كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثامن )
ولم يكن هذا لانعدام ثقتها به ، فقد سبق وسنحت له فرصة الليلة الماضية فلم يغتنمها ، وهذا يعني إما أنه لم يشعر بوجودها ، وإما أنه لم يكن من الفطنة بحيث يدرك ما جال في ذهنها كما كانت تظن . كلا ، ولكنها لا تثق بنفسها هي .
ما الذي سيحل بها بعد ذلك ؟ سيزيدها حبه خبلاً .. وماذا عن ألم الفراق ، والطلاق ؟ هل سيكون بامكانها احتمال ذلك ؟ وسمعته يتمتم هامساً : " إنني زوجك يا انجيلينا ولي الحق في ان أنظر إليك كما أريد "
آه صرخت من أعماقها المعذبة . لماذا ذكرها بذلك ؟ صحيح أنه قانونياً مازال زوجها ، ولكنه في الحقيقة ، لم يعد كذلك . هل معنى هذا أن رغبته في الانتقام ما زالت غير مشبعة ؟ وأنه ينوي أن يعود لاستعبادها كلياً مرة أخرى ، قبل أن يبترها من حياته ؟ هل من الممكن أن يكون بكل هذه الغطرسة والقسوة ؟
ولكن كل ما أمكنها قوله هو : " إننا سنتطلق "
فقال : " ومن قال هذا ؟ إبقي هنا وعودي زوجة لي مرة أخرى يا انجيلينا "
أتبقى ؟ وتصلب جسدها إن من السهل أن تقبل بذلك .. من السهل جداً . ولكنها أبداً لن تضع نفسها في ذلك الموضوع لتبدأ الأمور من جديد .. أبداً ، أبداً . أن تمر أسابيع لا تكاد تراه .. إلى على مائدة العشاء أحياناً ، وأن تنام بمفردها في ذلك السرير الواسع وهي تتساءل عما إذا كان سيأتي إليها وهي تعلم أنه لا يحبها ، وأن حبها له جعلها مستعبدة له .. مجرد ممسحة أرجل !!
وبقوة تملكتها من حيث لا تدري دفعته عنها قائلة : " كلا ، وأرجوك أن تبقى بعيداً عني ، إنني لن أبقى لأعيد الماضي من جديد .. "
دفعها بعيداً عنه بعنف وهو يتابع قائلاً : " أتدفعينني إلى الجنون ، ثم تقولين إبقى بعيداً عني ؟ أتريدنني أن أفقد عقلي ؟ "
فقالت وهي تشهق : " كلا ، لا تفعل هذا يا كريس ، أرجوك أن لا تفعل هذا "
فقال وهو يلوى فمه بسخرية مرة : " ما الذي على أن لا أفعل .؟ أن لا أهتم بزوجتي ؟ "
لكن هذا ليس حباً ، إنها لم تره من قبل بمثل هذا العنف .. لقد كان دوماً متمالكاً نفسه في كل موقف ، وإزاء كل مشاعره ، ولم تحتمل رؤيته بهذا الشكل وكأنه يعاني عذاباً مبرحاً .
لقد سبق وتركته مستاء ، بعد ظهر أمس عندما ذهبت للقاء توم وها هي ذي الآن تقوم بهذا العمل مرة أخرى . إن الرجل لا يمكنه احتمال هذا عادة . ولكن الأمر ذنبه كما هو ذنبها . كانت تفكر في ذلك بكآبة وهي ترى الثورة في عينيه .
ما كان لها أن تسمح له بأن يسيطر على مشاعرها بهذا الشكل ، وكان كل همها الآن هو الترفيه عنه ، أن تخبره بأنها تحبه وبأنه لن يكون هناك رجل غيره في حياتها أبداً .. أبداً . ولكن ، فقد سبق وسارت في ذلك الطريق من قبل ولكنها لن تكرر ذلك مرة أخرى .
إلا أنها لا تجرؤ على ذلك . لم تتمكن من أن تعاود تلك السيرة . حتى ولا لأجل حبها له ، وإلا فإنها ستحتقر نفسها طيلة حياتها بعد ذلك .
وما لبثت أن أدركت بالضبط اللحظة التي ربحت فيها المعركة ، هذا إذا كان هذا الفراغ الذي تشعر به يمكن أن يدعى ربحاً .
|