لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: رأيك في روايتي يا جميلة ؟!
أعجبتني 12 80.00%
لدي بعض الملاحظات ! 3 20.00%
المصوتون: 15. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-15, 03:01 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 



.
.

الفصل الحادي عشر 11 :

( قبل عدة أشهر مضت ) ..

يصعد الدرج بهدوء في منتصف الليل , لقد أتى في وقت متأخر خوفًا من أن يشك به أحد , و متلثمًا بعناية قبل أن يغادر سيارته , لكنه لا يزال يشعر بأن هنالك أحد يتبعه , و لكنه اكتفى بإقناع نفسه أنها مجرد وسوسة ..

في اللحظة التي وقف فيها أمام الباب , كان الباب قد فُتح له , ابتسم لحدس رفيقه ..

" لقد علِمت بأنني قادم ! " ..

" و من غيرك يأتي إلى هنا ؟! " .. قال فيصل بابتسامة لـ عبدالرحمن ..

" كيف حالك ؟ لم أرك منذ فترة .. كيف تسير خططك ؟ " .. سأل عبد الرحمن و هو يدور بعينيه في المكان ..
" بأحسن حال , لا تقلق .. و الآن أخبرني , ما آخر مستجدّاتك أنت ؟ " ..

" لقد أتيتك بما تريده بالضبط " قال عبدالرحمن و هو يجلس مقابل فيصل و عيناه تحكي الكثير ..

" هيّا تكلم " ..

" منذ فترة ليست ببعيدة , قام عدة فتيان من جدة بعمل مشروع بسيط , و لكنه كان محور حديث الجميع .. لقد قاموا بوضع مبالغ مالية لا تتجاوز الـ 500 ريال في مغلفات صغيرة , و خبئوا المغلفات في أماكن مختلفة في مدينتهم , و نشروا ما فعلوه في (( تويتر )) بحملة خاصة بهم و حساب خاص " ..

" حسنًا , و كيف أخبروا الجميع بمواقع المغلفات ؟! "..

" بسيطة , لقد قاموا بتصوير جزء صغير من المكان , و وضعوا الصورة في حسابهم و كتبوا أسماء الشوارع القريبة من مكان المغلف , و تركوا الشباب يقومون بالبحث و الاستكشاف , ومن يجدها يأخذها ".. أنهى عبدالرحمن حديثه و هو يضع قدمًا فوق الأخرى ..

سكت فيصل و هو يفكر و يحكُ ذقنه .. مغلفات , صور , بحث , و الجميع سيشترك في ذلك ...

" يبدو هذا جذابًا جدًا , سنقوم بفعلها , و لكننا بحاجة إلى خطة بديلة , أريد إنهاك بدر , إنهاكه حد النخاع .. "

" لا تقلق , سنجد خططًا أفضل , و لكن الآن سنعمل على هذه فقط , و مع الأيام سنجد ضالّتنا ... "

" أنت محق , لنرى ما أستطيع فعله ... " قال فيصل و هو يغمض عينيه باستغراق ...



********


الساعة 6:00 م , جنوب الرياض ...

يضغط بخفة على هاتف عادل بين يديه , و هو يبلل شفتيه بشعور الانتصار , و لكنها البداية فحسب ..

لقد فعلتها ..

سأضع الجميع أمام الحقيقة ..

سأخرج بدر من حياته الرتيبة ليوم واحد فقط ..

سأُجعله يشعر بقهر الرجال و حرقة الأعصاب ..

كان على عادل ألا ينبذ الماضي خلفه ..

لقد كنّا على وعود كثيرة , اتفاقات عديدة , و ماضي أكبر من هذا كله ..

و تركني عند أول منعطف خطِر أواجهه , تركني لأواجه هذا كله لوحدي ..

و استطعت فعل ذلك و استطعت المواجهة ..

و لكن يجب عليه أن يلقى جزاءه ..

كان لدي حلم , و لا زال موجودًا في طيات روحي , و سأظل ألاحقه حتى آخر ساعة في حياتي ..


********

واقفًا عند باب سيارته , يحدق في هاتفه تارة , و في عبدالرحمن تارةً أخرى ..

و فجأة , هتف صارخًا و مناديًا عبدالرحمن :" انظر , انظر إلى هذا , لقد أخبرتك , لقد علمت بما سيفعله .. ".

اقترب عبدالرحمن من بدر مسرعًا و هو يسحب الهاتف من يده و ينظر إلى ما كان بدر يحدق فيه ..

" أنت محق , يبدو بأنه الموقع الأول "..

استعاد بدر هاتفه قائلًا :" لا , لا يبدو , بل إنه بالتأكيد الموقع الأول .. "..

فتح باب السائق و هو يشير إلى عبدالرحمن بالدخول :" خذ , تولى القيادة أنت , و أنا سأكون بجانبك , سنذهب في سيارة واحدة .. " .

ركب عبدالرحمن و ركب بدر بجانبه مغلقًا بالباب بحدة , مشى عبدالرحمن بسرعة و هو يطلب من بدر أن يعيد قراءة الموقع له ..

لقد كانت هناك تغريدتان , و تفصل بينهما ربع ساعة ..

عاود بدر القراءة بينما عبدالرحمن كان يتخطى السيارات بسرعة جنونية ..

كان بدر يقرأ بصوت منخفض ما كتبه – فيصل – بكل ثقة ..

@Adel_H_Suliman : مكافأة لأبناء هذا الوطن الغالي , و لنكمل سويًة الفرح العارم بذكرى هذا اليوم , سأعلن أنا شخصيًا عن مكافآت مالية موزعة في أرجاء الرياض كاملة .. و موضوعة في مغلفات مغلقة .. ابتداءً من الساعة 6:00 م , سأخبركم بالموقع الأول ..


....


و مع استمرار قراءة بدر , كانت إعادات التغريد في تزايد , و كذلك التفضيلات ..

لقد أصبحت مبادرة رجل الأعمال : عادل سليمان , هي محور حديث الجميع ..

الذي لطالما كان الداعم الأول للشباب في المجتمع .. و يبدو بأنه الرجل المفضل لديهم ..

و استمرت التعليقات حول هذه المبادرة في حسابه .. و الجميع يكتبون و يشركون أصحابهم في هذه المبادرة الغريبة ..

و استمر بدر بقراءة تعليقاتهم وهو يقول :" هذا ما كان يقصده ذاك الدنيء عندما قال بأن الرياض كلها ستساعدني بالبحث !! .. الجميع يتحدثون عن هذه اللعبة التافهة , الجميع سيخرج للبحث , الجميع سيشاركوني البحث عن ضالّتي "..

قال عبدالرحمن محاولًا التهدئة :" لا تقلق , ها نحن الآن متوجهون إلى المكان المقصود , صدقني لن يصل أحدًا هناك قبلنا .. "

عاود بدر قراءة التغريدة الثانية , (( تغريدة الموقع الأول )) :

@Adel_H_Suliman : الموقع الأول أعزائي .. في مكان ما بالقرب من - شارع العليا العام – و بالقرب من الإشارة الثالثة .. اذهبوا للبحث هناك ..


....


أسرع عبدالرحمن و هو يحاول الوصول بأسرع ما يمكن .. و قد كانت المسافة طويلة من جنوب الرياض إلى غربها .. و قد مرت 25 دقيقة تقريبًا قبل أن يكونوا قريبين من الموقع .. و مع كل دقيقة كانت تعبر , كانت أنفاس بدر تضِيق به ..

و مع كل مرة يعلقون في ازدحام صغير , كان بدر يتمنى لو أنه يستطيع أن يُلغي الجميع من الوجود !!

و بعد مرور عدة دقائق من التوتر و التفكير الزائد .. كان عبدالرحمن يستطيع رؤية إشارة المرور المذكورة في التغريدة .. و لاحظ بدر أن أعداد الشبان في هذه المنطقة وهذه الشوارع في ازدياد ..

و شعر بأن الرياض كلها ستتكاتف لتقف ضده و ليس لتبحث معه !!

قال عبدالرحمن بسرعة :" هذا هو المكان .. أهناك تفاصيل أخرى مذكورة ؟! "..

" لا , لم يذكر شيئًا سوى اسم الشارع و رقم الإشارة المرورية "..

.. أبطأ عبدالرحمن من سرعته و توقف بجانب إحدى المقاهي .. نزلا بسرعة و هو يتلفتون يمينًا و يسارًا ..

" أين سنجد هذا المغلف اللعين الآن .. ؟" صرخ بدر بتوتر و و يديه ترتجفان ..

" اسمع سأذهب أنا من هذا الشارع , و أنت اذهب باتجاه اليمين من بعد الإشارة المرورية .. سنبقى على اتصال .. هيّا اذهب "

اسرع بدر بالمشي و هو يفكر أين من الممكن أن يضع أحدهم مغلفًا .. !!؟

كان يفكر بتوتر وهو يهمس لنفسه :" لن يضعه في منتصف الطريق بالتأكيد , سيضعه في مكان مخفي و آمن .. ولكن أين ؟ ... أين ؟! "

كان يمشي و هو ينظر إلى المحلات و المقاهي على يمينه .. و فجأة طرأت فكرة في رأسه ..


و أحس أن نبضات قلبه في تزايد ..




... نهاية الفصل 11 ...

توقعاتكم :) ؟؟

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 22-05-15, 04:43 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السالفة كل مالها تتعقد..

مين يكون فيصل ذا وايش علاقته بعادل..
هو اخوه والا صديقه والا ايش..

للحين الغموض مالي الرواية.. بس
الشرطة عارفين انه مفقود وبعدها يغرد في
تويتر..! هذاك الضابط مدري وش رتبته ما شك
بالموضوع..؟ بالذات انو بدر كان مرتبك قبل
يروح الرياض..

بس احس انو بدر رح يلقى المغلفات قبل الباقي..
بس اللي في المغلفات هو اللي رح يهلك بدر..
ويمكن انها فاضيه بس فيصل يتلاعب ببدر..

هذي توقعاتي حاليًا.. ❤️🙊

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 07:03 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   السالفة كل مالها تتعقد..

مين يكون فيصل ذا وايش علاقته بعادل..
هو اخوه والا صديقه والا ايش..

للحين الغموض مالي الرواية.. بس
الشرطة عارفين انه مفقود وبعدها يغرد في
تويتر..! هذاك الضابط مدري وش رتبته ما شك
بالموضوع..؟ بالذات انو بدر كان مرتبك قبل
يروح الرياض..

بس احس انو بدر رح يلقى المغلفات قبل الباقي..
بس اللي في المغلفات هو اللي رح يهلك بدر..
ويمكن انها فاضيه بس فيصل يتلاعب ببدر..

هذي توقعاتي حاليًا.. ❤🙊



أهلًا بالجميلة طعون ..

حبيت توقعاتك كثير .. و أعجبتني تساؤلاتك .. منطقية و عقلانية جدًا ماشاءالله عليك ..

العلاقة بين فيصل و عادل معقدة جدًا .. و بالبارتات القادمة تبدأ بعض الامور تتضح لك ..

انتظري بارت بكرة ياحلوة .. بتكون فيه أشياء حماسية و بتعجبك ..

ممتنة لمرورك يا حلوة .. دمتي بحفظ الله :)

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 25-05-15, 08:04 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم ورحمة الله ..

مساء الخير ليلاس .. :) كيفكم ان شءالله تمام ؟!

بارت اليوم رح يكون واحد فقط .. البارت 12 .. لانه طويل و يعادل بارتين ..

و بالبارت هذا رح نستقبل شوية شخصيات جديدة .. و مؤثرة على سير الرواية ..

و بالنسبة للعضوة الجميلة : طعون ..

بالبارت هذا رح تلقين جواب لتساؤلاتك :) ..

قراءة ممتعة يا حلوين ..

يلّا نبدأ ؟!




.
.
.



الفصل الثاني عشر 12 :

انتهى دوامه الرسمي من بعد صلاة المغرب .. غادر القسم بعدما أعطى بعض الأوامر الرسمية بشأن بعض القضايا .. و انتهى من التدقيق في جميع الأوراق على مكتبه ..

نزع قبعته العسكرية بينما كان يتوجه إلى سيارته الفارهة .. جلس متأملا المِقوَد لعدة ثواني و هو يُحدث نفسه :

كيف استطعت مغادرة عملي و هناك رجل أعمال مفقود منذ يوم تقريبًا ؟ ..

ألا يقتضي عملي التضحية بعض الشيء براحتي من أجل الآخرين ؟ ..

و لكني لست مطالبًا بذلك .. فأنا لم أرَ أبنائي منذ يومان تقريبًا .. و لكن ..

يبدو بأني سآخذ حمامًا دافئً و أعود لأتواصل مع رجالي عن هذا الأمر ..

فالموضوع ليس بسيطًا على الإطلاق , ستتفهم عائلتي موقفي و منصبي .. لا مزيد من هذه المشاعر عديمة النفع !

توجه إلى منزله و التقى بعائلته التي كانت تتوزع في جميع أرجاء المنزل .. صعد إلى غرفته و بدل ملابسه بعدما أخذ حمّامًا دافئًا .. و نزل إلى الغرفة الجلوس مجددًا ..

و سرعان ما سمع صوتها الدافئ و هي تخرج من المطبخ .. :" سيف , لقد عدت أخيرًا .. ".. توجهت زوجته إليه بابتسامتها التي يعشق و يديْها التي لها القدرة على جعله ينسى لماذا أتى إلى المنزل أساسًا !!

" أهلًا عزيزتي .. متأسف بشأن هذا و لكن كما تعلمين ... " صمت - العقيد سيف - بابتسامة يواسيها بها على غيابه ..

ردت عليه بجملته المعتادة :" نعم أنا أعلم ما ستقوله .. (( بينما نحن مسترخون هنا .. يوجد المئات من الذين ينتظرون إفراجًا , حُكمًا أو إعدامًا )) ..! ".. قالت له و هي تمده بفنجان القهوة ..

"أرأيت ؟ , لقد بدأتِ بتقمص شخصيتي و أخذ مكاني في هذا المنزل ".. قال جملته و أردفها بضحكة ..

" لن يأخذ أحدًا مكانك أبدًا .. " قالت و هي تُقبِل يده ..

" أين هو ؟! "..

تعجبت زوجته من سؤاله قائلة :" من تَقصِد ؟! "...

رد عليها بينما كان يتناول بعض التمر مع قهوته :" أقصد ذاك المخلوق الذي يتغذى على هاتفه " ..

فهمت زوجته المغزى و ذهبت بجانب السلالم و هي تنادي أكبر أبنائها :" وليد , وليد ألن تلقي السلام على والدك ؟؟ "..

انتظرت - سلمى - بضع دقائق قبل أن تسمع بعض الارتطامات في الدور العلوي .. سألت باستغراب :" وليد ماذا تفعل ؟! " ..

" لا شيء يا أمي .. لا شيء " .. و نزل ذاك الشاب ذو 18 عامًا و هو يقول مازحًا :" أين زوجك ؟؟ " ..

" توقف عن الحديث بهذه الطريقة عن والدك ! "..

" أوليس والدي هو زوجك ؟ .. ما بك ؟ .. إنك تجعلينني أشعر و كأنني ابن السائق .. ! "..

وصل إليها و ضربته بخفة على كتفه و هي تشير بعينيها إلى والده ..

" أهلًا أهلًا .. ".. قال وليد و هو يقبل رأسه أبيه بسرعة ثم ينتقل إلى كتفيه و من ثم يديه .. أوقفه والده عمّا يفعل وهو يعلم أنه يفعل ذلك مزاحًا و ليس احترمًا ..

" أتعلم ؟.. إني أخاف على صحة والدتك منك أنت , و ليس من إخوتك الصغار ! .. " قال سيف و هو يحاوط وليد من عنقه ..

رد وليد بهدوء :" حسنًا .. تبدو الحقيقة واضحة الآن .. أنا ابن السائق !! "..

" كف عن الحديث و اخبرني .. كيف تجري دراستك ؟! "..

" بأفضل حال .. دعنا من هذا الحديث السقيم الآن .. أنا .." صمت قليلًا ثم قال :" أبي لقد سئمت من العيش هنا ! "..

" أتقصد المنزل .. ؟! "..

" لا ليس المنزل .. بل المحافظة بأكملها .. لمَ لا ننتقل إلى الرياض , و أكمل دراستي الجامعية هناك ؟! "..

" و ما الذي يوجد في الرياض و لا يوجد هنا ؟؟ "..

" لابد من أنك تمزح أليس كذلك ؟! "..

" قرار النقل ليس بسيطًا حتى ننفذه بهذه السرعة .. سنناقش هذا الحديث لاحقًا "..

" و لماذا لاحقًا .. أين ستذهب ؟! .. لا .. لا تخبرني أين ستذهب لأنني سأذهب معك في كل الأحوال .. "..

" لن أذهب إلى أي مكان .. بل أريد الاسترخاء قليلًا .. "

" لا وقت للاسترخاء , لقد مضى وقت طويل منذ أن تحادثنا آخر مرة " ..

قالت سلمى بسرعة :" وليد .. ! إن والدك مرهق , اهدأ قليلًا .. و إن كنت تريد الذهاب للرياض في نهاية الأسبوع فاذهب .. لن نمنعك .. "

صمتت قليلًا قبل أن تكمل : " منذ أن فعل عادل فعلته لم تبارح عقلك فكرة روعة و حيوية الرياض .. ! "

سأل سيف وهو لا يزال مسترخيًا :" من عادل هذا ؟! "..

أجابا الاثنان :" عادل سليمان " ..

فتح سيف عينيه بسرعة ..

ما الذي تعرفه سلمى و ابنه عن عادل !! لا أحد يعرف بما أصابه .. و لم يخبر هو أحدًا بذلك ..

سألهم و هو ينهض بهدوء مخفيًا صدمته :" و ما به عادل ؟! "..

أخرج وليد هاتفه و فتح له على الصفحة المقصودة .. تاركًا الصدمة في عينا والده تحكي كل شيء !!!




********



بدأ بالدخول من محل إلى آخر .. و هو يدور بعينيه في جميع الزوايا ..

لابد أن تكون في مكان ما .. إنها مخبأة .. حتمًا في مكان مخفي و آمن !!!

أكمل بدر المشي و هو يسرع باتجاه المحلات التي بدأت بالازدحام النسبي .. لقد بحث عن المغلفات في جميع المحلات و المقاهي بجانب الإشارة المرورية الثالثة .. و لكن لا شيء !!!

فقرر أن يوسع نطاق البحث .. أكمل السير باتجاه المحلات الأخرى البعيدة .. و لكنه كان يبحث بعينيه فقط ..

همس لنفسه :" ماذا إذا كانت المغلفات في مكان يحتاج البحث الشديد ؟ ذاك البحث الذي يجعل الدنيا تنقلب رأسًا على عقب !! "..

أخرج هاتفه و هو يطلب رقم – عبدالرحمن - .. و سرعان ما أتاه صوت ذاك و هو يقول :" أوجدت شيئًا ؟! ".

" لا .. لا شيء .. سأفقد صوابي , لقد اقتربت الساعة السابعة مساءً .. و لم نجد شيئًا حتى الآن .. ".

" ولا أنا حتى .. لا يوجد أثر لها على إطلاق .. ".

" هل يعقل أن وجدها أحد غيرنا ؟؟ " قال بدر و هو يشهق بصدمة ..

" لا أعلم .. أنا حقًا لا أعلم .. "

" لا .. لن أسمح لذلك بالحدوث .. سأجدها .. حتى لو وجدها أحدًا قبلي .. سآخذها منه .. بالقوة أو بالهدوء !! "..

" إنني أرى بعض الشبان بالقرب مني .. يبحثون و يتفرقون .. ثم يعودوا ليجتمعوا .. يبدو بأنهم يبحثون عنها أيضًا !! "..

" لن يجدها غيري .. حتى لو كلفني ذلك حياتي .. " .. قال بدر غضب و هو يغلق الهاتف بقوة ..

و بينما كان يكمل سيره .. لمح مجموعة من الشبان ينهضون عن طاولة إحدى المقاهي التي تضع جلساتها في الخارج و مطلة على الشارع الرئيسي ..

لفتت نظره إحدى الكراسي التي كانوا يجلسون عليها .. هناك طرف شيء أبيض يظهر من تحت الإسفنج الذي يوضع على الكرسي !!

أسرع بدر باتجاههم .. غير مصدقُ عيناه .. !



**********


ها أنا أجلس بين أخواتي الصغيرات اللاتي لم يتزوجن بعد !! ..

و اللاتي أتمنى من كل قلبي ألّا يفعلن !! ..

سينتهي بهن المطاف مثلي بالضبط .. و مثل الآلاف من قبلي ..

و لكن ما عسانا أن نقول .. !

لطالما كنت أنا المحور الرئيسي في أحاديث نساء هذه العائلة المختلة قبل عدة سنين ..

و بالطبع كانت أحاديثهن بعيدًا عن مسمعي و لكن كانت أعينهن - التي تسقط علي - تحكي كل شيء !!

تهمس إحداهن للأخرى :

- سيفوتها قطار الحياة ..

و سرعان ما تبدأ الباقيات بأكل لحمي حيةً بأحاديثهن :

- لقد أصبحت عانسًا .. !!

- ألا يوجد من يتطوع لأخذها .. ؟!

- لقد بلغت الخامسة و العشرون من العمر .. !

- عندما كنَا بعمرها .. كانوا أولادنا يغلبوننا في الطول !!

- أتراها فعلت شيئًا لا نعلمه .. ؟

- ربما هناك عيب فيها .. لن آخذها لابني مهما حصل .. فلتفعل إحداكن ذلك !!


لابد من أنهن يمزحن أليس كذلك ؟! .. يتحدثن عن الزواج و الارتباط و كأنه الهواء و الماء !!

لقد كانوا يجعلونني أشعر بأنني عارية في الشوارع .. و بحاجة ( رجُل ) ليستر عليّ !!

لم أكن أكترث لقطار الحياة و الزوجية .. لقد كنت أكترث بشأن الوجهة التي سيأخذني إليها هذا القطار المزعوم !!

ماذا إذا كان سيوصلني إلى هلاكي ؟! ..

أهذا هو القطار الوهمي اللاتي يتحدث عنه , و يجبرن بناتهن على وضع مساحيق التجميل و لبس فساتين لا تناسبهن في الأعراس من أجله !؟

يا للوهم .. لقد ابتكروا هلاكهن و تعايشن معه و هن سعيداتٌ به !!

و لكني خرجت من محيط أحاديثهن و العائلة بأكملها ..

إلى محيط رجل لا يعرف حتى يوم ميلادي !!

و لكنّي صببت الأمل كله و حقنت حياتي كلها في هذه الصغيرة التي تلتصق بجانبي منذ وصلنا ..

همست لها قائلة :" حنين .. اذهبي و ألعبي خارجًا مع الفتيات .. هيّا "..

و لكنها زادت من اقترابها مني و هي تجلس في حضني تقريبًا ..

اضجعت على جانبي و أنا أحتويها في صدري و أمسح على شعرها الأملس القصير ..

لا يا ابنتي ..

لا تكوني خجولة هكذا ..

فـ والدتك لم يفدها خجلها و عزلتها يومًا ..

لا تكوني مثلي .. اذهبي و أقبلي على الحياة و امتصي رحيقها كامًلا ما دام فيك قلبًا ينبض و روحًا تسبح في دمك ..

حتى بعد زواجي بالمدعو سلطان - ابن عمي - .. لم أسلم من كلامهن السمْ .. و أوّلهن أمّي !!


---


منذ اللحظة الأولى التي طرقت فيها الباب و دخلت منزل العائلة .. استقبلني أخي ...

و لكن لم يكن الاستقبال المرجو .. إنما استقبال من نوع آخر ..

لقد بدأت بالسلام و لكنه رد علي قائلًا :" لماذا أتى بك زوجك إلى هنا .. ماذا فعلتي ؟! "..

و كالعادة .. أحب أن أتحلى ببعض القوة أمام هذا التسلط الرجولي الجاهلي ..

رددت قائلة :" و هل يزرن النساء بيوت أهاليهن عندما يختلفون مع أزواجهن فقط ؟؟! "..

صمتُ و أنا أحدق فيه .. ثم أكملت قائلة :" ماذا لو اشتقت لكم ؟ .. أليس هذا عذرًا كافيًا ؟ "..

" لم تجيبي على سؤالي .. ماذا حدث بينكم ؟ "..

يا إلهي سيقودني هذا إلى الجنون .. إنني حتى لم أخلع نقابي .. و ها نحن نتحدث عند باب المنزل !! ألم يستطع الانتظار حتى أدخل !!؟

رددت عليه لأخفف قلقه المرضيّ ..:" لم يحدث شيئًا بيننا .. إنه مسافر فحسب .. و أحضرني هنا حتى لا أشعر بالوحدة في المنزل .. "..

مشيت إلى الداخل قبل أن أسمع رده .. يا لجاهليته !!

و ما أن وصلت إلى الداخل .. حتى سمعت نفس الاسطوانة من الباقين !!




... نهاية الفصل 12 ...


توقعاتكم يا حلوات ..

هل الشيء اللي شافه بدر هو المغلف ؟؟!

و العقيد سيف ايش ممكن تكون ردة فعله لما عرف بموضوع التغريدات ؟؟

و دلال زوجة سلطان الجميلة ... هل رح يكون لها دور في الأحداث هذي ؟؟!

يلّا استنى توقعاتكم أعزائي ..

.. دمتوا بحفظ الرحمن ..


 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 29-05-15, 11:36 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

مساء الخير .. أو صباح الخير بالأصح :)

بارت اليوم بيكون البارت 13 .. بارت واحد يعادل 2 ..

و بدءًا من اليوم رح يتغير موعد تنزيل الرواية .. و يصير يوم الجمعة فقط ..

لكن البارتات بتكون أطول بإذن الله .. و أتمنى من كل قلبي اني أشوف تفاعل أكبر مع الرواية أعزائي .. عشان أتحمس و أتفاعل معكم أنا كمان ..


أترككم مع البارت حبايبي .. قراءة ممتعة :)





.
.
.


الفصل الثالث عشر 13 :


في الطريق , بدأت خيوط الظلام تحيك الليل ..

معلنةً بدأ ليلة لا ضياء قمر فيها ..

و ها هو يشق طريقه مسرعًا نحو العاصمة ..

مؤكدًا لنفسه جميع شكوكه ..

لم يعُد بدر إلى الرياض بلا سبب .. لقد كان يعلم بأن هناك شيء سيحصل !

لماذا لم يطلعني على الأمر ؟!

كان يجب علي أن أُبقيه لديّ .. أن أحقق معه .. و عبدالرحمن كذلك ..

هناك شيء يحصل من خلف الكل .. و ذلك يضع الجميع في دائرة الشك ..

كنت أنوي إعلان اختفاء عادل بعد بضع ساعات ..

لقد قاربت الأربعة و عشرون ساعة على الانقضاء ..

و لكن .. يظهر لي الآن أن عادل حي يزرق !! أو أن ما يحصل أكبر من ذلك بكثير ..

كنّا سنعلم عنه لو أنه بخير .. !!



********



يمشي وسط الحشود .. و يصطدم بالبعض , و لا يزال غير مكترث ..

كل ما يهتم لشأنه هو ذاك الشيء الذي يحمله بيده ..

أخرج هاتفه من جيبه و هو يتجه إلى سيارته في المكان الذي تركها عبدالرحمن فيه ..

يحاول الاتصال به ..

ولكن ما من مجيب !!

و كأنما انشقت الأرض و ابتلعته ! .. أين ذهب ؟ .. و لماذا انقطع فجأة ..؟

لم أعد أثق بشيء .. عدم رده يقلقني ..

منذ أن حصل ما حصل مع والدي و أنا أشك في كل شيء .. و أتخيل سيناريوهات مرعبة لكل من يتأخر في الرد على هاتفه !! ..

على الرغم من أني كنت أستغرب خوف والدي عند تجاهلي لهاتفي .. و لكني اقتنعت بالسبب الآن ..

أعاد هاتفه و هو يسرع في المشي و النبضات في تزايد مخيف .. على الرغم من سعادته المتناهية في إيجاد (المغلف) .. إلا أن هذه السعادة كانت مشوّبة ببعض الرعب ..

هو نفسه ذاك الشعور عندما نحصل على ما نريد .. و من فرط السعادة .. نبدأ بالخوف مما أردناه دومًا !!

جلس في سيارته و هو يعتدل استعدادًا لفتح المغلف ..

مزّق الجزء العلوي من المغلف و هو يحاول استراق النظر إلى الموجود بداخلها ..

أدخل يده بخفة في المغلف و هو يتحسس ماهية الشيء الموجود في الداخل ..

بدأ بسحب محتويات المغلف ببطء ..

" يبدو بأنها أوراق , أوراق ماذا يا ترى ؟ ".. همس لنفسه بغرابة ..

أخرجها و هو يشهق بصدمة .. يحدق فيما بين يديه بعينين مفتوحتين على آخرهما ..

عدل من وضع الأوراق و هو يقلّبها و يهمس بضعف : " مستحيل "..

أنار الضوء الداخلي لسيارته ليتمكن من الرؤية .. و هو ينتفض بعنف و رعب ... !

رعب الخيبة ..

رعب السقوط في هاوية المفاجآت ..

و رعب الخداع من أقرب الناس ..!



********



الساعة 6:51 م ...



ينزل من سيارته بهدوء , و هو يتجه إلى إحدى المقاهي على طرف الطريق ..

بقي 10 دقائق تقريبًا لإعلان الموقع الثاني .. و هو وقت كافٍ لأحتسي فيه شيئًا يخفف حرارة جسدي و جوفي ..

أخرج هاتفه و هو ينظر إلى إحدى صور ابنته ..

كيف استطعت فعلها ؟! .. كيف استطعت التضحية ؟! ..

لقد كنت في موقفً لا أحسد عليه .. كنت في كامل حماستي و دهشتي .. و فضولي أيضًا ..

لم أستطع إمساك نفسي عن معرفة الحقيقة .. كان لابد أن أضحي بشيء لأحصل عليها ..

ما الذي دهاني عندما ضحّيت بهذه الصغيرة ؟! ..

و لكنها بأمان الآن مع والدتها .. لن يصيبهما شيء .. و لن يعلم فيصل أنهما غادرتا المنزل ..

و لكنّي أعرفه .. لقد عاشرته لأشهر عديدة .. إنه لا يضع أي شيء رهن الصدفة ..!

إنه يضع احتمالات لكل شيء ..

ماذا إن عرف عنهما ؟! .. لن يثق بي بعدها ..

لقد اشتريت ثقته بثمنٍ غالٍ جدًا .. و لكن سينتهي كل شيء الليلة ..

سيحصل على مراده .. و سأحصل على مبتغاي ..

اتصل على زوجته بسرعة .. و مع كل ثانية تعبر , كانت هواجسه بشأنهما تكبر أكثر ..

ردت على هاتفها باعتيادية :" مرحبًا ؟! "..

" دلال ؟! ".. قال سلطان بهدوء ..

" أهلًا .. "

تردد قليلًا وهو يقول :" أهلًا .. أ .. أأه .. في الواقع .. أردت أن أخبرك بأني سأسافر الآن .. انتبهي إلى نفسك جيدًا .. و حنين أيضًا "..

" نعم , بالطبع .. لا تقلق .. "..

سكتْ الاثنان و هما يستمعان إلى صمتهما المعهود ..

بادرت دلال بالكلام قائلة :" سلطان ؟.. أيمكنني سؤالك عن أمرٍ ما ؟! .. ".

" ماذا ؟ ".. همس سلطان ..

" أنت تعرف المثل القائل : أخدع أصدقائك و سأخدع أصدقائي .. و لكن دعنا لا نخدع بعضنا البعض "..

صمتت قليلًا ثم أكملت :" ماذا يحصل لك ؟! .. لقد أمضيت 3 سنوات معك .. و انت لم تكن أبدًا مثل هذا اليوم .. ما بك ؟! .. قل لي .. أنا زوجتك و سأسمع منك كل شيء .. سأصدقك في كل ما ستقول "...

سكت سلطان لثواني .. و هو يرتب الكلام في عقله .. لطالما كانت دلال هكذا .. صريحة جدًا بشأن غرائب الأمور .. لا شيء يمر أمامها مرور الكرام ..

" لاشيء يا دلال , لا تقلقي .. "

" توقف عن الإنكار .. هيّا قل لي .. أنا أعلم أننا لسنا معتادون على تبادل الأسرار , و لكن دعنا نحاول قليلًا .. قل لي ما بك .. لا تجعلني قلقة بهذا الشكل "..

" دلال إنك تبالغين بشأن هذا الموقف .. علي الذهاب الآن .."

" لا لن تذهب .. أكره أن أكون مصرّة إلى هذا الحد , و لكن وضعك يقلقني .. أرجوك يا سلطان أخبرني .. إن كنت قد أحببتني يومًا فقل لي بما يجول في صدرك , لن تستطيع الكذب عليّ "..

صمت سلطان للحظات ..

هل أحبها حقًأ ؟ .. هل أستطيع أن أبوح لها ؟ ..

أين كنت عنها طوال هذه السنين ..؟

لقد كنت مشغولًا جدًا بأحلام يبدو أنها لن تأتي يومًا .. لقد جعلت هاتين الفتاتين تتخذان من الجدران أصدقاء و من الوحدة خليلًا ..

لمَ لا أبوح لها بالقليل فقط ؟! .. القليل جدًا ..

لعلِّ أرتاح مما يشغلني .. لعل هذه العلاقة الهشة تكتسب بعض القوة و الثبات بيننا ..

تنفس سلطان بعمق قائلًا :" أنت محقة .. هناك شيءٌ ما يحصل .. و لكن هل ستصدقينني إن قلت لك أن معرفتك بالأمر ستزيد من ألمك ؟! "..

" ما حجم خطورة الذي يحدث ؟! "..

" لا أعلم .. حقًا لا أعلم .. قد يكون خطيرًا لدرجة أنه يسلب الأرواح .. و يهدر ما تبقى لنا من العمر "..

" هل ستكون بخير يا سلطان ؟! "..

" نعم .. بإذن الله سأكون .. و لكن الأهم من ذلك أنكما بخير عند عائلتك , سينتهي كل شيء عمّا قريب "..

" حتى الذي بيننا ؟! "..

" إن كنت تقصدين الانفصال , فبالطبع لا .. و لكن سينتهي الوضع المزري الذي كنّا نعيش فيه .. حيث لا أعلم شيء عنك سوى رؤوس الأقلام .. سأعوضك عن هذا كله .. أعدك "..

شيءٌ بدأ يكبر داخل دلال .. شيء لم تشعر به أبدًا ..

إنه ذاك الانتماء لمخلوق يكفيها عن العالم بأسره ..

كيف لقليل من الكلمات أن تعيد تلك البشاشة المفقودة من وجهها الفاتن ؟! ..

لطالما شعرت بالأمومة تجاه ذاك النحيل أكثر من شعورها بالهيام كلما لمحته ..

انتابها شوق مفاجئ بأن تعانق يديه و تقبلها و تهمس له بكلمات قد تكون الأخيرة .. لقد أخبرها للتو أن ما يعانيه قد يهدر ما تبقى لهم من العمر ..

لكنهم لا يزالون في مقتبل العمر .. أرواح يافعة و قلوب عانت الكثير قد يكون خلاصها عمّا قريب ..

لقد بلغت الثلاثين من عمرها و هي لازالت تحلم بما يحصلن عليه النساء في عمر أبكر ..

و زوجها الحاضر الغائب .. يكبرها بثلاث سنين فقط ..

لا يعلمان حقًا كيف مضت بضع سنوات منذ زواجها .. هناك الكثير ليعوّض .. و الكثير ليقال و يُفسر .. المسألة تحتاج لبعض الوقت فقط .. أو الدهر بأكمله .. !

" كن بخير أرجوك .. "

" ان شاءالله , سأعود قريبًا .. "

" إنهم يضايقونني , لا تطل الغياب .. لم أعد أنتمي إلى أحد سواك .. "

" أقلت يضايقونك ؟! "..

" نعم .. كانوا و لازالوا .. لا تتأخر .. لا يكّفون عن سؤالي بشأنك .. "

" إن سألوكِ مرة أخرى عني .. فقولي لهم بأنه يحبني .. يحبني كثيرًا "..

ابتسمت بخجل و هي تنظر حولها .. تريد أن يسمع الكل ذاك .. تريد أن تصرخ بما قاله لها للتو .. لا شيء من الممكن أن يخرجها من ثمالة السعادة التي غرقت فيها ..

" استودعتكم الله .. " أغلق هاتفه بسرعة قبل أن يسمع ردها .. و نهض متجهًا إلى سيارته ..

ملقيًا نظره على المغلفات المتبقية بجانبه ..



********



في إحدى سيارات الأجرة .. جلس بتوتر و هو يعلم بأن دوره في هذه الحرب القديمة قد انتهى ..

متوجهًا نحو أعز من يملك من البشر , ذاك الذي شاركه أكثر من 30 عامًا من الصداقة ..

تلك الصداقة التي تجعله يتنازل عن جميع القيم من أجل الحصول على ابتسامة رضا من الطرف الآخر ..

وصل إلى وجهته و صعد إلى مسكن رفيقه .. و كالعادة .. يُفتح الباب له قبل أن يطرقه ..

ذاك الحدس المشترك بينهما .. هو ما أبقى كل شيء قائم حتى الآن ..

" فيصل , كيف تسير الأمور معك .. ؟"..

" لقد انتهينا من هذا السؤال منذ فترة أليس كذلك ؟! .. لقد بدأنا بتنفيذ ما خططنا من أجله ..عليك أن تسألني .. ماذا سنفعل بعد ذلك .. "

" أنا مرهق .. مرهقٌ جدًا .. " .. قال عبدالرحمن و هو يستلقي على الأريكة في غرفة الجلوس ..

" نم يا عزيزي .. لقد أتممت دورك بأحسن مما توقعت .. "

و لكن عبدالرحمن كان نائمًا بعينيه فقط .. و هناك ذكرى و مشاهد لا تفارق عقله أبدًا ..

تلك الصور و الأًصوات التي تنسج المشهد من جديد في خلايا عقله .. لقد مضى زمن عليها ..

زمن طويل جدًا ..

و لكن لماذا لا تزال تهاجمني حتى الآن ؟! .. يبدو لأن آثار هذه الذكرى بدأت تظهر الآن في واقعي .. و تعذب من ظلَم .. و تأخذ بثأرنا كلنا ..

إنها ذكرى تلك الليلة .. التي قلبت حياتنا جميعًا رأسًا على عقب ..


---


منذ 22 عامًا .. و في مكان شبيه بهذا المكان .. سقط فيصل ذو الـ 25 عامًا صريعًا على الأرض .. و قد تآمرت خلايا جسده على إيقاف قلبه .. و تصبب وجهه اليافع عرقًا .. و ضخت عروقه الدم إلى محاجر عينيه التي أصبحتا كجمرتين ملتهبتين ..

ركض عبدالرحمن الذي كان بنفس عمره نحوه .. ممسكًا وجه رفيقه برعب و هو يصرخ :" فيصل , فيصل ماذا أصابك ؟؟! "..

لم تكن هناك أجوبة صادرة من فيصل سوى تلك الشهقات و الصوت الداخلي لصدره الذي كان على وشك أن يهدأ للأبد ..

حمل رفيقه بين يديه و قد احتبست الدموع في عيناه .. و هو يرى شريك طفولته و حياته على وشك توديع ما تبقى له من عمره ..

لم يكن هناك الكثير من الوقت لاستدعاء الإسعاف .. فقد وضع عبدالرحمن فيصل في المقاعد الخلفية لسيارته و هو يشق طريقه بسرعة جنونية نحو أقرب مشفى ..

و ما أن وصل حتى توافد الممرضون لأخذ فيصل الشاب المودع نحو إحدى غرف الطوارئ .. و زرع الأجهزة بجسده و زرع جسده وسط الأجهزة .. محاولين بجهد قاتل إعادة إدخال الروح في هذا الجسد المتهالك الضئيل ..

كان عبدالرحمن يشاهد كل شيء ببعض الشلل المؤقت في حركته .. لم يستطع الحراك من مكانه .. و لا حتى لفظ دعوة لله لتخرج فيصل مما فيه ..

لقد كان عبدالرحمن في أشد لحظات حياته صمتًا و انكسارًا .. و عينيان تحكي سنين المعاناة التي تحملها في داخله من أجل صداقة أرادها أن تصمد مدى الحياة ..

كان يحدق في ذارعي فيصل ذات البقع السوداء و الزرقاء و بعض النتوءات المؤلمة ..

لقد كان سبب نوبته القلبية واضحًا للغاية .. !

و لكن السبب الأول كان غائبًا عن هذا المشهد الأخير من فيصل القديم ..




.... نهاية الفصل 13 ...


توقعاتكم حبايبي .. و تحليلكم انتظره

الاختبارات تقريبًا انتهت .. أبغى أشوف تفاعلكم :):)


أتمنى ان بارت اليوم عجبكم و حمسكم شوية .. لنا لقاء آخر بإذن الله الجمعة القادمة ..


دمتوا بحفظ الله يارب .. و بالتوفيق في اختباراتك و أنا معكم :):)

إلى اللقاء ...

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرياض, اختطاف, بوليسية, جرائم, روايات, رواية, عذاري, قتل
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية