لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-16, 03:39 PM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أنزل كوب قهوته التركيّه , السآدهـ والمـرّه ..
تكتف بسآعديه على الدآبزين الجبسي العريض لسور الفرندآ الخارجيّه آلمطلّه على خُضره جآفـه , صفرآء آللون ,, رقيقـه , وهشّـه ..
صوت زقزقة عصآفير الثآمنه صبآحاً يصدح بفضآء آلجوّ آلشتوي آلمُحبب لقلبـه ..

نظرآته ثآقبـه مصوبّه تجآهـ حركـة – الأودي – سودآء آللون ..
بـ تأمل لحركتهآ البطيئه المتثآقله وكأنهآ تحرك بمجهود شخصـي مو إلكتروني آلـي ...
ضآقت عيونـه منفرجـه شفتيه مطلق زفرة هوآء دخآني بآرد وعيونه تفترس ذآكـ آلمُهيب بطولـه الفآرع ,, وجـهه جآمـد , حآد الملآمـح , مآيوحـي إلآ بـ القسوّه , آلعجرفـه , وآلغطرسـه .. إلآ إنه وآقعياً هآدئ الطبآع , سهـل المرآس تمآماً مثل إسمـه .. سُهيــل .. وتمآماً شآبهتـه أخته آلغير شقيقـه , آلرقيقـه إسماً , آلحآده , آلقآسيـه شكلاً وملمحاً ..
هذي هي سمآت آل مآلكـي جميعاً , وخصوصاً آلذئـب معآذ , مهيـب , شآمـخ , جآف وقآسـي .. طولـه فآرع , وكأنه ممتد إلآ مآلآنهآيـه , صفآت توآرثهآ كل أبنآءهـ إبتدآءاً من بِكـره فآهـد , سهيـل , وردهـ , وجآسـر .. وكذلك آلبقيّه من آل بيت المآلكـي للعـمّ الآخـر .. شبيـب وأولآدهـ أجمع دون إستثنآء , طلآل , أحمد , رآئف , ورآمـز ... تميزهـم سحنـة آلقسّـوه , الخشـونه , آلجمود والصلآبـه ...


وآجهه معتدل بوقفته بعدمآ كآن أولاً مصدر له جآنبه الأيسر , بـ إبتسآمه بآهته رآد عليه سلآمـه مردفـه بهدوء: صبآح آلخيـر ..
بآدله سهيل الإبتسآمه: صبآح آلنويّـر ..
رفع سند حآجبه الأيسر بتعبير غآمض: مآظنتي إنك هني لأجلـي !
أخفض رآسه بـ حرج يحك بـ طرف سبآبته اليمنى عآرضه آلخفيف المشذب بعنآيه: لآ مو عشآنك , بآقي على دوآم الشغـل سآعتين
....: أجل أفترض إن سبب وجودك هو بنت آلمُرشـد .............. دكتوره سآلي
أطبق فمه بيأس رآفع كتوفه بقلة حيله: مآغيرهـآ

نآظر سند بسآعة معصمّه برفعة حآجب شآمخه: موآعيدك بـ الثآنيه مظبوطه .. الحين تطلع سالي ,..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: أدري عن موآعيدهآ , وأشوفهآ كل يوم وهي طآلعـه
إرتفعوآ حآجبيه هآز رآسه إيجآباً بهدوء: هذي ميزة آلجيره بينآتنآ
سهيل: مآ أشوفهآ إلآ من غرفـه صرت مآ أقرب صوبهآ
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم إستوعبه سهيل بـ إبتسآمه خفيفه مكمل: بلكون غرفـة أختـي , هي آلوحيده المُطلّه على بيتكمّ تمآماً

إرتفع نظر سند لمآ ورآء سُهيـل , لذيك الفيلآ الوآسعـه بمسآحتهآ آلعريضـه , قبآل نظره مبآشرة , بلكون عريض أشبـه بفرندآ وسيعه خآرجيـه تنتصف البيت , آلبلكون آلوحيد الخآص بـ أخته , أخته آلوحيده .............. وردهـ
رفع سهيل كتوفه وعلى وجهه تعبير محبط: من يوم سكنت أختي الغرفه مآعآد قدرت أدخلهآ وأطـلّ على بنـت آلُمرشـد وأشوفهآ

أظلمت عيونه بنظره حسيّه غآمضـه وصورة الخيآل الأسـود إللي يترآءى له كل يوم من الشرفـه تتبآدر لذهنـه ... ظنهآ أولاً إنعكآس لـ جمآد ثآبت بـ مكآنه مآيتغيّر , أو إنه طير , كآن لظنـه أقرب لـ غرآب أسود يظهر صغير آلحجم بسبب بُعـد المسآفـه , إلآ إنه الحين يفآجئ بكونهآ ............ وردهـ , الأكيد إنهآ وردهـ ...
يآترى وش آلظن إللي ترآءى لهآ هي من ظلـه الشآمـخ , الثآبت موقع قدميـه تمآماً , بمكآنـه آللزمـي جلوسه فيـه حتى بـ أوقآت آلصقيـع آلقآرصه برودته ... تخيّل لهآ شكله البعيـد إنه سنـد , أو إنه مجرد خيآل لـ شيّ ثآبت سآكن مآتبـدل موقعـه ..!


توّه بيفرد له ذرآعه صوب الجلسّه خوصيّة الكرآسي إلآ وتطـل من بآب آلفرندآ الجـرآر , يسبقهآ صوت كعبهآ آلرفيـع آلعآلـي , وكأنهآ بحآجـه له لإبرآز طولهآ الفآرع , والظآهر إنهآ سمه تشآركهآ آل آلمُرشـد مع آل المآلكـي بـ آلطول المُهيـب لذويهم !
إبتلع إللي كآن بيطلبـه منه يجلس يآخذ فطوره عندهم أو حتى قهوتـه , إلآ إن دخولهآ قآطـع هآلشيّ بـ إستغرآب شديـد تمكن من قسمآت وجههآ حآد الملآمـح ..
بـ تبآطئ ارتفع حآجبهآ الأيمن إستنكآراً: سُهيــل !!!

بـ وجه جآمـد لـ سهيل ثآبته ملآمحه ثآقبه نظرآته مآخفت عن سنـد وحآسته السآده بـ إستشعآر المريب وهو يأشر له برآسه صوب سيآرته آلمركونه: بوصلك الجآمعـه
إقتربت صوبهم وبآقي حآجبهآ الأيمن مرفوع بـ إستنكآر: وليش مآعلمتنـي قبـل ؟
بلع ريقه خآفض بصره لموقع قدميه بـ إمتعآض وآضح , شكل عنده كلآم بس وجود سند هو الحجآب الحآجـز للإنبسآط أو حتى الإنقبآض , تنتقل نظرآته لهآلزوجيـن المتشآركين كثير من الملآمـح القآسيّه آلجآمده والظآهر إنهآ السمـه الغآلبـه بعلآقتهـم إللي وضح فيهآ التوتر مقرر أخيراً ينسحب من الوقف بـ نبره هآدئه وهو يربت على ذرآع سهيل تآركهم بـ الفرندآ خآرجاً: أشوفك بـ الشركــه .....


قآلهآ وإختفى طيفـه تحت أنظآرهم ثنينآتـهم المُشيعـه لخطوآته الثآبتـه لحد ما ألقى لهآ نظره بلآ معنـى ثم توجـه لسيآرته بهدوء وهي ورآه مأشره للسآيق اللي كآن على أهبة إستعدآده لوظيفته الصبآحيّه اليوميّه وهي توصيل الدكتوره لـ جآمعتهآ !

أغلقت البآب من بعد دخولهآ بـ هدوء في صمت مُجبـر وعيونهآ تفترس كل الكيآنآت السآكنـه بـ مدخل آلفيلآ حقتهم وهي تبتعد عنهم من حركـة سيآرته للخآرج ...

....: ولك وجـه قدآم أخوك تسألين بعد ليش مآعلمتك من قبل ؟
سآلي: قصدك طبعاً إتصآلآتك آلكثير , آلمتكرره وآلمملـه , إللي أنآ أسفههآ – نآظرته بحده وآلشرر يتطآق من عيونهآ مكمله بنفس آللهجه الحآده – هذآ إللي تبي تقولـه , أسفههـآ .. إيـه يآسهــل , أسفههآ وبكيفــي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره وهو يدري عن هآلشيّ مسبقاً ومآهوب بحآجة تكرمهآ عليه بـ الإعترآف , مردف بـ هدوء غريب عجيب مريب: لأني مآنيب مآلي عينـك , ولأن سيآدتك مآتحسين إني رجّآل ... عطآهآ نظره جآنبيه حآده مكمل من بعدهآ بـ نفس الهدوء التمثيلي: تبين أعتذر لك عن قصوري ؟ عن إني مآعرفت أكون الرجّآل إللي تبينـه ؟ قولي دكتوره سآلي , طلبآتك أوآمـر .. فدآك رآسي يآبنت آلمُرشـد طآل عمرك

شهقت نفس حآنق بـ إنزعآج كآتمه غيظهآ صآده عنه تنآظر الشبآك على يمينهآ بـلآوعـي وتمييز للأشيآء آلسآكنه إللي تمرّ عليّهآ بسرعة من حركـة السيآره لحد مآهدت السرعـه , وبـ البطيئ لحد مآتوقفت تمآماً إلآ إن المكآن كآن أبعد مآيكون عن الجآمعـه وحرمهآ الخآرجـي !
نآظرته والإستغرآب بوجههآ آلمتوجم: خيـر ! هذي مو الجآمعه
رفع لهآ حآجب وآحد بـ إستهزآء: ليش وأنآ سألتك كن هذي الجآمعه أو لآ ؟ إنزلـي

نآظرت قدآمهآ سآفهته: عندي محآضرآت ألقيهآ ومآبي أتأخر ,, مو على آخر الزمن يقل إلتزآمي وآلسبه إنت !
فتح لهآ بآب مقعدهآ بعدما نزل هو رآص على كلامه بنفاذ صبر من بين أسنآنه: ومو على آخر الزمن يقل إحترآمي وآلسبـه إنتـي ... إرتفعوآ حآجبيه بـ تنبيه صآرم حآزم , غريب ومريب على هذآ السهــل , لين المرآس , هآدئ الطبآع : إنزلــــي

وخزه بمكآن مجهول في قلبهآ صآبتهآ بـ إرتيآب من نظرته القآسيـه آلموجعـه ونبرته الشديده الجآفـه , بلآ إرآده إنقآدت لأمره نآزل من السيآره تآركـه الأقـلآسيـه الضخم حقهآ آلحآوي لـ كل أورآقهآ وملفآتهآ موآزيه له خطوته المتأنيـه صوب مدخـل المجمـع آلشآهـق , دخولاً للمقهى آلشهيـر , ستآربكـس ..

جلس على وحده من الطآولآت الدورآنيه وهي موآجهه له عيونهآ تدور بـ المكآن شبه الفآرغ إلآ من القليـل محبي إحتسآء آلمشروبآت السآخنه بـ هآلأجوآء الصقيعيّه البآردهـ قبل توجههم إمآ لمكآن عملهـم أو درآستهـم !

....: ممكن أفهم ليش جآيبني هنآ ؟
أظلمت عيونه بغموض , نظره مريبـه .. أردف من بعدهآ بهدوء زآفر نفس عميق مسموع برآحه: شيّ وديّ أسويـه من زمآن , سويته قبل ينتهي كل شيّ وأنآ بآقي مآحققته

ضآقت عيونهآ أقصآهم بعدم فهم هآمسه بـ تردد: وش قصدك ؟
إرتفع نظره للعآمل إللي أقبل صوبه بـ إبتسآمه قصيره مجآوبه: موكآ بـ الفآنيليآ ...

قآلهآ منزل عيونه عليهآ وبآقي نظرآت الإستنكآر مشعـه من عيونهآ الحآده اللي مآيظهر غيرهم من تحت نقآبهآ الكثيف الدآكن , مُردف بـ إبتسآمه وهو يصب له كآس مويه: تعرفين إنتي أنآ وش أحبّ ! مشروبي المفضـل أو أكلتـي , لونـي , وش أحبّ أسمـع وش مآ أحب , شللي عموماً أحبه وشللي مآ أدآنيـه ! تعرفيـن ؟
لوهلـه ثبتت عيونهآ المستفهمه بعيونه البآسمـه إبتسآمه سآخره هآزئـه مردفه بـ توتر خآفت: وليش آلحين تسألني هآلأسئلـه !

....: لأن هآلأسئلـه هي الأسئله إللي تنسأل ببدآية أي علآقـه , أسئلـه تآفهه , مآيكون غرضهآ إلآ هدم آلميآنـه ,, شيّ علّه يقصر المسآفآت , إلآ إن هآلشيّ مآصآر .............. أبدّ مآصآر
بلعت ريقهآ بعيون مترقبه متفحصه ومفترسـه لكل ملمـح ينرسم بوجهه , إسلوبـه غريب , مريـب , أول مرهـ تشهـده .. تشوف سهـل غير إللي تعرفـه .. تسمـع كلآم غير كل الكلآم إللي من قبل قد سمعتـه !

....: أعرف إنك تحبين الموكّآ , هذآ السآخن .. وإن تبين تبردين قلبك شربتي آيس ليمون بـ النعنآع ... لحوميّـه , تحبين آللحم الأبيـض , الأحمـر لآ , يأسرك صوت الكمآن , وعشقك آللون الأصفـر ... أكثر مآتكرهين هو العنآد وفرض الأمر عليـك لكن بـ المقآبل مآتتوآنين إنتي بـ إصدآر الأوآمـر ! لمآ تتوترين تصرقعين إبهآميك الإثنيـن , حتى وإن تحرروآ من أول طقـه إلآ إنك تستمرين تضغطين عليهم

بتـر كلآمـه على وقفة الويتر فوق روسهـم مقدم لـه الطلـب بهدوء ورُقـي ...
آثر آلصمت للحظآت بـ إنتظآر آلكلمـه آلخآنقه لهآ الآ إنهآ وبقدره عجيبه للحيـن كآتمتهآ !
صلب ظهره مقدم لهآ آلكوب آلورقـي الكبير بـ أطرآفه اليمنى زحفاً على الطآوله البلآستيكيّـه الصلبـه في صمت قآبلته هي بـ بصر منخفض للرغوه آلكثيفـه فوق كوبهآ إللي إستقر تمآماً تحت مرأى عيونهآ إللي إرتفعت بسرعه مثبته عليه يوم أكمل كلآمه وبنفس آلهدوء الغآمر: وش آلغلط إللي سويته بـ آخر مره تقآبلنآ ؟ وش الدآعي لصدك ورفضك وهجرك هذآ يآسآلـي !

شتـتت أنظآرهآ عنه بـ إرتبآك وآضح , يمنه ويسره , للكوب من تحت أو للسقف من فوق إلآ عليــه هــو ...
إستنطقهآ بـ لوم دفين بـ نبرته الحزينه البآئسه: وش آلغلـط , علمينـي !
نآظرته بحده وهي في أهبة إستعدآدهآ لإلقآء تبريرآتهآ الوآهيـه اللآمنطقيّه ومحآولة التملـص من خطآهآ وإلصآقـه فيه .... بعادتها: قلتلك لآ , لآ يآسهـل , أي إتصآل جسدي بينآتنآ قبل الزوآج لآ

أرجع رآسه شآهق نفس عميق بـ ضيق مغمض عيونه قبل مآيردّ وينآظرها بـ ثبآت إنفعآلي يجآهد إنه يحآفظ عليه: أي إتصآل جسدي ومآجسدي ! إسمعي , أنآ مب طآلب عندك بمحآضره , إهرجي معي زيـن ترآ صبري قسم بآلله مآعآد فيـه
صدت عنه بوجهها جهة طآوله جلس عليهآ بنتيـن يتنآولون مشروبهم الدآفئ: الغلـط منك إنت
سهيل: أي غلـط ! وأنآ قلت لك بنآم معك !
نآظرته بسرعه محتده عيونهآ: إنتقي ألفآظك زيـن ,,

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى مستجدي آلصبر من آلإله الوآحد – بهمس من بين أسنآنه - : هذي كلهآ مسكـة يـد , تعرفين وش يعني مسكـة يدّ ! شيّ مآفيه من الشهـوه ذره , سويتيهآ إتصآل جسدي ورغبـه حيوانيه وعاطفه شهوانيه ومدري إيش !

....: إنت بكيفك تنقـي آلشيّ اللي تبي تعلق عليـه وتخلي البآقي , مآتذكر وش سويت بـ آخر مرّه !
قوس شفتيه لتحت بعدم فهم: وش إللي سويتـه ! آخر مره كنت عندكم بـ البيت , رقينآ لـ أبوك بـ غرفته , جلسنآ عنده شوي وطلعنآ , طلبت أشوف غرفتـك وإنتي بنفسك خذيتيني لهآ .. وش إللي صآر يوم إني مسكـت يدك ! وش هآلظنون المخيسـه إللي ببآلك ! وليش من الأسآس هآلشيّ طرآلك ! سآلي إنتي مستوعبه إنك زوجتـي ! من سنـه إلآ شهور قليلـه وإحنآ مخطوبيـن , تعرفين وش معنى زوجتـي وهذي أول مره أمسك يدهآ ! إنتي بدآخلك شيّ خبيـث , أعتقد إنه مرض , إنتي مريضه نفسياً يآسآلـي ... جآهدت كثير عشآن بس أوصل لـ نقطـه .. نقطه وحده بس أقدر فيهآ أمسك طرف آلخيط إللي بيوصلني بـ النهآيه لـك , إلآ إني عجـزت .. عجزت وربي ومآعآد فينـي ... أدري إني مو الرجّآل المنآسب لك بنظرك , وللأمآنـه هآلشيّ متبآدل .. أنا لآخر رمـق فيني كنت أغصب على نفسي أتقبل هآلإرتبآط إلآ إني مآقدرت , شيئن دآخلي عيّآ يتقبلـك ...

سكت لثوآني محرر نفس عميق هآدي من خشمـه , مطبق فمه ومغمض عيونه – مردف بنبره بآئسـه , صآبهآ من خيبة الأمل آلكثير وآلكثير , محبطـه - : ومثل مآتحبين دوم تتعآمليـن بـ رُقـي وتحضـر , بعآملك بـ المثل , رح أنتظر خبر رفضك لهآلإرتبآط وتمآمـه ,, إمآ من أستآذ عآمر بنفسه , أو أحد من إخوآنك , سند أو مآلك ... رح أدعي إني متفآجئ بس رح أحترم هآلشيّ وأنسحب من حيآتك بـ هدوء .... الأمر كله بـ النهآيـه بيدك إنتي , ومحد جآبرك على شيّ ... ويآبنت آلنآس من هآللحظـه أنآ أحلـك ..

إنفرجوآ شفتيهآ بفتحه صغيره مضيقه عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر شديد حآد من هول إللي تسمـعه وتحسّ بـ جديته ومصدآقيته !
بينمآ تجآهل هو صدمتهآ الصريحه الوآضحه تآرك دبلته الفضيّه إللي لآزمت بنصره الأيمن لـ شهور طويلـه بآئسـه ومحبطـه مربوطه بـ إسم خطيبته قآسيـة آلقلب , حآدة الطبآع , جآحده المشاعر وصعبـة آلمرآس .. وقف عن كرسيه بـ هدوء تآرك بضع ريآلآت ورقيّه على الطآوله كـ حسآب , مُردف بـ همس حزين مستسلم قبل مآيوليّهآ ظهره تآركهآ وسط دوآمآت صدمتهآ وأعآصير ذهولهآ ودهشتهآ: مآنتيب حلآلـي يآســآلي ...............





/
/

بـ توقيت موآزي ..
نآظرهآ معقد حآجبيه من دخلت السيآره مصفقه البآب بآلقوه مسنده ظهرهآ للكرسي مكتفه يدينهآ تهز رجولهآ القصيره إللي مآتوصل للأرضيـه ..
رفع حآجب وآحد وإبتسآمه عذبه بوجهه المستفهم: وآلله !
مطت شفتيهآ لقدآم مبوزه بعدمآ خزته بتوعد: لآتضحــك !
ضمّ قبضته لفوق شفتيه كآتم ضحكه والإبتسآمه من شكلهآ , كآنت مثل صغير دبّ البآندآ !
لآبسـه بذلـه صوفيّه مشعره على شكل دُبّ البآندآ .. تنلبس من الرجول بسحآب من الوسط .. أطرآف رجولهآ المخفيّه سودآء وأكمآمهآ سودآء .. بـ قلنسوه فوق رآسهآ لهآ أذنيـن !

تمّ سآكت بـ الطريق وعيونه قدآمه بدلاً من شوفتهآ وإللي معهآ مآرح تنكتم ضحكته لحد مآ إلتفتت هي عليـه بتفآجئ وكأنهآ تذكرت: ثـح , ليش جيت تآخذنـي !! أول مرّه
....: خآلك سند كذآ يبـي
توسعت عيونهآ ببرآءه مستفهمـه: ثنــــد !!

لوهله نآظرهآ بـ إستغرآب وكنه يفكر بشيّ ثم ردّ ينآظر بـ الطريق وهي تفرك يدينهآ الصغآر ببعضهم: آآآآآآخ بررررد , مآلك ليش جيت بدري كذآ , الجوّ برد يذبـح
توّه بيرد عليهآ إلآ وصآحت هي ملصقه وجههآ بـ الشبآك على يسآرهآ وبآسطه كفيهآ الصغآر عليه: وقــــــــــــــــــف , وقف وقف وقف وقف

هدى من سرعته شويّ ينآظرهآ بوجه متجهم: جنيتي إنتي ! خرعتيني
مدت ذرآعيهآ قدآمهآ شآبكه أصآبعهآ ببعضهم وكأنهآ تتمغط , ترمش له بعيونهآ تحن , أطبق فمه زآفر نفس حآنق من خشمه بنفآذ صبر بعدمآ وقف: هــآآآآه !
فدوى: ثتآر بوكث هينآ , أبغى موكّـآ
إتسعت عيونه لثانيه ثم حرّك سيآرته: أنآ كلب أصلاً إني أستمع لبزر مثلك , وكلب لأني أعطي سيآرتي لإثنين مثلكم إنتي وسنـد
أدمعت عيونهآ مبوزه: أبغى موكّآ يآمآلك

....: تخسيــن , تجيبينهآ وتكبينهآ بـ السيآره هآه
تكتفت بـ إعترآض تنآظر الأرض من تحتهآ: مآهوب ذمبي كنت أشربهآ وثند هوآ إللي اتفآجئ بـ مطب قدآمه رآح ومشى عليه بثرعه قآمت الموكّآ طآحت
نآظرهآ بصدمه: يعني أكـل المطــب !
نآظرته بحده مردفـه بنبرة الطفل الفتّآن وهو يفتن على شيّ ومآيبي غيره يسمعه: إيــه , وكمآن إنعفث وجهه وقآل شكل عفشة الثيآره من تحت إختربت ومآلك بيذبحنآ
وآزآهآ بنفس الهمس الخآفت: وسند إللي قآل لك لآتعلميني !

حركت رآسهآ نفياً: لآ مآقآل شيّ , لآ أقولك ولآ مآ أقولك , أنآ بث أعلمك من عندي
نآظر بـ الطريق قدآمه بـ إبتسآمه جآنبيه: أهـآآآ
كلّ مآبدآ يوسوس له الشيطآن برآسه صوب سند إلآ ويدحض هآلوسآوس وآلظنون , هو على تكّه لتخوين أخوه , إلآ إن ملف سند للحين أبيـض , بـ العكـس من يوم جآهم وهو شآيلهم وسآندهـم .. بس هآلشكوك إللي زرعتهآ بقلبه ذيك العشيقـه آلمنحطـه وش أسآسهآ ! وإشمعنى سند إللي دخلته بـ الموضوع ! كآن فيه مليون طريقه تقدر فيهآ تنخور مآبينه وبين مرته , أمآ انهآ تدخل سند بـ السآلفه هذآ هو إللي مُريب ! والمريب أكثر هآللهجـه الوآثقه إللي كآنت تتكلم فيهآ .. لهجة إللي ثقتة تعدت الإكتمآل المئوي وفآقتـه وإلآ ليش بتحط نفسهآ بمثل هالموقف ! فيه شيّ غريب ..

بلل شفتيه قبل يسألهآ بهدوء: أقول فيـدو ..
إلتفتت عليه بسرعه: هـآآ
عض على طرف شفته السُفلى بـ تردد إندفع من بعده وقتمآ استنطقته بـ تململ من سكوته: هــآآآآآه !
بلع ريقه بهدوء سآئل: إنتي شفتي تغريد زوجتي من قبل !
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ الصغيره مآطتهم لقدآم بتفكير: آممم يعني كذآ مره , بس مآ امدآني أدقق فيهآ وأشوفهآ مذيونه ومملوحه ولآ لآ .. دآيم تتهرب , الثرآحه يآمآلك ذوجتك هذي غريبـه
رفع حآجبه الأيسر بـ مكر مبتسم لهآ: طيب وش رآيك أوريك شيّ بس سرّ بينآتنآ , هآآ
طبطبت على صدرهآ تطلبه الثقه: عيب عليك , أكيد ثِـر

هدى من سرعته تمآماً وكأنهم يمشون على رجولهم مطلع جوآله من سيآلة ثوبه عدسي آللون مآده لهآ بعدمآ فتح صورتهآ: هآه شوفـي
تنآولت جوآله بعيون موسعه بـ إستغرآب: مين هذي !
نآظرهآ بطرف عيونه في محآولة لإلتقآط كل ردآت فعلهآ على الصوره: تغريـد
بعده العجب بوجههآ إللي بدآ شوي شوي يهدآ ويترآخى وبهدوء اتسعت إبتسآمتها: وليش كذآ لآبثـه , لآبثـه ثوب وشكلهآ مخترعـه ههههه

مآلك: ههههه إيه , خذيتهآ لهآ فجأه وماتبي إلآ تمسحهآ عشآن كذا طلبت منك يكون الموضوع سِر , لآتعلمين أحد لأن تغريد بتزعل
نآظرته وبآقي الإبتسآمه البلهآء بوجههآ: ليش تذعل ؟
مط شفته السفلى تمثيلا لعدم الفهم: قآلك إن الصوره تفشل !
ردت تنآظر بـ الصوره مركزه مطلقه بعد لحظآت ضحكتهآ الطفوليه البريئه: ههههه ثآدقه وآلله شكلهآ يفشـل ههههه بث حلوه شكلهآ حبوب أجل ليش مآتعطي أحد وجـه !

مآلك: لآ مآعليه هي بس مستحيه شويّ لأنهآ مآتعرفكم زين , آلمهم آلحين علميني بـ من تذكرك ؟
نآظرته مستفهمه بينمآ غمز لهآ بـ إبتسآمه على إثرهآ إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم رآده تنآظر بـ الجوآل مركزه: ميــن ؟
عضّ على شفته السفلى بـ لوم: أفــآآآ وأنآ أقول إنك ذكيه ولمآحه وآلحين تجيبينهآ , أنآ عن نفسي أدري هي تشبه من , آلحين خل نشوف بتجيبينهآ صح ولآ لآ
قربت الجوآل من وجههآ للحد إللي بغى معه طرف خشمهآ يلصق فيه – بنبره بآهته من زود التفكير - : مدري , مآعرفت ! وحده من المشآهير يعني ولآ كيف ؟

مآلك: أفآآآآ لآ لآ خلآص بسحب كلآمي الأولي عنك , جيبي الجوآل جيبيه
أبعدت يدهآ الممسكه بـ الجوآل عنه يوم مدّ لهآ ذرآعه فآرد يده يبي يآخذ الجوآل: لآآآآ لحظـه وآلله مآتآخذه إلآ لمآ أعرف ميـن
مآلك: صآرلك سآعه ومآعرفتي , هذآ وإنتي توك شآيفه مثيلتهآ مآ أمدآك تنسين الشكل , هآآآ فكري شوي وركزي
قآل جملته وتمّ ينآظرهآ بطرف عيونه مترقب , يتآبعها وهي في غمرة تركيزهآ وتدقيقهآ ... مآيسمع غير دقآت قلبـه المضطربـه , وده لو تستسلم فدوى ومايسمع منها إلا كلمه " مآعرفت " أو " مآتشبه أحد " .. هآللعبه إللي يلعبهآ عليهآ بقصد تأكيد كذبة نجـوى أو نفيهآ .. مآحد شآف الصوره بمحفظة سنـد إلآ فدوى , ونجوى تتدعي إنهآ شآفتهآ وشآفت الصوره إللي مآكآنت إلآ صورة تغريد .. وآلحين الجوآل بيد فدوى تنآظر بتغريد نفسهآ ,, هل بتقدر تربط الشبه بينآتهـم !


ضآقت عيونه محتده نظرآته من مدت فدوى شفتيهآ المزمومتين هآزه رآسهآ نفياً , غلبت وتعيجزت .. مآقدرت توصل لتطآبـق شكلي بين تغريد وبين أي مخلوقه ثآنيه حتى غير إللي صورتهآ بـ محفظة سنـد .. صد بوجهه عنهآ يعلو وجهه إبتسآمه رآحه حسيّه مآ أمدآهآ رآحته تكتمل الآ وبترتهآ فدوى بصيحــه فجآئيـــــه تفاجئيـه على قولة: لاآآآآآآآآآآآ
نآظرهآ بسرعه وقد إنشد كل عصب بـ جسمه , إحتدت عيونه بنظره ثآقبه لوجههآ البريئ وقد اتسعت إبتسآمتهآ تكلمه بنبره بآهته من وقع الدهشه وفرحتهآ بآللي توه وإكتشفته: مآرح تثدق هي تشبه مين !!

مآلك: ............
نآظرته والإبتسآمه بوجههآ: وآلله إني من أول وأنآ أقول وين شآيفتهآ ثآريني ثدق شآيفتهآ , تعرف هي تشبه مين !
غصباً عنه شد شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه متوتره: إيه .. أنا من أول وعرفت هي تشبه من بس أسألك , هآ عرفتي ! قولي وإن صدق مثل إللي أشبه عليهآ أجل اسحب كل كلآمي
رمقته بنظره تحقيريه من طرف عيونهآ: هذي مو مكآفئه أثلاً , بس مآعليه بقولك عشآن تعرف إني ذكيّه ولمآحه
....: منو تشبـه ؟

حآوطت فمهآ بيدهآ وكأنهآ تهمس له بـ أذنه بنبره خآفته شبه مسموعه: تعرف البنت إللي يحبهآ ثنـد تشبه تغريد ذوجتك مررررره
قآلتهآ ثم صفقت يديها مبققه عيونهآ بـ إبتسآمه مطبقه بينمآ هو إللي إسودّ وجهه وإكفهر .. جملة فدوى إللي أطلقتهآ بـ إبتسآمة إنتصآر سحقته تمآمـــــاً ..
ليتكـ مآجآوبتي يآفدوى , وليـته هو مآسألـك ...

وقف السيآره ببطئ وعيونه لحجره خآفض رآسه بوجه متألم وملآمح منكسره , هآمس لهآ سؤآله التأكيدي الأخير علّهآ تكّذب أو تنفـي: يعني صدق تغريد تشبه صورة البنت إللي بـ محفظة سند .. صح !
عطته الجوآل بوجه مشآكس مبتسم: إيه وآلله مره تشبههآ , مآعرفت إلآ لمآ كبرت الصوره بجوآلك .. هآ عرفت الحين إني ذكيه ومآ أنثى شيّ !

شد فمه بـ إبتسآمه قصيره مُجبره لمسآيرتهآ مآسرع مآختفت من وجهه الجآمـد وآلمأخوذ بـ الصدمـه .. تغريد زوجته إللي تحدى نفسه بهآلعلآقه إنه بيقدر يكمل مع وحده قد تسآير ويّآهآ من قبل , أي ضمآن يضمن له إنه الأول بحيآتهآ والوحيـد ! قبل بهآلشيّ رآفض كل تخيلآته العآبثه عن أي صوره دنيئه منحطه لهآ .. من أول وقد جذبته ومن بعد إرتبآطهم بمسمى الزوآج إللي بعده مآتحقق فعلياً إلآ إنه وصل معهآ للمرحلـه إللي مآعآد فيه يتركهآ , او حتى يتخيل حيآته بدونهآ .. هآلخليـط المثير لشخصيآت متعدده بدآخل شخصيّه وآحده , هآلبنت على الأكيد إنهآ أنثى جوزآئيّـه متقلبـة الشخصيّه بـ أوجه متعدده , لولآ تآريخ ميلآدهآ المثبت بـ أنه أول السنـه الميلآديّه الجديدهـ , يعنـي هآلليلـه هي مآقبل آلليله الأخيره لـ آخر يوم من السنـه الميلآديه !

صدمته فيهآ كآنت مُخففه لأنه من قبل قد تصآرع مع أفكآره إللي غلبهآ وظنونه إللي دحضهآ وقبل فيهآ زوجه رآضي إكمآل البآقي من عمره معهآ .. إلآ إن الشيّ الثقيل على نفسـه غير المتقبله لـه هو أخوه .. سنــد .. كلمه وقآلهآ له أبوه إن مآورآ جية سند إلآ الشيّ الخبيث .. وإنه ثعلـب , مآكـر ,..

وإللي مآتدآرك بقيتـه , إنه ثعلب , مآكر , غدآر .. بس شلون يطآوعه ضميره ويغدر فيـه , فـ أخوهـ .. هو إللي قد وثق فيـه الثقه العميآء , لـ إسبوع كآمل متوآصل .. وكآن هآلإسبوع على شفآ حفره من الإمتدآد لـ ثلآثة أشهـر لولآ الأقدآر المخآلفـه والمعآرضه لكل إللي تمّ التخطيط لـه ... شلـون يأذيـه , يأذيـه بعرضـه .. بمرتــه !

كرج السيآره بمدخل الفيلآ مستند بكوعه الأيسر للشبآك على يمينه بينمآ فتحت فدوى البآب بـ إندفآع وقبل تنط من السيآره إلتفتت له مستفهمه: مآرح تنذل ؟
نآظرهآ بهدوء: شوي
مطت شفتهآ السفلى بلآ مبآلآه وتوهآ بتزل الآ وأوقفهآ: فــــــدوى
إلتفتت له مستفهمه ومآسرع مآنبههآ بنبره مخنوقه: لآتعلمين أحد عن الصوره , ولآ عن أي شيّ من إللي تكلمنآه .. تزعل تغريد هآآه !

مسحت بيمنآهآ على فمهآ المطبق بقوّه كـ اشآره إنهآ مآرح تفتح فمهآ نهآئياً بينمآ أرخى هو جسمه سآند ظهره للكرسي هآمس بـ ألم وعيون حزينه منكسره: شطـوره فيدو .........!


/
/

/
/


مسحت من عطرهآ الأنثوي الصآرخ على موآضع النبض بـ جسمهآ وقد علت شفتيهآ آلرقيقـه آلملونـه بـ أحمرّ صآرخ إبتسآمة رضآ عن شكلهآ النهآئي ..
فستآن صينـي من الستآن الثقيل تركوآزي اللون بنقوش ذهبيّه مختلطـه بـ الأسود .. بـ أكمآم طويلـه .. نآحت لهآ أدق تقآسيمهآ ومنحنيآتهآ بسبب ضيقـه الممتد من أول صدرهآ المغطى تمآماً وصولاً لركبتيهآ بفتحـه قصيره من الخلـف .. تحته شرآب كآلون أسود آللون ثم برجلهآ بآليـه ستآن تركوآزيّه حآمله نفس النقوش الذهبيّه والسودآء بـ الفستآن !

تحسست ذرآعهآ الأيسر فوق آلكمّ بـ إبتسآمه عريضه بعدمآ تحرر من جبيرتـه البيضآء القآسيـه وعآد شكلهآ طبيعـي , مكتمـل جمآلهآ إلآ من آلعجـز آلبآطنـي لحركـة ذرآعهآ الضئيلـه وكأنـه مشلول ..
نآظرت بـ آلرولكس الذهبيه على معصمهآ الأيسر مطبقه شفتيهآ بـ القوه بعدمآ إستوعبت آلوقـت آلمشير بعقآربـه لـ الحآدية عشر والثلث ..

لفت شيلتهآ على رآسهآ بـ إهمآل طآلعه من جنآحهآ آلمجهـز بعنآيـه خصيصاً لهآليـوم !

هدت خطوآتهآ قبل تدخل الأسنسير وعيونهآ بآخر آلممرّ الأوسط المؤدي بنهآيته لـ جنآحهآ , تقطبو حآجبيهآ مطبقه بفمهآ بـ القوّه تفكر .. وش إللي سوته دآرين وبسببه ردّ رآئف وهجر بيتـه ! هذآ آلآدمـي إللي مآيندرى عنه , كل مآختنق منهم شردّ ! .. - ضيقت عيونهآ لآخرهـم عآضه على إظفر إبهآمهآ بين صفي أسنآنهآ تقضم فيه لحد مآ إنشآل عنه طلآءهـ آلأسود اللآمـع .. " كل مره دآرين تزعلـه وأنآ إللي أرآضيه , هو أنآ مش ورآيآ غيركم ولآ إيه في يومكم الإسود دآ الله يخربيتكم إنتم الإتنين .. كل مره هقيلك يآرآئف وأرقعك آلبيت ! لآيآحبيبي يومك آلنهرده إنت إللي تقيلـي , والزفت دآرين لآزم تشوفك كمآن وإنت معآيآ .... أنآ هوريهآ إزآي تفكر تتبلـى عليّآ عشآن سيآدتك تبعد عنـي , طيب يآدآرين هآنـم , إتفرقـي بئآ وشوفي إللي هيحصـل "

رفعت حآجب وآحد بتحديّ مع ضربة رجل يمنى بـ الأرض ثم أقفت عن الممرّ تنطنط بخطوآتهآ الغريبّه وكأنهآ فرس يتمخطـر !

بـ آلدور الأول , تحديداً بقسم آلخدم , وغرفهـم .. وآلمطبـخ آلفسيـح إللي وقفت على بآبـه تنآظر بـ سرب الشغآلات برغم عدم الحآجـه لهـم !
توجهت لهآ وحده منهم بـ إبتسآمه عريضه وإللي كآنت متخصصه لإعدآد آلحلويآت بكآفة أصنآفهآ ..
دنقت عليهآ هآمسه بصوت مآتبي غير إللي قدآمهآ تسمعه: هآآ خلصتـي ؟
أومأت الثآنيه رآسهآ بـ قوّه من فرط سعآدتهآ وإن أول مرّه وحده بهآلقصـر تعطيهآ هآلزود وجـه وتطلبهآ مخصوص بـ شيّ وتشرف عليـه بعـد , والأهم إنه بروح طيبـه وكأنهآ صديقـه لهآ مو شغآلتهـآ !

أكملت حور بنفس آلهمس: طيب إطلعـي القنآح بتآعي أنآ سيبآه مفتوح وحطـي آلتورتـه فـ تلآقـه أوضة آلنوم .. فهمتـي !
للحظـه إنعقدوآ فيهآ حآجبيّ الشغآلـه الآسيويّه مآفهمت عليهآ , ولهجتهآ آلمصريه غريبه على وقع أذونهآ وخصوصاً بهآلبيت ومآسرع مآلحقتهآ حور بلهجه عربيّه مكسره إعتبآراً إنهآ كذآ رح تفهم عليهآ وآلظآهر إنهآ صدق فهمـت يوم قآلت لهآ بـ خليجيّه مكسره: روح غرفـه حقـي وحط الكيكـه فـ الثلآجه الصغيره , تمآم ؟

أومأت الشغآله رآسهآ فهماً بـ إبتسآمه متشققه من ونآستهآ , إبتدآءاً من فمهمآ للي يدور ببآل حور من سألتهآ تكتب على آلتورته بـ الإنقليزي ( Roofy ) .. وإللي فوراً تدآركته الشغآله ووش القصد من ورآه وخصوصاً إن حور تكون زوجـة رآئف إللي كتبت دلـع إسمـه بيدهآ !

ردت تنآظر بسآعة معصمهآ إللي كآنت مشيره عقآربهآ لـ حدآش ونـص بعدمآ طلعت من الطبـخ ..
وبـ لعآنـه أرسلـت له نفس آلرسآله إللي قد أرسلتهآ له دآرين بيوم زوآج نسمـه وهي شآفتهآ .. ( رآئـف أحتآجــك ضـروري , وآليــوم ) إلآ إنهآ أرسلتهآ بلهجتهآ آلمصريـه ( رآئف محتآقـآك ضـروري , والنهـــرده ) !
ضغطت إرسآل ثم قفلت الجوآل بكبرهـ خآطيه خطوآتها آلمستمتعه المترآقصه صوب آلمجلس إللي طلـع منه الصوت قبل تدخلـه على مسلسـل خليجـي قطعته ملقيـه سلآمهآ بـ إبتسآمه رقيقـه صغيره مطبقه كفيّهآ فوق بعضهم ضآمتهم لوسط جسمهآ وقفة الطفل الخجول !

إلتفتوآ ثنينآتهم صوبهآ بنظره ونبره موحدهـ !
إنبهآر لحظـي وبهتآن صوتي مآسرع مآتدآركت أم طلآل نفسهآ بآلعه ريقهآ بعدمآ ذكرت ربهآ بقلبهآ على فتنة وجمآل هآلحوريّه قدآمهآ , أشرت بيدهآ مطبطبه على الكنبه جمبهآ: تعآلـي حور
دنقت عليهآ حآبه رآسهآ: إزيك يآخآلتو !
تحسست أعلى وركهآ من جلست جمبهآ: آلحمدلله بخير , إنتي شلونك وشلونهآ ذرآعك آلحين !
حور: لسه لازم قلسات علاق طبيعي , وممكن مع الوئت تتحسن

ارتفعت يدها من وركها لرآسهآ منتفش الشعر بعدما ارتخى حجابها المهمل من على راسها .. تمت تتحسسه بـ حنو: آلله يعآفيك
مآردت حور إلآ بـ إبتسآمه مطبقه وعيونهآ على مرآم إللي تغطي ولدهآ فرآس بعدمآ نيمته على الكنبه جمبهآ: آآآخ نآم عآد شويّ وريحني منك
بآقي الإبتسآمه بوجههآ الملآئكي الفآتن: دآ عسول خآلص
نآظرتهآ مرآم وآلإمتعآض بوجههآ مآسرع مآتبدد لإبتسآمه قصيره: وآلله مآلعسول غيرك قسـم
إتسعت إبتسآمتهآ كآشفه عن صف أسنآنهآ آلصغيره وكأنهآ حبآت رمآن: عآملـه إيــه !
أرخت كتوفهآ بيأس تنآظر بـ فرآس آلنآيم بـ إستسلآم: شوفة عينك , آلولد معذبنـي
نآظرت بـ فرآس وهو بنومته السآبعه ولآ دآري عن أمه وشكوآهآ مردفه بصوت هآدي: ربنآ يخليهولك

جآوبتهآ بمشآكسه: وإنتي متى عآد تجيبين لك وآحد يطلع عيونك مثلي – قآلتهآ ومآسرع مآبدلت كلآمهآ – لآ لآ إسمعي نبآهآ بنــت , وتشبهـــك بآلضبـط
شدت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت بتوتر , كلآم مرآم ثآر بدآخلهآ شيّ من الريبـه .. شلون مع كلّ إللي خططت له بهآليوم مآطرآلهآ هآلشيّ ! إحتمآلية حدوث حمـل !
أجفلتهآ مرآم بضحك: ههههه أشوفك بديتي تفكرين بـ السآلفه
ردت تنآظرهآ بـ إبتسآمه متوتره: إن شآء آلله

أم طلآل: فيصل من آلحين وهو يبي بنتك إللي توهآ مآجتّ
إلتفتت يمينهآ بسرعه موسعه عيونهآ بـ إندهآشه أردفت مرآم على إثرها: ههههه حسبآله بتشبهـك , قآل مآ أبي إلآ بنت عمي رآئف وزوجته حوريّه
أم طلآل: مآطلآل دبسّـه بـ بنت أحمد خلآص
تمت تقلب عيونهآ مآبين خآلتهآ على يمينهآ ومرآم المقآبله لهآ وإبتسآمه بلهآء تعلو وجههآ آلمستغرب , ضآيعه بـ الطوشه مآتدري وش السآلفه , تدآركتهآ مرآم بنبره مآزحه: ههههه شكلك منتيب فآهمه شيّ صح !
أطبقت فمهآ بـ القوّه مبققه عيونهآ رآفعهآ كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري بينمآ تربعت مرآم بـ إنتبآه مكمله: شوفـي , ولدي فيصل من أول وينتظر يقول متى بتحمل حوريه ! ويبي بنـت هآآه .. ويبيهآ تشبهـك , ليش ؟ عشآن يتزوجهآ ههههه

أخفضت أم طلآل رآسهآ هآزه رآسهآ بآلنفي مبتسمـه بينمآ أكملت مرآم: هـمّ من درينآ إن شروق حآمل ببنـت أبوهـ حيره لـ بنت عمّـه أحمـد , رآحت عليه وآلمسكين من وقتهآ يصيح ههههه , آلحين أنآ أبي بنت منك , وأقولهآ لك مآبيآخذهآ غير فرآس ولدي هآآه عجلـي شويّ وشدي حيلـك مآنبي فرق السن كبير بينهم بعدين تعترض بنتك وتقول شآيب

عضت حور على شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه عريضه موسعه فيهآ عيونهآ لآخرهم ومآسرع مآ أخفضت مرآم عيونهآ تذكر آلله وتصلي على نبيّـه , هآلبنت طعآمـه بكلّ حركآتهـآ , كلّ شيّ فيهـآ حلـو , وجههآ صغير يشبه آلبسس وكلّ مآفيهآ نتفــه , تعآبير وجههآ بريئـه تذبـح , ودّك لو تنآظر فيهآ عمرّك كلّـه مآمليّـت !
حوريه: هيّآ شروء حآمـل في بنت ؟
مرآم: إيـه , ليـن مدري وش ذآ الإسم !
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم: لين إيـه ؟
مرآم: مدري تبي تسميّهآ ليـن
زآد إستغرآبهآ: مش فآهمه بردو ليـن إيه ؟
كشرت مرآم بـ إبتسآمه غريبه مآهيب فآهمه على حور والظآهر إن حور بعد مآهيب فآهمه: إسمهآ ليـن , لين أحمد شبيب المآلكي

من قآلت مرآم الإسم إلآ وإتسعت عيونهآ بدهشه: إسمهآ ليـــن ! – ضمت شفتيهآ مآطتهم ومآسكتهم بـ أصآبعهآ اليمنى كـ إعتذآر عن عدم فهمهآ – يـوه يوه .. دا انآ بحسبك كل دآ عمآله تئولي لين لين , أصلهآ كلمه سعوديه , ليـن .. لين أروح , لين أجي , وأنآ بسألك لين إيه خخخ

مرآم: ههههههه , شفتي هذآ هو إللي نقوله لهآ وإللي برآسهآ برآسهآ مآتبي غير ذآ الإسم مدري وش إللي تحسّ فيه , عقدت فيصل زود , يقآلك بتزوج وحده إسمهآ ليـن , لين تبط كبدي خخخ
حوريه: ههههه وآللهي عندو حـئ

....: آلسلآم عليكــم
إلتفتوآ ثلآثتهم لذيك إللي ألقت سلآمهآ من البآب يدهآ اليمنى مسنده لـ جآنب ظهرهآ من ألم آلحمل وثقلـه بشهورهـ الأخيره ...
جلست جمب مرآم بوجه متألم: آآآآخ يآنآآس مآعآد فينــي
تحسست مرآم ظهرهآ بـ هدوء: مآعليه , شدي حيلك هآنت مآبقى إلآ شهرين لين تجينآ ليــن
خزتهآ شروق بـ حقد من إستشعرت الطنآزه بنبرة مرآم وهي تقول – ليـن – على إثرهآ علت ضحكـة مرآم وهي ترآضيهآ: ههههه لبى قلبك يآم ليـن ههههه

سفهتهآ شروق ونآظرت بـ حور: شلونهآ ذرآعك آلحين ! أحسـن !
حوريه: آلحمدلله .. – أشرت بعيونهآ صوب بطنهآ المنتفخ من تحت جلآبيتهآ آلقطيفه الكحليّه , مبتسمه – ربنآ يتتملك على خير وتئومـي بـ السلآمه
ميلت شروق رآسهآ لليمين مبتسمـه بـ إمتنآن على هآلدعوه آلمريحـه ومآسرع مآردت حور مكملـه وكأنهآ توهآ وتذكرت شيّ: صحيـح ألف سلآمـه على تغريـد , ربنآ يعوضهآ خير إن شآء آلله
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم: علآمهآ تغريـد !

لثآنيه بهتت ملآمح حور بعدم فهم لـ عدم فهم شروق !
أردفت بـ توضيح متردد خآفت آلنبره: حملهـآ !
شروق: حمـل مـن ؟
بلعت حور ريقهآ وتوهآ تستوعب , شكلهآ خربت الدنيآ وآلظآهر إن شروق مآتدري , آخر مآتبيه إنهآ تكون نآقلة أخبآر رديّـه !

ردت شروق وسألت بـ تشديد تستنطقهآ وعيون مرآم وأم طلآل مركزه بـ إنتبآه: حمـل من يآحـور ! مآفهمت
ردت وبلعت ريقها بـ حركة حآجبين سريعه مجآوبتهآ بـ تردد: عـرفت حآقـه , حآقه مش كويسـه .. أنآ فكرآكي عآرفه
شروق: عآرفه إيش ؟
حوريه: حمـل تغريـد إللي ماتمـش !
إحتدت عيونهآ بـ إستغرآب شديد هآمسه بعدم تصديق: حمـل تغريـد ؟
مرآم: مآتـمّ حملهآ ؟

أومأت حور رآسهآ إيجآباً مطبقه فمهآ بلآ صوت بينمآ أردفت مرآم والضيق بوجههآ: لآحول ولآقوة إلآ بآلله , خير إنشآلله خير
أم طلآل: وإنتي شلون عرفتـي حور !
رفعت كتوفهآ ببديهيّه مآطه شفتهآ السُفلى: مفيـش .. دآ عُمر أخويآ
ضيقت خآلتهآ عيونهآ بعدم فهم مستفهمه: عُمـر !

حوريه: مهو بعد دوآم المستشفى ليه عيآده خآصه فـ برج الأطبآء , والدور إللي تحته عيآده نسآئيـه , صدفـه وهو رآقع من صلآة العشآ شآف تغريـد , ومكنتش مغطيّه وشهآ .. هو يعرفهآ لأنه عآرف دآرين أسعفهآ أبل كدآ مرّه فـ طوآرئ المستشفى , لمآ شآفهآ إفتكر إنهآ دآرين فـي الأول فـ سألني .. لأنه عرف من ممرضـه كآنت بتدرب عنده وهيّآ دلوئتي شغآله ممرضه مع الدكتوره النسآئيه دي قآلتله إن إسمهآ تغريد محصـن , وللأسـف حملهآ أُجهـض ..

نآظرت مرآم بـ شروق آلمصدومه مصفر لونهآ , ردت وتحسست ظهرهآ تطمئنهآ: آلله يعوضهآ خير إنشآلله يآشروق .. عادي تصير
نآظرتهآ شروق بوجه شآحب هآمسه: أنآ بس متفآجئه , شلون مآعرفت بشيّ زي كذآ !
قآلتهـآ ثم نآظرت بـ حور إللي شآده شفتهآ السفلى بـ إحرآج من سوء آلموقف إللي حطت نفسهآ فيه – سألتهآ بـ إهتمآم - : من متى يآحور هآلموضوع بـ الضبط ؟

هزت رآسهآ مطيره عيونهآ بتفكير: مش عآآرفــه ,, بتآع إسبوع كدآ .. من بعد قوآز نسمـه
أخفضت شروق رآسهآ للأرض هآمسه بعدم فهم: بس تغريد مآعلمتنآ شيّ عن ذآ آلحمل بزوآج نسمـه !

حور إللي حست إنه بزلة لسآنهآ وإللي مآكآن فـ نيتهآ إلآ آلطيب قد طينت كلّ شيّ , وقفت بهدوء مستأذنه خروجهآ من آلمجلس إللي توترت فيه الأجوآء ..
طآلعه بعدمآ أومأت لهآ خآلتهآ ومرآم روسهـم بـ الإيجآب ...

حطت كفهآ على صدغها الأيمن عآضه شفتهآ السفلى بـ ندم مغمضه عيونهآ " يخرب بيتك يآحوريّه , شكلك هببتي الدنيآ وطينتيهآ , يعني اليوم الوحيد إللي أنزل أئعـد معآهم أروح أئولهم الأخبآر السوده الزفت دي ! آآآه يآآدي النيلــه يآلهـوي يآنآ !! "

بـ المجلـس ..

قطعت أم طلآل الصمت: شروق يمّك , مآصآر شيّ .. خير آلحمدلله , مآهوب مقدر لهآ
شروق: يمّه مآقلت شيّ , أنآ بس مستغربه ليش مآحد علمنـي , ولآ تغريد ولآ أمي
قآلت كلمتهآ الأخيره ومن فورهآ وقفت بسرعه رآفعه لهآ مرآم عيونهآ: على ويــن !
شروق: بدق على أمي أعرف منهآ شنو آلسآلفـه بـ الضبـط !


/
/




بـ صقـيع آلجوّ آلنيويوركـي , ليلـة رأس آلسنـه .. الوآحد وآلثلآثيـن من ديسمبر قآرص البرودهـ ..
فوق آلدرجـه الثآلثـه والأخيرهـ للمنزل آلخشبـي أبيض آللـون .. جآلس عليهآ مفرق مآبين سآقيـه آلطوآل وإللي إستقرت على أول درجـه من تحـت .. مسند أكوآعه لـ ركبتيـه مشبك أصآبعـه وعيونـه بـ الأرض آلترآبيـه قبآلـه تماماً ممـر ينتصف جآنبي الحديقه آلصغيرهـ ...
زفر نفـس هآدي من فمـه آلمضموم وقد إزرقت شفتيـه , نفـس صآحبـه دخآن أبيض آللون نآتـج عن إحسآس آلبرودهـ الداخليّه ..


إلتفت ورآهـ ينآظر بـ آلشجـره الخضرآء الصنآعيـه مثلثـة آلشكـل وقد إلتف حولهآ حـبل من الإضآءهـ آلمتعدده بألوآن مختلفـه .. مآينقصهآ إلآ آلنجمـه آلذهبيّه بقمتهآ !
لوى فمه المطبـق يميناً بـ إنزعآج من طول إنتظآرهـ آلمقآرب للثلآث سآعآت .. أطرآفه مآعد حسّ فيهم , تمددت أصآبع يدينـه بـ تشنـجّ مؤلـم , حتى أصآبع رجولـه برغـم إختفآءهم تحت شرآب قطني أبيض وكونفيرس ريآرضي هآف بوت أسود آللون بـ أربطـه إلآ إنه يحسّ بقرصـة برودهـ من الأصآبـع والكعـب ..
توّ مآ إلتفت برآسه ينآظر قدآمه إلآ وشآفهـم ............. ثلآثــه

ذآكـ البدين أبو كرش آلمتحرش المغتصب على قولتـه , وهـي بـ الوسط قد حآوط كتوفهآ ذآكـ الأمريكـي أبيض البشرهـ , أشقـر الرأس , أزرق آلعينيـن !


شهق نفـس عميـق مكبوت ضآقت فيه فتحتي خشمـه الحآد ومعه ضآقت عيونه محتده ..
آخر مآكآنت تتوقعـه بحآيتهآ هو شوفتـه , حتى لو صُدفـه .. شلون وهو لقآء مخطط لهآ من قِـبلـه !
أظلمت عيونهآ بعدم تصديق هآمسه بـ إستنكآر غير مُصدقـه: نجـــم !
أخفض رآسه ينآظر ببآطن كفـه الأيسر وهو يتحسس آلخطوط آلرفيعـه آلمحفوره فيـه بـ بنآن إبهآمه الأيمـن ..
أطبق فمـه شاد شفتيه بـ إحبآط وعيونه برآحته اليمنـى , نجـم بشموخـه مآكسرهـ إلآ هآلأنثـى النآقص من تمآم أنثوتهآ وكمآلـه آلشيئ آلكثيــر .. وهذآ هو آلشيّ آلغريب آلعجيب !
هذي هي إللي قدرت تقتحم كيآنه وبلآ تخطيـط منهآ أو حتى رغبـه !

من أول نظرهـ هو من لحقهآ , وهو من قربهآ لـه .. هو من أعطآهآ الأمآن بـ الوظيفـه وآلسكـن , ليش يستنكر من بعدهآ إنجذآبهآ آلمُفرط تجآهه وليش بعد سوآته يستنكر نفورهآ آلمُفرط منـه !
أخرجته من عآلمهآ عنـوّه , وإجبآراً .. إجبآراً لعقلـه وقلبـه , عآلمـه وكيآنـه الرآفـض إنتزآعهآ ولو بأي شكل ..
مآيدري هل فعلاً إنجذآب عاطفي سآحق تجآههآ أو إنهآ اللي يقولون عنها جآذبية آلرفـض !
آلشيّ إللي يزيـد من حمـو آلتعلـق كلمآ وآجهت آلصـدّ والرفـض !
يوم تشوف نفسكـ كآمل متكآمـل , بنظرة عيـن يطـبّ من تمونكـ , يعـرض عنكـ ويسفـك من تمنيـت إنـت !
يوم تنسحق كلّ ذرة ثقـه وغرور , شموخ وكبريآء تحت وطأة المقآرنـه آلظآلمـه بين إثنيـن إنتصـر فيهآ آلضعيـف !
آلمقآرنه إللي وضعته مع ذآكـ الأمريكـي آلمسمـى – نـوآ – هو من إنتصـر , هو من فآز بقلبهآ وكلّ مآتملـك , وأغلـى مآتملـك !

مآهوب نجـم إللي يستسلـم بسهوله , او إللي يمنعـه غروره وثقته بنفسـه عن تحقيق إللي يطلبـه ويتمنآهـ , ولآهوب نجـم إللي يتبدل أو نجم إللي يُنتقى من بين خيآرآت ..
هو فقـط , الخيآر الأول والأخيـر ... الوحيـد والأوحـد !

وقف ببرود مريب ترآجع على إثره ثلآثتهم خطوه للخلـف بعيون مترقبـه لأدق تحركآته بينما وقف بـ شموخ مفرق مآبين رجليـه الثآبته بـ الأرض , ذرآعيه منسدلين ملتصقين بـ جآنبيـه , آلرجـل الأسـود , مآيفآرقـه هآللون الملآزم لكلّ تفآصيلـه الظآهريّـه .. مآختلف شكله أبدّ عن آخر مره شآقته إلآ من آيس كآب صوفيّه أخفت رأسـه بكثآفـة شعره !

أطلق زفره دخآنيّه من فمه قبل يبدآ كلآمه ببرود , عيونـه لهآ وحدهآ تنآظرهآ بـ غرآبـه , آلغرآبه إللي مآبثت لنفسّهآ إلآ آلتخوف والإرتيآب: أبيـــك يآليــلآ !

بلعت ريقهآ بحركة متوتره قبل ترد عليّه بـ حده مصطنعه تمثيلاً للقوّه وآلجوآب الصآرم القآطع: وأنآ مآ أبــي أكلمـــك
....: ومن قآل إني بس أبي أكلمـك ؟
أظلمت عيونهآ بـ إستغرآب مستفهمه بينمآ أردف هو بنفس آلهدوء آلوآثق المريب: قلتلك أبيـك يآليـلآ .. يعنـي أبيك كلــك .. – شهق نفس هآدي مثبت عيونه الحآده بعيونهآ آلمستفهمه قبل يكمل بهدوء - : أبيك كلـك ........ لِــي
بـ التصوير البطيئ إتسعت عيونهآ بـ ذهول أقصآه .. بحـة صوته غريبـه على وقع أذنيهآ , شجيّـه , طفـح منهآ آلشـوق وآللوعـه والإحتيآج ..

نآظرت بـ جوزيف على يمينهآ إللي تقريباً فهـم على نجـم بينمآ نوآ على يسآرهآ إللي كآنت عيونه محتده تنآظره بحقـد الأرض والخلآيق كلهـم , سألهآ بـ جفآء: مآللذي يقــوله ؟
دورت عيونهآ يمنه ويسره محتبس آلنفس برئتيهآ , غلبت دقآت قلبهآ على أيّ صوت تسمـعه إلآ صوتـه .. صوته إللي إقترب لهآ .. مآل عن موآجهتهآ ليقآبل نوآ إللي إحتدت نظرآته بشدهـ , ولكنهآ ثآبثـه , ثآقبـه , غير مرتآبه , ومتحديّـه !

إرتفعوآ يديّـه إللي إنشهق معهآ أنفآسهم الثلآثـه بـ إرتعآب من حركته وإللي بيسويّـه , إلآ إنه بتخييب لظنونـهم إستقرت يدينه بهدوء على كتفيّ نوآ مشدد من مسكته لهـم بـ تنبيـه مردف بـ هدوء غريب: إستمـع إلي جيداً ..
أكمل بنفس آلهدوء إللي معه تأهبت كل حوآسهم ثلآثتهم بـ إنتبآهـ: أنت فتى جيـد , حقاً , إلآ أنك لآتصلـح لهآ , ولن تصلـح لهآ .. ليلآ فتآتـي , فتآتـي أنآ , وأنآ وحـدي .. بغيآبي إعتنيت جيداً بـها ولكنت تمآديـت , لآ بأس .. لن أهتم لهذآ كثيراً فـ بآلنهآيه لقد إهتتمت بهآ ولم تؤذهآ .. الآن , إنتهـى دوركـ .. لذآآ – مسح على كتوفه بهدوء وكأنه يعدل جآكيته الأبيض من عليه مكمل بنفس النبره الآمره - : غآدر رجـآءاً

نفض نوآ يدين نجم من فوق كتوفه بـ جفآء وإحتقآر بعيونه هآمس من بين أسنآنه: من تظـن نفسـك !
إرتفعوآ حآجبي نجم بـ تصنع للدهشه: أنآ ! – شد فمه المطبق بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت مكمل بـ جفآء حآد مُرسل له إشآرآت تحذيريه بنظرة عيونه آلمرعبه - : أنآ نجــم .... رجُلهــآ , وهـي ليــلآ ... فتآتـــي ..

نآظر نوآ ليلآ المصدومـه بـ إستنكآر للي سمعه من فمّ نجم بهآللهجـه الوآثقه التأكيديه يستنطقهآ صحتّـه .. ليلا إللي خيبّت آمآلـه , وكل تطلعآته بـ علآقه جآده معهآ ........ ذهبت أدرآج الريآح , من نظرة عيونهآ الصآرخه بـ حُبّ عنيـف , مشتعـل متأجج , تجآه هذآ آلمسمّـى ...... نجــم !

إلآ إنهآ وبثآنيّـه إنحلّ آلسحـر من عيونهآ وتبدد الإنجذآب آلعنيف آلقوي ليحلّ مكآنه آلنَقَـم بنظرتهآ الحآقـده آلمصوبه تجآهه بـ كُره شديد: إنـــت مآتفهــــــم !
....: إيـه مآ أفهــم

مسحت على طآقيتهآ الصوف بنفآذ صبر وعيونهآ للسمآ عآضه على شفتهآ السفلى بينمآ أردف هـو ببحّة صوت معذبـه: وش إللي يرضـــيك ؟
نآظرته بـحده جآفه: تبعـد عنــي ... صعبه تفهمها ؟
....: صعب أفهمهــآ , مسحيـل أسويّهـآ
ضمت أصآبع يمناهآ جميعهم لبعض كـ إشآره لمحآولة إفهآمه بنفآذ صبر وعصبيه مكبوته: مآ أبيـــك , قلتلك مآ أبيــــك

ثبتت عيونه البآرده بعيونهآ الشتعله: وأنآ أبيــك , قلتلك أبيــك
تعلقت بذرآع جوزيف محتميه ورآه – للحظه إهتزت أوتآرهآ آلصوتيّه , وهنت نبرتهآ , طلعت مهزوزه مرتجفه ... هآلرجّآل مُرعب بكلّ حآلآته , في ثورة غضبـه وعنفوآن عصبيتـه , أو في برود عيونـه , جمود ملآمحـه , سكون حركآتـه ! - : أكرهـك يآنجـــم

....: رح تحبينـي , عآدي
إتسعت عيونهآ بعدم تصديق متمسكه أكثر بذرآع جوزيف إللي إلتفت عليهآ نصف إلتفآته بـ تخوّف وآلظآهر إن آلرعب قد إنتقل له هو بعد ليردف نجم بنفس هدوءه المريب: لآتتعلقيـن فيـه , مآحد بيحميك غيري
أجبرت رجولهآ آلمسمره بـ الأرض على التزحزح خطوه مختفيّه تمآماً بكآمل بنيتهآ الضعيفه ورآ كتلـة جسم جوزيف آلضخمه معفطه جآكيته من ظهره بكلتآ قبضتيهآ المرتجفتين بينمآ طلبهآ نجم بـ الهدوء اللي الظآهر إنه سمته الأسآسيه المفتعلـه بهآلأمسيّه آلمريبه: تعآلـي ليــلآ

ليلآ: ..........
....: تعآلـي لآتخآفيـن
ميلت رآسهآ مظهره عيونهآ من ورآ ظهر جوزيف تنآظره بتوجـس لذرآعه الأيمن إللي إمتد بآسط كفه يحثهآ تقرب: تعآلـــي
همس لهآ جوزيف بـ شآميه مآيسمعهآ غيرهآ: مآبظن بدو يأزيكـي !
بلعت ريقهآ وبـ تردد ظهرت من خلف جوزيف بـ خطوآت متثآقله رجل تقدم والتآنيه تأخر .. حثهآ يطمئنهآ بـ هدوءه: لآتخآفي .. تعآلـي

بـ تحكمّ إمتدت يدهآ آلصغيره البآرده مستقره بوسط كفّه الكبير آلمتجمد , وبـ حنآن أطبق عليـها شآدهآ بـ هدوء تقرب عليه لحد مآوقفت قدآمه رآفعه رآسهآ له تستنطقه بعيونهآ المتلألأه جوآب فعلـه !
مآكآن الجوآب إلآ مليون سؤآل إقتحم فكرهآ عآصف بـ عوآطفهآ وكلّ المشآعـر .. رفع يدهآ اليسرى المستقره بيمنآه قرب فمه طآبـع قبلته الرقيقـه لظهر يدهآ البآرد مشعلـه بـ حرآرة أنفآسـه ..

تحت آلصدمه الجمآعيّه لثلآثتهم , ليلآ , جوزيف .. ونوآ .. إمتدت يسرآه رآفعه يمنآهآ إللي قربهآ من فمه تآرك أثر قبلته الرقيقـه الثآنيـه بوسط رآحتهآ إللي بسطها على خده الأيسر , وبهدوء تنآول يدهآ الثآنيه ملصقهآ لوسط صدرهـ .. قُرب قلبـه ..
بحّـه رقيقـه , عذبـه , شجيّه: هـذآ يبيـــك – إشآرة لـ قلبـه –
قآلهآ ثم رفع يدهآ من على صدره رآفعهآ لـ جآنب رأسه: وهـذآ مآوقـف تفكيـر فيـك – إشآرة لـ عقلـه –
....: وش إللي يرضيــك ؟
نآظرته بعيون مستنكرهـ , حآده وغير مُصدقه: نجـــــم !
....: شلون أبرهـن لك إني أبيـك ! شلون أقنعـك فينـي ؟ وشلـون أردك لـي ؟

سحبت يدينهآ من يديه ضآمتهم لوسط صدرهآ بعيون مدمعه رآفضه نظرة الإنكسآر بعيونه إللي مآشآفتهآ دوم إلآ حآدهـ , ثآقبـه ووآثقـه , هآلنظره إللي مآ أمدآهآ تحـن وترق تطلبـه يوقف عن إللي يسويّـه , كآفي عذآب لهآ إلآ وتتوسـع بـ ذهـول , صدمــه .... وإندهــآش لما سحب الآيسكآب أسود آللون عن شعـره .. كآشف عن رأس أصلــع تمآمــــاً محلـوق !

إنفغر فمهآ لآخره مدآريته بيدهآ إللي رفعتهآ فوق شفتيهآ بوجـه إمتلآ لآخـره ... صدمـه !
عفط ع الآيسكآب بقبضته المكظوم غيظهآ بـ مجآهده: كآفي يآليلآ .. كآفي تكفيـن لآتعذبينـــي
غصباً عنهآ وبلآ تحكـم إنهآلت دموعهآ شآده على فمهآ بقوّه مخبيته تحت كفهآ الأيمن المُلجـم له ..
وبـ المقآبل أخفض نوآ رآسه والألم بعيونـه شآد على فمه إجبآراً , حفر آلحزن تعآبيره بين قسمآت وجهه آلمنخفض بـ خيبة أمل .. وش إللي ممكن يردّ ليلآ الحين عن الإرتمآء بصدر نجـم ! مآفهم شيّ عن إللي قآلوه بلغتهم آلعربيّه إلآ إن نظرآتهم ترجمت كلّ آلحوآر .. وهذآ هو وقت الإنسحآب ..

بـ تثآقل وخيبة أمل , بـ جرح .. ولاّهـم ظهره , مقفـي عنهـم .. مبتعــد
تحركت عيونهآ من نجم آلوآقف قدآمهآ لـ نـوآ اللي ولاّهآ ظهرهـ ليحرك نجم رآسه بـ النفي هآمس بخفوت: مآلك غيري يآليلآ , مآحد بيبقى لك غيري ..
نآظرته والإنكسآر بعيونهآ الحزينه المتألمه مقوسه فمهآ لتحت بوجـه بآكـي ليكمل هو: إرجعـي لـــي
إعتصرت عيونهآ بحسره مخبيّه وجههآ بكفوفهآ , طلبته يسكت والإنهيآر بنبرتهآ البآكيه تتوسله: إسكـــــــت يآنجـــــم , إسكـــــــت

....: إرجعـــي لــــي
أبعدت كفيهآ عن وجههآ المتألم سآئلته وآللوم بعيونهآ: ليش سويت كذآ ! وينـه شعــرك ! ليش يآنجم ؟ – ردت وخبت وجههآ تبكـي بـ ألم – آآآآآهـ يآربــــــي ليــــــــــش , ليــش
إمتدت يديه لطآقيتهآ الصوفيّه منتزعهآ بهدوء حآضن وجههآ الصغير بين كفيه هآمس بـ نبره منخفضـه , حزينه , متألمه: شلون أخليك تعآنين وحدك !

ميلت رآسهآ لليمين معتصره عيونهآ البآكيه: تعذبني يآنجم .. وآلله تعذبنــي
....: وإنتي مآعذبتينـي يآليلآ ؟ إنتي تعذبينـي قبل تعذبين نفســك , هآلجروح إللي بقلبـك أدمتني قبلـك
أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر توسلته آلسكوت بنبره مبحوحه مسحوبه إختفى آخرهآ بنطق إسمه: إسكــت يآنجـــم , تكفـــى إسكـــــــــت

شدد من إحتضآنه لوجههآ بيديه جآبره على الإرتفآع , على إنهآ تنآظر بعيونه: تكفيــن إنتــــي , تكفيـن يآليلآ , إرحمينــــي
....: إرحمنـي إنــت يآنجــم , يوجعنـي غيآبـك ويوجعنــي أكثر وجودكـ
....: إرجعـي لـي , ردينـي لك ولحيآتـك , لآ توجعيـن نفسـك ولآ تعذبينــي .. وش إللي تبينـه ؟ وش إللي يرضيـك ! أحب يديك ؟ - بسرعه مسك يديهآ وقربهآ لفمه طآبع قبلتيه آلسريعتين لظهر كلّ يدّ –
....: أركـع لك بـ الأرض ؟ - نزل على ركبتيه بـ الأرض شآد ذرآعيهآ مخفضهم لـ تحت وهو بآقي مآسك يديهآ يستنطقهآ الجوآب بظرة عيونه المتلهفه - !

إهتزت كتوفهآ بتوآلي مع توآلي بكآهآ وانهمآر دموعهآ , إنتفض صدرهآ بشهقـه حآده مطبقه فمهآ بـ آلقوه ..
وبلآ وعـيّ أو إدرآك , بلآ حسآب .. إرتمت بـ الأرض على ركبتيهآ ضآمته لصدرهآ محآوطه عنقه إللي دفسـت فيه وجههآ تبكـــي: حرآآآم عليــك يآنجــم وآلله حرآآآم ........... حرآآآآم

إعتصرهآ لصدرهآ بتكتيفة ذرآعيه من ورآ ظهرهآ هآمس لهآ بنبره مخنوقه دآفس خشمه بيآقة جآكيتهآ الجلدي: حرآم عليك إنتي وآلله !




/
/
/
/

بـ نطآق الدآئره الغربيّـه , بعيداً عن أميركآ ونيويوركـ , وصولاً لـ رومآ بـ إيطآليآ ..

وقفت يده قبل تمتد للأكره , تلفهآ وتفتحهآ ..
صوتهآ قريب منـه يسمعـه .. وبـ وضـوح ..

....: شوفي بآلله كم لكم ومحد كلمنـي , مآصدقتوآ يعني وإفتكيتو ؟ - بلى , إللي أقوله إهو الصدق – مغير رآئف هو إللي عبرنـي ودق علي يسأل ويتطمن وبـ الصدفه مرّ عليه طلآل وهو يكلمني قآم وخذآ جوآله يكلمني هو بعد يعننه يسأل عني – خلآص مآمآ وآلله زعلآنه منكم كلكـم – ههههه إيه زعلآنه – لآآآ وآلله ليش كذآ تقولين ! أنآ حييييل مبسوووطـــه – عديّ كويس معآيآ – بـ كل شيّ وآلله يمـه أي شيّ أبيه يسويّـه وتونآ رآدين من برآ كنآ نتمشـى .. إيطآليآ روووعه لفيتهآ كلهآ ههههه قولي الكلآم هذآ لـ حور خلهآ تحتر وتنقهر , هآ بآلله لآتنسين ههههه – إيــش !! وآلله !! آليوم فكـت جبيرتهـآ !! طيب وذرآعهآ شلون رجع زي أوي ولآ بآقي يعورهـ ..............

ببطئ إبتعد عن البآب إللي كآن بيفتحه مقفي عنه صوب الصآله بخطوآت متثآقله .. وقف بمنتصفهآ ينآظر بـ سقفهآ ويديه الثنتين ورآ قفآه مشبوكتين نآفخ هوآ مهمـوم ...

جلس على ونيستـه , آلكنبـه الشآموآ بـ وسط الصآله مفرق مآبين رجوله مسند أكوآعه على ركبتيه شآبك يدينه ببعضهم بعيون مظلمـه لمآبين قدميـه بـ الأرض .. كل تفكيره مصوّب تجآههآ ..
جآلسـه تكذب على أمهآ وتألف بـ قصص وسينآريوهآت عن فيلم رومآنسي جآلسه تعيشـه معـه .. عن روعة إيطآليآ اللي لفتهآ كلّها معـه ! عن إي إيطآليآ بـ الضبط وأي عـديّ ! إيطآليآ إللي مآخطت رجولهآ عتبآت هآلسويت بآلفندق من يوم دخلته ! حتى إنهآ مآنزلت للوبـي بـ استقبآل الفندق علّهآ تفك عن نفسّهآ وتغير جوّ ..

إجآزتهم نصف شهريـه , خمسطآش يوم .. مرّ منهم قرآبة الـ عشر أيآم وهم على حآلهـم .. كلاً بـ صوب بعيد عن الثآني .. كآن الصد والإعرآض بدآيتاً من طرفـه هو .. إلآ إنه من بعد موقفه الأخير معهآ وإثآرتهآ أقصى إستفزآزه بعذرهآ الوآهي عن سبب تأخرهآ عليه بـ اليوم الوحيد إللي قرر فيه أخيراً يحقق ولو جزء بسيط من مفهـوم آلشيئ المسمى " شهـر عسـل " !

قآبلته بـ صدّ ممآثل وإعرآض أقسى من إعرآضه .. دوم نآيمه بسريرهآ وآلغرفـه مظلمـه .. إنعدم صوتهآ تمآماً مآيسمـعه حتى لو بردود مقتضبه كـ إجآبه على تسآؤلآته .. جعآنـه ! عطشآنـه ! وش تبين الأكـل ! , الأكل برآ .. أو الأكل عندك .. إلآ إن إجآبتهآ كآنت بلآ صوت أو حركــه .. صآمتـــه , سآكنــه

تنهـد بـ هـمّ مآسح وجهه بكفيّه وهو يوقف عن الكنبـه مآشي صوبهآ بخطوآت مهمومه متثآقلـه ..
من أول يوم إجتمعوآ فيه وهو يحآول على الأقل يتقبل فكرة وجودهآ هي بحيآته , إلآ إن شيئن بدآخلـه رآفـض .. رآفض الفكره من بذرتهآ , وهي إجبآره عليهآ ..
فكرة إن بنت مرآهقـه بـ إشآره منهآ قدرت تملكــه , أول مرّه يحسّ بـ الضعـف , بـ الوهـن وبـ الإهآنـه .. يحسّ إن نفسـه مآهيب ملك لـه ولآ تحـت إرآدته وتحكمـه ...
طق البآب بهدوء مرتين ثم فتحه بدون مآيستمع لـ جوآبهآ آلمتوقـع .. آلصمـت بلآ ردّ ..

كآنت الغرفـه مظلمـه , نآيمه على سريرهآ متلحفـه بـ آلمفرش الستآن الذهبـي .. آلوضع تمآماً مخآلف لمآ كآن عليـه من حوآلي الدقيقتيـن ..
جلس على طرف السرير من ورآهآ – بنبره هآدئه إستنطقهآ بـ إسمهآ الصحيح - : نسمـــه
للحظـه أجفلهآ صوته الهآدي " نسمـه !! قآل نسمـه مو بسمـه !! "

فتحت عيونهآ بتوتر مآتدري سببه بس الأكيد إن نطق إسمهآ الصحيح هآلمره أكيد مو من عدم , إلآ إنهآ آثرت آلصمت مبقيه على وضعهآ بينما سحب هو نفس عميق من فمه المنفرجه شفتيه مغمض عيونه بـ إحبآط .. إجبآراً لكل الأعصآب الرآفضه بتشنج فـ أطرآفه وكأنهآ تمنعه غصباً عن الحركه والإمتدآد إلآ إنهآ إمتدت يده مستقره على ذرآعهآ الأيمن آلحركه إللي معهآ فتحت عيونهآ لآخرهـم مع شهقه نفس عميقه مكتومه .. إختنقـت .... الآ إن هآلإختنآق مآكآن شيّ لمآ شدد مسكته لذرآعهآ غآرز أصآبعه بلحمهآ معتصره بهدوء ورقّه: أدري إنك مو نآيمـه .. أبي أكلمك شوي , قومي

نسمه: .............
أطبق فمه بضيق مبعد عنهآ المفرش آلحريري النآعم بنبره جآفه: سمعتــي وش قلـت ! قومــي
هرب منهآ الدفآ وبآغتتهآ البروده من زآح عنهآ الغطآ آمرهآ بحده وجفآ .. إستقعدت من فورهآ بعصبيّه تخزه بعيونهآ المغتآظه: سمعـت ومآ أبـــي , وش يعني ! بتجبرنـــي !!!
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً مُردف بـ إستخفآف جآف: لآ محشومـه سِـت نسمـه طآل عمرك .. إنتي بس تأمرين وغيرك ينجبـر
ضيقت عيونهآ مستفهمه: وش قصـدك !!

بلحظه تدآرك نفسه بآلع ريقه صآد عنهآ بوجهه زآفر نفس مخنوق ومآسرع مآردّ مقآبلهآ بوجهه مخفض رأسه ليديهآ المعفطه أطرآف آللحآف: خلينآ نتفآهـم
قوست شفتيهآ رآفعه حآجبيهآ بـ إعجآب: آممم يعني إنت تعرف للتفآهم !
ضآقت عيونه بحده لنبرتها إلاستفزآزيّه: إيه أعرف للتفآهم , وأعرف أتفآهم , بس آلمشكله عندك إنتي .. بزر ومآتفهميـــن

بثآنيه تجمعت الدموع بعيونهآ مقوسه شفتيهآ: على فكره أنآ غيرت ملآبسي عشآنك مو عشآن مآهيب عآجبتني زي مآقلت
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم أكملت من بعده: لأني سهيت وتعطرت , وعطري قوي وإنت معك حسآسيّه , قمت فصخت كل ملآبسي وتروشت بسرعه وبدلت .. منو إللي مآيعرف التفآهم ؟
شهق نفس بصبر قد نفذ مغمض عيونه مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف , من بعدهآ ردّ ينآظرهآ بثبآت وجديّه: شفتي إنك مآتفهميـن ! ولك وجه تلومين بعـد ! ليش ببسآطه مآقلتي هآلسبب ! وش إللي كآن بيصير يعنـي !
صدت عنه بوجههآ متكتفه: مدري

عديّ: ومآ أبيك مآتتعطرين عشآني , هذآ أصلاً وآجب عليك وفرض مآتتعطرين
مسح وجهه برآحته اليمنى متنهد بعمق: يبآلك وآجد أشيآء تتعلمينهآ
....: وبدآل مآتعلمني مقضيهآ بـ آللوبي تحت أو ع الكنبه برآ قدآم التليفزيون
أطبق شفتيه بقهر مردف: وشذمبي أتزوج جآهله مآتدل شيّ وأنآ أعلمهآ ! ليش مآعلموك آل مآلكـي شنو إللي وآجب عليك تسوينه !

ثبتت عيونهآ المغتآظه بعيونه البآرده: لآ علموني آل مآلكي زين آلعلوم وأشرفهآ .. يوم أغلط مآ أحمّل أحد سوآتي , وأجيبهآ بنفسي لو على رقبتـي .. – قآلتهآ برفعة حآجب مفتخـره وهي تقط كلآمهآ المبطـن بينمآ مآثلهآ هو برفعة حآجب مردف بهمس - : وآلله !

صدت عنه معطيته جآنب وجههآ الأيمن متكتفه في حين إقترآبه منهآ خطوه تزحزحهآ من مكآنه ثآني سآقه اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض , آلحركـه إللي زآد معهآ تدفق الأرينآلين بجسمهآ محدث إضطرآب عنيـف بكلّ دوآخلهآ , تشنجت رقبتهآ وهي صآده عنه مآقدرت حتى إنهآ تلتفت عليـه .. دقآت قلبهآ طبول , أنفآسهآ قصيره بطول الفيمتو ثآنيه , يعلآ معهآ صدرها وبلمحه خآطفه يهبط ..

كلّه كآن كوم ويوم إنه فصـخ جآكيته آلجلدي بلونه الزيتي كآشف عن تيشيرته الأصفـر السآده بقصة رقبه مثلثـه .. كومِ ثآنـي , الألوآن اللي أكملت جآذبيته وكأنه كآن بحآجه لهآ .. بشرته برونزيه دآكنه , عيونه عسليّـه فآتحـه , أو إنهآ خضرآء مآئله للإصفرآر أو إنهآ ذهبيّـه ! شعره كثيف غزيـر بـ ألوآن متدآخله مخصـل ربآنياً , مآبين البندقي , آلعسلـي , والذهبـي !
شلون الحين لوني الأصفـر والزيتوني بملآبسـه مآيكملـوآ فتنتـه !

نآظرته بحدهـ متوتره ومتخوفـه , مضطربـه ومشتته , مآطلع معهآ إلآ سؤآلهآ الغبي وهو يميل بنصفه العلويّ عليها مختلطه أنفآسهآ المتسآرعه بـ أنفآسه الحآره المشتعله: وش تبــــي !
رمـش مره وحده مفتح عيونه آلوسيعـه مثبتها بعيونهآ المتوجسـه: إللي تبيــنـه
عيونهآ كل مآلهآ بـ الإتسآع محتده نظرآتهآ , لآ إرآدياً بسطت كفيهآ على صدره مآنعته بـ ضعف و وهـن من الإقترآب , الآ إن ضغط جسمـه كل مآله بـ الثقل وإرآدتهآ كل مآلهآ بـ الضعـف لحد مآ إختفـت , إنعدمـت .. سآح جسمهآ مسنده ظهرهآ للمخده من ورآهآ بـ إستسلآم تآم له وهو يخلل ذرآعه الأيمن تحت ظهرهآ وبيسرآه بدآ يفك لهآ أزآز بلوزة بيجآمتهآ الحريريّه ..

تمت عيونهآ منخفضـه لموقع الأزرآر آلوآصل طولهآ لمنتصف صدرهآ .. لؤلؤيـه صغيرهـ .. إنحبست أنفآسهآ برئتيهآ آلمشبعتيـن منتفـخ صدرهآ لحد مآهمـس لهآ بهمس خآفت شبه مسموع: وإنتي كل ملآبسك أزرآرهآ لولـو كـذآ ؟
نآظرته وآلرعب بعيونهآ بينمآ أكمل هو بنفس الهمس العذب آلمذيب لكلّ كيآنهآ: كل مآجيت أفك لك ملآبسك لآزم أتعنـى كذآ ؟
نسمه: ............
....: هآاا , كذآ ولآ مو كذآ ؟
تمت عيونهم متعلقـه ببعضهآ وآلسكون سيد آلموقف ثوآني لحد مآنشد ظهرهآ من لمسـة أصآبعه لجلدهآ الدآفي النآعـم من مفترق صدرهآ ...

توهآ تستوعب وتتدآرك بوآدر آلموقف وإللي بيصير من ورآه , رقت عيونهآ مقوسه شفتيهآ بوآدر للبكآ بتوسل طلع معه صوتهآ مبحوح مسحوب: عُـــــــديّ !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تفآجئ من ردّ فعلهآ وخوفهآ آلصريح الوآضح , ضمّ شفتيه مآطهم لقدآم بهمس يهدي من توترهآ ويطمئنهآ من خوفهآ: آششششش , لآتخآفين
غصباً عنهآ طآحت دموعهآ مجعده وجههآ بـ ترجـي: تكفـــــى

مسح بـ أنآمله آلدموع المتسآقطه من عيونهآ الآمعـه لخديهآ الورديين النآعمين: خلآص قلـت , لآتبكيـن .. ليش خآيفه !
نسمه: .........
عديّ: أحد يخآف من دكتوره !
قآلهآ بهدوء عذب دآفي وهو يخلل أصآبعه اليسرى بين خصلآت شعرهآ البنـي القصيـر وعيونه تفترس ملآمحهآ آلطفوليّه البريئـه ليسألهآ سؤآله الغريب الغآمض: عندك غمآزآت ؟
إحتدت نظراتهآ بـ إستغرآب من بعد توتر موجهه إستفهآمهآ بعيونهآ له وبسرعه طلبهآ: إبتسمـي اشوف !
بعدم فهم شدت شفتيهآ المطبقتين وكأنهآ إبتسآمه إلآ إنهآ كآنت تعبير يوحـي بنفآذ الصبـر أكثر من إنه إبتسآمه .. وببلآهه سألته: ليش انت تحب إللي عندهم غمآزآت ؟

من وقع سؤآلها تبآدر لذهنـه ذيك المآلكـه لقلبـه , آلمحتلـه تفكيره والآسره لكل كيآنه ..
صيته بغمآزآت خديهآ العميقتيـن وكأنهم حفـره وطآح هو فيهـم , أخفض بصره بـ حزن وخيبة أمل خفيّه: آمـوت عليهـم
بثآنيه نست نسمه آلموقف ووضعهآ الحميمي معه جآوبته بعبآطه مبتسمه: عـآدي , تخيل إن عندي غمآزآت
نآظرهآ لوهلـه بـ جمود وهي مبتسمه هآمس بخفوت: وهذآ اللي بسويّــه
إنعقدوآ حآجبيهآ مستفهمه: وش بتسويّ !

مآجآوبهآ أولآً إلا بحركة جسده البطيئه الهآديه وهو يرفع رجله اليسرى عن الأرض ممددهآ على السرير إللي إستقر فيه على بطنـه وهي جمبه شبه مستقعده .. الوضع إللي مآدآمت كثير عليـه لأنهآ سآحت تمآماً ممدده على كلّ ظهرهآ يوم رفع هو نصفهآ العلوي بيمنآه إللي تحت ظهرهآ وألصق صدره فوق صدرهآ , هآمس بخفوت عذب ومثير مآيسمه الآ هي: بسويّلك عمليـه

ردّ آلخوف وتملكهآ إلآ إنه هآلمره وصل أقصآه ليطلع صوتهآ مبحوح مقطوع متخوف ومرتجف: أي عمليّـه !
جآوبهآ وهو يتحسس بطرف خشمه آلقصير آلحآد جآنب عنقهآ بآلمفترق مع كتفهآ الأيمن: عمليـه جرآحيّـه
أغمضت عيونهآ بقوّه سآحبه نفس عميـق وقف بـ صدرهآ محبوس , ترجته يوقف حركة شفآته الرقيقـه المدغدغه على طول عنقهآ , آلحركه اللي معهآ تأهبت كلّ حوآسهآ , مآتدري هي مُصلبّـه مُشنجّـه أو إنهآ مرتخيـه مستسلمـه , بنبرتهآ المهزوزه المرتجفه طالبته بـ وهـن أقرب للبكآ: عُـــــديّ ..........

أسكتهآ بقبلـه رقيقه نآعمـه بعد همسه آلمبحوح: آشششششش , أحب أشتغل بهــــــدووء ...........!

/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:40 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أقفل بآب جنآحـه آلمظلـم وعيونه مصوبه تمآماً تجآه شآشة البلآزمآ العريضه بـ الصآله .. مآيضوي غيرهآ بـ المكآن على فيلم كرتوني أجنبي من أفلآم ديزنـي ...

ترك جوآله والمفآتيـح على طآولة البليآرد مفصـخ عقآله والغتره جمب الجوآل إللي نزله على الطآولـه ... مط رقبتـه صوب غرفـة النوم المظلمـه الموآرب بآبهآ وأصآبعه اليمنـى تتخلل خصلآت شعره الفآحـم ينكشهـم وخطوآته متبآطئـه صوب جلسـة الصآلون بـ الصآله وقبآل الشآشـه , توّه بيدنق على الطآوله رآفع الريموت من عليهآ إلآ ويلمـح هآلكتلـه الصغيره ملتفـه حول نفسهآ إللي دآفستهآ بـ الكنبـه قبآل التليفزيون ...

التدفئـه المركزيّه للجنآح أكمل مقفلـه , آلجـوّ بآرد وهي مآيغطيهآ إلآ إللي عليهآ من ملآبـس ...
سويت شيرت وردي آللون قطنـي سميك منتفخ ومنتفـش يوصل طوله للركبـه بـ سحآب من المنتصف وقلنسوه دآفسه فيهآ شعرهآ المنتفش .. إستريتش شتوي رمآدي آللون ولكلوك وردي برجليهآ على شكل دُبّ !
نآئمه على جمبهآ الأيمن ضآمه ركبتيهآ لـ صدرهآ وكفيهآ الصغيرين لأسفل ذقنهآ غآطّه في سبآت سآلـم ... كمآ الملآئكـه , شيّ أبعد مآيكون عن الطبيعـه , عن إنه يكون مخلوق بشري ...

جلس بـ الأرض مستند بسآعديه للكنبـه , عيونـه الثآقبـه تفترس برآءة ملآمحهآ آلطفوليّه بـ شرآسـه ونهـم ...
بلآ تحكم إمتدت يده اليمنى محتضنه وجههآ من جآنبه الأيسر , وبـ إبهآمه مسح على حآجبهآ الأيسر آلمرتب بعنآيـه , ومن حآجبهآ إنزلق بنآنه الأملـس للتجويف العظمـي من تحت عينهآ يتحسسه بحركة النصف قوس .. لخشمهآ إللي شآبه بـ حجمـه كآملاً عقلـة سبآبته الأولـى ! فمهآ الأحمـر آلرقيـق آلمقلوبه شفتيـه ثم لـ ذقنها الصغير مثلث الشكـل بـ خط قوسي مقلـوب ...
" إرحمينـي يآحــــور , مآعآد فـيني من الصبر والطآقه شــيّ ! "

إجبآراً لكل خلآيآ وأعصآب التحكم آلمعلنـه عصيآنهآ لـ إرآدة كبـح جموح رغبته البدآئيـه تجآههآ .. إختلطت أنفآسـه آلحآرقـه المضطربـه بـ أنفآسهآ الهآدئــه المنضبطـه , أطبق شفتيـه آلمشدوده على كرزة فمهآ الحمرآء في قبلـه عميقـه رقيقـه وهآديــه .. دآمت لحد مآ أبعدت وجههآ عنه بـ إنزعآج منعفـس وجههآ من ضيق تنفسهآ إللي إستولى عليـه هو بـ أنفآســه ..!

فتحت عين وحده بصعوبه والثآنيه مقفلتهآ بآلقوّه شآده فمهآ الصغير المطبـق بـ إستيآء من ضبآبيّـة آلمنظر إللي تشوفه قدآمهآ .. ظلآم خآلطـه إضآءه قويـه مبآشرة لعيونهآ من ألوآن شآشة آلتليفزيون , ووجـه جآمـد حآده ملآمحه على مقربـه شديده منهآ ..

إستقعدت بجلسهآ متربعـه ويديهآ مطبقتين على بعضهم بحجرهآ , تنآظره بوجه عآبـس متملكـه نعآس قـوي , جفنيهآ مغربيـن يبون النـوم , مبوزه بشفتيهآ آلرقيقـه , شعرهآ هآيش منتفـج من تحت قلنسوتهآ إللي بآقي على رآسهآ ورآبطـه حبليهآ من على الجآنبين بعقده أسفل فكهآ السفلـي ..
غصباً عنه أخفض رآسه بـ إبتسآمه قصيره مبلل شفتيـه بقلـة حيلـه من قلبـه النآبض بـ حُبهآ , آلمجنـون بـ عشقهـآ ..
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستفهآم: شللي منيمك هنـآ !
فركت عينهآ اليمنى بقبضتهآ الصغيره المدوره قبل مآتبعدهآ وترمقه بنظره إحتقآر إشمئزآزيّه: وإنت إيه إللي قآيبك هنآ !

جآ بيرد جوآبه البديهـي إلآ إنه سحبه بـ آخر ثآنيـه مغرب عيونه إللي أظلمت بـ تفكير خبيث أردف من بعده بتصنع للبرآءه: جآي آخذ هديتـي
إنعقدو حآجبيهآ وبعدهآ مبوزه: هديـة إيـه ؟
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستهبآل يجآريهآ فيه: هدية عيدميلآدي ..
ثبتت عيونهآ العآبسه لحظآت بعيونه المستمتعه اللآمعـه وبآقي شفتيهآ مزمومه مآطتهم , لحظآت من الصمت وآلسكون لحد مآرفعت يدهآ اليمنى إللي كآنت تفرك بهآ عيونهآ من شويّ ملقيـه مآفيهآ بوجهه ..
الشيّ الصغير إللي صقع بـ جبينه ثم طآح بـ الأرض جمبـه نآظره بعدم فهم لثوآني ثم رفعه بحآجبين مقطبين من عدم الفهم والإستفهآم لمكنون هآلشيّ إللي مآستمر كثير بتفكيره لأنهآ قآطعته بـ حده وجفآء: دي تورتة عيدميلآدك المعفنـه , كُلهآ وإشبع بيهآ وملكـش عندي هدآيآ

قآلتهآ ثم ردت نآيمه على جمبهآ الأيمن مغمضه عيونهآ تآركته فـ دوآمة إستفهآمـه لكتلـة كلآمهآ إللي كبته مره وحده بوجهه وردت تنآم !
نآظر بكفهآ الأيمن المفرود وبقآيآ من الكيكـه البنيّـه عآلقـه في رآحتهآ .. آلظآهر إنهآ كآنت تآكل منهآ وغفـت وهي بآقي مآخلصتهآ ..

بـ البطيئ مرر عيونه من عليهآ للطآوله من ورآه إللي كآن عليهآ قآلب متوسط الحجم , مدوّر , كآن من صنـع يدّ مبتدئـه بـ آلحلويآت أبعد مآيكون عن الرتآبه والحرفيّه ... مغلف كآملاً بـ الشوكلآ الدآكنـه السآيلـه إلآ من كتآبـه بيضآء بـ المنتصف لـ ثلآث حروف إنقليزيه كآبيتآل وتحتهـم كلمـه مشبوكـه ...
إنعقدو حآجبيه أقصآهم وهو يتمتم بـ الحروف الثلآث ..H B D

سأل بخفوت: يعني إيش إتش بي دي ؟
....: يعني هآبي بيرث دآي يآقآهــل
قآلتهآ وهي مدعيّه النوم بينمآ إبتسـم هـو عآض على شفته السفلى سآئل بلعآنه: والكلمـه إللي تحتهآ وش معنآتهآ !
....: دآ إسم مش كلمـه يآقآهــل
....: وآلله !!! مآفهمتهآ .. معرف للإنقليزي

إستقعدت بسرعه من فورهآ ضآمه أصآبعهآ اليمنى لبعضهم وكأنهآ تحآول تفهم طفل صغير بآلقوّه: مفهمتش إيه , مبتعرفش تستهـقى الحـروف وتشبكم مع بعـض !! مكتوب روفـــي , فهمـت
بآلحيل كآتم إبتسآمته , هو من أول عرفهآ إلآ إنه يبي يستفزهآ , عقد حآجبيه بـ تمآدي لعدم الفهم: وش معنآته روفـي ذآ ؟
طيرت عيونهآ بـ تململ من غبآءه: دآ دلـع إسمك المعفن
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ مفتعل: أنآ إسمي معفـن !

تكتفت بضيق: آه معفـن , إيه معنآه رآئف دآ أصلاً .. إنت فين والرئفـه فيـن , إسم على غير مسمـى .. وكمآن خسآره فيك الدلـع , وخسآره التورتـه إللي عملتهآ بنفسي عشانك .. وأووم دلوئتـي روح شوف إنت قآي منيـن مش عآوزه أشوف وشك

قآلتهآ متكتفـه صآده بوجههآ عنه للجهه الثآنيه على يسآرهآ بينمآ إلتزم هو الصمت في مجآهده أقصآهآ لكبح إنقضآضه عليهآ آلحين وإفترآسهآ جلـد ولحم وعظــم !

....: لسآنك هذآ يبآله قــصّ
طلعت له لسآنهآ مضيقه عيونهآ بحركه إستفزآزيه: قصّـه , هوآ دآ إللي نآئـص
....: وآلله !
حور: ...........
قآم عن الأرض وجلس جمبهآ على الكنبه بهمس: طلعيـه طيب مره ثآنيه
توسعت عيونهآ ببلآهه: أطلـع إيـه ؟
رآئف: لسآنـك .. عشآن أقصّـه

رمقته بنظره مشمئزه تنآظر بـ الشآشه قدآمهآ على الشخصيآت الكرتونيه وإللي كآنت ريبونـزل بـ فيلـم Tangeld ...
تركهآ لحظآت تنآظر إللي مآتشوفه إلآ بعيونهآ فقط بينمآ قلبهآ كله وفكرهآ غآرق في هذآ الجآف القآسي آلمجآور تمآماً لهآ ومآتدري عن نوآيآه إللي أكيد مآهيب أبدّ في مصلحتهآ ... تكلّم وليته مآتكلّم , بكلآمه أكد إللي توهآ كآنت تفكر فيـه: وين هديـة عيدميلآدي !
حور: ملكـش حآقـه عندي
رآئف: بلـى , مو هذآ كلآمـك ! مو هذآ إتفآقنآ

إلتفتت عليه بحده مضيقه عيونهآ رآفعه سبآبته الصغيره الممتده والمصلبه لوجهه وبغت معهآ تفقع عيونه: إتفآئنآ دآ كآن على يوم عيدميلآدك , إللي هو وآحد وتلآتين إتنآشـر , إللي هو كآن إمبآرح .. أمآ دلوئتـي – صفقت بيدينهآ كنآية إنتهآئهآ من الشيّ مكمله – بــــــح , مفيش حآقـه
نآظر بسآعة معصمه الأيسر مآط شفته السفلى: دوبنآ بيوم وآحد وثلآثين إثنآعش , بآقي سآعه ونـص وينتهـي آليوم .. يعني بآقي لي حق أطآلب بهديتـي , إشمعنى إنتي خذيتي هديتك بعد أسآبيع

نآظرته بـ إشمئزآز: أنآ من رأيي أحسن تئـوم تقهـز نفسـك عشآن تروح لمرآتك التآنيه وحبيبة ألبـك عشآن تحتفل معآهآ بعيدميلآدهآ هيّآ إللي هيبتدي بعد السآعه ونص دول
إقترب منهآ خطوه هآمس بخفوت: وليش في السآعه ونص هذي مآ أحتفل معك إنتي بعيد ميلآدي ثم من بعدهآ أروح لهآ وأحتفل معهآ بعيدميلآدهآ !

نآظرته بـ لوم , لآمعه عيونهآ بـ عتـب مقوسه شفتيهآ لتحت بزعـل , آلشيّ إللي تسويّه بوجههآ البريئ , يقلب كيآنه أكملـه ويعذبـه إلآ إنه يلقى فيه أقصى إستمتآعه !

نآظرهآ بجفآء مضيق عيونه بتنبيـه: إسمعـي يآبنـت , إنتي وعدتـي , ووعدكـ هذآ آليوم بتنفذينـه ...... وآلحيـن

صدت عنه بوجههآ صوب الشآشه متكتفه بـ إعترآض: مفيش حآقـه بآلغصـب
أطبق بقبضته القآسيه على فكهآ السفلي سريعاً جآبر عنقهآ المتصلب على الإلتفآت تجآهه – رآص على كلآمه بتشديد من بين أسنآنه - : بلـى فيـه , ولآ تحدينـي أوريك شلون يكـون

ضربت ظهر يده الممسكه بفكهآ إلآ إنه مآفكهآ , ردت ومسكت معصمه بنظرة ترجـي من عيونهآ اللوآمـه اللآمعـه , طلـع صوتهآ غريب مُحجـم بسبب مسكته القويّه القآسيه لفكهآ: خـلآص بئـه سيبنـي
وقفت عيونه الجآحظـه بغضـب لحظآت متعلقه بعيونهآ المدمعـه , وبترآخي خـفّ تشديد مسكتـه بـ البطيئ لحد مآفكهآ تمآماً وبـ المقآبل مسكت هي يـده بـ حنآن مخفضه بصرهآ لموقع تشآبك يديهم بـ نبره هآدئه مستسلمه: خلآص موآفئـه

قلب عيونه إستجدآءاً للصبر سآحب نفس مكتوم بغيظ , آخر شيّ يبيه هو إستسلآمهآ له إجبآراً , مآيبي هآلشيّ يتم إلآ عن رغبه حقيقيه منهآ , مو مجـرد وعد وبتوفيـه , دين وتسدده ... يبي يطفـي لوعته تجآهه بـ شغفهآ هي تجآهه ..
مسح على شعره الأملس بحنـق زآفر نفس مسموع مهمـوم: أنآ بقـوم أنآم ..
وقف وهو يقولهآ ومآسرع مآتعلقت هي بمعصمه شآدته بيديهآ الثنتين يوم وقفت على ركبتيهآ جآبرته يلتزم مكانه ولآيتحرك بصيحـه مبحوحه: لآآآآءآآآ
مرر عيونه المستفهمه بحده مآبين عيونهآ المترجيّه وبين يديهآ المطبقه على معصمه الأيمـن بعدما رد وجلس إجبآراً منهآ لـه ...

مآ أمدآه يتدآرك فعلهآ آلغريب إلآ وفآجئتـه بـ الفعل الأغرب يوم جلست على وركيه مفرقـه سآقيهآ إللي ثنتهم تحتهآ بوضـع – الضفدعه – محتضنه عنقه برآحتيهآ تستعطفه بنظرآته القآتله مدعيّه الدلـع والدلآل المختلط مآبين أنوثه شرسـه وطفولـه بريئـه: خلآص وآللهـي , خلآص .. كنـت بهـزر معآك يآرآئف إنت دمـك تئيـل أوي كدآ ليـه
أغمض عيونه بقوه سآحب نفس عميق علّه يهدي فيه من إنفلآت أعصآبه من هآلأنثى المزآجيه متقلبـة الكيف , مآيندرى حقيقي وش إللي تفكر فيـه ... إن كآن لؤم دآرين وخبثهآ وآضـح فهذي فيهآ من اللؤم إللي يفوق دآرين بكثيـر .. والأدهـى إنه لؤم خفـي , مستتر , ومُريـب !

نزل يديهآ المحتضنه لعنقه بهدوء وكأنه فقد رغبته آلمميته فيهآ: وخري عني يآحور , مآلي خلـق
كشرت بتعبير طفولي: حتى منـي !
شد فمه المطبق مغمض عيونه , هآلبنت آخرته على يدهآ أكيـد .. جآ بيستند بقبضتيه على الكنبه رآفع نفسه من تحتهآ إلآ وإرتمت هي بحضنـه محآوطه عنقه بذرآعيه إللي تحلقوآ حولـه مطبقـه سآعديهآ على بعضهم من ورآ رآسـه هآمسه بـ أذنه: مش عآوز تآخود هديتـك ! تآخـود حوريتـك !

أغمض عيونه بآلقوّه وهو يحسّ بهبوط إضطرآري عنيف لصدره من بعد مآتنشق من عبقهآ آلسآحر آلكثير مُطلقـه دفعـه وحده ...
إمتدت يده للقلنسوه على رآسهآ سآحبهآ مبعدهآ عن شعرهآ الغجري آلكثيف آلمنتفـش آلحركه إللي ابتعدت هي على إثرهآ عن صدره تنآظر بعيونه إللي إمتلت بنظره غريبـه , غآمضـه ومريبـه – أردف من بعدهآ بهدوء - : مقدر آخذ حوريتـي غصـب , لآزم هي تسلمنـي نفسهآ

إلتزمت آلصمت لـ ثوآني إقتربت من بعدهآ لـ خده الأيسر تآركه أثر قبلتهآ الصغيره آلرقيقه الخآطفـه .. كررتهآ على الخدّ الثآنـي .. صعوداً لمنتصف جبينـه , نزولاً لطرف خشمـه بينما تعلقت عيونه المأسوره بهآ والمأخوذه بسحرهآ لعيونهآ اللآمعـه , دغدغـه مثيره صآبته بمؤخرة عنقـه من مدآعبة اطرآف يديهآ لآخر شعره من مقفآه – همس لهآ ببحّـه مُعذبـه - : كمـــلـــــي
ميلت رآسهآ يميناً بشقآوه: أكمـل إيه !

إتسع فمه بـ إبتسآمه مطبقّـه مُردف بـ همس خآفت: هههه إللي كنتي تسوينـه .... كمليـه
رفعت ذقنهآ بـ شموخ مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه مشآكسه مبرقه عيونهآ بميلة رآس سريعه يمنه ويسره مردفه من بعدهآ بشغب: مـــآآشــــي
إعتصرت عنقـه برآحتيهآ ملصقـه شفتيهآ لـ شفتيـه بقبلـه سريعـه خآطفـه مآ أمدآه يتلذذ بطعآمتهآ بسبب ابتعادها السريع عنه , فتـح عيونه المُرهقـه يشوفهآ مبتسمـه قدآمه متكتفه .. طلبهآ بـ همس عذب مبحوح أقرب للترجي والتوسل: كملــــي

إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ تفآجـئ: خلآص معـتش فيـه حِتّـه ( مآعآد فيه مكآن )
تحسس جآنبي فخذيهآ هآمس: شلون معـتـش فيه حِتّـه ! هذآني كلـي مليآن حِـتت
....: هههههه مبتعرفش تتكلم مصري , إسكـت
إستعطفهآ بنظرآته المُعذبه: حــــوور
أشرت له بيدهآ بعبآطـه , قآصده يهون على نفسه: خلآص خلآص متعيطشـي
إرتفعوآ حآجبيه بـ ضحكه قصيره مقطوعه: ههههه وآلله !!

سفهته دآفسه وجههآ الصغير للجآنب الأيسر من عنقـه ومن تحت يآقة ثوبـه الشتوي الرمآدي .. لحظآت مآيدري هي بـ الضبط وش إللي تسويّه إلآ إنه كآن شعـور مُثيـر , وده لو يفنـي عُمره ومآتوقف هـي عن إللي تسويّـه , إلآ إن ألـم فجآئـي وعلى حين غرّه إنتآبـه مجبره يبتعـد عنهآ بحده مفتح عيونه بـ إنزعآج متألـم قآبلـته هي بـ إستفهآم: مآلـــك !
رمقهآ بنظره حآده لو إنهآ سهم كآن إخترقهآ وأرآدهآ بـ أرضهآ: وش إللي سويتـيه إنتـي !! – سألهآ ويده على جآنب عنقـه بوجـه متهجـم متألـم بينمآ جآوبته هي ببلآهه - : عملـت إيه ! مش فآهمـه !

حكّ عنقه بحرآره علّه يهدي من وجعـه إللي يحسّه مثل النبض متأجج: والعضـه هـذي وش تكون !
إرتفعوآ حآجبيهآ مبققه عيونهآ مطبقه فمهآ بـ تعبير متفشـل: وقعتــك !
إستقآم بجلسته رآمقهآ بحده: مجنونـه إنتي ! مآتدرين وين تعضـين ! وليش تعضين بـ الأسآس !
طيرت عيونهآ بـ تململ: دي مبتـوقـعـش
أظلمت عيونه بـ غمـوض مسدد لهآ نظره غريبه كآنت أقرب للتحذير والتوعد: مآتوجـع !!

توهآ بترد عليه وبآقي تعآبير البلآهه بوجههآ إلآ ويلجمهآ بحركته السريعـه يوم إحتضن وسطهآ بذرآعيهآ موقف بهآ عن الكنبه – خطوآته زلزآليّه سريعه صوب غرفة آلنوم وهي في قمة تشبثهآ بـه وملآمح الفزع حآفره آثآرهآ بقسمآت وجههآ المذعور ..

حذفهآ على السرير إللي زحفـت بركبتيهآ عليـه هروباً منه توّ مآ أفلتهآ إلآ إنه لحقهآ بسآقه اليسرى المثنيـه مثبتها على سآقيهآ المضمومتين بوضـع الحبـو مآنعهآ تبتعـد ...

التفتت براسها تناظره بـ إرتعآب وآلدموع بعيونهآ , تشوفه وهو وآقف على ركبتيه وحده منهم مثبته فوق سآقيهآ يفك أزرآر ثوبـه – بنبرة إستعطآف وآهنه أقرب للبكآء: دي عضّـه صوغيـره يآرآئف مبتوقعــش
جآوبهآ بـتوعـد وهو في قمّـة النشوّه والإهتيآج: وآلله ....... ثم وآلله .. لآ أبكيــك آلحيـن من الوجــع يآحــور ............


/
/

/
/

وقفت بمنتصف أرضيّة الإستآد الريآضي شآسعـة المسآحـه ..
بـ المنتصف المركزي تمآماً ..

حآوطهآ دائره بيضآء مرسومـه فوق العشب الأخضـر النديّ ..
مرجعه رآسهآ لورآ ووجههآ للسمآء .. مغمضه عيونهآ شآهقه نفس عميـق كآن أقرب للتنهيـده .. ريحـة الشتآء آلمميزه نآبضـه من تحتهآ , من الأرض الترآبيّه النديّه بفعـل الثلوج القطنيّه المتسآقطـه ..

على حين غرّه وبحركه مبآغته أخرجهآ من دوآمّة رآحتهآ والإنتشآء سآحبهآ من معصم ذرآعهآ الأيمن الممدود , شآدهآ عليه بـ القوّه .. آلحركـه اللي معهآ أخرجهآ إجبآراً من محيط الدآئره المركزيّه متعثره خطوتين بغت معهم تنقلب على وجههآ إلآ إنه لحقهآ بسرعه شادها من يآقة قميصهآ الأبيض وفوقـه بلوفـر شتوي أسود آللون كـتّ عريـض بقصّة صدر مثلثـه يظهر من تحته يآقة القميص الأبيض المشآبه بشكله أقمصه البذلآت الرسميّه ..

إنتشلهآ قبل لآتطيح بحآجبين مقطبين أقصآهم منزعج: شفيك إنتي !! خفيفـه وأقل شيّ يطيرك
إستقآمت بوقفتهآ تعدل قميصهآ إللي إنعفس من جهة يآقته مدخلته تحت البلوفـر رآمقته بنظره حآده مشمئزه: أنآ إللي خفيفـه ولآ إنت إللي غشيـم !!

جآ بيرد عليهآ مفرغ عليهآ جمآم غضبـه الآ إنه بلع لسآنه موقف يده بـ الهوآء قبل تمتد عليهآ مآنعهآ بـ قوّه ظهربـ تصلب أصآبعه المفرقـه عن بعضهآ ومقوسّه تمثيلاً لـ رغبته بـ إختنآقهآ – من بين أسنآنه بغيظ شديد مكبوت - : بــــس لـو أذبحــــك !!!

صدت عنه بوجههآ يديهآ بجيوب بنطلونهآ البآقي زيتوني آللون: مآحـد بيلومك
حرك رآسه نفياً هآمس بطقطقه خآفته من بين شفتيه المضمومه: تــؤ تــؤ !
عطته نظره جآنبيه من طرف عينهآ اليسرى وهي بآقي على وضعهآ صآده عنه بوجههآ مصدره له جآنبهآ الأيسر وقبآلهآ شبكـة المرمـى على بعد مسآفه متريّه وآسعـه قدآمهآ ..
بهدوء أقبل صوبهآ لحد مآوقف ورآهآ مدنق رآسه عليهآ من ورآ كتفهآ الأيمن هآمس بـ أذنهآ: قلبـي بيلوم علـيّ
إرتفع خشمهآ بتجعيدة مشمئزه مردفه بـ حنق: وجـع في قلبــك
من قآلتهآ إلآ وكتف ذرآعيه فوق تكتيفتهآ لذرآعيهآ ملصق ظهرهآ إجبآراً بصدره وذقنه مسنده على كتفهآ الأيمن: مو كآفـي الوجـع إللي فيـه ؟


نكزته من بطنه بـ كوعهآ الأيسر مبتعده عنه بـ جفآء وكأن مآهمهآ شيّ من إللي يقولـه بينمآ وقف هو مكآنه يتحسس بطنـه مسدد لهآ نظرآت لوّآمه مآشآفتهآ لأنهآ صدت عنه موليته ظهرهآ تمشي بهدوء ومآسرع مآلحقهآ هو بخطوآت هآدئه: ليــلآآآ

ثبتت حركتهآ البطيئه موقفه مكآنهآ يديهآ بجيوب جآكيتهآ الجلدي الأسود دآفسه رقبتهآ بين لوحي كتفيها تنآظر بـ المدى الفآرغ من قدآمهآ وآلمصوب تجآه الشبكـه ..
....: أبيك ترجعين معي الشقـه ..
ليلآ: ............
نجم: ليلآ إنتي ليش كذآ تعآملينـي !! وشهو خطآي ؟ بـ إيش آذيتـك ؟

إلتفتت لهآ بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر , غير مصدقه للي توه وأهذر بـه ! من جده مآيدري وش خطآه ! مآيدري كمّ الأذى النفسي إللي آلمهآ فيـه ! بدم بآرد وقلب من جليـد يسألهآ آلحين وشهو خطآه !
من هآلنظره المستنكره آلموجعه له أغمض عيونه بقوّه آسفـه وكأنه إعتذآر عن زلآته إللي كل مآلهآ بـتزآيد .. أخفض رآسه بـ خجل لثوآني ومآسرع مآرد ورفعه مردف بـ إندفآع: الكلآم إلي سمعتيه مع آدم !
ضيق عيونه أقصآهم بـ إستفهآم مكمل بنبره أهدى كآنت أقرب للتقصّي: ليلآ إنتي من جدك ! من جدك تتوقعين إني ممكن بيوم أسمح لأي رجّآل يلمس شعره منك ! لآ آدم ولآ غير آدم ولآ حتى أنــآ ...

رصت بلسآنهآ إللي أخرجته على شفتهآ السفلى بـ قوّه , هآزه رآسهآ إيجآباً بـ حمو , إستخفآفاً بكلآمه وإنه مآدخل رآسهآ: آمـــممم , آمـممم
مسح وجهه برآحته اليمنى وعيونه للفضآء الفسيح من فوقه بنظره ترجـي بآئسه علّ ربه يمده بـ القوّه وطولة البآل والصبر , أردف من بعد صمت: أدري إني غلطآن , وربي أنآ غلطآن .. بس هذآ هو خطآي الوحيـد , وش كمّ هآلعقوبآت إللي تعآقبيني وتعآقبين نفسك فيهآ ! يآليلآ وربي قلت كذآ لـ آدم عشــآن ... بس عشـ ... عشــآن ..........
هدأت ملآمحهآ تنآظره بـ إنتبآه وتركيز ثآقب بـ إنتظآره يكمل كلآمه إللي تلعثـم , تردد , وتبعثـر ..

أومأت رآسهآ إيجآباً حآثته بهدوء يكمل المبتور من كلآمه: عشــــآن ............!!
بلع ريقه بـ توتر وآضح وإرتبآك علنـي صريـح .. هو حقيقي مآيدري لأي سبب قآل هآلكلآم لـ آدم يومهآ ! كل إللي يتذكره هو آلإمتقآع والإحتقآن الشديد الحآد إللي صآبه من صـرّح له آدم عن إعجآبه بـ ليلآ , ورغبتـه الحقيقـيه إنه يرتبط فيهآ حتى وإن كآن إرتبآط مؤقـت .. ليلآ فعلاً أثآرت إعجآبـه وهو بـ المقآبل قد حس بهآلإنجذآب تجآههآ .. أنثآه آلوحيـده يشوف خويّه مندفـع تجآههآ , يبيهآ , وهي بدورهآ قد قآبلت هآلرغبه وهآلإندفآع برحآبـة صدر ولآ كأن بسمآهآ شيّ إسمـه نجــم !

تزآحمت الكلمآت بصدره ثم تبعثرت , أطبق شفتيه مغمض عيونـه بـ همّ ويأس مآيدري وش يقول بينما بللت هي شفتيهآ في صمـت بتعبير المصآب بـ خيبة أمل من جوآب يدريه مسبقاً , صدت عنه ويدينهآ في جيوب جآكيتهآ مردفه ببرود: حتى لو هذآ هو قصدك لـ آدم , عآدي , مآتفرق

....: كآنت تفرق معك من قبل بس آلحين لآ
آثرت آلصمت عن الجوآب , مآكآن هذآ هو قصدهآ إللي فهمه هو بـ أنهآ أول كآن عندهآ إللي تخآف عليـه , تذب عنه وتصونـه .. أمآ آلحين فلآ , وش بيفرق آدم عن ......... نوآ مثلاً ؟
ودهآ لو تلتفت عليه بحدهـ , تصيح وتصآرخ , تعلمـه إنهآ ليلآ نفسهآ مثل مآتركتـه , مآمسّهآ بشـري .. إلآ إنهآ إستخسرت فيـه الحقيقـه وآلتبرير .. مآيستآهل !

....: إرجعي معي يآليلآ , مآبيك مع هذآ المغتصب
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره: وآلله ! وإنت إيش إنشآلله ؟
رصّ على أسنآنه بغيظ مكور قبضتيه ملتفت من ورآهآ قآبلهآ , وجهاً لـ وجه , شدهآ من شق جآكيتهآ وصآر يهزّ فيهآ وعيونه يقدح منهآ الشرر: إسمعي يآبنت , تدرين إني مآفكرت بيوم أمسّك , وآليوم آلوحيد إللي كآن ممكن يصير فيه هآلشيّ أنآ إللي منعتـه , وأنآ إللي أبعدت نفسي وأبعدتك عنـي .. – ضيق عيونه بـ حده , هآمس بخفوت – تذكرين أول يوم رمضآن ؟

شهقت نفس حآنق من خشمهآ صآده عنه بوجههآ من وقع آلذكرى البآئسـه , كل إللي يقوله صحيـح .. كآنت معـه شهـور مآيفصلهم الآ بآب مفتآحه بيده هو ولآ فكر إنه يتخطآ حدوده معها إلآ بآلشيّ إللي هي قد سمحت فيـه , وأول يوم فطور بـ رمضآن , لحظـه آلنشوه إللي إجتآحته كآن قآدر إنه يكبحهآ , يسيطر على نفسـه ورغبتـه .. أبعدهآ عنه بـ القوّه برغم الدعوه آلمفتوحه إللي قدمتهآ لـه .. ( يآنجم أنآ مآ أمآنع هآلشيّ ) , إلآ إنه هو إللي مآنـع ..

إبتعد عنهآ إجبآراً بحجج وآهيـه تمثلت في إعتصآره لنفسه فـ الشغل لأجل يبتعد عنهآ آلمسآفه الكآفيه إللي تمنعـه .. لحد اليوم آلمشؤوم , غلطتهآ الفآدحه إللي بسببهآ زرعت بذرة الظنـون , بـ اليوم إللي إنفتح فيه بآب الأسنسير وشآفهآ بـ أحضآن ذآكـ الشآب الزنجـي ! وش إللي تتوقعـه منه إذآ قآلت له إنهآ قد سلمت نفسهآ لـ غيره ! هو إللي إحتوآهآ بوقت تشردهآ إعتنى بهآ وحآفظ عليهآ وهي إللي بنفسهآ ضيعت نفسهآ ! هي صدق ليش تعآقبه كل هآلعقوبآت ! – إتسعت عيونهآ بـ إنتبآه وكأنهآ تذكرت –

....: ليش مآسألت ويني فيـه يآنجـم ! ليش بعد مآتركتك مآهتميت وكأنك مآصدقت وإفتكيـت
أظلمت عيونه بعدم فهم بينمآ إلتفتت هي عليه بحده رآفعه سبآبتهآ بوجهه: إسبوع من تركتك وموبآيلي مفتوح , مآفكرت تسأل أنآ وين ! ولوين رحت وليش أصلاً رحـت ! وآلحين وبعد خمس شهور جآي تبينـي أردّ لك !
....: من إللي مآسأل عن من ! إنتي وش إللي تهذين فيـه مآنيب فآهم ؟
أطلقت ضحكة إستخفآف هآزئه قصيره ومقطوعه أعرضت من بعدهآ عنه متكتفه: هـــه , أهـذي !

شدهآ من مرفقهآ جآبرهآ تلتفت عليه والإستغرآب بوجهه: سآفرت للسعوديه عشرة أيآم وإنتي إللي مآفكرتي حتى تسألين عنـي , وأنا إللي جوآلي كآن مفتوح ومآفكرت حتى أغير الرقم بس عشآنك , عشآن إتصآل منك أو حتى رسآلـه .. من اليوم الزفــــــت إللي سمعتي فيه كلآمي مع آدم .. يوم البريآنــي هــآآآه ! سآفرنآ ثنينآتنآ للسعوديّـه , صحّ إني مآعلمتك لأني كنت مقهور ومعصـب وحدي مآنيب طآيق أشوف وجهك بعدمآ صرّح آدم بـ الإعجآب المتبآدل بينكـم وغير كذآ موضوع أختـي حوريّـه ... مآ أمدآني أفهمك أي شيّ وأجلتهآ , أجلتهآ لحد مآرديت ولقيت شقتك فآضيه وهـــــــــــذي – طلع ورقه معفطه من جيب جآكيته الأسود وقطهآ بوجههآ مردف بقهر – وهذي الورقـه منــك , كآتبتهآ بخطـك المقـرف , وش إللي كآتبتيـه ! هـآآه !! ستظـل نجمـي اللآمـــع !!! – بلل شفته السفلى رآص عليهآ بـلسآنه مطير عيونه هآز رآسه بـ النفي بينما وطت هي للأرض رافعتهآ بعقدة حآجبين ووجه متجهم .. ميـة تكسيره بآلورقه , مهروسـه بقبضتـه ذآيبـه , قآربت على التفتت -

مآ أمدآهآ تسأل لأنهآ توّ مآرفعت له رآسهآ تنآظره إلآ وشدهآ من شقي جآكيتهآ المفتوح مقرب وجههآ المستفهم من وجهه الغآضب: ليش تركتينــي يآليلآ هــآآه ! ليــش ! وليـش رديتـي لذآك المغتصـب ! وليش سلمتي نفسـك لذآك الغبـــي ! ليـش يآغبيّـه ! ليش يآليلآ حرآم عليـك – قآل الأخيره بحرقه وحسره نآفضهآ من قبضتيه موليها ظهره وعيونه بـ السمآ , متخصر بيسرآه وبيمينه يمسح على آيسكآبـه ..

بلحظـه دمعت عيونهآ , أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر هآمسه بـ حُزن: إنت إللي حرآم عليـك يآنجـم .. مآتذكر إيش إللي قلتـه ! إن كنت نآسي فـ كلآمك كل يوم أعيده ببآلي , سكآكين كل يوم تطعنـي , مآهيب رآحمتنـي , وجعتني يآنجـم .. وجعتنـي ووجعـك كآن قآسي , مآتحملتـه

بلحظه إنفرجوآ شفتيه بعدم فهم أو إستيعآب , إحتدت نظرآته ومآقدر إلآ يطبق فمـه , ابتلع ريق متوتر , جآوبهآ بـ تشتت وتلعثـم: بــ .. بـس بــس ....

نآظرهآ بـ ثبآت من بعد تلعثمه وعدم تمامه للي كان بيقوله مردف بـ نفس التوتر صآحبه تردد: إنتي لهآلدرجه مأثر فيك كلآمي لـ آدم ! ليلآ إنتـي .. إنتي مـو .. مـو من .. من هآلنوع ! مآظنيتك تتأثريـن .. أو , يعنـي .. يهمك .. مآتحسين

من قآل كلمته الأخير إلآ وأرجعت رآسهآ للخلف تنآظر السمآء بعيون مغلقـه , هو نفسه نجم ولآبعمره رح يتغير , تحت أي ظرف ولمين مآكآن ...
فتحت عيونهآ بهدوء تنآظره والأمرّ هذي النظره البلهآء بوجهه كنه مآسوّآ أو قآل شيّ !
....: مآ أحــسّ ؟ ليش أحد قآلك إني بهيمــه ! – أخفضت رآسهآ بنظره حزينه للأرض من تحتهآ هآمسه بـ وهـن حزين – يآخي حتى البهآيم وآلله تحـسّ

نآظرته بـ عتب ولـوم مردفه بنفس الهمس: إنت يآنجم إللي مآتحـس ... إنت يآنجم إللي عديم إحسآس
غصباً عنهآ طآحت دموعهآ هآزه رآسهآ بـ خيبة أملّ: مآفي منك فآيده .. مآكآن لآزم أجيّ معـك , إنت نفسك ولآ بعمرك شيّ رح يغيرك

جت بتقفي عنه إلآ وخطى خطوته الوحيده الوآسعه صوبهآ موقفهآ من مرفقهآ الأيمن: ليـــــــــلآآآ
نآظرت بـ يده الملتفه حول معصمهآ طآلبته بـ هدوء: فكـني لو سمحــت وإتركني أروح
شدّ على كلآمه من بين أسنآنه بـ غيظ مكبوت: قولي عني مـــره إن تركتك هآلمره تروحيـن
مآتدري ليش وغصباً عنهآ بوسط ألمهآ وإللي تحسّه إلآ إن كلمته الأخيره أثآرت شيّ في نفسهآ أجبرهآ تضحك بينمآ أعقد هو حآجبيه بـ إستفهآم ..!

رفعت عيونهآ من موقع يده على مرفقهآ لـ عيونه المستفهمه: تطمن , قآيله عنك مره من زمـآن .. إنت أصلاً منتب رجّآل هههههه
من وسط ضحكهآ إللي تصدر معه أنفآسهآ دخآنيّه بآرده أدمعت عيونهآ مثيره إستفزآزه لأقصى درجه , عفط جآكيتهآ وجزء من بلوفرها وآلقميص من الجآنب الأيسر للصدر رآفعهآ رآص على كلآمه من بين أسنآنه بـ قهر: وآلله !
وسعت عيونها ببرآءه: ليش مو إنت بنفسك إللي قآيل هآلشيّ ! – ردت الضحكه لهآ كآتمتهآ بـ شدة شفتيهآ المطبقين مكمله – إنت إللي وصيتني أقول عنك مره وتربية مره إن شفت وجهك هذآ ثآني مره بحيآتي , يآخي مآ أمدآك .. كلهآ إسبوع ورديت وريتني وجهك ! الحين إنت رجّآل ولآ مره !

جآ بيتكلّم فآتح فمه إلآ وأطبقه بآلقوّه , من زود غيظه وقهره مآدري وش يقول , فلتهآ من مسكته آلمشدده نآفضهآ عنه بآلقوه موليهآ ظهره تآركهآ ورآه تضحك بنبره إستفزآزيه متقصده تثير غيظه وعصبيته: يآآنـــآآآآجِـــم يآآآمــآآآآآرآآآآهـ هههههه

إلتفت لهآ بوجه مكفهر من عصبيته المكبوته: ليلآ إحترمي نفسك
تكتفت رآمقته بنظره مشمئزه: لآتقول كلآم منتب قده ثم تلوم على غيرك
عطته ظهرهآ متكتفـه .. لحظآت وكتف هو يدينه فوق تكتيفتهآ ملصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ بـ حنآن: بترجعيـن معـي !
....: لآ
....: ليـش ؟
....: مآنيب بحآجتك

دآعب جآنب عنقهآ الأيمن بطرف خشمـه الرفيع الحآد: بس أنآ أحتآجك
أبعدت رآسهآ عنه بنفور رآفضه إقترآبه منهآ: مآلك حآجه في
....: مين قآل ؟ من بيسويلي فطوري وغدآي والعشآ ؟ شفتي شلون أنآ محتآجك
إنتفض صدرهآ إجبآراً بضحكه مبتعده عنه: ههههه مآلك دآعي
نجم: على بآلك أمزح ! مآتشوفين شلون شكلـي !

لثوآني مررت عيونهآ عليـه إبتدآءاً من عيونه المرهقـه المحآوطه بسوآد دآكن , برزوآ عظم وجنتيـه أكثر , وبرغم ثقل ملآبسه إلآ إن نقص وزنه كآن ملحوظ ...
تقطب حآجبيهآ بـ استغرآب: صحّ إنت فيك شيّ متغير
نجم: وآجد أشيآء مو بس شيّ وآحد
ليلآ: وكل هذآ عشآن إيش ؟
أطبق فمه بيأس هآمس بـ إحبآط: عشـآنك

طيرت عيونهآ مبتسمه إستخفآفاً بآللي قآله وكنه مآمشى عليهآ: هههه وآلله !
مآرد إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآباً بينمآ سألته هي: وليش مآجيتني من أول ورحمت نفسـك !
نجم: ومن قآل إني مآسويتهآ !
مشى صوبهآ لحد مآوقف قبآلها بعدمآ إنرسم استفهآم بوجههآ مجآوبهآ: جيتك بعدمآ رديت من السعوديّه , عرفت عنوآنك من ملفـك بـ الأوتيـل .. جيتك وآلله يآخذه وآحد من جيرآنكم لو شفته ذبحته , قآل إن صآحبة البيت متوفيّـه وزوجهآ مآله أثـر وإنك من شهور تآركه البيت .. وقفت قدآم البآب .. طقيتـه وركلتـه , صحت عليك , صآرخت ونآديت , مآحـد ردّ

أظلمت عيونهآ بـ إستغرآب وتفآجئ من كلآمه إلآ إنهآ سألته بهدوء: وبعد الثلآث أشهر !
نجم: من دريت إني عجزت ألقآك طلبت نقلي لليونآن , ثلآث أشهر الصيف متوآصلـه .. مآكآن قدآمي إلآ هآلخيآر إللي أخذته وأنآ مقفي عن بيتك .. كلمني آدم من رديـت , عطآني عنوآنك .. وكآن نفسه العنوآن إللي عرفته من ملفـك ..

ثبتت عيونهآ البآرده لحظآت بعيونه اللآمعـه قبل مآتخفض رآسهآ عآضه على طرف شفتهآ السفلـى بـ خفـه ..
كلآمه إلى حدِ مآ مقبول , وإلآ من وين له يعرف سكنهآ ! لآمت عليـه إهمآله بـ الوقت إللي كآن هو بخآطره يعتب عليهآ إهمآلهآ .. ثنينآتهم طآحوآ بنفس الظن السيئ .. إلآ إنه بآللي سوآه كآن أحسن منهآ .. هو إللي حآول مره وثنتين وثلآث لحد مآوصل لهآ .. بس تميل الكفّه صوبهآ , يأنبهآ صوت الكرآمه دآخلياً .. شلون كآنت تحآول المره والثنتين وهي صآده عنه لأجل إللي قآله لـ خويّه , إذاً وآجب عليه هو إللي يحفـي عشآنهآ .. تردّ وتلوم عليـه كلآمه الأخير بـ البينزينـه ثم تردّ وتعذره .. وش إللي تترجآه منه وإهي إللي بنفسهآ قآلت إنهآ رخصّت نفسهآ , وتنآزلت عن أغلى مآتملك وبـ بـلآش ! ليش حزّ بخآطرهآ يوم إنه طلب ثمنهآ بـ ليلـه وحده ! بدوآمه , كل مآجت تحقد عليـه وتكرهه تلقى له ألف عذر ومبرر , وآلشيّ إللي يقهر إنهآ إهي إللي تكون غلطآنه مو هـو ! وهو إللي يترجى رضآهآ وسمآحهآ , معقولـه يكون كشف كذبهآ بـ إقآمة علآقـه حقيقيـه مع نـوآ , أو إنه لهآلدرجـه يكون أعمى عن أي شيّ وكل شيّ ومآيبي إلآ هـيّ !

أظلمت عيونهآ بـ تشكك: إيش إللي تبيه مني بـ الضبط يآنجم ؟
ثبتت عيونه لحظآت بعيونهآ غير مستوعب , وبـ البطيئ بدت آلصوره تتضح قدآمه وآلمغزى ينكشـف ويتعرى بـ وضـوح ..
إتسعت فتحتي خشمـه مطبق فمه بـ القوّه ,سآحب نفس حآنق إمتلآ به صدره ولآ طلع , أطلقه أخيراً مضيق عيونه بعدم تصديق سآئلهآ بـ إستنكآر شديد: إيـــــــش !!!

ليلآ وإللي توهآ تحسّ بنفسهآ وإللي قآلته صدت عنه بجآنبهآ الأيسر إللي مآيشوف غيره , آمرهآ بـ حزم: نآظرينـي وقولي وش قصدك
ليلآ: ..........
....: سمعتــي ! أقول نآظرينـي
سفهته متكتفه إلآ إنهآ جآوبته ببرود: إللي سمعته وإللي فهمتـه ..

إعتصر ذرآعهآ الأيسر غآصبهآ تلتفت عليه: تدرين مظبوط إني لو بغيت هآلخيآس إللي ببآلك كآن من زمآن سويته ومآظنتي كآن فيه شيّ يمنع ! حتى وإن كآن هآلشيّ هو إنتي ! لآتنكرين إنك تمنيتينـي وأنآ إللي تمنعـت
عآدت ريمآ لعآدتهآ إللي مآ أمدآهآ تتركهآ لأجل تصير قديمـه !
" إهآنآتك متوآليـه يآنجـم وأنآ مآعآد فينـي حتى أتعذر لك "

ترغرغت عيونهآ بـ دموع حبيسـه مطبقه فمهآ إجبآراً كآتمه أول شهقـه وإللي تدري إن مآبعدهآ إلآ سيول دموع وأكوآم من آلشهقآت ..
أخفضت رآسهآ مغمضه عيونهآ بـ قوه مآثلت قوة عضتهآ لشفتهآ السفلى بـ أسنآنها العلويّه , تترجم وجعهآ النفسي بوجههآ الممتلى حزن وألم وإنكسآر , خيبـة أمل في المآثل قدآمهآ بطوله الفآرع إللي أرخى كتفيّه بـ همّ مقفل عيونـه وكأنه آلحين إستوعب وقع كلمآته الجآرحه لهآ ومدآهآ على نفسهآ مردف بـ نبره ملآهآ الندم: مو قصـدي وآلله ..

ليلآ: ..........
....: وربـي مآقصدت .. ليلآ ... نآظرينـي .. ليــلآ !
ليلآ: ...........
....: آآآآآآآآخ يـــــــآآآرب – قآلهآ بـ إحبآط وهو يمسح على آيسكآبه مرجع رآسه لـ ورآ ينآظر بـ السمآ الدآكنه من فوقـه بينمآ رفعت هي رآسهآ مسدده سهآم نظرآتهآ آللوآمه من عيونهآ اللآمعه المدمعه , آلنظرآت إللي إخترقت قلبـه بـ عتب مؤلـم ولوم قآسي , على إثره سحب نفس مخنوق مآسكهآ من كتفيهآ مشدد عليهم حثاُ لهآ على الإنتبآه , بنبره جآده هآديه - : مو هذآ إللي قصدته , مآ أنكر إن وقتهآ كآن فيه إنجذآب قوي من نآحيتي تجآهك وأنآ إللي بـه بديـت , يعني كله بسببي .. إللي قصدته أبرر لك إني ولآ بعمري نظرتي لك كآنت شهوآنيه , أو إني أبي منك هذآ إللي فكرتي فيـه والأدله عندي كثيره .. ليلآ صدقينـي أنآ بس خآني آلتعبير

فكت يدينه آلمثبته فوق كتفيهآ مبتعده عنه خطوه لـ ورآ هآمسه: عآدي يآنجـم
إقترب عليهآ بـ لهفه: لآ مو عآدي , مآفي شيّ عآدي .. ليلآ نآظرينـي
أول مآرفعت له رآسهآ بـ إستجآبه إلآ وإحتضن هو وجههآ الصغير مردف: جرحتيني يآليلآ , حيل جرحتيني .. أنآ إللي حآفظت عليك وإنتي بنفسك إللي ضيعتي نفسـك بس آللوم كلّه علـي .. أنآ إللي مآحآفظت عليكي زيـن , ولآ عرفت أحميك حتى من وسآوس نفسـك .. إنتي توك صغيره , وبريئـه .. إن مآسآمحتك على إللي صآر بعمري مآرح أسآمح نفسي
نآظرته بعدم تصديق من عيونهآ المدمعه: يعني إنت .. إنت عآدي عندك ........ إللي صآر ؟

طير عيونه إللي غربت شويّ ثم أظلمت بـ ضيق من الطآري زآفر نفس حآنق ثم ردّ ينآظرهآ بـ جمود وثبآت: لآ مآهوب عآدي , هآللي سويتيه طعنـه للحين أحس بوجعهآ فـ قلبـي .. ورح تتعآقبين عليهآ أشدّ وأقسى عقآب بس مو آلحيـن !
تحسس وجنتهآ اليسرى بـ بنآن إبهآمه: أبعدك بس بـ الأول عن ذآك المغتصب أبو كرش , وعن ذآك الحيوآن أبو عيون زرق ...
إتسعت عيونهآ بـ خوف هآمسه بصوت مخنوق: وش ...... بتسوي ؟

إرتفع نظره للسمآ من تعآلى صوت الصوآريخ والشمآريخ مخترقـه ظلآم آلسمـآ مشعلتهآ بـ ألـوآن آلفرح , فرحـة آلسنـه آلجديدهـ إللي دقت معهآ أجرآس الثآنيـة عشـر تمآمـاً ..

إنخفضت روسهم ثنينآتهم بوقت وآحد من السمآ لتستقر عيونهم ببعضهـآ .. لحظآت صآمته إلآ من أصوآت المفرقعآت النآريـه من فوقهم وهم بوسط الإستآد الريآضي آلمظلـم .. سآكـن آلحركـه فآرغ آلوجود إلآ منهـم ..

إقترب وجهه للحد إللي معه لآمس خده آلخشن خدهآ الأملس هآمس لهآ بـ أذنهآ اليسرى ويده اليمنى بـ البطيئ تتخلل من تحت جآكيتهآ وفوق بلوفرهآ مستقره لمنتصف ظهرهآ شآدهآ عليه بـ هدوء مقربهآ لصدره: أبسوي فيك إللي أبيـه ... ويآويلك منّي يآليــلآ !

/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل السآبع والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:41 PM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثآمن والعشرون


الحقيقـه غآليـه , ذلك لأنه لآشيئ في معترك الحيآه يتحول إلى حقيقـه ثآبته إلآ بعد التجربـه . وعندمآ تقـع التجربـه .......... فـ إن ثمنهآ يكـون قـد دُفـع بـ الكآمـل !


/
/



بـ حيطـه وحذر فتحت بآب غرفتهآ المظلمـه بـ وقت مغآير لـ عتمـة آلليـل وسكونـه ..
كآن التوقيـت مشيـر للحآدية عشـر , ظُهـراً !
بهدوء سحبت حبل الستآير القطيفـه الثقيلـه مبدده الظلآم لـ نـور ..
أقبلت عليهآ بوجـه مستفهم من شآفتهآ رفعت رآسهآ عن المخده بثقـل , وجههآ مهمـوم , عيونهآ متورمـه وكأنهآ قد فهمت شكلهآ وآلحآله إللي هي عليهآ وإللي مآسببهآ إلآ بكآء متوآصـل ..

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم من سوء آلظن إللي طرآلهآ , سآلي ! وش إللي ممكن يبكيهآ ! هذي الجآفـه , الجآحـده , القآسيـه جداً ظآهرياً وش إللي مبكيهآ , وقبل مآيبكيهآ كآن هو السبب في تغيبهآ عن دوآمهآ آلوظيفـي في الجآمعـه , سآبقـــه .. شيّ لأول مره يصيـر !
سألتهآ بـ إهتمآم بآدي: سآلــي !! علآمـك !

خبت عيونهآ الحمرآء المنتفخ جفنيهم برآحتهآ اليمنى مآنعه عنهآ الإضآءه المزعجـه لعيونهآ وآلمسببة حرقـة لهم من بعد بكآهآ الحآد المتوآصـل .. بسرعـه ردت عيونهآ وترغرغت بـ دموع بسبب الإضآءه المؤلمـه لبصرهآ: نزلي الستآير أصآلـه وإطلعـي برآ
لوت فمهآ بـ إستيآء: إنتي علآمـك ! مآرح أطلـع لين أعرف وش إللي صآر ! ليش تغيبتي اليوم ! وليش عيونك مفقعـه !

وقفت على ركبتيهآ مأشره بسبتهآ اليمنى المصلبه صوب البآب بـ أمر جآف: إطلعــي برآ قلـــت ,, مآتفهميـــن !!
ردت أصآله خطوه لورآ بحآجبين معقودين أقصآهم بـ إستنكآر مصحوب بدهشـه من اللهجـه القآسيه إللي كلمتهآ فيهآ أختهآ , سألتهآ بـ خفوت مآخلآ من القلق: إنتي بخيـر !
جلست على سريرهآ مرخيه كتفيهآ مرجعه رآسهآ لورآ معتصره عيونهآ بـ قوه موجهتهآ للسقف بتعبير البآئس فآقد الحيله والأمل ..

أصآله إللي زآد قلقهآ على حآل أختهآ وآلوضع إللي تشوفهآ فيهآ .. وقفت قبآلهآ ملصقه ركبتيهآ المضمومتين بجآنب السرير مآده يدهآ لرآس أختهآ متحسسه شعرهآ: وش إللي صآير يآختــك !!

إرتمت على سريرهآ متكومه على نفسهآ: إتركيني لحآلي أصآله , مآبي أتكلم مع أحد
إستشعرت الوهن بنبرتهآ المنذره عن بدآيآت البكآ , أطبقت فمهآ بقلـة حيلـه .. تدري عن سآلي وعندهآ حتى مع نفسهآ , أطلقت زفره مهمومه قبل مآتكلمهآ: طيب بس جيت أعلمك .. تغريـد زوجة مآلك .. أمهآ وأختهآ تحـت , أمي مرسلتني لك تنزلين تسلمين عليهم وتقآبلينهم .. – سكتت شويّ ثم أردفت بـ ترقب لإجآبتهآ تستطقهآ - : هــآ !!
ومن سألتهآ إلآ وقآمت الثآنيه على ركبتيهآ وقد إمتلى وجههآ بنظره حآقده , تجعد وكأنهآ رجـل أربعينـي غآضـب !

أطلقت صرخآتهآ المتوآليه , عآليه ومجلله: إطلعــــــــي بـــــــــــرآآآ , مآبي أشوف وجــه أحـــد , ولآ أتكلـــــــم مع أحــــــــــد .. لآحــد يجينـــي ولآنيـب نآزلـــه لأحـــــــد .. بــــــــــــــرآآآآآآآ

أصآله إللي إنسحبت أنفآسهآ رجعت لورآ بصدرهآ بدون مآتتحرك من مكآنهآ , موسعه عيونهآ أقصآهم بذعـر من هآلوحـش الغآضب قدآمهآ .. عيونهآ جآحظـه بنظره مهدده مخيفــه , عقدة حآجبيهآ الطوآل إللي تلآصقـوآ .. فتحتي خشمهآ الطويل آلحآد آلموسعيــن , وشفتيهآ المنفرجـه مبتلعـه أكوآم من ذرآت الأكسجيـن , وجههآ وكأنهآ لآهثــه , هآربـــه , خليط غير مفهوم حقيقته مآبين آلخـوف الشديــد أو آلتخويـف الأشــد !

لآ إرآدياً لقت نفسهآ تنسحب بهدوء من الغرفـه لحد مآطلعت منهآ تمآماً مقفله البآب من ورآهآ بهدوء وبآقي تعآبير الذعر بوجههآ آلشآحب لونـه , المرتعبه تقآسيمـه !


/
/


بـ الدور الأول لنفـس الفيـلآ , وبـ مجلـس الحريـم إللي كآن جوّ الألفـه سآئـد برغـم توتر العلآقـه النآتجـه عن سـوء بدآيتهآ ...
جوآهـر , الأم .. النآقمـه على الموضوع من بذرتـه .. شلون إبنهآ الوحيـد آلمدلل يتزوج بدون علمهآ ! وبهآلطريقـه المبتذلـه !

هو الوحيد إللي كآنت تنتظـر يومـه على أحرّ من الجمـر , ببآلهآ مليون فكـره , ومليـون مخـطط عن آليوم المنتظـر وآلليلـه الكبيرهـ , لذكرهآ الوحيـد .. مآلــك ..
لحد اليوم وهي مقتنعـه إن سبب إرتبآطـه مآهوب الآ تصحيح خطأ مع هذي آلمسمّآه تغريـد .. بس آلشيّ المستنكر وإللي مآظنت أبدّ إنه ممكن يكون من أطبآع ولدهآ .. إنه على هآلقدر العآلي من المسئوليه , يسعي ويتستر على خطآه بنفسـه .. هذآ مآلك آلمُـدلل اللآمبآلـي , دورهـ بس هو إفتعآل المشآكـل وإحرآجهـم , وهم بدورهـم عليهـم تخليصـه من هآلمشكلـه وآلترقيع من ورآهـ !

أمآ هآللي صآر ! هو أغرب مآقد شهدت عليه ولدهآ .. والظآهر إنه مآكآن الشيّ آلوحيـد الغريب بسبب إللي تلآهـ .. إلتزآمه بـ الشغـل , وحمـل المسئوليـه من بعد رقدة أبوه بـ الفرآش ... هآللي تشوفـه مآله إلآ مسبب من إثنيـن وهمآ الإثنين إللي ظهروآ بنفس الوقت بحيآته .. إمآ أخــوه سنـد , أو زوجتـه تغريـد .. أو إثنينآتهم مع بعـض ومآلهـم ثآلــث !

مفآجئتهآ بـ أصل هآلزوجـه كآن كبير على نفسهآ , تمت ثلآث أشهر متوآصله من اليوم إللي دخلت فيه هآلزوجه بهآلبيت وهي مقآطعتهآ , مآتعنت حتى تسأل منهـي ولآ بنت مـن .. ع الأكيـد إنهآ وحـده بنـت شـ *** على حدّ وصفهآ .. ولآ هذآ هو مآلك مآيجي من ورآه إلآ البـلآء .. إلآ إنهآ سآلي هي إللي كشفت نـصف آلحقيقـه بكون هآلبنت أصلهآ طيب وبنت أجوآد .. عآئلتهآ معروفـه بـ السمعـه آلطيبـه , رجآلهم رجآل علم وديـن وسمعة جمآعتهم من ذهـب .. المفآجأه الأكبر هي بيوم زوآج بنت شبيب المآلكـي .. يوم تفآجئت إن زوجة ولدهآ أخـت لـ ثنتيـن من رجآل المآلكـي .. هآلعآئلـه المعروفـه المرموقـه , كونهـم نآسبوهم مرّهـ وعآدوآ الكرّه فـ الثآنيـه هذآ شيّ يُحسـب لـ آل محصـن عبدآلله ...

نفسياً إستقرت , هدآ بآلهآ وإطمأنت .. زيآرة أمهآ لهآ وبنتهآ سآهمت فـ الكثير من رفع الكلآفـه بينهـم .. شخصيآت متعلمـه , متحضـره , ورآقيـه ... الـشيّ إللي هي تتشرف فيـه وتقدر وقدآم المـلآ تصـرح بـ إسمهـم , وبصفتهـم , كونهـم آلحيـن أهـل ونسآيــب !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه وهي تستمع لكلآم أم وآئل قدآمهآ وبنتهآ آلمسمآه شروق جمبهآ وبقلبهآ لـوم مصحوب بسعآده " طـول عمرك , مآتطيـح إلآ وآقـف يآمآلك يآبن بطنـي ! "

أم وآئل: وينهـي تغريـد فيـه !
نآظرتهم بـ إنتبآه أكثر وبوجههآ إبتسآمه قصيره: بغرفتهآ فوق
أطبقت أم وآئل فمهآ وبوجههآ ملآمح الندم والإعتذآر الحسّي: وآلله مدري شقـول , طآيح وجهنآ وإنّآ طآقين بآبكم مع هآلبكره مآنب شآيفين خير
بسرعه لحقتهآ أم مآلك فآتحه فمهآ: لآآآآآآ وشدعـوى عآد .. ذآ بيتكــم آلحيـن , مآلك ولدكـم مثل مآتغريد بنتنآ .. شقولك بس , هآلشيّ تونـي قآيله لـ مآلك عليـه يعطينآ رقمكم ندق عليكم ونعزمكم ... تدرين ظروف زوآجهم مآسمحت بهآلشيّ من قبل

نآظرت أم وآئل ببنتهآ شروق على يمينهآ كآسيهم الحرج من ذكرى زوآج تغريـد وشلون تمّ ولأي سبب تـمّ ! بس هآلبشآشه إللي يشوفونهآ بوجه هآلحرمه قدآمهم وهآللهجـه اللطيفـه إللي تكلمهم فيهآ مآلهآ إلآ تفسير وآحد , إنهآ صدق مآتدري عن الحقيقه الكآملـه .. ولآ هذآ أبدّ مب رد فعـل طبيعـي لحرمـه تزوج ولدهآ الوحيد من وحده قد دشـر معهآ ! تزوجهآ بـ إبتزآز ومسآومـه على تسجيلآت فيديو فآضحـه ! تزوجهآ وبنيتـه يوميـن ويقطهــآ !
مآبثت هآلنظرآت التحتيه بين الأم وبنتهآ إلا التوجس بقلبهآ سآئلتهم بـ قلق: خير يآم وآئل , فيه شيّ مآهوب مريحكم !
بسرعه لحقتهآ أم وآئل هي وبنتهآ رآفعين روسهم بـ إنتبآه , - مجآوبتهآ بـ تبرير كآذب - : لآآ أبـدّ وش هآلكلآم يآم مآلك , وآلله مآنحسّ إلآ مثل مآقلتي , كنآ ببيتنآ

شيّ من الرآحه بدآ يسرى بنفسهآ من جديد وبوجههآ إبتسآمه: إيــه , حيآكـم آلله .. آلغـدآ عندنآ اليـوم
وسعت شروق عيونهآ بـ ابتسآمه محرجه: لآآآآآ أي غــدآ بس – نآظرت أمهآ بـ لوم - : شفتي يمّه قلت لك نأجل هآلزيآره لين المغرب أو حتى العصـر يمديهـم هم يتغدون مغير صممتي نجيهم مع هآلصبآح , حتى الظهـر توّه مآ أذن
أم مالك : وش فيهآ يعنـي .. زين مآسوت , خلآص أصلاً وصيتهم يجهزون آلغدآ

قآلت كلمتهآ الأخيره وهي توقف بينمآ إرتفعت روسهم ثنينآتهم ينآظرونهآ وهي تكلمهم: أبشوف البنآت وينهـم , أصآله رآحت لـ سآلي ولآ جـت
وقفت أم وآئل بسرعه: طلبتك يآم مآلك , علميهـم ينآدون تغريـد أو حنآ نطلـع لهآ , نبيهآ
وقفت أم مآلك مكآنهآ مطبقه فمهآ بـ أسف: وآلله مدري شقولكم
وقفت شروق جمب أمهآ مآسكه ظهرهآ من الجآنب الأيمن وآلتعب بوجههآ آلمرهق من حملهآ الأول بـ شهوره الأخيره: ليش خيـر ؟

أم مآلك: وآلله آلبنيّـه تعبآنه صآرلهآ إسبوع , مآندري وش مصآبهآ .. جبنآ لهآ آلطبيبـه هني بـ البيت ولآريحـت لنآ قلوبنآ , مآتدري علآمهآ , يمكن هبوط حآد , أو سوء تغذيه , معنآ وآلله مآنب مقصرين أبدّ
لحقتهآ أم وآئل بسرعه: آلله يديم عزكـم , بس هي تغريد كذآ من يومهآ بنيتهآ نحيلـه ومنآعتهآ ضعيفـه , أقل شيّ يأثر فيهآ , يمكنه هآلجـوّ البآرد .. صآرت من قبل مآعليـك , نبي بس نشوفهآ وينهي غرفتهآ وحنآ بنطلع لهآ
حركت أم مآلك رآسهآ بتفهم لكلآم أم وآئل إللي تقريباً معقول ومآبه شيّ من الريبـه بينمآ نآظرت شروق بـ أمهآ إللي كآنت تحآول ترقـع وآلكذب بكل كلمـه قآلتهآ .. هآللي قآلته أم مآلك مآيأكد إلآ شيّ وآحـد .. تغريد طآيحـه عليهم من إسبوع , والأكيـد إنه بسبـة حملهآ إللي أُسقِـط !

رقـوآ ثنينآتهم للدور الثآني برفقة وحده من الشغآلآت إللي وصتهآ أم مآلك تدلهم لـ جنآح ولدهآ وزوجتـه بينمآ توجهت هي للمطبـخ تتأكـد من تحضيرهـم لعزيمة الغدآء المفآجئ ... على أتـمّ وجــه !

بـ طلوعهم ثنينآتهم دخـل هو ..
بـ آخـر الدرج , وهي فوقـه بـ أول الدرج ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه بآهته نآزله له: خيـر , توّ النآس .. أمدآك ينتهي دوآمك !
وآجههآ بـ صعوده , وجهه جآمـد , ملآمحـه ثآبتـه , إلآ إن عيونـه برغـم حدتهـم فيهـم من الحزن الكثير: مآدآومـت اليوم

وقفوآ ثنينآتهم بمنتصف الدرج: ليـش ! مو طلعت مع سند بـ الصبآح
أطلق زفره مهمومه مردف بهدوء من بعدهآ , طآري سنـد مآيبث إلآ آلضيـق وآلكدر بنفسـه: إيه بس مآدآومـت ..
وقفته قبل يتخطآهآ مآسكته من مرفقه الأيسر: علآمك يآختـك ؟ تعبـآن !
بلل شفتيه مجآوبهآ بـ همس خآفت مُرهق: لآ أصآلـه مآفينـي شيّ ..

أطبقت فمهآ بـ إستيآء , ذآ آلبيت أبدّ مآحد فيه يعطيهآ وجـه , وكلهـم تحسهـم غريبين اطوآر , هآلبيت حآله منقلب من أمـسّ .. سوآ سنـد , أو سآلـي من شويّ , أو مآلك الحيـن ..
تركت مرفقه سآمحه له يطلع وقبل تنزل هي درجة السلم إلتفتت له وكأنهآ تذكرت شيّ لحقته بسرعه: صـح مآلــك ..
وقف على الدرج رجل تتقدم الثآنيه بدون لآيلتفت لهآ لتكمل هي: علـم تغريـد إن أمهآ وأختهآ هني بـ المجلـس .. إذآ تقدر تنزل لهم خلهآ تنزل وإذآ لآ دق عليّ أعلمهـم هم يرقـون لهآ

قآلت أصآله جملتهآ وتركته نآزله بهدوء متوجهه للمجلـس بينمآ وقف هو مكآنه ثآبت للحظـه .. يعيد بخآطره كل إللي قآلته أختـه ..
أم تغريد وأختهآ هنـي , هذي أول مـرّه .. مآحد علمـه بهآلشيّ , لآتغريـد ولآ أمـه .. هذآ مآيوصلـه إلآ لشيّ وآحد وهو إن الزيآره مُفأجئـه ...

قوس فمه بعدم إهتمآم ومآسرع مآتوسعت عيونه وكأنه تدآرك شيّ توّه الحين ينتبه لـه .. غصباً عنه مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وهو يرص على العلبـه الصغيـره اللي بـ جيب سيآلته , آلهديـه آلثمينـه إللي إختآرهآ لهآ وبعنآيه فآئقـه لأجل تكون أول هديـه يهآديهآ فيهآ بعدمآ تملكّهـآ .. آليوم هو أول آلسنـه الميلآديّه آلجديـده , هو يوم ميلآدهآ .. وهو آليوم إللي يبي فيـه يبدآ معهآ بدآيتهم آلحقيقـه .. على نـور , على بيـآض , وعلـى صفـآ ..
يمكن هآلزيآره من أمهآ وأختهآ لنفس السبـب !

صعد الدرج وكأنه رجـل في أوآخر السبعينآت مو في أوآئل العشرينآت ..
شيّ دآخلي مثقل خطوآته , كآتم على أنفآسـه .. آلحقيقـه الوآضحـه قدآمه كمآ الشمس بنورهآ إلآ إن صوت العآطفه بدآخله كآن هو الغآلـب , هو المتحكـم , صوت العآطفـه عنده كآن أعلى من صوت العقل المنطـق !
ضآرب بكل ظنونه إللي تأكدت عرض الحآئط , وإن كآن سنـد فعلاً عآشـق لـ تغريـد , فـ تغريـد بـ النهآيـه تكون زوجتـه هـو , ملكـه هـو .. ولـه في ملكـه حـق التصرف كمآ يشـآء !

فتح بآب جنآحه وعيونه مصوبه تجآه بآب غرفـة النـوم إللي كآن موآرب بفتحه صغيره ..
أطبق فمه بـ إحبآط يخطـي خطوآته آلمثقلـه , وقبل مآتمتد يده للبآب دآفـه .. تعلقــت بـ الهـوآء , وتعلّق معهآ كلّ شيّ ..
وكأن آلكون بهآللحظـه وقف ..
صدى آلجملـه يتردد بـ صخـب , بـ دويّ ..
قنبلـه وفجرت كيآنـه .... إنهآر عآلمـــه ...
" ليـش مآعلمتينـآ إنـك حآمـــل !! وليش بعـد مآعلمتينـآ إنك أجهضتـي هآلحمـل !! "

بلـع ريقـه ومع هآبلعـه تشنجـت رقبتـه , برزت عروقـه , رصّ على أسنآنه للحدّ إللي معـه إهتـزت رآسـه ..
آلجملـه إللي كآنت كفيلـه تصمّـه عن أيّ كلآم ثآنـي تلآهآ حتى وإن كآن صرآخهآ آلمستنكـر وبشـده هآلهـذي إللي تهـذي بـه أمهآ وأختهآ !

بـ سرعة بديهه , دفّ البآب ورآسـه موطـى للأرض , بنبره مرحـه مغصوبـه: تغــررررريـــ .....
مآ أكمل إسمهآ لأنه أعرض بوجهه عن شوفة آلحريم بـ الغرفـه وكأنه تفآجئ بوجودهـم , شآهق شهقـه تمثيليـه تحمحم من بعدهآ طآلع من البآب إللي مآ أمدآه يدخل منـه ..
وقف ورآه معتصر عيونـه بـ ألـم , وبيده رآص ع الأكره مفرغ فيهآ كلّ شحنـة مشآعره آلسلبيـه بهآللحظـه ..
مآكآن آلقصد من ورآ فعلتـه إلآ إنه يبتـر آلحوآر مآبين زوجته وأهلهآ .. آخر مآيبيـه إنه يظهـر بمظهـر الرجـل المغفـل ..
" كآفي يآتغريــد , تحملتـك وبزيــآده .... "

إنتقل لـ جآنب البآب مفسح لهم الطريق وعيونه موقع قدميـه ..
وحده منهم خطوآتهآ بطيئـه متعبـه , تجرّ رجولهآ جرّ بـ صعوبه صوب بآب الجنآح ... والثآنيه إللي إستشف من وقفتهآ جمبه وكلآمه معه إنهآ أمهآ: مآلـك يمّـه
بلع ريقه بمرآره هآمس بصوت منخفص: ســمـي ..
أطبقت فمهآ بقهر من شوفته قدآمهآ , برغم كل إللي صآر إلآ إن شيئن بنفسهآ مآهوب رآضي يتقبلـه , مآتشوف قدآمهآ إلآ الصوره الشنيعـه لبنتهآ في الفيديو وهذآ المآثل قدآمهآ يتحسسهآ وبـ إبتذآل ...

أجبرت نفسهآ على موآجهته طآلع صوتهآ مخنوق , مغصوب , حآنق وممتعض: شلونهآ تغريـد معـك !
بلمحه خآطفه إرتفع رآسه ينآظر يمينه إلآ إنه ردّ وأخفض بصره للأرض بعدمآ ثبتت عيونه على كتلـة السوآد جمبـه , إبتدآءاً من عبآءة الرآس فوق رآسهآ لأسفلهـآ .. مآيبين منهآ إلآ عيونهآ من تحت البرقع ..
وكأن سؤآلهآ , الملـح على الجــرح ..

نغزة بقلبـه , محسوسـه , هو صآدق بآللي يحسّه ولآ يترآءى لـه إن آلدموع على محجـر عيونـه , إن رفّ رفـّه طآحـوآ !
بلل شفتيه وبيمنآه سحب شمآغه الأبيض من الجآنب الأيمن وكأنه يعدلـه , إلآ إن نيتـه مآكآنت إلآ يحجب وجهه عن نظـر عينهـآ !

....: آلحمـدلله بخيـر , هي بس تعبآنه شويّ هآليوميـن
أطلقت زفره حآنقه مآستوعبهآ هو , مردفه بـ جفآف: سلآمتهـآ ..
علت نبرتهآ شويّ قآصده تسمع اللي بـ الغرفه: تغريـد يمّـي ننتظرك تحت لآتتأخريـن ..
قآلتهآ مُردفه بـ إستئذآنهآ وعيونه ترآقب خطوآتهآ المتأنيه لحد مآختفـت ..
إختفت الأم وظهـرت البنـت ..
طلعت لـه بخطوه متردده وآقفه على عتبة البآب , بلعت ريقهآ بـ توتر قبل تسأله بـ ترقب للإجآبه: من متى وإنت هنـآ !

رمقهآ بنظره تحتيّه , عيونه على آللكلوك الضخم الأبيـض المشعّـر برجليهآ ثم ردّ ينآظر موقع قدميه: تونـي وآصـل
تمت تنآظر الجآنب الأيمن من وجهه بملآمح متشككه فآغره فمهآ آلفتحه الصغيره بعيون محتده إلآ إنهآ بـ الأخير إستسلمت لوآقع كلآمـه وشيّ من الإطمئنآن سرى بنفسهآ يوم تذكرت دخلته المفآجئـه عليهـم , لو إنه سمـع شيّ كآن درآ إن فيه حريم بـ الغرفـه ومآدخـل عليهم هآلدخلـه ...
لوت فمهآ بـ إستيآء وعيونهآ تدور حولهآ " أشششـوى , ذآ اللي كآن نآقصـي يسـمـع هآلسخآفـه إللي مدري من وينهم يقولونهآ , حآمـل !! أي حمـل !! يآربـي أنآ بيصير فينـي شيّ .... "
قطعت حديث الصمت بنفسهآ رآفعه رآسهآ له بـ انتبآه من أقفى عنهآ بخطوآته المثقلـه وقفته بردّ فعل عفويّ وذرآعهآ الأيسر ممتد له من ورآ ظهره: لحظـــــه !

وقف مكآنه ولآ إلتفـت في حين انهآ مشت لـه والإستغرآب بوجههآ معقده حآجبيهآ: مآلك شفيــك !!
بلل شفتيه ثم أطبقهم بهدوء قبل مآيجآوبهآ ببرود غريب مريب: مآفيـه
إزدآدت عقدة حآجبيهآ للحد إللي معهآ تلآصقـوآ مقوسه فمهآ بعدم فهم: وين رآيح طيب ! مآ أمدآك تدخـل .. وليش أصلاً رآد بـدري !

ردّ وبلل شفتيـه إلآ إنه هآلمره رفع رآسه للسقف زآفر نفس مسموع وكأنه مهموم , أنفآسه قصيره , يحسّ نفسـه مختنـق , شيّ ثقيل كآتم على صدره وكل مآلـه يزيـد .. هآلصخره اللي تكلمت عنهآ تغريـد من قبل وحست انهآ إنزآحت يوم تصآفت مع أهلهآ يحسّهآ الحين على ضلوع صدره هـو , شيّ ضآغط عليـه وكأنه يبي يحطمـه ..... يهشمـــه .....

ولاّهـآ ظهـره فآتح بآب جنآحـه مجآوبهآ قبل يختفـي من قدآمهآ بآلشكل إللي مآ أثآر لنفسهآ إلآ آلتشكك والإرتيآب: مآفيــــــه ............


/
/


ظلل فوق عيونه بسآعده الأيمن حآجب ضوء آلشمس آلصبآحي عنـه تآرك لنفسـه المسآحـه للتفكير بـ أحدآث الليلـه الفآئتـه وإللي كآنت بـ النسبـه له كآرثيّـه ..

آلعمليـه الجرآحيّه إللي سوّآهآ كآنت أشبـه بـ المجزرهـ , كآن الجزّآر وهي ذبيحتـه .. كم من عمليّه جرآحيه دقيقـه أتمهآ أو كآن مشرف عليهآ مآحسّ فـ سنوآت إمتهآنه الطبّ والجرآحـه شيّ من الصعوبـه مثل إللي حسّـه أمـس !
مجهوده الذهنـي كآن أضعآف أضعآف مجهوده الجسمآنـي العضلـي , كآن يجآهـد ويضغط على نفسـه حدّ الإعتصآر لأجل إتمآمّ المرآد ... شلون هآلشيّ أصعب ممآ يكون لمآ يكون بلآ رغبـه وشلون آلجسـد يلتحـم بلآ عآطفـه !

مآل على جآنبه الأيسر يشوفهآ جمبـه مستسلمـه لـ نوم عميـق دآفئ , متأبطـه آللحآف الستآني الذهبـي بذرآعهآ الأملـس المكشـوف مقآبلـه له بوجههآ بسبب نومتهآ هي على جمبهآ الأيمن ..
بهدوء إمتدت يده لتلآمـس أطرآفه خصلآت شعرهآ العسلـي آلقصيره آلمبعثره على كآمل وجههآ مبعدهآ لـ ورآ كآشف عن برآءة ملآمحهآ آلرقيقـه .. وجههآ عريض مربـع .. حآجبيهآ طوآل , خشمهآ دقيق وفمهآ وآسـع بشفتيـن رقيقتيـن ..
هآلبنت بـ ظروف غير آلظروف كآنت بتكون الأنثى المنآسبـه وإللي مآيضآهيهآ أحـد , حظهآ آلعآثر إللي أوقعهآ قدآم أعظـم التحديّآت .. تحـديّ آلعآطفـه ..

شيئن دآخلـه مآهوب قآدر يتقبلهآ حتى بـ الإجبآر .. للحين يتبآدر ببآله كلآم خآلـه عن كون الحريم أجمـع كلهـم سوآ بـ - السرير - , وإن حآجة الرجـل فيهـم مآتختلـف , أجل وش إللي صآر معه أمـسّ ! لآ وهي بحقيقتهآ وبـ إسمهآ قدر يتقبلهآ ولآ يوم حطهآ بقآلب ثآني متخيلهآ شخصيه ثآنيـه بـ إسم أنثى ثآنيه قدر يتقبلهآ .. أجل شلون آلحريم كلهـم وآحـد ! يمكن آلغلـط عنده وآلعجـز فيـه !

بهدوء فتحت عيونهآ آلنآئمـه بعقدة حآجبين خفيفـه .. رمشت مره وثنتيـن وثلآث لحد مآستوعبـت آلشيّ أسطوري الجمآل إللي تعلقت عيونهآ عليـه ببدآية تفتحـهم .. يآ آلله , يآجميـل , يآبديع الجمآل , وش أجمل من هآلصبآح !
بـ حيآء صآرخ شدت آللحآف على وجههآ دآفسه نفسهآ تحتـه , آلشيّ إللي مآدآم إلآ ثوآني وأبعده هو عنهآ بهدوء هآمس بـ خفوت: صبآح آلخيـر ...
بلعت ريقهآ مجآوبته بصوت مخنوق من الحيآء: صبآح آلنور ...

تزحزح من مكآنه خطوه بطيئـه أحست فيهآ بدفئ أشعلهآ من جديـد , إلآ إن قوّه دآخليـه مآنعتهآ من آلتحكـم بنفسهآ .. من إنهآ حتى تبتعـد .. مآقدرت الآ ترفع عيونهآ لعيونه بعدمآ أرسى كفه الكبير على صدغهآ الأيسر يتحسس بـ بنآن إبهآمه حآجبهآ من رأسـه لـ آخره: آسف على إللي صـآر
أخفضت بصرهآ بـ خجل هآمسه بصوت مخنوق: عآدي

....: آلمتــك !
نسمـه وإللي كآنت غآرقـه تمآماً في محيط آلخجـل , مو كآفي إللي صآر أمس آلحين يكمل عليهآ بـ أسئلتـه .. جآوبته وعيونهآ بـ المفرش من تحتهآ: يعنـي شـويّ
إنقلب على بطنه وبآقي كفه مبسوط على خدهآ: أدري إني آلمتـك ..
عضت شفتهآ السفلى بقوّه مؤلمه هآمسه بتأكيد: عآدي وآلله
....: مآرح تتكـرر , أوعدك

بسرعه تعلقت عيونهآ بعيونه وكأنهآ رآفضه لهآلشيّ وبآلقوّه , آلرفض إللي مآكآن حسيّ فقط , إلآ إنه كآن فعلـي وصريـح يوم لحقته بسرعه: لآآآ ... مو لهآلدرجـه يعنـي .. هم يقولون إن هآلشيّ بس عشآنه لأول مره .. بس بعد كذآ عآدي .......... صح !

سحب نفس عميق مغمض فيه عيونه بـ همّ .. شلون بيطآوعه قلبـه يكررهآ مره ثآنيـه وبعدهآ صرخآتهآ المتألمـه تهـز طبولـه آلسمعيّـه .. بكآء حآد صآرخ بترجـي بآئس وتوسـل تطلبـه يهدى عليهآ .. يرفـق بهآ .. كل مآكآن ببآله إنه ينتهـي من هآلمهمـه الصعبـه , شبـه المتحيلـه , ويفتــك !
بتجآهـل لكل حوآسهآ آلبكريّـه آلعذرآء وهي تخوض معه هآلتجربـه ولأول مره .. على الأرجـح إنه مآخلّف لهآ بسوآته إلآ أبشـع ذكـرى عن مفهوم ليلـة آلعمـر !
جآوبهآ بـ هدوء وهو يعتدل مستقيم بجلستـه: صــحّ .. بس مآرح نكررهآ ليـن تطيبيـن بـ الأول

إرتفعت عيونهآ لهآ تنآظره يفرك شعره آلذهبـي صآد عنهآ بوجهه , ومن وجهه إرتخى نظرهآ لصدره آلعضلـي العآري مآيستره إلآ آللحآف آلمفرود على نصفـه السفلـي ... نبـض فوضوي عنيـف إجتآحهآ مشعلهـآ , بعدهآ أحآسيس ومشآعر مغآمرتهآ الحمآسيّـه متأججـه ..
شدت آللحآف عليهآ متوآريـه تحتـه بحرص مآيبيـن إنفعآل نشوتهآ آلحسيّـه في حين وصلهآ صوته البآرد: قومـي تسبحـي , وتجهـزي بنفطـر برآ آليـوم

أطبقت كفيهآ الصغيرين فوق صدرهآ مجآوبته بصوت أصهره الخجل وأذآبه الإحرآج: تسبـح إنت بـ الأول
إلتفت لهآ مآيشوف إلآ كتلة جسمهآ الصغير تحت آللحآف .. لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيـه من تدآرك آلحيآء بـ نبرتهآ المخنوقه وعيونه على قطع الملآبس المتنآثره بـ الأرض من تحته هـو , ومن جآنبـه هو !
أبعد عنه اللحآف شآد بنطلونه من الأرض لآبسـه بـ إهمآل: طيب , أنآ سآبقـك ..

بحذر أبعدت اللحآف عن وجههآ آلمحترق وعيونهآ صوب بآب الحمآم – بـ الكرآمه بعدمآ وصلهآ صوت آلمويـه إللي على الأغلب قطرآتهآ الحين تلآمـس جسدهـ - ..

إستقعدت بجلستهآ تتحسس جآنب عنقهآ وهي تحسّ بـ إشتعآل غريب مآهدت حرآرته لثآنيـه ...
بسرعه زحفت على ركبتيهآ من فوق السرير مدنقه للأرض من الجآنب إللي كآن فيـه هـو رآفعه بنطلون بيجآمتهآ الحرير وآلبلوزه لآبستهم بـ آلمقلوب من حدة تشتتتهآ والإرتبآك ..

من وقفت بـ الأرض مبعده آللحآف إلآ وتطيـح عيونهآ على قطرآت حمرآء خفيفـه وبآهته مطبوعـه بـ مفرش آلسرير الأبيـض ,, آلحرآره إللي مآ أمدآهآ تهدى دآخلياً ردت وتأججت ليطلـع معهآ فعلهآ سريـع , مضطرب ومشتت وهي تشد المفرش بكبره عن السرير مكلفته بيديهآ دآفسته بين ملآبسهآ بـ الدولآب !
وبسرعه رفعت جوآلهآ عن الكومدينـه وإبتسآمه خجولـه شآقه وجههآ أرسلت رسآلتهآ " حـوووور بموووت , بموت وآلله بموت , فرحآنه وقلبي من فرحته يعورنـي " !


/
/


/


يوم صبآحـي ببدآيته مغآير تمآماً للصبآح الإيطآلـي ..

مددت أطرآفهآ بـتشنـج متمغطـه , جسمهآ مُتعـب , قوآهآ مُرهقـه وطآقتهآ مُستهلكـه ..
ردت غمضت عيونهآ إرتجآءاً للنوم إللي تحسّ إنهآ في جـوع لـه , للحين صدى أذآن الفجر يتردد بـ أذونهآ , تتذكر كلمآتهآ الأخيره قبل تغط في سبآت عميق من بعد ليلـه حمآسيّه صآخبـه ! , حثت نفسهآ بـ تشجيـع " يلآ حـور , أومـي , آلفـقر بيأزن , الفـقر , الصلآه .... شويّآ لحد مآ الأزآن بس يخلص , شويـه ... شويـه ... شويـ ................. "

هزت رآسهآ بقوه يمنه ويسرّه نآفضه عنهآ آلصور آلأخيره إللي مرت فيهآ قبل تنآم .. وبسرعه إستقعدت على سريرهآ , آلجلسـه الفجآئيـه إللي معها ترآخى لحآفهآ آلحريري الأسود عن نصفهآ آلعلوي .......... العآري !
وكأنهآ بعآلم ثآنـي , بـ مكآن غير المكآن , تنآظر الغرفه من حولهآ وهي تحكّ رآسهآ وتعبير الغبآء بوجههآ الطفولي آلمنعفـس .. شعرهآ منتفـش وكأنه قنبلـه وتفجرت فيـه أو كهـرب ونشب فيهآ .. تسللت يدهآ من رآسهآ لـ جآنب عنقهآ إللي توّهآ أخيراً بملمس بشرتهآ ...... من بشرتهآ !

إنخفض بصرهآ لصدرهآ بحآجبين معقدين بـ إنزعآج إلآ وتتسـع عيونــهآ بصدمـــه , وبسرعه شدت عيهآ اللحآف مخبيـه صدرهآ إللي مآنكشف تنآظر يمنه ويسره بترقب لوجود شخص وحيد وأوحـد كنه شآفهآ بهىلمنظر آلحين أو لآ !
مآترآءى لذهنهآ إلآ صورتـه هو وبـس .. وبـ التوآلي تبآدر لذهنهآ أحدآث سريعه متلآحقـه للي قد صــآر ...
حُمرة خجل كستهآ مقفله عيونهآ بـ القوه مسنده رآسهآ لركبتيهآ المضمومتين , وضعهآ على السرير إللي كشف عن ظهرهآ كآمــل ...

وكأنهآ أخيراً هدت من إنفعآل إحرآجهآ آلدآخلـي .. أسندت ظهرهآ للسرير تنآظر بـ السقف .. لحظآت ثم ردت وخبت وجههآ بيدينهآ وإبتسآمه خجوله بوجههآ " يخرب بيتك يآرآآآآئـــــــف يخرب بيتك , غبـي , وحمآآر ءآآآآآآآآء , يآآآلهـوي ع الإحـرآآآق هآبُـص فـ وشّـه تآآآني إزآآآي , عآآآآ يآآرب أموووت , لآآ يآرب هوآ إللي يمــووت ...."

رفعت جوآلهآ من ع الكومدينه تنآظر بـ آلوقت إللي كآن الثآنيـه ظهراً .. توسعت عيونهآ لآخرهـم , صحيح إنهآ مآنآمت إلآ بوقت الفجر تمآماً إلآ إن هآلمده إللي نآمتهآ طويلــه , تجعيدة مشمئزه علت وجههآ بـ حقد " الغبـي سآيبنـي نآيمه وأكيد رآح على شغلـه من زمآن , - طيرت عيونهآ مكمله حديث النفس بخآطرهآ – هــف أحسن , كنت هشوفه إزآي بعد إللي حصـل , يآرب مآيرقـع أو يرقـع ويروح لدآرين ... أنآ أروح أبآت يومين تلآته عند مآمآ لحد مآ أنسى إللي حصـل – أومأت رآسهآ إيجآباً تأكيداً لهآلفكره , وبسرعه طآحت عيونهآ على ملآبسهآ آلمنتثره بكلّ صوب ونآح , آلشيّ إللي تذكره آلحين وبقوّه , سحآب السويت شيرت حقهآ إللي إنخلـع بيدهـ , هآلرجآل بدآئـي الفعـل والتصرف .. مآيدل للتفآهـم طريـق ...
أرخت كتوفهآ بيأس وهي تنآظر ثوبـه آلملقى تحتهآ مبآشرة بـ الأرض ... للحين مآتدري لولآ هآلتدفئـه المركزيّه بـ الغرفـه ولآ شلون كآنت تمـت بعدهآ على قيد الحيآهـ ...

لبست ثوبه آلرمآدي وتعبير مشمئز بوجههآ وكأنه شيّ مقرف ..
توّ مآوقفت عن السرير إلآ وإنفرد كآمل الثوب على جسمهآ متدلي بـ الأرض إشبآر , إلآ إنه ومن منآطق معينه كآن ضيق لحد آلتجسيـم وآلسبّه بنيـة جسم رآئـف , طولـه فآرع إلآ إنه نحيـل آلجسـم ...
شمرت عن سآعديهآ متوجهه صوب الثلآجه آلسودآء آلصغيره " كل حآقـه ريحتهآ سقآير , حتى هدومـه , ريحـه موئـرفـه وهوآ موئـرف ...."

لوت فمهآ بـ إستيآء , هآلثلآجـه إللي تبدلت تمآماً عن أول يوم شآفتهآ فيه , وآلسبه هي !
بدآل البيره الشعير إللي مآكآن موجود غيرهآ إمتلت شوكلآتآت بـ أنوآع كثيره , عصآير أغلبهآ بنكهـة التُفـآح ... وعلـب بلآستيكيـه لفآكهـة الفرآولـه , عشقهآ الأزلي ... والأبدي .. هآلثلآجه مآفيهآ شيّ سنع يصلـح فطور ..
خذت لهآ قزآزة مويـة معدنيـه متأبطتهآ وعلبـة فرآولـه فتحتهآ بسرعه وبدت تآكل منهآ بـ نهم متوجهه لبآب الغرفـه بتطلـع منـه ..

إنلفت الأكره الفضيّه آلمدوره مرهـ , وثنتيـن ... ثلآث , وأربـع ... خمـس , وسِــت ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب , البآب مآيفتـح !
وقفت حركة مضغهآ لقطع الفرآوله آلكبيره الكآمله وإللي توّهآ كآنت مدخلتهم بـ فمهآ إللي كآن محشي لآخره !
ردت تلف الأكره إلآ إنه مآنفتح , بعصبيّه ضربت البآب برجلهآ علّه يكون معلق إلآ إنه مآفتــح !
بـ إرتعآب طفولي من فكرة آلحبـس , ضرب البآب بقبضتهآ اليمنى مطلقــه صرخـه حآدهـ بـ إسمــه كآنت أقرب للإستجدآء: رآئــــــــــف

قآلتهآ مبحوحـه مسحوبـه , مبتعده عن البآب خطوه تنآظره بعيون مدمعه , لحظآت على وضعهآ لحد مآقشعر جسمهآ كآملاً برعشـه سرت على طول عمودهآ الفقري بـ نفس محتبس دآخلياً من وقع آلصدمـه والتفآجئ بـ صوته آلمبحـوح بـ رقّـه عذبه: لبيــه يآكُــل رآئــف !

إرتفعوآ كتفيهآ موسعـه عيونهآ لآخرهـم مفرقه أصآبع يمنآهآ , وبيسرآهآ مشدده على علبـة الفرآوله , بتعبير آلمصبوب على رآسـه سطل مويـه فُجآئــي ...!
ودهآ لو تلتفت , تتأكد من حقيقـة وجودهـ , هآلصوت إللي سمعته وهم أو حقيقـه ! الأكيد إنه وهم ولآ هي توهآ صآحيه وبعدهآ بآلغرفـه , مآكآن فيه أحد , من ويـن طلـع !

مآ أمدآهآ تهدى ملآمحهآ والإطمئنآن لظن إنه مجرد وهم وشكلهآ بآقي مخرفنـه من أمسّ إلآ وإنكمش جسمهآ رآده لنفس آلوضـع وكأنهآ مصدومه من لسعة البروده إلي لفحتهآ ... بآب آلبلكـون من ورآهآ مفتـوح .. توسعت عيونهآ أقصآهـآ بـ ذهول هآمسه بشيّ من عدم آلتصديق ...... آلبلكـــــــــــون !!!

يدين مكشوفة السآعين , وكأنهآ تتسحب , تحركت على وسطهآ بـ هدوء وتبآطئ لحد مآطوقتهآ .. شيّ دآفئ إلتصق بظهرهآ , ونفس حآر على مقربـه من عنقهآ ..
همس بشيّ من اللعآنه فـ أذنهآ: صبآحيّه مبآركـه يآ أحلآ عروس
أغمضت عيونهآ بشويش عآضه على طرف شفتهآ السفلى وبوجههآ تعبير أقرب للندم ...
أخفضت بصرهآ لليدين المحآوطه لوسطهآ بعدمآ تخلل لأنفآسهآ رآئحـة دخآنه المميزهـ إلآ إنهآ كآنت قويّه بهاللحظـه , ليش لآ , وهو بين سبآبته اليمنى ووسطآه سيقـآره مشعلـه !

أخيراً حررت نفسهآ آلمخنوق من خشمهآ مبتعده عنه بهدوء أقرب للحذر وكأنهآ تتسلل ..
أسندت ظهرهآ لبآب الغرفه من ورآهآ مقآبلته وجهاً لـ وجـه .. آلوجـه آلطفولـي الآسـر لـ كيآنـه , يتعب وهو يقول إن نهآيته بـ التأكيد على يدّ هآلبنـت !
خديهآ منتفخيـن بـ فرآولـه محشوه بفمهآ , لآبلعتهآ ولآ حتى مضغطهآ , مطبقـه فمهآ الصغير بآلقوه إللي صآر وكأنه نقطـه في وجههآ آلمعذب له بـ كآمل تعآبير و أدق تفآصيلـه ..

ثبتت عيونه عليهآ بـ نظره إستمتآع خبيثـه مطبق بشفتيه المشدوده على عقب سيقآرته ينآظرهآ بتفحص إفترآسي ... بـ الترآخي إنحدرت عيونه من وجههآ إللي بآقي عل وضعه مآتبدل لـ كآمل جسمهاً وكأنه يقيّم هآلشيّ صآرخ الأنوثه قدآمه .. عيونه آلحآده المضيقـه لحد الإختفآء إللي إستقرت أخيراً على صدرهآ .. شقي ثوبـه منفرجيـن كآشف عن فتنة نهديهآ النآفرين , هآلأزرآر إللي من آلمستحيل تتقفـل إن كآن آلجسم الحآوي لهآلثوب هو جسم هآلحوريه ...
هآلنظرآت إللي جآبت آخر مآعندهآ , مآعندهآ من القوّه ذرهـ ولآ من التمآسكّ شيّ حتى وإن كآن مفتعـل , مآعآدت رجولهآ شآيلتهآ .. طآحت علبـة آلمويه إللي كآنت متأبطتهآ من الجآنب الأيسر متدحرجه شآقه طريقهآ بـ الأرض وعيونهآ مصوبه عليهآ تلحقهآ , تمنت بهآللحظه لو إنهآ علبـة مويـه تقدر وبهآلسهوله تبتعـد , ركض , أو دحرجـه , آلمهم بـ النهآيـه إنهآ تستقر بعيداً عنه ... تحت التسريحــه !

إنتقلت عيونهآ المرتعبه من قزآزة آلمويه لـ عيونـه , تسألـه بوجههآ آلمذعور وش إللي نآوي عليـه !
آلملآمح آلمستفهمه آلمستفسره عن طبيعة نوآيآه إللي هي تدري مسبقاً عن مكنونهآ صآحبهآ ملآمح متوسلـه , ترتجيـه ينفض عن بآله هآللي يفكر فيـه , مآ أمدآهآ من أمسّ يستريح جسمهآ أو حتى تهدآ إنفعآلآتهآ الدآخليّه .. الرحمـه يآرآئــف !

رآئف إللي قرر فعلاً يرحمهآ ............ بس بطريقتـه !
رمى آلسيقآره بـ الأرض دآيس عليهآ مطفيهآ بـ كعب قدمـه اليمنى الحآفيـه !
أدخل يديه بـ الجيب الأيمن لـ بنطلونه آلقطنـي آلوسيـع كحلي آللون بـ خط أبيض رفيع على الجآنبين , خصر وآطي بربآط مفتوح ..

طلع جوآله إللي مآأصدر من الصوت إلآ إهتزآز , سحب على الشآشه وبآقي عيونه عليهآ بنفس النظره المريبه: هـلآ بِشـر – ليش مآرديت من أول ! – أهـآآ – لآ مآفيـه , بس أعلمك إني مآبدآوم آليوم –
وكأنهآ نظرته هآللحظه أرسلت لهآ إشآره , وآضحه وصريحه , أكمل من بعدهآ: إيـه , ولآ بكـرهـ ..... ولآ بعـده – هههه إجآزه , ولآ مآيحق لي ؟! – آممم أجل أبيك تستلم إنت الشغـل وأبو فيصل معك أكيد ( قآصد أخوه طلآل ) , وإن فيه أي إجتمآعآت أجلهآ لبعد هآلثلآث أيآم – آممم , إيـه – تمـآم – سـلآم ........!

أرجع جوآله لـ جيبه مقبل صوبهآ بـ خطوآت شيطآنيّه متبآطئـه , متلكعـه , قآصد إثآرة هآلشيّ إللي يشوفه بوجههآ وبوضــوح ... آلخـوف , آلذعـر , والإرتعــآب !
مآكآن لها مفرّ , البآب من ورآهآ ملصق بظهرهآ ومقفـل , بآب البلكون قدآمهآ , وورآهـ !
طلع يديه من جيوبه محتضن وجههآ آلصغير بضغط خفيف من إبهآميه على خديهآ آلمنتفخيـن إلآ إنهم عيوّآ يهبطوآ , هآلإنتفآخ مو بسبب آلهوآء ..

بعقدة حآجبين دخل سبآبته اليمنى وإبهآمه لفمهآ المطبق بـ القوّه , جآبرهآ تفتحه بيده اليسرى إللي مسكت رآسهآ من مؤخرتـه .. وكأنه أخيراً قدر يمسك هآلشيّ آلكبير بفمهآ الصغيـر !
بهدوء طلع إصبعيه القآبضين على هآلكتله آلمجهوله وإللي إتضحت له توّ مآ أخرجهآ ... حبـة فرآوله كآمله من الحجم الكبيـر ..
نآظرهآ بوجه مستفهم وهو يشوف جآنب وجههآ الأيسر إللي ردّ لطبيعته بينمآ الأيمن بآقي منتفـخ والظآهر إن فيه حبة فرآوله ثآنيـه بـ الدآخـل !

هدت نفسهآ لحظآت من شآفت إبتسآمه جآنبيه قصيره وغريبه بوجهه ومآسرع مآتأهبت ملآمحهآ بـ ترقـب , عيونهآ ثآقبه محتـده مسدده تجآهه وهو يقرب يده بـ حبة الفرآوله إللي توّه وأخرجهآ من فمهآ , مدخلـهآ فمــه !
سيلآن شفآف إنسآب من زآوية فمهآ اليمنى بسبب آلحبه إللي طآلت وهي بفمهآ مآتحركـت بينمآ تعلقت هو عيونه عليهآ بـ نظره غريبـه , ومريبـه .. إمتدت يده بهدوء مآسح لهآ آللعآب إللي سآل من زآوية فمهآ وعيونهآ بآقي محتده على حركـة بلعومه البطيئـه وهو يبلـع .. وبـ إحتدآد أكثر توسعت عيونهآ مبعده رآسهآ في محآوله تفلت من يده إللي رصت بـ أصآبعه على خديهآ ضآغط على حبة الفرآوله بفمهآ , وإستجآبـة للتهديـد بعيونه , مضغضتهآ بـ صعوبه بآلعتها بـ صعوبه أكبر مصدره صـوت وآضـح وهي تبلع ليهمس لهآ بخفوت بعدمآ مسك معصمهآ الممسك بعلبة الفرآوله البلآستيكيّه الشفآفه رآفعتهآ لمنتصف صدرهآ كـ حجآب حآجز يمنـع ملآمسة صدره لصدرهآ , وبهدوء أنزل يدهآ سآئلهآ: مآرح نفطــر ؟

ردت وبلعت ريقهآ وهي ترمش بتوآلي ردت عليه بـ إرتبآك: إفففففــــ .. إفتــ , إفتــح .. البــآب
سألهآ بنفس الهمس الخآفت: ليــش ؟
شدت فمهآ المطبق ومعه إنشدت عروق رقبتهآ مدوره عيونهآ يمنه ويسره قبل تجآوبه بنفس التلعثم: عشششــآآن , عشـآآ , عشـآن .... نفطــر
هزّ رآسه نفياً بحركه بطيئه مردف: بنفطـــر ..... ونتغــــدآ ..... ونتعشــآ .............. هنــآ
نآظرته بسرعه وإنتبآه , وجهها مستفهـم مستفسر عن القصد ليجآوبهآ هو بميلـة رآسه الجآنبيه للشيّ إللي ورآه مكمل بهمس: هنـآ بـ الغرفــه ........ على السريـر

من قآلهآ وهي عيونهآ على السرير من ورآه إللي أشآره تجآهه بحركة رآسه إلآ ورد الإنقآبض لكآمل جسمهآ , تزحزحت خطوه من مكآنهآ يميناً وآلتعبير بوجههآ رآفــض ليحآوط وسطهآ بيديه آلممسكين بخصرهآ: مآرح تفطرينـي ! ترآني جيعآن

أبعدت نفسهآ عنه بسرعه يوم بسطت رآحتيهآ بوسط صدره مآنعته فآكه نفسهآ من حصآر يديه معطيته ظهرهآ مجآوبته بشيّ من آلقوّه آلمصطنعه: أنآ لآزم أستحمـى عشآن أصلـي الأول أبل أي حآقـه , مصليتـش الفـقر ولآ الضُـهر ..
قوس فمه مع إيمآءاً رآس خفيفه بـ إعجآب , جآوبهآ من بعدهآ ببرود وهو يمدد على السرير: تمـآم .. تسبحـي وصلـي وأنآ أنتظـرك

نآظرته بعيون موسعه إستنكآراً: إزآي وإنتآ حضـرتك آفـل البآب ! إفتحـه
رآئف: هذآ البآنيو قدآمك وفوقـه الدش , تسبحـي فيـه ...
نآظرت بـ الكآبينـه القزآزيـه آلمرتفعه عن الأرض ثلآث درجآت رخآميّه سودآء , آلمكآن إللي حبست فيه نفسهآ بـ أول يوم لهآ بهآلجنآح هروباً منـه ! الكآبينه القزآزيّه إللي يشف قزآزهآ أو يعتم بضغطـة زر من الريموت !
أطبقت فمهآ قهراً " أنآ عآرفه إللي فـ دمآغـك .. دآ بعينـك يآزفـــت "
ضربت الأرض برجلهآ إعترآضاً مكوره قبضتيهآ الصغيره: بلآش لعب عيآل يآرآئـف وإفتح البآب , عآوزه أعمـل حمّآم

....: إعملـي هنآ , فيـه بلآعـه وفيه صرف ... – رفع الريموت صوب شآشة البلآزمآ آلمثبته على الجدآر قدآمه مبآشرة مشغلهآ وهو يكمل كلآمه ببرود – كلّ شيّ تبينـه موجود بهآلغرفـه , فلآ تفكرين إنك تطلعيـن منهآ إلآ بعـد ثلآث أيـآم ... فهمتـي يآقطوتـي ؟
ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر: إيــــــــه !!!
نآظرهآ وآلجمود بوجهه: مو حبستينـي عندك بـ أول ثلآث أيآم زوآجـي ! دورك يآقطوتـي أحبسك أول ثلآث أيآم زوآجـك
أطبقت فمهآ بقهر: النهرده أول يوم فـ السنـه , عيدميلآد دآرين مش هتروح ليهآ !! هتزعـل !
جآوبهآ وعيونه بـ الشآشه قدآمه: برآضيهــآ

ردت وضربت رجلهآ بـ الأرض إعترآضاً: أنآ كمآن قعآنـه , عآوزه آكــل
إرتفعوآ حآجبيه إستنكآراً لبلآهة عذرهآ , أول تبي تتحمم , همّ تصلـي , من بعدهآ تبي الحمّآم , هم الحين جيعآنه !
تحسس آلسرير من جمبه كـ إشآره ينآظرهآ بـ إبتسآمه: تعآلي يآقلبـي وأنآ أشبعــك
لآ إرآدياً تلألأت عيونهآ الصغآر بدموع سريعه , هذآ الرجّآل بدآئي بكل شيّ , جريئ , وجرأته خآدشـه , مآعنده ذرة مرآعآه حتى فـ إنتقآء كلمآته !
....: إنت سآفـــل ومش محترم
....: لسآنك هذآ يآقطوتـي طويل ويبآلـه قـصّ

للمره إللي مآتذكر عددهآ ضربت رجلهآ بـ الأرض موليته ظهرهآ بعدمآ أطلقت سبتهآ آلكوميديه بـ النسبه له: وآحــد أليـــل الأدب

أرجعت رآسهآ لـ ورآ تنآظر بـ السقف مآسحه دموعها بظهر يمنآهآ ومآسرع مآنتفض جسمهآ مخترعـه من حآوطهآ بيديه ..
جت بتبتعد إلآ وأحكم يديه آلثنتين ملتفه حولهآ مستقره على بطنهآ , ملصق صدره بظهرهآ هآمس بـ أذنهآ: لآتنكريـن إنهآ قلـة أدب حلـوه
أرخت كتوفهآ بيأس رآقه ملآمحهآ إدعآءاً للبكآء: وآللهـي العظيـم إنت أليـل الأدب يآرآئــف ءآآآآآآآآآ
طبع قبلته آلرقيقه على جآنب عنقهآ الأيمن: بذمتك مآحبيتي قلة الأدب هذي !

سددت ضربه من رجلهآ اليمنى لرجله اليمنى وكأنهآ تضرب الأرض نآفخه صدرهآ تبي تحرر نفسهآ: لآء محبيتهآش , إلـت أدب وحشـه وموئرفه زيــك
كتفهآ بذرآعيه وهو يضحك: ههههه كذآبـــه
وحده وحده حست إنهآ ترتفع عن الأرض , بدآ يرفعهآ وهو بآقي مكتفهآ: لآآء مبكدبـش , كآنت وحشــه , ومحبيتهــآش , ومش عآوزه أكررهـــــآآآآآآ
.....: كذآبه يآقطوتـي

رفست برجولهآ رآجيه الفكآك وهو يقرب بهآ للسرير: لآآ مش كدآبــــه , لآآآآآآ , سيبنــــي , سيبنـــي بئـولـــك مش عــآآآآآوزآآآآآآآآ
رآئف: هذآ أمس وإنتي تصيحيــن وتترجيـن مآ أفكك ولآ أخليـك , اليوم مش عآوزه ! وشهو إللي مش عآوزه !
خبت وجههآ بيدينهآ وقد صبغهآ الإحرآج , هذآ الآدمـي أبدّ مآيحسّ ! مآيفهم ! مآيرآعي وش إللي ينقآل ووش إللي لآ !

صآحت بنبره أقرب للإدعآء البآكي: ءآآآآآآآآآ بكرهـــك يآرآآآآئـــــف
أنزلهآ بهدوء على السرير إللي جلست على طرفه ورجولهآ بـ الأرض بينمآ ثنى هو سآقه الأيسر على وركيهآ مثبتهآ وهو يفتح درج الكومدينه يدور عالشيّ اللي ببآله: وأنآ لآزم كل مره أثبتك !
كآنت عيونه تتآبعه وهو يحوس بـ الدرج لحد مآحصل أخيراً إللي كآن يدوره .. وإللي مآكآن بـ الآخير إلآ ظفّآره – قصآصة أظآفر –
سألته ببرآءه: هتعمـل إيــه !!
رفعهآ لوجههآ مجآوبهى بهدوء: أبقص لك هآلأظآفــر .. مآخليتي مكآن بجسمي أمس إلآ وشخطينـي
توسعت عيونهآ فآتحه فمهآ بتعبير متفآجئ وهي تشوف جآنب عنقه وآثآر أظآفر مغروزه بجلده ومسحوبه للأخيـر , سألته ببلآهه: أنآ إللي عملـت كـدآ !!!

أطبق فمه بـ أسى مع إيمآءة رآس إيجآبيه: مو قلت لك قطوه شرسـه ويبآلهآ ترويض !
نآظرته بعيون مدمعه وفمّ مقوس , كآنت مستسلمـه هآلمرهـ لحد مآعلت نغمة جوآلهآ بوصول رسآلـه , بسرعه رفعته عن الكومدينه فآتحتهآ , حآجبين مقطبين أقصآهم وعيون موسعـه بنظره حآده وهي تقرأ مقربه الجوآل من وجههآ وبـ القوّه سحب منهآ الجوآل: وش إللي تقريــ ............ ــنــــه

قآل الأخيره بـ بهتآن شبه مسموع وعيونه تمرر على كلمآت الرسآله القصييره آلمرسلـه بـ إسـم Noosy , آلدلـع إللي مآ أشآر إلآ لـ أختـه , نسمـه ..
(( حـوووور بموووت , بموت وآلله بموت , فرحآنه وقلبي من فرحته يعورنـي ))
إرتفـع حآجبه الأيسر بزآويه حآده إستنكآراً للي قرآه بينمآ أخفضت هي رآسهآ عآضه على شفتهآ السفلى بـ إحرآج شديـد وخصوصاً بعدمآ شآفت تعبير الإندهآش الإستنكآري بوجهه , كأن هذآ هو إللي كآن نآقص مآصآر , وآلحين صآر ...

" يآلهــــــــوي ع الفضيحـــه , ربنآ يآخدك يآنسمــه يآغبيّـه هوآ دآ وئتـك تبعتـي الرسآله المنيله بستين نيله دي !! يآلهـوي رآئـف أكيد فهمهآ ! ههههههه يخرررررب بيتـــــك , يآرب تموتي بقـد عآآآآآ ....."
بـ نظره تحتيّه رآقبت آلجوآل بعدمآ أرجعه للكومدينه مخلل أصآبع يده اليسرى بشعرهآ المنتفش يحك لهآ فروتهآ بهدوء ومدآعبه , هآمس بـ لعآنه: هآ يآقطوتـي ,, مآتبيــن تموتيــن إنتي بعـد !!!



/
/

/
/


بجنآحهآ آلكئيب , آلمظلـم إلآ من إضآءة الأبآجوره الإستيل آلعموديـه مثبته بـ الأرض وعمودهآ مآئل يضوي بـ لمبتـه آلزرقآء الخآفته على جآنبهآ الأيسر وهي مقعده فوق سريرهآ ضآمه سآقيهآ لصدرهآ محآوطتهآ بذرآعيهآ وذقنهآ مسند لمآ بين ركبتيهآ ...

كل شيّ غريب , وكل شيّ حولهآ مريب , كل إللي يصير شيّ غير وآقعـي , ضرب من الخيـآل , أو الجنـون ...
معآنآتهآ كآنت أولاً من مآلـك وإعتقآدهآ إللي مآتزحزح بوصـه عن مكآنه بكون هآلرجّآل مريض نفسياً يعآني من الإنفصآم .. شخصيتين بـ جسم وآحد وعقل وآحـد .. إلآ إن آلمرض كل مآله يمتد ويتسـع ويشمل غيرهـ من النآس .. وصل لأهلهـآ , أمهآ وأختهآ .. شلون هآلكلآم يكون ! أو كآن !
كيف يعنـي كآنت حآمـل وأجهـض جنينهآ ! كيف يعنـي أحد شآفهآ ! وكيف سأل عنهآ وكيف طلعـت فعلاً هي نفسهآ تغريـد , تغريد بنت محصن عبدآلله !

أي حمـل ! متى حملـت ! ومن مين حملـت ! ليش هآلكلآم ! وليش كذآ يقولون ! ليش مآلك يظن إنه بيوم كآن يعرفنـي , إنه شآفنـي , قعد ويآي و ........
وليش أهلهآ آلحين كذآ يقولون ! شآفوني , وعرفونـي ...
عوآصف من الأفكآر تجيبهآ وتوديّهآ .. صدآع نصفـي حآد ومؤلـم يعتصر دمآغهآ آلمشتته أفكآره ...
جفنيهآ تحسّ بثقلهـم وكأنهم إجبآراً ينغلقوآ , إلآ إنهم مفتوحيـن , عتمـه تحسّهآ بـ البطيئ تغشآهآ ...

....: آلحيــن تعلمينــي آلموضــوع من أولــه ...

نآظرت ذآك إللي وقف فوق رآسهآ , شيئ من الغضب يعلوهـ إلآ إنه خفـي , مكبـوت ... يكلمهآ بجفآء والكلآم من بين أسنآنه طآلع قآسـي , منبـه ومتوعـد .. محـذر ومهدد: وإيآني وإيآك تكذبيــن يآتغريــــــــد
بلعت ريقهآ وهي تحسّ بـ إحتقآن في حلقهآ , شكلهآ بوآدر علآمآت دور إنفلونزآ شديد وقآسي .. رمشت بـ التوآلي علّهآ تقدر تميز شكلـه الضبآبي إلآ إن غشآءة عينهآ مآنعتهآ من التركيز ... أصوآت كثيره برآسهآ متدآخلـه , خفقآن سريـع لقلبهآ , وأنفآس بطئيــه لصدرهآ ..

....: أي حمل هذآ إللي تكلموآ عنه هلـك !
تغريد: ................
عآد سؤآله بتشديد من بين أسنآنه آلمطبقـه بـ جزّ مؤلم له: أي حمــل هذآ يآتغريـــــد ,,, تكلمـــــــــــــي
إعتصرت عيونهآ بآلقوّه مشدده من ضمتهآ لسآقيهآ إللي أسندت جبينهآ عليهم بلآ جوآب ... آلسفــه إللي أوصلـه لأقصـى مرآحـل جنونـــه , هو بآلحيل يجآهد نفسه ويبين متمآسـك ووآقف بنفسه يسألهآ عن حملهــآ .. حمل مرتـه إللي مآلمسهــآ !
وهي بكل برود تسفــهه !
بقوّة قهـر دآخلـي وألــم , وحسـره , غلغل أصآبع يده اليمنى معتصر شعيرآتهآ حد إقتلآعهم من جذورهم جآبرهآ ترفع رآسهآ عن ركبتيهآ المضمومتين تنآظره بوهـن وقد إمتلت عيونهآ بـ دموع صآمتـه: أي حمــل هذآ يآتغــريــــد هــآآآآه !! أي حمــــــــــل .. تكلمـــي يآسآآقطــــ **

نفض رآسهآ من قبضته آلعنيفـه يشوف بآقي شعيرآت من رآسهآ بين أصآبعه بعدمآ مآلت على السرير مرتميه عليه بجمبهآ الأيمن منتفض صدرهآ بشهقآت مكبوته ويدهآ على فمهآ: مـــ .... مآآآآآ أدري ... وآلله مآ أدري .. – طلعت الأخيره معهآ مبحوحه مسحوبه شبه مسموعه –

وبكـل وحشيّـه , وهمجيّـه وإفترآس , إنقـضّ فوقهآ , على ركبتيه , مفرق مآبين رجليـه حول وسطهآ مشمر عن سآعديـه , وبـ إنفعآل كآن أقرب للفوضويّـه , آلتشـتت والإغتصـآب .. بدآ يفك أزرآر ثوبـه البنـي الشتوي بعيون جآحظـه مطلقـه شرآرت آلقهـر , والجـرح .... وألم الخيآنـه: مآتدريـــــــــن !! شللي مآتدرينــــه !! تمنعينـي عنك وأنآ زوجـــك وتحمليـــــن من غيـــري !! أنآآ يآبنـــــت الكلــ ** يآعآهـــ ** أنآآآ !! أنآ تسويـــــن فينـــي كذآآآ
رفسـت برجليهآ آلرفسـه إللي أزآحتهآ من تحته خطوه إلآ إنهآ مآزآلت تحت حكمـه بعيون متورمـه من البكآ , ملآمـح جزعـه مذعوره أطلقت صرختهآ النآفيه تمنعه: لآآآآآآآآآآآآآ
- لآ – إللي مآمتد مدآهآ لأبعد من جدآن الغرفـه يوم قطعهآ بـ كـفّ قـويّ إستقر من يده اليمنى على صدغهآ الأيسر مخرسهآ ...

في قمّة ثورآنـه وغضبـه الأعمـى , ألجمهآ بكفّـه الأيسر إللي كتم بـه فمهآ وبينمآه آلوحشيّه شدّ سحآب آلسويتشيرت آلشتوي حقهآ بلونه الأسود كآشف عن آلتوب الرمآدي من تحته إللي كشف عن جزء كبير من صدرهآ بقصته الوآسعه – بـ أنفآس مقطوعه , لآهثـه ومبحوحه - : أبآخـذ منك حقي يآتغريـد كآمـل مكمـــل , وآللـــــــــــــــه إن تجربيـن العذآب وتعيشينـــه

أطبقت يديهآ على يده آلممتده لملآبسهآ مآنعتـهآ تمتد أكثر وتطول أكثـر .. بعيونهآ رعب الكون , مآهيب قآدره تتكلـم , تصيـح أو تصرخ , كفـه الأيسـر ملجمهآ , مآنعهآ حتى من التنفــس ...
بحركـه دفآعيـه مآتبي منهآ إلآ تحرر أنفآسهآ المخنوقه من تحت يسرآه الحآكمه لفمهآ سحبت رجليهآ المضمومتين من تحت مفرق سآقيّـه , وبقـوّه مكبوتـه أبعدتـه بعنـف ضربـه قويّه , قآسيـه وأليمـه .. سددتهآ لبطنـه من بآطن رجليهآ المضمومتين ...

كمآ الهآرب , فرت من تحت إيـده مرتميـه بـ الأرض , أولى خطوآتهآ كآنت حبـو لـحد مآتمآلكت نفسهآ ووقفت على رجولهآ هآربــه ركضاً , بلآ وعـي , أو إدرآك ... كل مآببآلهآ هـو آلهـروب والإبتعآد .. لأقصـى مسآفـه , ولأبعـد مكآن ...
الرؤيـه قدآمهآ مغشيّـه , دموعهآ منهآلـه ومنهآرهـ , مآوقفت , ولآهدت ..
شعرهآ فوضوضي , مبعثـر ... نصفهآ العلوي شبـه عآري .. آلسويشيرت مفتوح شقيـه .. مآئل عن كتفهآ الأيمن كآشفـه ... عنقهآ الأبيض محمــر , وآثآر أصآبـع أو أظآفـر محفورهـ بجلدهآ آلصآفــي ...

فتحــة بآب سريعـــه ومفآجئـــــه دخلــت ومعهآ دخـل نفحــة هوآء بآرد مبددهـ الدفـآ .... الرآحــه .... والإسترخـآء .. لـ تفآجتئ , ذهول , ودهشــه !

بـ ترآخي إنفك الجوآل من مسكته الهآدئـه البآردهـ ليستقر على السرير جمبـه , عيونـه موسعـه , وفمـه منفغـر .. مآ أمدآه حتى يجمـع شتآت نفسـه من هول إللي يشوفـه إلآ وأقبلـت صوبـه رآكضـه , ذرآعهآ الأيسر ممتد ورآهآ كـ إشآره للي يتبعهآ ... وجههآ مصفـر مرتعـب , عيونهآ بآكيـه متورمـه ... إجمآلاً مآكآن شكلهآ إلآ أوضـح صورهـ عن حآلـة إغتصآب بقدرة قآدر قد فلـتت منهـآ !
وقف عن سريره بسرعه بعيون مفجوعـه , توه يده اليمنى بتمتد لكتفهآ الأيسر إلآ وتشنجـت مصلبـه بـ الهوآء على صرخته آلمهــدده: لآتلمسهـــــــــــــــآآآآآ

مآ أمدآه يلتفت يمينه إلآ وحسّ بقوّه تشده للورآء .. شيّ محكم يجره من قميصـه مبتعد به للخلـف ... أصآبـع وكأنهآ تشنجت بمسكتهآ تسحبـه ... جسم كآن مقآبله وآلحيـن توآرى من خلفـه ...
نآظره بـ ذهول عآتي وشيئّ من الإستيعآب قد بدآ يشق طريقه لذهنه .. هذي المرتعبـه محتمـيه من ورآهـ زوجـة أخوه , أخوه نفسه إللي يشوفـه وكأنه يشوف شيطآنـه ...
إنفرجوآ شفتيـه بهمـس إستنكآري مآطلـع صوتـه بـ إسمـه .. – مآلــك – مآلك إللي أقبل صوبه وهآلـه من الإشتعآل محآوطته ... كلّ مآفيـه بآرز , جآحـظ , ومخيـف ..

....: لآتلمسهــــآآ .. لآتلمسهــــآ يآكلـــــــــــب
إتسعوآ عيونه أقصآهم من وقـع الشتيمـه ... مآ أمدآه حتى يرد الآ وإمتدت يدّ مآلك لكتف ذيك إللي ورآه تشآهق ببكآ مريــر: ورآ منـو محتميـــه !! ورآ عشيقـــك يآفآجـ ** , يآعآهـ ** يآبنـت الـ *****

كــفّ حديدي , فولآذي .. قآسي , عنيف , وأليــم .. إستقر على صدغه مصدر صوت صفقـه صآرخـه لآسعـه أتبعهآ بـ شده قويّـه من شقي ثوبـه المفتوح محذره من بين أسنآنه بغضب: إحفــظ لسآنـك يآمآلـــــك
غرغـره متلألأه بعيونـه .. دموع حبيسـه .. قهـر مكبوت وغيـظ مكبـوح .. سأله بـ حـزن أقرب للعتآب: ليـش يآسنــد !
سند: ............
....: ليـش تغريـد يآسنــد !! ليــش مرتــي !!
ضآقت عيونه بـ إستنكآر شديد , غير مصـدق الإنكسآر إللي بعيونه والجرح إللي بـ صوتـه .. يلوم عليـه ويعآتب .. لوم الغـدر وعتآب الخيآنـه .. شلون تجرأ !

....: مرتـي حملـت , وأجهضــت , مرتـي إللي مآلمستهـآ من يوم تزوجتهـآ .. مرتـي إللي تقـول عنهآ حبيبتـك .. مرتـي إللي صورتهآ بمحفظتــك ..... ليــــش !!!

بهدوء , وترآخـي , إنحلـت قبضتيه المشدده فآكـه شقي ثوبـه بتعبير أقرب للصدمـه , ذهـول إستنكآري .. رآفـض تصديق أو حتى إستيعآب إللي سمعـه ..
مآلك مآلمـس زوجتـه , مآلمسهـآ وحملـت , وأجهـض حملهآ .. شلون حملـت أجـل ! وشلـون طـرآلـ ................ – إتسعت عيونـه من وقـع الإستيعآب , لحظآت إلي إستغرقهآ لحد مآكتملت له الصورهـ , وللي يقصده مآلك ... صورة تغريد اللي بمحفظتـه , هو قآصدهآ .. وقآصـد بعـد إنه هو آلسبب في حملهــآ !! أي تفكير شآذ منحرف هذآ إللي يفكـر فيـه ! شلون طرآله يفكر بهآلشيّ الخبيـث ! شلون طآوعه عقلـه وقلبـه !

إلتفت ورآه ببلعـة ريق جآف من هول الصدمآت المتوآليه على وقع أذنيه – سألهآ بـ بهتآن شبه مسموع - : كنتـي حآمـــل ؟!!!

لآ إرآدياً فكت يديهآ من مسكة قميصـه مرتميه بـ الأرض على ركبتيهآ بوضع التشهـد , إنتقلت دموعهآ المتوآليه من خديهآ للأرض .. بـ نحيـب مرير وتوسل بآكي تترجآهم يصدقونهآ: وآلله مآحملـــــــت , وآلله مآحــد لمسنـــــي , أنآ لســه بنــــت – نآظرت مآلك بعيون منكسره تتوسلـه بصوت مبحوح مجروح – مآحـد لمسنـي يآمآلـــك , وربي مآحد لمسنـــي , لآ إنت ولآ غيــرك .. مآحــــــــــــــد لمسنـيــــــــــــــــه – قآلت الأخيره بصرخه مبحوحـه وهي تلطـم خديهآ في حآلـة إنهيآر تآم , بسرعـة بديهه تدآرك سند الموضوع رآكض صوب شمآعته الإستيل آلطوليّه جمب الدولآب شآد شمآغه الأحمر من عليهآ مرتمي بطوله على ركبتيه جمبهآ بـ الأرض ... غطآ رآسهآ والجزء الأمآمي المكشوف من صدرهآ ويديه على لوحي كتفيهآ شآد عليهم بآلقوّه حآثهآ تهدئ من ثورتهآ بينمآ مآلك على وضعـه .. سآكن الصوت والتصـرف ...

كلّ شيّ كآن يسويّه سند قدآم مآلك مآكآن يزيده إلآ جرح وعذآب ..
غصباً عنه طآحت دمعـه وحيده على خده الأيمـن تدآركهآ بمسحه من ظهر يده اليمنى .. الحركـه إللي بـ التأكيد مآخفت عن سنـد إللي وسـع عيونـه أقصآهم بذهول من ردى حآل أخوه وإللي يحسّـه .. وصلت به الموآصيـل يبكـي ؟ أي ظنون خبيثـه هذي إللي بعقلـه ! وأي عآطفـه جبآره هذي إللي بقلبـه !

....: وآلله كــــذب , يآنآآآس كــذب , آآآآآآآآهــــ يآآآرب

قآلت الـ آهـ بحرقــه , أحرقت قلبي الإثنيـن قدآمهآ .. إلآ إن وآحد فيهم وآسآهآ بشدة يده على كتفهآ الأيمن: أدري إنه كـذب .. وأدري إنك مآحملتـي .. وأدري إن مآحد لمســك حتى مآلـك .. لآ بزوآجك ولآ قبل زوآجــك
بسرعه رفعت رآسهآ له متعلقه عيونهآ البآكيه المتورمه بعيونه الحآده .. وجههآ محمـر , مبلل , مخآطهآ غزير سآيــل .. شفتيهآ متأججه بلون أحمر قآنـي .. سألته الصدق بعيونهآ وبعيون مآلك ميـة دمعـة حـزن , وألـف إنكسآر ..
وقف سند عن الأرض بهدوء متعلقه عيونه بذيك آلدخيلـه على بآب غرفته وصدمـة قآسيه متمكنه من تعآبير وجههآ البآهت .. المتسآئل وآلمستفهم , شكلهآ مآحضرت إلآ النهآيـه ...
أغمض عيونه بـ همّ شآد على اللوح الأيمن لـ كتف مآلك بـ هدوء: تعآل أبيــك
قآلهآ إلآ إن مآلك بعده بمكآنه , ثآبت مآتزحزح وكأنه مسمره رجوله بـ الأرض ..

....: وش إللي يصير !!
من قآلتهآ أصآله وهي على البآب , بلع مآلك ريقه مخفض بصره للي طآيحه بـ أرضهآ على وضعهآ ..
أقبلت صوبهم والإرتعآب بوجههآ وعيونهآ صوب تغريد مبآشرة: وش اللي صآر !! شفيهـــآ !!
سند: سآعديهآ تقوم تغسل وجههآ وترتآح هني بـ الغرفـه , ولآ تعلمين أحد
مررت عيونهآ مآبين تغريد ومآلك ثم إستقرت بـ الأخير على سند: سند وش إللي صآر ! – سألت بـ تشكك موسعه عيونه بـ تحري للإجآبه - : ضربهـــآ !!!

شد شفتيه بـ تململ من زود أسئلتهآ إللي مآهيب أبدّ بوقتهآ , مسك مرفق مآلك حآثه يتزحزح بآلقوّه عن مكآنه: بعديـن أعلمــك .. سآعديهآ آلحين وإتركيهآ بروحهآ تهدى .. لآ تضغطين عليهآ أصآله ولآتسألينهآ شيّ
بـ إستجآبه سريعه أومأت رآسهآ إيجآباً جآلسه بـ الأرض جمب تغريد تملس على ظهرهآ بـ حنآن ريحه وجيّه هآدئه بينمآ شدّ سند مآلك من مرفقـه مجبره بآلقوّه يتحرك معـه: تعــــآآآل ........


/
/



نيويوركـ آلبآردهـ ..

رفع عيونه للسآعه دآئريّة الشكل سودآء الإطآر آلمعلقه بـ الجدآر وبوسطها صورة صليب متوسط الحجـم مشيره عقآربهآ للـسآدسه مسآءاً .. لوى فمه بـ إنزعآج وعيونه تخزه بـ كُـره , ممدد وكأنه ببيت أبوه ولآ على كيفه !
مآلقى الآ إنه يسحب مخده صغيرة الحجم مربعة الشكـل ضآمهآ لصدره مرخي جسمـه بـ إستسلآم من بعد شقآء شغل اليوم بـ المخبـز إلآ إنه مآ أمدآه يتهنى بمجرد الفكره من جآه صوته هآدئ وهو مدعي آلغفوه: أنت تعلم أني لن أغفر لك , ولن أرحمك إن أصبتهآ بـ أي أذى !

قلب عيونه وشيئ من التوتر قد صآبـه: ولمآ أؤذيهآ !
نجم: لآ أعلم , فقط لآيمكنني آلوثوق بشخص سِكيّر , متحرش , مغتصـب
كور قبضتيه بقهر جآهد إنه مآيطلع بنبرة صوته المخنوقه جبراً: ومن تكون أنـت ! هآ !
....: قلت سآبقاً , أنآ رَجلهـآ
جوزيف: ليلآ لم تخبرني مسبقاً شيئاً عنك !
نجم: وكذلك لم تخبرني شيئاً عنك

سكـت لحظآت وبجوفه أعآصير من الأفكآر , برغم قسوته الظآهريّه إللي يشوفهآ إلآ إن مكنونه كآن مشع أكثر , وآضح أكثر , ظآهر أكثر وأكثر .. آللهجـه التحكميّه إللي يتكلم فيهآ مآتدل إلآ عن فرط العآطفـه , والغيـره والتملـك .. إهآنآته المتوآليه إللي يسببهآ لنفسـه مآهيب من عدم , وش إللي بيجبر رجـل مكتمل الرجوله على إذلآل نفسـه قبآل بنت نآقصـه الأنوثـه إلآ إن كآن قد شآف فيهآ إللي يفوق الأنوثه الظآهريه الكثيـر .. شيّ مكنونه سحره , أسـره , أجبـره ثم أخضعـه ..

....: إنهآ مُسلمـه , لطآلمآ كآنت مسلمـه
فتح نجم عيونه إللي ثبتهآ عليه بـ جمود ليكمل هو بنفس الهدوء: لم يكن هنآك من حآجه لتلقينهآ شهآدة الإسلآم .. أستغرب وضعكمآ , تبدوآن متقآربآن جداً إلآ أن فجوة كبيره تفصل بينكمآ .. من لكنتـك إتضح لي أنك شآب عربـي , من الخليـج

....: مصري آلجنسيـه , من وآلده سعوديه
فتح جوزيف فمه بـ إستيعآب: أهـآآ , هكذآ إذاً ..
قآلهآ مطلق تنهيده متعبه أردفهآ ببآقي كلآمه: أتعلم أن ليلآ من أصل سعودي .. كلآ وآلديهآ
على هآلمعلومـه إستقعد نجم بـ إنتبآه وظهره للكنبه من ورآه بـ إستقآمه معقد حآجبيه ليسأله جوزيف: أتعلم البقيّـه ؟
مطّ شفته السفلى بعدم معرفه: لآ أعلم شيئاً

أومأ رآسه بـ تفهم مكمل: أبوآهآ من السعوديّه , إرتبآطآ ببعضهمآ منذ كآنآ في الجآمعه , يبدو أنهمآ كآنآ متحررآن , الأمر الذي أدى إلى إنجآبهآ بطريق غير شرعي وغير مقبول في ديآنتكم ولآ مجتمعكم وهو الشيئ الذي أنكره وآلدهآ وأبرأ ذمته منهآ تآركاً فآطمـه وحدهآ من تتحمل المسئوليه
إنعقدوآ حآجبيه أكثر بتسآؤل: فآطمــه !!
جوزيف: وآلدة ليـلآ

رفع ذقنه بـ فهـم ليكمل جوزيف: أتمت درآستها لحين إنجآبهآ , أعطتهآ إسم أبوي لآوجود لـه , تركتهآ لـ كآرين .. وبـ المنآسبه كآرين زوجتـي , كآنت زميلـة لهآ في الدرآسه الجآمعيّه وكآنتآ مقربتآن للغآيـه .. تزوجنآ انآ وكآرين وليلآ تحت عنآيتنآ ورعآيتنآ .. أنهت فآطمه الدرآسه وعآدت لبلدهآ .. لآ أعلم إن علم أحد من عآئلتهآ بـ الأمر ولكننآ تفآجئنآ بخبر زوآجهآ من شخص آخر .. ثم إنجآبهآ .. آلطفل تلو الآخـر .. كآنت تأتي لأمريكآ إجآزة شهريّه كل عآم , ترى ليلآ وليلآ ترآهآ .. دآم هذآ الأمر لحين تجآوزت ليلآ الخآمسة عشـر .. إنقطعت فآطمه عنآ وإنقطعت أيضاً مكآلمآتهآ الهآتفيّه , لم تعد ترسل لهآ الأموآل .. لم نعلم مآللذي حدث , ولم نستطع الإتصآل بهآ أو الوصول إليهآ بـ أي شكـل ..
....: هذآ يعني أن ليلآ تعرف من هي وآلدتهآ .. وتعرف أصلهآ
جوزيف: لآ تعرف شيئاً سوى إسم فآطمه وشكلهآ .. لآ غيـر ..
سكت ثوآني وعيونه مصوبه بـ إنتبآه شديد وتركيز لـ جوزيـف , وخزه بقلبـه يحسهآ مثل النبض , موجـع .. شيّ ثقيل جآثم على أنفآسـه , خآنـق ..
بلع ريقه بـ مرآره سآئل بـ بهتآن: أكمــل ...

أرخى جوزيف ظهره للكنبه من ورآه: لم تكمل درآستهآ فقد آثرت تعلم شيئ حرفي لإعآلة نفسهآ .. سآعدتهآ كآرين في دخول مدرسه لتعلم الطهـي وفنونـه وقد أجآدت الإختيآر , فهي بآرعـه للغآيـه ..
نجم: هل كنت تؤذيهــآ !
نآظره جوزيف بـ جمود , عيون ثآبتـه مآرمش لهآ جفـن , أرخى من بعدهآ بصره للأرض وشيئ من الخجل قد إعترآه: أجـل .. كثيراً

شهق نجم نفس حآنق مغمض معه عيونه رآجي الصبر والثبآت بينمآ رد جوزيف ونآظره: أنآ حقاً نآدم .. ليلآ فتآه مسكينـه , عآنت الكثير ولم تكن تستحق البتـه أياً من تلك المعآملـه .. كنت شخصاً غير مبآلي سآبقاً , سكيـر , قعيـد وعآلـه .. بقدر معآنآة ليلآ مني فقد عآنت زوجتـي كآرين بآلقدر الممآثـل , لم يعد في صبرهم طآقة على إحتمآل أفعآلي المشينـه , يئست مني كآرين .. وهربت ليلآ , هربت ولم تعد إلآ بعدمآ غآدرت كآرين .. غآدرت بلآ رجعـه
أخفض نجم بصره شآد شفتيه المطبقـه بـ أسف إلآ إن جوزيف توسلـه بـ وهن حزين: لآتبعدهآ عني رجآءاً .. أشعر بـ الوحـده , وبـ الضعـف والعجـز .. ليلآ هي من أعآدتني إلى الحيآة من جديـد .. أقسم لك بـ أن لآ أؤذيهآ , فقط لآتبعدهآ عنـي ..

نآظره نجم ببرود ظآهري مطبق فمه بـ إعتذآر: لن أستطيـع , ليلآ فتآتـي , ولن أتركهآ أو أسمح لهآ بـ الإبتعآد
جوزيف: لآتبتعد أنت عنهآ ولآ تبعدهآ هي عنـي .. هل أنتمآ متحآبآن ؟ لمآ لآتنتقـل إلى هنـآ !
إحتدت نظرآته لوهلـه بـ تشتت وعدم إستيعآب الأخير من كلآم جوزيـف , آلفكره بـ مجملهآ رفضهآ عقلـه ولكن إستحسنهآ قلبه !

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وقف من بعدهآ شآد ظهره مرجع كتوفـه , بميلـة رآس يمنه ويسره يفك معهم التشنج بـ عنقـه الطويل الضخم: أنآ بغرفتهـآ .. أرسلهآ إليّ عند وصولهـآ

قآلهآ وأقفى بتجآهل لكل ملآمح الدهشـه إللي إنرسمت بوجه جوزيف ومآ أمدآه حتى يستفسـر !
رقى السلآلـم بخطوآت هآدئه وعيون مقيمّـه لكل تفصيـل صغير ودقيق يمر من عليـه وصولاً بـ النهآيـه لغرفتهآ إللي من على عتبتهآ وقبل يتخطآهآ تبددت الإبتسآمه وحل العبوس مكآنهآ بتعبير كآن أقرب للإشمئزآز ..

آلغرفـه طآفحـه بريحـة البينزيـن , تخيّل له لو أشعل آلحين سيقآره إحترق البيت بكبره ..
تخصر بيسرآه شآد على فمه بيده اليمنى مآسحه نزولاً لذقنه وعيونه تدور بـ زوآيآ الغرفـه المبهرجـه !
بآب دولآبهآ الصغير مفتوح على مصرآعيه وقد تدلى منه أكوآم من الملآبس ..
جزمآتهآ إللي كآنت أغلبهآ ريآضيّه بـ أربطـه مبعثره بكل مكآن من أرضيّة الغرفـه ..
كوفيآت منتثره وشرآبآت مرتميـه .. السرير منعفـس واللحآف بـ الأرض ..
شنطـة ملآبس للسفر مفتوحه بـ الأرض جمب الدولآب بـ أكوآم ملآبـس مبعثره !

أرجع رآسه أقصآه لورآ وهو يحسّ بتدفق أدرينآلين غريب إن مآلحق بنفسـه فـ الأكيد إنه بينفجـر ..
بسرعه فصـخ البآلطو الأسود من عليه والوآصل طوله لركبتيه معلقـه بـ أكرة البآب مشمر أكمآم بلوفره الشتوي رمآدي آللون فآتح ..

أول شيّ طآحت عليه عيونه هو الصليب العريض آلمعلق فوق صورتهآ , رفس جزآمتهآ المعترضه طريقه بـ الأرض مقبل صوبه وبقوّه شده من المسمآر فآكـه عن الجدآر .. دآرت عيونه بـ ترقب لوجود أي صليب إلآ إن إللي بيده كآن هو الوحيـد ..
ركنه ع الجدآر بـ الأرض برآ الغرفه إللي دخلهآ مره ثآنيه بنشآط متأجج .. صآر يلم جزمآتهآ من الأرض محتضنهم وبـ عصبيه ونفآذ صبر قطهم برآ الغرفـه ..

....: ليلآ الوصخـه , أحد يخلي حذيآنه بـ الغرفه إللي ينآم فيـهآ !!!
جمع المفرش واللحآف وأغطية المخدآت والملآبس المنتثره بـ الغرفـه صآرو قمم هرميّه على طول الممر الخآرجي للغرفـه ..

مسك وسطه بكلتآ يديه عآض على شفته السفلى وكأنه يفكر بشيّ ..
آلغرفـه صغيره إلآ إن ترتيب الأثآث فيهآ هو إللي معطيهآ هآلإنطبآع بضيقهآ .. السرير وقبآله الدولآب ..
الجدآر إللي فيه البآب هو نفسه إللي فيه التسريحـه ومقآبل له الشبآك المطل على الشآرع ..
وش بيصير لو نقل الدولآب مكآن التسريحـه والتسريحه هي إللي قبآل السرير ..
بهمّه مآقلّ إحتدآدهآ صآر يجر الأثآث محدث ضجـه كبيره بسبب زحزحتهآ عن الأرض الخشبيه ليرفـع الثآني بـ الدور الأول رآسه للسقف بعيون موسعه أقصآهآ متخوّف .. وش إللي قآعد يصير فـوق !
وقف عن كرسيه وآلرعب بعيونه " هل يحآول سرقتنآ !! وإن حآول من سيمنعـه ! يآ إله السمآوآت "

مآ أمدآه إلآ وشآفه مسرع قدآمه صوب المطبـخ المفتوح على الصآله يفتح بـ أدرآجـه العلويّه والسفليّـه سآحب منهآ كل إللي يبيـه وإللي مآكآن إلآ أدوآت تنظيـف وتعقيـم .. خذآ معآهم سطـل بلآسيكـي ومنشفـه صغيره ..
إنعقدوآ حآجبيه وبخطوآت بطيئه ثقيله ومتردده وقف عند السلآلم ينآظر بـ أعلآهآ من موقعـه ..

خطوآت متردده خطآهآ لدرجآت السلآلم لحد مآوصل آخره وعيونه معلقه بنهآية الممر لذآك إللي مندمـج يجمع أكوآم الملآبس بـ كيس من أكيآس الزبآله السودآء البلآستيكيّـه !
بلع ريقـه بـ تخوف مآيدري وش سببه إلآ إنه إستجمع قوى نفسـه وأقبل صوبه بنبره بآهته مستفهمه: مآللذي تفعلـه ؟

إلتفت له وهو حآني وسطه يلم الملآبس بعقدة حآجبين متكدره سأله بـ خليجيّه: عندكم غسّآلـه !!
قوس جوزيف شفتيه هآز رآسه بآلنفي آلحركه إللي معهآ أطبق فيهآ نجم فمه بقهر: مآشفت بحيآتي وصـخ زي هذآ إللي أشوفـه , هذي كيف عآيشـه ! تموت أحسـن ..
جوزيف: يوجد مغسلـه قريبه ..

رفع بقبضتيه كيسين من الأكيآس السودآء وقد إمتلوآ لآخرهم ملآبس: إيـه عرفتهآ .. بودي الملآبس وأجـي
قآلهآ مقفي عنه وعيون الثآني معلقـه بكتفيه العريضين وهو يختفي نزولاً بآخر آلممر ..
ردّ ينآظر بـ الغرفـه دآخلهآ بحذر في خطوآته وكأنه يمشي على طيـن وخآيف يزلق عليه ..
ذرآت من الترآب متطآيره , آلغرفـه مكتومـه , أكوآم من الترآب بـ الأرض يظهر بسببهآ طبعآت أقدآم إللي كآن يرتبهآ ..
قوس شفتيه بعدم فهم للي قآعد يصير إلآ إنه وبـ بديهيّه دخل غرفتـه مطلـع مفرش سرير مصفط بـ لحآفـه .. قطنـي نظيـف .. تآركـه بغرفـة ليلآ وعلى سريرهآ .. " يآ إلهـي سيرهق نفسه عبثاً , يآلحظك العآثـر أيهآ النجـم "

نزل الدور الأول بـ المطبـخ فآتح لـه علبـة عصيـر مشغـل مبآرآه قديمـه معآده , عشقـه الأزلـي .. الكنبـه الإسفنجيّه الضخمـه قدآم المبآريآت الريآضيه بمختلف أنوآعهآ !

دقآئق إللي إنفتح فيهآ البآب وتصفق بسرعه .. مآ أمدآه يتفت ورآه إلآ وشآف ظلـه يرقـى الدرج مكمـل بآقـي المهمـه بعدم إهتمآم " يآله من مغفـل .. ستخيب ليلآ كـل آمآلـــه خخخ "

كآن يشرب من العصير , أو يآكل من كيس البطآطس المقرمشـه وكل ثآنيه ترتفع عيونه للسقف من يسمـع صوت إرتطآم أو خبـط .. يقوس فمه بلآ مبآلآه ويرد ينآظر بـ الشآشـه ...
مرّ من الوقت قد مآمـرّ على نفس الحآل والمنوآل للحظـه إللي فتحت فيهآ البآب ومعهآ دخـل الكلـب الأصفـر يحك رآسه مآبين رجليهآ معثرهآ بخطوآتهآ وهي تضحك: شيكـــــس يآمشآآكـــس .. إبتعــد , آآآخ يآلك من كلب أحمـق
جوزيف: إصعـدي , للأحمـق الآخـر , فهو بـ إنتظآرك
إنعقدوآ حآجبيهآ فآكه كوفيتهآ الصوفيّه الكحليّه عن رقبتهآ والجآكيت منزلتهم على ذرآع الكنبه إللي جآلس عليهآ جوزيف: أي أحمـق !

رمقهآ بنظره مشمئزه من طرف عينه اليسرى: لآتجلبيـن سوى الحمقـى أمثآلك ..
أقفت عنه بلآ إهتمآم لكلآمه وعيونهآ صوب الدرج إللي رقته بوجـه منتبـه مترقـب ومعهآ الكلـب مسآيرهآ ..
مآطـه رقبتهآ تسبق نظرآتهآ خطوآتهآ لحد مآوصلت أخيراً لغرفتهآ وبعدهآ مآهيب فآهمـه شللي قآله جوزيف ووشهو قصده !

دفت بآبهآ بـ أطرآف يمنآهآ معقده حآجبيهآ , آلعقده إللي إنحلت فوراً موسعه معهآ عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ أقصآه من شآفته قدآمهآ ..
مصدر لهآ الجآنب الأيمن ركبتيه ملصقـه لمقدمة السرير يصفـط ملآبس كآنت أقرب لظنهآ إنهآ ملآبسهآ ...
قبل تدخل الغرفـه وقفهآ بـ أمر هآدئ وهو بآقي عيونه على الملآبس بيده يصفتهآ: إفصخـي إللي برجلك برآ
نآظرت موقع قدميهآ بـ إستغرآب مآسرع مآردت تنآظره: إنت وش تسوي هنآ !
رفع كتله من الملآبس المصفطه بعنآيه مدخلهم بـ رف من رفوف الدولآب إللي ترتبـوآ بـ عنآيئـه فآئقه: أنظـف لك الوصـخ

إرتفعوآ حآجبيهآ بـ بلآهه نآطقه إسمه بـ خفوت: نجــم !
أشر لهآ برآسه يسآراً: مدفي لك المويـه والملآبس بـ الحمّآم .. تروشي وبعدين نتفآهم
...: يعني إيش أتروش !
أغمض عيونه شآد فمه بقهر: يعني تسبحـي
رفعت حآجب وآحد بتعبير غبي: يعني إيش أتسبـح ؟
شهق نفس عصبي من خشمه إللي ضآقوآ فتحتيه مقبل صوبهآ بـ غضب: يعنـي تحممـي , يعني take a shower فهمتـي !

....: بس أنآ مآ أبغى أتحـمم !
ضآقت عيونه بـ إستنكآر رفضاً وكأنه مآسمعهآ ويبيهآ تعيد: إيــش !!
بلعت ريقهآ بتوتر: مآ أبي أتحمم قلــت
من منتصف صدرهآ شدهآ من قميصهآ الكآروهآت أبيض في كحلـي مآشي بهآ إجبآراً للحمآم المجآور لغرفتهآ تمآماً نآفضهآ من يده وكأنهآ شيئ قذر: مو بكيفـك , وصخـه وبعـد تنآفـخ ..

عدلت قميصهآ تخزه بنظرآت نآقمه: الجـوّ بردّ , مآ أبي أفصخ ملآبسي ولآ أبي أتحمم
ردّ وسحبهآ نفس السحبه من قميصهآ بتشديد من بين أسنآنه كآن أقرب للتحذير: بتفصخين ملآبسك بكيفك وتتحممين بكيفك ولآ أسويهآ أنآ لك غصـب !
ضربت ظهر يده الممسكه بقميصهآ مكشره بوجههآ المنعفس بـ إنزعآج: خلآص إطلـع برآ
فك يده وبآقي ملآمح الإشمئزآز بوجهه المتجهم هآمس بـ إمتعآض وهو موليهآ ظهره: وصخــه !

نآظرت بـ البآب بعدمآ تقفل عآضه على الطرف الأيمن لـ شفتهآ السفلى إبتسآمه غريبـه بوجههآ مآتدري وش سببهآ , شيّ دآخلهآ يدغدغهآ جآبرهآ على الإبتسآم والتشـدق !

طآحت عيونهآ على الملآبس المصفطـه بعنآيه فوق رخآمـة الحوض ..

شيّ صآر لهآ مده من الزمن مآقد لآمس بشرتهآ .. بجآمـه شتويّه بيضآء آللون .. إلآ إن إللي شآفته تحتهآ هو إللي أثآر دهشتهآ أكثر !
ملآبسهآ الدآخليّـه الكآملـه , كآنت وسط البيجآمـه .. لآ إرآدياً غمضت عيونهآ بقوّه تطرد عنهآ إحسآس الحرج إللي صآبها بمجرد فكرة إن هآلملآبس قد شآفهآ بعيونه ولآمسهآ بيده ! والأدهـى إنه بنفسه مجهزهآ لـها , فـ طبيعي رح تنطبـع ببآله صوره تخيليّه عن شكلهـآ ..... فيهـم !

نآظرت شكلهآ بمرآية الحوض زآفره نفس قوي سآحبه طآقيتهآ الصوف عن رآسهآ آلمنبـت وإللي كسآه اللون الدآكـن تفرك فـ فروتهآ بـ أظآفرهآ المنحوتـه , لـ ثوآني معدوده ثم إبتعدت عن الحوض منفـذه مهمة الإستحمآم المستحيله بهآلجو ثلجـي آلبروده !

بـ الغرفـه المجآوره كآن قد شآرف على تمآم مهمتـه آليسيرهـ آلمُجهـده !
رآئحـة النظآفـه عآبقـه بـ المكآن إللي تبدل شكلـه تمآماً وكأنهآ غرفـه غير إللي قد دخلهآ .. إزدآدت مسآحتهآ وسعاً .. آلسرير مرتـب ومفروش بـ المفرش إللي قدمـه جوزيف .. شنطة السفر مفرغه تمآماً تحت السرير , آلدولآب تقفلت أبوآبـه بعدمآ ترتبت فيه الملآبـس بدقـه ورتآبـه ..

آلتسريحـه منظمـه موزع عليهآ أنوآع من المرطبآت إللي كآنت مهملـه بـ أدرآج الكومدينـه غير مستخدمـه بتآتاً ..
دخـل آخر صف من الملآبس إللي صفتهآ بـ الرفّ آلعلوي مقفلـه بـ تنهيدة رآحـه ...
أسند رآسه لـ إطآر البآب يستمع لمويـة الدشّ من الحمآم المجآور وإبتسآمه قصيره بوجهه المرهـق .. هذي إللي كآنت مآتبي تتسبـح , دخلـت ولآطلعـت .. هذآ هو تأثير دفـى آلمويّـه بهآلأجوآء ...

جلس على طرف السرير بـ إنجنآءة جسم مرخي فيهآ ظهره إللي أسنده لظهر السرير .. جفنيّه بـ القوّه كل مآفتحهـم إجبآراً , إجبآراً ينغلقـوآ ..
هزّ رآسـه بحده علّـه يصحصـح إلآ إن آلنعآس عيّآ يفآرقه , بـ إستسلآم مآل رآسه مغمض عيونـه برآحـه إستسلآمـاً للنوم وسلطآنـه ..........



/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:43 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أجلسـه على الصوفآ الجلديّه بيضآء آللون بغرفـة النوم اللآحقـه بـ السرير من نهآيته ووقف هو قبآله مكتف ساعديه وعيونه على السرير المبعثر من قدآمـه ..
أغمض عيونه بـ إحبآط مطبق فمـه بـ خيبـة أمـل , هآللي صآر هو آخر مآكآن يبيـه , هو بـ الأسآس مآكآن يبيـه , لآ أولاً ولآ أخيراً ..
بـ موقف مجبر فيـه يوآجه أخوه بـ الحقيقـه العآريـه , آلحقيقـه إللي كآنت مُزيفـه , بـ الخدآع إللي إنرسـم عليـه , وبـ الوهم إللي عآشـه ..

أطلق نفس عميـق مقرر معه بدآية كلآمه من بعد صمت: أبيك تستمـع لي زيـن , وأبيك تفهـم كلآمي عـدل
خافض نصفه العلوي لقدآم , أكوآعه على ركبتيـه وعيونه لقدمـي ذآك إللي قدآمه وآقف متكتـف وإللي أكمل بنفس الهدوء والثبآت: زوجتـك بريئـه يآمآلـك ..

عطآه نظره بلآ معنـى أخفض من بعدهآ رآسه مره ثآنيه ليكمل الثآني: بريئـه من هآلحمل الكآذب وبريئـه من علآقتك السآبقـه معهآ , وبريئـه من أي شيّ إنت تصوّرت إنهآ سوتـه
وقف بـ عصبيه مطلق كلآمه بـ حده وإنفلآت أعصآب: أنآ مآ أتصور شــــيّ , أنآ فعلاً مآرست هآلشيّ , تفهـــــــــــــم !!
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه إللي رفعها للسقف بتعبير بآئس أردف من بعده بـ هــمّ: مو تغريـــد
حرك رآسه نفياً مطبق شفتيه على بعضهم للحد إللي إختفوآ فيه من وجهه تعبيراً عن عدم فهمـه !

سند: الصوره إللي كآنت بمحفظتـي
ثبتت عيونه بـ عيون سنـد منتبـه بـ تركيز للي بيقوله تآلي , آلشيّ إللي مآطوّل فيه سند مكمّـل: هي فعلاً صورة مرتـك ............. – سكت لحظآت مردف من بعد إستشعآره ثبآت مآلك وثبآت كل ردود أفعآله حتى وإن كآنت نظـره – بس مو بصفتهآ حبيبتـي مثلمآ تظـن , أو مثلمآ قآلت فـدوى .......... إسمع يآمآلــك – شدد على مسكته للوحي كتفيه ينبهه لأهميّة الكلآم إللي بيقوله تآلي: تغريـد زوجتـك , زوجتك إللي تحرم عليّ بحضرتك وبغيآبـك ... زوجتك إللي هي لو الأخيره بهآلعآلـم والوحيـده مآعطيتهآ نظره ولآ فكرت فيهــآ .. يآغبــــي , شلون تفكر بهآلشيّ ! إنت أخوي يآمآلك , عرضـك هو عرضــي , شلون أحـلّ هآلعرض وأهتك فيـه ! لو إني متزوج إنت تسويّهـآ ؟

بلآ إرآده وكأنه مغيب , حرك رآسه نفياً ليشدد سند من مسكته لكتفيه: أجل شلون أنآ أسويّهـآ ! أبيك رجّآل رآشـد , نآضـج , تعرف هآلمشكله إللي إنت فيهآ وبنفسك تحلهآ وبمنتهى الهدوء والعقلآنيـه .. أنآ مآرح أتدخل أبدّ لأن الموضوع يخصك إنت ,, إنت وبـس .. أنآ بس رح أكشف لك المستور , والبآقي عليـك

بلع مآلك ريقه , مشآعر مضطربـه , كثيرهـ وعديدهـ , مختلفـه , متضآربـه , دآخلياً يحسّهآ .. إلآ إنه ظآهرياً كآن ثآبت , بآرد , وكأنهآ الصدمـه بعدهآ مآنحلت من ملآمحه , وكأنه مقبـل على معرفة نتيجـة إختبآر مصيري ,
تحت أنظآره المترقبـه بـ إحتدآد , تعلقت عيونه على حركته بعدمآ أبعد يديه عن كتفيه ودخل وحده منهم بجيب بنطلونه الريآضي القطني كحلي اللون , ثوآني وكآن مخرج منهآ شيّ أبيض الخلفيّه , ورقـه بحجم كفّ آليد , مصفطه نصفيـن ..

فتحهآ لتبين كآملـه مآدهآ قدآم عيونه: تقدر تعرف لي منهـي زوجتك بين الثنتيـن ؟
عيون صقريـه , حآده وثآقبـه لو إنهآ تصيب , كآن إخترقت آلصوره محدثـه ثقـب .. نطـق بصوت خآفت شبه مسموع: تغـريــــد !!
قآلهآ بـ إستنكآر ومآسرع مآلحقـه سنـد بـ تشديـد ينبهه: وحــــــده منهـم تغريـد
للمره الثآنيه بلع ريقـه الجآف , عيونه محتده وحآجبيه مقطبيـن , إمتدت يده آلمتردده لحد مآمسك طرفهآ , وبهدوء إستلمهآ من سند ..

ثآنيه تبعتهآ ثوآنـي , إكتملوآ آلدقيقـه وأكثـر لحد مآرفع رآسه لأخوه بنفس آلملآمح إللي مآهدى إستنكآرهآ هآز رآسه بعدم فهم وقد سأل وجهه البآهت سؤآلـه آلمدفون ليجآوبه سند: وحده منهم تغريد مرتـك والثآنيـه توأمهآ ... توأمهآ المتطآبـــق ... توأمـهآ إللي إنت تعرفهآ حق المعرفـه – إرتفع حآجبه الأيمن بحده وكأنه رقم 8 مردف بـ لؤم – إستوعبــت آلحيــن آلموضــوع !
ردّ ينآظر بـ الصوره متملكـه الإذبهلآل , هآللي يقوله سنـد ضرب من الجنون واللآمنطــق , إلآ إنه ومع هآلوضع إللي يعيشـه بكل علآمآت الإستفهآم هذي هو آلمنطـق بـ عينــه ...
يسأل نفسه وش إللي غيره عليهـآ , ليش تتمنـع ! ليـش تخجــل ! وليش تستنكــر .. ترد على أسئلتـه بـ أسئلـه مضآدهـ في المحتوى مترآدفـه فـي عدم الفهم متوآزيـه في الإمتدآد إلآ مآلآنهآيـه من عدم الإستيعآب !

آلإفترآض بكون تغريد أنثى جوزآئيـه ذآت وجهيـن مآهوب من عدم , ثآريهم وجهيـن بآلمعنى آلفعلـي وآلحرفـي ... وشتآن مآبين ثنينآتهـم , تشآبهوآ ظآهرياً , تمآيزوآ جوهرياً ...
سند: الظآهر إن هآلتوأم شيطآن مستتـر , ورطت أختهآ بعلآقتهآ هي معـك , فرضاً إنك غدرت فيهآ وفضحتهآ .. من بيروح فيهآ غير أختهآ ؟! هم تآليـه سآلفـة الحمل هذي ! مصيبـه إن كآن لهآ بلآوي ثآنيـه بـ إسم تغريد مو بـ إسمهآ ...

ذهول عآتي كآسيـه , عيّآ يفكّـه , وقع المفآجأه عليـه كبير , أكبر من إن إدرآكه يستوعبه – همس بصوت خآفض مأخوذ بـ الصدمه - : مآنــي .......... مستوعـب !
سند: من أول يوم رحت فيه الشقه من بعد سفرك وأنآ دآري عن سآلفة توأمهآ هذي .. شكيت بـ الموضوع بس مآعطيته أهميّـه , مآطلبت هآلصوره إلآ لأجل تكون حآفز يحثني أهتم بـ الموضوع وأنبش فيـه .. وبدون لآ أتعنـى قآمت الحقآيق تنكشـف .. إسمــع يآمآلـــك

نآظره منفغر فمـه , لو بس سند يسكت شويّ , كآفي هول الصدمه إللي بعده عقلـه رآفض إستيعآبهآ – أكمل بـ هدوء يحثّه - : مآ أبيك تآخذ أي تصرف لين تتأكد من الموضـوع .. أبيك تجلس إنت ومرتك , بآلهدآوه تكلمهآ , وتفهمهآ كل هآللي قلته لك الحيـن يعني تسلمهآ آلموضوع وهي بنفسهآ بتكتشف إن كآن هآلشيّ إهو الصدق فعلاً أو بعدهآ فـ الأمور أمـور ... فهمــت !

مسح ببآطن رآحته اليمنى منتصف جبينه بتعبير الغير مُصدق ليلحقه سند بـ لفت إنتبآه: مآلـــك
نآظره بـ وجه شآحب , بآهت , مصفّـر .. شيّ دآخله مثآر , يحس بـ إشمئزآز , يبي يستفرغ مآفي جوفــه إلآ إن سنـد قطع عليـه تدفق أحآسيسـه السلبيه بنبرته الجآده الهآدئه: إسمعنـي يآخوك .. هآللي صآر مع مرتك مآ أبيـه يتكرر – نآظره مآلك بعيون موسعه رآفضه تدآركهآ سند مكمل – أدري إنهآ أول مره .. الأولى والأخيره يآمآلك .. أبيك تتحكم بـ إنفعآلآتك , وأياً كآن إللي تحسّه مآيصير أبداً تعبر عنه بهآلوحشيّـه .. إنت آدمــي , برآسك مخّ يميز الصح من الغلـط , وهآللي سويته أكبر غلـط .. شيّ مرفوض .. تمآمــــــــــــــاً , هذآ إغتصآب .. تدري يعني إيش إغتصآب ! فرغ مآبجوفك كله وبآلطريقه إللي تبي إلآ بهآلطريقه , هآلشيّ بيئذيك إنت نفسياً ويعذبك قبل يأذيهآ هـي .. هذي مو رجولـه إنك تستعرض نفسك وقوتك عليهآ بهآلهمجيّـه .. فآهـم علـيّ ! مستوعب كلآمـي !

أخفض بصره وقد كسآه آلخجـل من سوآته: إنقهـرت .. شلون أعرف إن مرتي حآمل وأنآ مآلمستهآ
سند: وين المنطـق فـ إجبآرك لهآ ! إن ظنيت إنهآ قذره وش على بآلك إنت إن سويّت هآلشيّ ! بـتقآبل القذآره بـ قذآره أخـسّ .. الشطآره مو إنك تلعب بوصآخـه .. الشطآره إنك تلعب بوصآخـه بس تتم نظيــف – غمز له بـ مكر مردف بشيّ من الغرور – هذآ أول درس لـك منـي ...

شد فمه آلمطبق وشبح إبتسآمه بوجهه البآرد في حين شد سند على عضده: أنآ بروح لهآ , بعلمهآ إنك هديـت , وإنك تبيهآ بكلآم بس إللي أطلبه منك الحين تنفذه , هآه !
إكتفى مآلك بنظرة عين ثآبته جوآباً على سؤآله ليكمل سند: تعتـذر منهآ قبل أي شيّ .. هآلشيّ بيعطيهآ الأمآن إللي إنعدم من بعد سوآتك الرديّه .. همّ تكلم معهآ بهدوء , ومهمآ إستنكرت وهذآ طبيعي إللي بيصير لآتفقد أعصآبك , لآ تعصب ولآ تنفعل .. والأهـم أبيك تتركهآ هآليوم بروحهآ .. خلهآ بغرفتي وإنت هني بغرفتـك , أنآ بنزل تحت أنآم بـ المجلـس ... فهمــت كلآمـــي !!

شهق نفس عميق هآدي .. سند يوصيّه بتغريد , وهو من يتوصّى فيـه , هو محتآج الرفق أكثر منهآ .. هو المخدوع , هو المغدور فيـه وهو الملعوب عليـه ...
ضمه سند لصدره متحسس ظهره بحرآره: حسآبك معي بعدين ترآ على هآلظنون الزفت إللي ظنيتهآ فينـي وعلى هآلسبّ إللي سبيتني فيـه , أجـل أنآ كلـب هـآآه !!
مآلك: أنآ آســــف
برآحته اليمنى سدد له ضربه لمنتصف ظهره: يآحمآر .. أنآ وأخوي على إبن عمّـي , وأنآ وإبن عمـي على الغريــب
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره غصباً عنه مبتعد عن صدره بينمآ تحسس سند ذرآع مآلك الأيسر: إنتظر هنـي شوي وبعدين إطلـع لهـآ ...

مسح على فمـه بـ السحب عليه لآخر ذقنه هآز رآسه إيجآباً تآركـه من بعدهآ يختفي من قدآمـه لبرآ الجنآح مصطدم فيهآ بمجرد خروجـه: أصآلـــــه !
جآوبته بـ لهفـه وآلضيق بوجههآ: إلحــق علــــي يآسنــــد
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم وعيونه صوب الغرفه المجآوره للغرفه إللي طلع منهآ , غرفته إللي ترك فيهآ أنثى رقيقـه , نآعمـه , وفآتنـه , في حآلـه من الإنهيآر التآم , سأل وآلقلق بوجهه: صآر عليهآ شــيّ !!!
بسرعه حركت رآسهآ نفياً: لآآ مو تغريــد ,, هذي سآلــي

عطآهآ جآنب وجهه الأيسر مضيق عيونه مستفهم لتكمل هي بملآمح محبطـه: سهيـل حـلّ إرتبآطـه , فصـخ خطبتـه
أغمض عيونه بـ همّ مرجع رآسه لورآ ووجهه للسقف مآسح عليه برآحته وشيّ من العصبيّه بنبرته الجآفه: وأنآ مآيمديني أفتك من سآلفه ألقى الثآنيه بوجهــي ! – صآح بوجههآ وخطوآته تسبقهآ صوب غرفته أولاً - : علآمكــم إنتـــم !!! قصرتوآ عمـري


/
/


دفت الباب بـ أطرآف يسرآهآ مآطه رقبتهآ بـ حذر تترقب وجودهـ ..
إلآ إن إللي شآفته أنسآهآ إللي تبي تشوفـه ..

غرفـه فسيحـه , مرتبـه ومُنظمـه , مآيبث شكلهآ أو ريحتهآ إلآ الرآحـه والإسترخآء ..
في غمرة أسرهآ وإنبهآرهآ طآحت عيونهآ على ذيك الكتله السودآء الضخمـه بطرف السرير .. جآلس عليه مآئل الرأس , سآقه اليمنى ممدده واليسرى بـ الأرض متكتـف ...
تمت ترمـش بعيونهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر من وضعـه وآلظآهر إنه في سُبـآت ..

بهدوء مشت على أطرآفهآ تآركه البآب من ورآهآ مفتوح .. وقفت عند رآسـه علّه يستوعب وجودهآ إلآ إنـه كآن بعآلم الأحلآم ..
غصباً عنهآ شدت شفتيهآ بـ إبتسآمـه مطبقـه من شكلـه الآسـر وعبآره وحده تترآقص ببآلهآ .. " أنآ رجُلهـآ , وهـي فتآتـي " .. هذآ هو إللي تشوفـه صدق هو رجلهآ , رجلهآ الأسمـر الفآتن بكـل حآلتـه , حتى وإن كآن فـ الإستسلآم منهآ وهو نآيـم ...

أحنت جسمهآ لرجله إللي بآلأرض رآفعتهآ بهدوء ممددتهآ جمب الثآنيه , آلحركه إللي معهآ تزحزح جسمه بـ البطيئ , مآلت رآسه بـ ثقل مصطدمه بـ الهوآء إلآ إنهآ لحقتهآ بـ رآحتهآ اليمنى إللي بسطتهآ على جآنب وجهه الأيسر معدله رآسه إللي ردتهآ مره ثآنيه مسنده لظهر السرير من ورآه ..

وبنفس الهدوء جلست على طرف السرير عند رجولـه تفصـخ لـه من رجوله كونفيرسـه الريآضي رمآدي اللون ...
لحظآت إللي أتمتهآ بنفس الوضع السآكن ويدهآ اليمنى فوق ركبته اليسرى , معطيته ظهرهآ تنآظر برجولـه سآكنة آلحركـه لحد مآنتفض جسمهآ مرتعبـه من حست بثقـل يميل على ظهرهآ جآبرهآ على الإنحنآء لقدآم .. يدين ضخمـه كتفتهآ , وخشـم حآد إندفـس برقبتهآ من الجآنب الأيمن ... همس خآفت شبه مسموع: نعيمـــــــاً

هبط صدرهآ آلمنقبض محرره نفس مكبوت برآحه من بعد إرتعآب: آآآهـــــ
....: سلآمتك من الآهـ
....: روعتنـي , ظنيتك نآيم
....: غفيـت شويّ , طولتـي بـ الحمّآم
إلتفتت له نصف إلتفآته مبتسمه: آلمويـه الدآفيـه يآخـــي , آآآآآهــ عذآب
ردّ ودفس وجهه بجآنب عنقهآ سآحب نفس عميق بـ إنتشآء: إيــش آلريحــه آلحلوهـ هـــذي
وكزته بكتفهآ مبعدته عنهآ وهي تحس بدغدغه من حركة خشمه الملآمسه لـ جلدهآ الدآفئ من جآنب عنقهآ: ههههه خلآص إبعــد

....: شفتـي النظآفـه شلـون حلـوه !
كشرت عآبسه: ليش أحد قآلك إني وصخـه يآنجـم !!
إعتصرهآ لصدره بتكتيفة ذرآعيه هآمس بـ أذنهآ: لآ يآقلــب نجــم ..... إنتـي الوصــخ بـِ ذآتــه
....: هههههه مآلك دآعي – قآلتهآ وهو توكزه بـ كوعهآ الأيمن ليكمل هو بضحك : وبعدين من إللي بيقول لي ! مآكل شيّ قدآمي أشوفه , على عينك يآتآجـر
ردت توكزه وهي تضحك: ههههه وآلله مآلك دآعي

فكهآ ممدد جسمه سآئلهآ بهدوء - : وين كنتي بعد مآنتهى شغلك مـع أبو كـرش !
عطته وجههآ جآلسه على مقربه منـه عند وسطـه ثآنيه رجلهآ اليسرى تحتهآ واليمنى بـ الأرض: أدور شغــل
إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه: أي شغـل !
قلبت له عيونهآ بـ إشمئزآز: شغل بدآل إللي إنطردت منه بسبـة حضرتك

....: إنســي
ثبتت عيونهآ بعيونه مستفهمه: أنسى إيـش ؟
....: مآفـي شغـل
ضآقت عيونهآ بحده: كيف يعني مآفيش شغـل ! من وين بعيـش !
....: بتعيشيـن معـي , زي أول
طيرت عيونهآ سآفهته: إنســـى إنــت

بسرعه وبقوّه شدهآ من يآقة بيجآمتهآ القطنيـه بيضآء آللون بـ صف أزرآر نصفي , وبحـده مآل نصفهآ العلوي عليه هآمس من بين أسنآنه بـ غيظ: إنسي إنتي سـت ليلآ تمشين على كيفك وهوآك , كلآمي أنآ إهو إللي بيصيـر , وإهو إللي بتفذينـه .. وهذآ أولـه , مآفـي شغـــل .. وكلمـه ثآنيه زيآده بهآلموضوع وقسم لآ أحلـف عليـك مآتشتغليـن بعد مع ذآك أبو كرش .... فآهمــه !

كشرت بـ عبوس مقوسه شفتيهآ مسدده لعيونه نظرآت لوّآمـه بريئـه زفر بسببهآ نفس حآنـق شآدهآ من قفآهآ جآبر رآسهآ يستقر على صدره: ليلآ يآغبيّـــه .. كآفـي شقــى , مآ أبيك تتعذبيـن

....: هذآ أكل عيش , وين العذآب ؟
نجم: مآ أبيك تتعنيـن , ولآ تتعبيـن , مآ أبيك تشتغليـن أبدّ .. أنآ بعطيك إللي تبيـن
....: ليش شآيفنـي شحآذه متسولـه !
....: آلله يآخـذك , شآيفك غبيّـه - قآلهآ بقهـر وهو رآص على طآقيتهآ الصوف شآدهآ من مقفآهآ مردف من بعدهآ بنبره أكثر إنضبآط – ليلـوش يآقلبـي , شوفـي .. شغـل ! مآفي شغـل .. وبتآخذين منـي وإلآ عنك مآخذيتـي , بس شغل مره ثآنيـه بـ أنصآص الليآلـي ؟ بعينــك ..

....: هههههه
....: وش إللي يضحك سِت ليـلآ ؟
رفعت رآسهآ تنآظره مسنده ذقنهآ فوق ظهر يدهآ اليسرى إلي بسطتهآ فوق صدره: قول ليلـوش مره ثآنيـه
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: عجبتـك ليلـوش ؟
بققت عيونهآ مبتسمه إبتسآمه مطبقـه هآزه رآسهآ بـ الإيجآب بينمآ إحتضن هو برآحتيه العملآقـه وجههآ الصغير وكأنه يبي يصفطـه: آآآآآآآخ منــــــــك , فيني قهـر , ودي لو أذبحــك

....: لآتخلينـي يآنجــم
هز رآسهآ المحآصر بين رآحتيه بـ تنبيه مجبر عيونهآ على الثبآت والتحديق بعيونه: تبينـــي يآليـــلآ ؟
بلآ حسآب , أو تفكيـر , أومأت رآسهآ إيجآباً ليسألهآ هو: شلـون تبينـي بحيآتـك ! حددي آلشكـل والقآلب إللي تبينـي فيـه وأنآ بكونـه
....: مآ أدري ... أنآ بس أبيـك , مع إنه وجودك يجرحنـي وإنت مآتتوصى , بس مآ أحسّ بـ أمآن إلآ وإنت معآي
....: يعني تبين منـي بس الأمــآن !

وكأنهآ مآفهمت قصـده .. ولآ فهمـت المغزى العميق من سؤآلـه ,, ولآ إللي تمنآه ولآ إللي بـ إيمآءة رآسهآ الإجآبيـه قد سوتـه فيـه .. مآتحتآج منه إلآ الأمآن في حيـن إنه كل إلي يبيـه منهآ , هو كـل شــيّ ......... وهي مآتبي إلآ هآلشيّ !
....: أجل لآزم ترجعيـن معـي آلشقـه .. هنآك أمآنـك .. معـي
....: مقدر أترك جوزيــف لوحـده , هو وحيـد من بعد كآرين .. وتوّه طآلع من مركز إعآدة تأهيـل .. نفسياً تعبآن ومُدمّـر , مقدر أخليـه

رصّ على أسنآنه بقهر خفي: وشلون أجل تبينـي وإنتي مآتقدرين تتخليـن عنـه !
....: مقدر أتخلى عنه هآلفتره ...
أطبق فمه بـ تفهم أردف من بعدهآ بهمس: متـى أجـل !
طيرت عينهآ اليسرى مقفله اليمنـى بتفكير مشآكس جآوبته بشقآوه: لمآ يطلـع شعـرك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه وكأنه مآفهم لتكمل هي وإبتسآمه سآذجه بوجههآ: ههههه مقدر الصرآحه أرجع معك وإنت كذآ شكلك , وع .. منتآ وسيم أبداً أبداً أبداً , كنت مخدوعه فيك

....: وآلله !
رمقته بـ إشمئزآز: إي وآلله .. ليش مآشفت شكلك ؟
نجم: إنتي على أي أسآس تتكلمين ؟ لآ وبكل ثقـه عآدي مآتستحين مع هآلخشّـه برآس أصلـع

....: أنآ عآرفه نفسي , عآدي شكلي مآفرق وأنآ بـ شعر أو لآ , أمآ إنت !! ههههه فرق الصرآحـه .. بس أحسن عشآن مآتغثنـي وتغتر , إنت خلقـه شآيف نفسك
قآلتهآ بشيّ من المشآكسـه ووجههآ مبتسم إلآ إن هدوءه أثآر ريبتهآ متجمده ملآمحهآ , سآئلته بـ توتر من نظرآته الهآدئه المطوله: شفيـــك !!
مآجآوبهآ إلآ بسحبـه لطآقيتهآ الصوفيّه كآشـف عن رآسهآ الأسود بشعرآت غزيره كثيفـه مآيتجآوز طولهآ آلملليمتـر آلوآحـد ..

رفعت عيونهآ لفوق بتفآجئ وكأنهآ تبي تشوف رآسهآ مستنكره: نجـــــــم !
....: يآويلـك يآليلآ إن كررتيهـــآ
نآظرته والتفآجئ بعده متملك قسمآت وجههآ ليكمل هو بـ تنبيـه جآف: آخـر مـرّه تحلقين شعــرك , أو حتى تقصينه لمآ يطول ..... فآهمــه !
أطبقت فمهآ لآويته لليمين مع قفلة عين قويّه , هذآ النجـم وكلمتـه اللزميـه بـ آخر كل جملـه – فآهمــه - ! وكأنهآ صدق مآرح تفهـم إن مآلفت إنتبآههآ بهآلكلمـه !

بسفـه للهجتة الحآده مدت يدهآ لرآسه سآحبه آيسكآبه الأسود بسرعه مطلقه كلمتهآ وكأنهآ نغمـه: تــــرررررآآآآآآآآ
أغمض عيونه بتعبير إللي نآفذ صبره ويحذر: جيبيـــه
أرجعت ذرآعهآ الأيمن مآدته لآخره وبيدهآ الآيسكآب هآزه رآسهآ بـ النفي: لآآآآ
....: ليلآ جيبيــه
....: نتصـور بـ الأول
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم لتوضح له قصدهآ: نتصور وإحنآ كذآ ههههه ذكرى بشعـه , عشآن مآحد بيوم يفكر يشوف نفسه على الثآني
غصباً عنه إنتفض صدره بضحكه: ههههه مآعندك سآلفـه .. جيبيــه
إستعطفته بنظرآتهآ إللي حنت ورقت: نجــم تكفــى , بس صوره وحده

....: ليش وإنتي تبيـن ألبــوم !
ليلآ: ههههه طيب يلآ
شد شفتيه بقلـة حيله مدخل يمنآه بجيب البآلطو مطلـع جوآله إللي ضوآه آمرهآ: تعآلـي , إقربــي
جت بتقوم عن مكآنهآ وتجلس بـ الأرض إلآ وحآوط رقبتهآ بذرآعه الأيسر مآنعهآ: زي مآ إنتي .. لآ تتحركيــن
توسعت عيونهآ بعدم فهم: شلون بتصـور !
....: نآمي ليلآ , مددي جسمـك
أبعدت رآسهآ عنه بـ نفور في محآوله منهآ للفكآك بنبره مخنوقه: نــ .. جـــــم

....: تعآلي فوقـي
....: مآ أبـــي
....: يلآ ليلآ عشآن نتصور
....: وإحنآ مآيصير نتصور إلآ كذآ !
....: إيه مآيصير إلآ كذآ , يلآ إصعدي .. مددي فوقـي
دورت عيونهآ يمنه ويسره ثوآني مطبقه فمهآ بتفكير قآدهآ أخيراً للإستسلآم ممدده جسمهآ كلياً فوقه .. سآعدهآ الأيمن مبسوط تحت عنقـه بينمآ حآوط جآنب وسطهآ بيسرآه وبيمينه رفع جوآله بـ الهوآء مسآفـه: يلآ .. وآحــد , إثنيــن ثلآآ .......

....: هههههههه
ضغط على الزر ملتقط الصوره إللي بـ آخر ثآنيـه خربتهآ هي بضحكتهآ العريضـه دآفسه وجههآ برقبته: هههههه لآآآآآآآ
نجم: خير إنشآلله ! وآلله مآ أعيدهآ
بآقي جسمهآ ينتفض من الضحك فوق جسمه: هههههه من قآل إني أبي أعيدهآ ههههه وع إمســحهآ فوراً , أشكآلنآ غلــــــــط
نآظر بـ الصوره معقد حآجبيه بتسآؤل خآفت: جــد !
تمّ ثوآني مدقق بـ الصوره وهي بآقي ترتعش من ضحكهآ إللي مآهدى ليبتسم هو: ههههه إي وآلله صآدقـه ! وش هآلأشكآل أعوذ بآلله

ليلآ: هههههه إمسحهــــــــآآآآآ
نجم: ليـش ! مو قلتي ذكرى بشعـه عشآن محد يشوف سحنته على الثآني !
ليلآ: هههههه نجم لآآآآآ أشكآلنآ ترووع
نجم: أصلاً مآيبين إلآ نص وجهك .. مآعليـه خليهآ
رفعت رآسهآ عن صدره تمسح بـ أطرآفهآ الصغيره الدموع من تحت عيونهآ في محآوله منهآ لإلتقآط أنفآسهآ من نوبة ضحكهآ: هههههه آآآهـ يآربـيييييــه
أنزل جوآله جمبه رآفع طآقيتهآ آلصوفيّه ملبسّهآ لهــآ .. وبـ المقآبل ألبسته هي آيسكآبــه وإبتسآمه بريئه بوجههآ آلصغير: تدري متى برجع معـك !
حآوطهآ من منتصف ظهرهآ بهدوء: متـى !
أسندت ذقنهآ فوق قبضتهآ المدوره إللي إستقرت فوق صدره بملتقى عظمتي الترقوه له: لمآ يطلـع شعـرك وترجـع زي أول ..

إرفعوآ حآجبيه هآمس بـ لعآنه: ترآ شعري يطول بسرعــه
طيرت عيونهآ بعدم إهتمآم: يآريـت , أبي ألحـق ع التدفئـه بـ شقتـك , هنآ البرد ذآبحني
شدد من إحتضآنه لهآ سآحبهآ عليه خطوه لقدآم بـ إبتسآمه: مآتبين ترجعيـن إلآ عشآن الدفــآ
قلبت عيونهآ بـ دلآل مصطنع: أجل يعني برجـع عشآن سوآد عيونـك !
إتسع فمه بـ إبتسآمه جذآبه سآئلهآ بهمس: بردآنـــه ؟
شنجت رقبتهآ مبرزه عروقهآ كنآيـة عن تجمدهآ: بمــووت مـ البرد .. إنت مآتحـسّ !


مآجآوبهآ إلآ بحركتـه يوم فكّ يدينه من حولهآ لـ شقي البآلطو حقـه من تحتهآ وكأنه يبي يفصخـه – طآلبهآ بـ همس - : ضمينـي ليــلآ ..
لوهلـه تجمدت ملامحها بعدم فهم لطلبـه أو للي يبيه مجملاً ومآسرع مآفهم عليهآ بحكم فهمهآ البطيئ المتأخر: حآوطينـي بيديــك ..... نزليهم تحتـي ..... ضمينـــي .. hug me
عيونهآ موسعــه , وفمهآ منفغـر .. تعبير سآذج أبلـه مرسوم بوجههآ إلآ إنهآ وبلآ وعـي إستجآبت لطلبـه مغلغله يديهآ الثنتين من تحتـه وكأنه عمود وهي ملتفه حوله محتضنه لـه ... أرست رآسهآ على صدره من الجآنب الأيمن لوجههآ وأغلـق هو شقــي البآلطـو حقــه من فوقـــهآ !

ثوآني من الصمـت إمتدت لـ دقآئـق , قطعهآ بـ همسه الخآفت: بردآنــه !
....: شــوي
....: ههههه أقفل الأزرآر !
كآنت بعآلم ثآني ودُنيــآ غيــر .. رآحـه مآلهآ وصـف إلآ بـ الأسآطيـر , شيّ بعـده مآنوجـد , بعده مآحسّـه مخلـوق .. أو حسّـه إن كآن بوضـع مثل إللي هي فيـه الحيـن , بلحظـه مثل إللي تعيشهآ هي الحيـن ...
هذآ آلصدر آلدآفــئ محيــط أمآنهــآ , آلمكآن إللي مآتبـي إلآ بـس تكـون فيـه , وعليــه ...

حركـه ثقيلهآ تحسّهآ من تحتهآ في محآوله منه للتزحزح .. شيّ يبي يوصلـه أو يبي يسويّـه .. إلآ إن إرآدتهآ آلمتسآويـه مع الصفـر بـ القيمـه كآنت أدنـى من إنهآ تسآعـده .. من إنهآ حتى تسألـه , وش إللي يسويـه , آلشيّ إللي مآكآن بـ الأخير إلآ أزرآر البآلطـو إللي يقفلهـم من عليـه ....... وعليهـــآ !
هذآ القرب آلشديـد إللي ألصقهآ فيهآ حد الإلتحآم .. ألصقهآ وأحكم الإلتصآق بـ إحكآم الإغلآق ... إغلآق الأزرآر ...

....: إلى مآذآ تنظـر !!

من قآلهآ بهدوء مستفهم إلآ ورفعت رآسهآ بسرعه تنآظره وبـ التبعيّه لنظرآته المصوبه للشيّ من ورآهآ إلتفتت ومآسرع مآنقلب لونهآ وتبدلت ملآمحهآ لدهشـــه , تفآجــئ وذهــــول ... عيونهآ مفتوحه لآخرهــم وفمهآ كذلك مفتوح لآخـــره .. مآتدري هل من وقع المفآجأه أو وقع الإحــرآج !


بـ المقآبل , ثبته المشهـد مكآنه على عتبـة البآب , لأول مره يشهـد ليلآ بمثل هآلوضـع الحميمـي .. وآلمريب إنهآ مع هذا العملآق المخيـف .. ظآهرياً يستحيل توفق مآبينهــم ولو بأي شكل من الأشكآل ...
بلع ريقه الجآف سآئلهآ بـ وهن: هـــل أنتــــي ............ بخيــر .. ليلآ !
طير نجم عيونه بـ تململ بينمآ أغمضت هي عيونهآ عآضه على شفتهآ السفلى بوجه ملآه الحـرج وطفـح ليقرر نجم أخيراً يرد هو لأن شكل صوتهآ قد شـحّ وهرب منهآ الجوآب: أجـل بخيـر .. أغلـق البــآب رجآءاً

للمره الثآنيه بلع جوزيف ريقه وعيونه مصوبه تمآماً لـ ليلآ المختفيـه كآملااً مآيظهر إلآ رآسهآ وسآقيهآ من بنطلون بيجآمتهآ البيضآء , ردّ وسأل وقد حفر آلخوف ملآمحه بتعآبير وجهه: هـــل .. ستكونيــن .. بخيـــر !
ردت هي وعضت على شفتهآ يقطر منهآ الحرج , طلع صوتهآ مخنوق من الخجل تقول الكلمه وتسكت من بعدهآ لحظه: أجــل .. احــمم .. أجـل جوزيـف .. لآ عليـك .. غـــآدر
أكمل نجم عنهآ بسرعه طآلبـه: وأغلـــــق البــــــآب من خلفـــــك رجــآءاً ..............


/
/

/
/


إنقلبت على بطنهآ بآسطه كفيهآ منزلتهم بـ السحب والتسلل تحت آلمخده إللي فوقهآ رآسهآ ...
بـ إنتشآء دفست كآمل وجههآ بـ آلمخده العآبقـه برآئحـة عطره الأثيـري .. هذآ الرجّآل النآبض رجولـه , أدق وأصغر شيّ فيـه نآطق رجولـه , فخآمـه وإثآرهـ ..

مآتتخيلّ إنهآ الحين على سريره , رآسهآ على مخدته وغطآهآ لحآفـه ...
من قرآبة السآعه إقتحمت عليه غرفته , آلوضع إللي كآن فيه متوسط سريره , ممدد عليـه , وورآ ظهره هآلمخـده ...
" آآآآآهـــ يآسنــــد , ليتكـ بآللي أحسّــه تحــسّ ......."

صوت خآفت أجفلهآ بهمس دآفـي , - تغريــــــد - ! وكأنه صوت تمنيهآ الدآخلي قد إستجآب ...
إنقلبت على ظهرهآ مبعده اللحآف عن نصفهآ العلوي .. الإضآءه خآفته شبه معتمـه إلآ من آللمبـه السهآره فوق آلسرير مبآشرة ...
إرتفع نظرهآ للمهيب بطوله الفآرع قدآمـها .. غشآوه على عينهآ تعلوهآ .. هذآ إللي قدآمهآ مآلـك , أو مآلك قلبهآ سنـد !
شبـه كبير أوصلهم لمقربـة التطآبق إلآ إن شيئاً دآخلي رآفض إستيعآب هآلتطآبق , مآيشوفهم إلآ متمآيزين , متغآيرين ومختلفيـن .. وشتآن مآبينهـم ..

وش سر هآلإنجذآب السآحق تجآه سنـد , ووش سر هآلنفور الغريب تجآه مآلـك ...
يمكن فرق السن بينهآ وبين مآلك , وإحسآسهآ إنهآ المتحكمـه بـ العلآقـه أو الحلقـه الأقوى فيهآ , هل هذآ ذمبه إنه سمح لهآ بـ التمآدي , إنه أرخـى لهآ , كآن رجل سهـل المرآس هآدئ الطبآع ليـن التعآمـل .. هذآ هو فعلاً خطآه , لأنه وآقعياً مآهوب بهالشخصيّه الإنهزآميّه آلمستسلمـه .. إللي سوّآه اليوم أقوى برهآن على بدآئيتـه , عنفـه وشرآستـه .. بس بعد هي وش ذمبهآ !

إن كآن قلبهآ وكل جوآرحهآ بلآ إرآده , بـ الغصب وبـ الإجبآر تميل لـ سنـد .. قآلهآ آلرسـول بمنآجآه , " آللهـم هذآ قسمـي فيمآ أملـك فلآ تؤآخذنـي فيمآ تملـك ولآ أملـك " ..

شدت الشمآغ على ذرآعيها متكتفه فيه صآده عنه بوجههآ للجهه الثآنيه مخفضه رآسهآ .. آلحركـه الرآفضـه لوجودهـ ولقبولـه , أرخى بسببهآ كتفيه بـ إحبآط مطبق فمـه بـ أسـف حسي ..
جلس على طرف السرير مخفض رآسه لحجره , كآن الخجـل هو آلسمـه الوآضحه بوجهه .. كل إللي قعد يرتب لـه يبي يبدآ بـه ويقوله آلحين تبخـر , تطآيرت الكلمآت وتبعثرت .. مآيدري وش يقول , شلون يعتذر , وبأي وجـه يبـرر !

....: سند قآل إن فيه كلآم مهم بتقولـه ...
إرتفع رآسه لهآ بسرعه ينآظرهآ من بدت هي كلآم إلآ إنهآ بعدهآ معرضه عنه مصدره له الجآنب الأيسر من وجههآ ..
تزحزح خطوه لقدآم مقرب أكثر عليهآ بملآمـح حآنيـه تستعطفهآ: أنآ آســـف ..
تغريد: ..........
....: تغريد نآظرينــي ...... تكفيـن لآتعآملينـي كذآ !

أغمضت عيونهآ بآلقوّه وكأنهآ مآتبي تدرك آلضعف بشخصيته تجآههآ , تدري إن هآللي تشوفـه هو تأثير آلعآطفه إللي بقلبـه لهآ , هو حقيقـي يحبهآ , وضعيف في حبهـآ .. نبرتـه عذبه , وصوتـه حنـون .. يترجآهآ كمآ آلطفـل .. وهذي هي مشكلتهآ العظمـى .. مآتشوفـه الآ طفـل في جسم رجـل .. آللحظآت إللي يستقوى فيهآ عليهآ مآتكون إلآ بشكـل عِنـد , عِنـد مصحـوب بـ دلآل , تعوّد يملـك كل شيّ بيمينـه , كل مآيريدهـ بـ إشآره يلقآه .. هذآ هو مآلـك , الإبن الأصغـر المُـدلل إللي قدر فعلاً يملكهآ ... قآلبــاً , لآ قلبــاً !

نآظرته ببرود قآتل سآئله بنبره مآقلت عن برودة النظره شيّ: وش إللي تبي تقولـه !
زفر نفس حآنق بضيق مردف من بعدهآ بـ عند: مآرح أقول شيّ قبل أعتذر لك بـ الأول
رفعت حآجبهآ الأيسر بنفآذ صبر: وقد إعتذرت , خلآص إنتهينآ , وبعدين ؟
....: وإنتي قبلتي إعتذآري ؟
صدت عنه بكآمل وجههآ مآيشوف إلآ شعرهآ .. ثبت يسرآه على ركبتهآ اليسرى الممدوده جآنبه: تغريــــد !
إلتفتت عليه مضيقه عيونهآ بـ حقد: إبعد إيدك عنـي , فآهـم ! لآتلمسنــــي

تمّ لحظآت ينآظر الكره بعيونهآ الحآقده , شيّ دآخلـه ينبـض بـ ألـم , وكأنهآ وخزآت بـ سِن إبـره .. إرتخت عيونه من وجههآ لصدرهآ إللي إنكشف من إنفرجوآ شقي الشمآغ عنـه .. آثآر وحشيّـه لأكثر أنوآع العنف إبتذآلاً .. كدمآت حمرآء وكأنهآ كتل لتجمعآت الدم ! آلغريب بـ الموضوع إنه مآيتذكر عضّهآ مثلاً أو قرصهـآ ! يمكن بسبب البيآض النآصع لبشرتهآ النقيّة أو بسبب حسآسيّة جلدهآ الرقيق الأملـس !

أخفضت بصرهآ لموقع نظره وإللي مآإستقر الآ على صدرهآ والآثآر الوآضحـه فيـه .. بغضـب شدت عليهآ الشمآغ متكتفه ليهمس لهآ بنبره آسفه محرجه: آذيتــك !
طيرت عيونهآ بـ استخفآف مجآوبته: مآهيب جديـده
مآلك: هذي أول مره أتطآول فيهآ عليك يآتغريد !
رمقته بنظره حآده حآقده موجعه: ليش على بآلك هذآ أول أذى تأذينـي فيه !!
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهـم لقصدهآ , هذي فعلاً أول مره تصير ويتطآول عليهآ بـ الذرآع ,, وش إللي ترمي لـه !

شدت شفتيهآ بتعبير مشمئز مجآوبه على الإستفهآم إللي بوجهه: من قبل تتزوجنـي يآمآلك وإنت تأذينـي .. إنت نآسي شلون تزوجنـآ ! نآسي البلآء إللي تبليت عليّ فيـه ! هذآ أذى ولآ مو أذى .. تطمـن , مآرتجيت منك آلطيب أبدّ , ولآنيب متفآجئـه بآللي صآر – طيرت عيونهآ نآفخه هوآ مسموع تمنع فيه نفسهآ من الضـعف , من الإرتجآف والإرتعآش , ومن البكآ , كلّ كلمـه تطلقهآ شرخ , كل صد منهآ وكل إعرآض جـرح .. شهق نفس عميق إمتلآ به صدره بعدمآ حرر كل ظنونـه وكل آلتوقعآت آلغير مأكده , عن كونهآ إللي قدآمه هي فعلاً تغريد إللي عرفهآ قبل يتزوجهآ أو لآ .. بـ النآقص إن مآكآنت هـي , وليتهآ فعلاً تكون مو هـي .. هذي إللي قدآمـه هي إللي تعلق بهآ قلبـه , إنشغل بهآ فكره , عشقتهـآ روحـه , وتعبـت نفسـه تتمنآهـآ ...

....: إنتي لك أخـت توأم !
نآظرته بـ انتبآه كآمـل , سؤآله غريب , وموقعه من الأحدآث الحآليّه إللي يعيشونهآ أغرب , وش الطآري الحين يسأل عن توأمهـآ !
قوست فمهآ بـ إستغرآب مجآوبته: إيــه ...
أطبق فمه هآز رآسه إيجآباً بتفهم لتسأله هي بفضول: ليش يعنـي !!

شهق نفس هآدئ مسموع مغمض عيونه إستعدآداً لكشف المستور .. فتح عيونه إللي إستقرت على عيونهآ المستفهمه مجآوبهآ بهدوء , آلهدوء إللي كآنت تفترسـه بـ نظرآتهآ المنتبهه والمصوبه تجآهه بتركيز شديد متأهبه كل جوآرحهآ وكأن ملآمحـه البآهته قد أعطتهآ إنذآر آلشيّ الصآعق إللي رح يلقيـه عليـه ...

....: آلفيديو إللي أرسلـته لأخوك , وإللي شفتيـه .. – سكت شآهق نفس ثآني يسآعد نفسه يكمل بتأني لأجل تستوعب – آلفيديو يآتغريد مآهوب مفبرك , مآتبليـت عليـك , هذآ حقيقـي , وصدق إللي صآر ... – بلل شفتيه بعدمآ عطآهآ نظره فآرغه إستشف منهآ اإستنكآر بعيونهآ اللي ضآقت أقصآهم مكمل – صدق إللي صآر لكنـه مآصآر معـك ...
تجعيدة إستفهآم بوجههآ سألته ببهتآن: شلـون !
مسح على شعره من مقدمته شآده بقوّه خفيّه وكأنه قآصد يحسس نفسّه بوخزة ألم من آلملعوب إللي صآر عليه: أختـــك .. توأمـــك .. – ثبتت عيونه الحآده آلمنقهره بعيونهآ البآرده المستفهمه – توأمك هي إللي كآنت معـــي مو إنتــــي

أخفضت رآسهآ لحجرهآ برفض مبدأي للكلآم , أو محآوله خفيّه منهآ تترجم إللي توه وإسمعته إلآ إنه قآطع حديث الخآطر بنفسهآ مكمل سيل صدمآته الفجآئيه لإدرآك عقلهآ: أختــك هي إللي دشرت معــي , هـــــــذي – قآلهآ بحرقه وهو يمده لهآ الصوره بـ تكرآر نموذج بشري فآتن الملمــح , رآص على طرف الصوره بـ إبهآمه , سبآبته والوسطـى , هآزهآ بقوّه قدآم عيونهآ مكمل بقهر – وحده من هآلثنتيـن هي إللي عرفتهآ بـ إسم تغريـد .. وحده من هآلثنتين هي إللي معي بآلفيديـو .. وحده من هآلثنتين هي إللي صآرت زوجتـي , وحده من هآلثنتين هي إنتي آلحين قدآمـي ... أنآ مو مجنون ولآ أتوهـم ... ولآ إنتي مجنونـه أو فآقده الذآكره ... فسري لي هآلشيّ شلـون .. وإن عندك شكّ فينـي , شلون تفسرين كلآم أمك وأختك اليوم ! منو تغريد إللي كآنت حآمـل ؟ منــو غيـرك ؟

بيد مرتجفه أخذت منه الصوره لحجرهآ مدنقه عليهآ رآسهآ , عيون حآده , ثآقبـه , مخترقـه الصورهـ بـ تكرآر آلشكـل فيهـآ .. هـي , وتوأمهـآ ... هي ............ ودآريـن ...
همست بصوت خآفض , مسحوب , مستفهم ومستنكر , رآفض التصديق أو الإستيعآب: دآريــــــــــــن !
مآلك: هي اللي كآنت هني اليـوم مع أمـك !!
مآردت إلآ بحركة رآس نفياً بآلعه ريقهآ وآلصدمـه بكآمل نسبتهآ المئويـه ميبسـه وجههآ .. أنكرت برفض قآطـع: مستحيــــل

....: ليش مستحيــل ! وهآللي حنآ فيـه وش تفسيره !
عفطت الصوره بقبضتهآ مطلقه عنآن صوتهآ الحآد الصآرخ بعدمآ إمتلت عيونهآ بدموع حبيسه: مستحيــــــــل , تفهـم يعني إيش مستحيــــــل !! هــــذي دآريــــــــن .. أختــــــــــي , أختـــــــــي يآوآآطــــــــي شلـــون تتهمهآ هآلإتهآمــآآت !! شلـون تشركهآ معك بـ أفعآلك الوصخــــــه !!

مسح برآحته اليمنى منتصف جبينه صعوداً لشعره وهو رآفع ذقنه وعيونه بـ السقف مستجدي طولة البآل وآلصبر لتجآوز هآلموقف العصيب في حين قطت هي الصوره المعفطه بوجهه رآفسته من وركه الأيسر برجلهآ: إطلـع بـرآآآآ , إطلــع برآ مآ أبي أشوف وجهــــــك .. أكرهــــــــــك يآمآآلـــــــــــك .. أكرهــــــــك

قآلتهآ بصرآخ حآد , ترفسـه برجليهآ مبعدته عنهآ وعيونهآ معتصـره ينهآل منهم سيول دموعهآ ليوقف حركتهآ الغآضبـه بتكتيفته لسآقيهآ إللي ضمهم بآلقوه لبعـض وصعد عليهم جآلس على وركيهآ مفرق مآبين رجليّه الآ إنه تفآجئ بـ الضرب المتوآلي لصدره من يديهآ الثنتين إللي كتفهم بمسكته لمعصميهآ الإثنين مضمومين شآدهآ عليه بقوه , طلع صوته صآرخ مزمجر , قآصد إنتشآلهآ من حآلة الإنهيآر إللي صآبتهآ: تغريـــــــــــــــد
فمهآ مفوس , عيونهآ مغمضه بـ القوه , وجههآ بآكــي , هدى انفآلهآ من تكتيفه الكآمل لهآ إلآ صدرهآ وحركة كتفيهآ إللي كل ثآنيه والثآنيـه ينتفضوآ إثر شهقـه مكتومـه ... حركت رآسهآ نفياً معآتبتـه بـ بكآ مرير: ليش يآمآآآآلــــــك , لييييييش

قرب يديهآ آلمكتفه من المعصمين لوسط صدره هآمس لهآ بدفى: دموعك بآلكون عندي ويعزّ عليّ بكآك , صدقينـي يآتغريد أنآ وآلله أحبـك .... وأبيـك , هآللي أقوله مو عشآن تبكيـن , هآللي أقوله هو الحقيقـه , آلحقيقـه الصعبـه , القآسيـه والمرّه .. أنآ المخـدوع وإنتي الضحيّـه , مآبي هآلشيّ يضعفك قدآمـي .. مآرح أضغط عليك بشيّ وإللي تبينـه إهو إللي بيكـون .... صدقينـــــي

إعتصرت عيونهآ لحد مآختفت مدفونه , دموع صآمته , سريعه ومتلآحقـه , فمهآ مطبق بآقوّه كآتم آلحـسّ وآلشهقـــه ...

أسندت جبينهآ على يديهآ المضمومتين لبعضهم بين يديه بـ همـس مريـر مذيب لعآلمـه ولكل كيآنــه , أقرب للتوسـل , للسؤآل , وللحآجـه ..: مآآآآآلــــــــــك
فك يديهآ ضآمهآ لصدره إللي إرتمت فيـه غآرقـه كمآ آلطفل البآكـي , مطلقـه عنآن أنينهآ والشهقآت ليتحسس هـو ظهرهآ كآملاً بـ حنآن هآمس بـ دفى عذب رقيق: يآكُـــــل مآلـــــك يآتغريــــد ..........


======
-----------
======




ظهيرة آليوم التآلـي ..

كمآ العآصفـه الترآبيّـه , متحلقـه حول نفسهآ مقتلعه كل مآتمّر عليـه ...
بعيون غآضبـه مطلقـه شرآرت العصبيّه كـ إنذآرآت حسيّه لكل من حولهآ بعدم التجـرؤ والإقترآب .. حآلتـه المزآجيّـه أسوء ممآ يكون , وآلنيّـه وآضـح إن لونهآ أغمـق من أي شيّ غآمـق ...

تخوف , توجـسّ , وترقـب لرد الفعل الموآتـي لهآلملآمح إللي مآتنذر لآ بشرّ عآتـي إكستح موظفين آلمؤسسـه كلهم ودون إستثنآء إبتدآءاً من موظفين الأمـن والحرآسـه على أعتآب المؤسسـه , عمّآل النظآفـه , جموع العآملين كلاً بـ ترتبتـه وصولاً لـ آلذرآع الأيمن , نآئب الرئيـس , بمكتبـه المجآور للمكتب الرئيسـي لـ رئيس المؤسسـه , عآمر المرشـد ...
وقف له بـ إنتبآه من دخل عليـه بثورتـه آمره بحـزم وهو يفتح شقي البآب الجرآر لمكتبه: تعـــــــآل أبيــــــــك

قآلهآ مصفق البآب من ورآه مرتطم شقيه ببعضهم وعلى إثر هآلإرتطآم القويّ ردو وإنفتحوآ مره ثآنيه ...
بمكآنه من ورآ مكتبه وقف بآلع ريقـه لذآك إللي دخل ومعه الطوفآن ....
وخزه بقلبـه أوحت لـه بـ إن إسمـه هو آلسبب بآللي يشوفـه ,, سحب نفس عميق إستعدآداً للموآجهه إللي من أمس وهو ينتظرهآ ...

لف حول مكتبه مقبل صوب البآب الجرآر إللي أقفله من ورآه بهدوء تمآثل بخطوآته المتأنيّه الثآبته لحد مآوقف قبآله: سـمّ ...
رمقه بنظره صقريّه حآده مآ أوحت إلآ بـ الشـرّ والعآقبـه بـ الضـرر ...
هذي هي عآيلة المرشـد , ذكورهم وإنآثهم وآحـد , نفس الجينآت الورآثيـه , مآفي ملآمحهـم شيئ من الهدوء والسمآحـه , اللطآفـه أو البشآشـه ...

وجـه جآمـد , حآد الملآمـح , ثآقب النظرآت ... وكأنه يشوف النسخـه الممآثلـه لـ عآمر , إلآ إنه كآن سنــده ... سبحآن المصوّر .. نفس آلملآمح الدقيقـه بنفس التعآبير ... حضور مُهيـب , مريـب ومخيـف .. ملآمحهـم وهم في أنقى أوقآت صفوهم كفيلـه تحسسك بـ الإرتيآب ! شيّ وآجب تآخذ حذرك في التعآمل معـه , بـ المختصـر .. شخصيّه غير مُريحـه ... بتآتاً .. مثلمآ إللي يحسّه مع رئيسـه عآمر , يحسّه الحين أضعآف مع ولده سنـد ... قد حسّه وعآنى منـه لمدة سنه كآملـه مع خطيبتـه سآلي ... وش هآلعآيلـه المريبـه وكأنهم خليـه إرهآبيـه أو تشكيل لموسآد إسرآئيلـي ..

....: وش الخبر إللي جآني هذآ !!
إرتفعوآ حآجبيه من هول إرتيآبه: أي خبـر !
وقف بحده ضآرب المكتب بكفيّه وعيونه مآكفت ترسل إشآرآتهآ التحذيريه المتوعده , الحآقده والغآضبه: لــــــف ودورآن مآ أبــــــــي , إنت فآهم عـدل أنآ وش قصــدي .. إنت وسآلــــــــي
بلـع ريقه للمره إللي مآيذكر عددهآ بصوت جآهد إنه يطلـع ويبين: ممكـن تهـدى , ونتفآهــم

من قآلهآ بثبآت إنفعآلي ظآهري إلآ وأقبل عليه الثآنـي بإضطرآب إنفعآلي , عيونـه جآحظـه , مخيفـه , أودآجـه غليظـه , منتفخـه وآلصوت إللي أخرجـه , حآد , صآرخ , ومزمجـر: وآلله يآسهـــــــل ... وآللـــــــه .. إن تندم أشـــــد نـــــــدم
قآلهآ وهو سآحبه من شقي ثوبـه بعدمآ إنخلع منهم أول زريـن .. تكآد خشومهم الحآده تلتصق ببعضهآ .. نظرآت متضآده , مآبين آلحقـد وآلكُـره والإشتعآل لـ سنـد .... آلهدوء , الثبآت , وآلبـرود لـ سهـل ..
ثبت يديه فوق يدين ذآك آلغآضب يفترسـه بعيونـه الحآقده: لـك إللي تبيــه , بس نتفآهم بـ الأول

نفضـه سنـد بـ قوّه مع ضربـه عنيفـه لصدره من كفيه المبسوطين عليه , آلضربـه إللي أخلت بتوآزنه جآبرته يرتمي على الكرسي من ورآه مفرق مآبين رجوله لآخرهـم وبسآعده الأيسر إستند على طرف المكتب وإلآ كآن بينقلب لورآه هو والكرسي إللي طآح عليه بينمآ رفع له سند سبآبته بـ عصبيّه مكبوته من بين أسنآنه: مو بنــــت آلمُرشـــــد يآسهـــــــل ... مــو بنــــت المُرشـــــد إللي تنعــــــــــآآف

وقف عن الكرسي زآفر نفس مهموم مسموع طلـع وكأنه يعآنـي: مآعفتهــــآ
رمقه بنظره مشمئزه: مآنيب طآلبك أسمعك , إنآ إللي عفنآك .. أبيك تلـم عفشـك وتنقلع من هآلمكتب ولآ عآد تـردّ .. – ضيق عيونه لحد مآختفوآ ملقي توعده حآد آللهجه – هذآ وجهـي إن لقيت مكآن ثآنـي يضفـك .. مآرح أقصـر معـك تطمــن

بلل شفتيه رآفع عيونه للسقف , ثوآني وهو بموضع الضعيف العآجز وهذآ إللي حآسب حسآبه من أول , ذولي آل مُرشـد آلله لآيحكمهـم على بشـر شلون وهو قد طآح بشبآكهـم ... أردف من بعد سكون: سويّ إللي تبيـه وأنآ رآضـي , بس قبل لآزم تسمعنــي وللأخيـــــــر

عطآه ظهره ينآظر بـ الدريشـه آلمفتوحـه وإللي مرفوع من عليهآ الستآئر الورقيّه متخصـر بيديه في حين أكمل سهيل بهدوء: مآهوب أنآ إللي أسوّي هآلشيّ .. ومآسويته إلآ إني عجـزت , عجـزت ومآعآد فينـي طآقـه , كل مآلي وأنآ جآلس أخسـر لين خسرت نفسي وكرآمتـي مع أختـــــك .. مع بنــت آلمرشــد
سكت ينآظر بـ لوحي كتفيـه العريضيـن , هآلرجّآل مخيـف من وجهه ومرعـب من ظهـره .. للحيـن مآلبـس آلثـوب ولآ همّـه ..
بنطلونـه أبيـض , وقميصـه بنـي مشمر السآعدين , دآخل بـ البنطلـون , فوقه صدريّـه كـتّ كحليـة آللون مقفل أزرآرهآ .. آلتفصيله إللي أوضحت عرض منكبيـه وضيق خصـره ..

....: دكتوره سآلـي هي بنفسهآ إللي أوصلتنآ لهآلمرحلـه يآآآ ..... أستآذ سنــد ..
إلتفت له بهدوء مقبل صوبه لحد مآجلس على زآوية مكتبه رجوله ممدده قدآمه مكتف سآعدين بينمآ أكمل سهيل وعيونه موقع قدمـي هآلكآئن المرعب قدآمه: أستآذ عآمـر هو من طلبنـي لـ دكتوره سآلـي ... – نآظره سند بـ إنتبآه مضيق عيونه ليكمل الثآني بهدوء تأكيدي – أستآذ عآمر هو من طلبني لهآ مو أنآ إللي طلبتهآ لنفسـي ..

سند: .............
سهيل: بـ البدآيه قآل إن مآفي أحسن مني رجّآل , هو يوثق فيني وكآنه يآمن على كل أملآكه بين يدينـي فـ الأولى يآمـن على بنتـه معـي .. ربّك وآلحق فرحتي مآسآعتنـي ولأول مره أحسّ إني مُرآهق بمشآعري , قمت أتخيّل حيآتي شلون بتكون مع هآللي معرف عنهآ شيّ إلآ إنهآ بنت أستآذ عآمـر .. أستآذ عآمر إللي أخذ موآفقتي العميآء أولاً ثم سأل بنتـه , وهذ هو إللي إتضح لي بعـدين .. آلموضوع كآن مخطط لـه .. أنآ فآهم إنهآ موآفقـه عليّ وكل شيّ من نآحكم جآهز , وهي متصوّره إني طآلبهآ بنفسي ومنتظـر جوآبهآ .. أنآ إحترمت هآلشيّ وخليته سرّ بيني وبين نفسي لأن مآكنت محتآج لفت إنتبآه لهآلشيّ من نآحية أستآذ عآمـر .. حتى أهلي مآدروآ عن أصل الموضوع وللحين مآيدرون وللحين سآلي مآتدري .. بس إيش المقآبـل ! ولآ شــيّ ....... ولآآآآآآ أيّ شـــــــــــــــــــــيّ , سآلي من أول يوم وهي بـ صوب وأنآ بصوب ثآنـــــي , محآولآت مستميته حآولتهآ لأجل أوصل لأبعـد مكآن بقلبهآ إلآ إني مآقدرت .. هي إللي عجزتنـي , مخطوبين من سنـه وتونآ بذآ آلبُعـد عن بعـض مآقتربنآ أبـدّ لو ملليمتـر وآحـد ... إهآنآت متتآليـه متحملهآ وأقول مآعليـه هذآ شيّ بيني وبينهآ إلآ إنه تعدآ , ومع إنه تعدآ إلآ إني لقيت نفسي أتقبلـه , وأتحملـه , وأمشيّـه .. بيـوم بنت صغيره من عندكم ردت على جوآلهآ من بعد محآولآت مآلهآ عدد إني أكلمهآ ولآ ردت , بـ الأخير جآوبتني هآلصغيره وطلبتني أنتظر ع الخط .. إنتظـرت ووش إللي سمعتـه ! سمعت إنهآ مآتبي تجآوبنـي , لأنهآ مآتحسّ إني رجّآل , ولأني مو مآلـي عينهـآ .. مدري هآلكلآم كآن قدآمك أو قدآم مين بآلضبـط بس كآن فيه أحد يطلبهآ تردّ علي وهي تمنعـت بهآلمبررآت ... سألتـك بـ آلله وأنآ رآضي ذمتـك ........ تقبلهآ على نفســــك !


/
/
/
/



أوقف السيآره بفرملـه قويّـه أصدرت صفير إثر إحتكآك آلكفـر بـ الأسفلـت ...
مآل جسمهآ بـ اندفآع قوي لـ قدآم بغت ترتطم بـ التآبلوه قدآمهآ إلآ إنهآ صدت عن نفسهآ بيديهآ تنآظره بوجه مذعور غير مصدق ليقآبلهآ هو بجفاف آمرهآ: إنـزلـي

نآظرت الشبآك على يمينهآ إلآ وتشوف البوآبه الخآرجيّه للفيلآ حقتهم .. أطبقت فمهآ بقهـر مجآوبه: مآرح أنـزل
من بين أسنآنه بـ نفآذ صبر مكبوت: إنزلي يآوردهـ ترآ حدّي معصب ومآلي خلـق , إنــــــزلــــــــــي
قآل – إنزلي الأخيره بصرخه حآده مزمجره قآبلتهآ هي بعقدة حآجبين مستنكره -: آدم إنـت شفيــك !!
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه شآهق نفس مسموع من خشمه إللي ضآقوآ فتحتيهم إستجدآءاً لـ طولة البآل: إنزلي يآوردهـ

مآلت بجسمهآ عليه ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتهآ بـ موآزآة لنبرته آلمخنوقـه آلمكبوته من بين أسنآنهآ: مآرح أنـزل يآ آدم , مآرح تجبرنـي هآلمـره , كآفـــي يآخــــــــي , كآفـــــي ترآ وآلله مآعآد فينـي أتحملـك

ضرب وسط آلمقود بقبضته اليسرى الغآضبـه مصدر صوت بوري قصيـر وكأنه تكّـه , ملتفت لهآ بعيون جآحظـه مرعبـه بنفس آلنبره الصآرخه وكأنه قد فآض منهآ آلصبـر: أنآ اللي مآعـآد فينـــي أتحمـــــــل تصرفآتـــــــك , لمتــى بعدّل من ورآك هــآآآه !! لمتــــى !!

ضيقت عيونهآ لآخرهم متسنكره وبشده: ليش وأنآ وين الغلط بتصرفآتي لأجـل تعدلهـآ !!
أسند كوعه الأيسر للشبآك ويده اليسرى على فمه ينآظر الطريق من قدآمه بلآ جوآب لتكمل هي بنبره أهدى طلعت مبحوحـه وكأنهآ غير مصدقه أو مستوعبه: يآ آدم الغلـط بتصرفآتك إنـت .. آلغلـط بكبرهـ فيك وفـ إسلوبـكـ وبـ تصرفآتك .. إنت الغلـط بذآتــه

أطبق على فكيّه بقوّه رآفع خشمـه بتكشيره آلنآفذ صبره: إنزلي يآوردهـ آلحين أحسنلك
رفعت حآجبهآ الأيسر بتحدي: وإن مآنزلـت !
صآح عليهآ بجفآء , نظرته مخيفـه , وصوتـه مُرعـب: لآتوصلينآ لـ شيّ مآرح يندم عليـه غيـرك , فآهمــــــه !! إنزلـــــــــي

نآظرته مضيقه عيونهآ بـ حقد: صدقني يآ آدم , هآللي تسويـه إنت محد بيندم عليـه غيرك ! ولآ تختبر صبري لأن مآعد فينـــــي

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى كآتم غيظـه بذكر آلله: آستغفـر آلله العظيـــم
بلحظـه دمعت عيونهآ , سألته بنبره حزينه مبحوحه: وش إللي غيرك علي يـ آدم ! وينـه غلطـي ! وشهـو خطـآي
إرتخت كتوفه بيأس ينآظر بسقف سيآرته المأجره إستجدآء للصبر , نبرتهآ أقرب لبكآء مكتوم , وهذآ آخر شيّ يبيـه , برغم حنقه الشديد عليهآ وعلى تصرفهآ إلآ إن دموعهآ أو دموع أي حرمـه فـ المطلق هي أغلى مآيعز عليـه , وآلشيّ إللي مآيحب يشوفـه أبدّ وآلمصيبـه إن كآن هو آلمتسبب فيهآ !
نآظرهآ بـ إهتمآم مجآوبهآ بنبره خآفضه: يآوردهـ , إفهمـي عليّ .. أنآ كم مره نبهتك لهآلشيّ ! طلعـه بدون علمـي وإذن منـي وش نتيجتهآ !!

....: ولمآ أدق عليك بدآل المره ثنتين وثلآث وعشـر ومليـون , ومن أمسّ مو اليـوم , وإنت مآترد .. شلون أعلمك أجل وآخذ إذنك ؟ أرسلت لك رسآلـه علمتك أنآ وين رآيحـه .. وبعدين إنت ليش كل هآلعصبيّه !! كنـي طلعت أفرفر بـ الأسوآق مو كأنهآ آلمستشفـى إللي رحـت لهآ , لآآ وبعـد زيآره لمرت أخوك .. وينـه آلغلـط ! فهمنـي !
ردّ وضرب المقود بقبضته اليسرى الغآضبه في صرآخ حآد: مرت أخـوي ولاّ مـرت التبــن , نآهـد مثلهـآ مثــل غيرهـــــآ , وحذرتك من قبل يآوردهـ هلـي بـ الذآآت كل شيّ يخصهـم لآزم أعرفـــه قبـــل وإنتي هذآ إللي برآســك – شآر بـ أطرآف أصآبعه اليمنى مضمومين لجآنب رآسه الأيمن بعصبيّه – هذآ إللي هنآ مآهوب مـخّ , مآتفهميـــن
أعلنت دموعهآ إستسلآمهآ , وغصباً عنهآ إنهآلوآ , كميّـة الإهآنآت إللي قآعده تتلقآهآ منـه فوق تحملهآ آلنفسيّ ... هي نفسياً مدمـره , من بعد وفآة أمهآ وفجوه كبيره بصدرهآ , مآقدر أبوهآ ولآ زوجـة أبوهآ أم فآهد ولآ حتى إخوآنهآ الشبآب الأربـع برغم محاولآتهم الجآهده إنهم يحتوونهآ ولو وآحد بـ الميّه يعوضونهآ عن إحسآس الفقـد .. فقدت وحده وهم حولهآ كثيـر إلآ إنهآ وحيـدهـ , فرآغ عآطفـي وآســع بقلبهـآ , نفسياً مجروحــه , نغزة ألم بقلبهآ تنبـض بـ وجـع ... وآدم متوصـي فيهآ وبزيآدهـ ..... مآقصــر أبــدّ !
توسلته يكـفّ عنهآ إهآنآته بـ وهـن , قبضتهآ اليمنى مضمومه لصدرهآ , عيونهآ حزينـه , نظرتهآ مكسورهـ , ودموعهآ مسآله: آدآآآآم !!!!
خبى عيونه بيمنآه زآفر نفس مهمـوم: يآآ آللـــــــــــــه !

....: ليش يـ آدم ! حرآم عليك ليش كذآ تعآملنـي !
إنقبآضه بعضلـة قلبـه شنجت ضلوع صدره إللي حسهم أطبقوآ على أنفآسـه , نبرتهآ كآنت مبحوحـه مسحوبـه , فيهآ جـرح ...
مسك يدهآ اليمنى مبعدهآ عن صدرهآ محتضنهآ بين يديه بنبره منضبطه أكثر: يآوردتـي , يآحبيبتــي .... غصـب عنـي , وآلله غصـب عنـي ... جعلنـي أهلـك إن كنت متقصد هآلشيّ .. يآوردهـ أنآ نفسياً هآلأيآم تعبآن , مآنيب قآدر أسيطر على إنفعآلآتي .. وإنتي تضغطين عليّ

سحبت يدهآ من يديه بعيون معتصره وكأنهآ تصفي بآقي دموعهآ: يـ آدم أنآ تعبآنه أكثر منـك , وأدري إن فيه شيّ مغيرك مدري وشهـو .. ليش مآنقرب من بعـض ! ليش مآندآوي جرآح بعـض ! إن مآشكيت لك وإنت شكيت لي لمن نشكـي ! لو مو أنآ إللي شديت على يدك وإنت إللي ضميتنـي منو إللي يسويهآ ! كل مآلك وإنت تبعدنـي عنك , كل مآحآولت , بس مجرد محآوله إني أقرب منك خطوه إنت تبعدني عنك ألـف .. لـيش !

مسح على حآجبه الأيسر بقوه وكأنه يشـده من أوله لآخره , شيّ جآثم على أنفآسـه .. كيآنه منقلـب , من آليوم إللي تنفس فيه هآلولد أكسجين آلحياه وهو قآطـع عنه الأكسجيـن .. كلّ شيّ حولـه مضيـق عليـه , كآتمه وخآنقـه .. لمعـة الفرحـه بعيون أخوه بسّآم , ضحكـة أختـه مرآم .. الإبتسآمآت آلعديده بوجيـه كل آلمهنيـن وآلمبآركيـن ولآدة هآلروح تسحـــب منـه هو روحـــه ...

شيّ دآخلـه يعصـره , شيّ دآخلـه يألمــه ... ردود أفعآلـه حآدهـ , وسريعـه , عصبيّه وغآضبـه .. ولأسبآب غير مبرره ظآهرياً ...
مآيبـي إلآ إنه يبتعـد , عن بسّآم , ونآهـد , ومرآم .. عن وردهـ , وعن نفسـه شخصياً .. لو بيده يعيد المآضـي مآكآن سوّآهآ , وينه آلموت عنـه ! ليش مآجآه , ليش مآبآغتـه , ليش مآخذآ روحـه قبل هآللي صآر مآيصيـر !
مو كآن أرحـم , موتـه فُجآئيـه سريعـه يتصورهآ أهون بكثيـر من هآلموت البطيـئ إللي يعيشـه ... كلّ مآفيـه تلـف وتدمـر .. سوآ أعصآبـه , أو أعضآئـه , أو حتى مشآعره وأحآسيسـه ... صآر له إسبوع مآنآم سآعتين متوآصلـه برآحـه .. جسمـه مُرهـق .... مُهلــك .. أفكآره متزآحمـه متدآخلـه , يحسـه يسمـع إللي يدور بدآخلـه وكأه قنآه تليفزيون مشوشّـه ... وجيـه كثيره قدآمـه يشوفهآ بلقطـه سريعـه .. وجـه بسّآم , ومرآم , نآهـد وكل فرد بعآيلتهآ ... وردهـ ... وجيـه نآس يقآبلهم بـ الشآرع مآيعرفهـم ... إضطرآب نفسي قآعد يعيشـه , في صرآع مع نفسـه صآر له إسبوع , يسأل نفسـه وش تآليــه ؟ نهآيته على الأكيـد بـ مصح عقلـي , أو بـ القبـر وآلسبب إنتحــآر !

....: يآ آدم أنآ شويّ شويّ قآعده أنسحب من نفسي وأطلـع منهآ .. كل رفيقآتي , صآحبآتي وزميلآتي مآعآد لي أي توآصل معهـم .. كلّ شيّ ممنوع عليّ وبـ أمر منك وأنآ مغير أنفـذ مثل آلعميآ المغيبّـه .. مآني مجبره يـ آدم , أسويّ هآلشيّ وأنآ رآضيه فيـه لأنه بيرضيـك .. بيت عمـي قآطعته مآ أروحـه وليش ! عشآنك مآتبي هآلشيّ , وآلسبه ..... طلآل وأحمد ورآئف ورآمز , إللي إنت تدري مظبوط إني بـ صوب وهم بصـوب .. طيب هذي مشينآهآ , إخوآنـي !!! إخوآني يـ آدم ! فآهد وسهـل وجآسـر وشبيـب , تدري وش معنى إنك تتضآيق من جلستي مع إخوآني ! يوم تقولي مآ أقعد معهم إلآ بحجآب أو أتعفن بغرفتي مع روحتـي , وأنآ فعلاً تعفنت فيهـآ .. أبعدتني عن كل هلي ونآسي جربت أنآ أقرب من هلك إنت ونآسـك .. تقـربت من نآهـد , تعرفت على خوآتهآ , بنآت شيـخ مآفيهـم آلعيبـه وآليـوم تجينـي آلمستشفـى تسحبني كذآ وتصيح عليّ قدآمهـم كنك شآيفني ببيت دعآره مو بـ مستشفى ووسط حريـم جآلسـه ! إنت شفيــك ! مآنيب قآدره أفهمـك أو أستوعب تصرفآتك هذي ! إنت شللي تبيـه بـ الضبـط
إلتفت عليهآ رآص على أسنآنه بقهر كآتم غيظه: مآ أبيك تختلطين بـ أحد يآ وردهـ , لآ من هلـك ولآ من هلـي .. إرتحتـي كذآ آلحيـن , أنآ مو مكفيـك يعنـي !

بللت شفتيهآ هآزه رآسهآ إيجآباً مردفه بـ الجوآب إللي طلع حزين مجروح: بلـى يـ آدم , بلى تكفينـي وبزيآدهـ , تكفينـي ومآبي غيـرك بس هذآ إن كنت قآدره أحصلك بـ الأسآس .. أشوفك أو حتى أتكلم معك لو بآلجوآل .. يـ آدم إنت مآنعنـي من هلي وهلـك ومنــك .. منــك كلــــــــــك , يآخي حرآم عليــك .. تعبـــت , وآلله تعبــــــت .. آآآآآهـ يمّــــآآآ وينــــــك
نآظرهآ بحآجبين مقطبيـن وهي تنتحب في صمـت جمبه , كآتمه أنفآسهآ وشهقآتهآ معتصره عيونهآ بـ دموعهآ إللي غرقت غطآ وجههآ ويديهآ الثنتين مضمومتين مطبقـه فوق فمهآ !
همس لهآ بترجـي شجي: تكفيـن يآوردهــ لآتبـ ......... – بــــــــس –

بترت كلآمه بهآلكلمـه , - بـس - , قآلتهآ بصرخـه حآده مزمجـره , طفح بهآ الكيل , مآعآد فيهآ تتحمـل ...
نزلـت من السيآره مصفقـه البآب بآلقوّه من ورآهآ , رآكضـه للبوآبـه آلحديديّه آلخآرجيه إللي كآنت مفتوحـه على مصرآعيهآ بـ انتظآر السيآره تدخـل , إلا إنهآ تمت وآقفه مكآنهآ , بدآخلهآ هو ينآظر طيفهآ إللي إختفى ركضاً , صوت شهقآتهآ يصدح في عآلمـه المضطرب والمشوش , وآخر جملـه قآلتهآ قبل تطلـع يحسّهآ مثل النبـض يقرع على طبول أذآنـه: حسبـــــي آلله عليـــــك !




/
/



مسآءاً ..
رقى آلطآبق الثآني من الفيلآ بخطوآت سريعـه وشيئ من الغضـب يعلـو وجهه آلممتقـع ...

خطوآت مدروسـه تدري وين تبي تستقـر , إلآ إن صوت أنثوي دآفئ إستوقفـه بـ إستغرآب: سنـــــــد !!
إلتفت ورآه بحآجبين معقدين أقصآهم سآئلهآ قبل تسأله هي: سآلـي بغرفتهآ !!
إحتدت ملآمحهآ بوجوم: إيـه بغرفتهآ , وش إللي صآر !
جآوبهآ وهو مقفي عنهآ بعجله: بكلمهــآ
لحقته بسرعه: إنتظــــــ .............
مآ أكملت كلمتهآ لأنه إختفى تمآماً بآخر الممر يميناً لترخي هي كتوفهآ بيأس " هآلبيت كل من بـه قد جـنّ , يآربي وش إللي صآر علينآ .... "

تتبعت خطوآت سند لآخر الممر إلآ إنهآ خآلفته بـ الغرفـه إللي قصدهآ هو ودخلت آلغرفـه المجآوره إللي هي غرفتهآ ...


نزلت الدفتر من يدهآ فآتحه اللآبتـوب حقهآ على إيميلهآ الشخصـي تحديداً وعيونهآ اللآمعـه بسعآده بآلغـه تفترس نـصّ رسآلة القبول بـ آلجريدهـ للمرهـ المئـه أو المليـون ! بينمآ بـ الغرفـه المجآوره كآن الجـو أكثر صخـب من وقف على رآسهآ عند سريرهآ بلآ إستئذآن آمرهآ بحزم قآسي: قومــي أشـووف
بـ تفآجـئ أبعدت عن وجههآ لحآفهآ آلفآيبـر آلطري بلونه البني تنآظره بعيون مضيقـه أقصآهآ من عدم آلإستيعآب , إستيعآب وجوده بغرفتهآ الخآصـه وإللي كآن أشبه بـ الإقتحآم بلآ أي إعتبآر أو مرآعآه ...
....: شللي تسويـه هنآ !
....: تعدلي الأول هم نتكلـم

بعصبيه أبعدت لحآفهآ عنهآ منزله رجولهآ الثنتين بآلأرض توهآ بتوقف صآبه جمآم غضبهآ عليه بـ جملتهآ المبتوره: إيش هآلوقآحـــــــ ................... إلآ وأطبق قبضته اليمنى على فكهآ السفلي ملجـمهآ بقسوّه آلمتهآ – بتشديد متوعد من بين أسنآنه - : تكلمي بـ إحترآم وإلآ قسـم إن تشوفين إللي مآيرضيـك
إعتصرت معصمه بين قبضتيهآ الوآهنه جآبرته على الفكآك بعيون مدمعه , حآده نظرآتهآ وثآقبـه .. إمتلت بـ الحقـد وفآضت: فكنــي يآلهمجـــي

بـ بغـض شديد نفضهآ من قبضته وكأنهآ شيّ قذر نآفر منـه لتطيح بطولهآ على السرير من ورآهآ ممسكه بفكهآ السفلي بوجـه متألم ظهر مجآهدتهآ فيه بتصنع الثبآت: إطلــــــع بــرآآآ يآحيــوآآ ........................
مآ أمدآهآ تكمـل سبتهآ لأن كـفّ قـويّ وعنيـف إرتفـع بـ الهوآ وإستقر على صدغهآ للحد إلل معه مآل عنقهآ لأقصى زآويه فيه , وكأنه جذع وإنخلـع ..

مآ أمدآهآ تستوعب إللي صآر أو تستوعب حرآرة صدغهآ إللي تأجج بحرآرة الألم إللي سرى فيـه من تصفيقته القآسيه إلآ وأردف كلمآته المتوعده بعيون قآدحه بآلشرر: قسم بآلله يآسآلـي يآبنت عآمـر مآتعدلتـي إن تندميـن , يبآلك تربيـه من أول وجديـد وأنآ أعرف شلون أتصرف ويّآك

بـ عفويّه إحتضنت سآقيهآ المضمومتين لصدرهآ زآحفه عنه فوق السرير مبتعده أقصى مسآفه قدرت توصلهآ وهي بآقي على السرير , لآ ارآدياً طآحت دموعهآ سيول بلآ حسآب .. هي من أول وكآنت تبكـي والسبـه سهـل وسوآت سهـل , بآلحيـل هدت نفسهآ شويّ وقدرت تستعيد إنضبآطهآ لولآ دخولـه آلعنيـف آلمرفق بـ قول أعنف وفعل أعنف وأعنـف وأعنــف !
....: وش إللي صآر بينك وبين سهـل !

سآلي: ............
بعصبيه مكبوته طلع معهآ صوته مخنوق بآلقوّه مسيطر عليه: سمعتـي ! أقول وش إللي صآر بينك وبين سهـل !!
بـ إنفلآت أعصآب وقفت عن السرير بـ الجهه الثآنيه المقآبله له , صآروآ متوآجهين والسرير فآصل بينهم , وكأن سؤآل سنـد صمّآم الأمآن إللي معه فلت آلعيآر النآري مطلقـه كلمآتهآ بـ إندفآع وعصبيّـه , غيـظ , وقهـر , وجـرح: لآتجيــب طآريـــــــــــه , مآ أبيــه , أكرهـــــه , وأكرهــــــــــــك , إطلـــع بــرآآآآآ
إرتفع خشمـه بـ إشمئزآز وكأنه يشم ريح كريه: على بآلك هو إللي يبيك وميتن عليـك ! على إيش يآحسـره !
بكم سآعدهآ مسحت دموعهآ الغزيره مطلقه صرختهآ الحآده: إطلــــــــع بـــــــرآآآآآآ

بنظرة إحتقآر وحده منه إنهآر كيآنهآ الضعيف كلـه مردف لهآ قبل مآينقآد لطلبهآ: أبطلـع , بس فيه شيّ لآزم تعرفينـه , علك تعرفيـن مقآمك من بعدهآ ..
شدت على شعرهآ البني آلقصيـر وإللي كآن كآريـه بقصّه دورآنيه أطرآفه ملآمسه للوحـي كتفيهآ العريضين , رجعته لورآ وهي تمسح عليه بآلقوه ... بلآ أي ردة فعل أو إهتمآم بآدي للي يبي يقولـه ..

بهدوء ظآهري أكمل كلآمه: هذآ السهـل إللي مآتبينـه إهـو إللي كآن مُجبـر عليـك .. تعرفيـن ليش ؟ لأن أبوك عآمر هو من طلبـه زوجن لـك , والمسكيـن مآكآن بيده حق الإختيآر , إجبآراً إنقآد لأمر ولي نعمتـه , إلي يشتغل عنـده .. رجآل ويبي يزوجـه بنته إللي عمرهآ بيوم من الأيآم مآكآنت رح تنول هآلصفـه , صفـة الزوجـه .. مع شوفة الخشّه هذي مآلك إلآ بيتك , أهلك هم من بيتحملوك ولآ وش ذمبهم العآلم يبتلون فيـك مع هآلأخلآق المخيسـه ! ألآ سود آلله وجهك يآقليلـة آلحشـم .. وتنآفخيـن بعد ومو عآجبـك .. عسى إنك إستآنستي الحيـن , عسآه غرورك بخيـر من بعد هآلرفض السنـع ! إهو إلي رفضك يآبنت المرشـد مب إنتـي .. إهو إللي كآن مُجبر عليك من أول ومتحملـك مب إنتـي .. إهو إللي كآن متكرم عليك مآهــــــــــــوب إنتــــــي

.....: كــــــــــــذآآآآآآآآآآآآب , كـذآآآب وكل إللي تقولـه كـــــــذب كذآآآآآآب

مرر عيونه عليـها بـ إشمئزآز من رآسهآ لأطرآف رجولهآ: هــه , سلآمتهآ عزة نفسـك , مآنتيب مصدقـه صح !
بآلقوّه مسحت دموعهآ إللي مآهدت لثآنيه بظهر يدهآ اليمنى في محآوله بآئسه ضعيفه ووآهنه إنهآ تتمآسك , إلآ إن وقع الكلآم كآن جآرح , ومؤلــم .. شرخ عميـق بـ أعز شيّ عندهآ , بـ كرآمتهآ وكبريآءهآ .. هذآ آلسنـد بآللي يقوله مآ أبقـى على شيّ فيهـآ , كل مآفيهآ سآوآه بـ الترآب ...

....: أبوي هو من إستشآرنـي , وأنآ بنفسي إللي وآفقت عليـه

إرتفعت زآوية فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه سآخره: هــه , أبيك تتذكرين زين إستشآرة أبوك لـك ومحآولآته يقنعك فيـه , مآكنت حآضـر , إلآ إني تخيلـت المشهد .. يآدكتورهـ آلموضوع بكبره كآن إتفآق بين أبوك وسهــل .. أبوك عشآن يضمن آمآنـة سهـل ربطـه فيـك , أجبره عليـك .. ولآ شلون زوج بنتـه وممكن بيوم يضّـره ! سهـل إللي إحترم هآلشيّ ومآحب يجرحك مآعمره صآرحك بهآلشيّ .. تمّ الموضوع على إنه إرتبآط عآدي , على إنه هو إللي طآلبك .. حتى أهلـه نفسهـم مآيدرون .. شفتـي الرجّآل إللي – كنتـــــــــــــــــــي – زوجتـه شلون كآن وإنتي شلـون ! روحي يآدكتوره وإسألي أبوك بنفسـه وهو يعلمك بـ أصل الإتفآق .. ولآ تعلميـن أحـدّ بسوآد وجهـك , خلـي حسرتك بقلبـك مآنبّ نآقصيـن هـمِ ولآ كـدر

قآل الأخيره بـ إشمئزآز حآد رآمقهآ بنظرة إحتقآر جآبت آخر مآعندهآ لتطيـح بـ أرضهآ من هول صدمتهآ ويغآدرهآ هو ببرود بعدمآ أحدث شرخـه العميـق بقلبهـآ ...

تكورت على نفسهآ بوضع الجنين وهي بـ الأرض ضآمـه كفيهآ فوق بعضهم أسفل ذقنهآ بعيون معتصـره تنهآل منهآ الدموع بلآ هوآده – شددت على دبلتهآ الذهبيّه بقوّة إحسآسهآ بـ الألم النفسي إللي يمزقهآ دآخلياً - : آآآآآآآهــ يآآربــــــــي ليـــــــش يآسهـــــــــل ...... ليــــــــــــــش



======
-----------
======



يوميـن بـ سكـون الأحدآث ..
والثآلـث كآنت بدآيته ببيت محصـن عبدآلله ..
بـ الملحـق القزآزي المنفصـل ..


أطبقت شفتيهآ على بعضهـم موزعـه الروج بلونـه الرمّآني الصآرخ ..
شكلهآ في مجملـه كآن صآخـب .. حآجبيهآ مرسوميـن بعنآيـه , عيونهآ آلوسيعـه آلمحتله نصف وجههآ محدده بـ آيلآينـر سميكـ رسمـه كلآسيـك .. جذآبه بشكـل مُلفـت ومُثيـر .. يمكن آلسبب هو عدسآتهآ الرمآديّـه آلفآتحـه !

إبتسمت برضآ عن شكلهآ النهآئـي في دخلتـه هـو عليهآ تنآظره من خلفهآ في المرآيـه قدآمهآ ..
بصـره مخفض للأرض مخلل أصآبع يمنآه بشعره الكثيف آلمرفوع وآلمثبت على طريقـة الـ سبآيكي لـوك ..
إتسعت إبتسآمتها وخفقآن متسآرع بقلبهآ .. إن كآنت من قبـل قد حبتـه , فهـي وبـ خلآل إسبوع زوآجهم الكآمل قـد تعدت مرتبـه الحُبّ هذآ وتخطت مآبعدهآ من المرآتب .. مآتدري هل هي آلحين بـ العشق ! أو الشغـف ! الجـوى ! التيـم ! أو الهيـآم !
على الأغلـب إن هآلوآئـل قدآمهآ وبدون مآتحـسّ , قد فرض نفسه عليهآ متملـك كلّ مآفيهــآ ..

إنعقدوآ حآجبيه أول مآرفع رآسه وطآحت عيونه على إنعكآس صورتهآ بـ المرآيه وبـ البطيئ تسللت آلبسمـه لـ وجهه بينمآ حركت هي كرسيهآ لآفـه عليـه بـ إبتسآمه مقآبلـه هآتفـه بـ إسمـه بـ الطريقه إللي قد علق لهآ عليهآ وإنهآ الشيّ إللي يجيب آخـره ومعه يـذوب ...... على حدّ تعبيـره !

وكأنه طفـل , في لغبـة الغميضـه , وإنت الكبير إللي قد كشفت مكآنه وتسأله يطلـع بمكـر مصحوب بـ دلآل: وآآآآآآآآئِــــــلللللل !!
أرجع رآسه لورآ مقفل عيونه بـ القوّه عآض على شفته السفلى بـ إبتسآمه معفط آلجآنب الأيسر من ثوبه بقبضته اليمنى: آآآآآآآهــ ....... قلبــي
ميسم: ههههه
رفع لهآ حآجبه الأيمن مضيق عيونه بـ خبث: هذآ وش معنآتــه !!
سكتت شوي وبوجهآ تعبير مستفهم قبل تتسع عيونهآ لآخرهـم فآغره فمهآ وكأنهآ بس آلحين إستوعبت قصده ووش إللي يرمـي لـه !

قآلهآ من قبل , إن كلمـة آلسرّ هي إسمّـه , وبهآلطريقــه ..
إقترب عليهآ بخطوآت متلكعـه وهو يفك أزرآر ثوبـه في آللحظـه إللي صآحت هي عليـه مآده ذرآعهآ الأيمن بآسطه كفـهآ مفرقـه أصآبعهآ كـ إشآره منهآ تطلبـه يوقف: لآآآآآآء
قوس فمه رآفع كتوفـه بمعنى – مآلي دخـل – مُردف بـ لعآنه ونبرته هآدئه: هذآ إتفآقنـآ , وإنتي آلحين طلبتينـي , وأنآ مقدر أردك

أرجعت كرسيهآ لـ ورآ وهي تضحك: ههههه بـ آلله ! ترآ طلعت معـي كذآ ومآحسيّت
ردّ ورفع كتوفه بلآ مبآلآه: مآهوب شغلـي
توسعت عيونهآ لآخرهم ومعهم إتسع فمهآ بـ إبتسآمتهآ العريضه الجذآبه: ههههه من جدك ! لآآآآآآآ – قآلت لآ الأخيره وهي تبعده عنهآ بـ يديهآ إللي ثبتتهم على كتفيه يوم إنحنى عليهآ هآمس بـ عذوبه - : يلآ يآقلبـي مآرح نطـوّل

ميسم: ههههه وآئل يآقليل الأدب , إبعد مآهوب وقتك
تدلل عليهآ يستعطفهآ: يلآ عــآد
أعرضت عنه مصدره له جآنب وجههآ الأيسر المبتسم: ههههه مع نفســك
إستقآم بوقفته مبقق عيونه بتعبير آلصدمه الكآذبه: مع نفســي !!!
ردت تنآظره وبآقي الإبتسآمه بوجههآ رآفعه سبآبتهآ اليمنى له بـ تنبيـه: ترآ آلحيـن خوآتك يجـون , وأنآ لآزم أروح البيـت عشآن أستقبلهـم , يعني هذآ إللي ببآلك , إنســـآآآآآه

أطبق فمه شآد شفتيه يسآراً بـ تعبير الإستيآء: شـروق وصلـت
إتسعت عيونهآ بدهشـه: جـــــــد !! شفـت ! دآرين وتغريد طيب !!
خلل أصآبع يمنآه النحيلـه بشعرهآ آلحريري سآحبه لهآ من آلجآنب الأيسر المسدول على جآنب وجههآ لـ ورآ طآبع قبلته الرقيقه على خدهآ الأيسر مردفهآ بـ إجآبته الخآفته: لآ توهــم
أطبقت شفتيهآ بـ إستيآء: شفـت ! وأنآ تونـي مكآني ..

رفعت طرحتهآ الـ الجِـل بلونهآ الرمآدي تمآشياً مع ملآبسهآ إللي كآنت بنطلـون أبيـض وبلـوفـر شتـوي مشعّـر رمآدي آللون فآتـح وبـ وسطـه رسمـة آلقلـب آلكبير بآللون الرمّآنـي وبآليرينآ قطيفـه من نفس آللون .. هآلبيت آلخآلي من وجود أي عآئق ممكن يزعجهآ أو يكتـف حركتهآ , يقيدهآ , يلزمهآ بشكـل معيـن , أو لبآس مخصص .. مآفيـه إلآ زوجـة عمهّآ , وعمّهآ نفسـه .. وزوجهـآ إللي مآلـه إلآ ثلآث خوآت بنآت .... متزوجــآت !

....: طيب يلآ أنآ بطلـع لهــم
كآنت حركتهآ مشتته وهي تعدل الطرحـه على شعرهآ للشيّ المؤقـت وهو خروجهآ من ملحقهآ المنفصـل , دخولاً للبيــت ..

نآظرته بعدم إهتمآم ومآسرع مآردت تنآظره بس هآلمره بـ إنتبآه أكثر وقتمآ تدآركت آلسكـون آلغريب بملآمحه , سألته بـ إستغرآب: شفيــك !
أخفض بصره موقع قدميه لحظآت قبل مآينآظرهآ بثبآت , مجآوبهـآ بهدوء مصحوب بشيّ من الغموض مآيبث للنفس إلآ الإرتيآب: إنتــي ..... ودآريــن .............


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الثآمن والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:44 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التآسع والعشرون

الإنسـآن الحقـود هو إنسآن مُعتقل من الدآخل .. سجين قفصـه الصدري , لآيستطيع أن يمُد يديه إلى أحـد , لأن يديه مغلولتآن , وشرآيينه مسدوده , وقلبه يطفح بـ الغِـلّ ..
كيف يُمآرس الحُـب بـ حُريّه واختيآر وهو ذآته مُعتقـل ؟!
كيف يُدرك جمآل الكون وإنسجآمه وهو ذآته مُنقسِـم ؟!
يفتقر إلى الحُريّـه الدآخليـه , يفتقر إلى الإنسجآم ..
- مُقتبس -


/
/


رفعت طرحتهآ الـ الجِـل بلونهآ الرمآدي تمآشياً مع ملآبسهآ إللي كآنت بنطلـون أبيـض وبلـوفـر شتـوي مشعّـر رمآدي آللون فآتـح وبـ وسطـه رسمـة آلقلـب آلكبير بآللون الرمّآنـي وبآليرينآ قطيفـه من نفس آللون .. هآلبيت آلخآلي من وجود أي عآئق ممكن يزعجهآ أو يكتـف حركتهآ , يقيدهآ , يلزمهآ بشكـل معيـن , أو لبآس مخصص .. مآفيـه إلآ زوجـة عمهّآ , وعمّهآ نفسـه .. وزوجهـآ إللي مآلـه إلآ ثلآث خوآت بنآت .... متزوجــآت !

....: طيب يلآ أنآ بطلـع لهــم
كآنت حركتهآ مشتته وهي تعدل الطرحـه على شعرهآ للشيّ المؤقـت وهو خروجهآ من ملحقهآ المنفصـل , دخولاً للبيــت ..

نآظرته بعدم إهتمآم ومآسرع مآردت تنآظره بس هآلمره بـ إنتبآه أكثر وقتمآ تدآركت آلسكـون آلغريب بملآمحه , سألته بـ إستغرآب: شفيــك !
أخفض بصره موقع قدميه لحظآت قبل مآينآظرهآ بثبآت , مجآوبهـآ بهدوء مصحوب بشيّ من الغموض مآيبث للنفس إلآ الإرتيآب: إنتــي ..... ودآريــن ............
تأهبت كل حوآسهآ منتصبه بـ إهتمآم لمجرد ربط إسمهآ بـ الإسم إللي تلآه .. دآرين ! لطفـك يآرب العآلمين !
سألته والإنتبآه بوجههآ مخفضه رآسهآ بتحري: إيـه .. علآمنـآ !
شد شفتيه المطبقه بآلع ريقه مجآوبهآ بـ تلعثم كآن وآضح إنه يرقـع أو يدور إجآبه مخآلفه للشيّ إللي كآن يبيه: لآآآ يعنـي .. قصـدي .. إنتي ودآرين أدري العلآقه بينكم متوتره شويّ

فتحت فمهآ فتحه صغره رفعه ذقنهآ إستيعآباً: أهــآآ .. لآ عآدي
ضآقت عيونه بـ توجس: شلون عآدي !
شتــتت نظرها يمنه ويسره لآويه فمهآ المطبق بـ إمتعآض: عآدي يعنـي مآهيب مشكلـه , أنآ أتحآشآهآ وهي مآتحتك فيني كثير , يعني أصلاً من زودهآ مقآبلآتنآ .. كلهآ كم سآعه بتجلسهآ وتروح , لآتهتم كثير
تحسس عنقه بيمنآه وبيسآره تخصر وعيونه تدور بتشتت هآز رآسه إيجآباً بحركه متوتره: إيـه إيـه .. زيــن
ضيقت عيونهآ مستفهمه بنبره خآفته: إنت في شيّ تبي تقولـه !

بسرعه إلتفت عليهآ والتفآجئ بوجهه إللي شحب فجأه مجآوبهآ برد أبله: هــآه !
إنعقدوآ حآجبيهآ للحظـه حركت من بعدهآ كرسيهآ بهدوء مقبله صوبه: فيه شيّ تبي تقولـه .......... – سكتت لحظآت ثم أكملت بهدوء تتحرى إجآبته – عـن دآريـن !!
بلع ريقه بهدوء مبتسم ببهتآن وهو يمسح على شعره: لآآآ , دآرين ! – قطب حآجبيه مبوز – شفيهـآ دآرين يعنـي ؟
قوست شفتيهآ بعدم فهم: مدري .. أنآ اللي أسألك
وآئل: وليش تسألين يعنـي !

ميسم: حسيتك تبي تقول شيّ أول هم صرفت نظـر
مآلقى شيّ يتهرب فيه إلآ أزرآر ثوبه إللي توه كآن يفكهم ردّ الحين يزررهم: يآشيخـه , مآفيـه وآلله .. انآ بس شآيل همّك أخآف دآرين تحتك فيك وتضآيقك بشيّ يجرحك
تمت تنآظره ووآضح إنه مبتلش مع أزرآره الصغيره مو دآري شلون يقفلهم , او إنه دآري بس شيّ موتره ومربكـه ..
سألته بهدوء يبين فيه إهتمآمهآ: وآئل متأكد إن مآفيه شيّ تبي تقولـه لي ؟
ثبتت عيونه بعيونهآ للحظآت من بعد مآسكتت تتحرى إجآبته , الإجآبه إللي أخيراً صرح عنهآ واللي كآنت غير شآفيه تمآماً لإرضآء إستفهآمهآ , غير مريحـه وغير مقنعه بتآتاً .. الإجآبه عن سؤآل ..... بـ سؤآل !

....: إنتي حآسه إني مخبي عنك شيّ ؟
مطت شفتهآ السفلى مشدوده بمعنى إنهآ مآتعرف: مدري , أنآ أسألك .. إن كآن فيه شيّ قولـه الحيـن
وآئل: ............
رمشت بتوآلي تحثه بنظرآتهآ النآعمه للإطمئنآن لهآ: أنآ زوجتك الحين يآوآئل ... مو المفروض نخبي شيّ عن بعـض .. الأسرآر هذي دآيماً هي المشكلـه بين أي إثنين
مآل برآسه يمنـه شآد فمه بـ إبتسآمه بآئسه مطبقه: وطلعتـي فيهآ أسرآر بعـد , مشكلتك هذي الظنون إللي تلعب فيك لعب

ميسم: للمره الأخيره يآوآئل رح أطلبك تعلمني بآلشيّ إللي إنت مخبيّه ... إن كآن فيه شيّ
وآئل: هــااا , هذآك قلتيهآ بنفسك .. إن كآن فيه شيّ , وللصرآحه ......... مآفيـه
أخفضت بصرهآ لثوآني لآويه فمهآ المطبق بتفكير وشيئن بدآخلهآ غير مقتنع لترد وتنآظره بـ انتبآه: بس إنت أكيد تعرف سبب كره دآرين لـي .. هي ليش كذآ نآقمه عليّ !

أخذهآ إندفآعهآ بـ الكلآم لتصرفآت دآرين الغير مبرره إطلآقاً لهآ وهي تحرك يدينهآ بـ الهوآء شآرحه له الموآقف القليله إللي جمعتهآ بـ أخته إللي مآتوآنت لثآنيه إنهآ تحطمهآ نفسياً , الموضوع إللي تعدى النفسيآت ووصل لمحآولـة إنهآء حيآه , يوم رمتهآ قصداً بـ المسبح موليتهآ ظهرهآ بتجآهل لكل صرخآتهآ المستجديّـه وهي على علم كآمل بـ اعآقتهآ وعجزهآ عن إنقآذ نفسهآ ! وصلت بهآ الموآصيل تذبحهـآ ! ليـش ؟ وش هآلسبب الكبير إللي أوصلهآ لهآلمرحله من العنـف والقسوه معهآ ؟ وش هآلجرم إللي مآيغتفر إللي سوته هي وبسببه دآرين تعآقبهآ هآلعقوبـه ؟

شهق نفس عميق مسموع بتنهيدة تعـب وهو يشد شعره الكثيف من مقدمة رآسه مغمض عيونه بـ هـمّ لترد هي وتسأله: مآسألت نفسك من قبل هآلأسئلـه ! ليش دآرين تعآملني هآلمعآملـه ! من متى وأنآ كآن لي خلطـه فيهآ أو حتى بتغريد وشروق وخآلتي .. مآ أتذكر أبد أي موقف جمعني معهآ ... ولآ حتى بـ الدرآسـه .. دآرين وتغريد أكبر منـي بـ حول السنـه أو ثنتيـن .. مآ سألت نفسـك تبي تبرير لتصرفآتهآ ! هآلشيّ مآله الآ تفسير وآحد .. وهو إنك تدري مسبقاً السبب

جلس القرفصآء بـ الأرض قبآلهآ مشدد على يدهآ اليسرى بيمنآه: يآميسم , يآقلبـي .. صدقينـي دآرين من يومهآ وتصرفآتهآ كلش مآلهآ أي تبرير .. تحسبينهآ معك إنتي بس ! لآآآ , معي ومع تغريد وشروق .. حتى أمي وأبوي تخيلـي ! مآتعطـي أحد وجـه أبـدّ .. أبقولك على سرّ بس بينآتنآ هآه !
بسرعه حركت رآسهآ إيجآباً بـتأكيد ليكمل هو: وهي بـ المتوسط تقريباً .. حآلتهآ النفسيّه حيل كآنت مدمـره , بـ الأرض .. وصلت بـ أمي وأبوي يبون يودونهآ لـ مصح نفسي تتعآلج وش كآنت ردة فعلهآ ؟ شفتي بيتنآ هذآ إللي برآ ؟ شفتـي الطآبق الثآنـي ؟ تلقين درآيش عريضـه بـ الوآجهـه ... قآمت وقطـت نفسهآ .. بغت تذبح عمرهآ المجنونه .. مانقول الا الله يعينها على نفسها

وسعت عيونهآ ويدهآ على فمهآ بـ ذهول هآمسه بعدم تصديق: من جــد !
أومأ رآسه إيجآباً وقد حفر الإحبآط وخيبة الأمل تقآسيمهم بوجهه البآئس: مثل مآ أقولـك , من وقتهآ وصرفنآ نظر عن علآجهآ النفسي تآركينهآ بروحهآ ومع روحهآ .. وهي فضلت العُزلـه .. لآتحسبينهآ مجنونـه .. هي عآقلـه ومثقفـه وصدقيني بدآخلهآ شيّ طيب وآلله بس هي إنطوآئيـه , كلآمهآ قليل فـ طبيعي تصرفآتهآ تكون مُريبه بـ النسبه لكم بس وآلله إنهآ طيبـه , وحنونـه بعـد .. بس للي هي تطمـن له ولوجوده .. تظهر له هآلشيّ .. يعني القسوه هذي شكل خآرجي .. شيّ زي الدرع كذآ وهي محتميه ورآه .. من إيش ! مآ أدري الصرآحـه .. ممكن عزلتهآ كآنت السبب فهذآ الإضرآب إللي تعيشـه ؟ ممكـن , لآتكرهينهآ يآميسم تكفيـن

أخفضت نظرهآ ليدهآ اليسرى ويدّ وآئل فوقهآ مشدده عليهآ , نغزه بقلبهآ مآتدري وش سببهآ .. هل وآئل بآللي قآله قد إستعطفهآ , قدر إنه يحوّل شيّ من المشآعر السلبيّه وإللي كآن مسببهآ الأول , الوحيد والأسآسي هو دآرين بذآتهآ !
مآتدري وش إللي تحسّه تحديداً بهآللحظـه غير شعـور غريب , خليط غير مفهوم من الرحمـه , الإستعطآف ... والشفقـه

مآ أمدآهآ تستسلم لمشآعر الليـن الإنسآنيه ومآسرع مآبآغتتهآ صور من أحدآث سريعه متلآحقـه ربطتهآ بـ دآرين .. إبتدآءاً من يوم حفلـة شروق قبل زوآجهآ وقطها لها بالمسبح .. ثم بيوم ملكتهآ من رآئف ومعآيرتهآ لهآ بـ انهآ إحتلت الجنآح اللي كآن مخصص إنه بيوم من الأيآم يكون لهآ هي وفرآس ... مو لـ دآرين ورآئف .. واليوم إللي قآبلتهآ فيه بمدخل بيتهم وسحبتهآ جبراً من كرسيهآ موقفتهآ ورآ بآب المجلس إللي إحتوى مشآده كلآميه عنيفـه وجآفه رآفضـه من جميع الأطرآف .. وآئل , أبوه وأمـه .. وجدته .. أسمعتهآ رفضهم جميهـم لـ إرتبآط ولدهـم بوحـده معآقـه .. كسيحــه .. مثلهـآ ..
اليوم إللي قررت إنهآ تفرغ فيه كتلة مشآعرهآ السلبيه تجآه هآلدآرين الجآحده مطلقـه عليهآ سيل سبآبهآ , شتمهآ ولعنهآ بـ التزآمن مع حذفهآ لكل الكيآنآت إللي قدرت يدهآ إنهآ تمتد وتوصلـها قآذفتهآ بوجههآ بلآ مرآعآه أو إعتبآر ... إنتهى الموقف بـ تكتيف دآرين لحركتهآ يوم ثنت سآقهآ اليمنى فوق ركبتيهآ هـي ... الكرسي إللي مآتحمّل الضغط من ثنينآتهم وانقلب بهم ثنينآتهـم وفقدت هي من بعدهآ صوتهآ سوآ بـ الكلآم أو حتى الصرآخ ...
شيّ غريب حسته بذيك آللحظـه , رآسهآ إللي إستقر بـ حضن دآرين وهي تملس على شعرهآ بـ حنآن .. هآلنظره الغريبه إللي شافتهآ بعيونهآ , كآنت حقيقـي خـوف ! حقيقـي قلـق .... أو انه إدعـآء ؟ بس ليش تدعي والغرفه كآنت خآليه إلآ من وجودهم ثنينآتهم قبل تقطع هآلخلوه تغريـد بدخولهآ مصدومـه لحد مآهدتهآ دآرين آمرتهآ تقترب صوبهـم .. وبهدوء إقتربت تغريـد , بحضـن جمآعـي .. ثلآثــي !

....: هآه , بـ إيش سرحتـي !
بللت شفتيهآ بآلعه ريقهآ: لآآآ .. مآفيـه
تحسس ظهر يسرآهآ بـ بنآن إبهآمه مبتسم بعذوبه: مآحد يقدر يسويلك شيّ .. آلحين إنتي مرتي , أشوف دآرين أو غيرهآ يتجرأ يقرب صوبـك ! يئذيـك ! ذبحتـه .. فآهمـه يآخبلـــه !



/
/
/


إحتدت أنظآره المترقبه وجودهآ وهو يتلفت بـ الغرفـه المظلمـه إللي تفآجئ بعتمتهآ توّ دخولـه ..
إمتدت يده إللي تدري مسبقاً وين تبي تستقر منزل قبس الأنوآر ليتبدد الظلآم الدآمس وتحلّ الإضآءه الكلآسيكيّه الخآفته بـ أنوآرهآ الصفرآء آلذهبيّه ..

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب , آلصآله فآرغـه من وجودهآ .. وكذلك غرفـة النـوم إللي كآنت مظلمـه كلياً بـ إستثنآء الإضآءه البيضآء من تحت عقب البآب الجرآر الخآص بـ غرفـة تبديل ملآبسـه !
بهدوء سحب البآب إللي إنزلق بـ إستجآبه سريعـه كآشف عمآ ورآهـ ..
فِتنـة آلبشر من الإنآث كآنت مآثلـه أمآم مرأى عيونـه ..
مصدره له الجآنب الأيسر من كآمل جسدهآ آلممشوق , عيونهآ مصوبه تمآماً تجآه المرآيه آلطوليـه آلمثبته على أحد جدرآن الغرفـه الصغيره مربعة آلشكل وإللي كآنت عبآره عن أرفف خشبيّه بيضآء حآويـه لـ جميع مستلزمآته هو الشخصيّه وركن وحيد وأوحـد , صغيـر .. خآص بـ ملآبسهآ هيّ وحآجيآتهآ ..
كمّآ آلمسحور , آلمغيّب .. آلمنوم مغنآطيسياً إبتلع ريقـه وملآمح الفهآوهـ , الضيآع والتوهآن بوجهه المأخوذ بـ فتنـة جمآلهآ ..

تبآدر لذهنـه كلمآت الإعجآب من قرآبة الـ خمس دقآئق قبل يرقـى لـهآلغرفـه وإللي صرحت فيهآ أمّـه وأختـه أصآله عن جمآلهآ وشكلهآ إللي تبدل كلياً .. كمّ من مرّه إذكروآ إسم آلله وصلوآ على نبيه .. لأجلـهآ ......... لأجـل تغريــد !

إلتفتت له ببرود وقد وآجهته , مآثلتـه بـ طوله الفآرع بسبـة كعـب البوت الشآهق إللي لبستـه ..
إستقرت عيونهآ البآرده بـ عيونه آلمسحوره من جمآلهآ منتشلته من ضيآعه بنبرتهآ البآهته: بلبـس العبآيـه وأطلـع
كمآ المنوم مغنآطيسياً , مآدرى عن إللي قآلته .. عيونه تلحق تحركآتهآ الهآدئـه في صمـت , متيبس مكآنـه ..
رفعهآ لعبآئتهآ آلمعلقه فوق شمآعه خشبيّه ورآ وآحد من أبوآب الدولآب الجرآره ..
أنثى كآملـه تمآم الكمآل الظآهـري .. جريئــه .. ومُثيـره ..

تنورتهآ - ميني جيب - جينـز ثلجـي قصيره , طولهآ لمنتصف فخذهآ شبـه المخفي تحت إستريتش أسوّد آللون شفّآف .. بـوت طويـل لركبتيهآ جِلد تمسآحـي عنآبي آللون .. بلوفـر شتوي عنآبي بقصـة سآبرينآ عريضـه كآشفه عن بيآض عنقهآ ونقآءهـ ..
يتهيأ له إن شعرهآ زآد طوله الأضعآف أو إنه مُستعآر !
إمتد طولـه ليلآمـس عظـم حوضهآ من آلوسـط , لونـه أشقـر ثلجـي ..
وجههآ فآتـن , نآطق بـ جمآل صآخـب .. مكيآجهآ ثقيـل .. عيونهآ جآحظـه , حدقتيهآ – زرقـآء - !

نفضت شعرهآ آلمفرود بـ طوله عن كتفيهآ لأجل تلبس عبآءتهآ .. آلحركه إللي تمآيل معهآ شعرهآ يمنه ويسره , وكأنهآ تنفضـه بـ طفش وتململ ..
إبتلع ريقه بـ صعوبه هآمس بـ خفوت شبه مسموع: تغريــــد !
نآظرته بلآ إهتمآم وهي تدخل كمهآ بـ العبآيه تستنطقه بـ نظرآتهآ منآدآته لهآ إلا إنه أخـرس آلكلمـه , سآكن آلملمـح ..
بـ تكشيره إستفهآميه عآبسه سألته: شفيــك !!
مآلك وإللي توّه يحسّ بعمـره أخفض بصره المشتت يمنه ويسره مآسح جبينه البآرد إللي ترآءه له بهآللحظـه إنه سآخـن , متعـرق !

ردّ بسرعه ينآظرهآ بعدمآ إهتدى للسؤآل إللي ظنـه بيعدل من موقفـه هذآ وهو مبتلش قدآمهآ: شكلـك حيـل متغيـر ...
ثبتت الطرحه على رآسهآ بعدمآ لفت شعرهآ حول نفسه مثبت ببنسه كبيره وبدت تلف حجآبهآ وإبتسآمه قصيره بآهته بوجههآ الجآمد: كذآ أحلى ولآ أول !
إبتلع كومة هوآء من فمه آلمنفغر , هذي أكيد تبي تذبحـه .. وش إللي مسويته بعمرهآ , بشكلهآ الطبيعي وهو متخرفن فيهآ , شلون وهي آلحين قدآمـه وبهآلزيـن آلمبآلغ فيـه !
جآوبها بـ إقتضآب وإبتسآمه متوتره بوجهه الشآحب: الإثنيـن
صدت عن المرآيه , وجههآ بوجهه ونقآبهآ بيدهآ: أنآ أحلى أو دآريـن !
بلحظـه إنحلت هآلـة السحـر آلمحيطه فيهآ , نآظرهآ بـ عدم فهم وخطين من إلإستفهآم بـ تجعيدة جبينه , مستنكر سؤآلهآ ..

الإستنكآر إللي تدآركته هي سآئلته بـ نبره مرحـه إصطنآعاً: تغريد , هذيك الأولـى .. – أشرت بـ سبآبتهآ النحيفه على وجههآ بشكل دآئري مُردفه بـ إبتسآمه كآذبه – وهـذي دآريــن .......... مين أحلـى ؟
أغمض عيونه بـ القوّه إلآ إن شكله كآن هآدئ , وكأنه على مشآرف نهآية صبره , يعد العد التنآزلي الأخير .. طلع صوته مخنوق من بين أسنآنه: وليـش مغيره شكلـك !
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه مفتعله: عآدي .. أغيـر .. ليش فيهآ شيّ ؟
إتسعت فتحتي خشمه بضيق من زود رصّه على أسنآنه: إنتي مو أختك .. إنتي مو دآرين .. لآ من شكلك , ولآ من دآخلك .... فهمتـــــي !!

أعرضت عنه بوجههآ: عآدي قلت .. إشمعنى هي تقلدنـي بشكلـي ! ليش أنآ مآ أقلدهآ !
ضيق عيونه بـ إستنكآر: إنتي وش قصدك ! ووش إللي نآويه عليه !
رفعت ذقنهآ بـ شموخ تكآبر فيه على نفسهآ , على كل ضعفهآ وكل هوآنهآ: مآنيب نآويه على شيّ .. بس حبيت أغير شكلي شويّ .. أجرمــــت ؟!
مآلك: لآ مآ أجرمتي ولآ شيّ , بس مو تستنسخين شكل أختك ! وإشمعنى اليوم هآ ! شمعنى بهآلزيآره ..
أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع إرتجآف ذقنهآ المرتعش بوضوع وقد أدمعت عيونهآ الزرقآء: مآلك خلآص هو تحقيــق !
زفر نفس مهموم بغمضة عين هآديه رآد عليهآ بنبره أحن وأدفى: مآبيك تنجرحين يآتغريـد .. أختك هذي , همّك إنتي هو آخر همّهآ .. إستغلتك وبعدهآ مستمره فـ إستغلآلهآ لك .. إنتي مو مثلهآ ...... – إمتدت يده اليمنى بآسط كفه على خدهآ الأيسر مدآعب بشرتهآ النآعمه بـ بنآن إبهآمه مُردف بـ همس رقيق – مو مثلهـآ أبـدّ

غصباً عنهآ طآحت دمعتهآ مصطدمه بـ إبهآمه وقد تجعد وجههآ بعقدة حآجبين , شفتين مطبقتين وفمّ مقوّس ..
وبلآ أي تمهيد جذبهآ لصدره ضآمهآ بـ هدوء يتملس ظهرهآ بـ حنآن: مو قلت لك دموعك غآليه عنـدي !
مآردت إلآ بتشديد أصآبعهآ آلمطبقه على ثوبه من الجآنبين بـ إنتفآضة جسد قويّه خلته يبعدهآ إجبآراً عن صدره محتضن وجههآ البآكي بين رآحتيه هآمس لهآ بـ وشوشه خآفته: آششششش , بــسسس .. بـسس خـلآآآآص , آشششش

تغريد: ............
مسح لهآ من تحت عيونهآ بـ بنآن إبهآميه مكمل بنفس الوشوشه: تبكين ويخترب كل هآلزيـن !! عآدي !
تغريد: .............
مآلك: عآدي عندك يعنـي !
تغريد: .............
سحبهآ لحضنه محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيسر وبيده اليمنى تمّ يتحسس ظهرهآ بـ رقـه: إذآ عآدي عندك , عندي لآ ...
قالها بعذوبه ثم أبعد رآسه مسآفه قصيره عنهآ طآبع قبلته الرقيقه الهآدئه بمنتصف رآسهآ من منبت شعرهآ: بس آمـري .. قولي وش إللي يرضيـك وأنآ أسويّه ..

نآظرته بعيون مستفهمه متأججه بـ حزن بآلغ ليجآوبهآ هو بثقه: شفتي وش سويّت لأجل أختـك يوم إنهآ إنتي ! هذآ ومآكآن بينآ شيّ .. شلون آلحين وإنتي مرتـي , وحبيبتـي .. وقلبـي .. وكلّ شـــيّ .. بس آمري , عآد أنآ شرّآنـي وأموت بـ الإجرآم .. صآر لي فتره منقطـع بس برد لأجلك .. هآ وش تبين أسوّي بـ أختك هذي ! أخطفهآ وأذبحهآ ! أشقهآ وأبيع أعضآئهآ !
غصباً عنهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مخفضه رآسهآ مجآوبته بـ همس: بتذبحني أنآ قبل تذبحهآ هي ..
بهدوء هزّ رآسهآ آلمحآصر بين كفيّه جآبرهآ تنآظر بعيونه: هـــآآآآه شفتي شلون إنتي غيرهآ .. وأنآ بذبح نفسي قبل أذبحك إنتي ....... أحبـــك يآبنــــت

جت بترد عليـه إلآ إنه أسكتهآ غصباً من شآف رفعة حآجبهآ الحآده وكنه درى مسبقاً وش إللي بتقوله: جـــــبّ .. لآتبدين آلحين , دآري إنك إنتي الكبيـره .. بتظليـن بنــت .. وصغيره .. ومآلك غيري .. وأنآ أحبك
تغريد: هههههه , وخر بـس – قآلتهآ وهي تبعد نفسهآ عنه بعدمآ ضربته بخفه على كتفه الأيسر , مُردفه وهي تعدل حجآبهآ إللي إنعفس - : يلآ عشآن مآنتأخـر
مآلك: متأكده إنك تبين تروحيـن !
نآظرته بلآ جوآب ليكمل هو بهدوء: توك مريضـه ومآرتحتي .. هذآ أول يوم تقومين فيه من فرآشك .. مآله دآعي تروحين وتقآبلينهآ .. مآنيب متطمن الصرآحه وخآيف عليك

رفعت النقآب لوجههآ تربطه على رآسهآ قبل يشوف تعآبير وجههآ الحزين , وجآ اليوم إللي زوجهآ يخآف عليهآ فيه من أختهـآ ! من توأمهـآ !
....: لآ تبآلـغ .. هذآ قمت من سريري ورحت المشغـل , لبست وتزينت .. وآلحيـــــــــن – ثبتت عيونهآ بـ عيونه مكمله بنبره مرحه مصطنعه – إنت بتودينـــي .. يــلآ – قآلت ( يلآ ) بضربه خفيفه لـ كتفه الأيمن وهي تسبقه طآلعه من غرفة التبديل ليلحقهآ هو موقفهآ من معصمهآ الأيسر: لحظــــه

إلتفتت بكآمل جسمهآ عليهآ مرتده خطوتين للخلف لحد مآقآبلته وجهاً لـ وجه تسأله بعيونهآ ..
السؤآل إللي جآوب هو عليـه فعلاً لآ قولاً يوم دخل يمينه بـ جيب سيآلته مطلـع منهآ علبـه قطيفـه سودآء صغيره مآدهآ لهآ بـ إبتسآمه قصيره: كل عآم وإنتي آلحُـبّ
....: ههههههه
أكمل بـ إبتسآمه عذبه: وإنتـي الجــرح

بققت له عيونهآ البآسمه بـ توعد ثم رفعت النقآب عن وجههآ سآحبه منه العلبه بـ دفآشه: وش هـــــ ........... ــذآآ !!
بهتت كلمتهآ فآغره فمهآ بـ إنبهآر من فتحت العلبه وطآحت عيونهآ على خآتـم السوليتير بـ ألمآسه لآمعه متوسطة آلحجم وكأن آلشعآع منهآ يبرق !
نآظرته بعيون موسعه أقصآهآ من آلذهول تستنطقه حقيقه آلشيّ آلثمين آلنفيس بيدهآ بـ الوقت إللي جذب هو رآسهآ من مؤخرته بيمناه طآبع قبلته الرقيقه بوسط جبينهآ: تميتي الـ الأربع وعشرين قبل ثلآث أيآم – تعلقت عيونه اللآمعه بـ إبتسآمه صآدقه لعيونهآ المذهوله مُردف بـ همس عذب مبحوح - : عقبآل الـ إميـه وإنتي معـي ..

مآ أمدآهآ تستوعب معآيدته لهآ , تذكره لـ يوم ميلآدهآ الفآئت من ثلآث أيآم .. هديته المُبهـره .. ورومآنسيتـه آلمثيـره .. زآد تشتتهآ وحدة إضرآبهآ من مسك يدهآ بنعومـه , وبرقـه متنآهيّه تحسس بنصـرهآ الأيسر مرآت متوآليـه , إنتهى أخيراً بوضـع الخآتم بنهآيته .. أتبعه برفعة يدهآ إللي طبع قبلته آلدآفئـه على ظهرهآ ..
عوآصف من المشآعر الدآخليـه تتصآرع , متخبطـه , متضآربـه .. خفقآن سريـع , أهـوج , أنفآس قصيره , متلآحقـه ..

بلعت ريقهآ مصدره صوت شبه مسموع لنفسهآ وعيونهآ على بنصرهآ وهو متلألأ بـ الخآتم .. ألمآسته كآنت جذآبـه , شفآفه ظآهرياً مآيندرى عن حقيقة لونهآ آلمتبدل بـ حركة اليدّ تبعاً للإضآءه .. إمآ إنهآ فسفوريّه ذهبيّه , زرقآء بنفسجيّه , أو حمرآء برتقآليّه !
أطبقت فمهآ بـ تعبير الإمتنآن تنآظره في حين حرك هو رآسه نفياً: مآ أبي منك هآلنظـره
أطبقت أصآبعه مكوره قبضتهآ اليسرى وعيونهآ مخفضه لمنتصف صدره بنبره خفيضه خجله: شكـراً يآمآلـك !
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً مطبق شفتيه بـ ضيق مآسرع مآختفى إجبآراً منـه وغصباً , مآيبي يكدر هآللحظـه إللي قربتهم من بعضهم , نوعاً مآ يحسّ بـ تقبل تغريد لوجودهـ , لقربـه منهآ وملآمسته لهآ .. بوآدر أمـل بدت تظهـر , دعى بـ قلبـه عسآهآ بدآيـة خيـر !

سحب النقآب عن رآسهآ مغطي به وجههآ رآفع حآجبيه بـ إبتسآمه مشآكسه يستنطقهآ: مشينـــآ !!


/
/
/



مستلقي على سريره , رجل فوق الثآنيـه شآبك أصآبعه ببعضهم على بطنـه وعيونه بـ السقـف ..
ملآيين من الأفكآر تعصف برآسـه مسببه له حآلـه من التشتت والإضطرآب الدآخلـي .. يبيـن ظآهرياً متمآسـك , قـوي وثآبت , إلآ إنه وبكل هآللي يعيشـه يحسّ نفسـه كبر عشرين سنـه ..
كآن يظن إن ردته للسعوديّه لسبب وحيد وهو مسآندة أبوه , حمل مسئوليه أملآكـه لحين تعآفيـه .. إلآ إنه وحده وحده صآر مستعمـر , مُحتـل .. من قبل كل فرد بهآلعآيلـه إلللي بدآيتاً مآكآنوآ بـ النسبـه لـه حتى قيمـه صفريّـه على اليسآر !

إبتدآ آلموضوع بـ أبـوه عآمـر .. ثم تغريد زوجـة مآلـك , وبـ التبعيّـه دخـل مآلك بـ الخـط .. أصآلـه ثم بنتهـآ فدوى .. وبـ الأخير سآلـي !

بـ الترآخي من الهآدي للصآخب تعآلى صوت نغمـة جوآله آلمملـه .. أطلق زفرته آلمُرهقـه وهو يميل على جآنبه وبوجهه شبح إبتسآمه لظنـه إن المتصل أمـه , السآعه آلحين مشيره للتآسعـه إلآ ربـع , ع الأغلـب هي المتصلـه ..
مآ أمدآهآ الإبتسآمه تشق وجهه إلآ وإنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من شآف الرقم محلـي .. سعودي ولكنه غير مُسجّـل ..
إستقعد بـ إهتمآم وهو يسحب على الشآشه فـ آخر لحظـه قبل إنقطآع الإتصآل ..
بصوت رخيم هآدئ إبتدآ: آلسلآم عليكـم ....
....: ............
رفع حآجب وآحد بـ إستغرآب من صمت آلمتصل إلآ إنه أعآد الكلآم: من معــي !
....: سنـــد !

أبعد الجوآل عن أذنه ينآظر بشآشته وعيونه ثآقبه محتده , صوت أنثوي هآدئ إستنطقـه إسمه .. غريبـه ! منو إللي يعرفه بهآلديره !
ردّ الجوآل على أذنه مجآوبهآ بهدوء: هــلآ
وصله صوت أنفآسهآ العميقه المسموعه بتنهيدة قبل تسأله: ليش مو جآلس اليوم بـ الفرنـدآ ؟
بتفآجئ إتسعت عيونه لآخرهم , ولآ إردآياً إحتد نبضـه , خفقآن متزآيد ومتسآرع .. حرآره مبآغته يحسّ بدفآهآ تسري بـ أطرآفه آلمشنجه من شدة البروده .. ظن وحيد وأوحد للي ترآءى له عن حقيقة آلمتصلـه هـذي من ورآء سؤآلهآ الغريب .. مآغيرهآ إللي يشوفهآ كل يوم بعتمـة آلليل سآهرهـ بـ بلكونتهآ آلمطلـه مبآشرة على آلفيلآ حقتهـم ...

بلع ريقه بـ توتر مآيدري سببه سآئلها بـ خفوت رآغب قطع الشك بـ اليقين: وردهــ !
مآجآوبته إلآ بـ جملـه وحـده ومن بعدهآ أقفلت آلخـط وتمّ هو ينآظر بـ الرقم بعدمآ أقفلت وهي في قمة إستغرآبه , ولوقته مآستوعب بـ الضبط وش إللي صآر !
بعده التفآجئ بوجهه وشيّ من عدم آلفهم بنظرة عيونه إللي يمررهآ على الرقم إللي مسحـه من قرآبة الـ أربع شهـور بعدمآ أرسـل رسآلتـه لهآ يعزيهآ ..
بس آلغريبـه إنهآ مآتعرف رقمـه آلسعودي وبآلتآلي مآعرفت منهو صآحب الرسآله بس مكآلمتهآ له الحين بـ التأكيد أثبتت آلعكـس ...

إنحنى بـ جسمه لقدآم سآحب كونفيرسه الريآضي أبيض آللون من تحت سريره وبدآ يلبسـه .. هو من أول كآن لآبس شرآبـه ..
وقف عن السرير بـ همّـه وحمآسه سآحب جآكيته آلجلدي كحلـي آللون بسحآب وآقف قدآم مرآيته الطوليـه الملصقـه ببآب الدولآب ...
شكلـه غير رتيب بـ المرّه .. بنطلونه قطنـي وسيـع رمآدي آللون , خصر وآطي بربآط غير معقـود متدلي من تحت آلبلوفـر الأبيض , سآده بقصـة رقبه مثلثـه وفوقهآ الجآكيت آلجلدي كحلي آللون ..
شعره غير مصفف .. متروك بحريته .. خلل أصآبعه آلطوآل بشعره من مقدمة رآسه سآحبه على ورآ رآفع بيده الثآنيه جوآله وعلبـة سقآيره والولآعه من على الكومدينه ........


/
/
/
/
/
/


سلمت عبآيتهآ للشغآله إللي إستقبلتهآ بـ إبتسآمه مرحبه فيهآ بـ جملـة " أهلاً مدآم دآريـن ! "
إرتفعت زآويه فمهآ اليمنى وهي تحسّ بنشوه سعاده مآتدري وش سببهآ .. إحسآس إنك تطلـع من نفسك ولو لثوآني إحسآس مُثير , تزدآد إثآرته إذآ كآن خروجك هذآ صآحبه دخول لـ شخصيّه تمنيت كثير لو تمآثلهآ فعلاً بيوم من الأيآم ..

يآكثر مآكآنت نآقمه على نفسهآ بـ الخفآء , موضع مقآرنه دآئمه بينهآ وبين أختهآ فـ أعظم الأمور وأتفههآ ..
ليش دآرين شخصيّه وآثقـه , مُلفته إجتمآعياً , مثقفّـه وجريئـه , محطّ لفت الأنظآر والإعجآب .. ليش دآرين هي الأجمل ! هي الأفضـل ! دآرين هي آلنصف الملحوظ , البآرز .. والمرغـوب .. ليش دآرين إسمهآ دآرين وإهي إللي إسمهآ تغريـد !

يوم فكرت - هيّآ السوآط - تنآسبهم وللمره الثآنيه من بعد شروق كآن إختيآرهآ هو دآرين لولدهآ رآئف .. إشمعنى دآرين مو هـي ! وش الفرق بينآتـهـم !
مو بـس - هيّآ السوآط - .. قبلهآ كثيـر من الحريم , دآرين ودوناً عنهآ وعن شروق هي المحققه للرقم القيآسي من توآفد الخآطبين برغم رفضهآ هي لهآلشيّ وتفضيلهآ إكمآل درآستهآ وصولاً للدرآسآت العُليآ .. بـ خلآف شروق إللي فضلت الإنتهآء بعد الجآمعه , وخلآفهآ هي إللي فضلت الإنتهآء بعد الثآنويّـه !

بـ آلمجلس إللي كآن عبآره عن جلسّـه من الكنبآت الإسفنجيّه المتلآصقـه ذهبيّـة آلتنجيّـد بنقوش حمرآء , مرتفعـه عن الأرض بـ إرتفآع الكرآسي .. ستآئر قطيفه نآعمه حمرآء آللون بـ برآقع ذهبيّه حآوطت آلجدرآن .. سجآدهـ تركـي عريضـه بحجم آلمجلس كآمـل لونهآ بيج بنقوش متدآخله مآبين الأسود والأحمـر ..
أم وآئل وبيدهآ فنجآل قهوتهآ وحبّة تمر بعدمآ بللتهآ بـ صحن آلمويّه , جمبهآ شروق بنتهآ فآصل بينهم متك إسفنجـي .. مقآبلهم ميسـم على كرسيهآ المتحرك وبيدهآ فنجآل قهوتهآ ..

....: حلآك زآيد يآبنت العمّ , الزوآج لهآلدرجه حلو يعنـي !
أخفضت ميسم رآسهآ بـ خجل مبتسمه من كلآم شروق وقصدهآ الجريئ لتكمل أم وآئل من بعدهآ بـ إمتعآض: إيه لهآلدرجه حلـو .. إسبوع ومآطلعت من آلملحق إلآ توهآ الحين وش تبيـن !
بققت شروق عيونهآ شآده شفتهآ السفلى بتعبير أقرب للإحرآج من كلآم أمهآ وآلقط إللي تقطه على ميسم إللي إنصبغ لونهآ كلياً أحمـر قآنـي .. ودهآ لو تنشق الأرض آلحين تبلعهآ ولآ عآد طلعتهآ وبسرعه مآلقت إلآ هآلرد السريع كـ ترقيع لـ كلآم أمهآ ومحآولة لـ تخفيف حدة الحرج: إيه يمّه عآدي هم كذآ المعآريس دآيم هههه أذكر إني إنقهرت بغيت أنجلط يوم قطعنآ شهر عسلنآ أنآ وأحمد بعد عشرة أيآم وإضطرينآ نرد السعوديه .. ميسم مغير إسبوع وآحد , خلهآ تستآنس شويّ توهآ عروس

مآردت ميسم إلآ بـ إبتسآمه هآدئه وشيئ من الرآحه بوجههآ إللي هدى منه إنفعآل الحرج في حين ردت أمهآ بـ حنق لآويه فمهآ لليمين وكن الكلآم مو عآجبهآ: إيـه .. خلهآ تستآنس ووآئل هو المتعـذب , وليدي بعد قلبي آلله يعينـه
خزت شروق أمهآ بطرف عينهآ اليمنى تنبههآ لكلآمهآ الجآرح بمقصده الوآضح بينمآ تكلمت ميسم بمرح وإبتسآمه بآهته بوجههآ: ههههه إي وآلله آلله يعينـه , حيل يتعنـى معـي وأنآ أعذبـه بس إن شآلله نتأقلم مع بعض
شدت شروق فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه , تدري عن إللي تحسّه ميسم وإللي حسته خصوصاً من بعد كلآم أمهآ إلآ إنهآ ومع ذلك تكآبر على جرحهآ وتبتسـم , تتكلم بـ عفويّه ولآ كنهآ مهتمه لشيّ , ردت عليهآ بنفس النبره المرحه مصحوبه بشيّ من المكر واللعآنه: إسبوع بعـد مثل هآلإسبوع وأنآ أضمن لكم تتأقلمون ههههه

خبت ميسم وجههآ بيدينهآ مبتسمه , شروق من جدهآ ! مو معقوله أبد جرئتهآ هذي !
بـ جآنب شروق كآنت الأم النآقمـه آلمتكدره بـ الحيل مآسكه نفسهآ , كآتمه غيظهآ .. وبخآطرهآ هذي الخبيثه ميسم قآعده تمآرس عليهآ طقوس البلآهه يعننهآ مآهمهآ شيّ من الكلآم مغير تبي تقهرهآ !
قلبت عيونهآ لهآ ممررتهآ عليهآ بنظرة إحتقآر من رآسهآ لرجليهآ وبقلبهآ تتوعد " هيـــن , إضحكـي برآحتك آلحيـن .. وآلحسآب بعديـن ! "

خآرج آلمجلس .. نفضت شعرهآ الأشقر بـ غرور مصطنـع وهي تخطي خطوآتهآ الوآثقـه تمثيلاً حتى يكتمل دورهآ بآلشكل المثآلي آلمطلـوب ...
وقفت على عتبـة بآب آلمجلس سآحبه نفس هآدئ قبل تدخل عليهم بـ وجـه جآمد خآلي من أي إبتسآمه ولو مصطنعه كحآل دآرين , مُلقيه سلآمهآ ببرود ليجيهآ الرد سريـع من ثلآثــه ... أمهـآ , شروق .... وميســم ..

وجهآن بنفس التعبير والملمـح .. إبتسآمه عريضـه .. لـ أمهآ وشـروق ..
وجه جآمد مآسرع مآتجآهلهآ .. ميسـم ..
إبتسمت بخآطرهآ للي طرآلهآ .. شكلهآ فعلاً هي بعد إنخدعت بمظهرهآ , تحسبهآ دآرين قآمت سفتهتهآ تنآظرت بفنجآل قهوتهآ !

أشرت لهآ شروق تدنق عليهآ: تعآلي تعآلي مآفيني حيل أقوم لك وأسلم .. مدري متى بولد وأفتك
تجآهلتهآ مؤقتاً بـ إبتسآمه وهي تسلم على أمهآ أول وتحبّ رآسهآ ثم إنحنت لهآ حآبتهآ من خديهآ: آلله يقومـك بـ السلآمـه ..
من قآلت هآلجمله إلآ وإحتدت الأنظآر أجمـع .. نبرة آلصوت مختلفـه .. تقريباً هي الشيّ آلوحيد إللي يميزهـم .. تغريد صوتهآ مبحـوح , وكأن حلقهآ مشروخ , مجروح , فيـه بحّـة يطلـع معه الكلآم مسحوب مآيبين آخره في حين نبرة دآرين حآده , وآضحـه , وجآفـه ..

أطبقت شفتيهآ بـ خيبة أمل وعيونهآ على أمهآ إلي تنآظرهآ بـ حِده .. سؤآل وحيد إللي يدور ببآلهآ .. هآلأم شلون للحين مآتفرق بين بنتيهآ ! لو إن العآلم كلهم إختلفوآ فيهم وعليهم .. هي الأم , هي أدري بآللي جآبته بطنهآ .. الأم هي الشخص الوحيد إللي من المستحيل يختلط عليه الأمر بين توأميـه .. هذآ هو الوآقع المفترض , إلآ إنهآ وبوآقعهآ هي ولآ عمرهآ حست هآلشيّ .. بطفولتهآ هي ودآرين كآنت أمهم في تشتت , مآتعرفهم إلآ إذآ سألتهم أول , من أنتـي !!
إستمر هآلشيّ لحين بلوغهـم .. آلوقت إللي معه إتخذت دآرين لنفسهآ شكل مخآلف تمآماً مغآير لهآ لأجل تتمآيز عنهآ , ومن هآلوقت مآصآر أحد يضيع بينآتهم ..

للحين أمهآ بعدهآ تضيع بين بنآتهآ , ليش مآعرفت آلحين إنهآ تغريد مع إنهآ مستنسخه شكل دآرين ؟ وليش من قبل بـ الفيديو إللي أرسله مآلك مآعرفت إنهآ دآرين مع إنهآ مستنسخه شكل تغريد ؟

إنحنت على ميسم إللي كآنت ملآمحهآ أهدى شوي عن أمهآ وشروق , وهذآ نآتج للفتره القصيره إللي عآشتهآ معهآ وعآشرتهآ فيهآ , هذي هي إللي يحق لهآ تضيع بينآتهم .. أمآ أمهآ وشروق أختهآ ! شـدعوى ؟ وآلغريب إن الشخص الوحيد إللي صدق التزوير بـ الفيديو هي ميسـم ! آلبعيده عنهـم , آلغريبه عليهـم !

....: شلونك يآعـروس !
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم هآمسه بـ إستنكآر شديد: تغريــــــد !!!
حبتهآ تغريد من خديهآ مبتسمـه ثم جلست جمب أمهآ: هـآآه , وش رآيكم بـ التغيير إللي سويتـه ! وينهآ دآرين ودي أشوفهآ وهي منقهـره ههههه
نآظرتهآ أمهآ وبآقي الإستغرآب بوجههآ: وش ذآ يمّـك ! ليـش !
جآوبتهآ وبوجههآ نفس التعآبير الإصطنآعيه الكآذبه , مدعيّه برآءة المقصد: أبي أقهر دآريـن .. صآرلنآ مده مآتنآقرنآ ويّآ بعض , آلحين بس تشوفني بتذبح نفسهآ أو تذبخني

كآنت تتكلم بعفويّه وإبتسآمه عريضه بوجههآ إلآ إن كلآمهآ المرح إصطنآعاً شكلـهم ثلآثتهم بعدهم مآستوعبوه إذ إن ملآمحهم كلهم كآنت مستنكره , غير مستوعبـه ...
سألتهآ شروق وإبتسآمه بآهته بوجههآ أقرب للبلآهه: إنتي من جـدك !!
أخذت لهآ فنجآل من الفآجيل المقلوبه فوق بعضهم على الصينيّه ورفعت ترمـس آلقهوه تصب لنفسهآ: إيـه من جدي وش فيهآ يعنـي
زفرت أمهآ نفس مسموع بقلة حيله: مدري متى بتكبرين وتخلين عنك هآلحركآت , ليش مآتكونين مثل دآرين بعقلهآ ؟ مو بس شكلهآ !!
تغريد: ههههه دآرين وعقلهآ !! آلله لآيبلآنـآ

قآلتهآ وهي تغمز لـ ميسم قدآمهآ آلغمزه إللي بسببهآ أخفضت ميسم رآسهآ تدآري بسمتهآ على قصد تغريد وإللي على الأكيد هذي الإبتسآمه إللي لو لآحظتهآ أم وآئل بتقوم عليهآ القيآمه وهي خلقه جآلسه لهآ على الوحده مغير تتصيد لهآ زلآتهآ .. هذي هي اللي تقول – شَكَـلْ – للبيـع ( خنآق , هوآش , للبيع ) !

رفعت شروق معصمهآ الأيسر تنآظر سآعتهآ الذهبيّه: وينهـي دآرين , دآيم آخر الوآصلين
....: وهذآنـي جيــت .....................
تعلقت عليهآ الأنظآر من دخلت ملقيـه جُملتهآ وبوجههآ شبح إبتسآمه هآزئـه ..
إنقبآضه قويّه بـ أحآشآئهآ شفطت معهآ كآمل بطنهآ إللي تحسّه إلتصق بظهرهآ بآلعه ريقهآ بـ تخوّف .. بـ النسبه لـ ميسم ..
ردّ الفعل كآن مغآير بـ النسبه لتغريد , للي إنقبضت أحشآئهآ بـ المثل مع ميسم إلآ إنهآ خآلفتهآ بـ السبب .. مآكآن تخوّف أو إرتيآب كثر مآكآن خيبـة أمـل ... حُـزن ... وإنكسـآر
إبتسآمه عريضه بوجهي الأم .. وشـروق ..

....: حيــآلله ..
دنقت دآرين على أمهآ إللي حيتهآ حآبتهآ من خديهآ: حيّآك آلله وأبقآك يمّـه , شلونـك !
تحسست أمهآ كتفهآ بـ حنآن مجآوبتهآ بـ إبتسآمه دآفئه: بخير آلحمدلله , إنتي شلونك الحين وشلونهآ صحتك .. أحسـن !
إستقآمت دآرين بسرعه مجآوبتهآ بـ إقتضآب لأجل مآتطول معآهآ بـ السآلفه: إيه أحسن ... آلحمدلله
شروق: مآدريت إن التوأم لآمنهم تعبـوآ يتعبون مع بعـض ..
قآلتهآ بنيّـة الربط بين تعب دآرين إللي درت عنه من أمهآ وعن مبيتهآ عندهم يومين كآملين رآقده بفرآشهآ , آلوقت نفسـه إللي كآنت تغريد ببيتهآ هي بعد طآيحه بفرآشهآ !

مآ أمدآهآ دآرين تستوعب القصد من كلآم شروق لأنهآ رفعت حآجبهآ الرفيع بزآويه حآده إستنكآراً منهآ لتغريـد وشكلهآ آلجديـد وإللي وآضح إنه عن قصـد وتعمـد !
الإستنكآر إللي قآبلته تغريد بـ حركه إستفزآزيّه وهي تنفض شعرهآ عن كتفهآ الأيسر لورآ ظهرهآ: وشرآيك بـ النيولـوك دآرين !
قلبت لهآ عيونهآ بنظره مشمئزه مجآوبتهآ بـ إستحقآر: تقليـد رخيـص
تغريد: مآعليـه .. الوآحـد أحيآناً يضطر يرخص من نفسه عشآن يحقق إللي يبيه – سكتت لحظآت تحت ترقب من أنظآر الجميع حولهآ لمقصد كلآمهآ إللي شرحته بـ تبرير كآذب - : يعني أنآ بغيت أشبهك , قمت قلدتك .. قلدتك التقليد الرخيـص – قآلتهآ مُردفه بـ إبتسآمه بلهآء رآفعه حآجبيهآ ثنينآتهم بنظره سآذجه للجميـع في حين سفهتهآ دآرين موجهه كلآمهآ لـ ميسم بنفس النظره إللي رمقت فيهآ تغريد .. الإحتقآر المتنآهي - : مبـــروك

مآردت ميسم إلآ بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت من وجههآ وهي ترفع لهآ كآس مويه تشـرب علّهآ تخفف من حدة إضطرآبهآ الدآخلي لوآقع توآجدهآ هي ودآرين بنفس المُحيـط , الضيـق .. الكآتم ....... والخآنـق !
شروق: وربي ضيعت بينآتـكم بآلقوّه تشبهينهآ مآفي أيّ فرق , آللهم الصوت بس
بلعت تغريد حبة آلتمره إللي مضغتهآ مُردفه: تدرين قريت من قبل عن قصـه , إثنين توأم حسن وعبآس .. سرقوآ سريقـه , مدري كيف كشفوآ وآحد ترك أثر من ورآه .. هم حللوآ الحمض النووي بس مآقدروآ يحددوآ منهو صآحب الأثر .. حسن أو عبآس ! عذبوهم ثنينآتهم بس محد إعترف على الثآني هم بـ الأخير سقطت القضيّه وأفرجوآ عنهم وآلحين تلقوهم مستآنسين بآلسريقـه هههه , تخيلوآ !


توجهت لهآ الأنظآر الأربع بـ إنتبآه مصحوب بعدم فهم ونظرآتهم مستفهمه لتسأل شروق بـ خفوت: شقصـدك !
تغريد: ههههه شفيكم تنآظرون كذآ ! مآقصدت شيّ , الزبده إن ممكن أسويّ مُصيبه وتدخل دآرين بـ الخط , هي بـ الأخير توأمي يعني مآترضى لي البهآذل , خل نشيل مسئولية الجريمه ثنينآتنآ ونوهقهـم هم نخرج منهآ ثنينآتنآ برآءه .. – رفعت حآجبهآ الأيمن لـ دآرين بنظره حآده ثآقبه سآئلتهآ بـ نبره غريبه مُريبه – ولآ شرآيك دآريـن ؟!
دآرين إللي أخفضت بصرهآ لثوآني موقع قدمي تغريد الجآلسه قبآلهآ بآلعه ريقهآ وشيّ من الإرتيآب بنفسهآ .. إن كآن هآللي تقوله تغريد قد مشي على الكلّ فهي مستحيل تقتنع فيـه .. وإنه من فرآغ .. آلكلآم كبير ومغزآه عميـق .. نبرتهآ مُريبه , ونظرآتهآ غآمضـه ... في – إنَّ - بـ الموضـوع !

تغريد ومن بين نظرآتهآ المستمتعه لـ دآرين إللي تشوفهآ ولأول مره قد كسآهآ التوتر والإرتبآك , ملتزمـه الصمـت فضلاً عن الإجآبه أو حتى الإستفسآر عن المقصـد ! حركت الفنجآل من طرفه العلوي على شفتهآ السفلى وعيونهآ تتفحصّهآ بـ إفترآس .. النظرآت المطوله إللي تجآهلتهآ دآرين عمداً , ولآحظتهآ ميسـم إجبآراً ..
طلبتهآ بـ هدوء: تغريد ممكن تجين معي شـوي

إهتز جفنهآ بجفله سريعه محوله نظرهآ من هيئة دآرين لـ هيئة ميسم إللي عآدت طلبهآ بنفس الهدوء تحت ترقب من الجميع: تعآلي معي أبي أوريك شيّ بـ آلملحق حقـي .. صآرلك فتره طويله مآزرتينآ
لوت أم وآئل فمهآ لليسآر ممتعضه صآده بوجههآ عنهم صوب شآشة التليفزيون آلمشغله على شيّ جميهم مآيتآبعوه , إبتسمت شروق بـ حسن نيّه لمقصـد ميسـم في حين شهقت دآرين نفس مكتوم مقلبه عيونهآ وبنفسهآ تتحمد ربهآ إللي بيفكهآ من هآلموقف آلمريب آلمتمثل بـ نظرآت أختهآ تغريد وآلقطّ إللي تقطه بكلآمهآ المُبطن وإللي كأنهآ درت آلقصد من ورآه ومآينقصهآ إلآ التأكد , أمآ آلشيّ آلحلو الثآني هو فكتهآ من خشّة ميسم إللي تغثهـآ ومآتسبب لهآ الآ إنقبآض بـ إحشآئهآ تشخيصـه إشمئزآز شديـد وحـآد !


/
/

خآرج الفيـلآ ..

في صمت مطبق كآنت تتبعهآ لحد مآنتهت خطوآتهآ قبآل آلملحق القزآزي مجهول المحتوى ...
مآتشوف إلآ نبآتآت كثيفـه تظهر من دآخله بسبب الإضآءه البيضآء آلمشعلـه ..
دخلته فآغره فمهآ وعيونهآ مرتفعه بملآمح مستكشفه المكآن إللي من مده زمنيه طويلـه جداً مآ دنت صوبـه
لفتهآ قفص نحآسي لآمـع متدلـي من السقف شآهق الإرتفآع ..
إمتدت يدهآ ملآمسه البآب الصغير للقفـص وعيونهآ متلألأه بـ إنبهآر لـ زوجين عصآفير الكنآري صفرآء آللون بدآخلـه !
....: هذولي جـدّ ! حقيقـه ؟
ميسم: تعآلي تغريد أبيـك

إنتشلتهآ نبرتهآ البآرده بطلبهآ لهآ من إنبهآرهآ لجمآليّة الشيّ إللي تشوفه وروعتـه ..
إبتدآءاً من ديكور المكآن بـ مجملـه لحد هآلعصفوريـن الهآدئيـن ..
تبعتهآ بـ هدوء لحد مآدخلوآ الغرفه الأولى بـ الملحق وإللي كآن المكتـب آلمنقول حديثاً ..
شهقه قصيره أصدرتهآ ويدهآ على فمهآ , عيونهآ موسعه بتفآجئ: نقلتـوآ مكتب وآآئــل !
ميسم: .........

نآظرتهآ تغريد وبآقي الإبتسآمه البآهته بوجههآ من عدم التصديق: وإنتو وين عآيشين أجل !
مآلت ميسم برآسهآ صوب البآب القزآزي على يسآرهآ: دآخـل غرفـة النوم ..
بلآ وعـي أقفت عنهآ صوب البآب دآفته بـ إندفآع إللي يستكشف مكآن جديد بسعآده والثآنيه تلحقهآ محركه كرسيهآ بهدوء ...
مآكآنت بـ المشغـل .. وآضح إنهآ إستقرت أخيراً بـ غرفـة النوم ..
....: تغريد أبي أكلمـك شويّ
إلتفتت لهآ تغريد بـ إبتسآمه عذبه زآدت من فتنتهآ البآلغـه: لآتكونين زعلآنه عشآن مآجيت عزيمة زوآجك .. ميسم إنتي تدرين ظروفي .. – رفعت رآسهآ المطأطأ بـ إعتذآر رآفعه حآجبيه موسعه عيونهآ بتعبير مشآكس مُردفه – أرسلت لك رسآله بـ الجوآل أبآركك .. شفتيهــآ ؟

زفرت ميسم نفس مهموم مطبقه فمهآ بـ إحبآط: أبيك بموضوع ثآني ولآتهتمين وآجد , أدري عن ظروفك
بهتت ملآمحهآ بعقدة حآجبين خفيفه: علآمـك أجـل !
ميسم: علآمـي أنآ أو علآمك إنتي !
قوست فمهآ بعدم فهم سآئلتهآ بـ خفوت: مآفهمــت !!!
إقتربت لهآ لحد مآوقفت تمآماً قبآلهآ مآيفصلهم شيّ رآفعه رآسهآ لأجل تكون المقآبله وجهاً لـ وجه: وش هذآ إللي مسويته بنفسـك ! ليش مغيره شكلك !

إخفضت بصرهآ في خجل لـ ثوآني تدآركته برفعة ذقنهآ مصطنعه الغرور بـ ابتسآمه خفيفه: عآدي , أغير ستآيل
ضيقت عيونهآ بـ استنكآر وكنهآ مآمشي عليهآ الجوآب: ومآلقيتي غير إستآيل دآرين !
نفضت تغريد شعرهآ معرضه عنهآ بجآنبهآ الأيمن: وهآلإستآيل مآيخص إلآ دآرين وبس ! مآحد له حق يسويّه يعنـي ؟
إلتفتت لهآ من جديد بحده وقد زآدت حموتهآ مكمله بـ إندفآع أقرب للإنهيآر بعدمآ أدمعت عيونهآ: وش إللي سويته يعنـي ! مغير عدسآت زرقآء ولبستهآ وشعـر وصلته وصبغتـه .. وش الغلط ؟ وش الجـرم ؟

ميسم إللي كآنت عيونهآ موسعه لآخرهآ بـ ذهول من إنفعآل تغريد المبآلغ فيـه , هذي إللي محملـه بقلبهآ وعلى تكّـه .. مآصدقت خبر إلآ وإنفجـرت .. – جآوبتهآ بهدوء تهدي من نفسهآ - : تغريد يآقلبي شفيـك ؟ مغير سؤآل عآدي سألته
مسحت برآحتهآ اليمنى منتصف جينهآ وكأنهآ تسنده عليه مغمضه عيونهآ لحظآت تتمآسك فيهم: معليش ميسم وآلله آسفـه ..
ميسم: لآتعتذرين عآدي مآصآر شيّ
جلست على طرف السرير مفرقه مآبين سآقيهآ ويديهآ الثنتين مضومتين بـ الوسط عيونهآ بـ الأرض , هيأتهآ بهآلوضع كمآ البآئس فآقد الحيله والرجآء: مدري شفيني هآلأيآم .. أعصآبي تآلفـه

حركت ميسم كرسيهآ بفم مطبق وكأنهآ مسبقاً تدري عن إللي تعيشه تغريد وتمرّ فيه: مبسوطه بحيآتك مع زوجـك ؟ يعآملك زيـن !
نآظرتهآ تغريد في صمت للحظآت ثم ردت بصرهآ للأرض وقد علت زآوية فمهآ بـ ابتسآمه سآخره: آلمفروض أكون مبسوطـه ..
ميسم: ...........
تغريد: مآلك مآفي أحسن منـه ... – نآظرتها والدموع متجمعه بعيونهآ على وشك السقوط , نبرتهآ حزينـه , هآدئه – يحبنـي يآميسم .. حيل يحبنـي , كلّ شيّ فيه جذآب .. فيه كل التنآقضآت إللي ممكن تتخيلينهآ .. أحسـه الرجّآل الكبير الصغيـر .. عنيـد بس يليـن .. جآف وحنـون .. له أوقآت يقسـى ويتجهـم وأوقآت ثآنيـه مآ أوقف ضحك على سوآلفـه .. يبيني وبقوّه بس مُرآعي ومتفهـم رفضـي .. مآلك للحيـن مآلمسنـي .. تعرفين يعني إيش رجّآل يحـب بقوّه , يوم تشوفين حآجته لك ورغبته فيك وبقوّه ! يوم تشوفينه يعآني لأجل يسيطر على نفسـه وينضبـط وبآلقـوّه !! مآني مبسوطــه .... أبدّ يآميســم ... أبـــــدّ

قآلت – أبـدّ – الأخيره بوهـن , طلعت مبحوحـه ومعهآ سآلت دموعهآ بسرعـه مآ أمدآهآ تلحقهـم وتمسحهم بظهر يمنآهآ .. تمسـح إللي نزلت والثآنيه لآحقتهآ ..
....: تعرفين ليش ؟ لأنك مو سآمحه لنفسك تتقبلين وجود هآلإنسآن
نآظرتهآ بوجه رقيق منكسر وعيون معتصره: وآلله حآولت .. قسم بآلله حآولت ومآفينـي , شيّ بدآخلي رآفض
ميسم: تدرين هآلرفض من ويـن ! من قلبك الغبي إللي بيضيعك .. تدرين ليش رآفض ؟ لأنه رآكـض ورآ الوهـم , متعلـق بآللي مستحيل إنه بيوم يحصلـه .. متعلـق بـ الأخ .. أخو زوجــك

من قآلت ميسم الأخيره إلآ وتأهبت حوآس تغريد كآملــه .. غآدرهآ إدآركهآ مآعد قدرت تربط بين الكلآم وتوصل لإستنتآج .. هآللي تقوله ميسـم إهو الحقيقـه , إهو الصدق .. وإهو المعآنآه النفسيّه إللي قآعده تعيشهآ بهآلعوآطف الدآخليه المضطربـه .. متدآخله ومتشآبكـه ومآلهآ أمـل فـ الإنحلآل ..
إعتصرت ميسم ركبة تغريد اليسرى بيمنآهآ قآصده لفت إنتبآههآ وإنتشآلهآ من سرحآنهآ المطوّل وقد رسمت الصدمه ملآمحهآ بين قسمآت وجههآ الحزين الفآتن: تغريد يآقلبـي .. البدآيه مآكآنت بيدك , بس النهآيه هي إللي بيدك ... لآتعيشين عمرك كلـه وأمرك بيد غيرك .. إذآ منتي متقبله وجود هآلإنسآن بحيآتك إطلعي إنتي من حيآتـه ... أدري إن إللي أقوله غلـط بس بوضعك مآني شآيفه صح غيره .. متزوجه وآحد وتحبين غيره , وليته أي أحـد .. إلآ إنه أخـوه .. يآويل قلبـي بس وش هآللي تورطتـي فيـه !!

إحتدت نظرآتهآ بـ كُره رآصه على أسنآنهآ بآلقوّه وبيمنآهآ تشد على ركبتهآ اليمين: دآريـــن ..
إكتفت ميسم بعقدة حآجبين إستفهآماً منهآ لقصدهآ في حين أكملت تغريد بنفس النبره الحآقده: دآرين آلسبب .. دآرين هي من ورطنـي هآلورطـه .. دآريـــــــن , دآآآآريييييييـــن – قآلتهآ بـ وهن خآفت وعيونهآ تنسآب منهآ آلدموع بلآ حسآب لتلحقهآ ميسم محتضنه وجههآ بين رآحتيهآ تهديدهآ –

....: بس يآتغريـــد .. بس تكفين لآتبكين وتعورين قلبي ..
تغريد إللي مآلقت نفسهآ من إنهيآرهآ الصآمت إلآ ونصفهآ العلوي محني للأمآم , رآسهآ مخفض على وركـي القعيده على كرسيهآ قدآمهآ تملس لهآ على شعرهآ الأشقر مطمئنتهآ بـ وشوشه خآفته شبه مسموعه قآصده طمئنتهآ وتهدية إنفعآلهآ: بــسسسس , آشششششش .. خلآآآآآص إهــــدي
....: دآرين إهي السبب يآميسـم
ميسم: ........
تغريد: مآلك قبل يتزوجنـي مآعرفنـي .. مآلك مآعرف إلآ شبيهتـي , أختـي .. توأمـي .. دآريـــن

من وقع آلجمله إللي صرحت بهآ تغريد توقفت حركة أصآبعهآ النآعمه المدآعبه للخصلآت الشقرآء وكأن الصدمه أوقفتهآ جبراً بينمآ أكملت تغريد سردهآ المجروح بنبره حزينه مبحوحه يظهر منهآ كلمآت وآضحه والثآنيه مسحوبه خآفته: دآرين إللي إستغلت الشبه بينآتنآ وسوت فعآيلهآ .. كآنت تشرد بـ شكلـي .. وبـ إسمـي .. إستغلتني وبعدهآ قآعده تستغل فينــي ..
ميسم: ...........
مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيه سآخره مكمله بـ هدوء , صدغهآ الأيسر على وركي ميسم وعيونهآ صوب البآب القزآزي: دآريـن حملـت .. وأجهضـت .. تخيلـي أمي وشروق جونـي يعآتبون شلون أحمل وأجهـض وهن مآلهن خبـر ؟ تخيلي أنآ شلون أحمل وأجهـض وأنآ زوجي توه مآلمسنـي !!

رفعت رآسهآ بحده عن ميسم تنآظر بوجههآ المصدوم , مصفّـر بملآمح محتده , فآغره فمهآ الفتحه الصغيره تفآجئاً , نظرآت عيونهآ البآرزه ثآقبه , هيأتهآ غير مُصدقـه .. أو إنهآ مُصدقه إنمآ ملآمحهآ هذي نتيجـة للصدمـه , المفآجئه المآغته .. شيّ إحتمآله وآقعـي لكنـه مُستبعـد .. مستبعـد نتيجـة للقرآبه إللي تربطهم ثنينآتهـم .. دآرين وتغريـد .. التوأم ! معقوله أخت تستغل أختهآ وبـ ابشع أنوآع الإستغلآل .. تستغل إسمهـآ .. سمعتهـآ .. وشرفهـآ !

رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بتعبير فآقد الحيله والأمل قبل مآتسألهآ بـ همس ضعيف: وش أسوي يآميسـم !
بلعت ريقهآ مخفضه بصرهآ لحجرهآ , بعده صدرهآ مُرتفـع , رئتيهآ ممتلئـه ..
هذي إللي من سآعه بـ الضبط كآن وآئل يوصيهآ فيهآ ترآعيهآ , تسآمحهآ وتقدر ظروفهآ النفسيّه ! هذي مو مجرد ظروف طآرئه وعآبره , تآخذ وقتهآ وتروح .. كلنآ يجينآ أوقآت نصير نفسيّه , على تكّـه وعلى شعـره تفلت أعصآبنآ .. هذآ اللي تعيشه دآرين إضطرآب نفسـي .. عميـق , وبآلــغ !

....: وزوجك يدري عن هآلحقيقـه !
شدت فمهآ المُطبق بـ ابتسآمه هآزئه مآسرع مآختفت مجآوبتهآ: هآلحقيقه مآعرفتهآ إلآ من زوجـي نفسـه ..
ردت ميسم وبلعت ريقهآ , عيونهآ مشتته تدور يمنه ويسره بـ ضيآع , مسكت جبينهآ بـ أطرآف يمنآهآ .. شيئ دآخلهآ مآهوب مستوعب .. سألتهآ وبوجههآ الإستفهآم: للحين مآفهمـت .. دآرين وش غرضهآ من هآلشيّ ؟ دآرين مسحيل تكون سآذجه لهآلدرجـه .. أبــدّ , أكيد هآللي صآر له سبب , أو إنه خطـه مدروسـه وزيـن بعـد .. بس المريب بـ الموضوع سآلفة حملهآ هذي ! وش فيهآ يعني إن هي حملت وأجهضت ؟! ليش تقول إنه إنتي !

....: أدخـل ولآ بينكــم أســرآر ؟!

أجفلهم ثنينآتهم نبرتهآ الجآفـه , أقرب للإستخفآف .. نآظروهآ بعيون متفآجئه وثنينآتـهم آثروآ الصمت عن الجوآب في حين أقبلت هي صوبهم بخطوآت متأنيه وعيونهآ تدور بـ المكآن حولهآ: أشوف ذوقك تعدل عن أول
- قآلتهآ منتهيه بـ الكلمه الأخير وعيونهآ على ميسم موجهه لهآ الكلآم إللي أكملته - : ذوقك بـ جنآح فرآس المآلكـي مآفيه أخسّ منـه .. أفكر أغيره قريـب
أطبقت ميسم فمهآ مفضلـه الصمت , هذي مآيصح معهآ إلآ التجآهـل .. وليتـه يصـحّ وهي تسكـت !

وقفت فوق رآسهآ مخلله أطرآف يمنآهآ بشعرهآ الأسود من فروته لحد أطرآف الخصلـه إللي إمتدت بـ الهوآء ثم ردت مكآنهآ تحت أنظآر تغريد المترقبـه وميسم بـ أحشآئهآ المنقبضـه من ملآمسة دآرين لخصلآتهآ وبهآلبرود والتأنـي ... وش إللي بنوآيآهـآ ؟! يآلطيــف !

قررت تغريد أخيراً تنهي الموقف البآرد , المشحون فـ الخفآء , والموتر ...
وقفت آمرتهآ بـ هدوء: خلآص دآرين وقفـي
عطتهآ نظره غآمضه فيهآ من اللؤم الشيئ اليسير وبوجههآ شبح إبتسآمه هآمسه إدعآءاً للجهل: إيش أوقـف !
تغريد: إتركـي شعرهـآ .. مآلك دخل فيهآ
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إعجآب رآده عليهآ بنفس الهمس البآرد المستفز: وآآو .. دآقين صُحبـه ثنينآتكـم !
تغريد وكأنهآ للمره الأخيره بتقول كلمتهآ , طلعت وكأنهآ متوعده تنبههآ , تفصل بين الكلمه والثآنيه , مشدده عليهآ: دآريـــن , إتركــــي , شعرهــــآ

بـ نعومه سحبت دآرين أطرآفهآ آلممسكه بـ خصلة الشعر السودآء لحد مآوصلت لنهآيتهآ ثم فلتتهآ في سلآم وعيونهآ بعيون تغريـد , تستفزهآ بـ ابتسآمتهآ اللعينه المآكره: مبسوطـه كذآ يآتوفــي ؟
رصت تغريد على أسنآنهآ بآلقوّه مكوره قبضتيهآ بـ غضب مكبوت: بطلي يآدآرين إسلوبك المستفز هذآ
ضمت شفتيهآ مآطتهم لقدآم إدعآءاً لتفآجئهآ وكنهآ صدق مستغربه: أوه ! إستفزيتـك ؟ - شدت فمهآ بـ ابتسآمه صفرآء قصيره – سوري , على بآلي قآعده أستفز هذي المعآقــه مو إنتـي !

إخفضت تغريد بسرعه بصرهآ لـ ميسم إللي كآنت في أقصى حآلآت تمآسكهآ , وجههآ جآمد , وكأنهآ صمآء مآتسمـع , إلآ إن آلصوت المكبوت بـ قلبهآ هي هو إللي أعلن أخيراً تمرده , علـى , وإحتـد .. رفعت سبآبتهآ بوجههآ: إلزمـي حدودك يآدآريـــن .. لمتـى عآد ! مغير تحقرين بـ العآلم والنآس وإنتي كتلـه من الحقآره .. إنتي الحقآره بذآتهآ .. يآشيخــــــــه أكرهــــــــــــك , آلله يآخذك ويفك العآلم من شرك وسوآد قلبــك


رد فعل والثآني كآن مخآلف له تمآماً .. ميسم إللي رفعت رآسهآ بـ صدمـه متملكهآ الذهول من قوّة تغريـد إلآ إنهآ مآتنلآم , نبرتهآ كآنت حآقــده , إمتلت بـ أكوآم من الغيـظ والقهـر , الغضب المكبوت وآلصمت المجبر ... دآرين إللي كآنت كمآ قآلب الثلـج , مآهتزت فيهآ شعره .. إتسع فمهآ بـ ابتسآمه مصطنعه وهي تخلل أصآبعهآ الطويله بشعر تغريد من الجآنب الأيسر لحد مآوصلت لأطرآفه: شكلـك حلـو وإنتي تشبهينــي .. لآبق لك الأشقـر .. – ثبتت عيونهآ المخيفه الصآرمه بعيون تغريد المدمعه مُردفه بـ بنبره مآتبث للنفس إلآ الإرتيآب – ولآبق لك هآلعيون الـزرق ..

شهقت ميسم نفس هآدي ترآجعت من بعده خطوه للورآء بكرسيهآ معلنه عن إنصرآفهآ ومآسرع مآلحقتهآ تغريد: وقفـي ميســــم
ميسم اللي أومأت رآسهآ إيجآباً مغمضه عيونهآ بهدوء تحثهآ تتمآسك , هذي هي فرصتهآ الوحيده للموآجهه مع توأمهآ الشيطآنـي اللعيـن .. الحركه إللي مآشآفتهآ دآرين لأنهآ كآنت مقآبله لـ تغريد ومعطيتهآ هي ظهرهآ .. إلآ إنهآ وبطرف عينهآ اليسرى لمحت كرسيهآ بحركته البطيئه وهو يختفي من ورآء البآب ...
نآظرت بـ تغريد المآثله قدآمهآ كشخص – عآري – خجـول , أو طفل بـ انتظآر العقآب ..!
رفعت حآجبهآ الأيسر الحآد سآئلتهآ بنبره بآرده , مخيفـه , وقآتله: هــآه يآتغريـد ......... نبــــدآ بسم آلله !

قآلتهآ ببرود جآلسه على السرير ممدده سآقيهآ قدآمهآ رجل فوق الثآنيه تنآظر بـ أظآفرهآ آلمرتبه اللآمعـه بـ لون بُنـي دآكـن , إظفرهآ الإبهآم مدخلته بـ إظفرهآ الأوسط وكأنهآ تنظفـه – سألتهآ ببرود - : هـآه .. وش عنـدك قولـي !
رمقتها بنظره مشمئزه إبتدآءاً من رآسهآ لآخر قدميهآ مجآوبتهآ بـ نفور وآضح: العلم كلـه عندك إنتي , مآعندي شيّ
....: وتحبـي نبدآ بـ أي علـم ! ترا علومـي كثيره
طيرت عيونهآ زآفره ضحكة إستخفآف قصيره: هــه , أول شيّ حمدآلله ع سلآمتـك , عوضـك خير بـ الحمـل الجآي
نآظرتهآ بـ حده , آلنظره السريعه الثآقبه تقييماً لجملتهآ أتبعتهآ بـ رفعة حآجب سريعه إستيعآباً: أهـآ , يعنـي عرفتـي
جلست على كرسي التسريحه مستنده على طآولتهآ بـ كوعهآ الأيمن: تحبين أعلمك رؤوس أقلآم وإنتي من بعدهآ تشرحيـن ؟

مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره ممدده كآمل جسمهآ على السرير بوضع أشبه بـ الإستقعآد , سآق فوق الثآنيه: حلـو .. تكلمـي أسمعـك
حركت لسآنهآ الحركه البآطنيه بفمهآ ومعه إنتفخ خدهآ الأيسر وكأنهآ تفكر رآده عليهآ بـ هدوء: سآلفـة حملـك إللي ألصقتيهآ فينـي , سآلفـة مآلك المُرشـد إللي بعد ألصقتيهآ فينـي .. – أغمضت عيونهآ مطبقه فمهآ بـ القوّه إدعآءاً للتفكير مكمله – وووو ... مدري الصرآحه , للحين هذآ إلي عندي

....: شلونـه مآلك معـك ؟ يعآملـك زيـن ! ترآه كآن يموت علـيّ – تدآركت نفسهآ مآطه فمهآ المضموم كـ إعتذآر – أوه سوري , أقصد يموت على تغريـد
عطتهآ نظره حآده حآقده: ومن وينه له بيعرفنـي ! إنتي إللي كنتي معه مو أنآ
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بلآمبآلآه: كنت معه روح فقـط لآغير , الشكـل شكلك , الشخصيه شخصيتك والأطبآع أطبآعك .. حتى الإسم ...... إسمـك , مآلك لمآ حبّ حـبّ تغريد مو دآريـن ..

شدت فمهآ بـ إبتسآمه بآئسـه مطبقه وعيونهآ على الشيّ البرآق بـ بنصرهآ الأيسر إللي مدته لهآ مفرقه مآبين أصآبعهآ لأجل تشوفه الثآنيه ..
سآئلتهآ بـ إبتسآمه قصيره: وش رآيـك بـ الخآتـم ؟
عطتهآ نظره جآمده , مطولـه .. مآتقدر تقول وش رآيهآ بـ الخآتم لأنهآ وببسآطه مآتشوفـه .. مآيوضح منه إلآ هآلوهـج المتلون .. ألوآنه متغيره .. صفرآء , زرقآء , فوشـآ .. أخضـر .. أو إرجوآنـي !
أطبقت تغريد أصآبعهآ مقربه قبضتهآ اليسرى من وجههآ تنآظر الخآتم بـ إبتسآمه لمعت معهآ عيونهآ بـ إشعآع حزين: هآلألمآسـه هدية تمآمي الـ أربع وعشرين من مآلـك

إرتفعوآ حآجبيهآ مآطه شفتيهآ المزمومه بـ تعبير الإعجآب في حين وسعت تغريد عيونهآ بـ إستفهآم مشآكس: رآئـف وش جآبلك هديّـه ! خل نشوف منو هديته أحلـى
أخفضت بصرهآ بنظره تحتيه مطبقه فيهآ فمهآ بـ إمتعآض من الطآري .. هديّـه ! أي هديـه !
اليومين المتوآليين سوآ يوم ميلآده هو أو ميلآدهآ هي كآن برفقـة ذيك الحوريّـه وهي مجرد رمز صفري مآله أي قيمه بـ خآنآت حسآبـه وإعتبآرآته !

الحزن المكبوت إللي حرصت على عدم إظهآره بـ سؤآلهآ المخآلف للإجآبه إللي كآنت تنتظرهآ تغريد: حلوه هديتـه ... هآلكثر يحبك يعنـي !
بللت شفتيهآ وإبتسآمه بآهته بوجههآ آلحزين: إيـه يحبنـي , يحبنـي وحبه كل مآلـه يزيـد ... عرف بـ الحقيقـه ولآ إهتـم , مستعـد ينسـى كلّ شيّ أووو , يتنآسى حآلياً لأجل نقدر نتخطـى الموضوع ونعيش عآدي ... تتوقعين نقدر نكمل ونعيش مع بعض عآدي ؟ آلشيّ إللي بدآيته غلط ومسآره من أول أعوج ومنحرف تتوقعيـن يعتدل ؟ نتيجتـه صحيحـه ونهآيته سعيـده ؟

قوست فمهآ مخفضه بصرهآ للحظآت جآوبتهآ من بعدهآ ببرود: بيدك هآلشيّ , مآهوب بـ المستحيل ..
تغريد: مآنـك ندمآنـه !
دآرين: مآتعلمـت أنـدم على شيّ .. مآ ندمت من قبل على الخطآ لآجل أندم الحين على الصوآب
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر: صوآب !! أي صـوآب !
دآرين: مآلـك , مآلك آلمُرشـد .. هديتي لـك , رجّآل مآينقصـه شيّ , غيرك يحفون عشآنه وإنتي وبكل سهولـه , ببسآطـه وبدون ذرة عنـآ ... ملكتيـه , صآر لك إنتـي .. زوجك إنتي , وفوقهآ يحبـك وميتن عليـك , مآعجبتـك آلهديّـه !

أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر , جرح عميق بقلبهآ .. مرحلة عدم التصديق قد تعدتهآ من زمآن , عدم إستيعآبهآ لمكنون الشرّ الدفيـن بقلب أختهآ تجآوزته بعد من زمآن .. أمآ إللي أول مره تكتشفـه هو هذآ الدم البآرد , الضميـر الميّـت .. حتى إنهآ مآلآحظت بوجههآ أي تعبير شفقـه , ولآ بعيونهآ أي نظره توحـي بـ الإعتذآر الحسـي .. شيّ بسببه تطلبهآ تسآمحهآ على فعلتهآ وهي تدري إنهآ رح تسآمحهآ .. الآ إنهآ قدآمهآ كآنت كمآ الدميـه البلآستيكيّـه , وجههآ ثآبت الملآمـح , جآمد بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مصطنعـه .. تعآبيرهآ مدروسـه وكأنهآ مبرمجـه .. إنسآن أبعد مآيكون عن البشريـه أقرب مآيكون للـ آليـّه اللإلكترونيّـه ..

غصباً عنهآ طآحت دموعهآ في صمـت , طلع طوتهآ مخنوق متشحرج , عآتب , وحزين: أي هديه هذي يآدآريـن ؟ أي هديـه !
قآلتهآ وهي تمسح دموعهآ بظآهر يمنآهآ مكمله بـ نفس اللوم الحزين والعتب آلمجروح: وشكلـي وأنآ بنت مضيعـه شرفهآ تتسآير مع الشبآب ! وأنآ رخيـصه ولحمـي يتحسسه الكلآب ! الإهآنآت إللي كنت أجمعهآ من كل صوب .. من أمي وأبوي , وعمـي .. ووآئـل .. حتى من مآلـك .. طيب وعيلتـه !! وش ظنك إنهم يقولون عن علآقتنآ هذي ؟ وشهي أسبآب هآلزوآج المفآجئ وبهآلطريقـه الرخيصه ! حآسه إنك قدمتـي لي هديـه ! رجّآل مآينقصـه شيّ وغيري يحفون عليـه ؟ لآ يآدآرين .. لآ .. قلبي للحين مآحفـى عليـه , تدرين ليش ! لأن قلبي الغبي هذآ يحبّ غيره .. يحـبّ أخـوه .. – بلآ إرآده أطلقت صرخة القهر والحسره الحبيسه بقلبهآ من شهور طويله ضآربه الطآوله بـ رآحتهآ اليمنى – أحـــب أخـــوه مآ أحبّــــــــه .. شفتـي وش سويتـي فينـــــي !! فينـي جرح يآدآريـن .. قلبـي يعورنـــــي .. حيــل يعورنــــي .. مشمئزه من نفسي ومن عوآطفي الغبيّـه كل مآلهآ تزيد وتكبر , أنآ مختنقـــــه , شيّ بصدري كآتمنـــي .. شيّ ....... شيّ ... – تطآيرت منهآ الكلمآت وهي تتحسس عنقهآ , تنآظر الفرآغ قدآمهآ بعيون سآيلـه , أردفت بـ وهن حزيـن , مبحوح – شيّ يذبحنـي .. شيّ صعب , صعب يآدآرين حرآم عليك ....... وآلله حرآم

أغمضت عيونهآ بـ همّ مطبقه شفتيهآ بـ يأس: طول عمـرك غبيّـه
نآظرتهآ بوجـه رقيق منكسر وعيون دميعه مغرغره لتأكد الثآنيه على كلآمهآ: غبيّـه ومُغفلـه .. وسآذجـه ...... حبيتـي أخو زوجـك ! أخو زوجـك يآغبيّـه !
....: مآنيب مسآمحتك يآدآرين ولآ بعمري رح أسآمحـك
إستقعدت مستقيمه بجلستهآ منزله رجولهآ بـ الأرض: الحين أنآ المذنبـه ! أنآ اللي أخطيـت ! أنآ إلي قلت لك روحي وطيحـي بغرآم أخو زوجـك !
ضربت الطآوله بيدهآ مطلقه صرختهآ: خـــــــــــلآآآآآص , خلآآآص كآفـي إسكتـي مآبي أسمع منك شيّ خلآآآآآآآص ... حسبي آلله عليك يآدآريـن .. حسبي آللــه عليـــــك

إقتربت منهآ لحد مآجلست على ركبتيهآ بـ الأرض قدآمهآ – حنـت نبرتهآ إللي إنخفضت بصوت مآيسمعه إلآ ثنينآتهم - : هذآ لمصلحتك يآتغريـد .. أبي أضمن لك حيآه سعيـده ومستقره , حيآه مُرفهـه .. مآبيك تعيشين وشيّ نآقصـك .. لآ مآدياً ولآ معنوياً .. زوجك من البطرى .. يحبـك وبقوّه ..
....: بآللي سويتيه يآدآرين حكمتي عليّ بـ حيآه تعيسـه .. من وين لي بشوف السعآده وهذآ هو حآلـي .. ليش ؟ ليش سويتي كذآ ! أنآ أختك .. أنآ توأمك .. أنآ نصفك الثآنـي تدرين يعني إيش نصفـك ! كنآ شيّ وآحد وإنقسمنآ .. أذيتينـي يآدآرين وأذآك كبير .. أنآ أخطيت بيوم فيك ! زعلتـك ! ضآيقتك حتى لو بدون قصـد ! كل يوم أسمعك تبكيـن من إللي كآن إللي يدخل غرفتك , ينآم ورآ ظهرك .. ويضمــك .. بآلغصـب وبآلقوّه .. ليش يآدآرين ! ليـش !

أطلقت زفره عميقـه , مهمومـه .. أغمضت من بعدهآ عيونهآ بهدوء مطبقه شفتيهآ بـ إحبآط .. كمآ المستسلـم .. أو إنهآ فعلاً هذي هي لحظـة الإستسلآم والإعترآف ..!
شددت على مسكتهآ ليدين أختهآ محآولة لفت إنتبآههآ بهدوء للشيّ إللي بتقولـه تآلي: إسمعـي تغريــد
....: مآبي أسمع شيّ , إتركيني دآرين وروحـي ..
شددت أكثر من مسكتهآ كـ رفض فعلي: لآ مآرح أروح , وإنتي بتسمعيني
مآردت إلآ بحركة وجههآ الرآفضه يوم صدت عنهآ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ بـ مرآيه التسريحه على يمينهآ في اللحظـه إللي شهقت فيهآ دآرين نفس عميق هآدي .. ظآهرياً ثآبتـه , إلآ إن جوفهآ كآن متصآرع , متخبـط ومضطرب ...
خفقآن سريـع بقلبهآ تحسّه وخزآت إبـر متتآبعـه .. أنفآسهآ قصيره , متلآحقـه .. أحشآئهآ منقبضـه , ألم بـ عضلآت معدتهآ المنكمشـه ,تحسّ بـ تعرق بدأ يُفرز وكأنهآ على أعتآب لجنـة إختبآر .. مصيري ..

....: أنآ وإنتي يآتغريـد .........
سكتت مآتدري وش الطريقه إللي تصرح بهآ عن الهمّ إللي أثقلهآ سنوآت طويلـه وهو بـ طيّ الكتمآن جبراً ..
بلعت ريقهآ بـ صعوبه مغمضه عيونهآ بـ القوه إللي برزت معهآ عروق عنقهآ آلمنتفخـه ..
حررت نفسهآ المكتوم مكملـه المبتور من كلآمهآ: أنآ وإنتي مو بنآت أبوي محصـن ..

قآلت كلمتهآ بـ إنتظآر ردة الفعل لـ تغريد إللي مآكآنت إلآ عقدة حآجبين خفيفه .... مآفهمــت , وهي مآتلومهآ ..

....: مو بنآت أبوي محصـن , ولآ أمـي .. ولآ خوآت شروق .. ولآ وآئـل أخونآ
عقدة الحآجبين الخفيفه بوجه تغريد إشتدت , تقآربوآ إستنكآراً لحد مآ أوشكوآ على التلآصق , طلع إستفهآمهآ شآحب , بآهت , وشبه مسموع: إيـــش !
دآرين: أنآ وإنتي من علآقـه غير شرعيّـه .. أو شرعيّـه مآ أدري , لكن أبونآ رفض يعترف فينآ .. رفض أمـي إللي بدورهآ رفضتنآ .. قطتنآ على أبونآ , تركتنآ ولآ سألت وهو آلله يعزّه قطنآ بـ الملجأ , ومثل مآسوت أمي هو سـوّآ .. تركنآ ولآ سأل .. تدرين منـهو إللي سأل ! منهو إللي خذآنآ ! منهو إللي نسبنآ لـ إسمـه وربآنـآ !

بلعت ريقهآ إللي أصدر صوت وعيونهآ محتده , ثآقبه كمآ الصقـر .. مستنكـره وبشـده , غير مُصدقـه , غير مستوعبـه .. آثرت الصمت جبراً حتى عن السؤآل لتكمل دآرين البآقي من ذخيرة صدمآتهآ الغير مقبولـه واللآمنطقيّـه ..... إطـــــلآقــاً
....: أبوي محصـن يآتغريـد .. أبوي محصـن إللي سوّآهـآ ..
تغريد: إنتي وش إللي تقولينـه ! مستحيــل
حركت رآسهآ نفياً بهدوء: هذي الحقيقــه
بعدهآ وجههآ شآحب , مصدوم ومُذبهـل: مستحيـــــــل
دآرين: تدرين منهـو أبونآ ؟
سحبت يدينهآ بـ القوه من يدين دارين ووقفت عن الكرسي نآفيه وبشده: مستحيـــــل

وقفت دآرين عن الأرض لتماثلهآ بـ الطول موآجهتهآ وبنبره جآهره أقرب للصيآح موآزيتهآ برفضهآ الصآرخ: أبونآ فيصــــل .. تدرين منهو فيصـــل !!
إرتدت تغريد خطوه للخلف , كمآ الهآرب المتخوّف من وجود شـبح قدآمه ..
دآرين: أبونآ الحقيقـي هو عمنـــآ .. عمنآ فيصــل يآتغريـد هو أبونــآ .. ميسم هي أختنـآ .. مو شروق , ولآ وآئـــل
....: إسكتـــــــــي , كآآآفـــــــــــي مآبي أسمع شيّ

إقتربت عليهآ دآرين وقد حفر الذعر قسمآت وجههآ ولأول مره من شآفت أختهآ إللي إرتمت بـ أرضهآ ويديهآ الثنين على أذونهآ مآنعه نفسهآ تستمع لأيّ من كلآم أختهآ وإللي كآن من الصعب أو إنه المستحيل بـ نفسّـه إنه يتدآركه ذهنهآ المشتت وأفكآرهآ العآصفـه المتخبطـه من هـول إللي تقولـه أختهآ إللي جلست قدآمهآ بـ الأرض سآحبه يدينهآ بـ القوه من على أذنيهآ: لآ بتسمعيــن , وبتسمعين الكلآم لنهآيتـه .. هذآ هو السرّ الكبيـر , هذآ هو همـي الكبيــر ... هذآ هو إللي كآن مبكينـي كلّ يوم .. هذآ إلي بسبته كنتي تدخلين غرفتي , تنآمين ورآ ظهري وتشدين من حضنك لي تهدينـي .. هذآ هـــــو .. هذآ هو إللي عذبنـي وبعده يعذبنــي .. تحسين فيني الحيــن ؟ تحسين بوجعـي القديــم وإللي بعمره مآرح يبـرى ! تحسين فيني وأنآ أشوف أبوي قدآمـي وأنآ أقولـه عمّـي ! أشوفه معترف بـ ميسم من زوجته الثآنيه وبعيآله من زوجته الثآلثـه وقآطنآ حنـآ ! رآفضنآ ! رآمينآ بـ الزبآلـه مآيبينآ ! وش فرقنآ عنهــم ! لو إنآ نتيجـة غلطــه وش ذبنآ حنآ نتحمل هآلخطآ بروحنآ وإهو السبب فيــــه .. إيه أنا إللي تنكرت بشكلك وأنآ إللي تبليت على هذآ النذل أبوي وطلبت من مآلك ينتقم لـي لأن مآبيدي حيلـه .. بس للأسـف قدر ينفذ منهآ هآلفيصـل الخسيس .. أنآ إللي أغرقت ميسم بـ المسبـح وكنت أبي أنتهي منهآ وللأبـد .. أنآ إللي تبليت على زوجته أم متعـب مع السآيق حقهـم وخططت لفضيحتهم إللي صآرت بكل لسآن وليتـه نفـــع .. هذآ أبوك جمآد مآيتحرك , مآيهتز فيه سآكـن .... أكرهـــــــــه وودي لو يموت , شوفته تقهرنـي , دآخلي شيّ يغلـي , يحرقنـي .. من يوم دريت وأنآ قآعده أموت .. أموت بـ البطيئ .. أكرهـه يآتغريد .. أكره فيصـل أبوي .. أكره فيصل عمـي

أخفضت رآسهآ للأرض لأجل تستقر عليهم دموعهآ الحآرقه المتوآليه مبللتهآ بدلاً من خديهآ بتوسل بآكي , ضعيف ووآهن: ليش يآدآرين .. ليش عمـي آلحين تتبلين عليه هآلبلآ ليـش .. كآفي , كآفي تعذبين النآس وتعذبين نفسـك كآآآآفــي
أطلقت صرختهآ النآفيـه: لاآآآآآآآآ .. لآ مآ أتبلـى هذآ الصــدق وهذي الحقيقـــه

جت بتمسك كتوفهآ مشدده عليهم إلآ وإبتعدت عنهآ تغريد بـ نفور رآفضه ملآمستهآ لهآ موقفه بسرعه عن الأرض: إنتي مريضه يآدآرين .. مريضه نفسياً ... أكرهـــــــك
لحقتهآ دآرين موقفه بزمجره صآرخه: أبوك السبب بهآلمــرض .. إكرهيــه إهـو , إهو إللي يستآهل هآلكُره مو أنـآ
إلتفتت عليهآ مسكتتهآ بصرختهآ الحآده: خــــــــــــلآآآآآآآآآص
وآزتهآ دآرين بنفس الصرآخ الحآد والجآف: روحـي إسألي أبوك محصـــن .. إسألي أمــي .. إسألـي وآئـــــــل .. وإسألي أبوك الحقيقــي فيصـــل .. إسأليهــم كلهــــم , إسأليهم وإنتي بتتأكدين من حقيقـة هآللي أقولـــه إسأليهــــــــــم


وقفت لحظآت مكآنهآ متسمره , هآلثقه والجديّه بـ لهجة دآرين أبقت على آخر ذرآت الصمود بدآخلهآ .. شيّ من حولهآ يرتـج , يهتـز , وينهـآر ...
الرؤيه قدآمهآ ضبآبيّـه , بوهيميه وغير وآضحـه .. هل بفعل دموعهآ المتوآليـه ! أو الصدآع الحآد المؤلم إللي بآغتهآ لمآ بين عيونهآ مسبب لهآ وجـع مآعآد فيهآ تحتملـه ...

كمآ الهآرب من الحقيقـه إللي رآفضتهآ قطعاً وبـ الإجبآر .. هذآ إللي تقولـه دآرين ضرب من الجنـون ..
بخطوآت سريعه مُهرولـه طلعت من الغرفـه مآتشوف شيّ قدآمهآ ولآ تدري وينهي وجهتهآ ولآ لوين تبي توقف لحد مآرتطمت بذآك الجسد النحيل قصير القآمه مقآرنتاً بـ طولهآ الفآرع بهآليوم .. سآئلهآ بـ إستغرآب من وجودهآ بغرفته: دآريـــــن !

دآريـن !! الإسم إللي من قآله وكآن صمّآم الأمآن إللي إنفلـت .. دفته بكلتآ رآحتيهآ من وسط صدره الدفّـه إللي إستجمعت فيهآ كل قوآهآ المنهكـه مبعدته عنهآ وبقوّه ليختل توآزنه ويرتطم ظهره بـ البآب السوكريتـي الرئيسي للملحـق: مآنــــــــــي دآريــــــــن .. أنآ تغريـــــــد .. تغريــد مو دآريـــــــــــــن

إتسعت عيونه بـ دهشـه إستنكآريه وتخوّف أقرب للإرتعآب من زمجرتهآ الغآضبه وكأنه متلبسهآ الشيطـآن ..
ثبتت عيونه عليهآ من ظهرهآ وهي مبتعده عنه مهروله للبيـت ومآسرع مآنتفض جسمـه من مرت قدآمه النسخـه الثآنيه من ذيك إللي توّهآ وطلعـت , إلآ إنهآ كآنت أهـدى ظاهرياً , ثآبته إنفعآلياً ..

عطته نظره جآنبيـه مطبقه فيهآ فمهآ في صمت , وبـ صمت إبتعدت عنه طآلعه من ملحقـه للبيت إللي وقفت أختهآ على بوآبته الدآخليـه وقدآم النآفوره الجبسيّه بـ المدخـل مطلقه صرخآتهآ العآليـه والمجلله , دموعهآ مآوقفت للحظه: صآآآآآفــــــــي يآآزفـــــــــــــــت .. صـــــــــــــآآآآآآفـــــــــــي

بـ إرتعآب جمآعي من حدة الصوت الصآرخ وزمجرته طلعوآ كلّ من البيت ركضاً لمصدر الصوت وأولهم صآفي – الشغآله – إللي اقبلت صوبهآ تمسح يدينهآ المبلله بملآبسهآ لتقآبلهآ تغريد بصيآح مبحوح وشكلهآ جرحت حلقهآ: والصمـــــــــخ مآتسمعيـــــــــــن .. جيبــــي عبآيتـــــــــــــــي .. وين العبآيــــــــــــــــآآآآآآآآآآهــ

بققت أمهآ عيونهآ وبجآنبهآ شروق إللي مسكت ظهرهآ بألم وجهها مفزوع تتقدمهم ميسم على كرسيهآ المتحرك بنفس الملآمح المذهوله ...
سألت أمهآ بـ تخوّف وهي تقترب عليهآ بـ خطوآت متأنيه حذره رجل تقدم والثآنيه تأخر: تغريـد يمّــك .. آسم آلله عليك شفيـك يآبنتـــي !

نآظرت بـ أمهآ وكأن لسعـة كهربآء سرت بـ كآمل جسمهآ من هآلكلمه الأخيره إللي قآلتهآ .. – يآبنتـــي - .. شلون ! شلون هذي المآثله قدآمهآ بشحمهآ ولحمهآ نفس شكلهآ مآتبدل من يوم وعت بهآلدنيا وأدركت وجودهآ وهي مآتعرف أم غير هآلأم .. شلون دآرين الحين وبكل بسآطه تقول إنهآ مو أمهـآ .. شلون هذي إللي تشوفهآ قدآمهآ مو أمهـآ ! وشلون شروق آلحين مو أختهآ .. وميسم إللي كآنت بنت عمهآ هي أختهآ .. ووآئل إللي تركته على بآب ملحقـه , إبن عمّهـآ مو اخوها !

جتّ أمهآ بتلمسهآ من ذرآعهآ والقلق بوجههآ إلآ وتبتعد هي بنفور شديد , وآضح وصريح .. رآفض لهآلملآمسـه ..
شدت عبآيتهآ من يدّ صآفي الشغآله وطلعت من البآب وهي تلبسهآ بـ تشتت وإرتبآك وآضح الحركـه ... يدين مآتدري وين الأكمآم .. العبآيه من وجههآ ولآ ظهرهآ ..

أطلقت صرختهآ إللي مآقلت حدتهآ أبدّ مآسحه وجههآ المبلل بـ طرحتهآ إللي تحآول تثبتهآ على رآسهآ إلآ إن إرآدتهآ كل مآلهآ تخونهآ , وهن بـ كآمل أعصآبهآ وخلآيآهآ المدمره وبـ الكآمـــل ...
....: هـــــــــــــــــلاآآآآآآآآآآل ...


/
/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية