لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: رأيك في روايتي يا جميلة ؟!
أعجبتني 12 80.00%
لدي بعض الملاحظات ! 3 20.00%
المصوتون: 15. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-15, 06:38 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير.. صراحة ماعندي توقعات..
بس فضول ابي اعرف وش سالفة فيصل وعادل وعبدالرحمن..

ايش اللي في المغلف اللي لقاه بدر..! بدأ يشك
بعبدالرحمن.. بس هل رح تستمر شكوكه او لا..!


سلطان.. بعد سنوات من ركضه ورا حلم ما تحقق..! و في
الوقت الضائع استوعب قد ايش تحملته دلال..


هذاك الشرطي مدري وش رتبته يمكن رح يساعد بدر..


ادري تعليقي مختصر و مو قد ابداعك.. بس ماعندي توقعات
للأسف..

رائعة.. استمري..😊

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 02-06-15, 09:08 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   صباح الخير.. صراحة ماعندي توقعات..
بس فضول ابي اعرف وش سالفة فيصل وعادل وعبدالرحمن..

ايش اللي في المغلف اللي لقاه بدر..! بدأ يشك
بعبدالرحمن.. بس هل رح تستمر شكوكه او لا..!


سلطان.. بعد سنوات من ركضه ورا حلم ما تحقق..! و في
الوقت الضائع استوعب قد ايش تحملته دلال..


هذاك الشرطي مدري وش رتبته يمكن رح يساعد بدر..


ادري تعليقي مختصر و مو قد ابداعك.. بس ماعندي توقعات
للأسف..

رائعة.. استمري..😊


أهلًا بالجميلة : طعون ..

أسعدني ردك يا عسل ..
طبعًا بدر واضح انه لقى المغعلف الصحيح .. و محتوى المغلف رح يتضح بشكل كامل بالبارت الجاي ان شاءالله ..

أما بالنسبة للعقيد سيف .. فأكيد ان الموضوع ما رح يمر من عنده مرور الكرام ..
رح يكون له دور كبير بالأحداث ..

ممتنة لردك يا جميلة .. خليك مواصلة معنا للنهاية :)

دمتي بحفظ الخالق يارب ..

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 05-06-15, 04:17 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296866
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: Abo Yazan عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Abo Yazan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم ورحمة الله ..

كنت أود لو انني بدأت بقراءة الرواية منذ أن بدأتِ بإضافة أجزاءها لكي يكون هناكَ مجال للتعليق على كل جزء بشكل منفصل وشمولي أكثر ..

ولكن يبدو أن علي الانتظار حتى النهاية للتعليق عليها بالمجمل ..

الرواية ممتعه رغم وجود بعض التفاصيل المملة وأعتذر عن اللفظ ..

بالتوفيق حتى النهاية

 
 

 

عرض البوم صور Abo Yazan   رد مع اقتباس
قديم 05-06-15, 02:36 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم و رحمة الله ..

مساء الخير يا حلوين كيفكم ان شاءالله تمام ؟!

رجعت لكم بالبارت 14 .. بارت طويل و حلو بيعجبكم أكيد ..

و البارت تطرقت فيه لأحداث قديمة حصلت لأبطالنا و أثرت عليهم ..

و هالمرة بيكون فيه أيضًا حضور لفيصل ..

أما بالنسبة لبدر .. رح تنكشف له أشياء و رح يطيح في مشاكل أخرى .. للأسف

يلّا ما أطول عليكم .. أترككم من البارت .. قراءة ممتعة ..


.
.
.




الفصل الرابع عشر 14 :






أحيانًا يكون الصمت هو ردة الفعل المناسبة لتلك الأحداث التي تربط ألسنتنا تمامًا ..

تلك الأمور التي توقفنا عن التفكير و تجعل الزمن يتوقف عن المرور علينا ..

عندها لا نمتلك سوى تلك التنهيدة التي تُخرج معها ملايين من ذرات الهواء , و التي كنّا من الممكن أن نخرجها على شكل حروف و عبارات .. و لكننا ببساطة عجزنا عن ذلك ..

يحدق هذا الشاب الفتّي بما بين يديه , و لا يتحرك منه سوى جفنيه .. :

لا أصدق .. حتى و إن رأيت الأمر بأم عيني لن أصدق .. !!

لا يمكن لذلك الوقار أن يكون مجرد تمثيلًا .. !

لقد عرفت والدي أكثر من أي أحد على هذه الأرض ..

كيف يمكن لبعض الصور الموضوعة في مغلف أن تضعني وسط هذا الكم من الشك ؟! ..

و لكنها .. و لكنها تبدو واقعية للغاية ..

لكن ما اذا كانت الصور لا تحتاج إلى كلمة ( تبدو ) ..؟

ماذا إذا كانت واقعيةً فعلًا .. ؟!

4 صور مختلفة ..

4 صور مملوءة بأجساد تبدو و أنها تتلوى طربًا و شهوةً و نشوةً أيضًا ..

4 صور مختلفة و لكن أمرًا واحدًا هو الثابت فيها ..

إنه وجه و جسد أبي القابع بين هذه الأجساد ..

نساءً و رجالًا .. البعض منهم واعٍ و البعض كان قد أنهكته تلك السوائل ذات اللون و الرائحة المميزتين ..

أحدهم ممسكًا بفتاتين .. و تحاوطه الباقيات من كله جهة ..

و أحدهم ساقطًا أرضًا و ينتشل الجميع ماله من كل جيب ..

و البعض يتظاهرون بالشرف و الوقار .. و قد اتخذوا لأنفسهم مكانًا في زاوية الغرفة ..

لقد كان محتوى الصور واضحًا للغاية .. و ليس هنالك داعٍ بأن استرجع ما شاهدته فيها ..

إنها تبعث بالخوف و الرهبة في النفس لمجرد السماع عنها .. أو استراق لمحة منها ..

لكن ماذا إذا كان أعز الناس يتوسطها ؟! ..

أعاد بدر الصور إلى المغلف ببطء .. و قد تلاشت كل الكلمات من صدره ..

كان يفكر بأن عليه أن يتخذ موقفًا تجاه ما رآه للتو ..

و لكن ما الموقف الصحيح تجاه هذا الأمر ؟!

أيصدق حواسه و عيناه و ما لامست يداه ؟! ..

أم يصدق قلبه الواثق من طهارة أبيه الذي عايشه لـ 21 عامًا .. ؟!

كان ذاك أشنع صراع قد يواجهه بدر في حياته بأكملها .. صراع ما بين العقل و القلب ..



**********


يمشي في طرقات العاصمة التي يحفظها عن ظهر غيب .. و التي تلقى تدريباته الأمنية و العسكرية في مختلف أرجائها ..

كان قد وصل من الخرج في أقل من ساعة .. و كأنه يسابق عقارب الساعة معلنًا لنفسه أن لا مجال للتباطؤ أمام ما يحصل ..

وقف عند إحدى الإشارات الحمراء و أخرج هاتفه بسرعة و هو يتذكر الصفحة التي أراه إياها ابنه وليد ..

دخل إلى محرك البحث العالمي و هو يبحث عن اسم ( عادل سليمان ) ..

و سرعان ما ظهرت له ملايين النتائج من مواقع تواصل و صحف إلكترونية و مقالات مختلفة ..

دخل إلى أول رابط ظهر له في الأعلى .. الصفحة الرسمية لعادل على موقع " تويتر " ..

قرأ تلك التغريدة المشيرة للموقع الأول من هذه المتاهة التي يبدو بأنها ستطول ..

قرأها عدة مرات و الحيرة تتلبسه أكثر في كل مرة ..

فطلب رقم أحد رجال المرور الذين يعملون تحت يده في الخرج ..

طالبًا منه بأن يزوده برقم بدر سليمان .. و بسرية تامة ..

حفظ الرقم على هاتفه و قام بطلبه ..




**********



أدخل الصور في المغلف و هو يضع أصابعه على عينه بإرهاق محدثًا نفسه :

لقد خارت قواي بالكامل من أول مغلف .. و تراكمت جبالًا من الهم على صدري ..

لا أعلم ماذا أقول بالضبط .. هل أقول سامحك الله يا أبي على ما أوقعتني فيه ؟! ..

أم أقول حسبي الله على من وجد هذه الثغور في أفعالك ليهلكني أنا ؟! ..



أعاد رأسه إلى الخلف بضيق و هو يخرج هاتفه ليعاود الاتصال بعبدالرحمن .. و لكن سرعان ما قطع فعله ذاك الاتصال من رقم مجهول ..

خمن بدر أنه قد يكون ذاك المعتوه و يريد أن يضغط عليه بالكلام أكثر .. رد على الاتصال بارتباك :
" نعم ؟! "..

و لكن الصوت في الطرف الآخر لم يكن صوت فيصل الخشن الأجش .. لقد كان صوتًا صارمًا واضحًا ..

" بدر ؟! .. ما الذي يحصل ؟! "..

"من أنت ؟! "..

" أنا سيف .. العقيد سيف عبدالله , ما الذي يجري ؟! .. تصلنا يوم أمس أنباء عن اختفاء والدك .. و اليوم هو يقيم بعض المبادرات الشبابية الوطنية عن طريق حسابه ؟! .. ".

ارتبك بدر من صرامة هذا الرجل و جديته .. و قد كان آخر ما يتمناه هو أن تتم ملاحقته قانونيًا وسط هذه الأحداث الغير منطقية ..

لقد كان موقنًا بداخله أن العقيد لن يجعل الأمر يمر من أمامه مرور الكرام .. و قد تذكر نظراته المملوءة بالشكوك عندما غادر القسم مع عبدالرحمن ..

" أيها العقيد .. إن الوضع ليس كما تظن "..

" ما الأمر إذًا ؟! .. لديك بضع دقائق فقط لتعطيني شرحًا وافيًا لهذه المهزلة .. أو سأضطر أن أجعلك تبيت لياليٍ عديدة في القسم .. "

" اسمع .. آخر ما احتاج إليه الآن هو تهديد آخر .. لن أستطيع أن أخبرك بما يحصل و لن أفعل .. كل ما سأقوله هو أن والدي لا يزال مفقودًا .. و أنا أتعرض للابتزاز من أجله .. ليس هناك شيء آخر لأقوله "..

أغلق بدر الهاتف قبل أن يسمع الرد .. و قام بحفظ رقم العقيد على هاتفه حتى يتفادى الرد عليه مرة أخرى ..

قام بمعاودة الاتصال على عبدالرحمن الذي كان في عالمًا آخر تمامًا ..

أما العقيد فقد أدرك للتو أن حادث السير ذاك كان مركبًا من قبل بعض المبتزين .. و أن عادل سليمان ( مخطوفًا ) و ليس ( مفقودًا ) ..

أكمل العقيد سيره باتجاه الموقع الأول و الذي وصل إليه بسرعة .. و هو متأكد من أنه سيجد بدر في مكان ما هنا ..

مشى لمسافة بعيدة بعض الشيء عن الإشارة المذكورة في التغريدة ..

أما بالنسبة لبدر .. فقد لاحظ سيارة كبيرة بيضاء اللون من نوع الدفع الرباعي .. و هي تدور حول المكان باستكشاف .. غطّى وجهه بغترته و هو يحاول استراق النظر إلى تلك السيارة .. و سرعان ما لمح العقيد سيف في داخلها بلباسٍ غير عسكري .. و هو يتلفت في جميع الجهات ..

أسرع بدر لتشغيل سيارته باستخدام نسخة من مفاتيحه بعدما أعطى عبدالرحمن المفاتيح الأصلية .. و قرر الابتعاد عن هذا المكان بقدر المستطاع ..

كانت الساعة قد اقتربت من السابعة مساءً .. و بدر في انتظار الموقع الثاني و هو يهرب مبتعدًا .. !

أما العقيد سيف فقد قرر ملاحقة بدر عن طريق المواقع و التغريدات .. و محاولة مجاراة الذي يحصل بتسلسل منطقي .. و قد لاحظ الارتباك و الخوف على صوت بدر عن حديثه .. و ذِكره بأنه يتعرض للابتزاز .. !!

حدّث العقيد نفسه : " الأمر واضح جلِي .. حساب عادل مخترق و هناك من يحاول استنفار الجميع بالبحث عن شيء ما .. لا يمكن لهذه المبادرة أن تكون شريفة .. سأتتبع هذه المواقع و أرى إلى أين ستأخذني ..! " ..




**********



خرج من المقهى مارًا بسيارته لأخذ المغلف الثاني .. و بدأ بالمشي على الرصيف بمحاذاة بعض محلات الحلويات الشهيرة .. توقف للحظات بجانب أحدها .. و هو يدس المغلف بسرعة و عناية في الموقع المحدد ..

أكمل المشي ليعود إلى سيارته و يسير باتجاه الموقع التالي ..

و لكن قصة قديمة كانت قد حضرت إلى ذهنه في تلك الأثناء .. و كأن هذا اليوم هو يوم الذكريات و القصص التي صنعت حاضر الجميع ..

قصة أخبره بها أخوه عندما كان سلطان في الحادية عشرة من عمره .. قصة وقعت قبل 22 عامًا !! ..

سرد خالد أخو سلطان - و الذي يكبره بـ 12 سنة - ما حصل معه في مكان عمله .. عندما كان يدرس الطب البشري و يطبق في إحدى مستشفيات الرياض .. وهو في 23 من العمر ..

كان الجميع يقوم بعمله و قد عمّ المستشفى جو من الهدوء النسبي .. و لكن كسر ذاك الهدوء صراخ أحدهم و هو يدخل إلى قسم الطوارئ حاملًا بين يديه جثة هامدة ترتعش بشكل غريب ..

كان خالد واقفًا مع زملائه من طلاب الطب بالقرب من طاولات الإستقبال .. حينما التفتوا بخوف إلى ذاك المرعوب و ما يحمله بين يديه .. و الذي يصرخ مرددًا :" ساعدوه أرجوكم .. بسرعة لا تقفوا هكذا !! .. أحضروا بعض المساعدة هيّا .. "

اتجه خالد و أصحابه إليه و قد تبعهم العديد من الممرضين وهو يسحبون سريرًا ليضعوا ذاك المتهالك عليه .. كانت هذه أول مرة يرى فيها خالد شخصًا متعبًا بهذا الشكل على الرغم من مجيئه المتكرر للمستشفى .. وقف بالقرب من باب الغرفة و هو يرى الأطباء يعانون جاهدين لإنعاش هذا الشاب ..

سمع خالد الرجل الذي أتى حاملًا صاحبه وهو يزود عامل الإستقبال بالمعلومات و هو يتحدث بتردد و يرتعش خوفًا :" اسمه فيصل , إنه فــ في الخامسة و الــ و العشرين "..

همس خالد لنفسه عن مدى صغر سن هذا المسكين , في الخامسة و العشرين !! ..

لم ينس خالد ذاك الاسم أبدًا .. فيصل ..

أول حالة طوارئ شديدة يشاهدها على مدى سنوات دراسته كاملة .. !!

ظل ذاك الاسم محفورا في عقله إلى هذا اليوم .. تساءل خالد في نفسه :" ماذا أصابه يا ترا ؟! .. لم يكن ينزف .. لقد كان يرتعش فقط .. !! " ..

دخل خالد في حالة من السكون و هو يشاهد ذاك الشاب الآخر - و الذي يبدو صغيرًا أيضًا - واقفًا بالقرب من صاحبه بحالة من الشلل في الأطراف .. وحدها عينيه كانت تحكي كل شيء ..

يبدو بأنه كان قريبًا جدًا إلى قلبه .. أهو صاحبه أم أخاه ..؟

اقترب خالد من ذاك الواقف بعينين تبكيان خوفًا و انتظارًا للحياة بأن تعود لذاك الجسد .. وضع يده على كتفه بهدوء قائلًا :" تعال معي .. ".

مشى خالد برفقته وهو يُجلسه على إحدى الكراسي .. بينما وضع ذاك رأسه بين يديه و بدأ بالبكاء المكتوم و حرقة تخرج من طيات قلبه على أعز أصحابه ..

" استعذ من الشيطان .. و قل لي ماذا حصل ؟! "..

تحدث ( عبدالرحمن ) بصوت هامس :" لا أعلم , لقد .. لقد سقط فجأة وهو يرجِف .. لا أعلم ماذا حصل !! .. يا إلهي .. اللهم لا تجعلني أتذوّق مرّ فقدانه .. " .. استمر عبدالرحمن بالدعاء وهو يبكي بصوتٍ مؤلم ..

لم يتمالك خالد نفسه .. و قد امتلأت عيناه وهو يرى عبدالرحمن يضع يديه على جبينه و يبكي و يتنفس بصعوبة ..

عاد خالد إلى المنزل بعد انتهاء عمله , ليجد عائلته مجتمعة في غرفة الجلوس .. خلع معطفه الأبيض و هو يجلس بجانب والدته و قد احمرت عيناه من البكاء ..

سأله الجميع عن السبب .. و قد سرد لهم القصة كاملة و هو يتحدث بحماس عمّا حدث ..

أما سلطان فقد كان يستمع بهدوء و هو يجلس بجانبه والده و يرى مدى الحماس الذي يتدفق من عيني أخاه و حديثه عن إنعاش المريض الذي أتاهم اليوم .. و قد رسخت القصة في عقله كأي طفل صغير .. !



**********


يدُور في تلك الغرفة مجيئًا و ذهابًا .. يحدق في يديه المحروقتين تارة .. و في ذاك النائم تارة أخرى ..

غدًا .. غدًا سينتهي كل شيء .. كل شيء بالنسبة لي ..

كم انتظرت هذا الوقت ليأتي و هذا الشعور ليباغتني و يزف إليّ خبر راحتي المنسية .. لم تعد البهجة و السرور حكرًا لعادل و ابنه .. سيكون لي نصيبًا منها ..

توجه فيصل إلى عبدالرحمن الذي بدا بأنه يغط في سبات عميق ; نتيجةً للسفر و الإرهاق الذي عانى منه و هو برفقة بدر منذ الصباح ..

أدخل يده بخفة إلى أحد جيوب عبدالرحمن و سحب مجموعة من المفاتيح المرتبطة ببعضها بواسطة حلقة صغيرة .. بدأ بتقليب المفاتيح بين أصابع بهدوء و هو يتأملها و يصنفها .. مفتاح لسيارة عبدالرحمن , و آخر خاص بالبوابة الإلكترونية , و مفاتيح أخرى ..

و لكن واحدًا منهم كان ذا لون فضيّ مميز و تغلفه بعض طبقات الصدأ الخفيفة .. أخرج فيصل هذا المفتاح بهدوء و هو يتذكره تمامًا و كيف أن يومًا من الأيام كان هذا المفتاح مِلكهُ لفترة من الزمن ..

كان يتمنى لو أنه أخذه من عبدالرحمن منذ فترة و لكن لم تسنح له الفرصة ذلك .. دسّ فيصل المفتاح في جيب بنطاله و عاد ليضع البقية في جيب عبدالرحمن مرة أخرى ..

وضع يده على خد عبدالرحمن وهو يضربه بخفة ليوقظه :" عبدالرحمن , عبدالرحمن استيقظ "..

فتح ذاك عينيه بتعب هامسًا :" ماذا ؟! .. ما الأمر ؟! .. "

" لا شيء .. أريد أن أقول لك بأنّي ذاهب لمكان قريب من هنا .. حسنًا ؟! "..

" نعم بالتأكيد .. انتبه لنفسك "..

خرج فيصل من شقته .. نازلًا تلك السلالم التي حوّلها الصدأ إلى أوراقٍ هشة قابلة للسقوط في أي لحظة !! ...

و ما أن وصل إلى مخرج العمارة .. حتى داعبت وجهه نسمات الصيف الدافئة .. أخذ نفسًا عميقًا و هو يمشي إلى وجهته ..

" لقد مر وقتٌ طويل منذ أن خرجت من تلك الزنزانة الكئيبة ..

هناك وجوه جديدة تعبر الحي .. محلّات حديثة الإنشاء على وشك الافتتاح ..

و لكن لماذا أُحس بأنني غريب عن هذا العالم بأكمله .. !؟

و خجل يباغتني في كل مرة أنوي فيها الخروج و المشي في هذه الطرقات ؟! ..

لا يعقل بأن الروح التي في داخلي بدأت بالانكماش تدريجيًا ! .. أخجل من التعرّف على أحد .. أو مصافحة أحدهم ..

أو حتى الإعتذار عندما يضرب كتفي أحد المارّة ..

مقابل كل ذرّة قسوة توجد في قلبي .. يوجد هناك ضعف متأصل في روحي ..

لم أعد أنتمي إلى مكان ولا لأحد .. ها أنا أمشي و لكن بحسرة قديمة تفتت خلايا ذاكرتي ..

لم أفعل شيئًا صحيحًا واحدًا في حياتي .. و أنا أعترف .. و لكن في المرات التي احتجت فيها أن يعدل أحدهم أخطائي .. كان الجميع يسخرون من عيوبي .. يهمشونني كما لو كنت فيروسًا يخشون على أنفسهم منه ..

و لكن لا ألومهم .. فأنا حقًا سيء .. لم أجد من يدفعني للحسنى و يعدل من خطاي .. أنا سيء و معجبٌ بسوئي .. "

وصل فيصل إلى وجهته محملًا بنواياه الغامضة و حديث النفس الذي يتلاعب بعقله .. كانت وجهته هي محل صغير في زاوية الشارع لـ نسخ المفاتيح و صنع الأقفال ..

دخل إلى المحل و هو يخرج ذاك المفتاح من جيبه .. استغرب الموجودين شكله و كيف أنها أول مرة يرونه فيها .. و ليس لديهم أدنى فكرة بأنه عاش هنا أكثر منهم جميعًا .. !!

طلب منهم صنع نسخة من المفتاح .. و ردّوا قائلين بأنه سيستغرق بعض الوقت .. ترك المفتاح لديهم و خرج ليشتري له بعض الماء البارد ..

فمنذ فترة طويلة وهو لا يشرب سوى من ماء الصنبور .. على الرغم من محاولات عبدالرحمن الكثيرة لردعه عن فعل ذلك .. و شراء بعض الماء البارد له , إلا أنه كان دائم الرفض ..

و لكن اليوم كان مختلفًا بالنسبة له .. و بشعور جديد يملأ قلبه .. قرر الخروج و المشي و شراء الماء و الحديث مع البعض لثواني !! ..

عاد لمحل المفاتيح و استلم نسخته وهو يضع المال على الطاولة دون أن يكلف على نفسه النطق بـ شكرًا ! ..

كان يمشي عائدًا إلى شقته عندما شعر بشيء يضرب ظهره بخفة .. توقف للحظات و هو يغمض عينيه محاولًا كبح غضبه السريع ..

استدار ليرى طفلة صغيرة واقفةً بجانب أخًا لها و هما يحدقان فيه بخجل ..

تقدمت تلك الصغيرة منه بهدوء هامسةً :" عذرًا .. لم أقصد أن أرمي الكرة عليك .. "

أطال التحديق فيها بابتسامة جانبية لا تكاد تُرى .. معترفًا لنفسه بأن اليوم هو غريبٌ حقًا .. فالابتسامة لم تكن لتعبر شفتاه سوى مرة واحدة في السنة ..

أكمل مشيه و صعد إلى شقته و هو يدعي الله سرًا أن يكون عبدالرحمن لا يزال نائمًا !! ..

دخل ليرى ذاك لا يزال مستلقيًا بإرهاق .. فرِح لذلك وهو يتقدم منه بهدوء و يعيد ذاك المفتاح الفضيّ إلى إخوته في تلك الحلقة الصغيرة ..

توجهت عيناه إلى الغرفة التي وضع عادل فيها .. اتجه إليها و هو يحمل قارورة الماء التي اشتراها منذ دقائق ..

دخل متجهًا إلى عادل .. وأمسك بفكيه و هو يدخل طرف القارورة في فمه و يسكب بعض الماء بخفة .. استيقظ عادل على تلك البرودة التي سرت في جوفه .. لتلتقي عيناه بفيصل ..

تحدث فيصل بهدوء :" أرأيت ؟! .. أنا لست سيئًا إلى ذاك الحد .. " أخذ القارورة مجددًا و سكب القليل على رأس عادل و هو يقول :" يبدو بأنك مصابٌ بالسكر .. أليس كذلك ؟! "..

لم يستطع عادل الرد .. فقد كانت قواه معدومة تمامًا ..

نطق فيصل بسخرية :" غريب ! .. إننا في نفس العمر ولم أُصب أنا بأية مرض ..! "..

" لم تصب بمرض .. و لكنك جلبته لنفسك و بمالك .. " قال عادل بصعوبة و بصوت متعب وهو يحدق في ذراعيّ فيصل ذات الخدوش و البقع السوداء المزرقّة ..

نهض فيصل و هو يخرج من تلك الغرفة .. تاركًا عادل غريقًا فيها مرة أخرى ..

و توجه نحو خزانة في غرفة مجاورة .. خزانة لا تحمل سوى بضع الملابس المكوّمة بإهمال و بعض أشباك العناكب المنتشرة بداخلها ..

أدخل يده تحت الملابس ليخرج صندوقًا صغيرًا كان قد احتفظ فيه لأجَلٍ غير مسمى .. نفض الغبار عنه و هو يفتحه بخفة ملقيًا نظره على محتواه ..

أخرج ما بداخله و هو يتأمله بتفحص ..

( سكين صغيرة مصقولة و مسنونة بعناية .. )

لم يستخدمها قط من قبل .. منذ أن حصل عليها وهو يضعها في ذاك الصندوق بنيّة غير محددة .. و لكن الآن و قد اتضح ما ينوي فعله .. أخذها و هو يدسّها في يده ..

رمى بالصندوق داخل الخزانة و أغلقها .. و اتجه نحو غرفة الجلوس ..

جلس على ذاك الكرسي المفرد الصغير و عيناه تعبران جسد عبدالرحمن من الأعلى و نحو الأسفل باستغراق!! ..

" قرر ما سوف يفعله , فنهض متوجهًا نحو عبدالرحمن و هو يمشي بهدوء و سكون ليس لهما مثيل !! .. "




... نهاية الفصل 14 ...



أتمنى أن الفصل هذا أشبع فضولكم شوي بالأحداث ..

يلّا يا حلوين .. مستنية توقعاتكم عاللي حصل :

ايش ممكن يكون إحساس بدر بعد ما شاف الصور ؟؟ و هل من الممكن انها تكون حقيقية أو مركبة !؟

و العقيد سيف عبدالله .. هل رح يكون طرف مساعد لبدر أو انه عدو جديد يحاول انه يوقف بوجهه ؟

أما بالنسبة لسلطان .. كيف من الممكن ان اللي حصل لفيصل من 22 سنة انه يأثر على سلطان و على حاضره ؟؟

و أخو سلطان ( خالد ) .. هل رح تكون له دور في الاحداث ؟!

و زعيمهم فيصل .. ايش ممكن يكون المفتاح اللي أخذه من عبدالرحمن وليش نسَخه ؟! و ايش ممكن يسوي بعبدالرحمن بواسطة السكين اللي أخذها ؟! ..


.....

يلّا أبغى توقعات جديدة و غريبة ..

دمتوا بحفظ الله يارب ..

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 09-06-15, 10:22 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285890
المشاركات: 149
الجنس أنثى
معدل التقييم: طالبة هندسة عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 65

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طالبة هندسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم
ويسعد مساءك
رواية جميلة جدا و وما يزيدها جملا هو الغموض الدي يلفها واخر فصل بين لنا بعض من هدا الغموض ولكن لم يشبع كل فضولنا
اعتقد ان الصور يالفعل له ولكن التقطت هده الصور عندما كان صغير
اما العقيد سيف اكيد له دور كبير في حل القضية بس رح يتعب لان بدر ماراح يقول له شي وهوحيكتش هدا بنفسه
المفتاح ممكن للشقة او مكان كانوا يلتقوا فيه و هدا المكان الي صارت فيه الحادثة لفيصل
كيف من الممكن ان اللي حصل لفيصل من 22 سنة انه يأثر على سلطان و على حاضره؟؟؟؟؟ ما أعرف مافي توقعات
تقبلي مروري دمتي في رعاية الله

 
 

 

عرض البوم صور طالبة هندسة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرياض, اختطاف, بوليسية, جرائم, روايات, رواية, عذاري, قتل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية