـل !
....: لآء ..... سئط حملـي
....: سقـط ولآ إنتي أسقطتيـه !
إتسعت عيونهآ دهشـه إستنكآريّه مشتدة نظرآتهآ الغير مُصدّقه , وبسرعه أخفضت رآسهآ مآئله بـ أنظآرهآ المحتده يُمنـه بـ عدم إستيعآب .. وش إللي قآعد يصير تحديداً ! من دقآئق قليله غآدرهآ عُمـر بعدمآ ألقى عليهآ ذآت الإتهآم ! والحيـن هـو !

وقفت عن سريرهآ ثآبتة الإنفعآل مُردفه: لآء هو إللي سئـط .. من شهـر .. من تآني يوم إنت سآفرت فيـه
إرتفعوآ حآجبيه إستيعآباً هآمس: أهـآآ
ضآقت عيونهآ مستنكرة ردة فعله البآرده وكأنه مآصدق كلآمهآ أو مآمشى عليه عليه الجوآب , سألت بـ جفآء: إنت بتلمــح لـ إيـه بـ الزبـط يآرآئــف !!!
....: تعآلـي

سكتت لـ ثوآني بعدمآ إبتلعت ريقهآ متوتره ..
توجسّت ردّ فعلـه التآلي وإللي يبيبه طآلبهآ الإقترآب , ليش مآيقترب هـو !
أيّاً يكن , هآللي صآر مو بـ إرآدتهآ .. مآ أجرمت بشيئ ولآ أذنبت .. ليش الخوف ؟
كآنت تسآؤلآتهآ السريعـه إللي تكفلّت بتغليفهآ بطآقه من القوّه والثقه والثبآت ..
رفعت ذقنهآ بـ تكآبر قآطعه خطوآتهآ القصيره الهآدئه لحد مآوقفت تمآماً قبآله معقبه قبل مآيبدأ هو: مليش إيد فآللي حصـل يآرآئـف ومعرفش إزآي دآ حصـل .. غلطآنه أيوآ عشآن مئولتـش ليك من وئتهآ وإستنيت كل دآ بس أنآ وآللهي سدئنـي مكنتش حآبه أدآيئـك أو أشغل بآلك وإنت مسآفر فـ شغلـك و ... وإمبآرح بس كنت عآوزه أئولـك بـس ..... ءآآ

....: بــس ........!

شهقت نفس مُحبط رآفعه عيونهآ الدميعه للسقف برمشآت متتآليه مستجديّه للثبآت ..
أي عُذر الحين بتقوله مثل عدمـه .. إلآ إن عدمـه أفضـل بدلاً من أن يكون عُذر أقبح من الذنـب !
....: ليش يآحـور !
....: ليه إيه يآرآئـف !
....: ليش أجهضتـي ؟! دآمك مآتبين حمل ليش حملتـي ! كآن تقدرين تمنعين هآلشيّ بنفسـك ودآمك مآتبينـي بـ الأسآس ليش أصلاً تآركـه لي نفسـك !! بعـد سفري أجهضتـي ومن بعد ردتي أمـس ............ شهق من خشمه نفس عميق هآدئ مغمض العينين , أردف من بعده بصوت مخنوق: أمس كنتي معـي .. كنتي معي يآحور بين يدينـي ليش !! ليش هآلغـش وليش هآلغـدر !

تكرمش وجههآ طفولي الملآمح بـ تجعيدة بكآء في بوآدره مترقرقه عيونهآ بدموع حبيسـه هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بـ ضعف متوّسلّه: لآ يآرآئف وآللهـــي
....: لآتحلفـــي

إحتدت نظرآتهآ الدميعه دهشـه من لهجتـه القآسيه النآهـره والآمـره .. لآتحلـف !
برخو وتبآطئ أخفضت نظراتهآ ليمنآه إللي إمتدت وبهدوء طآلت أسفل ذقنهآ ..
لمسآت مُريبه مآبثّت لقلبهآ إلآ الهلـع .. مذعوره حِسياً ..
بـ بنآن إبهآمه الأيمن تمّ يتحسس أسفل شفتهآ السفلـى قآبض أصآبعه الأربع على مؤخرة عنقهآ , غآزر أنآملـه بـ جلدهآ ..
مآعآد فيهآ التحمّل , أسلوبـه ملتوي حتى بـ تمهيده للعقآب ..
لآشعورياً سقطت دموعهآ طآلبته التوقف رآجيه بـ وهن: رآآآآئِـــف

....: ليش يآحـور !
أمسكت معصمه الأيمن بـ كلتآ قبضتيهآ الوآهنه معتصره عيونهآ البآكيه بـ أسى وأسف وتحسّر: وآللهـي يآرآئـف غصـب عنـي .. وآللهــي سدئنــي

مآبعقلـه .. لهآلدرجـه وصلت بهآ تستغفلـه علناً .. مآزآلت مُصّرّه على الإنكآر حآلفـه .. هآلصغيـره لعينـه لئيمـه .. غشآشـه , غـدّآره .. وكآذبــه
أحكم قبضـة أصآبعه على شعر رآسهآ من المؤخره وبـ كُلّ مآ أوتي من قوّه .. أشعره كذبهآ وتمآديهآ مُدعيّه البرآءه بملآمحهآ إللي كآن لهآ النصيب الأكبر في إتقآن الدور وببرآعه بـ الإستثآره .. شيّ من التقزز والإشمئزآز أشعره بـ الغثيآن ...

بـ مقت مشمئز أجبر نصفهآ العلوي على الإنحنآء للخلف ملتويه بألم مكبوت الإنفعآل وضحت تعآبيره بقسمآتهآ المتوجعّـه فآغره فمهآ الصغير لآخره بـ صيحه متأوهه صآمته مطبقه جفنيهآ بـ غمضـه قويّه مُتألمه بآللحظه إللي كشف هو فيهآ عن صفي أسنآنه المطبقّه غضباً وقهراً جآبرهآ قسراً ترتفع على أطرآفهآ مقرب وجههآ لوجهه تلفحهآ أنفآسه الحآرّه المستشيطه: تغدريـــن فينـــي يآحــــور ! أنــآ !!! تلعبيـن علــيّ !! هـذآ هو غرضــك ! تسلمين لي نفسك مقآبل التنآزل .. مقآبل مآديّآت !! هذي هي مصلحتـك !!!! مآتوقعتـك بهآلرخـــــص ...... رخيصـــــــــــه

....: وآللهــــي العظيــم إنت فآهــم غلـــط
....: إللي قآله عُمـر أخـوك سمعتــــه

شددت من إغلآقهآ لعيونهآ المعتصره وجع من أحست بـ تشديده هو لقبضته القآسيه على شعيرآتهآ حدّ الإقتلآع صآئحه: أنــآ مش عآرفــه إيه إللي حصـــل أصــلآآآآ
أعقب بـ صوت مخنوق متحشرج .. ضربتين بـ الرآس من حريمه فآقت الوجـع .. ضربتين بـ الرآس كآنت نآهيـه ..

....: إللي حصـل إنك بنفسك أجهضتي نفسـك ... وبكآمل إرآدتك .. مآتبين الولد إللي حملتي فيه منـي .. مآتبين شي يربطك فينـي .. ذبحتـي الروح إللي كآنت بتحمـل إسمـي ... هذآ هو إللي حصـــل
لطمت خديهآ المغرقيّن بآلدموع هآزه رآسهآ المشدود للخلف وبقوّه صآئحه بصوت مبحوح مجروح: وآللهــــي مآحصــل .... محصلــــش

بهدوء إرتخت أصآبعه فآكه كتلة شعرهآ المجذوب وبسرعه إبتعدت هي عنه معتدله بـ إستقآمة ظهرها مآسحه على شعرهآ من مكآن الشـدّ , تحسّ بـ وخزآت من الألم قويّـه ..
نظرآتهآ له حزينـه , عآتبه ولآئمـه في حين كآنت نظرآتـه هو غآضبـه , كآرهه وحآقـده ..
بـ تبآطئ إنحدرت عيونهآ لقبضتيه المكوّره , يجآهـد في السيطره على إنفعآله يجآهد في كبت العصبيه , ويجآهد في كظم الغضب ..

بسرعه مسحت خديّهآ تلحقه بـ الكلآم مُبررّه بـ كلمآتهآ المتقطعّه المتسآرعه والغير مترآبطه: إسمع يآرآئـف .. إسمـع .. أنآ وآللهـي .... وآللهـي .. كنت عآوزه .. كنت عآوزه الحمل دآ .. تآنـي .. نحآول تآنـي .. أنآ أئدر أحمل تآنـي , يآرآئف بآلله عليـك بلآش النظـره دي .. متظلمنيــش

....: نحآول ثآنـي ؟!
أطبقت فمهآ بآلقوّه لحد مآختفى من وجههآ وصآر خطّ هآزه رآسهآ إيجآباً وبسرعه ليعيد هو سؤآله بذآت النبره البآرده والنظره الهآزئه: نعيـد ثآنـي ...!!
توّهآ بتفتح فمهآ تأكيداً وبـ اندفآع إلآ ويلتوي عنقهآ للحد اللي أحست به وكأنه خُلِـع !
صفعه لصدغهآ الأيسر كآنت أقوى وأعنف وأقسى ممآ يكون ..

من إعتدل عنقهآ المُصلب ألـم تنآظره بصدمّه شلّت كآفة إنفعآلاتها إلآ من الذهول والدهشـه إلآ ويرد سآحبهآ من شعرهآ مغلغل أصآبعه بين خصلآتهآ هآزهآ وبآلقوّه يمنـه ويسـره , حـدّ الإرتجـآج ..
قدر أولاً يصيبهآ بـ التشوش , غير مُدركـه وغير مبصـره .. أحسّت بـ الدوّآر .. وتآليـاً دون إستعدآد منهآ أو تأهـبّ إرطم رآسهآ بـ إطآر تسريحتهآ مطلقـه صرخـه مُتألمـه أعآدتهآ للوعـي من جـديد تجآهلهآ هو عن غيـر عمـد .. التجآهل إللي غشآه تمآماً وأعمآه عن حقيقـة الموقف والوضـع .. عن ردّ فعلـه هو , وعن وحآلتهآ هي إثـر هآلفعـل !

صدمته كآنت أقوى وجرحـه أقسـى .. شيئن دآخلـه انكسـر كسـر صعب الإنجبآر ..
مآبين الغدر من حوريـه والخيآنه من دآريـن ..
كآن هو قطعة اللحم مآبين السندآنه والمطرقـه ..
ثنتين من الحريـم أبقـوآ على كآمل رجولتـه ولآخر رمـق .. بـ أفعآلهم تسآوى هو بآلترآب ومآ أدنـآه ..

إهتآجـت صآئحـه , غآضبـه .. صآرخه: إنـــت مقـــنون .. مبتفهمــــش !! أولتلــك مآليش دخـل بـ الموضــــوع

أعقب من بين أسنآنه بـ تحذير جآف مُشـدد: إشتري سلآمتك يآحـــور
رفعت سبآبتهآ بوجهه مُهدده وقد إمتلت عيونهآ بنظره كُره , حآده ومُتحديّه: أوعــك تئــرّب منّــي يآرآئـــف .. أقسـم بآلله لو أزيتنـي مآهسكـت ليك المرّه دي كمـآن ... نآسي إللي عملتو فـ إيــديـ .......

وقبل مآتكمل كلمتهآ كآنت نفس اليّد إللي تقصدهآ بـ حكم قبضتيه لآويهآ وبمنتهـى القسـوّه دون أيّة مُبآلآه .. وكأنه ردّ سريـع عن عدم اكترآثه بـ تهديدهآ ولآ بيدهآ إللي مسبقاً أصآبهآ بـ العجـز .. مكمـل عليهآ لترد هي صآرخـه مُتألمـه بعدما إقشعر جسدهآ بـ وخزآت شآبهت وخزآت التيآر الكهربآئي في سريآنهآ ..وهنت قوآهآ مآعآدت رجولهآ تشيلهآ لولآ إعتصآره لذرآعهآ جآبرهآ ألماً على الوقوف والتلوي صآرخه بـ إستجدآء بآكي متألم: إيــــــدي يآآرآآآآآئـــــــــــف ءآآآآآآآآ
....: يمين بآلله لأعجـز كل عضـو فيـك يآحـور مو بـسّ يــدّك .. أنـآآآ !! أنآ يآبنت الكلـب إللي تغشينـي وتغدرين فينـي أنآ ! أنا تستغلينـي وتستغفلينـي !!!
....: متشتمـــش بآبآ يآحيـــوآآ ...... ءآآآآآآآهـــ
إرتدآد كآن الأعنـف .. بصفعـه ثآنيـه أقسـى موجعـه أكثـر ..

تحسست وجههآ المُغرّق بـ الدموع .. وجنتهآ اليُسرى إللي تلقّت صفعتهآ الثآنيه على التوآلي مُتأججه بلون أحمـر حآمله آثآر أصآبعه القآسيه محفوره فوق جلدهآ !
....: هيّآ دي رقولتــك ! بتستــئوى عليّآ بـ إيدك .... ونعـم الرقولـه !
على طآري الرجوله المهدوره .. الطعنـه بـ القلـب ..
لفظت بآللي مآحسبت له حسآب .. رجولته إللي تبعثرت على يدهآ هي وضُرتهآ الممدده تصآرع الموت على بُعـد أمتآر قليلـه !

الخطوه الأخيره إللي قطعهآ عآميه الغضـب .. مكفهـر وجهه , منتفخه أودآجـه , مشتعلـه مستتشيطـه عيونه ونظرآتـه ...
دفآعياً وبشكل عفـويّ .. رفعت من صحن الفآكهه المتروك على طآولة التسريحه السكين أسود اللون صغير الحجم حآد السلّ والطرف والمخصص لتقطيع الفوآكه ..
محتميـه ورآء هآلشيئ الصغير بيدهآ مُهدده بنظره حآده ونبره جآفه: اقسم بآلله يآرآئـف مآفي حآقـه هتمنعنـي .. السكينـه فـ إيدي .. إبعــد عنـــي

التهديد إللي زآد الطين بلـه , ملـح ع الجـرح !
إنتفخ صدره بنفس حآنق ثآئـر غآضـب .. كل مآله يضيق صـدره .. مآعآد فيـه ..
بدآخله ثوره , مآعآد به من الطآقه شيّ لكبتهـآ اكثر وتحملها اكثر ..
لفـظ أنفآسـه المشتعلـه تحريراً لقيـد إنفعآلـه برفعـة يمنآه المرتده للخلف والمقتربه تجآههآ بسرعـه ...
هي تدري تمآماً وين رح تستقــر ..
لآشعورياً , صدت عن نفسهآ دفآعاً وبعفويّـه .. مآ أحسـت بهـول فعلتهآ إلآ بعدمآ وقعـت ..
إخترقت السكين كـف يمنآه شآقـه طريقهآ وبمنتهى السرعه واللحظيّـه خروجاً من ظآهر اليـدّ !

إتسعت عيونهآ بذهول فآغره فمهآ لآخره إرتيآعاً وإرتعآباً من شكل الدمّ إللي تفجّر من يده المعلقـه بـ الهوآء يتوسطهآ السكيـن مغـروز !

إنهيآر تآم ألّم بهآ وإعترآهآ .. حآله من الصرع سيطرت على إنفعآلهآ المُشتت المشوّش والمضطرب ..
إعتصرت ذرآعه الأيسر متملكـه تعآبير الهلع والفجع ملآمحهآ الشآحبه مُطلقه سيل كلمآتهآ المتوتره والمضطربه بـ ذعر وصل أقصآه مُتعذّرِه: مئصــدتش .. وآللهـي .. وآللهي غصب عنـي .. بتوقعــك !! يآلهـوي عليّآ وعلى سنينــي يآآرب
إنحدرت يديهآ من ذرآعه ليسرآه محتضنتهآ بين يديهآ رآفعتهآ لفمهآ طآبعه عليهآ قبلآتهآ الكثيره والسريعه كـ إعتذآر .. مُتأسفـه , مُتندمـه !

القبلآت الخآطفه إللي توقفت بـ سحبه ليده بقسوه من قبضتيهآ المرتجفه الوآهنه ممسك بطرف السكين المعلّق بيمنآه مقفل عيونه بآلقوّه شآهق نفس عميق إستعدآداً للي تأهب لفعلـه !
إحتدت هي نظرآتهآ مذعـوره .. توقف النفـس بصدرها , أحست بـ قلبهآ ينخلـع جبراً من مكآنه .. شيّ على وشك الخروج من بين الضلوع ...

أحسّت بآللي هو يحسّـه .. ملآمحه المتوجعّه وهو يتحآمل على نفسـه مشدد من قبضته على مقبض السكين بـ تجآهل مُرغم لإحسآس الألم إللي يفتك بـ أعصآب يده مخرج السكين وسريعاً دون تردد بآلتزآمن مع آهـــه متألمـه مخنوقـه وجـع وإحسآس لحظـي مؤقـت للرآحـه من بعـد عنـآء !
هدأت ملآمحه وهبط صـدره .. تحررت أعصآبه من التشنـج وعضلآته من الإنقبآض .......... طآحت السكين من يــــده

السكين إللي بمجرد خروجهآ سمحت لـ سيول من الدمآء بـ التدفـق ..
كـ الإندفآع المفآجئ لضخّ المآء من الصنبور , تفجرت الدمآء من جرح يده العميق الغآئر بـ فتحتين من بآطن الكفّ وظآهره مُلطخـه لهآ وجههآ بـ طرطشـه من دمآءه وعلى حين غرّه !
تسمرت مكآنهآ وعلى وضعهآ كمآ اللي إنكبّ عليه سطل مويـه فجآئي .. علتها الصدمه وكسآهآ الذهـول ..
للحظآت من سكون الموقف مآبينهم لحد مآبسطت هي رآحتيهآ لوجهه تطلبـه التمهّـل وتطلـب لنفسهآ الفرصـه !
مآدرت إنهآ بـ الوقت الغلـط .. المنتهـي ..
ضآعت كلّ الفُـرص ..
شلّهآ الضعـف .. مآقوّت حتى على الهـروب ..

إستسلآمهاً له وإنهزآماً منهآ .. إلتوى كآمل جسدهآ بحركه مآ أمدآهآ حتى تستوعبهآ ..
يُمنآه المصآبه المغلوله بشعرهآ قآبض عليـه بـ كل مآ أوتي من قوّه مفرغ فيهآ جزء من تألم يـده وظهرهآ إللي إلتصق بصدره ..
رآسهآ إللي إرتد للخلف مسآفه وآسعه وبلمـح البصـر إقتربت الإقترآب السريع الخآطف بـ إرتطآم قويّ , قآســي .. وعنيــف ..

على إثره تنآثرت قطـع المرآيـه متبعثــره !
المرآيه إللي إنفصلت لأجزآء عديده متكسـره بفعل تصآدم وجههآ !
صرخـه مدويـه أطلقتهآ هآزه الأركآن من حولهآ ..

مآتشوف إلآ بعينهآ اليسـرى واليمنـى يفتك فيهآ الألـم .. ولسبب مآتدريـه , فهـي غير قآدره على فتحهـآ مطلقـاً !
مآكآن السبب في الحقيقـه إلآ كسره من زجآج المرآيه تعلّقت بـ آخر الطرف من عينهآ اليمنـى كحآل جآنبهآ الأيمن كآمل إللي ترآشق فيه قطـع من المرآيآ مُحدثـه جروح دآميـه !
صدمهآ ردّ فعلـه , إنهآرت تمآمــاً ..
بـ كآمل طولهآ إرتمت بـ الأرض موضع قدميه سآجـده !

إحسآسه بـ إحتقآرهآ والتقزز منهآ وإحسآس الإهآنـه لنفسـه ولرجولتـه ولكيآنه كلّه كآن أقوى منـه .. تملكـه وسيطر عليـه ..
بـ نفور سحب رجله اليمنى من تحت رأسهآ المُثقـل ألـم وكأنهآ شيّ قذر نآفر منـه متوعـد: نهآيتكــم على يـديّ يآلأنجـآس ..

قآلهآ بقهر غآرز أصآبع يمنآه المصآبه بـ شعرهآ جآرّهآ ورآه على ظهرها زحفاً على الأرض بمقآومه مسآويه للصفـر من تجآههآ ..
من غرفة النوم للصآلـه خروجاً للممرّ رخآميّ الأرضيّه البيضآء اللآمعـه وصولاً للمنتصف وقوفاً عند التقآطع الوسطـي المؤدي بنهآيته للممرّ الأوسـط ..
بـ قوّه متعمدّه فلت يده من شعرهآ ليرد رآسهآ مرتطم بـ الأرض من تحتهآ تآركهآ جثّه متأوهه ألمـاً , آنّـه وجعـاً قآطع الممرّ كآملاً بـ خطوآت زلزآليّه غآضبـه للجثـه الثآنيـه الهآمـده ... وتمآمــاً دون تأوهـ أو أنيـن .. أو حتى تنفـس !
وسـط بركـه متسعه من الدمآء الغزيره المتدفقـه مشقوقة الثيآب العليـآ ..
شُـجّ رأسهآ من منتصف الجبيـن !
صفعآت قآسيه حمرآء الأثر وورديّه مطبوعـه على أعلى جسدهآ , جيب صدرهآ , عنقهآ .. وصدغيهـآ .. عيونهآ الثنتين ملكومـه , مغلقـه بفعل التورم والإنتفآخ أزرق اللون دآكن من حولهـم .. شفتهآ السفلـى مفلوقـه , فتحتي خشمهآ نآزفـه بـ الدمآء , بغزآره ودون توقّف !

بمنتهـى الوحشيّه منـه وبلآ رحمـه .. غُلتّ يمنآه بشعرهآ الأشقر المبتلـه خصلآته بلل أحمـر اللون سآحبهآ منـه خروجاً من الجنآح للحوريّه إللي وآرت نصف وجههآ المحطّم متعلقـه فيه قطع صغيره من المرآيآ تأن مُتألمـه ..
الأنين إللي تصآعد مُرتفـع بـ وهن رآفـض المُزآيده عليـه من ردّت وأحست بـ إقتلآع خصلآتهآ من الجذور رآفع رآسهآ جبراً عن الأرض سآحبهآ على ظهرهآ ..
السحب إللي بلآ شكّ هآلمره شكلـه القآضيـه !
أحسّت بـ إرتطآم جسدهآ على درجآت السلآلم نزولاً !

بـ عينهآ اليسرى لمحت الجسد الثآني المسحوب من الشعـر ولكن بـ اليدّ الأخرى لـ ذآت الجلمـود عديم الرحمـه نزولاً على نفس الدرج ..
وآضح إستسلآمهآ التــآم دون حتى التوجـع من التصآدمآت القويّه بين الجسد ودرجآت السلّـم !
يآ إنهآ فآقده للوعـي المؤقـت أو إنهآ جثّـه هآمـده .. تمآماً بلآ وعـي !

أغمضت عيونهآ إستسلآماً للألـم إللي خدرهآ كآملاً مآعآد تحسّ بـ نقرآت الوجـع إللي احستها اولاً مع كُلّ درجـه تعدتهآ نزولاً .. أو الشدّ القآسي المقتلع لـ جذور شعرهآ أو عينهآ اليمنى إللي مآعآد تحسّ بقدرتهآ الجبريّه على فتحهآ ..
لآ إرآدياً تنغلق مُحدثـه ألـم موجـع بسبب الشظيّه الزجآجيّه المعلقـه بـ سحبـة العين الأخيره من الطـرف !

من الطآبق الرآبع إلى الطآبـق الأول ..
سِرب من الشغآلآت إصطفوآ بملآمح جزعـه هلعـه , مفجوعـه من هول المشهـد !
رآئف بملآمحه القآسيه الجآمده بـ أبشع هيئـه له ..
وكأنه الشيطآن مُتلبـس ..
سآحب زوجآته الثنتين من شعورهـم .. مآفي وجهه ذره من الرقّه أو الرحمـه ..
دآرين إللي تركت الأثر من ورآهآ طريق أحمر اللون من دمآئهآ السآئله مجهولـة المصدر ..
وكأنهآ ذبيحـه بلآ روح ودون مقآومـه , مغمضـة العينيـن ..

بـ اليدّ الثآنيه لـ رآئف كآنت حـور إللي أرجعت ذرآعيهآ مآسكه يده قآصده الفكآك .. بـ منتهى الضعف والوهـن والإستكآنـه .. نصف وجههآ الأيمن كآملاً مُضـرّج بـ الدمآء ..

بـ وسط المدخل الفسيـح للطآبق الأرضي تسآرعوآ ثلآثتهـم صآئحيـن إستفهآماً بملآمح هلعـه من تعآلت صيحآت الشغآلات مجللـه بـ القصـر ..
أمـه .. مرآم .. وشـروق !
وقفت حركته على بوّآبـة المدخل الحديديّه بآلتزآمن مع صرخـة شـروق الجزعـه بضربة صدر مذهولـه .. قويّه: دآريــــــــــــن !!!!

دآرين إللي فكّهآ من قبضة يمنآه إللي مآوقفت للحظـه عن ضـخّ الدمّ منهآ لتزيد من إثآرة المشهـد كونـه هو المُصآب الثآلث إصآبـه عميقـه غآئـره ..

فتح البآب لآخـره بتجآهل لصيآح حريم البيت وشـدّ أمّـه له من ذرآعه متوسلّـه: رآآئــــــــف .. وقّــــف
إرتفعت سبآبته القآسيه بوجه أمه وقد إعترآه غضب سآحق تملكّـه دون أمـل في الفكآك ..
إرتدت أمّه للخلف بعيون محتده ذعر , غير مُصدقّـه إللي توّه ولفظ بـه دون حسآب أو إعتبآر , مُلقـي تهديده بوجهها وبرفعـة إصبعـه غير مُبآلـي !

....: يميــن بـ آلله إن يلحقهـــم من فتــح فمّـــه ...

تسمّرت مكآنهآ بعيون موسعّـه صدمـه ...
هي ومن حولهـآ .. بـ صمت رآقبـوآ حركته من أحنى ظهره لدآرين أولاً رآفعهآ من وسط صدرهآ بـ شدّه لملآبسهآ المهلهلـه حآذفهـآ خـآرج البيـت !
وبنفس اللحظـه سحب حور من شعرهآ رآميها فوق ضُرتهآ إللي أعلنت أخيراً عن بقآء الروح فيهآ مُصدره أنّـه خفيفه متأوهه من إصطدمت بهآ حور بآللحظـه إللي أعقب هو فيهآ بـ جـلل مُزمجـر غآضـب صآخـب: يآلحـــوش الفُــجّــر .. مآتسـوون أوصّـخ يدينــي فيكــم

إنقلبت حور على ظهرهآ نآزله عن دآرين الممدده لآحول لهآ ولآ قوّه , وبـتحآمل على نفسهآ حآولت الوقوف ليرد جسدهآ وينتفض بقوّه مذعوره من تصفقت البوآبه الحديديه بوجههآ مُحدثه إهتزآز قويّ إستشعرت قوته من إرتجآج الأرض أسفلهآ ..
لآشعورياً سآلت دموعهآ على خديهآ من إحسآس الإهآنـه اللآمُتنآهيـه مُحدثه نغـزآت من الألـم مآبين تشققآت الجروح بـ وجهها ..

بـ كلتآ رآحتيهآ ضربت البآب بـ القوّه آمره بـ سخـط حـآد جآهـر .. صآرخ ومُزمجـر: إفتـــــح البــــآب يآرآئــــــــف ..... إفتــــــــح
كآن بعـده ورآء البآب مآتحرّك .. رآص على أسنآنه بقوّه مُحدثه صرير مُولم مُزعج مآزآده إلآ عصبيّه وغضـب ..
تكورّت قبضتيه حآفر بـ أظآفره رآحتيـه ..
كبت هآلعصبيّه مُثير لـ جنونـه , يحس بـ إهتيآج غير قآدر على تحملّه أكثـر ..
طآقه سلبيّـه عنيفـه آخذه في الإجتيآح , ثوره بدآخلـه مُشتعلـه ..
الجزء إللي أفرغه منهآ بـ تعديّه على زوجآته وآحد من مليون الجزء إللي يحسّه ومآزآل آخـذ في التضآعـف والإشدآد !

إنخفض بصره الحآد الثآقب لـ شروق إللي طآحت من طولهآ بـ الأرض وآقفه على ركبتيهآ بلآ أي إنفعـآل ..... مذهولــه !
من فورهآ مرآم لحقتهآ متعلقّه بـ ذرآعهآ الأيسر متحسسه ظهرهآ بـ حرآره كـ تهدئـه .. او موآسـآه !
بـ القوّه أقفل عيونه جبراً لإحكآم أعصآبه من الإنفلآت أكثـر لمجرد سمآع صوت ذيك العنيده السآخطـه الرآفضه تمآماً قصـرّ الشـرّ وإنهآؤه !

توّه بيخطي أولى خطوآته رآد للمكآن إللي نزل منـه لولآ الجُملـه إللي إخترقت آذآنهم كلهـم متوسعه عيونهـم بدهشـه وعدم تصديـق للي توّهآ ولفظته صرآحتاً هآلمسمّآه حوريّــه !
بلآ أدنى ذرة مبآلآه أو مُرآعآه .. ودون حسآب أو إعتبآر .. وبتمـرد مُطلـق تعدى اللآنهآئيــه ..
ركلت البآب ركلـه ترآءى أنهآ الأخيره معلنـه انسحآبهآ صآئحـه بـ لعـن أخير جهرت به غآضبـه وبكـل مآ أوتيت من عزم: ملعــــــون أبـــــــوك يآرآئـــــف

بلآ تفكير لمجرد اللحظـه .. إنفتح البآب لآخـره جآذبهآ من شعرهآ الهائج المنتفش قآبض عليه أصآبع يمنآه المتفجرّه بـ الدمآء هآزهآ بقسوّه يمنـه ويسـره بـ حقـد ومقـت , صآئح تحريراً لـ كبت إنفعآلآته اللفظيـه بـ التزآمن مع حذفهآ القويّ لتطيح فوق ذيك الممدده بـ إستسلآم: ملعـــون أبــوك إنتــي يآسآفلـه يآبنــت الكلـــب

صآح بـ غصب سآحــق إهتزت معه طبول الآذآن .. أعلن النهآيـه .
....: طآلــــــــق .. طآلـق يآحوريّـآ إنتي والعآهــره إللي جمبـــك طآآلـــــــق

شهقه ثلآثيـه للإنآث الثلآث بـ فجـع مذهولين من هول إللي إسمعـوه !
إبتدآءاً من اللفـظ بـ قسوة الكلمآت المُهينه الجآرحه وإنتهآءاً بـ لفـظ الطـلآق !

همست أمه بعدم تصديق مذهوله الهمس الخآفت الفآتر: رآئـــف !!!!
مآعطآهآ الجوآب إلآ بنظرة قآسية حآده أتبعهآ بـ سفـه مآزآدهآ الآ دهشـه وإستنكــآر !
ولّآهآ ظهره بـ خطوآت سريعه شبه رآكضه بعدمآ ألقى تحذيره الأخير متوعّد: يميــن بآلله عظيــم ولفظتـه .. هآلنجســآت برآ مآلهم مكآن بهآلبيـت .. وخـلّ أحد يتجـرأ عليّ ويتعصّـى !


من ورآء البآب .. خطت هي خطوآتهآ العرجآء بـ صُحبـة وآحد من السآئقين آسيوي الملآمـح مخفض الرأس حرجاً من الموقف !
لأول مره تتكشف عليـه وآحده من حريم البيـت !
في حآله مزريـه يرثى لهآ ..
وآضح بوجههآ آثآر عنف بدآئي في منتهى الوحشيّه ..
هآلشيّ إللي أقرّه بـ قلبه قبل مآيشوف الضحيّه الثآنيه إللي وضح بسببهآ مدى هوآن وضع العرجآء إللي إستدعته مقآرنتاً بهآ !
ممدده دون إنفعآل وإن كآن الأنين والتأوّه .. مشقوقة الثيآب ..
إختفت معآلم وجههآ تحت كدمآت بآلغة الأثر نآزفه من كل مكآن بجسدهآ ..
وضح عليهآ آثآر اعتدآء وعنف جسدي في أقسى صـوره وأبشعهـآ !

دآرت عيونه يمنه ويسره بـ تشتت مضطرب مآيدري وش إللي بـ الضبط مفترض إنه يسويّه !
ثبتت عيونه المذهوله على جلوس حوريه عند رآس دآرين رآفعتهآ بـ حذر وتوخّي فوق وركيهآ مُردفه: آلله يخرب بيتك يآردآرين .. إيه إللي هببتيــه !! سمعآنــي ؟!!

....: آممممم
أبعدت خصلآتهآ الشقرآء الملتصقه بفعل الدم على وجنتيهآ معقبه بـ نبره سريعه مندفعـه .. متخوفّـه: آممم إيه بس .. الله يخرب بيتك إنت يارائف
رفعت رآسهآ للسآئق طآلبته بـ عربيّه مُكسّره: شغّـل سيآره فيـه روح ..

بـ إنقيآد سريع تآم .. هزّ رآسه إيجآباً وبقوّه موليهآ ظهره ركضاً لإعدآد السيآره في حين ردت هي أنظآرهآ المنفعله بـ قلق لـ دآرين وعلى دآرين متحسسه عنقهآ المنتفخ بملآمح كسآهآ الخوف: سمعآنـــي ؟!!
....: آمممم
....: يآلهــوي عليكــي إنتـي بتموتـــي .. جسمـك متلــج !! أعمــل إيييييـه !!!

سألتهآ بـ إندفآع صآئحه , مبتلشـه بعدمآ تدآركت بعيونهآ الموسعّه تفآجئ إتسآع بقعـة الدم آخذه في التمدد من تحتهآ .. أعصآبهآ على وشك الإنهيآر: الدم دآ كلّـــه منيـــن !!!
....: حـآآآ ...... حآمـــ ..
....: إيـه ؟!!
همست بـ بحّه مُتألمه إختفت معهآ آخر الكلمه: حآمــ ... ــل
إنتفض جسدهآ من صآح السآئق على استعدآد: هــآ

إلتفتت له بـ عقدة حآجبين محتده .. كل بآلهآ مع دآرين وإللي توّهآ ولفظته ..
بـ التبآطئ بدت الصوره تكتمـل .. دآريـن حآمـل .. والسحب إللي إنسحبوه ثنينآتهم على الدرج بـ الجرّ من شعورهـم أربـع طوآبـق من البيـت .. شلون بعدهآ بتكون حآمــل !!
هذا بـ خلآف العنف إللي تعرضت له قبلاً ووآضحه آثآره !
أيّ مصيبه إللي سوتهآ دآرين وكآنت هذي النتيجـه !

هزت رآسهآ إيجاباً بسرعه متمتمه على عجله: سآآ .. سآعدنــي
بلآ تردد في تقديم المسآعده .. أمسك برجول دآرين بعدمآ ضم سآقيهآ لبعضهم رآفع نصفهآ السفلي عن الأرض في حين أنزلت حور معصميهآ تحت إبطيهآ متكفله هي برفع النصف العلوي !

بـ خُطى متسآرعه أدخلوهآ وبـ حذر للسيآره اللآنـد كروز الضخمـه ممدده على الظهر فوق الكرسي الخلفي ..
إتخذ السآيق مكآنه وجلست هي جمبـه .. سألهآ والقلق بوجهه: روح مستشفـى !!

أغمضت عيونهآ بـ إبتئآس .. هآللي يصير دفعه وحده وبهآلكمّ الكبير من الصخـب أقوى بكثير من قدرتهآ على الإستيعآب وقوتهآ على التحمّـل ..
مآتدري شلون تتصرف , ووشهـو التصرف الحكيم تحديداً بهآلموقف !
شلون يروحون المستشفى بروحهم وهم بهآلشكـل !
دآرين بملآبسهآ البنجآبيه السودآء مشقوقه وهي بـ الترنـغ الريآضي الأسـود .. لآ عبآيه ولآ حجآب ولآ غطـآ ....

....: ودي بيــت ... بآبآ كآمــل
قآلتهآ ثم أرخت ظهرهآ للكرسي مغمضه عيونهآ بـ تعب ..
تملكهآ الإرهآق مُخدراً لهآ لتغيب عن وعيهآ لحظآت بـ غفوه قصيره إنفصلت بهآ عن الوآقع قبل مآيوعيّهآ صوت الأنّـآت المُتألمـه بـ تحآمـل مُهـدر على النفـس ..

....: حــووور
هزت رآسهآ قآصده إفآقة نفسهآ من إستوعبت منآدآتهآ لهآ ملتفته ورآءهآ سآئله بـ إندفآع متخوّف: مآلــك !! حآسـه بـ إيـــه !!
....: اروو .. روح .. معآآك
....: فيــن ؟!!
....: البيــ ..... ــــت
سحبت حور نفس عميق هآدئ , يظهـر خآئـب مُنهـزم .. مهموم ومُحبـط ..
أومأت من بعده إيجآباً بـ الموآفقه مطبقـة الفـم بلآ حيلـه لترد الثآنيه غآطـه بغيبوبتهآ بـ سلآم وإستسلآم بعدمآ أمِنـت وإطمأنـت !

تظهر هآدئـه ظآهرياً سآكنه , مستكينـه .. إلآ إن دآخلهآ ثـوره وصـرآع ..
مآيمر قبآل عيونهآ المقفله إلآ صوره جمآعيّه لـ أمهآ .. وآئل , تغريـد .. وميسـم .. ولآ يصدح بـ أذنهآ إلآ صوت الرفـض والبرآئـه والإنكـآر ..
أنكرهآ أولاً أبوهآ فيصـل , أنكرهـآ ثآنياً أبوهآ محصـن .. أنكرتهآ أمهآ .. أخوهـآ وآئـل .. ميسـم ... وتغريــد !
كيف من بعد إعلآنهم البرآءه منهـآ تـرد لهـم موجوعـه منهزمـه ..
مآكآنت هـذي دآريـن .. ولآ رح تكـون !

سرى الخدر بكآمل أعصآبهآ معلنـه دخولهآ الغيبوبـه وصدى كلمآت قآسية الوقع على قلبهـآ والتأثير في نفسهآ يتردد صدآهآ قويه صـآرخه آخذه في التلآشـي ......

لـ أمهآ إللي فردت لهآ الذرآع الأيمن ممدوده سبآبتهآ تجآه البآب , طآلبتهآ المغآدره .. وعدم الرجـوع ...

(إطلعـي برآ يآدآريــن ................ إطلعي ولآ عآد ترديــن ! )



/
/

/
/


لـ مُدّة الربع سآعه وهي على وضعهآ سآئحـه على كرسيهآ بـ جآنب السآيق محتآطـه من العيون الفضوليّه وإن كآنت على غير عمـد , حرصت لآيشوفهآ أحدّ من زجآج السيآره المكشوف وهي بمثل هآلهيئـه المثيره للإرتيآب !

نآظرت بـ إمتدآد العمآره الشآهقه من ورآء زجآج شبآك السيآره على يمينهآ بـ جبين مقطـب وعيون ضآئقه من إنعكآس أشعـة شمس الظهيره ..
بـ هـمّ زفـرت مآتدري شلون تتصرّف , عقلهآ تمآماً مشلول وكل أفكآرهآ متوقفه ..
مآتشوف نفسهآ إلآ بشكـل مُستنكر غير إعتآدي بهيئـه غير مقبولـه بملآبس بيتيّه مكشوفـة الوجه والرأس مع سآئق أجنبي قبآل عمآرتهـم !

أغمضت عيونهآ بتفكير عقيـم الإجآبه عن إمكآنية خروجهآ من السيآره وصعودهآ لشقتهـم وهي على هيئتهآ والأنكـى هو ذيك الممدده ورآهآ مُغيبـّه , شلون تتصرّف معهآ !
إلتفتت يسآرهآ للسآئق مُطرق الرأس أنظآره موطئ قدميه طآلبته بـ هدوء: خليـك هنآ شويّـه
مآرد إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه آللحظـه إللي دآرت هي فيهآ برآسهآ للخلف مطبقـة الفمّ بـ أسـف وشفقـه على حآلهآ أليم المنظـر موجـع الهيئـه وبلآ تردد فتحت البآب ملتفته يمنه ويسره بـ ترقب لمرور أحد ومآسرع مآطلعت من مكآنهآ رآكضه للمدخل حآفية القدميـن تآركه البآب من ورآهآ مفتوح ..

كمآ الهآرب مآتبي إلآ الخفيـه والإحتمآء .. نقرآت سريعه متوتره وقويّه لشآشة اللمس خارج المصعـد ضغطتهآ بنفآذ صبـر في إنتظآر وصوله سآحبه على شعرهآ المنتفش بآلقوّه في محآوله لـ ترتيبه بعيون مُشتتة النظـره مُتخوّفـه .. قلقـه ومرتبكـه ..

لـ ثوآني كآن الحظ حليفهـآ من بعدهآ .. إذ إن المصعد وصلهآ فآرغ لتنقز هي دآخله ضآغطه زر الطآبق الخآص بشقتهـم لـ لحظآت خآطفـه كمآ البرق مرّت على قلبهآ مثل الهمّ ثقيلـه مآتدري شلون تتعآمل مع الموقف وحآلة الهلع إللي على الأغلب بتصيب أمّهآ لآمنهآ شآفتهآ بمثل هآلوضع والهيئـه ! والأهم الحين هو شلون ثنينآتـهم يتصرفون مع ذيك الممدده خآرج النطآق وإنقآذهآ من موت محتـم مع كل هآلنزيف إللي مآوقف للحظـه ولآ هـدأ !

بقوّه إنفتح بآب الشقه لآخره ومعه إنفتح فمهآ هي الفتحه الصغيره بـ تفآجئ ..
آخر شيّ ظنته هو وجوده الحين قبآلهآ ..
توّه من وقت قريب كآن معهآ بـ جنآحهآ غآضب لآئم وعآتب .. إتهمهآ بفعل الإجهآض العمـد , غآدرهآ بـ لحظـه كآن دخول رآئف عليهآ بـ اللحظـه إللي تلتهـآ .. وحدث مآحـدث ..
ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً وإندهآشاً غير مصدق لـ هيأتهآ بملآبسهآ البيتيّه حآفية القدمين بـ شعر هآئج منتفش ووجـه مُضـرجّ بـ الدمآء !

....: حوريـــــه !!!!
عفوياً , بلآ تحكم وإنضبآط إرآده .. تجعّد وجههآ بكرمشه طفوليّه مقآومه للإنهيآر وللبكآء هآمسه بـ حشرجه مخنوقه مهزوزة النبره , شبه بآكيه: عُمــــــر
قبض على لوحي كتفيهآ هآزهآ بآلقوّه وقد إتسعت عيونه محتده نظرآته فتـك به الخـوف .. والهلـع: إيه إللي حصــــــل ! مين إللي عمل فيكــي كـدآ !!!
هزت رآسهآ نفياً مُردفه: مش مهم دلوئتـي يآعمـر .. دآرين .. دآرين تحت فـ العربيّـه حآلتهآ صعبه أوي ومش عآوزه تروح بيتهـآ

تقآربوآ حآجبيه حدّ التلآصـق هآمس إستغرآباً بدون صوت: دآريــن !
تخطه لدآخل الشقه طآلبته وهي في طريقهآ لغرفتهآ بخطوآت سريعه مهروله: إنزل تحت طلعهآ وأنآ هقيب عبآيـــه
بعدم فهـم وإستدآرك بطيئ , إحتدت عقدة حآجبيه وإشتدت نظرآته الخفيضه للأرض من تحته .. ثبت موقعه للحظآت شآرد الذهن تفكيراً في صآحبة الإسم إللي لفظت به أخته وإن كآنت هي فعلاً نفسهآ المعنيّه أو إنه تشآبه أسمآء مع إختلآف شخصيآت !

نفض رآسه من تشوش خواطره متجآهل المصعد إللي سهـى عن وجوده وسط تشتت ذهنه وإضطرآب أفكآره نآزل الدرج بـ خطوآت رآكضه مزدوجه وصولاً للسيآره مقآبله السآئق المستند إليهآ بـ نصفه السفلي من الظهر لبآبهآ الأمآمي مطرق الرأس مكتف السآعدين ..
سأل بـ لهفـة متعجّل: ويــــن ؟!!!

من فوره السآئق إنتبه وبلآ تردد فتح له البآب الخلفي إللي طلّ منه عُمـر ومآسرع مآتجهمـت تقآسيمـه بـ فجـع وإرتعآب من هيئـة هآلمدده كمآ الأموآت ليجفلـه من ذعـره الحسيّ صوت أختـه من ورآه: طلعهآ يآعُمـر دي متبهدلــه قآمــد

بلآ تفكيـر .. سحبهآ من قدميهآ الحآفيتين مخرج نصفهآ السفلي بـ السحب من المقعد الخلفي للسيآره وبحركه سريعه أنزل سآعده الأيمن تحت ظهرهآ والأيسر تحت مفصلي ركبتيهآ بآللحظـه إللي فآجئته فيهآ حـور برميهآ للعبآءه السودآء على جسدهآ مغطيه لهآ وجههآ ليمرر هو أنظآره المشتده والمحتده بعقدة حآجبين قآسيه على كآمل أخته من بعد إرتدآءهآ هي الثآنيه عبآءه مفتوحة الشقين وحجآب ملفوف بـ إهمآل !
ملآيين من الأسئله تفتك بعقلـه يحسّه بينفجـر من لآمنطقيّة إللي يشوفـه وإستحآلة وقوعه فعلياً تحت اي ظرف من الظروف !
وش إللي صآر على ثنينآتهم وأصآبهم بهآلحآلـه ! ووين البقيّـه عنهـم ! وشلون طلعوآ من ملكيّـة آل مآلكـي بهآلشكـل !

شهقـة جزعـه هَلِعَـه مع ضربـة صدر من أمّـه إللي إستقبلتهم على بآب الشقّـه المفتوح لآخره مرتآعه نظرآتهآ المذهولـه شآده حور من مرفقهآ الأيمن بآزغه عيونهآ بـ إرتعآب: يمّــــك ! شفـيـك !! شللي صــآآر !!
بلحظتهآ طآحت العبآءه عن جسد دآرين كآشفه عن فجيعتهآ مدلدلـة الرأس للخلف مفرودة الذرآعين كمآ الغريق المُنتشـل على ذرآعي عُمـر ..
عُمـر إللي مآدلّ إلآ الطريق لغرفتـه رآفس بآبهآ برجله اليمنى ممددهآ بـ حيطـه وحـذر على سريره الأبيض ..

سألته حور بـ إندفآع قلقـه: مآلهآ يآعُمـر ! هي كويسه ولآ فيهآ حآقـه ولآ فيـه ايه !
سحبتهآ أمهآ بـ القوّه من مرفقهآ الأيسر قآطعه سيل تسآؤلآتهآ عن دآرين لـ عُمر صآئحه بـ أعصآب موشكه على الإنهيآر: وقفــي وعلمينـي شللـي صــآآر .. شفيكــــم إنتـــــو !!
قآلت الأخيره بـ شهقـة تفآجئ سريعه من إستقرت عيونهآ بـ وجه حور بنتهآ رآفعه أطرآف يمنآهآ لفمهآ المنفرج بـ صدمـه من هيأة الوجـه الدآمي لـ بنتهآ وجروحهآ الكثيره الممتده على كآمل الصدغ الأيمن والعآلق في البعض منهآ قطع من الزجـآج !

توهآ بتمتد اطرآفهآ اليمنى المرتجفه لـ وجه حور ملآمسه لـ جروحهآ إلآ وترتد هي برآسهآ رآفضـه: لآآ يآمـآآمآ
همست بـ بهوت مأخوذ بـ الصدمه: وش .. بــه ......... وجهـــك !!

إعتدل بوقوفه من بعد إنحنآء توّ مآ أنهى إجرآءآته الطبيّه الأوليّه عن معدل نبضهآ والتنفس سآئلهآ بـ غضب وثوره وتبرم إنتفخ معه أودآجه وعرق الجبين: مين إللي عمـل فيكـــم كــدآ وليـــه !! إتكلمـــي
طأطأت رآسهآ بـ خنوع هآمسه بصوت مخنوق مُجبر على اللفـظ: رآ ...... رآئـــف
بسطت أمهآ يدهآ فوق صدرهآ بـ رفض حِسّي غير مُصدّقِه في حين أقبل صوبهآ عُمر بخطوتين سريعه غآضبـه .. جن جنونـه وثآرت ثورتـه ..

هذي هي المره الثآنيه إللي تمتد فيهآ يدّ المسمى رآئف وتطآل أختـه .. وإن درى إنهآ مو الثآنيه وأن أولتهآ كآنت بـ مصـر قبل مآيربطهـم أي رآبط يعطيـه الحق والصفـه بـ التطآول عليهآ وتعنيفهآ العنف الجسدي الأليـم القآسي ..
كآنت هذي فرصـة رآئف الأخير وبيده خسرهآ بعدمآ كررهـآ ..!

الفرصـه إللي كآنت ثلآثيّة الطرف بعدمآ شآركتهم دآرين والظآهـر إنهآ المتأذي صآحب النصيب الأكبـر !
قبض على مرفقهآ الأيسر هآزهآ بآلقوّه سآئل من بين أسنآنه بغضب مكظوم جبراً: وإيـه الســـبب !!!
....: سمع كلآمك لمّآ كنت عندي .. فآكر إن أنآ إللي سئطـت نفسي بنفسـي .. مسمعش مني حآقـه , متكلمتـش .. ملحئتـش أقول حآجـه .. ولآآآآ أي حآقـــــــه

أغمض عيونه زآفر بـ قهـر , مآعآد فيه من الطآقه شيّ لكبت الإنفعآل .. أعصآبه على شفـى الإنفلآت ..
أكملت بـ صوت مُرتجف مهتزه أحبآلهآ بتأثير المقآومه في كبت البكآء: ومعرفش عمل كدآ فـ دآرين ليـه ! ضربهآ أبل مآيضربنـي و رمآنآ إحنآ الإتنين برآ البيت
لفظت أمهآ بـ بهـوت رآفضه التصديق مستنكره: إيـــــش !
رمقتهآ حور بنظره تحتيّه أشبه بـ النظره الخجِله الحرجـه من قول التآلي .. أو الحذِره المُتحريّه من ردّ الفعـل على القول !

لفظت بـ تردد بطيئ .. بآهـت , خآفــت: ورمـى علينآ ............. يمين الطلآق
من وقع الكلمـه أرجعت أمهآ رآسهآ للخلف شآخصه ببصرهآ للأعلى فآغره فمهآ بـ شهقة رفـض سريعـه .. مآقوت رجولهآ على حملهآ ومن فورهآ إرتمت بطولهآ جآلسه على الصوفآ البيضآء من ورآهآ سآئح جسمهآ بوضع التمدد المترآخـي المُخـدر لتلحقهآ حور بسرعه جآلسه جمبهآ محتضنه يسرآهآ بين كفيهآ الصغيرين ضآمتهآ لصدرهآ صآئحه بـ هلـع: مآمـــــآآآ .. مآمآ إنتي كويســــه ردّي عليـــآ .. مآمـــآآآ .. يآلهـــــوي يآعُمـــــر إلحئنــــآ

عُمر إللي كآن بـ دُنيآ ثآنيـه محآط بـ ثلآث من الإنآث في حآلـه يرثى لهآ .. أمّه إللي إنخفض ضغطهآ ممدده قدآمـه تدور عيونهآ بـ تشتت غير مُستقرّه كمآ المحتضرين مُزرّق لونهآ , وأختـه مهشمّة النصف الأيمن من الوجـه مُغلقـة العيـن المحآطـه بـ تورّم أحمـر اللون دآكن مآكآن إلآ تجمـع كتلـه دمويّه مُتخثّـره والأخيـره إللي قبضـت له قلبـه إذ إنهآ كآنت الأسوء بينهـم .. فـ الحقيقـه كآنت أسوء من السـوء بذآتـه !
إنخفضت نظرآته التآئهه من أمّـه المغيبّه وأخته الصآئحـه لـ لصدره ثم لأسفلـه ليفآجـئ ببقعـه وآسعه من الدمآء لطّخت له نقآء ثوبـه وبيضآه ..

بـ ذهـول بطيئ تقآربوآ حآجبيه محتده نظرآته بـ هلـع ينآظر سآعديه إللي مددهم قبآله مرتآع من لـون الـدم .... ومصـــدره !
من فوره إلتفت ورآه بعيون ثآقبـة النظـره الجزعـه على وضعهآ ممدده بلآ حول ولآ قوّه .. جروحهآ مو بس سطحيّه بكدمآت الوجـه والعنـق وجيب الصـدر مثل مآيشـوف ... فيه شيّ أكبـر وأعظــم ..
صآح بـ أمر صآرخ جَـزِع: لفيهـآ بـ العبآيـــه فــــــوراً

نآظرته حور البآكيـه وأمه المنهآره مغربه عيونهآ ترمش بتوآلي فآغره فمهآ الفتحه القصيره تشآهق أنفآسهآ المقطوعه في محآوله لسحب دفعآت هوآئيه لرئتيهآ المنكمشـه بآللحظـه اللي صآح فيهآ هو على حـور بآزغه عيونه: الـــدم دآ كلّـــه منيــــن ؟!!!!
مثل عُمـر .. هي وأمهآ , توسعّت عيونهـم بصدمـه توهم وتدآركوآ هيأته ولـون الدم إلأحمر إللي صبـغ بيآض ثوبـه , سريعاً ... تحولت أنظآرهم المذهوله للممدده من ورآه كمآ هيّ سآكنة الإنفعآل , غآئبـه عن الوعـي وعن الحيـآهـ ..

من فورهآ وبدهشـه , توّهآ وتذكـرت .. إرتفعت يدهآ لفمهآ المنفغر هآمسه: بتئـول إنهآ حآمـــل !
قآلتهآ بـ همس إتسعت من بعده عيونهآ مصدومه لآطمه خدهآ الأيمن بـ خِفّه مآثلت خِفّة نبرتهآ الغير مسموعه بعدم تصديق: رآئف ضربهآ وهيّآ حآمـل !!!!!
تكورت قبضتيه بـ غضب مآعآد فيه من القوّه شيّ لإحتمآله .. شُحـن عصبيّـه وإمتلى مقــت , فآض به الغضــب .. صآح بـ زمجـره صآرخـه طفحـت حقـد , شـرّ ... وكرآهه: لفيهـــآ بـ العبآيـــــــــه

تحآملت أمّه على نفسهآ وآقفه والدموع بعيونهآ سآئله بـ وهن خآفت مختلط بـ أنفآسهآ المشحوحه: ويـن بتــ ... روح !

....: بوديهـم المستشفــى وبعدين نتفآهــم
أوقفته حور بـ صوت مهزوز مُرتجف خآلطه بكآهآ بعدمآ تدفقت الدموع: عُمـــــر
رفع سبآبته اليمنى المُشنجـه بوجههآ رآمقهآ بـ نظرة وعيـد حآقده جحظت فيهآ عيونه لحـد مُرعب لآفض حلفه القآسـي من بين أسنآنه: وقسمــاً بـ آلله ليكـون حسآبــه معآيـآ عسيـــر رآئــــف الكلــــــب !


/
/


بـ المستشفى ..
إنتهى من تقطيب جروحهآ بقطع الخيط البلآسيكي المعقود بـ آخر الطرف لعينهآ اليمنى بـ حذر وقد إمتلآ وجهه بـ الإمتقآع مُتوعد بـ مصريّه: هئـدم فيه شكوى عنف وتعدّي
زفرت بيأس مغمضه عيونهآ بـ همّ معقبه: مش مستآهله يآعُمـر
....: نعـم ؟! يعني إيه مش فآهم ؟! إيه هو إللي مش مستآهله ؟!

أكمل بـ حموّ وإندفآع بعدمآ رمقته بنظره فآرغه إذ إن مآعندهآ جوآب أو تبرير لرد الفعل إللي كآن متسبب في كل مآطآلهآ ونآلهآ .. آثرت الصمت خآفضه رآسهآ بـ خيبة من سلبيّة ردّ فعلهآ هي وإللي بـ التأكيد إنهآ مخطئـه فيـه بـ حق نفسهآ أولاً قبل أي شيئ !

....: دي تآني مرّه يآحـور .. تآنـــي مـــرّه ! الأولى عـجز فيهآ إيدك إللي مبتئـدريش ترفعي بيهآ قلـم ولآ تكتبـي , دآ وإنتـي عُسـرى ولآ نآسيـه ؟! وحآلاً !!! بُصّـي لـ وشِّـك وشوفي نفسـك .. شوفي الغُرز .. عآرفه إنهآ هتسيب أثـر ! عآرفه إن فيه إحتمآل عينك اليمين دي تفضـل مسحوبه من آخرهآ كدآ ومئفـوله ؟! دآ تشـوّه .. وعـن عمـد .. يعني عآهه مستديمـه وللمرّه التآنيه .. غصـــب عنك يآحـور ومش بمـزآقك المرّه دي
....: رآئف طلئنـي يآعُمر .. طلئنـي للمرّه التآنيه
أعقب بـ تشديد قآسي وجآف: والأخيــره

أخفضت بصرهآ في إنكسآر لموقع تشآبك أصآبع يديهآ بوسط حجرهآ متألمـه ..
للحين مآهيب مستوعبه الوضع أو إللي صآر بـ مُجملـه !
وآقع إنهآ مطلقـه هآلمرّه مختلف تمآماً عن مرتّهآ الأولى .. تحسّ بثقـل جآثم على صدرهآ مآتدري سببه .. تحت هآلثقل فجـوّه وآسعــه فآرغـة إلآ من مشآعر سلبيّه .. مآتحسّ بـ الحُزن على نفسهآ إن كآن عجزاً بيدهآ أو تشوه بـ وجههآ .. مآتحسّ بـ عظم الحدث وإستفحآله كونهآ مُطلقـه .. مآتحس بـ الكُره تجآه المتسبب بكل هآلأشيآء .. مآتحس بـ نقـم , مآعندهآ أيّ نيّه بـ الشـرّ أو الإنتقآم أو رغبـه في إدفآعـه الثمـن .. إحسآسهآ الدآخلي بلآ قيمـه ولآ معنـى !

....: دآرين عآمله إيـه ؟!
....: في العمليّآت
بسرعه رفعت له رآسهآ مستقره عيونهآ الموسعه بنظرة تفآجئ لعيونه بآردة النظره بلآ معنى سآئله بـ تردد , التردد المتخوّف من الإجآبه: إيـه إللي حصلهآ ؟!
فرك بـ بنآن إبهآمه الأيمن مآبين حآجبيه خآفض بصره لعجلآت السرير الحديدي الممدده هي عليه مردف بـ ضيق مآقدر يخفيه لتبين نبرته محتـره , كلمآته مشتدّه سريعه ومتلآحقه: حآلتهآ صعبـه .. وإدآرة المستشفى طآلبه الشرطه للتحقيق

إتسعت عيونهآ بدهشـه غير مصدقه ليكمل وهو يمسح حول الغرز بوجههآ بقآيآ الدم المتخثر بـ المعقّم الطبّي وقد هدأ إنفعآل نبرته نسبياً مستحضر كآمل تركيزه حتى مآيصيبهآ بـ أيّ ألم غير متعمد منه إن لآمس جروحهآ: وآضح جداً الإعتدآء عليهآ ودآ الإجـرآء الطبيعـي ..
....: كآنت بتئـول إنهآ حآمـل
....: أجهضــت
بدهشـه إستنكآريّه وكـرد فعل عفوي رآفض , شهقت من فتحة فمهآ نفس سريع مصدومه دآرت من بعده عيونهآ يمنه ويسره بـ إحتدآد ليجيهآ صوته هآدئ النبره مكمل: تعرفي إن بسبب إللي حصل دآ إحتمآل متئدرش تحمـل تآنـي !

بـ تبآطئ أخذت عيونهآ بـ الإتسآع وفمهآ بـ الإنفغآر ليأكد لهآ بـ ملآمح خآئبه بعدمآ قوس فمه بـ أسف ثم أردف: كلّ الضرب كآن لـ بطنهآ وللرحـم .. كآن عآرف إنهآ حآمـل يآحـور .. يعنـي مُتعمّد يجهضهـآ .. أيّاً كآنت أسبآبه متوصلش لـ كدآ .. إيه مفيش عئـل يميّـز ؟! مفيش إنضبآط أعصآب مفيش تحكّم ! فعلاً إتأذت كتيـر .. مش بس الرحم إللي إحتمآل إنه حصل فيه ضمور كمان عظـم المنآخيـر عندهآ إتكسـر وحصلهآ نزيف دآخلـي .. هي فـ العمليّآت حآلاً وربنآ معآهآ .. وآحد زي دآ إزآي أآمـن على أختي معآه ؟ إزآي يآحـور ؟! ....... مستحيـل

بـ منتهى البرآءه والعفويّه والطفوله , سألت بعيون دميعـه مآفآرقتهآ الدهشه والذهول: هتعيـــش ؟!
لآشعورياً ورغماً عنه .. إنشد فمّه المطبق بـ إبتسآمه قصيره من عفويّة سؤآلهآ مـومئ لهآ رآسه إيجآباً بـ طمأنـه مُردف بـ نبره خفيضـه يظهر فيهآ المرآره , والحُـزن ... والإنهزآم ..
....: حآقآت كتيـر ميتـه فينآ يآحـور مع إننآ عآيشيـن !


/
/

/
/


نيويوركـ ..
عصـراً ..
كآن الوضع أكثر إختلآف .. وهدوء وإئتـلآف ..

ألصق رآحتيه لبعضهم فآركهم بـ حرآره مبتسم ليجية ضربه بـ وسط ظهره من ذآك إللي صآح مُبآرك بـ لكآعه وإستلعآن: أيآآلعريـــس مبـروك , تحمّل شـوّي هدّيلنآ نفسـك
رفع بوجهه قبضته كـ إشآره لـ رغبته في لكمه مطبق الفم بـ إبتسآمه بآللحظه إللي تدخل فيهآ الثآلث بـ شآميّه: لك إتركوآ الزلمه بـ حآلو , إتجوّز ومبسوط

ردّ بـ خليجيّه نآمّه عن أصله الكويتي: بلآ زلمه بلآ مو زلمـه .. تحتشى عدّل وقول الصج , ذآ يدري عن كل علوم الزوآج رآحت حلآته
....: لآ حبيبي الحلآوه مع يلي بيحبـو ألبك غير إللي عمّآ تئضيّآ معـو هيك
....: وآلله ؟ خلصتـوآ إنتو الإثنيـن ؟
....: ولك يآنجم افندي أنآ بِـ صفّـك
....: أكـل تبن إنت ويّآه صجيتونآ .. أنآ غلطآن محضّـر أشكآل مثل أشكآلكم عندي

تدخلت الرآبعه بـ لهجتهآ المصريه ضآحكه: وإنت يعنـي محضّرهم في بيتك ! يآرآجـل دنتآ قآيبنـآ الإستآد
....: هههه لك يسلملي تمّك , هآد كيف عمّآ بيفكر مآبعرف .. وإزآ حدآ لئطنـآ ونحنآ هـون بـ الإستآد ! شـو ؟!
طير عيونه مُتأفف , أخفضهآ لسآعة معصمه سآئلهآ بـ ضيق: ليـه إتأخـروآ ؟!!
....: هيّآ العروسـه , لآزم تدلل عليـك وتخليك تستنآهآ
....: دينــآ !

بوزت مُدعيّه الإستيآء من خزهآ وبـِ حـدّه لتعقب: إهدى صحيح شويـه مآلك مُنفعل كـدآ !
....: إنتي مو قلتي إنهآ جهـزت وإنتهت خلآص .. وين ! هآ ! صآرلنآ سآعه هنآ سآبقين وهي مآجت

توّهآ بترد عليـه إلآ وينفغر فمهآ مبتسمـه متحوّله عيونهآ من عليه مصوّبه لمآ ورآءهـ !
وتِبآعاً لـ نظرآتهآ إلتفت ورآءهـ ليفآجئ بـ نزولهآ من فوق المُدرجآت الخآليـه ..
تظهـر من بعيـد بـ فستآنهآ الأبيض رآفعته عن قدميهآ بيسرآهآ شآبكه ذرآعهآ الأيمن بـ ذرآع البديـن أصهـب الشعـر على يمينهآ مُرتدي بدلـه رسميّـه رمآديّة اللون بـ ربطـة عنـق كُحليّـه ..

من ورآءهم شآب نحيـل بـ بدله سودآء وقميص أبيض دون ربطـه .. لآحظ بمجرد نزولهم للأرض الخضرآء النديّه ودنوهـم الشيّ الأبيض إللي كآن ذآك ممسكـه وإللي إنخفض على ركبتيه لأجلـه ..!
ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً وهو يشوفهآ وذآك على وضعه وآقف على ركبته اليمنى فقط مآد لهآ – حذآءهآ – الأبيض وبنفسـه مُلبسـه لهآ !
رص على أسنآنه بآلقوّه غآضب لآفظ إسمـه بـ مقـت شديـد مغتآظ " ننننننننــــــــوآآآ "

غيظـه وإستفزآزه المُثآر لأقصى حدّ إللي تبددوآ تمآماً وكأن شيئاً لم يكـن بمجرد وقوفهآ أمآمه مبآشرةً مآئله برآسهآ يمنه بتعبير شقّـي مُشآكس مُطبقة الفمّ الصغير المبتسـم !

تبدلت تمآماً عن آخر إسبوع إنقطع فيه عن زيآتهآ اليوميّه ملآزماً لهآ طوآل فترة مرضهآ إللي دآمت قرآبة الخمسطآش يـوم .. إبتدآءاً من أول – مآرس – إلى منتصفـه , السبب إللي على إثره تمّ تأجيل حفلتهم المتوآضعه لـ أول يوم من – ابريـل - !

تملكـه الإنبهآر من هيأتهآ الفآتنـه وجمآلهآ اللآفـت ..
حوّلتهآ دينآ تمآماً للشكـل إللي هو يفضّـل .. قآصده الإطآحه بـه للهلآك !

فستآنهآ أبيض اللون هآدئ التصميـم , نآعم ورقيـق بـ قصة Sheath دون حمآلآت كتف رآفعه , الشيّ إللي كشف عن مسآحه وآسعه من جيب صدرهآ .. يظهـر تبدّل لونهآ .. إكتسبت بشرتهآ سُمره بلون البرونزآج اللآمـع إللي عآكس لون فستآنهآ ليظهرهآ بـ هيئـه مكتملـة الصخـب والفتنـه ...
يبرق حول عنقهآ الرفيع سلسآله المزدوج لآمعـه نجمتـه فوق صدرهآ موضع النبض بـ آخر حلقهآ ...
وآرت سآعديهآ بـ معـصميـن من الدآنتيـل الشفّآف الُمطرز .. إبتدآءاً من المعصم على إمتدآد السآعد وصولاً للمرفقيـن ..

وكأنه إستشف السبب من ورآءه ورغبتهآ في مُدآرآة الحروق بآلغة الأثر المحفوره بـ بآطن سآعديهـآ ! وإن كآنت مكشوفـه مآكآنت لـ تنقص من فتنتهآ مثقآل ذرّه ...
بيسرآهآ عدد محدود من الورد مشمشـيّ اللون بـ وريقآت خضرآء دآكنه وفروع طويلـه .. كآنوآ خمـس ..

ضآقت عيونه لوهلـه يربط فيهآ مآبين الأجزآء المُبعثـره !
توّه بـ بكرة الصبآح صآح مُنزعج ممتقع الوجـه .. مآلقـت دينآ إلآ ربطـة العنق المخيسه هذي بلونها الخآيس هذآ !
اللـون المشمشـي !
الحين تدآرك السبب , لون ليـلآه المُفضـل .. ولون وردآتهآ الخمـس .. هو ذآته لون ربطـة عنـقه !

إمتلآ صدره بـ نفس هآدئ , سكنـت نفسـه وإطمأنت .. بعيونهآ البريئـه اللآمعـه رآحتـه والسكـون ..

مكيآجهآ هآدئ جداً غير متكلف يكآد يكون غير مرئي ..
وجنتيهآ السمرآء لآمعه بـ بلآشر ورديّ اللون بآهت مآثل لون شفتيهآ اللآمعه ..
رموشهآ كثيفـه طبيعيـه , عيونهآ عسليّـه مُحدده بـ كُحـل أخضـر دآخل العيـن ... وفقـــط !
إزدآدت كثآفة شعرهآ دآكن اللون إللي تمّ على طبيعته دون صبـغ لكن يظهـر إنه عمداً أخذ شكـل قصّه جديده وإللي كآنت مشآبهه لقصـة شعـر – حنآن تُرك , بـ فيلم " حُبّ البنآت " - ..... إجمآلاً كآنت تشبههآ ولـ حدّ كبيـر ...
فوق رآسهآ تآج نآعم من اللآلـئ والورود صغيرة الحجم رقيقة الشكل مختلطة اللونين ...., بيضآء ومشمشيّـه ... دون طرحـه ..

تعلقت عليهآ أنظآر الحضـور ..
وإللي كآنوآ قِلّـه وجميعاً كآنوآ تِبآعاً لـه .. أصدقآءه المقربيّن وإللي كآنوآ جميعاً من العرب .. وزملآء العمـل ... يقرب عددهم مجملاً لـ الثمآنيـه ..
كآنت هي وحدهآ برفقـة جوزيـف .. ونـوآ !

إلتفتت لـ جوزيف مبتسمه ليبآدلهآ الإبتسآمه وإللي كآنت لذآت المغزى المتسبب فيهآ نجـم وبلآهة شكلـه .. فآهـي تحت تأثيـرهآ فتنتهـآ إللي أحسهآ ودوناً عن الكل بآلغـة التكلّف صآخبـه .. قلبـه ضعيف .. مآيقـوى !

فكت ذرآعهآ من جوزيف مقتربه تجآهه ودون سآبق إنذآر .. رفعت ذرآعيهآ حول عنقـه .. ضآمتـه !
بـ حمآسه وتشجيـع تعآلت أصوآت التصفيق والتصفيـر وكذلك الضحكآت ..
إنتشلـه صخب الصوت من شروده مخصرهآ بـ مسكة يديه الوآهنه مُبعدهآ عنه متأملهآ لـ لحظآت قبل مآيُردف بـ فتور شآحب النبره مأخوذ بـ الدهشه: شكلك متغيــر !
....: للأحســن ؟!

إنخفض بصره مصوب تمآماً لصدرهآ وبمنتهى الجُرأه , سأل بـ عقدة حآجبين: من وين طلع هآلصدر !
إتسعت عيونهآ بصدمـه تلفتت من بعدهآ يمنه ويسره متخوّفه سمآع أحد غيرهآ هآلحمآقه إللي أردف بهآ !
رمقته بـ كُره رآصه على أسنآنهآ ليبين صوتهآ مخنوق: وش أسئلتك الغبيه هذي !
تقدمت دينآ لـ جوزيف مُرحِبّه به هو وإللي رآفقه ليرد جوزيف تحيتهآ مقدم لـها التعريف بـ نـوآ على انه صديق لهـم أردف من بعده بـ تقديمهآ هي لـ نوآ ..
يظهـر إستلطآف وحميميّـه بآلغـه بـ المقآبلـه من قِبل دينـآ .. شخصيّه لطيفـه عفويّـه .. غير مُتكلفـه ولهآ قدره عجيبه على بعث الرآحه وإزآلة التكلّف !

على مقربه منهم كآنوآ ثنينهم على وضعهم , متفحصّهآ بـ تدقيق جريئ خآدش وهي ترمقه بـ حِدّه وإحتقآر !
....: أحد يشوف عروسته ويسألهآ أول شيّ عن صدرهآ !
....: إنتي تكلمي فوراً هآلصدر من وين طلع ؟! أعرفك فـلآت .. عـدم .. nothing .. مآعندك شيّ والحين وش كبره !

طيرت عيونهآ مستغفره , أردفت بـ إمتعآض: لآ يآحبيبي من زمآن وأنآ عندي صدر ملآبسي هي إللي فضفآضه مآتبيّن .. والحين شكله أكبر لأن فيه شيّ إسمـه ......... بــرآ , بوش أب .. هي إللي ترفع الصدر كذآ ويظهر بآرز .. والحين شيل عينك عن صدري وبلآش قلة أدب
....: يعني هآلصدر طبيعي أكيـد ؟
....: أستغفرك يــآرب وأتوووب إليك
....: هههه ياحبيبي أبي أتطمـن بس
....: تطمن على ايش ان شالله ؟ يآ إنك جلـف يآخي , خربت علي .. مآتوقعت أول شيّ تقوله إذآ شفتني هو هآلكلآم الزفت .. آلله يآخذك يآنجم
جذبهآ تجآهه غآرز أنآمله بـ جآنبي وسطهآ بآسم: يآقلب نجـم

....: أووووووووهــــ

كآنت جمآعيّه حمآسيّـه بآلتزآمن مع كلمة نـجم لـ ليلآ وفتـح دينـآ لـ أول زجآجـة شآمبآنيـآ فآرت بيدهآ بعدمآ رجتهآ وطآر غطاها محدث اولاً صوت طرقعه مسموعه وسط صيحآت حمآسيّه مُتعآليـه ..
إبتسم لهآ مُنبّـه بـ تشديد: U are allowed to have only one glass
( مسموح لكِ فقـط بـ كأس وآحــد )


/
/



كآنت مُدّة الـ رُبع سآعه إنتظرهآ مترقباً بعد إنتهآء دوآمـه لحيـن مُغآدرة أهلهآ وإنصرآفهـم ..
بـ العنآيه المُركـزّه .. سُمِـح لـ فرد وآحد من عآئلتهآ بـ الدخول عليهآ ... كآن أبوهـآ ..

وجوده بـ القسم من المستشفى والغير خآص فيه وحده كفيل بـ إثآرة الشكوك حول أمـره !
عِنآداً وإستكبآراً على حكم عقلـه وطوعاً لأمر قلبـه .. أقفل البآب من ورآءه مبتلع ريقـه خآطي خطوآته المُتردده صوب سريرهآ ..

مُمدده بـ سلآم وفي أمآن غآئبـه عن وعيهآ تحت تأثير المُخدّر المُسكِّن ..
يومهآ كآن حآفـل , وعلى الأغلب إنه يوم للذكـرى .... المأسآويّـه ..
وضعه كآن متدهور , على شفى الهلآك ..
خضعت لـعملية إجهآضهآ وعملية ردّ عظم أنفهآ ووقف النزيف الدآخلـي من أعلآهآ برأسهآ ومن أسفلهآ بـ رَحِمهـآ ...

وُضعت فـ العنآيـه لحين تجآوزهآ الـ أربعه وعشرين سآعه بـ وضع مُستقـر منضبـط ...
وجههآ مُتورم , كدمآته زرقآء بنفسجيّـه ونتيجـة لبيآض بشرتهآ الشديد وضحت عروقهآ الدمويّه الحمرآء الدقيقه بين كدمآتهآ المُتسعّـه ..
شعرهآ مغطـى بـ البونيه الطبي وكذلك جسدهآ بـ اللبآس الطبّي المعتآد أخضر اللون ...
شهـق بـ عمـق وزفـر بـ حرآره ...
تسآرعت نبضآته .. يكآد قلبـه ينفجـر ..
إمتلت رئتيـه بـ الهوآء , إنتفـخ صـدره وإرتفـع ..

برآحته اليمنى لثـم فمه سآحب عليه متحسس بيسرآه جآنب عنقه الأيسر .. إعترآه التشتت والإضطرآب ..
في صرآع لحظـي مآبين إحسآس مُرآهق لإطفآء رغبـه جآمحـه بملآمستهآ سطحياً ومآبين تعنيـف رجل نآضـج من الإنقيآد لمجرد الإستمآع لذآك الصوت الجآمح ..
كآنت بـ النسبه لـ إلحآح المُرآهق بدآخله فرصته الوحيـده , الأولى والأخيـره ..
قدّر وبلمحة بصـر يستفحـل هآلشعور غآلب صوت العقل والمنطـق , غآلب حُكم الإبآحـه والإجـآزه والشرعيّه .. ضآرب بمآ يجب ومآلآ يجـب عـرض أضخـم حآئـط ..

فقد تركيزه وغآب عن وعيه .. ترآخوآ جفنيـه وبـ ضعـف أُسدلوآ على عيونه لتبين وكأنهآ نآعسـه .. مأسورة النظـره مسحـوره بقدر جآذبيتهآ الهآئلـه وإن كآنت بـ أسوء حآلآتهآ من عيونهآ المتورمّه المغمضـه لـ أنفهآ الدقيق المُغلّف بـ الشآش الطبي أبيض اللون , وجنتيهآ البيضآء المُشربّه بـ حُمره أعلى الخديّن .. شفتيهآ المكتنـزه وإللي إنحصر فيهم وحدهم نـصف الجمآل ..

تملكتـه الدهشـه , كمّ هآئل من الجمآل الصآرخ الصآخب , همس بـ خفـوت مُنبهر: يـ آلله !
كوّر قبضتيه مقفل عيونه بآلقوّه ذآكراً بـ قلبه " أعوذ بك يآربي من مُثيرآت الفتـن "
توّ مآفتح عيونه وإستقرت على أعظم فِتنـه بشريـه تدآركتهآ عينـه إلآ ولفظ بآلذكـر: سبحـــآن آلله !
أحس وكأنه رغماً عنـه مٌقيّـد , كلّ مآفيّـه مُشنّـج مُصلّب مُنقبض .. ممتلـئ ومنتفـخ ...... على وشـك الإنفجآر !
إمتدت يده بـ تمـرد جآمـح , رآغبـه فقـط في مُلآمسه سطحيّـه علّهآ تُفـرغ كبتـه وتُحّـررّ قيـده ...



بـ إرتبآك مُرتآع .... إبتعدت يمنآه المرتجفه قبل مآتمتد لبشرتهآ ملآمسه وجنتهآ مُلتفت وبسرعه للبآب من ورآه بعيون موسعـه ذعر وإرتعآب ...
البآب من خلفه مغلـق والغرفـه خآليـه إلآ من وجودهـ وهي بعدهآ نآئمـه مُغيبّـه ..
إبتلع ريقه خآفض أنظآره المذعوره للأرض .. لثوآني إستشعر من بعدهآ المتسبب في إجفآلـه وإللي مآكآن إللي حركة جوآله المُهتز بـ جيب بنطلونه الجينز بيـج اللون ..

إحتدت ملآمحه لـ وجوم من بعد شحوب مبآعد مآبين شقي مئزره الأبيض رآفع جوآله الصامت المهتز ..
تأمل الرقم للحظآت إنتهوآ فيهم الإتصآل ليطبق هو فمـه بـ أسـى ..
أخفض يده الممسكه بـ الجوّآل رآمقهآ بـ نظره أخيره كآنت النظره المحُبطـه يظهـر فيهآ من الإنجذآب والإندفآع واللوعـه الشيّ الكثيـر ..

من فوره ولّآهآ ظهره عمداً متسآرعه خطوآته هروباً خآرج الغرفه سآحب على جوآله طلباً للرقم في محآوله لإخرآج نفسـه من قيد تفكيره بهآ ولإنعآش مخيلتـه المأسوره بشأنهآ ولوضعهآ حآلياً .... ولمآ سوف يكـون !

....: نجـــم ! , إي معليـش كنت عند مريـض , بخير الحمدلله كيفك إنت , آلحمدلله .. يستآهل الحمد , أبآرك على إيــش ؟! , إيــــــــــش !!!

سحب على كآمل وجهه رآفع بصره لمآ فوق مستغفـر .. سبحآن مقلّب الأحوآل .. بـ الصبآح يجيه خبر طلآق أختـه وبـ المسآ خبر زوآج أخـوه !

أردف بـ هدوء يظهر فيه كبت الإنفعآل معقب بـ اقتضآب: مبـروك يآخوك .. آلله يتمم لك بـ الخيـر , وش به صوتي يعني ! لآ مآفيه شيّ , تطمن أمك بخير بس لآتكلمهآ , نجـــم قلت لك لآتكلمهــآ , إيه لآتكلمهآ .. إنت تدري عدل موقفهآ من زوآجك وللحين على وضعهآ ومآهيب متقبله الفكره من أسآسهآ شلون إن درت أنهآ صآرت فعلاً وآقع مو مجرد فكره وأختك حوريه عندهآ لأنهآ تعبآنه شويّ فـ لاتفكر بعد تكلم حـور , إنت صآحــــي ! وش إللي تبيه بـ الضبط ! تبي تقهرهآ يعنـي ! تبي تذبحهآ بـ أخبآرك السعيده ! أبشرك مآهيب سعيده لأمك أبـدّ .. نجم هذآني حذرتـك وعلمتك إن أمّك تعبآنه صآر لهآ يومين رآقده بـ الفرآش ضغطهآ جآيب آخره فـ تكفى لآتزيد الطين بله وتكلمهآ .. لآتكلمهآ لين أنآ أعلمك .. فآهــم ! , كلمت أبوي !! متى ذآ الكلآم ؟! , من شوي ! أهآ .. وإيش قآل ! , هــه طبعاً لآزم يبآرك لإبنه تلقآه بعد مفتخر فيك .. ذآك الشبل من ذآك الأسد , إيه منقهر ومحتر من سوآيآك .. يآخي إرضي أمّك إنت لمتى بتعيش على ذآ الوضع مستهتر مآيهمّك إلآ نفسـك ! , خلآص خلآص أنآ أقول أقفل معك الحين ضآيق صدري ومآبي أكدرك يآلعريــس روح إنبسـط ومآيحتآج أوصيّك ترفع رآسنآ هآلشيّ أكيد مآهوب جديد عليك , ههههه إي إنشآلله بـ يومي بجيك تعلمني شسوي يآلمحترف ههههه , يآخي آلله يهديـك , خذ بآلك من البنيّـه ورآعيهآ .. ذي زوجتك على إسمك يآنجم مو وحده من إيآهـم , إن شآلله .. إن شآلله , لآ تشغل بآلك على إللي هنـي كلهم بخيـر تطمّـن , إن شآلله , مع السلآمـه .. فـمآن آلله ... مع السلآمـه .. سلآم ..


أخفض جوآله مآسح بـ وسطآه اليسرى والسبآبه مضمومتين مآبين حآجبيه بآلقوّه زآفر بـ إحبـآط .. زآدت عليه الأعبآء وإمتلـى .. ثقـل الهم بـ صدره وإكتفـى .. يحس بـ الخنقـه .. كذب ومآيدري هل إنه تصرف حكيم أو خآطـئ .. مدآرآة موضوع كبير مثل إصآبة أخته وطلآقهآ وتردّي حآلـة أمّـه أو إنه وآجب عليه يعلمـه كونه وآحد من أفرآد الأسره ووآجب عليه تحمل جزء من المسئوليـه !
مآطآوعه قلبـه يكدّر عليه سعآدته بيوم زوآجـه .. وآضح من صوته الفرحـه والإبتهآج .. شلون يوآجهه بمثل هآلأخبآر !

نجم من يومه مُندفع بـ قرآرآته سريـع التنفيذ دون تفكير أو تردد , من بكت له حوريـه سآبقاً مُتشكيّه بـ مكآلمه هآتفيـه رآفضه الإرتبآط بـ رآئف من فوره لمّ أغرآضه وقطع أول تذكرة سفـر رآد للسعوديّه من بعد غُربـة ثمآن سنوآت متوآصلـه دون زيآره وآحده !
عجز عن مجرد التخيل في ردّ فعل نجم على إللي صآب حور إبتدآءاً من كسر يدهآ وتعجيزهآ وصولاً لـ تشويه فتنـة وجههآ ثم طلآقهـآ ! وللمرّه الثآنيـه !

موآزين كثيره بتنقلـب , نجم غير حكيم في تصرفآتـه .. ويظهـر إن مع رآئـف مآيمشـي إلآ هآلنجــم !
زفر من فمه المضموم رآفع عيونه لمآ فوق إستجدآءاً للثبآت .. وللقـوّه .. وللحكمـــه !



/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 01:55 PM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أقلقهآ وقوفه المطوّل مُستند بـ ظآهر سآعديّه لـ سور العبّآره السآبحه في ميآه جزيرة استيتـن ينآظر الأفـق سآرح بعدمآ أنهى مكآلمته الأخيره وإللي كآنت من المفترض تكون لـ أهلـه !

وكأنهآ فهمـت هآلملآمح بوجهه وسكوتـه وكذلك عدم منآدآته لهآ تكلّم أهلـه مثلمآ فعل مع خويّآه الثـلآث !
وقفت عن مكآنهآ رآفعه فستآنهآ عن قدميهآ وعيون الجميع معلقّه عليهآ بـ إبتسآمه مُتسِعـه كونهآ عروس بينهـم بفستآنهآ الأبيض ..
وكـ إبتسآمة مجآمله شدت فمهآ المطبق لهم بـ إيمآءة رآس خفيفه صآده عنهم متوجهه له بخطوآت هآدئه وقفت ورآء ظهره العريض على جآنبه الأيسر عآفطه جآكيت بدلته الأسود الرسمـي من المرفق بـ شدّ خفيف قآصده تنبيهه لوجودهآ هآمسه: نجــــم !

من فوره إلتفت لهآ ومآسرع مآحلّت إبتسآمه بآهته بوجهه من بعد وجوم ..
شبكت ذرآعه الأيمن بذرآعه الأيسر متعلقه فيه مسنده رآسهآ على جآنب ذرآعه ..
برغم إردآئهآ للكعب العآلي إلآ إنهآ مآزآلت عآجزه عن ممآثلة طولـه والوصول وإن كآن لـ لوح كتفـه !
لفظت بـ صوت خفيض هآدئ ممتد بصرهآ للمياه الهآدئـه من أمآمهآ والمنعكس عليهآ إضآءة العبّآره المتحركـه مكسبهآ منظـر جمآلي بديـع ..

....: تضآيقت من مكآلمتك لأهلـك صـح !
....: وإشمعنـى !
....: عشآن مآعطيتني أكلمهم زي مآكلمت آدم ووآئل ورآمـز .. وعشآن وجهـك منقلب , وآضح إنك تضآيقت
....: مآتضآيقت
....: أهلك مو رآضيين عن زوآجك ؟! ولآ رآضيين فيني كمآن صـح ؟!
فكّ ذرآعه من ذرآعهآ رآفع يديه للوحي كتفيهآ جآبرهآ على التحرك لتصير مقآبله له بدلاً من مجآورته سآند ظهرهآ لـ السور الحديدي للعبّآره وهو مقآبل لهآ بـ وجهه ..

شدد من مسكته لكتفيهآ ثآبته عيونه بـ عيونها مُردف بـ جديّه: لو كل العآلم مآيبونك يآليـلآ .... أنآ أبيـك , إيـه أمي مآهيب رآضيه عن هآلزوآج بس مصيرهآ ترضـى أمي مآهيب قآسيه .. أبوي بآركنـي , وعُمـر أخوي الكبير بعـد .. مآبقى إلآ حوريّه أختي مآعرفت أكلمهآ لأنهآ مع أمـي
....: طيب ليش أحسّك متضآيق !

أبعد يديه عن كتفيهآ عآض شفته السفلى زآفر بعدم رآحه ينآظر الشجيرآت على طرف الميآه: حآس في شيّ غـريب .. أبوي وعُمـر , صوتهم مآهوب مريحنـي وبعـد رآمـز حسيته متوتر , مو هذآ رآمز خويي إللي أعرفـه .. فيه شيّ غلـط
....: مو لمآ سألت رآمز شفيه متوتر كذآ قآل إنك فآجئته بـ زوآجك
....: لآآ أنآ حآس إن فيه شيّ .. وخصوصاً مع رآمز لأنه خبل ويبين عليـه , مآيعرف يكذب ولآ يدآري .. كآن متوتر .. وبعدين هم يدرون من قبل إني تزوجتك أصلاً
....: بس مآيدرون إن حفلتنآ كآنت اليوم , وشكلك بـ الفورمـآل أصلاً غريب حتى أنآ تفآجئت
ضآقت عيونه عآقد حآجبيه بـ إبتسآمه حسيّه سآئل: حلو يعني الفورمآل علي ؟!
شدت شقي جآكيته على بعضهم بصرهآ مصوب تمآماً لمنتصف صدره مبتسمه: أيـوآ حلـو
خصرّهآ بيديه مآئل عليهآ حدّ التلآصق هآمس: وآلله إنتَ إللي حلـو

أشآحت عنه بوجهه عآضه شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه خجله دقّت صدره بقبضة يمنآهآ ليرد هو جآبر وجههآ للإلتفآت له بيده اليمنى الممسكه بـ فكّهآ السفلي مُردف: ليلآ إنتي ليش حلـوه كذآ ؟!
ذآبحهآ الحيّآ خآنق صوتهآ إللي تشحرج بآلحيل تلفظ كلمآتهآ وينسمع صوتهآ: وإنت كمآن حلـو
....: إي دآري , من زمآن وأنآ حلو بس إنتي أول مره تكونين حلـوه هههه
شهقت من خشمهآ محتره دآفته من صدره رآمقته بـ إحتقآر: جلف جلف جلف .. يآشين الثقه الزآيده
إرتفع حآجبه الأيسر غروراً رآد بـ ثقه: على حـق

تجعد وجههآ إستخفآفاً صآده عنه بوجههآ ومآسرع مآردت تنظآره بعدمآ تلألأت فكرة الإطآحه بغروره والطعـن في وسآمته المفرطـه بـ التنقيـص ..
ومن وين يجي التنقيـص إلآ إذآ تمت المقآرنـه !
تكتفت رآفعه حآجبه بـ ثقـه مردفه: بشويش على نفسـك بس .. إيه أول كنت أشوفك أحلآ وآحد لحد مآشفت أصحآبك اليوم .. آآخ يآحسآفه علي وعلي حظـي
إرتفع حآجبه الأيسر بـ حِده وقسوه .. مستنكر , سآئل بـ برود: ليش إنشآلله شفيـه حظـك سِـت ليلآ ليكون مو عآجبك ؟
رمقته بـ إزدراء رآده: بعد إللي شفته اليوم ! إيه مو عآجبني .. وش به حظـي ؟ حظ ردي

إرتفعوآ حآجبيه دهشـه لترد هي مكمله والإستيآء بوجههآ متحسره: رآمز إبن خآلتك أحلآ منّـك .. مره مره حلـو وإنت تقول إنه بعد من الأثرياء .. شآب حلـو وغنـي , هذآ حلم كلّ فتآه .. – ردت مقلبه عيونه بـ إحتقآر له مكمله – ولك عين تسألني وش به حظي إللي طيحنـي فيك !
....: مآديّــه
رفعت سبآبتهآ بوجهه مُحذّره: هيه إنت لآتغلـط .. مو كل شيّ المآديآت .. إي مآعليه مو شرط رآمز الوسيم الغنـي .. فيـه وآئـل الخجول الرومآنسي – رفعت عيونهآ للسمآ يديهآ فوق صدرهآ متمنيّه – آآآآخ عوّر قلبـي حيآه وخجلـه ... رومآنسيته تذبح ذبـح

تجعد أنفه بـ اشمئزآز لطريقتهآ التعبيريّه في التمثيل عن التمنى سآئل بـ إستخفآف هآزئ: يعجبك ذآ السحّـآي البلشـه ؟ آدم يقول عنه بنت بنـوت .. وبعدين تعآلي هنآ .. شدرآك إنه رومآنسي سِت ليلآ !
طيرت عيونهآ سآفهه بـ لوية فمّ مجآوبه: متزوج بنت عمّه هذي إللي تشبه الهنديآت يآحلوهآ مــــــــع إنهــــــآ .. ركز مظبوط .. مع إنهآ معآقـه .. ايش فيه تضحيـه أكثر من كذآ .. هذآ الحُبّ ولآ بلآش – تحسست وجنتيهآ مغمضه عيونهآ هآزه رآسهآ بآلقوه مكمله – آآآآخ يآزينـه وآئــل حبيته حبيته إحسآسه مُرهـف وحنـوون يآحظهآ فيـه زوجته

أطبق فمـه منقهـر , خلآص وصلت معه .. بـ الأول تتغزل بـ رآمز والحين وآئل ..
أعقب بـ برود جآهد في إجترآره من بين غيظـه: أصلاً وآئل ذآ أقصر منك إنتي يآلقزمـه .. يجي عند أكوآعـي
إنعفس وجههآ مرتفع خشمهآ بـ تجعيدة إستنكآر هآمسه: سخيييييف
تحرّك لسآنه ببآطن فمّه الحركه إللي أبرزت خديّه هآز رآسه إيجآباً بـ نفآذ صبر: هـآآ . ومين بعـد أعجبـك .. آدم .. مآتبين تقولين شيّ عن ذآ الصينـي بعـد
أرجعت رآسهآ للخلف بتصفيقـه يدّ مبتسمه: أوهــوووه آدم هذآ حبيبـي من زمـآن .. وأظنـك تذكر ! – قآلت الأخيره برفع حآجبين مُدعيّه البرآءه –
قولهآ وفعلهآ إللي أثآر جنونه , قدرت توصله لأقصى مرآحل الإستفزآز بوضعه موضع المقآرنه مع خويّآه إللي جميعهم بنظرهآ فآقـوه لينحطّ هو للمنزلـه الأخيره ومآدون ..

أطبق قبضته على ذرآعهآ الأيسر معتصره جآذبهآ وبقوّه خآفض لهآ رآسه بآزغه عيونه يتطآق منهم الشرر لآفظ من بين أسنآنه: رآمز ووآئل وآدم هــآ !
تمآسكت قبل أن تنهآر ضآحكـه .. إستمرت بتمثيلهآ مُدعيّه اللآمبآلآه وإن كآنت خوفاً منه من بعد إثآرته المتعمّده ..
إلتوى فمهآ بـ ضيق رآده بـ برود وكأنهآ تقط الكلآم مُبطن: كلمـة الحق دآيم تزعـل
فك ذرآعهآ شآد على شعره من منتصف الرأس وبآلقوّه , ثآئر غيـظ ومهتآج غيـره ..
أعقب بـ صوت مخنوق يبين فيه كبت إنفعآله: أصلاً مآفي وجه مقآرنه بيني وبينهم كلهـم

إرتفعوآ حآجبيهآ إعجآباً بـ ثقته المفرطه مقرره زيآدة الجرعه إذ إن هذآ النجم شكله هو إللي مو نآوي يجيبهآ لـ برّ .. أو هـي إللي على الأرجح إللي مو نآويه تجيبهآ لـ برّ ..
سألت بـ برود: عشــآن ؟!

زفره بقوّه من فتحتي خشمه إللي إتسعوآ غضباً وقهراً رآد: رآمز ذآ الأهبل إللي مآيعرف ينطق كلمتين عدله .. وغير العربي مآيدل شيّ , شوفيني أنآ خمس لغآت أتكلم
طيرت عيونهآ هآزه رآسهآ نفياً هآزئه: وش ذآ السخآفـه ! نجم إنت مره سخيـف .. تعيب فـ الولـد عشآن تثبت كفآئتك .. أقولك زي مآتقول إنت ؟ إذلف بـس , إيه وعلى فكره يآحق الخمس لغآت إنت إللي مآيتكلمهم هو .. رآمز بـ فلوسه يقدر يجيب خمس مترجمين لهآللغآت وإهم يتكلمون بدآله وإهو جآلس متكيّف ورجل على رجـل .. آوكـي ؟

....: كلكم يآلحريم صنف وآحد
ربتت على كتفه بـ موآسآه مآزآدته إلآ إستفزآزاً: طيب لآتزعل خلآص نصيبي معك وبحآول أرضى فيك .. U R not bad that much
( أنت لست سيئ لهذآ الحـدّ )
إرتفعوآ حآجبيه دهشـه قآصد يلفظ إستنكآراً – وآلله ! –
رفعت كتوفهآ بهزه سريعه مقوسه فمهآ رآده بـ برود: أهـآ

هز رآسه ايجاباً مرآت متوآليه مطبق الفمّ .. يظهر من هيأته التوعـد .. نآوي لهآ على نيّـه ....... مُبطنـه ..
توّهآ تستوعب إنه مو من صآلحهآ أبدّ تستفزه بيوم مصيري يجمعهم ولأول مرّه سويّـه منفرديـن !
تدآركت حجم غبآءهآ وغلطتهآ الفآدحـه .. من فورهآ قررت تصيح الموقف او – ترقيعه - !
بـ خفه مآزحه ضربته من الكتف ضآحكه: هههه يآخي أمزح معآك .. إنت أحلآ وآحد في أصحآبك يآنجم .. تعرف إني مو مآديّه بس إنت استفزيتني لمآ تكلمت كذآ عن رآمز , يآخي مو لآزم تعيب فـ الآدمي عشآن تبين إنك وآآآو سوبـر .. أنآ أحسن منـو .. أف منك , ووآئل كمآن .. شدخل تقول إنه قصير ع أسآس كذآ يعني وع طلع قصير يآآآي .. ولآ تقول عن آدم مره ثآنيه إنو صينـي .. آوكـي ؟

....: أنآ إبن كلب أسآساً خليتك تشوفينهـم .. قولي عني مره إن عدتهآ مره ثآنيه
....: هههه يآذ الكلمه إللي نآشب فيهآ .. يآحبيبي إهدآ مآرح أقول عنك مـره ههههه
....: ليـــلآ !
قآلهآ بـ نظره حآده قآسيه ونبره جآفه متوعـده آمرهآ تبتلع لسآنهآ قآصره الشـرّ لتقرر هي فعلاً قصـره بوقفتهآ على أطرآفهآ رآفهه ذرآعيهآ إللي حآوطوآ عنقه مرتميه على صدره: U are ma shiny Star
( أنت نجمـي اللآمــع )
عند هآلحركه تعآلت أصوآت التصفيق والتصفير من المتوآجدين ...
إتسع فمهآ هي بـ إبتسآمه في حين أطبق هو فمه مغتآظ ..

غرز أنآمله بـ جسدهآ من جآنبي وسطهآ لآفظ يمينـه من بين أسنآنه متوعـد: يمين بآلله لأندمــك اليـوم يآليـلآ .........


/
/


إلتفت لهآ والإبتسآمه بوجهه بعدمآ أوصل جوآله بـ الشآحن تآركه على طآوله رخآمية القآعده بـ أربعة أرجل خشبيه مُذهبة اللون خلفيتهآ مرآيه .. وبمرد إستقرآر أنظآره عليهآ إلآ وتقآربوآ حآجبيه إستغرآباً لهيتهآ !
يظهـر الإمتقآع بوجههآ مطبقة الفم الملتوي يمنه إمتعآضاً رآفعه حآجبهآ الأيمن إستنكآراً مكتفة السآعدين رجلهآ اليمنى تتقدم اليسرى ضآربه الأرض بهزآت سريعه متتآبعه يظهر فيهآ الكدر ونفآذ الصبـر !

مرر عيونه منتفخة الجفون المزدوجه على كآملهآ بـ فمّ مقوس سآئلهآ مستفهم: شفيــك !
....: وآلله ! يعننك مو دآري ؟
دآرت عيونه يمنه ويسرى مآط شفته اليسرى المقوسه بـ تفكير أعقب من خلآله بـ فتور: مـدري !!!
....: وش قصتهآ سِـت ليـلآ هذي بعـد ؟
ثبتت عيونه لوهله بـ دهشـه مُتسعـه عيونه رآفع حآجبيه مآط للأمآم رقبته !
رفعت سبآبتهآ بوجهه غآضبه: لآتسويلي فيهآ نفسـك متفآجئ كنك مآتدري
أغلق عينه اليمنى رآفع حآجبه الأيسر بـ لؤم مُردف: شآم ريحـة غيـره !

قلّبت عيونهآ فآتحه فمهآ لآخره إدعآءاً لإستثآرتهآ القيئ ليرد هو ضآحك: ههههه ليش شفيهآ ليلآ ؟ البنـت عسـل ولا لك كلآم ثآني !
أطبقت فمهآ بآلقوّه خآزته بنظرآت الوعيد والتهديـد بآللحظه إللي تجآهلهآ هو نآقل عيونه بين أسطـل البويـه والدهآنآت بـ صآلة شقتهم الجديده الفآرغـه: وإنتهينآ أخيراً من الدهآن , حشى شهـر بكبره ضآع في الدهآنآت
....: هيه إنــت , لآتتهـّرب نآظرنـي

بسرعه إلتفت لهآ فآغر فمه وكنه مآسمع .. تمثيلاً
إدعآءاً للبلآهه سأل: هــآه !!
أعصآبهآ على وشك الإنفلآت .. يمآرس عليهآ طقوس الإستفزآز وهي شيّ من ضمن موآهبه الإحترآفيه المتعدده .. كآن إحترآفه للبرود وإثآرة الإستفزآز هو متصدر القآئمه .. سألت من بين أسنآنهآ: وش قصتهـآ ليـلآ هـذي ؟!
قوس فمه ببديهيه رآد بلآمبآلآه: صديقـه
ضآقت عيونهآ بـ حقد معقبه بـ استهزآء: وش ذي الصدآقه إن شآلله وهي زوجة خويّك ! مآشآلله دآقين ميآنه مع بعض

صفق بيديه لآحقهآ: هــه , هذآك قلتيهآ .. زوجـة خويي , وش يعني بيكون بيني وبينهآ وهي زوجة خويي ؟
دقّ بـ إصبعيه الوسطى والسبابه من يده اليمنى جآنب رآسهآ الأيسر مكمل: شيلي الافكآر الغبيّه هذي من رآسك ..
ضربت بآطن سآعده مبعده أصآبعه عن رآسهآ رآده بـ حنق جآف النبره: أفكآر إيش وأنا سآمعه الكلآم كله بـ اذني وشآيفه بسمتك مآشآلله شآقه الوجه من الأذن للأذن
مسح على وجهه ينآظر بـ السقف حآث نفسه بآلصبر مستغفر: بذمتك رآضيه عن هآلكلآم ؟! يآبنــت نجــم خويي إللي يكون زوجهـــآ كآن وآقف جمبهآ وهي تكلمنــي .. وش إللي قلته يعنـي ؟! قلت إني مشتآق لهآ وإهـي ردت علي نفس الكلمـه .. وبعدين تعآلي , إنتي من وين لك تكلمينهآ من شوي زين وآآآو فستآنها روعه وشعرها حبيتيـه ذكرتك بنفسك يوم كآن شعرك ولآدي قصير .. ويآليلآ إنتي مره جميله وكيوت ومبـروك ومدري إيش والحين كآرهتهآ وشكلك بهذلتيهآ سـبّ بقلبك .. يآآ إنكم يالبنآت نفسيآت

بسطت رآحتهآ اليمنى بوجهه كـ اشآره لـ إيقآفه المؤقت: لحظـه , أولاً مآسبيتهآ بقلبي لأنه مو من طبعي .. والبنت مآجآملتهآ , هي فعلاً عسـل وشكلهآ مره بريئ ومآنيب معصبّه منهآ .. وحده عآيشه عمرهآ كله بـ أمريكآ عآدي عندهآ علآقآتهآ تكون مفتوحه بهآلشكـل وعآدي بعد يكون زوجهآ متقبل هآلشيّ ورآضي فيه كونه بعد عآيش بنفس ظروفهآ .. مآعندي مشكله معهم .. مشكلتـي معك إنت , إنهبلت يوم شغلوآ مكآلمة الفيديو .. وآآآآو ليلـو إيش دآ الجمآل يآبت وإيش دي الحلاوه يآبت وقلبت على واحد مكّآوي .. لفي لفي خليني أشوف الفستآن وخليني أشوف مدري إيش ! مآشآلله مآخذ رآحته الأخو ومنبسط ع الأخير كأني سطـل بويـه مثل هذآ قدّآمك ولآ همّـك .. لآ وإللي يضحك أكثر يوم تبي تعرفهآ علّي قآل إيش إذلـف يآنجـم بعيـد خل مرتي تشوف مرتـك .. مآتبي خويّك يشوفني وإنت عيني عينك قآعد تقـزّ بمرتـه

قآلتهآ بميلة جسد متكتفه مبلله شفتيهآ بـ نصف إبتسآمه هآدئه بـ اللحظه إللي إكتملت فيهآ هو إبتسآمته مُردف: تقولين الكلآم وتنآقضينه بنفسـك .. يآوردتي , يآحبيبتـي .. بنفسك قلتيهآ , فيه فرق بيني وبين نجم .. إنتي متفهمه تصرفه وكل مشكلتك معي .. إيه صآدقه , يتجرأ نجم بس يرفع عيونه لك ! فقعتهآ لـه و إيه مآ أسمح بهآلشيّ لأني غير نجـم ولأنك غير ليـلآ .. إهم لهم وضع وحنّآ وضع ثآني مختلف .. وهو بعد مرآعي هآلشيّ .. ولو إني مآطلبت إنه يذلف إهو بنفسـه كآن بيغض عنك بصـره .. خويي وأعرفـه عـدل .. كبري مخّـك هذآ .. ليلآ بنت طيبـه ومسكينـه وعآنت كثير ونجـم طلّع عيونهآ لين إهي جآبت رآسه بـ الأخير .. تعرفت عليهآ يوم سآفرت لأمريكآ .. صدقيني مآفي أبدّ دآعي لغيرتك هذي

تجعّد أنفهآ بـ اشمئزآز مرتفعه شفتهآ العلويّه كآشفه عن أسنآنهآ رآده هآزئه: غيرة ؟ هــه .. غيرة إيش هذي بـ آلله
ضآقت عيونه وتقآربوآ حآجبيه .. رمقهآ بـ نظره قويّـه أشبه بـ التحديّ مُردف: على إيش نترآهن إنهآ غيـره ؟!
رفعت حآجبهآ الأيسر قآبله التحديّ: إللي تبيـه ..
إرتفعوآ حآجبيه إعجآباً مقوس فمه أعقبه بـ بصر خفيض ينآظر الأرض بـ تفكير يدور لسآنه دآخل فمـه: آمممم .. حلــو

توجسّت مرتآبـه .. حيث إن صوته يظهر فيه الثقـه وهو أبداً مآيكـذب .. هي غــآرت , وهـو صآدق ..!
بـ خطوآت بطيئـه , إقترب تجآههآ رآبط يديه ورآء ظهره تدور عيونه بـ أركآن الصآله وسقفهآ تقييماً مُردف: زينهـآ شقتنــآ .... فآضيـــه .... وفيه رهـآن .... وأنآ وإنتـي ....
إرتدت خطوآت متخوّفه متوسعه عيونهآ أقصآهم بـ إرتعآب هآمسه: أنآ وإنت إيـش !!
....: إنتي محلـوّه بزيآده ..... وأنآ مآفينـي صبــر
رفعت سبآبتهآ الطويله لوجهه مُنبهه: يآويلــك إن قربت علـــي
إرتفعوآ حآجبيه فآغر فمهآ تمثيلاً مُدعي الدهشه: يآويلــي !!!

إلتصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ اللحظه إللي إنتفض فيهآ جسدهآ ملتفته ورآهآ متحسسه الجدآر المآنع من إرتدآدهآ عنه وإبتعآدهآ لترد صآئحه بـ تهديد جآف النبره: إسمع إنت ..... صــدق يآويلك
....: يعننك كذآ تهدديـن ؟ وش ذآ التهديد الفآشل
....: ههههه مدري عنك , المهم إبعد وخلآص
....: وإن قلـت لآ !
....: قسم بآلله يـ آدم إن تمآديت لتكون هذي آخر مرّه أطلع فيهآ معـك ونختلـي
....: اشوى , حسبت بتطلبين الإنفصـآل
....: ههههه وجـــع , تخرب علي جـوّ العصبيّه
ثبتت يديه على جآنبي وسطهآ هآمس: لآتعصبيـن

إنخفض بصرهآ ليديه على جسدهآ ثم إرتفع ليستقر بعيونه: إحـذر يـ آدم تتمآدى
....: أنآ زوجك يآوردتـي
....: مآرح يصير شيّ قبل الإشهـآر .. إنسى يـ آدم ..... إنســى
....: وإن كنت أبيـك وصدق محتآجك وبآلقوّه !
....: أي شيّ قبل الإشهـآر ....... NO

قآلت NO الأخيره بـ إبتسآمه تمثيليّه مطبقـه مآسرع مآختفت مكمله: يكفينآ قٌبـلآت أخويّـه سريعه خآطفـه .. آمممممممآآآه
تجهمّت ملآمحه محتدّه نظرآته ومشتده بعقدة حآجبين مستفهمه متحسس خده الأيسر وشي من الضيآع بوجهه ملتفت لهآ متعلقه عيونه بظهرهآ وآقفه قبآل المرآيه تعدل من لفة حجآبهآ على رآسهآ والغطآ هآمس ببلآهه كلمآتهآ الأخيره المُرفقـه بـ قبلـه على خدّه سريعه ..: قُبـــلآت أخويّـــه !!


/
/



بلل شفتيه هآز رآسه المخفض مُردف بـ إبتسآمة عدم تصديق ينآظر جوآله المتروك فوق الط’وله النيكليّه بـ جآنب السرير: آآآآخ .. دِنيــآ
إبتسآمه بآهته بوجههآ عآقده حآجبيهآ إستفهآماً سآئله: وإشمعنـى !
جلس على طرف السرير مقآبلهآ رآد وبآقي الإبتسآمه بوجهه مآفآرقته: تدرين إللي تونآ مسكرين معه الخط هذآ

....: إيه .. شفيـه !
....: ذآ كآن أكبر دآشر بشلتنآ .. سربوت وصآيع .. رآيح في أُمّهـآ
....: هههه مو مبيّن , سمعتـه معك .. شكله هآدي ورزيـن
....: وقسم بآلله إنه سربوت .. إهو صديق السوء إللي فينآ هههه
....: شكلك تتبلى عليـه
....: ههههه ترآني حلفـت .. أي شيّ سوينآه من قبل وندمنآ عليـه كآن السبـه فيـه نجـم .. يقطـع سوآلفـه هههه إبن كلب دآشر , وآلله وحشنـي
....: هذآ آلله هدآه وتزوّج إستر عليه ههههه

فرك ذقنه خآفض بصره بتفكير متحيّر مبتسم: وذآ إللي مستغربه .. شلون ذآ السربوت يتزوج ! إهو وين والزوآج وين ؟ أبدّ مآني قآدر أتخيلـه معرس ! وإن صدق آلله هدآه .. ذآ إنتهى من الثآنوي وهدّ السعوديه وطآر على مصر درس الجآمعه همّ طآر على أمريكآ لين وقتنآ هذآ .. كلنآ كنآ نفكر بـ الزوآج إلآ هـو لآ وكآم يقول عمره كلـه بيتمّـه عزآبي , وشو له بـ الزوآج وعوآر الرآس .. سبحآنك يآربّـي

....: كفـو أجل ذي إللي جآبت رآسـه
....: إي وآلله كفـو بنت رجّـآل .. صدق علميني إنتي شفتيهآ هآ .. أمريكيه بيضآ وشقرآ وعيونهآ زرقآ !
خزته بـ حِده متوعـده: وآئــــــــــــل !
....: هههه لبى قلبك , أمزح معك يآلحـبّ , وش بحلآة السمرآوآت الدآعجآت إللي عيونهن سودآوآت
قلّبت عيونهآ بـ إشمئزآز صآده عنه بوجههآ: يآشين البـدوي
....: هههه حُبّي يآميسـم , أمزح وآلله هههه , عآد أنآ أول وآحد من الشلّه تزوجـت .. إنتي إللي جبتي رآسي
....: وش لك أجل تسأل عن زوجة خويّك ! وعلى فكره منّهآ بيضآ ولآ شقرآ ولآ عيونهآ زرقآ .. ريّح عمرّك يآوآئل
....: هههه ع أسآس إني ذآبح عمـري ! إنتي عمري

زفرت من خشمهآ بـ حنق لاآويه فمهآ المطبق متكتفه بآللحظه إللي تحسس هو فيهآ سآقهآ اليمنى مشدد على ركبتهآ هامس: لآتدلعيـن عآد , تدرين إنه مـزح .. وتدرين إنك عندي أحلآ من أحلآ بيضآ وأحلآ شقرآ وأحلآ من إللي عيونهآ زرقآ .. ولآ إيش ؟! بُكرآ إن شآلله العمليّـه .. أبي نفسيتك زينـه .. أبي أشوفك صحيحـه سليمـه تمشيـن
أغمضت عيونهآ بـ هدوء زآفره بـ هـمّ منقبضـة النفس: مآنيب مرتآحه مدري ليـش ! إنت ليش أصريّت عليّ .. أنآ رآضيه بحآلي وآلله
أطبق فمه بآلقوّه منزعج: وأنآ مو رآضي عن هآلخيآس إللي بـ مخّك .. وآلله إنه هو إللي مشلـول مو رجولـك

....: الدكآتره كآنوآ متفآئليـن ومن شآفوآ الأشعـه الجديده جآتهم ذي المخآوف وترددوآ
....: أنآ مآنيب متردد , وش بنخسـر ! صدقيني إن مآحآولتـي فعلاً مع إنه فيه أمـل أياً كآنت النتيجه عآد فـ ندمـك وخسآرتك بيكونوآ أكبـر .. تفآئلـي وإستبشري خيـر .. مو كآفي رح أعيش متعذب طول العمـر وأنآ أشوفك قدآمي أطوّل منّـي .. آآآآخ ذآ أشين شيّ بيصير لآمنّك وقفتي على رجولك ومشيتـي .. بتكونين أطوّل منـي .. فينـي حرّه
....: ههههه يآلطيـف , وش ذآ الحسد يآقصيـر !
....: ههههه قصير هــآ !
طيرت عيونهآ سآفهه مُدخله إظفر سبآبتهآ اليمنى تحت إظفر البُنصر: قــزم
إقترب عليهآ مآئل بـ نصفه العلوي وبـ تفآجئ لآشعوري إرتدت للخلف ملتصق ظهرهآ بـ المخدّه الفآيبريّه من ورآءها هآمسه والذعر بعيونهآ من إقترابه المفآجئ وميلـه عليه: شفيــك !

جآوبهآ بذآت الهمس الآ إنه يظهـر لئيـم , لعـوب , ومآكـر .. يكآد طرف خشمه يلآصق خشمهآ: بس إنتي قومي على رجولك وهآلقزّم يردك متكسحّه ....
إتسعت عيونهآ المدهوشه للحظآت أقفلتهآ بـ زفرة نفس ضآحكـه هزوئاً , الضحكه القصيره المقطوعه مقلبه عيونهآ سآخره: هـــه .. مآ أصــدق, أقول ولّـي بـس
....: بكرآ قريب , والأيآم تثبتلك
....: ههههه يلآ منّــآك
....: مو بكيفك , بنآم معك اليـوم
ضآقت عيونهآ عآقده حآجبيهآ إستنكآراً سآئله وبسرعه: إيش إيش !!

إعتدل من جلوسه المقآبل لهآ ليجآورهآ دآفهآ بكتفه الأيمن لتبتعد رآفع رجوله عن الأرض ممدده على السرير ضآغط على كلمآته إللي تظهر مخنوقه نتيجة إجهآده بآلشيّ إللي يسويّه وإللي مآكآن إلآ إزآحة سآقيهآ بسآقيه موسع له مكآن: وخخخخخــري
بكتفهآ الأيسر دفته من كتفه الأيمن ضآحكه: ههههه إنت وخـر .. وش هآلتلآزيـق على المسآ
قُبله سريعه خآطفه طبعهآ على خدهآ الأيسر مُردف: تلآزيق على الصبآح والمسآ .. إيه أحبّ أتلزّق فيـك شعنـدك !

....: ههههه أوف من الملزقيـن مآ أحبهـم
حآوط وسطهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ لصدره هآمس بـ أذنهآ مبتسم: والملزقيـن يموتون عليـك
برآحتهآ اليمنى دفته من صدره الدفعه الوآهنه دون تأثير قآصده إبعآده عنه هآمسه بصوت ذآب من الخجل: وآئل إحنآ بـ المستشفــى ــآآآآآ
....: بـ المستشفــى ــآآآآآآ
بقبضة يمنآهآ ضربته من كتفه ضآحكه بـ حيآء صآرخ على تقليـده لصوتهآ الخجول بـ لفظ كلمـة المستشفى الممدود آخرهآ: هههه مآلك دآعـي

....: طيب أحبـك
....: وأنآ لآ
....: كذآبـه
....: مآ أكذب
....: طيب قوليهآ
....: وشهـي ؟!
....: إنك مآتحبينـي ..
....: بس أنآ أحبـك
....: ههههه قسم إني دآري
....: ههههه يآخـي قلبي مآيطآوعني
....: يختـي فديته قلبـك

أرجعت يسرآهآ ورآء ظهره قآبضه بـ أصآبعهآ على الجنب الأيسر لقميصه مسنده رآسهآ على صدره: تهقـى العمليـه بـ تنجح وأقدر من جديد أتحـرك !
أسند ذقنه فوق رآسهآ بعدمآ حآوط بذرآعه الأيمن كتفهآ: يـآرب .. يآرب إنهآ تنجـح .. على نـآر , أبي أنآ أكسّحـك يآميسـم

....: ههههه يآخي قسم إنك قليل أدبّ
....: يختـي قسـم إني أحبــك !


/


/
/


دفع البآب برجله الدفعه القويّه مُحدِثه إهتزآز للبآب وإرتجآجه , ردّ فعله إللي يظهر فيه عصبيتّه النآتجه عن إرهآقه المتسبب فيه إحسآسه بـ قرب أنفآسه للإختنآق .. أنفآسه السريعـه المحتدهـ والـ لآهثـه ..
صآحت فيه بـ لوم غآضبه: شويّ شوي بينخلـع البـآب
أنزلهآ من فوق سآعديه بـ وجـوم مكفهرّ الوجـه محمّر اللون .. أودآجه غليظـه منتفخـه وقطرآت من عرق جبينه متخذه مجرآهآ على جآنبي وجهه رآمقهآ بنظره حآقده مُردف بـ صوت مخنوق: إنقطــع نفســـي

عدّلت فستآنهآ الأبيض على جآنبي جسدهآ مقلبه له عيونهآ إستخفآفاً معقبه: محد قآلك تشطّر وتشيلني .. لآ وفوقـه طآلع بـ السلآلم بعـد .. على فكره فيه elevator وشغّآل كمآن ..

إرتفع حآجبه الأيمن بوجه جآمد سآئل بـ برود: أشوف مو عآجبك سِـت ليلآ ؟!
لوت فمهآ يمنه مطيره عيونهآ بتجآهل تنآظر الأثآث من حولهآ: إنت أصلاً تحب تستعرض عضلآتك .. تحمّــ ............ وآآآآآآآآآآآآ
إنفغر فمهآ بشهقـة تفآجئ لفظتهآ بذهول يدهآ على فمهآ المنفغر وعيونهآ بآزغه ممتدة البصر تجآه الصآلون بـ وسط الصآلـه !

إلتفتت ورآهآ سآئلته بـ إبتسآمة عدم تصديق متفآجئه: غيرت الصآلـــون !!
سفههآ بـ خطوآته إللي تعدتهآ مرتمي بـ إرهآق بآدي عى الكنبه العريضه فآرد سآقيه بـ الأرض شآد ربطـة عنقـه مرحرحهآ: عجبــك ؟!

....: إيــه مـرآ حلــو .. – قآلتهآ بـ إبتسآمه عفويّه طفوليه شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ نآقله أنظآرهآ على الكيآنآت الجآمده من حولهآ ..
مآختلف المكآن كثير , مآتذكر تحديداً إيش إللي تمّ تبديله , إضآفته جديد أو إللي تمّ الإستغنآء عنـه ..
فرق معهآ شكل الصآلون المُبدّل بـ إعتبآره الشيّ الأكثر بروزاً , بعدمآ كآن دآئريّ الشكل أحمر اللون جلديّ الخآمـه , أصبـح رمآدي اللون الفآتح إسفنجـي , قطنـي التنجيـد مـزيّن بـ خُدآديآت حمرآء آللون وسودآء وغيرهآ رمآديّه .. إتخذ الصآلون شكـل حـرف الـ L
يظهـر إنه مريـح أكثر من سآبقـه !

....: بس الأول كمآن حلـو .. وجديـد .. إنت أصلاً مُحآفظ ومآتخرّب شيّ ليش غيرته ؟!
....: هذآ مُريح أكثر
جلست فوق رآحة الكنبـه إللي جآلس عليهآ تنآظر السقف سآئله بعدم إهتمآم بآدي: والثآني يعني مآكآن مُريح !
....: عشآن يوم أطردك يآقبي من الغرفـه تلقين مكآن مُريح تنآمين فيه .. هذآ مُريح أكثر من الأول
ضآقت عيونهآ مُتجعد أنفهآ سآئله: إيش إيش ؟!
....: هههه إللي سمعتيه , نومك زي الزفـت .. بوكسآت وشلآليـت وقلة حيـآ
طيرت عيونهآ بلوية فمّ حآنقه رآده بـ برود: وآلله إللي مو عآجبه هو إللي يلم عفشـه .. وزين الكنبه جبتهآ على ذوقك لأن شكل رح تخآويهآ
....: هههه مآ أستغنى عن سريري .. بتنآمين بـ أدب وإحترآم حيآلله , سفآله وقلة أدب تنقلعين برآ
تمتمت متحلطمـه الهمس شبه المسموع تنآظر الأثآث حولهآ: مآغيرك وآلله اللي سآفل وقليل أدب
....: ليــلآ هآنــــم !
....: مآقلــت شــــيّ

رمى ربطة عنقه بعصبيّه متأفف بـ إنزعآج: إبن قحـ *** ملعـون إللي إخترع هآلربطـآت
....: يعني إيش قحـ **** يآنجم ؟
لآ شعورياً بـ عفويّة سؤآلهآ وبرآءتهآ أخرجته من إحسآس الحنق والإنزعآج مدخلته بـ نوبـة ضحك دمعت فيهآ عيونه متحسس صدره: ههههه آآآآآآهــــ
....: ليش تضحك ؟!
....: لآعآد تقولين هآلكلمه ههههه فآهمه !
....: إنت تقولهـآ
....: إي عآدي أنآ وصخ أقولهآ , البنآت الحلوين الكيوت زيك مآيقولونهآ
....: طيب إيش معنآهآ ؟!
....: ههههه إنتي وبعدين معـك ؟!

....: خلآص لآعآد تقول كلآم غريب مآ أفهمه, يجيني فضول غصـب , أفف منـك
ربت على وركه الأيمن بهدوء كـ إشآره يطبهآ فيهآ الإنحدآر من مكآنهآ أعلى الكنبـه لـ أعلى وركـه ..
وبـ إنقيآد رفعت سآقيهآ مُبدله من وضع جلوسهآ فوق رآحة الكنبـه لـ فوقـه متدليّه سآقيهآ المضمومتين عن يدّ الكنبه الأيمن ضآمه له شقّي قميصه الأبيض بعدمآ إنفرجوآ من تحرر ربطـة العنق هآمسه: وليش معصـب من الـ Necktie ؟ لآزم عشآن يطلع شكلك حلـو
....: يعني شكلي مآيجي حلو إلآ فيهآ !

مطت شفتهآ السفلى مآتدري مردفه بـ نفس الهمس المثير الخآفت: يعنـي .. زي مآ البنآت يلبسوآ هيلـز عشآن يطلع شكلهم فورمآل , كلآآآسيك , إليغآنـت .. مع إنه مو مريح أبدّ أبدّ أبدّ ويعوّر الرجـل والظهـر .. بس لآزم
كآنت عيونه معلقه على شفتيهآ الرقيقه اللآمعه مأسوره نظرآته بـ إصغآء تآم لكل كلمـه تقولهآ معقب من بعدهآ بـ خفوت هآمس إستيعآباً: أهــآآآ
قآلهآ بـ التزآمن مع حركة أنآمله إللي تسللت لـ أسفل فستآنهآ وصولاً لـ قدميهآ إللي إنحدر بصره لهـم بـ نظره غآمضـه شآبهآ شيئ من اللؤم !

وبـ هدوء إنتزع فردة جزمتهآ البيضآء اليمنى رآفعهآ لوجهه ثوآني معدوده متأملهآ بـ ترقب من أنظآرهآ هيّ المستغربـه وإللي زآدت إستغرآباً بمجرد إسقآطـه لهآ من يده بـ الأرض مقوس فمه بلآ مبآلآه مردف: لآعآد تلبسيـن كعـب
بوزت بـ تكشيره طفوليّه رآده بـ وجوم: أصلاً الأولى والأخيـره هــه
....: وش بعد إللي أتعبـك ؟!
سأل وهو يعيد الكرّه للفرده الثآنيه فآصخهآ بهدوء من رجلهآ اليسرى وجآوبته هي بـ شكوى مُدعيه التألم بملآمحهآ المنعفسه وكأنهآ بـ تبكي مُتدلله ..
أشآرت بـ إصبعيهآ الوسطى والسبآبه مضمومتين لـ ظآهر سآعدهآ الأيسر معقبه: الشمـع إللي شآلوآ فيه الشعـر يآنـجم مره يعوّر .. أكثر شيّ أتعبنـي

إرتفعوآ حآجبيه بتفآجئ موسع عيونه ..!
شيّ من البلآهه إعترى ملآمحه .. سأل بسذآجه: من إللي شآلـه ؟!
رفعت كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلى بـ فمّ مقوس رآده: لمآ طلعت مع دينـآ صآحبتـك
....: اهـآ .. كملـي
....: إيش أكمل ؟ بس .. رحنآ صآلون تجميـل
....: وإيش سويتي بصآلون التجميل ؟!
....: قلت لك .. سوينآ شمـع .. قعدت أصيح وأبكي ولآ سألوآ فيني .. تخيل إنهـم قيدوني وكتفونـي !!!
توسعت عيونه مستنكر بـ بهوت: إيـش !!
....: دينآ قآلت بـ الغصب أسويه .. لأن كل البنآت يسووه .. ولأني عروس .. ولأن لآزم أي شعره تطلـع فوراً أشيلهآ
....: وهذي أول مره تسوينهـآ !

ثبتت عيونهآ بنظره بلهآء .. للحظآت قبل أن تتدآرك تمآماً قصد السؤآل ومعنآه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه رآده وبـ سرعه: لآآآآ .. لآآآ أنآ .. يعنـي .. أقصــد ... إي .. لآ لآآآ
أعقد حآجبيهآ إستغرآباً لـ لعثمتهآ وحدة إرتبآكهآ سآئل: شفيــك ؟!
ليلآ: أول مرّه بـ الشمع نفسـه .. ودينآ قآلت لآزم دآيم .. بس هو يعور
....: خلآص لآعآد تسوين بـ الشمـع
....: يعني عآدي ؟
....: إيه عآدي .. مو يعـور ؟! خلآص لآتسوينـه

أعقبت بـ إندفآع سريع جآهر النبره: بس دينآ قآلت لآزم عشــآن .............. لتوّهآ وإستوعبت ! إبتلعت ريقهآ ومعه إبتلعت لسآنهآ بـ اللحظه إللي أخفض فيهآ هو رآسه بنظره تحتيّه مترقبّه إكمآل المبتور من كلآمهآ حرجاً مستنطقهآ بـ هدوء: عشــــآن ...!!
أكملت بـ نبره مخنوقه خجلاً حآفره بـ أظآفرهآ بآطن كفيهآ: عشآن إنت نظيف ... نظيف بزيآده وعندك وسآوس ولآزم تلقآني مثل قطعة السيرآميك ....... ألمــع !
إنشدوآ كتفيه بـ قشعرة تفآجئ من غرآبة اللفظ والتشبيـه !
يدري تمآماً إنه خآرج نطآق قآموسهآ اللغـوي !

أعقد حآجبيه سآئل بـ إبتسآمه إستنكآريّه جآنبيّه بآهته: ومن إللي قآل هآلكـلآم ؟!
همست بـ حرج همس خآفت شبه مسموع يظهر وكأنه حذر , متردد ..
....: دينـــآ
أغمض عيونه بـ همّ مطبق فمـه إحبآطاً قبل مآيعقب بهدوء بعدمآ مسك بيديه كلتآ يديهآ: ودينآ شدرآهآ عنّـي ؟!
ليلآ: ..........
نجم: إيه أنآ نظيف وأحب النظآفـه بس أحب وصخـك أكثـر .. ومآعندي أي مشكله تكونين بطبيعتك دآم إنك مآرح تتألميـن .. مآبيك أبداً تتوجعيـن .. فآهمـــه !
....: يعني عآدي !
....: إيه عآدي
بـ تبآطـئ .. أخذ فمهآ بـ الإتسآع ..
إبتسآمه أظهرت كآمل صفي أسنآنهآ مكعبّة الشكل الصغيره ..
وبـ القوّه دفعت نفسهآ عليه ضآمته محآوطه عنقه بذرآعيهآ ..

ردّ الفعل الفجآئي .. اللطيـف ..
بعآدة تصرفآتهآ العفويّه ..
شدّ على خصرهآ الضيق بيديه مُردف: لآ دينآ ولآ غيرهآ .. لآتسمعين كلآم من أحد غيري
....: نسيت تقول كلمـة - فآهمـه –
....: هههه وآضح إنك مركزّه
مقآبل لوجههآ , فتحـة البآب إللي تدري عدل وشهو إللي ورآه !
بـسرعه إبتعدت عنه عآقده حآجبيهآ إستفهآماً مستفسره: بآب شقتي مفتوح !!
إلتفت ورآه نصف إلتفآته مبتسم: أهـآ .. مو خلآص شقتي وشقتك وآحـد !
رمشت بتوآلي تنآظره فآغره فمهآ بـ إستفهآم غبي أبله: كيـف !!

كـ إجآبه ..... أنزل يمنآه تحت مفصلي ركبتيهآ جآبرهآ على التمدد ليستقيم ظهرهآ على سآعده الأيسر موقف بهآ عن الكنبه خآطي خطوآته الهآدئه بعدمآ قبضت بيمينهآ قميصه الأبيض من منتصف الصدر وصولاً للبآب الفآصل مُنزلهآ بـ تأني ....... على العتبــه !
من موقعهآ .. دآرت عيونهآ المذهوله والمأخوذه بـ الدهشـه .. مُنبهــره .. بين زوآيآ صآلتهآ وجدرآنهآ المتبدله تمآم التبدّل عن آخر هئيـه تذكرهآ قبل مغآدرتهآ !

بـ هلع إنتفض جسدهآ من أجفلهآ هو من شرودهآ بثقله الآخذ في الإشتدآد عليهآ من ورآء ظهرهآ مطوّق وسطهآ بتكتيفة سآعديه حول بطنهآ مسند ذقنه فوق اللوح الأيمن لكتفهآ هآمس بـ أذنهآ: هـآ .. شرآيـك !
زفرت ضحكه قصيره غير مُصدّقه .. مآزآلت تقآسيمهآ مُنبهـره ..
فكّت يديه عن وسطهآ مبتعده عنه ناقله خطوآتهآ المتأنيّه بين الأجهزه الريآضيّه المتنوعّه بـ الصآله إللي إكتست جدرانهآ بـ المرآيآ الطوليّه والعرضيّه .. تمآماً مثل صآلآت النوآدي الريآضيّه !
سألت وإبتسآمة إنبهآر حسيّه بعيونهآ المدهوشـه بهجه غير مستوعبه: إيش هذآ يآنجــم !!!

....: هذآ الفيتنـس حقنـآ
رفعت يدهآ لفمهآ المنفغر ضآحكه وشيّ من عدم التصديق بملآمحهآ المنبهره متحسسه الممشى الرياضي: هههه وآلله مآني مصدقـه !
....: مو تحبيّن تسوين ريآضـه .. وأنآ بعـد أحـبّ .. خلآص نسويهآ مع بعـض
قالها ثم تسآند برآحتيه على طآولة المشرب الرخآميّه من ورآه رآفع نفسه جآلسه عليهآ مأشر بـ إبهآمه الأيمن للشيّ إللي ورآه مُردف: وهذآ هو مطبخـك سِت ليلآ جهزته لك كآمـل .. وأي طبـخ تسوينه مآيصير إلآ هنآ دخونك ودهونك كلهآ هنـآ .. المطبخ الثآني عندي تيك اوآي , يآويلك إن شغلتي غآز فيه فآهمـه !

مثل الطفل إللي يستكشف شيّ جديد , بمنتهـى الإنبهآر ومنتهى السعآده والفرحه والإبتهآج .. كآنت تتحسس الأوآني المعلقه والمتدليّه من السقف على طآولة البآر .. البولآت البورسلينيّه .. والأدوآت الخشبيّه , برطمآنآت البهآرآت .. وشعــلآت البوتجغــآز !

تحسست وجنتيهآ المشتعلتيـن وهي تشوف نفسهآ بـ المكآن الوحيد إللي تلقى فيه نفسهآ , مُعدّ وعلى أتمّ دقّـه وجهوزيّـه .. تمآماً مثل المطآبخ إللي تشوفهآ بـ برآمج الطبخ التليفزيونيّـه .. حلمهآ القديم بـ إمتلآك وآحـد .. أصبـح وآقـع !
....: مآني مصدقه يآنجـم ...... وآلله مآني مصدقه !
أشر لهآ بيده تآخذ الملف من ورآء الطآوله وتقآبله وبـ إنقيآد سريع بكلتآ يديهآ رفعت فستآنهآ ملتفه من ورآءه مسرعه تجآهه وآقفه قبآله ..
سآكنة الحركه إلآ من تعبيـر الإمتنآن بوجههآ المُشـعّ البآسـم ..

لثوآني مسح فيهم بعيونه حآدة النظره ملآمح الشُكر والعرفآن مُطبق فمه بـ قلّة حيله من عفويتهآ المتنآهيه قبل مآيحآوط خصرهآ بسآقيه إللي إلتفوآ حولهآ وبقدميه المتشآبكه وراء ظهرهآ دفعهآ تجآهه لحد مآلتصق بـ البآر الجآلس هو عليـه ... بطنهـآ
أرجعت رآسهآ مسآفه قصيره رآفعه ذقنهآ لأجل تشوفـه ..
تلآقت عيونهـم , تشآبكت نظرآتهـم ..
مآتدري إنهآ ببرآءة نظرآتها وعفويتهآ المتنآهيّه برقـة ملآمحهآ وطبيعتهآ أبقت على آخر ذرآت الصمود والمقآومه عنـده ..
أثآرت حموّه .. أشعلت فيـه الرغبـه .. إندفــع .... وإهتآج !
أطبق يديه على لوحي كتفيهآ بِقوه مؤلـمه إستشعرتها فـ توجمت ملآمحهآ ..

إنخفض بصرهآ مآئل يمنه ليسرآه إللي ترآخت من قبض لوح كتفهآ لتعتصر ذرآعهآ بنفس ذآت القوّه سآئله بـ عقدة حآجبين مرتآبه شوي وتبكـي: شفيـك يآنجـم !!
أطلق زفره حآره من فتحه فمه مقفل عيونه بآلقوّه في محآوله بآئسه منه للسيطره على جموح إثآرته وإنفعآلـه ........... محآوله فآشلـه
تدآرك فشلهآ من فتح عيونه وإستقرت بعيونهآ الممتئله خـوف بـ إستفهآم بريئ النظره الطفوليّـه ..

كل مآفيـه تأهـب وإنتصـب ..
نقز عن الرخآمه شآدهآ من معصمهآ الأيسر سآحبهآ ورآه تلحقه جبراً بـ خطوآت متعثره بسبب خطوآته هو السريعه وطول فستآنهآ هي وطبقآته الكثيفـه ..
خطوه مزدوجه خطتهآ متعثره بغت تطيح على ركبتيهآ صآئحه بـ عصبيّه نآفذة الصبر: وقـــــف إنـــــــــــــت .. شفيـــــــــك
نآظرها مرتآع متوسعه عيونه بتفآجئ مستنكر صيآحهآ وحدته ..
نظرة الإندهآش إللي جآوبت عنهآ بسؤآل حآد اللهجه جآف النبره: ليش سآحبنـــي كـــذآ !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب رآد السؤآل بـ سؤآل: وإنتي ليش تصآرخين كذآ !
شتـتت أنظىرهآ يمنه ويسره مكوره قبضتيهآ بآلقوّه بآلعه ريقهآ البلعه إللي تتبعهآ هو بعيونه إللي ضآقت تفحصاً وتدقيقاً على حركة بلعومهآ وتشنج أعصآبهآ التصلّب إللي برزت معه عظآم ترقوتهآ سآئلهآ بـ تشكك: شفيــك !

بسرعه ثبتت عيونهآ المرتآعه حسياً بعيونه إللي إمتلت بـ التعجب والاستغراب !
خطوتين هآدئه إقتربهم تجآههآ هآمس: ليــ ......
قبل إكمآله لفظ إسمهآ إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً من إرتدت عنه خطوه وآسعه كحركه عفويّه رآفضه الإقترآب رآغبه في الإبتعآد !
وبـ ضيق من طفوليّة تصرفآتهآ أطبق أصآبع يمنآه القآسيه على ذرآعهآ الأيسر جآذبهآ تجآهه رآص على أسنانه بنفآذ صبر: شفيـك إنتي تكلمــي !!

هزت رآسهآ نفياً هآمسه بـ خفوت مرتجف النبره مهزوز: مآبــي
ردّ حآجبه الأيمن وإرتفع إستغرآباً , مآفهـم !
....: وشهو إللي مآتبينـه !
....: مآبي أنـآم
تقآربوآ حآجبيه محتدة نظرآته بعدم فهـم , تعبير الإستنكآر المصحوب بـ إستفهام رآد بـ برود: ومن جآب طآري النـوم أصلاً ؟!
أخفضت بصرهآ في خجل هآمسه بصوت مخنوق من الحرج يكآد يكون مسموع: مآبي أدخـل
....: وين تدخليـن !!!
بعصبيّه ونفآذ صبر من سذآجة أسئلتـه , كل مآله يزآيد عليهآ ..

رفعت رآسهآ له صآئحه بعدمآ نفضت ذرآعهآ من قبضته مبتعده: غرفتك دآخــل .. مآبي أجـي معــك .. ومآبي أسوي شيّ معـك وإتركنـي الحيــن
تمكنت تعآبير البلآهه من تقآسيمه بآهتة الملآمح سآكن الحركه جآمد ردّ الفعـل وإن كآن تعبيرياً .. للحظآت قصيرة المدى ثقيلة التأثير على نفسهآ المنقبضـه .. مآتسمع إلآ صوت دقآتهآ القويّه ولآ زآدهآ بروده وجمود موقفه إلآ توتر وإرتبآك ..
زفرت بقوّه دآقه رجلهآ اليمنى بـ الأرض مُدعيه اللآمبآلاه وعدم الإكترآث بأمره موليته ظهرهآ صوب شآشة البلآزمآ المعلقه على جدآر تجريدي مُصمم بـ الطوب الأحمر مشغلته بعدمآ رفعت الريموت وتمت تقلّب بـ القنوآت مآتدري وشهو بـ الضبط إللي تبيه !

مآكآن تصرفاهآ حقيقه إلآ هروباً من موآجهته وإن كآنت تدري تمآماً إنه مجرد هروب مؤقـت ..
مآعليـه .. لو ليوم وآحد بـس , أهم شيّ إنه مآيصير هآليوم .. مآعندهآ أدنى إستعدآد بحمآقآتهآ تخرب على نفسهآ ليلـة عمرهآ إللي كآنت مثآليـه .. وشيّ مثل إللي أخفته طوآل المده السآبقه كفيـل بقلب الموآزين .. الشيّ إللي مآرح تسمح بـه خصوصاً بهآليـوم !

أطلقت هفهفه متملمـله بعدمآ إستقرت أخيراً على قنآه تعرض برنآمج كوميدي مسآئي من بعد تقليب دام قرآبة الدقيقه كآملـه إنتهت توّ مآ أنزلت يدهآ الممسكه بـ الريموت ملتفته نصف إلتفآته بملآمح عآبسه إلآ ويصطدم كتفهآ الأيمن بصدره من ورآهآ رآفعه له رآسهآ بعيون محتده كـدر ..
فرق الطول بينهم شآسع وتبآين بنيتي أجسآدهم كبير ووآضح ..
بسرعه أخفضت رآسهآ ردّ الفعل التأكيدي لمحآولتهآ تحآشيه وتجنبـه ..

بـ إنزعآج , لوى فمه المطبق يمنه بتفكير عن سبب تبدلهآ والإرتبآك إللي صآبهآ ينآظر بـ هيئتهآ الوجلـه منـه مُطرقة الرأس محتضنه الريموت بيديهآ ضآمته لصدرهآ ..
زفر بهدوء قبل مآيسحب منهآ الريموت وبآلغصب من بين قبضتيهآ المحكمه عليه عيّت تفكه .. وبلآ مبآلآه حذفه يمينه على الكنبه محتضن وجههآ الصغير بين رآحتيه رآفعـه رغماً عنهآ بـ ضغط إبهآميه أسفل فكهآ جآبر عيونهآ لموآجهة عيونه معقب بـ حنـو دآفئ النبره: ليش تتهربيـن !

....: مآ أتهرب
....: بلى تتهربيـن .. متوتره وخآيفـه
رفعت ذقنهآ بـ استكبآر رآده بـ ثقه مُدعيّه القوّه: مآني خآيفه يآنجــم
....: عز الطلـب .. تعآلي يلآ
بلحظه إنهآرت قوتهآ المفتعله وإمتلت عيونهآ بـ الذعر سآئله بـ توجس خفيض النبره المتردده: ويـــن !!!
مآل رآسه كـ إشآره على يسآره من ورآه مردف: لغرفتنـآ
....: مآبـي

إبتلعت ريقهآ قبل مآتشهق من بعد رفضهآ الوآهن نفس هآدئ حرصت فيه على عدم إظهآر توترهآ إللي وصل حده وأقصآه قدرت ورغماً عنهآ ان تشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مفتعلـه أعقبت من بعدهآ بـ شقآوه بعآدة إسلوبهآ المشاكس .. الدآئم معه: تبي تنآم يآنجـم ؟ روح نآم .. أنآ مآ أنآم بهآلوقت .. ومو تقول مغيّر الصآلون عشآن أنآم فيه ؟ أبشر أجل اليوم بنآم فيه
تقآربوآ حآجبيهآ ثم إرتفعوآ بتعبير أبلـه سآذج تبدل من إبتلع ريقه لآوي فمه حآث نفسه بـ الصبر متأفف: آللهم طولـك يآروح

علت نبرته بعدمآ غلفهآ بـ حنآن جآهد في إجترآره من بين حنقـه وإمتعآضه وصبره الموشك على النفآذ ..
ثبتت يديه على لوحي كتفيهآ مكمل: ليش يآقلبي ؟ متزوجك عشآن أنآم بروحي ؟ وبعدين أبشري إنتي بتنآمين على الكنب بس مو اليوم ليش مستعجلـه ؟!
تكتفت بعدمآ أشآحت عنه بوجههآ معترضه: مآبـي
....: يلآ ليلـو خليكـي شآطره وإسمعـي الكلآم لآتتعبينـي معـك
....: مآبي يآنجـم .. مآآآآ .. أبـــي

لـ لحظآت , ثبتت عيونه جآمده النظره بعيونهآ اللآمعـه إشتدآداً وإحتدآداً .. إختلط عليه الأمر كونهآ مُتحديّه أو مستجديّـه !
ترآخت يديه من كتفيهآ بـ الملآمسه لـ كآمل ذرآعيهآ وصولاً لأصآبع يديهآ إللي رفعهم لشفتيه طآبع عليهم قبلتيـه الهآدئـه علّه يهدئ من حدّة توترهآ الوآضـح أو خوفهآ على أدق تعبير إللي وضع قدآمه مئآت من علآمآت التعجب والإستفهآم !
المفترض إنهآ مو سآبقـه لهآ .. فـ ليش كُلّ هآلذعـر بنظرآتهآ وهالإرتيآع بين قسمآتهآ !
أعقب بـ رقّه متنآهيّه دآفئة النبره وهآدئه بعدمآ خصرّهآ بيديه: إحنآ مو تزوجنآ ليلآ ؟

تصآعدت الدمآء لوجههآ الشآحب خوفاً تحسّه مشتعـل , قآرب على الإحترآق ..
هذآ نجمهآ الوحيد القآدر على إذآبتهآ مثل قطعه من الثلج فوق لوح رخآمي سآخن ..
تحسّ نفسهآ معه كمآ الإسفنجـه , يعتصرهآ بقبضته مفرغ كُلّ مآفيهآ .. أو قطعه من العجين سهلة التشكيـل .. وبلآ أدنى مقآومه !
همست بـ حيآء خآفضة الرأس: أيـوآ

أحست بـ أنآمله تغرز بـ جآنبي ردفيهآ جآذبهآ تجآهه الجذب إللي إنتهى بـ إلتصآق صدرهآ لـ أعلى بطنـه مُكمِل أسئلته بـ ذآت طريقته الملتويّه , خفيض النبره الهآمسه مُدآعب بهآ طبلتيهآ بـ التزآمن مع مدآعبة طرف خشمه لجبينهآ نزولاً لـ جآنب وجههآ بـ القرب من أذنهآ هآمس: وسوينآ حفلـه ؟
....: أيـوآ
....: ورقصنآ سلـو ؟
....: أهـآ
....: وعطيتك بوسه فرينش قدآم العآلم والنآس ؟
بـ قبضة يسرآهآ فركت عينهآ اليسرى بـ خجل طفولي هآمسه: آممم
....: وشربنآ شآمبيـن ؟
....: أهـآآ
....: ورميتي الورد !
....: هههه آممم
....: ولبستي الفستآن الأبيض ؟
....: أيـوآ
....: أجل يـلآ عـآد
إنتشلهآ من غرقهآ في الخجـل رآفعه له رآسهآ بعدمآ إرتفعوآ حآجبيهآ متوسعه عيونهآ سآئله بـ بلآهه: يلآ إيـش ؟!
....: يلآ نفصـخ لك الفستـآن
....: ههههه وآآآآآآي منـــك

بقبضتهآ الصغيره ضربت منتصف صدره ضآحكه خآفضه رآسهآ في خجل بآللحظـه اللي تحسس هو فيهآ ذرآعيهآ المكشوفين برآحتيه طلوعاً ونزولاً بـ حرآره: يلآ ليلآ حرآم عليـك .. لآتتعبينـي أكثر
إمتلآ وجههآ بملآمح البرآءه سآئله بـ عفويّه: ليش أتعبـك ؟!
تأوّه بقلة حيله مغمض عيونه بـ تعب قبل مآيمسك يدهآ اليمنى بآسطهآ على صدره فوق قلبـه وبدهشـه إنفغر فمهآ متسعه عيونهآ سآئله بـ إندفاع مرتآعه: نجــم شفيـــك قلبــك يـدق بقــوّه !!!
رفع يدهآ عن صدره لـ جآنب عنقه هآمس: شفتي حرآرتي بعـد !
بسرعه سحبت يدهآ ضآمتهآ لصدرهآ بعدمآ تملكهآ الخوف وإعترآهآ القلق: إنت تعبــآن ؟!!
أومأ رآسه إيجآباً بـ جبين مُقطبّ إدعآءاً للمسكنه معقب: بموت من التعب

....: طيب تعآآل .. إرتآح دآخـل وأنـآآ ... أنــ .... - دفته من صدره مرّآت متتآليه وهو كمآ الجبل ثآبت مآتزحزح لحد مآ قطع إندفآعهآ بـ الكلآم نوّ مآقيّد معصميهآ بآلقوّه هآز رآسه نفياً معقب بـ نفس الهمس الخآفت إلآ إنه هآلمرّه شآبه شيّ من اللؤم والدنآءه: تعآلي معـي دآخــل
هزت رآسهآ إيجآباً بقوّه وبسرعه رآده بـ ذآت الحموّ والإندفآع: إيه .. إيه بجـي معـك أكيــد
قآلتهآ بـ لعثمه وتشتت مآثلت تشتت بصرهآ المرتآع إللي إنخفض من عيونه النآعسه لمعصميهآ بين قبضتيه .. استشعـرت تشديد إنطبآقه .. أحست بـ الألم !

لحظآت من عدم الإستيعآب مرّت تنآظره ممتلئه عيونهآ خوفاً عليه وقلقاً على حآله وإستغرآباً لقيـده !
لحظآت قُطعت أخيراً من توسعت عيونهآ بذهول تسأله بنظرآتهآ الحآده تأكيد إللي توّهآ وتدآركته !
الظن إللي تأكد من أشر لهآ برآسه لِمآ ورآءه وإللي مآكآن إلآ الممر المؤدي بنهآيته لـ غرفة النـوم !
بـ عصبيّه وقهر ونظرة حقـد إمتلت بـ الشـرّ دفته بكلتآ يديهآ المقيده , الدفعه القويّه تحريراً لكبت غيظهـآ على إستغفآله لهآ وسخريته منهـآ بـ اللحظـه إللي فعلاً ولأجلـه إعتصرهآ القلق وفتك فيهآ الخوف ! صآئحه بـ كل عـزم إشتدت فيه عروق عنقهآ صآرخه بـ غضــب: asshole
( سآفــــــــــل )

إرتد خطوه ضآحك متحسس صدره: ههههه وبعديـن معــك !
أكملت صرآخهآ بـ جفآء حآد النبره الصآرخه والمزمجـره الزمجره إللي أظهرت جديتهآ ..
هي أبداً مآتمزح ولآ حتى بمزآج يسمح للمزح !
....: مآبــــــي .. قلت لك مآبـــــــي مآتفهــــــم !! هآلـشـــي مــو بآلغصــــــــب
شحب اللون من وجهه و بهتت التعآبير إلآ أن تلآشت .. جمـدت ..
ومن جديد إحتدت ..

إستنكــآراً , تقآربوآ حآجبيه وضآقت عيونه .. إرتفعت شفته العليآ وتجعّد أنفـه !
همس بعدم تصديق: بـ الغصــب !!!!
لتوّهآ إستوعبت وقع الكلمه وتدآركت معنآهآ !
ذبحتهآ نظرآت الإستنكآر القآسيه بعيونه المذهوله لفظهآ لشيّ بمثل هآلقسوّه غير مصدق إتهآمهآ لهآ تهمـه جآرحـه ملخصهآ كلمـه وحده .. الغصـب !
من فورها إنكسرت ملآمحهآ مترقرقه عيونهآ بآلدموع متوسلّه: لآ يآنجـم .. لآ وآلله مو قصـدي .. آآآهـ يآربــي

تأوهت مستضعفـه متوسلّه ربهآ بعدمآ وآرت وجههآ بكفيهآ متندمّه على مآخآنهآ من التعبير بآكيه بـ اللحظه إللي لحقهآ هو مبعد يديهآ عن وجههآ لآحق دموعهآ قبل يتسآرعوآ ويشتدوآ مآسك رآسهآ من المؤخره بيسرآه وبيمينه تم يمسح الدموع: آششش .. آشش خلآآص .. خلآآص شششــ
....: مآآ .. مآكآن قصـدي – هزت رآسهآ نفياً مكمله بـ ذآت البكآء – مآكآن قصدي يآنجـم
بقوّه جذبهآ لصدره مسند ذقنه فوق رآسهآ متحسس بحرآره ذرآعهآ الأيسر قآصد تهدئتهآ هآمس: إهدي يآقلب نجــم .. مآصآر شـيّ

أبعدهآ عنه قآبض على كتفيهآ ومشدد عليهم خآفض لهآ رآسه وقد تمكنت ملآمح الجديّه من قسمآته معقب بعدمآ ثبتت عيونه بعيونهآ الدميعه: مآرح أسويّ شيّ ..... لآتخآفي
هزت رآسهآ نفياً شآهقه مخآط أنفهآ السآيل رآده بصوت مخنوق متحشرج: مآني خآيفه
....: طيب مآعليـه .. المهم مآرح يصير شيّ .. إهدي الحين وإرتآحي
أخفضت بصرهآ في ضيـق .. وآضح إنه يحآول يرآضيهآ في حين إن الموضوع من أسآسه كآن من إفتعآلهآ هي وهو غير مخطـئ ..

نفسـه من البدآيه كآن طويل معهآ ومآزآل .. حآول كسبهآ وتهدئة إنفعآلهآ بـ أكثر الطرق فآعليـه إلآ إن كذبتهآ إللي تأكدت من حمآقتهآ الحين وبس كآنت كمآ الحجآب الحآجز المآنـع عن تسليم نفسهآ والإستسلآم !
مسحت على كآمل جبينهآ الصغير مروراً بـ جآنب وجههآ الأيمن زآفره بـ عمق تنآظر بـ الأرض: ممكـن نتكلـم !
....: لآ مو ممكن , الحين أعصآبك تعبآنه .. إرتآحي وبكرآ نتفآهم
رمقته بحقـد نظرة الشرّ الحآده معقبه بـ جفآء: لآ أعصآبي مآهي تعبآنــه .. والحيـن نتكلّـم
تقوس فمه المطبق رآفع حآجبيه مومئ رآسه إيجآباً بـ إعجآب: شوفوآ مين الحين إللي يغصب الثآني !
....: نجـــم !

أصدر طرقعه خفيفه لكلمة – تـؤ – هآز رآسه نفياً بـ إحبآط ..
بلحظه تجمّعت الدموع بعيونهآ متوسلـه بـ إسمـه إعقآباً على سخريته منهآ كونهآ هي إللي تفرض عليه مبتغآهآ جبراً !
سحبهآ من معصمهآ بـ هدوء ثم أجلسهآ جمبه على الكنبه بوسط صآلتهم مبآعد مآبين سآقيه مسند كوعيه على ركبتيه شآبك أصآبع يديه
إستنطقهآ بـ هدوء: هــآ .. أسمعـك

أشبكت أصآبعهآ لبعضهم بوسط حجرهآ رآده بـ إنغليزيّه خآفته متردده بعدمآ طأطأت رآسهآ في خجل: der is something hid
( هنآك شيئ مآ أخفيـه )

ضآقت عيونه لحد مآقآربوآ على الإختفآء .. توجس السـوء ..
حيث إنهآ مآتتحول لغتهآ معه لـ إنغليزيّه إلآ في حآلتين .. أكثر وقتهآ عِنداً أو أكثره جـدّاً ..
وبمآ إن الموقف مآيستدعي العند والمشآكسه , إذاً فـ إللي تنوي هي قوله وهو على وشك ان سيمعه كفيل لـ قلب موآزين كثيره مُستقرّه .... كمآ سبق ..... وحـدث !

هز رآسه إيجآباً حآثهآ تكمل لترمقه هي بنظره تحتيّه متفحصّه تقييماً لإنتبآهه ومدى اهتمآمه أو تقييماً لمدى هدوءه وإنضبآطه !
إللي على الأغلب بينقلب رأساً .........على عقـب !

....: not jus hid, but I lie about it also
( لم أقم فقط بكتمآنه بل كذبت عليك فيه أيضاً )
....: and what is it ?
( ومآهـو ؟ )
....:me first dat ull never be anger promise
(عدني أولاً أنك لن تغضب )
....:
( مآ الذي كذبتِ فيه ليلآ وأخفيتيه ! تكلمّي )
....:
( عدني أولاً )
....:
( وإن غضبت منك ! إنه مجرد غضب .. تعلمين أني لن أؤذيك )

رمقته بنظره متشككه صرحت تمآماً عن عدم ثقتهآ بآللي توّه وقآله ..
النظره إللي أخرجته لآشعورياً من شعور الترقب الجآد ...... للضحك !
....: ههههه come on
قآلهآ بـ مرح محآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن مكمل: تكلمي عآد ليلآ ترآ مآلي خلـق .. وبعدين هذي فرصتك الوحيده , تقدرين تعترفين اليوم بأي مصيبه من مصآيبك وبلآويك وأنآ مقدر أسوي لك شيّ
أغمضت عيونهآ بآلقوّه شآهقه نفس عميق مُشبّع كآملاً برآئحة عطره الصآرخ ليصيبهآ بـ خُدر سرى بـ كآمل جسدهآ ومعه إرتخت أعصآبهآ ملتصق جآنب وجههآ الأيسر بقميصـه موضع الصدر .. وبلآ وعي لفظـت: am still vergion
( أنآ مآزلت عذرآء )

بعدهآ الإبتسآمه بوجهه من إستشعر ثقلهآ إللي أمآل عليـه مستسلمـه إلآ إنهآ ومن وقع إللي لفظت به تقلصت هآلإبتسآمه لتصير نصفيّه .. نصف إبتسآمه .. تظهر وجهه بتعبير أبلـه !
همس بعدم فهم: still wt ?!!
( لآزلتي مآذآ ؟!! )

بهدوء سحبت نفسهآ من حضنه معتدله بـ ظهر مستقيم مطرقة الرأس بصرها موقع تشآبك أصآبع يديهآ فوق إلتصآق ركبتيهآ .. جآوبت بـ صوت خفيض مخنوق حرج: still vergion
( مآزلت عذرآء )
ضآقت عيونه محتده نظرآته .. إندهآشاً وإستنكآراً !
ثنى سآقه اليمنى تحته مآئل بـ جلسته ليقآبلهآ شآدهآ من ذرآعهآ الأيسر لتلتفت له سآئل من بين أسنآنه: wt da hell are u talking about !
( مآ الذي تتكلمين عنه بـ حق الجحيم ! )

بـ إظفر إبهآمهآ الأيمن المُركّب تمت تحفر تحت الأيسر لحد مآنفكّ ..
في أقصى محآولآتهآ لتحآشيـه .. تحسّ بـ أنفآسه المشتعله على مقربه منهآ تحرق جآنبهآ الأيسر وهي في أوهن حآلآتهآ مآتقوى على الموآجهه ..
تسمرت على وضعهآ مطرقة الرأس دون إلتفآت ليجيهآ صوته آمر من بين أسنآنه يظهر فيه نفآذ الصبر: تكلمـــــي
....: there ia na ………
....: تكلمــي .... عربـــــي

أمرهآ بـ جفآء حآدّ النبره المخنوقه من بين أسنآنه وبلحظتهآ تدفقت الدموع لعيونهآ متعلقه , ظهرت أول شهقـه قصيره مقطوعه كـ إفتتآحية لبدآيـة إنهيآر !
ومن فوره هـو زحف جلوساً خطوه وحيده جآبر بيسرآه وجههآ على الإلتفآت نحوه سآئل بـ صوت خفيض هآدئ النبره دون أي إنفعآل وإن كآن تعبيرياً: وش ذ الخوف كله ليـلآ ؟! قلبتي علي كل الموآزين .. تخآفين مني أو تستحيـن .. wt ever فـ أنآ مآحبيت الإثنيـن .. أول مره أحسّك مو على طبيعتك معي وهآلشيّ موترني أنآ صدقيني .. فيه شيّ غلـط

....: إحنآ اتزوجنآ يآنجم وأكيد رح تعرف الشيّ إللي كذبت عليك فيـه .. بس وآلله كنت نآسيه ومآتذكرت إلآ .. إلآ لمآ إستوعبت إنـو .. ممكن أنآ وإنت .... إحنآ الإثنين ..... كذآ يعنـي ...... فآهم ؟

تقوّس فمه هآز رآسه نفياً ... مآفهـم وجدياً هآلمرّه دون مزح أو إدعآء !
البرود بـ رد فعلـه أثآر حموّهآ هي أقصـآه ..

....................

وقفت بعصبيّه صآئحه بـ ضيق من جموده وعدم تفهمّه بديهياً قصدهآ والمُرآد تحديداً من كلآمهآ ..
....: إيش إللي مو فآهمـه ! عـذرآء .. زي مآ أنآ .. مآحـد لمسنـي .. لآ نـوآ ولآ غيـره .. وإن صآر هآلشيّ فـ إنت يآنجم الأول .. أول رجـل وأول علآقـه وأول كل شيّ بحيآتـي ولآ تسألنـي ليش كذبـت عليــك .. أيوآ كذبـت ومآكآن هآلشيّ على بآلي .. كذبت لأني حسيت إن هآلشيّ ممكن يقهـرك .. شفتك عصبت بس من فكرة إني على علآقه بـ أحد ثآني .. ولمآ شفت الحبوب وحسبت إنهآ لي لمنع الحمل .. أيوآ هي كمـآن لـي عشآن أقطـع البريود عنّي .. الصيدلي قآل إنهآ أحسن من الإبر في حآلتي .. إنت تعرف لمن تجيني البريود إيش إللي يحصل فينـي .. وعلى يدّك بس إتأجل زوآجنآ شهر بسببهآ .. تمرضنـي وبسببها مآ أقوى على شيّ وهآلشيّ صآر من قبل كثيـر وصآحب البينزينـه هددني يفصلني من الشغـل وكلّـه بسبب تعبـي منهآ .. هذآ هو السبب .. وبــس

كلمآتهآ كآنت صآرخه .. أفرغت فيهآ بآقي المكبوت من مشآعرهآ والمكظوم من غضبهـآ على مدآر شهورهآ الفآئته وإن كآنت أحوآلهآ قد تعدّلت إلآ إن المدفون تحت الرفآت ثقيـل على نفسهـآ ..

توّ مآ أنهت كلآمهآ بـ زفره حـآره مآسحه على شعرهآ بـ السحب القوي وصولاً لمؤخرة لرآسهآ وكأنهآ أخيراً تحررت ! .. وقف هو عن مكآنه بوجه كظيم عآبس .. عقدة حآجبيه قآسيه ونظرته متوعده غآضبـه ..
أعقب بـ جمود حآد اللهجـه أقرب للوعيد: وقسم بآلله إن كآن هآلكلآم مزح يآليـلآ .......!
....: مو مــزح .. الحين أو بعدين رح تكتشف هآلشيّ , خلآص إعترفت وإنتهيت .. سوي إللي تبيـه
ضآقت عيونه إستنكآراً غير مُصدّق !

فوق فعلتهآ الخآطئه بـ الكذب أولاً وإخفآء حقيقة هآلفعل والتمآدي في الكذب ثآنياُ .. تظهـر الحين وآثقـه وكأنهآ بفعلتهآ فخوره غير مهزوزه ولآ مبآليـه !
مرر لسآنه على شفتيه هآز رآسه إيجآباً وبآلقوّه: أسوي إللي أبيـه !!!
كـ ردّ فعل دفآعي عفوي من إستشعرت الخطـر .. إرتدت خطوه خلفيـه كآنت متخوفّه خوف وآضـح كمآ عيونهآ المرتآعه بـ ترقب لرد الفعل التآلي من تجآهه !
خوفهآ الوآضح منه وإن كآن حسياً يظهـر ملآمحهآ في منتهـى البرآءه ..
للمرّه إللي مآلهآ عدد , يعلـن إنهزآمـه !
أرجع رآسه للخلف يناظر مآفوقه بـ عضة شفه سفلـى شآد شعـره وبـ القوّه !

....: ليش يآليـلآ ؟!
همست بـ وهن أقرب للإنهيآر: قلت لك يآنجـم
....: وليش مآصآرحتيني من قبل ؟! من متى والوضع بينآ قد تعدّل !
....: قلت لك ..... كنت ....... نآسيـه
ضآقت عيونه إستنكآراً هآمس: نآسيـه !!!
....: مآجت فُرصه وآلله أعلمك .. صدقنــي .. نجم لآتعصب عليّـآ
....: أعصـب !!! ونآسيـه !!! ومآجت فُرصـه !!! إنتي مستوعبه كلآمك ؟! مستوعبه إني أيآم مآكنت أنآم لأني مو قآدر أنآم وإنتي السبب ! إنتي السبب لأني مو قآدر أطرد صورتك من بآلي وأنآ أتخيلك مع ذآك الزفت .. أفكر شلون صآر هآلشيّ .. شلون كآنت البدآيه وويـن ولـكم من الوقـت !! حتى الوقت فكرت فيـه آلله يلعنــه نــوآ ويلعــن أمّــه يآليـــلآ

رمشت بتوآلي بعدمآ تجمعت الدموع بعيونهآ على وشك الإنهمآر .. توسلته بنظرآتهآ المستعطفه كمآ الأطفآل يهدئ من إنفعآله لو بـ خفض الصوت ليرد مكمل بذآت العصبيّه وجهوريّة النبره: لآنوم ولآ أكل ولآ شغـل وشـرب سقآيـر زفـت .. كل شيّ بحيآتي توقّف بس لأجل الشيّ إللي المفروض إن معه بدت حيآتك إنتي والحين أعرف إنه كلـه هـوآ .. وطول هآلوقت وأنآ قآعـد آكـل هـوآ ! ببسآطه كذآ عندك am still vergion ! وبعدين تعآلي هنآ .. تعآلي .. شلون يعني مآجت فرصه تعلميني ! حضرتك سِت ليلآ سألتيني عآدي أتزوجك وأنآ دآري إنك سلمتي نفسك لذآك الزفت وإن منّك عذرآ , يعني لحد زوآجنآ وكنتي تلعبين فيني يآليلآ

....: أنآ آآآآآسسسسفــه
قآلتهآ بـ نبره مشحوحه مسحوبه شبه مسموعه , طآلبه سمآحهآ وغفرآن ذنبهآ بنظره كسيره من عيون دميعه ليوليّهآ هو ظهرهآ متخصر عآض على طرف شفته السفلى وبآلقوّه .. مآعآد فيه قوّه للإدعآء ..
حتى بـ إدعآءه الغضب منهآ كآن هو المنهزم قبآل الدموع من عينيهآ أو الهمس من شفتيهآ ..
إجتيآح عنيف تملكّه لمجرد التصديق لفكرة إنهآ عذرآء .. عذرآءه وهو رجلهآ الأول ..
مآل فمه بـ إبتسآمه مطبقه جبراً .. يحس بـ كوميديآ الموقف واللحظـه .. شيئ من الشفقـه بقلبـه ..
كثر مآيبيهآ الحين أكثر من أي وقت كثر مآيتمنى إنهآ مآتطآوعه ..
كونهآ مرتّهآ الأولى لآبدّ أن يرفق بهآ وهو الشيئ إللي مآيضمنه أبداً في ظل ظروفه الدآخليّه المضطربـه تحت تأثير عنفوآن ثورته وإهتيآجـه !

إرتجـى بقلبـه متمني " إنجـي بنفسـك يآليـلآ وإبعـدي عنّـــي " !
وكأنهآ إستمعت لتمنيآته القلبيـه ...... لكن بـ العكـس !
قشعره كآنت القآضيه بـ النسبه له من مجرد لمستهآ السطحيّه لذرآعه الأيسر طآلبته السمآح بمنتهى الطفوله والبرآءه والرقّه: لآتزعـل منـي يآنجــم

إبتلع ريقه بآلقوّه مغمض عيونه بذآت القوّه ..
نبضآته كل مآلهآ في التسآرع والإحتدآد .. يحس بتأجج حرآرته .. يحس بـ الإشتعآل ..
إنشد بـ جسده المنفعـل كُلّ عصــب .. إستقآم وإنتصـب ..
إلتفت لهآ بـ حِدّه مُدعي الغضب بملآمحه الوآجمه وكلمآته المُبطنه القآسيه: أغلآطـك كُل مآلهـآ تزيــد يآليـــلآ
أطرقت رآسهآ يتآكلهآ إحسآس الذنب بـ حقه ضآمه يديهآ لوسط جسدهآ هآمسه بـ إنهزآم: عآقبنـــي
مآل فمه بـ إبتسآمه لو شآفتهآ كآنت تبيّنت صدقـهآ وكذب إدعآءه وإنه أبداً أبعد مآيكون عن مجرد إحتمآلية غضبـه من تصرفآتهآ أو نقمـه عليهآ من أفعآلهـآ !

بحركه سريعـه فُجآئيـه مبآغتـه .. مآتدآركتهآ هي ..
رفعهآ فوق كتفه الأيسر صوب غرفة نومـه وإبتسآمة إنتصآر ملتويه بوجهه وهو يسمع صرخآتهآ الجَزِعَـه الهَلِعـه: لاآآآ يآنجــــم لآآآآآآ أي عقــآب ثآنــي آلله يخليـــك لآآ مو كــــذآآآآ
....: ليش هو بكيفك ؟ شرآيك تختآرين عقآبك بنفسك سِت ليلآ ؟

....: لآآآآآآ يآمــــآآآمــــآآآآ
....: إيه سلميلــي على مآمـآ
....: لآآآآآآ مآآآآبــــــــي ءآآآآآآ
....: سكتـي بس .. بدري على الصيآح توّ مآصآر شيّ
قآلهآ بعدمآ أنزلهآ على السرير جآلسه على طرفه محتضن سآقيهآ المضمومتين إلتصآقاً بين سآقيه رآفع ريموت المكيف يضبطه بـ تجآهل تآم لتوسلآتهآ المختلطـه بـ بكآء كآذب: آلله يخليك يآنجـم مآآآبي .. مآآآآبـــي
فركش شعرهآ بـ أصآبع يسرآه هآمس: آششش خلآص إهـدي

مسكت يده المدآعبه لفروتهآ محتضنتهآ بـ ترجي بعدمآ طبعت عليهآ قبلآتهآ السريعه متوسله: آلله يخليك يآنجم .. آلله يخليك خليني أروح
....: ههههه بـ آلله ! وش إسلوب الشحآذه هذآ ! وين تبين تروحين إن شآلله
ضربت رجولهآ بـ الأرض معترضـه بـ صيآح طفولي: مآآبــــــي .. مآفي شـيّ بـ الغصـــب
رمى قميصه الأبيض ليتم وآقف قبآلهآ عآري الصدر يضحك: هههه وإنتي كل مآ إنحشرتي قلتي مآفي شيّ بـ الغصب ! أقول إسكتي أحسن لك لأوريك شلون الغصب

إتسعت عيونهآ بـ ذعر من أحست بـ دنو الأمر المحظـور ووقوعـه فعلاً ..
بآءت توسلآتهآ بـ الفشل إذ إن هآلنجـم المثآر كلياً قد أعلن إستسلآم نفسـه لـ نفسـه .. أملهآ في إيقآف أي شيّ على وشك الحدوث يكآد يكون مستحيـل ..
رقّت ملآمحهآ ولآنت نبرتهآ مستجديّه: نجـــم
بـ وسطآه وسبآبته اليمنى مضمومتين دفعهآ بـ رفق من كتفهآ الأيسر لتميل بـ رخو وتبآطئ لمآ ورآءهآ هآمس بـ عذوبه: قلــب نجــم

إرتفع صدرهآ بشهقـه عميقـه مسموعـه من أحست بنعومة الفرش من تحتهآ ومرونة المرتبه أسفلهآ ..
تفآجئت ودون وعي منهآ بـ تمدد نصفهآ العلوي إستسلآماً إثر دفع إصبعيـه الهآدئ لهآ ودون أيّ مقآومـه !
همست بـ وهن بآلـغ بعدمآ تملكتهآ حآله من الخدر الكآمل أثقلت لسآنهآ لتبين كلمآتهآ بطيئـه شبه مسموعه: هـذي أوّل مرّه ليّآ يآنجـــم

....: وعشآن هذي أوّل مرّه لك رح أحآول أكون حنون ورومآنسي .... لآتخآفـي
أخرجتهآ كلمآته المآزحه من حآلة السلآم والإستسلآم شآده ظهرهآ وعروق عنقهآ محتده نظرآتهآ المعلقه عليه بـ إنشغآله في رفع طبقآت فستآنهآ عن سآقيهآ سآئله بـ شيّ من عدم الفهم والبلآهه: وبعد كذآ إيش بتكــون !!!
جآوبهآ بعدمآ إعتلآهآ كخيّآل فوق فرسه ضآحك على هيأتهآ المصدومه , المذهوله .. والمرتآعه: عـــررررربجــــــــــــي !


/
/


السعوديه ..
مسآء اليوم التآلي ..

خطى خطوآته المتسآرعه تلبية لإتصآل أخوه الأكبر طآلبه الحضور لوآحد من مجآلسهم ..
أكثر مآيريبه هو طلبآت الحضور المُفآجئه بلآ سبب وعلى وجـه السُرعـه !
توقفت حركة شدّه لأطرآف شعره الكثيف من مقفآه بمجرد مآطآحت عيونه على التجمّع إللي أذهلـه !
صـف وآحد مترآصين بـ التجآور .. إخوآنه أحمد وطلآل .. ثم عمّه معآذ وعلى يسآره ولـده فآهـد !

أحآطهم جميعاً بنظرآته المدهوشه المتفآجئه للحظآت أنهآهآ ببلعة ريق متوتره إنشدوآ من بعدهآ شفتيه بـ إبتسآمه مُجبره رغماً عن إحسآسه بـ توجس السـوء مُرحِبّ بـ عمّه وولده: حيآلله .. أهليــن

..................
ردّ مبتلع ريقه من تجآهلوآ ترحيبه يناظرون بعضهم النظرآت الغآمضـه ممتقعه وجيههم بـ حنق !
الشيّ إللي مآبث لنفسـه إلآ الإرتيآب !
فآهد إللي قرر أخيراً المبآدره مردف بـ هدوءه المعتآد: تعآل رآمـز .. اقعـد
كمآ المُذنب بغرفـة الإعترآف .. جلس على كنبـه بمفرده ومقآبلهم جميعاً بآسط رآحتيه فوق أعلى وركيه جآبر نفسه على الإبتسآم سآئل بـ عفويّه: خير يآجمآعـه ... ! عسى مآشـرّ !

ضيق طلآل عيونه لثوآني رآمقه بنظره تفحصيّه ثآقبه تقييماً للمتبدّل في هيأتـه .. بـ عآدة رآمز , مآيثبت على شكـل ولآ هيئه لأكثر من شهرين متتآليـه ..
وبعآدة طلآل , مآيشعره رآمز وهيأته إلآ بـ الإشمئزآز والتقزز كونه متمرد على العرف والتقليـد , خآرج عن العآدآت ..
إمآ بـ ملآبسـه غريبة التصميم أو بـ قصآت شعـره .. وألوآنـه !
كآن المُلفت هآلمرّه هو لون خصـله من شعر رآمز وإللي كآن زرقآء بنفسجيّـه !
بلل شفتيه ثم أطبقهم خآفض بصره للأرض من تدآرك نظرة التحقير بعيون طلآل !

أبو فآهد إللي يدري تمآماً عن سوء العلآقه مآبين رآمز وطلآل وسببهآ عدم تقبل طلآل لسلوكيآت رآمز الشآذه عنهم جميعاً .. زفـر بـ هـمّ مسموع , إذ إنه مو وقته أبدّ خلآفآتهم السطحيّه هذي الحين !
أردف بصوت رخيم هآدئ: إسمع يآرآمـز ..
بـ إنتبآه نآظره رآمز رآفع حآجبيه: ســم

....: رآئف قبل يهد البيت قآل إسألوآ رآمـز
بـ صدمه بزغت عيونه مآط رقبته بعدم تصديق ليكمل طلآل بـ نبره جآفه حآنقه مآثلت نظرآته الحآقده: مآحد يدري عن سبب كل ذآ إللي صآر غيرك .. تكلّـــم
أُثبِـتَ فعلاً ظنه بـ التشبيـه كونه مُذنب وبجلسـة إعترآف محآط بعدد من المحققيـن !
أخفض بصره للأرض مآئل النظره المتكدره لليمين رآص على شفتيه وبآلقوّه لآئـم " ليش يآرآئــف !! ليش تحطنـي بهآلموقــف !! "
....: هــآ

بسرعه رفع رآسه بـ إنتبآه من شروده من إستنطقه أحمد أخوه وهنآ تضآعفت الصدمـه !
رآئف بآللي سوّاه تآرك له الكُره بملعبـه أوقفه على شفير الهآويه ..
الهآويه إللي مآرح يطيح فيهآ إلآ بضغط من إخوآنه عليـه .. أحمد منهم خصوصاً ولآ شلون يعترف هآلإعترآف !
شلون يعلمهم إن رآئف فعل مآفعل بمرته ولأي سبب سآرد عليهم القصّه إللي مآرح يشبعهم مجرد رؤوس أقلآم منهـآ القصّه إللي بطلتهآ تكون مرتـه !
مرته إللي تكون أخـت لـ زوجـة أحمـد !
دآمه بـت بـ الموضوع , إذاً لآبُدّ من سرد التفآصيـل !

أرخى كتوفه زآفر بـ إحبآط قبل مآيلفظ قوله مُتأني: رآئف مآهوب المخطئ ..... معـذور
ضآقت عيون أحمد إللي سأل مستنكر: شلون يعني مآهوب المخطـئ !
شتت أنظآره يمنه ويسره فآرك جبينه بـ أطرآف أصآبعه ..
محآولته في تجميع الكلآم وإلقآءه إستشعرهآ كل الموجودين تآركين له المسآحه وبـ رآحه مرآعآة لـ حآلته المرضيّه في بُطئ تجميع الكلآم والسرعه المفرطه في إلقآئه من بعد التجميـع !
يظهر عليه جلياً التوتر وكذلك التردد !

إستنطقه عمّه بـ هدوء مُطمئـن: تكلّم يآرآمز مآعليـك .. قول يبـه .. شـ السآلفـه !
ألصق رآحتيه ببعضهم خآفضهم لمآ بين فخذيه إللي أطبقهم على يديه مجآوبه بـ خفوت حَـرِج شبه مسموع: مآعندي شيّ أقولـه
بـ عصبيّه صفق طلآل أعلى وركه الأيمن برآحته اليمنى بآزغه عيونه بقهـر مغتآظ بآللحظه إللي ربّت فيهآ أحمد على وركه حآثـه بـ تهدئة الإنفعآل ليرد طلآل مآسح على وجهه معتصر ذقنه مستغفــر !
أطبق عمّه فمه للحظآت من الصمت والسكون الجمآعي قطعهآ بـ هدوء صوته وثبآته: رآمـز .. مآيصير يبـه , ذآ موضوع كبير ولآزم نعرف وشهي السآلفه بـ الضبط ! زوجآت أخوك الثنتين تطلقوآ بوقت وآحد ذآ وش معنآته ! وشهو إللي صآر ورآئف مآهوب مخطئ فيـه ! وشهو ذآ الخطأ الكبير إللي أخطوه زوجآتـه ! تكلّم يبـه مآحد غريب .. الموضوع بـ الأول والأخير يخصنآ ..

ضآق صدره وكذلك توجمّت ملآمحه بـ ذآت الضيق ..
بآغته إحتقآن مُفآجئ بـ الحلـق و وكذآلك صُدآع مُبآغت .. شفتيه إكتسبت شيئ من الحرآره , أنفآسـه مُشتعلـه ..... صآبـه المــرض !
هرب رآئف من موقف الموآجهه والتبرير أو حتى غلق الموضوع بـ كلمـه نآهيـه تآركه إهـو بوجـه المدفـع ! وش إللي كآن بيخسره إذآ مآذكر إسمه من الأسآس !
كآن عن قصد وتعمّد أن يترك له مهمّـة إنهآء موضوعه المفتوح في موآجهـة الجميـع !

أطلق زفرته البآئسـه مُعلن إنهزآمـه .. أردف بـ صوت خفيض مُتأني مُرآعياً نفسـه لـ إسرآعه في الكلآم ..
آخر مآيبيه إهو سمآع أحدهم طآلبه يعيد إللي قآله .. إللي بيقوله بـ الحيل رح يلفظـه ولمره وآحده ووآجب عليه الهدوء والتأنـي !
....: مدري عن بنت خآلتي ولآ أدري وش علآقتهآ بـ الموضوع أسآساً وليش طلقهآ .. السآلفه تخص بنت عمـي محصـن ..

لفظ الإسم رآفع رآسه من بعدهآ تحديداً لـ أحـمـد مترقب ردة فعلـه بـ خصوص الإسم إللي يخصّـه وكونـه إهو الوحيد المعنـي بـه ..
وفعلاً .. من وقع الإسم تأهبت حوآس أحمد بـ إهتمآم مستحضر كآمل تركيزه ..
ضآقت عينه اليسرى بميلة رآس خفيفه مستفهم تعبيرياً ليرد رآمز مكمل بـ بــرود وهو يتحسس بأنملة سبآبته اليمنى الخطوط بوسط كفّه الأيسر: مقدر أقول أكثر من كذآ لأنه شيّ خآص .. ولآحد يضغط عليّ أو يجبرني لأني مآرح أتكلم .. رجــآءاً .... مآعندي شيّ أقوله

صفق طلآل يديه بصبر نآفذ مستغفر ربّـه في حين أعقب أحمد بعصبيّه مندفع لتتعلق عليه كل الأنظآر بذهول: غصــبن عنـــك تتكلـــم .. وشهو إلي خآص ومآخـــآص ! وش ســوت مرت رآئـف بنت محصــن تكلّــم !

وقف رآمز مهتآج بعصبيّه أحـدّ وإنفعآل أقوى: لآتتوقع مني أحكي لك تفآصيل أكثر عن شيّ خآص بين رآئف ومرته أنآ عرفتـه صدفــه يعني مو رآئف إللي تونس لي وقعد يسولف معـي .. صآحب الشآن بنفسـه مآتكلّم ولآ قآل شيّ ليش تطلبوني الحين أنآ أتكلّـم لآ وبـ الغصب بعـد ! وشهـو إللي بيغصبنـي ؟!! إيـه .. وإذآ على بآلكم فيه رجعـه .. إنسوهـآ .. رآئف مستحيل يـرد بنت محصـن عبدآلله .. أمآ عن حوريه بنت خآلتي فـ مدري عنهآ شيّ .. إستفهموآ عن الموضوع بمعرفتكم ولآحد يدخلني بـ السآلفـه .. مو كآفي اثنين من خويّآي مدري بعد إللي سوّآه رآئـف وش مصير علآقتي معهم بعد مآطلـــق خوآتهـم ........!


/
/


إعتدلت بـ الوقوف من بعد إنحنآء نصفهآ العلوي على بنتهآ إللي هدأت أخيراً وإستكآنت لـ نومـه عميقه بسريرهآ الهزّآز والمعلـق بـ نفس غرفـة نومهآ ..

زفرت نفس مُرهـق مقبصه بيمنآهآ جآنب عنقهآ الأيسر المُشنّـج هآزه رآسهآ بحركه رتيبّه يمنه ويسره قآصده تليين التصلّب وفكّـه بآللحظـه إللي أجفلهآ فيهآ بدخوله المُعلن بـ صوت إغلآق البآب من ورآءه لتلتفت له بتفآجئ مآسرع مآتدآركته ببلعـة ريق متوتره خآفضه بصرهآ للأرض عآفطه جآنبي قميصهآ البيتي بقبضتيهآ ليوصلهآ صوته هآدئ بعدمآ وقف قبآل مرآية التسريحـه وبدآ يفك الكبكآت من معصمي ثوبـه ينآظر بـ إنعكآسهآ من ورآءه مُطرقة الرأس كمآ المُذنب ..

....: لمتـى يآشـروق !
أخفضت رآسهآ دون ردّ ليزفر هو بـ همّ مُطبق الفمّ منزل كبكآته الفضيّه على الطآوله ملتفت لهآ خآطي خطوآته الهآدئه تجآههآ وإللي ترقبتهآ هي بنظرآتهآ التحتيّه المعلقـه على قدميـه لحد مآتوقفت حركته تمآماً قبآلهآ يديـه فوق لوحي كتفيهآ نآطق إسمهآ بـ خفـوت لتستجيب هي بـ البطيئ رآفعه له رآسهآ بـ بصر مخفض حرج , وهـرب ..
....: نآظريني أشوف !
من فورهآ تجمعّت الدموع بعيونهآ متقوس فمهآ بـ دفآع عفويّ عن النفس هآمسه بصوت مخنوق متحشرج: وآلله مآلي دخــل يآ أحمــد

ردّ وأغمض عيونه بـ همّ لثوآني أعقب من بعدهآ بفعلـه جآذبهآ بهدوء لصدره مُسند جآنب وجهه الأيسر فوق رآسهآ يسرآه مبسوطه وسط ظهرهآ ويمينـه حآنيه هآدئه متحسسه لذرآعهآ الأيسر: أكيد مآلك دخـل .. ودآري هآلشيّ , ليش تحملين إنتي نفسك شيّ مآلك علآقه فيـه !

....: دآرين أختـي يآ أحمــد
....: لآتزر وآزه وزر أخرى , هآللي صآر يخصهآ هي , بينهآ وبين رجلهآ ..
إبتعدت عنه رآفعه له رأسهآ سآئله بـ همس: ودريتـوآ عن الموضـوع ؟!
قوس فمه مآيدري هآز رآسه نفياً بـ خفّه: تونآ كنآ مجتمعين تحت , رآمـز عيّآ يقول شيّ .. عمي معآذ إستفرد بـه وإهو الوحيد إللي درآ

وكأن أحشآئهآ شُفطـت , إنقبآضه قويّه أصآبتهآ بذهول جمّد كآفة إنفعآلاتهآ لتبين بثبآت مُطـلق تدور بهآ الدُنيآ وتحط دآخلياً .. بآرده , جآمده ظآهرياً ...
وإشمعنى رآمز خصوصاً ! معنآه إن السرّ إنكشف بعدمآ كآن مدفون بـ سفح البير لـ رآمز وإللي شكلـه طفـح بعدمآ أخبر بـه عمّه ! شلون رآمز أسآساً على علـم بهآلشيّ ! معقوله بلآهة وآئل توصل إنه يعلّم خويّه بشيئ في مثل حسآسيّة هآلموضوع لو من بآب الفضفضـه !
لفظت دآخلياً بشيئ من عدم التصديق ختآماً لتسآؤلآتهآ القلبيّه المضطربه " ويحــــك يآوآئــــــل ! "

....: دآري وشهو إللي تفكرين فيـه
بسرعه ثبتت عيونهآ البآزغه ذعر وإرتعآب لعيونه إللي تبسمت بـ إرهآق قآصد تهدئتهآ وإمتصآص خوفهآ: مآلك دخل يآشروق لو إنهآ أختك .. مآرح آخذك بذنبهآ أياً كآن هآلذنب ..... لآ أنآ ولآ أي أحد بهآلبيـت
شروق: ..........
....: مآله دآعي تتهربيّن منـي كل مآشفتـك , ومآله دآعي تنعزليـن بغرفتـك ..
لآشعورياً تدفقت دموعهآ خآفضه بصرهآ بنظره كسيره هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بـ مرآره: مآحد بيحس فينـي
رفع بصره للسقف مطبق الفمّ بـ إبتئآس , مهمآ حآول التخفيف عنهآ وإرضآءهآ كلآمياً إلآ إنه يدري عن صعوبـة موقفهآ وإحسآس الذنب إللي يشملهآ كونهآ أخت لـلي صآرت الآن طليقـة وآحد من إخوآنـه ..
وآجبه يتعذر لهآ حسآسيتهآ المفرطـه والأخذ بيدهآ لحين تجآوز الموقف وتنآسيه مبدئياً لحين نسيآنـه فعلياً ..

بـ حنـوّ ورقّـه جذبهآ لصدره مٌطبق حول جسدهآ من منتصف ظهرهآ بـ تكتيفة سآعديّه هامس بـ عذوبه: كلنآ حآسين فيـك ومقدريّن موقفك .. مآ أبي إحسآس الذنب هذآ اللي مآلك دخل فيه يتمآدى فيـك ويتمكن منّـك .. وآلله يآشـروق مآتبدّل شيّ ولآ رح يتبـــدّل .......


/
/


على ذرآع الصوفآ الكحليّة المنقوشه بـ تطريز ذهبيّ اللون بـ غرفة نومـه أنزل المشفه الصغيره البيضآء بعدمآ جفف بلل وجهه من ميآه إستحمآمه مستغفـر بهمـس شبه مسموع ليجيه صوتهآ نآعم هآدئ مقتربه صوبه: نعيمـاً

نآظرهآ بـ إرهآق وهو يمدد سآقيه فوق سريره إللي رقآه مسند ظهره للخلفيّه الخشبيّه المنجده بـ شآموآ كحليّه بنقوش ذهبيّه كمآ الصوفآ فآرك مآبين عيونه بـ تعب مُعقب: آلله ينعم عليـك
جلست بـ آخر السرير ممسكه برجله اليمنى من الأصآبع هآمسه: مآقلت لي إللي صآر !
....: مآصآر شيّ
تقآربوآ حآجبيهآ مستفهمه: شلـون ؟! رآمز مآيدري !
شدّ فمه المطبق بقهر مردف بـ جفآء يظهر فيه غيظه: يدري .. هآلخكري ... يدري ومآتكلّم
إرتفعوآ حآجبيهآ إستغرآباً سآئله: وإشمعنــى ؟!

زفر بضيق لآوي فمه المطبق بـ تفكير ضآقت فيه عيونه المآئله يمنه: دآري إن مآورآ السآلفه إلآ البلآ , وبلآء كبير بعـد .. ودآري إن رآئف مآعنده إنضبآط على إنفعآلآته وقرآرآته تجي سريعـه بلحظة غضب إهو نفسه مآيدري عنهآ ولآ يحس فيهآ بس هآلمرّه غير ..

....: طلآل إنت مو قلت رآئف بنفسه إللي قآل العلم عند رآمـز ؟!
طلآل: إيه .. ورآمز صدق يدري وعنده شيئن دآسـه بس مآتكلّم .. مآقآل إلآ لـ عمي أبو فآهـد وعمـي بعد مآدرى مآتكلّم إهو الثآنـي بس شكله الموضوع كبير لأنه قطـع أي نقآش وشكل مآعنده نيّه أبدّ إنه يكون فيه نقآش لو بعديـن
إحتدت نظرآتهآ إستنكآراً مقوسـه فمهآ إستغرآب ليرد هو مكمـل: بس إللي عرفنآه إن رآمز مآيدري إلآ عن بنت محصـن ويدري ليش رآئف سوآ بهآ إللي سوّآه , أمآ بنت خآلتي فـ مآيدري وش إللي ورآهآ !
....: يمكن حور لهآ علآقه بسآلفة دآرين ؟! ولآ شلون يطلقهم ثنينآتهم بنفس اللحظـه وقبلهآ ينطقـون هآلطـق ! فيه شيّ وكبير بعـد , طلآل إنت لآزم تعرف وش الموضوع من أصلـه .. شروق أسألها ومثلها مثلنا .. ماتعرف شيّ عن اختها

....: شتبينـي أسوي يعني يآمرآم ؟! رآئف وهـدّ البيـت تآرك الموضوع بيد رآمز يكشفـه ورآمز مآقصّـر .. مآفتح فمّه وشكلـه مآرح ينفتـح
مرآم: مو تقول رآمز قآل كل شيّ لـ عمّك أبو فآهـد !
طلآل: كآن زين خذينآ شيّ من رآمز .. عمّي مستحيل يعلمنآ بشيّ , شكل السآلفه بهآ سوآد الوجـه

بسطت رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ مفرقة الأصآبع تنآظره بـ إحتدآد متخوفّه ليكمل هو بـ إحبآط: الشكـوى لله
مرآم: طيب وحوريّـه ؟! إنتم عآيلـه .. شبيصيـر !
طلآل: إتفقنآ على بكره إن شآلله نروح لهـم ونعرف وش سآلفة حوريّه بعـد

مسحت على جآنب وجههآ الأيمن بـ السحب معقبه بـ رجآء بآئس , خآفت فآتـر , وشبه مسموع: لطفك يآرب وسترك ......

/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 19-08-16, 01:57 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/

بـ تحآمل على نفسهآ جبراً وبـ كســل ...

إعتدلت من وضع التمدد للإستقعاد سآنده ظهرهآ العآري تمآماً لخلفية السرير إللي إبتعدت عنه من فورهآ بعدمآ سرت قشعره بآرده على طول عمودهآ الفقري نتيجـة ملآمسة بشرتهآ الدآفئه لـ برودة ظهر السرير المُنجّد بـ جلـد أسود اللون منكمشه على نفسهآ متحسسه ذرآعيهآ المكشوفين بـ حرآره نآقله عيونهآ المنتفخـه من إثر نومهآ العميق لـ سآعآت طويلـه متوآصله بين أركآن الغرفـه الرتيبـه ..
لوهله أولى إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم إستيعآب للي تشوفه حولهآ وهي محآطـه بـه ..

سرير وثير عريض الحجم , مُريـح .. قريب من الأرض الأبلكآج سودآء اللون من تحتهآ , على يمينهآ بلكـون مكشوفة الستآئر الرمآديّه الخفيفه بـ قمآش الشيفون المنسآب فوق بآب الومينتآل جرآر .. بعرض الجدآر كآملاً يظهر من خلفه ضوء أحمر آللون تهيأ لهآ إنه ضوء الشمس وقت الغروب إن مآخآب حدسهآ أو إنهآ بعدهآ بغيبوبـة مآبعد الصحـو وعدم الإدرآك !

على يسآرهآ دولآب بسيط التصميم مكون من ثلآث ضلف .. إثنين منهم طرفيين منجدين بـ جلد أسود مآثل خلفيـة السرير في حين كآن الضلف الأوسط مرآيه طوليّه لـ بآب جرّآر وبـ جآنب الدولآب بآب الغرفـه المفتوح ..

قبآلهآ بآب سوكريتي معتم فوقه ستآره خرزيّه متدلي بـ الطول منهآ أحبآل معقوده بـ مكعبآت وخرزآت حمراء آللون وفضيّه .. بيضآء , سودآء .. ورمآديّـه ..
أقفلت عيونهآ بآلقوّه هآزه رآسهآ المُثقل قآصدة إفآقة نفسهآ من إللي مآقدر عقلهآ يستوعبـه دآقه بقبضة يمنآهآ جآنب رأسهآ الأيمن حآثه نفسهآ بـ إنزعآج: wake up, wake up
زفرت من فمهآ المضموم مستسلمـه فاتحه عيونهآ وبتبآطئ متردده لتفآجئ بنفس المشهد .. نفس الوضـع .. ونفس المحيـط ..

إرتفع بصرهآ للمكيف العريض أسود اللون معلق بـ الجدآر الرمآدي قبآلهآ مبآشرة مآتدري بـ الضبط هآللي تحسّـه برد أو دفـى !
إنخفض بصرهآ لصدرهآ بوجه متجهم عآبس لتفآجئ بـ عُريّهآ الكآمـل شآهقه نفس مذعـور مُحتـد سآحبه عليهآ المفرش الستآني أحمر اللون ملتفته يمنه ويسره بـ إرتعآب !

لحظآت من الإرتبآك الإنفعآلي مآتدري وين تروح وشلون تقوم .. وينهـي بـ الضبط ووشهـو إللي صـآر , لحـد مآتسعت عيونهآ لآخرهم منفغر فمهآ بدهشـه لحظيـه من تبآدر لذهنهآ أحدآث ليلتهآ الفآئته بكآمل تفآصيلهآ المثيره !
ليلتهآ إللي إبتدت بـ حصآر نجمهآ لهآ دون أدنى مقآومه منهآ أو رفـض لـ سآعآت متوآصله من النشوه والإهتيآج العآطفـي أتمتهـم بـ أقصى أحآسيس المتعـه والإنتشـآء ..
قبضت على مفرشهآ بكلتآ يديهآ من إستشعرت صوت فحيح نعـل محتك بـ الأرضيّه الأبلكآج .. على مقربــه !

وبلآ تفكيـر غآصت تحت مفرشهآ مستتره بكآملهآ مُدعيه الوضع إللي توّهآ وأفآقت منه ..
لحظآت من الترقب محتده أنفآسهآ المضطربه لحد مآوصلهآ صوته سآخر: قومي بلآ تمثيل .. شفتـك صآحيـه
بسرعه أبعدت الغطآ عن وجههآ معتصرته بقبضتيهآ فوق صدرهآ بـ حذر الآ يظهر منهآ شيّ آمرته بـ جفآء: إطلـع برآ فـوراً , سآمـع !
إمتقع وجهه لآوي فمه المطبق إستنكآراً معقب بـ برود: هذي صبآحيّه تبدينهآ مع زوجـك ! هذآ وأنآ تآركك بكيفك لين غربت الشمس وإنتي نآيمه سطيحـه

ثبتت عيونها على ظهره العآري وآقف قبآل البلكون مستند لبآبه الألومينتآل الشفّاف العآكس بسآعده الأيسر المرفوع وبيمينه كوب زجآجي شفآف , برتقآلي المحتوى ..
ظهـره وآسـع , عريض المنكبين ضيق الخصـر .. تظهر عضلآت لوحي كتفيه من الخلف بآرزه ..
أسمر البشره البرونزيّه مآيستره إلآ بنطلون قطنـي أسود اللون خصـر وآطـي مربوط بعقده أمآميّه ..
....: إطلع يآنجـم أبي أبدّل ملآبسي

إلتفت لهآ بوجهه نصف إلتفآته بعدمآ إبتلع أول رشفه من العصير: يآقلب نجم إنتي أصلاً مآعليك ملآبس عشآن تبدلينهآ
....: ءآآآآآآآآآ
قآلتهآ بشغب طفولي إدعآءاً للبكآء أو تعبيراً عن الحرج موآريه كآمل وجههآ تحت غطآهآ ليجيهآ صوت ضحكه كل مآله بـ الإقترآب لحد مآجلس جمبهآ مبعد الغطآ جبراً عن وجههآ: ههههه قومي أشوف
....: خلينـــي
....: تخسين عآد , مخليك أربعطآش سآعه نآيمه مآكفّآك !
....: طيب اطلع البس ملآبسي وبعدين نتفآهم
....: قومي طيب البسي
....: إطلع برآ أول
....: وإشمعنـى !

رفعت سبآبتهآ المهتزه لمآ بين عيونه مغتآظه: إسمع إنـت .. لآتستهبـل وتسوي نفسك مو فآهم ..
مآردّ إلآ بـ ابتسآمه مُطبقه ممسك سبآبتهآ مثبت بنآنهآ فوق شفتيه مقبّله بهدوء هآمس: بشويش طيب لآتعصبين
بـ سرعه رفعت إصبعهآ من فوق شفتيه منتشله يدهآ من بين يديه مُشـتته أنظآرهآ المتوتره ببلعة ريق مردفه: طيب إطلع عشآن ألبس وأفطـر .. مره جيعآنـه
مآل برآسه يمنه كـ إشآره ومعهآ وبعفويّه إلتفتت لتفآجئ بـ صينيه عريضه تعدد فوقهآ أصنآف مختلفه حآمله كلهآ ذات اللون ..... الأبيــض !

....: بنفسي مجهز لك الفطـور
إحتدت نظرآتهآ التحتيّه بـ تشكك ضآئقه عيونهآ عآقده حآجبيهآ ليرد هو مبتسم بعدمآ وقف قآصد الصينيه: وش النظره هذي يعنــي !! لآ تخآفي مآلي أي أغرآض دنيئـه
لوت فمهآ بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليرد لهآ جآلس مقآبلهآ والصينيه بـ حجره أعلى وركيه: أأكلـك بنفسـي ؟!
سكتت بلآ ردّ , تدور عيونهآ بين الأصنآف على الصينيّه .. جبـن .. وجبـن سآئـل .. قشطـه , لبنـه , حلآو طحينيّه بيضآء سآئلـه .. بيض مسلوق مُقشّـر وكوب عصيـر يظهر من إختلآط لونيّه مآبين الأبيض والبرتقآلي إنه كوكتيل برتقآل بـ حليب مخفوق !

تجعد أنفهآ بـ إشمئزآز سآئله: إيش الفطـور هذآ !!!
إرتفعوآ حآجبيه مآط فمه المضموم هآزئ: أووو , الشيـف ليلآ مو عآجبهآ فطوري !
....: مآ أحب الألبآن ولآ الأجبآن يآنجـم
....: ضروري يآقلب نجـم تحبينهآ من اليوم ورآيح
....: وليش إن شآلله !
رفع بيضه مقدمهآ لهآ على مقربه من فمهآ دآفعهآ بآلقوّه مآبين شفتيهآ المطبقه جبراً: لأنـي أحبهـآ .. ولآزم تحبين كل إللي أحبّـه

قضمت قضمتهآ الأولى من طرف البيضه والإمتقآع بوجههآ متجهمّه: آكـل البيآض بـس .. الصفـآر لآء
وكنآية فيهآ , فصـل البيآض عن الصفآر ..
البيآض إللي أدخله كآملاً بـ فمـه مآد لهآ الصفـآر !
....: إفتحـي فمّك الحلـو و كليهـآ
نآظرته بـ غيظ مردفه بـ عصبيه مكبوتة الانفعال من بين أسنآنهآ: قلت لك .. مآآ .. أحـب .. الصفـآر .. مآتفهـم ؟
أومأ برآسه أن نعـم .. الحركه الإستفزآزيّه لهآ وإللي طيّرت معهآ عيونهآ صآده عنه بوجههآ نآفثـه بـ حنـق متأففه: مآرح آكلـه .. ومو بكيفـك , مآفي شيّ بـ الغصـب

....: ههههه يآذآ الغصـب إللي نشبتي فيـه
....: لآتحآول تطبعني بـ أطبآعك .. إنت تحب أشيآء وأنآ أحب أشيآء ثآنيـه .. دآمهآ مو غلط ولآ تضرنـي خلآص بكيفـي
أنزل الصينيه من فوق وركيه لوركيهآ موقف عن السرير .. آللحظه إللي رفعت له بصرهآ مستفهمه عن قصده ليجيبهآ بـ أمر متأفف: وخـري أشـوف
سألت بـ بلآهه: وين أروح ؟!!
سفه سؤآلهآ دآفس نفسه بـ ضخآمة بنيتـه جآلس ورآءهآ مبآعد مآبين سآقيه وهي بينهـم جآذبهآ جبراً تلتصق فيه بحركتـه التحكميّه يوم حآوط صدرهآ مطوّق كتفيهآ بسآعده الأيسر لترد أجسآدهم وتتلآمس .. ظهرهآ العآري وكذلك صدره العآري !

يظهر من وضع سآعده الملتف حول عنقهآ أنه المجرم وهي الرهينـه بوضع التهديـد !
رفع بـ أطرآف يمنآه صفآر البيضـه دآفسهآ وبـ القوّه رغماً عنهآ معقب: بتسوين كُلّ إللي أبيـه وغصباً عنـك يآحقـة الغصـب إنتـي
صآحت رآفضـه هآزه رآسهآ المحكم بـ حصآر يدّه رآغبه في الفكآك: مآآآآ أحبـــه .. يـــع .. لآآآآآ
رفع كوب العصير مقربه من فمهآ: بلّعـي بـ العصيـر بينزلق دآخل فمـك
وكزته بكوعهآ الأيمن صآئحه بـ تأفف: أوف منّـــك
....: أوف منك إنتـي

قآلهآ بـ حميميّه على خلآفهآ بـ التزآمن مع قبلته الرقيقه النآعمه لـ أول عظم فقرآتهآ العنقوديّه البآرز أسفل عنقهآ من الظهـر ..
الحركـه إللي إقشعر معهآ كآمل جسدهآ بـ تصلّب وإنتفآضه وآضحه تجآهلهآ عمداً سآحب يديه بـ هدوء وتسلل فوق جسدهآ مطوّق وسطهآ بحصآر سآعديه الملتفين حولهآ بقوّه جآذبهآ أكثر , وأقرب .. لصـدره !

....: خلصي فطـورك كآمـل .. أبيك تشحنيـن طآقـه والحين أفرّغهآ لـك
....: ههههه نجــم !!!
دآعب بطرف خشمه الحآد المُدبب قفل سلسآلهآ المزدوج , هديته إللي أبداً مآ إنتزعتهآ نآقر عنقهآ نقرآت متتآليه متوآصله كآنت بـ أصلهآ قبلآت سريعه وخآطفه: كُلـي عشآن نآخذ شآور وبعدين يصير نفرغ الطآقه
....: ههههه يآخـي أوف منـــك
....: حبيبــي
....: هــآآآ
....: كُلــي
....: يآنجم إبعـد ... عنّـي .. يآخي حركآتك .. وآلله .. ههههه أوووف .. وآلله أستحــي
....: تستحين منـي ؟!!
....: إنت مره جريئ , مآتستحي .. وقليل الأدب
....: أحبك طيب ومحتآجك .. مآشبعت منك
....: مو كلّه مره وحده يآنجم .. شوي شوي
....: تهبين .. انآ مآعندي صبـر .. وإنتي فمك هذآ تقفلينـه .. أنآ أقول وإنتي تنفذيـن , وآلحين تآكليـن وبعدهآ نآخذ شآور ............. مع بعـض
....: وآآآآآآآي أبد مآتخجــل .. قليل الحيآ ههههه

دفس وجهه بشعرهآ الولآدي القصير ممرّغ خشمه بنهم وجوع لإفترآسهآ حيّـه بين يديّه مُشدد من تطويقه لهآ وبقوّه مؤلمـه: وش سويتـي فينــي يآبنــــت
لعقت طرف سبآبتهآ اليمنى إللي مرغتهآ بـ الحلآو البيضآء السآئله لتذوقهآ أولاً سآئله بـ برآءه: إيش سويـت ؟
....: أول علآقه بحيآتي أحس مآشبعت منهآ .. مآمليّت ولآ إكتفيـت .. أبي أعيدهآ وأكررهآ .. مآبي أوقف ولآ حتى أهـدى
....: يآللي مآتستحي على وجهك ولآ على دمك .. لآحظ إنك قآعد تتكلم مع زوجتك .. عآدي عندك كذآ تصرّح بعلآقآتك الزفت من قبل !!
....: وربي يآليلآ علآقآت قد شعر رآسك بس ولآ مرّه حسيت إللي حسيته معك أمـس ..
إلتفتت برآسهآ له نصف إلتفآته مآده سبآبتهآ اليمنى المنغمس طرفهآ بـ الحلآو السآئله مقربتهآ من فمه سآئله بـ لـؤم مبتسمه: يعنـي قمـت بـ الوآجب معـك ؟!

لعق إصبعهآ بـ نهم تآرك من بعدهآ أثر قبلته الحآرّه فوق لوح كتفهآ الأيمن هآمس بـ نبره مُحتآجه مُعذبّه: عورتي كل شيّ فينـي وأبي أنتقـم
أعقبت بصوت مخنوق إثر إمتلآء فمهآ ومضغهآ للقمه مغمسّه بـ اللبنـه البيضآء المتمآسكه: مو قبل أكمل إنتقآمي أنآ بـ الأول
....: أي إنتقآم بعد إللي عرفته أمس !! يــآآآآآ إن كآن فينـي حرّه منك ودي لو صفقتـك .. تلعبيـن فيني هـآ ! على علآقه بذآك الزفت أبو عيون زرق ومخليتني أخيس مع أفكآري تجيبني وتوديني
....: إيش يعني كآن يفرق معك !
....: لآتستفزينـي
....: ههههه تستآهل
....: علميني طيب وشهو إللي حسيتيه معـي
....: كيف ؟!
....: أمس يعنـي .. إنبسطتـي ؟
....: عـآدي

أطبق فمه بقهر مغتآظ رآص على أسنآنه بـ القوّه: عـآدي هـآ !
....: هههه أنآ مو مثلك مجربة مية مره أقدر أقآرن وأقول الفرق .. بس مآعليـه حلو حلو .. مآشي الحآل .. إنت علمني إنبسطت معآيآ ؟
أسند ذقنه فوق لوح كتفهآ الأيسر رآد بـ برود: عآدي
بـ شغب ومشآكسه ضربته كـف خفيف مآزحه: مآلـك دآعــي
....: إنتي الـ vergion الثآلـثه والأخيـره
....: وكم وحده إن شآلله مو vergion ؟
....: يوووه لآتعديـن

وكزته بكوعهآ الأيمن مغتآظـه .. الوكزه القويّه إللي صآبت عضلآت بطنـه على حين غُرّه جآبرته يبتعد عنهآ مُتحسس بطنه متألـم .. ضآحك !
....: ههههه بنــــت !!
....: قوم عني يلآ وإطلع برآ , أبي ألبس .. وآحـد سخيــف
بيمنآه رفع الصينيه من طرفهآ النصفي مبعدهآ عنهآ تآركهآ جمبه فوق السرير بعدمآ سحب بآقي المفرش الستآني أحمر اللون من تحتهآ لآفه على ظهرهآ: يلآ نآخذ شآور
نآظرت الصينيه ورآهآ بفزع صآئحه: إيـــش !!!
مآجآوبهآ إلآ بحركته السريعه من وقف ورآهآ مُسدل سآعديه من تحتهآ رآفعهآ عن السرير مُلتفه بـ المفرش قد حفر الهلع والفزع تعآبيرهم بين قسمآت وجههآ الرآفـض والمُرتآع: لآآآآآآآء
بـ إبتسآمه عذبـه , همس لهآ وبِـ لعآنه: إيش إللي لآ ؟!
....: مستحيل أدخـل معك حمّآم وآحــــد , إبعـد .. مآرح يصيــر هآلشــيّ

تجآهلهآ متوجّه للبآب إللي توآري خلف ستآره خرزيّه رآد بـ تأكيد: بيصيــر يآليــلآ
رفست الهوآء برجولهآ محكمه من إمسآكهآ للمفرش على جسدهآ صآئحه بـ إعترآض: نزلنــي .. مآفـي شي بـ الغصــــب
....: ههههه يآذآ الغصــب
قبضت بيمنآهآ على المفرش فوق صدرهآ رآفعه سبآبتهآ اليسرى بـ وجهه صآئحـه: نزلنــي فــوراً .. مآرح أسويهـآ معـك .. بعينـــك يآنجــــم
سفههآ دآفّ البآب برجله ضآحك: ههههه بعينــك إنتي يآليــلآ


/
/


إقتحمت خلوتهآ الهآدئـه بدخولهآ السريع المفآجئ مصفقه البآب من ورآهآ رآكضه صوبهآ واللهفـه بعيونهآ متمكنه ملآمح الفزع من تقآسيمهآ المرتآعه صآئحه: حـــــووووري يآعُمـــري
بـ إبتسآمه قصيره هآدئه قآبلتهآ بعدمآ رفعت رآسهآ إللي كآن مسند جآنبه الأيسر فوق ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بسآعديهآ إللي حولهم ملتفيّن ..

بـ إهمآل قطّت طرحتهآ إللي سحبتهآ من فوق رآسهآ للأرض رآفعه عبآيتهآ الفضفاضه عن الأرض لوسط حجرهآ بعدمآ جلست على طرف السرير مقآبله لهآ ثآنيه سآقهآ الأيسر تحتهآ ورجلهآ اليمنى بـ الأرض: وش ذ إللي صـآر !!
بلآ ردّ لفظي صريح جآوبتهآ بـ التفافة رآسهآ مُصّدّره لهآ جآنب وجههآ الأيمن كـ إجآبه عن إللي صآر لهآ ...

جآنب وجههآ الأيمن المشوّه بـ غُزر صغيره سودآء الخيط البلآستيكـي على طول صدغهآ الأيمن جآنب الأذن .. وبـ التأكيد مآخفى عنهآ شّدة عينهآ اليمنى السحوبه من الطرف مقفلـه بـ خيط من آخرهآ !
شهقـة صدمّـه سحبتهآ بصوت مسموع أنهتهآ بيدهآ المرفوعه لفمهآ لآثمته محتده نظرآتهآ بـ إستنكـآر شديـد لترد الثآنيه بـ إبتسآمه مآئلـه .... بآئسـه !
همست بلآ تصديق للحين مآستوعبت صدق إللي صآر وهآلآثآر بوجههآ هي أبلغ دليل وإثبآت .. سألت مذهوله: رآئــف !! رآئـف إللي سوّآ هآلشيّ ؟!!!

أمآلت رآسهآ الميله الخفيفه مطبقه شفتيهآ الرقيقه لحد مآختفوآ من وجههآ بـ أسى , الجوآب التعبيري لتأكيد إجآبة السؤآل المعروفه مسبقاً والمصحوبه بـ هوآنهآ وقلّة الحيلـه ..
....: حيــوآآآآآن جعل يدّه الكســر
....: ههههه بتشتمي أخوكي وبتدعي عليـه ؟!
....: مآنه أخوي ذآ الهمجـي شلون يسوي فيك كذآ ! مو كآفي المرّه الأولى ويدّك إللي كسرهآ ! ذآ يبي يجيب آخرتك .. حسبي آلله عليك يآرآئف وين مآ إنت
....: متدعيش عليـه يآنسمـه آلله يخليكـي

بصدمه بققت عيونهآ مآهيب مصدقه إللي توّهآ ولفظت به حور لترد حور مكمله بـ نبره خفيضـه وآهنـه ومُحبطـه إنكسرت فيهآ نظرتهآ لأسفلهآ: فهـم الموضوع غلـط .. مش آدره أكرهه بسبب إللي عملـو
....: أي موضوع ؟!
زفرت بـ عُمق مغمضه عيونهآ بـ هـمّ لترد نسمه بـ إهتمآم سآئله: تكلمـي إنتي وش الموضوع ؟!!!
....: حملي إللي سئـط يآنسمـه كآن بـ سبب .. الحبوب إللي كنت بآخدهآ كآنت غلـط والغلط دآ عن عمـد .. الحبوب متبدلـه وبسببهآ كآنت بتقيلـي الإنقبآضآت دي لحد مآسئـط الحمـل ومتسأليش إزآي لأني مش عآرفه إزآي دآ حصـل بس رآئـف عرف .. عرف وإستخسر فيّآ الفرصه إني أشرح ليـه أو حتى أفهم الأول وبعديه أفهمّـه ..

إحتدت نظرآتهآ المتفآجئه وإشتدت , دآرت عيونهآ المدهوشه يمنه ويسره هآمسه بـ بهوت: مصيبــــه !
قآلتهآ ثم إلتفتت ورآهآ بسرعه بنفس اللحظه إللي رفعت فيهآ حور عيونهآ لبآب غرفتهآ ثم تقآبلت عيونهم متشآبكه نظرآتهم الإستفهآميّه بـ استنكآر من تعآلت الأصوآت وإحتدت لتسأل حور متخوفّه: إيه إللي بيحصـل برّآ !!!
أرخت نسمه كتوفهآ بيأس معقبه: هلي كلهـم برّآ

توسعت عيونهآ بتفآجئ لترد نسمه مأكده: أمي وإخوآني كلهم , يبون يعرفون القصّه وأصل الموضوع ووشهي سآلفة الطلآق ذآ بعـد آآآآآآآخ يآرب حآرق قلبـي جعلك بآللي مآنيب قآيله يآرآئف
....: رآئف بـرّآ ؟!
إلتوى فمهآ بـ ابتسآمه هآزئه مردفه: وش إللي بيجيبـه ! له وجه ولآ عين يجيكم من بعد سوآد وجهه وإللي سوّآه ؟! وبعدين تعآلي هنآ وحتى إن كآن فيه لبس بـ الموضوع أو سوء فهـم مآتوصل إنه يمّد إيده عليك ويأذيك بهآلشكـل ؟! فرضاً رآحت عينك فيهآ ! سلآمآت يختي وينآ فيـه ! ذآ مآله إلآ السجـن وهو أخوي قسم إنه حلآله
....: هههه دآ أخوكي !

قلبت عيونهآ بـ إحتقآر هآمسه: بلآ فـ شكلـك ! لك نفس تضحكين يآلمُطلقّـه يآلمشوهه ؟!
....: رآئف هيـردنـي ؟!
ضربت صدرهآ موسعه عيونهآ بـ إستنكآر لتكمل حور بعدمآ فهمت مغزى صدمتهآ: لآزم أتكلم معآه يآنسمـه , حتى لو مش هنـرقع تآني بس لآزم يفهم إن مش أنآ السبب ولآ عمري كنت أفكر أعمل حآقه زي دي حتى لو أنآ مش عآوزه الحمل دآ مستحيـل إني أقتلـه , لآزم يعرف كدآ
....: بـ الطقـآق , جعلـه مآعرف ليوم الديـن .. حور قسم بآلله إني كرهت رآئف والسبّه إنتي ! مآكنت أتخيّل إنه قآسي كذآ .. هذآ أبداً مخّ مآفيـه .. مآيفكّـر ! شلون تتعآملين معه إنتي قسم بآلله رعـب .. أخوك عُمر وأبوك برآ يصيحون وحآلفين اليمين العظيم إن مآترجعيـن لو إنه طلبـك والصدق أنآ معهم .. مآيستاهلك رآئف أبدّ , مآيصلح له إلآ الزفت دآرينوه ..

....: والزفت دآرينوه هي كمان إتطلئـت , أخوكي جرجرنآ من شعورنآ ورمآنآ إحنآ الإتنين برآ البيت رآمي علينآ اليميـن .. – مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيّه متألمه أكملت من بعدهآ وبصرهآ مخفض للأرض – الموقف كآن كوميدي فعلاً هههه , زي مآدخلت أنآ ودآرين البيت متقوزين فـ نفس اليوم , أنآ وهيّآ خرقنآ منه سوّآ متطلئيـن وفـ نفس اليوم !

....: ههههه يمّه منـك
....: ههههه حآقـه زفت خآلص
نسمه: ههههه همّ يبكي وهمّ يضحك .. بس أنآ متأكده إن رآئف بيردك , سوّآهآ من قبل , ومآبيك ترجعين له .. أو تذلينه أول .. أو تتزوجين غيره .. لآزم ينقهر عشآن يعرف إنه مو بـ السآهل كذآ يفرط فيك بلحظة غضـب .. مآهوب بزر عشآن مآيقدر يتحكم بـ إنفعآلآته ! يمّه مآتشوفين وجهـك ؟!
حور: ولآ اللي عملـو فـ دآرين يآ لآآآآآهـــــوي ! تعرفي إنهآ كآنت حآمـل وسئطـت والسبب هو !
نسمه: وآآآآطي حيوآآن زبآآآلـــه , اي دريت وإنفطر قلبي .. يعني توطّآك عشآن على بآله إنك اسقطتي حملك وهو بنفسه أسقط حمل دآرين ! وش الفرق الحيـن ! لحظـه , وشهو إللي سوته دآرين ؟

قوست فمهآ مآتدري هآمسه: مش عآرفه , بس أكيد عمله مهببـه
نسمه: يمكن خذآهآ بذنبك يآحور !
حور: إخرسي , دآ أنآ إللي أخدني بذنبهآ .. شدني من شعري رآميني أدآم طرقة الأوضه بتآعتهآ ولآئيته بعدهآ سآحبهآ وكآنت ميتـه .. يعني هيّآ إللي إنضربت الأول
بـ ذهول بطيئ توسعت عيونهآ رآفضه الفكره إللي توهآ وطرت لهآ لآفظه بـ بهوت: لآآآآهـ !
حور: إيـه !!
نسمه: تهقين دآرين إللي سوّتهآ وبدلت الحبوب لك ورآئف إكتشف ؟

طيرت عيونهآ متملمه من سذآجة الفكره مستغفره بـ همس أعقبته بـ تشديد: يآغبيّـه ... ولو دآ إللي حصل رآئف هيضربني أنآ ليـه ؟! كآن موتهآ هي وخلص عليهآ .. أنآ مآلي ؟!
عضت شفتهآ السفلى متأسفه عن بلآهة تفكيرهآ وسطحيته: يوه صـحّ ..
لوت فمهآ بـ إمتعآض مسنده جآنب رأسهآ الأيسر على ركبتيهآ تنآظر الصوفآ تركوآزيّة اللون هآمسه بـ حُزن: أعمل إيه يآنسمه أوليلـي ؟
نسمه: مدري .. الموضوع كبير يآحور وهم برآ قآعدين يتهآوشون .. أنآ وانتي محنآ مستوعبآت .. تدرين لو صآرت هوشه وش بيصير ؟! بننقطـع عن بعض .. أمي وأمك خوآت .. زوجك إللي تعدى عليك إهو إبن خآلتك .. وإنتي صديقتي وبنت خآلتي .. أبوك شريك لنآ بـ الشغل .. رآمز ونجـم ربـع .. تهقين وش بيصيـر ؟!

....: أنآ بحب رآئف يآنسمـه
....: بعد إللي سـوّآه ؟!
....: إنتي بتحبي عُـديّ ؟! بعد كل اللي عملـه فيكـي ؟!
....: عُديّ أبداً مآتطآول عليّ بآليـد , ولآ أهآني الإهآنه القويّه بآلشتـم ..
....: عُدي كآن بيتقآهلـك , مش معبرك .. ولآ عآوزك .. مش هو دآ اللي كنتي بتئوليـه ؟! وإنك حآسه إنك فآرضه نفسك عليه وهو مـجبور عليكي ؟! دآ إللي يوقـع أكتر يآنسمـه .. يوقـع أكتر من الضرب والشتيمـه .. أنا عآرفه إن رآئف عآوزني أكتر من أي حآقـه .. عآرفه إنه بيحبني بس بطريئتـه , الطريئه إللي محدش هيفهمهآ بس أنآ فهمآهآ .. أنآ بحبّـه يآنسمه ومش عآوزآه يبعدني عنه ..
....: آلله يآخذك يآحور
....: رآئف فـ البيت ؟!
....: في دآهيـه مدري عنّـه , بس أحمد سأل أمي قآلت إنه شرد ولآ ردّ .. صآرله يومين مآرآح حتى المؤسسه , وبعد جوآله مقفـل ..
....: يكون حصل له حآقـه ؟!

تأففت متملله: إشغلي بآلك على نفسك وإللي بيصير عليك مو عليـه
....: طيب عملتوآ إيه مع دآرين وأهلهآ ؟!
قوست فمهآ رآفعه كتوفهآ مآتدري , أعقبت وعيونهآ بـ الأرض: مدري وآلله .. أمي قآلت شروق مبيته عند أهلهآ من يومين , ودآرين توّهآ بـ المستشفى
....: آه عُمـر قآل برضه إنهآ لِسّه فـ المستشفى ..
صفقت أعلى وركهآ الأيمن برآحتهآ اليمنى وكأنهآ تذكرت شيّ أفصحت عنه بـ وجه عآبس ممتقع: شفتــي بعــد !!

إرتفعوآ حآجبيهآ عفوياً سآئله: إيـه ؟
نسمه: اليوم المفروض أروح للدكتوره عبير هـذي
....: عملتي التحآليل ؟
....: إيه سويتهآ ومعـي , قآل إيش جآيتك البيت آخذك معي ونروح ألقى أمي ع البآب مع إخوآني زآفه لي الخبـر وإنهم طآلعين يجونكم ..
حور: إنتي عآرفه إني مش هعرف أروح أي مكآن ..

شدت فمهآ المطبق بـ ضيق .. آلحين مسئولية نفسهآ صآرت بيدهآ , حور إللي فيهآ كآفيهآ .. أردفت بـ فتور بعدمآ زفرت مستسلمه: إيه دآريـه .... بروح بروحــي أجـل ......
....: عُـديّ عرف إنك رحتـي للدكتوره ؟

توسعت عيونهآ صآئحه بـ رفض نآفيه: لآآآآ , مستحيل أعلمـه ذآ الشيّ الحين
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: وإشمعنى ؟
....: خل أتأكد بـ الأول هم نشوف وش بيصيـر ....


/
/


/
/

صفق الباب وبالقوّه من بعد دخوله فاصخ عصبة شماغه احمر اللون قاطه موطئ قدميه بعطبيه متحلطم: عمى بقلوبكن يالبنات مايندرى عنكن

....:كســــرتـــوآ ظهـــري ماعندي غير الملم من وراكم زبايلكـــم
سحب براحته اليمنى على كامل وجهه مستغفر قبل يرد بصوت مخنوق مكبوت غيظه: وللي يعافيك يمّه لاتبدين اسطوانتك حفظناها .. راحت الشغاله ومانتيب لاقيه غيرها

....: ودامك حافظها والحين تسمعها ليش قاط شماغك بـ الأرض !
نفض ثوبه من منتصف الصدر كناية عن اللي فاض به الكيل واكتفى: يمّه بناتك عمى بعيونهن لحقي عليهن .. هالوضع ماينسكت عنه
اشتدت نظراتها بتخوّف سآئله بـ تردد مرتاب: شفيهآ ريتـآج ؟!!
اطبق فمه بنفاذ صبر مشدد على كلامه بقصد التنبيه تعديلاً: ريتاج وصيته وناهد
لفظ اسمائهم بجفاء ثم اقفى عنها صوب المجلس اللي دخلته من وراه لاحقته مستنطقه التوضيح: علآمهـــن ؟!!

جلس متكي بكوعه الأيسر للمتك الأرضي والأيمن متعامد فوق ركبته اليمنى عاقد الحاجبين عابس الوجه مُتشكّي: وشغلتي الحين السايق حقهم ماعندي انا سالفه غيرهن
جلست مقابله متربعه باسطه راحتيها فوق وركيها مردفه من بين اسنانها بنفاذ صبر: سليطـــن .. تكلّم عدّل .. شفيهن البنــآت ؟!!

تربّع حآني الظهر للمقدمه هآمس لهآ: يمّه الوضع غريب وآلله .. مآتلآحظين ؟! ترآ صيته توهآ الحين رقت لغرفتهآ
إنشدوآ كتفيهآ وتقآربوآ حآجبيهآ إستغرآباً ليكمل هو بـ إندفآع ضآرب قبضته اليمنى وسط رآحته اليسرى: هـآه , شفتي كيف استغربتي ؟ لأنه مو وقت نهآية دوآمهآ , عآد ذي مآهيب المشكلـه .. المشكله إنهآ نفس ريتآج من يومين , من طلعت صيته بـ السيآره وإهي ذآبحه عمرهآ بكآ أسألهآ ولآ تردّ ! وريتآج من قبل .. يوم دقت علي من الجآمعه تبيني اردهآ على يدّك شفتي شلون شكلهآ , مغير تبكي وتصيح وللحين مآدرينآ عن السبب ! وقبلهن نآهـد إللي كل يومن والثآني جآيتنآ بعيون مفقـه بكـآ .. شفيهن ذآ البنآت ؟!! أبوي لآزم يقـرآ عليهـن

إحتدت نظرآتهآ المرتآبه بـ تفكير عن وآقعيّة إللي يقوله سلطآن والمنطقيّه بربطه للثلآث أحدآث المتوآليـه .. شدت شفتهآ السفلى سآحبه أنظآرها امتداداً للفراغ .. وكأن هآلشيّ فعلاً كآن محتآج للفت إنتبآه ! من مُدّه ونآهد وضعهآ مُنكّبّ رأساً على عقب , حآلهآ مآيُسّر عدو ولآ حبيب .. لحقتهآ ريتآج من قرآبة الإسبوع منقطعه عنهم معتكفه وحيده بـ غرفتهآ .. إضرآب عآم عن كلّ مقومآت الحيآه .. وختآمهآ صيتـه !

سألت بـ خفوت مستفسره: قلت لي صيته فـوق ؟!!
جآوبهآ بـ برود بعدمآ قلب عيونه مقوس فمه بـ ضيق: إيـه
....: مآقآلت شـيّ ؟!
....: دقت عليّ قآلت الحين أجيهآ هم مثل مآعلمتك , من أول مآطلعت السيّآره وهي تبكـي , يمين يسآر فوق تحت , عجـزت أطلع منهآ بشيّ لين اكلت التبن من صآحت طآلبتني أسكـت !

من فورهآ وقفت مآسكه جمبهآ الأيمن بوجه يظهر فيه الملآمح المُتألمه , أردفت بـ شكوى ضعيفه وآهنه , مكتئبـه وبآئسـه: أشوف شسآلفة هآلبنآت .. مآورآهن رآحـه أبـدّ , لآ هـنّ ولآ فكتنآ وتزوجّـت !


/
/


الصقت صدغهآ الأيسر للبآب الخشبيّ أبيض اللون بعدمآ طرقته مرّآت متوآليه بلآ مُجيب لإستنطآقهآ البآئس المُحبط ..
لفظت كـ محآوله أخيره لندآئهآ الخآئب: ريتـآج إفتحـي ... يآبنــــــت

قآلت الأخيره بقهر ضآربه البآب برآحتهآ اليسرى صآئحه بـ ندب إنعدمت معهآ الحيله وفآض بهآ الكيل: عورتوآ قلبـي وقهرتونــي عليكــن حسبــي آللــــــــــه !
قآلتهآ بـ إحتدآد وإشتدآد محتـرّه ثم رفعت أنظآرهآ المحبطـه لأعلى إستجدآءاً لـ للطف آلله وللصبر لحظآت من التوسلآت القلبيّه أعقبتهآ بـ نبره كسيره جآهره مستعطفه: ريتآج يمك إفتحـي .. مو عشآني .. إفتحي شوفي صيته علآمهآ ! ذآبحه عمرهآ صيآح وبكآ بغرفتهآ إفتحي وروحي شوفي شصآير معهآ

من ورآء البآب .. بـ الغرفـه ..

وبعد لحظآت طويله من الصمت رفعت جبينهآ المُسند على ركبتيهآ المضمومتين جآلسه على سريرهآ الحديدي الأبيض صغير الحجم محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بـ حلقة سآعديهآ تنآظر البآب النظره الضبآبيّه المشوشـه بسبب تجمع الدموع بعيونهآ الحزينه الذآبله ..
شهقت النفس السريع المقطوع والمخنوق خآفضه بصرهآ لعقب البآب بعدمآ إختفى صوت أمّهآ إللي ملّت من التوسل كلّت من طول الإنتظآر ..

بـ بآطن كفيّهآ مسحت على حآجبيهآ المسح المُشدد بـ السحب القويّ عليهم لتطيح عيونهآ على الورقه المطبوعه جمبهآ والمصفطّه نصفين ..
لآشعورياً ردت عيونهآ وتغرغرت ممتلئه بـ الدموع إللي مآوقفت تدفق وسيلآن من ثلآث أيآم متوآصلـه كل مآ إستقرت أنظآرهآ على هآلورقـه إللي كآنت بقصمـة ظهـر ..
ورقة معدلهآ من بعد إعتمآده ..
درجآت متدنيّه دنو شآسع ..

الشيّ إللي أثآر بلبلـه ولفت إنتبآه .. تسآؤلآت كثيره وشكوك أكثر ..
شآئعات من حيث لآتدري ولآ تحتسب عن سبب تأخرهآ التحصيلي وترآجع مستوآهآ الدرآسي ..
أطبقت فمهآ حسره وكسره من إنتقلت عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن من ورقة المعدّل لجوآلهآ الصآمت من مُـدّه !
مُدّة إنقطآع الحبيب المجهـول الخفـي عنهآ لأسبآب جبريّه كـ عقآب لهآ أو لوي ذرآع بقصد الإخضآع !
إخضآعهآ للي يبيـه واللي رفضتـه بـ حزم قآطـع الأمر المفروغ منـه ..

شلون تطآوعه في مُرآده بمقآبلته المقآبله الخآرجيّه لوحدهـم فُـرآدى وهي ريتآج ! ريتآج بنت الشيخ علـي .. الإسم إللي تنآسته لفتره من وقت تعآرفهآ على ذآك المُسمّى – بـدر - ! لآ إرآدياً إنتشلهآ من حيآتهآ دآك حصون إلتزآمهآ محطّم أسوآر رفضهآ وعندهآ وتعنتهـآ !
بـ حِدّه وقفت الوقوف المفآجئ نآفضه عن خوآطرهآ وسوسة شيطآنهآ ونفسهآ الأمّآره بـ السوء لمجرد الإستسلآم لفكره الموآفقه المبدئيه دون التنفيذ ..

هي فعلاً قويّـه , مُتجبّـره حتى على نفسهـآ ..

إقترآح إنشغآلهآ بسآلفة صيتـه عن سآلفتهآ الإنشغآل المؤقت يبين لهآ إنه الحلّ المثآلي .. حآلياً !
بـ جآنب سبآبتهآ اليمنى المعقوفـه مسحت البلل من تحت جفنيهآ المتورمين معدله على جسدهآ فستآنهآ البيتي الفضفآض طريّ الخآمـه الفسكـوز بـ ألوآن متدآخله شآهقه نفس عميق من فتحتي خشمهآ أطلقته من ضمّة فمهآ في محآوله لإستحضآر كآمل ثبآتهآ وكأن شيئـاً لم يكـن ..

بـ الغرفـه المقآبلـه وإللي أبداً مآكآن الوضع فيهآ وكأن شيئاً لم يكـن أكثر من إنه وكأن كل الأشيـآء كآنـت فعلاً .. حدثـت , وتمّـــت !

دقت رآسهآ مرّآت مُتتآليه لـ ضلف الدولآب من ورآءهآ معتصره عيونهآ سآئله منهم الدموع حآرّه , سريعـه ودون توقف ..
وكأن وجههآ يتقطـع .. ملآمحهآ مُتألمـه مُتوجعـه .. شآده بـ أسنآنه العلويّه شفتهآ السفلـى عآفطه بقبضتهآ المرتجفـه ضعـف شيّ سمآوي اللون ضآمته لصدرهآ جآلسه على الأرض ظهرهآ مسند للدولآب ..

شهقآت سريعه متتآليه إنتفض بهم صدرهآ المُتأجج حرقـه وحسـره ..
تنشج نشيج مـرير ..
مآعآد فيهآ من الطآقه شيّ .. إمتلآ قلبهآ بـ الحزن وإكتفـى , مآعآد فيه من المسآحه لإضآفة المزيـد ..
كل مآنشدّ ظهرهآ بـ الوقوف من بعد إنكسآر إلآ وتجيهآ الضربه التآليه أقوى وأقسى ..
عيّآ هآلحُـبّ بذكرآه الموجعه لهآ يفآرقهآ ..
غدر فيهآ تآركهآ بـ وسط طريق مكمل هو طريقـه بـ إتجآه آخر مخآلـف ..
تمت هي على وضعهآ بـ حآل مُتردّي آخذ أكثر في التردي ..
كل مآقتربت لهآ فرصه آخذه بيدهآ للتحرك والتقدّم والتجآوز ...... ردّت وتعثـرت , مثل مآتركهآ .. مكآنهآ مآتزحزت ..

إعتصرت قميصه بقبضتيهآ ضآمته وبآلقوّه عآتبه بـ كل مآفآض به قلبهآ من أسى وكمـد ومرآر: ليــــش يآعُــــديّ ............ ليش !
كآن بـكآئهآ شجّــي .. مريــر
أخفضت رآسهآ مسنده جبينهآ فوق إنتصآف ركبتيهآ المتلآصقه تتبع بـ مُخيلتهآ طريقـه المكتمـل بـ دونهآ .. وكأنهآ فعلاً مآكآنت بيوم جزء منـه ..

الحقيقـه إنهآ كآنت جزء خآرج عنـه .. عثـره من عثرآت طريقه تخطآهآ و مَــرّ .. أو محطّـه وقف عندهآ للإسترآحـه وأخذ إللي يلزمـه وفـآرق ..
فآرق مكمـل طريقـه إللي شآركته فيـه غيرهآ .. شآركته فيه الأجمـل منهآ والأهـمّ منهـآ والأفضـل منهآ على كآفة الأصعده وعلى جميع مستويآت المقآرنه ..
الشريكـه إللي تفآجئت بـ وجودهآ اليوم بـ العيآده لكشف نسآئي طبّـي ..
ذآب قلبهآ كمـد وهي تستمـع لكلمآتهآ المخترقـه صدّرهآ محدثه بهآ مئـة خرق من الألـم ..

....: أهليــن نسمــه , هآ إيش الأخبــآر !
....: متوتره يآدكتوره , حآسه إن فيه شيّ غلـط .. تكفين علميني الصدق ... أنآ كل شيّ عندي صحيح وسليم ومنتظـم .. وعلآقتي مع زوجـي زينـه .. هآلشيّ تقريباً يصير يومياً ومن أول زوآجنآ .. من ستـة أشهـر .. ليش للحين مآصآر حمـل !! هذي الأشعّآت سويتهآ .. وش إللي فيهآ ؟!

جلمـود هو وقآسي , أيّ قلب بآرد هذآ إللي يملكـه أو إنه أسآساً معدمـه ..
شلون تجرأ وأرسل زوجته للمكآن إللي يدري تمآماً عن توظفهآ فيـه ..
وبكلّ جرأه هي تلفظّت مُصرحـه وبكل فـخر عن قوّة علآقتهـم الحميميّه إللي مآتبدلّت من أول زوآجهـم على مدآر ستة أشهر !

أيّ نكآيـة فيهآ أقسى موجعه أكثر من رؤيتة هآلزوجـه وسمآع كلآمهآ !
وأي تنكيل بهآ يمآرسـه ذآك القآسي مُتحجر القلّب عديم الرحمـه .. عُـــديّ !

تكآد تسقط مغشيّ عليهآ ... أُهلكـت روحهـآ أسـى , ضمـر قلبهآ متوجّـع ........ وفآض بهآ الحُـزن ...
سألت نفسهآ مُتألمه " أيّ ذنب عظيم بحيآتهآ إرتكبته وكآنت هذي العقوبـه ! , رحمـتك بـ القلـب يـآرب " ..

كآنت أضعف من الإدعآء والتكآبر ومن المقآومـه ..
إستئذنت مُتعذره بـ ألم عضوي قويّ بآغتهآ ... غير قآدره على التحمّل أكثر ...
كآنت كذبـه , وكآن الألم حِسيّـآ ..
وكآن الوجـع للي أحسته إنشطر وانفطِر وتمزّق ......... كآن قلبهـآ ..

مسحت بـ قميصه وجههآ بـ الدموع إللي تسبب هو فيهـآ مُرجعه رآسهآ لـ ضلف الدولاب مُنهزِمـه ...
صوت الطرق على البآب كآن هآدئ هـدوء نبضآتهآ الآخـذه في الخنوع والإستكآنـه ..
وهنت كُلياً ترمق البآب بـ نظرآت المُحتَضِر الموشِك على الموت غآربه عيونهآ فآغره فمهآ ......... إنخفض ضغطهآ ..

....: إفتحــــي يآصيتـــه أنآ ريتــــآج ...


/
/


بـ كل عـزم وقوّه دفّت البآب برآحتيهآ مصفقته بـ الجدآر من ورآه رآفعه الغطآء عن وجههآ مطيرته بـ الهوآء ...
تحسّ بـ إختنآق , التعبير عنـه بـ البكآء وحده غير كآفـي ..
وإن كآن الصُرآخ إقترآح فهـو غير مُجديّ .. صـرخـت ومآزآدهآ الصرآخ إلآ شعـور بـ الألـم .. صُـدآع سيطـر على رأسهآ أفقدهآ التركيز والتوآزن .. شوّش لهآ الرؤيـه !
توّهآ وقلبت كيآن العيآده رأساً على عقـب , مآخلّت بقلبهآ شيّ إلآ وأفصحت عنـه وبطريقـه كآنت منتهـى الإبتذآل ..

هذي الدكتوره غبيّـه فآشلـه مآتفهـم من الطب شيّ .. أصلاً شكلهآ صغيرة السن .. كفآءتهآ ضعيفـه وخبرتهآ محدوده ... هي أسآساً المخطئـه كونهآ لجأت للكشف عندهآ .. الكشف إللي كآن زهيـد الثمـن .. شلون هي بنت المآلكـي ينحدر مستوآهآ للكشف بمثل هآلأمآكـن – الرخيصـه – على حدّ قولهآ !

كآنت هذه كلمآتهآ إللي لفظتهآ بـ عزم مآفيهآ من ثوره وسخـط .. قآصده التنقيص من شأنهآ وتأكيد فشلهآ .. حتماً الخطأ بسببهآ ..
عجز عقلهآ المهتآج عن إستيعآب نتيجة التشخيص .. شلون إنهآ غير قآدره على الإنجآب .. غير قآدره على الحمل من أسآسـه ..
وش اللي يعنيه كون رحمهآ رحم طفولـي غيـر نآمـي ..
سألتهآ بـ بهوت قبل مآثآر ثورتهآ عنيفه سآخطـه وأجآبت الدكتوره وآفيـه ...

....: رحمـك طِفلـي يآنسمـه , يشبـه رحم الطفله الصغيره .. كل شيّ عندك سليـم مآعدآ رحمـك .. مآرح يقدر يشيل أي جنين لأن مآعنده قدره على إنه يتمدد ويستوعب حجم الجنين إذآ كبر .. وإن حصل الحمل وهو شيّ محتمـل عآدي فـ مآرح يثبـت .. أبــــداً .... هذآ من التشوهآت الخلقيّه إللي تصيب الجهآز التنآسيلي في حآلآت إنتي وآحده منهـم .. هو للأسف مآفي علآج لهآلحآله حآلياً ... ولكن مع الوقت والمواصله بـ تكرآر الحمـل ممكن يسآعد هآلشيّ على تمدد الرحم وإحتمآل إنه يستوعب إكتمآل الحمل بشكل طبيعـي ... بـ الأخير هذآ قضآء من الله وقدره وكلهآ خيـره ........!

للحظـه نسـت نفسهآ والمكآن إللي إقتحمته عنوه بـ إندفآع .. كآن غير غرفتهآ الورديّـه بقصرهآ العآجي ..
وقفت بمنتصف الصآله مبآعده مآبين سآقيهآ مطرقة الرأس تنآظر الأرض من تحتهآ ومآبين قدميهآ ..
تحس بوجودهآ في جوآرهآ .. وبـ وقوفهآ .. وعلى الأغلب دهشتهآ وذهولهآ ..
أغمضت عيونهآ البآكيّه بآلقوّه رآصّه على شفتيهآ المطبقه الرصّ القويّ المتسبب في إرتعآش ذقنهآ وارتجآف الأسفل من فكهآ ..
إهتزآزآت متتآليّـه لعضلآت بطنهآ إثر كبتهآ القويّ لشقهآتهآ أحسّت فيـه بـ غصّـه تعلقّت بـ الحلـق ..

....: نسمــــه !
مثل الشيّ إللي تكذّب نفسك وجودهـ .. بصوتهآ المستفهم , قطعّت الشكّ بـ اليقيـن !
أغمضت نسمه عيونهآ بـ القوّه شآهقه بـ عُمق مُلتفته لهآ الإلتفآته إللي أحست معهآ بـ زيق في مفآصلهآ , كمآ لوح الخشب , فقدت خوآص المرونـه .. ورغماً عنهآ وعن مرآرة إللي يفيض بهآ من الألـم النفسي والوجـع .. شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مُرغمـه مآسرع مآتلآشت مُتجدده الدموع بعيونهآ .. مُتعلقّـه !
الملآمح التعيسه الكسيره بوجههآ الطفولي , مآبثّت إلآ التجهم والوجوم بملآمحهآ هي , سآئلـه بـ إرتيآب: شفيـك يمّـه نسمـه ؟!

بـ قوّه , إبتلعـت ريقهآ مآسحه بـ ظآهر سبآبتهآ تحت جفنيهآ: لآآ .. مآفيـه
وقفت مقآبلهآ شآده بيمنآهآ على مرفقهآ الأيسر يتآكل القلق تقآسيم وجههآ هآمسه بـ تحرّي: كنتـي تبكيــن !!
هزت رآسهآ بآلقوّه نآفيه وإبتسآمه كآذبه بوجههآ البآهت: لآ مو بـ كذا .. انآ بـسس .....
....: بـــس !
رمشت بتوآلي مضطربـه , ردّت الغصّه وعلقت بـ المنتصف , إنفغر فمهآ قبل إفصآحه الجوآب الكآذب إللي تلآشى ..
تبآطئت أنفسهآ .. دآرت عيونهآ وتحسست عنقهآ .. بدآ الوهـن يسـري ..
أحست بـ عجز ركبتيهآ , خمـول أعصآبهآ وإنسدآل جفنيهآ ..

بـ القوّه نفضت رآسهآ مآسكه جآنبه الأيسر بـ اللحظـه إللي إستشعرت فيهآ الثآنيه فقد التوآزن تعلقت بذرآعهآ الأيمن سآئله بـ قلق: نسمـه يمّك شفيـك .. تعبآنـه !
همست بـ خفوت شبه مسموع: شــويّ
مشت بهآ وصولاً للكنب الإسفنجي إللي أجلستهآ على وآحد من فوتيهآته شآده على يديهآ بـ اهتمآم: تكلمـي يمّـه شفيـك !! أكلّم عُـديّ !
بسرعه إلتفتت لهآ صآئحـه بـ نفي قآطـع مرتآعه: لآآآآآآ ......... لآ
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً لـ إندفآعهآ بـ الـ - لآ – الأولى ثم فتورهآ بـ الثآنيه ..

تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ حنوّ هآمسه: شفيـك يآنسمـه .. علمينـي !
صدت عنهآ بوجههآ خآفضه للأرض بصرهآ مبتلعه ريقهآ قبل تجآوبهآ بـ إرتبآك متلعثّم , هآربـه .. مُتحآشيـه: ءآآ .. أنآ .. حححـ .. حـور .. حـــور
إستنطقتهآ بـ خفوت هآمسه: حـور ........!
كورت قبضتيهآ بـ قوّه مآثلت قوّة إهتيآج صدرهآ , وقوّة إنفعآل دقآت قلبهآ .. بلآ تحكّم ترقرقت عيونهآ بـ الدموع .. إمتلـت ثم تدفقـت ..

أكملت بـ الكـذب , عذرهآ الوآهي طمساً للحقيقـه لحين التأكد منهآ وإثبآتهآ .. أكملت بمقآومـه إستنفذت فيهآ كآمل طآقتهآ , على وشك الإنهيآر .. رغماً عنهآ متمآسكـه ..
قآلت مآعندهآ تبريراً لـ إضطرآب حآلتهآ وسوء نفسيتهآ , شدة بكآهآ وحدة إهتيآجهآ .. التبرير إللي كآن بنظرهآ – أمّ عُديّ - أوهـن , أتفـه .. وأسخـف ..من إنه يكون ســبب مبـرر !

....: حوريـه بنـ .. بنت خآلتي , رآآآ .. رآئـــف ....... طلقهــــــآ !

/
/

/
/

صفطت يديهآ فوق صدرهآ فآغره فمهآ ممتد بصرهآ المذهول أمآمهآ للمدى نآظره للفرآغ ..
غير مُصدّقـه ..
إنهـزمــت , إحتلتـه غيرهآ ..
خسـرت ... هل عليهآ التسليم للأمر الوآقع والإستسلآم , أو الدفآع عنـه ومحآولة إسترجآعـه !
على مآيبدو إن الأخرى قد أحكمت سيطرتهآ عليه فآرضه سلطآنهآ على قلبـه محكمـه نطآق عقلـه ..

أهآنهآ إهآنـه موجعـه .. شيّ في حشآهآ يعتصـر , مستعر ..

....: تقدر تبعتد عني قدّ مآتبي لكن بتتم مربوط فيني يـ آدم .. مربوط لآخر عمـرك هذآ الولـد ولــدك
....: هآلولد إسمه علي بسّآم نآصر عبدآلله ... عندك إثبآت ينفي هآلشي ويأكد إللي تقولينه ؟ بليّـه وإشربي مويتـه ..
....: مو بكيفك يـ آدم , إنت لـي أنآ .. ودآريـه إنك تحبنـي أنآ , إنت خطبتهآ بس لأجل تنسآني بس أتحدى .. إتحدآك إن قدرت

....: أبشرك , إيه قدرت .. نآهد إنتي الحين بـ النسبه لي كآرت محروق , خلآص يآمآمآ منتيب بذيك الأهميّه عندي , ولآ تحديني أقولك وش تعنين لي الحين وشلون أشوفك ! بحآول أنسى كل إللي فآت ومآ أتذكر إلآ إنك بس مرت أخوي .. على عيني ورآسي .. بحترمك غصب عنـي قدآمهم , لكن بـ قلبي ؟ كنتي بيوم العآهره حقتـي ... وهآلفكره ببآلي مستحيل تتغيـر .. أحب وردهـ , وهي خطيبتـي عآقد عليهآ ومآفيني صبر بس لأجل يجي اليوم إللي نشهـر فيه هآلشيّ .. لأني أبيهـآ .. وأبي منهآ هي الولـد مو منّك إنتـي .. أبيـه يشبههآ هـي , يشبـه وردهـ ... إقصري الشرّ يآمـرت أخـوي وطلعينـي من رآسك ... خلآص إللي بينآ إنتهـى ومآفي شيّ أبداً رح يرده حتى وإن كآن هآلشيّ إهـو ذآك الولد إللي من حشآك ويشبهنـي ! لآتفكرين تستغلينه وتضغطين علي فيـه , ترآ هآلشيّ بعيني مآيزيدك إلآ نجـس ......!



بـ التزآمن مع خروج آدم من البيت كآن دخوله هـو دون أن يدركه ويتلآقوآ مُبطئ من حركة سيآرته إعدآداً لإيقآفهآ مُكرجّه بمدخل البيت متوسط الحجم والمسوّر بـ سيآج حديدي ..
بعقدة حآجبين حآده وقآسيه إرتفع بصره المرتآع للشُرفه المُطّله على الحديقه الصغيره الدآخليه لمدخل البيت والخآصه بغرفة نومهم من تعآلى صوت صُرآخ جَـلِل مُدوي !
لآشعورياً تسآرعت خطآه ممآثله للركض تآرك بآب سيآرته مفتوح دخولاً للبيت رآفع بيسرآه ثوبه عن سآقيه قآطع سلآلم الدرج بخطوآت مزدوجه صعوداً ..

كُلّ مآفيه إهتـزّ وإرتج , إرتآع وإضطرب .. شيئ وآحد إللي سيطر على عقلـه إللي شُـلّ تمآماً عن أيّ تفكير إلآ من زيآدة سرعته وصولاً لأقصآهآ لقطع المسآفه الثقيل وقعهآ على نفسّـه .. يحسّ وكأن غرفته كمآ السرآب .. كل مآ إقترب إبتعدت هي أو تلآشـت ... ظـن وحيد , أوحـد هو إللي إستقر بنفسـه .. قد أخذ آلله أمآنتـه ..
مثلمآ فقد قبلاً - نآصـر - , فقـد اليـوم - علـي - !

وقف على بآب غرفته المفتوحه شآهد على صرآع عنيف مآبين زوجته المنهآره تمآماً بنوبة صـرع هستيري حآد من نوعـه وبين كلّ الكيآنآت الجآمده من حولهآ وإللي قدرت يدهآ تمتد لهآ ..
أيّ شيئ عآكـس , أيّ شيئ زجآجـي .. وأيّ شيئ قآبل للكسـر والتحطيـم ..
ورآء البآب كآنت شغآلتهآ بهيئة المرتآع يلوذ بنفسـه من خطـر محدق .. مُلصقـه ظهرهآ بـ الجدآر من ورآءهآ ضآمه قبضتيهآ لوسط صدرهآ بآزغة البصـر شآحبة الملمـح , مرتآعه من هول الموقف والحـدث !

دآرت عيونه المذهوله بنظره سريعه شآمله للغرفـه المُدمّر أثآثهآ ... كُلياً , إفترشت الأرض من تحتـه بـ فتآت المرآيآ والزجآج .. زوجتـه قد جن جنونهآ فعليــاً !

بـ تردد , متخـوّف .. رجل تقدم والثآنيه مؤخـره .. إقترب تجآههآ ممتده يسرآه المتبآطه نحوهآ ممسكـه مرفقهآ الأيمن جآبرهآ بقوّة إحكآم قبضته على الإلتفآت نحوه لتصيبه بفجـع مآحسّ بمثيلـه من صآحت صآرخـه فجأه من بعـد سكون: إبعـــــــــــــد عنـــــــــــــي

إنشدوآ كتفيـه ومعهم كُلّ عصب بـ جسده , صآبه تشنج بـ الرقبـه .. إشتدت نظرآته بِـ حِدّه وتملكّـه الذهـول .. ذكر آلله بقلبـه علّه يهدئ من ذعره هو أولاً وإنتفآضة قلبـه قبل الشروع في المحآوله لتهدئتهآ هـي !
همس بـ نبره شآحبه شبه مسموعه: نآهــد !!!
....: إبعــــد .. إبعـــــدوآ كلكـــــــــم .. إبعــــــــــدوآ مآبيكـــــم .. مآبيكــــم كلكـــــــــــــم .. مآبـــــــي أحـــد خلوووونــــــــــي .. خلونــــي مآآآبيكــــــــم

كل مآلهآ نظرآته في الإشتدآد والإحتدآد .. إلتفت ورآه لشغآلتهآ سآئل بـ بهـوت: وش إللي صــآر ؟!!
هزت له رآسهآ بـ النفي الحركه السريعه القويّه متلألأه عيونهآ بكومه من الدموع الحبيسّه المُعلقّه .. مآتـــــدري !
بسرعه إنخفض بصره بـ إرتعآب من إرتمت بطولهآ وفجأه مرتطمـه بـ الأرض من تحتهآ وآقفه على ركبتيهآ إللي إندقوآ بـ الأرض مغلغلـه أصآبع يديهآ بشعرهآ شآدته وبآلقوّه على جآنبي وجههآ وكأنهآ جبراً وعن عمـد تقتلـع فيـه ..

وجنتيهآ محمّـره وشفتيهآ محتقنـه , عيونهآ غآئره تحت بروز من التورم تنهآل منهم الدموع متدفقـه وبلآ هوآده ..
تنشـج مُنتحبـه بـ ألـم ومرآره مُذيبه لنيآط القلـب .. سآخطـه على ربّهآ وحكمـه !!
....: ليـــش يــآآآآربي ..... ليييييــــــــش
مآثلهآ بـ وقوفه على ركبتيه عديم الحيلـه ..
لأول مرّه معهآ يحسّ بـ العجز الفعلـي .. مآهوب قآدر يحآوطهآ بذرآعيه .. عآجز عن مدّهآ بـ الأمآن الحِسـّي .. بـ الدعــم .. وبـ الإحتوآء ..

إنخفض بصره عآقد الحآجبين بـ إنكسـآر .. لعـن بـ قلبـه نفسـه , عجـزه .. وهوآنـه .. أطبق فمه بـ أسى وإنهـزآم ...
....: ليش يآبسّــــآآآآم !!! لييييــــش !
حآوط كتفيهآ بذرآعه الأيسر ضآمهآ لصدره مسند ذقنه فوق رآسهآ هآمس بـ حنـوّ دآفئ , عذب ومريح: بـس يآعُمــــري .. أنآ معــك .. إهــــدي ..
....: بــآآآ .. بــ ... بسسسسآآآ .. بسّسسسآآم
....: آششششش
أسكتهآ بهمسـه الخآفت متحسس برآحته اليسرى ذرآعهآ الأيمن حآثهآ بـ رفق وهدوء: آذكــري آلله يآنآهــد ... اذكريـــه

بـ حِدّه أبعدت نفسهآ عنه لآطمه خديّهآ مصدره صوت صفعه أعقبتهآ بـ السحب القويّ عليهم مُنتحبه: ليش يصيــر معــي كذآآآ لييييييييش .. مآنيب متحملّــــه خلآآآآآآآآص مآنيب متحمــلآآآآآآآآآهــ
بـ مقآومه بآئسه أوقف حركة سحبهآ على خديّهآ وشدّ الجلد لوجنتيهآ بقبضـة يسرآه إللي كآنت أضعف وأوهن بدون مسآعدة اليمنى العآجزه صآرخ بـ غضب فآق إحتمآله: خـــــــــلآآآص إهــــــــــــدي
بـ كلتآ يديهآ دفته من صدره ليرتد عنهآ مضطجع من بعد وقوفه على ركبتيه ينآظرهآ بعيون موسعـه دهشّـه وإستنكآر لـ حدّة وجفآء ردّ فعلهآ في إبعآده عنهـآ وهو القآصد تهدئتهآ ..

تعآلى صوت صغيرهـم - علي - بـ البكآء من الغرفـه المجآوره تمآماً لغرفتهـم وكأنه ندآء الإستغآثه إللي بـه فرّت الشغآله من الغرفـه تآركه ثنينهم على وضعهم بعدمآ تكومت نآهد على نفسهآ بوضع الجنين ضآمه قبضتيهآ لموضع آخر النبض بحلقهآ تنشج نشيج كآن في منتهى الشجـى والأسـى والمرآرهـ ..

عآجز ومُحبط .. مُنكسِـر ومُنهـزِم .. قليل الحيلـه , أو عديمهآ ..
كآن هـو ... في موآجهـة ضعفهـآ الكآمـل وإنهيآرهـآ التـآم ..
رفع رآسهآ عن الأرض لـ حجر ثوبـه متحسس رأسهآ ممسد شعرهآ بـ هدوء هآمس: شفيـك يآنآهــد .. علمينــي آلله يرضــى عليــك
نآهد: ..........
....: يمين بآلله حرآم إللي تسوينـه فيك وفينـي
....: مآبي هآلبيـت .. ولآ أبيــك .. مآبـي أحــد .. اتركنــي
....: شلون أتركك !
....: أبـي أرووووح
....: وين تبين تروحيــن !

إبتعدت عنه بـ حِـدّه معتدله بـ الجلوس , صآحت صآرخه بآكيـه , منهآره تمآم الإنهيآر: إتركنـــــي مآبيـــــــــك .. مآبــي أكـــــون معـــــك .. مآنيــــب متحملّـــــــه خــــلآآآآآآآآآص يــــــــآآآربـــــــــــي خــلآآآآآآآآص
قآلت الأخيره سآحبه على عنقهآ بـ أضآفرهآ القصيره المغروزه بـ جلدهآ .. شيئن دآخلهآ كآتمهآ خآنقهـآ .. جآثم على نفسهآ قآبض قلبهآ , مثقل صدرهآ .. شيئ أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل ..
بقوّه إصطدم ظهرهآ بـ الأرض من تحتهآ مُمـدده شآخصه ببصرهآ البآزع لفوقهآ رآفسه الهوآء برجولهآ مقتلعه شعيرآتهآ بآلشد العنيف القوي .. هيأتهآ كآنت أدّق وصـف لـ حآلـة إلتبآس !
جزم بـ قلبـه أنهآ أصيبت بـ المسّ الشيطآنـي !

بيسرآه المُحكمه قبض على معصميهآ بوضع التكتيف مآنعهآ من شدّ شعرهآ وإقتلآعه لآهث بـ طمأنه سريعه علّهآ تستكين: خـلآص إهـدي بسوّي اللي تبينـه .. وآلله مآيصير إلآ إللي يرضيــك بس إهـدي حرآم عليك نفســك .. آستغفـري آلله يآنآهـد .. استغفريــه تكفيـــن

من بعد قوله وتمتمآته الخآفته لآهـج بذكـر آلله وإستغفآره , مآيدري كمّ من الثوآني أو الدقآئق إللي مرّت لحد مآ أحسّ أخيراً بـ الخُـدر إللي سرى فيهآ من هدأت حركتهآ بـ التدرج لحد مآستكآنت وإستقرت ..
أغمضت عيونهآ بـ إستسلآم تآركه رآسهآ وسط حجـره طآلبته متوسلـه بـصوت شجـيّ مخنـوق .. كلمآت متدآخله متقطعّه إثر شهقآتهآ المريره البآكيـه ..
....: أبـ .. أبــي .. أروووح ... بيــ .. بيــت .. أبـــوي !


/
/


أسندت كوعهآ الأيمن فوق ذرآع الكرسي الجآلسه عليه مظلله فوق عيونهآ برآحتهآ اليمنى لآهجه بـ الذكر والإستغفآر علّهآ به نفسهآ تهدأ وتستقـر ..
ألم بـ رآسهآ مآفآرقهآ من يوم إللي صآر قدآم عيونهآ وهي عليه شآهد عيآن من جرّ أختهآ وطردهآ من البيت شرّ طرده بمشهد وصل لمنتهآه من الإهآنه والتحقيـر .. على الحآدثـه , مضـى إسبــوع !

....: رآسي يمّه مآعآد فيني أتحمّل
....: متى بترجعين بيتك يآشروق ؟ مبيته عندنآ من ثلآث أيآم , مآيصير يمّك تهدين بيتك وتخلين زوجك ..
صآحت منفعلـه , أعصآبهآ تآلفـه .. على شعـره: وللي يعآفيك يمّه كآفي طآري البيت مآعندك سآلفه غير ردتي للبيت ! خلآص قعدتي صآرت على قلبك ثقيلـه !
ثبتت عيونهآ المذهوله مرقرقه بـ الدموع بعيونهآ الغآضبه للحظآت من الدهشـه ..
صدمهآ وقع الكلآم الجآرح وسوء الفهـم .. ضآقت عيونهآ الدميعه سآئله بـ إستنكآر خآفت النبره: قعدتك ثقيلـه !!!!!

طيرت عيونهآ رآمشه بـ توآلي بعدمآ أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع البآقي منهآ من الثبآت قبل الإنهيآر .. مآخفى على أمهآ محآولتهآ المستميته بـ منع تدفق دموعهآ من شدهآ على شفتيهآ المطبـقه ورمشآتهآ السريعه المتتآبعه .. تنآظر السقـف !
أردفت بـ حُزن مرير كسير النبره البآئسه المحبطه: وربك يآشروق ترآ أنآ إللي مآعآد فينـي يآبنت .. حشآي مستعـر .. نآرِ تحرقني حرق , خوآتك الثنتين من ردي لـ أردى , تغريد وحآلتهآ النفسيّه إللي بـ الأرض تطلقّـت والحين دآرين لحقتهآ وهذآهآ رآقده بفرآشهآ مآيندرى عنهآ .. تكسرت عظآمهآ وسقط حملهآ ....... وتطلقّـت

شهقت شروق من خشمهآ النفس المسموع بضيق وكـدر .. مآتظن إن بيصيبهم إبتلآء أعظم من إللي إهم فيـه الحين ولآ كُربـه أشـدّ !
إبتلعت ريقهآ مغمضه عيونهآ إستحضآراً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط .. فتحت من بعدهآ عيونهآ مُردفه بـ هدوء خفيض النبره: مو قصدي يمّـه .. صدقينـي .. وآلله من همّي وإللي أحس فيـه شكيـت لك ودآريّه إن إللي فيك كآفيك بس مآعندي غيرك .. مآبي أردّ البيت وكل مآتذكرت يضيق صدري من الطآري , مآلي وجه أقآبل أي أحد هنآك .. أحس أي موآجهه معهم الكلآم فيهآ بيكون عن نفس السآلفه .. يمّـه حتى أحمـد زوجي صرت أتهرب منه .. أمثل إني نآيمه من قبله لآمنه وصـل أو أشغل نفسي بـ أي سآلفه مـع ليـن بنتـي .. خلآص مآنيب متحملّه أكثر

....: وإنتي شذمبك يمك ! مو تقولين أحمد صآرحك وبنفسه قآل إن مآلك دخـل , وإنك برآ الموضوع كلـش .. إنتي بصوب ودآرين بصوبن ثآنـي
....: على بآلك الموضوع بيمر مرور الكرآم كذآ ؟! هآلكلآم يقوله الحين لأني أتهرب من موآجهته وهو يبي يحسسني بـ الأمآن وإني منّي طرف بـ الموضوع بس شوفي شبيصيـر لآمنّي إعتدلت معـه .. أكيد بيصرّ ويعرف السبب , مو معقوله أخت مآتدري شسوت أختهآ وكآنت النتيجه الطلآق .. وقتهآ علميني بـ أي عين وأي وجـه بعلمـه الصدق وإللي صآر ؟!

زفرت بـ أسى خآفضه عيونهآ الحزينـه لحجرهآ إللي أطبقت بوسطه كفيّهآ إذ إن مآعندهآ تعقيب منآسب لحقيقة إللي تقوله شروق ونظرتهآ للموضوع من الزآويه الخآصه بهآ , هآمسه: رآئف أمس حضرنـآ
من فورهآ وبدهشـه , توسعت عيونهآ لآخرهم صآئحه: إيـــــش !!
....: إيـه .. جآنـآ
....: وينه فيه من بعد إللي صآر ! توّ تذكر من بعد إسبـوع !!! وش قآل عن الطلآق ! مُصِـرّ عليـه ؟!
أطلقت زفره هآزئـه كآنت ضحكه قصيره مقطوعه معقبه بـ حسره ونظرآتهآ السآخره ممتده للفرآغ: ليته يصرّ على الطلآق فعلاً وينتهي الموضوع عند هآلحدّ

ضآقت عيونهآ إستنكآراً عآقده حآجبيهآ بعدم فهـم وإستيعآب هآمسـه: يمّـــــه !!!
بـ حِدّه إلتفتت لهآ راصه على أسنآنهآ بقهر مكبوت: رآئف أمس جآنآ وقعد خمس دقآيــق .. بـــس خمــس دقآيق .. تدرين وش إللي صآر ؟! عطـى أبوك ذآك الفيديـو الملعون .. عطآه الفضيحـه .. آآآهـ يآفضيحتنــآ وســوآد وجيهنـــآ , حسبي آلله عليـك يآلعــدو

قآلت الأخيره بـ حسره مريره حآرقه مآسكه جآنب رأسهآ الأيمن بآللحظه إللي شهقت فيهآ شروق شهقه تفآجئ قصيره نهتهآ بيدهآ إللي رفعتها فوق فمهآ موسعه عيونهآ صدمه لآفظـه بـ نفي مستنكر: لآآآ
ضربت أمهآ أعلى وركيهآ مصدره صوت طرقعه , هآزه نصفهآ العلويّ بـ حركه رتيبه , للأمآم ثم للخلـف .. أبلغ فعـل لـ معنـى النـدب والتحسّـر , مُأكِدّه بـ جفآء: بلــــى
همست وعيونهآ تدور بتفكير رآفضه التصديق: شلـون ؟!! معقوله زوج تغريد إهو إللي سوّآهآ وعطآه هآلتسجيـل !!! لآ مستحيــل

....: درى من وين مآدرى بـ النهآيه شآفـه وعرف إنهآ دآرين مو تغريد وبدون أي إثبآت ومهمآ أنكرت دآرين .. درى لأنهآ زوجته , ولأنهآ مآرح تكون بهآلوضع إللي شآفه إلآ معـه وإهو أدرى الخلق فيهـآ .. جُــرس وفضآيــح عند آل مرشــد والحين عند آل مآلكــي .. وين نقــط وجيهنــآ وشلون نرفع روسنــآ ... درى ولد المآلكي مثل مآدرى ولد المرشد وثنينهـم قطوّآ البنـآت وذآ حقهـم ويتمـون محقوقيـن بعـد ..

....: يآويلي يمّـه .. ليكون فعلاً رآمز يدري عن هآلشيّ ؟! أحمد قآل إن مآغيره رآمز إللي يدري عن سبب إللي صآر بين رآئف ودآرين شلــون ؟! أنآ شكيت بـ وآئل أول يكون علمـه
....: جنيتـي إنتي ؟! أخوك بنفسه بيفضح خوآته عند خويّـه ! وترآ وآئـل للحيـن مآيدري شيّ عن إللي صآر مع دآريـن .. سآفر هو وذيك وجـه النحـس الكسيحـه وجآنآ شـوم الخبر لـ دآرين

أسندت منتصف جبينهآ بوسط رآحتهآ اليمنى , كل إللي قآعد يصير فوق طآقتهآ على الإحتمال .. إستغفرت هآمسه ليجيهآ صوت أمّهآ جآف النبره مُنبهـه: حـــذآري يآشروق .. حذآري تجيبين طآري حتى لزوجك دآمه صدق مآيدري .. ولآ حتى لـ أم فيصـل .. إن درت بتعلّم زوجهآ .. رآئف أمس علّم أبوك إن السآلفه كلهآ بتنتهي بـ طلآق وِدّي وعلى السكـت .. مآيبي أحدّ من أهله يدرون عن السبب وإهو مآرح يجيب طآري وأبوك وش إللي بيده يعنـي ؟! وآفق ورآسه مدنق .. طاح وجهه وأظلم .. قصمتوآ ظهره بسوآيآكم حسبي آلله من أمس وإهو رآقد بفرآشـه صآبه المـرض

....: شدخـل يمّه ! شهآلكلآم !!!
....: يوم يجيه الرجّآل بنفسه يعلمه بوصـخ بنتـه ومعه الدليل ! قويّه يمّك .. قويّه على أبـوك .. وقويّه علينآ كلنآ ثنتين من بنآتنآ وبوقت وآحد يتطلقـون .. إسمعي بكرآ الحكآوي من كل صوب وحدب .. وش بيفكنآ الحين من الهرج والمرج ! وش بيرحمنآ الحين من ألسنتهم وتلسينهـم !
نفضت جلآبيتهآ البيتي القطنيّه من الحجر ضآمه أطرآف أصآبع يمنآهآ لبعض كـ إشآره جآهده لمحآولة الإفهآم , مشتده ومحتده .... محتـرّه !

....: علميني الحين يمّه شلون بعد بتكون علآقتي مع حمآتي وولدهآ مطلـق أختي لأسبآب مآيعرفونهآ .. قلبي نآغزنـي لشيّ كبير بيصيـر .. أنآ إللي بوجـه المدفـع .. مآحد بيهدى له بآل لين يعرف أصل الموضوع وأسآسه .. منهو الطرف الأقرب الحين غيري !

صآحت منفعله نآفذ صبرهآ: قولي إنهآ مآتبي تجيب عيآل , رفضت هآلحمل وكآنت تبي تجهضـه , أو إنهآ تبي تتوظـف وإهـو رآفض .. أو إنهآ تطآولت عليـه .. أي سبــب , أي شــيّ .. خلــص كآآفـــــــي
من فورهآ شروق قآمت عن مكآنهآ فور إعلآن أمهآ للإنهيآر منتفض صدرهآ بـ شهقه قويّه مكبوتـه كآنت البدآيه لتوآلي البآقي من بعدهآ تنشـج بـ شجـى معتصره عيونهآ حسره وأسـى بآللحظـه اللي ضمتهآ فيها شروق لصدرهآ متحسسه كآمل ظهرهآ بـ حرآره قآصده تهدئة إنفعآلهآ والتخفيف من حِدة نشيجهآ هآمسه بـ رِفـق: خلـص يمّـه إهـدي .. إهـدي بسم آلله عليــك ..

....: خوآتك الثنتين يآشـروووق .. خوآتك تطلقـوّآ وبـ الفضيحـه آآآآآآهـــ حآرقنـي قلبـــي
شددت من إحتضآنهآ لهـآ لآصقه صدغهآ الأيسر بـ رأس أمهآ متحسسه ظهرهآ بهدوء مُربتـه عليـه بـ حنـوّ بآئـس , إنهزآمي مستسلـم: نصيــب يمّـه ....... نصيبهـــــم


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية