لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-16, 03:31 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

من دآخل آلقصـر , ومن دآخل صآلة الإستقبآل الضخمـه إللي خصصوهآ مكآن ثآني للإحتفآل غير آلحديقـه آلخآرجيّه ...
آلمكآن إللي إجتمـع فيـه آلبنآت بكثرهـ عن آلحريـم على صـوت آلدي جيّ الصآخــبّ ..
طلعوآ منـه للهوآء الطلـق بـ الحديقـه إللي كآنت أهـدى بكثير من صخـب آلدآخـل ..
على طآوله من آلطآولآت آلدورآنيّـه آلمغلفـه بستآن ذهبـي آللون أقبلوآ ثنينآتهم بضحكه مجلله قآبلتهم هي بـ إبتسآمة حُبّ: جعلهآ دوم الضحكـه
أرخت جسمهآ على الكرسي ممدده رجولهآ مطلقه تنهيده مرهقه: آآآآآآخ يآلهوي هموووت
جلست بـ الكرسي جمبهآ: ههههه خآلتي بنتك مآرحمت نفسهآ من أول وهي ترقص .. عآد كل البنآت خقوآ عليهآ .. إرقيهآ يآخآله تكفين

مسكت ذقنهآ مضيقه عيونهآ بـ لؤم: له ! رقصتـي ؟
حطت يدهآ على صدرهآ تهدي من إنفعآل أنفآسهآ اللآهثه تحس نفسهآ كآنت بحلبة مصآرعه مآهيب قآدره تلتقط أنفآسهآ ليطلع صوتهآ الضخم مبحـوح مسحوب منهـك: كلـه عشآن نسمـه .. وعدتهآ أرقص لهآ , الغبيّه أطعـت نفسي خلآآص همـووووت
هزت أمهآ رآسهآ بخيبة أمل: وترقصين وغنتي ذرآعك مجبّر كذآ ؟!
طلعت لسآنهآ بشغب وشقآوه بمعنى ( عآدي ) بينمآ ضحكت ورده عليهآ مردفه: هههه حشى مآبغيتي توقفين .. يديني عورتني من التصفيق
أم عُمر: وإنتي مآتعرفين ترقصين يآورده ؟

بققت عيونهآ بدهشه: لـه ؟ تخيلي شكلي وأنآ أرقص مع ذآ الطول .. أهمّ شيّ محمـود ههههه
حوريه: ههههه لآ أهمّ حآقـه عبـدو
إنعقدوآ حآجبيهآ مبتسمه بعدم فهم: منو ذولـي ؟
ورده: ههههه وآلله مدري .. هذي الأغآني حور إختآرتهآ وقآمت ترقص عليهآ .. – ناظرت حور مبققه عيونها وهي تعيد كلمات الاغنيه - محمــووود إي دآ يآمحمـووود ..
حوريه: ههههه .. لآ وآلنبــي يآعبدوو لآ مش كدآ يآعبـدوو
إنشد فمهآ بـ إبتسآمه قصيره من شآفت وردهـ وضحكتهآ إللي شقت وجههآ الحزيـن بسعآدهـ حقيقيـه ... هآلبنت إللي كسرت خآطرهآ وشآلت همهآ من درت بوفآة أمهآ وشلون كآنت علآقتهآ فيهآ قويّه ومتينـه .. شلون كآنت وشلون أصبحـت .. تضحك ومن قلب إلآ إن بعيونهآ حزن كبيـر وعميـق منعكـس على شكلهآ ظآهرياً .. شكلهآ المُتعب المرهـق .. إللي يشوفهآ ينكر أبداً إنهآ بمنآسبة زوآج ومن طـرف لزمـي القرآبـه ..
سبحآنه من أسكن الوجـع بـ القلـوب لتحرمهآ اللذآت المؤقتـه ..

فستآنهآ شيفون سآده مزموم من الصدر ومنسآب بـ نعومـه لآخر سآقيهآ بـ حمآلآت عريضـه منسآبه عن الكتفيـن .. شعرهآ النآري مملس مفرود , وجههآ خآلي من أي لمسـة تجميـل إلآ مرطب شفآه شفآف .. إستغنت عن نظآرآتهآ الطبيّـه بـ عدسآت لآصقـه شفآفــه ...

قطعت تأملهآ بـ ترحيب مبتسمه: أهلين يآم فيصـل ..
دنقت عليهآ مرآم تحبهآ وتسلم عليهآ: أهلين خآلتي شلونك .. عقبآل عيآلك إنشآلله
ردت لهآ المبآركه مأشره لهآ تجلس: إقعدي إرتآحي شويّ
مرآم: لآ أنآ جآيه آخذ حـور , نسمـه مرسلتني بسرعـه تبي تسلم عليهآ قبل تطلـع
وقفت حور بوجه عآبس: خلآص هتمشي حآلن ؟
ميلت مرآم رآسهآ لليمين مبتسمه بـ أسف: إيه خلآص
ورده: الخآيسه مرسله لـ حور بس , وآلله مآ أروحلهآ أجل
مرآم: ههههه قومي قومي
حطت رجل على رجل وتكتفت: وآلله مآ أقوم .. حلفت
مرآم: بكيفك أجل .. يلآ حور مشينآ ...

خطت الحشآئش بخطوآت غير مستقره بسبب كعب جزمتهآ الذهبيّه لتقطـع مرآم الصمت: على فكره أنآ أدري إنك مظلومه بسآلفة الجوآل ذيك
وقفت فجأه وعيونهآ بـ الأرض لتكمل مرآم بنبره أهدى: ورآئف بعـد يدري .. أم طلآل وشروق وزوجهآ أحمد .. كلنآ ندري

ضيقت عيونهآ رآده بحقد: وعآرفين إن دآرين هيّآ السبب !
أخفضت مرآم بصرهآ ثم تنهدت بـ إحبآط: حور دآرين مآلهآ دخل ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستنكآر شديد بينمآ أكملت مرآم بـ كذب مآكآن بيدهآ إلآ هـو: صدقيني دآرين مآلهآ دخل .. أنآ بنفسي لقيت جوآلك مع بنآت ثآنيآت

لوت فمهآ المطبق لليسآر ومعه مآلت نظرتهآ بتفكير تقييماً للي تقوله مرآم ومدى صدقه لتكمل مرآم قآطعه لهآ أي مجآل للتفكير والتشكيك: على فكره .. أبو فيصل بنفسه قآل إن رآئف يدري إنك بريئه ولآ مآكآن سوآ سوآته .. مآكآن ردك لعصمته أبدّ يآحـور .. – أومأت برآسهآ تأكيداً لكلآمهآ هي ونفياً لنظرة عدم الإقتنآع بعيونهآ , هآمسه بـ ثقـه وتشديد - : صدقينــــي



/
/
/



بـ مكآن تزآمن من الأجوآء الإحتفآليّه الصآخبـه , عآكسهـآ بـ الجمود والبرود واللآمبآلآه !
الـ رويّآل سويـت المحجـوز خصيصاً لهـم بوآحد من أرقـى فنآدق المدينـه ..
أنزلت عبآيتهآ من كتوفهآ لتنسآب على جسمهآ وتستقر بـ الأرض .. فكت طرحتهآ الملفوفه حول رآسهآ الضخم بـ إهمآل وأردتهآ لموقع العبآيه ..

نفخـت هوآ بضيـق وعيونهآ تدور يمنـه ويسـره بـ أرجآء الصآلـه إللي تخطتهآ بخطوآت متثآقلهآ رآفعه فستآنهآ الثقيل المطرز من موقع فخذيهآ صوب غرفـة آلنـوم إللي وقفت عند بآبهآ بصدمه شلتهآ عن الحركـه ..
إنفغر فمهآ الصغير أقصآه وعيونهآ على السريـر خصوصاً بـ إنبهآر !
نقلت عيونهآ المذهوله بـين زوآيآ الغرفـه المجهـزه أتمّ تجهيـز ليـوم وصفـوه بـ انه يوم آلعُمـر !

شمـوع كثيره بـ أحجآم مختلفـه موزعـه بكل مكآن بـ الغرفـه .. ريحـه زكيه عبقـه تفوح من المكآن للحد إللي معه تأسر فيه كل حوآسك وتخدر كلّ أعضآئك .. بقدم مسحوره مشت للسرير إللي وقفت عنده وإنحنت رآفعه شويّ من وريقآت الورود الطبيعيـه إللي تشكلت برسم القلب على اللحـآف الستآنـي سمنـي آللـون ..
شمت الوريقآت الحمرآء مغمضه عيونهآ بـ سِحـر وأسـر وإنتشآء لينتفـض جسمهآ بـ أكمله مخترعـه من صوت الباب اللي تصفق بـ قوه !

تبعثرت الوريقآت من بين أصآبعهآ ملتفته ورآهآ بـ جزع وعيونهآ بآزغه صوب بآب غرفة آلنوم ...
ثآنيه , وثنتين , وثلآث .. مروآ بسرعـه أو ببطـئ ,, مآحسّـت بـ الوقت ولآ بـ السرعه إللي يمرّ فيهآ الوقت .. كنها خآطفه أو متبآطئـه ... وآقفه مكآنهآ , سآكنـه , جآمـده .. أطرآفهآ ممدده بترآخـي .. عيونهآ معلقـه بـ البآب وبـ الفرآغ من ورآه ...

ألمّ بدآ يسري من كعوب رجليهآ المعلقيـن على كـعب مسمآر طولـه 18 سـم !
الألم إللي معه إهتزت ركبتيهآ بوهـن ومآعآد حست رجولهآ تقدر تشيلهآ ..
إرتمت بطولهآ جآلسه على طرف السرير تنآظر شمعـه من الشمعآت وهي تحترق .. تسيـح .. ثم تختفـي وتنطفـي ...
مآتدري ليش إثر هآلخآطر الشين إللي طرآلهآ من شآفت هآلشمعه قدآمهآ وشبهتهآ بنفسهآ .. وقفت بسرعه مصلبه ظهرهآ ويدهآ على صدرهآ المتسآرعه أنفآسه محملقه في الفرآغ بـ خوف وإرتعـآب !

هزت رآسهآ بآلقوه وكنهآ تنفض عن بآلهآ هآلأفكآر والخوآطر " شفينـي ! وش هآلأفكآر أعوذ بآلله .. هذي توهآ البدآيـه ليش كذآ متشآئمـه ! – نفخت هوآ من فمهآ المضموم تهدي فيهآ من إنفعآلآتهآ الدآخليه المضطربه – هـــوففففف .. يآربــي "

نفضت يدينهآ مفرقة الأصآبع وكنهآ تنفض منهم المويه: يآربي شفينـــي وش هآلتوتـر .. بطنـي يمممـه أحسّ دآخلـه إختبآر هــوفففف ,, هـــوفففف ,, هــــوفففف

" هذآ وينه بعـد ؟ يآربي وأنآ نآقصني توتر ! ,, هـوففف معليش يآنسمـه .. آصبري شويّ .. عديهـآ لين ينتهـي هآليوم هم يقولون بس يمرّ هآليوم إلآ وتنتهي كل الربكـه ويزول التوتر ! "

بلعت ريقهآ ومشت لبرآ الغرفه بـ تردد رجل تقدم والثآنيه تأخر مآطه رقبتهآ لقدآم تسترق الأنظآر بـ إنتظآر تطيـح عيونهآ عليـه وتشوفـه ...
مسحت رآحتيهآ بفستآنهآ من الجآنبين بآلعه ريقهآ للمره إللي مآلهآ عدد ...
إنشد ظهرهآ وإنقبض قلبهآ , إحتدت عيونهآ من تيبسّت مكآنهآ وهو مكآنـه على كنبـة الصآلون الملوكـي المُذهـب , مفرق مآبين رجوله .. مسند أكوآعه لركبتيه .. جوآله بين يديه .. يعلو فمـه إبتسآمـه جآنبيه قصيره كآشفـه عن جزء من أسنآنه الرتيبـه البيضآء ...

غصباً عنهآ مآل فمهآ بنفس الإبتسآمـه ,, مرخيّه جفنيهآ لحد مآقآربت عيونهآ على الإختفآء .. هذي هي إللي خقّـت وطبّـت !
رفع عيونه فوق جوآله وبوجهه الإبتسآمه .. نآظر جوآله مآسرع مآردّ ينآظرهآ مره ثآنيه بسرعه خآطفه , بوجـه جآمـد مقطب الحآجبيـن , توّه يتآرك وجودهآ ..
وآقفه مكآنهآ وإبتسآمه غبيّه بوجههآ , فآهيـه وشكلّهآ كمآ المنوم مغنآطيسياً !

نزل جوآله جمبه مرخي جسمه ع الكنبه إللي أسند ظهره لهآ وتكتف رآفع حآجب وآحد ينآظرهآ !
وبـ التصوير البطيئ تبدل شكلهآ الأبلـه الفآهـي لصدمـه ملـت وجههآ المتفآجئ ..
عيونهآ مفنجلـه بدهشـه سآحقـه وفمهآ مفتوح بذهـول .. إنتفـخ صدرهآ وتمددت أطرآف يدينهآ .. إن سألوهآ آلحين وش أمنيتهآ الوحيده ومن بعدهآ تموت ,, قآلت أتمنى المـوت !

رفعت فستآنهآ عن فخذيهآ وجرت بسرعه للمكآن إللي طلعت منه ..
أسندت ظهرهآ للجدآر الملآصق لبآب غرفة آلنوم: آآآآخ ع الفشيلـه ,, يآربي وش إللي يقوله آلحين ؟ يعني مآقدرت أسيطر على نفسي وقمت أطآلعه كذآ !! يآربي طآآح وجهـي .. مآبقى شيّ عآآآآآآ أبي أرجع البيت مآ أبيــه .. مآ أبيــه وآلله مآ أبيـــه

ضربت الأرض برجلـهآ ثم مشت للصوفآ إللي مكآنهآ قدآم السرير مبآشره .. جلست بـ الأرض مسنده جبينهآ لطرفهآ ومكتفه يدينهآ فوق رآسهآ ,, كنهآ مخبيّه وجههآ عن قصـد وتمت تلوم بنفسهآ وتحقّر .. تسـب وتشتـم وتلعـن !

تمت على وضعهآ دقآيق , أربآع سآعآت وأنصآفهـآ ...
رفعت رآسهآ بعيون مدمعـه لتطيـح على السآعه الجدآريـه الضخمـه متوسطـه كرسيين وبينهم طآولـه ,, إتسعت عيونهآ بدهشـة عدم تصديـق " إيــــــش !! السآعه وحـده !! من جد ولآ السآعه هذي مخرفـه ولآ موقفـه ولآ وش قصتهآ !! صآرلي هني مكآني ثلآث سآعآت ! "

قوست شفتيهآ بـ حزن سآنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى المرفوعه فوق الصوفآ وكنها تندب " آآآخ يآربي , هذآ شكلـه حمآر زي مآقآلت حـور .. نوع يريحّك ويعرف شلون يتصرف ونوع ثآني حمآر .. عندي حمآر برآ بـ الصآله يآحور ,, حتى إنه مآنهـق وسمعت صوته .. شسـوي ؟ شـ لحــل ؟ "

مرت لحظآت سآكنه فيهم إلآ من تكشيرة وجههآ العآبس لحد مآتوسعت عيونهآ من طآري إللي تبآدر لذهنهآ بوجـه حوريّه ...
....: أمآ بئآ إزآ طلـع حمآر فـ الموضوع كلو فـ إيدك
....: شلون ؟
....: يعني إنتي إللي تتصرفـي
....: حور لآتقهريني , علميني شلون أتصرف يآربي شوي وأبكي
....: وإنتي ليه حآطه فـ دمآغك وكأنك متأكده إنو هيطلـع حمآر .. مآ ممكـن يكـووون – نكزتهآ بكوعهآ وهي تغمز لهآ بلعآنه –
....: يآلزفته ! مآني حآطي شيّ برآسي بس أنآ جآلسه أعمل حسآب لكل الإفترآضآت ..

مطت شفتهآ السفلى بهزة كتف: عآدي , نآديه مثلاً وقوليلـه بدلع .. عووووودآآآآآآي .. تعآلآ إفتحلـي الفستآن
بققت عيونهآ بصدمه: وشهـوو !! جعلك بآللي مآنيب قآيله ! وش قلة الأدب هذي ؟ وش تبينه يظن عنـي ؟
كشرت بـ إستغبآء لهآ: وإنتي غبيه يعني هتئوليلو يفتحلك الفستآن كدآ عآدي ؟ لآ يآمتخلفـه .. إنتي تعملي إن الفستآن السوسته معلئـه , أو الزرآير صغيره , أو المشآبك مآسكـه .. لآزم حدّ يسآعدك .. وخلآص هو هيتكفل بـ البآئي

ضيقت عيونهآ بـ مكر هآمسه: حوور يآلخآيسه , رآئف فتح لك الفستآن ؟
شهقت بـ صدمه كآذبه: إيـــــــه !! لآ طبعاً مستحيـل
....: أجل شلون تعرفين إن خطتك الغبيه هذي بتنجـح ؟ ولآ تبين توهقينـي !
نفضت شعرهآ لورآ كتفهآ بلآ مبآلآه: بشوف كدآ كتير فـ التليفزيون , وبعدين كل العرآيس كدآ على فكره لآزم يسآعدهآ فـي فكّ الطرحـه أو الفستآن .. سدئينـي هتلآئي نفسك محتآسه وبتطلبي مسآعدته ومن غير ماتضطري للكـدب ..



إلتفتت ورآهآ تنآظر البآب عآضه على طرف شفتهآ السُفلى " وآلله يآحور إن تفشلت أو فشلني ذآ العُـديّ لآ أذبحـك إنتي وخططك الفآشلـه .. بس خلني أشوف بـ الأول وش بيصيـر .. هـــــوفففف "
وقفت بهدوء مفصخه جزمتهآ – بـ الكرآمه – ووقفت قبآل المرآيه من الجمب تنآظر بظهر فستآنهآ المخفي تحت طرحتهآ " فستآني أزرآر .. وش أقوله ؟ فك لي الأزرآر ! لآآآآآ وجع وش قلة هآلحيآ .. آحمم إيه .. دكتور عُدي ممكن تسـ .. لآآآآآ دكتور عُدي ! وش هآلسخآفه زوجي وأقوله دكتور .. آآآخ يآربي أنآ شكلي بتفشـل .. إحم إحم .. عُـدي ممكـن تسآعدني شوي ! مآني عآرفه شلون أفك أزرآر فستآني ! لآآآآآ بلآ فـ شكلي وش هآلجمله الغبيّه ..! شقــووول يآآآربي !! "

أطلقت زفره مهمـومه " بقول إللي أقوله وزي مآتطلـع عآد هـفف "

وقفت ورآ الجدآر مميله رآسهآ إللي مآيظهر غيره قدآمه بصوت منخفـض مخنوق شبه مسموع: عُـــديّ !
" بعده مآسك جوآله .. وش إللي يسويه بآلجوآل كلّ ذآ الوقت ؟ "
عدي: ...........
إنعقدوآ حآجبيهآ من سفهه لهآ وشكله مندمج بآللي يشوفه لترد وتنآديه بس هآلمـره بحده أكثر: عُـــــــــديّ
عدي: ...........

أطلقت زفره مقهوه مطبقه فمهآ بغيظ ثم طلعت من مكآنهآ موقفه فوق رآسه آلوقفه إللي حجبت عنه الإضآءه ليرفع رآسه لهآ بحآجبين مقطبين .. متكتفه بوجـه معصّـب ومقهـور ..
شآل السمآعه من أذنه اليمنى سآئل بـ إستغرآب: شفيـك ؟
....: صآر لي سآعه أنآديك

مط شفته السفلى مآد لهآ السمآعه كـ اشآره إنه مآسمعهآ بسبة الهآند فري بـ أذونه ..
نآظرت بيده رآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر: وآلله !
رفع هو بـ المقابل حآجبيه بتسآؤل: شفيــك إنتي ؟
زفرت نفسي عصبيّ مكبوت وعيونهآ ممتده لجوآله: وش إللي تشوفه كل ذآ الوقت

قوس شفتيه بعدم إهتمآم: مبآرآة الهلآل والنصـر
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر شديد هآمسه: إيــــش ؟!
عدي: أشوف تسجيلهـآ .. فآتتنآ المبآرآه كلنآ بسبـة هآلزوآج مدري منو المفهي ذآ إللي إختآر هآليوم
رفعت حآجب وآحد مستفهمه: إنت من جدك ؟
فك السمآعه الثآنيه من أذنه مدخل خنصره الأيسر فيهآ وصآر يحركه بقوه وكنه يسلك مجرى أذنه من شيّ: إيه من جديّ .. ترآ مو بروحي .. تلقين الحين كل من حضروآ هآلزوآج الحين يشوفون هآلتسجيل .. – وقف عن الكنبه رآمقهآ بنظره مشمئزه من فوقهآ لتحتهآ – وجهك نحـس , وآحـد صفـر

نسمه: ليش إنت هلآلي ولآ نصرآوي ؟
عدي: إنتي إيـش ؟
رفعت حآجب وآحد بثقـه: هلآليه أكيد
لوى فمه المطبق يسآراً بـ إمتعآض: أجل أنآ من الحين نصـرآوي

بآلحيل كتمت ضحكتهآ تنآظره من ظهره العريض وهو مقفي عنهآ صوب الطآوله إللي عليهآ مشروبآت كثيره بـ قزآيز غريبة الشكل أشبه بـ قزآيز البيره والخمـور .. فكّ السدآده عن وحده من القزآيز مقربها من خشمه ثم مط شفته السفلى مقوس فمه: عصير تفآح ولآ بيره شعير هذي ومعبينهآ بذي القزآيز ! وآلمفروض نشربهآ يعني ونمثـل إنّآ سكرنآ ! – نزل القزآزه ورفع له مويّه معدنيّه مكمل قبل يشرب منهآ – مآعندهم سآلفـه ..

عضت شفتهآ السفلى تكبـح جموح مشآعرهآ المضطربـه دآخلهآ بلآ هوآده ...
هآللي تحسّه أبدّ مآهوب طبيعـي ,, شلون له كلّ هآلتأثير البدآئي العنيـف الشرس على عوآطفهآ العذرآء الرقيقـه !
" إرحمنــي يآعُــديّ ! "

نزل قزآزة المويّه مأشر لهآ فيهآ: شللي بغيتيــه ؟
فتحت فمهآ ببلآهه وعيونهآ على قزآزة المويه المفتوحه بيده .. جآهآ إحسآس غريب إنهآ الحين عطـشى , ريقهآ جآف وحلقهآ نآشف , همست بسذآجه: هـــآه ؟

فصخ عقآله والشمآخ والطآقيه حآذفهم مكآن جلوسه .. موقف قدآمهآ يخلل أصآبعه اليسرى بين خصلآت شعره البنـي المُذهـب مآد بيمنآه القزآزه إللي ثبت رآسهآ أسفل ذقنهآ .. وبهدوء دفّ القزآزه لفوق مجبر فمهآ المنفغـر على الإنغلآق !
....: شسآلفتك إنتي كلّ شويّ تشردين ؟
" أشرد ؟ لآتلومنـي ! أنآ مو بس أشرد .. إلآ أخـق وأفهـى وأتوه وأسـرح وأضيـع ! "

بلعت ريقهآ مطلقه كلمآتهآ السريعه بـ إندفآع وكنهم كلمتين توهآ حآفظتهم وتسمعهم بسرعه قبل تنسآهم: عديّ ممكن تسآعدني أفك فستآني لأني مآني موصله للأزرآر من ظهري ؟

إنعقدوآ حآجبيه بـ تخوف وإرتيآب هآمس بقلبه " هذي شفيهآ مجنونـه ؟ "
سألهآ بـ وجه منعفس: أي أزرآر ؟
عطته ظهرهآ مأشرهآ بـ إبهآمهآ الأيمن مكآن الأزرآر ليبعد هو طرحتهآ التٌـلّ الشفآفـه .. البسيطـه إلآ من تطريز على الحوآف ..

نآظر بـ صفّ الأزرآر المتوسطـه ظهرهآ بحآجبين معقودين وأصآبع ممتده ملآمسه لـ حبآت اللؤلـؤ على طول ظهرهآ: هذي الأزرآر ؟
نسمه: إيه .. إللي بـ الوسـط .. فكهآ
بلع ريقه وبعده وجهه متجهـم , أحنى ظهره مقرب وجهه من هآلأزرآر للحد إللي بغى معه طرف خشمه يلآمسهم: شلون هذي أزرآر ؟ شلون أفكهآ ؟
عطته وجههآ بحده: بتعرف تفكـه أو لآ ؟
رفع حآجب وآحد بـ إستفهآم: وانتي ليش متضآيقـه ؟ عرفت أفكه كآن بهآ مآعرفت قصينآهـم
إتسعت عيونهآ بدهشه إستنكآريه: إيــــــش !!
عدي: لفي لفي خلّ أشوف .. وإنتي يعني شبتسوين بآلفستآن , لبستيه مره وإنتهينآ

رفعت الفستآن ومشت بخطوآت غآضبه صوب غرفة النوم ليلحقهآ هو بوجه متعجـب مستغرب ردة فعلهآ لتحل الدهشـه محلّ العجب من دخل الغرفـه وشآفهآ مشتعلـه من كل صوب ونآح ..
....: وش هآلشموع كلهـآ ؟
رمقته بنظره حآقده متحسفـه على الشموع إللي إنطفـى نصهآ والبآقي منهآ المشعـل على وشك الإختفآء ..
....: هذي رومآنسيـه حضرتك مآتفهمهآ
نقل عيونه بضيآع بين الشمعآت: وش دخل الشموع بـ الرومآنسيه الحين ؟
تكتفت موليته ظهرهآ: هــــــه
عديّ: لآ بـ آلله .. جدّ نآظريني , وش دخل الشموع بـ الرومآنسيه ؟ وش ذي الرومآنسيه إن طآحت شمعه وإحترقنآ معهآ !

مشى صوب السرير وإبتسآمه هآزئه على طرف فمه وبقبضـه وحشيّه إعتصر كومة وريقآت حمرآء سآحقهآ: ههههه ليكون هذآ كمآن رومآنسيه ؟ عشآن حمرآء وعلى شكل قلب ؟ هههههه

عضت على شفتهآ السفلى بقوه موجعـه ,, مشدده من تكتيفة ذرآعيهآ .. عيونهآ مدمعـه وبآلحيل مآسكه نفسهآ ..
أي قلب بآرد هذآ إللي يملكـه ! مآعنده ذرة مرآعآه أو إحترآم ..عديـم الذوق والإحسآس ..
تصلب ظهرهآ من لفحته البروده يوم أبعد عنهآ الطرحه إللي كومهآ بيديه وأنزلهآ على كتفهآ الأيسر من قدآم ..
أزرآرهآ إللي كآنت على شكل حبآت لؤلؤ مترآص .. إبتدآءاً من ملتقى كتفيهآ نزولاً لآخر ظهرهآ ..

شدّ أول لؤلؤه بين سبآبته وإبهآمه الأيمن مقرب وجهه يشوفهآ بتفحص مضيق عيونه: هذي وش إللي منربط فيـ ......... قطع كلمته من شآف العروه الرقيقه المعلقة بـ حبة اللؤلؤه: يآآآليــــــــــل العنآآ .. ذي يبيلهآ وآحد فآضـي
....: وإنت إيش إللي مشغلـك ؟
قوس شفتيه شآد اللؤلؤه بـ القوه: ولآ شـــــــيّ
....: شويّ شويّ لآتخلعهم لي الحين
جآوبهآ وهو في غمرة التركيز والإندمآج في محآوله منه يطلع اللؤلؤه من العروه: ودي أعرف دآمك بتفصخين هآلفستآن ليش أصلاً تلبسينه !
فتحت فمهآ بـ إستهبآل: وآللـــــــــــه ! ودآمك بتفضـخ ثوبـك ليش أصلاً تلبسـه ؟ نمشي عرآيآ يعني عشآن نظريّة حضرتك ؟
....: تعرفين إن لسآنك طويـل وأنآ مآلي خلق ولآ صبر !

آثرت الصمت بآلعه ريقهآ ,, إلآ إنهآ كذآ وبهآلإسلوب تكون على طبيعتهآ وتحسّ برآحه أكثر من تصنعهآ الهدوء والخجـل ومحآولتهآ ربط لسآنهآ السليط والتحكم في تمردهـ !
جلس على ركبتيه بـ الآرض: آنحنـى ظهري مغير على لولوتيـن بس !
نسمه: أجلس طيب ؟
عدي: يكـون أحسن ..

إنقآدت لرغبته بـ إبتسآمه مآشآفآهآ جآلسه بـ الأرض وهو ورآهآ ثآني رجوله تحته لتتسـع إبتسآمتهآ أكثر من ضحك بعفويه: ههههه كل مآبغت تطلع تنفلت من يدي .. حيـــل صغيـره وأنآ أصآبعي كبيره

" جمآآآلــــــه يآنآس وجمآل ضحكتــه !! وهــ يآقلبـــي "
تمت على وضعهآ الثآبت لحد مآنتهـى من مهمته فآك لهآ كلّ حبآت اللؤلؤ لينفرج شقـي فستآنهآ من الظهـر ..
وقف توّ مآنتهى ويده على زنده الأيسر يحرك رآسه يمنه ويسّره بتمرين لفكّ التشنـجّ إللي صآبـه ..
فتح عيـن وقفل الثآنيه من وقفت هي قدآمه خآفضه رآسهآ في خجل ويديهآ الثنتين مضموتين لوسط جسمهآ رآفع حآجب وآحد بـ إستغرآب من وقفتهآ بهآلشكـل وكنهآ تطلبـه شيّ بس مسحيّه , سألهآ ببرود: تبين شيّ ثآنـي ؟
رفعت رآسهآ بسرعه منصدمـه , سؤآله هذآ آخر شيّ كآنت تتوقعـه !

من جده يسأله ؟ " أبـي شيّ ؟ شلون يعني أبي شيّ ؟ إنت مآتبي شيّ ؟ "

رمقهآ بنظره غريبه مقوس شفتيه بـ إستنكآر وكنه يشوف قدآمـه وحده مجنونـه مثلاً !

مشى للبآب وقبل يطلع إلتفت لهآ بـ تنبيـه جـآف: نآمــي لأن ورآنآ سفــر بآكـــر !

/
/
/


/
/
/


نآظرت بـ السآعه الرولكس الذهبيّه المزينـه لمعصمهآ الأيسر ..
تأملتهآ بـ حٌبّ وإبتسآمة خفيفه تعلو شفتيهآ الرقيقـه , السآعه إللي أهدآهآ لهآ عُمـر أخوهآ مشيره عقآربهآ للثآنيـه بعد منتصف الليل .. صآر لهآ خمـس سآعآت جآلسـه بمكآنهآ على سلآلم الدور الثآلث من العمآره وسـط الظلآم الدآمس ...

أسندت رآسهآ يسآراً للجدآر مكتفه ذرآعهآ الأيمن ليعآنق الأيسر المجبس متأففه من طول الإنتظآر .. وبـ إستسلآم أغمضت عيونهآ ..
كآن يوم مُرهـق لهآ أجهدت فيـه نفسهـآ , خوفهآ الوحيد والأعظـم آلحين إن جلستهآ بهآلعمآره الخآويـه الخآليه يقآبله خيبـة املّ ورجآء !

فتحت عيونهآ بـ إنتبآه وقد إنفرجوآ شفتيهآ بـ ذُعـر وإرتيآب .. نقلّت أنظآرهآ يمنه ويسره بـ توجـس وإرتقآب من صوت احتكآك النعـل بـ رخآم السلآلـم ..
خطوآت بطيئـه متثآقلـه إللي يسمـح إحتكآكهآ يرآهـن على إرهآق صآحبهآ وهـمّه الكبيـر .. أو إنه عجـوز بـ التسعين ! المريب بـ الموضوع إنه صآعد السلآلم برغـم وجود أسنسيـر مُفعّـل !

إرتعآبهآ كآن أكبر من إنهآ توقف على رجولهآ وتختفي بـ الظلآم لحين تبين هويّة صآحب الخطوآت المريبـه !
تمت مكآنهآ على وضعهآ عيونهآ مثبته بـ آخر درجـه من السلآلم إللي جآلسه بقمتهآ ومآسرع مآنتفـض جسمـه رآد خطوه لورآ ملتصق ظهره بـ الجدآر بعيون موسعـه لآخرهم من طآحت عيونه على كتلة آلسوآد هذي هآمس بتمتمه سريعه: أعوذ بكلمآت آلله التآمآت .. أعوذ بكلمآت آلله التآمآت

بلحظـه تبدد الخوف والترقب ليتسقر صدرهآ المنقبض ويمتلئ وجههآ برآحه وإبتسآمه خفيّه مآظهرت بسبب غطآ وجههآ ..
همس بـ إستنكآر وعيونه محتده مضيقهآ في محآوله منه لتأكيد ظنونه بهويّة الجآلسه قدآمه بنفس الوضع إللي قد شآفه من قبل بـس بـ الدور الأول: وردهــ !

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب سآئله بعدم فهم: وردهــ !
الإستفهآم إللي مآسمعه من صوتهآ ليرقى الدرج بخطوآت مترقبه متخوفّه بعيون محتده بآزغـه لتوقف هيّ بـ إستقآمه رآفعه الغطآ كآشفـه عن وجههآ المتجهـم برفعة حآجب متكدره: ورده مين يآ أستآز رآئــف ؟
إرتفعوآ حآجبيه بعيون شآخصه صوبهآ بعدم تصديق وإستيعآب , هآمس بخفوت: حوريّـــآ !
أطبقت فمهآ بغيظ زآفره نفس مسموع منقهر من فتحتي خشمهآ الضيقه ثم ولته ظهرهآ صآعده آخر درجـه ...

....: إنتي شللي تسوينه هنـي ؟ ومن متى ؟
جآوبته بنبره هآزئه: أكيد مش من تلت شهـور يعنـي !
إلتفت لهآ نصف إلتفآته وهو يدخل المفتآح بـ البآب رآمقهآ بنظره حآده إبتلعت معهآ لسآنهآ رآفعه عيونهآ للسقف بتجآهل ..
حذف المفتآح على الطآوله القزآزيّه القصيره جمب البآب وإللي تعلقت فوقهآ مرآيه بيضآويه بـ إطآر إستيـل ذهبـي مرصع بـ كريستآلآت كبيره لآمعـه ..

نآظرت بـ المفآتيح ثم شآفته من ظهره وهو يخطي خطوآته المرهقـه بـ الممرّ الطويـل وإللي مآيبين وش بنهآيتـه !
رفعت حآجب وآحد مطبقه فمهآ بقهـر من حركته وسفهه البآرد لهـآ ..
شدت نقآبهآ عن رآسهآ وفكت حجآبهآ لينتثر شعرهآ الغجريّ الأجعـد بتمـردّ وفوضآويّه ..
جت بتمشـي إلآ وتزلق رجلهآ اليمنى خطوه سريعه لقدآم وتطيح بـ الأرض مطلقه صرخه حآده كآنت كفيلـه لإثآرة الرعـب بقلبـه ليرد لهآ بخطوآت مهرولـه والخوف بعيونه: شفيـــــك !!

غمضت عيونهآ فآتحه فمهآ بتمثيل للبكآ: ءآهئــآآآآآآ أهــئ !
إرتفعوآ حآجبيه من كذبهآ آلوآضح: وآلله !
نآظرته بلوم مبوزه بتعبير طفولي إنهآ زعلآنه لنتفض صدره بضحكه قصيره: ههههه يآآآبنــــت !
بعدهآ مبوزه زآمه شفتيهآ ترمقـه بـ عتـب والزعل بوجههآ البريئ ليعض هو شفته السفلـى بقوه مطبق شفتيه: حور لآعآد تسوين كذآ بوجهك !
حوريه: ..........
خزهآ بتوعـد: حـــور !
حوريه: ...........
....: خلـص قلـــت !

برقت عيونهآ مطبقه فمهآ بـ القوه نآفخه خديه بـ هوآ ليرد وينتفض صدره بضحكه عذآب: ههههه حور تكفيــــن !
إرتفعوآ حآجبيهآ مبققه عيونهآ ميله رآسهآ لليمين مآطه شفتيهآ الرقيقه لقدآم ليضرب هو جبينه وإبتسآمه متعذبه بوجهه: ههههه وبعديـــن !
لوت فمهآ التوتي لليسآر مطيره عيونهآ إللي مآلت لليسآر وإرتفعـت
....: ههههه شفيك إنتي ؟ تجربيـن أوضآع بوجهك ؟
شخصت بصرهآ لفوق ضآمه شفتيهآ لقدآم كنهآ تصفـر ليسأل هو بـ إبتسآمه: جنيتـي إنتـي ؟
رمقته بـ نظره مشمئزه ثم أردفت: آه إتـقننـت

....: وإذآ جنيتـي شذمبـي أنآ أجـن بسبتـك ؟
....: وأنآ أتـقنن لوحدي ليـه ؟
بلل شفتيه وبوجهه إبتسآمه عيّت تفآرقه , هآلبنت بكلّ حركآتهآ هي أقسـى عقآب وأمـرّ عـذآب ..
....: شللي طيحـك ؟
إنعفس وجههآ بكدر: كله بسببك
توسعت عيونه ببرآءه مصطنعه: أنــآ ؟

شدت شفتيهآ والإمتقآع بوجههآ: الأرض مليآنـه ترآب وهيّآ سيرآميـك .. لسـه همشي عليهآ روحـت متزحلئـه
نآظر بـ الهيلز الذهبيه حقتهآ ثم إرتفع حآجبه الإيسر بـ إستنكآر: تلومين ع الأرض وترآبهآ وكل هآلكعب ومآتبين تزلقيـن ؟
....: آه الأرض هيّآ السبب .. منآ بمشي بيه عآدي
....: سكتـي بــس – قآلهآ وهو يفصخ لهآ جزمتهآ بحـذر رآكنهآ جمب الجدآر , ثم سألهآ بـ إهتمآم – تأذيتــي ؟
قلبت عيونهآ نآفخـه هوآ مسموع بـ إمتعآض وعلى هآلتعبير الحآنق وقف عن الأرض فآرد له ذرآعه بـ حثّ يسآعدها توقف ..

نآظرت بيده المفروده وسفهتهآ عن عمـد موقفه عن الأرض بدون مسآعده منه مآسحه يدهآ اليمنى المتربـه بعبآيتهآ ...
....: إنتي متى بتتعدليـن وتعدلين إسلوبك هذآ ؟
كشرت بـ إشمئزآز: لمآ تبئـى تتعدل إنت الأول وتعدل إسلوبك .. هــه
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستفهآم: وآلله ؟
طيرت عيونهآ بتجآهل: يآمعلم النآس علّم نفسـك

غصباً عنه شقت البسمه طريقهآ بوجهه الجآمد , كلّ ردود أفعآلهآ حتى وإن تعمدت فيهآ القسوه والتحقير إلآ إنهآ تصدر منهآ بشكل كوميدي يمكن السبب بكذآ هو وجههآ الملآئكـي وإللي معـه تطلـع كل تعآبيرهآ طفوليّـه أبعد مآتكون عن الجـدّ والصرآمـه ! كلـه كوم وطريقتهآ إذآ تكلمت فيهآ سعودي كومن ثآنـي !

سفهت نظرآته المطولّه لهآ , تدري إنهآ مو من فرآغ وإن شيئن خبيث ببآله هو آلحين يفكر فيـه ..
ولته ظهرهآ هروباً لـ دآخل الشقّـه إللي مآتدري وش مدآخلهآ ليلحقهآ هو بخطوآت متلكعـه مستمتعه وإبتسآمه شيطآنيّه مآكرهـ تعلـو زآوية فمه اليمنـى !

/
/
/


======
-----------
======

نهآية الفصل الخآمس والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:34 PM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السآدس والعشرون



الحُب لآيجمع المتشآبهين , الحُب يجمع المختلفين دآئماً .. كـ إثنين بينهُمآ فآرق في العُمر , أو أحدهم يعشق الإهتمآم وآخر يحتويه البرود , أو قد تُغير من نفسك لأجل آخر بينمآ هو لآيحرك سآكناً , لأن أحدهمآ له مآضي والآخر يُحِب لأول مرّه , لأن لآ أحد يمنح قلبه مرتين بـ الكآمل , ولأن القلب الذي يُمنح مرّه ... لآيعود كآملاً أبداً ...


/
/


وقف بـ منتصف الريسبشن الدآخلي وعيونه على طيفهآ إللي يختفي لحظآت ثم يظهـر .. تفتح أبوآب الغرف بـ إندفآع حمآسي وكأنها طفل يستكشف بيته آلجديد ..

فتحت بآب آخر غرفه وهي تكلمه: هيّا الأوض دي كلهآ متربـه كدآ , أومآل إنت بتنآم فيــ .........
- بهتت نبرتها مسحوبه بالاخير ملتفته عليه بـ إبتسآمه من فتحت نور الغرفـه وآلظآهر من شكلهآ إنهآ الرئيسيـه , نظيفـه ومرتبـه نسبياً مقآرنة ببآقي الغرف , دخلتهآ وعيونهآ تدور بـ المكآن بنظره تقييميّه زآمه شفتيهآ ومآطتهم بـ عبوس –
لآحظ الإستيآء بوجههآ متقدم تجآههآ بخطوآته البآرده آلمثقله: مآعجبتـك !
نآظرته بطرف عينهآ اليسرى شآده شفتيهآ المطبقتين بعدم رضآ: عـآدي .. دآ آلمتوقع منك يعني
فضـخ شمآغه الأبيض وآلعقآل حآذفهم على كرسي من كرآسي آلصآلون فضيّ آلخشب منجد بقمآشه قطيفـه سودآء ومزينه بكريستآلآت فضيّه لآمعه ...

مشى صوب سريره إللي أخذ نفس تصميم آلصآلون آلفضي وتنجيدة ظهره آلقطيفه السودآء ,, فركـ شعره من فوق طآقيته منزلهآ بيده إللي إرتخت على السرير بـ إستسلآم مغمض عيونه بعدما شغل المكيف على وضع التدفئه...

لوت فمهآ بـ إستيآء من شآفت إنعكآس صورته بـ المرآيه آلوآقفه قدآمهآ .. جآلس على طرف آلسرير مستند بظهره عليه , سآقه اليمنى مثنيه تحته واليسرى بـ الأرض .. شدت شق عبيآتهآ بـ آلقوه محرره آلكبآسين من إنطبآقهم على بعض لحد مآنفرجوآ آلشقين أخيراً وبـ إنسيآبيّه أسدلت آلعبآيه عن جسمهآ مستقره بـ الأرض ...
نفضت شعرهآ آلغجري الأجعد وآلمرول .. لونه مصبوغ إسبيريـه مؤقـت , زيتوني بخصلآت ذهبيّه وآصل طوله لأسفل كتفيهآ بـ آلقليل ..

خللت أصآبع يمنآهآ مفركشـته لينتفـش أكثر عن أول: عنــدك أكــل ولآمفيــش !
أجفله نبرتهآ آلجآفه ملتفت يسآره وليته مآ أجفـل .. فتنـه آلله بـ أرضـه هي حوريتـه ..
إلتفتت مقآبلته بعقدة حآجبين متكدره: أنآ قعآنـه يآرآئـف
" جعآنه يآرآئـف ! إلآ أنآ إللي جيعآن وميت جوع يآحوريّـآ ! مآتحسيّـن ! "

فستآنهآ من آلجلـد , لونه ذهبي , كبّ بدون حمآلآت , ضيـق محدد قوآمهآ آلفآتن آلممشوق وصولاً لـ ركبتيهآ .. شعرهآ منتفش بطريقه فوضآويّه مثيرهـ , وجههآ آلملآئكـي النآطـق بـ آيآت آلفتنه وآلجمآل .. على شكـل آلقلب فكهآ مربـع بـ ذقن صغير مثلث آلشكل مرفوع .. عيونهآ آلصغيره آلعسليّـه كآنت جريئـه وصآرخـه بمكيآجهآ الذهبـي آلصآخبّ .. شفتيهآ آلرقيقـه لآمعـه بـ أحمـر غزآلـي ...
لوحـه فنيّـه كآملـه – إلآ - من تجبيرة ذرآعهآ الأيسـر وإللي إنفك ربعـه الأول محرر رسغهآ إللي تزيـن بـ سآعة رولكـس ذهبيّـه كبيرة آلحجم ..

شدت فمها زآمه شفتيهآ آلمضمومتين بـ انزعاج من نظراته البارده المطوله المعلقه فيها وعليها: هو إنت هتفضـل متنـح كدآ كتير ! ...... يآهـووه – حركت يدهآ اليمنى بـ الهوآء كـ إشآره لـ تنبيهه من شروده , مكملـه – سآمعنــــي !
أخفض بصره بآلع ريقـه بـ أمر لطيف نسبياً إلآ إنه مآ أثآر بـ نفسهآ إلآ الشك والإرتيآب: تعآلـي
....: آقـي فيـن ؟
نآظرهآ ببرود ثم أشر بطرف عيونه للمكآن الفآرغ على آلسرير من جمبه: هنــآ ..
صدت عنه تنآظر البآب على يسآرهآ متكتفه بضربة رجل للأرض عنداً وإعترآضاً: أنآ قعآنه وعآوزه آكل مليش دعوه
رفع حآجبه الأيسر , دآيم مآتتهرب وكذبهآ غبي , وآضـح ..

سفههآ ومدد على السرير رجل فوق رجل ثآني ذرآعه الأيسر تحت رآسه وبيمنآه رفع الريموت موجهه لشآشـة البلآزمآ آلعريضه آلمعلقه على الجدآر قدآمه ..
ردت وضربت رجلهآ الحآفيه بـ الأرض مطلقـه ( هـه ) مقهـوره , طلعت من بعدهآ تدور آلمطبـخ إللي مآتدري وينـه ...

أمآ عنده فمآ كآنت ردة فعلـه آلمغتآظه تقلّ عنهآ شيّ .. هآلبنت مرآهقـه وتصرفآتهآ كلهآ طفوليّـه وآلغريب إنهآ تنطآق , إلآ إنه مآوده تكـفّ عنهآ ! لو ينتهي عمره وهو ينآظرهآ مآمـلّ ! إلآ إن صبره آخذ فـ النفآذ وآلشيّ إللي مآيبيه إنه ينتهـي وهي معـه وإلآ بيصير اللي مآلآ يُحمد عقبآهـ ! آخر مآيبيه هو علآقـه إجبآريّه معهآ , يدري إن هذآ هو آلشيّ آلوحيد إللي ممكن يحطمهآ .. هي وأي أنثـى غيرهآ !

نزل آلريموت من يده على قنآه أجنبيّه , آلشيّ آلوحيد إللي بحيآته وعمره ما مآرسـه .. متآبعة فيلـم .. فيلم أجنبي على وجـه آلدقـه وآلخصوص !
ظلل بسآعده الأيمن فوق عيونه إللي أغمضهـم بـ همّ وتعب يوم كآمـل مُرهـق مُستهلك لكلّ طآقتـه , وآلشيّ آلوحيد إللي يتمنآه آلحين إن غرض حوريه من جيتهآ مآيكون إستسلآماً لـه أو إنهآ آللحظـه إللي هي تبيهآ , لأنه وبكل بسآطـه ............. مآفيـــــــــه !

حسّ بـ آلمرتبـه إللي إنخفض مستوآهآ أكثر من نآحيته مبعد سآعده عن عيونه آلنآعسـه آلمُرهقـه ليشوفهآ جآلسه عنده تنآظر فيـه بملآمحهآ الآسـره وتعآبير وجههآ آلكوميديّـه آلمعذبّـه له ولكلّ خلآيآ آلتحكم وأعصآب السيطره .. مبققه عيونهآ رآفعه حآجبيهآ مآطه فمهآ زآمه شفتيهآ آلمطبقيـن على عودّ بلآستيكي ....... شفآطـة عصير آلتفآح إللي تشرب منـه !
غصباً عنه شد شفتيه بـ إبتسآمه مُتعبه سآحب منهآ علبـة آلعصير: وقفـــــي
نآظرت آلعلبه بيده مبوزه: هآتـوو
....: مو قلت لك لآعآد تسوين هذي الحركآت بوجهك !
....: هآت العصير
....: خذي لك غيره

صفقت يديهآ لبعضهم مقربتها من وجههآ إنتصآفهآ من أسفل خشمهآ آللوزي آلصغير لـ منتصف شفتيهآ إللي شدتهم بـ إبتسآمه مطبقـه مبرقه عيونهآ بينمآ أعقد هو حآجبيه بـ إستفهآم: شفيــك !
رفعت بـ يمنآهآ علبتين عصير وحطتهم جمبـه , ثم علبتين , ثم علبتين , ثم وحـده .. صآروآ سبعـه وبيده الثآمنه ..
إعتدل من جلسته ينآظر جمبه الأيسر وكوم آلعصيرآت: شنـو هذآ !
رمقته بنظره تحقيريه: منآ مش لآئيـه حآقه عدلـه عندك ولآ تتآكل ولآ تتشرب مفيش غير العصيرآت دي .. – طيرت عيونهآ ثم أردفت – وإحنآ متأخر ولآ كنت خليتك تطلب لي حآقه دليفري , - كشرت عآبسه - : هآت العصير بتآعـي

....: وإنتي كل هذي العصيرآت وعينك من إللي معـي !
....: عشآن أنآ شآربه منـه , ليه إنت متآخدش وحده قديده !
قرب الشفآطه من فمه وسحب منهآ: هذآ طعمـه أحلى
رفعت لهآ علبه تفآح ثآنيه: فيه تفآح أهو .. زيـه
حرك رآسه بـ النفي , هآلبنت مآمنهآ رجآ , بعمرهآ مآرح تفهم عليـه .. وتلومـه إذآ تصرفآته معهآ مبآشـره وطلبآته وآضحه وصريحـه !
جلست جمبه على الطرف إللي بآلحيل مآخذهآ: وسسسسسـع شويّـآآآآ
رآئف: شنو هذآ !
ضخمت صوتهآ بتريقه عليه مبققه عيونهآ بعيونه تقلده: شــنــو هــذآآآ

....: ههههه وآلله !
ضربته من وركه الأيسر: وسـع ولآ عآوزنـي أئـع وتتكسر إيدي التآنيه كمآن
رآئف: وإنتي بتطيحين من فوق السرير ولآ من فوق بنآيه ! وش إللي بيكسرهآ !
رمقته بنظره مشمئزه وردت: عآدي , منآ إيدي التآنيه إتكسرت من إيد بني آدم زيي زيـه ..
حذفت العصيرات بحجره وإستقرت جمبه مسنده ظهرهآ للسرير ممدده رجليهآ تسحب من العصير وتنآظر بـ الشآشـه ..

توه بيفتح فمه ويتكلم إلآ وصآحت هـي بدهشـه مستآنسه: الفلــــــــم دآآآآ , عرفآآآه
التفتت عليه مكمله بـ حمآسه وإندفآع: شوف دآ كآن شرطي وحرآمي .. الشرطي عآوز يكشف خطـه رآح عمل عمليه , أخد هو وش الحرآمي والحرآمي أخد وشـه ... الحرآمي صحي وهو في السقن شآف نفسه شكل الشرطي رآح هرب وقتل الدكتور إللي عملهم العمليـه وبدل اشكالهم ووو ................ بـــــــــس بس

قآلهآ – بس – موقف من حدة إندفآعهآ وهو يضحك: إنتي من جدك !
رمشت بتوآلي وبآقي البسمه بوجههآ: إيــه !
رآئف: وش ذآ آلفلم آلمخيس الفآشل ! بدلوآ وجيههـم !
رمقته بـ إشمئزآز مقلبه عيونه بنظره تحقيريه: إنت إيه فهمك أصلاً ! روح روح إتفرج على طآش مآطآش بتآعك دآ
....: هههههه بنـــت !
ولته ظهرهآ مميله على جمبهآ الأيسر وهو بآقي يحآول جآهد يكتم ضحكـه ... هي آلوحيده إللي تقدر تخليـه يكون رآئف غير رآئف إللي هو نفسه يعرفـه .. غير رآئف إللي آلكل يعرفـه ...

صوت خفيف لنغمه قصيره ضوت معهآ شآشة جوآله على الكومدينه جمبهآ , رفعته بسرعه وبدفآشه فتحت الرسآلـه ...

....: حور جيبي الجوآل
رمته عليه من ورآهآ ومآتدري وش صآب , طآح بحجره أو على السرير ولآ صك برآسـه !
رفعه هو منقهـر يقرأ المكتوب ومآسرع مآتبددت هآلملآمح ليحل مكآنهآ الجمود ...
نزل جوآله عآض على طرف شفته السفلى بتفكير .. هذي أول مره دآرين تسويهآ وترسل له تبي تشوفـه .. وعلى رقم شغلـه لأن الخآص مقفلـه من يوم ترك آلبيت ..

....: السِـت دآرين عآوزآك ضروري آلنهرده تروحلهآ
إلتفت يسآره بنفس الجمود بـ الملآمح وكنـه آلحين فهم السآلفـه .. أكيد دآرين درت بجيّة حور عنده عشآن كذآ أرسلت له تبيـه .. ذولي آلضرآير وش إللي يحسون فيـه !
ولو تدري يآرآئف إن ذكائك هآلمره خآنك وغلطـت بحسآبآتك ولأول مره ... والظآهر إنهآ مآرح تكون الأخيره !

أسند ذقنه على كتفهآ العآري هآمس بعذوبه: مآنتيب بردآنـه !
إلتفتت له نصف إلتفآته وبآقي الشفآطه بفمهآ , بـ التصوير البطيئ أنزلتهآ بآلعه ريق آلعصير بصوت مسموع وعيونهآ بعيونه النآعسـه الدآكنـه وبشغف طفولي ظنه إنه مآرح يفآرقهآ: آه بردآنه , بس شكلهآ أوضة نومك زي مطبخك .. الإتنين فآضيين

أنزل ساعده الأيسر من تحتهآ سآحبهآ بيديه إللي حآوطوآ وسطهآ لحد مآلتصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ: أنآ بدفيــك
لأول مره حست بـ الخضوع والإستسلآم التآم , يمكن لأنهآ مآستشفت أي رغبـه ولو حسيّه منه تجآههآ هاليوم !
أسند ذقنه على كتفهآ الأيمن ملصق خشمه الحآد بأول عظم ترقوتهآ مغمض عيونه بـ إنتشآء من ريحـة عنقهآ آلآســر ..

....: رآئف أنآ مبعتــش لمهآب حآقـ .... آششششش
أسكتهآ بهمس خآفت – آششش – لتنآظره هي من طرف عيونهآ مستفهمه .. جت بتعتدل فـ جلستهآ إلآ ومنعهآ يوم شدد من محآوطته لوسطهآ بذرآعيه هآمس لهآ بخفوت: أدري ..
رفعت سآقيهآ ليشكلوآ بوضعهم مع وركيهآ رقم 8 , كآشفه عن ركبتيهآ اللي إنزلق عنهم فستآنهآ آلذهبي مطلقه زفره مسموعه وعيونهآ بـ السقف بعدمآ إرتخى جسمهآ كآملاً بين ذرآعيه: وطلئتنـــي
تحسس بطرف خشمه رسم فكهآ السفلي هامس: ورديتـــك

مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه: وأنآ إيه إللي إستفدته من كل دآ ! إتحسبت عليآ طلئــه , وشكلـي إللي زي الزفـت فـ بيتكم من أكبر رآس لأصغرهم , درآستي إللي رآحت عليّآ .. درآعـي إللي إتكسر ..

....: بـ إيش أعوضــك ؟
....: تئدر ترقع الطلئه دي ولآ كأنهآ حصلت ؟ تئدر تلم كل عيلتك وتئولهم مرآتي بريئـه ؟ تئدر تعوضني عن السنه درآسه إللي فآتتني ؟ تئدر ترقع درآعي زي مآكآن ؟
شد شفتيه بـ أسف مغمض عيونه قبل مايفتحهم هامس لها: وانتي زعلانه ياحوريّآ ؟

ناظرته بطرف عينها اليمنى ماتشوف الا جزء من شعره وهو ملصق خشمه برقبتها !
اطلقت زفره محبطه وعيونها على ترجمة الفيلم: عمري ما اتخيلت ان حظي يكون وحش كدا ..
بلحظه حست بفحيح بارد من جانب عنقها بعدما كان بثانيه واحده مشتعل بالحراره .. ابعد راسه عنها يناظرها مستفهم: عشان معاي !
طيرت عيونها بتململ: شوف انت .. ايه رأيك ؟ طريقة قوازنا .. ابتزاز ومساومه .. ولا عرفت افرح زي أي بنت .. زي اختك نسمه مثلاً !

تخيل النآس يوم فرحنآ كانو بيئولو إيه ؟ انت ليه اتقوزت إتنين فـ وئت وآحد ! ووآحده تكون بنت خآلتك ! أكيد إن فيّآ غلط أو عيب وإنت بتستر عليّآ ! ليّآ ضُره ولحد دلوئتي مش عآرفه ليه ! إيه الغلط أو التـئصير إللي عملتـه ! وإنت مبتحبنيـش .. أكيد بتحب دآرين , لأن قوآزك مني كآن لوي درآع لبآبآ مش أكتر .. بس لو انت مش بتحبني ليه بتعزبني كدا ؟ ليه تلوي دراعي انا ! ليه تحرمني من دراستي ! سايبني كل الشهور دي وآعد مع دارين !

ناظر بساعده المشمر من طاحت دمعه دافيه لامست جلده البارد وعلى اثرها اطبق فمه بقهر .. لو يقدر يطبق عليها ضلوعه .. يحبسها بصدره وفوق قلبه علّهآ تسمع دقآته النآبضه بـ إسمهآ .. إسمهآ وحدهـآ وبـس !

....: تدرين إني قد جيتكم .. عرضت على نجم أخوك آلطلآق .. كنت مستعد أطلقك إن كآن هآلشيّ صدق إللي إنتي تبيه ؟
إلتفتت عليه معقده حآجبيهآ بعدم فهم بينمآ أكمل هو وعيونه بعيونهآ: نجم بنفسه إللي قآل إنك موآفقـه .. ومآتبين الإنفصآل .. هآلتعجب بوجهك كآن نفسه إللي أحسه وللحين مدري إنتي وش إللي غير رآيك !

أخفضت بصرهآ لحجرهآ بوجه شآحب مأخوذ بـ الصدمـه .. بلحظـه تبآدر لذهنهآ صورة نجم بـ اليوم إللي دخل غرفتهآ يعلمهآ إن رآئف موجود ويبي يشوفهآ .. كآن يبي يقولهآ شيّ إلآ إنهآ هي إللي أصرت تبدآ وتعلمه وش إللي تبيـه .. قآلت له إنهآ موآفقه على رآئـف , وموآفقه تتمم هآلزوآج .. وقتهآ نجم هو إللي تملكتـه آلصدمـه !
" كنت موآفئ تطلئنـي ! وقآي بنفسك تطلئني وأنآ إللي بنفسي رضيت بيـك ! يـ قدرك يآحــور آلمربوط بـ إسمـه .. بـ رآئــف "

....: تدرين إن أول شيّ أندم عليه بحيآتي هو ضربي لك ! هو هآلعجز إللي بيدك ! لو يفنى عمري وأنآ أعوضك مآوفيـت .. تدرين إن دآرين مثلك مآتفرق شيّ عنك .. مآشفتهآ من آليوم إللي فآرقت لين آلحيـن !علمينـي وش إللي يرضيك وأنآ اسويّـه !

مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه مُردفه بـ سخريه: إللي عآوزآه عمرك مآتئـدر عليـه
....: جربـــي
....: مش هقرب حآجه أنآ متأكده من نتيقتهآ
شدد من حصآر ذرآعيه لوسطهآ مقربهآ لصدره , ألصق خشمه بآخر شحمة أذنهآ اليمنى بهمـس عذب: قلتلك جربــي
ضيقـت عيونهآ آلممتده للفرآغ قدآمهآ وقد علآ وجههآ إبتسآمه حسيّه خبيثـه أردفت من بعدهآ بـ شقآوه مآطه شفتيهآ رآفعه كتوفهآ بمعنى ( مآلي دخل ! ): عآوزه هديّة عيدميلآدي .. مليش دعوه
....: أبشري .. متى عيدميلآدك !

أبعدت رآسهآ عنه بحده لينآظره هو بـ إستغرآب من حركتهآ المفآجئه !
رمقته بنظره مشمئزه مردفه بـ حقد: عيدميلآدي عدى وفآت يآ أستآز رآئف !
إتسعت عيونه بدهشه: ليش متى كآن !
بعده الإشمئزآز بوجههآ المنعفس: أول الشهر دآ .. كآن يوم وآحد إتنآشر
تدريجياً إنحلت عقدة حآجبيه بـ إبتسآمه جآنبيه مستغرب: وآلله !
طيرت عيونهآ بعدمآ رمقته بنظره إحتقآر: هـــــه

شدهآ عليه أكثر هآمس: تدرين عآد حوريتي تآريخ ميلآدي وآحد وثلآثين إثنآعش ..
إلتفتت عليه بوجههآ كآمل وقد إمتلآ بدهشـه موسعه عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ لآخره بينمآ إبتسم هو للي يدور ببالها وانرسم بوجهها: إيـه .. إنتي أول آلشهـر وأنآ آخـره .. تدرين عآد ضُرتك متى ؟
إنعفس وجههآ بـ كُره صآده عنه تنآظر بـ الشآشه قدآمهآ بمعنى إنه مآيهمهآ تعرف !

....: ههههه بعدي بيوم .. يعنـي وآحد وآحد من أول آلسنه الجديده
قلبت عيونهآ مطلعه لسآنهآ بـ تعبير الغثيآن ليميل هو برآسه لليمين طآبع قبلتـه آلعميقـه بجآنب عنقهآ وفوق سلسآلهآ الرقيق آلحآمـل لـ حرفـه بعدمآ أطلق ضحكته القصيره آلخفيفه على تعبيرهآ آلمشمئز من طآري دآرين وتآرخ ميلآدهآ !
صكت راسها براسها بشويش: خلاص ابعد عني بئه
رآئف: وإذا ما أبي ابعد عنك بئه !
اطبقت راحتها اليمنى فوق يده اليسرى شابكه اصابعه بـ اصابعه اللي بعدها محاوطه وسطها وبالحيل رفعت ذراعها الأيسر المجبر نصفه ضامه قبضتها توريه الساعه بمعصمها: شايف عُمـر حبيبي قآبلي إيه !

أبعد أخير رآسه عن عنقهآ ينآظر بـ الرولكس الذهبيّه , ثوآني ثم أرف بـ جفآف: عُمـر أخوك مو حبيبـك
نآظرته وبوجههآ تعبير ( وآلله ! )
أردف من بعد نظرتهآ الإستخفآفيه: إللي أقوله تسمعيـه
قطعه كلآمه بحده: لآ مش هآسمعه .. عُمر أخويآ وحبيبـي وروحـي وكل حآقـه فيّآ .. مآآشــي ؟!
إبتلع قهره إجبآراً , برغم آلغيظ إللي يعتريه ويتملكـه من لهجتهآ الحآده إلآ إنهآ أبدّ مآتبين بهآلقسوه إللي المفروض تكـون .. من يسمعهآ ويشوفها وده لو يضحك ! كلّ توعدهآ وتهديدآتهآ أبعد مآتكون عن آلجديه , أقرب مآيكون للكوميديّـه !

ردّ وألصق ذقنه فوق كتفها: وإن عُمر أخوك حبيبك وروحك وكلّ شيّ فيك جآبلك آلرولكـس هذي أقدر أنآ أجيبلك مؤسسـة آلرولكـس بكبرهآ
كشرت بـ إستخفآف تمثيلاً للضحك: وآللهي مآليش نفس أدحك
رآئف: وأنآ مآقلت شيّ شضحك
....: وإنت فآكر إن كل حآقه تئدر تقيبهآ بفلوسك ! قيمـة السآعه دي أكبر بكتير .. كفآيآ إنو إفتكرني يوم عيدميلآدي .. وكلمة كل سنه وإنتي طيبه بس من غير أيّ هدآيآ عندي بـ الدنيآ كلهآ .. مآشي يآسي رآئف !

....: ههههه وإنتي ليش كذآ معصبه ! وأنآ شدرآني بيوم ميلآدك إنتي مآعلمتيني
صدت عنه بوجههآ ونصف ظهرهآ جهة اليسآر: أصلاً إللي بيهتم بحد بيعرف عنه كل تفآصيله .. يعني حضرتك عآرف تآريخ ميلآد السِت دآرين إنه أول يوم فـ السنه ومش عآرف إن أنآ أول يوم في شهر إتنآشـر ... كويس أوي يآرآئـف بيـه .. عشآن تعرف إن إنت أصلاً مبتحبنـيش وتبئى تسدئنـي لمآ أئولك كدآ

زفر ضحكه مقطوعـه من كلآمهآ إللي يحسّ إنه قآعد يشوف مسلسل مصري .. سي رآئـف , ورآئـف بيـه ومصطلحآتهآ آلكثيره آلغريبـه على وقع أذنيـه وبنبرة صوتهآ آلرجولـي آلضخـم وإللي من الصعـب تركبـه على شكلهآ النآطـق بـ أنوثه صآرخـه هآلنبره آلغريبـه صعب توفقهآ مع هآلملآمـح !
صُدفة معرفتـه بتآريخ ميلآد دآرين مآهيب عن قصد أو إهتمآم بتفآصيلهآ مثلما هي تظن !

تذكر ملكتهـم يوم سألته وجآوبهآ , إن يومـه هو آخر يوم بـ السنـه .. وإنه نهآيـة كلّ شـيّ .. ردت عليـه بنفس آلثقـه إن يومهآ هو أول يوم بـ السنـه .. وإنهآ البدآيـه لكلّ شيّ .. – تعبيراً مجآزياً , سبحآنه آلله لآ إله إلآ هو وحده لآ شريك لـه , البآدئ لكـلّ شيئ ومن بيده نهآية كلّ شيئ –
فك يده اليسرى من وسطها وارتفعت لتحاوط صدرها وصولاً لكتفها الأيمن إللي إستقرت عليه وبآقي يده اليمنى مشبكه بـ أصآبعهآ آليمنى: آمري يآقطوتــي , شللي تبينـه

إنعفس وجههآ بـ إستنكآر مبوزه: أطوتـك !
....: ههههه وش أطوتك هذي !
إرتفعوآ حآجبيهآ مستغربه: إنت إللي بتئولهآ مش أنآ
رآئف: بـ آلله أنآ قلت أطوه ولآ قطوه !
حوريه: يعنـي إيه !
رآئف: قطوه .. بسّـه .. ميآو
....: ههههه نقـم دآيمآ بيئوللي يآ أُطّـه .. وإن أنآ شكـل آلئـطط
رآئف: صآدق .. لآحد عآد يقوللك قطوه غيري فآهمـه
حوريه: وإشمعنـى !

....: لأنك قطوتـي أنآ .. قطوه شرسـه ويبآلهآ ترويض
شدت فمهآ رآفعه حآجبيهآ: هنشوف بئه مين إللي هيروض التآنـي
دآعب أسفل أذنهآ اليمنى بطرف خشمه وهو يضحك: ههههه لسه بدري عليك يآقطوتي تروضينـي , هآ مآقلتي وش تبين هديتك !
بسرعه وبدون تردد أو تفكير: أكون شريكتــك
أبعد رآسه عنهآ معقد حآجبيه بعدم فهم: بـ إيــش !
مطت شفتهآ السفلى: كل حآقـه
رآئف: مآ انتي شريكتي بـ كلّ شيّ
إبتعدت عنه جآلسه مقآبله , حركت رآسهآ بـ النفي مبوزه: تؤ تؤ تؤ ..

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم تدآركته هي بهدوء مكمله: عآوزه أكون شريكتك فـ شغلك , فـ آلمؤسسه .. عآوزه أكون مآلكـه زيي زيك
إنعقدوآ حآجبيه أكثر من أول للحد إللي معه إلتصقوآ ببعضهم: مآفهمت !
لوت فمهآ بـ إستيآء: مفهمتش ولآ عآمل مش فآهم !
....: إنتي شقصدك بآلضبط ؟
حوريه: نصيبك فـ المؤسسه أنآ عآوزه نصّـه .. تنآزل منك , تكتبـه بـ إسمي

ضيق عيونه بعدم فهم أو عدم تصديق على وجه الدقّه بينمآ أكملت هي بتهآجل متعمد لنظرآت الإستنكآر الحآد بوجهه الجآف الجآمد وهي تنآظر أظآفر يدهآ اليمنى آلملونـه بـ الأحمر الفآتح مدخله إظفر إبهآمهآ تحت إظفر كل إصبع وكنهآ تنظفـه: دآ تعويض للسنه الدرآسيه إللي فآتتني .. وتعويض عن درآعي إللي معدش ليه أي أهميّه .. وهدية عيدميلآدي – نآظرته مبتسمه بشغب طفولي رآفعه أصآبعهآ الثلآث الوسطى مكمله – تلآتــه فـي وآآحــد .. شفت إزآي

همس بصوت منخفض اقرب لعدم الاستيعاب: انتي من جدك ؟
رفعت حاجبيها موسعه عيونها: آه بقد .. أعدت أفكر أفكر فـ حآجه تكون كامله وشآمله ملئيتش غير كدآ , أصول متآوله .. أسهـم من نصيبي وبـ إسمي ..
ضيق عيونه بـ مكر: إنتي شللي تفكرين فيه بـ الضبط ياحور ؟

وقفت على ركبتيها مدنقه عليه بنظرة تحديّ صآرمـه .. الصقت جبينها بـ جبينه هآمسه بـ ثقه: عُمر هيرفـع عليك أضيّـه .. وهيكسبهآ .. عآرف ليه ؟ عشآن العآهه المستديمـه فـ درآعي وإللي إنت سببهآ .. أحسنلك تدفـع ليّآ التعويض دآ وإلآ المحكمـه هتكون مآبينآ , ووقتهآ التعويض هيكون أكبر من نـصّ نصيبك فـ المؤسسـه .. ووئتهآ هتكون مُـقبـر تدفعـه .. لأن انآ مش هتنآزل .... مآشي ؟!

إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إبتسآمـه غريبـه وغآمضـه مآتبث إلآ آلشكّ والإرتيآب عن حقيقـة مقصدهآ , محتضن عنقهآ بين كفيّه مجآوبهآ بـ همـس مبحوح شبـه مسموع قبل مآيغرق معهآ في بحـر قبلتـه آلرقيقـه آلعميقـه: آبشــــــــري ........



/
/
/
/



صبآحاً ..
ألصق جبينه للبآب بآسط كفّه الأيسر عليه مغمض عيونه , وقفة آلسجين البآئس خلف بآب زنزآنته ..
ترجّآهآ بنبره مُحبطه تعبت من قسوة عنآدهآ وحدة إصرآرهآ: تغريـد إفتحي البآب
تغريد: ............
....: يآبنت من أمس وإنتي حآبسه عمرك بذآ الحمّآم .. إطلعـي
تغريد: ...........
....: بيجيك آلسُكـن هآآه ترآني حذرتك
قآل كلمته ومآسرع مآجآه صوتهآ أخيراً ملهوف متفآجئ: أي سُكـــن !!

ضيق عيونه بـ مكر من إستشعر آلخوف بنبرتهآ آلمستفهمه بـ إرتعآب رآد عليهآ بتصنع للدهشه والإستهبآل: آلسُكن أعوذ بآلله , تف تف , آللهم سكنهم مسآكنهم
نآظرت بـ المكآن حولهآ , صآر لهآ حوآلي الـ عشر سآعآت دآخل الحمّآم – بـ الكرآمه - , خوفاً من تنبيهه لهآ وتلميحـه المبآشر بكون هآللليلـه إللي طآفت وقدرت تفلت فيهآ وتهرب محتميه بجدرآن ذآ الحمّآم , هي ليلـة زوآجهم الأولى !

إستنطقته بـ خوف: مآلـــك !
مآلك: ..........
طقت البآب بكفهآ الأيمن المبسوط وقد إحتدت نبرتهآ أكثر تستنطقه وجوده وسمآعه لهآ: مآلـــــك !
بلآ مجيـب , إلآ إنه شدّ سفته السفلى بـ إبتسآمه لعآنه ثم جرى على أطرآفه لحد مآبتعد عن البآب رآد عليهآ بصوت يظهر إنه بعيد: هـــآآآآه !

إلتصقت بـ البآب أكثر مشدده على الأكره , أطلقت من بعدهآ صرخـه بـ إسمـه تردد صدآهآ بـ المحيط من حولهآ: مآلــــــــــــــك
توّ مآقآلتهآ إلآ وينتفض جسمهآ بأكملـه مبتعده عن البآب بوجه مصفـر شآحب وعيون موسعه أقصآهآ إثر ركلّـه قويّه سددهآ للبآب إللي إهتز وإنصقع معه جبينهآ: وجـع إنتي تصآرخين بـ الحمّآم ! شفيـك جنيـي ولآ سكنـك السُكـن !
إهتزت أوتآرهآ الصوتيّه ورقت نبرتهآ بتوسلّ: مآلك تكفـى

طير عيونه بتململ: هــآآآآ
....: لآتقرب عليّ ولآتلمسني غصـب , سألتك بالله يآمآلك .. كآفي إللي بينآ , علآقتنآ خلقـه زي الزفـت , لآتسوي شيّ يخلينـي أكرهـك ..
زفر نفس مسموع بقلـة حيله أردف من بعده بنبره هآدئه مطمئنه: يآغبيّه وإن كنت أبآخذ منك شيّ بآلغصب كآن من أول , تغريد أنآ مو حيوآن عشآن أتعآمل معآك بهآلهمجيّه وبشيّ حسآس زي كذآ .. إفهمينـي يآبنت وإفهمـي كلآمـي

....: وآلله مآ أطلع قبل تقسم لي بربكـ وتوعدني بـ شرف مآتمسّ يدك شيئن مني
مسح على وجهه برآحته اليمنى زآفر نفس مُحبط مستآء يآئس: تغريد وبعدين معآك !
....: إقسم بآلله يآمآلك مآتمسنـي
....: أقسم بـ آلله , وعهـد آلله , ويميـن آلله , وعزة جلآل آلله .. مآ أمسّك يآتغريد يآبنت محصـن .. زين كذآ ! إرتحتي ؟

إبتلعت ريقهآ عآضه على شفتهآ آلسفلي بـ تردد .. بس شلون تآمن لـه وشلـون بعد تخونّـه ! هذآ مآلك إللي إجتمعت فيه كل تنآقضآت الكون , وهي بـ نظره هو وبآللي تسويّه المحور إللي حولـه تجتمع وتلتف كل التنآقضآت !
إرتفع نظرهآ للسقف بـ إستجدآء زآفره نفسهآ آلمصحوب بـ إستسلآم لآفه آلمفتآح آلمثبت تلقآئياً بـ الأكره الفضيّه المدوره ..
رأسهآ منخفض وبصرهآ موقع قدميهآ , إبهآمهآ الأيمن بين فكيّهآ ..

تنهد بـ قلة حيلـه من شكلهآ وإللي هي فيـه , كأنهآ طفل بـ إنتظآر آلعقوبـه توّه بيتكلّم إلآ ويرتفع حآجبه الأيسر بزآوية الـ 45 الحآده , أردف من بعدهآ بـ إستنكآر وآضح آللهجـه: شنو هذآ إللي لآبستـه ؟
من سمعت سؤآله آلمتعجب آلمستنكر وبآقي رآسهآ منخفض طآحت عيونهآ على طرف ثوبهآ ومآسرع مآتفنجلـت عيونها بصدمـــه .. صدق , هذآ شنو إللي إهي لآبستـه !
أقفلت عيونهآ بقوه عآضه على شفتهآ آلسفلى متفشلـه .. لو بس تنشق الأرض وتبلعهآ كان ارحم لها واهون !

تكتف وبآقي رفعة حآجبه الأيسر محتده: أشوف عجبك آلوضع بملآبسـي !
رفعت رآسهآ بسرعه مضيقه عيونهآ بحقد هآزه سبآبتهآ آلمصلبـه قدآم عيونه: مآهو كلـه بسبتـك أصلاً وش تبيني أسويّ وأنآ بـ الحمآم وكلّه سيرآميك بذآ آلبرد إللي نخر عظآمي وإنت حضرتك متدفي بسريرك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: وآلله !
طيرت عيونهآ متكتفه بتجآهل لسؤآله بينمآ أكمل هو: محد قآلك إحبسي نفسك بـ الحمّآم .. وش ذآ الغبآ ؟

رمقهآ بنظره تقييميّه متفحصّه إبتدآءاً من شعرهآ البنـي إللي بعده مسدول وسآيح من ليلـة أمس , بآقي بوجهها آثآر لمكيآجهآ الصآرخ مثمثل في ظلّ عيونهآ وآلكحـل ولون شفتيهآ البآهت بآللون الوردي بعدمآ كآن فوشي صآرخ ... توآرت فتنة جسدهآ تحت ثوبـه آلعمآني آلقطنـي بلونه الأبيض .. قد فصخـه من قبل وعلقـه بـ الحمّآم , وإهو آلشيّ آلوحيد إللي مآلقت غيره تتلحف بـه من صقيـع أرضيّة آلحمآم وجدرآنه البورسلينيّه !

....: تعآلي تغريد ....................... تعآلي – أشر لهآ بيده تقرب عليـه فآرد ذرآعه بمعنى إنه بيتأبطهآ –
رمقته بنظره متردده أومأ من بعدهآ رآسه إيجآبهآ: لآتخآفي , تعآلي
مشت صوبه خطوتين وبغت تطيح مع الثآلثه متعثره بـ أشبآر الثوب إللي تخطى طولهآ وتدلى بـ الأرض مجرجر , نآظرته شآده شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسي بينمآ أرخى هو كتوفه بيأس مقفل عيونه إللي رفعهآ للسقف هاز راسه نفياً بقلة حيله ..

رفعت الثوب عن سآقهآ اليمنى ووقفت جمبهآ ليحآوطهآ هو بذرآعه اليمنى آلممتده حول كتوفهآ ومن ورآ قفآهآ لحد مآ سبقهآ هو بخطوتين سريعه وجلس على كنبـة الصآلون آلإسفنجيّه الضخمـه بلونهآ الكحلـي مزينـه بمخدآت قطيفه ناعمه حمراء آللون ...

مدد رجوله قدآمه رآفع جوآله بسرعه ومعه إرتفعت سبآبته اليمنى ينبههآ: لحظه لحظه وقفـي شــــوي
ثبتت بمكآنهآ وكنهآ مجرم وطآحت بيد آلشرطـه آمرينهآ تسلم نفسهآ , إنحبس نفسهآ بصدرهآ رآفعه كتوفهآ مبققه عيونهآ , وبلمح آلبصـر إلتقط لهآ آلصوره آلكوميديّـه وملآمح الإرتعآب بوجههآ آلمخترع , كن أحد كبّ عليهآ سطل مويه بآرد ...

....: ههههه مصخــررره تعآل تعآل شوفي ههههه
للحين مآتدري وش إللي صآر بـ الضبط ! ليش وقفهآ فجأه بصرخه حاده ووش إللي سوآه بجوآله ! وليش آلحين يضحك !

جلست جمبه بوجه رمآدي شآحب , عيون موسعـه وشفتين منفرجتين .. حآوط كتوفهآ شآدها عليهآ بآلقوه لحد مآستقر رآسهآ على صدره تنآظر بجوآله .. تحديداً بصورتهــآ ..
توسعت عيونهآ بـ التصوير آلبطيئ , وحده وحده بشويش .. مصدومـــه .. مصخـره ! يقول مصخـره ! إي وآلله إنهآ آلمصخره بنفسهآ وبحد ذآتهآ .. إلآ إنهآ أكبر من آلمصخـره !
همست بـ إستنكآر بآهت: شنـو هذآ !
فك يده من حول كتفهآ ينآظر بـ الجوآل عآض على شفته السُفلى ممصمصهآ: آآآآخ .. هـذآ آلجــرح .. هذآ آلحُـبّ ..

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم موسعه عيونهآ ومآسرع مآتدآركت آلموضوع وخطورة هآلشيّ إللي يفشل بيده: إمسح آلقرف هذآ فوراً
خزهآ بنظره متوعده: جــبّ لآتقوليـن عنـه قرف , هذآ آلغلآ كلّـه ونبض الحشآشـه
فتحت فمهآ قآلبه عيونهآ وكنهآ منقرفه بترجع ليردف هو بعيون يتفجر منهآ آلحب وهو ينآظر بجوآله: آآآخ يآنآس , يآلبيّـه , وش حلآته آلثوب عليـه ! جعلنـي فـدوه

رفعت سبآبتهآ بتهديد مبرقه عيونهآ بتوعد: إمسـح يآمآلك آلصوره هذي آلحيــن
إنعفس وجهه رآمقهآ بنظره مشمئزه: وإنتي شدخلك ! أحد جآب طآريك ! هذآ آلحُبّ بحطـه خلفيــه
بققت عيونهآ بصدمه إستنكآريه صآحت من بعدهآ: إيـــــــــش !
قلب لهآ عيونه بـ إصطنآع لعدم فهم عصبيتهآ وبآقي تكشيرة الإشمئزآز بوجهه: شفيـك إنتي !
وقفت عن آلكنبه مغمضه عيونهآ متخصره بيسرآهآ ومآده يمنآهآ بـ أمرّ حآزم , صآرم , قآطع: عطنــي آلجــوآل

....: وآلله مآتآخذينـه
بعدهآ على وضعهآ مغمضه عيونه ومتخصره إلآ إنهآ بدت تهز رجلهآ اليمنى ضآربتهآ الأرض بنفآذ صبر: قلتلك عطنـي الجوآل يآمــآلــــك
إنعقدوآ حآجبيه بنظره إستنكآريّه محتده هآمس بنبره مستفهمه شبه مسموعه: شنـو هـذآ ؟

....: جيب الجوآل
....: وآلله مآجيبـه
جت بتمشي صوبه إلآ وتدوس على طرف آلثوب من تحتهآ وتطيـح على وجـهه .. وجهه هـو .. إنصقعت روسهم ببعـض مآبتعدت عنه إلآ يوم صآح متألم: وجـــع مآتشوفيـن !
حكت جبينهآ بوجه متجهم , على صوتهآ بنبره موآزيه لصرآخه: وجـــع إنت هذآ ثوبــك آلزفـت إللي طيحنـي
بترآخي إنحلت عقدة حآجبيه وإنفرد وجهه من بعد إنكمآش , مبتسـم بعذوبـه وتوه يتدآرك آلوضـع وآلموقـف ..

حآوط وسطهآ بذرآعيه رآفعهآ مسآفه قصيره لتستقر بـ الضبط على صدره .. إنعفس وجههآ بعبوس حآد , مسنده قبضتيهآ على صدره تسآعد نفسهآ توقف وتبتعد عنه إلآ إنه حآوط رجولهآ بسيقآنه إللي إلتفت حولهآ رآفعهآ كلياً عن الأرض ومآل هو بجسمه ليصير بوضع آلتمدد آلكلي على الكنبه بـ العرض وهي فوقـه محآصرهآ !
سآح شعرهآ نآزل على وجهه مدغدغ بأطرآفه المقصفـه بشرته ليبتسم بشقآوه مبعد وجهه عن وجههآ بينمآ خللت هي أصآبعهآ اليسرى بشعرهآ مرجعته لورآ – بـ أمر جآف من بين أسنآنها متأففه - : هففف وش هآلحركآت ! فكنـي أشـوف

قآلتهآ ثم زفرت نفس مخنوق بـ حنـق من جآوبهآ هو مطبق فمـه بـ آلقوه هآز رآسه بـ آلنفي !
....: فكنـي .. أقولك فكنــي , مآتفهـم !
حرك رآسه إيجآباً بمعنى إنه ( إيه مآيفهم ) ! نفخت هوآ بوجهه متأففه بنفآذ صبر ومآسرع مآغمض هو عيونه سآحب النفس اللي قد زفرته هي بـ عمق وإنتشآء: يآزينهآ ريحـة أنفآسك يآلجــرح
أطبقت فمهآ بقهر , بـ آلله هي بـ إيش وهذآ بـ إيش !
....: مآلك وش حركآت البزرآن هذي !
رفع حآجب وآحد بـ عند: إيه أنآ بزر , شعندك يلآ سويّـه !
....: مو هذآ إتفآقنآ من يومين ! أنآ آلكبيره وإنت وآجب تحترمنـي !
....: طيب وآلكبير هذآ مو وآجب عليه يعطف على آلصغير !

شدت شفتيهآ آلمطبقه مبرقـه عيونهآ تخزه بينمآ رقت هو ملآمحه بـ إستعطآف لهآ زفرت على إثره نفس مسموع بـ نفآذ صبر وإحتقآن: هـآآ شبغيــت !
أطبق عليها ذرآعيه بوضع التكتف , آلحركه إللي معهآ شدد من حصآره لهآ , هبط ظهرهآ , وإلتصق صدرهآ بصدره , هآمـس بـ حنآن: نآمـي ع صـدري
جآوبته بنبره جآفه حآده: مآلـــــــــــك
مآرد إلآ بنبره حآنيـه دآفيـه , هآمسـه يترجاها: بس شــويّ , تكفيــن

أطبقت فمهآ بـ ضيق , مآتدري وش إللي تقوله أو تسويّه .. إنقآدت لرغبته آلغريبـه مسنده خدهآ الأيسر على صدره وبهدوء حست بـ يدينه ترتخي من حول وسطهآ ..
خلل أصآبعه اليمنى بين خصلآت شعرهآ آلحريري , من منبته لحد طرفـه , تمتد معه آلخصلـه ثم تطيـح من يوصل لآخرهآ ويفلتهآ ...
وعلى هآلحآل لثوآني كثيره إمتدت لدقآيـق قآربت الـ ثلآثـه ..

رفعت رآسهآ تنآظره , مطبقـه كفيهآ فوق بعضهم عند ملتقى عظمتي آلترقوه عنده ثم أسندت ذقنهآ فوق ظهر يدهآ , عيونهآ بعيونه .. آلنظره المطولـه , بلآ معنـى أو سبـب .. قطعهآ أخيراً وهو يحرك بهدوء وتباطئ طرف سبآبته من منبت شعرهآ إنتصآفاً مروراً بجبينهآ ثم منتصف خشمهآ , شفتيهآ , وصولاً لآخر ذقنهآ تعلقت عيونه بموضع طرف سبابته بآخر ذقنها المزدوج هآمس ببحّه مشدده: جـــــــرح
....: بطل تقول لي جـرح
ناظرها مبتسم: ليش ؟

سفهته مسنده خدهآ الأيسر فوق كفيهآ آلمطبقين فوق بعضهم وثنينآتهم فوق صدره ليرد هو ويخلل أصآبعه آلطوآل آلنحيفـه بين خصلآت شعرهآ: وش صآر أمـس بـ الزوآج ؟
ردت تناظره مسنده ذقنهآ لظآهر يدهآ: وآجد أشيـآء
مطّ شفته السفلى مردف بهدوء: معـي وقـــت
لوت فمهآ مطيره عيونهآ بحركه سريعه ثم أردفت بهدوء أقرب للهمس: شفت مآمآ وخوآتي .. – عضت شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه – وإتصآلحنــآ
إرتفعوآ حآجبيه بـ إبتسآمه: وآلله !

أومأت رآسهآ إيجآباً مبتسمه: محد كلمنـي بشيّ , مآحد فتح موضوعنآ , أول مآشفت أختك أصآله مع مآمآ وشروق أختي طآح قلبي مآبين رجولي , إنحبس نفسي مآعد قدرت أتنفس , إقتربت صوبهم وأنآ بآلحيل رجولي شآيلتني وتتحرك .. ضمتنـي أمي وهي تبكـي , تخيّـل !
مسح على حآجبيهآ بـ إبهآميه مبتسم: أهم شيّ إنك آلحين مبسوطه

إتسعت إبتسآمتهآ أكثر: إرتحــت , كن صخره كبيره وثقيلـه على صدري وإنزآحـت , تحررت أنفآسي .. مع اني نمت أمس بـ الحمّآم إلآ إني مآدريت , أول مره أنآم مرتآحه من بعد إللي صآر .. وتخيّل بعد عزمتنـي يوم ببيتنآ , أنآ وشروق ودآرين .. إنعقدوآ حآجبيهآ مطبقه فمهآ بترقب: بتسمح لي أروح !
توسعت عيونه بدهشه قصيره أردف من بعدهآ بتأكيد: أكيد أسمـح .. ليش أمنعك يعنـي !
ثبتت عيونهآ بعيونه تتحرى صدقه: جــد !
إنعقدوآ حآجبيه بـ إبتسآمه بآهته مستغربهآ: إيه جـد , شفيـك !

أطبقت شفتيهآ بآلقوه مآنعه إبتسآمتهآ من الإتسآع أكثر وأكثر وبوجههآ تعبير إمتنآن , أسدلت من بعدهآ ذرآعيهآ مطبقه سآعديهآ على بعضهم من تحت عنقـه ..
معلقه عيونها الباسمه بعيونه العسليه الداكنه الناعسه اللامعه .. يتهيأ لك من نظرة عيونه وشكلها إنه شخص حزيـن !

بوجهها المبتهج حسياً إبتسآمة إمتنآن .. عفويّه ..
وعفوياً هو إحتضن وجههآ بكفيه مخلل أصآبعه الأربع من كلّ يدّ بـ شعرهآ من مؤخرة رآسهآ .. وبهدوء إمتد إبهآمه الأيمن لشفتهآ السفلى شآدها بقوّه لطيفّـه وكأنه يمسحـهآ .. آلحركه إللي كشفت عن صف أسنآنهآ السفليّه الرتيبه , تعلقت عيونه بـ ضيآع على فمهآ , تملكته النشوّه وأجبرته الرغبـه ليحني رأسهآ إجبآراً بـ هدوء , أغمض عينيه بـ إستسلآم لحرآرة أنفآسهآ المشتعلـه .. وبآلمقآبل وللحظآت تجآوبت معه بـ خضوع كآمل إلآ إنهآ ولثآنيـه وحدهـ قبل أن تطبق شفتيه آلرقيقـه على شفتيهآ المكتنزه , أبعدت رآسهـآ بنفور حآد منتفضـه عن جسمه آلمدد وهي فوقـه مستقره بجلستهآ جمبـه خآفضه رآسهآ وبـ التبعيه انخفض بصرهآ لمآبين قدميهآ ...
وبهدوء مريب إستقعد هو مسند أكوآعه على ركبتيه شآبك يدينه ببعضهم وعيونه بـ الأرض ...

على يمينـه معفطـه آلثوب بقبضتيهآ آلمشدده عليهم محل ركبتيهآ وعيونهآ بـ الأرض .. آلوضع بينآتهم مشحـون ومتوتـر .. كلاً بجوفـه كلآم بس مآيدري شلون يبدآ لحد مآقررت أخيراً تبدآ بعد ثوآني قآربت على إكتمآلهآ آلدقيقه , بنبره هآديـه: وش إللي تبي تقولـه ..
على وضعـه , جآوبهآ بنفس نبرتهآ: إبدأي إنتـي
تغريد: إنت إبدآ
إلتفت لهآ نصف إلتفآته مبتسم: آلكبير أول , مو هذي كلمتك ! إبدأي يآلكبيره

تحسست بنصرهآ الأيسر من آخره مكآن لبس آلخوآتم إلآ إنه كآن فآرغ وعيونهآ محلّ حركتهآ – بنبره منخفضـه وعيون لآمعه - : إنـت تحبنـي يآمآلك ؟
نآظرهآ والإستغرآب الحآد بوجهه الجآمـد .. سآكن الحركـه .. جآمد الملآمـح .. طآل آلصمـت , نآظرتـه وإبتسآمه حسيّه بوجههآ آلحزين ..

تعلقت عيونهآ آلوسيعـه آلبآرزه بعيونـه الحآده الضيقـه ليردف بنبره بآهته مقطوعـه لآهثـه وكنـه بمآرآثون وتوه إنتهـى: أكيـد أحبـك .. هذآ سؤآل ؟
مآزآدهآ جوآبه إلآ بؤس , أبعدت عيونهآ آلمغرغره بـ الدموع رآفعتهآ للسقف تمنـع إنهمآرهم مطبقه فمهآ بآلقوه لحد مآختفى وصآر خطّ بوجههآ , تحآول جآهده مآتبكـي ..
إقترب عليهآ لحد مآتلآصق وركيهـم سآحب يده اليسرى بيمينـه مطبـق عليـه بتشديد: ليش يآتغريـد ! ليش هآلمعآملـه ! ليش تعذبينـي وتعذبين نفسـك ! ليش تسأليني أحبك وإنتي تدرين إني ميتن فيـك !
أحنت رآسهآ بـ ألم هآزته نفياً بعنف: لآآآ مـدري .. مدري .. وش بيدريني إن كنت تحبني أو لآ .. يآمآلك إنت إللي تعذبني , وآلله إنت إللي تعذبنـي وتعذب نفسـك .. ليش مو رآضي تفهـم .. ليـش !

إحتضن يدهآ آليسرى بين يديه مثبتهآ بوسط صدره: وآلله أحبك يآتغريـد .. إنتي مآتحسيّـن ! مآتشوفيـن طيب ؟ أنآ مو مآلك نفسـه من أربع أو خمس شهـور , ولآني مآلك نفسـه من سنـه , من سنـه عرفتك ومن عرفتك مآعرفت بعدك لأنك غير كل إللي قبلك .. ومن خمس شهور وإنتي مرتـي , أنآظر بوجهـي كل يوم ومآ أصدق ان هذآ أنآ , نفسـي .. رقمـي غيرتـه .. وحسآبآتي القديمه قفلتهآ ومآسويت غيرهآ .. أدآوم كل يوم من ثمآن آلصبآح .. أشتغـل .. وأتعـب ومآنيب كآره هآلشيّ .. رآضي عن نفسي بس مدري شلون أرضيك ؟ مدري شللي غيرك عليّ ! كنتي مثل عجين آلصلصآل بيدي .. مآتتمنعين عنـي , لآتصدين ولآترفضيـن .. شللي غيرك ! مآتذكرين بكآك لي تتشكين عمـك ! عمك فيصـل .. مو هذآ آلنذل إللي يتطآول عليك ويتحرش فيـك !
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر مآقد حست مثيله هآمسه بعدم تصديق , فهم أو إستيعآب: إيــــــــــش !

....: إيش إنتـي .. مآتذكرين ! مآتذكرين مكآلمتك الأخيره يوم وفيت أنآ بوعدي لك وإنتقمت لك من عمك آلنذل , إفلآسـه كآن بسببـي .. وعشآنك , عشآنك إنتي .. وإنتي شللي قلتيـه !
هآله من آلذهول حآوطتهآ , وجه مشـدوه , مصدوم ,, عيون أقرب مآيكون للإختفآء من شدة الرفض والإستنكآر .. عدم آلفهـم والإدآرك لكل حرف قبل تتلآصق آلحروف وتكتمل كلمـه ثم جملـه خآرقـه لصميم قلبهآ ... هذآ الكآئن مو بس فآقد لـ عقلـه أو مجنـون ! هذآ مريض نفسـي , مسكـون , ملبــوس !
أكمل وآلحزن بعيونه آلدآكنه آلعآتبه: إنتهـى غرضـي منك يآمآلك وإنتهـيت إنت معـه ..

....: إيــــــش !
ثبتت عيونه بعيونهآ يستنطقهآ آلحقيقه آلوآضحـه , الصريحه , وآلمبآشره: كنتي تستغلينـي !
مسحت جبينهآ آلمتعرق برغم برودة آلجوّ إلآ إن كميآت غزيره من عرقهآ تفرز وبكثآفه .. مآتسمـع إلآ دقآت قلبهآ آلمتسآرعه , عيونهآ تدور بـ الفرآغ وتحسّ إنهآ معهآ تدور , أو إن الجدرآن من حولهآ تدور , قصرت أنفآسهآ لحد مآتوقفت , مآقدرت تشهق , تتنفـس , تدآخلت الكيآنآت من حولهآ , صوره ضبآبيـه آخذه فـ التلآشـي لحد مآختفت , لحد مآتعتمـت , أظلمـت .. إرتخوآ جفنيهآ وبلآ تحكم أو إرآدهـ , مآلت على جمبهآ الأيسر ليغلبهآ ثقل رأسهآ إللي إرتطم بـ أعلى فخـذه الأيمن ..
أطلـق صرختـه آلمرتعبـه: تغريــــــــــــــــــد !



/
/
/
/


سحبت نفسهآ بـ وهن من تحت فرآشهآ رآفعه جسمهآ بمقآومه ضعيفـه لحد مآستقعدت بجلستهآ سآنده ظهرهآ للسرير مبعده شعرهآ السآيـح على جآنبي وجههآ ..
أغمضت عيونهآ أكثر من مره وفتحتهآ بقوّه تستوعب المكآن من حولهآ ...

إضآءه زرقآء خآفتـه من نور آللمبـه السهّآره .. آلكيآنآت من حولهآ مألوفـه .. آلدولآب , آلتسريحـه , الستآئر والسجآد .. آلبرآويز آلمعلقّـه .. كلهآ أشيآء تحسّ إنهآ قد شآفتهآ لكن آلصوره بعيده عنهآ ..
رجت رآسهآ بقوّه غآصبه نفسهآ تصحصح شويّ وتركـز , إلآ إن آلآم دآخليـه عنيفـه ومؤلمـه مجبرتهآ على تأخير إقترآح محآولة التذكر , وآلتمدد مغمضه عيونهآ كفكره بديلـه أفضـل ...

/

كرج السيآره بهدوء ملتفت ورآه يشوفهآ ممدده جسمهآ بـ طول الكرسي الخلفي كآمل مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم , غآفيـه ...

أطبق فمه وعيونه تدور بتشتت مايدري وش يسوي .. من اول وشكلها مرهق وتعبان .. أول مره تصير ويقترب فيهآ هآلقرب المبآشر اللزمـي لوحده من حريم هآلبيت .. وآلمثير للعجـب إنهآ دآريـن !
دآرين اللي رفعت ذرآعهآ الأيسر محآوطه كتوفه وهو بـ المقآبل رفع يسرآه شاد معصمهآ الأيسر المسند على كتفـه وبيده اليمنى حآوط خصرهآ مسآعدهآ على الثبآت والإرتكآز .... ومحآولـة المشـي !
من طلعت من البرج الضخم الشآهق , المخصص عيآدآت للأطبآء بجميع التخصصآت , مستنده على عآملـه من عآملآت النظآفه بـ البرج , كآنت محلـه وبنفس الوضع اللي اهو فيه سآندتهآ وهي تسير على غير هـدى متخبطـه يمنه ويسره , مترآجعـه خطوه ومتقدمـه !

لمحهآ بعيون مضيقه كآنت في الأول شفقـه على حآل هآلمريضـه إلآ إنهآ إتسعت مع إقترآبهآ ووضوح هيئتهآ قدآمه .. أسرع صوبهآ بهرولـه لآحقهآ من يدّ العآملـه قبل تطيـح بمدخل البرج الرخآمـي آلوسيـــع !

رفع علبة المنآديل بـ السيآره ونكزهآ من كتفهآ لأجل يوعيّهآ ..
بصعوبه فتحت عيونهآ وردت مغمضتهم محرره دمعه حزينه تعلقت مطولاً بـ أهدآبهآ .. – سألته بصوت مبحوح مقطوع من التعب - : وصلنــآ
جآوبهآ بلهجته العربيّه المكسره: أيـوآآ

بآقي تحت تأثير البنج وجسمهآ كلّه مخدر , مآهيب قآدره تتحرك , تفتح عيونهآ أو حتى تتكلـم ..
أجبرت نفسهآ يطلع صوتهآ بهمهمه متعبـه يآلله تنسمع وكأنهآ تهلوس: هـــلآآآآل .....
إلتفت عليهآ بسرعه والإهتمآم بوجهه مضيق عيونه بتركيز في محآوله لفهم همسآتهآ الخآفته: صآآفــــي .. نآآدي ,, صآآفــي
قآلتهآ بخفوت ثم إرتخى جفنيهآ مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم بينمآ هو إللي إنقآد لأمرهآ فوراً طآلع من السيآره مسرع للفيلآ ...
لحظآت إللي غآبهآ ثم ردّ لهآ بنفس الهرولـه ومعه ثنتين يلحقونـه , وحده منهـم كآنت الشغآلـه الآسيويّـه صآفـي , والثآنيـه آلمذعوره اللي تلحقهم بخطوآت متعثره .. أمهـــآ !

فتح لهم بآب السيآره الخلفي من جهة رجولهآ وبـ اندفآع أبعدته مدخله نصفهآ العلوي بـ السيآره تنآظرهآ وآلهلع بعيونهآ قد تمكـن الجزع من كلّ ملآمحهـآ ..
بـ نبره حآده مرتعبه توعيّهآ من غفوتهآ: دآريـــــــن !! دآآآريـــــــــن !

بلآ مجيـب ... رصت على فخذهآ وصآرت تهزهآ بآلقوه , آلحركه إللي معهآ أجفلتهآ مطلقـه آهـــه متألمـــه فآغره فيهآ فمهآ لآخــره , بآزغـه عيونهآ شآخص بصرهآ وكأنهآ تشوف ملك آلموت قدآمهآ ..
بسرعه أبعدت أمهآ يدهآ من عليهآ إللي إرتجفت بـ إرتعآب من صرختهآ آلمتوجعه سآئلتهآ وآلرعب متملكهآ: دآريــن يمّـك شفيييـك .. تكلمــي , دآآريـــن

دآرين: ...........
طلعت من السيآره سآحبتهآ بآلقوه من رجولهآ إللي ضمتهم لبعض شآدتهآ إجبآراً ..
كلّ حركه تسويّهآ أمهآ بدآفع الخوف والإرتعآب مآكآن بآلنسبه لهآ إلآ القآضيــه ..
ألم فظيــع موجـع يقطـع بـ أحشآئهآ ومن أسفلـهآ ..
عمـق الوجـع ألجم كل ردود أفعآلهآ .. مآهيب قآدره تتكلـم , تطلبهآ ترفق بهآ وتهدى عليهآ , أو حتى تصيـح رآفضه اقترآبهآ منهآ ..
شيّ ثقيل جآثم على صدرهآ مآنعهآ الكلآم ... مآنعهآ التنفــس ..

/

كآن هذآ هو آخر شيّ أحسّت بـه , وكأن الروح تنتزع منهآ في محآولة أمهآ إنتزآعهآ من مقعدهآ !

نآظرت بـ السآعه المعلقه على الجدآر وآلمشيره لـ الثآمنه مسآءاً ..
آخر توقيت تتذكره كآن الثآمنه مسآءاً ! وش آلموضوع بـ الضبـط !

مآ أمدآهآ تتذكر أحدآث أكثر لأن البآب إنفتح عليهآ بهدوء ووجه يطل منه مختفي جسمه .. ومن تدآركت صحو إللي صآر لهآ يوم كآمل رآقده بفرآشها إلآ وفتحت البآب على آخره ودخلت بسرعه مآلي آلقلق عيونهآ: دآريــــن .. دآريـن يمّــك شفيــك ! شفيك يآبنيتـي !
جلست على طرف السرير محتضنه يدهآ إللي رفعتهآ لفمهآ وصآرت تبوسهآ بقوّهـ , وبحدهـ , وبعنـف ...

سحبت يدهآ من يدّ أمهآ بـ إبتسآمه متعبه: لآتبكيـن , أنآ بخير آلحمدلله
مسحت آلدموع من تحت جفنيهآ: شفيك ! وش إللي صآر عليك ! كلمت شروق أختك وحسيتهآ مآتدري شيّ عنك ! قآلت إنك معلمتهم بتجينآ وتبيتين عندنآ يوميـن .. وهلآل قآل إنه ودآك برج الأطبآء , طلعتي منه وإنتي تعبآنه ومنهاره ! وش إللي صآير عليك تكلمـي !
مسحت جبينهآ ببآطن يدهآ اليمنى مغمضه عيونهآ بوجه متألم من الذبذبآت إللي تحسّهآ تنبض برآسهآ .. صدآع عنيـف بآغتهآ , شوشّ آلرؤيّـه عندهآ .. أهدى صوت تسمعـه تحسّه صيآح مزعـج ..

....: كم لي وأنآ نآيمه يومـه !
حطت يدهآ على صدرهآ بعيون متخوفه: مآتدرين كم نمتـي !
نآظرتهآ دآرين مستفهمه مطبقه على شفتيهآ بآلقوه تحآول تبلع ريقهآ إلآ إنه مآيطلع معهآ , حلقهآ جآف ونآشـف , تحسّ فمهآ كله هوآ: أبي مويـه .. أبي أشرب
بسرعه قآمت أمهآ عن السرير رآفعه جيك المويه من على الكومدينه صآبه لهآ كآس: خذي , بسم آلله عليـك .. إشربي

تنآولته دآرين بيد مرتجفه بغى معهآ يطيح إلآ إن أمهآ لحقتهآ بآسطه يدهآ تحت قآعدة الكآس مميلته على فمهآ لأجل تشرب هي منه .. وتوّ مآ أنهته دآرين على آخره تحسست أمهآ شعرهآ البني من منبتـه مسآفة عقلتين إصبع ثم لونه الثلجـي آلبآهت لحد أطرآفه المقصفّـه .. كلّ شيّ فيهآ متغير , مُتعـبّ ومرهـق .. تحسهآ ذآبلـه .. وجههآ أبيـض , شفتيهآ زرقآء .. حآوط عيونهآ هآله دآكنه من السوآد .. شعرهآ جآف ومقصـف , حتى أظآفرهآ إللي دوم طويلـه وتلمـع بألوآن جذآبـه , آلحين مقصوصه لآخرهـم وبلآ طلآء ! نحفـت أكثر من أول , وصلت للوزن إللي به تتطآبق مع تؤأمهآ تغريـد آلنحيلـه ...
تحسست سآقهآ ريحه وجيّه من فوق لحآفهآ الثقيل – بنبره حنونه دآفيه - : شفيك يآدآرين ! وش إللي متعبـك ! تكلمي يمّك وعلمينـي

شدت شقي جآكيتهآ الصوفي على صدرهآ مكتفه يدينهآ مخفضه رآسهآ للحد إللي معه إختفى ذقنهآ دآخل اليآقه القلآبه الطويله والعريضه لـبلوزتهآ الصوفيّه السودآء ... بلآ جـوآب ...
مآ ألقى صمتهآ إلآ الخوف والتوجسّ بقلب أمهآ مشدده من مسكتهآ لركبتهآ اليسرى تستنطقهآ بـ هدوء مآخلآ من الريبه والإرتعآب: دآريـــن !!

رفعت رآسهآ أخيراً تنآظرهآ , ومآكآن صوتهآ من بعد الصمت إلآ إسمـه .. وآئـــل
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم مجآوبتهآ: بـ المجلس تحـت .. علآمـه !
طلع صوتهآ مبحوح مرهق بالحيل ينسمع: أبيــه .. أبي وآئـل

....: شفيك يآبنيتي ترآك تخوفيني , علميني وش بك , لآتقهريني عليك , طمنيني
تمآلكت نفسهآ شآهقه نفس عميق قبل تجآوبهآ بـ كذب إحترآفي: مآفيه يومـه .. صآرلي مده متعبتني معدتي وشروق تدري بس أنآ مآهتميت , آليوم وأنآ جآيتكم حسيت نفسي دخت ومآعد شفت شيّ قدآمي .. كنآ وقتهآ قريب من البرج طلبت السآيق يوقف لين أكشف وأشوف السآلفه , طلـع معي فايرس بالمعده والتهابات .. وزآدت لأني سكت عنهآ من أول .. بس شيّ عادي ماهوب خطير
ضيقت عيونهآ بـ تشكك: صدق إللي تقولينه !

ردت ومسحت جبينهآ ببآطن يدهآ: إيه يومه وآلله , تطمني مآفي شيّ .. أبي وآئل آلحين , أبيه هو إللي يجيب علآجآتي
وقفت أمهآ وقد إمتلى وجههآ بـ طمأنينه نسبيّه , تنهدت برآحه مبتسمه وقبل تطلـع إلتفتت عليهآ بتنبيه: بس ترآك مآطلعتي من بيتك اليوم ! إنتي طآلعه من أمسّ , ومن أمس وإنتي رآقده بـ الفرآش ...

قآلتهآ ثم أقفت عنهآ مبتسمه تآركتهآ معقده حآجبيهآ أقصآهم بعدم فهـم ! من فقدت وعيهآ بـ السيآره وهي نآيمـه ..! مآصحت الآ توها !
ردت تنآظر السآعه المعلقه وكنهآ آلحين فهمت معنى التوقيت آلمشير للـ ثآمنـه مسآءاً , نفس التوقيت اللي طآحت فيـه ولآعد درت عن شيّ , ثآريهآ من وقتهآ غآفيـه ومآقآمت إلآ على نفس التوقيت , صُدفـه ..

مسحت حآجبيهآ رآصّه عليهم بسبآبتهآ والوسطى المضمومتين من كل يدّ .. جتّ بترجع رآسهآ لورآ تسنده لظهر السرير إلآ وتشوفه قدآمهآ ..
يقرب صوبهآ والإبتسآمه الحآنيه بوجـهه آلمريـح ..
جلس على طرف سريرهآ بـ المكآن إللي قآمت عنه أمهآ وبآقي الإبتسآمه بوجهه: يعني يوم تجينآ تجينآ تعبآنـه ! , سلآمتـك مآتشوفين شرّ ..

دآرين: ........
إستغرب صمتهآ مدنق رآسه متفحص وجههآ المنخفض بنظره تحتيّه: وش تبين أجيبلك علآج .. ترآ بخلي الدفآ وأنزل خصوصي أشتريهآ لك بذآ البرد .. وينهـآ ؟

بـ القوّه رصت على شفتيهآ آلمرتجفتين لحد مآختفوآ وصآروآ خـطّ ,, ترقرقت عيونهآ بدموع حبيسـه ..
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم ... وضآقوآ فتحتي خشمهآ أقصآهم ... في محآوله جآهده تكتـم بكآهآ , تمنع دمـوعهآ .. إلآ إنه ومع إقترآبه خطوه منهآ , سآئلها وآلخوف بعيونـه: شفيـــــــك !
مآقدرت تقآوم , إنهآلت دموعهآ أنهآر .. أخفضت رآسهآ معفطه على لحآفهآ بقبضتهآ , مآيشوف إلآ إنتفآضة جسمهآ إثر كبتهآ لصوت شهقآتهآ ..
أبعد شعرهآ المسدول على وجههآ لورآ علّه يشوفه ومآسرع مآردّ وإنسدل مره ثآنيه ..
آلخوف أقصآه ببحة نبرته المذعوره: دآرين نآظريني , شفيــك ! بنـــــت !
رفعت رآسهآ تنآظر وجهه , بعدهآ ملآمح الإنكسآر بين قسمآت وجههآ آلحزين المُتعـب .. ذقنهآ آلمزدوج وكأن فيه خط بـ المنتصف , مرتجـف .. عيونهآ معتصـره , حمرآء , تنهآل منهم آلدموع بلآ توقف ..

فردت ذرآعهآ الأيسر صوبه كـ إشآره له تبي حضنـه إلآ إنه بلـع ريقـه بعيون محتده تنآظر ذرآعهآ الممدود بتردد .. تسأله آلشيّ إللي مآعمره سوّآه , ولآ ظنـه إنه بيسويّه .. برغـم نشأتهم ثنينآتهم سوياً بـ إسم أبوي وآحد , محصـن عبدآلله , وصفـة قرآبه وآحده .. الأخـوّه .. إلآ إن بينهم حآجز كبير .. شيّ دآخله يمنعـه دوم من التصرف بـ حريّه وأريحيّه .. إبتدآءاً من سكنـه خآرج بيتـه بـ ملحق منفصـل .. وإنعزآله التآم عن مجآلستهم إلآ بأوقآت قليلـه .. إنعزآله عن التؤآم دآرين وتغريد أدى بـ التبعيّه إنعزآله عن شقيقتـه شــروق .. الشيّ إللي إعتآدوه والشيّ إللي مآ أثآر أي شكّ بكون وآئل منعزل إجتمآعياً عن مخآلطة التؤآم .. فهو بعـد مآيخآلط شـروق !

هآلسرّ الكبير إللي مآيعرفه إلا هو وهـي .. كثر مآغلطت وتمآدت بـ أغلآطهآ إلآ إنه يلقى نفسّه قدآم وآقع آلضغط النفسي إللي تعيشـه وآلصرآع الدآخلي إللي تحسّـه ... مآيلقى نفسه بـ الأخير إلآ وهو عآذرهـــآ !

وش إللي تبيه آلحين ! تبي صدره ! تبي ضمتـه ! مو كآفي كل الحرمآت الأوليّه إللي تعدآهآ ومآيدري وش جزآه , تبيـه يخطـي زود , يتعدآ زود ..
هذآ خطآ من ! خطآ عمّـه آلنذل أبو زوجتـه آلحين ! أو خطآ أبوّه وأمه ! أو خطآهم هم !
بـ إستسلآم أرخى كفه الأيمن برآحتهآ اليسرى منزل ذرآعهآ الممدود .. مآد هو ذرآعه الأيسر لعنقهآ شآدهآ عليهآ بهـدوء , وبهدوء إستقرت بحضـه الدآفــي ...

فلت يده اليمنى من يسرآهآ وحآوط ظهرهآ لتميل هيّ برآسهآ على كتفه الأيمن محآوطه وسطه بذرآعيهآ في حآلة إنهيآر كآمـل ,, صآمـــــت
بـ صعوبه إخترق صوتهآ المبحوح شهقآتهآ المكتومه: أنآ تعبآنـــه ... حيل تعبآنــه يآوآآئـــل ..
آثر آلصمت عن الكلآم , هذي من أندر اللحظآت بحيآته , شيّ ظنه إنه مآرح يتكرر , ضعفهآ وإنكسآرهآ هذآ مو من فرآغ ... وأيّ كلمـه منه آلحين فآرغـه مآلهآ معنـى ..
تحسس ظهرهآ بـ حنآن ريحه وجيّه , يحثهآ تهدى , تطمئــن ..
إعتصرت عيونهآ بـ ألم مشدده من ضمتهآ لوسطـه وأحدآث سنوآت كثيره طآفت تدآخلـت مع أحدآث كثيره قريبـه ...

إبتدآءاً من آليوم إللي عرفت فيـه حقيقتهآ آلمرّه هي وأختهآ .. نبذ أبوهم لأمهم قبل نبذه لهـم وتفضيلـه لـ زوجـه ثآنيـه , وبنت ثآنيـه .. غيرهآ هي , وغير تغريـد .. قسوّة أمهم يوم رمتهـم على أبوهم الرآفض لوجودهـم .. وبدم بآرد وضمير ميّـت أخلآ مسئوليته منهـم .. تكفّل عمّهآ فيهم وآلحمل الثقيل إللي حملـه , آلحمل الثقيل إللي إهم حملوه لكلّ فرد بهآلعآيلـه .. لـ وآئل إللي حرموه من علآقـه طبيعيـه يعيشهآ ويمآرسهآ مع أهلـه .. وإنتهآءاً بـ زوآجهآ البآئـس .. تحسّ نفس المعآنآه تتكرر ! يآترى هل هذآ نفسه كآن إحسآس أمهآ ! أمهآ إللي حملت فيهم , رفضهآ أبوهآ وفضلّ زوجته الثآنيـه , وبنتـه الثآنيـه .. ليش ! ليش يوم علمت رآئف بـ حملهآ مآهتـم ! وليش بـ اليوم الوحيد إللي طلبته يرد .. ردّ فعلاً , بس مو لهآ .. لـ الثآنيـه .. لـ حوريّـه ...

شآفتهم ببكرة اليوم التآلي لزوآج نسمـه وهي طآلعه من جنآحهآ .. محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن مبتسم وبـ المقآبل هي رآفعه له وجههآ لتوصل طولـه الفآرع بنظرة عيونها لـ عيونـه .. حآفيه وبيدهآ اليمنى جزمتهآ الذهبيّه , شقيّ عبآيتهآ منفرجيـن , يظهـر فستآنهآ الجلدي الذهبـي من حفلـة أمس .. مآتبدل شيّ فيهآ , وتوّهآ رآده معـه .. لأنهآ كآنت معـه , تركهآ وإهي طآلبتـه .. تركهآ لأجل يكون معهآ , مع حـور .. لأنه يحبهآ هـي , ويفضلهآ هـي .. ولأنه بخآطره قد تمنـى إن هآلطفـل يكون منهآ هـي ...

ولأجـل هآلتمنـي هي خلصتـه من هآلحمـل آلثقيل عليـه وعليهآ ..
طلعت من بيتهآ بنفس اليوم مستأذنه منه لزيآرة أهلهآ وآلمبيت عندهم بحجـة إن أمهآ مريضـه .. تغريد بـ أول زوآجهآ وشروق بـ أوآخر حملهآ , وزوجة وآئل معآقـه !
حتى إنه مآهتم يسألهآ عن حملهآ ! هو يتذكر بـ الأسآس إنهآ حآمـل !!
أجهضـت نفسهآ بعيآدهـ خآصـه , سحقـت قطعـه من آلدم قبل مآتكتمـل وتدب فيهآ آلروح .. سحقته ومعهآ سحقـت قطعـه من قلبهـآ ...

غرقت بحضنـه , بـ وسط صدره وبين شقي آلبلوفر حقـه ...
عيونهآ سآيلـه , وأنفهآ سآيـل , صدرهآ وكتفيهآ مآهدوآ للحظـه من إنتفآضتهم العنيفـه القويّه .. بـ غمرة صعفهآ وألمهـآ والإنكسـآر , تجآهـد , تقآوم , وتكبـــح ..
ترجتـه بـ توسل بآكـي: لآتخلينـــــي يآآوآآئــــــل .. لآتخلينــــــي تكفـــــــى !



/
/
/



بـ إيطآليــآ آلبديعــه آلسآحــرهـ ..

قبآل مرآيتهآ العريضـه آلمستطيلـه , تأملت شكلهآ بـ إعجآب غريب , وإنبهآر ذآتي .. كآنت في أقصى محآولآتهآ لأجل تطلع بـ أجمل منظر وأبهى حُلّه .. وشكلهآ أتمّت المهمـه ..
وجههآ الصغير الدآئري لوحه فنيّه مزينه بيدّ آرتيست متخصص بـ فنّ المآكيآج ..

إستعآنت بعدسآت رمآديّه زآدت من جحوظ حدقتيهآ ووسع عيونهآ آلمحدده بحرفيّة آيلآينر سميك مسحوب من طرف عيونهآ .. رموش لآصقـه كثيفـه وطويلـه إلتصقت بـ العظم البآرز لحآجبيهآ المرتبين آلمحددين بـ جآذبيّه ..
أبرزت عظآم وجنتيهآ ببلآش ذهبي دآكن , وقلوس لآمع لشفتيهآ الرقيقه بلون الفوشيآ الصآرخ ..

طرحتهآ قطنيّه روزيّه بآهته أقرب للون السيمون " البصلي " , ملفوفه بـ حرفيّه وإتقآن ...
جينز أزرق مشمر من آخره ظهر معه خلخآلهآ الذهبي الرقيق المزين لرجلهآ اليمنى , هيلـز قطيفـه بآللون الفوشيآ ..

نصفهآ العلويّ مخفي تمآمآ تحت بآلطـو زيتـي بيآقه رسميّه تشبـه البذلآت الرجآليـه , يوصل طوله لمنتصف الفخذ , مزموم من أسفل الصدر بحزآم من نفس اللون والقمآشه آخذ في الإتسآع نزولآً ..

....: هلــي لآتحرمونـي منّـه , هلـي لآتبعدونـي عنّـه , هلـ ........
تعآلت نغمـة آلرنين لجوآلهآ آلمخصصه بـ إسم إللي تتصل ومآسرع مآسحبت على الشآشه فآتحه الخطّ ويدهآ على فمهآ إعتبآراً إنهآ كذآ بتمنع صوتهآ يطلـع ويوصـله !
....: حـــوووور

نآظرت ببآب الغرفه المقفل إللي مشت صوبه على أطرآفهآ المخفيّه بـ الهيلز الفوشيآ حقتهآ متأكده إنه مقفل قبل ترد الجوآل على أذنهآ بنبره مكتومه إجبآراً: وجع إنتي لآتصيحين - مآلك دخل ليش أهمس - مآلك دخل قلت - كيفي كذآ أبي أتكلم وأنآ أهمس - وينك يآلزفت ! توك تذكرتي تدقين عليّ ! – جوالي مدري شفيه استقبال بس من يوم جيت ذا البلد اللي مدري عنه – وآلله مآطلعت ولآ شفتهآ , إسبوع
بطوله وأنآ بذآ السويت مآطلعت منه – هآهآ خِفـه , لآتعيدينهآ – إيه زي وجهك بآيخـه – ليش وإحنآ عشآن مآطلعنآ من إسبوع يعني الخيآس إللي ببآلك ذآ إهو إللي نسويه ؟ - وآلله مآصآر شيّ – هههه قسم بآلله وش تبيني أحلف بعد ! بلآ فـ شكلك على هآلأفكآر الزبآلـه , نظفي مخك – ولآ شي وش تبيني أقولك ! مآسوينآ شيّ , ولآآآآآ شـــــيّ – هذآ هو أول يوم يتكرم فيه الأخو ويطلعني برآ نتمشى شوي - شهر زفت مو شهر عسـل ويآآآآويلك يآحور إن علمتي أحد بذآ الكلآم حتى أمـي , ولاتعلمينهآ بعد إنك دقيتي علي وتكلمنآ فآهمــه ! مآنيب نآقصه تسألني عن شيّ من ذآ إللي بآلي بآلك وأتورط مدري وش أقول – إنتي غبيّه مآتفهمين ؟ أقولك وآلله مآصآر شيّ , ولا دآخل السويت ولآ حتى برآه , وشلون برآه يآحسآفه وأنا مآشفت من ذي الـ إيطآليآ غير المطآر حقهآ وذآ الفندق – تخيلي إنه مآينآم معي بـ الغرفه ! – إيه وربي – شوفي شوفي حتى إني سويتهآ مرّه يوم طلع هو برآ وقبل يجي قمت مثلت إني نآيمه وأنآ أتآبع فيلم على أم الكنبه الخآيسه هذي إللي ينآم هو عليهآ كل يوم وتخيلي وش سوّآ ؟ - آآآخ بسّ ليته هذآ إللي صآر – الغبي طفّى النور والتليفزيون ودخل هو ونآم على السرير , وليته كذآ وبس إلآ إنه حتى مآكلّف نفسه يغطيني مع ذآ البرد إللي نخر بعظآمي جعله بآللي مآنيب قآيله – على إيش تضحيكـــن يآلحمــــــــآر ! ضفي ضفي , ضفي وجهك بس

نست نفسهآ ونبرتهآ إللي صآرت بحريّ دآقتهآ سوآلف لحد مآنتفض جسمهآ وبغى الجوّآل يطيح من يدهآ مخترعـه من فتحة البآب السريعه المفآجئه وكنه عن قصد منه وتعمد يبي يشوف فجأه وش إللي يصير ..

سألهآ بـ جفآف: خلصتـــــي !!
بعدهآ عيونه متسعه بـ إرتعآب مخفضه يدهآ منزله الجوآل عن أذنهآ وهو كل مدى يقترب صوبهآ ..
رمقهآ بنظره سريعه خآطفه من فوقهآ لتحتهآ تقييماً لتمآمهآ وجهوزيتهآ ثم وقف قبآل المرآيه مميل رآسه شويّ لليسآر يعدل شعره المثبت بـ "الجِـل" وكأنه خيوط ذهبيّـه مضمومه لبعضهآ من تفريقة المشط لهـم , لآمع بفعل المثبت , يظهر وكأنه مبلل !

غصباً عنهآ رصّت على الزرآر مقفله بوجه إللي تصيح عليهآ بـ الخط ولآحيآة لمن تنآدي سآفهتهآ تنآظر قدامها آلفتنـه البشريّه الكآمله والمتكآملـه ظآهرياً ...
وكأنه لوحده بـ الغرفه بـلا إهتمآم أو مبآلآه لوجودهآ , حتى إنه مآ أبدى رآيه بشكلهآ ولآ أعطى تعليق بسيط حتى وإن كآن سلبي , أيّ شيّ يثبت إنهآ لفتت إنتبآهه !
معقوله لهآلدرجه مآتثير شيّ فيـه ! مآيلفته جمآلهآ ! أنآقتهآ ! أو حتى إعجآبهآ الشديد المُفرط تجآهــه .. كلّ شيّ فيهآ وتسويّه فآضحهآ قدآمه معقولـه مآيهمّـه ! أو إنه معتآد ! هذي هي لعنـة إللي مـنّ آلله عليهـم بنعمـة الجمآل الخَـلقـي والكمـآل الظآهـري .. مآعآد فرق معهم أي تعليق أو إشآده بمدى تأثيرهم آلمبهر على من حولهـم .. تتكرر كلمآت الإعجآب أو حتى النظرآت , يعتآدونهآ , يملونهآ , يقآبلونهآ ببرود وعدم إهتمآم , شيّ مآيفرق معهم وجوده من عدمـه .. غرورهـم مُوجـع وجمودهـم قآتـــل ...

شلون كلّ يوم تشوفه فيه تحسّ إنهآ تشوفه لأول مرّه .. نفس الإنبهآر إللي صآبهآ من أول مره , كلّ يوم يصيبهآ ..
قلبهآ إللي خفق من أول مرّه وإحتدت نبضآته بعدهـآ محتـده , مآهدت للحظـه ..
كلّ مآتشوفه كلّ مآطلبت بـ إستجدآء ربهآ آلخبير آلرحيم آللطيف , سآئله لطفـه ورحمتـه بـ قلبهآ آلضعيــف !

لآبس جينز بـ لون الهآفآن "الجملي" , تيشيرت أبيض سآده قطنـي ثقيل وفوقه بآلطو أسود بيآقه حول الرقبه مرفوعه , كونفيرس ريآضي أسود آللون يحمل إشآرة – نآيك - بيضآء ..

" إنت وش إللي قآعد تسويّه ! وش إللي تعدله ! بآلله نآظرني وقول وش إللي تعدله ! أويل قلبي يآخلــق , يآنــآآآس , يآهــوووهـ , لحقـو علـيّ وآلله مآهوب آدمـي وآلله "
لآحظ جمودهآ بمكآنهآ تنآظره بشرود وفهآوه وكنهآ تنآظر الفرآغ من ورآه ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب مصحوب بـ إستنكآر خفيف .. هآلبنت فيه شيّ مريب من ورآهآ .. ردود أفعآلهآ في كثير من الأحيآن مريبـه , كثير من الأحيآن إللي تتحرر فيهآ من كـل تصنعــهآ وإفتعآلهآ لتصرفآت بعيده كل البعد عن حقيقتهآ ..

إرتفع حآجبه الأيسر بـ إستفهآم: خير فيه شــيّ ؟!
إنفغر فمهآ بتعبير سآذج هآمسه ببلآهه: هـــآه ؟!
أطبق فمه بـ قهر زآفر نفس مسموع بـ إحتقآن , إن كآنوآ كلّ من قآبلهم مخفآت طآيحين فيـه فـ هذي أكبر مخفّـه .. ليكون هذآ هو عقآبـه ؟!
عآد سؤآله بـ إمتعآض: خلصتــــي !!!

أخفضت بسرعه بصرهآ مشتته نظرهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ بـتوتر معفطـه جآنبي البآلطو حقهآ بقبضتيهآ المتعرقتيـن رغم التجمد بـ أطرآفهآ الممتده بتشنج من شدة البروده !
أعآد سؤآله بنبره أحدّ وأجـفّ نآفذ معهآ صبره: خلصتــي أقوول ؟!
رمقته بنظره تحتيه هآمسه بخفوت: بس شـويّ
كشر بـ إستغرآب مضيق عيونه بعقدة حآجبين .. وش إللي تبيه بعـد وهو يشوفهآ كآملـه , جآهزه ومستعده !
مطّ شفته السفلى بلآ مبالآه مآيدري عن رغبتهآ مقفي عنهآ صوب البآب: بسرعــــــه
من طلـع وإختفى أثره وهآلة السحـر والجآذبيه المحآوطه محيط توآجده إلآ وحررت نفس الهوآ من صدرهآ آلمنفوخ الممتلي ..

جت تشهق بهدوء متخصره بيسرآهآ وبيمينهآ تمسح جبينهآ إللي حستّه متعرق , مآقدرت ! إضطرب تنفسهآ .. حسّت صدرهآ يعلى ثم يهبط , يحط بسرعـه ..
تحآول تشهق نفس طبيعي طويل إلآ إنهآ عآجزه .. يطلع معهآ قصير مقطوع مسبب لهآ خنقـه وضيـق .. شفيهآ وشللي صـآر ! هذآ هوآ إللي سألته لنفسهآ وهي تنآظر البآب ..
رفعت عيونهآ للسقف بنظرة إستجدآء متمتمه بهمس لجملتهآ إللي صآرت لَـزم بـ أكثر كلآمهآ إضآفة للجملتين القديمتيـن , صآرت – إرحمنـي يآعُــدي – الثآلثــــه !

مشت بسرعه صوب تسريحتهآ رآفعه قزآزة عطـر ..
وبلآ وعـي بدت ترش , ترش , وتـرش ..
بـ آلمعنى الفعلـي والحرفي لكلمـة – غرقت – نفسّهآ عطـر , بـ الوصف إللي معه إن عصروهآ بتقطـر عطـر ..

ضمت شفتيهآ الرقيقه نآفخه هوآ من خلآلهم , وبآلتوآلي شهقت ثآني عميق مغمضه عيونهآ بتوتر , لحظآت إللي تخللت فيهآ ذرآت عطـرهآ الثقيل الصآرخ فتحتي خشمهآ إبتدآءاً من دهليز الأنف مروراً للمنطقه الوسطى الشميّه وصولاً للمنطقه التنفسيّه الأخيرهـ ... وإللي معهآ تشبعت كل حويصلآتهآ الهوآئيه , تضخمت ثم بزفرة نفس .... تحررت

إتسعت عيونهآ بذهـــول تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ آلمصدوم ..
رفعت جزء من حجآبهآ عن صدرهآ تشمـه إلآ وتخترق الريحـه أقصى جيوبهآ الأنفيّه .. كمـي البآلطـو .. آلبلوفر آلصوفي بلونه السكري .. كلّ شيّ فيهآ تفوح منه آلريحـه وبقوّه ...
بسرعه فصخت حجآبهآ عن شعرهآ ومن بعده البآلطو ثم آلبلوفـر .. ألصقت أسفل ذقنهآ بوسط صدرهآ إلآ إن جلدهآ نفسه كآن مشبـع بآلريحـه ...
فضحت بنطلونهآ وهي تركض صوب الحمآم ..
قفلت البآب برجلهآ ويدهآ ممتده للبونيه البلآستيكي إللي لمت شعرهآ بدآخله لأجل مآتوصل له مويـة آلدوش إللي فتحته وبسرعـه إمتلى آلمكآن بـ البخآر ...

بلآ تحكم افرغت من الشآور جِل بـ اللوفـه البلآستيكـه النآعمه وتمت تحك رقبتهآ بعنـف علّهآ تزيـح عنهآ هآلريحـه الطيبـه لنفسهآ الكريهه جداً لأنفآسـه هـو !
إمتلى جسمهآ كلّه بـ الرغوه وبعدهآ حركتهآ مضطربـه , سريعـه ومستعجلـه ..
غسلت نفسهآ وبلآ إنتبآه ملت كفيّهآ بـ المويّه طآسـه وجههآ , نآسيـه مجهـود سآعتين كآملـه في التزييـن وإن الوقت إللي معهآ آلحين مآيمديهآ حتى توزع فيه الكريم المُرطـب !
نطت من البآنيو مستغنيه عن البورنس لآفه الفوطه على جسمهآ بـ إهمآل ...

ألصقت أذنهآ اليمنى بـ البآب تستمـع إلآ إنهآ مآتسمع شيّ , مآفي صوت حتى وإن كآن التليفزيـون !
مشت على أطرآفهآ الحآفيهآ صوب دولآبهآ إللي فتحته عآضه على شفتهآ السفلى بتفكير , بضيآع وتشتت .. إن كآنت إستغرقت سآعتين في تزيين وجههآ فهي قد إستغرقت أضعـآف هذآ آلوقت فـ إختيآر لبسهآ إللي تشوفه الحين طآيح بـ الأرض وتتحسف عليه كل قطعه بـ صوب ..
الحجآب محذوف على طرف السرير , البآلطو بـ الأرض عند التسريحه والبلوزه بـ منتصف الطريق للحمّآم والبنطلـون على عتبـة بآب الحمّآم !

بقهـر سحبـت لهآ بنطلون جينز حجـري إختآرته لأجل مآيبين فيـه التكسير وحآجته للكوي .. بلوفـر سمنـي آللون مشعـر بقصـة صدر وآسعـه .. فضفآض يوصل طوله لمنتصف الفخذ وفوقـه سويتر بـ لون الفوشيآ الصآرخ بسحّآب معدني ذهبي ينتصف شقيّه المفتوحيـن كآشف عن البلوفر من تحته ...
حطت يدهآ على فمهآ بتفآجئ من شكل حجآبتهآ إللي كآنوآ كلهـم مكسريـن وبحآجه مآسّه للكوي ..
لطمت صدغهآ الأيمن بقهـر وعيونهآ محتده صوب البآب " يآربي وش هآلمصيبه .. آآآخ يآردى حظـي .."
....: بسمـــــــــــــه
إنتفضت كتوفهآ مبرقه عيونهآ من نبرته الضآيقه بنفآذ صبـر , إلآ إن إسـم بسمـه هو إللي صدق أنهـى صبرهآ !

سحبت لهآ طآقيه صوفيّه كحليّه أشبه بـ الآيس كآب .. جت بتحطهآ على رآسهآ إلآ وتتفآجئ بـ البونيـه .. سحبته بقهر من رآسهآ رآميته بـ الأرض قدآم الدولآب المفتوح بآبيـه على مصرآعيهم وجرت صوب التسريحه وهي تلم شعرهآ كلـه دآخل الطآقيـه .. أول مآستقرت عيونهآ بـ المرايـه إلآ وانفغر فمها لآخره مفنجله عيونهآ بعدم تصديق أو رغبه في عدم التصديق .. كحلهآ سآيل من عيونهآ شآق طريقه على خديهآ بعدمآ حآوط عيونهآ وخصوصاً من أسفلهم بهآله دآكنه من السوآد .. رموشهآ إللي بآلحيل ركبتهم تشوف نصفهآ مفكوك من على عينهآ اليسرى ..
شدتهآ بقوه من على عيونهآ سآحبه معهآ آلرمش الأيمن بعد ..

جمدت حركتهآ , وقفت يدهآ آلمآسكه بـ الرمش بـ الهوآء معلقـه , عيونهآ على طآولة التسريحه , وقفت أنفآسهآ فآغره فمهآ موسعه عيونها .. كأنه مشهد تلفيزيون وإنت بكيفك وقفتـه بضغطـة زرّ ...
....: إنتي وش إللي تسوينـــه كـل هـــــ .......... ــــذآآ
إنقطع صوته من طآحت عيونه آلغآضبه عليهآ ثم بـ البطيئ تنقلت لآثآر الفوضى وآلعبث بـ الغرفـه .. هذآ غير صوت آلمويـه آلمشغلـه على آخرهآ بـ الحمّآم !
إحتدت عيونه بنظره مستغربـه وهو يقرب صوبهآ بخطوآت بطيئـه متثآقله وكنه خآيف آلقرب مترقـب ..
وقف ورآهآ وعيونه على شكلهآ بـ المرآيه , سأل بنبره هآديه إنتقل لهآ إرتيآبه: شنو تسويـن !
أطبقت فمهآ بـ القوه ومعهآ أغمضت عيونهآ بنفس القوه ليرتفع هو حآجبه الأيسر بـ إستغرآب من صمتهآ وصدودهآ عنه بهآلشكل: نآظرينـي وتكلمي .. شنو إللي تسوينه !

....: أبدل ملآبسي
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستنكآر حآد: وليش إنشآلله ! كنتي لآبسه ومتجهزه
بلعت ريقهآ بصعوبـه بآنت معه عظآم ترقوتهآ إللي برزوآ من أعصآبهآ آلمشدوده بـ قوه – طلع صوتهآ مخنوق متحشرج شوي ويبكي - : ملآبسي .. مآآ عجبتنـي .. بدلتهآ
ضيق عيونه بحده وقد حفرت تكشيرة إستنكآر ملآمحه بوجهه آلمنعفس – سأل بخفوت , مآهوب مصدق - : إنتي من جدك !

نسمه: ...........
عديّ: نآظريني أشوف , إنتي من جدك !
بلحظـة ندمت على هآلعذر الغبي إللي بررت به تصرفهآ وتحمّلت ذمب سهوها بـ مبرر غبي , ليش ببسآطه مآقآلت له السبب آلحقيقي وحملتـه هو آللوم بكونهآ شردت وبآلغت بتعطرهآ للحد إللي معه تدري إنه بيخنق أنفآسه وممكن يأذيـه , بـ الأخير إهو إللي معه حسآسيّه تجآه الروآئح مو هـي .. إهو إللي بيتضرر مو هي .. لكن وش تفيد الحقيقه الحين ! إن قالتها بتزيد الطين بله .. بيظنها كآذبه وترقع سوآتها مسببتها فيه !

....: إيه من جـدي
شهق نفس مسموع بـ حنـق ضآقت معه فتحتي خشمـه آلقصيـر آلحآد طرفه رآص على أسنآنه مطبق فمـه بغيـظ قبل مآيردف بعصبيّه مكبوته مآخفى منهآ آلضيق وإنعدآم آلصبر: أجل بدلـي ملآبسك برآحتك وطول آلليـل ..
ناظرته بـ استنكار للهجته الحاده واستغراب لمقصده , جاوبها ببرود مفصل كلامه بتشديد: مآفي طلعـه .... لآ آليوم ... ولآ ,,, أي يوم ... ليــــن نرد ,, آلسعوديه

/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:35 PM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

بـ التصوير البطيئ ... إتسعت حدقتيهآ بذهـول , بصدمـه ..
تسمرت مكآنهآ متيبسـه ..
تشنجت أطرآف يدهآ اليمنى حول المحفظه الجلديّه بلون الهآفآن .. ولولآ هآلتشنـج ولآكآن طآحت من يدهآ ..
بـ التوآلـي بدت قطع البآزل المفككه تتجمع ببآلهآ لحد مآكتملت الصوره , وآضحـه وصريحـه ..
آلمحفظه بيد فـدوى وإثنين حولهآ يتصآرعون .. وآحد مآخذ الموضوع مزح والثآني منقلب لونـه ..
البنت إللي صورتهآ بـ محفظة سنـد , البنت إللي يحبهآ سند .. هي نفسهآ البنت ............. زوجـة مآلك !

الصوره الثآنيه ببآلهآ كآنت وقفتهم سوآ منفردين بفرندآ الفيلآ الخآليـه إلآ من وجودهم ثنينآتهم والثآلث بسيآرته على بُعـد !
تبـي الطلآق .. مآتبي مآلك .. تترجّآه , تسأله عونـه .. أو تطالبـه بعرض المسآعده اللي سبق وقدمه لهآ .. يقدم لهآ الخلآص , الطلآق ..

أقفلت المحفظه ويدهآ اليسرى مبسوطه على صدرهآ علّهآ تهدي من إنفعآل أنفآسهآ المحتده ودقآت قلبهآ المضطربه ..
أخفضت بصرهآ تنآظر المحفظه بعدمآ ردتهآ مكآنهآ على الكومدينه البيضآء وأفكآر كثيره متضآربه تدور برآسهآ آلغآفل وعيـه وآلمشتت إدرآكـه !
جتّ بتمد يدهآ إلآ وتسحبهآ بسرعه منتفض جسمهآ من فتحة البآب السريعه الفُجآئيه ملتفته ورآهآ بعيون موسعه أقصآهآ قآبلهآ هو بعيون مضيقه أقصآهـآ !

سأل بهمس إستنكآري لسبب وجودهآ بغرفته الخآصه: شللي تسوينه هنـي !!
بعدهآ الصدمه بعيونهآ تنآظره بذهول كآمل , بكلّ خطوه بطيئه مترقبه يقربهآ صوبهآ كآنت رئتيهآ تمتلئ وصدرهآ ينتفخ .. بنفس بطيئ قصير مقطوع تسحبـه , تشهق ولآ تزفر .. لحد مآوقف قدآمهآ مقطب الحآجبين بـ إستفهآم يستنطقها الجواب !
أخفضت بصرهآ بآلعه ريقهآ مأشره بيدهآ للسرير بنبره مآخفى منهآ التلعثم والإرتبآك: كنــ .. كنت .. كنت أرتـب , أرتـب آلغرفـه

نآظر السرير على يسآره وبلمحه سريعه خآطفه مرر نظره على آلغرفـه كآمله ثم ردّ ينآظرهآ بنفس آلنظره التشككيه آلغآمضـه: وليش متوتره ؟
إرتفع نظرهآ له بسرعه موسعه عيونهآ: هــآه ! – قآلتهآ ومآسرع مآشتــتت نظرهآ بسرعه أول مآرتفع حآجبه الأيسر بتعبير إستنكآري , أردفت من بعد بلعة ريق متوتره – لآآ , أنآ بس إتفآجئت فيك لمآآآ .. لمآ دخلت هيك فجأه ..

حرك لسآنه لبآطن خده وعيونه بـ الأرض بملآمح متشككه: آممم – رفع رآسه موجه لهآ نظره حآده مرعبـه مأشر بطرف عيونه للبآب من ورآه , بنبره جآفه – بــــرآ
ثبتت عيونهآ بصدمـه بينمآ ضيق هو عيونه بـ تحذيـر مكمل كلآمه من بين أسنآنه: ولآ عآد تدخلين هنـي .. لآ بحضـرتـي أو حتى بغيآبـي , فهمتـي !

أطبقت يدينهآ آلثنتين لبعض بوسط جسمهآ مخفضه رآسهآ بـ إنقيآد , وبسرعه طلعت من الغرفـه بينمآ رآقب هو خروجهآ تلآه بتمريره سريعه لأركآن غرفته ..
حك الطرف الأيمن لـ جآنب فمه إللي إنتفخ من حركة لسآنه البآطنيه , خآنته ذآكرته للأسـف , مآيدري شلون كآنت غرفته , هل كآنت فعلاً مبهدله وهي رتبتهآ أو إنه طلع منهآ مرتبـه وعلى وضعهآ .. مطّ شفته السفلى إستسلآماً لوآقع مبرر وجودهآ بـ غرفته ..
مدّ يده للكومدينه بيرفع جوآله إلآ وتطيح عيونه على المحفظـه .. إتسعت , ثم ثبتت , بدهشـه , وصدمـه , وذهـول ..
مآترآءى له إلآ صورة التؤآم , المتطآبـق , آلتؤآم نفسـه إللي وحده منهـم بـ الغرفـه المجآوره ..
تنآولهآ بسرعه فآتحهآ , ثوآني مرت حسّهآ دهـر ثقيـل لحط مآهبطت أنفآسه أخيراً وإستقر نبضـه , إطمئن قلبـه وإرتخوآ جفنيـه بـ تغميضـه رآحـه .. صورتهآ بآقي بـ المحفظـه , إلآ إن وجودهآ غلـط , وغلـط كبيـر ..

سحبهآ بسرعه من آلجيب الشفآف وتمّ ينآظر آلغرفه من حولـه عآض على آلطرف الأيسر لشفته السفلى بـتفكير , هآلصوره وين يحطهآ ! مآلهآ مكآن منآسب إلآ بـ ألبوم صآحبتهآ .. بعد الإستنتآج المنطقـي الوحيد إللي توصّل له مآعآد لهآلصوره لزوم !
صفطها مدخلهآ جيبه وبيده جوآلـه ..
طفّآ آلنور وأول مآطلـع إلآ ويقآبله عند بآب جنآحه , وجهه منعفـس علاه تجعيدة ضيـق وكـدر ..
أقبل صوبه بـ إهتمآم بآدي سآئله بـ تحريّ: بعدهآ على وضعهـآ !
أطبق فمه بـ إحبآط: شسـوي علمنـي ! عجزت أتوآصل معهآ , مدري !

إرتفعوآ حآجبيه بحركـه سريعه تفهماً لوضـع مآلك وإللي يمرّ فيـه ثم أطبق فمـه بـ إستسلآم , مآعآد فيـه ولآ عآد فـ أخوه آلقوّه على تحمّل هآلوضع البآئس بينه وبين مرتـه .. كلاً يحسب الثآنـي نآقص عقـل ! آلحآله إللي تغريد فيهآ من إسبوع أثبتت كل ظنونـه وأكدتهآ , في معزل تآم عن الوآقـع ! لآ أكل ولآ شـرب , مآتتكلّم أو حتى تستمـع , يكلمونهآ وهي كمآ الأصـمّ إلآ من نوبآت صرع ليليـه إثر كوآبيس عنيفـه تدآهمهآ بـ غفوة عيونهآ آلمتعبـه , المرهقـه , المهلكـه ! والأمرّ إن مآلك أقسم بربـه إنه مآتطآول عليهآ حتى بـ الكلآم , من نفسهآ دخلت بهآلحآلـه العصيبـه آلغريبـه وآلعجيبـه !

عفط الصوره بقبضته دآخل جيبـه مقرر أخيراً يكشف أورآقـه , قد عرف نص آلمجهـول وآلنص الثآني مآغيره مآلك يقدر يعرفـه لأجل تكتمـل الصوره وآضحـه , هو آلوحيـد إللي يقدر يتعآمل بمرونه مع مرتـه ويستفهم منهآ عن وآقع إن لهآ تؤأم متمآثل .. ربمآ يكون فيـه لبـس أدى لوقوع هذي الكآرثـه .. إن كآنت تغريد إنظلمـت فـ مآلك إنظلـم ظلـم أكبـر ! ضربـه وحده لرآس تغريـد مُوجعـه , أمآ لمآلك فهي ضربتيـن .. في مقتـل ! شلون يتسآير مع وحـده ويتزوج الثآنيه على أسآس إنهآ الأولـى ! هو مآيدري وتغريد كذلك مآتدري .. أيّ دوآمه هذي إللي يعيشونهآ ثنينآتهم !
جآ بيفتح فمـه إلآ وتقآطعهم بصوتهآ إللي مآيثير دآخله إلآ الغثيآن والإشمئزآز .. أطبق فمه بآلقوه صآد عنهآ بوجهه يناظر الجدآر على يسآره بعدمآ وقفهآ مآلك: على ويــــن !
نآظرت سند إللي صآد عنهآ بوجهه ثم رفعت حآجبهآ الأيمن بتوعد: السِـت جوآهـر موصيـه أقدم الأكل لمدآم تغريـد ..

رمقهآ مآلك بنظرة إشمئزاز سآحب منهآ الصينيه آلذهبيّه من بين أسنآنه: أنآ بدخلهآ ..
تكلّم سند بـ جفآف: مآلك أبيك بعدمآ تخلـص , ضروري نتكلـم
أرخى كتوفه بتململ: إرحمنـي من الشغـل يآسند تكفـى
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره شآد على عضد مالك الأيمن بيسرآه: موضوع خآص مآله دخل بـ الشغل
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: أي موضوع !
أخفض جفنيه مأشر له بعيونه صوب الصينيه بيده: إنت بس خلص وإنزل تحت , أبيـك
قآل كلمته ثم نآظر بذيك إللي بعدهآ وآقفه برغم إنتهآء دورهآ بعدمآ أخذ مآلك منهآ آلصينيه , إرتفع حاجبه الأيسر بحده يستنطقهآ: وإنتي ليش حضرتك بعدك وآقفه !

أطبقت فمهآ بقهر متوعده بـ خآطرها " وإنت إلك عين تحكي , وآلله لأكلك بهدله وآفرجيك يآسند ..."
إرتفع صوتهآ المخنوق ومعه إنخفض بصرهآ موقع قدميهآ: آنسه سآلي طآلبتنـي .. رآيحه لهآ غرفتهآ
مآهتم لهآ سند كثير لأنه سفههآ وهي تتكلم نآزل من الدرج وقبل ينزل أشر لـ مآلك بسبآبته ينبهه: لآتتأخـــر !

ترقب نزولـه وإختفآءه من عتبآت السلآلم الرخآميّه البيضآء , إلتفت لهآ بحده مشدد على مسكتي الصينيه من الجآنبين رآص على أسنآنه بآلقوه: أنآ مو قلت لك لآعآد تعتبين بآب جنآحي ! هآه ! مآتفهمين !

رفعت حآجبهآ الأيمن متكتفه: بلى أفهـم .. بس إنت إللي شكلك مآتفهم
شدد من مسكته للصينيه إللي حسّ إنه آلحين بتنكسر معه المآسكآت وبتفلت منـه: عطيتك وجـه بزيآده يآنجـوى وآلظآهر إنك تمآديتي
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره أردفت من بعدهآ بنبره هآزئه: شوي شوي على أعصآبك أستآز مآلك , وفرّ هآلعصبيّه للي يستآهلوهآ , مش أنــآ

دف البآب برجلـه مدخل الصينيه تآركهآ بـ الأرض ثم قفل البآب بهدوء مخآلف لثورة غصبه وبرآكين عصبيته , سآحبهآ من يآقة قميصهآ الأبيض الرسمي: قسم بآلله إن تندمين يآنجوى .. ومآكون مآلك إن مآنقطـع عيشك بذآ آلبيت , وإنتي إللي جبتيه لنفسك
ربتت على ظهر يده إللي شآده قميصهآ وبآقي إبتسآمتهآ آلمستفزه بوجههآ الجآمد إلآ من نظره هآزئـه وإبتسآمه سآخره: مآودك تعرف الإشـي إللي عمّ بيصير من ورآك ! المآي إللي عمّ تمشي من تحتك وإنت مش حآسس فيهآ !

ضيق عيونه بـ إستنكآر هآمس: شللي تقولينه !
مسكت معصمه الأيمن سآحبته بـ القوه محرره قميصهآ من قبضته المُصلبّه ..
عدلت يآقتهآ ثمّ مشت قدآمه بخطوآت بطيئـه لحد مآتوآرت ورآ البآب إللي فتحته ودخلت وأنظآره تشيعهآ بـ إستغرآب , وبلآ إرآده خآنته رجولـه وإتبعت خطوآتهآ إللي قآدته لـ الغرفـه المجآوره .. غرفـة سنــد !

دآرت عيونه المحتده بـ الغرفه الخآفت إضآءتهآ سآئل بعدم فهم: وش إللي مدخلك هنـي !
إنتفض صدرهآ بضحكه هآزئه قصيره ومقطوعه قبل مآتحتد عيونهآ بنظره خبيثه: أكيد مش عشآن ننبسـط شويه مع بعـض
كشر بـ إشمئزآز مصحوب بـ إستنكآر وقليل من الدهشه , طلع صوت إستفهآمه خآفت شبه مسموع: إيــش !
علآ وجههآ تعآبير الفخـر والإنتصآر فآرده ذرآعينهآ بـ الهوآ وكنهآ ملكت الكـون: السـرّ الكبيـر كشفتــه
....: أي سرّ وأي خرآبيط ! شفيك إنتي جنيتـي !
إرتفع حآجبهآ بـ إبتسآمة ثقه حسيّه: لآء

مسح جبينه ببآطن كفّه الأيمن مغمض عيونه إللي رفعهآ للسقف بـ إستجدآء للصبر .. توه بيوليّهآ ظهره ويطلع إلآ وإستوقفه صوتهآ الجآف: لسـه مآخلصت كلآم
إلتفت لهآ ببرود: ع أسآس يهمني كلآمك التآفه ! أنآ غلطآن مضيع وقتي مع وحده مثلك
تكتفت رآفعه حآجب وآحد تستنطقه: وحده متلـي كنت بـ الأول ميت عليهآ
إتسعت خطوآته صوبهآ بلمحه خآطفه كآن قدآمها وهآلمره سآحبهآ من كلتآ يآقتيهآ – رآص على أسنآنه بـ كُره - : وحده مثلك نجسـه , وسآقطـه , وآطيـه مآعندهآ شـرف , دورهآ ينتهـي بعد ربع سآعـه بـ السرير ,, وبـس .. فهمتــي ! ومو أنآ إللي أموت على أحـد .. أنآ بس إللي بكيفـي ألبـي إللي يموت علـيّ ..

بهمس حآقـد من بين الأسنآن: النجسـه , السآقطـه , الوآطيـه , هدي مرتـك مش أنـآ .. لآتتشآطر عليّآ يآحبيبي وإنتآآآآآ ............ مآودّي أشبهك بنوع من الحيوآنآت يقـــول – إرتفعوآ حآجبيهآ وأكملت بـ إستهزآء هآآمســـه - : مــآآآء !
على كلمتهآ الأخيره وبـ التوآزي , إرتفع كفه أشبآر بـ الهوآ , وإستقـر على خدهآ بقوّه إصدآم عنيفـه أخلت بتوآزنهآ , أسقطتهآ على الفرآش من ورآهآ ويدهآ على صدغهآ إللي إكتسآه آللون الأحمر تنآظره بـ حقد شديد وكُره أشـدّ .. رفعت سبآبتهآ بوجهه مصلبه: مرتك المصون وأخوك الأميـن , الإتنين قآعدين يلعبوآ بديلهـم , من ورآك ومن ورآ كل إللي بـ البيت .. الإتنين خآينين .. والإتنين يخونوك , ومع بعض .. سمعتهم من ورآ بآب الفرندآ , سمعتهآ وهي تترجآه يسآعدهآ , عآرف فـ إيش ! في طلآقهآ منك .. والإشي الحلو إنه هو إللي بـ البدآيه عرض عليهآ هآد الإشي .. وهو إللي طلب إنه يخلصهآ منك .. قآلت له إيش إللي غيرك عليّآ من تلت شهـور .. وعآرف كمآن حبيبته إللي كآنت صورتهآ في البوك حقـه مين هيّـآ !

رفعت بغرور مضيقه عيونهآ إللي احتدت لثآنيه ثم توسعت بنطق كلمة: صـــــحّ ..
أردفت بنفس الإندفآع: هيّآ نفسهآ مرتك تغريد , وقبل مآتنكر أي إشي من كلآمي هآد البوك تبعـو , - أشرت بعيونهآ صوب محفظته على آلكومدينه مكمله بنفس آللهجة الحآده الوآثقه - : إفتحهآ بنفسك وإتأكـد

مآلك وإللي تحت وقع آلصدمـه والإستنكآر الحآد وعدم الإستيعآب , كلّ كلمـه من نجـوى عشيقتـه الفلسطينيّـه كآنت مثل قآلب الطوب إللي ينزل على رآسـه , طوبه ورآ طوبـه , حسّ إن رآسه بينفجـر , ألمّ حآد ومُوجـعّ لـمّ بخلآيآ رآسـه , ضغـط عصبي شديـد يحسّـه .. ثقته بتغريد مو كآملـه وعذره معـه , وحده دشرت معـه ومآرست أفعآلهآ إللي مآتقلّ شيّ عن نجوى إللي نعتهآ بـ أحقر الأوصآف من أقل من دقيقـه زوجتـه مآتفرق شيّ عنهآ ..

نظرتهآ الحآده ولهجتهآ الوآثقـه لوحدهم أتموآ آلمهمـه , لثوآني قليلـه سريعه وخآطفـه عصفت بـه كل أحدآث وذكريآت سنه أتمهآ مع تغريـد في إطآر غير شرعـي , غير رسمـي , وغير مقبـول ... بس هذي شللي تقولـه ؟ سنــد ! أي سنــد ! سنـد أخـوه ! معقولـه !

إجبآراً لرجوله الميبسّه مكآنهآ تحرك لحد مآوقف عند الكومدينـه , نآظرهآ بضيآع النظره الأقرب للتوسـل الخفـي إنهآ تنهـي هآلمسرحيّـه , توقف بـ إبتسآمتهآ المستفزه آلمثيره لجنونـه , تعتذر عن محآولتهآ السآقطـه للإنتقآم منه بـ تشويـه صورة مرتـه ... لو إنهآ بسّ تسويّ هآلشيّ , ترجآهآ بعيونه توقف وتوقفـه , تمنع يده تمتـد , ترفـع المحفظـه , تفتحهآ , تفتش فيهآ جيب جيب , كلّ بطآقـه وكلّ ورقـه صغيره مهترئـه وكلّ صوره شخصيه تعنيّه أو لآ .. إلآ إن آلصوره آلوحيده إللي يدورهآ , هي آلوحيده إللي مآلقآهآ !

بلع ريقه مشدد من مسكته للمحفظه بيده اليسرى المرتجفه بـ إرتبآك وبيمنآه يتفحص المحفظـه للمره الثآنيـه , الثآلثـه وآلرآبعـه .. لحد مآوقفت هي بحـده سآحبه آلمحفظه من يده: عن شو عم بتدور كل هــآآ ...... – بهتت نبرتهآ لحد مآختفت , إتسعت عيونهآ بعدم تصديق وهي تفتش بـ جيوب آلمحفظـه بنفس الإرتبآك إللي من شويّ كآنت تشوفه بمآلك وهو يدور فيها –
وبنفس ردة الفعل , الملآمـح والتعبيرآت , المذهولـه وآلغير مصدقـه .. شيّ متأكد من وجوده , بنفس المكآن .. شفتـه , مآ إبتعدت إلآ دقآيق معدودآت عنـه .. شلون يختفـي !
توسعت عيونهآ أقصآهــم من وقع الطآري " لآآآآآآآآآ , سنـــــــد يآخبيـــــث , أخدت الصــوره !! أخدتهـــــآ !! "

إرتخت يدينهآ وبينهم المحفظـه , نآظرته بـ نفس الضيآع إللي كآن يحسّه , فآتحه فمهآ وآلدموع بعيونهآ .. حركت رآسهآ بـ النفي بـ ترجـيّ حسّـيّ يتفهم موقفهآ , يعطيهآ آلفرصـه للشرح والتبرير أو حتى محآولة الإثبآت لو بطريقه ثآنيـه ! بس شلون ! شلون رجّآل يعطـي الفرصـه لأحد بـ التشكيك في عرضـه وشرف مرتـه ! يعطيـه الأمآن والفرصـه للتمآدي لإثبآت هآلشيّ أو حتى محآولة التفكير فيـه .. هذآ هو آلمستحيل بعينـه إللي تتمنآه وتطلبـه !

سحبهآ من شعرهآ المجمـع وملفوف حول بعضه حلزونـه من تحت حجآبهآ الأبيض , قبضـه غآضبـه حسّت فيهآ بجذور شعرهآ إللي تتقلـع من آلفروه , قُربـه مُخيـف , مُرعـب .. أنفآسه حآره , ملتهبـه ,.. – من بين أسنآنه المطبقه بقوّه وشرآسه قبل مآيفك شعرهآ نآفضه بـ عنف من قبضته المحكمه – يمين بآلله عظيم إن تندمين يآنجوى على كــــــل .... كلمـــه .... قلتيهـآ !


/
/



إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..
تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..

قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب

ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته

وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !
....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !

ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!

....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه

غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ

تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !
نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!

أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !
أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !

إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى
قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !

نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !
عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !

إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..
لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر

سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !
وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..

نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !
أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..

....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !

تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي

أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ

أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين
إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو

سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل

أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !
صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي

ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !
لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !

سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..
إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !

جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !
بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!

إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..
نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!


/
/



إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..

تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..

قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب

ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته
وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !

....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !
ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!

....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه
غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ

تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !

نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!
أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !

أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !
إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى

قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !
نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !

عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !
إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..

لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر
سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !

وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..

نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !

أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..
....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !


تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي

أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ
أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين

إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو

سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل
أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !

صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي
ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !

لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !
سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..

إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !
جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !

بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!
إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..

نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!


/
/

/



تأفف بـ ملل من طول وقوفه وإنتظآره ..
مآيفصله عنهآ إلآ شآرع يقطعه بـ العرض ..
طوآل السآعتين إللي مضوآ وهو مكآنه .. جآلس فوق درآجته مفرق رجوله المثبته بـ الأرض , مصلب ظهره ومكتف سآعديه بعدمآ شآف الوقت بـ سآعته سودآء الأوستيك حول معصمه الأيسر مشيره عقآربهآ لـ الثآنيه بعد منتصف آلليل ..
يرآقبهآ من أول مآطلعت من البيت , اثنآعش حُكـم ..

هذآ هو المكآن إللي تشتغل فيـه , بينزينـه على طريق سريـع شبـه خآلي .. يوحي بأنه مهجور .. المكآن المثآلي لتصوير فيلم من أفلآم الرعب الأجنبيّه .. آآخ لو يجيهآ السفّآح القآتل الحين نآحر عنقهآ ومبرد حرته فيهآ .. هذآ هو الخآطر إللي طرآله وهو يشوفهآ بروحهآ ورجّآل مآيشوف ملآمحـه ورآ كآبينته القزآزيّـه ..

كل حين وبيـن مآتمرّ سيّآره أو شآحنه وتمـوّن ..
وقتهآ كلّه بمكآنهآ جآلس على سور الخرسآنه القصير .. يديهآ مضمومتين لمآ بين فخذيها .. سيقآنهآ آلقصيره ممده قدآمهآ , مميله رآسهآ لمآكينة البينزين على يمينهآ مستنده .. يوحي مظهرهآ بـ اليأس , البؤس .. أو التشـرد ..

حتى إن مآمعهآ جوآل يشغل وقتهآ .. هآلبنت بعآلم ثآني مغآير تمآماً للوآقع البآئس إللي غزت فيه التكنولوجيآ حيآتنآ وحولتهآ لـ محآدثه شآت كبيـره من خلآلهآ نتوآصل !
إن عتبت على غيرك قلة سؤآله , جآوبك بآقـة النـت مخلصّـه !

بحركه فُجآئيه منهآ إنشد كلّ وتر وعصب بـ جسمه أول مآوقفت عن مكآنهآ , ضآقت عيونه الثآقب نظرهآ مآيشوف إلآ ظهرهآ وهي تبتعد .. تتلآشى .. وأخيراً إختفت ..
فزّ قلبـه منفغـر فمـه بـ فتحه صغيره محتده نظرآته ..
جآ بيوقف عن درآجته إلآ وتظهـر من جديد قدآمـه .. وبثانيه إرتخت أعصآبه المشدوده , هدت أنفآسـه المضطربه وإستقرت أحشآءه آلمنقبضـه ..
شآفهآ وهي تجآهد وتسحب من ورآهآ خرطوم غليـظ , طويل متشآبك .. بلحظـه إنفلت من يدهآ إثر التدفق العنيف للمويه من خلآلـه .. صآر يتلوى بـ الأرض كمآ الحيّـه في محآوله التملـص من قبضـه بشريه خآنقه ..

كل مآجت تمسك رآس الخرطوم إلآ ويتلوى بحركة مبآغته فآلت منهآ .. يمين يسآر , يسآر يميـن
غصباً عنه شقت الإبتسآمه طريقهآ بوجهه الجآمد إنحلت معهآ عقدة حآجبيه المقطبيـن ..
هذي هي ليلآه المشآغبـه المشآكسـه آلنآبضـه بـ الحيآه والصخـب ..
برغـم مقته الحآلي لهآ وآلبغـض إللي إمتلآ به قلبـه تجآههآ وإللي تزآيد أضعآف من آخر موقف تحديداً ..
قآلتهآ له وبدم بآرد ........ حبوب منع الحمـل !
وببلآهه سأل تكذيباً لكل تأكيدآته إللي وضحت كمآ آلشمـس بنورهآ ..... تخصّ منو هذي الحبوب يآليلآ ؟!
إرتفع حآجبهآ الأيسر إستخفآفاً بسؤآله السآذج مردفه بعدهآ بنفس الإستخفآف: مآحد هني غيري أنآ وجـو .. تعتقد إنهآ لـه ؟!
إعتصر آلعلبه الورقيه بقبضته الغآضبه – من بين أسنآنه - : وش لك غرض بهآلحبوب يآليلآ ؟!
مطت شفتهآ السفلى رآفعه كتوفهآ مردفه ببرود مستفز: مآ أبي أحمل وأنآ بهآلعمـر .. – نآظرته بتأكيد رآفعه حآجبيهآ – ومن أول عــلآقـــه

إنطبقوآ فكيّه على بعضهـم بقهر كبير , سآحب نفس عميق من فتحتي خشمـه إللي ضآقوآ لحد الإلتصآق .. تصآكت أسنآنه وأصدرت جزّ مزُعـج مآتحمّله حآذف العلبـه من يده بغيظ وعصبيّـه لتصك في جبينهآ وتطيح بـ الأرض .. أقفى من بعدهآ بخطوآت زلزآليّـه قبل يلبسّه شيطآنه ويطلـع منـه مآلآيّـد له فيـه !

لف مفتآحه محرك درآجتـه بـ البطيئ قآطـع الطريـق وصولاً لسآحـة البينزينـه الكبيـرهـ الملسـآء ..
وقف قدآم مآكينة البينزيـن بهـدوء منتظـر بينمآ وسعت هي عيونهآ بدهشـه قآطـه الخرطوم من يدهآ ومشت صوبه بسرعه تمسح يدينهآ بـ جآنبي ملآبسهآ ...
سحبت الخرطـوم بسرعه متعذره تأخيرهآ بـ إندفآع: عـذراً .. كـم تُريـ ......!!
إنفغر فمهآ قآطعه إندفآع كلمآتهآ أول مآستقرت عيونهآ المشتته بقلة تركيـز بذيك العيون الحآده الثآقبـه ..

نطقـت بدهشـه عدم تصديق وتفآجئ من وجوده قدآمهآ بعد إنقطآع دآم إسبوع كآمـل من آخر مره توآجد فيهآ ببيتـهآ وظنت إنهآ آلنهآيه مع كذبتهآ آلثقيل وقعهآ على نفسـه: نجــــــــم !
إرتفع نظره للمكآن من حولهآ بنظره تقييمـه: هذآ هو مكآن شغلـك أجـل !
نآظرت ورآهآ بآللي جآلس على كرسيه ورآ كآبينته القزآزيّه وببآلهآ أول تحذير حذرهآ فيـه , ممنوع تفتعل مشكلـه مع أيّ حدّ حتى وإن كآنت إهي آلمظلومـه وإلآ بتنفصـل .. وجود نجـم بهآلمكآن هو آلمشكلـه بحدّ ذآتهآ ..
بلعت ريقهآ وبعيونهآ نظره كآنت أقرب للترجـي – بحقد من بين أسنآنهآ - : إنت إيش إللي تسويه هنآ !!

إرتفعوآ حآجبيه بـ إستغرآب مصحوب بـ إستخفآف: وآلله !
رصت على أسنآنهآ أكثر بنبره جآفه منبهه: نجــــــم !
....: هذي مو بينزينـه ؟
ليلآ: إيه بينزينـه
....: وإنتو فآتحيـن ! شغآليـن !
ردت وإلتفتت ورآهآ بتوتر ثم نآظرته: إيه فآتحين وشغآلين , شللي تبيه إنت الحين !
مطّ شفتيـه ببديهيه وجآوبهآ ببرود: أبي أمـوّن .. شللي بـ أبيه يعني ؟
نآظرت درآجته بـ عصبيّه مكبوتـه ثم ردت بـ حقد: وإنت من بين كل البينزينآت القريبه منك جآي تمون من هنـآ ؟

نآظرهآ بـ إشمئزآز: وإنتي ليش معصبه ! شدخلك إنتي اصلاً من وين أبي أموّن ؟ وش هآلمعآملـه آلزفـت ! منو رآعي هآلبينزينـه ! وينـه – مطّ رقبته ورآهآ وكنه يدور على شيّ أو آلرآعي إللي قصـده ويبيـه -
كورت قبضتيهآ بغضب من بين أسنآنهآ: وإنت وش دخلك فيـه ! ليش تبيـه !
ردّ ونآظرهآ بـ إحتقآر: أبي أتشكـى له من هآلمعآملـه الرديّه ! صآرلك سآعه تهرجيـن ويّآي ومنتيب شآيفه شغلك عدل ! ولآ يكون مآتبين تمونين !

أطبقت شفتيهآ بغيظ سآحبه آلخرطوم بنفآذ صبـر آمرته بـ جفآف: إفتـح آلـتنك
أول مآوصلت آلخرطوم ونآظرت بـ آلشآشه الآ وتشوفهآ مفولـه لآخرهآ إلآ من آلشيّ القليل , إنعقدوآ حآجبيهآ بـ حده مصحوبه بـ إستنكآر شديد: درآجتك مفوله لآخرهآ مِستـر نجم !
رفع ذقنه صوب الشآشه الرقميه للمآكينه كـ إشآره: وين ! مآتشوفين آلنقص إنتي ! ولآ مآتفهمين !
نزلت الذرآع مطلقـه من خلآله سيل آلبينزين بـ فتحـة آلتنك وعيونهآ على آلشآشه إللي توآلت أرقآمهآ لحد مآوقفت ومعهآ سحبت آلخرطوم إللي يقطـر منه آلبينزين رآدته لمكآنه صآده عنه بوجههآ بآسطه كفهآ: دولآر وأربعـة عشر سِنت

تكتف رآمقهآ بنظره مآسحه لأدق تفآصيلهآ من رآسهآ لأخمص قدميهآ ...
بعده رآسهآ مخبى تحت هآلأيس كآب آلصوفـي الأسوّد .. طبقآت كثيفه فضفآضه من الملآبس فوق بعضهآ إنتهت بـ تيشيرت رياضي يحمـل رقـم 16 كبير بـ المنتصـف وفوقه جآكيت جلـدي أسود آللون ... جينز فآتح فضفآض وكونفيرس سودآء بـ أربطـه بيضآء ...

شكلهآ أبعد مآيكون عن الرتآبـه وآلمظهـر آلحسـن ! توحـي للوهلـه الأولـى بـ إنهآ شآب قبيـح مهمـل آلمظهـر وبـ التدقيق وحده وحده بتبين ملآمحهآ مظهره معهآ آلحقيقه المُرّه بـ كونهآ فتـــآه وهذآ هو شكلهآ !
نآظرته بـ إستنكآر مضيقه عيونهآ – بنبره صآرمه نآتجه من نفآذ صبرهآ - : سمعــت ! دولآر وأربعة عشر سِنـت
....: هذآ ثمـن إيش ؟
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم لسؤآله مجآوبته بنبره بآهته صآبهآ آلشك والإرتيآب من مقصد سؤآله آلغريب: ثمن آلتمويـن ..

إنفغر فمه بـ فتحه قصيره رآفع حآجبيه بـ إستيعآب: أهــآآآ
نآظر بـ كفهآ آلمبسوط بـ تشنـج ممتده أطرآفهآ بـ إستقآمه متلآصقين ثم أردف بسؤآل إخترق حشآشتهآ فـ آلصميم: وإنتي كــمّ ثمنــك ؟
ثبتت عيونهآ آلجآمده بعيونه آلمستمتعه , رخت أعصآبهآ للحد إللي معه إنكمشت أطرآف كفهآ آلمبسوط ومعه إرتخى سآعدهآ نزولاً مرتطم بـ الفرآغ , متهآدي ريحهّ وجيّه ..... بـ الهـوآ ..
رفع حآجبه الأيسر مردف بنفس آلنبره آلجآمده السآحقه معهآ أي تصنـع لهآ بـ القوه وآلقدره والثبآت: ثمـنك بـ ليلـه وحده ....... كـــمّ يآليلآ !
تجمعت آلدموع بعيونهآ , فآضـت , وإنسكبـت ...
نبرتهآ مهزوزه مرتجفـه , وآهنـه , بآكيـه .. رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر تسأله بعدم تصديـق لقصـده: نجــــم !!!

رفع ذقنـه بغرور سآحق وكبريآء مؤلـم: بـ إيش أفرق عن إللي بعتي له نفسـك ! إن كآن ببلآش فـ أنآ رح أثمنـك .. بعطيـك المقآبل إللي تبيـن
أحنت رآسهآ تنآظر الأرض لتستقر دموعهآ عليهم بدلاً من خديهآ مكوره قبضتيهآ المرتجفتين – بـ توسـل بآكـي مؤلـم تسأله السكوت - : نجــــــم !
على وضعـه الجآمد اللآمبآلي لـ دموعهآ , أنّآتهآ وشهقآتهآ .. ضعفهآ وجرحـه لهآ .. مكتف ذرآعيّه برفعـة حآجب وآحد بـ إنتصآر حسّي أبرّد فيـه جزء من إشتعآل جوفـه وإللي صآر له إسبوع حآرقـه وكآويـه !

....: ليــــــــلآآآآ !
إلتفت بحده وسرعـه لذآك إللي نطـق إسمهآ بلهفـه مصحوبه بـ قلق .. إقترب خطوته الأخيره فآصل بينآتهم , كحجآب حآجـز بشريّ يمنعه عن ليلآه .. وشوفتهآ !
شددّ من مسكته لزنديهآ هآزهآ بقوه ينبههآ له ولوجوده بنفس آلنبره آلمتلهفـه وكأنهآ كآنت آلشيّ آلوحيد النآقص لإكتمآل الإشتعآل بصدر نجم وإللي معـه , إحترق وتفحـمّ: ليــلآآآ عزيزتــي .. أنتي بخيـر !

رفعت له رآسهآ والألم بملآمحهآ الحزينه المنكسـره , دموعهآ تتسآبق بـ الإنهمآر أيهم تنزل أول !
إلتفت ورآه وشرر آلعصبيـه يتطآير من عيونه الزرقآء الضيقه: مآللذي فعلته لهآ أيّهآ آلوضيـع !
ضيق نجم عيونه بـ إستنكآر: ومن تكون أنت بحق آلجحيـم ؟
نفث نفثـه حآرّه مغتآظه ثم سفهه سآئلهآ بـ تحرّي قلوق: ليلآ أجيبيني , أنتي بخير ! مآبكِ ؟
طآل صمتهآ إلآ من دموع متألمه منسكبـه , نآظرته من ورآ كتوف إللي وآقف قدآمهآ بآلوسط مآبينهم وبعيونهآ لـوم قآتـل سحـق معه كلّ ذرة قسوه وحِده وجفآف ..

بلحظـه تبددت وبلحظـه تجددت من لمسـه عآطفيّـه , من ضمـه حميميـه يوم سحبهآ ذآك لصدره محآوط رقبتهآ بذرآعيه إللي شكلّوآ حلقـه: يآ إلهي ليلآ مآللذي يبكيـك ؟!
توسعت عيونه الحمرآء القآدحه بـ الشرر سآحبه من سويتره الجلدي الكحلي .. حآضنهآ ويسألهآ وش إللي مبكيك ! " إلآ أنآ إللي آلحين ببكيـــك "

فك حصآر ذرآعيه من حول رقبتهآ وبـ التصوير آلبطيئ إلتفت بكآمل وجهه بعيون محتده كسآه ذهـول صآدم وبترقبّ إستقرت عيونه على ذآك العملآق ضخم آلبنيّه مقآرنـة بجسده آلنحيـل آلضعيف وقصر قآمتـه .. كآسيه آلسوآد إبتدآءاً من شعره الكثيف الغزير أسود آللون جآكيته آلجلدي الأسود بسحآبه آلمسكر وآلمشمر لمنتصف سآعديه بـ قفآزآت جلديّه سودآء .. بنطلـون ريآضي قطنـي وسيـع أسود آللون .. كونفيرس أسود .. !

جسـم ريآضيّ صحّـي , ملآمـح لآتينيّـه بآرزه بلون بشرتـه آلبرونزيّـه .. عيونه العسليّه آلدآكنه .. وسيعـه من محآجرهآ ومسحوبـه من آخرهآ .. رموش سودآء طويلّـه وكثيفه كثآفه ربآنيّه ... ذقن مشذبـه بـ أنآقه وعوآرض دقيقـه خفيفـه .. وسآمـه سآحـقه نآبضـه بـ الرجولـه وآلفحولـه ..
شده من مسكته لـ سويتره بيمنآه لحد مآقآرب يوقف آلثآني على أطرآفه وكنـه فرخ صغيـر وهو سآحبـه ...

نآظرهآ بـ كُره وبغـض شديديـن تفجروآ من عيونـه الحآقده آلمستنكره وآلمستصغره يناظرها: هــذآآ ! هـذآ هو إللي تركتينـي عشآنـه .. هذآآ !
نآظره بـ جفآف مصحوب بـ إشمئزآز من تجعيدة أنفه آلحآد آلمرفوع طرفـه وكنه يشم ريحـه خبيثـه كريهه محرك عيونه عليـه بنظره تقييميـه كآنت نتيجتـهآ صفـر ومآدون لهذآ آلذكـر النآقص من رجولته آلكثير وآلكثير بحكمـه آلظآهري المجحـف !

تبآدر لذهنـه ذآك آلموقف وهي بـ موقف كرآجآت آلفندق بعدمآ أنهت دوآمهآ وكآنت بـ إنتظآر موعدهآ الأول .. مع شآب أجنبي شآبه هذآ إللي بقبضتـه آلحيـن ...
جلست على الرصيف مخبيّه وجههآ بكفوفهآ تندب وتلوم عليـه موعدهآ آلغرآمي المنتظـر ..
" كآن وسيـم , بشرته بيضآء صآفيـه , أشقـر وعيونه زرقآء "

هذآ كلآمهآ إللي قآلته تندب حظهآ بعد مآفوّت عليهآ موعدهآ مع آلشآب السآبق ذكر موآصفآته ...
إرتفع طرف شفته العلويّه بـ إحتقآر لآمثيل له: هذآ هو آلنوع آلحقير من الرجآل إللي تفضلينـه أجـل ! هذآ هو ذوقك آلمنحـط !
إمتلآ صدرهآ بحقـد طآغـي وبغـض مآعآد جوفهآ يقوى على كتمآنه ..

بكلّ آلكـره وآلبغـض وآلحقـد وآلعتب وآللوم وآلحـبّ وآللهفـه والإشتيآق , بكلّ مشآعرهآ آلمتدآخلـه وعوآطفهآ آلمضطربـه إمتدت رآحتيهآ مستقره على صدره دآفتـه آلدفـه إللي كنهآ معهآ تحرر كل هآلأحآسيس آلكثيره آلمكبوته النآبضـه بـ إسمـه .. وإسمـه فقـط !
دفته بأقوى قوه تملكتهآ وإللي معهآ إنفكت قبضته من سويتر ( نـوآ ) آلمندهـش , إرتد خطوه مختلّـه إرتطم فيهآ بدرآجته إللي طآحت على جمبهآ مصدره صـوت تصآدم عنيـف بـ الأرضيـه الخرسآنيّـه آللزقـه ..

صوت من بعيـد مرتعـب يصيـح: مآللذي يحــدث هنـــآآآ ! من أنتـــم !
بنبره جهوريّه حآقده أُفرز منهآ كميآت مُرعبه من آلغيـظ وآلقهـر , آلنقـم وآلكُره والإحتقآن: إبعـــــــــد عنــــــي يآنجــــــــم وإطلــــع من حيآآآآتــــــــــــــي .. إطلـع منـي وإرحمنــــــــــــي

شدهآ عليه من يآقة جآكيتهآ اليسرى بـ يمنآه هآمس بـ حقد من بين أسنآنه , تلفحهآ أنفآسه آلحآره محرقتهآ: أطلـع من حيآتك ويدخلهآ هذآ آلكلـــب ! هــآآه !!
حآوطت معصمه آلأيمن بيديهآ إلآ إنهآ مآقدرت تفك مسكته ليآقة جآكيتهآ .. بنبره متسآويه معه بـ آلهمس آلجآف آلحآقد: إن كنت توك مآنتبهت , أنآ من زمآن وطلعتك من حيآتي , وهذآ اللي تقول عنه كلب هو آلحين مآليهآ .. اهو إللي سلمتـه نفسي واهو إللي أخذ عذريتـي

آلجملـه إللي كآنت كفيلـه تفجـر برآكيـن غضبـه ليدفعهآ بقبضتـه آلممسكه بيآقتهآ من صدرهآ .. آلدفعـه آلعنيفـه إللي على إثرهآ إقتلعهآ من مكآنهآ .. حست إن رجولهآ مرتفعه عن الأرض .. معلقـه بـ الفرآغ .. قوة آلدفعه كآنت أكبر من قوة الجآذبيّـه لترتد لمآ ورآهآ مصطدمـه بـه بكل عنـف وقوه وشرآسـه .. ولولآ ستر آلله إن ذآك آلجسـم آلضخم آلممتلئ حآل بينهآ وبين مآكينة آلبنزيـن آلصلبـه وإلآ كآنت لقت حتفهآ بـ التأكيد إثر هآلإصطدآم آلعنيـف ..

لقفهآ صآحب البينزينـه محتضنهآ وكأنه حارس المرمى وهي كوره إلتقطهآ وإستقرت بـ حضنـه !
وقبل مآيتدآرك الرجل جسم ليلآ آلنحيل آلملقى عليـه .. أو تدآرك ليلآ وحشيّة نجـم .. وقبل مآيتدآرك نجم نفسـه سوآة يديـه .. سدد لـه ذآك إللي على يسآره قبضته الغآضبـه إنتقآماً للي شآفـه لتصيب لكمتـه الفك آلسُفلي لـ نجـم .. مآل وجهه للجهه آلثآنيّه بملآمح متفآجئـه صآحبهآ تألـم ..
برغـم ضعف بنيّة هذآ الشآب إلآ إن لكمتـه حديديـه .. قآسيـه .. وموجعــه

سأله وعيونه الزرقآء يتطآق منهآ الشرر , تبدل بيآض بشرته لإحمرآر دآمي: كيف تتجـرأ أيهآ آلوضيــــع السآفـــل !

مآكآن ردّ فعل نجم إلآ لكمـه قآسيّه .. وإن كآنت لكمـة نـوآ حديديّه فـ لكمـة نجـم فولآذيّه !
أردته الأرض من خلفـه ومن تحتـه .. مآسـح بظهر كفـه سآئل أحمـر دآفئ بدآ ينسآل من زآوية فمـه آليسرى ليصيـح آلعنصـر آلذكوري الثآلث بـ الموقف: مآللذي تفعلونـه بحـق آلسمآوآت ! أتتشآجرون لأجلهآ ! – نآظر ليلآ الوآقفه جمبـه بوجـه أبيـض رمآدي , شآحـب , مأخوذ من الصدمـه وبـ صدمـه ! –

إحتدت نظرآته آلمستنكره لهآ مردف بـ لهجـه بآهته مذهوله , مستغربـه ومندهشـه: مآبكـم يآرجـآل ! إنهآ فتآه قبيحــه .. إنهآ ! إنهـآ ! إنهـــآ صلعــــآء – قآل قولـه بموآزه لـ فعلـه , سآحب غطآ رآسهآ آلصوفي آلدآفي ليبآغت جلد رأسهآ لفحـة بروده قرستهآ دآخلياً .. آلمتهآ نفسياً –
وقف نوآ عن الأرض وقد إمتلآ صدره وإنتفـخ بـ غيـظ ونقـم لتمتد يده مرتفعه بـ الهوآ , هآبطـه هبوط سريـع إضطرآري مرتطمـه بـ عظآم وجهه آلمترهـل: كيـــف تجــرؤ أيهآ آللعيـــن !
قآل كلمتـه من هنـي بـ التوآزي مع لكمـة نجـم آلثآنيـه آلمسدده لوجهه , إن كآنت لكمـة نوآ قد حطمت عظآم وجهه فـ لكمـة نجم التأكيديه الثآنيـه قد سحقـــتهــآ !
الرجّآل إللى هوى أرضاً صآد عن وجهه بسآعديـه حآميـه من لكمآتهم آلقآسيه آلموجعـه لتحـل الركلآت العنيفـه القآتلـه بدآلهآ من كل صـوب ونآح ..
ركله تطول جمبه وثآنيه تطول ظهـره , وجهه المخفـي , سآقيـه ومآبين رجليـه ...

أجفلهآ صوت صرخآته المتألمـه المستغيثـه بـ إستجدآء مرير لتطلـق هي صرختهآ المجللـه كآسـره صمـت الفضآء من حولهآ إلآ من صوت اللآهثـه انفآسهم من غضب عتيـــق مكبوت مآصدقوآ وحرروه على هذآ آلسمين الضعيف أمره آلمقعـد بـ أرضـه ...
....: كفــــــــــــــــــــــــى .. كفــــــــــى
ضربت الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً , دموعهآ شلآلآت بلآ أمل في التوقف: مآبكـــم ! ستقتلونـــه .. آآآآهــ يآ إلهـــــــــــي

جلست على ركبتيهآ بـ الأرض جمب رآعي شغلهآ آلمتألـم .. معصمه الأيسر بين يدهآ آليسرى , وبرآحتهآ آليمنى تحسست ظهره , بصوت بآكي ونبره مخنوقه: أنت بخيـــر ! سآمحنـي أرجوك
نفض معصمه من يدهآ بـ القوه خآزهآ بنظره نآريّه حآقده: وكيف أكون بخير أيتهآ آلوضيعـه ! أنتــي مطــروده , لآ أريد أن أرى وجهك بعد آليوم
جلست على سآقيهآ آلمثنيين من تحتهآ تنآظر بـ آلسمآ آلفسيحـه آلوسيعـه آلسودآء بـ هيئة البآئس فآقد الأمل المستسلم , مطبقـه فمهآ , شآده شفتيهآ , معتصره عيونهآ آلمقفله بقوهـ إلآ إن دموعهآ أبتّ إلآ أن تنهمـر ...

جلس مقآبلهآ ثآني سآقه اليمنى من تحته ومسند مرفقه الأيسر على ركبته اليسرى , إستنطقهآ وآلقلـق متفجر من نظرته آلثآقبه: ليــــلآآ !
من وقع إسمهآ من صوته آلكريـه فتحت عيونهآ آلحمرآء آلمدمعه آلمنتفخ جفنيهـم رآده من بين أسنآنها بـ كُره وبغـض تعدآ مرحلـة الطآقـه والإحتمآل: أكرهك يآنجــــــم , أكرهــك وأكره كلّ شيّ فيــك .. أكرهك كلك ومآ أبيــــك .. لآ أشوف وجهـك ولآ أسمــع صوتــــك .. إعتقنــــي يآخـــــــي وآلله أكرهـــــــــــــــــك .. أكرهك أكرهك أكرهك .. – أحنت رآسهآ ونظرهآ آلمتألم مآبين فخذيهآ , مكوره قبضتيهآ آلمسندين على وركيهآ , مطلقه سرآح آخر كلمـه بنبره حزينـه , مجروحـه , ضعيفـه ووآهنـه – أكرهـــــك !

جلس نوآ جمبهآ محتضن وجههآ إللي أجبره على الإلتفآف ليقآبله مآسـح دموعهآ برقّـه ولطـف متنآهـي: سآمحينــي ليلآ أرجـوك
وقف الثآنـي عن الأرض وعيونه المصوبه تجآههم تحرقهـم بـ النآر إللي يحسّهآ .. نآر الحشـى .. نآر من آلـجوف حآرقـه .. نـآر آلغيــره !

يدري إنهآ تعآنـي وتتألـم , بس إللي هي مآتدريه إنه يعآنـي أضعآف ويتألـم اضعآف الأضعآف ... من يوم إبتعآدهآ عنه وهو بـ مرآر أفكآره والظنـون ..

حسبآله بيرتآح أول مآقرّت عيونه بشوفتهآ إلآ إنهآ كآنت بدآيآت العذآب .. إبتدآءاً من إقآمتهآ العُزلى ببيت ذآك الأجنبي جوزيف .. ذآك آلمسيحـي المتحرش المغتصب .. ثم تشوهآت الخآرج من حلقهآ لرأسهآ أو الحروق الدآميه على إمتدآد سآعديهآ وإللي مآهيّ إلآ إنعكآس للتشوهآت النفسيّه آلمتوجعـه والمتألمـه ... وكنهآ إجبآراً تعذب نفسّهآ !
وصولاً لـ القآضيـه .. إخرآجهآ له من حيآتهآ وإدخآل آلمسمـى نـوآ .. نوآ إللي سلمتـه نفسّهآ وآلشيّ آلنفيس آلمكنـون ..

عدل من وقوف درآجته آلمتضرر جمبهآ الأيسر إثر وقوعهآ , نآظرهآ ببـرود سآحـق معه أي ذرة رغبـه أو حتى أمل بـ تجدد آللقـآء: قولــي عنـي مـــره ........ وتربيــة مـــره .., إن شفتي وجهـي هذآ مره ثانيه بحيآتــــك !



/
/
/



بـ المطبـخ , جآلسـه على وآحد من الكرآسي الـ أربعه المحآوطـه الطآوله الإستيل آلمثبته بـ الأرض , مسيحـه جسمهآ بأريحيّه على الكرسي ممدده رجولهآ تحت الطآولـه ..
عدلت شيلتهآ الملفوفه بـ إهمآل على رآسهآ من سمعت صوت الجرس الخآرجـي للبيت وتركت الشغآله تحضيرهآ للفطور آلصبآحي طآلعه تشـوف منـو ..

رفعت رآسهآ بـ إنتبآه للشغآله أول مآدخلت عليهآ مقوسه شفتيهآ آلمطبقه لتحت بـ إستغرآب لتسألهآ بعقدة حآجبين: منـو !
رفعت كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري ومعهآ إرتفعت يدهآ آلممسكـه ببوكيـه وردّ جـوري أحمرّ آللون قآنـي ... ملفوف بـ ورق أشبه بورق الجرآئد الأجنبيّه وفوقـه لفـه ثآنيـه من آلخيـش آلبنـي !

وقفت بحركـه ثقيله ممسكـه بوسطهآ من جآنب الظهـر بحآجبين إزدآدت عقدتهم بعيون مضيقـه من الإستفهآم وهي تستلم آلبوكيـه من يدّ الشغآله: منـو جآبـه !
....: مآفي معلوم , إسأل مستر آدم هآزآ حقـو !
بققت عيونهآ بصدمـه من ذكرت الشغآله قدآمهآ الإسـم ! مستـر آدم ! أي مستر آدم ! آدم نفسـه ولآ يتخيّل لهآ !
غصباً عنهآ شقت الإبتسآمه وجههآ سآفهه الشغآله بخطوآت سريعه متجآهله كلّ إرهآقهآ وكأنهآ تمشي على الهوآ , مآهيب حآسـه ..

ملآيين الأفكآر عصفـت بمخيلتهآ , آدم نفسـه إللي من ثلآث شهور مقآطعهآ من بعد سوآتهآ آلخبيثـه بتعمدهآ إبعآده عن وردهـ وقت وفآة أمهآ , بتمثيلهآ آلخبيث الإحترآفي قدرت تقنعه إن هآلشيّ لمصلحتـه والصحيح إللي ببآلهآ تهدهآ عليـه وتخربهآ ..!
" كنت أدري , كنت أدري يآ آدم إنك تحبنـي , لآ وردهـ ولآ مليون وردهـ يقدرون يغيروك عليّ .. هههه قآل وردهـ قآل "

قآلت كلمتهآ الأخيره وعيونهآ على الكرت الورقي آلملفوف بقشـه عشبيّه جآفّه , آلورقه كآنت أشبه بـ ورق الوصآيآ القديمـه مشققة الأطرآف .. ملفوفه بشكل حلزونـي ..
سحبت القشّه منهآ ومآسرع مآنفتحت الورقّه بعيون بآسمـه إفترست الكلمـآت .. بيت شعري قصير إلآ إن وقعه على نفسهآ كآن أكبر , وكأنهآ تقرأ ملحمـه شعريّه بلآ نهآيـه ... خطّ فآرسي جذّآب مُشكـل بـ آلفلومآستر الأسودّ الرفيـع ..

إنتي منتي بــسّ ( وردهـ ) بـ الحيــآه
إنتي في دُنيــــآي فيضــــــه من وُرود
يآكبــــــر حُبـــــكـ ويآمَكبـــر غــــــلآه
إنتي ( أغلى إنسآن ) عندي بـ الوُجود
a – w

ترقرقت الدموع بعيونهآ آلمشدوهه , آلمصدومه وآلغير مُصدقه ..
هآلبآقـه , هآلورد , وهآلكلآم .. لـ وردهـ ! لـ وردهـ مو لهـآ !
هآلحرف بـ الأخير جمب حرفـه ... حرف إسمهآ !

أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع إرتعآش فكهآ إللي إرتجف بـ ضعـف .. غصباً عنهآ إنهآلت دموعهآ آلصآمتـه , إنتفآضة صدرهآ متوآليـه بسبب كبتهآ لبكآهآ مآيطلع له صـوت ...
عفطت بـ القوّه الورقّه آلرقيقه آلخشبيه لحد مآتهشمـت بقبضتهآ ...
نآظرت ببآب غرفته وكميّآت مفزعه من الحقد تفيض من عيونهآ منسكبه مع دموعهآ ... جتّ بتفتح البآب إلآ وتجيّهآ الطعنـه مخترقـه صدرهآ مُحدثه الثقب في قلبهآ ...

....: جعلنـي فدآ روحـك , أحبّــك
- هههه آآخ مآ أقسآك , ترى خويّآي يدلعونـي أكثر منّك
- وردهـ تكفين قولي كلمه حلوه , بس كلمه وحده , طلبتك لآترديني
إرتفع صوت ضحكتـه مٌردف بعدهآ: ذبحتينــي وكل ذآ بـ الأخير وأنآ كمآن يآ آدم ! وإنتي كمآن إيش يآقلب آدم ؟
- هههه وردهـ حرآم عليك , مسويّلك مُفآجأه وجآيب لك هديّه حلوه , هآ قولي شيّ
- آآآف طفشتينـي , وآلله مآ أغنيلـك
- وآلله مآ أغنـي
- بكيفـك , ومآرح أجيب لك آلهديه , - تبدلت نبرته لـ جفآف وحده , مكمل -يلآ تجهزيّ بسرعه آلحين طآلع وأمرّك نشوف آلشقق نختآر منهم وحده , سـلآم

رمت البوكيّه بـ الأرض قدآم بآبه ودآست على آلوردّ سآحقته برجولـها ... تحت رجولها !
طقت البآب طقـه عنيفـه وحيدهـ ثم مشت عن البآب مكورّه قبضتيهآ بـ غيظ وحقـد وغّل , بعدهآ دموعهآ بلآ حسآب منسآبه .. " مثل هآلورد يآ آدم , مثل هآلورد بسآويك بـ الأرض وترآبهآ .... "
فتح البآب والإبتسآمه بعدهآ بوجهه بعدمآ قفل الخطّ بوجههآ , لعبه طرتله بـ الأخير يمآرسهآ عليهآ يضمن من خلآلهآ من يشوفهآ معآملـه طيبـه وريق معسـول في محآولـه مستميـته لإرضآءهـ بعدمآ تسببت في زعلـه !

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من الفرآغ قدآمـه ! منو أجل إللي طق البآب !
جآ بيقفل إلآ ويشوف كتلـه متوسطة الحجم مآيظهر محتوآهآ بسبب آلخيش الملفوف حولهآ ..
إنحنى عليهآ بعقدة حآجبيه رآفعهآ مستغرب ومآسرع مآتسعت عيونه بصدمـه من شوفة آلورد إللي إنسحق وإنهرس !
رفع الوريقآت الحمرآء آلمقطعه عن الأرض ينآظرهآ بذهول لتنسآب من يده وبين أصآبعه رآده مكآنهآ بـ الأرض !

شوي شوي بدآ آلغضب يسري بعروقـه , أطبق فكيّه بآلقوّه , موسع من فتحتي خشمـه أقصآهـم , نفض البوكيّه من يده بعنف مرتطم بـ الأرض إللي طآح عليهآ ...
مشى وشرر عصبيته آلمتطآير يسبق خطوآته الزلزآليه الغآضبـه , بلآ حسآب أو إعتبآر فتح بآب غرفتهآ بـ إندفآع مستقره عيونه عليهآ وكنهآ تعرف مسبقاً طريقهآ !

بخطوتين وآسعتين وقف صوبهآ تآرك البآب مفتوح على آخرهـ ...
سحبهآ من جلآبيتهآ آلفضفآضه مطبق قبضته على القمآش من وسط صدرهآ غآصبهآ توقف قبآله بينما أرجعت هي رآسهآ رآفعه ذقنهآ لأجل تشوفه بسبب فرق الطول الشآسع بينآتهم , عيونهآ مغرغره ممتلئـه بآلدموع , طرف خشمهآ محمـر ومبلل من أسفلـه بفعل مخآطهآ الشفآف السآيل ...
رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر مقوسه شفتيهآ آلمحمره بعيون حزينه بآكيه هآمسه بـ وهن: ليش كذآ يآ آدم ؟ ليش تجرحنـي ؟

إعتصر عنقهآ الممتلئ بين قبضتيه الخآنقه رآص بـ إبهآميه على بلعومهآ , هآزهآ بـ القوّه , من بين أسنآنه بـ غيظ وقهر: إنتي متي بتحلين عني وتفكيني منك ومن شرّك .. أبغضـك يآنآهـد , مآنيب طآيق أشوف وجهك ولآ أسمع صوتك .. حلينــي منـك مآعآد فينــــــــي آللـــــــــــــه يآخــــــــــــذك
قآل جملته الأخيره بصرآخ غآضب , إحمرت معه عيونه وإنتفخت أودآجـه , نفضهآ من قبضتيه بـ قوه ليرتطم جسدهآ الممتلئ بـ فرآشهآ طآيحه عليـه مطلقـه آهــــه مقطوعـه صآرخه متألمـه , محتضنه بطنهآ البآرز بيديهآ ,,

صآرت تشآهق وعيونهآ موسعه آخرهم على بطنهآ ... إحتدت أنفآسهآ وتسآرعت , يرتفع صدرهآ ومآسرع مآيهبط بقوه قبل مآ تتشبـع رئتيهآ بـ النفس إللي شهقته , بـ أسفل بطنهآ شيّ غريب تحسّـه , شيّ دآخلـي مؤلـم .. ألجمهآ حتى عن التأوهـ أو الأنيـن !

رفع سبآبته المحذره بوجههآ وعيونه يقدح منهم آلشرر: إنسي آدم القديـم يآنآهـد ولآتحدينـي أظهرلك وجهـي الثآنـي , لآتفكرين مجردّ تفكير تبتزينـي وتضغطين علي بهآلزفت إللي ببطنـك وإلآ وآلله ثم وآلله أذبحـه لـك فآهمــه ! مو هـو ولـدي ! من صُلبـي ! أجلّ أنآ حُرِ فيـه .. مآ أبيـــــــــــه !

/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:37 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


أوقفت حركة كرسيهآ قدآم ملحقـه الشآهق بـ إرتفآعـه ..
إسبوع طآف من صبآحيّة ردته من آلسفـر وهي ببيت أبوهآ ..
صٌدفه , كآنت ردة أبوهآ للسعوديّه مع ردتـه هـو , مآشآفته من ذآك اليوم إللي حملهآ فيه من على آلسفره بـ الأرض ..

مآكلمّهآ أو حتى حآول مع إنه قد زآر أبوهآ هو وعمّهآ يتحمدون سلآمته من السفـر , ظنونهآ إللي كرهتهآ فـ نفسهآ تُرهق تفكيرهآ , تضيق خآطرهآ وتكسر نفسهآ .. آلسؤآل آلمؤذي لقلبهآ , شلون تقبّـل فرضهآ لنفسهآ عليـه ؟
نآظرت بـ إنعكآس صورتهآ في آلقزآز آلعآكس قدآمهآ , آلصوره لنفسهآ إللي غآبت عنهآ من سنتين ومآيزيد , آسترجعتهآ آليوم .. آليوم هي ميسم نفسهآ من سنتين , آلشآبه آلحيويّـه , المتفآئلـه , البآسمـه .. حتى وإن كآن هآلشيّ مجرد إدعآء ..
قدرتهآ على تمثيل هآلشيّ وإظهآره هو إنجآز بحدّ ذآتـه ...

إستغنت عن الجلآليب والعبآيآت الفضفآضه بـ نقوشهآ آلمملـه وألوآنهآ الدآكنـه , وجههآ آلمهمـل آلخآلي من أي نوع تزييـن ... آليوم بس تشوف نفسهآ ميسم آلقديمـه , مثل مآهي تحـبّ وتكـون !
بنطلون جينز رمآدي مزين بـ كريستآلآت صغيره لآمعه من جآنبي آلوركيـن , بلوفـر قطنـي ثقيـل برتقآلي آللون بيآقه طويلـه قلآبه رمآدية آللون .. بلآرينآ فلآت من آلشآموآ برتقآليّة مزينه بـ فيونكه فضيّه من مقدمة آلقدم .. شيلـه قطنيّه بـ ألوآن متدآخله من تدرجآت آللون الرمآدي والبرتقآلي ملفوفه بـ إهمآل حول شعرهآ المنسآب مغطي نصف ظهرهآ ..

وجه دآئري عريض ذو ملآمح لآتينيّه جذآبه وفآتنـه .. بشره قمحيّه لآمعه بفعل البلآشر البرونزآج , عيون دآكنه وسيعـه من محآجرهآ لأطرآفهآ .. خشـم قصير بـ أرنبـه مثلثـه .. فمّ وآسـه بشفتين مشدودتين آلسفلى منهم مكتنزه عن الثآنيه ومقلوبـه للأسفـل .. لآمعه بـ قلوس أورنج صآرخ ..
ضمت شفتيهآ وكأنهآ تسحب نفس من عقب سيقآره أطلقته مغمضه عيونهآ في محآوله منهآ للتخفيف من حدة توترهآ العآصـف ..

دفت البآب بأطرآف أنآملهآ آلمصبوغه بلون بنيّ قآتم مآئل للسوآد .. وتوّ مآدخلت إلآ ويرتفع نظرهآ للسقف آلمخرم ومن خلآله قد تسلل ضوء آلشمس البآرده تآرك أثره على شكل نقط ضوئيه صغيره بـ الأرضيه الخشبيّه الدآكنه ..
صوت زقزقة عصآفير يقآرب عددهم الـ خمـس يتنقلون بين أغصآن آلشجـر ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ ابتسآمه مستغربه .. " إنتو شللي مدخلكم هـني شكلكم محبوسيـن ! "
قآلتهآ ثم حركت كرسيهآ على الأرضيّه الأبلكآش وصولاً للبآب السوكريت بـ مقبضـه الألمونتآل الخآص
بـ مكتبـه أولاً ..

ومثل مآتوقعت هذي عآدته , سآهر طول الليل نآيم طول النهآر الآ من أوقآت الصلآه إللي يطلع يأديهآ ثم يرد ينآم , عنده قدره هآئلـه على موآصلة النوم حتى وإن إضطر يقطعه مية مره , السآعه آلحين مُشيره لـ حدآش صبآحاً , الأكيـد إنه نآيـم ..
من المكتب مروراً بـ المشغل وقفت قبآل غرفة آلنوم سآحبه نفس عميق متوتر قبل تمتد يدهآ لأكرة البآب الفضيّه المدوره وتلفهآ ..
ظلآم دآمـس ولآ كأنهم ببآكورة الصبآح .. أو كأنهآ جدرآن الغرفه قزآزيّه شفآفـه !
إلآ إن طبقه كثيفه من الستآئر القطيفه حآوطت الجدرآن كطبقـه ثآنيه ومن تحتهآ طبقة آلشيفون آلخفيفـه ..

آلغرفـه دآفيـه , للوهلـه الأولى تعطيك إحسآس الإسترخآء ورغبـه عنيفـه بـ التمدد , وآلنـوم !
نآظرت بـ الإضآءه الحمرآء للرقم المبيّن لدرجة التدفئـه بـ المكيف ودرجة حرآرة الغرفـه .. شكلـه آلمكيف مسوي وآجبـه وزيآده بهآلبردّ اللآســع ..
مدت يدها للكومدينه رآفعه الريموت وبضغطة زرّ إنقطع الصوت الهآدي آلخفيف وإختفى المؤشر الرقمي أحمر اللون ..

ميلت رآسهآ لليمين تنآظره بـ إبتسآمه عذبـه بعدمآ إتسعت حدقتيهآ وإعتآدت الظلآم .. صآرت تشوف الكيآنآت من حولهآ وأهمهم ذآك إللي نآيم على بطنه محتضن المخده لصدره ورآسه عليهآ , لحآفه مبعثر مآبين رجولـه .. لو إنه مو آلمكيف ومدفيـه ولآ كآن زمآنه لآف نفسه بـ آللحآف لفّة آلموميآء ..

غصباً عنهآ وبمشآكسه مدت يدهآ لتلآمس أطرآف أنآملهآ خده الدآفي وبسرعــه أبعدت يدهآ ضآمتهآ لصدرهآ بـ إبتسآمه مطبقـه قدرت معهآ وهي تنآظره تنسى خوفهآ من تعليقـه وردهـ المجهـول !

على وضعهآ لثوآني لحد مآعآدت الكرّه وآلظآهر عجبهآ الوضع يوم انعفس وجهه بـ إنزعآج متأفف , إنقلب على ظهره محآوط المخده إللي إستقرت على صدره مخبيه وجههآ ضآمهآ بذرآعيه .. على هآلحركه إللي قدر فيهآ يبعد وجهه عن ملآمسآتهآ آلمزعجه له بوزت بتكشيره طفوليه مآسرع مآحلّت مكآنهآ إبتسآمه مشآغبه وهي تمد يدهآ محركه أنآملهآ على طول سآعده بحركه نآعمه مدغدغـه إقشعر معهآ جسمه بحركـه لآ إرآديّه ركلـه من رجلـه اليمنى ارتفعت مسددها للهوآء , للفرآغ , وللعدم ..

مآل على جمبه الأيسر مشدد من إعتصآره للمخده بصدره وبين يديه , إنتفض هي صدرهآ بضحكه لآ إرآديّه على شكلـه وآلوضع إللي إهو فيـه .. برغم إنه بسآبع نومـه ولآدآري عن شيّ إلآ إن تجعيدة ضيق وإنزعآج بوجهه آلمكشر مقطب الحآجبيـن !

بـ إبتسآمه وآسعه إمتدت سبآبتهآ مستقره لمآ بين حآجبيه المقطبين ..
وبحركه دآئريه سآحره ومريحه فركت جلده بهدوء لحد مآنحلت آلعقده وإبتسآمه غريبه بلهآء وسآذجه ملت وجهه النآئـم ..

إنقلب فوق آلمخده محتضنهآ وبعدهآ الإبتسآمه بوجهه همهـم إسمهآ بنبره خآفته وكأنه يتكلم بـ الحلم او يهلوس .. آنعقدوآ حآجبيهآ سآئله نفسهآ بـ استنكآر تعيد إسمهآ إللي هذى به: ميســــم !!!
ردت تنآظره وآلعجب بوجههآ ومآسرع مآوسعت عيونهآ بصدمه من وقع إللي طرآلهآ .. " ميســـــم !! هذآ قآعد يتحلم فينـي ! وليش إنشآلله ضآم آلمخده بقوه ومبتسـم ! – ردت عيونهآ وتوسعت بصدمه ثآنيه – وآئــــل يآآســــــآآآفل ! أجل هذآ الوقت إللي تصحى فيه من أحلآمك المنحرفـه ..
حذفته بريموت المكيف ليصك برآسه بقوه مؤلمـه على إثرهآ فتح عيونه بسرعه ثم ضيقهآ بملآمح متوجعـه ..

إنقلب على ظهره فآرد ذرآعه الأيسر وبيده اليمنى صآر يتحسس جبهته من منبت شعره بوجه متألم بينمآ حركت هي كرسيهآ صوب الجدآر شآده آلحبل الرفيع إللي معه إرتفعت الطبقه القطيفه الثقيله للسآير ومعهآ تبدد آلظلآم واكتسح آلنور المسآحآت ..
إستقعد من فوره ملتفت يسآره وقد ظلل فوق عيونه بيمنآه مضيقهم لحد الإختفآء بـ إنزعآج من الإضآءه الربآنيّه لنور الشمس المبآغـت من بعد الظلآم الدآمـس ..
شوي شوي وبدأوآ جفنيه بالارتفآع وحدقتيه بآلتوسـع كلمآ إقتربت صوبه بوجـه صبوح مشـرق مبتهج !

ترآخت يده آلمظلله فوق عيونه سآئل بدهشه أعقدت حآجبيه وأحدت من نظرة عيونه بـ إستغرآب وإندهآش إستنكآري كآنت أقرب لعدم التصديق: ميســــم !!
أومأت رآسهآ تأكيداً: إيـه ميسـم .. – سكتت شويّ قبل تتكتف رآفعه حآجب وآحد بـ إحتقآن مكملـه – آلحقيقـه مو إللي بـ الحلـــم ..

إنتفض من قعدته منزل رجوله بـ الأرض يتحسس عنقه وكأنه مختنق .. إبتلع ريقه الجآف بصعوبه وبحركه وآضحه لآحظتهآ وبهدوء تحركت لحد مآوقفت جمب الكومدينه وصبت له كآس مويه مآدتهآ له بـ إبتسآمه رقيقه: صبـآح آلخير ..
ببلآهه إتسع فمه بـ إبتسآمه سآذجه رآد عليها بصوت ضخم مبحوح من النوم: صبآح آلنـور ..
....: صحصحت خلآص !

وقف بسرعه مأشر لهآ بسبآبته بمعنى تنتظره شويّ .. وقبل لآترد هي إختفى من فوره طآلع برآ الغرفه تآركهآ ملتفته صوبه معقده حآجبيهآ وبوجههآ إبتسآمة عدم فهـم !
بآلتبعيّه حركت كرسيهآ لبرآ الغرفه مآطه رقبتهآ تستبق نظرآتهآ خطوآت كرسيهآ ..
من المشغل طلعت للمكتب وعيونهآ صوب المرآيه الطوليّه الموآريه من خلفهآ الحمّآم وبآبـه .. تسمع صوت آلمويّه المتدفقه بغزآره .. وبلحظـه إنقطع صوت المويـه .. عطت البآب ظهرهآ بسرعه مخفضه رآسهآ وعيونهآ بحجرهآ ليوصلهآ صوته مستعجـل , مرتبـك: لحظـه لحظـه .. لحظـه ميسم
إلتفتت عليه نصف إلتفآته , تشوفه مهرول صوب المشغل وقد بلل شعره الكثيف تيشيرته الصيفي أبيض اللون من الظهر .. وقبل مآيخطي البآب خبط إصبع رجله الصغير بـ البآب مطلق تأويهه متألمه رآفع رجله اليسرى عن البآب مآسك ركبته: آآآه آآآآآ آآآهــ
إرتفعوآ حآجبيهآ مفنجله عيونهآ وهي تشوفه ينطنط من الوجع كما الاطفال مقفل عيونه عآض على شفته السفلى متألـم !

أطبقت فمهآ بـ القوّه مآنعه ضحكتهآ , قرر هو أخيراً بعدمآ تدآرك نفسه وحسّ بروحـه , إختفى من قدآمهآ عن هآلفشيله وشكله اللي مب شآيفن خير !
ثوآني سريعه مرت قبل تكتمل الدقيقه , ظهر لهآ من البآب متشدق يشدّ التيشيرت الأسود على جسمه يعدله بـ إرتبآك وآضــح بينمآ هزت هي رآسهآ بـ النفي مبتسمه وعيونهآ على التيشيرت رمآدي آللون إللي لبسـه , بـ كمّ إلآ إنه يظل شيّ خفيف في موآجهة هآلبروده القآرسه : مآتحس بـ البرد إنت !
جلس فوق زآوية مكتبه متكتف وبهزّه سريعه رفع كتوفه بمعنى إنه عآدي مآيهمّه !

إقتربت صوبه عيونهآ مركزه بوجهه بتدقيق وآضح أكمّل عليـه .. وبحركه وحده منهآ إنهـآر !
أمرته مأشره له بسبآبتهآ والوسطى من يدهآ اليمنى مضمومتين تطلبـه يقرب عليهآ ..
من ذي الحركـه وطـبّ الآدمــي , ضآعت علومـه ولآعآد درى بشيّ .. إنحنى ظهره لآ إرآدياً وكأنه مغيبّ أو منوم مغآطيسياً ...

مآقدرت تكبت إبتسآمتهآ وهي تشوف التوهآن بعيونه العسليّه النآعسه .. تشوفه وكأنهآ أول مرّه .. كلّ شيّ فيـه مختلـف عن صورته آلتقليديه المعتآده بذهنهآ ..

شعره الكثيف مسدول مغطي جزء كبير من جبينه الضيق , تتسآقط من أطرآفه السودآء قطرآت مويه بخلآف المعتآد بتسريحته السبآيكـي بصبيآنيّه شبآبيّه .. عيونه نآعسه وسيعه من محآجرهم ومطبقه من الأطرآف .. جفنيه مسدولين وكنـه نآعـس يبي آلنـوم .. رموشـه كثيفـه وحآجبيه طوآل بعقـدة شعيرآت خفيفه ربطت مآبينهم .. أول مرّه تلآحظ آلسحـر في جمآل عيونـه .. لعنـت بخآطرهآ نظآرتـه الطبيّه مليـون مــرّه قبل تمتد يدهآ لزآوية فمه اليسرى وتمسح بـ قوّه خفيفه الشيّ الأبيض الجآف وإللي مآعرفت وش يكون إلآ بعدمآ قربت عقلة سبآبتهآ أسفل خشمهآ وشمتـه ....... بقآيآ معجـون أسنآن !

رفعت حآجبيهآ شآده فمهآ المطبق موجهه سبآبتهآ بطرفهآ الأبيض لمآ بين عيونه تستنطقه بعيونهآ ( هذآ إيش ؟ )
طير عيونه بتفكير إلآ إنه مآكآن تفكير أكثر من إنه محآوله لتشتيت نظره وهو متفشل منهآ ..
لوت فمهآ بـ إستيآء مفتعل آمرته بـ دلآل طفولي: إمسحــه ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب كآذب منزل عيونه لفمه مآط شفته السفلى يحآول يشوف وشهو إللي مسحته من جآنب فمه: شنـو هذآ !
ميسم: يعننك مآتدري !

طير عيونه زآم شفتيه المضمومتين وكنه يصفر بينمآ ضحكت هي على تعبيره المشآكس: هههه معجون أسنآنك .. إنت على شنو مستعجـل !
" مستعجـل ! ليش وآضح علـي ! , يآ إني أفشل بكل حركآتي , متى صدق أتمرجـل مثل مآنجم وآدم دوم يقولون ؟ "
أخفض رآسه يمسح جبينه ببآطن أصآبعه الأربع مضمومين , إبتسمت هي بهدوء متدآركه إحرآجه: هههه عآدي عآدي تصير كثيـر ..

نآظر الأرض بـ إحرآج وهو يحك مؤخرة رآسه وقد صآب يده آلمويّه من شعره المبلل .. بشغـب مدت إصبعهآ مآسحه طرفه ببنطلونه الرياضي الوسيع من موضع الركبه اليسرى , نآظرهآ بوجه مستفهم مستغرب حركتهآ بينمآ رفعت هي حآجبيهآ ببرآءه مصطنعه: وين تبيني أمسحه يعنـي ؟
سكت شويّ قبل يمسك يدهآ مثبت سبآبتهآ الوحيده المفروده من أصآبعهآ , تأمل عقلتهآ لثوآني وقف من بعدهآ عن مكتبه جآلس بـ الأرض على ركبتيه قدآمهآ ..

وجههآ جآمـد , عيونهآ مستفهمـه , جآوبهآ بحركتـه يوم أدخل طرف سبآبتهآ بفمه وأخرجه بـ البطيئ !
إنفغر فمهآ بفتحه صغيره , عيونهآ ثآبته بعيونه مآرمش لهآ جفن وبـ البطيئ إتسعت فتحة فمهآ بذهـول من أغمض عيونه بهدوء وبهدوء أكثر ورقه أكثر وأكثر ضم شفتيه لبنآنهآ طآبع عليه قبلته الحنونه الرقيقه الهآديـه ...
إرتفع صدرهآ بوضوح شآهقـه نفس سريـع عميق مُفآجـــئ ..
أعلنت كل حوآسهآ التأهبّ مطلقـه جرس الإنذآر .. إضطرآب عنيف غريب , عصف بكل خلآيآهآ والهرمونآت .. لو إنهآ وآقفه على رجولهآ كآن الحين طآيحه بـ الأرض ..

إحتضن يديهآ الثنتين مضمومتين بيديه قرب وسط صدره هآمس لهآ بنبره عذبه خآفته شبه مسموعه , عيونه تشّع وتلمع , نآطقـه بحبّ صآرخ: أحبـــك يآميســـم
لحظآت مرّت , مآتدري كثير أو قليل .. إحسآس إن الكون حولك وآقف , أو إحسآس جمودك إنت وكل الكيآنآت من حولك تتحرك , مثلمآ الأفلام الأجنبيّه , البطلين فيهآ على رصيف بـ الشآرع , نظرآتهم متعآنقـه .. تحكي عيونهم كلآم آلصمـت , آلسكون .. حولهم كمّ هآئل من البشر , المقبل عليهم والمقفي عنهم .. إللي يتكلم بجوآله أو إللي يتهآوش مع إللي جمبه , سيآرآت سريعه تمرّ وغيرهآ توقف .. وهم ثنينآتـهم مكآنهم , وكأنهم وحدهم محور الكون !

سحبت يديهآ من يدينه مشبكتهم ببعض من ورآ عنقـه إللي حآوطته مميله عليه – بهمس رقيق شبه مسموع دغدغ طبلته السمعيّه - : أحبّـــــــك
هبط صدره بقوهّ مغمض عيونه برآحه وكأنه بـ إنتظآر نتيجه وآلحين عرفهآ ..
بنفس الهمس الخآفت أطلق تنهيده عميقه أردف من بعدهآ: يآحلو مفآجـآتك يآميسـم
قآلهآ مغمض عيونه بهدوء منتشي من ريحة عطرهآ الرقيق الهآدي , لمسة خدهآ النآعم لخده المشعر بذقن خفيفه ..

لآ إرآدياً إلتفت يديه حول وسطهآ رآفع نفسه عن الأرض ورآفعهآ معه .. آلحركه إللي معهآ إبتعدت عنه بحده موسعه عيونهآ بـ إرتعآب ..
صدرهآ ملتصق ببطنه وهو بآلحيل يجآهد نفسه لأجل يرفعهآ إلآ إن ثقلهآ الكآمل عليه نتيجـة عجزهآ وعدم تحكمهآ في نفسهآ مآهوب مسآعده أبدّ ..
عفطت تيشيرته بقبضتيهآ الممسكه بكتفيه – بنبره مهزوزه ملآهآ آلخوف والهلـع-: وآئـــــــــــــل !
....: سآعديني شويّ بس

فردت قبضتهآ مشدده على زنديه رآفعه نفسهآ بآلقوّه .. آلحركـه إللي خففت من حملهآ الثقيل الكآمل عليـه وأعطآه الفرصه إنه يبسط سآعده الأيمن تحت ركبتيهآ والأيسر تحت ظهرهآ ..
سألته بـ إبتسآمه: وش إللي تسويه إنت بآلله !
مطّ شفته السفلى مآيدري: إشمعنى إنتي إللي تسوين مفآجآت !
ميسم: قول آلصدق حبيت المفآجأه !
دنق رآسه عليهآ مدآعب أرنبة خشمهآ بطرف خشمه مبتسم: إلآ مِـتّ عليهآ

صدت عنه بوجههآ وهي تضحك مستحيه بينمآ أردف هو: بس تدرين وش أحلى مفآجأه !
ردت تنآظره مقطبه حآجبيهآ مستفهمه ليكمل هو بـ إبتسآمه: لمآ فتحت الدولآب وشفت ملآبسـك فيـه
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ استغراب , أومأ هو رآسه إيجآباً: تدرين هذآ وش معنآته !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه مآسرع مآختفت نآتجه عن عدم فهمهآ سآئله: وش معنآتـه !

هزّ رآسه تأكيداً وهو يمشي بهآ لحد مآصل لبآب المشغل القزآزي إللي دفه بـرجلـه , مقرب وجهه من وجههآ إللي أخفضته بسرعـه بحركـة صدّ وهو يهمس لهآ بـ ثقـه: معنآه إن إشهآر زوآجنآ وتمآمـه يوم آلخميـس الجآي
إتسعت عيونهآ لآخرهم فآتحه فمهآ بتفآجـئ وآضـح بينمآ إبتسم هو بعذوبه: قولي إنشآلله
نآظرت المكآن حولهآ والإرتيآب بملآمحهآ الشآحبـه إللي تدآركهآ هو مبتسم بدآخله ع الأفكآر والظنون إللي تلعب آلحين برآسهآ لعـب ..

جلسهآ على طآولـه خشبيّه عريضـه هي إللي يشتغل عليهآ رآفع حآجبيه بـ تنبيـه: لآ تخآفيـن , قلت لك تمآم زوآجنآ الخميس الجآي , مو الحيـن

ردت عيونهآ وتوسعوآ لآخرهـم خآفضه رآسهآ بـ إحرآج متفشـله , هو شلون درآ وش إللي تفكر فيـه ! لهآلدرجـه ملآمحهآ فآضحـه ! وآضحه وصريحـه ومآتعرف آلخبـى !
شتـتت نظرهآ إللي إستقر على كلّ شيّ إلآ عليـه بعدمآ زفرت نفس متوتر ..
هزّ رآسه بـ قلة حيلـه مبتسم وهو يسحب له كرسـي من الطآوله الثآنيه وجلس قدآمهآ .. كآنت هي أعلى منه بسبب جلستهآ على الطآوله وهو قدآمهآ مبآشرة , يتوآجه مع ركبتيهآ المضمومتين قبال وجهه ..

إحتضن سآقيهآ بذرآعيه اللي إلتفوآ حولهم ثم أسند جآنبه الأيسر من وجهه عليهم مطلق تنهيدة مهمومـه: آآآآآآهـ يآميســم آآهـ
خللت أصآبعهآ بشعـره المبلل وتمت تفرك له فروته بمدآعبه خفيفه: سلآمتك من الآهـ ..
....: إنتـي كل آهــآتـي ..
....: أجل لآزم تستآنس أكثر من كذآ
إنتفض صدره بضحكه خفيفه مرجـع رآسه إللي إلتصق بـ قفآه مسند ذقنه للخط الفآصل مآبين سآقيهآ ينآظرهآ من موقعه رآفع لهآ عيونه: مآتدرين إنتي وش سويتي فينـي
فتحت فمهآ موسعه عيونهآ بـ برآءه مفتعله: أنـــــــآآآ !

أخفض بصره لقدميهآ المضمومتين مبتسم , مسكـ رجولهآ من أسفل النعل وبـ إبهآميه تحسس الفيونكـه آلفضيّه بـ جزمتهآ – أكرمكم آلله - : وش هآلفلآتـه الحلوهـ !
إتسعت إبتسآمتهآ بشقآوه: جـدّ حلـوه !
وآئل: كــلّ مآفيـك حلـو – قآلهآ بهدوء وهو يمشي طرف سبآبته اليمنى على الكريستآلآت الصغيره اللآمعـه بـ جآنب بنطلونهآ آلجينز وإنتهآءهآ عند آلركبتين ...
آلملآمسـه السطحيّه ظآهرياً ذآت التأثير آلعميـق دآخلياً , آثرت الصمـت علّه يكون سبب في كبح جموح مشآعرهآ المتأججه ليردف هو بهمـس عذب مبحوح , مُرهـق ..

....: عذبتينـي يآميســم , وآلله عذبتينـي
تحسست شعره بـ رقّه وحنآن هآمسه بـ حُب: وشلون أخفف عنك عذآبآتك !
شدد من ضمته لسآقيهآ مسند جبهته عليهم مجآوبهآ بـ نبره منخفضه مبطنـه بـ كميآت مُرعبـه من العوآطف المختلطـه بـ إحتيــآج عنيـف وتوسـلّ مٌرهـق: لآتبتعديـن عنـي يآميسـم , ولآتفكريـن بهآلشيّ ............ تكفيــن !



/
/
/



أجوآء مشحونـه , عآصفـه , متوترهـ ومرتبكـه ..
حملوهآ على نقآله مسرعين بهآ لغرفـة الإسعآفآت شآدين عليهآ الستآير ومآسرع مآطلعوآ بـ إنتفآضه جمآعيّه لغرفـة العمليآت !

توترهـم مآيوحـي أبدّ بشيّ بسيط أو إن الوضـع مطمئـن .. لحقهم بهروله .. للحين مآيدري إذآ كنه بـ الوآقع أو إنه مجرد حلـم , كآبوس إن صدق آلإحسآس وآلوصف ..
من الدقيقه إللي فتح فيهآ الخط على صرخـة إستجدآء بآكيّه , طآلبته يلحـق علـــى ........ " مآمآ نآهيــد " !

طرآله بـ الأول خدعـه , جرّ رجـل ترجعه عندهآ بعدمآ مرت الرُبع سآعه تقريباً من خروجه وهو في قمة غضبـه المستشيط , إلآ إن شيّ في دآخله رفض هآلفكره ومآتقبلت نفسّه هآلظن .. شلون تغآمر وتدخل شغآلتهآ بآلخط بينـهم ! وشلون الشغآله لهآ هآلقدره العجيبه الهآئله بتمثيل الفزع والجزع بهآلشكل الإحترآفي !

من وصل لهآ وهي على سريرهآ وردي المفرش إللي إنصبغ من تحتهآ ببقعـه حمرآء آخذه في الإتسآع مثيره للفزع والهلع والإرتعآب ..
متعرقه بـ غزآره ولآ كأنهم بـ أوآخر ديسمبر الثلجـي البآرد !
من شآفته مدت ذرآعه الأيمن فآرده كفهآ بترجي يلحـق عليهآ ..
الآمهآ الدآخليه كآنت كفيله بسحق كل قوتهآ .. إنهآ تحرر كلمآتهآ آلمخنوقه أو حتى دمعآتهآ المحبوسـه ..
مآغير أنفآسهآ الهآئجه هي إللي تعلى بسرعه وتهبط بقوّه ..
لفتهآ شغآلتهآ بـ العبآيه ورفعهآ هو على ذرآعيه .. بتجآهل لكل شيّ ولأي شيّ .. السيآره المؤجره إللي تلطخ مقعدهآ الخلفي بنزيف دمهآ الغزير السآيل .. وقبله ثوبه الأبيض إللي تبقّع كآملاً .. أصآبعه يتخللهم قطرآت دمّ لوثت المقود من مسكته له ..

بأقصى سرعه جنونيّه مصفر الطبلون .. بوري السيآره إللي مآرفع يدّه عنه طول طريقه وكنه إسعآف ومشغل إنذآرهآ تنبيهاً لكل السيآرآت من قدآمه تفسح له آلطريق وتزيح !
عيونه كآنت محتده تتنقل بتشتت مآبين الطريق قدآمه وبين المرآيه العلويّه يشوفهآ وقد غآبت عن الوعي رآسهآ مسند على رجل شغآلتهآ إللي تبكي وهي تمسح لهآ عرقهآ الغزير المتسآقطه قطرآته من جبينهآ لكآمل وجههآ !

دقآيق معدوده إللي قطعهآ بـ الطريق وصولاً للمستشفى رآفعهآ على يدينه بخطوآت سريعه مهروله صوب الطوآرئ إللي إستقبلوهآ بـ التروللي مستلمينهآ من بين يديـه ..

بخطوآت مضطربه على غير هدى مآتدل وين طريقهآ إلآ إنه تتبع خطوآتهم السريعه لحد مآختفت عنه بـ أمر وآحد من الممرضين يوقف مكآنه ممنوع دخولـه ..
بنفس العجله والسرعه المضطربه إللي دخلت بهآ غرفة الإسعآفآت طلعت منهآ بسرعه أكبر وبتوتر
أكثر .. يسمعهم يصيحون على بعـض بتجهيز غرفـة العمليآت !
تمت عيونه معلقه بـ الشبآك القزآزي الصغير الدآئري بـ أعلى البآب العريض إللي إختفت من ورآه منفغر فمه بـ ضيآع وتوهآن .. جآمد ثآبت ظآهرياً .. عآصف مضطرب دآخلياً ..

أجفله حركة الشغآله يوم تعلقت بذرآعه وآلدموع بعيونهآ: بآبآ بيسّآم , كلم هـوّا !
نآظرهآ بضيآع غير مستوعب لحد مآعآدت كلآمهآ: بآبآ بيسّآم , كلم بآبآ بيسّآم شوف مآمآ نآهيـد
إنعقدوآ حآجبيه بوجه جآمد .. بآبآ بسّآم ! بسّآم أخوه ! إيه , هذآ هو آلمفروض .. يكلّم بسّآم .. هذي المجهول وضعهآ وقدرهآ هي زوجته هو بـ الأول والأخير .. وهذآ هو آلمنطقـي .. وجود زوجهآ معهآ وهي بهآلوضع أبـدى من وجوده هـو ..

توّ مآرفع يده لوجهه يمسح جبينه المتعرق إلآ ويشوف الكمّ الأيسر لثوبه , من المعصم وعلى طول السآعد وقد تبدل لونه من الأبيض للأحمر القآنـي !
إنخفض بصره لصدر ثوبه بعيون محتده من فجـع مظهـره , وش كل هآلـدم ! من إيش ووش أسبآبـه ! وكأنهآ بآلونه معبأه بلون أحمر وإنفجرت عليـه !

طلّع جوآله من سيآلته بأصآبع مرتجفه طلب رقم أخوه إللي كآن خآرج نطآق التغطيه ! بلآ وعـي ولآ إرآدياً سحب على رقم الإتصآل المختصر وإللي كآن رقم – 1 – بـ إسم أخته , مرآم , أم فيصـل !
هذي هي إللي مآقد خيبت رجآه وأملـه , هذي هي إللي من طلب قآلت لبيـه ..

بعد ثآلث دقـه بـ التمآم وصله صوتهآ آلعذب بـ دلآل: قلـب أختــك !
غصباً عنه وبضعـف , وهنت نبرته ورقّت , طلعت وكأنه بآكـي بعدمآ تجمعت آلدموع بعيونه: مرآم إلحقي علـي .. تعآلي .. تعآلي بسرعه نآهــد .. نآهد مدري شفيهآ طآحت علينآ وكلهآ دمّ .. مآتتكلم ولآتصيـح .. دمّ كثير .. كثيــر .. تعآلي بسرعه تكفيـن أنآ بـ المستشفى التخصصي بطوآرئ العمليآت ..
قفل معهآ الخط فآتح المكآلمه المعلقه بـ إنتظآر وهو يكلّم أخته فآتح عليهآ آلخط بسرعه: ورده مقدر أجيك آليوم .. صآر شيّ ومقدر أجي .. مدري ورده مدري .. نآهد مرت أخوي بـ العمليآت الحين وأنآ بـ المستشفى .. خلآص ورده خلك ببيتك , ســلآم ..
قآلهآ بعصبيّه مرتبك مقفل الخطّ بوجههآ يوم طلبت إسم المستشفى وإنهآ آلحين بتجيـه !

مسح كفوفه بجآنبي ثوبه وعيونه على الشبآك القزآزي المدور بعيون محتده , متوجسّـه ومدمعـه ..
الممر من قدآمه فآضي وشبه مظلـم , مآيشوف شيّ ولآهوب سآمع شيّ ..
وقت قصير مرّ بهآلهدوء آلعصيب لحد مآزدحم آلممر بـ خطوآت كثيره متسآرعه وأصوآت متدآخله ..
كآن أبرزهم صوت أخته إللي صآحت بـ إسمه: أدآآآآآم
لآ إرآدياً إرتمى بـ حضنهآ مثلمآ الطفل الصغير بنبره بآكيه مرتجفه: نآآآهــــد
أبعدته عن حضنهآ مآهيب مصدقه إللي تشوفه وإللي صآر ! هذآ أخوهآ إللي يبكي الحين منهآر كمآ الأطفــآل ! على مرأى ومسمع من الجميــع !
قدآمهآ وقدآم بسّآم .. خطيبته وردهـ وأخوهآ آلمرآهق جآسـر .. أبوّ نآهد وزوجتـه , بنآته الثنتين صيته وريتآج وإبنه الأكبر , سلطـآن ..

إحتضنت وجهه وآلدموع بعيونهآ مذعوره ..
شكلـه لوحده كفيل يصيبهآ أو غيرهآ بـ الهلع والجزع ..
ترآخت يدهآ بآلبطيئ من وجهه لصدره وتمت تتحسس ثوبه بعيون جزعـه متوسعـه وشفتين مرتجفتين: هـذآآ .. هذآ دمّ ! كلّه دمّ !
شده بسّآم من مرفقه الأيمن وشكله مآيختلف عن غيره من الموجوديـن ظآهرياً أو بـ الإحسآس دآخلياً ..
....: وش إللي صآر يـ آدم !
حرك رآسه بـ النفي مطبق فمه بآلقوه بعيون منكسـره إزدآد ضيقهـم وإزذآد إنتفآخ جفنيه من حولهم .. يسأله وش إللي صآر ! هو ببسآطـه مآيدري حقيقي وش إللي صآر !
صدّ عن آدم إللي شكل مآمنه رجآ مميل على أخته إللي ضآمته لصدرهآ تملس بـ حنو على طول ذرآعه الأيسر آلمسدل ملتصق بـ جآنبه ..

هزّ الشغآله بـ القوه من كتوفهآ , مآعآد فيـه , جحظت عيونه صآحبها إحمرآر مُنفِـرّ بشكل مُخيف: وش إللي صــآآآر !! شفيهآ نآآهـــــــد !!
مآردت الشغآله إلآ بهزة رآس سلبيّه وقد إمتلت عيونهآ بـ الدموع , حآلهآ حآل آدم , مآتدري وش إللي صآر !

طآحت أم سلطآن من طولهآ على وآحد من كرآسي الإنتظآر بـ الممرّ وقد إنسدلت عبآيتهآ من على رآسهآ مستقره على كتفيهآ , شددّت من مسكتهآ لـ ركبتيهآ بـ هزّه حآده لـ جسمهآ ريحه وجيّه أقرب للنـدب !
....: آآآآخ يآبنيتــي يآنآآهـد .. مآهوب مقدر لك شيّ آآآآخ

بققت ريتآج عيونهآ بصدمـه من وقع الجمله على أذنهآ بـ لسآن أمهآ وبسرعه وقفت قبآلهآ حآجبه بطولهآ الفآرع منظر أمهآ عن كل إللي إلتفتوآ لهآ بوجه مصدوم مستنكر .. خزتهآ من بين أسنآنهآ بقهر علّهآ توعيهآ على كلآمهآ وإللي تقوله: يومممــــــــــــــه !!!

ارتمت صيته ع الكرسي جمب زوجة أبوهآ وعيونهآ محتده صوب البآب المغلق .. شويّ شويّ وبدت تحسّ بـ حموّ يبتدي من طرف خشمهآ تلآه رغرغه بعيونهآ ..
هبطت دموعهآ وسآل أنفهآ .. إنقبض صدرهآ وإختنقت أنفآسهآ ..
عفطت على عبآيتهآ من وسط صدرهآ بترجـي للطـف ربها , - آلرحيـم , القديـر – " سألتـك يآرب لآتفجعنــي بـ أختـي , لآتفجعنـي بنآهـد يآربـي , لآآآ "

شددت مرآم من مسكتهآ ليد آدم اليمنى بعدمآ تمآلك نفسه وصلب روحه وجسمـه بينمآ إحتضنت ورده ذرآعه الأيسر متعلقه فيـه ..
وقف سلطآن جمب أبوّه إللي مآبطل لسآنه لثآنيـه عن اللهـج بذكر آلله ودعآءه .. بيده سبحته الفضيّه خرزآتهآ يعدهم بـ توتر وإرتبآك أقصآه ..
آلسبحـه إللي طآحت من يده مرتطمـه بـ الأرض البيضآء الرخآميّه , على فتحة البآب آلعريض .. يظهر منهآ طبيـب عريض المنكبين ضخم البنيّـه , بوجه جآمـد وكأنه فآقد الإحسآس والتعبير .. أو إنه إعتآد هآلشيّ وصآر سِمـه ..

الجآلس وقف , والوآقف إقترب ..
حآوطوه كلهّم ولآ أحد قدر يتكلّم .. عيونهم جميعاً محتده , مترقبّه , تستنطقـه الجـوآب ..
قآلهآ بعدمآ مرر عيونه البآرده على الحلقـه البشريّه المحآوطه له ثم أطلق تنهيدة المُحبط قليل الحيله فآقد الأمل: للأســـــــــــــف ..............!


/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل السآدس والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:38 PM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السآبع والعشرون


خطّ أحمـر " مبتور النهآيـه "
جرأه كتآبيـه !

/
/


وقف سلطآن جمب أبوّه إللي مآبطل لسآنه لثآنيـه عن اللهـج بذكر آلله ودعآءه .. بيده سبحته الفضيّه خرزآتهآ يعدهم بـ توتر وإرتبآك أقصآه ..
آلسبحـه إللي طآحت من يده مرتطمـه بـ الأرض البيضآء الرخآميّه , على فتحة البآب آلعريض .. يظهر منهآ طبيـب عريض المنكبين ضخم البنيّـه , بوجه جآمـد وكأنه فآقد الإحسآس والتعبير .. أو إنه إعتآد هآلشيّ وصآر سِمـه ..
الجآلس وقف , والوآقف إقترب ..

حآوطوه كلهّم ولآ أحد قدر يتكلّم .. عيونهم جميعاً محتده , مترقبّه , تستنطقـه الجـوآب ..
قآلهآ بعدمآ مرر عيونه البآرده على الحلقـه البشريّه المحآوطه له ثم أطلق تنهيدة المُحبط قليل الحيله فآقد الأمل: للأســــف ... وضعهآ صعـب , حصل معهآ إنفجآر بـ الرحـم ومضطرين نستأصلـه ومنه نستخرج آلطفـل .. مآندري للحين هو إيش وضعـه بس هآلشيّ مآنقدر نكتشفه إلآ بعدمآ نستأصل رحمهآ ونطلعه منهآ .. آلموضوع لكـم , موآفقيـن ! يقدر المسؤول عنهآ يمضـي بموآفقته على إجرآء العمليـه , لكن رجآءاً بسرعـه

قآل كلمآته المحفوظـه مترآصـه , وكأنه درس ويسمعـه , وقد أجآده ..
وكأن ردّ الفعل جمآعـي موحـد , كلّ العيون محتده كلاً منهم يمرر أنظآره للي على جآنبيـه , أو للمقآبل له إلآ آدم إللي أردف بسرعه والذعر بوجهه: هي بخيـر !! هي سآلمـه !! وش وضعهآ
الدكتور بـ جمود: إنت زوجهـآ ! يآريت توقع لنآ فوراً بـ الموآفقه على العمليّه
بـ لمحه سريعه خآطفه , تعلقت كل الأنظآر لـ آدم آلمرتعب شآحب آلوجـه بعدم فهم وإستيعآب , قرر بسّآم أخيراً التدخل بـ جفآف: أنآ زوجهـآ .. سوو لهآ العمليـه

أشر آلدكتور صوب آلممرضه إللي كآنت ورآه: أجل تفضل معهآ وهي بترشدك للي بتسويّه .. – مرر نظره عليهم جميعاً مردف بطمأنه بآرده – خير إنشآلله , تطمنـوآ
إرتمت أم سلطآن من طولهآ على الكرسي بمسآعدة بنتهآ ريتآج وعيونهآ معلقه بـ السقف: يآرب , يآرب , لطفـك يآخبير , إستئصآل رحـم !! آآآخ عليك يآنآهد يآبنيتـي , جعلك سآلمه إنتي وولدك

مسح أبو سلطآن على وجهه برآحته اليمنى المرتجفه متمتم بـ آيآت من آلذكر علّهآ تهوّن عليـه وقع إللي سمعـه بينمآ وطى سلطآن للأرض رآفع سبحـة أبوه الفضيه وصآر هو يلهج بـ الذكر على تعدآد خرزآتهآ ...
آدم إللي تمآماً خآرت قوآه وإرتمى بطوله الفآرع جمب أم سلطآن وبنتهآ ريتآج بلآ أيّ مرآعآه لكونهم حريم لآيحلون لـه إلآ إن ورده تدآركت هآلشيّ وبسرعه حشرت نفسهآ بينه وبين ريتآج إللي كآنت ملتهيه تتحسس برآحتها اليمنى ظهر أمهآ ريحه وجيّه ....

مرآم إللي تمت عيونهآ معلقـه على زول أخوهآ بسّآم وصيته إللي رآفقوآ الممرضـه لإكمآل إجرآءآت السمآح بـ العمليّه الجرآحيّـه آلغير معروف للحين من نتيجتهآ إلآ إنعدآم الإنجآب تمآماً مره ثآنيـه إن كتب آلله لهآمصآبه بهآلغرفـه آلنجآه وفرصـة آلحيآهـ , هل مع طفلهآ ببدآيـة شهره السآبـع , أو بدونــه !



/
/



عصرية نفس اليوم زخِم الأحدآث من بدآيته ..

رفست برجليهآ موضع دوآسة قدميهآ من تحتهآ بـ إعترآض تمثيلـي: لآآآآآ
إرتفعوآ حآجبيه مبتسم على عبآطة شكلهآ: لآ بـقـــد !
نآظرته مبوزه تستعطفه بملآمحهآ إللي رقت بـ انكسآر كآذب: عُمـر آلله يخليـك خش قـوآ
أوقف السيآره تمماً فآصل محركهآ: لآء مش هخـش قوآ وإنتي هتنزلي حآلن وتخشـي لوحدك
تكتفت مبوزه بعند وإعترآض طفولي: إنت موئفنـي أودآم البيت من برآ وأنآ مش همشـي كل المسآفه دي لوحدي , دآ مشوآر طويل لحد أمآ أوصل للبيت , لآء مليش دعوه بئه هـه

زفر نفس طفشآن متململ: حور بطلـي دلع وإنزلي أنآ بـ العآفيه أخدت إزن سآعتين عشآن بس آقي معآكي المشوآر وربنآ يستر من عمآيلك إللي أنآ مش متطمن ليهآ أبداً دي
نآظرته بـ طرف عيونهآ ثم نآظرت البوآبه الحديديه الضخمـه الخآرجيه , وللقصـر شآهق البنآيه من خلفهآ تقدمـه كميـه مهولـه من النخيـل ظللت على الرؤيـه الوآضحه له من الخآرج: دونت ووري
أطبق فمه بيأس زآفر نفس مسموع بقلة حيله: طول عمرك وإنتي زي أبوكـي , عند ونشوفيّة دمآغ بـ غبآء وفـ الآخر إنتو إللي بتخسـروآ .. يآحور إنتي شوفتي إللي رآئف عملـه فـ أبوكي عشآن فكر بس يلعب بديلـه .. كنتي إنتي الضحيّه ,, شوفي نفسك بئه وإنتي إللي دلوئتي وبنفسك بتلعبي بديلك
إلتفتت له معصبه: فيـن دآ ! فين الغلط إللي أنآ عملتـه !

طير عيونه بـ إستخفآف مردف بنبره ثآبته وآثقه: وإنتي فكرآني مش عآرف إنتي بتفكري فـ إيه ! إنتي بنفسك إللي رفضتي تئدمي فيه شكوى وترفعي عليه أضيّـه .. دلوئتـي إتئآسمتـي معآه نصيبـه .. شآركتيه فـ ملكه إللي إتنآزلك فيه عن ربعـه وروحتي سقلتيـه فـ الشهر العقآري , كل شيئ قآنوني .. ممكن أفهم إيه إللي غير تفكيرك ميه وتمآنين درقـه كدآ إلآ إذآ كآن فيه حآقه مش مزبوطـه فـ دمآغك الغبي دآ إللي هيوديكي فـ دآهيـه !

حور: ............
أخفض من نبرته حتى مآيبين إنه قآسي عليهآ ولعلّهآ تفهم عليه وتستوعب كلآمه: حور إنتي أختي و فـ نفس الوئـت إنتي مرآتـه , يعني لو غلطتـي غلطه وحده فـ حئـه محدش هيئدر يئولـه تلت التلآته كآم لو هيدبحـك , محدش يئـدر يلومـه .. فهمتـي ! إعئلـي الكلآم دآ فـ دمآغك وإوزنيـه ...
سفهته لآويه فمهآ بـ انزعآج تنآظر بـ البوآبه على يمينهآ: مش هتيقـي معآيآ قـوآ !
أطبق شفتيـه بقلـة حيلـه , هذي هي أخته أم رآس حجـر , شبيهـة أبوهـ كآمل بـ كآمـل أوصآفـه ...

....: لآ إنزلي إنتي يلآ عشآن عندي دوآم فـ العيـآده ..
توهآ بترد عليـه إلآ وقآطعهآ بسرعه وكأنه دوبه وتذكر شيّ: حـور ......
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ من لهفتـه الغريبه بينما أظلمت هو عيونه في محآوله للتذكر سآئلـها بـ شك وإرتيآب: هيّآ دآريـن دي ليهآ أخت توأم ؟
لوهلـه إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم موصله طرفي سبآبتيهآ ببعضهم هآمسه بشيّ من الغرآبه وكأنهآ تحآول تربط إللي ببآلهآ بحركة سبآبتيهآ: دآريـن ......... مرآت رآئـف !

أومأ رآسه إيجآباً تأكيداً قصده لنفس الشخـص , دآرين مآغيرهآ , زوجـة رآئـف .. ضُرتهآ ...
مطت شفتهآ السفلى بلآ مبآلآه: أيوآ ليهآ أخت توأم .. تغريـد
شهق نفس هآدي إنفرج معه شفتيـه وعيونه صوب الأسفلت الأسود النقـيّ قدآمه وكأنه للتوّ مرمم ومعبـد بينمآ أعقدت هي حآجبيهآ مستفهمه: وإنت عرفت إزآي ! وبتسأل ليـه !

إرتفعوآ حآجبيه منزلهم بسرعه بحركه بديهيّه: مفيش , دآ من كآم يوم كدآ لمحتهآ كآنت خآرقه من عيآده نسآئيـه وشكلهآ تعبآن أوي ومكنتـش مغطيّه وشهـآ ..
توسعت عيونهآ فآغره فمهآ بتفآجئ: لآآآ دآرين بتتغطـى , هي تئـدر !! دآ كآن رآئف موتهآ .. تغريد هيّآ إللي محقبـه بس من غير غطآ .. طيب فيهآ إيه دي لمآ شوفتهآ فـ عيآده يمكن تعبآنه عآدي !

إرتفعوآ حآجبيه صآد عنهآ بلآ مبآلآه: لآ مفيش أنآ بس في الأول بحسبهآ دآرين عشآن كدآ سألت صيتـه , دي كآنت ممرضه أخدت تدريب الإمتيآز بتآعهآ عندي في المستشفى وشغآله دلوئتـي فـ العيآده , آلت لي إن إسمهآ تغريد محصـن تقريباً وكآنت عندهـم لأن حملهآ سقـط فـ شهوره الأولى .. بس أي معلومآت تآنيه معرفتهآش لأن مينفعـش
قوست شفتيهآ لتحت بـ تفكير: آممم ممكـن , مآتغريد أصلاً متقـوزه
نآظر بسآعة معصمه: طيب يلآ انزلي إتأخرت على الشغـل

لوت فمهآ بـ استيآء: وإنت وآخد الإزن بس عشآن تيقي معآيآ الشهر العقآري ! مآتنزل معآيآ نتكلم شويّآ , مفيش حدّ فـ البيت خآلص ..
إتسعت عيونه مطبق فمه بغيظ مكبوت: يعني كمآن البيت مفيهوش رقآله وعآوزآني أدخل , أدخل أعمل إيه !!
هزت كتفهآ مآطه شفتيهآ بمعنـى ( بكيفـك ) .. شآلت شنطتهآ الكروس , جلديّه سودآء وحمآلآتهآ طويلـه من الجنزير الذهبي توصل لـ أول فخذهآ من عظم آلحوض .. قفلت البآب مأشره له بيدهآ من ورآ القزآز الشفآف تودعـه وبـ المقابل ردّ لهآ هو الحركه بيده مبتسـم بالوقت اللي زفرت فيه نفس متعب وهي تقفي عنه دآخله من البوآبه الضخمـه آلموآربـه ... ضيقت عيونهآ وكأنهآ تبي تجيب آخر مرأى عينهآ وهو بآب المدخل الرئيسي الثآني , إلآ إنهآ للأسـف مآتشوفــه بسبب مسآفة الكيلومترآت الفسيحـه قدآمهآ ..

أرخت كتوفهآ بـ عجز بتجعيدة ضيق وبوآدر بكآ تمثيلي: آآآآه لسآ همشي كل دآ .. لآزم يعملوآ موآصلآت دآخليـه هنآ .. اوووففف

قطعت طريقهآ بعد عنآء رآفعه نقآبهآ عن وجههآ بمجرد دخولهآ من البوآبه الحديديه بخلفيه فايبر اشبه بالقزاز الشفاف الخشن مستقبلتهآ وحده من سرب الشغآلآت بزيهم الرسمـي ..
أشرت لهآ الشغآله تبي تستلم منهآ عبآيتهآ إلآ إنهآ حركت يمنآهآ بـ الهوآء موليتهآ ظهرهآ بمعنى مآلـه دآعـي وبضغطـة زرّ صعـد بهآ الأسنسير للدور الأخير من القصـر السآكـن ...

رجآل العآيله نآدراً مآتلمح أحد فيهـم .. طلآل إللي تقريباً ملآمح وجهه غير مألوفه لهآ , وإن شآفته صدفه بتضيعه ولا تدري إنه هو نفسه أخو زوجهآ , وزوج مرآم .. أحمد كذلك مآقد حصل بينآتهم أي إحتكآك مباشر بخلآف سيرته إللي مآتمل شروق زوجته من ذكرهآ بمجآلسهـم , وكأنه أحمد زوجهآ هو محور الكـون , الرجل الوحيد واأوحد على وجه المجـره ..! يجي رآئف إللي بملكوت ثآنـي .. ذآ آلشغل إللي مآكل له رآسـه وكأنه بروحه إللي يشتغل , أوقآت تسأل نفسهآ وينه طلآل من القصّـه ! ذآ وهو الكبير .. إشمعنى رآئـف ! أمآ رآمز فتقريباً هو ملـح هآلعآيلـه , شخصيته مرحـه و مريـحه , جلستـه خفيفـه لطيفـه , مآتحسّ أبدّ بكلآفـه إذآ تكلمت معـه وهذآ من النوآدر إللي تحسب .. إلآ انه يظل الوحيد إللي من حين للثآني تقدر تلمحـه ...

خآلتهآ إللي دوم بـ أشغآلهآ من جمعيه خيريه للثآنيـه , أو شئون المرأه الخاصه بـ الدفآع عنها أو المطآلبه بحقوقهآ ... مرآم وشروق دآيم مع بعـض ,, ضُرتهآ إللي مآيندري عن هوآ أرضهآ .. تتخيل ببآلهآ إن جنآحهآ مثل آلمسلسل الكرتونـي – مختبر ديكستر – شيّ خفـيّ مآحد يدري عنه , طول وقتهآ وهي فيـه تفكر , تخطط , وتدبر المؤآمرآت .. مآكآن لهآ إلآ نسمـه إللي تركت البيت خآلي من بعد زوآجهآ , مآبقى إلآ صغير العآيلـه آلمريـض .. سيـف المنعزل بجنآحه إثر إصآبته بـ مرض عُضآل !

إرتمت على سريرهآ نآيمه بآلعرض على بطنهآ بعدمآ فصخت عبآيتهآ رآميتهآ ع الأرض بـ إهمآل ..
بوتهـآ – بـ الكرآمه – تآيقـر يوصل طوله لـ أسفل الركبـه بكعب طويل رفيـع وسحآب ذهبي على طول إمتدآده .. فرده منه على عتبة بآب غرفة آلنوم .. والثآني بعده بمسآفه .. بعدهم طرحتهآ والنقآب .. ثم شنطتهآ إللي بـ الأرض جمب الكومدينـه ومعهآ عبآيتهآ ...

نآيمه على بطنهآ مفرقه مآبين سآقيهآ أقصآهـم , فآرده ذرآعيهآ أقصآهم , وكأنهآ جثـه طآفيه فوق سطـح البحـر ...
بملآبسهآ إللي كآنت متأنقه فيهآ ولأسبآب مجهولـه ! يمكن فرحتهآ بـ إقترآب إكتمآل إنتصآرهآ بهآليوم وهو خروجهآ للشهر العقآري مع عُمر لـ تسجيل العقد الإبتدآئي إللي فيه تنآزل رآئف عن ربع ملكـيته مُسجـل بـ إسمهـآ !
بلوزه صوفيّه طويله والمسمّآه Vest سوداء آللون بـ أكمآم , قصّة سآبرينآ عريضـه بيآقه مقلوبـه بنقشـة التآيقـر كآشفه عن صفآء عنقهآ الأبيـض , ضيق على جسمهآ وصولاً لركبتيهآ .. من تحته شرآب استرتش أسودّ , خفيف وشفآف ...

على وضعهآ السآكن وكأنها قد غفـت لحد مآحست بثقـل كتلـه طريـه مبلله إرتمت بآلقوه فوق رآسهآ ..
من فورهآ تعدلت وآقفه على ركبتيهآ يدهآ اليمنى لرآسهآ تبعد هآلشيّ الغريب عنهآ وليتهآ جد مآ أبعدتـه .. توسعت عيونهآ لآخرهـم بلمحه خآطفـه من شآفت ذآك الجسـم آلطويـل قدآمهآ شبـه عآري ... مكشوف الصدر تمآماً , بـ رغم ضعف بنيتـه إلآ إن تقآسيم عضلآت بطنـه الـ ثمآنيه بآرزه ووآضحـه بشكل مكعبآت مترآصـه .. قطرآت من المويه تتخللهـم سقوطاً من شعره الأسـود المبلل لـ رقبتـه , منتصف صدره ثم تجسيم عضلآت بطنـه .. مآيغطيه إلآ فوطـه بيضآء إلتفت حول خصره سآتره مآتحتهآ وصولاً لركبتيـه .. والثآنيه إللي إرتمت على رآسهآ الظآهر إنهآ المنشفه الصغيره إللي كآن يجفف فيهآ شعره !

بلآ وعي صآحات مثل المجنونـه مرفسـه برجولهآ زحفاً على السرير لحد مآلتصق ظهرهآ بظهـره فآرده ذرآعهآ الأيمن بآسطـه كفّـها مفرقـه الأصآبع وكأنهآ تصد عن نفسها بدفاع مآنعته يقرب , وجه أبيض رمآدي , بآهت شآهـب , جـزع , مرتعـب ومذعور: يخرب بيتــك ,, يخــرب بيتــك , لآآآآء لآآآء إوعـى تئـرب .. إوعى تئـرب
قآلتهآ بصرآخ مرتعب حآد وهي بآقي ترفس الهوآء برجولهآ مغطيّه وجههآ بـ المنشفه الصغيره المبلله وبيدهآ اليمنى تتحسس مآحولهآ بـ عدم تركيز وتشتت تدور على شيّ معيـن وإللي مآكآن بـ النهآيه إلآ اللحـآف إللي شدته بقوّه مغطيـه كآمـل جسمهآ .. متلحفـه بـ قوّه وإحكآم !

للحظآت وآقف مكآنه كمآ لوح آلثلـج , للحين مآيدري وش إللي صآر بـ الضبـط ! هآلمنظر إللي شآفهآ فيه إمآ إنهآ ملبوسـه أو إنهآ بحآلـة صـرع !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستنكآر حآد وشديد يخطـي خطوآته المتبآطئه المتردده تجآههآ لحد مآجلس على طرف السرير ومن إنخفآض مستوى المرتبـه من نآحيتهآ ردت منتفضه عن مكانها نافضه اللحآف بسرعه مبتعده عنه بنفس الإرتعآب آلشديد وآلغير مبرره أسبآبـه , رآفعه سبآبتهآ مصلبتهآ لوجهه بعيون موسعه أقصآهآ ملقيـه تحذيرهآ حآد آللهجـه: أوعك تئـرب منـي , أوعك تلمسنـي .. فآهـم !!

أطبق فمه بآلقوه للحد إللي معه تقوس لأسفـل بعدم فهم ولآ إستيعآب , همس وآلذهول بآقي بملآمحه: شفيـك إنتي جنيتـي !
زحفت وهي جآلسه على السرير لحد مآبتعدت عنه موصله للطرف الثآني من السرير .. نزلت من عليـه ملصقـه ظهرهآ بـ الدولآب من ورآهآ بينمآ وقف هو وبآقي الإستفهآم بوجهه المستنكـر آلمستغرب: علآمـك يآبنــت !
ثبتت عيونهآ المحتده بنظرآت ثآقبه على صدره العآري: إنت آلـع هدومك ليـه !
ألصق ذقنه لصدره ينآظر جسمه من تحت ثم نآظرهآ مآط شفته السفلى بعدم فهم لمغزى سؤآلها: كنت أتسبـح وتوني طآلـع

أسندت يديهآ للدولآب من ورآهآ والرعب مآفآرق قسمآت وجههآ لثآنيه وحده: وإنت قآي دلوئتـي ليـه ؟ ليه مش في الشغـل ؟
رفع كتوفه مقوس فمـه ببديهيّه: عآدي , خلصت بدري ورديـت ! وش هآلأسئلـه !!
أشرت له بيدهآ بحركه مشتته وهي تدور عيونهآ اللي استقرت على كل شيّ من حولهآ إلآ هـو: طيب , طيب إلبـس .. إلــبـ ... إلبـس هدوو .. هدومــك

قآلتهآ ببلعـة ريق وآضحـه تنآظره بـ إرتيآب وترقب بينمآ هو إللي ضآقت عينه اليسرى لثآنيه ثم تفتحت وشبح إبتسآمه حسيـه قد إنرسم بوجهه , وكأنه آلحين يستوعب سبب ذعرهآ وجزعهآ !
" يآلبى قلبك يآقمـري , على بآلك قصدي إللي طرآلك !! "
بلل شفتيـه وإبتسآمه مآكره تعلو زآوية فمه اليمنى , هآلشيّ أبدّ مآكآن ببآله إلآ إن شكلهآ المرتعـب أثآره لحـد الإنفجـآر !

إقترب منهآ بخطوآت بطيئـه , عيونهآ على موقـع قدميـه إللي تحسهم يزلزلوآ الأرض من تحته , وكأنه عملآق وبخطوآته تتصدع الأرض من تحته .. لآ إرآدياً نطـت فوق السرير وآقفه عليه مفرقه مآبين رجليّهآ لأجل تثبـت بينمآ إحتل هو مكآنهآ الأول وآقف وظهره للدولآب ..
ردت رآفعه سبآبتهآ بوجهه إلآ إنهآ هآلمره كآنت مرتجفـه ووآضح إرتعآشهآ: وآللهي العظيـم لآ أصوّت وألم عليك كل النآس يآرآئـف , فآهـم !

إنشد صدره بضحكـه مآقدر يقآومهآ مغمض عيونه بآلقوّه .. فتحهـم رآمقهآ بنظره شيطآنيه خبيثه: وإنتي من بيلحـق عليك إذآ صآرختـي ! وليش بـ الأسآس تصآرخيـن ؟
بسط رآحته اليمنى فوق صدره يستعطفهآ بـ حنان ورقه – هآمس ببحّـه رقيقه عذبـه - : حـــووور
هزت سبآبتهآ المشنجه بـ الهوآء: إنت وآحد سآفل وأليـل الأدب ومـبتتكسفـش .. – خبت وجههآ بكفيهآ بـ إدعآء لصيآح وبكآ طفولي – ءآآآآآآآ يخرب بيتك يآرآئف

بحركه مبآغته سحبهآ من كلآ معصميهآ وهي مخبيه وجههآ , آلحركه إللي بسببهآ مآلت بكآمل ثقل جسمهآ عليه مرتميه بصدره وبدوره هو كتفهآ بذرآعيه إللي حآوطوهآ بقوّه هآمس بـ لعآنه: يخرب بيتك إنتي يآحـور
نآظرته بعيون ممتلئـه دموع , طلعت نبرتهآ مبحوحه مسحوبه مآختفى منهآ عمق الخوف والفزع: آلله يخليك يآرآئف , آلله يخليك , أوعى تغصبنـي

ضم شفتيه مآطهم لقدآم بوشوشه شبه مسموعه: آششششش , ليش كذآ خآيفه ؟ مآرح أئذيـك وآلله , إهـدي
حركت رآسهآ بـ النفي إعترآضاً وعيونهآ تتوسله وتترجآه ليهمس لهآ بهدوء مطمئنهآ: وآلله مآرح تحسين بشيّ , بس إنتي إهـدي وإسترخـي
تقوس فمهآ أقصآه للأسفل بذقن مكرمش وعيون مدمعه مصوبه لعيونه نظرآت طفوليه بريئـه جآبت آخـر ماعنده: مــشششش ... عآآآوزهــ

....: ليش مش عآوزه ؟
ألصقت جبينهآ بين مفترق عظمتي الترقوه بصدره هآمسه: أنآ مكسوفـه أوي يآرآئــف
دفس خشمه بشعرهآ إبتغآءاً ملآمسه بشرتهآ النآعمه لخدهآ الأيسر بهمس عذب سآحر وآسر: يآقلـب رآئـف لآتستحيـن , وآلله مآرح أحسسك بشيّ , مآيمديك حتى تستحين إلآ وإحنآ منتهيـن .. هآه !
هزت رآسهآ نفياً وبآقي جبينهآ ملصق لصدره بينمآ سحب هو نفس عميق هآدي من قسوة عنآدهآ , هآلبنت شلون يتفآهم معهآ ! لآ بالقوّه والغصـب ترضـى ولآ بـ الهدوء والرقّـه ترضـى !

شدد من إحتضآنه لهآ بنبره مبحوحه غلفهآ كمّ مهول من العآطفـه وآلنشـوه: متى عآد يآحـور , حرآم عليك وآلله
رفعت رآسهآ له تنآظره وآلخوف متملك عيونهآ متحكم بملآمحهآ: هو إحنآ لآزم نعمـل دآ ! مينفعـش نعيش مع بعض كدآ وخلآص ؟

غصباً عنه إنشدت شفتيه بـ إبتسآمه , عبآطتهآ وكميّة البرآءه إللي فيهآ تعذبـه , دآعب أرنبة أنفهآ اللوزيّه بطرف خشمه الطويل الحآد هآمس بخفوت: لآ مآيصيـر , لآزم شويّ كذآ وشويّ كذآ
أخفضت بصرهآ لـ تفآحة آدم البآرزه ببلعومه هآمسه وآلخجـل يتقطـر من وجههآ: بس أنآ مش قآهزه نفسياً للحآقه دي دلوئتـي , ولآ مستعده .. – نآظرته تستعطفه بوجههآ البريئ - : سيبني شويه آلله يخليك

....: لحـد متـى ! أبي موعـد !
طيرت عيونهآ يسآراً بتفكير مآستغرقت فيه كثير وهآلشيّ إللي رح تندم عليه بعديـن , لأول مره يخونهآ تفكيرهآ ويوصلهآ لنقطـه قريبه أبعد من المدى آلمطلـوب: يوم عيدميلآدك – إتسع فمهآ بـ إبتسآمه شقيّه مشآغبه ومشآكسه - : إعتبرهآ هديتـك , هآآ هديـه حلوه ؟

دنق رآسه عليهآ يتحسس بطرف خشمه رسم فكهآ السفلي وصولاً لآخر شحمة أذنهآ اليسرى بـ همس دآفي: أحلـى هديّـه
بـ دفآشه حررت ذرآعيها من تكتيفة يديه دآفته بهدوء من صدره تبعده عنهآ: طب يلآ إلبس هدومـك عشآن شكلك كدآ مش كويس
ردت الإبتسآمه وشقت وجهه الجآمد حآد الملآمح: ليش مش كويس ؟

دورت عيونهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ وإحرآج صريح مرسوم بوجههآ: عشآن .... عششـ .. عشــآآن
إستنطقهآ بهمس حاثهآ تكمل كلآمهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه: عشـــــــآآن ......!!!!
ردت وبلعت ريقهآ وعيونهآ تمرر بتفحـص على كآمل جسده إبتدآءاً من صدره العآري نزولاً لأسفلـه ومآسرع مآصدت وجههآ عنه بحده راكضه للجهه المقآبله من السرير وكأن المسآفه القصيره هذي كآنت كفيلـه تحسسهآ بـ الأمآن التآم لترد وترجع لهآ طولة اللسآن مضيقه عيونهآ بـ حقد: عشآن كدآ عيـب , وإلـت أدب ...

إرتفعوآ حآجبيه بتعبير ( وآلله ! ) الإستنكآري .. مآ طوّل لأنه تمدد على السرير يديه الثنتين مطبقه تحت رآسه ثآني سآقه اليمنى وإللي بثنيتهآ إنفرج معهآ شقي آلفوطـه البيضآء كآشفه عن وركـه كآملاً لتصيح هي ويدهآ اليمنى على عيونهآ: يآنهآآر إسوود .. يخربيـك ..... يآ أليـل الأدب , يآسآفـل , يآمنحـط
....: ههههه وبعدين مع طولة اللسآن هذي ؟

بآقي يدهآ على عيونهآ مخبيتهآ آمرته بـ حده وجفآء: إحترم نفسك يآرآئــف وأوم ألبس هدومك
مط شفته السفلى بـ إبتسآمه لعينه مستمتعه: جيبي لي إنتي الملآبس ..
بـ شغب فرقت مآبين أصآبعهآ إللي على وجههآ كآشفه لهآ عن وضعه إللي مآتبدل , هآلآدمـي أبدّ مآفيه ذرة خجـل أو حيآء .. ردت وألصقت بـ قوّه أصآبعهآ ببعضهـم عآضه على شفتهآ السفلى بـ قهر من تفكيره المنحـرف , مآقآل كلمتـه هذي إلآ والبلا من ورآهآ , شلون هي بنفسهآ تجيب له الملآبس وهو ممدد جهـة الدولآب !
ضربت الأرض برجلهآ بـ حركة إعترآض موليته ظهرهآ صوب بآب الغرفه: هآت هدومك بنفسك ..

تعلقت عيونه عليهآ بـ إبتسآمه مطبقه لحد مآختفت تمآماً ومن بعدهآ مآسمـع إلآ تصفيقـة بآب الحمّآم بـ القوّه ...
بسرعه قآم من على السرير متوجه للصآله مسند جبينه لبآب الحمآم – بـ الكرآمه - : يعني مآرح تجيبين لي الملآبس !
جآه صوتهآ صآرخ , حآد ومزمجـر: مش قيبآلـك زفـت هدوم , هآتهم بنفسـك
....: ترآ بروح لـ دآرين وهي بتسوي كل إللي أبيـه
كشرت بـ إشمئزآز مطلقه صرختهآ الغآضبه بضربة رجل قويّه للأرض مكوره قبضتيهآ بـ غضب: بــلآ فـ شكلــك إنــت وهيّــآ

طيرت عيونهآ بحده للمبـة الحمّآم وتوّهآ تستوعب إللي قآلتـه ...... سبّـة " نسمـه " الرسميّـه !
جآهآ صوته بآرد مبتعـد: بكيفـك أجـل
من قآل قلمتـه إلآ وتوسعت عيونهآ وبسرعه فتحت البآب .. بلمحه خآطفه إنتقلت عيونهآ من بآب غرفة النوم لبآب الجنآح ومآسرع مآمتلآ وجههآ كلّه بصدمـه عدم تصديق وإستيعآب ! هذآ من جده رآيح لـ دآرين ..!!
المشكلـه عندهآ مآكآنت بـ روحتـه لـ دآرين أو حتى روحته لجهنم أكثر مآكآنت شلون بـ الأسآس يروح لهآ بهآلشكـل !!!

جرت للبآب مطلعه كآمل جسمهآ تشوفه من ظهره شآق طريقه بـ الممر لحد مآختفى يميناً بـ الممر الأوسـط المؤدي بنهآيته لجنآحـه الثآنـي !

حطت يدهآ على فمهآ كاتمه صدمتهآ مبرقه عيونهآ " يخرب بيتك , دآ إنت مبتتكسـفش خآلص ولآ عندك نوئطـة دمّ ! يآنهآآر إسسسسسـود .. يآلهـوي ههههههه "

مآتدري ليش ضحكت إلآ إنهآ هوّت بيمنآهآ على وجههآ تبرده وهي تحسّ بكمية حرآره متأججه من دآخلهآ إتقدت من صدرهآ وإشتعلت من وجههآ !

بـ الجنآح المجآور دخلـه وعيونه تدور بـ المكآن .. لفحـة بردّ سرت بـ جسده المكشوف مدته بـ قشعريره سرت على طول عموده الفقـري .. أي شخص عآقل إللي يطلـع توّه من حمّآمه يتسآير بـ الأرجآء شبـه عآري بـهآلأجوآء الديسمبريّه !

....: دآريـــــــــــن !
من وقـع إسمـه بصـوته الحاد الجآف رفعـت رآسهآ إللي كآن مسند من وسط جبينهآ على ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ محآوطه سآقيهآ بذرآعيهآ مكتفتهـم ...
نآظرت الفرآغ من قدآمهآ بصوره ضبآبيّـه , البخآر مآلي أرجآء الحمّآم – بـ الكرآمه - , معتم المرآيآت والجدرآن البورسيلينـه بـ ألوآنهآ المتدآخلـه , بلآطآت من البورسليـن السآده بـ تدرجآت البرتقآلي والعسلـي , وغيرهآ منقوش برسمآت أورآق شجر خريفيّه صفرآء وخضرآء .. آلذوق إللي مآيدل إلآ على شخصيّه هآدئـه , دآفئـه متصآلـحه دآخلياً .... نفسياً .... فـ الأكيد إنهآ ميسـم .. لولآ الأقدآر إللي وهبتهآ هي هآلمكآن مو أختهآ ميسم , أو بنت عمّهآ ميسـم مثلمآ يظـن الجميـع !


آثرت الصمت عن الجوآب رآده رآسهآ من منتصف جبينهآ مسند لمآ بين ركبتيهآ .. لحظآت إللي إنقطـع فيهآ صوته تلآهآ فتحـة بآب سريعـه فُجآئيـه مباغته , على إثرهآ تيآر هوآئي كـدر صفـو جوّهآ الدآفـئ بـ حمآم البخآر آلمريـح وآلمرخـي لأدق عصب مشدود بجسدهآ ...

....: ليش مآتردين ؟
رفعت رآسهآ تنآظره إلآ إن الجمود كآن محفور بملآمحهآ , مآ أثآرت هيئتـه أي إندهآش أو غرآبه دآخلهآ لتجآوبه ببرود: مآسمعــت !
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من ردهآ البآرد وفعلهآ اللآمبآلـي , مآنرسم بوجههآ أي ملمـح يدلّ على أي إحسآس ...
تفآجئ مثلاً بدخلته المفآجئه عليهآ وهي بهآلوضـع ! أو إستغرآب من وجوده آلحين بآلأسآس ! أو إستنكآر من مثولـه قدآمهآ بآلشكل إللي هو عليـه !

أقفل البآب بهدوء مقبل صوبهآ , وبثبآت جلس على حآفة البآنيـو كبير الحجـم , مثلـث الشكـل , مشمشـيّ آللـون ..
مرر عيونه الصقريه الثاقبه على كآملهـآ , إبتدآءاً من شعرهآ الثلجـي إللي جآمعته كله رآفعته بشكل كعكـه دونآت مدورّه بـ مطآط إلآ من خصـل مبلله متدليـه من مقفآهآ ... عآريـه تمآماً مآيسترهآ إلآ رغـوة الصآبون بريحـة اللآفنـدر آلزكيّه ... بشرتهآ بيضآء صآفيـه نآعمـه , لآمعـه من تأثير المويـه آلمبلله لـ كتفيهآ على إمتدآد طول ذرآعيهآ آلمحتضنين لسآقيهآ إللي مآيظهر منهم إلآ ركبتيهآ المضمومتين ...

سألهآ بـ إهتمآم بآدي: تعبآنــه !
نآظرته ببرود مشدده من ضمتهآ لـ سآقيهآ وكأنهآ ترتجي آلدفـى من برودة الوحشّه وآلوحـده والألـم .. وجههآ صآفـي تمآماً خآلي من أي لمسـه تجميلـه , إلآ إنهآ بعدهآ بكآمل فتنتهآ إلآ من ذبول عيونهآ الغآئره المحآطه بهآله دآكنـه ...
نآظرت بـ الفقآعآت الطآفيه على سطح المويه هآمسه بخفوت بآرد , لآمبآلي: بخيـر آلحمدلله

مآيدري ليش هآلإحسآس آلموحش إللي إنتآبـه وتملكـه .. كلّ شيّ فيهآ مختلـف , يشوف فيهآ جـرح غميـق وإنكسـآر ..
إبتلع ريقه بهدوء وعيونه على الرغـوه البيضآء الطآفيه: وش أخبـآر الحمـل ؟
إرتفعت عيونهآ المرهقه له , لحظآت في سكون قبل مآتميل شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه حزينه مشدوده مجآوبته بـ هدوء مريب عآتي وهي تسند جمب وجههآ الأيمن على ركبتيهآ: حمــل كـــآذب

إنعقدوآ حآجبيه لوهلـه بعيون متفحصـه ثآقبه ومترقبه أدق تعبير أو ملمـح علّه لآ إرآدياً ينرسم بوجههآ الميت: شلـون كآذب !
إرتفعوآ حآجبيهآ له رآده بنفس الهدوء آلغريب: أعرآضه كآنت أعرآض حمـل , إلآ إنه مو حمـل .. سويت إختبآر ومآطلع معي شيّ ...

أطبق فمـه بعدمآ بلل شفتيـه هآز رآسه إيجآباً بتفهم لكلآمهآ وإستيعآبه كآملاً .. مآطوّل في سكوته لأنه أرخى يده اليسرى منزلهآ بـ المويـه الدآفئـه , من هآلمسـه الطفيفـه إلآ وسرت الرآحه بـ كآمل جسمـه إلل حسّه تخدر وارتخى ..
مرر أصآبعه بهدوء في المويـه محرك الرغـوه من تجمعهآ كآشف عن صفآء آلمويّه إللي أظهرت له بعضاً من بآقي فتنـة جسدهآ ... – همس لهآ بـ نبره رقيقـه , لعـوب , هآدئـه - : وش رآيك نحآول مرّه ثآنيـه ! علّـه يطلـع هآلمره حمـل صآدق !




/
/
/
/

يوم آلخميـس , بـ التمآم والكمآل لـ مرور إسبوع ..

بـ ممرآت المستشفـى بـ القسم النسآئي الخآص بـ وقت الزيآرهـ ..
تشبثت بذرآعه كمآ آلطفـل , شقت إبتسآمتهآ آلعريضه كآمل وجههآ , خفيّه تحت نقآبهآ إللي مآ أخفى آلإنبسآط والفرحـه بعيونهآ بينمآ قآبلهآ هو بـ جفآء آمرهآ بحزم: خلآص وردهـ فكينـي

بوزت بـ تكشيره طفوليه مسدده له بعيونهآ الحآده نظرآت لوم إعترآضاً ليوقف هو بـ الممر هآمس لهآ من بين أسنآنه بـ تشديد وكأنه يفهم طفل: وردهـ إسمعـي .. هذي الحركآت بينآتنآ لوحدنآ ومآحب أحد من هلـي يشوفنآ كذآ , يعني لآ تلتصقين فيني ولآ تتعلقين بذرآعي أو حتى تمسكين يدي قدآمهم .. فهمتـي !!
ضيقت عيونهآ بلؤم نآكزته من كوعهآ بـ جمبه: أهــآآآآ تستحـي !

طير عيونه بـ طفش مطبق فمه بينمآ ضحكت هـي ويدهآ فوق نقآبهآ موقع فمهآ تمنع صوتهآ وإلآ آلحين بينحرهآ إن طلع لهآ صـوت وسمعه غيره ..
بلعت ريقهآ وبآقي الضحكه بوجههآ تنآظر كتوفـه وهو يتخطآهآ سآبقهآ ,, إرتفعوآ حآجبيهآ وتوّهآ تستوعب لحقته بسرعه لحد مآوآزته بخطوآته في صمت لحد مآوقفوآ ثنينآتهم قبآل بآب آلغرفه المسكره وأصوآت مختلطـه عآليه صآدره من دآخلهآ .. توه بتمتد يده ويطـق البآب إلآ وإستوقفـه صوت رفيـع حآد: لحظــــآآآآهـ

إلتفتوآ ثنينآتهم لمصدر آلصوت بـ إستغرآب قآبلتهم هي بـ إبتسآمه ويدهآ على صدرهآ في محآوله منهآ تلتقط أنفآسهآ اللآهثـه: أشششوى لحقت عليكم
قطب حآجبيه سآئلهآ بـ تفآجئ: مـرآم !
أقبلت صوب ورده تسلم عليهآ حآبتهآ من خديهآ: وردووش يآقلبي شلونك !
....: آلحمدلله بخيـر , شخبآرك إنتي !

جآوبتهآ مسرعه: بنعمه آلحمدلله .. وين كنآ ووين صرنآ – نقلت عيونهآ لـ آدم موجهه له الكلآم – من تحت وأنآ شآيفتكم ومآبي أصيح عليكم يطلع صوتي عند الرجآل قمت آلحقكم تعيجزت , علآمكم إنتم مسرعين !
أطبق فمه بغيظ: تبينآ نتمخطـر يعنـي بـ المشيّه ولآ شلون !
إستغربت رده الجآف رآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر صوب ورده إللي بالمقابل رفعت لهآ كتوفهآ مآطه شفتيهآ من تحت نقآبهآ بمعنى إنهآ مآتدري .. وبقلبهآ هي فعلاً مآتدري ومو هذي أول مره , تقريباً من إسبوع وهو حآلـه غير , عصبـي , وعلى شعـره يـجن جنونه ويثآر ولـ أسبآب غير مبرره , غير معروفـه وغير مفهومـه !

طق آدم البآب بحدهـ وبثوآني جآه الرد بـ فتحة البآب الصغيره على وجـه أخو نآهد المرآهق وآلمسمى ركآن إللي قآبله بـ إبتسآمه خفيفـه آمر من ورآهـ للحريم بـ أخذ آلحيطـه لدخول آدم ..
بسرعه وبدون تردد من أياً منهم رفعت أم سلطآن وريتآج برآقعهم لوجيههم ونزلت صيته نقآبهآ من على رآسهآ لوجههآ .. بينمآ نآهد إللي تعدلت بمجآهدة نفس من جلستهآ مسنده ظهرهآ برآحه للمخده الطريّه من ورآهآ رآبطه برقعهآ مغطيه وجههآ ..

بهدوء دخلوآ ثلآثتهـم .. إثنين بحجآب كآمل تمآماً سآتـر وغير ملفت بـ أي تفصيلـه وهو بمقدمتهـم ملقـي سلآمه الهآدي لكلّ الموجودين ...
ردوآ السلآم إللي أختلط بـ أصوآت متدآخلـه كلاً بنبرته مآبين خشونـه من أبو نآهد , آلشيخ علـي , أو بسّآم زوجهآ .. سلطآن وركآن .. أو صوت رفيـع حآد من أم سلطآن , ريتاج وصيته .. جآه صوتهآ الأخير هآدي , مآئل للحـزن واليأس والإحبآط: وعليكــم الســلآم .......

تقدمت لهآ مرآم بـ إندفآع حآبه رآسهآ مملسه عليه بـ حنآن: ألف لآبآس عليـك .. آلله يعوضـك خيـر إنشآلله بـ آلولـد ..
مآردت نآهد إلآ بـ إبتسآمه خفيّه من تحت برقعهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وقت تدخل وردهـ وهي تسلم عليهآ حآبتهآ من خديهآ: حمدآلله على سلآمتك ..
قآلتهآ بـ هدوء حآني وهي تمد لهآ كيس صغير ورقـي مقوى دآل من شكله على مكنونه .. هديّـه ..
آلهديه إللي تنآولتهآ نآهد بيدهآ اليسرى .. علبـه قطيفـه عسلية اللون متوسطـة آلحجم , إرتفع نظرهآ للحظـه تنآظر بـ وردهـ بآلعه ريقهآ بـ تفآجئ قبل مآتفتحهآ وتشوف محتوآهآ آلثميـن الغآلـي ..

طقـم ذهـب رقيـق , سلسآل رفيـع دلآيتـه قلـب مآئل من اللآزوردي اللآمـع على جآنب آلقلب فرآشه معلقـه .. أنسيآل رقيـق مزدوج بدون أي تعليقه فيه .. وخآتم بنفـس شكـل دلآية السلسآل , آلقلب والفرآشـه ..
ردت تنآظرهآ والدهشه بعيونهآ: ليش أتعبتي نفسك , كثير وآلله
تحسست ورده كتفهآ بـ إبتسآمه خفيفه: تعب إيش بس , سلآمتك إنتي أغلى من كل شيّ وهآلهديه أبسط شيّ
إنتقل نظرهآ من ورده لذآك إللي جآورهآ موآزيهآ بنفس آلطول الممآثل , بنبره بآردهـ , هآدئـه وثآبتـه: حمدآلله على سلآمتك ..

قشعريره ثلجيّه بآرده سرت لـ كل أعصآبهآ وخلآيآهآ , أعضآءهآ وأطرآفهآ .. سكون مهـول موحـش حستـه بقلبهآ من نظرة عيونـه آلمنكسره بـ خيبـه وإحرآج .. بـ ترآخي تحررت عيونهآ من حزن عيونـه لـ ذرآعه الممتده تجآههآ بآسط كفـه وبوسطـه علبـه قطيفـه صغيرة آلحجم , سودآء آللون ملفوفه بـ شريطـه رفيعـه ستآنيّه ذهبيـه ..
بلآ وعي نزلت من يدهآ علبـة ورده وإستلمت علبته هو فآتحتهآ بلهفـه ...

لحظـة صمت غآمـر إنتآبت آلجميـع , عيونهم أجمـع مسدده صوبهآ والذهول إللي إعترآهآ , توسعت عيونهآ بعدم تصديق ... مآرمش لهآ جفـن ..
وقفت ريتآج من كرسيهآ ببطئ تجآه السرير موقفه تمآماً جمب بسّآم إللي وقف بدوره مآط رقبته للعلبـه بين يدين زوجته .. وش هآلشيّ المبهـر لهآلحد آلمخيـف !
وكأن الذهول إنتقل من نآهـد ليصيب الجميـع .. مرآم , وردهـ , ريتآج وبسّآم ..
وقفت أم سلطآن جمب زوجهآ من ورآهآ سلطآن وركآن وفوق رآس ناهد مبآشرة .. آدم ..

تحلقوآ حولهآ بـ أنظآر شغوفـه تجآه العلبه القطيفه السودآء ... شق آلصمت وقطـع آلسكون سؤآل نآهـد آلمستنكـر بشده: A !!!!
نآظرتهآ مرآم ببلعـة ريـق متوتره ثم نآظرت آدم تسترجيـه الإشآره بتأكيد ظنهآ أو نفيـه , الآ إنه خيبها ببروده كمآ القآلب الثلجـي , بلآ ملآمح أو تعآبير .. مجرد عيون لوآمه عآتبـه صوب نآهد المذهوله اللي حررت أنظآرهآ من حصآر نظراته آلمعذبه بقسوّه لـ حنآيآهآ .. رآفعه السلسآل الرقيق الخفيـف من دلآيتـه وإللي مآكآنت إلآ حـرف الـ a الإنقليزي مرصـع بـ ألمآسآت لآزورديّه !

وكأن ردّ الفعل جمآعـي لشيّ وحيد وأوحـد يدور بخآطرهم , شيئن دآخلي فسّر هآلحرف إللي مآيمسّ لأياً منهم بـ صلـه إلآ هـو .. آدم
نآظرته ورده بصدمـه متملكـه عيونهآ المذهولـه تستنطقـه نفي هآلشيّ آلخبيث إللي ببآلهآ وإللي أوقـح من إنه يكون حتى مجـرد مـزح !

قآبل نظرآتهآ التشكييه ببرود ممرر نظره على كل من بآلغرفـه وقد تحلقوآ حول سريرهآ والعجـب بعيونهم آلغير مستوعبه جميعاً ليقرر أخيراً ينتشلهم من حيرتهم برآحه من جوآبـه إللي أطلقه بشكل عفوي مرح موسـع عيونه بـ إدعآء لـ عدم فهم إستغرآبهم: شفيكـم يآجمآعـه ! هـذآ مو أول حـرف من إسـم علـوش ! – نآظر بـ بسّآم أخوه وإبتسآمه جآنبيه غآمضه علت زآوية فمه اليسرى مردف من بعدهآ بـ ريبـه –: ولآ إيـش يآبــو علـــــي !

قآلهآ ولـ ثوآني معدوده من بعدهآ والكلّ على وضعـه , وكأن الجميع صآبهم حآله وآحده موحـده من غفلـة الإدرآك , بـ البطيئ توضحـت السآلفـه لهـم .. حرف الـ a مآهوب إلآ رمـز للحرف الأول من إسم المولود .. علــي ..
ضحكـه قصيره مقطوعه أطلقتهآ مرآم بعدم تصديق من بعد ذهولهآ ضآربه صدرهآ بيدهآ ومن بعدهآ توآلت الأنفآس المخنوقه بآلتحرر إمآ بـ زفرآت مسموعه أو ضحكات قصيره متوتره .. إلآ منهآ هـي , آلمستقعده بفرآشهآ , عيونهآ صوب يدهآ والسلسآل الرقيق المنسآب بين أصآبعهآ الممتلئـه , يصدح بكيآنهآ نبرته الهآزئـه لـ زوجهآ بسّـآم .. – ولآ إيش يآبـو علـي - !!

ضربته مرآم من كتفه بعيون عآتبه: يآخي وش ذي الحركـه ! فآجئتنآ حسبآلنآ حرفك إنت قلنآ وش الدآعي !
قوس فمه للأسفل بعدم إستيعآب لعدم إستيعآبهم هم: إنتم إللي فآجئتوني , مب متفقين من قبل إن الولـد بيكون سمي آلشيخ علـي ! – نآظر بـ أبو نآهد آلمبتسم بـ رضآ وإطمئنآن سآئله بمرح -: ولآ ايش يآشيــخ !!

رفع يدينه بآسط كفيه بحركة المستسلم: وآلله مآلي فيـه , إللي يبيه بسّآم ونآهد إهو إللي بيتم
تدخل بسّآم بسرعه مجآوبه بلهفه بعدمآ جلس جمب نآهد محتضن يدهآ اليمنى بين يديه – بنبره تأكيديّه لحقيقه هآلشيّ وإلتزآمهم فيه -: علــي ......... إن شآءآلله

رصت على السلسآل بقوّه سآحقته بقبضتهآ اليسرى مفرغه فيـه شحنآت قهرهآ وغضبهآ , حزنهآ وحسرتهآ , كل آلآمهآ واوجآعهآ من بعد فقدهآ لـ سبب وجودهآ بـ نظرهآ المحدود الضيق , رحمهآ إللي بـ استئصآله تمّ الحكم عليهآ مؤبداً بعدم الإنجآب ... للحين تذكر أول مآوعت من تخديرهآ بـ العنآيه المركزه مآتدري متى ! هل بنفس يوم تمآم العمليّه , أو بعدهآ بـ سآعآت , أو حتى أيآم ... قآبلوهآ أولاً بـ الأخبآر السيئـه لعلّ المفرحه من بعدهآ تنسيهآ وقع الأولى عليهآ ... إستصآل رحمهآ بسبب إنفجآره , إلآ إنه وبعنآية آلله وشمولـه بعدهآ آلروح تسري بـ حشآشة قطعة قلبهآ , بـ ولدهـآ ...

تدخلت ورده بنبره مرحه: وينـه علوش أجـل !
أم سلطآن: بـ الحضآنـه , لأنه إنولـد مبكـر ..
أبو سلطآن: آلله يحفظـه ويبقيـه – نآظر بسآم ونآهد المجآوره له مردف بـ حنآن أبوي غآمر- : جعله ذريـه صآلحـه تقر بهآ عيونكم ..
إبتسم بسّآم برآحه مشدد من مسكته ليد نآهد بـ الوقت إللي سحبت مرآم ورده من معصمهآ: تعآلي معي نروح الحضآنآت أنآ بعد أبي أشوفه , صرت عمّـه يآنآس لآحد يلومنـي

وقفها آدم بجفاء الهارب المنسحب: أنآ لآزم أطلع آلحيـن .. – قآلهآ وهو ينآظر بسآعة معصمـه جلديّة الأوستيك بآللون البني , سألته مرآم مسرعه – توّ النآس , مآ أمدآك !
آدم: آليوم عزيمـة خويي لإشهآر زوآجـه ومآبي أتأخر
مرآم: قلب أختك , عقبآل يوم عزيمتك إنشآلله

أخفضت ورده رآسهآ بـ خجل للي تحتهآ مبآشرة , نآهد إللي كآنت تتآبع أدق تحركاتهم بعينـي صقـر , آلنظره المرعبـه المتوعـده إللي صآبت وردهـ بصميمهآ , شعور موحـش إجتآحهآ من هآلنظره الشيطآنيّه المشتعلـه الحآقـده ليقطـع هآلإحسآس طلب مرآم: بس شوي , تعآل معـي نشوف آلولد ثم روح
بلعت ورده ريقهآ بـ توتر مآتدري وش سببه بس الأكيد إن له علآقـه بنظرة عيون نآهـد وكأنهآ سآحـره ملقيه عليهآ لعنتهآ , وآلحين تبي تحرقهـآ ..

إبتعدت عن سريرهآ بسرعه وهي تحسّ بتشنج سرى بـ أطرآفهآ مجمدهآ , جآورت مرآم إللي طلعت من الغرفـه مستأذنـه ..

بـ التبعيّه من بعد خروج مرآم ووردهـ لحقهم آدم بخطوآت متثآقلـه وكأنهم يسحبونـه لمشنقـة الإعدآم , تآبعـه بسّآم ........... ثم ركـآن ..
بـ الحضآنآت رآفقتهم وحده من الممرضآت المشرفين على نآهـد ومتآبعة حآلتهآ ..
غرفه فسيحـه ممتلئـه بصنآديق زجآجيّه حآويه لعديد من قطـع آللحم آلبشريـه الصغيره .. بـ إبتهآج أسرعت وردهـ ومرآم بـ تبعيّه للممرضه صوب وآحد من الصنآديق القزآزيّه الشفآفّه .. بـ نفس الإبتسآمه إللي علت مرآم ووردهـ إكتست وجـه بسّآم آلمتهلل وآلمنشـرح لآحقه ركآن .. وقف هو بعيـد , ثآبت الحركـه بـ مكآنه وكأنه معزول منزوي , بعيداً عن نطآق البشـر , بعيداً عن نطآق الكـون ..

وكأن آلنبض بقلبـه توقف , والأكسجين من حولـه إنعـدم , تشوشت الرؤيـه .. ضبآبيّه بآهتـه , غير مفهومـه , عيونه وكأنهآ عدسآت الكآميرآ حقتـه وعليهـم من الرطوبـه القطرآت المسببه لـ تشوش آلرؤيه وبوهيمية الصوره .. هآلعدسآت مآكآنت إلآ حدقتيـه وبؤبؤ عينيـه آلممتلئـه بـ دموع محبوسـه قهراً ..
سكآكين حآده مؤلمـه تنغرز بصدره , بلآ توقف , وبلآ رحمـه .. أنيآب , مخآلب , أو حوآفـر .. تنهـش بلحمـه وكأنهآ تنبـش بين ضلوعـه بحثاً عن قلبـه ..

صوت دآخلـي مؤلـم مبعثـر لكـل مشآعره المتألمه وأحآسيسه المذبوحـه من وجـع تأنيب الضميـر ..
ترآخت عيونه الغآئره المرهقه لذرآعهآ الممتد بـ حثّ وعيونهآ تشـع سعاده وفرحه طآلبته يقترب .. وكآنه على الهوآ سآيـر , بلآ إحسآس , بلآ تحكم أو إرآده , قآدته رجوله اجباراً لموقعـهـم .. إنفرجوآ شفتيـه بنفس سريع مبآغت لرئتيه المتوقف عملهآ من لحظآت ..
دخلت ورده يدها من الدائره الصغيره المفتوحه بالصندوق ماسكه بـ اطرآف أصآبعهآ يده الصغيره الرقيقه والدآفئه: يآربيــــــه , شووف يآ آدم قد إيش هو صغيـر , علوووشي يآحبيلـه
تدخل ركآن بـ لقآفه: هآلولد يشبـه عمّه أكثر من أبـوه , شكله صينـي خخخخ
ضربه بسّآم من رآسه إللي يغطيهآ طآقيه بيضآء بلهجه محذره: ههههه ورع !!
ورده بـ إبتسآمه: توّه مآوضح شكله شلون عرفت إنه صيني !

حك مؤخرة رآسه بـ إحرآج من سؤآل ورده الغريبه عنه والظآهر إنه أخطآ يوم أطلق تشبيهه بكلمـة – صينـي – بينمآ تدآركت مرآم آلوضع بـ ضحكه: هههه صآدق , - نآظرت ورده ثم أكملت – هآلولد يشبـهني أنآ وآدم أكثر من بسّآم .. بسّآم شكله طبيعي أمآ أنآ وآدم ............. أششوى بس صآر لنآ شبيهـن ثآلث

بـ ضيآع وتوهآن , وكأنه بعآلم مخآلف للوآقع اللي هو فيـه , للمحيط إللي محصور فيـه وهمّ حولـه , نآظرهآ بـ صمت مهـول قطعـه بسّآم إللي توجه لهآ بـ الكلآم: عقبآلكم إنشآلله .. آلبركه عآد فيكم إنتم تجيبون لنآ نآصـر , مقدرت أزعل نآهـد وهي تبيه سمّي أبوهآ
أشبكت يدهآ الدآفئه بيده المتجمده شآده ذرآعه لتحت علّه ينتبه عليهآ: إنشآلله , وهذآ إتفآقنآ أنآ وآدم من قبل ههههه
رفع حآجب وآحد بـ إبتسآمه لـ آدم من كلآم ورده وحركتها إللي فيهآ تعلقت بذرآعه: أشوفكم من الحين تخططون وتدبرون أسمآء لعيآلكم !

ضربته مرآم من صدره وهي تضحك بعدمآ تدآركت إحرآج ورده إللي أخفضت رآسهآ بخجل: هههه مآلك دآعي بسّآم لآتحرجهـم
ردت ورده تنآظر بـ الصغيـر النآئم بـ سلآم آلله وأمآنتـه هآمسه بعيون مدمعه لسبب بقلبهآ هي مآتدريه: آلله يحفظــه ..
بسّآم: مبـروك يآدم , وآلله وصرت عـمّ
نآظره بـ جمود مخآلف للحمم البركآنيه المتقده دآخلياً , مذيبـه لقلبـه وصآهره كل أجزآءه , شد شفتيه بـ إبتسآمه متألمـه وعيونه لذآك الطفـل " صــرت أبّ يآ بسّـآم , صـرت أبّ مو عـمّ ........ "


/
/

/
/


بـ ظلآم ليل نفـس آليـوم وسكونـه ..
إعتصر أنفه المحمّر بمنديله المهتري ليمد له الثآني منديل جديد وهو يضحك: ههههه خذ خذ وإرحم إللي بيدك
إستلمه منه قآط إللي بيده بـ الأرض على دخله الثآلث عليهم ..
نآظر رآمز بـ المنديل المهتري اللي توه وقطه آدم بـ الأرض: آآآخ لو شآفك نجم مع ذي الحركه كآن رمآك إنت بـ الأرض ورفع المنديل ههههه

ضربه وآئل من وسط ظهره: ههههه صآدق – إلتفت لـ آدم خآزه بعيونه - : وإنت إرفع منديلك , خير جآي توصخ لنآ آلبيت
جآوبه آدم بصوت مكتوم محتقن من أثر دور الإنلفونزآ إللي عنده وإللي معه إحمر خشمه وإنسدت عيونه الصغآر بـ إنتفآخ جفنيـه , تلمـع بـ دموع من تأثير مرضه: لآ تقعد تطقطق لي إنت ويّآه ترآ مآلي خلقكم آلحين
رآمز: هههه يآعيني ع الحلو لمآ تبهدله الأيآم
رد آدم يعصر أنفه إللي مآبطّل سيلآن: جعلك ترقد بـفرآشك ولآتقوم منـه
بقق رآمز عيونه: لــه ! وش ذي الدعآ آلمخيس – كشر بـ إشمئزآز ثم سفهه يكلم وآئل – صدق يآلمعرس نجم كلمك !
وآئل: إيـه أمـسّ , بآرك لي .. أكيد درآ من آدم

آدم: إيه أنآ علمتـه
رآمز: مآشآلله , يعني يتوآصل معكم ! أجل الوآطي إبن الكلـ ** هذآ ليش سآفهني
ضحك آدم غصباً عنه: ههههه مب لوحدك بس أنآ نشبت له
وآئل: صدق آدم وش سآلفته , حسيته مختنق أو ضآيق صدره مدري بس أهم شيّ إنه مآكآن طبيعي مو هذآ نجم
آدم: آلحب وعمآيلـه , آلله لآيبلآنآ
رآمز بسرعه: ليش وانت مو خآطب ! مآتحب خطيبتك أجل
إرتفعوآ حآجبي وآئل بحركه سريعه مخفض رآسه للأرض , هذآ آدم مآينتبه أبدّ لكلآمه ورآمز حسآس جداً تجآه أي شيّ يخص عآيلتـه وآلحريم منهم خصوصاً ..

بلحظه تدآرك آدم إللي قآله مردف بسرعه: إفهم يآلدلخ , أنآ وبنت عملك آلله لآيغير علينآ إنشآلله .. كلآمي عن نجم وهآللي جآبت رآسه ومخليته يدور حول نفسه من سوآتهآ فيه
وآئل: من جد عآد !
رآمز: قول آلصدق
آدم: قسم بآلله , الرجّآل حآله منقلب وكله بسبة هآلبنت
ضيق رآمز عيونه بـ لؤم: آآخ منهم ذولي الأمريكيآت لبى قلوبهم مع هآلشعر الأشقر والعيون آلملونه
نآظره وآئل يضحك: ههههه مآعندك سآلفه
آدم: ولآ شعر أشقر ولآعيون ملونه ولآ شيّ .. بنت عآديه جداً وأقل من العآدي بعد
رآمز وللمره الثآنيه: قول الصدق
آدم: وربـي , هي بصوب والأمريكيآت بصوبن ثآني

وآئل: ودي أشوفهآ وآلله .. تحمست
بقق رآمز عيونه بـ إستنكآر: بـه به , آليوم زوآجك يآلنذل ومرتك تتحرآك وإنت تبي تشوف غيرهآ .. لا ومتحمس بعد
وسع آدم عيونه وكنه تذكر: يآبووي نسينآ , وإنت تهرج ويآنآ ونآسي مرتك – نآظر بـ رآمز مكمل – إمش إمش ذآ عنده ليله كبيره مُهمّـه
وعلى هآلكلمه طلع أحمد من مجلس الرجآل إللي كآن آخرهـم يتحرى شروق زوجته تطلـع , وبخروجـه مآبقى من ضيوف عزيمـة إشهآر زوآج وآئل إلآ خويآه الإثنين , آدم ورآمـز ..
ضرب أحمد ظهر وآئل بقوّه: شد حيلك يآبطــل , آلله يقويّك

قآلهآ أحمد بضحك مآشي عنهم قبل يسمع ردّ من أي أحد بينمآ بقق وآئل عيونه متفشـل ومُحرج من قصد أحمد وإللي يرمي له ..
آدم: ههههه نبيك اليوم ترفع رآسنآ وتشرفنآ
رآمز: ههههه حآس إن كل معآزيم اليوم مغير يفكرون بوآئل وشللي بيسويّه
أطبق شفتيه بقهر من ذولي الإثنين إللي يطقطقون حوله وإن مآوقفهم آلحين مآيضمن مدى تمآديهم: جــبّ يآلوصـخ انت ويّآه , مآيفكر بهآلخيآلآت المريضه إلآ إنتم مع وجيهكم .. يلآ إذلفـوآ كلاً على بيتـه
رمقه آدم بنظرة إحتقآر: على إيش مستعجل بكرآ تملّ

جآ رآمز يضحك إلآ وبلع لسآنه مخفي إبتسآمته من نظرة وآئل المحذره وآلمتوعده , أسكته وإللي رد موجه كلامه لـ آدم: بـ اليوم إللي رح تمـلّ إنت فيـه تعآل وتكلّـم
رآمز: وأنآ متى يجيني آليوم إللي أمِـلّ فيـه ! إنت تزوجـت – مأشر على وآئل - , وإنت خطبــت – لـ آدم – ونجـم ذآبحـه الحُـب .. وأنآ ايش موقعي من الأحدآث
ضربه وآئل من كتفه: ههههه إصبر تؤجـر
رآمز: لمتـى عآد .. ودي أنآسبك يآشريك , مآعندك عروس مزيونه

وآئل: مآتغلى عليك مزيونة آلمزآيين كلهم يآشريك , كآن وديّ , بس خوآتي الثنتين خذوهم إخوآنك أحمد ورآئف , والثآلثه متزوجـه ..
على إثر إللي قآله وآئل إنقلب وجه رآمز , مصفّـر من طآري خوآته .. وإللي ثآلثتهم بآقي متذكرهآ ومآفآرقت صورتهآ خيآلـه .. ذيك إللي بـ سديهآت مآلك المُرشـد .. – زفر نفس هآدي برآحـه , وبقلبـه ... أشوى إنه تخلص من هآلسديهآت علّه يرتآح بآلـه إلآ إن هآلشيّ ............... مآصــآر !

قطع حديث الصمت إللي بخآطره مقآطع كلآم آدم ووآئل بـ جديّه لـ آدم مميل رآسه لليسآر صوب سيآرآته المكرجـه: يلآ آدم مشينـــآ
إنتبـه آدم عليه مربت على كتف وآئل بـ إبتسآمه: مبروك يآلأخـو , نبي نسمع خبر إنك بتصير أبو في القريب العآجل
أخفض وآئل رآسه بـ إحرآج يحك جآنب أنفه بـ خجل: ههههه يآخي مآلك دآعي
رآمز: ههههه وإنت شلون تبيه يصير أبـو وإنت معطلـه عن المهمـه بهرجك إللي مآيخلص , يلآ مشينآ
آدم: ههههه سرينــآ


نآظرهم وآئل والإبتسآمه بوجهه لحد مآختفوآ ثنينآتهـم بـ الهمّـر الصفرآء لـ رآمـز وتوّه يلتفت وراه بعدما تحركوا خوياه إلآ ويتفآجأ بـ أبوه من ورآه مقبل صوبه مبتسم مآد له ذرآعه الأيمن بـ حثّ يقرب عليه يضمـه .. وبـ انقيآد إحتضن وآئل أبوه حآب رآسه وخشمـه بينمآ تحسس أبوه ظهره بـ هدوء هآمس له بـ حُـبّ: آلله يوفقـك ويتمّ لك دآيم على خيـر .. يـله يلـه روح لـ عروسك تتحراك

مآردّ وآئل إلآ بـ إبتسآمه قصيره مخفض فيهآ رآسه بـ خجـل إنصبغ بـه لونـه بـ حيآء متملكـه من رآسـه لـ سآسـه !


/
/


بـ المُلحـق القزآزي المُـشِعّ دفـآ ..
بـ غُرفـة آلنوم تحديداً .. كآنوآ ثنينآتهـم ,

وحده منهم على كرسيهآ المُتحرك قبآل مرآيتهآ آلطوليّة مستطيلة الشكـل , وورآهآ أغلى إنسآنه على قلبهآ ..
تمسكت بيدهآ المسنده على كتفهآ تنآظر بـ إنعكآس صورتهآ من خلفهآ: آلله لآيحرمنـي منكـ يآ دآدآ
سحبت الدآدآ يدهآ من يدّ ميسم الممسكه بهآ وبـ المقآبل أمسكت هي رآس ميسم بيديهآ الثنتين مدنقـه عليهآ من وراها طآبعـه قبلتهآ العميقـه , الدآفيه والحآنيه بوسط شعرهآ: آلله يسعدك يآبنيتي ويعوض لك بـ الخيـر

بـ ثآنيه سريعه وخاطفه أدمعت عيونهآ بـ إمتنآن , مآتدري لولآ – دآدآ زبيده – مربيتهآ منذ فقدهآ أمهآ وش كآنت بتسوّي , لحدّ آللحظـه إللي توفى فيهآ إبنهآ وقررت من بعدهآ تترك العمـل , هي نفسهآ آللحظـه إللي إنتقلت فيهآ ميسم ببيت عمهآ – محصـن – بدلاً من بيت أبوهآ وزوجته الثآنيه – أم متعب – نظراً لسوء العلآقه بينها وبين زوجتـه أم متعب المتنمره سليطـة اللسآن ...

زبيده هي آلوحيده إللي وقفت جمبهآ بـ إسبوع تحضيرهآ لليلـة زوآجهآ , آلمقرره بهآليـوم , هي بنفسهآ إللي تسوقت لهآ أغرآضهآ وحآجيتهآ , إعتنت بهآ وبكل لوآزم تحضيرهآ كـ عروس جآهـزه ومستعده لـ ليلـة زفآفهآ الأولـى ...
إلتفتت عليهآ محتضنه يدين زبيده لوسط صدرهآ بعيون إمتلت دموع لآخرهـم .. من نطقـت بـ شكـر كبير وإمتنآن عميق إلآ وطآحت دموعهآ: آلله لآيحرمنـي منك يآدآدآ

سحبت بسرعه يدينهآ من يدين ميسم وجلست على ركبتيهآ بـ الأرض ممسكه بيدينهآ إللي صآرت تبوسهم بـ قوّه وبنوآحي متفرقـه , إمآ لـ ظآهر الكفيـن أو بآطنهم أو بـ الأصآبع: يآعمري إنتي , جعلك سعيـده , آلله يتم لك على خيـر ويعوضـك .. إنتي بنيّه طيبـه ومآيستآهلك إلآ وآئـل .. أمنتك أمآنـه يمه
جآوبتهآ بـ لهفـه مسرعه: سمـــي دادا وأنآ كلي فدآك

شدت زبيده فمهآ المطبق بـ إبتسآمه دآفيه: شيّ وآحد بس أوصيك فيـه .. آلظنـون , آلظنون يآميسم لآتخلينهآ تلعب فيك , وآئل مآفي منـه وآلله , رجّآل .. طيب وحنـون .. مآيهمّك كلآم أمّـه ولآ دآرين ولآ أي أحد .. مآهوب مآخذك ولآ عطف ولآشفقه ولآ غيره .. مآفي شيّ بـ الأسآس يجبره .. مآجبره إلآ آلعشـق .. لآتظلمينـه بـ ظنونك أو تحملينـه كلآم غيره
أطبقت شفتيهآ مقوسه فمهآ بقلة حيله: مو بيدي يآ دآدآ , أحسّ بـ النقـص , وإني رح أحرمه من وآجد أشيآء وهآلشيّ أكيد , أخآف .. أخآف يستوعب هآلشيّ ويجرحنـي , أنآ أحبّه يآ دآدآ , وآلله أحبـه , وقسـم بآلله أحبــه

....: وقسـم بآلله أنآ بعــد أحبـك

إتسعت عيونهآ رآفعه كتوفهآ بتصلّب وتشنـج ثاب عمودهآ آلفقري إللي تأهبت فقرآته بـ إستقآمـه من نبرته آلدآفيّه يوم أقسم هو بعد بحبهآ .. يعنـي سمعهآ , وسمـع كلآمهآ , على وضعهآ آلجآمد إللي خآلفتها فيه زبيده ملتفته صوبه بـ إبتسآمه ويدهآ أسفل حجآبهآ تتأكد من ثبآته: آهليــن بـ المعـرس
أخفض بصره بـ إبتسآمه خجوله هآمس وعيونه بـ الأرض: أدخـل !
وقفت زبيده من فورهآ عن الأرض مقبله صوبه: أكيـد , هذي عروسك , حلآلـك .. ألف مبروك يآولدي , آلله يتمم لكم على خير ..

وآئل: آلله يبآرك فيك يآخآلـه .. مشكوره على تعبك هآلإسبوع مع ميسم .. مآبطلت وهي تدعي لك وتشكرك بخآطرهآ
نآظرتهآ زبيده بلوم مضيقه عيونهآ: أفآآ , وش ذآ الكلآم .. فيه بنتن تشكر أمهآ ؟ ولآ أنآ مب مثل أمك أجل !
أخفضت ميسم عيونهآ مخبيّه دمعآتهآ إللي طآحوآ إجبآراً هآمسه بـ نبره وآهنه مهتزه ضعيفه: إنتي أمـي يآدآدآ , مآعرفت أمّ غيرك

تعلقت أنظآرهم ثنينآتهم وآئل وزبيـده وكن كل وآحد فيهم حسّ بآللي حسّه الثآنـي ..
أسرعت صوبهآ محتضنه وجههآ آلحزين بين كفيهآ تمسح لهآ آثآر دموعهآ من خديهآ وتحت جفنيهآ هآمسه بـ حُب , آلهمس إللي مآيسمعه غير ميسم بـ إبتسآمه عذبه حنونه: لآتبكيـن وأنآ أمـك , لآتعذبين نفسك يآميسم كآفي إللي عشتيـه من قبـل , آليوم بدآية حيآتك مع رجّآل يحبك وإنتي تحبينـه , لآتقهرينـه عليـك بحُزنـك .. وأنآ أمنتك .. – نآظرتهآ بتأكيد مكمله – ها يمّـك !

مآردت ميسم إلآ بـ إيمآءة رآس موآفقتهآ بـ إبتسآمه حزينه مطبقه وبعيونهآ أكوآم من الدموع متجمعـه وبلحظتهآ مسحت زبيده على شعرهآ آلحريري آلمرول مدنقه عليها تحبهآ من خدينهآ ومنتصف جبينهآ آلعريـض بـ همس خآفت: لآتنسين مآوصيتـك .. وأنآ عندك , ومعـك , وحآضره , مآيردك إلآ لسآنك يآعمـري .. سمعتـي !
عآنقتهآ ميسم بذرآعيهآ إللي إلتفوآ حول رقبتهآ: آلله يخليك لي يآدآدآ و لآيحرمنـي منـك أبدّ ...
قآلتهآ فآكه ذرآعيهآ من معآنقتهآ الدآفيه مآسحه بـ أطرآفهآ اليمنى آلدمع من تحت عيونهآ مخفضه رآسهآ لحجرهآ بينمآ توجهت زبيده صوب وآئل مربته على كتفه بـ إبتسآمه موصيته بـ تقوّى آلله فيهآ تآركته مقفيّه عنه صوب البآب بهدوء وبهدوء ألقى هو نظرته الخآطفه على عروسه البآكيـه لآحق زبيـده يوصلهآ خآرجاً ..

لحظآت إللي غآبهآ ثم ردّ لهآ بـ إبتسآمه عريضـه , غآمضـه ومُريبـه .. على إثرهآ إبتلعت ريقهآ بـ إرتبآك وآضـح محتده نظرآتهآ الموجه صوبه بـ حِيطـه وحذر !
خطوآته صوبهآ بطيئـه متلكعـه وبعيونـه نظره مآكرهـ خبيثـه مُستمتعـه ..
فصخ شمآغـه الأحمـر إللي تطآبق مع أطرآف كمي ثوبـه الأبيض إلآ من أسآور المعصـم ويآقة الرقبـه , كآنوآ بنفس قمآشة آلشمآغ ولونه الأحمـر ...

حذفهم على الصوفّآ آلبيضآء بـ صآلون غرفـة آلنوم مقترب صوبهآ بنفس خطوآته المثيره للرعب لقلبهآ الضعيف محتده نبضآتـه , تسمعهم وكأنهم طبول , قنبله موقوته , شويّ وتنفجـر ..
تعلقت عيونهآ الموسعه أقصآهآ على ذرآعيه الممتده بآسط كفيه كـ إشآره عجز عقلهآ بهآللحظـه انه يفسر القصد والمغـزى ومآسرع مآتدآرك هو ضيآعهآ والتوهآن مآسك بيديه يديهآ البآرده المتجمده برغـم دفآ الغرفـه وإعتدآل جوّهآ ..

همست له بـ إستفهآم سآذج بآقي مآفهمت عليه: إيــش !
وآزآهآ هو بنفس الهمس آلعذب: إيش إنتي بـس ! وش هآلحـلآ كلـه والجمآل !
مع توسـع عيونهآ توسـع فمهآ منفرجه شفتيه لآخرهـم بتعبير أبلـه بوجههآ المتفآجئّ , المستفهـم وآلغير مستوعب لأي قصد يقصده بينمآ إبتسم هو هآز رآسه بـ النفي من تعبير البلآهه بوجههآ صآحب الملآمح الأنثويّه اللآتينيّـه الفآتنـه ...

بشرتهآ السمرآء لآمعه بفعل البلآش الموزع على كآمل وجههآ وعظمتي خدهآ البآرزتين خصوصاً بآلبرونزآج اللآمـع .. عيونهآ آلوسيعـه الجآحظـه إزآد وسعهم بفعل الآيلآينر السميك فوق جفنيهآ آلعلويين برموش سودآء كثيفـه متلآصقـه وطويلـه , فتنـه آلجمآل تجمعت وإكتملت بفمهآ آلوآسـع وشفتيهآ المكتنزه آلمقلوبـه بـ لون أحمـر صآرخ ...
شعرهآ مفرق من منتصف منبتـه بـ خط مستقيم مآئل على الجآنبين بـ إنسيآبيّه حريريّـه إلآ من رولآت بـ أطرآفـه آلمبكـره ..

إنسآب فستآنهآ على سمآر بشرة جسدهآ اللآمعـه بفعـل الإسبيريـه البرونزآج على جزئهآ آلعلوي كآمـل , كتفيهآ العآريين وصدرهآ النآفـر من فتحـة الصدر بقصته المثلثـه آلكبيـره آلوآصلـه إلي مآبين مفترق نهديهـآ ... أبيـض آللـون من جآنبه الأيمـن , أسود بجآنبه الأيسر ... آلفستآن آلمصمم بيد ذآك إللي وآقف قدآمهآ ينآظرهآ بـ عيون مشعّـه نآطقـه بـ حبّ عنيـف وصآرخ ..

إمتدت رجلـه بهدوء لطرف فستآنهآ مبعد بـ مقدمـة جزمته آلبنيّه إنطبآقة شقي الفستآن عن بعضهـم كآشف عن سآقهآ الأيمن كآمـلاً إللي زينـه نقش حنـآ إحترآفي من إسورة سآقهآ لحد ركبتهآ , آلفتحـه الطويله إلي ابتدت من منتصف فخذهآ نزولاً لآخر سآقهآ المنقوشه بـ الحنآء ومزينه بـ خلخآل ذهبي رقيـق من آخرهآ ..
شلون مآيدل عن آلفستآن وقصته وهو من صممـه !

ميسم إللي إنتفـخ صدرهآ بنفس عميق شهقته بـ إرتعآب من حركته الجريئه الكآشفه عن جزء كبير من جسدهآ العآري , مآكآن هذ هو أقصى توترهآ وإرتبآكـهآ , آلظآهر إن الجآيّ أكبــر وأعظــم لمآ أثنى سآقيه جآلس القرفصآء بـ الأرض .. وبهدوء خلـع لهآ فردتـي جزمتهآ آلعآلي كعبهآ بلونهآ الأحمـر شآمـوآ ..
ردّ ووقف على رجليـه بـ ابتسآمه مآفآرقت محيّآه .... توتر وإرتبآك مآفآرق محيآهآ هـيّ ليزدآد إضطرآب حوآسهآ الدآخليّه من ردّ هو بآسط لهآ يده اليسرى , وبلآ تفكير مآلقت نفسهآ إلآ وهي ترسي يمنآهآ بوسط يسرآه ...
وقبل مآتتدآرك أي شيّ أو تستوعب حآوط وسطهآ بذرآعه اليمنى شآدهآ عليـه وكمآ المسحوره المسيّره مآلقت نفسهآ إلآ وهي تسآعده رآفعه نصفهآ العلوي إللي مآستقر أخيراً إلآ على صدره , هآمس لهآ بـ سِحـر وعذوبه – : مبـروك عليّ إنتـي

أخفضت رآسهآ عليه بـ إبتسآمه خجولـه أخفتهآ بوجههآ إللي دفسته برقبتـه محآوطه عنقـه بذرآعيهآ الملتفين حوله ممسكه بسآعديهآ شآبكتهم ببعـض من وراه: أحبــك يآوآئــل ..
شدد من ضمته لهآ معتصر خصرهآ المقسّم بذرآعيـه هآمس بخفوت لأذنهآ اليمنى: ووآئــل مآيعشـق إلآ إنتــي
قآلهآ وهو شآيلهآ طآلع برآ غرفـة نومهـم موقف بوسط مشغلـه منزلهآ على الطآوله الخشبيّه تحت توجس شديد من عيونها المحتده نظرآتهآ بترقب دقيق ثآقب لكل تحركآته من تركهآ على الطآوله ودنق على الدي جيّ وبضغطـة زرّ تعآلى صوت آلموسيقى الرومآنسيّه الهآديـه على أنغآم أول أغنيّه تشآركوهآ بموقف مشآبه للي همّ فيـه ..
بـ مشغلـه آلقديـم , وهي بنفس الفستآن إلآ إنه كآن فوق كتلـة ملآبسهآ الكثيفـه وآلحين مآيلآمس الفستان إلآ بشرتهآ النآعمـه الصآفيـه ...

ردّ لهآ محتضن جسمهآ بذرآعيه الملتفين حول وسطهآ رآفعهآ عن الطآوله بـ إبتسآمه هآمس: وش يذكرك هآلموقف ؟
ميلت رآسهآ يميناً خآفضه بصرهآ بـ إبتسآمه خجولـه مُحرجه مآدآمت طويلاً لأنهآ رفعت رآسهآ , تعلقت عيونهآ اللآمعـه بـ عيونـه المشعـه , وكلآهمآ نآطقتين بـ عآطفـه قويّـه وإنجذآب سآحـر آسـر عميـق ..
حآوطت عنقه بذرآعيهآ منيمه رآسهآ على كتفه الأيسر بـ إستسلآم كآمـل وبـ ثقـه مآحستهآ إلآ بحضنـه وهي على صدرهـ ...

تنآسياً منهآ لـ ثقلهآ الملقـى كآملاً عليـه وصلآبتـه في تحملّهآ , محتضنهآ بذرآعيه رآفعهآ تمآماً عن الأرض , يمنـه ويسره تتهآدى خطوآته البطيئـه على إيقآع الموسيقـى الهآدئه وكلمآت الأغنيـه الرومآنسيه لـ محمد فؤآد ..

خبينـي , قـوآ حُضنـك يـوم ودفينـي
دآ فآتـو سنيـن , أنآ وعينـي , بنحلـم بيـك
ودينـي , دُنيآ تآنيـه وكفآيـآ .. أحسّ هوآك دآ قوآيـآ , وأعيـش حوآليـك

همس لهآ بعذوبه: أقسمـي بحبـك لـي يآميسـم , أبي أسمعـه مره ثآنيه
أبعدت رآسهآ عن كتفه تنآظر بعيونه النآعسـه , لـ ثوآني ثم سحبت يدهآ اليسرى من حول عنقه مبعده نظآرته الطبيّه مستطيلة الشكل سودآء الإطآر عن عيونـه السآحره آلمخفي جمآله ورآء عدسآتهآ آللعينـه بـ التزآمن مع كلمآت الأغنيه ..

دآ لو فكـرت ألآئـي كلآم , أئولـه حبيبـي فيـك
يفـوت آلعُمـر كلـه أوآآم , وأنآ بوصـف عينيـك

إقترب وجههآ لـ جآنب وجهه الأيمن , إحتكت بشرتيهم بمدآعبـه رقيقه لخديّ كلاً منهم , هآمسه بـ أذنـه بـ قسم مثيـر لكلّ حوآسه وعوآطفه الجيآشه المندفعه: قسـم بآلله إني أحبــك يآوآئــل

على وقع هآلقسـم ومع كلمآت الأغنيـه بهآللحظـه تحديداً ..

و آآآآآآهـ , مهمآ قطـر العمـر يفـوت
برضـوآ هفضـل أحبـك مـوت
وعمـره شوئـي مآ يـوم ينئـص

إعتصر جسدهآ بتكتيفتـه لهآ مفآرق المشغـل صوب غرفـة آلنـوم ...
وبهدوء ورقـه أنزلهآ على آلسرير المنخفـض جآلس بـ الأرض على ركبتيه ..
من عجزهآ مآقدرت ترفع نصفهآ السفلي وتستقعد , مآقدرت الآ إنهآ تميل برآسهآ تنآظره وهو يفكّ أزرآر ثوبـه , ينآظرهآ بـ غمـوض , ثآبت الوجـه والملمـح ..

دقت حوآسهـآ نآقوس آلخطـر , آللحظـه آلمنتظـره .. إبتلعت ريقهآ وآلرجفـه تسري بكآمـل جسدهآ المرتعـش ...
بحلقهآ غصّـه مآقدرت تطلقـهآ , وبصدرهآ نفس مآقدرت تحرره ...
وقف عن الأرض المقآربه للسرير جآلس على طرفه .. وبيده الدآفيه أبعد خصل من شعرهآ عن جآنب وجههآ لـ ورآ أذنهآ , ملآمس من بعدهآ بظهر أصآبعه خدهآ النآعم الأملـس هآمس بـ وشوشه خآفته: آشششش إهـدي ............. وإسترخــي

أمسكت معصم اليد الملآمسه لخدهآ منزلتهآ بـ نظرة إستجدآء وترجي: وآئل تكفـى , ترآ مقدر أتحرك , ولآ أقدر أسويّ شيّ
إنتفض صدره بضحكه عفويّه مردف من بعدهآ بهدوء وكأنه يهمس لهآ رآفع حآجبيه: وهذآ أحســن شــــيّ
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم صرحت عنه ملآمحهآ المستفهمه ليردف هو بلعآنـه ونصفه العلوي كل مآله يقترب عليـه بـ إنحنآءه ظهره: مآتقدرين تتحركيـن , ترفضيـن أو تمتنعيـن , يعنـي بسـويّ إللي أبــي , وبكيفـي
بسطت يمنآهآ على صدره مآنعته بوهـن محتده عيونهآ أقصآهـم , مقطبـه حآجبيهآ أقصآهم , قد حفر الخـوف ملآمحه بين قسمآت وجههآ المرتعب – سآئلـه بـ وهن وإرتجآف - : وش بتســوي !!!

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه جذآبه مجآوبهآ ويده تتسلل لـ ظهرهآ , لـ موقع السحآب الرفيـع للفستآن من الخلف , شآده بهدوء منزله – بـ نبره خآفته عذبه , لعينـه ومآكره - : ههههه آلحيــن بتشوفيــن .............


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية