لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-14, 02:35 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

بعد عدة أيام ...
" إلى متى سيستمر تمثيلك "
" ماذا تعنين "
" أعني زواجك من ابنت الوزير "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ,, ياعشقك للمشاكل منذ الصباح ,, الناس تقول صباح الخير "
" وهل هنالك خير يأتي من وراك "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ,,هل تستطيعين أن تتركينني أتناول إفطاري لدي تدريب ,, وأريد أن أذهب يوماً واحد ,, يوماً واحد يا رهف ودماغي غير مشوش "
" ماذا تقصد أنني من أفتعل المشاكل "
" يا الهي "
صرخ زين ونهض وأخذ كأس القهوة ورماها في الجدار
" رهف ما الذي في رأسك "
نظرت رهف إليه بخوف لكنها تظاهرة بعدم مبالاة لغضبه وقالت
" أتظن أنني لا أعلم لما تزوجت تلك الخرقاء ابنت الوزير "
....
" ببساطة لانه أصبح لديك ثروة تتباهى بها أمام أعين الجميع "
مشيرة بذلك للمنزل والسيارات التي أصبح يبدلها كل عدة أسابيع ثم أكملت
" عندها اخذت تبحث عن المنصب وعن الوجاهة , عندها قابلت تلك الفتاة الخرقاء هي ووالدها , هم أعجبتهم اموالك وأنت أعجبك منصب والدها ومكانته في المجتمع "
" وهل أنتِ حقاً مقتنعة بهذا الكلام "
" أرجوك لا تقل لي أنكما أعجبتما ببعضكما وعشتما قصة حب , لهذا تزوجتها "
" ماذا أليس لديكِ عينان ,,
أتظنين أنني سأتزوجها إن كانت كبيرة في السن أو قبيحة من أجل منصب والدها ,, أنتِ حقاً تمزحين "
......
" لماذا أشعر فجأة أن القط أكل لسانك ,,
بالتأكد أنتِ تعرفين رولا , وتعلمين أنها جميلة جداً ,,
لكن الذي لا تعرفينه أنني تزوجت بها لأنني أعجبت بجمالها وليس بمنصب والدها , لهذا لا أريد أن تفتحي موضوعها معي مرة أخرى هذا واقع ويجب أن تقبلي به أو لك الحرية في الإنسحاب من حياتي "
......
شعرت رهف وقتها بألم يجتاح جسدها من صدمتها من ما قاله زين فكل ما أرادته هو أن يزل ويعترف بأنه مازال يحبها وأن يذكر لها أي سبب كاذب لزواجه برولا , لكن زين كان قاسياً جداً عليها. ففي الحقيقة أن زين محق في ذلك فرولا جميلة جداً وصغيرة في السن فكيف لرجل في مثل وسامة زين لا يعجب بها.
" في الحقيقة أنك لم تعدي تطاقين "
" أنت محق إنها تليق بك "
ثم غادرت رهف المنزل منزعجة ...
إنزعج زين من نفسه فقد تمادى كثيراً في إغاظتها لكن رهف أصبحت مزعجة جداً.
...........
في المساء ..
تجمعت السحب على المدينة فجأة كعادة تشرين في ذلك , ففي لحظة يتغير الطقس من حال لحال دون سابق إنذار.
أخذ المطر يهطل بغزارة بينما زين كان يقود سيارته الكاديلاك متوجهاً للمنزل و أثناء ذلك أخذ يتذكر ما حدث بينه وبين رهف في الصباح فأنبه ضميره على ذلك , لكن في الحقيقة أن تصرفاتها حقاً أصبحت لا تطاق .
وفجأة أشتد هطول المطر مما اضطر زين من إيقاف سيارته بجوار الطريق حتى يهدأ المطر قليلاً فهو لم يعد يرى أمامه فأرجع رأسه وأخذ يتأمل المطر المنهمر على زجاج النافذة .
و أثناء ذلك تذكر زين حينما سألته رهف ابنت الثامنة عشر
" زين لما تزوجتني "
" لا أعلم اسألي قلبي "
" زين "
" لأنني أراكِ أجمل من في الكون "
" أنت كاذب "
" ألا تصدقينني يا رهف "
" بالطبع لا "
" اقسم لكِ أنني لا أرى امرأة أجمل وأحب إلى قلبي مثلكِ ولو كنت لا أحبك لما تزوجتك ,, أم أنك تظنين أنني تزوجتك من أجل أموال والدك "
" اممم .. ربما "
.........
كانت وقتها رهف فتاة لطيفة وهادئة وبالكاد تتكلم لكن رهف اليوم شخصية مختلفة تماماً عن تلك التي تزوجتها , في الحقيقة لا أعلم من منا تغير أنا أم هي .
الحقيقة التي لا تعلمها رهف أنني لم أحب أو أعجب بسواها طيلة الاحدى عشر عاماً الماضية , ولم تلفت انتباهي فتاة قط لكنها لن تصدقني الآن مهما حدث .
بالرغم من أن رولا جميلة حقاً لكنني لا أشعر بأي سعادة في رفقتها في الحقيقة أنني قد تزوجها من أجل منصب والدها ولم يكن لجمالها مكاناً في ارتباطي بها.
...................
وصل زين للمنزل فوجد أن الهدوء يعم المكان فقد كانت الساعة 10 ليلاً ومن المؤكد أن رهف نامت هي ووليد , فلم يكن هنالك غير صوت هطول المطر وهو يضرب على الزجاج .
فتوجه زين للمطبخ ليشرب بعض الماء ويذهب لينام فقد كان اليوم مرهق جداً , وذلك بسبب التمارين المكثفة فلم يبقى سوى أيام على بداية الموسم ...
وبعد أن شرب زين الماء أطفئ الأنوار ليغادر إلى غرفته , لكنه توقف عندما رأى شخص يجري في الخارج فعقد حاجبيه محاولاً منه أن يعرف من يكون لكنه لم يستطع بسب الظلام الذي يحيط بالمكان وفجأة فتح الباب لتدخل رهف مبتلة وبيدها كراسة مبتلة هي الأخرى.
عندها صرخ غاضباً
" هل جننتِ أم ماذا"
" ما دخلك أنت إن كنت جننت أم لا "
وقبل أن تكمل رهف حديثها أمسك زين بها وقال بغضب
" أخبريني ما الذي أخرجك في مثل هذا الوقت أيتها الغبية ,, ألا ترين قوة الرياح "
" لا تتدخل فيما لا يعنيك "
وفجأة أخذ زين الكراسة التي بيدها وأخذ يلوح بها وهو يصرخ
" هل من أجل هذه تخرجين في مثل هذا الوقت "
" نعم "
" هل أنتِ غبية "
" بل أنت الفضولي "
" اصمتي واذهبي إلى غرفتك وجففي نفسك جيداً "
قفزت رهف لتأخذ كراستها لكن زين رفع يده أكثر فقالت بغضب
" لما تتدخل في حياتي ,, يهمك في ماذا ان مرضت أم لا "
" ومن الذي قال انني اهتم حتى ان متِ "
ثم تركها وذهب لغرفته ومعه كراستها..
نظرت رهف إلى الفراغ الذي تركه زين خلفه فمنذ أن تشاجرا أخر مرة ودفعته عن الدرج وهو بالكاد يتحدث معها , لقد أخبرتها سميه أنه من الغباء الصراخ وكثرة الشجار فمن سيحبها وهي تتشاجر معه طيلة الوقت , حتى هي شعرت بذالك فقد أصبح زين يغيب طيلة اليوم ليتجنب الشجار معها وهذا ما يزيد نيرانها اشتعالاً , فما أن يصل حتى ينطلق لسانها دون تفكير ليجلده بأقصى الكلمات فهي لا تملك طريقة أخرى لتخبره ما تشعر به .
ذهبت رهف لغرفتها وبدلت ثيابها وهي تذرف دموعاً ساخنة بعد ذلك ذهبت لسريرها لتنام فقد شعرت بارتفاع حرارتها حقاً .
..........
استيقظ زين في الصباح الباكر وجهز حقيبته التي يأخذها معه وفجأة رأى كراسة رهف فتفاجأ أن رهف لم تلحق به لتأخذها فإنتابه فضول غريب بأن يقوم بفتحها , فوجد بها تصاميم جميلة لفساتين عدة عندها ابتسم زين وأخذ قلم رصاص من مكتبه وأخذ يزيد على التصاميم قطع من المجوهرات وهو يتخيل رهف عندما ترى ذلك.
وعندما انتهى من ذلك اغلق الكراسة وهو يتذكر عندما كان يساعد رهف في سنتها الأول
" زين إن أصبحت مصممة كبيرة سأترك لك جانب المجوهرات لك ,, ما رأيك "
" هل جننتِ "
" لما هل هذا ينقص من رجولتك أم ماذا "
" بالطبع "
" ما هذا التفكير المتخلف "
" فليكن "
......
ثم توجه للمطبخ ليتناول افطاره ومعه كراسة رهف فرأى نعيمة أمامه
" نعيمة هل المدام استيقظت "
" ليس بعد "
"حسناً ,, اذن ضعي هذه الكراسة في غرفتها "
" حسناً سيدي "
بعد عشرة دقائق
وبينما زين يتناول افطاره قالت نعيمة
" سيدي "
" نعم "
" المدام مريضة حرارتها مرتفعة جداً "
فهمس " كنت أعرف ذلك ,,
آآه يا الهي "
ثم نهض وصعد ودخل غرفة رهف لأول مرة منذ أشهر وجد رهف مغمضة العينين تصدر أنيناً.
" رهف "
....
" رهف ,, هل أنتِ بخير "
فتحت رهف عينيها لتواجه وجه زين الحزين أمامها , للحظة نسيا ما بينهما من مشاجرات فوضع زين يده على جبين رهف
" رهف ,, هل أنتِ بخير "
" أشعر بألم في جسدي كله يا زين "
" هل أذهب بك للمستشفى "
وفجأة عادت رهف لطبعها الحاد والعنيد فدفعت يده عن جبينها ثم قالت بوهن
" لا ,, شكراً "
" كفي عن عنادكِ هذا "
" اخرج من غرفتي , فأنا لا أريد أن أراك أمامي مرة أخرى وان كنت أموت "
" أتعرفين ,, لقد كنت مخطئ في قلقي عليكِ "
ثم خرج زين وهو غاضب ومغتاظاً منها ولم يزرها مرة أخرى .
مرضت رهف اسبوعاً كاملاً وبقيت طريحة الفراش تحاول أن تقاوم المرض , ومن غبائها أنها رفضت الذهاب للمستشفى بالرغم من صراخ والدتها وسمية بها , لكنها رفضت تماماً فهي لا تريد أن تبدو ضعيفة أمام زين .
مرت الأيام قاسية و موحشة على رهف فقد ظلت في غرفتها اسبوعاً طريحة الفراش وبالرغم من ذلك لم يسأل عنها زين ولم يأتي ليطمئن عليها حتى.
شعرت رهف أنها لا تتحسن بالرغم من تناولها لجميع المسكنات وتناولها للمشروبات الساخنة وتناولها بعض الطعام لكنها كانت تشعر وكأن بداخلها نيران مشتعلة في صدرها لا تنطفئ لا ليلاً ولا نهاراً ..
حتى أنها فقدت شهيتها للطعام والشراب حتى النوم فقد أصبح من الصعب عليها أن تنام ولو قليلاً وذلك بسبب السعال الشديد الذي أصابها مؤخراً وأحياناً بسبب أفكارها التي لا تنتهي حول زين وعلاقته برولا وإلى أى مدى تطورت فقد أصبح يغيب أكثر عن المنزل ..
قطع رنين الهاتف حبل أفكارها
" مرحباً رهف "
" أهلين سمية "
" كيف أنتِ اليوم "
" مازلت مريضة "
" هل تريدينني أن أخذكِ للمستشفى "
" لا لاداعي لذلك "
" إلى متى يا رهف "
عندها قالت رهف بغضب
" سمية ماذا تريدين "
" أنا في طريقي لك سأمر لأخذ الأوراق التي أنهيتيها "
" حسناً سأجعل نعيمة تحضرها لكِ "
" والديكِ قلقين عليكِ إلى متى يا رهف تقاومين وتكابرين "
" إلى أن اموت "
فردت سمية بغضب
" حسناً , أعتني بنفسك أيتها العنيدة "
" إلى اللقاء "
" إلى اللقاء "
...................
اليوم التالي ...
استيقظت رهف وهي تشعر بتوعك لكنها مضطرة أن تنهض لتتأكد من أن وليد جاهز ليذهب لمدرسته , لكنها لم تستطيع أن تقوم بالكثير فتركت وليد على عاتق نعيمة واخذت تنتظره في الصالة ..
وبينما رهف شاردة الذهن اذ بوليد يطبع قبلة سريعة على خد والدته وهو يودعها لمدرسته ...
" ماما إلى اللقاء "
" إلى اللقاء يا حبيبي انتبه لنفسك "
" أنتِ أيضاً يا أمي "
خرج وليد وهو يسرع في خطاه يجر خلفه حقيبته ليلحق بالباص فمرض والدته وانشغال والده بالتدريبات منعهما من ايصاله للمدرسة .
لحقت رهف بوليد لتراقبه من النافذة وهو يصعد باصه , وفجأة باغتها سُعال شديد وجاف وبالكاد استطاعت أن تجلس على أحدى الكنبات التي بالصالة , عندها سمعت صوت زين من خلفها ..
" انظري نتيجة أفعالك "
......
" فلتجهزي حتى أخذك للطبيب , عنادك لن يفيدك في شيء "
.....
نهضت رهف وصعدت إلى غرفتها في صمت , بينما تركت زين ينتظرها في الصالة ظناً منه أنها أخيراً رضخت له , لكن بعد مرور نصف ساعة قرر زين أن يصعد ليرى ما يؤخرها , وعندما دخل الغرفة وجد رهف ممدة على السرير تتصفح الآيباد وبجوارها كوب من القهوة عندها قال بغضب
" لما لم تجهزين بعد "
....
لم ترفع رهف عينيها حتى , بل ظلت تتصفح جهازها الآيباد
زين بغضب " رهف إن لم تنهضين الآن سأحملك للمستشفى ,, أتفهمين ذلك "
.....
" أتعرفين أنتِ أصبحتِ لا تطاقين "
ثم استدار يهم بالخروج لكن السُعال باغت رهف التي حاولت أن تتماسك لكن السُعال كان أشد منها وظلت تسعل حتى خارت قواها .
راقبها زين فإذا به يرى بقع دم يخرج من فمها عندها قال بخوف
" رهف هل أنتِ بخير ,, رهف كفِ عن عنادك ودعيني أخذك للمستشفى "
نظرت رهف إليه بعينين ذابلتين
" اتركني "
" أنتِ مجنونة ,, أخبريني من تظنين أنك تعاقبين "
" اخرج "
ثم سعلت سعال أشد وأخذت تخرج دماء أكثر حتى هي شعرت بالخوف لكن كبريائها هو من بقي لها ولن تتنازل عنه ..
وفجأة دون سابق انذار نزعها زين من فراشها واخذ ينزل بها وعندما وصلا للصالة أمر نعيمة أن تحضر عباءة رهف
" اتركني ,, انزلني "
لكن رهف كانت أضعف من أن تقاومه أكثر أنزلها زين لتلبس عباءتها وبينما اقترب منها ليساعدها قالت بصرامة
" إياك أن تلمسني مرة أخرى "
نظر إليها زين بغضب وقال " لديكِ دقيقتان للحاق بي "
لكن مرة عشرة دقائق ورهف لم تخرج فعاد زين ليجدها جالسة في الصالة
" ما الذي تنتظرينه لما لم تخرجي بما أنك جاهزة "
" لما الآن تهتم "
" ماذا تعنين "
" ما هي لعبتك الآن "
" أي لعبة تتحدثين عنها "
" زين الدين أنا أعرفك جيداً ,, أرجوك لا تقول أن قلبك فجأة استيقظ "
" انه عمل انساني لا غير "
" وأنا لست بحاجة لشفقتك أو انسانيتك "
ونهضت لتعود لغرفتها عندها امسك بها زين وحملها إلى السيارة بينما هي كانت تصرخ به وما أن وضعها على كرسي السيارة حتى صفعته عندها نظر إليها بكل غضب
" اسمعي يارهف بدء صبري ينفذ ,, ويدكِ هذه سأكسرها لك مرة أخرى "
" فلتكسرها حتى أضيف لسجلك عنف منزلي "
" يبدوا أنك تسعدين بتشويه سمعتي "
" في الحقيقة أنه لم يعد يوقفك شيئاً أو يخيفك , فقد أصبح لديك معارف وأيادي في كل مكان ينظفون خلفك "
" وما الذي فعلته لينظفون خلفي ,, هل أخبرك أحداً أنني مجرم "
" هل تظن أننا لا نعلم أنك وراء خسارة أبي , وحرق مصنع الجلود الخاص برشدي "
" وما الدليل على ما تقولينه "
" وهل يجب أن يكون هنالك دليل ليأكد لنا الفاعل "
" غريبة أنتِ , تقولين أنك تحبينني وعندما يقع أي مكروه لأحداً من عائلتك أول أصباع اتهام منك يوجه إلي ,, لماذا ؟؟؟ "
" زمان كنت مخدوعة فيك أم الآن فأنا عرفت حقيقتك "
" وما هي حقيقتي التي اكتشفتيها "
" أنك لست سوى مجرم "
.....
" لقد كان رشدي محق فتلك الأزقة لن تنتج سوى مجرمين "
" بل أنا من عرف حقيقتك للآسف "
ثم صمتا كلاهما وكل واحداً منهما متألم من ما قاله الأخر عنه ...
.................
أخذ زين يقود للمستشفى في صمت وهو يكاد ينفجر غضباً ربما فوزه بصفقة كان هو ووالدها يتنافسان عليها الشيء الوحيد الذي عمله , لكن ما قالته لم يكن صحيح فهو لم يسبب لوالدها أي خسارة ولم يكن هو من تسبب بحرق مصنع رشدي في الحقيقة لم يكن يعلم أن رشدي لديه مصنع للجلود .
" وصلنا "
" أعدني للمنزل "
......
نزل زين وأمسك بيدها وأخرجها من السيارة ودخل بها للمستشفى وهي تقاومه
" رهف كفِ عن ذلك لا تحرجيننا أمام الناس "
" أنت لا يهمك سوى الناس "
" رهف اخفضي صوتك "
" اتركني اذن "
" لن أتركك حتى يفحصك الطبيب "
وحقاً أخذ الطبيب يفحصها وقام بعمل لها بعض الفحوصات والتحاليل لكن حالتها كانت سيئة جداً مما أجبرتها بالبقاء في المشفى فقد كان جسدها ضعيفاً جداً فقد فقدت الكثير من السوائل وخروج الدم أثناء سعالها جعل الطبيب يأمرها بالبقاء رغماً عنها.
" هل أنت زوجها "
" نعم "
" أخبرني كيف تركت زوجتك لتصل إلى هذه الدرجة من المرض "
" في الحقيقة أنها هي من لم ترضى بالقدوم للمشفى "
" المهم اذهب وانهي اوراق دخولها , والممرضات هنا سيعتنون بها حتى تعود "
" حسناً "
ثم ألقى نظرة سريعة على رهف وغادر الغرفة لينهي بقية الأوراق.
وبعد ذلك توجه زين للمختبر ليأخذ نتائج فحوصات رهف ليذهب بها إلى الطبيب لكنهم طلبوا منه أن ينتظر قليلاً وأثناء ذلك جلس زين على أحدى الكراسي يحتسي القهوة ..
" زين الدين ما الذي تفعله هنا "
" سامر "
" هل وليد ورهف بخير "
" نعم إنهم بخير "
" أذن ماذا تفعل هنا "
" في الحقيقة أن رهف مريضة قليلاً "
" رهف ,, ماذا بها "
" لا أعلم فأنا أنتظرنتيجة تحاليها "
" أين هي "
" إنها في الدور الثالث "
لقد كان سامر بارداً في حديثه لكن ما أن عرف أن المريض هو رهف حتى شعر زين بالإهتمام في صوته.
ترك سامر زين ودخل للمختبر وبعد خمسة عشرة دقيقة خرج ومعه أوراق يقرائها عندها نهض زين ولحق به
" سامر طمئني "
" لقد فقدت سوائل ولديها ضعف عام لا شيء مخيف "
" إنها تسعل سُعال جاف يصطحبه بعض الدماء "
" لا تخف أمر طبيعي فيبدوا أنها مصابة بنزلة برد شديدة ليس إلا "
ثم ضغط سامر على إزارا المصعد ليصعدا لغرفة رهف .
دخل زين الغرفة بعد أن طرق على الباب
عندها قال سامر
" مرحبا "
" أهلين سامر "
" كيف تشعرين الآن "
" أفضل "
" الحمدلله ,, لما لم تتصلي بي يارهف "
" لم أرد أن أشغلك "
" تشغلينني ,, أهذا كلام يا رهف ألا تعرفين معزتك عندنا "
" بلى ,, لكنني أعرف أنك مشغول بين المشفى والمنزل "
" هذه كلها أعذار ,, ما كان عليكِ أن تخفي عني مرضك , على العموم ليس هنالك شيئاً مقلق كل الأمر أن تأخذي قسطاً كبيراً من الراحة "
" حسناً ,, شكراً يا سامر على زيارتك "
" سأزورك كل يوم حتى تغادرينا "
" شكراً لك , لكن لا داعي لأن تتعب نفسك "
" يبدوا أنك لا تريدين رؤيتي "
" بالطبع لا أقصد ذلك "
" أذن سأتي كل يوم حسناً "
" حسناً "
ثم خرج كلاً من زين وسامر وأغلقا الباب خلفهما عندها استدار سامر إلى زين وهو غاضب
" ما الذي فعلته بها "
" نعم "
" ألا تخجل من نفسك ومن تصرفاتك ,, إلى متى تظن أنها ستتحملك "
" وما الذي فعلته لها "
" لا يهمني ما الذي فعلته أنت لها ,, لكن ما فعلته هي لك من المفترض أن يُخجلك من ذاتك "
" سامر أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث "
" لا تفهم ,, أخبرني متى فهمت في حياتك ,, هل هذه رهف الذي كنت في يوما ما ستموت من آجلها ,, هل هذه الفتاة التي أحببتها وتركت البلد عندما تركتك "
......
" ربما أخطئت بحقك عندما كانت طفلة , طفلة يازين الدين , لكن أتعرف أنها أوفت لك طيلة العشرة السنوات الماضية وأنت بماذا جازيتها بالزواج عليها , لكنه ليس غريباً منك عمل هذا فماذا يتوقع من شخصاً مثلك "
" سامر من أنت لتتحدث معي هكذا "
" آسفين إذ أزعجنا حضرتك "
" سامر .. "
وفجأة قطع كلامهما
" دكتور سامر "
نظر كلاً من زين وسامر لمصدر الصوت فوجداها طبيبة متدربة
سامر " نعم يا دكتورة رزان "
" دكتور سامر هنالك حالة يجب أن تفحصها "
ثم اقتربت الفتاة منهما ومعها اوراق قدمتها لسامر وقد علت وجهها ابتسامة خجلة ففكر زين هل يعقل أن سامر يلعب بذيله هو الأخر , وكأن سامر قرأ أفكار زين فقال
" دكتورة رزان ,, أخت حضرتك "
زين " أختي ,, آآآمم "
رزان " نعم أنا رزان أختك "
نظر زين لكليهما غير مصدق لما يقولاه
" ماذا تقصد يا سامر "
قال سامر بينما كان يقلب الأوراق التي بيده " ما فهمته هذه أختك وهنالك زينة ورائد ورأفت , كلهم أخوتك "
" أنا ليس لدي أخوة سواك أنت وأحمد فقط "
ثم نظر زين إلى كلاهما ومن ثم غادر وهو غاضباً ومنزعج.
...............
ظلت رهف في المستشفى اسبوعاً وبقيت والدتها معها منذ دخولها أما زين فقد كان يذهب لزيارتها في منتصف الليل بعد أن ينهي تمريناته وما أن يطرق الباب حتى تخرج والدتها فهي لا ترد التحية حتى ..
اجاز الطبيب لرهف بالمغادرة وبما أنها يوم جمعة استطاع زين الذهاب إليها في الظهيرة ليعيدها للمنزل .
" السلام عليكم "
لم ترد التحية والدة رهف بل خرجت من جواره في صمت فإبتعد لأنه قد إعتاد منها ذلك ..
" إلى متى ستظل والدتك على مقاطعتي هكذا هل تظن أنها بهذا الاسلوب ستغير شيئاً في حياتنا "
" لا تتحدث عن أمي أو أي أحد من عائلتي بسوء "
" ما الذي قلته أم أنك تريدين أن تثيرين المشاكل فقط "
.......
" ما هذه الهدايا كلها "
همس زين بها لنفسه بينما كان يقلب الهدايا التي أتت رهف , وأثناء ذلك كانت رهف بالحمام تبدل ثيابها وما أن خرجت حتى أمسك بباقة جميلة وكبيرة بجوار سريرها وأخذ يقرأ الكرت الموضوع عليها عندها غضب وصرخ فأفزعها بينما كانت ترتب الثياب في الحقيبة ..
" هل سمحتِ لماجد الحقير بزيارتك "
" إنه ابن خالتي ماذا تريد مني أن أعمله , هل أطرده "
" نعم تطردينه "
" لما حتى أرضيك "
عندها أمسك زين بباقة الورد ورماها في الجدار ومن ثم داسها ونثرها في كل مكان بينما رهف تقف تنظر إليه غير مصدقة ما فعله
" لما فعلت ذلك "
" حتى أرضيكِ "
" أنت أحقر شخص رأيته "
صفعها وامسك بها وقال في غضب
" أتريدين مني أن أصمت عن شخص أتي ليتغزل بزوجتي أثناء غيابي "
قالت رهف من بين دموعها
" هل تظنني حقيرة مثلك "
" اذن ماذا تعني هذه الورود "
حررت رهف يدها من بين يديه ومن ثم دفعته وابتعدت عنه وقالت وهي تمسح دموعها
" طلقني , طلقني يا زين الدين "
" لا تظني أنني لن أفعلها فلا تصري على كلامك "
" حياتي لم تعد تطاق معك , طلقني وأرحني "
" أتريدين مني أن أطلقك من أجل شخص حقير "
" أتعرف لقد عرفت لما عدت الآن وبعد هذه السنين فقد استجاب الله لدعائي بأن يريني طريق الصواب في حياته , فأعادك لأرى بعيني فداحت غبائي لإنتظارك هذه السنين كلها وأنا رأيت وأكتفيت من مار أيته "
" كلامٌ جديد وغريباً عليكِ , هل تم تلقينك أم ماذا "
مشيراً بذلك لوالدتها وعائلتها
" طلقني "
عندها اقترب زين وامسك بيدي رهف أثناء ذلك دخلت والدتها فلم تتوقع أن زين في الغرفة فقد أعتادت أنه لا يبقى لأكثر من عشرة دقائق وبالكاد يتحدث هو ورهف وعندما فتحت الباب سمعت رهف تقول لزين
" طلقني "
فتفاجأت بما طلبته رهف وتفاجأت أكثر بمنظر الغرفة
" ما الذي يحدث يا رهف "
استدار كلاً من رهف وزين إلى ناحية الباب ليجدا والدتها تقف هنالك متفاجأة
" ولما تبكين "
انزلت رهف عينيها بينما همس زين لها وهو يشد على يدها
"أغلقي الموضوع الآن "
لكن رهف رفعت وجهها له وقالت بإصرار
" لا لن أغلقه "
" رهف كفِ عن عنادك "
" بل قل عن غبائي "
" سأنتظرك بالسيارة "
ثم تركها ليغادر الغرفة لكن رهف صرخت
" لقد طلبت منك أن تطلقني "
لكن زين أكمل طريقه غير مبالي بما قالته .
وما أن وصل إلى باب الغرفة حتى شعر بشيئاً يضرب ظهره ويبلله فأفزعه فاستدار لينظر ما هذا الشيء الذي بلله , ليجد أن رهف قد رمته بأزهار كانت موضوعة في إناء من زجاج بجوار سريرها ..
" لقد قولت لك طلقني "
نظر زين إليها بينما كانت ممسكة بالإناء بيدها وشعر بالإهانة أمام والدتها
" رهف أنا أحذرك لأخر مرة "
" كن رجلاً لمرة واحدة في حياتك "
" أنتِ طالق ,, طالق ,, طالق ,, هل رضيتِ الآن "
ثم غادر زين المكان غير مصدق من ما فعله وصل إلى سيارته وحاول أن يدخل المفتاح ليقود لكن يديه كانت ترتجفان حتى أن لم يستطيع أن يمسك بالمقود شعر بأنه في دوامة يدور وشعر بدوار شديد .
حاول زين أن يدخل المفتاح أراد أن يبتعد عن المكان ليذهب إلى أي مكان أخر لكن مفتاح سيارته سقط من يده عندها أخذ زين بضرب المقود بكل قوته وهو يذرف الدموع ويصرخ ..
" يا اللهي كيف فعلت ذلك "
..................
أخذ زين يدور بسيارته طيلة اليوم حتى أتى المساء وشعر بأن هنالك شيئاً يخنقه فتذكر أحمد وشعر أن علاجه عند أخاه فقاد إلى منزل أحمد وما أن وصل حتى أتصل
" مرحبا أحمد "
" أهلين زين "
" أحمد هل أنت بمنزلك "
" نعم لما "
" أنا بالجوار قررت أن أزورك هل يمكن ذلك "
" زين هل تستئذن لتزورني أنسيت أنني أخاك الأكبر وأن هذا منزلك "
" شكراً أحمد "
" أنا انتظرك "
" حسناً "
صعد زين الدرج وطرق الباب وما أن فتح أحمد الباب حتى ارتمى زين بحضن أخيه يذرف دموعه في صمت
" زين لقد أقلقتني ماذا بك "
مسح زين دموعه وهو خجل وتمالك نفسه ثم قال
" هل سمحت لي بالبقاء عندك الليلة ,, فقط اللية "
" زين هل جننت هذا منزلك ابقى كم ما شئت "
بقي زين اسبوعان عند أحمد أغلق على نفسه الغرفة ولم يكن يغادرها بتاتاً حتى أنه لم يكن يضيء النور أبداً أخذ يختلي بذاته ويراجعها ....
في الحقيقة وجد أن حساباته كانت كلها خطأ لكن ما الفائدة التي ترجى الآن من حسابه لذاته فقد انتهى ما بينهما , لم يعد يهم الآن ما يفعله فلا نتيجة ترجى من ذلك ..
أخذ زين يفكر في شعور رهف الآن بالتأكيد أنها حزينة ولو أنه يبدوا عليها القوة من الخارج لكن داخلها هش فهو أكثر شخص يعرفها أو كان يعرفها ...
همس زين في حزن * لا تعشقينني *
وإن تعشقيني
فلا شيء عندي لكي تأخذيه
وما أنا شيء
ولا قلب عندي لكي تعشقيه
فقد تندمين
وتمضين عني
وفي القلب سر ولن تعرفيه
فإني وهم
وقلبي خيال
وحبي سيبقى بعيد المنال
فلا تعشقينني لأني المحال
........
إذا قلت يوماً بأني أحبك
فلا تسمعيني
فحبي كلام
وحبي إليك بقايا انتقام
لأني جريح
سأشتاق يوماً لكي أستريح
وأرغب يوماً أرد اعتباري
وأطفئ ناري
فأقتل فيك العيون البريئة
فلا تعشقيني لأني الخطيئة
.....................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 17-05-14, 03:12 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 05-06-14, 07:02 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

أهواكِ ...

استيقظ زين على صوت يضرب الزجاج بقوة فابعد الستائر ليرى قطرات المطر تتساقط بقوة على زجاج النافذة وكأنها تريد كسره ,فاعتدل في جلسته واستند بجبينه على زجاج النافذة البارد ليراقب الطريق وقد أغرقه المطر فسرح بفكره .

عندما عودة إلى أرض الوطن وضعت أمام عيني هدف وهو تحطيم رهف وعائلتها والدوس عليهم وها أنا قمت بتحطيم رهف وإذلالها بالزواج من رولا , وحالفني الحظ للفوز بالمناقصة التي كان والدها يريدها , وانحرق مصنع رشدي دون أن يكون لي يد في الأمر لكنه نفعني في انتقامي .

فلماذا أنا الآن حزين لقد حققت كل ما أريده لدي الثروة والشهرة والقوة ما الذي ينقصني ..

رهف هي ما ينقصني !!!

غريبٌ أمري منذ أيام وأنا اشتكي من صراخها المتواصل واختلاقها للمشاكل وكنت أصرخ عليها وأرمي الأشياء غاضباً منها وأسمعها أقسى الكلام , بالرغم من أنني اعرف سبب كل ذلك كانت غيرتها هي السبب الأول أما الثاني فاهمالي لها.

كل ما أردت أن اظهره لها أنني نسيتها وأن وجودها لم يعد له أي معنى في حياتي.

لكن الحقيقة أنها الهواء الذي أتنفسه والروح التي أحيى بها والقلب الذي أغُلق أبوابه على حبها فلم يترك احداً سواها يدخله ..

كيف ارتكبت جريمة كهذه في حقنا نحن الاثنين كيف استطاع هذا القلب الضعيف أن يقسوا على من أحب , حتى وليد ما ذنبه ليعيش معنا كل هذا العذاب الم تكفيه سنوات طفولته ؟؟؟

" آآآآآآه يا وليد كم آذيتك "

ماذا سأخبره إن سألني في يوماً ما لما عملت ذلك ؟؟ لما يا أبي ؟؟ وهل سيسامحني ؟؟

أليس من أبسط حقوقه كطفل أن يعيش بين والدين متحابين متفاهمين , لكنني ماذا فعلت تزوجت على والدته , وكنت أغيظها بأخذه معي حتى يتعلق بي ليبتعد عنها , لقد كنت أخطط لهذا منذ البدابة فلما أنا الآن منزعج وحزين .

لماذا ؟؟

أنا شخص لا يحق له ذرف الدموع !!

أنا شخص لا يستحق الشفقة !!

أنا حقير وجبان !!

" آآآآه يا رهف لو ترين النار التي تحرقني ليلاً ونهاراً ,, ربما كنتِ سامحتني "

أشعر بأني في داخلي ناراً مشتعلة تحرقني بلهيبها حتى أنني بالكاد أكل أو أشرب أشعر بأن جسدي أصبح ثقيل على قدمي حتى انني بالكاد أقف ..

ثم أخذ زين يغني بحزن

أهواك وأتمنى لو أنساك

وأنسى روحي وياك

وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني

............................

وقفت رهف بجوار النافذة تذرف دموعاً ساخنة وهي تراقب قطرات المطر المنهمرة تغسل المدينة من ذنبوها , عندها أخذت تناجي ربها ما ذنبي أنا يارب ليحدث معي كل هذا ؟؟

" أستغفرك ربي وأتوب لك"

لقد أحببته بصدق !! فلم أحب أحداً سواه لقد كان الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة لي لم أتخيل نفسي يوماً بدونه لهذا انتظرته عشرة سنوات وكنت اقول نفسي بأن الغد أفضل لم أكن أعلم أنه الأسوء .

لقد عاد بعد غيابً طويل ليجدني انتظره ,, فماذا فعل ليكافئني ؟؟؟ سخر مني وأوهمني أن بعودتي له ستنتهي أحزان الماضي وخوفي من المستقبل ,, لقد داس على قلبي بكل قوته لقد كان يتفنن في تعذبي , لقد تزوج علي وكان يذهب ليقابلها أمام عيني دون أن يراعي مشاعري , بالرغم من ذلك تمسكت به كنت أظن أن كل ذلك مجرد فورة غضب وستنتهي عندها سيعود لرشده ليجدني بجانبه , لكنها لم تكن فورة غضب كان غباءً مني أنني سمحت له أن يفعل بي هذا أنا استحق أكثر من هذا فمن تسمح لأي شخص بأن يهينها تستحق ما يحدث لها.

أنا خجلة من نفسي فكيف قبلت الاهانة تلو الأخرى , كيف استطيع الآن أن أواجه الآخرين ,, كيف نسيت أنني ابنت حسين رزق ,, هل حبه كان يستحق كل هذا الذل والهوان الذي وصلت إليه !!!

كيف استطاع أن يهينني هكذا إنه لا يعلم أنني رفضت رجال عدة حتى انتظر عودته وانني فضلته على الآخرين ,, لكنني سأوريه وسأذيقه من نفس الكأس الذي شربت منه...

................................

" رهف هيا فلنذهب لتجمعي حاجياتك "

.....

" لما هذه الدموع هو من يجب أن يذرفها ولستِ أنتِ "

" سمية في الحقيقة لا استطيع "

" ماذا تقصدين "

" أنا أخاف من مواجهته "

" رهف هل جننتِ ولما تخافين "

" أنتِ لا تفهمين ما أقوله "

" بل أفهمك فأنا مثلك امرأة وأعرف ما يعني الطلاق ,, وانا أكثر شخص يعرف مقدار حبك لذلك الغبي ,, أنتِ خائفة من أن تضعفين أمامه أو تذرفين الدموع هذا ليس ضعف "

" أريد أن أظهر أمامه قوية لكن دموعي لا تتوقف عن السقوط ,, أنا خجلة من الجميع أنا لست ضعيفة هكذا ,, لكن بي حزن كبيرعلى أحلام وذكريات تم قتلها بدماً بارد "

" لا بأس يا رهف الله سيعوضك خيراً منه "

" هل تظنين ذلك "

" إن شاء الله "

..................

ذهبت رهف مع سمية إلى منزل زين لتجمع أغراضها وأغراض وليد وعندما وصلت رهف رأت سيارات زين مصفوفة سوى
الكاديلاك فإلتفتت إلى سمية...

" إنه في الخارج "

" وما أدراكِ "

" الكاديلاك غير موجودة "

" ذلك أفضل "

......

شعرت رهف بالحزن فلقد أرادت أن ترى زين ولو مرة أخير.

دخلت رهف المنزل لتستقبلها كل من سناء ونعيمة فسألتهما

" هل زين الدين موجود "

" لا يا سيدتي لقد مضت ثلاثة اسابيع ولم نراه "

" حسناً نعيمة أريدك تصعدين إلى غرفة وليد وتحضرين كل شيء وتنقليه إلى الشاحنة التي ستصل بعد خمسة عشرة دقيقة "

" حسنا سيدتي "

" سناء أما أنت فإذهبي مع سمية واجمعن حاجياتي من المكتب "

" حسناً سيدتي "

" وأنا سأذهب لغرفتي "

ذهب الجميع كلن يقوم بعمله بينما رهف تصعد إلى غرفتها بكل بطء وكأنها تحاول أن تأخر الزمن قليلاً , أثناء ذلك تذكرت ما قالته نعيمة منذ ثلاثة اسابيع لم يعد زين هل يعقل أنه حدث له مكروه أم ماذا.

دخلت غرفتها ونظرت حولها وهي تذرف الدموع لقد ظنت أن في هذه الغرفة ستعيش مع زين لكنها في الحقيقة لا تحمل أي ذكرة له فيها , فهو لم يدخلها سوا مرتين في أول يوم أوصلني إلى هنا والمرة التالية في اليوم الذي نزعني منها هذه ما تملكه الغرفة من ذكرى لزين .

قامت رهف بجمع أغراضها وهي تذرف الدموع كانت حزينة أنه لن يجمعها بزين سقف واحد بعد اليوم ..

أرادت رهف أن تؤلم زين بشدة فخلعت خاتمها ووضعته مع الساعة الذي أهادها وقد كانا الشيئين الوحيدين الذي أهداها في بداية زواجهما ووضعت أيضاً المجوهرات التي أهداها عندما عادا لبعضيهما وجمعت كل شيء من صور ومزقتها لنصفين ووضعت الأنصاف التي تخصه مع هداياه ورسائله وقصائده بالإضافة لعطره الذي احتفظت به طيلة تلك السنين في صندوق ونزلت لتدخل غرفته بعد تردد دخلت واحتارت أين تضع الصندوق فقررت أن تضعه في الدولاب ثم أغلقت الباب وهي تذرف دموعاً فقد اشتاحتها رائحته فالغرفة تعبق بعطره ثم فتحت باب الدولاب لتلامس ثيابه ولتشمها ربما زين لم يحبها بالقدر الذي أحبته هي لكن ما العمل فالحب سلطاناً ظالم.

مسحت رهف دموعها واغلقت الدولاب لكنها لم تقاوم أن تذهب إلى سريره لتتمدد قليلاً لعلها تتشبع برائحته ليكون سلوها في أيامها القادمة عندها أخذت تضم وسادته إليها وهي تجهش بالبكاء حتى شعرت بأن أنفاسها ستقطع ...

عندها سمعت رهف فتح باب الغرفة وغلقه فظنت أنها سمية أو احدى الخادمتان.

عندها نهضت رهف من سرير زين وهي خجلة تحاول أن توقف دموعها وتهدأ أنفاسها لكنه كان من الصعب عليها عمل ذلك ..

فأخذت تمسح أنفها ودموعها ظنن منها أن الذي فتح الباب غادر لم تكن تعرف أن هنالك من يراقبها فأعادت الوسادة لمكانها واستدارت لتخرج من الغرف وهي تمسح دموعها لتصدم بزين الذي يقف خلفها فتجمدت أنفاسها ..

" أنا آسف هل أخفتك "

.....

تأملته رهف فرأت أنه نحل قليلاً حتى ذقنه لم يحلقها ربما منذ ثلاثة أسابيع حتى ملابسه الذي كان يرتديها هي ذاتها التي رأته بها أخر مرة في المشفى لكنها غيرمكوية وعندما رأها تتفحصه خجل من نفسه لكنه لم يتوقع رؤيتها في الحقيقة ...

" رهف لا حاجة لك لأن تنتقلي "

نظرة رهف إليه ثم قالت

" لما "

" إن هذا منزلك أنتِ ووليد وأنا من سينتقل , فلدي شقة بجوار النادي "

شعرت رهف بخيبة أمل ظنت أنه سيعتذر سيقول أي شيء لكنه لم ينطق بشيء

" لا داعي لذلك فهذا المنزل لم يكن منزلي في يوماً ما "

" أنا أعرف يا رهف بأنني أخطئت لكن هذه ليست النهاية "

" ماذا تعني "

" ما أعنيه أنني لم أطلقك سوى طلقة واحدة وأنه مازال يحق لي أن أعيدك فلماذا تنتقلين "

" أراك واثق من عودتي "

" رهف قبل قليل كنت تذرفين الدمع على وسادتي ما الذي تريدين أن أفهمه "

نظرت رهف إليه وقد أخجلها بما قاله فبدلاً من ان يقول أنه يحبها وأنه لا يستطيع العيش بدونها قام يذكرها بضعفها تجاه
حبها له يا الهي كم هو مغرور ...

" أتعرف أنا لن أكون لك بعد اليوم وأعدك في القريب العاجل أن أتزوج من رجل أفضل منك بكثير, ولا تخاف لن أنسى دعوتك "

" سأقتلك وأقتله "

" فلتفعل "

ثم خرجت رهف وهي تشعر بالغضب من نفسها كيف أظهرت ضعفها هكذا لقد وقعت في موقف محرج , لكن ما أغضبها أكثر استغلال زين الموقف ووضعه لصالحه فبدلا أن يعتذر قام بإغاظتها ...

" رهف أين كنتِ "

" ماذا "

" هيا فلنسرع لقد أخبرتني نعيمة أن زين حضر ألم ترينه "

" لا "

" ذلك أفضل هيا لقد جمعت لك كل شي "

" شكراً ,, فلنغادر "

..........

غادرت رهف تاركة خلفها زين محطم منزعج حزين وما أن سمع صوت الشاحنة تتحرك حتى نهض ليراقب من نافذته خروج رهف من حياته حتى أغلقت البوابة , عندها أخذ يدور في الغرفة لا يعرف ماذا يفعل فأمسك بوسادته وأخذ يضمها بشدة إلى صدره فقد شعر أنه محتاج لعمل ذلك ثم أطلق العنان لدموعه لتنساب بحرارة لتغرق الوسادة في دموع ندمه لكن ما يفيد الندم الآن لقد فات الآوان ...

..................................

اليوم التالي نهض زين من سريره وهو يشعر بتعب وإرهاق لكنه قرر أن يعود لتدريباته حتى تكون سلواه في أيامه القادمة فقام واستحم ومن ثم حلق ذقنه وقد أتعبه ذلك فلقد طال جداً خلال الثلاثة أسابيع .

خرج زين من الحمام وتوجه للدولاب حتى يرتدي ثيابه وبينما كان يرتدي ثيابه رأى صندوق خلف ثيابه فعقد حاجبيه مفكراً في العادة لا يضع أي صناديق هنالك , وبعد أن انتهى من ارتدائه لقميصه أخرج الصندوق ووضعه على السرير ثم قام بفتحه ليفاجأ بعلب المجوهرات الخاص برهف ففهم الأمر عندها أغلقه وأعاده لمكانه بكل غضب ..

" لقد قررت حقاً أن تنساني "

عاد زين للعب مع فريقه بعد أن عاقبه مدربه بإعفائه عدة مبارايات عقاباً لإهماله لكنه في النهاية أدخله عندما رأى زين أخلص لتدريباته من جديد وأخذ يقضي أكثر من نصف يومه في الملعب ..

في الحقيقة أن زين أخذ يتهرب من العودة للمنزل فبدون رهف ووليد لم يعد المنزل منزل لقد أصبح مكاناً للنوم فقط .
انتقل زين للنوم في غرفة رهف فهنالك يشعر أنه قريباً منها .

اتصل زين على وليد بعد أن رفضت رهف أن ترد على مكالماته أو رسائله عندها اضطر أن يتصل على هاتف وليد ليخبره بأن يستئذن من والدته أن يرافقه في نهاية الأسبوع .

" ماذا قالت والدتك "

" لقد رفضت "

عندها أرسل زين لرهف بأن لا تُدخل وليد في مشاكلهم وما أن قرأت ذلك حتى اتصلت به

" الو "

" مرحبا "

" هل أنا من يُدخل وليد في مشاكلنا "

" كيف حالك "

" نعم "

" لماذا تصرخين لقد مضت أشهر وأنا لم أرى وليد وكل الذي أطلبه يومان نهاية الأسبوع فقط "

" وهل أنا مجنونة أم تظن أنك ستخدعني بهذه الاسطوانة مرة أخرى "

" لا تخافِ لن أدخله في مشاكلنا "

" وهل تريدني أن أصدق أنك تغيرت وتحولت فجأة لرجل شهم "

" من حقك أن تقولين عني ما تريدين ,, لكنني أعدك أنني سأعيده "

" أنا آسفه "

" رهف إما هكذا أو ستضطرينني أن أخذه من المحكمة "

......

" زين الدين أريد .."

" هل أصبحت الآن زين الدين ألم تكوني أنتِ من أختصر اسمي لزين لما تغيرينه الآن "

" لأنك أصبحت بالنسبة لي رجل غريب شخص لا أعرفه ,, حسناً سأثق فيكِ هذه المرة واتمنى أن لاتخون ثقتي كعادتك "

" آآآآه لقد ألمتني بحق ,, لكن على العموم غداً سأنتظر وليد أمام المنزل "

" مع السلامة "

" رهف "
.......

أصبح منذ ذلك اليوم وليد يقضي معي نهاية الأسبوع بينما طيلة الأسبوع يقضيه مع والدته ....

......................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 05-06-14, 07:09 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

عذرا أعزائي القراء لتأخري ...

ولإنزالي بارت قصير جداً ...

لكن السبب الأول لإنشغالي وسفري وثانياً جفاف مؤقت في الأفكار بسبب إنشغالي بأمور كثيرة غير الرواية ..

لكن إن شاءالله أرجع أركز عليها وأنزل النهاية قبل رمضان ...

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 06-06-14, 06:17 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

حس زين الان انه بعناده خصر الشىء الوحيد الزي احبه

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتحبني.قصة قصيره.قصه.العوده.زين.رهف
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية