لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-14, 08:56 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

10 – لـــيــلـــة مــن الـــعـــمـــر


لم يخل كول أن سكرتيرته الشخصية مرحة إلى هذا الحد...إنها المرة الأولى التى يلتقيان فيها خارج جدران المكتب....و يتناولان العشاء معاً كزوجين اجتماعيين...
لم تحاول ليز أن تخفى تلذذها بالأطباق الشهية, فين حين بدا كول مستمتعاً برفقتها كل الاستمتاع.
و إذ كان يعلم جيداً مدى عشقها زهرة منسية للسفر, حثها على التحدث عن الرحلات التى تأمل القيام بها فى المستقبل...صحيح أنه زار مدن العالم الكبرى...ولكن رحلاته كانت بعيدة كل البعد عن المغامرات التى روتها ليز...مغامرات تعيد إحياء التاريخ, و تربط ما بين الثقافة و الأماكن الجغرافية
تأمل كول وجهها المشع بالحماسة و عينيها المتلألئتين بلهفة شديدة لرؤية كل ما تتوق لرؤيته بعد, فتحسر فى سره على العالم الضيق الذى حشر نفسه فيه...عالم اقتصر على مه الأموال و تكديسها...حرى به أن يخرج من شرنقته, و يقوم برحلات إلى أماكن مختلفة مصطحباً ليز معه, لتلعب دور المرشدة السياحية, فتريه كل ما رأته عيناها...
نظر كول إلى ليز, فأبهجته حيويتها, فخطر له فجأة أن يطرح عليها سؤالاً من دون أن ينظر ملياً فى عواقبه:
ـ ألا تفكرين فى الزواج و تأسيس عائلة, فى المستقبل يا ليز.
خيم الحزن عليها فى الحال, فتلاشى البريق من عينيها و تجهم وجهها...
و اسرعت تخفض رموشها كدليل على خيبة آمالها فى هذا الميدان, فلام نفسه فى سره لإثارته موضوع يحرج مشاعرها, خاصة بعد أن تخلى براندن عنها, ضارباً سنوات طويلة من الحب عرض الحائط.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

نظرت إليه بعينين مفعمتين بالكآبة و على ثغرها طيف ابتسامة ساخرة, ثم قالت له بنبرة حملت بين ثناياها إحساساً بالهزيمة:
ـ لا أظن أننى مرغوبة كزوجة...إذ لم يطلب أحد يدى للزواج قط.
أراد كول أن يقول لها إنها مرغوبة جداً من مختلف النواحى, إلا أنه عدل عن ذلك....فالكلمات تبقى عديمة الجدوى إن لم ترتبط بالتجربة الشخصية...
لكنها كلمات نابعة من القلب, تبلورت معانيها فى ذهنه شيئاً فشيئاً على مر النهار...كم كانت مختلفة عن تارا...كم بدأ يحبها....وكم بدت مثيرة فى الملابس التى تلائمها!
و تملكته رغبة شديدة بمعانقتها ليمحو الألم الذى سببه لها, و يعيد إليها المرح الذى رافقها طوال فترة بعد الظهر, وهى تدور حول نفسها فى تلك التنورة البيضاء الفاتنة...
ـ ماذا عنك؟ أتفكر فى الزواج ثانية؟
فاجأه سؤالها و ضحك ضحكة فظة و قال: "لست على عجلة من أمرى!"
ـ أكانت تجربة سيئة؟
ـ لم أحسن الحكم على الأمور.
وهز كتفيه بلا مبالاة رافضاً التمادى فى الموضوع: "لكننى أتمنى أن أصبح أباً من جديد..."
كان رده بمثابة اعتراف صريح منه, بامتزاج الفرح بالمرارة , خلال حياته الزوجية.
أومأت براسها و عيناها مفعمتان بمشاعر العطف الصادقة:
ـ لا يمكنني أن أتحمل فكرة خسارة من لحمي و دمي.
لم يترك موت طفلهما تأثيراً بالغاً على تارا....مما جعل العرض الذى تقدمت به هذا الصباح, مثير للغيظ حقاً.
بدا له أن ليز تتمتع بحس قوى بالأمومة و لا شكـ أنها ستُشغف بأولادها فى المستقبل...و تذكر فى تلك اللحظة حديثها مع والدته, عن شقيقاتها, فسألها عن عائلتها محاولاً أن يغير مجرى الحديث.
كانت ليز خالة لأربعة أولاد بنتان و صبيان...و تكن كل الحنان و المحبة لـ منتديات ليلاس عائلتها...
تحسر كول فى سره على طفولته الوحيدة, و افتقاره إلى العيش فى كنف عائلة كبيرة...فوالده لم يشأ إنجاب أكثر من طفل واحد معتبراً وجود كول بمثابة تطفل على الحياة المنظمة التى اعتاد عليها...ولكن ذلك لم يمنعه من الباهي بما حققه ابنه من إنجازات.
كانت والدته تتمنى أن تنجب فتاة...فتاة تشبه ليز, تتشاطر معها أسرارها...ليز هارت...لِمَ لم ينظر إليها من هذا المنظار من قبل؟ ما الذى حجب نظره عنها؟
لا شك أن تارا أعمت بصيرته و قتلت فيه كل رغبة بالتودد إلى امرأة أو حتى النظر إليها...
علاوة على ذلك بقيت ليز على مدى سنوات طويلة مرتبطة بشخص استغلالي, هجرها عند أول فرصة أتيحت له.
صحيح أنها تحاول إزالة آثار خيبتها, لتبدأ بداية جديدة, إلا أنها كانت تحمل فى أعماقها إحساساً مريراً بالفشل كأنثى...إحساس زادت تارا من حدته بسخريتها منها, فأحبطت عزيمتها....
ظل كول طوال الطريق, مشغول البال, يفكر فى الظلم الذى وقع على ليز...بدت له هادئة, هادئة جداً فى مقعدها, و قد زالت تعابير الانشراح عن وجهها.
و إذ تذكر شقته الموحشة و الذكريات المؤلمة التى تثيرها, لم يرق له الأمر...لم يرق له أبداً.
كانت ليز تردد فى سرها بأنها ليلة وحيدة, لا ثانى لها, محاولة أن تقنع عقلها الساذج بذلك.
غير أنها لم تستطيع أن تكبح جماح لسانها طوال العشاء, مستمتعة بالأطباق الشهية, و اهتمام كول المفرط فيها...
و الأسوأ من ذلك كله أنه رفض أن يبادلها بالمثل و يفتح لها قلبه...و لما سألته عن إمكانية زواجه ثانية, جاء رده السريع الساخر...لست على عجلة من أمري...ليبدد أوهامها كلها....
استرجعت ليز فى ذهنها كياسته و ظرفه خلال العشاء, وأدركت أنه يعامل زبائنه بالطريقة عينها, لا محالة. فيستدرجهم إلى الكلام و يصغى إليهم بانتباه, و يرميهم بنظرات تنم عن اهتمامه البالغ بهم.
إنه ساحر حقاً, ولكن ذلك ل يعنى شيئاً بتاتاً!
و ها إنه سيوصلها الآن إلى منزلها و ينتهى بعدها كا شئ...
كانت تتمنى لو أن أعصابها المتوترة تسترخي قليلاً, لتودعه بلطف و لباقة, فتظهر له بأنها مكتفية بهذا الحد, فى حين أن الرغبة بالحصول على المزيد تتأجج فى داخلها.
و عبثاً حاولت إخمادها...فمع مرور ساعات النهار, كان الشوق إليه ينمو شيئاً فشيئاً فى صدرها, ليتحول بعدها إلى حزن متأصل من الصعب اقتلاعه...حزن مشحون بالكآبة أيضاً...
و تنبهت إلى أنها تطلب المستحيل...فبعد أن تراءى لها طيف الأمل ملوحاً من بعيد, عاد واختفى فى ظلمة وحدتها الحالكة.
ركن كول السيارة أمام منزلها, وأطفأ المصابيح...فخيمت الظلمة الموحشة على السيارة, خاصة و أنه ترجل منها ليفتح لها الباب.
وسمعت صوتاً من أعماقها يقول لها: "تقبلى الأمر يا فتاة...فهو ليس لك."
فتح كول الباب لها, فنزلت من السيارة آبية هذه المرة أن تأخذ بيده الممدودة لها, مرغمة نفسها على الوقوف على قدميها بثبات...فكل لمسة منه قد توهمها بألفة بعيدة كل البعد عن الواقع...
كان كول رب عملها, ولابد أن يرافقها إلى الباب, بدافع من لياقته, ليغادر بعدها على أمل أن يلتقيا فى المكتب نهار الاثنين.
طأطأن ليز رأسها ومشت, ووقع خطواتها يتردد فى رأسها, وكأن صداه يتردد فى خلاء حياتها الشخصية, وأحلامها الخائبة التى لم تتحقق قط, وكلمات والدتها التى كانت تجول فى رأسها: "تحتاجين إلى رجل يقدس الحياة الزوجية يا ليز"
لم تراها لم تلتقي برجل مماثل بعد؟ كانت تحتاج إلى رجل مماثل.... رجل سهل المنال.
ترقرقت الدموع فى عينيها و هما يصعدان السلم المؤدى إلى شقتها...ليتها لم تعش لحظات من السعادة المزيفة, لتعود بعدها و ترتطم بأرض الواقع بقسوة!...كان عليها أن تتمالك نفسها و تخرج مفاتيحها من حقيبة يدها, وتودع رب عملها بتهذيب مطلق, شاكرة له لطفه الشديد...كان لطيفاً كريماً...وأشعرها أنها مميزة.
أحست بغصة فى حلقها, فطرفت بعينيها وابتلعت ريقها, ثم عادت و طرفت عينيها وابتلعت ريقها من جديد, و تمكنت فى نهاية المطاف من وضع المفتاح فى قفل الباب و فتحه على مصراعيه...
و بعد أن سحبت المفتاح و أعادته إلى حقيبة يدها, أخذت نفساً عميقاً
والتفتت نحو الرجل الواقف قربها قائلة: "أشكرك على كل شئ يا كول."
قالت له ذلك بتكلف بالغ, محاولة أن تبتسم له و هى ترفع رأسها إليه, لتقابل عينيه آمله ألا يرى أثار الدموع فيهما.
ـ طاب مساؤكـ.
ثم أضافت متظاهرة بالبهجة: "أمضيت وقتاً ممتعاً"
تصلب جسم كول لدى سماعه طردها اللبق له, ورفع رأسه ليقابل عينيها البراقتين المبللتين, الأشبه ببركتين خضراوين, تعكسان إحساساً عميقاً بالبؤس...
حتى الابتسامة التى رمته بها كانت مرتجفة, ومتداعية ولا أثر فيها للحظات المرح التى أمضياها معاً...
يستحسن أن ينصرف...فهو يقف الآن على أرض خاصة...وإن اجتازها, من الصعب جداً أن يتراجع لأنها موظفة عنده....وعلى الرغم من ذلك, خطا خطوة إلى الأمام, مذعناً لقوة بدائية سيطرت علي جسده برمته, هازئة من أفكاره المتروية...و رفع يده أصابعه بخفة على وجهه, متمنياً من صميم قلبه أن يخفف عنها, ويواسيها و يشعرها بالأمان معه...
وانعكست فى عينيها الأسئلة المريعة التى كانت تجول فى رأسها باحثة عن أجوبة لها.
أحس بثقل المسؤولية على كاهله, فتحركت فيه الغرائز الذكورية بشكل عنيف, تحثه على النضال من أجلها, وحمياتها, و التمسك بها...إنه الدور التقليدي للرجل منذ بداية الدهور, إلا أن المجتمعات الحديثة قللت كثيراً من اهميته...
مرر يده بخفة على خدها, فأحس بالدماء الحارة التى كانت تجرى تحت بشرتها ثم احنى رأسه ببطء, و هو يستمتع بتأثير هذه اللحظات المشحونة بالعواطف الجياشة...
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

لم يحاول أن يحكم عناقه لها, تاركاً لها الفرصة لتفلت منه إلا أنها لم تحرك ساكناً.
تبعت ليز خطواته و قد أغوتها اللعبة, و بدأت تروق لها, و تستمتع بها .
راق له اختلافها الشديد عن تارا, الضليعة فى القضايا العاطفية... وقرر أن يفوز بهذه المرأة, ويطرد من قلبها الرجل الذى احبته سابقاً, لتحل محلها كل المشاعر التى سيتمكن من إضرامها فى قلبها.. فدفعه التحدى إلى معانقتها بقوة, وإذا بعمودها الفقري يتصلب...
فعاد يعانقها محبطاً كل محاولة منها لصده... ولكنها أرجعت رأسها إلى الوراء, و كأنها تحذره من تلك القوة التى يحاول بها السيطرة عليها, وقد بدا جلياً أنها فى حيرة من أمرها.
أحس كول بجيشان صدرها و هى تأخذ نفساً سريعاً...فرفت عينيها و أخفضت رموشها, لتحجب عنه اضطرابها...وعلى الرغم من الإحباط الذى سببه صدها له, غمره احساس بالرضي, إذ بدا جلياً أنها لا تبغي صده, ولكنها كانت عاجزة عن فهم ما يجول فى رأسه.
ـ لِمَ فعلت ذلك؟
جاء صوتها مفعماً بالقلق من شدة خوفها من العواقب, التى من المفترض به أن يتوقعها...
حركـ سؤالها العفوى و الساذج مشاعر الحنان فيه....مشارع حسبها ماتت بموت ابنه...فجاش صدره بعواطف محمومة وقال:
ـ لأنني أحببت أن أفعل ذلك!
واحس ببرعم بداية جديدة يتفتح أمام ناظريه, وأخذ قلبه يتخبط بين ضلوعه آملاً أن تكون هذه البداية صادقة.
يمكنه نسيان تارا...أو حتي موت دافيد...لعله مجرد رجاء فحسب... ولكنه لن يدير ظهره للفرصة المتاحة له, ليسلك طريق المستقبل الزاهى, الواعد بكل ما تاقت إليه نفسه, فى ظلمة ليالى القهر.
ـ ولكننى لست مجرد امرأة تواعدها, أليس كذلك؟
كانت ليز تحال أن تستشف ما وراء مكنوناته....
ـ كلا...فأنت بالنسبة إلىّ, أكثر من ذلك بكثير.
هزت رأسها حائرة: "أرجوك يا كول...."
و امتلأت عيناها بالشك: "علينا أن نعمل معاً...."
ـ ولكنا نعمل سوياً فعلاً....هذا هو جوهر الموضوع....إننا نشكل فريقاً ممتازاً.
ومرر أصابعه على حاجبيها المنعقدين وأضاف:
ـ إننى أرفع علاقتنا إلى مستوى أعلى.
ـ مستوى أعلى؟
ابتسم لها, عل وجهها المكفهر يسترخي, فترى ما رأته عيناه:
ـ اعتقد بأنني فعلت الصواب....و لا داعي للإحساس بالسوء...
كانت كلماته واثقة, تنم عن إصراره على جرفها معه فى تياره:
ـ أريد منك أن تنزعي براندن من قلبك.
ـ براندن ؟
زاد هذا الاسم من حدة ارتباكها...وأنب كول نفسه بصمت على ذكره....فجل ما كان يسعي إليه, التفوق عليه, ومحو ذكراه من قلبها إلى الأبد.
صحيح أنه سلوك بدائي, إلا أنه كان يغلى فى احشائه....فدفع ليز إلى داخل الشقة و أغلق الباب خلفها.
وقبل أن تتمكن من الاحتجاج, أخذها بين ذراعيه.
أحست بنفسها قربه صغيرة جداً, و بالغة الأنوثة فى آن معاً....ولكنه كان يعرف حق المعرفة بأن عزيمتها الحديدة, قادرة وحدها على تحدي قوته الجبارة....
كان ظلمة المكان تدفع قلبه إلى الخفقان أكثر فأكثر, وداعبت رائحة عطرها أنفه, فترك أصابعه تتسلل إلى خصلات شعرها الحريرية....
ثم سمعها تقول:
ـ لا !
سألها حائراً :
ـ لِمَ لا؟
ـ لن أعجبكـ ؟
كأن صوت يصرخ فى أعماقها محذراً: "أنا أختلف عن تارا...أنا أخلو من الإثارة."
قال لها بنبرة مبطنة بمشارع عميقة واعدة:
ـ بل أنت تعجبيننى!
إلا أنها أبت أن تصدق أنه لن يقارن بينها وبين المرأة التى تزوجها... فصرخت مذعورة:
ـ ألا ترى بأننى ليست صهباء؟ أنا الفأرة البنية الصغيرة!
دمدم كول قائلاً:
ـ لم أنظر إليك قط من هذا المنظار !
وتسللت يداه إلى خصرها .
ـ لطالما كنت أجدك متألقة يا ليز هارت...عيناك متلألئتان... وذكاءك باهر...وخلاف ذلك كله, طبع حاد لم يغفل عنى أبداً...لا أظن أنك تملكين ذرة واحدة من الفأرة !
طمأنت كلماته الحازمة قلبها, إلا أن عقلها بقى مشوشاً ونظراته الهائمة تسبران أغوار روحها مشعلة فيها لهب من المشاعر.
واستطرد كول فى كلامخ:
ـ حسبت أنك أظهرت ليّ حقيقتك التى كنت تخفينها فى داخلك...لذا, لا أجد من داع لهذه المشاعر التى تشعرين بها...إن النيران التى تستعر فى أعماقك, بدأت تشق طريقها إلى ....
وشدها ببطْ إلى عناق جعلها تعى بقوته....ووجدت ليز عناقه أكثر فتنة من أن تقاومه....فدست ذراعيها حول عنقه تبادله العناق بعناق مثله.
وإذا بشئ يتفجر بينهما...مشاعر عطش متلهفة....عواطف كان لا بد من كبحها حتى لا توقعهما فى شرك الندم لاحقاً...
فانتزع كول ذراعيها من عنقه’ برقة, وأرجع رأسه إلى الوراء لينظر إليها...فأحست ليز بالحرج لأنها لم ترد منه أن يبتعد عنها...ولكن, على الرغم من ابتعاده عنها, كان يجاهد بكل طاقته ليقاوم...
أشعرها بذلك بالقوة, والانشراح....فلا مجال لإنكار قوة أحاسيسه نحوها...
طبع كول قبلة ناعمة على جبينها و قال لها:
ـ تأخر الوقت و علىّ أن أصحو باكراً غداً, لارتباطي بموعد هام.
رمها بنظرة مفعمة بالحنان ثم استدار.
واستدار على عقبه و غادر الشقة, تاركاً ليز فى حالة من الارتباك الشديد.



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-03-14, 08:59 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

11 – عــلـــى جــمــر الـشــوق


نامت ليز ملء جفونها تلك الليلة, و لم تستيقظ إلا وقد أنتصف النهار...فصعقت و هى تنظر إلى الساعة الموضوعة قرب سريرها, و التى كانت تشير إلى الثانية عشر إلا ربع ...إذ أشرفت عطلة نهاية الأسبوع على نهايتها, وعليها أن تنهى الأعمال المنزلية, و تشترى بعض الحاجيات
وثبت بسرعة من سريرها, وتوجهت مباشرة إلى الحمام, وهى تشعر بالبرد الشتوى القارص.
خففت المياه الحارة من ارتعاشها, و أخذت تفكر فى كول وفى المشارع التى تكنها له.
ومر فى خاطرها براندن....لِمَ تراها ظنت أنها تحبه؟ ولكنها لم تكن تعرف المشاعر التى سيحركها فى أعماقها كول.
كان براندن خسيساً, بكل ما للكلمة من معنى, بخل عليها بأشياء كثيرة...غير أن كول أغدق عليها بالملابس الفاخرة والأطباق الشهية, و العواطف الجياشة, فأحست بنفسها مدللة كل الدلال وكأن عيد الميلاد عاد إليها بأبهى حلة.
وتمنت فى سرها ألا تسبب لها هذه المشاعر مشكلة تعرض عملها للخطر...و الغريب فى الأمر أن خوفها من خسارة كول...
ولكنها قررت ألا تفكر فى الموضوع أو تشغل بالها بمسألة تعاطيها معه كرب عملها...
فبعد أن قام كول بالمبادرة فى التودد إليها, تماماً مثلما توقعن ديانا, وجدت ليز نفسها أمام حلين لا ثالث لهما, إما أن تدع التيار يجرفها حيثما يشاء, أو تختفى من حياته كلياً, ولكن لماذا تبتعد و قلبها يخفق له بهذا الجنون الأرعن؟

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وتذكرت فى تلك اللحظة, قوله إنه ليس على عجلة من أمره للزواج ثانية.
إذن هل من احتمالات أخرى تلوح فى أفقها؟.....أبداً.....
علاوة على ذلك, من يستطيع أن يضمن إقدامه على مشروع الزواج.
خرجت من الحمام ز نشفت جسمها, ثم ارتدت ملابسها و هى تمعن النظر فى المرآة...
أمضت بعد الظهر كله, تنهى أعمال المنزل الروتينية, و تعد ملابسها للرحلة, حرصاً منها على أن تكون ردة فعل نانسي إن علمت أن ا بنها شغوف بسكرتيرته الخاصة...و ارتأت فى النهاية الأمر أن تولعه بها أفضل بكثير من شغفه بـ تارا ...إذ لم تحب نانسي تارا قط.
كانت ليز غارقة فى أعمالها حين رن جرس الهاتف قرابة الساعة السابعة مساء...
خشيت فى بادئ الأمر أن ترفع السماعة و تسمع صوت ديانا على الطرف الآخر من الخط, و فى جعبتها مجموعة جديدة من النصائح....
لم تشأ أن تتحدث معها عن كول و أحست فجأة بمدى هشاشتها خاصة أنها تجهل تماماً ما يخبئه لها الغد...
ماذا لو كانت والدتها المتصلة؟
والدتها ليست من النوع المُلح, ولا يهمها إلا رضي ابنتها عن نفسها....وليز راضية اليوم عن نفسها....
رفعت ليز السماعة و قالت مبتسمة: "مرحباً ! ليز تتكلم"
ـ كول يتكلم!
جاء رده الهادئ مفعماً بالسعادة!
ـ آهـ !
لم تجد شيئاً تقوله, و قد أخذها اتصاله على حين غرة.
ـ أرجو أن تكونى بخير؟
أعادت كلماته لها البسمة إلى ثغرها:
ـ أجل ...أننى فى أفضل حال!
ضحك كول :
ـ كنت شارد الذهن طوال النهار, أفكر فيكِ
ـ أيجدر بى أن أقول أننى آسفة؟
اسعدها أن تسمع صوته
ـ كلا كان الشرود ممتعاً للغاية.
أجابها بنبرة فاترة, فأحست بالفرح يغمرها.
ـ ليتك تعرفين كم أفكر فيك....ربما يجب أن أزورك.
ـ تنتظرنا سلسلة من الاجتماعات صباح الغد.
قالت له ذلك بنبرة متكلفة, وهى تلعب دور السكرتيرة بإتقان, فى حين ملأت الغبطة قلبها, بعد أن علمت أن إرادته خضعت للامتحان...أنه خير دليل على قوة انجذابه نحوها.
ـ كنت أحاول أن أفكر بطريقة للتخلص من الأشخاص الذين سيبعدون بيننا....
بيننا...يا لها من كلمة ساحرة!
ـ علينا أن ننجز الاعمال المتراكمة يا كول!
حاولت أن تلفت انتباهه إلى ما ينتظره غداً من أعمال, بنبرة فى غاية الجدية, مع أنها لم تكن تعير الموضوع اهتمامً, الما أنه بدا غير مكترث.
ـ هذا صحيح...ولكن أيمكنك ارتداء الفستان البرونزى, ذى الأزرار؟ أحب ذلك ذاك الفستان عليك.
إنه يفكر بها دائماً...لكم يسرها هذا!
ـ ليز؟
ـ نعم؟
و أحست و كأن أنفاسها تجاهد لتخرج من رئتيها...
ـ ليتك تعرفين كم أريدك....
أجابها بعزم اخترق فؤادها, و أثار خوفها من عواقب الانجراف ووراء اهواءه...أتراه يلاطفها ليصل إلى غايته المنشودة؟ كم كانت تعنى له كإنسانة؟
لم تجد ما تقوله له, و المخاوف و الشكوك تتضارب فى رأسها, و الشوق فى قلبها يحثها على تلبية رغباته, لتكون امرأة أحلامه, من مختلف النواحى...
اخترق كول صمتها سائلاً: "ما بك صامتة؟"
ـ أحب أن أسمع صوتك.
ـ هل ستردين هذا الفستان؟
ـ سأنفذ ما طلبته منى!
ـ ممتاز! سأنام ملء جفونى هذا المساء...أحلاماً سعيدة.
و أقفل الخط.
هزت ليز رأسها مبهورة بالنفوذ الذى كان يتمتع به ... نفوذ لم تعرف له مثيلاً قط....
لعل محاولاتها الحثيثة لجعل الأمور تظهر ى إطار صحيح, لا تمت إلى الواقع بصلة, هى السبب...
لم تكن تتمتع بأى نفوذ على كول...فهو يحتكر النفوذ لوحده, و يحسن استخدامه...
ربما ذلك أفضل لها...لذا لن تحاول المجادلة.
جلس كول على مكتبه أمام شاشة جهاز الكمبيوتر, التى كانت تومض بأرقام ينبغى عليه مراجعتها...
إلا أنه كان ينتظر وصول ليز بقلق بالغ...إنها المرة الأولي التى ينتظر فيها لقاء امرأة بهذه اللهفة.
كانت سهرة البارحة مذهلة...ولا شك أن تجاوبها معه, نسف الحواجز من اصلها...حواجز بناها ذاك الحب لـ براندن الأنانى الذى لم يقدر قيمتها...
بات كول واثقاً من أن الوصول إلى قلبها لم يعد صعباً . و قرر أن يتحرك بسرعة, ويسلك طريقاً مختصرة, فلا يدعها تبتعد عنه مقدار ذرة ...
ستأتى إلى المكتب هذا الصباح...فبعد محادثتها الهاتفية, لابد أنها خلدت إلى فراشها, تفكر فيه.
أخذ كول نفساً عميقاً و راح يتساءل ما هذه القدرة التى تملكها هذه المرأة على مشاعره و قلبه.
لكن ماذا عنها أتشعر بما يشعر به؟
ولِمَ لا؟ ففى داخلها قلب حنون....و لم يكن عليه سوى أن يطرق بابه لتفتح الباب له وحده.
قُـرع الباب....
ـ أدخل.
كانت نبرة صوته عنيفة, و قد بلغ توتر أعصابه أوجه.
دخلت ليز إلى المكتب مرتدية الفستان البرونزي ذي الأزرار...
حيته بمرح: "صباح الخير."
لم تغب عنه إمارات الشجاعة المحتجبة خلف حمرة خديها, ورأسها الشامخ, و كتفيها الدقيقين , و الابتسامة المرتجفة على ثغرها...ِجاعة تتحدى الشك و الخوف, تركت فيه أثراً عميقاً...
أجابها و على ثغره ابتسامة مفعمة بالإعجاب و الاستحسان:
ـ إنه صباح جميل.
بدت هادئة و هى تتقدم نحوه حاملة ملف مانيلا:
ـ أحضرت لك الملف الخاص بالاجتماع الأول.
بدا واضحاً أنها تفضل المباشرة بالعمل فوراً, ولكن كول ارتأى غير ذلك:
ـ فى المرة الأخيرة التى رأيتك فيها مرتدية هذا الفستان بدوت فيه رائعة....خلابة....
سمرتها كلماته فى مكانها, وهى تنظر إلى تنورتها بارتباك شديد:
ـ أحقاً يعجبك؟
ـ بل يعجبنى كل شئ عليك.
ضحكت ليز ضحكة خافتة:
ـ لا أدرى إن كان بمقدورى تصديقك.
ـ هل تريدين إثبات؟
كان اللهو مفتاح اللعبة...و المرء لا يمل أبداً من منتديات ليلاس اللهو...فى حياته...فكم كانت مسرورة و هما يتنقلان من متجر إلى آخر, نهار السبت, يبحثان عن ملابس جديدة لها....
نظرت إليه بطرف عينيها وقد قررت المشاركة فى لعبته:
ـ عليك الآن القيام بعملك...لا تترك أفكارك تجنح بعيداً.
ـ أن وجودك بمثابة مكافأة لى على تركيزي الشديد على العمل ...
وضعت الملف على المكتب, و على وجهها إمارات التساهل الماكر.
أخذ كول الملف الذى وضعته على المكتب, وفتحه متظاهراً بالاطلاع على التفاصيل المالية, الخاصة بالزبون الذى سيصل بين لحظة و أخرى....
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


انتهى الاجتماع الأول بعد حوالى ساعة. فوقف كول يحدق بتنورتها, من دون أن يتفوه بكلمة...كان وجودها يشعره بسعاة لا نظير لها.
فاستهل الاجتماع الثانى بحماسة, وظلت نظراته تلاحقها أينما كانت.
حاول أن يخفف من وطأة تأثيرها فيه ولكن ضبط النفس بات أشبه بالتعذيب البطئ...كبح المشاعر التى تغلي فى أحشائه , وأرضي الزبون الثالث بعرض شامل و سريع حول الأسواق المالية...
وفيما كان يرافقه إلى الخارج, سلط عينيه عليها...و أراد أن يقترب منها ليحضنها ولكنه لم يجد مفراً من مرافقة الرجل إلى المصعد وتوديعه, قبل أن يعود إلى المرأة التى كانت تتحرق شوقاً لأحضانه منذ الصباح, وليذهب العمل إلى الجحيم.
فى مطلق الأحوال, كانت ساعة الغداء قد دنت, إلا أن اشتياقه الشديد إلى ليز أنساه جوعه...و الطاقة التى كانت تحركه فى تلك اللحظة لا يلزمها إلا المزيد من الوقود...
دخل إلى مكتبها و أقفل الباب خلفه حتى لا يزعجهما أحد...كانت تقف بقرب إحدى الخزائن توضب الملفات.
التفتت نحوه لدى سماعها طقطقة المزلاج...فالتقت نظراتهما, وقرأت فى عينيه عواطف محمومة, جعلت عينيها تتسعان دهشة!
قال لها مطمئناً:
ـ لا عليك...أصبحنا الآن لوحدنا....وأنا مشتاق جداً إليك يا ليز هارت.
لم تحرك ساكناً وقد طار قلبها فرحاً أمام شوقه الشديد إليها...و إذا به يقف خلفها ويلف ذراعيه حولها ويشدها إليه بقوة.
لفت ذراعيها حول عنقه, تشجعه على احتضانها أكثر وقد أدركت أن شوقه خال من الزيف, وليس وليد صدفة وجودها قربه عند الحاجة.
ومع مرور الأيام سطعت هذه الحقيقة عالياً كنور الشمس.. إذ كانا يقضيان ساعات النهار كلها معاً فى منتديات ليلاس المكتب, و يخرجان مساء لتناول العشاء فى إحدى المطاعم الحميمة, فيتبادلان الأحاديث المشوقة ويستمتعان بالطعام اللذيذ ...
مساء الحميس فاجأها كول بإعلان, حثها على إعادة النظر فى بعض الأمور:
ـ وقعت معاملات الطلاق بعد ظهر اليوم, و أصبحت الآن حراً من جديد.
شوش الارتياح البادي فى نبرة صوته أفكارها, وكأن حريته بقيت مهددة إلى أن وضع القانون حد لزواجه من تارا سامر فيل.
مر فى خاطرها ذكرى مواجهتهم مع تارا السبت الماضي, حين شهرت أسلحتها كلها آمله أن يتصالحا, ولكن كول سد كل الطرق أمامها...
هل كانت الغاية من علاقتهما إبقاء الأبواب موصده أمام تارا ؟
فلم يعد لها مكان فى عقله أو حياته بعد أن كتب السطر الأخير فى كتاب زواجهما ...كتاب هو ثمرة سوء حكمه على الأمور حسب قوله...
قد تجول فى خاطر المرء أفكار لا تترجم جسدياً أو عاطفياً...و إذا عكست ليز الوضع, تبين لها أنها لطالما حاولت إقناع نفسها بأشياء كثيرة عن براندن, باذلة جهدها لوضع علاقتهما فى إطار إيجابي بينما كان جسدها وعقلها يتفاعلان مع ذلك, بصورة سلبية.
صحيح أنها غضت الطرف عن أمور كثيرة, إلا أن الكيل سيطفح عاجلاً أم آجلاً...
و تساءلت ليز ن سرها عما إذا كان اختيار كول قد وقع عليها, لتلهيه فيما يضع اللمسات الأخيرة على طلاقه.
غير أن الانجذاب القائم بينهما ليس وهماً...ومن الصعب جداً أن يتظاهر به إن لم يكن يشعر به حقاً..
كانت شخصية كول مميزة للغاية...فإن عقد العزم على بلوغ هدف ما, ا كل أو يمل حتى يبلغه...
ولكن ليز لم تستشف بعد ما يريده منها, فهو لم يتطرق أبداً لموضوع مستقبلهما معاً.. ربما لأن الوقت ليس مؤاتياً بعد...
بعد العشاء, أوصلها كول إلى منزلها...إنها ليلتهما الأخية معاً قبل أن تنطلق فى رحلة مدتها أربعة عشر يوماً إلى جنوب شرق آسيا, برفقة والدته .
فنهار الجمعة لن تذهب صباحاً إلى المكتب ليتسنى لها أن توضب حقائبها...
وعند السادسة مساء, اتفقت مع نانسي بيرسون على أن توافيها إلى هوليداي أن لتناول العشاء مع المجموعة السياحية, علماً أن طائرتهما ستقلع باكراً صباح السبت.
بدا كول متردداً فى الانصراف...و قال لها وعلى وجهه ابتسامة حزينة:
ـ ليتك لا تذهبين فى هذه الرحلة...سأشتاق إليك...
أملت ليز فى سرها أن تتيح لهما هذه الرحلة الفرصة للتفكير ملياً فى علاقتهما و مستقبلهما...أحست بنفسها أسيرة قوة قاهرة مسحت من رأسها كل شئ عدا منتديات ليلاس كول بيرسون.
لعل ابتعادها عنه يساعدها على رؤية الصواب من الخطأ...أو عواقب العوامل المؤثرة التى رمتها على شؤاطئ محظورة...
إلا أنها خشيت أن تأتى النتيجة سلبية.....

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-03-14, 09:01 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

12 – أسـئـلة تـبـحث عـن أجـــوبــة




بلغ سخط كول على السكرتيرة التى حلت مؤقتاً محل ليز أوجه, بعد ظهر الجمعة...لم تصاب بالهلع كلما طلب منها شيئاً وطلباته تكاد تكون نادرة جداً؟
و تمنى أن تقدر والدته حجم التضحية التى قام بها حين وافق على التخلى عن ليز بغية مرافقتها فى رحلتها.....
وتنبه فى تلك اللحظة أنه لم يتصل بوالدته بعد, ليتأكد من وصول سيارة الليموزين التى ستقلها إلى المطار, و يخفف من حالة الاهتياج الشديد التى تصيبها فى الدقائق الأخيرة, قبل سفرها , فرفع سماعة الهاتف وطلب رقم منزل بالم بيتش...و إذا بوالدته تجيب لاهثة :
ـ نعم؟
ـ هدئى من روعك يا أمى... لن يمانع سائق الليموزين فى انتظارك قليلاً ريثما تتأكدين من أنك لم تنسى شيئاً.
ـ آهـ! هذا أنت يا كول! كنت أقفل أبواب المنزل كلها!
ـ سأقصد المنزل غداً لأتأكد ثانية من أن أجهزة الإنذار كلها تعمل...فلا داعى للقلق بهذا الشأن!....اتفقنا؟
ـ شكراً يا حبيبى.....على أن أتأكد من أشياء كثيرة قبل رحيلى...اتصلت بـ "ليزتكـ" وأكدت لىّ أنها أنهت ترتيب أمورها كلها.
"ليزته" ...من المؤسف أنها بعيدة عنه الآن...
ـ لا شك عندى فى ذلك!
ـ كم هي لطيفة!
وافقته والدته الرأى بحماسة :
ـ آمل أن نلتقى بصديقها فى كاتمندو...لا أصدق أنه لن يعيد التفكير فى علاقتهما...
ـ ماذا؟
صرخ كول مصعوقاً و قد شلت الصدمة ذهنه لبضع لحظات.
قالت والدته بنبرة هادئة:
ـ لابد أنك تعرفه...يدعى براندن ويلير. و خطوبتهما دامت أكثر من ثلاث سنوات.
ـ أجل...إننى على علم بأمره.
جاء رد كول مفعماً بالحدة.
ـ لكننى لم أكن أعلم بوجوده فى كاتمندو...متى أخبرتك ليز بذلك؟
ـ السبت الفائت, فيما كنا نوضب ملابس السفر...فقد بدا لى غريباً ألا تكون مرتبطة, وحين سألتها...
ـ صحيح....!
حصل ذلك قبل تودده إليها....ولا يعقل أن توافق الآن على العودة إليه....أليس كذلك؟
ـ لكن براندن تركها يا أمى....و أتمنى ألا تراودك أفكاراً رومانسية بشأن جمع شملهما ثانية .
ـ أظن أن فكرة الارتباط أثارت هلع الشاب...ولكن إن تقابلا ثانية ....
قاطعها كول متواعداً :
ـ أتحسبين أننى أنفق المال على سكرتيرتى الخاصة لتفر مع ذلك الشاب فى كاتمندو؟ إن علمت أنك ساهمت فى ذلك, بطريقة أو بأخرى....
ـ عزيزى! ألم يخطر الأمر على بالى....حسناً....لا أظنها قد تفكر فى الفرار معه...فهى إنسانة واعية, و ستصر على براندن ليلحق بها إلى ديارها, مثبتاً حسن نيته.
أجابها بحدة وهو يصر على أسنانه :
ـ أفضل تفادى هذا الموضوع من الأساس .
لم يغب المرح من نبرة صوت والدته و هى تقول له :
ـ لا يمكنك أن تعترض شئية القدر يا عزيزى!
أدركـ كول و الغضب يملأ قلبه , أن القدر متقلب و خداع... و تذكر فى تلك اللحظة منتديات ليلاس أن ليز وافقت على السفر برفقة والدته , من دون أى تردد, بعد أن أتى على ذكر النيبال...من المؤكد أنها ربطت ما بين براندن و كاتمندو, و ارادت أن تعطى انطباعاً حسناً لوالدته, خلال الغداء, فتضمن مكان لها على تلك الرحلة...و الأمل بلقائه هناك يغريها....و لم تتوان عن الكشف عن مكانه أمام والدته.
ـ لا تحشرى أنفك فى هذا الموضوع يا أمى. و إياك ولعب دور المتواطئة, و أعلمى أن براندن ليس الرجل المناسب لـ ليز.
ـ ليس الرجل المناسب لها؟
منتديات ليلاس

لم تخل نبرة صوتها من بعض السخرية:
ـ ولِمَ بقيت مخطوبة له طوال تلك السنوات؟ و لا تنس أنها لم تكن صاحبة القرار بفسخ الخطوبة.
أراد أن يصرخ معلناً لها شغفه الشديد بـ ليز, إلا أنه خشى أن تبدأ أجراس العرس تدق فى أذنى والدته ....وهو لم يكن مستعداً بعد لمواجهة هذه المسألة.
ألا تذكرين أنه قمعها, و أذلها و انتقص من قدرها؟ إننى على علم بكل ما حصل يا أمى....فدعى الأمور على حالها, لأن ليز مرتاحة من دونه.
لزمة والدته الصمت لبضع ثوانٍ ...ثم:
ـ إنك تهتم لأمرها كثيراً, أليس كذلك؟ زهرة منسية.
يهتم لأمرها؟ من دون أدنى شك ....و يأبى أن يفقدها لصالح رجل مغفل لم يحسن الحفاظ عليها....
فلم يجد بدأ من إزالة تعاطف والدته مع قضية إعادة شمل ليز و براندن.
ـ مرت ليز بأوقات عصيبة يا أمى...
قال لها ذلك بنبرة رقيقة:"فأحرصى على جعلها تستمتع بهذه الرحلة من دون إثارة المتاعب."
وعدته بحرارة: "سأبذل قصارى جهدى...."
ها هى الأم التى تبالغ فى الاعتناء بأولادها, تهب إلى نجدة أبنها الجريح...تنفس كول الصعداء:
ـ حسناً أتمنى أن تمضيا وقتاً ممتعاً منتديات ليلاس.
ـ شكراً لك...وصلت سيارة الليموزين...على أن أقفل الخط يا عزيزى...إلى اللقاء...و أشكرك على كل شئ.
و أقفلت الخط.
أعاد كول السماعة إلى مكانها و وقف يحدق فى الهاتف , مقاوماً الرغبة الشديدة التى تملكته فى الاتصال بـ ليز.
ولكن ماذا تراه يقول لها بعد؟ قال لها البارحة إنه سيشتاق إليها و أظهر لها مدى تعلقه بها, لتدرك أنه سينتظر عودتها إليه بفارغ الصبر....
و تضرع إلى الله ألا تطرح جانباً المشاعر التى تجمع بينهما و تعود إلى براندن. هل هى مغفلة إلى هذا الحد؟ أم تراه لم يحسن الحكم على الأمور؟
نهض كول من مكانه وراح يذرع أرض المكتب جيئة و ذهاباً , و قد بلغ القلق منه مبلغاً....فمعظم ما قاله لوالدته على الهاتف , مجرد افتراضات من جانبه....
ربما كانت ليز تشعر بالأمان , بقرب رجل مثل براندن, الذى قلما يكترث للانثى التى ترقد فى أعماقها, و لا يهمه أن يدخر المال للزواج أو تأسيس عائلة...رجل انسحب من حياتها بين ليلة و ضحاها, خوفاً من حسن تدبيرها للأمور.
اكتفت ليز بالإدلاء بهذا القدر من المعلومات حول علاقتهما, أمامه....أما البقية, فتولى كول تأويلها.....
كاذا لو كان على خطأ؟
ماذا لو التقت براند نفى كاتمندو و حنت إليه من جديد؟
أتراها تضرب كل المشاعر التى يشعران بها عرض الحائط؟
هل كانت تعنى شيئاً لها؟
جل ما قاله لها إنه يجب أن يكون معها ولكنه لم يكن يكذب....وليز وافقته الرأى....هل كان ذلك كافياً لتتمسك به و ترفض التخلى عنه؟
لم يجد كول أجوبة على تساؤلاته الكثيرة و أدرك أنه لم يعد بوسعه أن يفعل شيئاً لترجح كفة الميزان لصالحه.
علاوة على ذلك , كانت مدينة كاتمندو كبيرة جداً, و برنامج الرحلة حافل بالنشاطات....مما يعنى أن احتمال لقائها بـ براندن ضئيل جداً....
ألم يكن الهدف الأساسى من إرسالها فى هذه الرحلة أن تلازم والدته ليل نهار, وتسهر على راحتها؟
ولدقائق قليلة خلت, حذر والدته عبر الهاتف من أن تدع ليز تغيب عن نظرها....
أخذ كول نفساً عميقاً وعاد ليجلس خلف مكتبه.
لن تتخلى ليز عنه.
إنه يضيع وقته سدى فى التفكير فى أمور لا يملك سلطاناً عليها....
لعل رغبته الشديدة بالتحكم بكل ما يتعلق بـ ليز هارت جعلته فى حالة من الاضطراب الشديد.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-03-14, 09:05 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

13 – لا وقت للتــفــكـــيـــر



بلغ سخط كول على السكرتيرة التى حلت مؤقتاً محل ليز أوجه, بعد ظهر الجمعة...لم تصاب بالهلع كلما طلب منها شيئاً وطلباته تكاد تكون نادرة جداً؟
و تمنى أن تقدر والدته حجم التضحية التى قام بها حين وافق على التخلى عن ليز بغية مرافقتها فى رحلتها.....
وتنبه فى تلك اللحظة أنه لم يتصل بوالدته بعد, ليتأكد من وصول سيارة الليموزين التى ستقلها إلى المطار, و يخفف من حالة الاهتياج الشديد التى تصيبها فى الدقائق الأخيرة, قبل سفرها , فرفع سماعة الهاتف وطلب رقم منزل بالم بيتش...و إذا بوالدته تجيب لاهثة :
ـ نعم؟
ـ هدئى من روعك يا أمى... لن يمانع سائق الليموزين فى انتظارك قليلاً ريثما تتأكدين من أنك لم تنسى شيئاً.
ـ آهـ! هذا أنت يا كول! كنت أقفل أبواب المنزل كلها!
ـ سأقصد المنزل غداً لأتأكد ثانية من أن أجهزة الإنذار كلها تعمل...فلا داعى للقلق بهذا الشأن!....اتفقنا؟
ـ شكراً يا حبيبى.....على أن أتأكد من أشياء كثيرة قبل رحيلى...اتصلت بـ "ليزتكـ" وأكدت لىّ أنها أنهت ترتيب أمورها كلها.
"ليزته" ...من المؤسف أنها بعيدة عنه الآن...
ـ لا شك عندى فى ذلك!
ـ كم هي لطيفة!
وافقته والدته الرأى بحماسة :
ـ آمل أن نلتقى بصديقها فى كاتمندو...لا أصدق أنه لن يعيد التفكير فى علاقتهما...
ـ ماذا؟
صرخ كول مصعوقاً و قد شلت الصدمة ذهنه لبضع لحظات.
قالت والدته بنبرة هادئة:
ـ لابد أنك تعرفه...يدعى براندن ويلير. و خطوبتهما دامت أكثر من ثلاث سنوات.
ـ أجل...إننى على علم بأمره.
جاء رد كول مفعماً بالحدة.
ـ لكننى لم أكن أعلم بوجوده فى كاتمندو...متى أخبرتك ليز بذلك؟
ـ السبت الفائت, فيما كنا نوضب ملابس السفر...فقد بدا لى غريباً ألا تكون مرتبطة, وحين سألتها...
ـ صحيح....!
منتديات ليلاس

حصل ذلك قبل تودده إليها....ولا يعقل أن توافق الآن على العودة إليه....أليس كذلك؟
ـ لكن براندن تركها يا أمى....و أتمنى ألا تراودك أفكاراً رومانسية بشأن جمع شملهما ثانية .
ـ أظن أن فكرة الارتباط أثارت هلع الشاب...ولكن إن تقابلا ثانية ....
قاطعها كول متواعداً :
ـ أتحسبين أننى أنفق المال على سكرتيرتى الخاصة لتفر مع ذلك الشاب فى كاتمندو؟ إن علمت أنك ساهمت فى ذلك, بطريقة أو بأخرى....
ـ عزيزى! ألم يخطر الأمر على بالى....حسناً....لا أظنها قد تفكر فى الفرار معه...فهى إنسانة واعية, و ستصر على براندن ليلحق بها إلى ديارها, مثبتاً حسن نيته.
أجابها بحدة وهو يصر على أسنانه :
ـ أفضل تفادى هذا الموضوع من الأساس .
لم يغب المرح من نبرة صوت والدته و هى تقول له :
ـ لا يمكنك أن تعترض شئية القدر يا عزيزى!
أدركـ كول و الغضب يملأ قلبه , أن القدر متقلب و خداع... و تذكر فى تلك اللحظة منتديات ليلاس أن ليز وافقت على السفر برفقة والدته , من دون أى تردد, بعد أن أتى على ذكر النيبال...من المؤكد أنها ربطت ما بين براندن و كاتمندو, و ارادت أن تعطى انطباعاً حسناً لوالدته, خلال الغداء, فتضمن مكان لها على تلك الرحلة...و الأمل بلقائه هناك يغريها....و لم تتوان عن الكشف عن مكانه أمام والدته.
ـ لا تحشرى أنفك فى هذا الموضوع يا أمى. و إياك ولعب دور المتواطئة, و أعلمى أن براندن ليس الرجل المناسب لـ ليز.
ـ ليس الرجل المناسب لها؟
لم تخل نبرة صوتها من بعض السخرية:
ـ ولِمَ بقيت مخطوبة له طوال تلك السنوات؟ و لا تنس أنها لم تكن صاحبة القرار بفسخ الخطوبة.
أراد أن يصرخ معلناً لها شغفه الشديد بـ ليز, إلا أنه خشى أن تبدأ أجراس العرس تدق فى أذنى والدته ....وهو لم يكن مستعداً بعد لمواجهة هذه المسألة.
ألا تذكرين أنه قمعها, و أذلها و انتقص من قدرها؟ إننى على علم بكل ما حصل يا أمى....فدعى الأمور على حالها, لأن ليز مرتاحة من دونه.
لزمة والدته الصمت لبضع ثوانٍ ...ثم:
ـ إنك تهتم لأمرها كثيراً, أليس كذلك؟ زهرة منسية.
يهتم لأمرها؟ من دون أدنى شك ....و يأبى أن يفقدها لصالح رجل مغفل لم يحسن الحفاظ عليها....
فلم يجد بدأ من إزالة تعاطف والدته مع قضية إعادة شمل ليز و براندن.
ـ مرت ليز بأوقات عصيبة يا أمى...
قال لها ذلك بنبرة رقيقة:"فأحرصى على جعلها تستمتع بهذه الرحلة من دون إثارة المتاعب."
وعدته بحرارة: "سأبذل قصارى جهدى...."
ها هى الأم التى تبالغ فى الاعتناء بأولادها, تهب إلى نجدة أبنها الجريح...تنفس كول الصعداء:
ـ حسناً أتمنى أن تمضيا وقتاً ممتعاً منتديات ليلاس.
ـ شكراً لك...وصلت سيارة الليموزين...على أن أقفل الخط يا عزيزى...إلى اللقاء...و أشكرك على كل شئ.
و أقفلت الخط.
أعاد كول السماعة إلى مكانها و وقف يحدق فى الهاتف , مقاوماً الرغبة الشديدة التى تملكته فى الاتصال بـ ليز.
ولكن ماذا تراه يقول لها بعد؟ قال لها البارحة إنه سيشتاق إليها و أظهر لها مدى تعلقه بها, لتدرك أنه سينتظر عودتها إليه بفارغ الصبر....
و تضرع إلى الله ألا تطرح جانباً المشاعر التى تجمع بينهما و تعود إلى براندن. هل هى مغفلة إلى هذا الحد؟ أم تراه لم يحسن الحكم على الأمور؟
نهض كول من مكانه وراح يذرع أرض المكتب جيئة و ذهاباً , و قد بلغ القلق منه مبلغاً....فمعظم ما قاله لوالدته على الهاتف , مجرد افتراضات من جانبه....
ربما كانت ليز تشعر بالأمان , بقرب رجل مثل براندن, الذى قلما يكترث للانثى التى ترقد فى أعماقها, و لا يهمه أن يدخر المال للزواج أو تأسيس عائلة...رجل انسحب من حياتها بين ليلة و ضحاها, خوفاً من حسن تدبيرها للأمور.
اكتفت ليز بالإدلاء بهذا القدر من المعلومات حول علاقتهما, أمامه....أما البقية, فتولى كول تأويلها.....
كاذا لو كان على خطأ؟
ماذا لو التقت براند نفى كاتمندو و حنت إليه من جديد؟
أتراها تضرب كل المشاعر التى يشعران بها عرض الحائط؟
هل كانت تعنى شيئاً لها؟
جل ما قاله لها إنه يجب أن يكون معها ولكنه لم يكن يكذب....وليز وافقته الرأى....هل كان ذلك كافياً لتتمسك به و ترفض التخلى عنه؟
لم يجد كول أجوبة على تساؤلاته الكثيرة و أدرك أنه لم يعد بوسعه أن يفعل شيئاً لترجح كفة الميزان لصالحه.
علاوة على ذلك , كانت مدينة كاتمندو كبيرة جداً, و برنامج الرحلة حافل بالنشاطات....مما يعنى أن احتمال لقائها بـ براندن ضئيل جداً....
ألم يكن الهدف الأساسى من إرسالها فى هذه الرحلة أن تلازم والدته ليل نهار, وتسهر على راحتها؟
ولدقائق قليلة خلت, حذر والدته عبر الهاتف من أن تدع ليز تغيب عن نظرها....
أخذ كول نفساً عميقاً وعاد ليجلس خلف مكتبه.
لن تتخلى ليز عنه.
إنه يضيع وقته سدى فى التفكير فى أمور لا يملك سلطاناً عليها....
لعل رغبته الشديدة بالتحكم بكل ما يتعلق بـ ليز هارت جعلته فى حالة من الاضطراب الشديد.



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-03-14, 09:14 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

أعتذر منكم الفصل الـ 13 تكرار للفصل الـ 12

13 – لا وقت للتــفــكـــيـــر


سرعان ما اكتشفت ليز أن السفر برفقة نانسى بيرسون ليس شاقاً .. فعلى غرار النساء اللواتى فى سنها , كانت تحتاج إلى من يذكرها بأماكن الرحلات و زمانها, فضلاً عن مواعيد إخراج الحقائب من الغرف...
كانت نانسى تتقبل كلام ليز برحابة صدر, وهى ممتنة لها كل الامتنان لأنها تحرص على أن تسير الأمور على خير ما يرام.
استمتعت ليز بالسفر فى طائرات خاصة مؤجرة, تحمل على متنها مئتى سائح آخر, كل واحد منهم يترقب المغامرة الجديدة التى تنتظره بحماسة شديدة.
ـ يسرنى أنك تمكنت من مرافقتى.
قالت لها نانسى ذلك و عيناها تومضان فرحاً.
ـ و أنا أيضاً ...فالرحلة رائعة...
فضحكت نانسى : "أننى سعيدة"
ومالت نحوها هامسة:
ـ وقع كول على معاملات الطلاق نهار الخميس ...و بات الآن حراً...
ـ هذا خبر جيد.
اكتفت ليز بهذه الكلمات المقتضبة, و هى لا تدرى ما يجدر بها أن تقوله.
ـ سيكون زوجاً رائعاً للمرأة المناسبة له...
استطردت نانسى فى كلامها , وهى ترمقها بنظرات امتزج فيها التمنى باللهفة. فأحست ليز بموجة من الحرارة تجتاح عنقها و تدفعها إلى القول لرفيقتها:
ـ من مر بتجربة زواج فاشلة , يرفض عادة فكرة الزواج ثانية.
ـ ولكن كول كان يعشق أبنه...وبعد فاجعة وفاته , غرق فى الحزن وقتاً طويلاً ....و أظنه يتمنى أن ينجب أولاداً آخرين فى القريب العاجل لأنه بدأ يتقدم فى السن.
ـ يستطيع المرء انجاب الأولاد ساعة يشاء.
عبرت ليز عن رأيها بنبرة جافة:
ـ و لكن ساعة المرأة البيولوجية لا تتكتك إلا فى أوقات محددة...
ـ أخشى أن يصبح عنيداً مع تقدمه فى السن.
و تنهدت تنهيدة حزينة.
ـ كان والده عنيداً و لم يرغب بإنجاب أكثر من طفل واحد....ولكن كول يختلف عنه و يقدس مشاعر الأبوة.
ـ قد يصبح أباً يوماً ما.
رمتها نانسى بنظرة ثاقبة :"أتريدين إنجاب الأولاد يا ليز؟"
توردا خداها: "يوماً ما!"
تنهدت نانسى من جديد:
ـ أود أن أصبح جدة من جديد...لابد أن والدتك سعيدة بأحفادها.
ـ هذا صحيح...خاصة توأم الصبية لأنها لم تنجب إلا البنات.
لحسن الحظ أن حديثهما اتخذ اتجاهاً مختلفاً لتكف نانسى عن الكلام عن كول, كعريس يملك المؤهلات اللازمة كلها...فتتمكن عندها ليز من استعادة هدوءها.
عند وصولهما إلى كوتشينغ وجدت ليز نفسها مبهورة بعالم يختلف كل الاختلاف عن عالمها.
كان الفندق يطل على نهر ساواراك الذى يعج بمراكب صيد و زوارق صغيرة ...زوارق تجسد روح الشرق....
تعرف كاتشينغ بأنها مدينة القطط و هى تضم متحفاً للقطط فيه مجموعة مذهلة من بقايا هذه الأجناس السنورية....
فى اليوم التالى توجهوا فى الباص إلى محمية سيمينغو أورانغوتان, حيث شاهدوا الحيوانات الأقرب إلى البشر, من حيث الشكل الخارجى...
حيوانات انقرضت ولم يعد لها وجود إلا فى بورنيو.
لفتت انتباه ليز رشاقة إنسان الغاب فى القفز على الشجر , إلا أنها لن تنسى أبداً عينيه ...عينان تشبهان عينى الإنسان بتعابيرهما...
وفى وقت لاحق قاموا بزيارة منتديات ليلاس بيت طويل, يعيش فيه حوالى مئة رجل و زهرة منسية امرأة وطفل, على الطريقة التقليدية...فتحتل كل عائلة رواقاً فيه , و تتشاطر مع العائلات الأخرى شرفة فسيحة, تعد بمثابة منطقة مشتركة, فلا أحد يعيش هنا منعزلاً , كما فى مبانى الشق الحديثة, لأن الرفقة الدائمة تؤمن الانسجام السعيد...إنها أشبه بنمط حياة يتضمن إحساساً بالرضى و الأمان

منتديات ليلاســـ


لم تكن ليز تحب أن تمضى بقية حياتها ولكنها لا تحبذ فكرة العودة للعيش مع ذويها.
كانت قد بلغت الثلاثين من عمرها وشقتها لا تزال مرهونة للمصرف, إلا أنها لم تجد بعد شخصاً يشاركها فيها بشكل دائم...حتى جيرانها فى المبنى, كانوا أشبه بالسفن العابرة ليلاً....
ما الذى ينتظرها فى المستقبل؟
هل يفكر كول بالزواج بها ليؤسسا عائلة معاً؟
أحست بالألم يعتصر فؤادها....فمنذ زمن بعي و إعجابها به ينمو فى قلبها شيئاً فشيئاً.. اعجاب لم تقو على البوح به, ورب عملها يعيش فى منتديات ليلاس برج عالٍ بعيد عن متناولها.
علاوة على ذلك , لم يظهر كول اهتماماً بها كامرأة , قبل أن ....ما الذى أثار اهتمامه يا تُرى؟ الشكل الجديد؟ أم خروج براندن من حياتها, و تحررها من قيوده ؟ أم لعله لم يجد أحداً أفضل منها, ليستعمله كدرع يقيه من هجومات تارا المغوية؟
كانت علاقتهما تفتقر إلى الأساس المتين الذى يقيها على مدى الزمان من العوامل الخارجية....و بقدر ما كانت تتمنى أن تسبر أغوار علاقة جدية مع كول, لم تكن متأكدة من المسلك الذى قد تسلكه, مما جعلها تخشى النهاية....
قد تؤول بها الأمور إلى حالة أسوأ من تلك التى مرت بها يوم رحيل براندن , فلا تعود قادرة على العمل معه, ورؤيته كل يوم....
هل كان كول يعى ذلك؟ هل خطر له بأن يفكر قليلاً فى الأمر؟ صحيح أن ديانا نصحتها بأن تسير مع التيار, إلا أنها لم تعد واثقة من هذه النصيحة, خاصة إن كان التيار سيجرفها إلى الهاوية.
و ارتأت ليز فى نهاية الأمر ألا تتسرع فى اتخاذ القرارات , لأن أفكارها مشوشة و ذهنها مرتبك لن تتمكن من التوصل إلى قرار حكيم.
فى اليوم التالى , قامت المجموعة برحلة رائعة فى المركب إلى منتزه باكو الوطنى, حيث اجتازوا إحدى غابات المطر و سبحوا فى بحر الصين الجنوبى فأحست ليز بنفسها بعيدة آلاف الأميال عن الحياة المتكلفة فى أستراليا....إنها حياة بدائية حسية و بسيطة, تكثر فيها الملذات و تمر فيها الدقائق و الساعات من دون هم أو غم.
بعد مغادرتها كوتشينغ, توجهت المجموعة إلى رانغون فى بورما أو يانغون فى ميانمار كما هى معروفة اليوم.
تعد هذه البلاد من أغنى دول جنوب شرق آسيا, وأثار أمجادها تظهر فى كل مكان, فقبة شويداغون باغودا الشاهقة المغطاة بستين طن من الذهب وعلى رأسها برج بوذى ملبس بالماس و الياقوت و الزمرد, تخطف الأنفاس...
و القطار البخارى القديم الذى استأجرته الوكالة لنقل السواح, فى رحلة عبر الارياف وحقول الأرز الخضراء, و القرى الصغيرة التى لم يتغير فيها شئ على مر العصور , كان خير دليل على رفاهية وسائل النقل فى تلك الحقبة الماضية.
فقد زينت الحافلات بأحلى الأزهار و تميزت مقصوراتها باتساعها, و المقاعد بفخامتها و النوافذ بسهولة فتحها , فوجدت ليز متعة بالغة بالتلويح للناس اللذين كانوا يمرون بهم, و يبادلونها التلويح.
قالت نانسى ضاحكة: "اشعر و كأنى ملكة انجلترا! كم هذا ممتع!"
فى الليلة الأخيرة لهم فى رانغون , نـُظمت "أمسية استعمارية" فى فندق ستراند أوتيل الذى بناه امبراطور انكليزى و افتتح عام 1901 ...و قيل يومها فيه "إنه واحد من أفخم الفنادق, و يحظى برعاية الأسر المالكة و النبلاء و كبار الشخصيات" و فى سبيل إحياء روح الحقبة البريطانية الانجليزية, وزعت على الرجال خوذات ذات طابع استعمارى , وعلى النساء مظلات مصنوعة من الخشب و الورق المطبوع بالورود, فيما طـُلب من الجميع ارتداء الأبيض.
اختارت ليز لتلك السهرة التنورة المطرزة البيضاء ذات الكشاكش, و القميص الأبيض الملائم الذى اشتراهما لها كول...و إذا بذكريات تسوقهما معاً تمر فى خاطرها....
"إنك إنسانة مميزة ليز هارت....و صفوة الصفوة و سترتدين ملابس تتلاءم مع مكانتكـ"
لعله كان يقصد بذلك كفاءتها كسكرتيرة خاصة فحسب ,,,فعلى الرغم من رغبتها الشديدة بأن تصدق أنه واقع فى هواها, كانت ليز تشعر بأنه لا يفكر بالارتباط العاطفى.
لكن كيف سمحت لنفسها أن تسترسل فى احلام اليقظة , وهى تدرك تمام الأدراك أنها مجرد أحلام؟
ـ كم هى جميلو ملابسك؟
قالت لها نانسى ذلك و هى ترمقها بنظرات الاعجاب , فيما كانتا تغادران غرفتهما.
عضت ليز على شفتها علها تكبح نفسها عن الكلام:
ـ أنها من اختيار ابنكـ ...
ثم ارغمت نفسها على الابتسام و أضافت :
ـ تبدين رائعة فى هذه الملابس يا نانسى!
اختارت نانسى لتلك الأمسية قميصاً ابيض , زُينت ياقته و حاشيته بحبات من اللؤلؤ و تدلت من تحته تنورة حريرية ضيقة من اللون نفسه....
فى الواقع كانت نانسى على صواب بشأن ملابس الرحلة ...فخلال النهار بقيت الملابس العملية سيدة الموقف, لكنها لم تجد مفراً من ارتداء الملابس الأنيقة خلال حفلات العشاء التى كانت بمعظمها مميزة.....
منتديات ليلاس
علت إمارات السرور وجه ناسى لدى سماعها مديحها:
ـ شكراً يا عزيزتى ...أنها الليلة الأخيرة لنا هنا , وعلينا أن ننتهز الفرصة و نستمتع بوقتنا, فغداً نتوجه إلى كاتمندو.
لزمت ليز الصمت و قد أثارها ذكرها لـ كاتمندو و ذكرى براند نفى رأسها....أتراه سعيداً بابتعاده عنها آلاف الأميال؟ و إن شاءت الصدف أن يلتقيا, هل سيخالها لحقت به؟ و ما تراها تكون ردة فعله؟
قلما يهمها الأمر...ثلاث سنوات من عمرها ذهبت معه هباء, و لن تضيع دقيقة واحدة بعد فى التفكير فى علاقة لم يعد لها وجود.
لكن هل كانت علاقتها بـ كول أحسن حالاَ؟؟
استقل الجميع الباص إلى فندق ستراند أوتيل , و كان الرجال يتباهون ضاحكين بخوذاتهم التى تحى ذكرى الحكم البريطانى, فيما راحت النساء تدرن مظلاتهن بغنج و دلال, وقد وجدن الفرصة متاحة أمامهن للعودة بالزمن إلى حقبة غابرة , مثيرة جداً للاهتمام.


منتديات ليلاســـ

عند وصولهم إلى الفندق , دخلوا ردهة استقبال فسيحة , مؤلفة من طابقين, طرازها قديم جداً , وعلقت فى سقفها مراوح و شمعدانات تخطف الانفاس.
و اسرع الخدم يتنقلون بين أفراد المجموعة حاملين أطباقاً وضعت عليها المقبلات الشهية و المشروبات المنعشة.
كانت تطل على الردهة شرفة علوية يحيط بها من الجهات الأربع درابزين خشبى مصقول.
جالت نانسي بعينيها فى المكان مستمتعة بجو الفندق الذى حافظ بأمانة على طابعه القديم.
سمعت ليز شهقتها فرفعت تلقائياً عينيها إلى حيث كان نظرها مسمراً و إذ بها تجفل من واقع الصدمة:
ـ رباه! أنه كول!
كان كول يقف على الشرفة, يراقب الحشد المتدافع فى الردهة ...و لما وقعت عيناه عليهما ظهرت ابتسامة عريضة على , ورفع يده ملوحاً لهما , ثم استدا و توجه نحو السلم المؤدى إلى الردهة.
أحست ليز بأعصابها تتوتر من تأثير الصدمة , و تدافعت التساؤلات فى رأسها حول سبب مجيئه...لم يقل لها إنه قد يلحق بهما....أتراه يريد التأكد بنفسه من حسن تدبيرها للأمور؟ ألا يثق بها كفاية ليدعها لوحدها مع والدته؟
ـ حسناً...حسناً....حسناً.
كانت نبرة صوت نانسي تدل على سرورها.
ـ أخذ كول اجازة من العمل ليلحق بنا ....أليس الأمر رائعاً؟
انتشلتها كلمات نانسي من أفكارها المضطربة ....فسألتها بصوت مخنوق, و قد احست بغصة فى حلقها:
ـ هل دعوته للانضمام إلينا؟
هزت ليز رأسها مشدوهة :"لم يخطر الأمر على بالى قط"
و ومضت عيناها بمكر و أضافت:
ـ ولكن مجيئه قبل مغادرتنا إلى كاتمندو يدعو حتماً للتفاؤل!
ـ يدعو للتفاؤل؟
رددت ليز كلماتها بارتباك , وهى لا تفهم ما ترمى إليه العجوز.
ـ أجل يا عزيزتى ...إنها اشارة حسنة!
و ابتسمت ابتسامة رضى.
اشارة إلى ماذا؟ لم يتسنى لها الوقت لتسأل نانسي ..إذ وصل كول إلى الطابق السفلى, و بدأ يشق طريقه نحوهما! كانت طلته مهيبة , و تنبعث منه عزيمة لا تقهر , فراح الناس ينتحون جانباً ليدعوه يمر , فيما كانت الرؤوس تلتفت إليه, والنساء يتأملنه من رأسه إلى أخمص قدميه...
بدا وسيماً جداً فى بذلته الكتانية البيضاء , والقميص القطنى الأسود.... فسلمت ليز فى سرها بأنه فريد عصره, و قد أخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها مع اقترابه منهما....
ابتسم لها رافعاً يديه ليضمهما إليه معاً وهو يقول:
ـ لا أرى أحد أجمل منكما فى القاعة كلها.
ضحكت والدته :"يا لها من مفاجأة!"
ـ أرجو أن تكون مفاجأة سارة.
وحول نظره إلى ليز , فأحست بعينيه الزرقاويين الثاقبتين أشبه بإشاعات ليزر تحرق بشرتها!
ظهرت على ثغره ابتسامة ملتوية و هو يسترط قائلاً :
ـ كان يكفى أن أمضى يوماً واحداً مع السكرتيرة البديلة لأقرر السفر فى إجازة ...من الصعب استبدالك يا ليز!
أتراه يقصد القول إنه لا يستطيع العيش من دونها؟
اشتعلت نيران الإثارة فى رأسها:
ـ هل اتخذت الاجراءات اللازمة لتنضم إلى المجموعة؟
ـ لليلة واحدة فقط...فى الواقع , حجزت غرفة ليومين فى هذا الفندق و خطر لى أن أمضى الليلة برفقتكما...
ليلو واحدو...! فى هذا الفندق!!!!
ـ ....وأستمتع بهذه المناسبة الـخاصة , و أرافقكما إلى العشاء....
والتفت إلى والدته و سألها :"هل تمضين وقتاً ممتعاً يا أمى؟"
ـ كثيراً....ما هى خططك لباقى الاجازة؟
ـ سأستغل وجودى فى هذا البلد لأزور ماندالاى. لطالا كانت تسحرنى!
ـ ألن ترافقنا إلى كاتمندر؟
ـ كلا!
و نظر إلى ليز بحدة و كأنه يحاول أن يسبر ما يجول فى رأسها , هل يحاول أن يقيم ردة فعلها حيال قراره؟ أو يتأكد من موافقتها على إمضائه ليلة واحدة هنا؟
ـ ولكننى سأسفر إلى فيتنام ...و قد ألتقى بكما هناك!
حذرته والدته قائلة : "برنامجنا حافل فى فيتنام"
ضحك كول :"ربما نتمكن من أن نلتقى معاً على العشاء لأستمع إلى أخباركما"
ليلة أخرى!
اعتصر الألم فؤادها ....هل كان يتوقع أن يخطفها من والدته, لبعض الوقت, ليغازلها قليلاً؟
أحست ليز بعمودها الفقرى يتصلب و قررت أن تصده مهما كلف الأمر
فهى تأبى أن تظن والدته سوء بعلاقتهما و تصدق ادعاءات زوجته السابقة...و من الممكن أن تطلق العنان لأحلامها الوردية...زواج و أحفاد...فتثير تلميحاتها المتفائلة الإحراج لكليهما.
من الأفضل لها أن تتفادى كل تقارب حميم بينهما , و تمضى الأيام المتبقية لها, فى هذه الرحلة إلى جانب نانسي ...
التفتت فى تلك اللحظة إلى نانسي فوجدتها مسترسلة بالحديث مع كول , عن الأماكن التى زاراها و إمارات السعادة بادية على وجهها....فقررت ليز ألا تتنبأ بالأحداث قبل وقوعها, وتحافظ على رباطة جأشها.
ـ ماذا عنك يا ليز؟ هل تستمتعين بوقتك؟
ـ نعم, شكراً....
ـ هل من مشاكل؟
لم يبعد عينيه عن عينيها و كأنه يحاول اختراق الحاجز الذى رفعته بينهما.
أجابته بحدة: "أبداً"
قطب كول جبينه : "لا تتخيلى أننى أتيت لأتأكد بنفسى من حسن تدبيرك للأمور"
ابتسمت ساخرة:
ـ هذا يعنى أنك أسأت الحكم على الأمور و بددت أموالك و وقتك سدى.
ـ لا مأخذ على تحليلك المنطقى للأمور كالعادة.
ـ شكراً لك, وأتمنى لك اجازة ممتعة.
كان من الصعب أن تغفل عنه رغبتها الجلية بالتزام التحفظ, من خلال أجوبتها الموضعية ....فومضت عيناه و كأنه عقد العزم على استخدام كل الأسلحة الموضوعة تحت تصرفه لمجابهة التحدى الذى رمته فى وجهه...
ـ حان الوقت لندخل إلى قاعة الرقص!
أعلنت نانسي ذلك و هى تشاهد الناس من حولهم يتدافعون حول باب القاعة, متلهفين للانتقال إلى المرحلة التالية من السهرة, و تشمل العشاء و التسلية و الرقص....
ـ سيدتاى...
و بكياسة تذكر بزمن الاستعمار , مد لهما ذراعيه لتتأبطاهما و قد بدا على أهبة الاستعداد لمواكبتهما إلى العشاء.
أذعنت والدته لرغبته فى الحال...و لم تلبث ليز ان حذت حذوها وقد أدركت أن كل محاولة منها لصده ستجعلها تبدو فظة...فرسمت ابتسامة على ثغرها, وراحت تجول بعينيها فى المكان, وهى تبذل جهدها لتجاهل الحرارة المنبعثة منه, مثيرة حواسها كلها .
وفيما كانوا يتوجهون نحو القاعة أخذت نانسي تلوح لمعارفها الجدد, من بين أفراد المجموعة, وتقدم لهم أبنها محولة انتباهه عن ليز لبعض الوقت... فشغلت هذه الأخيرة نفسها بإلقاء نظرة سريعة على القاعة التى لفتت انتباهها بأناقتها البالغة....إذ كانت أرضها مغطاة بالخشب المصقول , وجدرانها مكسوة باللوحات الخشبية و تدلت من سقفها شمعدانات عملاقة , و فرشت على طاولاتها التى خصصت كل واحدة منها لعشرة أشخاص , أغطية منشاة.
أصرت نانسي على الجلوس على طاولة عند طرف الحلبة المخصصة للرقص, مدعية بأنها لا تريد أن يفوتها شئ من التسلية ...فأذعن كول لرغبتها و قادهما نحو الطاولة تطل مباشرة على الحلبة ....و سرعان ما أنضم إليهم أشخاص آخرين , ليبلغ عدد الجالسين إلى طاولتهم عشرة...عدد أثار الارتياح فى نفس ليز...
صحيح أن كول أختار أن يجلس بينها و بين نانسي إلا أنها تستطيع التذرع بالتحدث مع رفيقها الجالس قربها من الجهة الأخرى , لتبعد من رأسه كل محاولة إلى جرها فى أحاديث خاصة.
و على الرغم من ذلك لم يتوان كول عن هد دفاعاتها كلها, حين مال نحوها هامساً :
ـ إننى أتوق للرقص معكـ هذه الليلة!
يريد أن يرقص معها! فيحضنها بين ذراعيه, و يقول لها كل ما يجول فى رأسه , بعيداً عن مسمع والدته
أحست ليز بتقلص فى معدتها !
كيف ستتحمل ذلك؟ كيف؟

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايما دارسى, احلام, emma darcy, his boardroom mistress, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, وجهاً لوجه
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية