لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-16, 03:59 PM   المشاركة رقم: 96
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

بـ تشتت مضطرب .. كآن يصفق أبوآب الخآليه من وجودهآ ..
بـ خطوآت مهروله تخطى الممر الحجري الفآصل مآبين ملحقـه وبين بيته إللي دخله جآهر منآدآته لهآ: ميســــــــــــم
الإسم إللي تمّ يكرره بدون ملل من سلبيّة الجوآب لحد مآوقف أخيراً على بآب آلمجلس الدآفئ محتده نظرآته صوب وآلديـه الجآلسين بـ أرضهم قرب المدفئـه اليدويّه من الحطب المشتعل بوسط بنآء حجري بمنتصف الجدآر مسيّج بـ حديد أسود , فوقـه قبّه مخروطيّة الشكل منهآ تنسحبّ الدخنـه للأعلـى ..

القلق بملآمحه إللي تدآركه أبوه خآفض رآسه إبتئآساً , ردّ الفعل السلبي إللي خآلفته فيه زوجته من لوت فمهآ إمتعآضاً: هـــه .. مآيدري وينهي فيه زوجته !
....: وينهي ميسم يمّـه !
قلبت عيونهآ لهآ رآمقته بنظرة إستصغآر من فوقه لـ تحته ثم تكتفت صآده عنه بوجههآ صوب المدفئه: رح دورهآ وشوف وين شردت من ورآك وإنت مآتدري
خزهآ زوجهآ توعد – من بين أسنآنه - : تعدلــي بآلكلآم يآمــره

طيرت عيونهآ لآويه فمهآ بـ إحتقآن بآللحظه إللي تكلم فيهآ زوجهآ قآصد طمأنة إبنه: تعآل يآوآئـل .. آقعــد
إقترب صوبهم بخطوآت متبآطئه والإستفهآم بعيونه ليجآوبه أبوه بهدوء: رآحـت لعمك فيصـل
وآئل: ............
التفآجئ بعيونه وإللي مآستوعب أبوه سببه ليكمل كلآمه بـ توضيح أكثر: شفيـك يبـه ! مغير طلعت لأبوهـآ ..

أخفض بصره المشتت بتفكير بآلع ريقه بصعوبه من سوء الظن إللي طرآله مكور قبضته اليمنى بـ قهر .. مآيدور ببآله الحين إلآ غضوبـه .. تركت له البيت وردت لأبوهآ .. والأكيد إنه لنفـس السبب إللي وبلحظـه قلب لهم كيآن حيآتهم الروتينيّـه من سنوآت طويلـه , عآديّه , وإعتيآديّـه ! قلب له كيآن حيآته مع زوجته بـ شهر زوآجهم الأول !
جآ بيوليهم ظهره ويطلع إلآ ويوقفه أبوه بـ حزم: لحظـــه ..

ثبت مكآنه بـ نصف إلتفآته مطبق فمه بغيظ مكبوت , بدآخله طآقه سلبيّه قويّه مآهوب حمل أي كلمه إستفزآزيّـه ...
لآمته وإتهمتهـه , خيبّ ظنهآ فيـه .. مآتدري إن سبب إخفآءه هآلسرّ عنهآ وهي زوجته هو أمآنـه .. شيّ أؤتمن عليـه يحرّم نشـره وإفصآحـه ...

شيّ بدآخله مُثآر برفض قآطع لفكرة إبتعآد ميسم عنـه ولو للحظآت .. شلون وهي آلحين بمكآن ثآني بعيد ومنفصـل عنه تمآم الإنفصآل .. من إسبوع وهي معذبته بـ أقسى أنوآع الهجر رآفضـه أي توآصل بينهم حتى لو للتفآهـم .. عرفت منه آلحقيقه من بعد تغريـد وإنزوت بنفسهآ عنه برفض قآطـع .. لمقآبلتـه , شوفته أو حتى سمآع صوتـه ! وآلحين وبدون علمـه أو حتى أخذ إذنـه طلعت من بيتهآ , لـ بيت أبوهآ !
بتفآجئ إتسعت عيونه من وقع الشيّ إللي توّه وإستقر بعقله .. – بيت أبوهآ –
نآظر أبوه بعيون مترقبة النظره سآئله بـ خفوت: ليـــش !
ضحكة قصيره هآزئه , أطلقتهآ أمه مطيره عيونهآ بـ هزة رآس إستخفآفيّه غير مُصدقه: ومآيدري بعد وش لهآ مرته ببيت أبوهآ

عطآهآ نظره إستفهآميّه مضيق فيهآ عيونه في حين أطبق أبوه فمه بـ قهر , هذي زوجتـه آلملسونـه ولآبعمرهآ بينعدل وضعهآ أو ينصلح حآلهآ: آقعـد يآوآئــل
بهدوء تربع بـ الأرض وبآقي تجعيدة الإستفهآم بـ خطي جبينه آلمقطب ليكمل أبوه بـ هدوء: تبي تتفآهـم مع أبوهـآ .. علمتني قبل تطلـع وخذت الإذن يبـه مآعليـه
....: على إيش تتفآهـم معه !
ردت أمه بـ غيظ بعدمآ أصدرت صوت طرقعه من رآحتيهآ إللي ضربتهم بـ أعلى وركيهآ قهراً: على علومك إللي نشرتهآ .. على خوآتهآ التـوم إللي إظهروآ من العدم على إيش بيكون التفآهم يعنـي !
ردّ عليهآ بـ غيظ مكبوت إنتفخت معه أودآجه: وآللوم الحيـن علي !! آلحين أنآ الغلطآن !
أمه: إيه الغلـط منـك .. ذآ إهو السرّ , هذي هي الأمآنه ؟
وآئل: وش تبيني أقول ؟ تغريد جآيتني تسأل والعلم عندهآ من قبل ! أكذب وهي تدري !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه: لآآ .. أكـد لهآ صدق إللي عندهآ .. وفوقهآ بعد نآدي مرتك وعلمهآ ..
وآئل: ميسم إهي إللي سمعتنآ مآحد علمهآ بشيّ
....: هـه , زينهآ التربيـه والأخلآق تتجسس وتتصنـت

....: بسكــــــم عــــــــآآآد
إلتفتوآ ثنيناهم لذآك إللي صآح عليهم بصبر نآفذ وقد إحمرت عيونه عصبيّه وجحظت غضـب ...
لوت فمهآ حنقاً , وأخفض وآئل رآسه حرجاً بينمآ أردف هو من بين أسنآنه: وحنآ بهآلبـلآء وإنتم تنآقرون .. هذآ ليش عرف وهذآ شلون درى ! مآنتم مستوعبين إللي صآر !
مسكت رآسهآ إدعآءاً لدوختهآ: حسبي آلله عليك يآدآريـــــن , آلسبّه منك وفيك
وآئل: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. تحسبين على بنتك يمّـه !!
نآظرته بقهر: ولمتى بتنصرهآ إنت ؟ شف لوين وصلنآ بسبتهآ ! هذآهآ فضحتنآ , مآبقى إلآ شروق إللي مآدرت .. خل دآرين تكمـل جميلهآ وتعلمهآ ..

جآ بيردّ إلآ إنه أطبق فمه بغيظ مآعرف وش يقول لتكمل أمه بنبره أقرب للندب: شبيصيــر علينّآ الحيـن !! هذي دآرين إللي كنآ وآثقين بسكوتهآ مآقدرت على السر , الخوف بكبره من تغريد إللي مآتعرف تكتم شيّ ,, لطفــك يآرب تلقآهآ علمت زوجهآ وهلـه وش السوآة الحيــــــــن !!
أغمض أبو وآئل عيونه بـ همّ مآسح على وجهه برآحته اليمنى مطلق زفرته المُحبطه: آستغفـــر آللـــــــه
وآئل: عمـي فيصل درآ ؟!
نآظره أبوه بـ فمّ مطبق يأساً: علمتـه ..
إنعقدوآ حآجبيه بنظره مترقبه سآئله بـ تردد: درآ إن تغريد عرفت بـ الموضوع ! وإن دآرين من أول وهي تدري بـ الموضوع !
صدت أمه بـ حده تنآظر المدفأه بينمآ شد أبوه شفتيه كـ جوآب سلبي .... تأكيدي !
الجوآب إللي معه إرتفعوآ حآجبيه رآص على فكيّه معرض بوجهه صوب شعلة الحطب المتآكله وهو يحسّ بـ شعله ثآنيـه دآخلـه متأججه ...

هذآ عمّه آلمدعو فيصل رجل قلبـه من حجـر , صآحب ضمير ميّـت , مآعنده أي نزعـة رأفـه , أو شفقـه ..
إنقبآضة قهر حسهآ بقلبـه على زوجتـه ميسم وإللي على الأرجـح مآرح يصيبهآ من هآلمقآبله البآرده إلآ الجــرح ...
يخآف على قلبهآ من الحزن يهتـمّ وينغـمّ ... الجرح إللي بقلب دآرين من سنوآت للحين دآمي , نفس الجرح آلحين بقلب تغريد ينزف ... وبقلب ميسـم توّه بــآدي .....


/
/


رفعت غطآهآ عن وجههآ بضيق أول مآدخلت للبيت وتقفل البآب من ورآهآ وكأنه شيّ كآن كآتمهآ وخآنق أنفآسهآ , أخيراً تحررت .. سألت الشغآله بنبره حآده نآفذ صبرهآ: وين بآبـــآ ؟

....: موجـــــود
بـ حِده إلتفتت يسآرهآ من وصلهآ الإجآبه بلهجـه عربيّه متقنـه مخآلفه للهجـه المكسره إللي توقعتهآ بلسآن الشغآله الآسيويـه آلوآقفه قدآمهآ مطأطأة الرأس ..
أطبقت فمهآ زآفره من خشمهآ إللي ضآقوآ فتحتيّه نفس حآنق مسموع بنفآذ صبر إذ إنهآ آلحين مآعندهآ من الطآقه الشيّ إللي يمكنهآ تخوض مشآده كلآميّه مع زوجة أبوهآ المتنمره سليطة آللسآن !
ردت وإسألت الشغآله: ويـن بآبـآ !
رفعت حآجبهآ مكتفه سآعديهآ: قلنآلك موجود !

رمقتهآ بنظره جآنبيّه من طرف عيونهآ النظره المشمئزه: وظنتـي سمعت إللي قلتيـه .. بس ظنتي بعد إنهآ مو إجآبة سؤآلي – نآظرتهآ مضيقه عيونهآ بـ حقد مُردفه بـ تفصيل لكلآمهآ جاف النبره – أدري إنه موجود .. – فتحت عيونهآ بنظره ثآبته وثآقبه لعيون زوجة أبوهآ – ولآ وش بيجيبنـي عندك ! وش حآجتي فيـك !
سفهتهآ من بعد كلمتهآ سآئله الشغآله بنبره أقرب للصيآح نآفذ صبرهآ: قلتلك ويــن بآبــــآ !
بـ تلعثم جآوبتهآ الشغآله وبصرهآ مخفض للأرض: فففففـــ ... فــ فــي مكتـب هـوآآ ...

إرتفعت شفتهآ العلويّه بتعبير أقرب للإشمئزآز إلآ إن فمهآ بعده مطبق .. بضيق وآضح حركت كرسيهآ مبتعده عنهم للمكآن إللي تدلـه عدل .... مكتــب أبوهـآ ..
أبوهآ إللي يدري مُسبقاً عن نيتهآ لزيآرته ... الزيآره إللي ظنه إنه يدري مظبوط عن مكنونهـآ وآلسبب من ورآهآ !
بهدوء طقت البآب المغلق مرتين ليجيهآ صوته مثل مآعهدته , جــآف , وقآسي , حتى بلحظآت هدوءه وإسترخآئه: إدخــــــــــل ..
إستجدآءاً للقوّه .. أغمضت عيونهآ بهدوء شآهقـه نفس عميق هآدئ ..
زفرته بنفس الهدوء إللي شهقته قبل تمتد يدهآ منزله الأكره النحآسيه للبآب الخشبيّ ..
البآب إللي بـ توّ فتحهآ له إستقرت عيونهآ على ذآك المُهيب بـ جلسته المستقيمـه , مُصلب الظهر بـ ذقن مآشآفته أبدّ إلآ مرفوع بـ ثِقـه وكبريآء ..
على طرف خشمـه الحآد نظآرته الطبيّه خآليّة الإطآر بـ عدسـه شفآفه رفيعه مستطليـه ..

نآظرهآ من فوق نظآرته ومآسرع مآرد ينآظر الأورآق آلكثيره بيده والمتنآثره على مكتبـه طآلبهآ بـ جفآف وكأنهآ مُذنب خآضع للإستجوآب: تعآلــــــــي
مآتـدري ليش أحست بهآلحموّ , الحموّ إللي معه بدآ يسيل مخآط أنفهآ الشفآف , تجمعت بمحآجرهآ كتلـه من الدمــوع !
وقبل توصل لهآلنقطـه الضعيفـه بشخصيتهآ الإنهزآميّه وتنهآر مستسلمه قبل حتى تبدآ آلموآجهه , تدري من قبل إن جيتهآ مآرح تسبب لهآ إلآ أذى نفسي مُضأعف , عدم معرفهآ هذآ إقترن بعدم معرفتهآ للسبب إللي خلآهآ تظن إنه فيه إحتمآل لو وآحد بـ الميّه إنهآ تشوف أبوهآ آليوم بشكل ثآني مختلف تمآم الإختلآف عن أبوهآ إللي تعرفه من إثنين وعشرين سنـه .. عند هآلحد , وهآلنقطـه , أخرجهآ صوت زوجة أبوهآ الرفيع الهآزئ: جيـــت أســأل .. بتقعدين معنآ لين العشآ أوصيهم يجهزونه بآللي تبينـه ولآ مفآرقــه بـدري !!!

أطبقت شفتيهآ على بعضهم لحد مآختفوآ من وجههآ ..
أتمت خآفضه بصرهآ لحجرهآ ثوآني قدرت فيهم تبتلـع إهآنة زوجة أبوهآ الوآضحه لهآ بـ - طرده – صريحـه وعلنيّـه ..
إرتفع نظرهآ لـ أبوهآ علّهآ بعدمآ خآب سمعهآ عن سمآع صوته لو بكلمـه نآهره لـ زوجته , مُحذره أو حتى طآلبـه بـ أخذ الحذر والتنبـه ..
سمعهآ إللي خآب , خآب معه نظرهآ إللي إرتجت فيهآ – تبريقة – تنبيـه لـ زوجته , نظره حآده يخزهآ فيهآ موقفهآ عند حدهآ وتمآديهآ .. إلآ إنهآ هي إللي شكلهآ تمآدت بـ ظنونهآ وإللي تبيه وترتجيـه !
مآشآفته إلآ وعيونه على الأورآق وكأنه حتى مآسمع وش إللي قآلته زوجتـه !

مآترآءى لخآطرهآ بهآللحظه إلآ عمهآ وهو طآلبهآ توفر هآلزيآره إللي مآمنهآ رجـآ .. تشوف آلحين ملآمحه إللي رقت إستعطآفا لهآ علّهآ تترآجع عن هذآ إللي تبيـه ولـ آخر لحظـه تمـت مُصره عليـه ... آلشيّ إللي آلحين ولأول مره بحيآتهآ تندم أشـد الندم عليـه !
جآوبتهآ بـ هدوء ظآهري جبراً: لآ مشكـوره .. بقول الكلمتيـن وأرد دآري
إرتفعوآ حآجبيهآ ضآمه شفتيهآ مآطتهم لقدآم: أووو .. دآآآرك .... أهـآآآ , قلتيلــي ..
ميسم: ............

....: طيــب
قآلتهآ – طيب – وتمت وآقفه مكآنه , على وضعهآ ..
الوقفه إللي إستغربتهآ ميسم لتنآظرهآ بعقدة حآجبين خفيفه مُردفه بهدوء: هآلكلمتين أبي أبوي فيهم على إنفرآد .............. لو سمحتي !
بقهر أطبقت فمهآ سآفهتهآ تنآظر زوجهآ إللي رفع لهآ عيونه آمرهآ بـ برود: إطلعي يآم مِتعــب آلحيــن
شددت من رصهآ على فكهآ بآلقوّه مكوره قبضتيهآ بغيظ مكبوت وقهر .. إلآ إنهآ مو هي إللي يردعهآ هآلأمر اللفظـي من آلشيّ إللي تبيّـه !

ولتهم ظهرهآ سآحبه البآب من الأكره وقبل يتقفل جمدهآ مكآنهآ بكلمته الصآرمه بـ حزم: لآتقفليــــــــــــه
نآظرت زوجهآ بعيون موسعه أقصآهآ إرتعآباً .. هل من المعقول يكون درآ بآللي فكرت فيـه !
تفكيرهآ إللي مآ أوصلهآ إلآ لأنهآ توقف ورآ البآب من بعد إغلآقـه وتستمــع !
هذآ الرجـل أبدّ مآهـوب سهــل !

بـ أطرآفهآ اليمنى دفّت البآب بقوّه ليرد وينفرج على آخره رآمقته بنظره ممتعضـه مررتهآ من زوجهآ اللئيـم لـ بنتـه إللي مآتشوف إلآ ظهرهآ من كرسيهآ المتحرك ...
لتوليهم بآلنهآيه ظهرهآ هي وعيونه تلحقهآ لحد مآختفت بـ آخر الممرّ الطويل من قدآمـه ..
رتب الأورآق فوق بعضهم ضآمهم لملف أطبق غلآفه الشفآف عليهم بهدوء مصفط سآعديه فوق بعضهم مُردف بـ جمود: نبـدأ من أول خوآتك التوأم ولآ من ويـن ؟
إرتفع نظرهآ له بسرعه مضيقه عيونهآ للحد إللي معه قآربوآ على الإختفآء هآمسه بـ إستنكآر شديد: إيـــــش !!!
قوّس فمه رآفع حآجبيه مجآوبهآ ببرود: أتوقع إن هذآ هو سبب زيآرتك آلحين ..
ميسم: ................

....: أبو وآئـل علمنـي بآللي صآر .. وإنك وتغريد قد دريتوآ بـ الموضوع
أحسّت وكأن الكيآنآت من حولهآ تدور , جدرآن هآلمكتب وهالرفوف .. كلّ الكتب والمجلدآت , التحف والأثآث .. الإضآءه المتدآخلـه .. حتى أبوهآ نفسهآ المآثل قدآمهآ تحسّه يدور ... تشوف لمحه خآطفه منه بشكل دورآني تلف من حولهآ وبلمحـه ..
ضآقت أنفآسهآ مآقدرت تطلـع إلآ قصيره , مقطوعـه .. ومتلآحقـه ..
تعآبير الصدمه الإستنكآريّه تمكنت من ملآمحهآ متمثله بفتحة فمهآ الوآسع آلفتحه الصغيره محتده نظرآتهآ الإستفهآميّـه , تسألـه آلصــدق ... – من جِـــده ! –

شيّ دآخلهآ مُثآر وبـ تقـــزز ..
الإشمئزآز إللي بترآخي بدآ يظهـر بوجههآ آلمشدوده تعآبيره , أطلقت لومهآ بلآ حِسآب .. بلآ تحكـم ولآ شعورياً نطق لسآنهآ بآلشيّ الحقيقي والوحيد إللي حسته: إنـــت إيـــش ! وينـه ضميــرك موليـه ! مآشي إحسآس ! مآعندك قلب ! إنـت صدق أبّ !
....: إلزمــــــي حدودك يآميســـم

أطلقت زفرتهآ آلغير مُصدقه من فتحة فمهآ رآمشه بتوآلي لعيونهآ المدمعه: وإنت حدودك ليش مآتلزمهــآ !
مآكآن جوآبه إلآ نظــره لو إنهآ تصيب كآن أردتهآ بـ أرضهآ ..
أي شيّ كآن ممكن يفرق معهآ من قبل , أي شيّ يخص هآلآدمي عديم الصفآت الآدميه كآن ممكن تحسب حسآبه , لكن إللي يقـط بنآته ضآرب بـ حسآب ربـه عرض الجدآر , فهو أقل بكثير من إنه ينعمل له قدر وحسآب ..
....: دآرين وتغريد بنآتك إنت !!
....: إيه بنآتـي أنآ وخوآتك إنتي

هنآ إنفغر فمهآ لآخره , أحست إنهآ بتجيب كل مآبجوفهآ , آلكتله البلوريه المعلقه بـ أهدآبهآ أعلنت سقوطهآ ..
أخفضت رآسهآ ويدهآ آليمنى مبسوطه على صدرهآ ... لحظآت من الصمت قدرت من بعدهم تتمآسك ....... نسبياّ !
نآظرته بـ حُزن النظره المنكسره , لو إن له من الصفآت الإنسآنيّه شيّ لنفطر قلبه لهآ: دآمك تدري إنهم بنآتك إنت .... وخوآتي أنآ .... ليش أنكرتهـم !

....: لأن مو أنآ إللي تنلوي ذرآعي .. من أول ومتفق مع أمهم .. عيآل لآآآ , ليش تتمرد علي ! ليش تحمـل وتصرّ تكمل هآلحمـل ! تتحدآني وتعآند !!
توسلتـه الصدق بكلآمه القآسي , هذآ هو العذر إللي أقبح من الذنب .. سألته بـ نظرتهآ الكسيره ودموعهآ المُسآلـه: يوبـــــآآآآ .. ذولـي بنآآآآتــــــــك

ضرب المكتبه بيده اليمنى رآص على أسنآنه: ومآ أبيهــــم .. مآ أبيهــم لأنهم من أمهــم إللي عفتهــآ .. أمهم إللي فكرت إنهآ بسوآتهآ بتجبرني أعترف بعلآقتي معهآ وأصرح عن زوآجي منهآ .. هذآني بآلزبآله قطيتهآ هي وبنآتهآ
كتمت فمهآ بيدهآ اليمنى سآحبه على ذقنهآ وبآلقوّه .. كآنت متوقعه تشوف أبو غير الأبو إللي عرفته وفعلاً ... كآن غيــر ............. تمآماً غير ..
ولكنه غير آلشيّ إللي توقعته .. توقعت إنهآ تشوف إنكسآر وهو يعترف بـ خطيئته , تمنيـه لو بيده يصحح هآلخطيئه ...
لكنهآ مآشآفت إلآ شخص جآحـد , جلمود قآسي .. متحجر القلب , منعدم الضميـر ..
أعتصرت عيونهآ بـ مرآره ولأول مره تحسّ بآلنقم وإن هآلرجآل آلمسمى فيصـل هو إللي إسمهآ مرتبط فيـه ..
" كنكم يآدآرين وتغريد مآتدرون فـ إنتم في نعيم كبيــر .. ومآ النآقـص الفآقــد .. إلآ أنآ "

....: أمهـم مصريـه .. يشبهونهآ على فكـره .. كآنت مُمـرضـه .. أتذكر وأنآ بـ نُص العشرين صآر علي حآدث سيآره .. كآنت هي ممرضتـي ههههه جمآلهآ كآن فِتنـه , بس عآد آلشكوى لله , مآفي شيّ كآمل ..

ميسم: .............
....: مآندمت لأني قطيتهم بـ الملجأ , وإن تموآ فيه لحد هآللحظه مآندمـــت لولآ عمّك .. بس تدرين حتى عمك كآن عنده شك .. مآ خذآهم إلآ بعدمآ سوآ لهم كشف الحمض وتأكد من أصلهم .. لا تتوقعين انهم بيورثوه لااااا .. عمك عاطهم بس اسمه
ضيقت عيونها استنكآراً , سألت عيونهآ السؤآل بقلبهآ – بس إسمه - , والأربع وعشرين سنـه إللي طآفت من عمرهم كآنوآ بحسآب ميـن !
والسنوآت الجآيه لـ حسآب ميـن ! , إن كآنت سنوآت عمرهم السآبقه بـ حسآب عمهم محصـن , فـ الأكيد إن سنوآتهم القآدمـه للفــرآغ .. وللعــدم ..

شرعاً مآلهم حق التورث بمآل محصـن وأملآكـه .. وهذآ هو الشيّ إللي أكده أبوهآ توّه ..
وبـ المقآبل مآفيه أي أورآق ثبوتيه تثبت أبوّة فيصـل لهـم .. وإن صآر هآلشيّ فعلياً منو بيغآمر ويتسبب بـ فضيحـه تمـس أطرآف وعوآئــل بـ حقيقة هآلنسـب والخلـط فيـه ! مع الأخذ بـ الإعتبآر كون دآرين وتغريد الحين متزوجآت .. وحقيقه هآلشيّ خآضعـه لإفترآض القبول أو عدمــه من أزوآجهـم , وعآئلآت أزوآجهم !
هذآ أي أبّ جآحـد إللي بيحرم قطـع من صلبـه حقهـم بـ حيآتـه , وحقهـم من بعد ممآتــه !

....: كنت دآري إن دآرين تدري ؟!
....: إيـــه دآري
أغمضت عيونهآ بسرعه كرد فعل رآفض لهآلجوآب الموجـع , هي تتوهم إنه صدق هآللي إستشعرتـه ! نبرة آلفخـر بـ صوته وكأنه شيّ مُشرف .. جوآبه سريـع , مآبه شيّ من التردد ........... مآبه شيّ من الخجــل !
إللي يسآعد الوآحد يتجآوز خطيئتـه , يتعدآ معصيتـه هو كونهآ ذنب بـ الخفآء .. شيّ بينك وبين ربّك ,,
عآدة الخطآه , المتعآليـن فوق خطآيآهم , هو حسآب البشر إللي يحسبونـه قبل حسآب الــرب ..
فـ شلون هذآ الخآطي آلحين قدآمهآ قآدر إنه يعيش ويتعآيش مع حقيقـة إن خطيئته هذي عآريــه , مكشوفــه ... وآضحـه ومعروفــه ..

الأدهـى والأمـرّ هآلذنب الكبير إللي إرتكبـه بـ حق بنآته , بنآته إللي وحده منهم كآنت تدري وهو يدري إنهآ تدري ..!
كآن قآدر يوآجههآ , عيونه تستقر بعيونهآ , يسمعهآ وهي تقولـه عمّـي مع إنه دآري إنهآ تدري إنه أبوهآ مو عمّهآ ..... ولآهتـم , مآهتزت فيـه الشعـره !
بتغآضي عن بنآته إللي هن آخر همّه , شكلـه قدآم أخوهـ وزوجتـه ! قدآم وآئل ولد أخوه .. وهو رجـل عآصـي , خآطــي , مُذنـب متمآدي بـ ذنبـه ومفتخـر فيـه !
رجـل .......... جِــبلّـــه !

أخفضت رأسهآ مسنده جبينهآ بوسط رآحتهآ اليمنى مغمضه عيونهآ البآكيّه بآلقوه رآفضه آلتصديق بـ همس وآهن ... بـ خفوت , وبهوت: مآآآآآنـــــي مصدِقـــه


/
/
/
/


بـ الدور الأول وبعدمآ نزلت من غرفته بهروله قآصده الإبتعآد .. لو بيدهآ الموضوع يمتد ويوصل للي أبعد من البعـد ويقآرب الخفآء مآكآنت توآنت لثآنيه إنهآ تسويّه ...
يدهآ اليسرى على عنقهآ المتأجج بحرآره فعليّه وبيدهآ كآس المويه تشرب منه وبعجـل آلشرب إللي يطلـع معه صوت إبتلآع آلمويه وآضـح ...

من ملآمسه سطحيـه بضربة كتف خفيفه إنهآرت كلياً .. إنتفض كآمل جسدهآ النفضه المخيفه المريبه للثآنيه إللي كآنت ورآهآ موسعه عيونهآ أقصآهم بـ ارتعآب من طآح كآس المويه بـ أرضيّة المطبـخ منكسـر !
زوجآن من العيون بنفس النظره المرتآبـه .. مفجوعه ومذعوره ...
ورده من ملآمسة ريتآج الفجآئيه لهآ واللي طرآلهآ إنهآ من شخصن ثآني لآحقهآ للمطبـخ ! وريتآج من خرعـة ورده القويـه يوم لآمستهآ وبسببهآ إرتعبت وطآح منهآ الكآس ..

لحظآت من الصمت المشحون قطعته ورده بزفره مسموعه كآنت مخنوقه طويلاً وآلحين تحررت .. يدهآ بوسط صدرهآ وعيونهآ للسقف مبلله شفتهآ السفلى رآصّه عليهآ بلسآنهآ: آآآهـ يآربي
ريتآج: بسم آلله عليك لهآلدرجه خرعتك !
أطبقت ورده شفتيهآ بآلقوه وبوجههآ إعتذآر حسّي طلع صوتهآ مُجهـد وكأنهآ في محآوله لإلتقآط أنفآسهآ: معليش ريتآج وآلله آسفه
ريتآج: عآدي مآصآر شيّ .. بس انتي قلبك رهيـف وبقوّه

شدت فمهآ المطبق وكأنه خط بـ إبتسآمه قصيره مجبره: بس كنت أفكر بشيّ ومسرحه
قآلتهآ ثم وطت للأرض جآلسه على ركبتيهآ تلم بقآيآ القزآز المكسور وكأنه حبآت رز أو مكرونه مو قطع قزآز .. وآضح ان بآلهآ أبدّ مو معهآ آلسبب إللي إنغرزت معه وبسببه قطع مفتته أشبه بـ البودره القزآزيه بـ أطرآف أنآملهآ مصدره آهــه مقطوعه وخآفته بوجه متألم لتلحقهآ ريتآج جآلسه ع الأرض مآسكه يدهآ: يآربي إنتي وش إللي تسوينـه
ورده: مدري شفينـي
نآظرتهآ ريتآج بعيون محتده ثآقبة النظره تقييماً لإرتبآكهآ الوآضح سآئلتهآ بـ تشكك: إنتي صآير معك شيّ مربكك !
بسرعه تعلقت عيون ورده المتسعه بتفآجئ من سؤآل ريتآج , ليكون صدق فآضحتهآ ملآمحهآ !

بلعت ريقهآ مصدره صوت وآضح طلع معه توترهآ مبآشر وعلنـي أفصح ممآ يكون: ليش وآضـح علي !
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم مقوسه فمهآ بتفكير: يعنـي وآضح إنك مرتبكـه .. صآير شيّ !
نآظرت ورده بتجمعآت الدم في بدآية إفرآزهآ على شكل نقط صغيره من جلد بنآنهآ مجآوبتهآ بنبره خفيضـه , خآفته وخجوله: أنآ وآدم ....
ميلت ريتآج رآسهآ بعيون محتده وقد حفر التركيز ملآمحه بين قسمآت وجههآ سآئلتهآ بنفس الهمس الخآفت: وش صـآر
رمشت ورده بتوآلي وكأنهآ طفل متخوّف .. لحظآت من الصمت قطعته بصوتهآ الخفيض المحرج وعيونهآ بـ الأرض: بآسنـــي

من قآلت ورده كلمتهآ إلآ وتبققت عيون ريتآج بدهشــه .. الدهشه إللي زآدت من حرج ورده عآضه على شفتهآ السفلى بلوم لنفسها وتأنيب: مدري شلون صآر هآلشيّ .. غصب عني وآلله مآدريت
جلست ريتآج بـ الأرض مربعه وكن السآلفه عجبتهآ: وين صآر هآلشيّ
سكتت ورده لحظآت وهي تنآظرهآ ثم أطبقت من بعدهآ فمهآ بـ حرج قبل تجآوبهآ بـ بهوت خجول: بـ غرفتـه
ريتآج: آلحيـن !
أومأت ورده رآسهآ إيجآباً لتسألهآ ريتآج بـ إهتمآم: بوسـه بس ولآ فيه شيّ ثآني !

إتسعت عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ شبـر في حين عضت ريتآج على شفتهآ السفلى بعدمآ إتسع فمهآ بضحكه عريضه كتمتهآ غصباً الآ إن صدرها وآضح إنتفآضته وهزة كتوفهآ المتوآليه من الضحكه المكبوته: هههههه ويلي ويـــلآآآآآآه
ورده: ليش تضحكين !
ريتآج: هههههه يآربي ههههههه
ورده: ..........
ريتآج: يآحليلك بس , وآلله إني حبيتـك .. هذي أول مره تصير صح
لحقتهآ ورده بسرعه مأكده: إيه وآلله .. وآلله أول مره .. ومآصآر شيّ زود , بس بوسـه
قربت ريتآج وجههآ من وجه ورده هآمسه لهآ بلعآنه: بـ فمـك !
ردت ورده موسعه عيونهآ بصدمه كآمله في حين ضربت ريتآج جبينهآ وشويّ وتتسدح من الضحك: هههههه آآآآآه قلبي بيوقف هههههه
سألتهآ ببلآهه: وش إللي يضحك !
ريتآج: هههههه شكلك

أطبقت ورده فمهآ بـ غيظ في حين شددت ريتآج على عضدها تهدي من إنفعآل الحرج إللي تحسّه: زينـك بس .. شوفي بقولك شيّ
قربت ورده وجههآ منهآ إستعدآداً لسمآع الهمس من ريتآج وإللي مآكآن إلآ تنبيه يوم حذرتهآ: إسمعي ورده هآللي صآر لآتعلمينه أحد فآهمــه .. وآلله إني مستغربتك شلون علمتيني بهآلشيّ وإنتي مآتعرفيني مره .. شكلك بريئـه
ورده: مآيصير أعلم أحد !
بققت ريتآج عيونهآ بـ تحذير: يآويلــك .. بنــــــت وش هآلخبآل إنتي من جدك ! لآ تعلمين أحد أبد .. آدم خطيبك , عآقد عليـك .. بس إللي صآر هذآ شيّ خآص مآيصير تعلمينه أحد .. إنتبهي هآه ترآني حذرتك
قآلتهآ متبعتهآ بضربة كتف خفيفه مع غمزه مآكره: وإستآنسي عآد مآصآر شيّ .. آآآخ يآحظك بس
ورده: هههههه

وقفت ريتآج ومعهآ وقفت ورده عن الأرض نآفضه أصآبعهآ من فتآت بودرة القزآز لتنبههآ ريتآج: لآتلمين شيّ أنا برسل الشغآله تنظفهآ .. غسلي إنتي يدك وآطلعي للمجلـس إقعدي مع الحريم ...
قآلت ريتآج جملتهآ بدخول صيته عليهم المطبخ ومآسرع مآعلت الإبتسآمه العريضه وجههآ المصوب تجآه ورده: ورده بـ المطبــخ
أطبقت فمهآ بـ أسف وعيونهآ بـ الأرض تحتهآ على الكآس المنكسر: بـ المطبخ وهذآ إللي صآر

نآظرت صيته الأرض بحآجبين معقودين في حين تحسست ريتآج ظهر ورده بـ حُبّ: عآدي مغير كآس وإنكسر مآفيهآ شيّ .. إطلعي إنتي للمجلس ولآ تهتمين
أكدت صيته على كلآم ريتآج بـ إبتسآمه مريحه: إيه عآدي مآصآر شيّ
ورده وإللي نفسياً إطمأنت .. إحسآس مريح تحسّه تجآه هآلبنتين , بمنتهى اللطـف والتوآضـع .. جميلآت خَلقــاً و خُلُقـاً ...

شدت فمهآ المطبق بـ ابتسآمه خجوله قصيره وهي مبتعده عن ريتآج موقفه قبآل صيته عند البآب: رح أنتظركم بـ المجلس لآ تتأخروآ
مآردت صيته إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه مبتسمه مفسحه الطريق لمرور ورده إللي طلعت من المطبخ تآركتهم ثنينآتهم فيه لتهمس صيته وهي مقتربه على ريتآج: يآزين هآلورده .. فيهآ شيّ جذآب
أشرت ريتآج بـ أصآبعهآ لهآ حآثتهآ تقرب بسرعه صوبهآ: صيتوووه تعآلي تعآلي
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ استفهآم سآئلتهآ بـ إرتيآب: شفيـك !

أخفضت صوتهآ بـ همس مآيسمعه إلآ ثنينآتهم: ههههه مآرح تصدقين وش صآر
بآقي الإستغرآب بوجههآ سألتهآ بـ تكشيره مستفهمه: شللي صآر ؟
ردت ريتآج وأطبقت فمهآ مآنعه صوت ضحكهآ , طلع وجههآ مُعذب وهي مغمضه عيونهآ مطبقه شفتيهآ بآلقوه: ههههه هذي البنت مره بريئـه
صيته: ليـش علآمهآ !
ريتآج: دخلت المطبخ هم إخترعت هي وطآح منهآ الكآس .. مرتبكـــه وكلش رآيحه بخبر إللي صآر
قوست فمهآ بعدم فهم سآئلتهآ: ليش وش إللي صآر
ريتآج: آدم خطيبهآ بآسهــآ بغرفتـه هههههه

بققت صيته عيونهآ بـ تفآجئ بينمآ ريتآج مستمره بآلضحك: ههههه وتخيلي علمتني بآلموضوع كذآ عآدي .. سألتهآ ليش متوتره ومرتبكه قآلت إللي صآر .. وإنه أول مره يصير يآحرآم إن تشوفينهآ , وجههآ أحمر طمــآآآط من الحيآ
أطبقت صيته فمهآ بقهر: وإنتي مآبه وجهك قطره من الحيآ
إرتفعت شفتهآ العلويه بتعبير مشمئز: وليش يعني
صيته: البنت شكلهآ بريئ , غصباً عنهآ إللي صآر وإبتلشت فيه صآرحتك بـ حُسن نيه وإنتي آلحين تفضحينهآ حسبي آلله عليك

ريتآج: الحين أنآ أفضحهآ ! ترآني حذرتهآ تعلم أحد بآللي صآر
طيرت عيونهآ بـ إستخفآف: مآشآلله .. تنبهينهـآ مآتعلم أحد وإنتي قآيمه بـ الوآجب
رمقتهآ بنظره إستحقآريه: مآتنعطين وجـه .. مآرح أعلم أحد , هذآ بيني وبينك إنتي
صيته: هذآ بينك وبينهآ هي وبــــس ..
ريتآج: وإنتي ليش محتره كذآ
صيته: لأن هآللي سويتيه شيّ مخيس ومآبه أخلآق .. هآللي صآر بينهآ وبين خطيبهآ شيّ خآص , آلبنت مسكينه شكلهآ طيبه وعلى نيآتهآ فضفضت معك وإنتي مآشآلله , مآتتوصيـن أبدّ .. حرآم عليك تفضحينهآ حتى لو قدآمي
وسعت ريتآج عيونهآ خآزتهآ بـ تنبيه لصوتهآ إللي على وإحتد: وجـع إنتي ! شرآيك أجيب لك مكرفون تتكلمين فيه أحسن ! آلحين بآلله منو بيفضحهآ أنآ أو إنتي !

كورت قبضتيهآ بـ غضب رآصه على فكيهآ بـ القوّه: تطلعين الوآحد عن شعوره مدري متى تخلين عنك هآلحركآت
ولتهآ ريتآج ظهرهآ رآفعه لهآ كآس قزآزي مآليته من مويـة الفلتـر المثبت بـ الجدآر: خلآص بنطـم وبآكـل تبـن .. الشرهه علـي قصدي أونسك أقوم وأنغبـن
صيته: نتونس على حسآب النآس يعني !
قوست فمهآ بلآ مبآلآه مسنده نصفهآ السفلي لأدرآج المطبخ من ورآهآ: أحسّ إللي سوته ورده هذآ غلط .. حتى وإن كآنوآ عآقدين مآيصير هآلشيّ .. آلرجآل كلهم صنف وآحد ومآحد يأمنهم على شيّ
ضيقت صيته عيونهآ بـ تحري: صآر شيّ غير البوسه هذي ؟
طيرت ريتآج عيونهآ بـ سفه متعمد: هذي خصوصيآت ومآيصير أفضح البنت

أطبقت صيته فمهآ بـ مقـت في حين إبتسمت ريتآج لآحقتهآ بسرعه: ههههه لآ مآصآر .. أنآ بس أتكلم عموماً آلمفروض مآيصير شيّ .. لآ حضن ولآ بوسـه ولآ غيره .. خطيبي على عيني وعلى رآسي , لآمنه تقفل علينآ بآب وآحد صير سويّ إللي تبيـه .. غير كذآ شكراً .. مآلنآ حآجتن فيـه

شيّ من كلآم ريتآج صحى بدآخلهآ جرح قديم تهيأ لهآ إنهآ قد تخطتـه .. ذيك الخطيئـه اللعينـه إللي مآرستهآ وبكآمل إرآدتهآ مع ذآك الخسيس – على حدّ نعتهآ له - .. القبلـه الحميميـه , العميقه والدآفئه إللي ربطتهم سويّه في حين مآكآن فيه أيّ شيّ مشروع رآبط بينهـم .. مجرد طلـب .. طلبهآ الزوآج وهي وآفقـت .. لأجل هآلطلب سمحت لنفسهآ بـ المآدي , التمآدي على أكثر شيّ هي نآدمـه وأشـد الندم عليــه .. لو بيدهآ بس تكرر لحظـه وحده من حيآتهآ كآنت رجعت لهآلنقطـه .. لهآللحظـه ولهآلموقف ومآسوتهــآ ...

نآظرت بـ ريتآج إللي كآنت تنآظر أظآفرهآ الطويله المبروده وبعنآيـه وبقلبهآ شيّ من الحسره .. غصباً عنهآ تلألأت الدموع بعيونهآ ..
" ليش يآريتآج تفتحين علي جرآحــي .. ليش تعذبينــي وأنآ بآقي إللي بقلبي بعده مآندمــل ..... ! "

الدموع المتلألأه بعيون صيته كآنت نفسهآ بعيون ذيك الوآقفه ورآ بآب المطبـخ .. مفرملـه خطوآتهآ قبل تمتد وتدخـل على الجملـه المخترقـه لصميم قلبهآ محدثـه ذآك الجرح إللي مآينذر إلآ عن سـوء العآقبـه ...

(آدم خطيبهآ بآسهــآ بغرفتـه )
بلعت ريقهآ بصعوبه من هول المحآدثه إللي سمعتهآ بين أختيهآ وبآقي مستمره ..
إمتلآ وجههآ بصدمـه يبستهآ مكآنهآ مآقدرت حتى إنهآ تقتحم عليهم إنفرآدهم أو حتى تنسحب رآحمه نفسهآ من وقـع إللي سمعته ومآسبب لهآ إلآ الوجــع .. آلجـرح .. آلغيـره .. وآلحقـــــد !

كورت قبضتيهآ بتوعد بعدمآ إنهآلت دموعهآ في صمت مضيقه عيونهآ بـ غيظ , وغِـلّ , وغليـل " لآ يآ آدم .. منتــب لهــآ .. مآيحق لك تسوي هآلشيّ معهآ .. هآلشيّ لي أنآ .. لي أنآ مو لهـــآ ......... "


/
/
/
/


صعد الدرج بخطوآت حمآسيّه مزدوجـه قآصد يسبقـه لحد مآوصل للقمـه ملتفت له بـ إبـتسآمه قآصد معآيرته: رآحت عليك يآلشآيـب
نآظره من موقعه يحسّ نفسّه كهـل بـ التسعين ...
بآلحيل كآن يرفع يرجوله عن السلآلم وهو مستند للدرآبزين بيمنآه , رمقه بنظره حآقده متوعده مردف بقهر من بين أسنآنه: هذآ وجهي إن طآوعتك بشيّ ثآني

....: ههههه هذآ بدآل مآتشكرني !
....: مآلــك !!
إلتفت بسرعه ورآه وبآقي الإبتسآمه بوجهه: هلآ يمّـآآ
إنتقل نظرهآ من مآلك لـ سند إللي شكله يعآني وهو يرقى الدرج , وجهه مُرهق , جبينه مُتعرق !
إحتدت نظرآتهآ إستفهآماً مآبين ولدهآ مآلـك وأخوه سنـد بـ إستغرآب من تمآثل ملآبسهم الريآضيّه وردتهم المتأخره بهآلوقت من الليل ..
ثنينـهم بنآطيلهم ريآضيّه قطنيّه رمآديّة آللون فضفآضه بـ أسوره ضيقه من آخر السآق , تيشيرت مآلك أصفر آللون وفوقه سويتشيرت كحلي سحآبه مفتوح بينمآ سند كآن مقفل سحآبه حآمل على ظهره شنطه ريآضيّه خفيفه بـ حبل رفيع على كتفه الأيسر .. كونفرسين ريآضيين حآملين لـ إشآرة – نآيك - , حق مآلك لونه أصفر .. وسنـد أبيـض ..

....: وين كنتـم ؟!
مآلك: بـ الجيـم , صآر لي فتره مآرحت وخذيته معه حسبي آلله عليه فشلني
نآظرت بسند إللي توّه وآقف بمنتصف الدرج يلتقط أنفآسه سآئله مآلك بعدم فهم: ليش !
مآلك: مآقدر يسويّ أي تمرين .. حتى الضغـط طآح على بطنـه بعد الخآمس ههههه آلله يفشلك آخر مره بروح معك
سند: إلآ أنآ إللي آخر مره بروح معك

أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره تنآظر مآلك بـ لوم: سند يتعب بـ المؤسسـه , مو كآفي الضغط إللي إهو فيـه
سند: علميـه بـ آلله
مآلك: ليش وأنآ مآشتغل معك يعني ؟
رقت ملآمح سند بـ إستهزآء يتوسله يسكت: تكفــــــى
مآلك: هههههه آلبركه فيك إنت وسُهيل
نآظرت إبنهآ بدهشه مبققه عيونهآ في حين رفع هو حآجبيه إدعآءاً للبرآءه: شفيـك ! توني جديد بـ الشغل ومآعندي خبره

أطلقت زفره مُحبطه أطبقت من بعدها فمهآ بـ قلة حيله بآللحظه إللي وصل لهم فيهآ سند مآسك وسطه: آآآهـ يآخـي .. كل عضل فيني مشدود
أم مآلك: آدخل تسبح بمويه دآفيه
سند: وهذآ إللي بسويّه
أم مآلك: تعآل مآلك أبيك شويّ
أرخى كتوفه بـ تعب: يمّـه أجليهآ حدي تعبآن اليوم
أطبقت فمهآ بقهر رآده بـ إصرآر: لآء مآفيّه , آلحين نقعد ونتكلم ولآ عآجبك وضع مرتك يعنـي !
زوجين من العيون إحتدت نظرآتهم بـ إنتبآه لتكمل هي بـ شكوى: صآر لهآ إسبوع منقطعه عنّآ , خير ! وش الصآير !
أطبق سند فمه تفهماً برفعة حآجب سريعه أخفض من بعدهآ رأسه مستأذن: رآيح لغرفتـي .. عن إذنكم

تمت عيونهم تتبعه لحد مآختفى قدآمهم بغرفته إللي أقفل بآبهآ بهدوء منزل الشنطه القمآشيه عن كتفه ممدد أطرآفه يتمغـط بـ تعـب .. حرك رآسه يمنه ويسره قآصد يفك الشـد والتشنـج بـ عنقـه آلمتيبـس بينمآ كآن مآلك توّه مكآنه مع أمه إللي ردت تسأله بجفآف: إنت مضآيقهآ بشيّ !
مآلك: لآ تطمني .. مآنيب مضآيقهآ بشيّ

....: أجـل !
أرخى كتوفه مطير عيونه بتململ من أسئلة أمـه , تسألهآ وش بهآ وهو أسآساً للحين مآيدري وش بهآ !
....: متزآعلـه مع أختهآ , بس .. هذآ هو الموضوع
ضيقت عيونهآ إستنكآراً وكن كلآمه مآمشي عليهآ: وهي عشآن متزآعله ويّآ أختهآ تنقطـع عنّآ ! أختك أصآله اليوم دخلت لهـآ
بسرعه إتسعت عيونهآ تفآجئاً في حين ضيقت أمه عيونهآ بتشكك: شفيـك تفآجئت !

شتت نظره المندهش بعيد عنهآ رآد بـ توتر: لآآآ .. مآفيـه – ردّ ينآظرهآ بـ ثبآت بآلع ريقه – وش صآر !
قوست فمهآ مآتدري: مآصآر شيّ .. مآعلمتهآ شيّ , ردودهآ كلهآ قصيره وبآرده
أطلق زفره محبطه مغمض فيهآ عيونه بـ همّ: يمّـه .. مآقلت لكم لآحد يكلمهآ
....: شلون يعني محد يكلمهآ ! إنت وين عآيش ! منتم بروحكم .. إحنآ هنآ كلنآ عيلـه وحده .. ومرتك آلحين جزء من هآلعيلـه .. تبي تفصلهآ عنآ ومآتبينآ نحتك فيهآ خذهآ وإطلعوآ برآ عيشوآ بروحكم بعيد عنّآ .. غير كذآ مآعندي شيّ أقوله

بسرعه مسك يدهآ اليمنى رآفعهآ لفمه طآبع قبلته القويّه على ظهرهآ بـ إبتسآمه جذآبه: يآلحبيبه هذآ مو قصدي وإنتي عآرفه
بجفاء سحبت يدهآ من يديه هآزه رآسهآ نفياً بـ فمّ مطبق يأساً: إنت محد يآخذ منك حق ولآ بآطل
قآلتهآ ثم ولته ظهرهآ قبل تسمع كلآمه صوب جنآحهآ في حين مسح هو على رآسه شآد شعره الكثيف عآض على شفته السفلى وإبتسآمه حسيّه بوجهه إللي لفّه ورآه ينآظر بآب جنآحـه ..

البآب إللي فتحه بهدوء مآط رقبته يترقب وجودهآ بـ أي ركـن .. الترقب إللي صآبه بـ إحبآط يوم تدآرك عدم وجودهآ بـ الصآله ..
بخطوآت هآدئـه دخل غرفة النوم خآفتة الإضآءه وعيونه صوب المكآن إللي توقع وجودهآ فيـه .. على سريرهآ .. إمآ محتضنه نفسهآ ممدده , أو متكومه على نفسهآ مستقعده .. إلآ إنه وهآلمره خآلفته توقعآته ..
إحتدت نظرآته بـ تخوّف من عدم وجودهآ قآطع خطوآته الوآسعه تجآه غرفة تبديل ملآبسه بشده للبآب الجرآر بقوّه بتوقع أكيد إنه بيلقآهآ إلآ إنه ............ مآلقآهآ !

....: تغريــــــــد !
أطلقهآ بصرخـه حآدهـ مرتآعـه ليجيـه صوتهآ من ورآهـ هآدئ: أيــوآ !
بسرعه إلتفت عليهآ بكآمل جسده وآلرعب بعيونه الجآحظـه سآئلهآ بلهفه: وين كنتــي !!
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب مأشره بـ إبهآمهآ للبآب من ورآهآ مجآوبته بـ تردد بآهـت: بـــ ........ الحمّآم !

تحوّل نظره من عليهآ للبآب من ورآهآ وبآقي الشحوب بملآمحه الجَزِعَه , نآظر كآمل شكلهآ إبتدآءاً من شعرهآ المبلل آلمجمع كآمله على كتفهآ الأيسر .. بشرتهآ صآفيه ووجههآ نقي .. مرتديّه ترنج شتوي أسود آلبنطآل وآلسويتشرت , بخطين صٌفر من جآنبي البنطلون والذرآعين , يظهر تيشيرت دآخلي أصفـر اللون ..
إبتلع ريقه وشيّ من الرآحه بدآ يسرى لقلبّـه ولأول مره يخآف من نفسـه , من الشعور إللي إنتآبه لمجرد فكرة فقدهآ .. إبتعآدهآ عنه , أو إنفصآلـه عنهآ !

فرك جبينه بـ إصبعيه السبآبه والوسطى اليمنى مضمومين خآفض رآسه بـ إبتسآمه قصيره – متفشله - : مـدري شفينــي !!
تمت تطآلعه النظره بلآ معنـى لثوآنـي أعرضت من بعدهآ في صمت تجآه طآولة التسريحه رآفعه مشطهآ الخشبـي وبدت تسرح شعرهآ آلنـديّ بهـدوء ..
لحظآت من السكون تحت أنظآره المأسوره بفتنتهآ السآحقـه , تحت أي وضـع وبـ أي شكـل !
أبعدت المشط عن شعرهآ تنآظر بـ إنعكآسه من خلفهآ ..

أحست بـ جبينـه يُسنـد لمؤخرة عنقهآ , منتصف إلتقآء لوحي كتفيهآ مآتشوف إلآ سآعديه إللي حآصروآ خصرهآ مُطلقه زفره عميقـه هآدئــه إبتلعت من بعدهآ ريقـهآ بـ غمضـة عين قويّه , إستجدآءاً للقوّه ... للصبر ... وللثبآت
....: مآلــك
....: لبيـه يآلجـرح
ردت وأغمضت عيونهآ إللي بلمحه خآطفه ترقرقوآ بدموع حبيسه , أطبقت فمهآ بآلقوه لحظآت قبل مآتفتحه محرره نفسهآ المخنوق: أبيــ .. أبيــك ........... أبيك بـ شيّ
أجبرهآ بـ إلتفآف سآعديه من حولهآ على الإلتفآت له ومقآبلته , صآر ظهرهآ هو إللي للمرآيه مجآوبهآ بنبره هآمسـه , خآفته .. رقيقه وعذبه: سمّــي يآبعـد كلــي

أخفضت رآسهآ مشدده من إنطبآق فمهآ للحد إللي معه جحظت أودآجهآ في حين إنعقدوآ حآجبيه هو بـ خِفّه من صمتهآ ليشدد من قبضتيه الممسكه بـ جآنبي خصرهآ جآذبهآ له بـ همس مثير: آلتيشيرت حقي أصفـر
نآظرته بعدم فهم ليكمل هو بـ إبتسآمه قصيره هآمس بـ خفوت: والتيشيرت حقك بعد أصفـر ..
تغريد: ...........
....: تدرين عآد أنآ أعشق آللون الأصفـر .. ولأجل الأصفـر ... إللي تبينـه بتلقينــه .. هآآه , آمـر يآلجرح وتدلل

إنقبآضه قويّه بقلبهآ , تحسّ أنفآسهآ مختنقـه .. شلون بيطآوعهآ قلبهآ وتوآجهه بآللي تبيـه .. مآيقولهآ إلآ – آلجرح - , هو مآدرى فعلاً إنهآ جرحـه !

....: أبي أتطلـــق !
ارجع صدره للخلف كرد فعل تفآجئي بـ حآجبين مقطبين لتقآبل هي دهشته بـ تمآسك وثبآت تأكيداً للي توّهآ وأفصحت عنه , عآدت كلآمهآ فآصله بين الكلمه وتآليهآ - : أبـي ... أتطلــق .. يآمآلـك ...................... طلقنــــــي
بـ ترآخي إنهآر حصآر يديّه لخصرهآ وإبتسآمه بآهته غير مستوعبه بملآمحه آلمستفهمه: مآفهمـــت !
ثبتت عيونهآ صآرمة النظره بعيونه مستفهمة النظره , للمره الثآلثـه ..... الأخيره , التأكيديّه .. أعآدت كلمتهآ الجآرحه وبـ جفآء , وكأنهآ عن عمد قآصده تكون بهآلقسوّه: طلقنـــــي
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم إلآ إن إستفهآم سآذج بعده بوجهه غير مستوعب: مآفهمـ ..... كيــ .. كيف يعنـي !!

أبعدته عنهآ بـ ضربة يدّ وآهنه لـ وسط صدره مرتده هي خطوه خلفيّه بنبره جآهره غضباً: وش إللي كيــف !! وش إللي مآفهمتـه !! أقولــك طلقنـــــي .. أبي أتطلـــق .. مآتفهـــم !!
إرتفعت شفته العلويّه بـ إبتسآمه إستنكآريّه سآئلهآ والذهول بوجهه إللي عيت ملآمحه تخضـع للحقيقه الصريحه الوآضحه: تمزحيـن إنتـي !!
ألصقت رآحتهآ اليمنى لوسط جبينهآ بصبر نآفذ مغمضه عيونهآ لثوآني قبل تفتحهم رآده عليه بـ جفآف: وين المزح ! ليش أمزح ! – أشرت بسبآبتهآ على كآمل وجههآ بشكل دآئري مُردفه بـ عصبيّه – هذآ شكـل أحد يمزح ! هـآآ .. ولآ إنت إللي كل شيّ عندك مـزح .. مآتفرق بين الجـد من عدمـه !

....: إنتي شفيـك !!!
إحتد صيآحهآ مُعلـن عن بدآية نوبة إنهيآر: أنآ إللي شفينـــــــي ولآ إنت إللي شفيــــــــك .. شفيكــم كلكـــــــــم
إنشد صدره مرتعب من صُرآخهآ الحآد ودموعهآ إللي بدت تسيـل بلآ تحكـم مآ أمدآه يقترب خطوته البطيئه تجآههآ لأنهآ إرتدت خطوآت قآربت فيهآ توصل لبآب الغرفه المفتوح بنفس صيآحهآ المبحـوح: شفيكـــــــــم إنتــــــم ! مو كآآآآفــــــــــي !! مو كآآفـــــي إللي صــــــــآآر

....: علآمـك يآبنت ! منو تقصديــن !!
....: طلقنــــــــــــــي
بلحظـه إختفى القلق إللي بملآمحه , وآلخوف إللي بعيونه , لتحل نظره غآمضـه , مُخيفــه , أصدر من بعدهآ تنبيهه الجـآف الحآزم: تعدلي يآتغريـد وآصحي للي تقوليــن

ضربت الأرض برجلهآ اليمنى رآفعه سبآبتهآ بوجهه وآلحقد بعيونهآ: هذآ إللي عنـدي .. وهذآ إللي أبيــه
....: إللي عندك هذآ وإللي تبينـه ... أنآ أبيـك تنسينــه
قآلهآ ببرود مقترب صوبهآ إلآ إنه خآلفهآ بيطلع من البآب بخطوآت هآدئه أوقفته وبآلقوّه من شدتهآ لذرآعه , آلشده إللي معهآ مآل جآكيته وبغى ينفصخ من عليه: وقــــــــف هنـــآآآآ
نفض يده من مسكتهآ مآسكهآ هو من رسغهآ الأيمن مشدد عليه بعيون جآحظه متوعده: آقصري آلشرّ يآتغريد وولـي عني آلحيـن
جآوبته بـ وهـن صوتهآ المجروح المبحوح: طلقنـي يآمآلـــك .. مآآآ أبيــــــك
أنهت كلمتهآ على بآقي صبره .. مآتبيـه ! هآلكلمـه الرآفضـه الجآرحـه إخترقت صميم قلبـه كمآ الطعنـه , القآسيه بلآ رحمـه , والسريعـه بلآ تـردد ..

أطبق قبضته اليمنى على فكهآ السفلي بعدمآ ألصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ هآمس بغيظ مكبوت قهراً من بين أسنآنه: مآتبينـــي !! تبين من أجــل !! هــآآه .. تكلمــي .. منو إللي تبينـــه !!
بقوّة كلّ مشآعرهآ الداخليّه المكبوته ..وجعهآ , وألمهآ , وقهرهآ , وغضبهآ .. دفته من صدره بكلتآ يديهآ محرره صرخآتهآ المتألمه: مآ أبيـــــــــك ولآ أبـــــي غيــــــــــرك .. طلقنـــــــــي .. غصبــاً عنــــــك بتطلقنـــــــــــي
جآ بيثبتهآ لمكآنهآ بـ الجدآر إلآ وإبتعدت بخطوه وآسعه مستقره جمب البآب بعيون مترقبه لخطوآته المتبآطئه تجآهه وإبتسآمه هآزئه بوجهه مآ أثآرت لنفسهآ إلآ التوجس: وآلله ؟ وإيش إللي بيغصبني إن شآلله ؟ - إختفت إبتسآمته الهآزئه ليرد الجمود بملآمحه القآسيه مكمل بـ تنبيه جآف , بآرد ... ووآثق - : هذآ إللي تبينـه نجوم السمآ أقرب لك منـه ... فآهمه !

تكورت قبضتيهآ بقهر , مآلهآ سلآح إلآ الإصرآر .. تدري إن إحتمآل حدوثه شبه معدوم مع هآلرجل العآشق لهآ وحد الثمآلـه .. إلآ إنه يظل هو الحـل المنطقـي , والمثآلي .. هو جرعة الدوآء المُـرّ .. شيّ لآبد منه جبراً .. هو العلآج الشآفـي لعلآقه بآئسـه غير متكآفئـه بينهآ وبين مآلك .. شيّ إستمرآره ظُلم لإثنينآتهم .. شيّ إستمرآره تمآدي في الخطأ !

....: طلقنـــي
أرجع رآسه لورآ شآهق نفس حآنق أتبعهآ بـ النظره الصقريّه الحآده رآص على أسنآنه .. وبقوّه , كآبت إنفعآله ..
هذآ هو الوجـه الآخـر لـ مآلـك .. بـ ظروف غير الظروف إللي تعيشهآ حآلياً كآن ممكن يوصل رعبهآ أقصآه من هآلنظره وهآلملآمح .. إلآ إن وقع صدمتهآ بـ أشيآء كثيره كآن أكبر من إن مجرد نظرة تهديد ترعبهآ .. شيّ بدآخلـهآ صآبـه الجمود واللآمبآلآه .. ضآربه التوعد بملآمحه عرض الجدآر ..
....: من حقي أعيش الحيآه إللي أبيهآ .. إللي أختآرهآ .. ومع الشخص إللي أبيه وبنفسي أوآفق عليـه .. أنآ مآ أخطيت بشيّ لأجل أتعآقب هآلعقآب

ضيق عيونه أقصآهم إستنكآراً هآمس بعدم تصديق: إيــــش !!
تغريد: ...........
مآلك: زوآجنآ عقــآب !!
رفعت ذقنهآ بتحدي مدعيّه التمآسك: إيه عقآب .. لمآ أنجبر على علآقة زوآج مآ أبيهآ تصحيحاً لغلط أنآ أصلاً مآسويته عقآب ولآ مو عقآب !
مآلك: .............
دقت وسط صدرهآ بـ أصآبعهآ اليمنى المضمومه مكمله ببحة صوت معذبه: من حقـي .. من حقـي أكون مخيره مو مُجبره .. وإنــــــت – أشآرت بسبآبتهآ تجآهه مكمله – وإنـــــــت أجبرت نفسك عليّ وأجبرتني عليــك
أطلق تحذيره الجاف طآلبهآ السكوت: تغريــــــــــــد !

التحذير إللي سفهته عمداً مكمله: مو ذمبـــي .. مو ذمبـــي أتحمـــل وصخـــك إنت ودآرين مو ذمبـــــــــي
....: تغريــــــــــــــــــد !!!
بقوّه فتحت بآب الغرفه الموآرب لينفتح بسرعه ويتصفق بآلجدآر من ورآه مطلقه صرختهآ الإعترآضيّه البآكيه: إيه أنآ تغريــــــــــــــد ... تغريد مو دآريــــــــــن – دقت بقبضته اليمنى صدرهآ مشدده على كلآمهآ تفصيلاً - : أنــــــــــآ .......... تغريــــــــــــــد

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى وعيونه معلقه بـ السقف إرتجآءاً للطف اللطيف , آللحظه إللي وصله فيهآ صوتهآ , خآفت , مبحوح .. يظهر منه كلآم والبآقي هآمس: إنت وش إللي فرق معك ؟ وش إللي فرق مع دآرين ؟ جآوبنـي ! كيف تبيني أتقبلك وأرضى بهآلعلآقـه وأنآ كل مآشفت وجهك تخيلتك وإنت مع أختي .. أشوفك بآلفيديو وإنت مع أختي حآضنهآ .. أختي إللي ممكن آلحين بهآلوقت وبهآللحظه يكون زوجهآ حآضنهآ ...... إيش هآلوصـــخ !! إنتو كيف عآيشيــن كذآ ! هذآ إيش – أشرت على قلبهآ وآلدموع من عيونهآ متوآليه – هذآ مآيحـسّ ! مآيتعــب ! مآيلـوم , مآيأنــب ! وش إللي فرق معك إنت !! – فتحت فمها لآخره بـ إبتسآمه نصـر – آآآآآآهــ عرفـت .. فـرق كبيــــر .. وآآآآو .. فعلاً يآحظـك .. دشرت وتسآيرت مع وحده وتزوجت الثآنيـه .. تسليت مع الرخيصه وتزوجت البرئيـه .. بآلله علمني , أحد بهآلعآلم عنده حظـك ؟! آلحين بتعيش حيآتك وإنت مرتآح بعدمآ كآنت آلظنون بتذبحك .. صحّ إنك تزوجت وحده بس عقلك كآن مدمـر مآهوب نآسي إنهآ قد رخصت لك نفسهآ وجسمهآ .. من وين لك الثقه الكآمله فيهآ ! بس بعد مآعرفت إن دآرين غير تغريد .. وإن إللي عرفتهآ دآرين وإللي تزوجتهآ تغريد يآسعدك ويآهنآك .. والهآنم دآرين وش إللي فرق معهآ ! تسلت وإستآنست ويّآك .. مع وآحد غبي ميت فيهآ وينفذ لهآ كل الحقآره إللي تبيهآ وبـ الأخير تزوجـت وآحـد مآختلف كثير عنـك .. هو بعد ميت فيهآ وقآدر ينفذ لهآ كل إللي تبيــه .. وأنــآ !! إللي إللي بـ الوسط وبين الرجول .. أنآ إللي بليله وضحآهآ ألقى نفسي بشريط فيديو بسيآرتك الوصخه , صدري هذآ إللي ولآ بعمرك شفته قآعد تتحسسه بيدينك الوصخـــه .. أنآ إللي غصباً عنـي أنجبر على زوآج بوآحـــد وصــــــــــــخ زيـــــــــــــــك ليـــــــــــــــــــــش هــــآآآآآآه ليـــــــــش !!!

هذي إللي حآملـه بقلبهآ وسآكته , هذي إللي صرخت , زمجرت , وطفحـت ..
وهذآ هو إللي تلقـى كل غضبهآ ونقمهآ ومقتهآ بـ صدمـه كآنت أقوى من قدرته على الإستيعآب قبل قدرته على التحمّل !
تمّ يرمقهآ بنظرآت مذبهلـه مذهولـه , مستنكره ...... وغير مُصدقه !
أطلقت كلمتهآ الأخيره وإللي كآنت طلقـة البآرود لقلبه: طـــــ ........... ــــلقنـــي !
هروباً من الوآقـع , من الحقيقـه .. ومن الموآجهه .. من الألــم ..... ومن الجـــرح !

تخطآهآ بخطوآت متسآرعه خآرج من الغرفـه , قآصد خروجه النهآئي من الجنآح بـ أكمله .. ومن البيــت بـ كبــرهـ ..
....: وقـــــــــف
نآظر بيدهآ الممسكه بسآعده الأيمن الممتد لأكرة البآب الرئيسي للجنآح مآنعته يفتحه بتشديد من بين أسنآنهآ: مآرح تطلــع قبل تنهـي كل شيّ
....: ولّـي عني هآلسآعه يآتغريد أحسنلك
....: طلقنـــي ..... والحيـــــــن

أطبق على فكهآ السفلي ملصق رآسهآ بـ البآب من ورآهآ مجآوبهآ بـ جفآف حآزم .. وقآطع: طـــــلآق ! ........ مآفيـــــــــه
ردت عيونهآ وتلألأت بآلدموع دآفته من صدره إلآ إنه مآتزحزح , أكمل بنفس نبرته الجآفه من بين أسنآنه: زرتي هلك مرتين ورديتي فآقده عقدك .. أنآ أعرف شلون أتفآهم مع هلك ذولي عدل
على طآري الأهل .. آلــجرح المفتــوح ..

بكلّ قوتهآ الكآمنه , من رآحتيهآ المبسوطه لصدره , أبعدته وبآلقوه ليرتد عنهآ بعيون مرتآعه من قوتهآ , أردفتهآ بـ صرخآتهآ المُدويه , وكأنهآ من الجن ممسوسه , أو بـ الشيطآن ملبوسه: رووووووح لهـــــــــــــــم .. روح وإسألهـــــــــــم ولآمنك دريــــــت !! بآلجــدآر إللي يعجبـك وتبيـــه .. طــق رآســــك فيـــــــــــه , أنآ أصـــــــلاً مآآآلــــــــــي أهـــــــــــــــل .. طلقنـــــــــــــي .. طلقنــــــــــي مآآآآ أبيــــــــــك .. مآآآ أبـــي أعيــش معـــك .. مآ أبــي أشوف وجهـــك ولآ أسمـــــع صوتــــ ......................
آلصوت إللي آنكتمّ فجأه , سكن من بعـد صيآح ..

بـ التصوير البطيئ رفعت رآسهآ المآيل يمنـه بعيون موسعه أقصآهآ بصدمــه .. يدهآ على صدغهآ الأيسر إللي تصفــق وبلآرحمـــه .. الصفقـه القويّه إللي أسكتتهآ جبراً تنآظره بعيون مدمعـه .. مأنبــه .. التأنيب إللي مآتحملّه قلبـه .. هو للحين مآهوب مصدق إللي صآر وسوّآه .. هذي يده إللي إرتفعت وإمتدت .. يده إللي لآمست حرآرتهآ برودة خدهآ .. يده إللي صفقتهآ ..... آلمتهـآ ؟!
أغمض عيونه بآلقوّه وبقلبـه ليته إنشلت أطرآفه ولآ إمتدت لهآ وطآلتهآ ..

فتح البآب بـ حده وآلضيق بوجهه إللي تيبـس من إرتفع نظره عن الأرض من تحته وإستقر على الوجيـه قدآمـه ...
ثلآثه من الملآمـح المتمآثلـه مآثلـه قدآمـه حآفره الصدمه تعآبيرهآ بين قسمات وجيههم ثلآثتهم ...
أصآله وسآلـي جمب بعـض , تتقدمهم أمــه على مقربه شديده منـه !
إبتلع ريقـه بصعوبـه مو هول مفآجئتـه .. المفآجئه إللي زآدت أضعآف من إنفتح البآب لآخره من ورآه بصيحه جآهره .... بآكيـه: أقولـــــــــك طلقــــــ ............... ـــنـي !

بهتت آخر كلمآتهآ من إستقرت عيونهآ المتورمه تمآماً بعيون أم مآلك المصدومـه ..
شهقــه تفآجئ مقطوعه أصدرتهآ أصآله بعيون رآفضـه موسعه أقصآهم تفآجئاً في حين ضمت سآلي قبضتهآ اليمنى لصدرهآ بوجـه مُصفـر .. مرتآع !

بنفس المُحيط , كآن ورآ بآبه مبآشرة .. رآحتيه مبسوطه للبآب ملصق جبينه لـه بـ فمّ مُطبق أسفـاً ... ويأســاً !
من أول وهو سآمع صيآحهم بسبب قرب غرفتـه من غرفتهم وشيّ من كلآم تغريـد قد وصلـه إلآ إنه مآقدر يربطـه ببعضـه بسبب بحّة صوتهآ إللي يختفي معهآ نصّ الكلآم .. توضحت له نسبياً أسبآب هآلحوآر القآسي .. درآ إنه شيّ مو بيده ومآله الحق بـ التدخـل .. مآلك الحيـن هو وحده بطـل قصتـه ...

مآلك إللي طأطأ رأسه بـ إنكسآر .. ألــم .. وحرج !
تسآؤلآت ثلآثيّة الطرف بـ إنتظآر الإجآبه إلآ إنه نفسياً كآن محطم كلياً مُدمّـر القـوى ..
بـ خطوآت سريعـه .. إنحنـى يسآراً نآزل الدرج ... كعآدتـه في الموآجهه ............... الهــروب !
آلهروب إللي كآنت هي رآفضـه له تمآم الرفض .. رآغبه بوضع حدّ نهآئي لعذآبهآ النفسي .. قرآر قطعـي إيجآبي لرغبتهآ إللي أعلنتهآ صرآحتاً وبصرآخ مُدوي , تجآهلاً للأروآح البشريّه المآثله قدآمهآ .. بـ صدمـه .. وذهـول .. وإستفهآم !

أحنت نصفهآ العلوي مستنده بيديهآ للدرآبزين يبين وكأنه سُور مُطل على الدور الأرضي: إرجـــــــــــــــع يآمآلــــــــــــــــك .. خليّـــــــك رجّــــــآل لو لمـــــره وحــــــــده بحيآتــــــــــــــك .. طلقنــــــــــــــــــــــــي


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 04:01 PM   المشاركة رقم: 97
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

تدآركت نفسهآ قبل تطيح متعثره بـ ثنية السجآده الفرو آلكثيفـه بـ المجلس إللي دخلته لآحقـه أختهآ فيـه ..
....: آلله يآخذ عقلك بغيت أطيح وتنكسر رجلي مره ثآنيه
سفهتهآ وهي تفرد عبآيتهآ الفضفآضه إستعدآداً لـ إرتدآئهآ موليتهآ ظهرهآ لتسحبهآ منهآ الثآنيه وبقوّه: شفيك إنتـي جنيتـي !
نآظرتهآ بـ كُره مضيقه عيونها , مجآوبتهآ بـ رصّ على أسنآنهآ يبين فيه الكلآم تحآول تسيطر على إنضبآطه ومآيعلى فيه صوتهآ: أنـآ إللي جنيت ولآ أختـك ! – أشرت بعيونهآ على العبآيه إللي بيدهآ آمرتهآ بـ حزم - : عطينـي العبآيـه

أرجعت يدهآ الممسكه بـ العبآيه ورآ ظهرهآ كرد فعل رآفض أتبعته بـ هدوء: معليـه يآريتآج إعذريهـآ
ردت ورصت على أسنآنهآ بآلقوه: وآلله ! ليش إنشآلله ؟ إنتي وش رآيك بآللي سوته أختك وقدآم كل الحريم برآ !! – قلبت عيونهآ رآمقتهآ بنظره إحتقآر مكمله – هــه , وش بيكون رآيك يعني وإهي أختـك
حذفت العبآيه من يدهآ بقهر: وإنتي بعد أختـي .. وهذآني أقولهآ لك نآهـد فعلاً إهي إللي غلطت بحقك هآلمره بس وشدعوى تكبرينهآ إنتي الحين ! آذكري آلله وآطلعي آلحريم برآ وش بيقولون

ريتآج: زين وآلله تدرين إن الحريم برآ ؟ وهآللي سوته أختك ! ليش مآحسبت حسآب ضيفآتهآ وأنآ أختهآ قآمت تصيح فيني وتبهذلنـي ! وش يحدني أقبل هآلإهآنه وأتمّ ببيتهآ لو دقيقه وحده ! – رفعت سبآبتهآ منبهه – دقيت على سلطآن وإهو الحين ينتظرني ..
مسكت صيته جآنبي رآسهآ بـ طرفي إبهآمهآ والوسطى اليمنى تحسّ بصدآع موجعهآ: آآآآآآآه

بلحظه تلألأت عيونهآ سآئلتهآ بـ ضعف وقد إرتجفت أحبآلهآ الصوتيه: بآلله أنآ وش أخطيـت لأجل تبهذلني كذآ قدآم الحريم ! قآمت من على الأكل يدينهآ موصخه وش إللي سويته أنآ ! مغير خذيت علي من جمبهآ لين تغسل يدينهآ وترد
أطبقت صيته فمهآ بـ إحبآط: أدري وآلله

ريتآج: طيب وينه خطآي ! وش قصدهآ يعني تسألي ليش أبي ولدهآ ووش إللي أبي أسويه فيه ! وش بسوي فيه يعنـي !! نآهد قآلت كلآم أبداً مآيصـح وشوفي بكرآ هذيل الحريم وش بيقولون .. أختن خآيفه من أختهآ على ولدهآ , ليش يعني وش إللي بسويّه أنآ ؟ أنآ بعد خآلته
صيته: أكيد ومآبه زود على هآلكلآم .. – نفخت هوآ بـ يأس من سوء الموقف إلآ إن ريتآج معذوره وصآدقه بلومهآ عآللي صآر .. مآكآن قصدهآ إلآ تشيل الولد لين ترد نآهد , إلآ إن تصرف نآهد كآن مبآلغ فيـه وغير مقبول إطلآقاً - : ريتآجووه لآتسوين آلحين حسّآسّـه ويهمك كلآم نويهـد , من متى عآد ؟
ريتآج: بـ الطقآق أختك ذي ولآ همتني , حز بخآطري بس نفسي تهيني وأنآ أختهآ ببيتهآ وقدآم ضيفآتهآ .. قسم بآلله آخر مره تخطى رجولي دآرهآ ..

....: آستغفر آلله , آذكري ربك
ريتآج: أختك هذي إنهبلـت .. قسم بآلله .. خير إنشآلله محد جآب الولد إلآ هـي ! – نحفت صوتها تقليداً لنآهد وطريقتهآ بـ الكلآم – علـي , علي , علي , علي ... إنصرعنآ بذآ الـ علـي .. ولآهيب مخليتن أحد يلمسه أو حتى يشوف رقعة وجهه ..
صيته: ههههههه
ريتآج: يمين بآلله مآشفتـه , سلآمآت يآبوي !!
صيته: تدرين إنهآ تخآف عليـه , الولد توّه طآلع من الحضّآنه وقعد فيهآ فتره ..

ريتآج: الموضوع مآهوب خوف , ذآ مرض آلله لآيبلآنآ .. يآآآ إني مآ أدآني ذآ النوع من الحريم , لآمنه جآهآ الولد قآمت ودستـه ,, آستغفرك يآربي واتووب إليك
صيته: هههههه تدرين إنه مآرح يجيهآ غير هآلولد !
ريتآج: وإذآ ؟ بنذبحه لهآ يعنـي ؟ صيته حبيبتي مو معنآته أنآ وأمي نتنآقر معك إنتي وأختك إنآ نكرهكم ولآ نبآلكم الشرّ والسوء .. إنتن وش إللي تظنونه هآآه !
طيرت عيونهآ هآزه رآسهآ إستجدآءاً للصبر: آستغفر آلله ... وآلله يحق لهآ نآهد
ريتآج: هآآه شفتـي !

شددت صيته على عضدهآ الأيسر بـ همس تأكيدي: ريتآج يآلخبلآ , أمك مآ أقولهآ إلآ أمي لأنهآ أمـي .. حنآ خوآت .. يعني إنتي بعد خآلة علـوش .. وبعدين ترآك شفتيهآ بنفسك يوم قلت لهآ أبي أشيله شويّ يوم فتح عيونه وش قآلت !! وعيّت حتى أفك السحآب وأكشف عن وجهه ! يعني مو سآلفة أختي ومو أختي .. إللي تسويه نآهد معك تسويه معي .. إعذريهآ معليش
صدت عنهآ بوجههآ مجآوبتهآ بـ جفآء: أبدّ مآلهآ عُــذر

صيته: خلص عــ ............... – نفضه فجآئيه لإثنينآتهم إخترعوآ وعيونهم صوب البآب إللي هرولت له صيته قآطعه كلمتهآ لـ ريتآج إللي لحقتهآ بدورهآ والرعب بعيونهآ المحتده نظرآتهآ بقلق تحول لصدمـه من دخلت المجلـس إللي وقف كل من كآن بـه جآلـس –

صيحآت مدويّـه , صآرخـه وجزعــه ..
نوبـة إنهيآر جزِع بآكـي لـ نآهـد الجآلسه على ركبتيهآ لآطمـه خديهـآ بعيون سآئلــه دموعهآ بلآ هوآده !
حلقه من الحريم ملتفه حول هندول الطفل الصغيره ...
تمتمآت بـ ذكر آلله , تمتمآت مغآيره حآثتهآ تهدي من روعهآ وحدة جزعهآ ..
يدين ورده الممتده ليديهآ مآنعتهآ غصباً من لطم خديهآ ..
بـ الزآويه , وحده من بنات ضيفآتهم , مُرآهقـه , يبين عمرهآ بـ الخمسطآعش .. بآسطه رآحتهآ اليمنى لصدرهآ بعيون مذهوله من ردّ فعل نآهد وإنهيآرهآ المُريب ...
ثبتت ريتآج مكآنهآ وعيونهآ على صيته أختها إللي إرتمت بـ الأرض على ركبتيهآ جمب أمهآ اللي كآنت محتضنه الولد لصدرهآ لآطمه خده الرقيق بـ سبآبتهآ اليمنى والوسطى مضمومتين قآصده إفآقته !

....: علـــــــــــي ... علـــــــــــي يمــآآآآآآآآه ... علــي يبـــآآآآآآآ .. علـــي .. علــي ولــــــــــــــــدي
كتفت وردهـ معصميهآ جآبرتهآ توقف لطم خديهآ إللي تأجج لونهم موقفه حركتهآ المضطربه بـ إنهيآر تآم وكآمـل .. كآنت توقف على ركبتيهآ وترد وتقعد بآلقوّه .. توقف ثم تقعـد .. لآطمه خديهآ , أو مغلغه اصابع يديها سآحبه شعرهآ بشد قوي وعنيف من الجآنبين ... بلسآنهـآ مغير علـــي ... وعلـــي !

تنآولت صيته الولد من أمهآ بنظرآت محتده , متخوفـه , بلحمه خآطفـه إرتآعــت !
لونـه كآن أزرق بنفسجـي , مكتوم النفـس .. أو إنه متوقـف !
بسرعه كشفت عن بطنـه إلآ وتشوف ذآك الإنتفآخ الوآضـح اللي معه إتسعت عيونهآ لآخرهـم كآشفه عن سآقيه إللي تمآثلوآ إنتفآخاً ..

صيته: خير خير ... وينه بسّـــآآآم دقـوّآ عليـــــه .. أبوي , سلطآآن .. أي أحــد بسررعـــــــه
رصت وردهـ على أسنآنهآ طلع صوتهآ مخنوق يبين لآهـث وكأنه طوّل وهو يجآهد في محآولة كبت إنفعآل نآهد المنهآره: بــــسسسسس يآنآآهــــد خلـــــــــص

إرتفع نظرهآ المصدوم لأختهآ إللي توستلتهآ بمرآره بآكيـه بـ بهوت مستسلمه أخيراً لتكتيفة وردهـ إللي مآوقفت تمليس على شعرهآ وذرآعيهآ قآصده تهدئة روعهآ من بعد مآ اسندت لها ناهد كآمل ظهرهآ ملتصق بصدرهآ وهي ورآهآ ضآمتهآ من بعد نوبة إنهيآرهآ الحآد : خليــه يصحـــآآآآآآ , صحيّـه يآصيتـــآآآآآآآه .. ولـــــــدي .. ولدي يآصيتــآآآآآآآه ...... مآلـي غيـــــــــــره آآآآآآآآهــــ !


/


وكأنهآ – جُمعـة الجـزع - ...
مثل مآتعآلت صرخآت تغريـد قهـراً .. وصرخآت نآهـد ذعـراً ...
تعآلـت صرخآت شـروق ألمــاً ..

الطلق الفُجآئي الغريب والعجيب .. لولآدهـ طبيعيّـه , مآتعدآ من شهرهآ التآسـع إلآ إسبوعه الأول !
الطلق إللي بآغتهآ بعد إنصرآفهآ من مجلس الحريم مرآفقتهآ مرآم إللي توّهآ وردت من عزيمة آلعقيقه ببيت أخوهآ بسّآم غير شآهده على الأحدآث الأخيره ...... تآبعهم حوريّه ودآريـن !

بـ الطآبق الرآبع وقفوآ ثنينآتهم بصدمـه من صوت الصرخ المُدوي لتلتفت دآرين بحده على حور بعدمآ كآنت سآبقتهآ ببضع خطوآت صوب جنآحهآ .. النظرآت المتجهمه بوجه دآرين وإللي قآبلتهآ حور بـ جمـود ميبستهآ صدمـة الصرآخ الحآد والمتوآلـي مصحوب بـ إستجدآء مرير , بآكـي ومتألـم ..

تعدتهآ دآرين بضربة قآسيه طآحت بسببهآ شيلة حور الملفوفه بـ إهمآل على رآسهآ .. توّهآ بتلتفت لآحقتهآ للدرج إلآ وتُصــــدر الصرخــه الثآنيـــه ..
صآرخـه أكثـر , حآدهـ أكثـر , جزعــه أكثــر !
برعب إلتفتت دآرين ورآهآ لحوريه إللي إرتفع صدرهآ بشهقه مكتومـه منفغر فمهآ بذهول مرتآب من وقع الصيحـه الجزعـه ...... مختلفــة المصــدر !

تصوير الموقف مآكآن إلآ دآرين بـ قمة الدرج , رجل متقدمه والثآنيه مؤخره تنآظر حور بـ إستهجـآن شـديد وحآد .. حور إللي كآنت ملتفته لهآ نصف إلتفآته بكآمل جسدهآ آلمشدود مرتفعه كتوفهآ كمآ المأخوذ بـ الصدمه ...
صيحآت صآرخه من كلآ الطرفيـن ..

بصوت شروق المتألمـه ببكـآء صآرخ , ومرآم بصرخآت مستجديـه بـ الطآبق إللي تحتهم مبآشرة .. أمآ عن طآبقهـم فكآنت الصيحآت مدويّـه .. جزعـه ونآفـره للسبب إللي مآدآم مجهول كثير إذآ إن طآقم الممرضآت بدأوو بـ الظهور في حآله من التشتت والإنهيآر , أطلقت وحده منهم صرختهآ وسيل من الدموع على خديهآ مأشره بذرآعهآ الممدود صوب الممر آلمؤدي بنهآيته لـ جنآح – ســيــف - !

قبضه قويّه بقلبهآ إنكمش معهآ صدرهآ , لوهله حست بـ العجـز .. ثقل بركبتيهآ كل مآله يضغط عليهآ مآهيب قآدره توقـف .. تحركت رآسهآ بـ تشتت مآبين صيآح الممرضآت قدآمهآ وصيآح شروق ومرآم من تحتهــم ولآ شعورياً لقت نفسهآ صآعده خطوتين الدرج بخطوه وحده كمآ السآئره على الهوآء مآتدري ركضت بلآ وعـي صوب جنآحــه ..
الجنآح المظلـم إللي مآتدل دوآخلـه بدقّه إلآ إن الإضآءه البآهته بـ الغرفه المفتوح بآبهآ وصوت أنين بآكـي مرير خآفت تسمعه بوضوح من الممرضه الفلسطينيّه آلجآلسه على السرير مآتشوف إلآ ظهرهآ وهي محنيّه ضآمـه ذآك الجسد الهزيل لصدرهآ .. رأسهآ مدفون بـ بطنـه المغطآه بمفرشـه الأبيض , الحآوي لـ جسده الأبيض ... في سلآم ... وإستسلآم ....

....: سيــــــف !!
همس خآفت , شبه مسمـوع .. بـ إسمـه ..
إلتفتت وكآمل الصدمه بوجههآ الشآحب لتشوفهآ وملآمحهآ مآتختلف بشيّ عنهآ إلآ إن عيونهآ كآنت مرغرغـه بدموع حبيسـه ..
تمت عيون دآرين تتآبع حور بنفس الصدمه الحآده , تشوفهآ كمآ المنوم مغنآطيسياً تخطي خطوآتهآ المتأنيـه تجآهه لحد مآوقفت على رآسه وبتردد إرتفعت يدهآ اليمنى لتلامس وجهه البآرد سآكن الملآمح إلآ إنهآ وقفت بـ الهوآء بـ إرتعآشـة قلبهآ إللي إنخلـع بـ جزع أطلقت من بعدهآ صرختهآ البآكيه , النآفيه: لآآآآآآآآآآآء ... سيـــــــــــف !!!!

بـ إنهيآر تآم , أعلنت إرآدتهآ الإستسلآم .. جتّ بتطيـح إلآ وتلحقهآ دآرين قبل تستقر بكآمل طولهآ بـ الأرض متأبطتهآ بذرآعيهآ رآفعهآ وبمجآهده بآلغــه ..
إلآ إنهآ كآنت تمآماً خآرج تحكم أعصآبهآ وسيطرتهآ على نفسهآ إلآ من تمتمه خآفته بكلمـة – لآآآ - !
....: قوووومــــــــي
....: لآآآآآ

رصت على فكيّهآ بـ القوّه تعبت وهي تقآوم نفسهآ لأجل ترفعهآ بينمآ الثآنيه كآنت رآفضـه , مستسلمه: لآآآآآ
....: حــوور .. قوومـــي
إنتفض صدرهآ بشهقآت بآكيه متوآليه مصدره همسهآ المبحوح , الشآحب , والبآهت , وآلغير مُصدق: سيــف !! سيف مآآت !!
مآعآد فيهآ تقآوم أكثر , أطلقت صيحتهآ المنهآره رآفعتهآ تمآماً عن الأرض أخيراً وقد كتفت سآعديهآ حول بطن حور ملصقه ظهرهآ بصدرهآ: خلــــــــــــــص

بـ إرتعآب نآظرتهآ حور والدموع منسآله من عيونهآ , شفتيهآ مرتجفه وجفنيهآ مرتعشين .. – همست دآرين بـ وهن وقد ترقرقت عيونهآ بآلدموع - : خــلآص
....: سيـف مــآت !!

أخفضت رآسهآ مطبقه فمهآ بـ أسى تحت أنظآر حور آلمصدومه , بسرعه رفعت يدهآ اليمنى مظلله جبينهآ بعدمآ إنهآلت دمعتيـن !
تنآسياً لـ كلّ قسوتهآ وجفآءهآ , شموخهآ وكبريآءهآ .. إلآ إن قلبهآ يظل قطعـة من الدم وآللحم .. نآبـضّ .. حسّآس ..
ولتّهآ ظهرهآ بخطوآت مهرولـه إبتعدت فيـه عن كل الوحشـه إللي حستهآ بذآك الجنآح الكئيب النآبض برآئحه العجـز .. والضعف .. والمرض ... ورآئحـة آلمــوت ..

مسحت المتمرد من دموعهآ بظآهر سبآبتهآ اليمنى وصوت أنين متألم يجآهـد وبآلقـوّه وصلتهآ لتتسع عيونهآ لآخرهم قآطعه درجآت السلآلم نزولاً بـ الركـض !
قبضتهآ اليمنى عآفطه عبآيتهآ من منتصف صدرهآ وعوآصف الظنون تفتك بقلبهآ وإللي صآب أختهآ إللي تصآرع ألمهآ بـ شهقآت مكبوته و أنّآت مريره متعذبه ...

وقفت بعيون موسعه أقصآهآ من الذهول وهي تشوف طآقم من الشغآلآت بزيهم الرسمي ملتفآت حول مرآم إللي مآتشوف إلآ مقفآهآ وقدآمهآ أختهآ شروق منسدحه على ظهرهآ منفرجـة السآقيـن !
زآد إتسآع حدقتيهآ بنظره حآده ... مستفهمـه !
من تدآرك الشغآلآت وجود دآرين إلآ وأفسحوآ لهآ الطريق لتمرّ هي بخطوآت حذره , متردده .. مميله رآسهآ يمنه ونظر ممتد بفضول سآحق للي قآعد يصيـر ...
وإللي مآكآن إلآ عمليّـة ولآده .. طبيعيّـه !

....: يلآ شــرووووق آخر مرّه
....: خلآآآآآآآآآآآآآآآآآص ,, خلآآآآآص مو قآآآدره وآللــــــــــــــه
مرآم: بس شويّ وآلله خلآآآص خلآآص طلـع رآسهـآ
من قآلتهآ بوجه منعفـس مكدره ملآمحه إلآ وتلمح طيف دآرين الوآقفه فوق رآسهآ بعيون موسعه وفمّ منفغـر .. لآشعورياً تبسمت: آلحقي على أختك يآدآرين ههههه
دآرين: .............
شروق: آآآآآآآآآآآآآآآهـــــــــ
مرآم: مآأمدآهآ تصبر شويّ قآمت تولد لآ وبوسط البيـت بعـد ههههه .. كيف وهي بـ أول التآســع !!! لطفــك يـــآآرب .. هذي هي الولآده القيصريّه إللي تبينهآ ؟!!! دفــــــي يآمــــــــررره
شروق: بمـــوووووووت
تأهبت مرآم بسرعه موقفه على ركبتيهآ وكميّآت من السآئل اللزج قآعده تسيل: خلآص شروق وآلله خلآآآص خـــلآآآ .................. ءآآآآآآآآآآآآء

بسرعه إنتفض جسم دآرين شآده كتفيهآ للخلف من طآحت عيونهآ على ذآك الشيّ الصغير دآكن اللون نسبياً , لـزج موصـل بـ حبل طويل رآبطـه بـ شروق أختهآ ... صوت – وأوأه - متوآصله , رفيعه وبآكيه ...

تمت ترمش بتوآلي مآستوعبت , عيونهآ تدور بين الشغآلآت إللي يتهآمسون بـ ضحك وإبتسآمآت .. نفس الملآمح الآسيويّه للممرضآت إللي توهآ وتركتهم فوق في أسى وحزن بآلـغ .. ذولـي الحيـن في بهجـه وسعآده بآلغــه !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه من جفآف حلقهآ , رؤيـه متدآخلـه مآعآد قدرت تميز فيهآ ردود الفعـل والوجوهـ لينتشلهآ من دوآمـة تشتتهآ صوتهآ الهآدئ بتفآجئ وملآمح من الدهشّـه بوجههآ مصحوبه بـ إبتسآمه حِسيّه: شللــي يصيـــر هنــآ !

رمشآتهآ إللي مآقفوآ , بـ توآلي وعيونهآ مذهوله لـ أم طـلآل إللي إقتربت وفرحة عدم التصديق بعيونهآ جآلسه على ركبتيهآ بـ الأرض جمب مرآم إللي دثرت الطفلـه الصغيره البآكيـه بـ اللحآف القطني الصغير إللي نآولتهآ له وحده من الشغآلآت ..
نآولتهآ مرآم الطفله بـ إبتسآمه: خذي يمّـه وسمي بآلله ... ليــن بنــت أحمــد
أم طلآل إللي تهلل وجههآ بـ سعآده وإنشرآح متنآوله الصفله الصغيره من ذرآعي مرآم لذرآعيهآ هي بـ عيون متلألأه بهجه: بسم آلله وآلله آكبــر ... آللهم صلي عليك يآنبــي ..

أغمضت عيونهآ بـ أسى , وشجــى .. فآغره فمهآ آلفتحه القصيره إللي معهآ إبتلعت أكوآم من ذرآت الأكسجين علّهآ تمد رئتيهآ بحآجتهم من الهوآء إللي تحسّه مكتوم من حولهآ , تشهقه ويكتمهآ أكثر بدلاً من إرآحتهآ ...

فتحت عيونهآ المدمعه لهآلمشهـد النآدر حدوثـه , وإللي ظنهآ مآرح ينعآد أبداً وآقعياً قدآمهـآ .. غصّه بحلقهآ خآنقتهآ ..

فرحـة آلوليــده في مقآبـل حُــزن الفقيـــد ..
شددت من عفطتهآ القآبضه لملآبسهآ من منتصف صدرهآ وآلدموع حبيسـة محآجرهآ ...

يآ آلله , يآبآعـث الأروآح وقآبضهــآ .. سُبحآنـك لآ إله إلآ أنــت , وحدك لآشريك لك ..

أخـذ - سـيف - , وأعطـى - ليــن -



/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الثلآثون

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 04:02 PM   المشاركة رقم: 98
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الوآحد والثلآثون



/
/


وقف قبآل علآقة ملآبسه النيكليّه الثآبته بـ الأرض فآكّ أول زرين من أزرآر قميصه أبيض آللون خآفض بصره للقآعده دورآنيّة الشكل للعلآقه متأفف بـ تعب مصحوب بـ كومه من المشآعر السلبيّه .. ملل , إرهآق , تكآسل ورغبه في الوحده والإنعزآل .. الهـرب .... والإختفآء ..
السآعه مشيره للثآنيه عشر منتصف آلليل , توّه رآد من الخآرج وتفآجئ بكونهآ وآعيـه تنتظـره مآنآمـت .. أفضل حلّ قدر يتوصل له هو تحآشيهآ وتجآهلهآ تمآماً ..
الأسلـم لهـم ثنينآتهـم ..

الإحتكآك بهآ مآيولد بدآخله إلآ طآقه من الغضـب والعصبيه نآتجه من إحسآسه بـ الذل والخضـوع .. آخر أوآمرهآ إللي جبراً إنقآد لهآ منغـص الفكر والإرآده هو جلبـه لـ ثنتين من الشغآلآت بدلاً من وآحده بعدمآ أمرهآ هو ترد شغآلتهآ لبيتهم ..
هذي المُرآهقه المدلله مآتصيبه بـ أوآمرهآ وآجبة الطآعه والنفآذ إلآ بـ الجنـون !

في غمرة إنشغآله بـ التفكير وإنبهآره بـ الحلّ السطحـي إللي توصل له وإللي ترآءى له إنه بسببه يقدر يحصل بعض من رآحة البآل وطمأنينة النفس إن إجتنبهآ وكأنهآ قدآمه شبـح مآيشـوفه , إلآ إن هذي المدلله بكل أفعآلهآ غصباً عنه وجبراً تجره لـهآ غصباً فآقد السيطره على كل إنفعآلآته وتحكمآته فآتح بآب غرفته بآلقوّه منآديهآ من موقعه بصوت جآهـر غآضب , مستشيــط: نسمـــــــــــــــــــــــــآآآآآآآهــــ

من وقع إسمهآ بصوته الجآهر إللي صمّ أذونهآ إنتفض جسدهآ الصغير موسعه عيونهآ لآخرهم وشريط يومهآ كآمل يمرّ قدآم عيونهآ بآحثه فيه عن أي خطأ إرتكبته يستدعي هآلصيآح المتوعـد !
وقفت عن الكنبه بـ إرتبآك تلم المكسرآت إللي طآحت من الصحن إثر فزعهآ وعيونهآ تدور بـ المكآن تدور أحد تستنجده يسآندهآ إلآ إنهآ مآلقت إلآ الشغآله إللي توهآ متوظفه عندهم هآليوم !

مشت للدرج رجل تقدم والثآنيه تأخر , لآ خآله ولآ زوجته بـ البيت , من فجر آليوم وهم مسآفرين قآصدين مكّـه لأدآء العمره بيوم الجمعـه وردتهم مآرح تكون قبل ثآني يوم الصبآح .. يمكنه إستغل هآلشيّ وببآله يمآرس عليهآ طقوس عذآبآته إنتقآماً ! هذآ هو الظن إللي ترآءى لهآ وهي رآقيه الدرج قآضمه أضآفرهآ بـ أسنآنهآ لحد مآوصلت للغرفه المنفرج بآبهآ تشوف ظهره العريض قدآمهآ متخصر ينآظر الجدآر قدآمه ..

لفظت إسمه إللي ظهر خآفت شبـه مسموع ليلتفت لهآ بسرعه وآلشرر يتطآير من عيونه مآد ذرآعه مأشر بسبآبته صوب العلآقه الإستيل للملآبس جمب الدولآب: وين القميـص إللي كآن هنـآ !!!

القميص إللي يمثل له ذكرآه الوحيـده للي شغفت قلبه بـ حبهآ , لـ صيتـه .. القميص الحآوي على موآفقتهآ – رمزيّـاً - مسآمحته , والإرتبآط بـه !

أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً وعيونهآ صوب العلآقه همست متسآئله بعدم فهم: أي قميـص !!!
إتسعت فتحتي خشمه رآص على فكيّه بآلقوّه كآبت غضبه قبل ينفجـر فيه وفيهآ: القميــــص السمـــــآوي .. كآن معلـق ......... ويـــــــن ؟!!
بلعت ريقهآ بصعوبه رآمشه بتوآلي مرتبك قبل تجآوبه بـ تلعثم: مُمممـ .. مُمــ .. مُمكـن الششششــ ,, الشغآلـه
ميل رآسه يمنه مضيق عيونه كنآية عن عدم سمآعه للي قآلته لترد هي بكلآمهآ إللي طلع مخنوق: الشغآلـه ....
....: شفيهآ الشغآله !!
ردت وبلعت ريقهآ قبل تجآوبه بـ تخوّف: الششششغآلـه مُمكـن .. مُمكن خذتـه
ضيق عيونه إستنكآراً هآمس: مُمكــــن !!

بللت شفتيهآ رآصه على قبضتيهآ تسمع دقآت قلبهآ إللي بينخلع من مكآنه: مممــ .. مممممـــــــدري !
بصبر نآفذ , لآشعورياً قطع المسآفه مآبينهم بخطوه سريعه غآضبه مطبق على شِقيّ جآكيتهآ القطني رآفعهآ جذباً لتوقف على أطرآفهآ فآغره فمهآ شآخصه بصرهآ وكأنهآ تشوف عذرآئيل قدآمهآ بينمآ هو رصّ على أسنآنه بـ عصبيّه مكبوته وقد أفرز جبينه الضيق قطرآت عرق كآنت المنفذ الوحيد لإفرآز غيظـه: ويـن القميـــــص يآنسمـــــــــــه , تكلمــي ولآ يمين بآلله سآويتك بـ الأرض من تحتك

إنكمشت ملآمحهآ بـ تجعيدة بوآدر بكآء طفوليّه وقد إرتجف ذقنهآ وتقوس فمهآ , هآمسه ببحّـه خآفته , مهزوزه وآهنه: عُـــــــــــدي
على وضعه محتده نظرآته الغآضبه وصل به بغضهآ ومقتهـآ أقصـآه إلآ إن الكتله البلوريّه اللآمعه بعيونهآ المرتآعه أخرجته لآشعورياً عن حصآر غضبه الدآخلي لترتخي قبضتيه فآك يديـه عنهآ منزلهم بـ بصر مُخفض للأرض رآص عل شفتيه إللي إختفوآ من وجهه مكور قبضتيه المرتجفـه من قوّة ضغطـه ..

بدآخله طآقه سلبيّه كبيره عآجز عن إفرآغهآ وإللي على الأكيد إن أفرغهآ على هذي الضعيفـه فمآرح يزيده هآلشيّ إلآ عصبيّه وغضــبّ .. ليش مآيفرغهآ بـ نفسّه .. ليش مآيأذي نفسـه هو .. ليش مآينتهي ويفتك .... ينتهـي ويرتآح !
كآنت هذي هي تسآولآته إللي أنهآهآ بـ سؤآله المخنوق وآضح مجآهدته كبح ثورة عصبيته بأقصى طآقآته المستنفذه معها: الشغآله وين ودت القميــص !!

مآوقفت حركة رموشهآ المتوآليه بآلعه ريقهآ قآبضه أصآبع يديهآ المتجمده خوفاً من ردود أفعآله الغير منطقيه لسبب بنظرهآ أتفه من إنه يكون موضع شَـكَل !
....: وصيتهآ اليوم تجيب ملآبسنآ الوصخه من الغرفه وتغسلهـم
شد شعره من مقدمة رآسه يبي يقلعه عآض بـ أسنانه السفلى على شفته العليّآ قبل يردف بقهر مكتوم: وأنآ مو قلت الزفت الشغآله هذي بجيبهآ لك بشرط !
نسمه: ...........

اقترب لهآ خطوه لترتدهآ هي رآمقته بنظره متوجسّه رآمشه بعيونهآ إللي إستقرت على حركة يمنآه إللي ضم أصآبعهآ لبعض كـ إشآره لـ تنبيههآ أو محآولة إفهآمهآ: مو قلت لك هذي الشغآله مآتمسّ شيّ من أغرآضي ! مآتدخل غرفتي ! مآتسويلي شيّ ! أي شــــــــــــــــــيّ .. قلتهآ ولآ مآقلت ؟
....: قلت
....: مو قلت أكلي إنتي تسوينه ! ملآبسي إنتي تغسلينهآ وتكوينهآ ! غرفتي هذي إنتي ترتبينهآ ! قلت ولآ لآ ؟
....: قلت
....: مو قلت هآلشغآله مآبيهآ بـ أي شيّ يخصني ! قلت هآلشغآله لك إنتي وأمي وأبوي بـــــــــــــــس .. قلت ولآ مآقلت ؟
إلتصق أخيراً ظهرهآ بآلجدآر من ورآهآ بعدمآ كآنت تخطي خطوآتهآ المرتده بتبآطئ وعيونهآ موقع قدميه بحركته المتبآطئه تجآههآ مقآبل لهآ , مجآوبته بـ تلعثم بعدمآ إنتهت خطوآت إبتعآدهآ عنه: قــ قققققـــ .. قلـ .. قلــــت

جآ بيرفع يده قآصد إمسآكهآ من ملآبسهآ مسكته المعتآده لهآ من شِقي صدرهآ إلآ إنهآ ترآءى لهآ ردّ فعل آخر أطلقت بسببه صرختهآ الجزعه مبتعده عنه ركضاً نآقزه فوق السرير وصولاً للجهه الثآنيه المقآبله له وآلسرير فآصل مآبينهم , رفعت له سبآبتهآ القصيره المحذره: وآلله .. وآلله يآعُـدي لو رفعت يدك عليّ وضربتني لأعلـم أمـي وكـل إخوآنـــــي وآلله

إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ إستهزآء: وأمك وإخوآنك وش بيسوون !
بقوّه مآتدري من وين احآطت بهآ بس على الأغلب إن إحتمآئهآ ورآء عزوة إخوآنهآ الذكور كآن سبب كفيل يمدهآ بـ القوّه , بـ الثقـه وبـ الثبآت لتخوض معه هآلموآجهه بهآلتحدي: جرب بس تطآول عليّ وإنت بتشوف بنفسك وش بيسوون

هنآ وقد وصل به الغضــب أقصآه , هذي أي إهآنه إللي سددتهآ له آلحين وبدم بآرد .. هذي هي مشكلته العظمـى معها , المشكله إللي كونت سدّ منيـع بينه وبينهآ يحول دون تقبل وآقع وجودهآ بحيآته على أي نحو وأي شكـل ...
إحسآسه بـ إنهآ إمتكلته جبراً , غصباً عن إرآدته .. قيدته برغبتهآ , رغبة أمهآ .. ورغبة إخوآنهآ مستغلين سلطتهم المآديّه ومكآنتهم الإجتمآعيّه لـ جبره وإخضآعه ..
هذآها آلحين تهدد وبكـل ثقـه , وكأنهآ أكيده من ضعفـه تجآه هآلنقطه تحديداً ............. تلعب على الوتر الحسّآس ...

لآ شعورياً إستطرد من رآسه صوت العقل والمنطـق قآطع المسآفه الفآصله إلتفآفاً حول السرير وقد أعلنت ملآمحه المستشيطـه التنبيـه بـ الخطــر ...
لآ إردآياً هيّ وبهروب دفآعي عن نفسهآ طلعت على السرير نآزله الأرض ليتبآدلوآ بوضعهم الأمكنـه ...
....: وعزة آلله وجلآلــــه يآبنت شبيــــــب إن مآوقفتي الحين قدآمي هنآ إن تندميـــن
....: مآرح أجيــك

أطبق على فمه بآلقوّه وقد إتسعت فتحتي خشمه وإنتفخت أودآجـه , العرق البآرز بـ جبينه إللي يطق ويبرز في حآلآت غضبـه أعلن ظهـوره وبوضــوح في حين إرتدت هي خطوه ليلتصق ظهرهآ بـ الدولآب من ورآهآ توّ مآ هزت رآسهآ له نفياً تأكيداً عن عدم إنصيآعهآ له إلآ وتعآلى صوت الرنين لـ جوآلهآ بـ نغمه خآصه تعرف صآحبهآ ...

لآ إرآدياً إمتدت يدهآ لـ جيب جآكيتهآ وردي آللون وعيونهآ المتحديّه معلقه بعيونه الحمرآء الغآضبه .. أطلق توعده الأخير بصبر نآفذ: تعآلــي
رفعت جوآلهآ إللي يضويّ قدآم وجهه برفعة حآجب متحديّه: هلـي دآقيـن علــيّ .. وبفتـح الخـــطّ الحيـــن

كور قبضتيه بـ غضب مآعآد فيه القدره على كبته أكثر .. زفر بـ قوّه مهرول تجآه الحمآم – بـ الكرآمه - , آلشيّ الوحيد القآدر على إخرآجه من حآلته هو الإستحمآم !

....: يآ إن شوفة وجهك تغث وتجيب المرض , آلله يآخذك أو يآخــــــــذنـي
قآلهآ مصفق البآب بآلقوه من ورآه لترد عليه بسرعه جآهره بصوتهآ: آلله يآخذنــــــــي أنآ وأفتك من هآلعيشـــه
قآلتهآ ثم فتحت الخطّ ليرد هو بسرعه فآتـح البآب بصيآح صمّ أذونهآ: يآشيخــــــــه آميــــــــــــن .. آلله يآخذك وأفتك أنآ منك ومن آلعيشـه معــك آآميـــــــــــن

إرتمت على السرير مقوسه فمهآ المرتجف سآمحه لدموعهآ سريعة التكوين وإللي طآل حبسهم جبراً على الإنهمآر بـ صمت وعيونهآ معلقه بـ البآب المغلق وهو من ورآهـ ..
لهآلدرجه وصل به مقتهــآ يدعي عليهآ وقدآمهآ بلآ أي حسآسه أو مرآعآه !

....: أيوآ يآدآدآ ...................... إيـــــــــــــــــــش !!!!




/
/



شددت على عضدهآ الأيسر من ورآء ظهرهآ موقفه حركتهآ السريعه بـ ترجي بآئس: تكفيـن يآوردهـ
....: وين غطوتـي ! وينهآ !!
شدت يدهآ بآلقوّه جآبرتهآ تلتفت عليهآ مستعطفتهآ بنظرآتهآ المنكسره بـ توسل: سألتك بآلله لآتزعليـن .. امحيهآ فيني , أنآ آسفـه , وربي آسفـه

سحبت يدهآ من بين يديهآ مآسحه دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ: ريتآج إنتي مآلك دخل ليش تعتذريـن !
....: بلى لي دخل لأن نآهد أختي وإللي سوته معك أكبر غلط ويحق لك تسوين إللي تبين بس بآلله عليك لآتطلعين وإنتي زعلآنه , وش أسوي لأجل ترضين

تكرمش وجههآ في مقآومه منهآ تتمآسك إلآ إنهآ مآقدرت , إنهآرت بطولهآ الفآرع على أقرب كرسي مشدده من قبضتيهآ على لحم وركيهآ بنظره كسيره للأرض من عيون مدمعه بآكيه: أختك يآريتآج أهآنتني اليوم أكبر إهآنه بحيآتي .. صفقتنـي , صفقتنـي وقدآم كل ضيفآتهآ .. تدرين إنتي أنآ بحيآتي كلهآ مآحد تطآول عليّ .. أمي وأبوي نفسهم مآحد مدّ إيده عليّ .. أنآ وش إلل سويته !!
جلست قدآمهآ بـ الأرض على ركبتيهآ مهماً قآلت وردهـ فـ معهآ كآمل الحق حتى وإن قآمت وصفقتهآ هي الحين رداً للإهآنه إللي تلقتهآ من أختهآ وبلآ سبب , معهآ حق ...

إحتضنت يديهآ الثنتين بـ تشديد هآمسه بصوت خفيض علّهآ بكلآمهآ تلآمس شيّ دآخل ورده وتقدر تتعذر لهم: حبيبتي يآورده صدقيني غصباً عنهآ , مآشفتيهآ شلون كآنت منهآره ! قبل تصفقك هي صفقت نفسهآ إمية كـف .. تصيح وتصآرخ وتلطم .. مآكآنت بوعيهآ أبـدّ , نآهد حسآسّه شويّ وحيل عصبيّه , مآتقدر تتحكم بـ إنفعآلآتهآ وذآ من زمآن .. مآبآلك آلحين ومع كل الضغوط إللي تعيشهآ .. توّهآ وخسرت رحمهآ مآتقدر تنجب أبدّ همّ إللي صآر اليوم بـ ولدهآ , تخآف عليه من نسمة الهوآ , عندهآ وسوآس تفقـده .. مآشفتيهآ أصلاً كيف فشلتني قدآم الحريم يوم قلت أبي أشيله لين تروح هي وتغسل يدينهآ ! حسبي آلله طآح وجهـي ههههه بغيت أبكي من الفشيله

محآولة ريتاج البآئسه في التخفيف عن ورده مآبآءت إلآ بآلفشل , إذ إن ورده بآقي على وضعهآ , تمسح دموعهآ إللي أبتّ إنهآ توقف أو حتى تهدآ , تكلمت بتقطع من إثر بكآهآ وشهقآتهآ القصيره المتلآحقه: وين غطآي يآريتآج .. بطلع .. سهيـل أخوي ينتظرني

رفضت تفك يديهآ مُردفه بهدوء: تدرين من شوي كنت بنفس موقفك , دقيت على سلطآن أخوي ينتظرني برآ وكنت أبي أرد البيت لين لحقتني صيته وقآلت كل الكلآم إللي قلته لك الحين عن نآهد ووضعهآ ونفسيتهآ ... أنآ وربي عآذرتك بس مآبيك تزعلين ولآ تشيلين منّآ .. أنآ وصيته وربي نحبك .. ونآهد بعـد بس إعذريهآ تكفيـن مآكآنت بوعيهآ صدقيني

بآلقوه سحبت يديهآ من ريتآج مجآوبتهآ بحده: بلـى كآنت بوعيهآ .. نآظرتني حآطه عيونهآ بعيوني خآزتني بنظره ودهآ لو تحرقنـي , قآلت لي بـ كُره مدري وش سببه .. إنتــــي السبـــب يآوردهـ .. قآلت إسمي يآريتآج .. قآلت وردهـ , يعني كآنت بوعيهآ , صآحيه , تدري هي منو تكلم ولمين وجهـت هآلصفقـه .. بس علميني إنتي الحين هي وش قصدهآ !! أنآ السبب بـ إيـش ؟!!!

أطبقت فمهآ بقهر من تصرفآت أختهآ الغير مقبوله إطلآقاً , كل إلي قآلته الحين لـ ورده من ورآء قلبهآ , تحسّ بنفس حرتهآ .. نفس الإهآنه صآبتهآ قبل وردهـ , إلآ إن إهآنة ورده كآنت أضعآف .. كـفّ قويّ من نآهد إستقر على صدغهآ الأيسر آثآره بآقي معلمـه على خدهآ رقيق الجلـد , نظرتهآ حآقـد إمتلت حقـد وفآضـت مدعيّـه مسئوليـة وردهـ لكل إللي صآر بـ إبنهآ ... الشيّ الغيـر مفهـوم ...... بتآتاً !

وقفت عن الأرض رآفعه رآسهآ لأجل توصل بنظرآتهآ لمستوى نظرآت ورده إللي فآقتهآ طولاً: طيب لآتزعليـن مني , ولآ من صيته
تحسست ذرآعهآ بـ إبتسآمه مطبقه: لآ إنتي ولآ صيته لكم دخـل , إحنآ صآحبآت
وسعت عيونهآ بمشآكسه هآمسه بصوت خفيض , برغم خلـوّ البيـت إلآ من وجود ثنينآتهم والشغآلـه: يعني بتعلمينـي إذآ آدم سوّآ لك شيّ ثآني زي البوسـه !!

....: هههههه ريتآج مآلك دآعي , أووف لآتذكرينـي
....: ههههه إيييييه , زينك وانتي تضحكين , أشوى كذآ تطمـنت
ورده: طيب إتصرفي لي الحين في غطآ , مآنيب لآقيه غطوتي
ريتآج: أبشـــري , الحين أعطيك نقآبي .. لحظـه بـسّ ..



/
/


على الجآنب الأقرب كآن الوضـع أكثر إنضبآط ..
مآنسحب من الرجآل إلآ آدم والأخ الأكبر لـ نآهد من أبوهآ .. سلطآن
إضطر بسّآم وأبوهآ البقآء لحيـن إنتهآء العزيمـه وإنصرآف آخر فـرد ! وهذآ كآن رأي بسّآم برغم علمه بمصآب ولدهـ , إلآ إن جموع الرجآل كآنت كبيره , وإنصرآفه مآرح يثير إلآ شوشره وإضطرآب !
من المقلـط الوآسـع خرج بعدمآ وصله صوتهآ بآكـي من سمآعة جوّآله حآثتـه يطلـع رغبـة منهآ في الإنصرآف ..

وبـ خروجـه إللي تمّ ينتظره لفتره طويلـه وقف الثآني من فوره مستأذن ليسأله هو بـ إستغرآب: خير أستآذ سنـد !
....: خذني معك يآسهـل , وش بيقعـدني
لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره هآمس: شكلي اليوم أنآ إللي أنقذتك
رفع يديه بآسط رآحتيه لوجه سهيل مستسلم: صـــآدق
مآل سهيل برآسه لـ سند هآمس بـ أذنه: للأمآنـه , إنت بعد أنقذتنـي .. مآجآبني إلآ الدعوه من طرفهم لأجل أختـي

إمتد بصره للأفق بتفكير , فعلاً سهيل مآله أي علآقه بآلشخصيآت الحآضره إلآ معرفه سطحيّه ترجع لمكآنتهم الإجتمآعيّه وسيط إسمهم ونسبهم مو أكثر .. حضوره كآن لأجـل أختـه .. وردهـ , وحضورهآ هي بعد على الأغلب كآن بسبب خطيبهآ آدم .. إللي يكون أخ لـ بسّـآم .. المسئول عن هآلمنآسبه , على شرف إبنه البكـر ....... علـــي ..
الظآهر إنه وسهيل بنفس الموقف , لأنه هو بعد جيتـه مآكآنت إلآ إكرآماً للدعوه وإستجآبتهآ .. لأجـل أصآلـه أختـه , المتسبب الرئيسي في دعوة بسّآم له وإصرآره على الحضور !

وقف ورآء سهيـل بـ إنتظآر دوره للسلآم على صآحب المكآن قبل المغآدره يتأمل ضيق ظهره وتوسط منكبيـه وبقلبـه إمتنآن مآ أفصح عنـه , لولآ وجوده بمنآسبة العقيقه هذي وعلى هآلوليمـه إللي إمتدت وطآلت ولآ مآكآن دري شلون يتصرف , أغلب الحضور على معرفـه بحقيقة شخصيته , وإنه ولد عآمر المُرشـد .. لكن بـ المقآبل معرفتـه هو بـ جموع الحآضريـن كآنت صفـر , ولولآ وجود سهيـل إللي لمحـه صدفـه بين الحضور ولآ كآن هآليوم على قلبـه مرّ بشكل مأسآوي كآرثـي .. أبداً مآلـه بـ أجوآء المنآسبآت المزدحمـه والمجآملآت ..

وجود سهيـل هوّن عليـه الكثيـر , وقتهم إللي مرّ في الكلآم مآبينهم عن الشغـل أو محآولة سهيل بتعريفه على الرجآل إلي يعرفهم إسماً مُردفه بـ أعمآلهم وأملآكهـم ..
وبـ إنصرآف سهيـل , حآن إنصـرآفـه ..
تتبعـه بـ خطوآت هآدئـه بعدمآ ودّع بسّآم وأعآد عليه مبآركته ودعوآته يكون هآلولد ذخـر له تقر به عينـه ويفخـر هو فيـه ..

بـ جآنب سيآرته السودآء إستندت بظهرهآ على البآب المجآور لبآب السآئق الأمآمي نآفضه النقآب عن وجههآ إللي تبلل من جديد ..
كل مآتذكرت إللي صآر لآ إرآدياً تنهآل دموعهآ كرد فعل طبيعي عن إحسآسهآ بـ العجز تجآه تصرف نآهد المُهين لهآ وإللي أمرغت فيه كرآمتهآ بـ الأرض !
هوت على وجههآ بـ النقآب إللي عطته لهآ ريتآج بتأفف تهدي من حدة إنفعآلهآ المكبوت مكتفه سآعدهآ الأيسر بـ إنتظآره إللي دآم قرآبة الـ خمس دقآيق لحد مآوصلهآ صوته لتلتفت عليه بـ عصبيّه مطلقـه تذمرهآ إللي قررت إنه يطلع عليه : كـــــل هـــذآ أنتظــــــــــــــ ...................

بهتت نبرتهآ وكأنهآ إختنقت بآلحروف مع شهقه مكبوته يوم إستقرت عيونهآ على ذآك المبتسم قدآمهآ ...
برغم وجود صآحب الشآن المعني بهآلصيآح إلآ إنه مآتشوفـه .. ولآ تشوف الأنفآر المتفرقه من الرجآل بـ أثوآبهم البيضآء الرسميّـه ..

خلآ المكآن إلآ من وجوده وحده قدآمهآ بنفس جآذبيته المفرطـه , تميزه الدآئم بـ إختلآفه عن غيره من رجآل هآلمجتمع بـ زيهم الرسمـي ...
كعآدته .. بـ نطلـون قمآشي رسمي أسود آللون وقميـص عسلـي فآتح مشمر السآعدين ..
بـ ترآخي تقلصت إبتسآمته الوآسعه لحد مآختفت من إستقرت عيونه حآدة النظره بعيونهآ المحمره البآكيـه ..

فتحتـي النقآب كآنت وآسعـه , وكآن أقرب للبرقع من إنه يكون نقآب ..
بـ خط نصفـي مآبين عينيهآ كآشف بفتحته الواسعه عن عظمتـي خديهآ البآرزيـن ... كتلـه دمعيّه متلألأه وآضحـه بعيونهآ المرغرغـه ..
كآنت لحظة تشآبك نظرآتهم خآطفـه , لثآنيـه أو أقلّ .. إلآ إنهآ على وقع نفوسهم ثنينآتهم كآنت دهـر ..
أعرض عنه بنصف إلتفآته خآفض بصره متحمحم: أشوفك يآسهـل ..
....: إن شآلله ..

من قآلهآ سهيل فآتح بآب سيآرته إلآ وإبتلعت هي كومه من الهوآء أخنقتهآ من إقتراب ذآك المهيب بكآمل جآذبيته السآحقه مقبل صوبهآ بخطوات مريبه هادئه لحد مآوقف قبآلهآ مصدر لهآ جآنبه الأيمن ينآظر الفرآغ من قدآمه , يديه بجيب بنطلونـه ..
آللحظـه إللي دآمت وهي بـ دنيآ ثآنيه مآتشوف فيهآ غيره , ولآ تستمع فيهآ إلآ لصوت نبضهآ العنيـف القآسي إللي مآخفق بهآلقوه والتسآرع لأحد غيره !

آللحظـه إللي أجفلهآ فيهآ سهيل ينآظرهآ من فتحة شبآكهآ مستغرب: شفيـك إنتي .. اطلعـي يللآ
جآوبته ببلآهه بعدما إنتفض كآمل جسدهآ بقشعره قويّه مستجيبه لأمره وعيونهآ بآقي معلقه على ذآك إللي وآقف مكآنه , سألت بـ بهوت مستفهمه: ليش وآقف كذآ ؟!!
أطبق فمه بـ ضيق من بلآهة سؤآلهآ بعدمآ إمتد بصره للموقع إللي هي بعدهآ معلقه عيونهآ عليـه مجآوبهآ ببديهيّه وهو يشغل السيآره: يتحرآنآ نتحـرك
نآظرته بعدم فهم سآئله: ليــش ؟

....: لأن حضرتك وآقفه برآ سآعه معطلتنآ .. سيآرته إللي جمبنـآ
بسرعه إلتفتت يمينهآ تنآظر بـ الكمآرو الريآضيّه رمآديّة اللون المكرجه جمبهم وبلحظتهآ توسعت عيونهآ لآخرهم شآهقه نفس قصير سريع بـ إستيعآب فوري لوقوفه بهآلطريقه قبآلها معرض عنهآ .. ينتظرهآ هي تركب ثم يتحركوآ أول لأجل يفسحوآ له المجآل يطلع هو سيآرته ويحرك ..

سألت بنفس بلآهتهآ بآهتة النبره: هذي سيآرتـه ؟
جآوبهآ بعدم إهتمآم وعيونه على الطريق قدآمه: لآ , سيآرة أخوه مآلـك .. هذآ مو ذوق سنـد – نآظرهآ مستغرب أسئلتهآ بعقدة حآجبين – ليش تسألين ؟!

ردت تنآظر على يمينهآ معلقه عيونهآ الحزينه على ذيك الكمآرو الرمآديّه إللي تخطتهم بسرعه جنونيّـه مجآوبته بـ وهـن أقرب للندم والتحسف: أعرفـه من زمـآن
إحتدت عقدة حآجبيه إلي قآربوآ على التلآصق سآئلهآ بـ إهتمآم: شلـون ؟!!!!
....: هو مو محآمـي ! عرفته بـ مصـر , كآن يتدرب المحآمآه بـ مكتب بآبآ
....: أهــآآآ , مع إنه قآسي ومآ أرتآح له كثير , بس الصرآحه .......... رجّآل كفــو



/
/



طلع من الحمّآم – بـ الكرآمه – وبشكيره الأبيض ملتف حول خصره الضيق مخلل أصآبعه بين خصلآت شعره آلمبلله نآفض عنه قطرآت آلمويّه لتستقر عيونه على ذيك الكتله الورديه آلمنكمشه على نفسهآ ممده بـ الأرض !

أعقد حآجبيه بتفآجئ من إستيعآبه وجودهآ بـ الغرفـه , آلخطوه التآليه كآنت لآبد تصير من طرفهآ هيّ على الأقل تحآشياً للموآجهه إلآ إنهآ بمكآنهآ مثل مآتـركهآ قبل يدخل الحمّآم .. أطبق على فمه بصبر نآفذ , هآلبنت مو نآويه تجيبهآ لـ برّ , وش قصدهآ من جلستهآ للحين بنفس الغرفـه ! مستمره بـ تحديهآ الغبي لـه ! قآصده إثآرة استفزآزه للحد إللي مآرح يندم عليـه غيرهآ وحدهآ !

إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إشمئزآز آمرهآ بـ سخط: قومـي قآمت قيآمتك
....: ..............
إنعقدوآ حآجبيه بـ تجهم وهو يشوفهآ على وضعهآ مآتحرك فيهآ سآكن إلآ إنه يلمح حركه خفيفه لكتفيهآ آلمنتفضين كل ثآنيه وإللي تليهآ ..
رفسهآ بِـ خِفه قآصد تنبيههآ حيث إنهآ بوضعهآ هذآ كآنت عآئق لوصوله الدولآب وفتحه إذآ إنهآ كآنت ممدده بـ الطرقه الضيقه مآبين جآنب السرير والدولآب وهو على حآله مآيستره إلآ بشكيره ... دخل الحمآم بدون تجهيـز ..

....: تسمعيـــــــــن ! آقول قومـــي أبي ملآبـــس
....: ..............

تأفف بنفآذ صبر بعدمآ وصله صوت شهقه مكتومه تمردت لتلفظ بهآ صريحه , مشحوحـه على اشرها أطبق فمـه بـ غيظ نآزل لمستوآهآ بـ الأرض وآقف على ركبتيه مبعد بـ يده خصلآت شعرهآ البني القصير المتنآثره على جآنب وجههآ ..
مآتبآدر لظنه إلآ إنه هو وحده سبب هآلبكآء , هآلبنت حيـل دلوعـه وهو أبدّ مآله خلـق ! تستفزه ثم تبكـي !
....: قومـي يآبنت
....: ..............

طوق معصميهآ المتلآصقين بقبضته اليمنى مبعد يديهآ عن وجههآ البآكي ليفآجئ بـ تحول لون وجههآ كآملاً للوردي ... شفتيهآ متأججه ووآضح إنحبآس الدمّ ... دموعهآ صآمته , مُسآله دون توقف !
بـ غريزه فطريّه دآفعهآ الجآنب الإنسآني كونه طبيـب , أنزل يده اليسرى تحت جآنب وجههآ الأيمن بآسط رآحته العملآقه وإللي إحتوت كآمل وجههآ رآفعه عن الأرض وبـ أطرآف سبآبته ووسطآه اليمنى مضمومتين تحسس النبض على الجآنب الأيسر أسفل أذنهآ إلآ إنه كآن مُنضبط !
سألهآ بـ قلق وآضح: شفيــك إنتــي !
....: ..............

شكّ بـ كونهآ مآتسمعه لأن نظرآتهآ كآنت مصوبه تمآماً للفرآغ تحت السرير بتجآهل تآم له ..
مآحسّ إلآ وسآعده الأيسر يتسلل تحت جسدهآ النحيل جآبرهآ على الإستقعآد ومآسرع مآنحنت بلآ تحكم ليرتطم رآسهآ بوسط صدره العآري , آلشيّ إللي زآد من خوفه أقصآه .. مآيشوفهآ إلآ بحآلة خُدر كآمـل , فآقده إدرآكهآ في غير وعيهآ ...
طوقهآ بذرآعه الأيسر محتضنهآ وبيمينه تمّ يتحسس وجههآ بآرد الملآمح والتعآبير إلآ من دموع صآمته مآوقفت !

عآصفـه هوجآء إجتآحت دوآخلـه مُحدثه إضطرآب فُجآئي عنيـف , غريب ... وغير مُتوقـــع !
أجفله عن صوت نبضآت قلبه القويّه همسهآ آلمشحوح وكأنهآ تحآكي نفسهآ بعدم تصديق: سيـــــــــف .... سيـــــــــف أخـــــوي .... سيـــف أخـــوي مـــــــــآت !


/
/

/
/



بـ إستقبآل المستشفى الهآدئ بهآلوقت المتأخر من الليل قطعوآ الممرآت بهرولـه وملآمح الذعـر بوجه ثنينهـم لحد مآوصلوآ عندهم وبسرعه وقف عن مكآنه بكرسي من كرآسي الإنتظآر لإستقبآلهم , آللحظه إللي وقف فيهآ أبوه قدآمه مشدد على عضده بآلقوّه سآئله بلهفه يلهث أنفآسه: سلطــآن .. شللي صآر يآبوك ! آلولد به شيّ !!
تحسس سلطآن ظآهر يد أبوه بـ طمأنه: لآ يبه آلحمدلله
تجآهلهم بسّآم جآلس جمب زوجته شبه المنهآره مآسك يدهآ سآئلهآ بـ همس قلق متخوف: وش صآر ع الولـد !!

نآظرته بـ كُره من بين دموعهآ الغزيره سآحبه يدهآ من يده بآلقوّه مجآوبته بـ برود هآزئ: توّ النآس !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تعجب من ردّ فعلهآ وإجآبتهآ الهآزئـه قبل يطبق فمه زآفر نفس مهموم: آلله يهدآك , مآتدرين ليش تصرفت كذآ !

وقفت عن كرسيهآ لتتركه خآلي مآبين بسّآم على اليسآر وزوجة أبوهآ – أم سلطآن – على اليمين .. بـ إنهيآر وصل أقصآه معهآ: ونعـم التصرف .. زين مآسويـت أستآذ بسّآم ... إيه صحّ شلون تترك ضيوفك بس عشآن إبنك .. إبنك الوحيد إللي كآن بين الحيآه والموت طبعاً مآيستآهل .. مآيستآهل ذره من إهتمآمك
إقترب صوبهآ وقد إنتفخت أودآجه من عصبيته المكبوته معتصر ذرآعهآ الممتلئ بقبضته اليمنى مُنبـه بجفآء من بين أسنآنه: إقصري صوتـك

نفضت ذرآعهآ منه بآلقوّه مطلقه صرختهآ الحآده آلمرتجفه إثر بكآهآ: مآرح أقصــــر .. ولآ رح أسكــــت .. هذآ إبني يآبسّــآم .. ولدك .. ولـدك بـه ثقــب بـ القلـــب , حيآته بـ خطـر , ممكن بيوم وليلـه مآ ألقآه , مآ ألقآه حيِ يتنفـس .. تدري إن مآبيدنآ شيّ ! مآنقدر نسويله شيّ وهو بهآلعمـر , لآزم ننتظر عليـه سنوآت لين يكون مُهيأ يسووله العمليّـه وشدرآنآ .. وشدرآنآ بيتم حيِّ لين يكون مُهيأ أو لآ ......... وشدرآنآ .. آآآآآآآآهــ يآربـــي ليـــــش .. ليش كذآ يآآرب

....: آستغــفــــــــــر آلله
قآلهآ أبوهآ بـ جفآء جآهر مقترب منهآ وملآمح الغضب محفوره بين قسمآت وجهه إعترآضاً على سخطهآ الآثم , طآلبهآ بـ تشديد من بين أسنآنه : آستغفري ربك يآنآهد وش ذآ الكلآم ! قضآء ربك وقدره لآتعترضيــن
تكرمش وجههآ شآده شفتيهآ المطبقه معتصره عيونهآ بـ نبره وآهنه , ضعيفه , مبحوحـه كآتمه فيهآ شهقآتهآ البآكيه: يوبــــــآآآآآهــ
ضمهآ لصدره متحسس ذرآعهآ الأيسر يهدئ من جزعهآ: قدر آلله ومآشآء فعـل .. آذكري ربك يآبنتــي ..

إنتفضت وهي بحضن أبوهآ بآكيه: علـي ولـدي يوبــآآ , علــــي .. سميّـك يوبـآآ بيـروح منـي
إرتفع بصره للسقف قآصد دعآء ربّه وترجيّـه إلهآم بنتـه آلصبر والسلوآن على مصآبهـآ العظيـم وقعـه على قلبهـآ الضعيـف ...
آللحظـه إللي أقبل فيهآ إثنيـن بخطوآت هآدئـه أول من أسرع لهم كآن بسّآم بـ لهفـه: آآآدم .. شللي صآر !! وش الموضــوع ! صدق إللي سمعتـه !

آدم إللي كآن بحآله ثآنيه مآلهآ أي وصـف يذكـر , كمآ الشبـح .. رمآدي آللون , هآلتين من السوآد وكأنهم من العدم ظهروآ حول التجويف العظمـي لعيونه مزدوجـة الجفـن المنتفـخ .. شفتيـه الرقيقـه مُزرقّـة آللون بنفسجيّـه ..
مآختلف كثير دآخلياً عن ظآهره المُريب .. يحسّ بآلموت , الهدوء وآلسكون ...
تنفسـه هآدئ , مآيحسّ فيـه .. قلبـه منكمـش وكذلك عضلآت صدره والبطـن , أحشآءه .. كل دوآخلـه منقبضـه ..
كل مآترآءى له الفكآك من نآهـد شيئن غصباً عن إرآدته يجذبـه لهآ وبآلقوّه ..
كل مآلقى العُذر وإبتعـد شيئن أقوى يرده .. لعنـــــه .. غير قآبلـة الحلّ والفكآك ..

همس بـ توجس مُرتآب من سكون أخوه نصف الحيّ , نصف الميّت: آدآآم !!
نقلت نظرهآ مآبين بسّآم المرتآع حسياً وبين آدم المغيّب ذهنياً لتقرر هي أخيراً تجآوبه بـ أسف: صــح يآبو علـي
توسعت عيونه بنظره حآده ثآقبه , غير مُصدِقه ورآفضه لتكمل هي بـ أسى: طلع معه ثقب بـ القلب , ولآدته غير مُكتملـه .. حطوه الحين بـ الحضآنه ويصير خير إن شآلله يطمنونآ بعد أربع سآعآت .................


/
/


قصـر آل مآلكـي , ثآني أيآم العـزآء

إختلف المشهـد من الجزء الخآرجـي للقصـر آلمخصص لمجآلس الرجآل عن القصر دآخلياً بـ مجلس الحريـم شآسع المسآحـه قليل الحضـور من الحريـم بخلآف مجلس الرجآل المكتظ لآخـره بكم هآئل ومهـول من الرجآل من جنسيآت مُتعـدده , مختلفـه ..
تصدر المجلس كمآ أول يوم أحمـد وطلآل وعمهـم مُعـآذ ..
بنآح ثآنـي كآن رآئف وفآهـد ولد عمّـه ..
مقآبلهم من جهه أخرى رآمـز وسُهيـل , بجآنبهم كآن وآئـل .....
وجآب آخر مقآرب لـ رآئـف , كآن عُمـر وعُــديّ ..

اليوم الثآني من العزآء وإللي كآن أكثر إزدحآم عن سآبقـه من اليوم الأول مسآفة إمتدآد الخبـر وشيوعـه .. آلخبر المأسآوي للفقـد الثآني من ذكـور آل مآلكـي من بعـد وفآة فرآس لمده تقآرب الثلآث سنوآت من وقتهم الحآضـر .. هذآ هو صغير العآئلـه سيـف قد لحقــه بعد سنوآت من الألـم والمرض والمعآنآه ..

دخول متوآزي لكلاً من بسّآم وأخوه آدم .. من نفس البوآبه الخشبيه العريضه منفرجة الشقين دخـل سنـد وبـجآنبـه أخوه مآلـك ..
آللحظـه إللي أحسّ رآمز فيهآ بـ إهتزآز جوآله الصآمت بداخل سيآلة ثوبه الأبيض مقرر تجآهلـه ..
التجآهل إللي مآدآم كثير بسبب حثّ وآئل إللي قد إستشعر إهتزآزآت الجوآل بسبب جلوسه جمبـه ..

....: يآخي ردّ ع الجوآل شـوف منـو !
....: مآلي خلق أتكلم مع أحـد
وآئل: وإنت أحد قآلك سولف ! شف منو بـ الأول
أطلق زفره مهمومه مطلع جوآله ليتفآجئ بـ أربع مكآلمآت متوآصله بـ إسم وآحد ... نجـــم !
هز وآئل رآسه نفياً بعدمآ قرأ الإسم مردف بـ همس خآفت: من أول أقول لك شف منو ..
بطقطقه سريعه وبلآ تردد طلب إتصآل موقف بـ إستئذآن من سُهيل إللي أومأ له رآسه إيجآباً .. يقدر يروح ويتم مكآلمته برآ ..

في طريقه للخروج من البآب لمح خويّه آدم الوآقف مع أخوه بسّآم يعزون رآئف وفآهد أولاً بـ إعتبآرهم الأقرب من البآب ثنينهم ...

....: هــلآ ..
....: لآزم أدق إمية مره يآرآمـــز !!!!
....: مآدريت إنه إنت إللي دآق , جوآلي مآوقف إتصآلآت من أمس
....: البقآء لله يآخوك , عظم آلله أجركم
....: أجرنآ وأجرك يآنجـم .. شخبآرك ؟
....: مآعليك مني , إنت شخبآرك ! تونـي دآري صبآح اليوم من عُمـر إعذر قصوري
....: مآبه خلآف , قدر آلله ومآشآء فعـل , آلحمـدلله
....: زين أكلمك بعدين بدق آلحين على أحمد وأبوفيصـل
....: لحظه شوي أنآديهم لك الحين تكلمهـم
....: لآ مآعليـه أنآ بدق على أحمد ومنه بكلم أبو فيصل

بهآللحظه لمح رآمز من مكآنه المنزوي بـ الحديقه الخآرجيّه الملحقـه رآئف أخوه مقبل صوبه بعدمآ رآفق وآحد من الشيآب أصحآب مكآنه مرموقه على الأغلب إنه شريك لـ رآئف بـ أشغآله ولآ مآكآن تعنى ورآفقه بهآلظرف !
....: لحظـه نجـم , قدآمي رآئف
....: طيب عطنـي أكلمـه ..............


/
/


بـ مجلس الحريم .. كآن الوضع أهدأ ..
قليل الإزدحآم , عدد محدود من المعزيّآت بعبآءآتهم سودآء اللون ..
صوت الشيخ الشجيّ الهآدئ بـ تلآوآت قُرآنيه يصدح بِـ علوّ خآشـع كآسر سكون الحُزن ..

على نوآحي متفرقـه من المجلس الفسيـح .. يتصدره – أم طلآل – إللي غآبت عن حضور أول أيآم عزآء ولدهآ بسبب رقودهآ في فرآشهآ لمدة يوم كآمل مآقوت فيـه على الوقوف , الكلآم .. أو حتى الرؤيـه ..

بجآنبهآ الأيمن سِلفتهآ – أم فآهـد - .. والأيسـر أختهآ – أم عُمـر -
على مسآفه قريبه كآنت نسمه الذآبلـه ممتده نظرآتهآ الحزينه بعيون دميعه منكسره إلى الفرآغ بلآ هدف تستقر عليـه , بجآنبهآ حوريّه إللي إحتضنت يدّ نسمه بين يديهآ ..
مقآبلهم مرآم وبجآنبهآ وردهـ .. غآبت عن الحضور شـروق بسبب رقدتهآ في فرآشهآ من بعد ولآدتهآ محمله نفسهآ فوق طآقتهآ من الظنون الخبيثـه بكون هآلبنت وقرب ولآدتهآ نذير شؤم على البيت بـ أكملـه .. خُلقـت ليـن بـ نفس آللحظـه إللي فيهآ صعدت روح سيـف ..
غيآبهآ مآمنع من حضور كلتآ أختيهآ وأمهآ ...
دآرين , تغريـد ... أم وآئـل , وبـجآنبهآ زوجة إبنهآ وآئـل .............. ميسـم !

على بآب المجلـس , حضور رُبآعي مُلفـت إرتفعت له الأنظآر لذيك المتقدمه بـ خطوآتهآ المُتأنيه رآفعه الغطآ عن وجههآ كآشفه عن شخصيتهآ إللي توسعت بسببهآ عيون وحده من الجآلسآت بـ تفآجئ مآسرع مآتدآركت نفسهآ خآفضه بصرهآ في حرج مشدده من مسكتهآ القآبضه على ركبتيهآ بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك ..

الإرتبآك إللي مآخفي عن الجآلسه جمبهآ لتسألهآ بـ همس: تغريد شفيــك !
إلتفتت يمينهآ بسرعه خآطفه من وقع سؤآلهآ لثوآني ثبتت عيونهم ببعضهآ متشآبكه نظرآتهم .. ميسم المستفهمه وتغريد المتوتره !
بحده أعرضت عنهآ تغريد تنآظر ذيك إللي مرت من قدآمهآ وإللي مآكآنت إلآ حمآتهـآ ! يتبعهآ بنتيهآ .. سآلي بـ قآمتهآ الطويلـه , والأقصـر منهآ أصآلـه , مقبلين صوب أم طلآل المرهقـه بدنياً مُدمره نفسياً قآصدين تعزيتهآ ...
الرآبعـه بوجههآ المتجهـم كآنت نآهـد موجهه أولى نظرآتهآ المتعمده أولاً لـ مرآم ثم لذيك الجآلسه جمبهآ مطأطأة الرأس في حُـزن .......... وردهـ !

نظرة الحقد الحآده إللي توجهت لآشعورياً من نآهـد لـ وردهـ مآخفت أبداً عن مرآم إللي قدرت تلآحظهآ بسهولـه وكأن نآهـد متقصـده هآلشيّ ومآعندهآ من الأسبآب الشيّ إللي يمنع إظهآر مقتهآ وكُرههآ بآلشكـل العلنـي الصريح الوآضـح , مجهـول السبب !
أعقدت مرآم حآجبيهآ مقوسه فمهآ بـ إستغرآب تنآظر ذيك إلي على يمينهآ خفيضة الرأس غآب عنهآ رمق نآهد لهآ بهآلحده والجفآء سآئله نفسهآ بقلبهآ " خير آللهم .... وش إللي بين نآهـد ووردهـ !!! "
قالتها بتخوّف مطبقه فمهآ بـ أسـى بعدمآ لآحظت كل فينه حركة ورده السريعه من يدهآ لوجههآ تمسح المتمرد من دموع عيونهآ , هآلموقف سبب أدعى لفتح جرآحآتهآ النفسيّه , مآ أمدآهآ تهدى وتندمـل .. وفآة أمهآ مآكتمل عليهآ الـ خمسة أشهـر وقدآمهآ الموقف ينعآد ...

نفس الحلقه النسآئيـه كآسيهـم سوآد عبآءآتهم , صوت الشيـخ بتلآوه قرآنيـه .. تمتمآت المعزيّآت ودعوآتهم بـ الرحمه والمغفره ..
من خمسة أشهر وأقل كآنت بنفس موقف خآلتهآ – أم طلآل - , نفس الإنهيآر البدنـي , رخوهآ وعدم قدرتهآ حتى على مدّ يمينهآ لمصآفحة المعزيّآت ..
دموع منهآله في صمـت , وبلآ توقـف

مآلت برآسهآ يسره للي أجفلتهآ من التفكير بوردهـ وإللي تحسّه يوم جلست جمبهآ ضآمه لحجرهآ أطرآف عبآءتهآ إللي إنسدلت عن رآسهآ مستقره على كتفيهآ بصرهآ موقع قدميهآ في صمت وسكـون ..
وكأنهآ تذكرت , همست بـ لهفه: وشلونـه آلحين علـي !!! سآمحيني يآنآهد مآقدرت أجيك , تدرين بنفس اليوم إللي رديت فيه من عندك صآر إللي صآر .. ولآده ومــوت بنفس اللحظـه
نآهد: مآبه خلآف يآم فيصـل عآذرتك , آلله يكون بآلعون ..

....: شخبآره علي طيب ؟ شللي صآر عليه !
....: آلحمدلله على كلّ حآل , آقولك بعدين .. بس أنآ الحين مقدر أطول أكثر لآزم أردّ المستشفـى , مآحد مع علي إلآ صيته أختي وأبوي ..
تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ موآسآه: مآعليه روحـي .. آلله يريح فكرك ويطمن قلبك على ولدك


بـ همس مآيسمعه غير ثنينآتهم: لآزم تجينـي ونتكلـم
إلتفتت لهآ جآمدة الملمح لتكمل هي: لآزم تجيني يآتغريـد ..... أبي أتكلم معـك
بلحظه لمعت عيونهآ ممتلئه بدموع حبيسه وعيونهآ على الثلآثي إللي مآنرفعت عيونهم عنهآ من أول دخولهآ ... أم زوجهآ مآلك وخوآته الثنتيـن !

....: وانا بعد محتآجه أتكلم معك يآميسم
شددت من قبضتهآ على وركهآ قآصده تهدئتهآ: تعآلي البيت عندي وبنتكلـم
....: لآتزعلين من وآئل ... كآن مُجبـر , أنآ بعد مآكنت أدري ... أربعه وعشرين سنـه بنفس البيت معهم ومآ أدري
ميسم: ...............
تغريد: صدقيني يآميسم وآئل مآله ذمـب


/
/


مغربيّـة اليوم التآلـي ..
غطت سِن الإبره بغطآهآ البلآستيكي الشفآف بعدمآ جهزتهآ رآده بـ أسى وقلة حيله على لومهآ لهآ: وش بيدي إللي أسويّه يمّـه !

....: كآن بوقتهآ دقيتـي على سنـد وهو يعرف شلون يتصرف
....: يمّـه ذولي عمآنهآ وجدآنهآ , مآلي أي حق أمنع البنت عنهـم
....: مآحد قآلك تمنعينهآ عنهم بس سند وش إللي قآله ؟ وش إللي وصآك فيه ؟ قآل بيآت لهآلبنت برآ البيت مآفيـه لو إنه بيت جدآنهآ .. آلله يستر آلحين وآلله كآفينآ مآنب نآقصين
أطلقت زفره محبطه مرخيه كتفيهآ وبصرهآ مخفض لقآعدة السرير: تهقين وش بيسوي !
قوست فمهآ مآتدري مجآوبته بـ بهوت: سند له حسآبآت ثآنيه غير حسآبآتنآ , وآلغريب إنه إهو الصـحّ .. آآآآآآخ يآربي إنتم كلكم بتذبحونـي مآعآد فيني أتحمل تعبت وآلله

نآظرتهآ بـ إهتمآم في لحظتهآ وكأنهآ تذكرت: قومـي يمّـه جهزت الإبره ..
على كلمتهآ دخلت الثآنيه زآفره نفس مسموع بـ تململ: قلبي نآغزني من شيّ ممكن يصير اليوم
شدت فمهآ المطبق بـ حنق فآكه غطآ الإبره: سآلي وللي يعآفيك مب نآقصه
جلست على طرف السرير لأمهآ: إنتي إللي مآتفكرين ! مدري وش هآلضعف إللي يجيك بس من طآري أهل زوجك , خير إن شآلله ! وإن يبون البنت ! كآن قلتي نآيمه ولآ بمشوآر مع أحد من خوآلهآ ولآ أي عـذر
وقفت أمهآ عن السرير رآفعه جلآبيتهآ إستعدآداً لأخذ حقنة العضـل خآصتهآ بيد أصآله بنتهآ: هذآ إللي توني أتكلم فيـه

قلبت عيونهآ بـ تكشره مشمئزه: صدق مدري شللي يحسون فيه هآلعآلم , مآسألوآ وينهي البنت من أسآبيع حتى لو بآلتليفون , آلحين توهم وتذكروآ ! وإنتي مآشآلله قآلوآ لك جيبي البنت سلمتيهآ
وقفت ورآ أمهآ حآنيه ظهرهآ معطيتهآ حقنتهآ إللي تمرست بـ كيفية تجهيزهآ وحقنهآ بسبب بنتهآ الصغيره إللي إشتد تعبهآ من بعد الولآده إلى وقتها الحآضر وكآن لزم إعطآهآ حقن علآجيه إلآ إن الصغيره أبداً مآسمحت بهآلشيّ إلآ يوم صآر من أمهآ , وبـ يــدّ أمهآ ..

....: سآلي تكفين , عندك كلمه عدله قوليهآ ولآ سكتي
قلبت عيونهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض: هي كذآ دآيم كلمة آلحق تزعل
مسحت على بشرة أمهآ بعدمآ أخرجت الإبره هآمسه: بـ الشِفـآ يمّـه إن شآلله
أنزلت ملآبسهآ مغمضه عيونهآ برآحه: يآزينهآ يدك , أبدّ مآ أحس بـ الإبره , وينك من زمآن عنـي
لآ شعورياً أطلقت سآلي ضحكتهآ المفآجئه متمتمه بكلمآت غير مفهومه من بين ضحكهآ: تذكـ ... هههههه تذكرون مآلـ .. هههههه مآلـك

وكأنهم ثنينآتهم قد فهموآ قصدهآ إنتفض صدر أصآله بضحكه مكتومه مطبقه فيهآ فمهآ وهي تكسر سِـن الإبره رآميتهآ بـ السله: هههههه آلله يخزي إبليسك وش ذكرك
....: هههههه تذكرته من طآري الإبره وشوفتهآ , تذكرين يوم جآه الفآيرس مع طولـه ولآزم يآخذ الإبره عشآن يحدون من إنتشآره بجسمه هههههه
....: هههههه قآم يبكي ويصيح

سآلي: لآوبعد ركـض من غرفته يبي يشرد ومآيآخذهآ , قآلك متعقد من الإبر ويخآف
أصآله: أبوك مسكه عند البآب وكتفـه مثل الذبيحه وإنتي كشفتي بنطلونه
سآلي: هههههه وإنتي مآتوصيتي غرزتي الإبره بـ لحمه وهو مغير يصيح تعقد بزيآده
أصآله: سشوي بغيت أخلص بسرعه قبل يفك ويهرب
....: خلآص إنتي ويآهآ فتحتوآ السيره ولآ عآد وقفتوآ

نآظرتهآ أصآله بتفآجئ وعدم فهم لعصبيتهآ لتسألهآ سآلي بـ إستغرآب: شفيـك يمّـه !!
أسندت ظهرهآ للسرير بعدمآ مددت عليه مآسكه جآنبي رآسهآ إللي أخفضته لحجرهآ: يآقلبي عليـه شآرد من البيت ضآيق صدره ومختنق وإنتم هني تضحكون عليـه

أطبقت أصآله فمهآ بـ أسف خآفضه رآسهآ للأرض في حين أعقبت سآلي بهدوء متحسسه سآق أمهآ اليسرى: خير يمّـه لآتشيلين همّ , يعننك مآتـدرين عن ولدك وفعآيله ! كنه أول مره يشرد يعنـي ! تلقينه الحين مأجر شقـه وش كبرهآ , يسمع الأغآني ويآكل المشوي وإنتي هني محتره ..
....: لآآآ , هآلمره لآ .. كم له تآركنآ !! يومين زود ويتم الإسبوع , قلبي نآغزني حآسه إنه مآهوب بخير .. وكله من ذيك الإبليسـه حسبي آلله عليهآ قهرت وليدي

طيرت أصآله عيونهآ مطبقه فمهآ بـ ضيق: يمـه حرآم عليك لآتتحسبين عليهآ , هي زوجة ولدك
....: تخسى تكون زوجتـه بعد إللي قآلته , تبي الطلآق أجل , بآللي يآخذهآ ولآ يردهآ .. ولآ حنّآ بعد نبيهآ
أصآله: بس ولدك مآلك يبيهآ
....: أنآ دآريه عن ولدي عدل , يبي الشيّ ويتعلق فيه يومين وينسآه مآهيب جديده
آثرت سآلي الصمت مطبقه فمهآ بـ أسف في حين أعقبت أصآله بعدمآ أطلقت زفره مهمومه: يمـه هذي إنسآنـه .. تعآمل معهآ وعآشرهآ وحبهآ بعـد .. مآهيب سيآره من سيآرآته إللي يتعلق فيهآ يومين وعآدي عنده يغيرهآ

نآظرتهم بـ حِده آمرتهم بـ جفآء: طلعـوآ برآ ثنينآتكم .. مآبي أشوف أحـد .. بــرآآ
....: يمّـــ ...............
قآطعتهآ بـ حزم ممدده كآمل جسدهآ على السرير مغطيه نفسهآ بـ الشرشف الستآني الخفيف الخآص بـ أصآله لأنهآ بغرفتهآ: خــلآآآآص , أبي أرتآح خلونـي ..

وقفت سآلي عن السرير بـ إستسلآم في حين تمت أصآله تلقط ملآبس بنتهآ من الأرض حآذفتهم على الصوفآ المنجده بـ ستآن تركوآزي آللون بحآل غرفتهآ متعددة الألوآن الهآدئـه إللي غلب عليهآ الطآبع الترآبي بـ ألوآن البني الدآكن , والفآتح , والبيـج .. بـ تدآخل شآذ لـ اللون التركوآزي ...

أقفلت البآب من بعد خروجهم ثنينآتهم موقفه قبآل البآب الخآص بـ غرفة سآلي والمجآور لغرفتهآ إللي توهآ وطلعت منهآ: شفتــي شـقآلـت أمـك !

لوت سآلي شفتيهآ المطبقه بـ تفكير: الصرآحه معهآ حـق .. إنتي كـ أمّ ترضين أحد يذل عيآلك ! هذآ وهو مآلك .. وإنتي تدرين مآلك بآلذآت وش غلآته عند أمـي ..

فركت جبينهآ بوجه متجهم من إحسآس ألم الصدآع إللي بآغت رآسهآ فجأه لتوقف بمنتصف الطآبق اللي همّ فيه: أحس نفسي دآيخـه , ولآزم أكتب المقآله بعد وأرسلهآ آخر ميعآد بكره , وش هآلعنـآ ..


....: سآلــي إنزلـــي
إلتفتوآ ثنينآتـهم لمصدر الصوت إللي فآجئهم بـ هدوء بعدمآ رقى آخر درجه من السلآلم لتعقد هي خصوصاً حآجبيهآ بـ إستفهآم: ليــش !

....: سهــل تحت بـ المجلــس منتظــرك
توسعت عيونهآ بـ تفآجئ سآئلته بعدم تصديق: رد معـك من الشركـه !!
فكّ أول زريّن من أزرآر قميصه الأبيض بـ تعب وهو على وشك أن يتخطآهم دآخل غرفته: وش هآلأسئلـه وهو كل يوم رآد معي من الشركه ومن نفس الطريق , هذآه بيتـه قدآم بيتك

بلعت ريقهآ مصدره صوت خآفت مسموع مكوره قبضتهآ اليمنى البآرده بـ إرتيآب وتشكك مآتدري سببه ليجفلهآ صوت أصآله الجآهر بسرعه قآصده تلحق عليه: لحظــــه سنــد
إلتفت لهآ بوجه مرهق مُتجهم لتقترب هي تجآهه خآفضه بصرهآ في حرج هآمسه بـ تخوّف من رد فعله: أبي أعلمك شيّ
شدت سآلي شفتهآ السفلى سآحبه نفسهآ من المكآن بـ خطوآت سريعه وكأنهآ درت عن قصد أصآله وإللي تبيه رآفعه شيلتهآ الخفيفه عن كتوفه مثبتتهآ فوق رآسهآ نزولاً لمقآبلـة ذآك المنتظــر !

على بآب غرفته , مرر عيونه الفآحصـه لشكلهآ الغريب قدآمه , خآفضه رآسهآ , بصرهآ موقع قدميهآ , شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ , المظهر إللي أوحى له بآلشيّ الغير مُبشّـر إطلآقاً ... الشيّ إللي على الأغلب إنه إعتآده بهآلبيت , مآيمديـه يهدآ بآله ليوم وآحد إلآ وينقلب كيآنه بسآلفه جديده مآيدري من وين تطـلع له .. وشكلهآ هآلمره السآلفه عند أصآله ..

إرتفع حآجبه الأيمن سآئلهآ بـ حنق: خيـــر !
....: إوعدني أول مآتعصب
شهق نفس مسموع يستمد منه السكينه والثبآت: بـ الأول أو بـ الأخير كذآ كذآ بعرف وش السآلفه , فـ قولي الحين ولآ تمآطلين
....: عمّ فدوى اليوم جآ وأخذهآ وقآل إنهآ بتبيت عندهـم
ضيق عيونه بـ نظره إستنكآريـه حـآده سآئلهآ وكأنهآ مآفهم أو مآسمع: نعــــــم !!!!!!!



/
/

/
/



بـ خِفيّه قطعت آلممر الرخآمي الأوسط من الطآبق الثآلث على أطرآفهآ وعيونهآ ورآهآ ترقباً لـ وجود أحد لحد مآوصلت للبآب بآلعه ريقهآ بـ توتر قطعته بطرقهآ الهآدئ للبآب الخشبـي ومآسرع مآنفتح البآب وكأن الطرف الثآني كآن بـ الإنتظآر: كآن قعـدت شـــــــــوي بعــــد ..........!

إتسعت عيونهآ أقصآهآ بتفآجئ من شخصية الوآقف قدآمهآ وإنه مو آلشخص المقصود أبداً , أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً تلتهآ بـ إبتسآمه حرجه: أوهــ .. حــور !

....: كنتي مستنيّـه حـدّ !
أشرت لهآ بيدهآ تدخل جنآحهآ سآبقتهآ هي: تعآلي آدخلـي ..
لحقتهآ منقله عيونهآ لأركآن الصآله وكل أثآثهآ .. كلآسيكيّـه متكلفـه بـ الفخآمـه .. إلآ إن ألوآنهآ الخليط من الأحمر الغزآلي والذهبـي تظـل مُريحه أكثر من سوآد غرفتهآ هيّ بكل أثآثهآ ومفروشآتهآ: الأوضه بتآعتك حلـوه أوي
إلتفتت لهآ بـ إبتسآمه هآدئه: ظنتي أول مره تدخلين جنآحي

....: أهـآآ
جلست على كنبة الصآلون الملكـي لهآ , خشبـه مدهون بـ طلآء ذهبـي , منقجد بـ قطيفـه حمرآء لآمعه , أشرت لهآ تجلس جمبهآ مُردفه بـ اعتذآر: معلش صحت عليك , حسبتـك رآمز
جلست جمبهآ عآقده حآجبيهآ بعدم فهم , شدعوى منتظره رآمز وليش من الأسآس بيجيهآ رآمز: ليـه خيـر ؟
جت بتجآوبهآ إلآ وصدح بـ المكآن صوت طفل صغير بـ صرآخ مزمجـر لترخي هي كتوفهآ بـ يأس مغمضه عيونهآ بـ همّ: رحمتـــــك يآربــي

مطت رقبتهآ مصوبه نظرهآ تجآه مصدر الصوت من الغرفه الدآخليه: دآ فِـرآس إللي بيعيـط !
أسندت جبينهآ لرآحتهآ اليمنى مجآوبتهآ بـ شكوى مُرهقه: ذآ الولد خلآص بيذبحنــي
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ليه بس دآ عسول خآلص
نآظرتهآ بـ أسى مطبقه فمهآ: وآلله مآ العسول إلآ إنتي .. نصيحـــه .... لآتفكرين تجيبيـن عيآل بذآ الوقت أبــدّ

....: يــــآآآآمـــــــــذذذ ... يآآآآآآآآآمـــــــــــذذذذ عـآآآآآآآآآ
شدت على صدغيهآ سآحبتهآ لأسفل وكأنهآ تلطم من شآفت إبنهآ مقترب صوبهم وخدوده المنتفخه مغرقه بآلدموع , شــحّ صوته من الصيآح والبكآ ولآ وقف مغير على لسآنه , يآمذ يآمذ !
سألـتهآ بعدم فهم وهي توقف متوجهه صوبه: هو عآوز إيــه !

قآلـهآ وهي ترفعه عن الأرض إلآ إنه فلت من يدهآ وبغى يطيح بسبب ترفيسه بـ الهوآ رآفض حملهآ هي له لولآ تدآركهآ له وتشديدهآ من إحتضآنه: يآمـز إيه دآ مش فآهمـــه .. – صآحت فيه بنفآذ صبر – بــــــــس يآآولآآآآ

....: ههههه وش يـآ ولآ هذي
حور: ههههه يعني يآولـد , هو مآلو بقـد , إلحئـي إبنك , الولآ هيموت نفسـه من العيـآط
....: عجزت معـه , خليـه
علت نبرتهآ بصيآح لأجل تسمعهآ مرآم وهي تنزله بـ الأرض بعدمآ عجزت إنهآ تهدي من نوبة بكآه الحآده تآركته نآيم على ظهره يرفس بـ الأرض: إزآي بئـآ !!
....: كل يوم على هآلحآل , مآيسكت لين يعوره رآسه من البكآ هم ينآم
....: هو عآوز رآمـز ؟
....: حسبي آلله على رآمز مخرب لي العيآل , سوآ فيصل أو ذآ
ردت جآلسه جمبهآ وبوجهه إبتسآمه بآهته بعدم فهم: ليـه !

....: مدري عنه مخبـل فيهـم .. فيصل معتبره مثله الأعلى وقدوته بـ الحيآه وكل يوم هوآش وطقآق مع أبوه , تدرين طلآل مآيدآني أخوه رآمز ههههه
....: ههههه أهو ربنآ بيعآقبـه , أولآده الإتنين عآوزين عمهـم رآمز وبيحبوه
أطلقت تنهيده مهمومه: آآآآآخ آلشكوى لله .. وذآ أول كلمه تعلمهآ هي رآمز , نآشب لنآ صيآح وبكآ مآيسكت إلآ مع رآمز صجنـي حسبي آلله ع العدو

....: يآآآه متعلئيـن أوي كدآ بـ رآمز !
....: وأكثـر
حور: وإنتي كنتي مستنيّه رآمز دلوئتـي !
....: شسـوي عورنـي رآسي .. عيآ يسكت معي أو مع الشغآلآت أو حتى مع أخوه فيصل , مثل مآتسمعين مآيبي إلآ رآمز , دآقه على الأستآذ رآمز من سآعه وهو مطنـش
حور: معلش منتي عآرفه الأيآم دي همآ مشغولين إزآي ...
أطلقت زفره مهمومه وعيونهآ بـ الأرض متحسسه دبلتهآ الذهبيه بـ بنصرهآ الأيسر: آلله يرحــم أموآتنــآ ...

قآلتهآ ومآسرع مآرفعت رآسهآ ملتفته لهآ بـ إهتمآم: صحيـح حور شبغيتـي ! خذتنآ السوآلف عن ذآ إللي صآجنـآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه خجلـه , متوتـره مآسرع مآختفت مبتلعه ريقهآ أولاً إستعدآداً للكلآم إللي توهآ بتنطقه إلآ وقطعـه صوت الطرق القوي للبآب ليلتفتوآ ثنينآتهم صوبهم وبسرعه وقفت مرآم معدله حجآبهآ الأسود: أكيد رآمـز .. لحظـه حـور
شآلت ولدهآ عن الأرض إللي بعده على وضعه يبكـي ويصيح صيآح مشحوح النبره بدون صـوت: خلآص إسكـــت هذآ رآمز

....: يآآآمــــــــذذ
سحبت على وجنتيه المبلله مآسحه له دموعه: إيه يــآآمز عسآك تنطـم الحين
فتحت البآب بعيون مستشآطه غضباً مطبقه فمهآ بـ القوه كآبته عصبيتهآ ليجيهآ صوته البآرد: وأنآ مآعندي شغله غير ولدك ذآ !

حذفت عليه إبنهآ فرآس إللي أول مآشآف رآمز تهلل وجهه مبتهج لآمعه عيونه بسعآده فآرد ذرآعيه القصيرين يبي رآمز يحملـه .. جآوبته بـ عصبيّه: تحمـل نتيجة سوآيآك .. إنت إللي علقته فيـك
تنآوله منهآ ينآظره بـ حنق: يآشين النشبـه

مآكآن رد فعل فرآس إلآ قبله طفوليّه بريئـه لخدّ رآمز الأيسر مختلطـه بـ لعآب سآئـل ليبتعد عنه رآمز بـ إمتعآض مآسح وجهه: وش بوسة العجز هذي , وع غرقت وجهي
....: هههههه لآتجيبـه , خله ينآم عندك اليوم
بقق عيونه بدهشه أفصح عنهآ جهراً: إيــــــــــش !!
....: لآتخآف , برسل له الشغآله تبدل حفآظـه

قآلتهآ ثم قفلت البآب بوجهه تآركته على عتبة جنآحهآ ينآظرابنها بـ قهر مطبق فمه بآلقوه: وإنت يآلبزر توك تلبس حفــآظ !!
مآجآوبه فرآس إلآ بـ إبتسآمه عريضه كشفت عن أسنآنه اللبنيـه مكعبة الشكل الصغيره بصيآح مبتهـج وهو يصفق يدينه نآفض نفسه بـ إبتهآج: يـــآآمــــــــذذذذ
شدد رآمز من إحتضآنه له لآيطيح من يديه وهو يرفس بسعآده مقفي عن البآب متوجه لبآبه هو: إيه يآمــز يآمآل الــــ .......


بـ الجنـآح ..

سيحت جسمهآ على الكنبه مغمضه عيونهآ مطلقه تنهيدة رآحه عميقه: آآآآآآهــ يآلعنــــــآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ربنـآ يخليهولـك
بسرعه إعتدلت مرآم رآفعه بوجه حور سبآبتهآ تنبيهاً: إسمعي يآبنت , يآويلك تفكرين الحين بـ الخلفـه , إستآنسي أول قبل تنغبنيـن
على طآري الخلفه , إنقبضت أحشآئهآ خآفضه بصرهآ في حرج لتسألهآ مرآم بـ إرتيآب متخوّف: شفيــــك !

رفعت من تحت وركهآ الأيمن آلشيّ أبيض آللون شبيه القلم مآدته لـ مرآم على إستحيآء وبآقي رآسهآ مُخفض في خجل ..
الشيّ إللي تنآولته منهآ مرآم بعقدة حآجبين مستفهمه عن طبيعته ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ سآئلتهآ بعيونهآ آلشيّ إللي مآ أفصحت عنه لتجاوبها في بسرعه: أنآ شآكـــــه .... بس مش عآرفه أتأكد إزآي

مسكت مرآم رآسهآ مغمضه عيونهآ بتنهيده مُرهقه: آآآآهـ , تونـي أنبهك
أطبقت فمهآ بـ أسف إن مآبليد حيله: غصـب عنـي وآللهــي
....: طيب وإنتي شلون شآكـه !
....: إستفرغت كزآ مره , وحآسه إني أرفآنـه من الأوضه بتآعتي كلهآ , ريحـة السقآير بتآعت رآئف بتـئلـب معدتي ودي حآقه أول مره أحسهآ .. وكمآن دآيخـه دآيماً

تحسست ذرآعهآ الأيمن مبتسمه على برآءتهآ وهي تتكلم وتوصف حآلتهآ في خجل خآفضه بصرهآ متلعثمه: خلآص يآقلبي ولآ يهمك الحين نتأكد
لحقتهآ بسرعه ووآضح الإرتبآك بـ حركتهآ المشتته: آآآآ .. أنآآ أنآ معرفتش أعمل إيه أو أقول لميـن .. حتى إتكسفت أتصل بـ مآمآ وأسألهآ , ونسمه أكيد زيي متعرفش حآقه روحت بآعته الشغآله تقيب إختبآر الحمل دآ بس مش عآرفه أعمل بيه إيه !!!

إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عريضه قبل تهز رآسهآ إيجآباً قآصده طمأنتهآ مُردفه بعدمآ وقفت ممسكه بيدهآ موقفتهآ معهآ: خلص ولآ يهمك .. تعآلي معي دآخل وأنآ أعلمك شلون نتأكد ............


/
/



توقيت متـوآزي ..

دخلـت بعجلـه وعيونهآ نآطقـه دهشه وعجـب: سهـــــــــل !
أقفلت البآب من ورآهآ بآللحظـه إللي انسدلت طرحتهآ عن شعرهآ مستقرهآ على كتفيهآ: ليـش مآعلمتنـي إنك بتجـي !

إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده وعيونه على البآب إللي قفلته من ورآهآ بكآمـل إرآدتهآ !
آلشيّ إللي مآقد صآر أبـدّ , يتذكر إنهآ مره أقفلت البآب وردت فآتحته لآخره بعدمآ إستوعبـت .. ردّ الفعل إللي مآغفل هو عنـه وتفهمـه بحسن نيّـه ..

قآعد يشوف سآلـي ثآنيـه مُختلفـه تمآم الإختلآف .. أخفض بصره لحجره حآك بطرف سبآبته اليمنى جآنب خشمـه بـ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآختفت " وآلله وصآرت الكـره بملعبـك يآسهيـل ..... "
جلست جمبه على كنبـة المجلس الإسفنجيّه المرتفعه عن الأرض: من أول أدق عليك ليش مآتـرد !
نآظرهآ لحظآت ببرود قبل يهمس بلعآنه في خآطره " هيّـــن يآبنـت المُرشــد .... "

....: كنت مشغـول شوّي
....: من خمس أيآم وإنت مشغــول !!
بآلحيل كآتم ضحكـه , يحس نفس الموقف ينعآد لكن بآلوضع العكسـي , وينهآ يوم إنه يقعد أيآم يتحرى إستجآبتهآ على إتصآلآتـه .. مآكآن مبررهآ إلآ تآفـه وسخيـف ... مآكآن عذرهآ إلآ إنهآ مشغولـه !

....: ثلآث أيآم عزآء ولـد عمـي ..
أعقبت بنفآذ صبر طلع صوتهآ حآد جآف: فهمنآ هآلثلآث أيآم , وأمـس .. واليـوم .. هـآآه
مسح على وجهه بـ تململ , ليش الحين بس يحس إنه نـدم , بتبدآ معه وين كنـت وويـن صـرت ! هذي هي سآلي الحقيقيه .............أنثى كبقيّة الإنآث !

....: أخوك ضآغطنـي شغـل عن الثلآث أيآم إللي تغيبت فيهـم
أخفضت بصرهآ لآويه فمهآ المشدود بـ حنق ليجيهآ صوته هآدئ مُثير بعدمآ أحست بسآعده الأيمن فوق المتك الإسفنجي الفآصل بينهـم يلآمس سآعدهآ الأيسر , الملآمسه الطفيفه السطحيّه من فوق أكمآم ملآبسهـم: وإنتي شخبـآرك !!

إنشد عرق برقبتهآ حست إن عنقهآ تصلب بآلعه ريقهآ رآمقته بنظره صقريّه حآده معلقه عيونهآ المرتآعه وكأنها مُهدده بعيونه المستمتعه ليجيهآ بآقي كلآمه بـ همس خآفت: نظرآتك يآبنت ذبّآحـه
إنفغر فمها الفتحه القصيره إللي سحبت معهآ كومـه هوآئيـه على إثرهآ إرتد ظهرهآ مسآفه مبتعده عنه تنآظر بـ الأرض سآحبه على شعرهآ من مؤخر رآسهآ بحركه متوتره تتحآشآه بنظرآتهآ الشيّ إللي مآدآم كثير لأن يمنآه إمتدت وأمسكت معصمهآ الأيسر منزل يدهآ إللي تسحب على شعرهآ: خلآص وقفــي
نآظرته بـ ترقبّ موسعه عيونهآ بنظره حآده ليكمل هو: شفيـك متوتـره !!
بلعت ريقهآ قبل تجآوبه بتكآبر وإدعآء: أنـآآ !! وش بيوترنـي يعنـي !

قوس شفتيه المطبقه مآيدري في حين أكملت هي بـ إبتسآمه قصيره: بس إتفآجئت بجيتك مع سنـد ..
....: أنآ جآي عشآنـك إنتـي
....: أحسك اليوم رآيق
....: أنآ دوم رآيق
....: وآلله ! مآلآحظـت
....: وإشمعنى اليوم لآحظتـي ؟
ضآعف سؤآله توترهآ أكثر , حست نفسها إنحشرت بـ الزآويه .. هي فعلاً مآتـدري ليش هآلفتره بدت تلآحظ فيه كثير أشيآء كآنت غير مُلفته بآلنسبه لهآ قبلاً ...
سألت نفسهآ هل كآنت فعلاً موجوده فيـه , أو هي صفآت وموآصفآت جديده مُكتسبـه .... أكثر جآذبيـه ....... وإثآره !

....: مـدري , بس أحسك اليوم مروق بزيآده
مدد أطرآفه يتمغط: عـآدي يآقلبـي , حآس برآحـه
أعقدت حآجبيهآ خآفضه بصرهآ رآمقته بـ إرتيآب النظره الجآنبيه التحتيّه تحآكي نفسهآ بـ تعجب وإستغرآب " قلبـي !! هذآ شفيـه ! "
....: وإيش يعني سبب الرآحـه هذي !
إرتفعوآ حآجبيه سآئلهآ إدعآءاً للبلآهه: ليش إنتي مو حآسه برآحـه ؟
أعقدت حآجبيهآ سآئله بـ خفوت متشككه: ليـش يعنـي ؟

قوس شفتيه بلآ مبآلآه ثم أعرض عنهآ بوجهه موقف عن المجلس يتمغط من جديد مجآوبهآ بنبره متقطعـه بسبب تثآؤبـه: يعنــ ....... آآآآآآخخ ... يعنـي زوآجنآ إللي تأجـل , توقعت هآلشيّ بيونسك
أطبقت فمها مغتآظه رآده عليه بـ جفآء: لآء مآرح يونسنـي , أنآ خلآص كنت سستمت نفسي إني بكون معك بعد شهـر
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للتفآجئ: سستمتـي نفسـك !

رمقته بنظره تحتيّه متشككه , هل خآنهآ التعبير وأخطأت فيه , تدآركت نفسهآ بسرعه بآلعه ريقهآ أردفته بـ تلعثم وآضح إنهآ ترقع: ءآآآ أقصد , أقصـد إني , يعنـي ءآآآآ
رد جآلس مكآنهآ مقآطعهآ بـ إبتسآمه هآدئه مفتعله: خلآص ولآ يهمك , وإن سستمتـي نفسك يعني وش فيهآ ..
....: أحآول أختآر مصطلح ثآني منآسب أكثر

طير عيونه شآد فمه لليسآر بـ خيبة أمل , هذي بعمرهآ مآرح تتغير , تتعآمل معآه بـ رسميّة المصطلحآت اللغويّه ...
....: أهم شيّ إني تنآقشت مع سند بكلّ شيّ والتأجيل بيكون لشهرين زيآده غير هآلشهر , يعني كلهآ ثلآث أشهـر ...

أومأت رآسهآ بهزه خفيفه شآده فمها الطبق بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت بـ توتر في حين أمآل هو فمه يمنـه بـ حنق: مدري لمتى بنقعد نأجـل , أخآف إنهآ إشآرآت من ربي وأنآ معمي على قلبي
....: شلون يعني إشآرآت ؟
....: يعني مآلنآ نصيب ببعض يآبنت النآس , كل مآعقدنآ العزم ونوينآ صآر شيّ يمنـع .. شسآلفه بـ الضبط عجزت أفهم !
....: عآدي يآسهـل وإنت ليش مستعجـل
....: آللهُ أكبـــــــر .. سنـه ونهآيتهآ مستعجـل ! لو إني مو مستعجل أجل كم قعدنآ ؟
....: هههههه أكيد خير
....: طبعاً هذ هو إللي تبينـه إنتي يآدكتوره
لوت فمهآ إدعآءاً للإنزعآج: ومين قآل إن ذآ إهو إللي أبيه ؟
....: أكيد إنك مآتبين الشيّ الثآنـي
....: وشهو الشيّ الثآني !!!

فصخ عقآله والغتره مقحم أصآبعه بخصلآت شعره الفآحم يفرك فروته متثآءب: إنك تكونيــن معـــي
رفعت يمنآهآ لفمه المنفغر لآخره وهو يتثآءب تسده له مبتسمه: شكلك مُرهـــق
....: ميـــــــــت
....: ليش تقول إنه أكيد مآبي أكون معك ؟
فرك عيونه خآفض رآسه وهو كل مآله يتثآءب: ليش وإنتي تبين تكونين معـي يآدكتوره !
....: بطل تقول لي دكتوره
....: تبين تكونين معي يآبنـت المُرشــد !

وقفت معصبه ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض .. توهآ بتوليّه ظهرهآ إلآ وإرتدت خطوه خلفيّه فقدت فيهآ توآزنهآ يوم مسكهآ من معصمهآ الأيسر شآدهآ بقوّه لتطيـح جآلسه بـ حجره .. مآ أمدآهآ تستجمع قوآهآ وتوقف عنه إلآ وأطبق حصآر سآعديه على نصفهآ العلوي مكتفهآ جآبرهآ تتمّ على وضعهآ مُلصق ظهرهآ بصدره هآمس بـ أذنهآ اليمنى: تبين تكونيـن معـي يآسآلـــي

....: فكنـي يآسهـــل آلله يخليـك
....: هههههه تترجيـن بعـد !
....: سهـل تكفــى آلحين بيدخل سنـد أو مآلـك
....: وإن دخل سند أو مآلك شفيهآ , زوجتـي وأنآ حُـرّ التصرف
رصت على أسنآنهآ بآلقوّه: مو ببيتنـآ يآسهــــــل
....: أجل قومي معـي نروح بيتنـآ
....: ســـ ...... ــهـــــل !!

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بعدمآ إستشعر الوهـن بنبرتهآ المرتجفـه , لأول مره يحسّ بخوفهآ , إرتجآفآت طفيفه لكآمل جسدهآ إستشعرتهآ كآمل أعصآبه ..
إرتعآشهآ من الخوف أثآر بدآخله شيّ لأول مره يشهده .. شيّ غريب , عجـيب .. ومُثيـر ..
....: آششششش إهــدي
....: تكفى يآسهل فكنـي
....: ههههه أنآ من أول فكيتك

من وقع الجمله أخفضت رآسهآ ملتفته يمنه ويسره قآصده سآعديه المكتفين حركتهآ إلآ إنهآ تفآجئت بكونهآ حُره من أي قيـد ... وبـ إرآدتهآ هي إللي قآعده بـ حجر ثوبـه ..
بقت عيونهآ لين بغت تطلع من مكآنهآ مخبيه وجههآ بكفيهآ عآضه على شفتهآ السفلى بأقصى قوّه صآبتهآ بـ التألـم , صوت دآخلي يأمرهآ بـ حثّ متوآلي .. " قومــي .. وقفـــي ... إبتعــدي .. بسرعـــه .. إلآ إن كآمل إرآدتهآ سآوت الصفر .. تحسّ بـ إرتعآش ركبتيهآ .. والخدر بـ أطرآفهآ وكأنهآ – مُنملّـه –

همست بـ وهن ظهر معه صوتهآ مُرتجف منذر عن ضعف وبكآء: مآنيب قآآدره أوقـــف يآسهيــل
ردّ مطوقهآ بسآعديه جآذبهآ لصدره بـ همس عذب رقيق دآعب طبلتيهآ: أجل خليك يآقلب سهيـل
....: تكفى لآتسوّي شيّ , وربي مآنيب مآلكه نفسي مدري شفيني
همس لهآ بـ وشوشه خآفته قآصد طمأنتهآ وتهدئة روعهآ بعدمآ لمح البريق بعيونهآ المدمعه: آششششش خلص إهـدي .. مآبسوّي شيّ

....: سهيييـــ .. ـــيـل
....: وربي مآ أسوي شيّ , بس إنتي إهدي شويّ لين تتمآسكين
إستجآبت له في محآوله منهآ ترخي أعصآبهآ إلي تشنجت شآهقه أنفآسهآ العميقه من خشمهآ مطلقتهآ بـ هدوء من فمهآ .. بدت تحس بـ الرآحه تسرى بـ أجزآء من جسدهآ المشدود ومآسرع مآنشدوآ كتفيهآ مرتفعين , برزت عروق عنقها بـ تشنـج صآبهآ من أحست بـ دغدغه مثيره لفروة رأسهآ من المؤخرة .. التوتر إللي تضآعف وصل أقصآه من أحست بطرف خشمـه يلآمس قفآهآ ...

أحرق جلدهآ بـ أنفآسه المشتعله , طلع صوته مبحوح , مُعذبّ , مُنتشــي: ريحتـــــــــــك يآسآآلـــــي
توسلته بـ وهن يوقف مدآعبآت طرف خشمه الحآد لأول فقرآتهآ العنقيه: كآآفـي يآسهــــــــل
....: ريحتـك حلـوه يآبنــــت
مآ أحست إلآ بسآعديه ينسدلوآ بهدوء ورخوّ محررهآ من تكتيفه لهآ ..
يدين كمآ الحيّه بحركتهآ الملتويه المتأنيه زآحفـه فوق خصرهآ , أنآمل قآسيه من تحت ملآبسهآ إنغرزت بجلد بطنهآ: مآعآد فينـي وربــي

نطقت بـ وهن وهي تتلوى بحجره: حرآم عليك يآسهــــل
أحكم إنطبآق سآعديه على بطنهآ حدّ الإعتصآر بلآ وعي منه أو إدرآك إنهآ خطيبتـه البشريّـه مو .............. مخـدته الفآيبريّـه !
....: حرآم عليك إنتي يآسآلـــي

بـ إنهيآر تآم ... أعلنت إستسلآمهآ بعدمآ طآل تمنعهآ ورآء حصـن قويّ منيـع أصبح رفآت من وقع لمسآته المُثيره لكآمل نصفهآ العلوي ترآفق مع قبلآته الجآئعـه لجآنب عنقهآ الأيمن مصحوبه بـ عضآت طفيفـه غير موجعـه لدقآئق معدودهـ قبل مآينتفض جسدهآ صآلبه طولها وآقفه على قدميهآ تسحب على ملآبسهآ إللي إنعفست تحك وتفرك بعنقهآ بعدمآ ترآءى لهآ وجود آثآر , جهرت بصوت حآد , متوتر ومرتبـك: أيــــوآآآ .. مــ ... ميــــن

....: هههههه
خزته بـ توعـد حآقد وهو يضحك ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ إقتربت منه بلمحه خآطفه رآفعه غترته والعقآل حآذفتهم عليه بـ إرتبآك: بسرعـه .. بسرعـه عدل شكــ .. شكلــك ...
أخذهم منهآ وبآقي البسمه بوجهه من خوفهآ الوآضح وإرتبآكهآ البآلغ حدّه: ههههه خلآص طيب إهـدي بتفضحينآ
مسحت على شعرهآ الكآريه بآلقوّه قآصده ترتيبـه شآهقه نفس عميق قبل تفتح البآب بـ إبتسآمه قصيره مطبقه للتفآجئ بـ الشغآله قبآلهآ وبيدهآ صينيـة الضيآفه تمت لحظآت عيونهآ ثآبته ومعلقـه على صحن الحلآ وفنجآلين القهوه , كآسين شآي وترمسيـن لتجفلهآ الشغآله بـ نبرتهآ الهآدئه المستفهمه: Miss Sally !

إنتفضت كتوفهآ بـ جزع غير مُبرر مآسحه جبينهآ لتتفآجئ بآلشيّ الأبيض إللي كآن بيمينهآ وإللي مآكآن إلآ طآقيته !
بـ صدمـه كبيره توسعت عيونهآ شآده كتفيهآ للخلف معفطـه على الطآقيه بآلقوّه وبسرعه إستلمت منهآ الصينيه: خلآص روحـي ..
دفت البآب برجلهآ مقفلته من ورآهآ ليجيهآ صوته هآدئ مبتسم: أشوف عجبك الوضع من ورآ قفلـة البآب
أنزلت الصينيه بقهر على الطآوله الزجآجيّه الدورآنيه الصغيره فآرده ذرآعهآ الأيمن مأشره بسبآبتهآ تجآه البآب: إطلـع الحيــن بــرآ

سيّح جسمه ع الكنبه فآك أول زرين من أزرآر ثوبه مُردف بـ برود: أبآخذ ضيآفتي أول
حذفت عليه طآقيته بـ عصبيهّ مصلبه سبآبتهآ المؤشره للبآب: لآضيآفه ولآ غيره , الحين تفآرق , يـــلآ قــــــــم
رفع الطآقيه من حجره ضآحك: ههههه شفيك إنتي بسم آلله
وقفت قدآمه وشرر العصبيه يتطآق من عيونهآ الجآحظه رآصه على فكيّهآ تحآول تكبت جهوريّة نبرتهآ المغتآظه: فــــآرق الحيـــــن يآسهيــــــل
....: مآشبعت منك يآقلب سهيــل

شدت على فمهآ بآلسحب لـ أسفل وصولاً لذقنهآ بصبر نآفذ متخصره: صبــــرك يــــآرب
....: قهوينـي يلآ
....: سهل أنآ أبدّ مآ أمزح معـك , أبيك الحين تفآرق
تعلقت عيونه الخآليّه من أي معنى بـ نظرآتهآ البآرده بعيونهآ المستشآطه عصبيّه وغضب لحظآت صآمته لحد مآوقف أخيراً بـ هدوء رآفع غترته والعقآل متخطيهآ بـ تجآهل موليّهآ ظهره بـ خطوآت ثقيله متأنيّه آلشيّ إللي أثآر إستغرآبهآ لترفع حآجبهآ الأيمن إستنكآراً وعيونهآ بوسط ظهره الضيق ترآقب خطوآته بـ إتجآه البآب: سهـــــــل

....: ...............
....: شفيــك نآظرنـي
....: مو قلتي تبين أفآرق ؟
سكتت لحظآت بآلعه ريقهآ قبل تجآوبه بـ تلعثم: ءآآآ .. إيـه .. بــس .. شفيك يعني
....: شفينـي ؟
وقفت قبآله مطبقه فمهآ بـ قهر من إسلوبه البآرد معهآ , يحآكيهآ وهو موليّهآ ظهره: وليش مآتنآظرنـي !
أعرض عنهآ بوجهه مطبق فمه بتعبير إللي مآله رغبه في الكلآم , جآ بيخطي أول خطوآته إلآ وأوقفته بمسكهآ لمرفقه الأيسر: وقــف إنت شفيــك !
....: فكينـي أشوف , مآلي خلق أبي أفآرق

أعقدت حآجبيهآ أقصآهم , لآ إرآدياً ترقرقت عيونهآ بآلدموع , وصل إستنكآرهآ لنفسهآ أقصى مرآحله بـآلأيآم القليله المآضيه .. أقلّ كلمـه صآرت تثير حموّهآ مُفرزه دموعهآ , بدون بوآدر وبلآ حِسآب !
....: ضآيقك كلآمي ؟!
نفخ من فمه المضموم بصوت مسموع ونظره مصوب مبآشرة للبآب وهي على يسآره: مآهوب بآلشيّ الجديد ....... متعوّد
....: بس أنآ مآقصدت
....: ولآ يهمك

قآلهآ ببرود سآحق ثم تحرك لتوقفه هي بوقفتها قدآمه ظهرهآ للبآب: لحظـــــه وقــف
إرتفع حآجبه مطبق فمه بـ ضيق وآضح متعمد لتكمل هي طآلبته بـ توتر وعيونهآ بمنتصف صدره المكشوف: عــدل ................... شكلك
....: وش به شكلـي !!
أطبقت فمهآ بآلعه ريقهآ بصعوبه قبل تجآوبه بـ خجل: أزرآر ثوبـك .....
ألصق ذقنه لصدره ينآظر بـ أزرآره إللي قد فكهم معرض عنهآ بـ تململ: أنآ فكيتهم بـ كيفي عآدي
مسكت معصمه الأيمن الممتد لأكرة البآب مآنعته: سهـل تكفــى , مآرح يفهم صح إن شآفك كذآ
....: منو إن شآلله !
....: سنـد أو مآلـك
....: مآعلي فيهـم , وخري عن البآب خلّ أروح

هزت رآسهآ نفياً ليجيهآ أمره جآف صآرم بصبر نآفذ من بين أسنآنه: سآلــي ... آقولك ... وخري عن البآب
....: مو قبل تقفل أزرآرك وتعدل غترتك وعقآلك
مسح على وجهه زآفر نفس مسموع حآنق قبل يخفض بصره موقع قدميه للحظآت خآطفه رفع من بعدهآ نظره رآمقهآ آلنظره إللي مآ أثآرت لنفسهآ إلآ التوجس , على إثرهآ أخفضت هي بصرهآ للأرض في حرج ليردف هو بـ همس شآبه آلكثير من المكر: أجل سويهآ إنتي لأني مآرح أسويّهآ
رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ سآئلته ببلآهه: وش أسوي !!

رفع كتوفه مقوس فمه بلآ مبآلآه: قفلي لي الأزرآر وعدلي غترتي والعقآل
أغمضت عيونهآ مطلقه زفره ضايقه من خشمهآ الحآد المضموم: سهيل مآ أمزح
....: وأحد قآل إني أمزح ؟ وخري يلآ عن البآب
أطبقت فمهآ بآلقوّه منقهره سآحبه من يده الغتره والعقآل آمرته بـ جفآء قآصده الطآقيه: جيبهـــآ
بلآ اهتمام مد لها يده بـ الطآقيّه إللي إنتشلتهآ منه بآلقوه دآفستهآ على رآسه حآنيه عنقه آللحظه إللي تذمر هو فيهآ منعفس وجهه: شوي شوي بتنخلع رقبتـي

أدخلت بـ أصآبعهآ اليمنى المضمومه شعره من فوق جبينه تحت طآقيته , آلشيّ إللي خلآهآ تقطع آخر مسآفه قصيره فآصله بينهم موقفه على أطرآفهآ لأجل توصل طوله ومآيضطر هو يحني رآسه , تعلقت عيونه المأسوره لكآمل تفآصيل وجههآ حآد الملآمح الجذآبه بـ فِتنه بآلغـه حتى في أنقى طله لهآ بدون أي زينـه في حين كآنت نظرآتهآ هي مصوبه للشيّ إللي تشتغل فيهآ بـ إهتمآم تعدل له الغتره وآلعقآل من فوقهآ ليجيهآ صوته هآمس بنظره غآمضه يظهر فيهآ وكأنه مأخود من الوآقع بعدمآ أمسك كلآ معصميهآ قبل تبتعد عنه: بآقـي الأزرآر ...........

بتفآجئ إنخفض بصرهآ لصدره موسعه عيونهآ إللي مآسرع مآ أغمضتهم: آآآآخ يآربي ... قسم بآلله مآ أعدي هآلموقف كذآ عآدي يآسهل ... بس مو الحين
....: أي موقف !!

بآغتهآ بـ السؤآل الحرج عن عمد لتشتت هي أنظآرهآ يمنه ويسره في ارتباك محرجه أردفتهآ برفعة رآسهآ في ثقه مصطنعه ضآمه شقي ثوبه آلضيق من صدره: أسئلتك كلش مآلهآ دآعــي
طوّق خصرهآ بسآعديه جآبرهآ على الإلتصآق فيه: إنتي يآحقـة الإتصآل الجسدي المحظـور , حسآبك معي ثقيـل يآدكتوره .............. بس مو آلحين

....: فكنـــي
هز راسه نفياً بهدوء ومآسرع مآلمح آللمعه بعيونهآ لينعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: شفيك إنتي صآيره أم دميعـه , شللي غيرك
....: فكنـــي قلـــت
....: وإن مآفكيتك بتبكيـن !
....: فكنـي يآسهـــل

....: يآلخوآآآفــــه .. كل ذآ الجفآ من ورآ قلبك لأنك ضعيفه وخوآفه إييييييييه آلحين فهمتك عدل
وصله صوتهآ مهزوز مُرتجف على مشآرف البكآ تحآول تصلب طولهآ وتستجمع قوآهآ إللي خآرت بدفى ضمته لهآ: مآني ....... ضعيفـه ... ولآ خوآفــه
....: شفيك ترتجفين أجل !
....: فكنــــي

مآل بـ عنقه يمنـه حآني رآسه مُلصق فمه على العظم البآرز لترقوتهآ من الجآنب الأيسر تآرك أثر قبلته العميقه قبل ينقآد لطلبهآ فآكهآ بـ هدوء هآمس: آلحسـآب بعديـــــــن ...........


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 04:04 PM   المشاركة رقم: 99
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


مســآءاً ..
فتحت عيونهآ المُرهقه مستيقظه من نعآسهآ إللي غلبهآ لتغفـى مده قصيره مآتجآوزت الـ عشر دقآئق بعدمآ أحست بـ ثقل إستقر على الجآنب الآخر من سريرهآ هبطت بسببه المرتبـه من جآنبه ...
بـ بطئ وتثآقل سحبت نفسهآ من تحت فرآشهآ آلحريري أسود آللون مستقعده بنصف إلتفآته لذآك إللي جآلس بطرف السرير مآتشوف إلآ ظهره المحني ومآسرع مآتجهمت ملآمحهآ إستغرآباً لتوآجده بهآلوقت !

بسرعه وقفت على ركبتيهآ زآحفه على السرير لحد مآستقرت ورآه تمآماً مآده يسرآهآ لقبس الأبجوره النيكيليّه من طرفه مشعلتهآ بـ إضآءه سهآرّه ورديّة آللون ...
....: رآئــــف !!
رصّ على حآجبيه بـ أطرآف أصآبعه مآسحهم بآلتوآزي مع نفسه آلمُحرر بـ تعـب .... بلآ ردّ لتميل هي برآسهآ عليه محآوطه أعلى صدره أسفل ذقنه بذرآعهآ الأيمن وبيسرآهآ تمت تحسس ظهره طلوعاً ونزولاً ...... بِهـدوء ..

....: إنتَ كويــس ؟!
جآوبهآ بهزة رآسه الإيجآبيه لترد هي سآئلته: إنتَ زعلآن ؟!
إلتفت يمينه نصف إلتفآته إللي معهآ إلتصق طرف خشمه بخدهآ الأيسر ومآسرع مآتعلقت عيونهآ النآعسه بعيونه المطفيّه المُرهقـه , أردفت بـ برآءه قآصده موآسآته: متزعلش يآرآئــف
أعرض عنهآ خآفض بصره لحجر ثوبه شآد فمه المطبق بـ أسف لترد هي متحسسه ظهره – بـ حرآره - : متزعلش عشآن خآطــري

....: هذآ أخوي يآحــور
....: يآحبيبـي ربنآ يرحمـه ..
من وقع الكلمه إللي أول مره يسمعهآ وبهآلعذوبه , إلتفت لهآ بسرعه والضيآع بعيونه .. هآلكلمـه الحميميّه الدآفئـه لآمستـه منتشلته لبضع ثوآني من المأسآه الأليمـه إللي يعيشهآ بوقتـه ويمرّ فيهآ ..
هآلكلمه إللي صدرت منهآ عفوياً بموآسآه مآسرع مآختفى تأثيرهآ بعدمآ أردفت بـ هدوء: كآن تعبآن ومتعـزِب .. هوآ كدآ إرتآح
بلل شفتيه زآفر نفس مهمـوم أردفه بـ همس خآفت: آلله يرحمــه ..

بِـ شقآوه أجبرت وجهه على الإلتفآت لهآ يوم بسطت رآحتهآ يمنآهآ على خده الأيسر: هآئولـك حآقـه
أبعد وجهه عنهآ بـ نفور مردف: نآمـي يآحـور
كشرت عآبسه بملآمحهآ الطفوليّه: يآلهـــــوي على تُـئــل الـدم !
غصباً عنه إنشد فمه بـ إبتسآمه قصيره ثم إلتفت لهآ بكآمل وجهه رآفع حآجبيه بـ تسآول: هـآه , وش إللي تبينـه إنتي الحيـن !

....: مشوفتكـش بئـآلي كتير يآرآئــف
....: تدرين الظروف إللي إنآ فيهآ
....: ليه محسسني إن إنت لوحدك إللي في الظروف دي ! طلآل أخوك وأحمد ورآمز كلهم فـ البيت إلآ إنـتَ .. ليه بتسيبنآ وتئعـد لوحدك فـ الشـئـه إللي هنآك ؟
أرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف بعدمآ شهق كتله هوآئيه أطلقهآ دفعه وحده من فمـه المنفرج: مختنـق يآحـور .. لآتضغطين علي
مآل فمهآ المطبق يمنه بـ تفكير مآستغرقت فيه الكثير لأنهآ وبسرعه – نقزت – بحركتهآ المعتآده في الجلوس عليـه بوضع – الضفدعه –

....: طيب أنآ هئولك حآقه حلوه
ترجآهآ بنظرآته المتعبه تبتعد عنه , بنبره مُرهقه مُحبطه: حـــــــوووور
هزت رآسهآ نفياً بآلقوّه محتضنه وجهه بين رآحتيهآ الصغيره: إسمـــــــــع يآرآئـف
رآئف: .............
....: أئــوول !!

طير عيونه بـ تململ , أبدّ منه بـ الجوّ وهي شكلهآ مروق , أو إنهآ تدعي لأجل تخرجـه جبراً من حآلته , إلآ إنهآ وللأسـف محآوله فآشلـه بوقت غلط ..
تحسس ردفيهآ بهدوء سآئلهآ: ممكن نأجل أي كلآم لـ بكـرآ ؟
....: لآء
....: حـو ............
قآطعته بـ عِنـد: لآء يعني لآء
تحسس برآحته اليمنى منتصف جبينه مغمض عيونه بـ تعب , حتى إنه مآفيه يسكتهآ لو بـ نظره لتجبره هي يبعد يده عن وجهه منزلتهآ بيدهآ: رآئـــف

....: آممممم
....: أنآ هـقيب سيـف قديـد
رآئف: ...........
....: سيف قديد صغيـور
رآئف: ...........
....: سيف يكون إبنـك مش أخـوك
أعقد حآجبيه أقصآهم بعدم فهم لتوضح له هي بـ إبتسآمه خجلـه بعدمآ رفعت يدينه مثبتتهم على بطنهآ ويديهآ هي فوق يديه: فيه قـوآ نونـو , لمآ يطلع هسميه سيـف .. إيـه رأيـك بئـه ؟
....: إنتي حآمل !!!!!!!
هزت رآسهآ إيجآباً بتوآلي مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه وعيونهآ تلمـع ليعيد هو سؤآله بعدم تصديق: حآمـــل !
بوزت بتكشيره طفوليه مآطه فمهآ: هوآ إيه دآ ! مآ أولت أيـوآ

....: من متى !
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ مآتـدري: معرفش , بس أكيد من أُريّب يعنـي – طيرت عيونهآ مدورتهآ بسقف الغرفه تحآشياً لنظرآته , مبتسه بـ حرج ومآسرع مآ أكملت – بس أنآ لسه عآرفه النهـرده
....: حآمل بـ ولـد !
ردت ورفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ مآتدري: مش عآرفه , مش بيبآن دلوئتـي , بس يآرب يكون ولـد , أنآ بحب الأولآد , عآوزآه يكون ولد وأسميه سيـف وإنت تكون مبسوط
لآ شعورياً أطلق زفره ضآحكه مبلل من بعدهآ شفتيه هآز رآسه نفياً بعدم تصديق: يــــــ آلله ! قطوتـي حآمـل !!

....: فرحآن ولآ لآ ؟
إحتضن وجههآ لثوآني معلق عيونه البآسمه بـ إرهآق لعيونهآ اللآمعه أردفهآ بـ نبره مُعذبه بعدمآ جذبهآ تجآهه دآفس رآسهآ بـ صدره: إنتي بتذبحينـــي يآبنــــت
تسللت يديهآ بهدوء محآوطه جسده من تحت ذرآعيه وخدهآ الأيمن ملصق لـ جيب الصدر الأيسر بـ ثوبه: أيـوآ إنت نهآيتك على إيدي , هموتـك إن شآآآء آلله

....: ههههه أنآ إللي بموتك بس خلني أفوق لك بـ الأول
جت بترد عليه إلآ إنهآ سحبت كلمتهآ قبل تبدآهآ ملجمه فمهآ بكلآ كفيهآ من بعد إستثآرتهآ للقيـئ في حين ثبت هو يديه على كتفيهآ مبعدهآ عنه بعقدة حآجبين متخوفه: شفيــك !
توّ مآ أبعدت يديهآ عن فمهآ بترد عليه إلآ وردت لهآ التقلصآت بمعدتهآ وشكلهآ هآلمره بتجيب مآبجوفهآ قآمت من عليه بسرعه ركضاً لبرآ الغرفه وهو لآحقهآ بخطوآت مهرولـه , مرتآعه .. إستقرت فـ الحمآم – بـ الكرآمه –

شآفها مستقعده بـ الأرض فوق الموكيت الفرو تحت قعدة الحمآم مرجعه شعرهآ لورآ سآحبته بيمنهآ وبيسرآهآ مستنده على حوآف قعدة الحمآم البورسلينيّه سودآء آللون ...
سألهآ وآلخوف بعيونه بعدمآ رفع ثوبه جآلس على ركبتيه جمبهآ يتحسس بيمنآه ظهرهآ: شفيـــك !
جآوبته بـ تعـب بعدمآ أطلقت سيل قيئهآ: ريحتـك الموئرفــه
أعقد حآجبيه إستغرآباً سآئل نفسه بـ همس خآفت: ريحتــــي !!!!

أسندت سآعدهآ الأيمن لحآفة القعده ثم أسندت جآنب رأسه الأيمن فوق سآعدهآ تنآظره على يسآرهآ: ريحتك كلهآ سقآيـر يآرآئف
....: مآفهمت ! ريحتي دآيم سقآيـر , إشمعنى الحين !
أعرضت عنه مسنده جبينهآ لسآعدهآ تنآظر بـ الأرض من تحتهآ: عشآن أنآ دلوئتي حآمل
....: وهذآ يضـر بـ حملك !!
رفعت رآسهآ تنآظره بـ إبتسآمه مُتعبه من إستشعرت آلخوف آلمصحوب بـ إهتمآم وآضح في نبرته: لو كآن فيه ضرر هتعمل إيه !

جآهآ الرد سريع بلآ تفكير: تخسـى السقآير , أهم شيّ إنتي
....: هههههه لولآ بس إنك تعبآن وأنآ مئدره ظروفك
سألهآ بعدم فهم: وش قصدك !
....: إنت شكلك ضآيع خآلص
حركت يدهآ بـ الهوآء نآفيه بعدمآ تمضمضت وقد إستشعرت آللــؤم بـ نظرآته الخبيثه المآكره وهو يقترب منهآ: هههههه لآآآآآآ خلآص مآ أنآ رقعت فـ كلآمي

طوّق خصرهآ بيديه ملصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ بـ خفوت بعدمآ طبع قبلته الرقيقه أسفل أذنهآ اليمنى: مآفيني أسوّي شيّ , لآترتآعين
إلتفتت عليه لتوآجهه مبتسمه رآفعه ذقنهآ بـ غرور آمرته بـ دلآل أشبه بـ العِند الطفولي: طيب يلآ شيلنــي

....: وآلله !
....: أيوآ , أنآ حآمـل وتعبآنـه ومش آدره أمشي
....: ههههه بدينآ هآلحركآت !
تكتفت مقوسه فمهآ بهزة كتف سريعه بمعنى – مآلي دخل – في حين أرخى هو سآعديه من تحتهآ إستعدآداً لـ حملهآ مجيبهآ بـ همس إستسلآمي مُرهق: آبشـــــري .........


/
/



نزل من الكمآرو الرمآديّـه الخآصه بـ أخوه مصفق البآب بقوه غآضبه ليقآبله الثآني بعقدة حآجبين إستنكآريّه من تصرفه الغريب .. إبتدآءاً من دخوله الفيلآ مفحط بـ السيآره مسبب عآصفه رمليّه نتيجة إحتكآك كفرآت السيآره السريعه بـ الأرض الترآبيه من تحتهآ .. أتبعه نزوله الغآضب ثم تصفيقـه للبآب بهآلقوّه ..

....: آرحـــب
رفع سبآبته المُهدده بوجه ذآك إللي إللي أرحب فيه بـ برود وكأنه متقصد , مُرآهق عمره مآيتجآوز الـسآبعة عشـر .. بنطلونه جينز ضيق نآزل عن خصره مسآفه وآسعه كآشف عن لبآسه الدآخلي بلونه الفآقع المُلفت .. بلوفره شتوي أبيض آللون .. شعره كثيف منتفش بـ مظهر الـ - كدش - !

....: آسمع يآولـد .. آلحين تجيب لي آلبنت
....: تعآل إقلـط بـ الأول
....: مآنيب جآي ضيآفه , آعجل علي وجيب البنت
أدخل يديه بـ جيوب بنطلونه المسقط رآفع حآجبه الأيسر بـ تحديّ صرّح عنه بـ نبرة صوت أنثويّه نآعمـه , هآدئه , ورخـوه: وإن قلت لآ ؟

بـ عصبيّه أحكم قبضتيه على يآقتي بلوفره جآذبه عليه جآبره يرتفع عن الأرض موقف على أطرآفه لأجل يوصل لـ طوله وتتلآقى عيونهم بآلموآجهه , همس له من بين أسنآنه وعيونه يتطآق منهآ شرر الغضب بنفآذ صبر والثآني يحسّ بوجهه يحترق وهو بهالقرب منه تكآد خشومهم تلتصق: إسمـع يآلــورع إنت , مآعندي وقت أضيعـه مع أشكآلك .. ومو بزر مثلك مآيندرى حقيقة جنسه إللي يتحدآنـي ويهـدد , دفنتك مكآنك ولآ درى أحـدن عنك ... وآلحين إنقلـع .. معك دقيقـه وحده بـــــس , مآترد بعدهآ إلآ ومعك فــدوى

قآل الأخيره نآفضه من بين يديه بقوه , آلقوّه إللي بسببهآ إرتد المرآهق خطوتين ثلآث متلآحقه في محآوله منه يتوآزن ومآيطيح على الأرض الرخآميّه لوآجهة الفيلآ وعيونه نآطقه رُعـب من تصرف ذآك البدآئي المفتـرس .. كلّ مآفيه مُهيـب ومُريب ..

تخصر مكآنه ينآظره مهرول لحد مآختفى ورآء البآب الخشبي العريض للفيلآ وهو ينفث هوآء تظهر معه أنفآسه لآهثـه متلآحقـه إثر غضبـه المكبوت , زآد وغطـى تصرف هآلمُغفـل بصوته النآعـم إللي أثآر جنونه أقصآه !

ثوآنـي معدوده من الإنتظآر ظهـر من البآب إللي إختفى من ورآه ذآك المُرآهق شآب يبين من سحنتـه آلرزآنـه والثبآت , متوسط الطول , ممتلئ الجسم بـ ثوب بنـي آللون شتوي وطآقيّه بيضآء يتبعـه ذآك المرآهق مُستفـز الهيئـه والمظهـر , ونبرة الصـوت !!

....: تعآل يآطيّب , حيّآك .. إقلــط
أطبق على فكيّه بآلقوّه في محآوله منه لضبط إنفعآله وعدم التطآول , شكله خوش رجّآل يتعدآه سِنـاً وآجب إحترآمه هذا غير انه اولاً بـ حرم بيتـه: آلله يحييك , مره ثآنيه معليش .. الحين الجوّ متأخر وأنآ مستعجـل
....: فدوى بنت أخوي بتبيـت عندنآ اليـوم
ضيق عيونه إستنكآراً هآمس: ومن إللي قرر هآلشيّ !!
رفع حآجبه بـ ثقه مُردف بـ تأكيد: إنّآ إللي قررنآ هآلشيّ .. عمانهــآ

قآل الأخيره بـ إشآرة عينه الطرفيه للمرآهق على يمينه وإللي رفع ذقنه بـ غرور وكأن أخوه بهآلتصرف الوآثق قد رد له إعتبآره إللي من لحظآت قليله تبعثـر بـ الأرض ...
بـ تقزز رفع هو شفته العلويّه كآشف عن صفّ أسنآنه العُليّآ وعيونه ترمق ذآك المُرآهق قصير القآمه نحيل البنيّه " يخسـى هآلمكدش نآعم الصوت يكون عـمّ فــدوى .."

....: هذآ مآيعطيكم الحق تقررون هآلشيّ لأنكم بــــــــــــــس ...... عمآنهــآ .. عمآنهآ إسم وصفه فقـط مو فعل وتصـرف .. من متى وآلبنت عندنآ مآ أرسلنآهآ لكم ؟ يآرجّآل حتى إنكم مآتعنيتوآ تسألوآ غيآبهآ وشهي أسبآبه .. توكم تذكرتوآ إنكم أعمآم وإن لكم بنت أخ ... أقول ضــفّ إنت ويّآه آلحين لآتحدونـي أتصرف معكم بآلشيّ إللي مآيعجب ولا يرضـي

بقق الرجآل عيونه بـ صدمه من وقآحة هآلشآب فآرع الطول المآثل قدآمه .. برغم تطآبق شكلـه مع مآلـك إلآ إن هذآ يتمّ أقســى .. وأقــوى .. والظآهر إنه صعــب عديم آلحشـم .. أبداً , غير مالك ......... تمآماً !

....: البنت ببيت أبوهآ ومآحدن بيجبرهآ تطلع منه حتى لو إنه إنـــت – قآل ( إنت ) بـ إستخفآف ممرر عيونه على كامل طوله بـ نظرة استصغآر هآزئـه باللحظه اللي فآق فيها غضبه كل تحملآته على الكبت والكبح , قبض يمنآه القآسيه على ثوبه البنـي من منتصف الصدر لـ صفّ الأزرآر بعيون مُريبه مُهدده ومتوعده بآلشرّ الذي لآيُحمد عُقبآه: إسمــــــي سنـــــــــــد ... سنــــد المُرشـــــد , سيدك وتآج رآسـك يآلكلـــب إنت ويّــآه .. ويميــن بآلله عظيـــم كلمــه ثآنيـه زيآده ومآ أضمن لكــم سوآتــــي

أحكم الرجل البدين يديه على معصمي سنـد جآبره بآلقوه يفك ثوبه ويبتعد عنه إلآ إن قبضـة سند كآنت كل مآلهآ تزدآد قـوه وقسـوه , تزدآد إحكآم وإنطبآق , أمره وكأنه الأمر الأخير قبل نفآذ المؤقت لفعلـه العدوآني المكبوت: جيبــــوآ ........... البنــــــت
قآلهآ بـ جفآء قبل يرخي قبضته محرر ثوبـه إللي تمّ يمسح عليه من جآنبي الصدر وكأنه يعدله له من بعد إنكمآشه بقبضته مأشر برآسه يمنه تجآه البآب الخشبي حآثه ينقآد لأمره ويجيب له البنــت !
الثآني إللي كآن مأخوذ بآلصدمـه , إبتلع ريقـه بصعوبـه متمتم بـ لعثمـه لأخوه المرآهق إللي جحظت عيونه بإرتعآب آمره: روح يآسند جيب البنـــت

من قآلهآ إلآ وبقق سند الثآني عيونه بصدمه تدآركهآ بإطبآقه لفمه خآفض بصره للأرض بوجه ممتقع " ذآ الخكري النعوم إسمـه سنـد ! ألآ لعنة آلله عليك يآسويـد الوجـه , كرهـت إسمــي "

....: البنت نآيمـه
نآظر سنـد بـ سميّه النعـوّم مضيق عيونه بـ حقد , ودّه آلحين يتوطآه ويخفـى خبره من على اللأرض , من أول ومآهوب طآيق يشوف رقعة وجهه المستفزه , أكمل وغطآ طلـع على نفس إسمه .. نطق بـ مقـت من بين أسنآنه: صحيّهــــآ .. لو إنه غصــب عنهـــآ

نآظر سند بـ أخوّه إللي عطآه إشآرة الموآفقه بـ إيمآءة رآسه الإيجآبيه ليرد هو رآمق سميّه المُخيف فآرع الطول بـ نظرة تقزز مشمئزه يقلب فيهآ عيونه كمآ البنآت ثم أقفى عنهم يتمخطر بـ مشيته وعيون سنـد من ورآه تفترسـه , أدق تفآصيله وتحركآته مثيره لجنونـه .. حتى وإن أخذ فـدوى مآرح يرتآح إلآ قبل يصفق هالخكري النعوم كفيـن علّـه يصح على عمره ويوعى !

أخرجه من شروده وهو يفكر بهآلخكري النعوّم إللي إستفزه صوته الهآدئ: لآ تحسب إنّآ خضعنآ لك وللي تبيـه , إنت وآطئ بيتنآ ووآجب إحترآمك ... بس بينآ المحآكــم
إرتفع الجآنب الأيمن لشفته العلويه بـ تقزز: مسويلي فيهآ ذرب وسنآفي ! أبشر بعـزك .. محآكم محآكم .. عآد هـذي لعبتــي

....: ثآنــــــآآآآآد
إنخفض بصره لذيك الصغيره المنتفخـه تركض صوبه كمآ كرة الثلج المتدحرجه , بيجآمتهآ قطعه وحده تنلبس من الأقدآم بيضآء آللون بـ سحآب , فركش شعرهآ بـ أصآبعه الطوآل بعدمآ إنزلقت القلنسوه عن رآسهآ محتضنه سآقه تنآظره من موقعهآ رآفعه بصرهآ له: ليش جيت الحيـــن
....: مآتبين تجيـن معـي ؟

نآظرت بـ أعمآمهآ الإثنين النظره المترقبه ليجيهآ صوت سند هآدئ مُطمئن: قولـي فيـدو لآتخآفين , إذآ تبينهم مآرح أزعل , وإذآ تبيني مآرح يزعلون
سكتت لحظآت مكوره يمنآهآ الصغيره المنتفخه سآده بهآ فمهآ الصغير بتفكير أردفت من بعده بصوت خفيض خجول مشدده بذرآعهآ الأيسر تعلقهآ بـ سآقه: أبي أروح معآآآك

من قآلت كلمتهآ إلآ ونآظرهم قدآمه وشبح إبتسآمه بوجهه الجآمد حآد الملآمح آمرهآ بـ هدوء وعيونه بآقي معلقه بعيون عمهآ البدين: روحي السيآره فــدوى

رفعت نظرهآ له بعدم فهم للحظآت قبل تخفض رآسهآ للأرض مصفطه يديهآ الثنتين فوق بعضهم بوسط جسمهآ الصغير مبتعده عنهم بخطوآت حآكه زآحفه على الأرض الرخآميه متوجهه للسيآره آللحظـه إللي إقترب فيهآ سند لـ عمهآ ونظرة إستمتآع سآحق بعيونه الحآده يرمقه فيهآ بشمآته هآمس بـ خفوت: نسيت أكمل تعريف عن نفسي ............... الإسم سنـد المُرشــد , المهنه رَجُـل قآنـون ....... يعنـي مُحآمــي ... المحآكم جنتـي والقضآيآ لعبتـي .. يعني يآلطيب مو أنآ إللي أتهدد بـ المحآكم والقضآيآ ... آوكــي ؟

قآلهآ ببرود ثم أقفى عنه تآركه وأخوه وسط هآله من الذهول والإندهآش ليرد يلتفت عليهم مكمل وكأنه بهآللحظه تذكر شيّ: ءآآآآآ ... إنكم تتجآهلون رجآل المُرشـد وكأنهم صفر على الشمآل وجيتوآ تآخذون البنت بآلتفآهم مع الحريم هذآ رح أغفره وأعديّـه كذآ بكيفـي وطبعاً لأنه المرّه الأولى ......... والأخيره أكيـد ..

....: زوجة أخوي إللي عطتنآ البنت بنفسهآ
قآطعـه بـ هدوء مشدد على كلآمه عمداً: إللي كـــــــــــــــــــــــــآآآآنت زوجة المرحوم أخوك , آلحين هي أرملتـه .. مآيربطهآ فيكم شيّ .. مآلكم إلآ البنـت إللي بكيفــــي أنآ بعــد بخليهآ وليوم وآحد بـس بـ الإسبوع وبدون مبيـت , تجي وتزور - جدآنهـــآ - , مآلهم ذنب هآلشيآب أحرمهم من شوفة آلحفيده .. أمآ إنت أو ذآك المآيـع سويد الوجه من ورآك أو سآيقكم أو أي حد من طرفكم مآبيه يقرب صوب ملكيـة آل مُرشد أبــدّ , فآهــم !! .... بنفسي بجيب البنــت , وأنآ بنفسي بآخذهـــآ .........


/
/


مسآء اليـوم التآلـي ..

طقت البآب الموآرب فتحته بهدوء مدنقه رآسهآ من ورآه بشقآوه مبتسمـه ليجيهآ صوت الثآنيه بـ إبتسآمه مُرهقه: حيّــآآآك
....: شخبآرهآ اليوم أم البنــت !
....: ههههه بسك عآد وش أم البنت هذي إللي طآلعتلي فيهآ !
جلست على السرير مقآبلتهآ مشدده من قبضتها لـ ركبتهآ اليسرى: وش أقول أجل ؟ شخبآرهآ حمآة ولدي ههههه

قلبت عيونهآ بـ إبتسآمه مطبقه تعبيرهآ عآميّاً – مآعندك سآلفه – أخفضت من بعدهآ رآسهآ للطفله الصغيره بين ذرآعيهآ وآلملفوفـه ببطآنيه نآعمه: لييينــوو يآقلبي , فتحي عيونك .. إصحي يآبنت وشوفي أم زوجك إللي مآعندهآ سآلفه

....: ههههه آلحين أنآ مآعندي سآلفـه ..
جتّ بترد عليهآ المنآقره لولآ دخول الثآنيه من البآب سآئلتهآ بـ صوت خفيض مُتحريّه صحيآنهآ بهآلوقت: شــروق !!!

....: هلآ دآريــن , تعآلـي ..
بلعت ريقهآ رآمشه بتوآلي وعيونهآ أولآً على الصغيره بـ حضن أمهآ ومآسرع مآ أبعدتهآ عنهآ قصداً لشيّ دآخلي منقبـض أربكهآ بـ إنفعآل جآبرهآ تبعد نظرهآ عن الصغيره وتنآظر بـ مرآم مبتسمه بـ توتر: شخبآرك يآم فيصـل !

بآدتلهآ الإبتسآمه بعدمآ أطلقت تنهيدتهآ المهمومه وعيونهآ بـ الأرض: آلحمدلله .. الوضع الحين أهدى
من قآلت مرآم كلمتهآ الأخيره إلآ وسألت شروق دآرين بـ إهتمآم الشيّ إللي كنهآ لتوهآ تذكرته: شفتـي رآئــف !
على طآري إللي صآر له إسبوعين مآشآفته شتـتت نظرهآ مطبقه فمهآ بـ حنق مجآوبتهآ بـ إقتضآب: لآ
أعقدت حآجبيهآ بـ خفه مستفهمه: أحمد أمس قآل إن رآئـف هنـي !
بسرعة بديهيه جآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره أخفت من ورآهآ جـرح وأكوآم من الألم: إيه عآدي , يمكنـه رآح لـ حـوريه

شروق وإللي كن مآعجبهآ الكلآم , تتم إللي قدآمهآ أختهآ , وإللي تتكلم عنهآ هي ضُرتهـآ ... من بعد غيآب طويل عن البيت وقت مآردّ كآن مرده لـ حور مو لهـآ ! .. شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مفتعلـه تخفيفاً عن أختهآ مبعده البنت عن صدرهآ رآفعتهآ لهآ: خذي دآريـن
بـ تفآجئ توسعت عيونهآ مستفهمه وعيونهآ على كتلة الفرو النآعمه الحآويه لجسد طفله أرق وأصغر من حجم اللفـه إللي محآوطتهآ لتحثهآ هي بـ إبتسآمه هآدئه: إحمليهــآ ..

بلعت ريقهآ بـ صعوبه متسمره مكآنهآ وآقفه , تحسّ كآمل أعضآءهآ مُخدره , آلخدر إللي وصل لعقلهآ مصيبه بـ شلل حتى عن التفكير وش المنطق بهآللحظـه !
آللحظـه اللي قطعتهآ مرآم بـ تسآؤل متعجب من جمودهآ مُرفق بـ إبتسآمه إستغرآبيه بآهته: دآريـن شفيـك !!

إنتفض كآمل جسدهآ بـ خرعه من صوت مرآم الهآدئ الغير مُثير لأي جزع يستدعي إرتعآدهآ ..
ردّ فعل دآرين الغريب إللي مآ أعقبوآ عليه ثنينآتهم إلآ بنظرآت إستفهآميه متبآدله تدآركتهآ هي ببلعة ريق متوتره مقتربه خطوتين هآدئه مآده ذرآعيهآ بـ تردد قآصده تحمل البنت من شروق ..
شروق إللي سألتهآ بـ إهتمآم وهي تنآولهآ بنتهآ: شفيــك !!

هزت رآسهآ نفياً بـ إبتسآمه مطبقه معنآه إن مآبهآ شيّ ضآمه البنت لصدرهآ مشدده من مسكتهآ لهآ بيديهآ المرتجفتين هآمسه بـ صوت مهزوز من إثر رجفتهآ وإنتفآضة كآمل دوآخلهآ لسبب غير مُبرر: أول مـره ....... أول مره أحمل شيّ ..... شيّ صغير
مرآم: ههههه يآحليلك .. هذآ الشيّ الصغير هي ليـن .. إنتي خآلتهآ

رمشت بـ توآلي وعيونهآ تمآماً مصوبه لوجه الصغيره النآئمه بحجم قبضة اليدّ , وكأن الغرفه فآرغه إلآ من وجودهم ثنيآنتهم .. غآب عنهآ صوت شروق ومرآم .. مآتسمع إلآ دقآت قلبهآ المحتده , وكأنهآ بـ التصوير البطيئ تستمع لكل العمليآت الحيويّه دآخلهآ وبـ إنفعآل مضطرب ...
لحظآت مآتدري كمّ طآلت لحد مآ أجفلتهآ مرآم للمره الثآلثه , الرآبعه ... أو الخآمسه .. مآتدري ...
نآظرتهآ ببلآهه فآغره فمهآ بـ همس إستفهآمي سآذج: هـــآآآه !!!!
أعقدت مرآم حآجبيهآ بـ إستغرآب مبتسمه: وشهو مآسمعتينـي !!

رمشت بتوآلي بآلعه ريقهآ تتدآرك موقفهآ .. هي فعلاً مآسمعت أي كلمـه من وقت حملهآ للصغيره: معليـش مآنتبهـت .... وش قلتـي !
جآوبتهآ وهي تنآظر شروق بطرف عينهآ قآصده تكيدهآ: آقول ورآك مآتستعجلين شويّ وتحمليـن إنتي بعـد .. بس هــآآآآآ – نآظرتهآ موسعه عيونهآ حآثتهآ بـ تأكيد مآزح – أبيهآ بنـــت .. أبيك إنتي وحوريـه تحملون ببنآت وآخذ ثنينآتهم لعيآلي فيصل وفرآس , عآد مآنيب متخيله وش حلآتهم بنآتكم إنتي وحور أكيد بيشبهونكم .. مو مثل أختك إللي من الحين رآفعه خشتهآ هذآ وبنتهآ أصلاً عفشـه
رفستهآ شروق ضآحكه: ههههه منو العفش بآلله , تخسين أجل أعطي لينو بنتي لإبنك فيصـل الصينـي هذآ

شهقت مرآم بـ إستهبآل متفآجئ: أنآ إبنـــــــي صينـــــي !
قلبت شروق عيونهآ بـ إشمئزآز مجآوبتهآ: إيه يآحسآفـه , طلع يشبهك إنتي مو طلآل ..
أطبقت فمهآ بقهر متوعده: نشوفكم بكرآ إنتي وبنتك تحفون بس لأجل يرضى هآلصيني عن العفشه بنتك ويآخذهآ

....: تعدلي بـ الأول إنتي وولدك هم أفكر أعطيكم البنت , هه , قآل نحفى قآل
مرآم: بـ الطقآق إنتي وبنتك يآ أمـي ... بنآخذ بنت حـوريه يآزينهآ , جعلهآ بس تحمـل بـ بنـت
سألتهآ بـ إبتسآمه بآهته مستفهمه: ليش حوريه حآمـل !!!
تربعت مجآوبتهآ بـ حمآس متشققه من ونآستهآ: نسيت أعلمك , يآ إن هآلحوريّه تجنن بـ شكل .. كيكــه ودّك تآكلهآ .. أمس جآتني تبي تسوي إختبآر حمل مآتـدري ههههه
فغرت فمهآ لآخره بـ تفآجئ: من جـــــــد !

مرآم: وربـي , علمتهآ وسوتـه بغرفتـي وتأكدنآ .. بس توهآ بـ الأول
لآشعورياً إتسع فم شروق بـ إبتسآمه تظهر بآهته بعدمآ امتد بصرهآ للفرآغ من قدآمهآ تفكر فين حين إلتفتت مرآم لـ دآرين الثآبته مكآنهآ بلآ أي إنفعآل , سآكنه كمآ الجمآد , حآثتهآ بـ مرح: شدي حيلك إنتي بعـد يآدآرين وآلله يرزقـك

بسرعه إلتفتت شروق لأختهآ وكأنهآ توّهآ تستوعب وجودهآ معهم , بلحظتهآ إختفت إبتسآمتهآ من تدآركت سكون دآرين المُريب .. شيئن بدآخلهآ نآغزهآ , إهي إللي تطمنت لزوآج دآرين من رآئـف وإستبشآرهآ لهآ بحيآه هآنئـه مُرفهه مع رجل كآمله أوصآفه مثل رآئـف إنه يقدر ينتشلهآ من دوآمآت عذآبتهآ النفسيّه اللآنهآئيـه .. آلغير مفهوم مكنونهآ ولآ طبيعتهآ ولآ أصل منشأهآ بتآتاً .. آلغير مُبرره إطلآقاً !

إلآ إنهآ وللأسـف تفآجئت بكون إن أختهآ هي الزوجـه الثآنيـه لـ رآئـف .. تشآركهآ ضُره مآنقصت عنهآ مثقآل ذره في الفتنـه والكمآل .. أي بؤس هذآ إللي مصمم يفتك بـ دآرين ولآ يرحمهآ !
آلخبر الجديد الموجـع , هو أسبقيّـة حوريه بـ الحمـل .. ومآ أدآرك مآ معنـى أن تنآل الضُـره صفـة الأسبقيـه !


/
/


إنتهت من تدليك سآعديهآ بآللوشن المُرطب معدله بأنملة وسطآهآ اليمنى حآجبهآ الأيمن الطويل مخآطبه نفسهآ وهي قدآم مرآيتهآ إن فيه زوآئد من شعر حآجبيهآ وآجب إزآلتهآ لتقآطعهآ ذيك بدخولهآ لغرفة نومهآ وآقفه على البآب متكتفـه رآفعه حآجهآ الأيمن الرفيع: حوريتنـآ الحلـوه !

بلمحه خآطفه إلتفتت يمينهآ والدهشـه الكبيره متمكنه تمآماً من عيونهآ الصغيره , مفآجئتهآ بوجودهآ بجنآحهآ وبغرفـة نومهآ مُريبـه إستبعدت من وجودهآ آلحين أي عآقبه حميدهـ , إلتقآئهم ولو صُدفه عآبره غصباً عن إثنينآتهم مآينذر إلآ عن العوآقب الوخيمـه ..

....: نعــــم !!
....: إيش نعم هذي ؟ هذآ وأنآ أول مره أزورك .. مآفي حيّآآآآك , آرحبـي , تفضلـي
كشرت بـ إشمئزآز وهي بآقي بموقعهآ مآتحركت: مش أي حدّ إللي أرحـب بيـه , وبآلزآت الزيآرآت إللي على سهوه دي ومن ضيوف مش مرغوبيـن ..

أطلقت زفره مسموعه بتجآهل لطردهآ الصريح دآخله غرفتهآ إللي بدت تتمشى فيهآ بـ خطوآت متأنيه وعيونهآ تدور بـ المكآن تقييماً لـ ديكوره في حين كآنت الثآنيه تخزهآ بنظرآتهآ الغآضبه المكبوت إستفزآزهآ تشوف إنعكآسهآ المتمخطر بـ المرآيه رآصّه على فروتهآ بأسنآن مشطهآ الخشبي تسرح شعرهآ الملبك ليجيهآ صوت الثآنيه هآدئ مُستفز: آمممم , حلـو المكآن عجبنـي .. أشوف فيه نص رآئف ونصك الثآني .. هو الأسود وإنتي الفوشيـآ .. بس التدآخل بين اللونين حلـو .. فيـه ترآبـط , وآضح الترآبط بينك وبين رآئف حتى بألوآن غرفتكم وأثآثهآ ...

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت: ملآحظـه قميلـه ..
قآلتهآ شآده بآب دولآبهآ الجرآر بلونه الأسود قآصده تطلع لهآ روب لتتفآجئ بفتحهآ القسم من الدولآب الخآص بـ ملآبسه هو , ببديهيّه إبتسمت إبتسآمتهآ الجآنبيه المآكره قبل تلتفت لهآ مقطبه حآجبيهآ إدعآءاً للمسكنه: صحيح يآ ديدي بئولك إيـه

من وقع الكلمـه بـ طريقتهآ المستفزه بـ نطق – ديدي - , آلشيّ الجديد على وقع أذنيهآ , إرتفع حآجبهآ الأيمن بـ حِده إستنآريه مكتفه سآعديهآ لتكمل الثآنيه بـ دلع منفر مُثير للإستفزآز: إبئـى خُـدي معآكي غيآرين من غيآرآت رآئف لحسن دآ بيصعب عليّآ أوي وهو رآقع ليّآ هنآ بعد مآبيكون عندك عشآن يستحمـى ويغيّر هدومـه

أخفضت بصرهآ بـ وجه ممتقع مآسرع مآتعدل بعد إستيعآبهآ لمحآولة حوريّه في كيدهآ , فغرت فمهآ تمثيلاً لتفآجئهآ: أوه من جِـدّ !! رآئف يتسبـح مرتين أجـل ؟ كيف وإحنآ نتسبح مع بعض بـ نفس الحمآم ................... حمآمـي
أطبقت فمهآ بـ القوه مكوره قبضتيهآ برفعة حآجب مُتحديّه: أصلـو بييقـي هنآ وهو لآفف على وسطـه الفوطـه ومبلول بحسبه مستحمـي هنآ .. أصل حمآمي زي منتي شآيفه برآ الأوضـه وأنآ بكون نآيمه هنآ
مآل نظرهآ بِخفه تجآه بآب الغرفه مُردفه بـ همس: أهــآآآآ

بسرعه لحقتهآ حور قبل تسلمهآ زمآم المبآدره: يآشيخـه حرآم عليكي , إزآي يقيلـك ألب تسيبي رووفـي يطلع كدآ من عندك فـ السئعـه دي ! مبيصعبش عليكـي !

....: بلى يصعب عليّ بس شسوي أنآ أصعب على رآئف أكثر , مآيطلع من عندي إلآ لأجلـي , خوفاً يردّ مره ثآنيه لدفى السرير وآآآآآآآ ................... يتعبني من جديد
إنفغر فمهآ بـ تفآجئ مصطنع: إيه دآ بقـــد !! ههههه دآ إنتي شكلك غلبآنه أوي يآديدي , أو فآهمه الموضوع غلط , أصل رآئف عندي معندوش مآنع لو أموت من التعب وأنآ بين إيديه ... مبيهموش مره تآنيه ولآ تآلته ولآ رآبعه

رصت على شفتيهآ بآلقوّه مغتآظه , وآضح إن هذي الحوريّه مو نآويه تقصر شرّ وتجيبهآ لـ برّ !

....: إيه , وآضح إن رآئف قآيم معك بآلوآجب وزيآده أكثر منـي بدليل حملـك قبلـي
شهقت بتفآجئ مفتعل: يـوه , صحييييييح .. دنآ نسيت أئولك بس شكلك عرفتي بئآ أهو .. – تحسست بطنهآ المسطح بشكل دآئري مُردفه بـ إبتسآمه – عُئبآلك إنتي كمآن
قلبت عيونهآ بمسكنه إدعآءاً لتعآطفهآ: دي حآقه بـ إيد ربنآ يآديــدي ... آآآهـــ - تأوهت بـ إصطنآع وآضح بآسطه يمنآهآ على بطنهآ بملآمح مفتعله بـ تجهم – من دلوئتـي وهوآ تآعبنـي , دآ شكلـو هيطلـع شقـي أوي زي بآبآه

طيرت عيونهآ مطلقه ضحكه هآزئه كآنت أقرب للزفره القصيره المسموعه مبلله شفتيهآ هآزه رآسهآ نفياً بـ إبتسآمه غير مُصدقه لكلآم حور وإسلوبهآ ..
ردّ الفعل الهآزئ من دآرين إللي مآ أثآر دآخلهآ إلآ الغيظ والإستشآطه لتشد على جسمهآ شِقيّ روبهآ الستآني القصير بلونه العسلي مقرره تزيد من الجرعه علّهآ تشفي غلّهآ الدفين تجآه هآلمتجبره سليطـة القـول والفعـل !

أعقبت متمخطره بخطوآتهآ الهآدئه حول سريرهآ: بس إنتي يآديدي طلعتـي كويسه أنآ إبتديت أرتآح ليكي شكلنآ هنتصآحـب
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر إندهآشي من إللي سمعته بعدم فهم لتجيبهآ الثآنيه بعدمآ جلست على سريرهآ: آآه , إمبآرح .. إمبآرح سِبتي رووفـي ييقـي عندي أنآ وينآم معآيآ أنآ , جمبي أنآ , وفـ حوضنـي أنآ يآلهوي يآلهوي دآ كآن وآحشنـي خآآآآلص

رفعت حآجبهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض: إيــه .. عسآك الحين إستآنستـي بس !
....: آه طبعاً , بئآلي كتير مشوفتوش كآن وآحشني موت .. ليه هو مش وآحشك يآديدي ؟
....: بلى وآحشنـي , بس إنتي إللي شكل الشوق ذآبحك , وبعدين إنتي الأصغر , إنّآ مآعليه نتحمـل بس إنتي مآيندرى عنك

....: آه طبعاً دنآ مئدرش خآلص خآلص , دآ لو رووفي كآن رآحلك إنتي إمبآرح وسآبني كنت نتفت شعرك وشعـره , آه يآحببتـي معلشــي , الحآقـه دي مفيهآش كلآم ومآتزعليش مني يآديــدي
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه صفرآء تقوست معهآ عيونهآ: لآء يآروحي عآدي , إنتي لك الأسبقيّه بكل شيّ , مو إنتي الزوجه الأولى ؟

طيرت عيونهآ لآويه فمهآ ثم مددت سآقيهآ على سريرهآ مستقعده: هو إنتي كنتي عآوزه حآقـه منـي ؟
قطبت حآجبيهآ إستفهآماً بعدم فهم لتسألهآ الثآنيه ببلآهه: يعنـي قآيه الأوضه بتآعتي أول مره .. خير فيه حآقـه !!
إستوعبت السؤآل من فورهآ معرضه عنهآ بوجههآ برفعة حآجبين سريعه: لآآآ .. عآدي .. يعني صآرلي مُده مآشفتك قلت أمر أشوف وينك , أسأل عنك

أطبقت فمهآ الملوي يسآراً مآمشى عليهآ الجوآب: آممم , طيب .. سألت عليكي العآفيه يآحببتـي
أعقبتهآ بـ صوت تثآؤبهآ وهي تسيح بفرآشهآ الحريري أسود آللون: معلشي بئه يآديدي أصلي الأيآم دي تعبآنه أوي وكل شويه حآسه إني عآوزه أنآم .. إنتي عآرفه الحمـل بئـه والحآقآت دي , شكل النونو دآ هيموتنـي هو وأبـوه

إنشدت عضلة فكهآ السفلي بـ حنق من تلميح حور المبآشر ورغبتهآ لهآ بـ المفآرقه .. الإمتقآع إللي قدرت تخفيه ورآء إبتسآمتهآ القصيره المطبقه " مآرح يسويهآ غيري يآحــــور ... موتك على إيدي أنآ "
....: إيـه طيــب , معليش على وقتـك ...
قآلتهآ بهدوء مُردفه بِـ جفآء وهي عند البآب الغرفه: تصبحي على خير ..
جآهآ الجوآب سريـع جآهـــر بنفس نبرة الدلآل المصطنع: وإنتي من أهلـو .... آآآآهـ إبئي إئـفلـي البآب ورآكي يآديدي معلـــــش !


/


عصريّة اليـوم التآلـي ..

أنزلت عبآءتهآ مسلمتهآ لشغآلتهم الوحيده إللي إستقبلتهآ بـ إبتسآمه ترحيبيّه عريضه مأشره بيدهآ صوب الممرّ المؤدي إلى غُرف النوم لتهز هي رآسهآ بـ تفهم بعدمآ قآلت لهآ: غورفـه دُكتر أومـآر

شدت بلوزتهآ القطنيه سودآء آللون سآده آلوآصل طولتهآ لمنتصف وركهآ , تحتهآ ليغـن أسود , إحترآماً لظرف الوفآه القآئم بـ العآئله , وأخيراً البوت الـ safety وردي آللون , وآحد من هدآيآ نسمه لهآ ..
زفرت نفسهآ بـ توتر بعدمآ وصلت لبآب غرفـة أخوهآ على وضعهآ لحظآت تشهق بهدوء وتزفر بتوتر مسموع وكأنهآ على بُعد لحظآت من صعودهآ المنصه وإلقآءهآ كلمه أمآم الحشـد !

....: إزززيكُــــــــــــم !

بـ إبتسآمه بآهته شآبهآ التفآجئ إلتفت لهآ وهي دآخله عليهم تفرك رآحتيهآ الملتصقتين ببعضهم في حين أنزل هو سآقيه الممدده على سريره للأرض: أهــــلاً
لحقته بسرعه مأشره بيدهآ قآصده بقآءه على وضعه: خليك خليك , عآدي يآعُمــر
قآلتهآ مدنقه على أمهآ إللي مسنده خدهآ لوسط رآحتهآ وعيونهآ بـ الأرض: سِت الحلوين زعلآنه ليـه !

....: تعآلـــي
نآظرت بأخوهآ إللي طلبهآ تجلس جمبه بعدمآ إستقآمت بوقفتهآ معقده حآجبيه بـ إستفهآم عن وضع أمهآ ليحثهآ هو بـ إيمآءة رآسه إنهآ تقعد جمبه , وبلآ فهـم والإستغرآب بآقي بوجههآ جلست جمبه شآبكه أصآبع يديهآ مآبين فخذيهآ هآمسه له بوشوشه خآفته: هو فيـه إيـه ؟!!
شدّ فمه المطبـق بـ أسف مجآوبهآ بـ بصوت خفيض عمداً: أخـوك نجـم

مآ أمدآهآ تسأله وش به نجم إلآ وإنتفض كآمل جسدهآ مخترعه من صآحت أمهآ مبققه عيونهآ بقهر رآفعه سبآبتهآ اليمنى مهدده: لآتجيــــــــــب طآري هآلنذل مآبي أسمع إسمـــــه فآهــــــــم
دآرت عيونهآ آلموسعه لآخرهم بعدم تصديق لأمهآ إلي تسب نجـم ثم نآظرت بـ عُمر إلي أخفض بصره لحجره مطبق فمـه بـ أسى لترد هي سآئله بعدم فهم: مآلـه نقـم يآمآمآ !!!

خزتهآ بـ توعد وقد إحمرت عيونهآ بوجه مغتآظ منقهر: مو قلت مآبي أسمع طآريـه !! مآتفهمون إنتم ولآ تبون تقهرونــي ولآ إيــــــــــــــــش
بذهول نآظروهآ ثنينآتهم والذعر بوجيههم الشآحبه من أطلقت صرختهآ أشبه بـ النــدب مظلله فوق عيونهآ البآكيه بيمنآهآ ومآسرع مآوقف هو عن مكآنه جآلس يمينهآ محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيسر وبيمينه سحب يدهآ آلمظلله منزلها عن وجهها: خلآص يآســت الكُـلّ بنسكـت , ولآ عآد بنجيب طآريه أبدّ ... لآ تزعلين نفسـك إنتي وتبكين وتقهرينآ إنّآ عليك
نآظرته بعيون كسيره مدمعه: يرضيك يآعُمر إللي قآله أخوك وإللي يبيـه !

آثرت هي آلصمت جآلسه مكانها على سرير عُمر قبآلهم متآبعه كلآمهم بـ إهتمآم وتركيز علّهآ تفهم شيّ بآللحظه إللي جآوبهآ عُمر وهو يشدهآ لحضنه مسند ذقنه على رآسهآ: لآ يآلغلآ مآيرضينـي بس إنتي بعد أدرى آلخلق عن نجم ولدك وسوآته , من متى وهو يستمع لأحد أو يهمه رآي أحد ! دآيم صوته من رآسه

إبتعدت عن صدره بـ جفآء مآسحه بظهر يدهآ خديهآ آلمبللين: كلّ شيّ بكيفه إلآ هآلشيّ , هو قآصد يقهرنـي يعنـي ! وش معنآته يتزوج وحدتن مآندرى منهي , وشهو أصلهآ ولآ فصلهآ , من بين كل البنآت مآلقى إلآ ذي الأمريكيّه الفآسقه !
أرخى كتوفه بـ إحبآط مُعقب بـ هدوء بعدمآ بققت حور عيونهآ بدهشه ويدهآ على فمهآ بتفآجئ من وقع إللي سمعته توّهآ: يمّـه لله يهدآك , أيّ أمريكيه بس , نجم قآل إنهآ عربيّه ومُسلمـه

....: كل ذآ الكلآم مآيهمنـي , يتزوج إللي يبيهآ بس مو بهآلطريقه , هو ولدي ومن حقي أفرح فيه بنفسي , من حقي أشوفه قدآمي وأشهد يوم عرسـه , مو تقولي بيتزوج كذآ مع نفسـه وهو مكآنه ولآ درينآ على شيّ , هآلولد قسم بآلله لو نفذ إللي برآسه لآهوب ولدي ولآ أعرفـــه , وقلّـه هآلشيّ , يمين بآلله إن غضبي وآقع عليـه ليوم الديــــن

مسح على وجهه وهو يزفر بـ هـمّ , من نآحيه يدري عن نجم وسوآيّآه , من يوم يومه ومآيهمّه كلآم أحدّ وإن كآنوآ أبويـه , إللي إعترضوآ أولاً على تخصص الدرآسه الجآمعيه إللي هو إختآرهآ رآفض إجبآرهم له يتخصص بآلعلوم التجآريّه وسوق المآل والأعمآل دآم إنه هو إختآر آلطب مآبقى إلآ نجم إللي يكون خليفة أبوه إلآ إنه عآرضهم ضآرب بـ كلآمهم وإللي يبونه عرض الجدآر متخصص في درآسة اللغآت بـ كُليّـة الـ - ألسـون - , الإعترآض الثآني كآن من بعد تخرجـه وقرآره السفر خآرجاً , آلشيّ إللي لآقي فيه رفض أقوى من أول إلآ إنهم جميعاً صحوآ بيـوم مآلقوه بآلبيـت , مآوصلهم إلآ رسآله من – رآمز – يعلمهم فيهآ إنه هآجـر لـ أوروبآ ... ثلآثيـة قرآرآته هي زوآجـه من هذي إللي مآيدرون عنهآ شيّ , وإللي على الأغلـب بيتـمّ , وإن تهديد مثل هآللي تلفظت به أمه آلحين هو آخر همّـه , وإن زوآجه لآمحآلـه ........... وآقع , وآقع !



/
/


إنفتح البآب بهدوء وبلآ إستئذآن ليتفآجئوآ ثلآثتهم بوقفتهآ قدآمهـم ..
المفآجئـه إللي تضآعفت من ظهـرت الثآنيه من ورآء ظهرهآ ..

بدهشـه إستنكآريّه من جرأتهآ ضيق عيونه مستفهم وجودهآ بعدم تصديق: إنتــــي !!
كمآ الصخـر , ثآبته بلآ أي إنفعآل , عيونهآ تمآماً مصوبه تجآه إنعكآسهآ البشري المشدوه , آللحظـه إللي إلتفتت لهآ أمهآ بعقدة حآجبين مستفهمه قصد إبنهآ لهآ: شفيكــم إنتــو !!!
بـ جنون ثآئر قطع المسآفه من مكآنه لبآب مكتبـه الزجآجي لتعترضه أمه فآصله بينه وبين أخته قبل يوصل لهآ فآرده ذرآعيهآ حمآيةَ لهآ وقد إمتلآ وجههآ بصدمه من ملآمحه المتجهمه ووجهه المكفهر: وآئــــــــــل !!!

شدد على كلآمه من بين أسنآنه ينآظرهآ بـ كُره آخذ بـ التصآعد والإرتفآع: هــذي وش إللي تسويـــه هنـــــــآ !!!
دفته من صدره بيديهآ رآدته خطوتين للخلف: وش قصدك إنت ! هذآ بيتهآ
....: تخســى هذي الفآسقه تكون من أهل البيــت .. إنقلعــــي برآ يآسويدة الوجـه مآلك مكآن بينـــآ
...: وآئــــــــــــــل !!!

نآظر أمه بـ حده طآلبهآ بـ جفآء: يمّـــــه .. إطلعـي إنتي من الموضوع
....: لآ مآرح أطلـع ! دآرين بنتـي , وهذآ بيتهآ مثل مآهو بيتك ..
....: لآ مآهيب بنتـــك , ولآ هذآ إهـو بيتهــــآ
صدمه جمآعيـه نآلت من ثلآثتهـم دونهآ .. أمـه , تغريـد .. وميسـم .. إلآهـآ !
أخفض بصره للأرض مكور قبضتيه بـ غضب , قآلهآ عن عمـد لشيئن بقلبـه .. علّهآ هآلجآحـده تحسّ بنفسهآ , تثمن أفعآلهآ وتقدر النآس من حولهآ ..

إرتفع نظره بـ البطيئ لـ أول من وصلت عيونه لمستوآهآ المنخفض وهي على كرسيهآ المتحرك يدهآ على فمهآ المنفغر تنآظره بـ صدمه إستنكآريّه غير مصدقه للي توّه وقآلـه .. تلتهآ تغريد إللي مآشآف إلآ الوجـع بعيونهآ .. الوجـع إللي أرجعه لصوآبـه , وإنه بهآلإهآنه المتعمده أذآهآ مآوصل مدآه بس لصآحبة الشآن المعنيّه دآريـن ... الأذى وصل دآريـن وتوأمهآ تغريـد إللي حملت نظرآتهآ الكسيره أكوآم من الألـم واللـوم والعتـب !
أمه إللي همست بـ ذهول من جرأته بـ الإفصآح عن هآلشيّ سآئلته بـ إستنكآر وآهن , خآفت وبآهت: وآئــل !!

إبتلع ريقه مغمض عيونه لثوآني خآطفه قبل يفتحهم بنظره جآمـده صآرمه مشدد على كلآمه إللي مآحمل أي ذره من الندم أو حتى محآوله لتصحيح قولـه على سبيل الإعتذآر أو حتى تجميل القصد والمعنى !

....: إيه يمّـه مآهيب بنتـك .. ولآ هآلبيت بيتهـآ .. هي بنفسهآ عآرفه هآلشيّ من زمآن أول .. وآلحين تغريد وميسم بعد عندهم العلـم .. بس الشيّ الجديد إللي مآتدرينه إنتي هو سوآة هآلخبيثـه قليلة الربآ جعلهآ الموت , جعلهآ تفكنآ ونرتآح عسآهآ هي بعد ترتآح
ضربت صدرهآ جزعه: بسم آلله عليهآ .. وآئــل شهآلكــــلآآآم !!!

صدّ عن أمه وإقترب صوبهآ موقف قبآلهآ سآئلهآ بـ لعآنه وكأنه مآيدري: ولآ لك رآي ثآنـي يآهآنـم ؟ مو هذآ إللي تبينه من زمآن ! إنتحرتي مره وثنتيـن لو إنّآ دآريين عن سوآد وجهك كآن خلينآك وإفتكينآ ... وشهو ذآ إللي سويتيـه بـ أختك !!! وشهو ذآ إللي سويتيـه بـ تغريـد ووشهـو إلي سويتيـه مع مآلك المُرشـد !!!!

بسرعه وحِده إلتفتت أمهآ لتوآجههآ بحآجبين مرفوعين دهشـه وإستغرآب .. آللحظـه إللي إنتقلت فيهآ أنظآر دآرين الفآرغه من أيّ معنى لتغريـد ثم ميسم بـ التبعيّـه .. ثم لـ وآئل إللي كآن غضبه الكبير وآضـح .. متمكن من أدق تعبيرآت وجهه , كآمل ملآمحه .. ونظرة عيونه ..
أخفضت رآسهآ بتخآذل موقع قدميهآ وتسآؤل وحيد بقلبهآ .. وش اللي ممكن تخآف منه من بعد هآللحظـه .. آلخوف من الفعـل أو الخوف من إفتضآح هآلفعـل .. الخوف إللي تأكد لهآ بهآللحظـه هو خوف الفقـد .. فقـد الشخص الوحيد بحيآتهآ إللي عنى لهآ الكثيـر , الشخص إللي معـه أمآنهآ , سكينتهآ ورآحـة بآلهآ ..

تذكر أول مره تعدى فيهآ عليهآ .. من قرآبـة العآم كآمـل وهم بـ طوآرئ المستشفـى ..
أبركهآ بـ الأرض منهآل عليهآ بركلآته العنيفـه القآسيـه والموجعـه ..
الألم العضوي إللي سببه لهآ وإللي مآكآن إلآ حموّ وحرقـه على إللي صفتهآ الحين زوجـه لـه ...
من يومهآ وهي تحسّ بـ السلب , من إللي سلبتهآ أولاً أبوهآ .. سلبتهآ ثآنياً أخوهآ ..
ليش أبوهآ إعترف بـ ميسم وآثرهآ دوناً عنهآ .. ليش وآئل دآئماً مُنحآز لميسـم دفآعاً وخوفاً ..... وإهتمآماً !

جرحهآ الدآمي نفسياً سببه كآن رجـل إسمه فيصـل وصفته أب لهآ .. ترآءى إن دوآهآ لآبد أن يكون رجـل .. إعتقدت إنه وآئـل بـ إسمـه , أخوهآ بـ صفتـه .. أو إبن عمهآ .. مآيهـم ..
لحظـة خذلآن وآئل لهآ تبدل هآلإعتقآد إن الرجل الوحيد القآدر على إحتوآءهآ بـ تعويض كتلة النقـص وسدّ فجوة الإحتيآج العآطفي هو أيضاً رجـل .. أقرب مآيكون لهآ من رجع أنفآسهآ ... رآئف بـ إسمـه , زوجهآ بـ صفتـه .. إلآ إن الخذلآن مآزآل مستمر وكل مرّه أقوى من سآبقتهآ مع كل الذكور إلي تجرأت إنهآ تأمل فيهم دوآء دآءهآ ...

....: مآسويّت شيّ
ردهآ البآهت الخآفت وكأنهآ تكلم نفسه , ردهآ البآرد إللي أعقب عليـه بـ كفّ قآسي , قوي , عنيـف , ومؤلـم ..
بعيون لوّآمه مدمعه نآظرته بـ ألم ويمنآهآ على صدغهآ الأيسر ..
ردّ الفعل إللي مآقدرت أمه تتم على سلبيتهآ أكثر ..
شدته من ظهره معفطه ثوبه: وآآئـــــــــــل , شللـي سويتــــه إنـــــــــت !!!

إمتدت سبآبته اليمنى المُشنجه تجآههآ وعيونه الغآضبه يقدح منهآ الشرر مثبته لعيون أمه المشدوهه المتفآجئه: هذي إللي تقوليـن عنهآ بنتك .. العآقلـه المحترمـه المتربيـه , هذي هي نفسهآ إللي شفتيهآ بـ الفيديو إلي أرسلـه لنآ ولد المُرشـد .. دآريـــــــــــن يآ أمـــي إللي كآنت بـ الفيديو مــــو تغريــــــد
بصدمه توسعت عيونهآ لآخرهم شآهقه شهقه سريعه مبآغته بتفآجئ إستنكآري رآفض للي توهآ وسمعته , يدهآ على فمهآ تنآظر بـ دآرين إلي تجعد وجههآ بمقآومه مآتنهآر وتبكـي أمآم كل نظرآتهم المختلطـه ..
نظرآت تغريد العآتبـه , نظرآت ميسم الـ آسِفـه , نظرآت وآئل الإحتقآريّه المشمئزه .. ونظرآت أمهآ المذهولـه الرآفضـه !

لآشعورياً إنهآلت دموعهآ في صمـت بعدمآ أبقت أمهآ على آخر ذرآت صمودهآ وتمآسكهآ , سؤآل بآهـت , تسألهآ التأكيد وهي غير مُصدقه: هذآ صـدق يمّــك ؟

إمتد ذرآعهآ الأيمن مأشره بسبآبتهآ المرتجفه تجآه تغريد الوآقفه جمب مكتب أخوهآ بـ ملحقـه الخآرجـي , إنهآرت تمآماً بآكيـه , تصيـح بـ سخـط محآوله تبرير فعلتهآ من وجهة نظرهآ: أيـــه أنــــآ , أنآ إللي سويتهآ مو تغريــد بس كلـه عشآنهــآ .. عشآن تغريـــــــــــد , كنت خلآص قد تخيرت لـ رآئــف , تغريد إللي لهآ سنوآت بآلبيت قآعده مخلصه ثآنويتهآ مآحد طلبهآ ولآ كآن أحد بيطلبهآ لأنهآ غبيـه .. غبيـه ومغفلــه وأنآ مقدر أتركهآ وحدهآ , مقدر أتركهآ معـك .. أدري إنك أمنآ , بس هذآ لأنآ كبرنآ وإنآ مآنعرف أم غيرك .. بـ النسبه لنآ إنتي أمنآ الوحيده بس أنآ وتغريد لآآآآآآ , عندك لآ ... مآكآن لك إلآ بنت وحده هي شروق وولد وآحد هو وآئـــل .. تقولينهآ دآيم وإنتي مآتدرين كل مآضآق خلقك من أي تصرف أنآ أسويه أو حتى تغريد تسويه لو مو بقصدهآ قلتي هذي لعنة بنآت فيصــل ... لمآ قطيت نفسي من الشبآك قلتي لعنة بنآت فيصل .. يوم جآني تسمم بـ الأدويه قتي لعنة بنآت فيصل لدرجة إني عزلت نفسي عنكم عشآن مآتبين أخطآئي , مآ أسوي أي شيّ يزعجك عشآن مآ أسمع أكثر كلمة توجعني منك وهي لعنة بنآت الزفـــــــــــــت فيصـــــــــل , بس عشآن مآ أبي تغريد تسمع هآلكلمـه , تهمسين فيهآ وهي مآتسمع بس أنآ أسمع .. تذكرين يوم طآح الكآس من يد تغريد وإنكسر إنتي وش قلتي ؟ تذكرين

يوم إلتوت رجلهآ وطآح منهآ صحن الرز وإنتثر بـ الأرض وش قلتي ؟ حتى يوم طآحت منهآ فرشة المآنكير وهي تلون أظآفرهآ وبقعت بنطلونهآ وش قلتي ؟ قلتي لعنة بنآت فيصـل .. هذي وهي كلهآ أشيآء تآفهه , وش يعني كسرت صحن ولآ كآس ولآ لطخت ملآبسهآ !!! تذكرين يوم وآئل قآل يبي يتزوج ميسم وش صحتي فيـــــه ! لطمتـي وجهـك وصحتـــي يــــــــــــــآآآرب متى نفتك من لعنـة فيصــل وبنآتـــــــــــه !!! إفتكيتي مني يوم تزوجت رآئف بس جت ميسـم .. بتتحملين إنتي ميسم ؟

لآتنكريـــن إنك رآفضه هآلزوآج , ورآفضه هآلعلآقه مو عشآن ميسم معآقــه لآآآآآآ , أنآ أدري من زمآن .. أدري عن رغبة أبوي يطلب ميسم لوآئل قبل حتى هي تنخطب لفرآس المآلكي .. قبل يموت وهي تنشـــل ... قبل حتى يفكر فيهآ وآئل إبنك وهذآ بس لأنك مآتبين زود من فيصـل وإللي من نآحـه , إكتفيتـي .. أنآ وتغريـد ضغطنآ عليك كثير مآنتيب حمـل بنت جديده ثآلثه من بنآت فيصل

إنتقل نظرهآ من أمهآ المصدومه يترآءى لهآ إنهآ بللت نفسهآ من صدمتهآ بـ تصريحآت دآرين العلنيّه بهآلكم من الحسـره والقهـر , نآظرت بـ تغريد السآكنه مكآنهآ مغرغرة العيون , لآنت نبرتهآ بـ وهن: شفتي يآلـغبيّه ؟ شفتـي وعرفتـي , عرفتي الحقيقــه !! أنآ مآقصدت أجرحك ولآ أئذيك أبداً يآتغريـد .. إنتي أختي وأنآ أحبـك , أدري بسوآتي إنك بتتعذبين شويّ بس أرحم , أرحم من عذآبآتي إللي عشتهآ بهآلبيت .. مآسويتهآ إلآ لأني دآريه بزوآجك من مآلك بتكونين مرتآحه .. مآدياً ونفسياً , هذآ كآن قصدي .............. تغريــــــد

ضآقت عيونه أقصآهآ إستنكآراً سآئلهآ بعدم تصديق خآفت: عذآبآتك إللي عشتيهآ بهآلبيت !!!!

....: خلآص يآوآئـــــل
إلتفت ورآه لذيك البآكيه إللي طلبته بـ بحّـة صوتهآ الطبيعيّه المُعذبه إلآ إنه تجآهلهآ رآد ينآظر بـ إنعكآسهآ الظآلم قولاً: خلصت كل فُرصـك معي يآدآرين .. يشهد ربي إنهآ كآنت فُرص بلآ نهآيـه , وإنتي دآريه إني كنت معك غيـر , إنتي وحدك غير , غير حتى عن شقيقتي شـروق بس إنتي نآكــره .. مآتسآهليـن , مآيطمـر فيك الطيـب أبــدّ .. إنتي يآدآرين إللي كنتي معيشتنآ كلنآ بآلعذآب , مدري شقــول ...... آلله يعينك على نفسـك

قآلهآ بـ خيبة أمل لتفآجئه تغريد إللي إقتربت تجآههم قآصده دآرين فآتحه لهآ كفهآ الأيسر ... الطبيعي إنهآ تنحآز لـ تؤآمهآ مهمآ كآن ظآلـم , قآسي عليهآ , ظآلمهآ ... وجآرحهـآ .. هي بـ الأخير أختهآ ونصفهآ الثآنـي ..
بس تتم تغريد مثلمآ قآلت عنهآ توأمهآ , سآذجـه , مغفلـه ...... وغبيّـه

إمتدت يده سريعـه قآبضه على معصمهآ الأيسر جآبرهآ بقسوه تبتعد عن دآرين قبل تنطبق يديهم على بعض رآدهآ ورآه وهو يحول بينهآ وبين دآرين إللي أمرهآ بِـ جفآء قآسي: بـــــــــرآ
إعتصرت ثوبه بقبضتهآ اليمنى من ورآ ظهره بـ توسل وآهن , مبحوح: لآ يآوآئــل تكفــــى

....: بطلـع ومعـي تغريـــد
رصّ على فكيّه بآلقوه مآيدري صبره لوين بيوصل , على الأرجح إنه قآرب على النفآذ .. برغم ضعف موقفهآ بهآللحظـه إلآ إنهآ مآزآلت صآمده , مُدعيّه الثبآت والقوه ............. واللآمبآلآه !
....: بتطلعيـن برآ بروحـك , وهذي هي طلعتك الأخيـره لأن دخولك اليوم هآلبيت كآن الدخول الأخير ..
....: بطلـع ومآنيب رآده بس معي تغريـد أختـي
....: تغريد أختك طلبـت الطلآق , الشيّ المفروغ منـه وإللي رح يصير إن شآلله ... تغريد أختك مردهآ لبيت أبوهآ

بصدمه إرتفع نظرهآ لمآ ورآء كتوفه بـ صدمه في محآولة الوصول لوجه تغريـد وفحص ملآمحهآ , مآتبي تشوف إلآ شيّ وآحد , شيّ رآفض رفض قطعـي , علنـي , وآضح وصريح للي توّه وآئـل وأعلن عنـه ...
إلآ إنهآ مآقدرت , مآقدرت حتى توصل لوجه تغريد وتقرأ تعبيرآته حتى وإن كآنت فآرغه من أي إيحآء وتعبيـر ومعنـى ..
همست بـ بهوت غير مستوعبه رآفضه التصديق: صدق يآتغريـــد ؟!

....: صدق يآدآريــن
بلمحه خآطفه إلتفتت لذيك إلي جآوبتهآ بـ هدوء هآزه رآسهآ إيجآباً بتأكيد ... ميسم بملآمحهآ الخآنعه , مفرزه كميآت غزيره من الأسف والشفقـه , الشيّ إللي زآد من تأججهآ دآخلياً .... كيف لهذي الكسيحـه ترمقهآ بهذي النظرآت الآسفـه ... هي دآرين بذآتهآ أبعد مآتكون حآجتهآ عن شيئ من العطف , الموآسآه أو المآزره من ........................ من هذي المقعده عديمة الحيلـه !

تجآهلتهآ عن عمد مكرره سؤآلهآ بـ جفآء مفتعل يظهر فيه صوتهآ مهزوز مرتجف: صدق هآلكـــلآم يآتغريــــــــــد

لحظآت من السكون حآملـه كثير من المشآعر متضآربة المكنون .. أسف ميسم وشفقتهآ , صدمـة أمهآ ... خنوع أختهـآ .... وجمود أخوهآ إللي يظهر بنظرآته وكأنه ............. شآمـــت !
مُستلذ بـ الموقف , مُستلذ بـ إنهيآر شموخهآ في صمــــت ...

....: إيـه صــدق
توسعت عيونهآ بصدمه رآفضه التصديق تآظر بـ أختهآ إللي ظهرت من ورآء ظهره مطبقه كفيهآ لبعضهم بوسط جسمهآ رافعه كتفيهآ مقوسه فمهآ بتعبير البآئس عديم الحيله تأكيداً على صحـة إللي هي سمعتـه ورغبتهآ الحقيقيـه فعلاً بـ الطلآق !

الجوآب التأكيدي إللي من بعده مآل فمه يسآراً بـ إبتسآمه هآزئه آمرهآ بـ إشآرة حآجبيه للبآب من ورآهآ: بـــرآآ
تعلقت بمرفقه الأيسر شآدته متوسله بـ بحّه بآكيه شبه مسموعه: لآآآ يآوآئــل , لآتقولهآ .. أنآ مسآمحتهآ , وربي مسآمحتهآ

....: إذآ إنتي مسآمحتهآ أنآ لآآ .. ولآ أبوي ولآ أمـي , هذي مآلهآ أمآن .. أذآهآ وشرّهآ وصل لـ ميسم ووصلـك .. وش تآليـه !

تغريد: تكفـى يآوآئــل .. آلله يخليــ ........
....: إطلعـي برآ يآدآريــن
بذهول قطعت ترجيهآ لـ وآئل تنآظر بصدمه – ذيــك - إللي أمـرت بـ جفآء ...
بذهول مآقلّ عن إللي قد تملك تغريد , تملك ميسم رآفعه رآسهآ لمستوآهآ وهي على كرسيهآ رآغبه في تأكيد حقيقـة إللي سمعتـه !
نطقت تغريد بـ وهن مسحوب غير مصدقه: يمّـــــه !!!

أعآدت أمرهآ الجآف إلآ إن هآلكرّه كآنت بـ هدوء مُريب مغمضه عيونهآ: إطلعـي برآ يآدآريــن ........................ إطلعي ولآ عآد ترديــن !



/
/



قآمت عن مكآنهآ بسرعه قآعده جمبه بآلمكآن إللي تركته أمهآ غآضبه مغآدرتهم لتسأله بـ تحري موسعه عيونهآ هآمسه: الكلآم دآ بقـد يآعُمــر !!!
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه المطبق بمعنى إنه – للأسـف صحيـح –

....: وإمتى عرفتـوآ !!
....: دق علي أنآ الأول علمني بـ السآلفه بس قلت له يبلع لسآنه ولآ يعلم أحد , كنّآ بـ أول أيآم عزآء سيف
ضمت فمهآ لقدآم بـ تعبير التفآجئ – أووووو – ليكمل هو: الأخ منّه بـ الجوّ أبدّ , ولد خآلته ميّـت وهو يفكر بآلزوآج
....: بس هو مكنش يعرف , إنت إللي أولتلـه صـح !
....: أهـآ
....: ومآمآ عرفت إزآي ؟
....: أنآ اليوم علمتهآ قآصد هآلشيّ عشآن أعرف أخفف عنهآ الخبر , نجم جلـف مآعنده إسلوب
تمتمت هآمسه وعدم التصديق بنظرتهآ البآسمه الممتده للفرآغ من قدآمهآ: يخربيـت عئلـك يآنقـم
سيّح جسمه ع الكنبه الإسفنجيّه الضخمه مصفط يدينه تحت رآسه ينآظر بـ السقف مبتسم: ههههه يعجبني هآلولد
....: بتهـزر إنت كمـآن صح !

....: لآء بس الفكره نفسهآ , كذآ بين يوم وليلـه عجبته بنـت ويقرر إنه يتزوجهآ , زوآج سهـل ويسير بدون أي تعقيدآت أو شروط .. مآحد عآيش حيآته صدق إلآ هآلنجـم
....: ههههه طب إسكت لحسن مآمآ تسمعك وتسود عيشتك دلوئتي
....: ومين قآل إنهآ بآقي مآسودتهآ

أرخت ظهرهآ جمبه ممدده سآقيهآ قدآمهآ يديهآ على بطنهآ تنآظر بـ السقف: ليه عملتلك إيـه !!
....: قآمت تصيح وتندب وتلطم وجههآ , آلله مخيبهآ بـ عيآلهآ , مآعرفت تربي ولآ تجيب رجآل هههههه
....: هههههه أووووهـ شكل فيه وآحد إتهــزأ قآمد
....: ههههه أخوك النذل , هو يبي يتزوج شذمبي أنآ أمك تعآيرني قآل إيش أنآ عآنـس !!
....: عآنـــس !! هههههه
....: مدري عن أمك ذي , قآلك كيف الصغير يتزوج قبل الكبير , وأنآ لمتى بتمّ قآعد بدون زوج لين صآر عمري أربعين
بققت عيونهآ بدهشه والإبتسآمه بوجههآ: أربعيـــــــــن !!!
....: هههههه أمك الظآلمه

....: بس على فكره مآمآ عندهآ حـئ , هي فعلاً من حئهآ تفرح بيكـم .. فرحة الأم لمآ بتقـوز أولآدهآ أكبر من فرحتهآ بكتير من قوآز بنآتهآ .. وإنت فعلاً سنك منآسب للقوآز ومفيش أي حآقه تمنعك بصرآحه محدش فينآ فآهم سبب رفضك وفوء دآ كلـه الأستآز إللي ضآرب الدنيآ طنآش , آل إيه رآيح يتقـوز ...... كدآ منو لـ نفسو ! دآ عبيـط ولآ أهبل ولآ إيـه ! يآعُمـر مآمآ نفسهآ تفرح بيكـم
إعتدل بجلسته لآوي فمه بـ تململ: إيه إيه تزوجنآ وتفرح فينآ وتشيل عيآلنآ إنتم كذآ يآلحريم كل كلآمكم وآحد

من فورهآ إستقعدت تنآظر بـ العدم قدآمها موسعه عيونهآ , شلون سهت عن هآلشيّ , آلشيّ إللي هو أسآساً سبب زيآرتهآ آلحيـن ... على طآري شيل العيآل .. وقفت والإبتسآمه بوجههآ لينآظرهآ هو معقد حآجبيه بـ إستغرآب: شفيـك !!
أشبكت يمنآهآ بيسرآهآ جآبرته يوقف سآحبته ورآهآ بآلقوّه خطوآته ثقيله متلكعه والإستفهآم بوجهه: تعآلــــــــى هئولــك إنت ومآمـــآآ , هتبئــى خآلــوو يآعُمــــر .... مآمــــــــــــــآآآآ , يآمآآمــــــــآآآ


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 04:05 PM   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


إمتد بصرهآ للجدآر البورسليني الأبيض المقآبل لهآ ليستقر نظرهآ على التقويم الورقي المثبت بـ الجدآر قدآمهآ مشير لمنتصف شهر فبرآير .. اليوم الرآبع عَشـر ..

أنزت عيونهآ للصينيّه إللي تسحبهآ من الفرن يظهر فيهآ آلبسكويت متراص برتابه على شكل قلوب مطبقه فمهآ بـ خيبة أمل " الغبيّ , قآل إيش يوم زوآجنآ بـ عيد الحُبّ .. وش إللي أرتجيّه منـه .. آآآآه مآ أغبآنــ ................."

قطعت كلمتهآ بـ إنتفآضه قويّه لجسدهآ إللي تأهبّ من لمسـه مفآجئـه ومآسرع مآ أطلقت تأويهه فركت من بعدها بآطن سآعدهآ الأيمن بسرعه وبقوّه من إلصقت فيه حآفة الصينيّه السآخنه محدثـه حرق جديـد جمب بآقي الحروق القديمه ...

....: وأن مو قلت مآعآد لك وقفه عند الفرن ؟
رمقته بنظره حآقده رآصه على فكيهآ بآلقوه وهي تحك جلدهآ إللي إحمر لونه قبل تسفهه مطلعه الصينيه من الفرن منزلتهآ على الرخآمه العريضه متوجهه صوب الحوض الإستآنلس مبلله سآعدهآ بمويّة الحنفيّه البارده تهدي من حرآرة الإحترآق ليلحقهآ هو بـ فمّ مطبق قهراً إنفرج بـ صوت مخنوق من الغيظ لتجآهلهآ: سِـت ليـلآ , أكلمك أنآ !

....: مآيجي من شوفة وجهك إلآ المصآيب , لو إني مفكره بـ دولآر وآحد مآكآن حصلته !
تمّ على وضعه لثوآني معقد حآجبيه إنحلوآ أخيراً بـ إبتسآمه وآسعه كآشفه على رتآبة أسنآنه بنبره خفيضه أشبه بـ - التميلح - : يعني كنتي تفكرين فينـي ؟
إنعفس وجههآ بتقزز مقلبه له عيونهآ بـ إشمئزآز رآميه الفوطه الصغيره بعدمآ جففت يدهآ من المويّه مجآوبته بـ جفآء: للأســــــــف
سحبهآ من معصمهآ الأيسر قبل تبتعد عنه جآذبهآ تجآهه بـ القوّه: ويـن رآيحــه
أغمضت عيونهآ طآلبته بـ نفآذ صبر: نجــم خلينــي الحيــن

....: وإذآ مآخليتك ؟
فتحت عيونهآ مجآوبته من بين أسنآنهآ: عندنآ شغل كثير اليوم , مآني فآضيتلك أبدّ
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه مفتعله: وآلله !
طيرت عيونهآ مطبقه فمهآ بلآ ردّ ليكمل هوّ قاصد اثارة إستفزآزها مضيق عيونه بـ ثقه: إن بغيت الحين أفضيك لـي غصـب سويتهآ
نآظرته بـ حقد: إنت على أي أسآس تكلمني كذآ وبـ أي صفـه ..! فك يدي آشوف
شدد من قبضته اليمنى على معصمهآ جآذبهآ أكثر له محآوط خصرهآ النحيل بيسرآه: بصفتـي زوجك يآهآنـم

شهقت نفس حآنق بنفآذ صبر: آستغفر آلله
....: مآشآلله , تعرفين للإستغفآر سِت ليلآ !
ضيقت عيونهآ بـ مقت مجآوبته بـ جفآف: تعلمتـه مخصوص عشآنك
....: أشوى أجل , تآخذين حسنآت بسبتـي
....: يآخي آلله يآخذك وتفكنــي
....: آلله يآخذنــي إن صدق فكيتــك
أطلقت زفره مغتآظه سآئلته بـ حنق: الحين إنت وش تبي هآآه !

فك معصمهآ متحسس خدهآ الأيسر بظآهر أصآبعه اليمنى: وليلوشـي ليش معصبه ؟ روقـي يآقلبـي اليوم الـ Valentine
دفته من صدره بآلقوّه مرتده عنه خطوتين: فآلنتآيـن بـ عينك , إطلع برآ يللآ لأعلم جوزيف عنك
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للتفآجئ هآمـس: أبـــــو كــــــــرش !
أرخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بـ يأس , هذآ مهمآ تهين فيه مآفيه فآيده , جِبلّه مآيحسّ ..
وصلهآ صوته هآزئ: وش بتعلميه إن شآلله أبو كرش ؟
ولته ظهرهآ تنآظر بـ الأفرآن المشعله من خلف زجآجهآ: إنك معطلنـي وإحنآ عندنآ شغل كثير

أسند نصفه السفلي للمطبخ من ورآه رآفع لعيونه بسكوته من الصينيه على شكل قلب ..
البسكوته إللي تمّ يقلبهآ مقوس فمه: القلوب هذي يعني لعيد الحُـبّ !
سحبتهآ منه بغيظ منزلتهآ بـ الصينيه آمرته بـ جفآء مآده ذرآعهآ الأيمن مأشره بـ سبآبتهآ تجآه البآب: إطــــــــلــــع .. بـــــــــــرآ
كتف سآعديه رآفع حآجبه الأيسر بـ تحدي: وإن مآطلعـت ؟
....: يآخي إنت مآتفهم ؟ مآتحــس ؟ وشهـو ذآ مآعندك دمّ ؟
....: يعني مآشتقتيلي ليلآ !

ضربت جبينهآ برآحتهآ اليمنى مخبيه عيونهآ إللي أغمضتهم بـ يأس في حين إستقرت يديه هو على كتفيهآ , ترآخت لـ تعتصر ذرآعيهآ: شهـر بـ كبره يآظآلمه مآشفتك
لوت فمهآ إستخفآفاً: إيـه .. وهذآك شفتني .. – أردفت هآزئه - بيوم زوآجنآ
طير عيونه مبتسم بعدمآ بلل شفتيه هآز رآسه نفياً في حين أكملت هي بـ رفعة حآجب: أقدر أشوف شغلي الحين مِستـر نجـم ؟

....: بتشوفينه طبعاً , بس مو قبل تشوفين شغلك معي أول مِسـز نجـم
ضيقت عيونهآ مستفهمه من وقع الكلمه – مِسـز نجـم – إلآ إنهآ زفرت بصبر نآفذ وقبل تنطق طآحت عيونهآ على ذآك أصهب الرأس واللحيه إللي أظهر رآسه من ورآء البآب سآئلهآ: إنتهيـــتِ ؟
بتفآجئ توسعت عيونهآ وكأنه تذكرت شيّ من سألهآ جوزيف لتبتعد عنه بسرعه صوب الأفرآن إللي بدت تلف أبكآر الإشتعآل لهم فآصلتهم متأففه وهي تسحب الصينيه الوحيده إللي قآربت على الإحترآق: هــــــــــــففف , وإحترقت بسبتك

رفع نفسه على طآولة المطبخ الرخآميه جآلس عليهآ وعيونه تتآبع حركتهآ المشتته وهي تطلع الصوآني بـ عجله رآصتهم متلآصقين على رخآم المطبخ بوجه عآبس متكدر ليرفع هو قطعة بسكوت قآضم منهآ قضمته الأولى: إنتي هنآ قآعده تتعنين وهم برآ يآخذون آلطلب ويهآدونه
أطبقت فمهآ بضيق مجآوبته بـ إقتضآب: أكل العيـــش
....: طيب هم يتهآدون هآلبسكوت إنتي من بيهآديك ؟

أطلقت زفره هآزئه مطيره عيونهآ بـ إستخفآف: قليل البخــت , مآلي بـ الطيب نصيب
شدهآ من عضدهآ الأيسر قبل توليه ظهرهآ إللي مآل للخلف بسبب جذبه لهآ: آآآآهـ نجــــم ............... وش ذآ ؟
حآوط وسطهآ بـ سآقيه إللي إلتفوآ حولهآ مشبكهم من خلف ظهرهآ مقربهآ برجليه خطوه تجآهه ..
آلخطوه إللي بسببهآ إلتصق بطنهآ بـ الرخآمه إللي هو جآلس عليهآ تنآظره بـ حده ..
النظره إللي تجآهلهآ هو بـ عيون مُستعطفـه لهآ محتضن وجههآ الصغير بين رآحتيه العملآقه متحسس وجنتيهآ بـ إبهآميه: قولي وش تبيـن !
تنهدت بـ ضيق هآمسه: مآبـي شـيّ

....: ولآ حتى أنآ ؟
ليلآ: ...............
....: مآتبينــي ؟
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ تحدي: وإن قلت أبيـك ؟
....: قلت أبشـري
....: هههههه – ضربته من أعلى وركه الأيسر مبتسمه بـ حرج – يآخي مآلك دآعي

مسك ذقنهآ جآبرهآ تثبت نظرهآ عليه: تبينـي ليـلآ ؟
....: هههههه نجم شفيـك ! فكنـي بس خلّ أشوف البسكوت
كشر بـ إشمئزآز مشدد من حصآر سآقيه حولهآ: بلآ بسكوت بلآ زفت الحين
....: على فكره كذآ حرآم مآيصير تقول عن النعمه زفت
....: لآتستفزينـي أجل
....: إنت إللي مضيع وقتي وجآيني بمكآن شغلـي
....: بنـــــــــــــــــت !!!

رمقته بنظره تحتيّه مترقبـه مفضله الصمـت من بعد إستشعآرهآ لهجـة التوعـد بنبرته الجآفه وإللي مآسرع مآتبدلت يوم ردّ محتضن وجههآ بـ إبتسآمه هآدئه مُردف بحنآن مُريب شآبه من المكر الكثير: حبيــبــــي
" حبيبـي !!!! هذآ شفيـه ؟! "

أعقدت حآجبيهآ بـ تخوّف شآده ظهرهآ لورآ سآئلته بـ همس متوجس: نجــم , شفيــك !
....: مآقلتي تبينـي أو لآ ؟
رفعت ذقنهآ بـ ثِقـه مجآوبته بـ جفآء صآرم وحآزم: لآء ... مآبيــك
جآهآ الردّ سريع بآرد: بـ الطقآق , أصلاً رآيك مآله أهميّـه
ضيقت عيونهآ إستنكآراً: كيف يعنـي !!! كيــف !
قوس شفتيه المطبقه بلآ مبآلآه: وإن مآتبيني هذآ مآيغير شيّ , المهم أنآ أبيك .. أمآ إذآ تبيني فـ أنآ أكيد رح أكون مبسوط

....: يآ إنك سخيـف وتآفــه , مرآ وآثق مآلت عليك
....: ههههه وش طولة اللسآن هذي ؟
ضغطت على سآقيه نزولاً إجبآراً لفكآكهآ إلآ إنهآ مآقدرت , رمقته بـ حده آمرته من بين أسنآنهآ: فكنــي يآنجـم خلنـي أروح
حرك رآسه بـ - لآ - مجآوبهآ بـ همس خآفت: قولي عنـي مــره إن سويتهـآ
....: هههههه أنآ من زمآن قآيله عنك مـره , فكنـي يلآ
....: وآلله !

وسعت عيونهآ بـ تهديد جآبره فمهآ المبتسم على الإنطبآق ليرد هوّ بحركة سآقيه المطبقه حولهآ بـ إجبآرهآ على الإلتصآق بـ حآفة المطبـخ: مآرح أفكك يآ ليلآ ولآ رح أخليك تروحين
....: إنت وبعدين معـك !
إنعفس وجهه بـ إشمئزآز رآمقهآ بنظره تحقيريه قبل مآتمتد يمنآه لجيب الصدر الدآخلي لـ جآكيته الجلدي: أبـدّ مآتنعطين وجـه , هذآ وأنآ إللي أبي أكون رومآنسي معك
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ المضمومه مآطتهم تسلك له إللي يقولـه .. ولآ هذآ الجلف وينه ووين الرومآنسيّه !

الشيّ إللي تأكد وهو يأمرهآ بـ جفآف وبآقي ملآمح التقزز والإشمئزآ بوجهه الممتقع: إقربـي يآمـآل اللللللــ ...........
نآظرته بحده تستنطقه بـ جفآء متوعده: يآ مآل الـ إيش ... قــول !!
....: مآل إللي مآنيب قآيل .......... تعآلـــي
إنخفض بصرهآ للشيّ اللآمع المتدلي من بين أصآبعه ومآسرع مآنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب هآمسـه بـ سؤآل خآفت مستفهم: إيش هــذآ ؟
أحنى ظهره عليهآ فآرد السلسآل إللي مآسكه من طرفيه بـ كلآ إصبعيه الإبهآم والسبآبه من كلّ يدّ: اقربـي أشوف

بـ إنقيآد أحنت رآسهآ لتحس بـ لسعة المعدن البآرده لبشرتهآ الدآفئه وفحيح من أنفآسه الحآرّه قرب أذنهآ اليمنى في محآوله منه لـ شبك طرفي السلسآل حول عنقهآ ...

السلسآل إللي اخفضت بصرهآ لهآ ملصقه ذقنهآ لصدرها مقوسه فمهآ بـ إستغرآب أوضحه لهآ وهو يتحسس بـ أنآمله مثيرة الحركه بشرتهآ الدآفئه لحوض صدرهآ وصولاً للسلسآل الرقيق وإللي كآن طآبقيـن متشآبكين , العلوي منه متدلي منه نجمه صغيره لآمعـه تحتهآ بـ السلسآل الثآنـي تعليقة Infinity – إشآرة إلآ مآلآ نهآيه – ألمآسيّة برّآقه بنفس حجم النجمه الصغيره من فوقهآ .. – همس بـ عذوبه خآفته شبه مسموعه وقد ثبتت أنملة سبآبته اليمنى على النجمه - : أنـآ نجمــك يآ ليـــلآ

إنخفض طرف إصبعه للسلسآل الثآني مُردف بـ نفس الهمس العذب: إلى مــآلآ نهآيــــه يآليـــلآ

إبتلعت ريقهآ مُصدره صوت مسموع بـ جفون مآوقفت رمـش بـ إرتبآك وصل أقصآه من حركته التآليـه إللي أحدثت ثورة دآخليّه بكلّ مشآعرهآ وأحآسيسهآ إللي إضطربت بـ تشتت وصلت معهآ دقآت قلبهآ لأعلى درجـه تآليهآ الإنفجآر ..
إمتلت رئتيهآ بـ الهوآء منتفخ صدرهآ موسعه عيونهآ لآخرهـم من إحسآس القشعره المستثآره لوقع شفتيّـه الملآمسـه لـ جلدهآ بوسط نحرهآ فوق سلسآلـه بـ همس أبقى على آخر ذرآت الصمود تجآهه: آحبــــك يآليــــلآ

حررت نفسهآ المكبوت بزفره مسموعه غير مُصدقه: نجــــــــم !!!
بلآ إنذآر إنفتـح عليهم البآب ليلتفتوآ ثنينآتهم لذآك إللي وآقف والرعب بوجهه مأشر بـ سبآبته المرتجفه لمآ ورآء البآب في حين إبتلعت هي ريقهآ بـ توتر مرتده للخلف بسرعه بعدمآ فكّ حصآر سآقيه لهآ نآزل عن الرخآمه شآد تيشيرته الرمآدي الدآخلي عن جسمه بعقدة حآجبين مستفهم: شفيـك يآبـو كـرش !

جوزيف: ! who is des
( من هؤلآء ! )
من سأل سؤآله إلآ ومطّ الثآني رقبته من ورآء البآب بدفآشه متشدق سآئلـه بـ عربيّه جآهــره -: هــــآآآه يآلنجــــــم , جآهــز يآعريـــس !

بلحظتهآ ملت الإبتسآمه وجهه في حين إمتلآ وجههآ هي بـ التسآؤل ..
التسآؤل إللي تضآعف بعدم فهم من شده لمعصمهآ الأيسر سآبقهآ بـ خطوآته جآبرهآ تلحقه: جآهــــــز


/
/

/
/


تمسكت بمرفقه الأيسر رآفعه نظرهآ لوجهه , تتمّ هي أقصرهـم طولاً , وأغربهم شكلاً ...
جسدهآ شبه ممتلئ , بيضآء البشـره .. صآحبة ملآمح هآدئـه مُريحـه , بخلآف أختهآ الوحيدهـ سآلي إللي مآثلت بملآمحهآ الحآده القآسيه أخويهآ الذكور .. مآلك وسنـد ..
سند إللي أخفض لهآ بصره بـ فمّ مُطبق وعقدة حآجبين متكدره: خلآص أصآله إطلعي أبيهآ بروحهآ

....: مآلك أخوك يحبهآ يآسنـد , إلآ يموت عليهآ بعـد
....: وش تبين أسوي يعنـي , أترجآهآ مآتترك أخوك ... هـــــــــففف كل مآلي أختنق
....: معليش يآسند تعآل على نفسك هآلمرّه بعد , مآشفت مآلك شلون حآلته , ودي بس أعرف ليش مآتبيـه ؟ سند بآلله علمنـي هو أذآهآ بشيّ !!
مسك يدهآ المعلقه بمرفقه زآفر نفس مُرهق: خلآص أصآله كآفي أسئلـه , ترآني مثلي مثلكم مدري وش السآلفه , وأبي الحين أكلمهآ أفهم منهآ الموضوع

رقت ملآمح وجههآ الهآدئه له بترجي وإستعطآف: طلبتك , حآول تقنعهآ , حتى لو مآلك أذآهآ هو وربي طيّـب , صحيح إنه صآيع ومشكلجـي بس قلبه طيب , وحآسه إن تغريد بآلنسبه له مو زي أي بنت هو عرفهآ , أحسّه حيل متعلق فيهآ , يعني حبـه صآدق ... خليهآ تعطيـه فُرصـه ثآنيـه
شدّ شفتيه المطبقه بـ حنق , بـ الأول مآلك إللي توّه رآد من عنده وآلحيـن أصآله .. وصلت الموآصيل بـ أخوه وأخته يترجونـه يستعطفهآ , يطلبهآ تحنن قلبهآ وترضـى ... مآقدر بخآطره إلآ يستنكر وبـ مقت شديد " يلعــن آلحُـبّ وسوآتــه " !

توسعت عيونهآ هآمسه له بعدمآ وصلهم صوت الطرق الخفيف على البآب: سنـد لآتقسى عليهآ إنت بعـد , خلهآ تهدآ على نفسهآ وعلى مآلك
أومأ رآسه إيجآباً بـ إمتعآض لتفكـه هي بهدوء موليته ظهرهآ مقآبله بوجههآ ذيك إللي تعدتهآ طولاً دآخله من البآب بـ رأس منخفض كآسيهآ السوآد مآيبين إلآ عيونهآ من برقعهآ !
للحين مآهيب نآسيه أمره الحآزم لهآ بـ أول لقآء إنهآ تتغطـى عنه حآذف عليهآ البلوزه زرقآء آللون كـغطآء لوجههآ مآلقى غيـره !

وقفت بينهم أصآله منقله نظرآتهآ المترجيّه مآبينه وبينهآ ثم أتبعتهآ بـ إنصرآف هآدئ موآربـه البآب بفتحه قصيره من بعد خروجهآ ...


....: اجلسـي ليش وآقفه
بـ بصرهآ المنخفض تحركت عيونهآ على سجّآد الفرو النآعم بـ ألوآنه الفآتحه متدآخله من تحتهآ لحد مآرتفعت بآلتصوير البطيئ وإستقرت على جلسـه كلآسيكيّـه لصآلون مُذهب الخشب منجـد بقطيفه بنيّة آللون دآكنه مآثلت السجآد , أول مره تدخل هآلمكآن بـ الطآبق الأول من الفيلآ وإللي إستشعرت إنه المكتب الخآص بـ الرجل الأكبر ... عآمر المُرشـد ..
سريعاً ثبتت عيونهآ المتخوفه على ظهره أول مآ أقفى عنهآ صوب الصآلون جآلس على وآحد من كرآسيه وإللي بجلوسه قآبلهآ وجهاً لوجـه ومآسرع مآ أخفضت رآسهآ جآلسه بـ هدوء على الكرسي المقآبل ضآمه كفيهآ لبعضهم بوسط حجر عبآيتهآ السودآء ...


....: مُصـرّه على الطـلآق ؟!
بلحظـه حست بـ حموّ تجمعت بسببه الدموع بعيونهآ مُطبقه كفيهآ على بعضهم بآلقوّه , آلحركـه الظآهريّه إلي مآخفت عن أنظآره الثآقبـه الفآحصـه لأدق إنفعآلآتهآ ...
لحظآت من الصمت قطعـه صوتهآ المخنوق بـ همس خآفت: إيــه ..
أعرض وجهه مطبق فمه بـ غيظ ينآظر طاولة المكتب على يمينه محرك أصآبعه اليمنى بـ هزآت متتآليه متوتره على ذرآع الكرسي الجآلس عليه: آمـــممم
رمقته من موقعهآ بنظره تحتيّه متوجـسه ردّ فعلـه ..
خفقآن متسآرع وحرآره من أنفآسهآ أحست بتحرق وجههآ من تحت غطاهآ , حضوره مُهيـب على قلبهآ , أقوى من إنهآ تتحمـل وتتمآســك ... شيّ دآخلهآ تجآهه نآطق بـ عنفوآن , صآرخ بـ تمرد ...

....: إذآ هذي رغبتك محد يقدر يعترض , بس مو قبل نعرف أسبآبك .. ومو قبل تكون أسبآبك وآضحه ومنطقيّـه ومقبولــه ...
ضيقت عيونهآ إستنكآراً لجفآءه: ظنتي إنك أكثر وآحد عآرف وشهي أسبآبي
....: أكيد عآرف , عآرف آلحقيقه قبل يصير هآلزوآج , بس طلب الإنفصآل أسبآبه لآزم تكون مبنيـه على إللي صآر من بعد الزوآج ... مو قبلـه
....: إنت وش قصـدك ؟!!

قوس فمه برد فعل بديهي عفوي: يعنـي , أنآ لي بآللي صآر لك من بعد الزوآج .. مآلك مثلاً أهآنـك ؟ تعدى عليك بجسدياً أو حتى لفظياً .. حآرمك من شيّ سوآ مآدي أو معنوي .. مقصر معك بشيّ , مآنعك عن شيّ ... هذي هي الأسبآب إللي فيهآ تطلب الزوجه الطلآق ويكون معهآ الحـق ...
وقفت بـ عصبيّه رآفضه: وإن كآنت أسبآبي غير أسبآبك !! أخوك هذآ مآ أبيــــه .. وبآلهدوء يطلقنـي ولآ رفعت عليـه قضيّـه
إرتفع حآجبه بـ إعجآب لـ جُرأتهآ: أنآ بنفسي برفع لك قضية الخُلـع هذي إن شفت من مآلك خطـآ

....: وإن مآطلع منه أي خطـآ !!
....: قضيتك خسرآنـه
....: لآ مآهيب خسرآنه , أنآ إنجبرت على أخوك بسبب لبس بـ الوضوع , وآلحين كل شيّ إنكشـف , وش إللي يحدني أكمل معـه
....: أهـآآ ... قلتيلـي , هذي هي حجتك يعنـي !! بترفعين القضيّـه وهذي هي القشـّه اللي مستنده عليهآ .. وش بتقولين لهم ؟ إن اللبس هذآ سببه إنهم ظنوآ إن إللي بـ التسجيل هي إنتي مو أختـك ؟ وطبعاً لآزم تظهر نسخـه لهذآ التسجيل يشوفونه كـ دليل مآدي من شآنه يعزز موقفك بـ القضيّه .. طيب منهي أختك هذي ؟ آآآآآآهـ توأمك .. المتزوجـه , من ولـد المآلكـي هذآآ شسمــه !! ذكرينـي ؟ إيه بـ المنآسبه .. بيتمّ إستدعآئـه , وبينعرض عليه هآلتسجيل .. يعني بيشوف الفيديو .. يآبنت محصن ديرتنآ مآهيب بذآ الكُبر , ولآنب عآيشين بـ أوروبآ .. لآ تنسين إنتي بنت منو , وأختك منو زوجهآ , وشهو إسمه ووشهي مكآنته .. ولآ تنسين بعد إنتي زوجـة منـو , ولد منـو .. رآضيـه تكوني المتسببه بـ فضيحـة القـرن هـذي ؟!

إنفغر بفمهآ مضيقه عيونهآ بعدم تصديق , آخر مآتـوقعته يكون سند بهآلدنآءه ولهآلدرجه وضيـع ! أو إنه لهالدرجـه شهـم وقصده يبين لهآ حقيقة الموقف ووشهو إللي بيوصل له بـ النهآيـه ..
....: صدقينـي , مآحد بيخسر إلآ إنتي وإختـك .. وكــــــــــل عيلتـــك ..
همست بـ صدمـه كل مآلهآ يزدآد حجمهآ: وش قصدك !!!
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه مجآوبهآ بـ برود وعيونه بـ الأرض: ولد المآلكـي بيطلق أختـك .. وإنتي مآلك بيطلقك .. وطبعاً للأسبآب السآبق ذكرهآ بعدمآ تصير فضيحـه مآلهآ أول من آخر آلمتضرر فيهآ هو أبوك , وأخوك ... وكل رجآلكم وحتى حريمكم ...

....: تلوي ذرآعي !!!
رفع بصره للسقف محرك لسآنه بباطن فمه منتفخ خده بنفآذ صبر: إفهميهآ مثل مآتبي .. بس طلآق ؟! إنسي يآبنت النآس , مآلك مآعنده أيّ نيّـه
....: إنت إيش إللي غيرك يآسنـد ؟!
بلمحه خآطفه من وقع جملتهآ مبحوحة النبره تعلقت عيونه حآدة النظره بعيونهآ المدمعه لتكمل هي بآقي كلآمحهآ بـ بحّة صوت طبيعيّه إلآ إنهآ كآنت مُعذبّـه , تحآول فيهآ تبين متمآسكه , مآتنهآر .. ولآ تبكي ..

....: إيش إللي غيرك ! أول كنت وآقف معـي .. ومسآندنـي .. إنت بنفسك إللي عرضت علي طلب الطلآق من أخوك وإنك انت إللي بتكون مسئول عنه ... آلحين أنآ أبيه ... ليش إنت رآفض !
أغمض عيونه بـ هـمّ لحظآت قبل يجآوبهآ بـ نبره مُحبطه: إفهمـي يآبنـت , أنآ كلــش مآلي فيـك , أمرك من بعد ربـك بيد زوجـك .. مآلي أرفض أو أوآفق .. هذا شيّ بينك وبينه .. إيه تدخلت من قبل بس ليش ؟ لأني كنت معمـي , مآنيب دآري وشهي الحقيقـه ! شآيف أخوي حآبس وحده بـ شقـه ومآحدن دآري عنهآ ثم أتفآجئ إنهآ زوجته , وحتى اهله مايدرون عن هالزواج ! وش تبين موقفي ورد فعلـي يعني !!

....: إنت بآلنسبه لك تغير الموقف , كنت فآهم شيّ وآلحين إتضح لك شيّ ثآني .. أمآ أنآ مآفي شيّ إختلف أبــداً , مآ أشوفه إلآ ذآك النذل إللي تبلآ عليّ بشرفـي , أهآني وسط عيلتي كلهآ وأهآني وأنآ معـه ... وإن كنت بغفر له وأسآمح إلآ إن إللي إكتشفته هذآ صعّب علي الموضـوع .. مو بس صعــــب , إلآ مُستحيـــل .. كيف ؟ كيف تبيني أتقبلـه ؟ كيف تبيني أنآظر بوجهه وأنآ مآ أشوفه إلآ بذيك النظرآت وهو يشوف أختـي .. هذي أختي إللي كآنت معـه مو أي وحده ... سألتك بـ آلله , حكم قلبك وعقلك وضميرك قبل تجآوبنـي ... إنت تتخيلنـي زوجـه لـك يآسنـــد !! تتخيلنـي زوجـه لـك تبيهآ غصب تحبـك ؟ بترتآح نفسياً حتى لو كنت تحبنـي ؟ بتقدر تشوفني وتحط عينك بعينـي وإنت عآرف إني بيوم كنت بيد أخـوك ؟ بتقــدر !!!

تكتف بسآعده الأيمن مخبي وجهه برآحة يسرآه مغمض عيونه بـ هـمّ , هو من أول يدري إن هآلعلآقه فآشلـه من كل النوآحي وبـ جميع المقآييس , هآلمحآوله إللي قآعد يستنفذهآ الحين مآهي إلآ لأجل أخوه وترجيّـه .. لأجل أصآله أخته وزوجـة أبوّه وترجيهـم لأجـل ...... مآلـك !!

....: مآلك مو بس معمي على عيونـه , معمـي على قلبـه .. عطينـي سبب أقدر أقولـه وأضمن إنه بيقتنـع ... مثل مآتبيني أسآعدك إنتي بعد سآعدينــي
....: أنآ مو بنـت محصن عبدآلله
وصله ردهآ سريـع , مآبه شيّ من التفكير أو التردد , نآظرهآ بـلا معنـى , النظره الفآرغـه لتكمل هي بقوّه وكأنهآ بـ تحديّ , عيونهآ مثبته بعيونه مآرمش لهآ جفن: أنآ وأختـي كنآ بـ ملجـأ وأبوي محصـن تبنآنـآ

إتسعت عيونه بـ تفآجئ للحظآت منفغر فيهآ فمه الفتحه القصيره لحد مآ أطبقه خآفض بصره بعدمآ تدآرك ردّ فعلـه وإللي على الأغلب إنه خآطئ , الشيّ إللي تأكد له يوم أخفضت هي رآسهآ بـ إبتسآمه جآنبيّه آسِفـه مآخف عنه تلألأ عيونهآ بآللحظه إللي إبتلع هو ريقـه بـ صعوبه وعيونه تترقب خطوتيهآ الهآدئه لحد مآردت مكآنهآ جآلسه مُردفـه بـ خفوت وكأنهآ تكلّم نفسهآ بـ حرج بآلغ مآلهآ أيّ ذنب فيه ..
....: أبوي هو فيصـل , فيصل عبدآلله .. الرجّآل إللي تميت عمري أحسبـه عمّـي , طلع بـ الأخير أبـوي .. والعكـس صحيح , طلع أبوي محصن هو عمـي ههههه
مسكت جبينهآ وإبتسآمه متوتره بوجههآ الشآحب مكملـه بـ نفس الخفوت: بس أشوى , طلعنآ شرعيّآت .. أبوي فيصل كآن متزوج أمـي بس من درآ بـ حملهآ أنكر هآلعلآقـه , مآرضى يعترف فيهآ ويشهرهآ أو يعترف فينآ وينسبنآ لأسمـه ..

ذهول عآتي إعترآه متمكن من كآمل تفآصيلـه , بـ كآمل جوآرحه مستمع لهآ بـ إنصآت إلا إنه وبرغم إهتمآمه وتركيزه الشديد لكل حرف تنطق به مآيحسّه إلآ ضرب من الجنون , شيّ لهآلحظه يعجز عقله عن إستيعآبه .... شيّ يذكره بـ قصّـه قديمـه , بـ وجـع قديــم ... وجـرح قديـم ...

....: عرفـت إن أمـي مصريــه ههههه , يقآل إني ودآرين نشبههآ
مسك جبينه بـ ألم بعدمآ سددت له تغريد القآضيه بـ خآتـمة القصّـه ... أحدآث على شفآ حفره من التطآبـق !

....: هآلشيّ عرفته بآليوم إللي عرفت فيه حقيقـة علآقة دآرين بـ مآلك , عرفت إن أختي خآينه .. وإن أبوي نذل .. وإن أمي سآقطـه .. وأنآ لو كملت بزوآجي مع مآلك رح أكون بـ الضبـط مثل دآريـــــن , خآينــــــــــــــه ... فـ تكفى يآسنــد , لآتزيـد علي أوجآعـي .. قسم بآللي مآعآد فينـي , وربـي مآنيب متحملـــه

وقف عن كرسيـه موليّهآ ظهره خآفض بصره لطآولة المكتب هروباً من نظرآتهآ المتألمه بعيونهآ الدميعـه .. وده لو تسكـت , بكآهآ مآيزيده إلآ ألــم ... أكمل عليـه نبرتهآ المبحوحه المتألمه: إنســى ..... أصلاً مآرح تحسّ فينـــي , مآحد رح يحــس
....: بلـــــــــى أحـــــــــــس
قآلهآ بقــوّه أخرج معهآ كل قهـره وكبتـه إللي دآم بهآلفتره إللي قضآهآ ببيت الرجـل الوحيد بحيآته إللي تسبب له بـ أكبر ألــم للحيـن يسري بدآخلـه , ألم عيّآ يفآرقـه .. وعجـز هو عن نسيآنه أو حتى محآولـة تنآسيـه وتجآهلـه !

أكمل بـ حسره وقهر وعيونهآ المرقرقه بآلدموع تنآظره بـ إستغرآب لـ إندفآعه بآلغيظ والحرقه: هآللي تحسينـه من قبل حسيتـه وعآنيته وأكثــر منــك بعد ... على الأقل إنتي وأختك عشتوآ حيآه كريمـه , وإن كآن النقص إللي حسيتوه معنوي فـ أنآ حسيت بآلنقص كآمـل من كُـل أوجــهه ... أنآ مثلك ومثل أختـك .. أمي مصريــه تزوجهآ أبوي وبحملهآ فينـي رفضهآ , كآنت بآلنسبه له أدآه للمتعـه مو أكثـر ... طلقهآ وأرسلهآ بلدهآ مع أكبر إهآنـه ... لأجل يحرمهآ من كل حقوقهآ طعنهآ وقذفهآ .. قآل إني مو ولـده .. وإني إبن حــرآم .. إسمعـي يآبنـــت , هآللي قلتيـه الحين مآبيك تكررينـه .. لآ مآلك ولآ غير مآلك بهآلبيت أو حتى برآ البيت لآزم يعرف بهآلموضوع ... وإنتي غصباً عنك تنسينــه , وحآولي تتقبلين الوآقـع .. أنآ قدآمك الحيـن , عآيش ببيت الرجآل إللي أنكرنـي , أدير له أملآكـه إللي حرمنـي منهآ , مآ أعآمل إبنه مآلك وبنآته إللي فضلهـم علي إلآ بآلطيب , حسبآلك هآلشيّ عآدي عندي ! قآدر إني أتجآهله وأعديّه ولآ كنه يطعـن فينـي ويعذبنـي ! أنآ وآصل للمرحله إللي عدت مرحلـة إني مآعآد فيني أتحمـل أو أطيـق وهذآني متحمـل ........... غصباً عني متحمــل

....: مآ أقــــــدر
قطع المسآفه الفآصله بينهم بـ غضب موقف قدآمهآ لترفع رآسهآ له تنآظره بعيون بآكيّـه هآمسه بـ وهـن أطلقت من بعده العنآن لشهقآتهآ المبحوحه تعلى وتصدح: مآآ أقــــدر ... وآلله مآ أقــــدر
....: وقفــي أشــوف
تغريد: ................

رصّ على أسنآنه بآلقوه آمرهآ بـ جفآء: وقفــــي قلــــت
بـ إنقيآد مستسلمـه وقفت خآفضه بصرهآ بخذلآن ليجيهآ صوته مكبوت عصبيته , خآنقه غضبه: وشهـو إللي مآتقدرين عليـه هــآآآه !! وليش مآتقدريـــــن

إرتفعوآ كتفيهآ منتفض صدرهآ بشهقه بآكيـه بلآ جوآب , أثآرت جنونه أقصآه: جآوبــــــــــــي
حضوره الكآمل فرض عليهآ الجوآب .. نطقت بـ حُـزن: لأنـي أحبــــــك يآسنــــــد


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الوآحد والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية