لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-14, 11:53 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

جوود ياقمرى ... قرأت البارت حبيبتى بس اعذرينى مش قادره اعلق حاليا لانى مشغوله شويتين ..


حبيت اقولك بس ، انه البارت رائع لاقصى درجه ، ماشاء الله عليكى كل بارت اروع من اللى قبله ..


اعذرينى حبيبتى وان شاء الله اعلق المره الجايه


سلامات ياقمر

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى   رد مع اقتباس
قديم 09-01-14, 01:29 AM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لست أدرى مشاهدة المشاركة
   جوود ياقمرى ... قرأت البارت حبيبتى بس اعذرينى مش قادره اعلق حاليا لانى مشغوله شويتين ..


حبيت اقولك بس ، انه البارت رائع لاقصى درجه ، ماشاء الله عليكى كل بارت اروع من اللى قبله ..


اعذرينى حبيبتى وان شاء الله اعلق المره الجايه


سلامات ياقمر

أهلاً جميلتي

أبداً يَ قلبي خذي راحتك ومعذورة ( )*

يسعدني والله انّ البارت أعجبك , ولولا وقوفكم معاي وردودكم اللي تفتح النفس ما صارت البارتات حلوة

أهلاً بوجودك

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 11-01-14, 08:07 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بعد ساعة تقريبًا أنزل البارت

هل من أحدٍ هُنا !

ودِي ( )*

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 11-01-14, 08:56 PM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

حبيباتي الجميلات اللي أسعدوني بتواجدهم
ع الـ bbm وتويتر والآسك
أولهم فطومة من الامارات
ومجهولتي ع الآسك
شكرًا لِ قلوبكم
وأتمنى أشوفكم هنا , راح أكون سعيدة جدًا بتعليقاتكم ( )*
,
,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثالث والعشرون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
نزلَ الثلاثة من السيارة
وساروا الى الاستراحة بخطىً ثابتة
دخلوا ليلتفتَ اليهم الجميع
نهض عبد الاله مبتسماً
: ارحبوا , حياكم الله
قال فيصل
: وينهم ؟
التفت وليد اليه
: فيصل بدون مشاكل رجاءً , اذا ما عندك تحكم بأعصابك ارجع للسيارة !
لم يجبه سوى بنظرةٍ متهكمة
قال عبد الاله مشيراً الى احدى الغرف
: تفضلوا !
تقدمهم خالد ودخل الغرفة وهما خلفه
قالا خالد ووليد
: السلام عليكم
تبادلوا النظرات
لم يكونوا سوى خمسةَ شباب
ردّوا السلام وتفرقوا في مجلسهم ليفسحوا المكان لهم
قال وليد بجدية
: مو جايين نطق حنك معكم , هو سؤال ونبي جوابه
: تفضل !
قال وليد
: بندر بن محمد , وينه ؟
تبادلوا نظراتٍ سريعة ليجيب أحدهم بثقة
: راح يجاهد في سبيل الله
هجم عليه فيصل وهو يهتف
: واللعنة يا حقير
أمسك به خالد وهو ينهره بحدة
: فيصل اتقِ الله حنّا في رمضان !
قال وليد بحدة
: من اللي دلّه على الجهاد
أجابه ذات الشاب
: انا ! جاني وهو ما عنده هدف وفيه ذكاء وقدرات مو عند غيره , كان لازم يتوجه توجيه صحيح
حينها , دخل أحدهم من خارج الغرفة لينكب على هذا الذي يتكلم ويوسعه ضرباً وهو يشتمه
فرقوا بينهم ليقول خالد باستغراب
: نايف ! وش فيك !
صرخ وهو يحاول الافلات ليضربه مجدداً
: كل واحد تضيعه تقول نفسك هالكلام , ذكاء وقدرات وتوجيه , وانت وش تعرف عن التوجيه ؟ من انت عشان توجه وتعلم , حسبيّ الله عليك يا نذل
قال وليد
: وش قلت له ؟
أجاب بذات الثقة
: قلت له ان الجهاد واجب , ولازم يروح يوقف مع اخوانه الملسمين , ولازم نتّحد ونحرر بلاد الملسمين والجزيرة العربية
صرخ فيصل ببحة
: وانت ليش ما تروح ؟
قال بتهرب
: انا مريض !
قال فيصل بحرقة
: جعلك ما تطيب
قال وليد بصدق
: يا ويلك من الله ! من وين جايب هالفكر التضليلي ! يا جاهل الجهاد في سوريا فرض كفاية وليسَ فرض عين , واللي طلعوا يكفون عن اللي موجودين , اللي يطلع لسوريا المفروض يكون مدّرب وقادر على حمل السلاح , ماهو يروح هناك عالة عليهم , بندر صغير وما يعرف لا للسلاح ولا للوقفة في وجه العدو , يروح يستنزف رصاص ويستنزف وقت عشان يعلمونه , حسبيّ الله عليك يا مجرم , لمين أرسلته ؟
قال بفخر
: لأخوانا المسلمين من القاعدة
وضع خالد يدَه على رأسه بهمّ
قال وليد
: الجهاد يصير واجب في حالة تنظيم وأمر من ولاة الأمر وهيئة العلماء , الجهاد يصير واجب في صفوف منظمة , ماهو على كيفك وكيف اللي وراك , محد غيركم يالفئة الضالة , تغررون في الشباب وترسلونهم للقاعدة التكفيرية , اذا تغير فكرهم وتغيرت عقيدتهم ذنبهم في رقابكم ليوم الدين , حسبيّ الله عليك كان بيصير لبندر شي
قال نايف بحرقة
: اخوي الصغير ! توّه متخرج من الثانوي وهالكلب لعب في مخه وأرسله ومات ! اخوي مات ومخه ملحوس ! انضم للقاعدة وراح فجر نفسه وسط اكثرية من المسلمين وأقلية من الضالين ! بسبب مين ! امّه للحين تبكيه , ابوه شايب للحين مكسور قلبه عليه , الله لا يوفقك يا مروان انت وكلّ من يشد على ايدك
قال مروان بجدال
: انتم في ضلالة الله يعينكم على أنفسكم...
كادَ أن يتابع لولا هجوم فيصل عليه
ضربه بجنون
لا يستطيع تركه
دمّر عقولَ الكثيرين
وآلم قلوب أمهاتٍ كُثر
جاهلٌ مُرسلٌ من جهلة
يعيثُ في الأرض فساداً !
ابعده خالد بقوة
ليقول بحسرة
: عسى كل حرقة قلب ما تتعداك , الله بينتصر للمظلومين منك , يا ليتهم يروحون ويستشهدون وعقيدتهم مو ممسوسة , والله بنرضى , لكن ينلعب في عقيدتهم ويتضللون وينخدش ولاءهم لوطنهم ودينهم وولاة أمرهم ! ما نقول الّا حسبنا الله وكفى , الله لا يبيحك ولا يحللك انت وكل اللي معاك , ولمن أرسلته ما قلت له استأذن من امك ؟ طلع بغير علمها وعقلها بيطير عليه , ما له جهاد بغير رضاها ! مو انت مؤمن وتسعى للصلاح ؟ وين الصلاح وأمه مو راضية , كل ما كلمته قالت له ارجع ماني راضية , وهو يعاند ويزيد اصراره على البقاء , روح يا شيخ منك لله ما بيضيع حق أحد عند الواحد الأحد
قال وليد وهو منكسرٍ لحالِ خالد
: شلون نقدر نرجعه ؟
أجابه وهو يلهث
: م...
صرخ به فيصل
: تكلم عدَل
قال بخوف
: هو الحين هناك ! ينخاف عليه اذا بيطلع من عندهم ممكن يأذونه
بصق فيصل في وجهه وشتمه وخرج
ليتبعه الباقون
كانت خطوات خالد هزيلة
مرهقة ومخذولة
ظنّ أنه سيستطيع بقدومه الى هنا اعادة شقيقه الأصغر
ظنّ أنّه سيريح أمّه أخيراً
لكنه خرج يجرُ أذيال الخيبة !
شدّ وليد على كتفه
: خالد , اذكر الله يا اخوي , تفرج
التفت لينظر اليه بصمتٍ وتعب
لم يُجبه
سارا حتى خرجا من الاستراحة خلف فيصل
,
,
المملكة المتحدة – العاشرة مساءً
التفت اليها
: الحين بوصلك البيت واروح للمسجد اصلي التراويح
هزّت رأسها ايجاباً
: اوكي
صمتا لبعضِ الوقت ليلتفت اليها مبتسماً
: ما كملت لك سالفة بوب
قالت بحنان
: اذا بتضايقك لا تكملها
هزّ رأسه نفياً
: ما تضايقني , قلت لك طحت انا وطاح هو وانحرقنا اثنينا
*أطفِأت النار , ودخل فريق الانقاذ ليخرجهما
كانا فاقدين لوعيهما
نُقلِا الى المشفى فوراً
مرّت أيامٌ على تواجدِ سعود في المشفى ليسترد عافيته ويستطيع الخروج , سأل الاستقبال عن بوب وأخبرهم عن صفاته ليدلوه على غرفته
ذهب اليها وطرق الباب , انتظر لثوانٍ حتى أُذِن له بالدخول
فتح الباب واقترب بابتسامة
قال بوب مبتسماً
: اووه أهلاً ساود , كيف حالك الآن ؟
قال سعود بابتسامة
: سيدي أشكرك على انقاذي
أمسك بوب بيدِ سعود وهو يقول
: لا تشكرني ! انه عملي يا صغيري وانا سعيدٌ جداً انك بخير
رفع سعود بنطاله لتتضح الآثار على ساقه , كانت تبدو مخيفة !
قال باشمئزاز
: لا احبها ! قالت امي أنهم سيجرون لي عملياتِ تجميل حتى تزول
قال بوب بحنان
: يا عزيزي , لا يهم ان كانت قدمك تشوهت او لا ! الأهم أن يبقى داخلك جميلاً ونقياً
قال بغير اقتناع
: لقد أصبحت بشعة !
ضحك بوب وهو يداعب شعره
: ليس لهذا الحد !
: ماذا حصل لك أنت ؟
ابتسم بهدوء
: حروق في ظهري فقط !
نهض سعود وقبّل وجنةَ بوب قائلاً
: سأعود الى المنزل الآن , سآتي لاحقاً لرؤيتك *
وصلا الى المنزل ليرفع بنطاله قليلاً ويريها ما بقيَ من الحرق
لا ارادياً رفعت يدها ووضعتها على موضع احتراقها
قال سعود مبتسماً
: نتشابه في الحروق !
هزّت رأسها
: كمّل
: وصلنا , انزلي الحين ما ابي اتأخر عن الصلاة اكمل لك بكرة ان شالله
هزّت رأسها ايجاباً
: اوكي , اشوفك على خير
قال بحنان
: مع السلامة
انتظر حتى اختفت عن ناظره داخل العمارة ثم حرّك سيارته
,
,
الجمهورية السورية – ريف دمشق
السابعة وخمسٌ وأربعون دقيقة مساءً
قال برجاء
: يمه تكفين !
قاطعته بحدة
: والله مو راضية عنك لا دنيا ولا آخرة ان ما رجعت
كاد أن يتحدث لكنها كالعادة رمت بالهاتف بعيداً عنها
التقطه خالد
: بندر !
قال بتعب
: خالد كلمها ! فهمها تكفى
قال خالد بحرقة
: بندر ارجع ! والله ان صار لأمي شي مانت مسموح , يا حمار مالك جهاد الّا برضاها , لعبوا عليك ولحسوا مخك , وش تسوي هناك فهمني ؟ انت مجهز وتقدر تجاهد ؟ ولا رايح عالة عليهم ؟ امس رحنا انا وفيصل للكلب اللي اسمه مروان , ما ادري شلون عقلك رضى بكلامه ! جاهل مرسول من جهلة شلون صدقته وخليته يمشيك على كيفه ؟!
قال بدفاعٍ مستميت
: ابي اجاهد !
صرخ فيه
: تجاهد برضى امك , تجاهد لمن ولي الأمر يأمرك بالجهاد , تجاهد لمن يتنظم الجهاد وتتوحد الصفوف ويتوفر السلاح , الجهاد في حالة سوريا فرض كفاية وليس فرض عين , انت مو واجب عليك وفوقها مغضب امك وطالع !
أغلق الهاتف بغضبٍ منه بعد أن قال كلماته علّه يعودُ الى رشده
عاد بندر الى المجلس الواسع
جلس ووجهه مكفهرٌ بحزنٍ وهمّ
التفت اليه أحد الشباب
: ايش مالك يا زلمة ؟
قال بحزن
: امي زعلانة مني
رفعَ حاجبه الأيمن
: مالها امك زعلانة ؟
زفر وقال
: تبيني ارجع !
: وانتَ ايش بدك تعمل ؟
رفعَ كتفيه بضياع
: ما ادري
نهض الشاب وقال بتهكم
: لكان ليش اجيت وانتَ بدك ترجع وتكعد تبكي متل النسوان ؟ يا حيف ع رجال
تركه وذهب
ظلّ بندر ينظر في اللا شيء حتى اقترب منه آخر
قال بابتسامة
: وش فيك بندر ؟
التفت اليه وتردد في أن يخبره , ثم قال
: امي , زعلانة مني
: ليه ؟
: تبيني ارجع
: انت طلعت بدون رضاها ؟
هزّ رأسه ايجاباً بِندم
قال الشاب بحنان
: تبي نصيحة أخوك ؟
نظر اليه ببرود , يدرك أنّه سيقول كما قال الذي قبله , وكما قال مروان من قبل
قال بغير اكتراث
: قول
وضع الشاب يده على رجل بندر وقال
: ارجع لأمك يا بندر
نظر اليه بصدمة ليتابع مبتسماً
: ارجع لها وجاهد فيها , اساسيات اسلامك ودينك وايمانك رضاها , الله سبحانه وتعالى يقول ( وقضى ربك الّا تعبدوا إلّا إياه وبالوالدين احساناً ) قال لا تعبدوا سواه وقال أحسنوا لوالديكم , ما قال جاهدوا !
قال بندر
: بس قال في موضع آخر ( كُتب عليكم الجهاد وهو كرهٌ لكم )
ابتسم الشاب
: الجهاد في أيام الرسول في الغزوات والوقوف في وجه العدو كان الزاماً على الصحابة الخروج , لكن الآن كل شي تغير الفساد انتشر وأعداء الاسلام كثروا والمسلمين افترقت كلمتهم , في حالتك الجهاد ماهو واجب , ارجع لأمك يا بندر والزم رجليها , فثمّ الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال بتساؤل
: انت ليش ما ظليت عند امك ؟!
ابتسم بحنين
: امي وابوي متوفين الله يرحمهم ويغفر لهم
اقترب بندر وقبّل جبينه بامتنان
: الله يجزاك الجنة
صمتا لبعض الوقت قبل أن يقول بندر
: طيب شلون ارجع ؟
زفر الشاب ثم قال
: انتم اللي جيتوا آخر شي بعد يومين بينقلونكم لمعسكر خاص فيكم , ما بتظل هنا , عشان كذا الليلة لازم تطلع , الطلعة من هنا أأمن لك من المعسكر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة وخمسون دقيقة مساءً
جلس مقابل التلفاز وفي يده كوب شاي أخضر
سمع طرقات غريبة
نهض باستغراب وفتح باب الشقة ليطلّ برأسه ويعرف مصدر الطرقات
جحظت عينيه , حبس شهقته في حنجرته وتراجع
التفت ليجد شقيقته التي قالت باستغراب
: عزوز وش فيك ؟
سحبها بقوة ودخل الى الصالة
قال بهمسٍ مصدوم
: امي للحين تنزل الأكل لشقة بندر ؟!
قالت بحزن
: ايه , حتى امس يوم سألت عن عيال اميرة وغالية , عيالهم يلعبون في شقته وتجي امي ترتبها , تسانس اذا شافتها مقلوبة تحس فيها حياة !
قال بلا تصديق
: وضعها مو طبيعي !
رفعت كتفيها بقلة حيلة
: كلمناها وتقول طيب واليوم اللي بعده نفس الحكاية تنزل له أكل وبعد شوي انزل انا اطلعه لمطبخنا , فخلاص تركناها براحتها
وضع يده على رأسه يستشعر مدى المشكلة
والدته تُنزل الطعام يومياً الى شُقةِ شقيقه المتوفي منذ ثمانيةِ أعوام !
حينها دخلت والدته
حين رأته جاهدت ابتسامتها ورسمتها من اجله
: تتقهوى معي ؟
ظلّ ينظر اليها بصمت , ثم قال
: ايه
هزّت رأسها ايجاباً وتركته لتحضر القهوة
,
,
استراليا – كانبرا
السابعة والنصف مساءً
توجهوا الى صالة الاجتماعات
التفت راشد الى عمّه بعصبية
: لو اننا مو منتظرين سلطان ومالك يردون من سفرهم جان مخلصين من هالاجتماع ومرتاحين , أكو أحد يسوي اجتماعات برمضان ؟ المفروض هالوقت احنا ببيوتنا ! مو نفطر ونيي للشركة عشان الاجتماع
التفت اليه عمّه بحزم
: راشد لا تسويلي مشاكل معاه , بروحه صاير ما له خلق شي !
قال راشد بغيض
: ليش ان شالله ؟ اهو منو عشان يمشينا على كيفه !
قال عمّه بحدة
: راشد !
تأفف راشد ودخلا الى غرفة الاجتماعات
بعدهما بدقائق دخلَ ابو راجح وبجواره سلطان ومالك
جلسوا في أماكنهم ليرفع ابو راجح رأسه
اصطدم بصره في ذياب
رفعَ حاجبه الأيمن وقال
: انت وش تسوي هنا ؟
قال ذياب ببرود
: اللي تسويه انت
التفت ابو راجح بجديةٍ الى ابو عقاب
: مين هذا ووش يسوي هنا ؟
قال ابو عقاب بهدوء
: كان يشتغل في فرعنا اللي في سيدني وياته ترقية وانتقل لكانبرا
: من اللي موظفه ؟
صمتَ لثوانٍ ثم قال
: راشد !
ابتسم بسخريةٍ ونظر اليه
قال بضحكةٍ لها معانٍ مبطنة
: لا بالله عيّنا خير !
انفجر مالك وسلطان ضاحكين
قال ذياب ببرود
: عسى بس ماحنا عاجبينك طال عمرك ؟
قال ابو راجح ضاحكاً وهو ينقل بصره بين راشد وذياب
: لا وش دخلني فيك , في النهاية محد بيتوهق فيك الّا اللي موظفك
احتقنت ملامح ذياب بغيض لكنه لم يقل شيئاً
انهمكوا في حديثهم حولَ العمل
ليجول ذياب ببصره حولَ الجميع
زفر بحقدٍ وأخرج هاتفه ليرسل رسالةً لأحدهم
( والله منتظر اشارتك وانسفهم لك كل ابوهم , مو متحمل اطالع فيهم ! )
جاءه الردّ سريعاً
( اضغط على نفسك شوي , مو وقته , صبرنا سنين مو باقي شي ! )
نظر اليهم مجدداً واحداً تلو الآخر ثم كتب
( الله يصبرني ! لو علي اقوم الحين العن خير خيرهم ! )
( استغفر ربك , صبرنا والله بيكون معانا )
توقف عن ارسال الرسائل حينَ انتبه لنظرات ابو راجح الحادة
وظلّ ينظر اليه ببرودٍ وتحدٍ
,
انقضت ساعتان وانتهى الاجتماع
خلَت القاعة الّا من عدّةِ أشخاص
قال ابو عقاب
: راشد روح للقناة ييب منال وعواش , الوالد طالع مع السايق والثاني طالعة معاه لولوة
أجابه
: مو المفروض لولوة تكون هني اليوم ؟
: عندها شغلة ضرورية طلعت لها , روح ييب البنات انت
: بيروح معاي ذياب ما وياه سيارة !
: مو مشكلة اطلع بوحدة من سيارات الشركة
هزّ رأسه ايجاباً
: زين
نهض ليسمع كلماتِ ابو راجح الهادئة
: مالك بيروح معكم
التفت اليه مالك باستغراب
تابع ابو راجح
: محتاج سلطان وبيتأخر شوي , وهم يجون بسيارة وحدة لازم سلطان يرجع فيها وبيرجعني معاه , سواقي رايح المطار يجيب سعد
قال مالك هامساً بانزعاج
: ما له داعي اروح معاه ! بأنتظر سلطان
قال ابو راجح بهدوء
: روح معاهم
: بس..!
قال سلطان بنبرةٍ يفهمها مالك
: روح
نظرَ اليهما بضيق , ثم نهض خارجاً مع راشد وذياب
,
توقفت السيارة امام مبنى القناة
قال راشد
: انا بنزل انادي البنات
قال ذياب
: وانا بنزل اشتري لي كوب كوفي من الكافتيريا
التفت راشد الى مالك
: انزل معانا لا تقعد بروحك
نزلَ دون ان يعلق
ساروا جنباً حتى دخلوا المبنى
,
ضحكت بصخب وهي تقول
: بسك عاد ! صج مينون
ضحك ولم يُعلق
رفع هاتفه وعبث فيه لثوانٍ , ثم أنزل وحكّ اذنه اليمنى بابتسامة
اقترب من الطاولة أكثر وهو يقول
: هاتي ايدك
ابتسمت ومدّت بيدها اليه
أمسك بيدها ليحكي لها عن أمرٍ ما وهو يُخطط على راحة كفّها لتفهم أكثر
بجانبها كانت منال , ونبيل قريبٌ جداً منها , من يراهما من بعيد يحسبُ أن وضعهما حميمي !
,
دخلوا الكافتيريا ليُصدمَ راشد
فارَت دماءُ الغَيرةِ في رأسه
حينها قال ذياب ببرود
: روح ناد البنات راشد , انا ومالك بنجلس هنا
حكّ مالك أنفه محرجاً من وضعِ راشد ولم يعرف كيف ينبه ذياب أنّ هاتين التين أمامها هما المنشودتان !
سقطَ بصرُ ذياب على الفتاتين ليرفع حاجبه الأيمن ويقول بازدراء
: الله لا يسخط فينا ! هذا وحنّا برمضان !
سعل مالك بخجل وأشاح بوجهه عنهما
تقدم راشد بغضب منهما ليقول بنبرةٍ مُلئت غضباً
: منال وعايشة
نظرتا اليه مبتسمتان
قال بحدة
: قومي انتي وهي بسرعة
التفتت عائشة للذين أمامهما مبتسمة
: هذا ولد عمي وحسبة اخوي , راشد
قالا نبيل وطارق مبتسِمَيْن ببشاشة
: أهلاً , ازيّك ؟
نظرَ اليهما بازدراء ولم يُجبهما
قال نبيل مستغرباً
: مالك ؟ بتبُص لنا كدا ليه !!
نهضت عائشة وقالت مستغربة
: راشد شفيك ؟
لم يعرف مالذي يتوجب عليه قوله
وضعتاه في موقفٍ مخزٍ أمام زميلَي عمل
قال بهدوءٍ يُنذرِ بعاصفة
: يلا على السيارة
نهضت منال وقد شعرت بغضبه
قالت برسمية
: اوكي نبيل وطارق , باجر ان شالله نكمل شغلنا
التفت نبيل الى طارق ببلاهة
: بتؤول ايه البت دي ؟
ضحك طارق ولم يُجبه
سارتا عائشة ومنال مع راشد بعد أن القتا التحية
قال ذياب غيرَ مصدق
: هذول هم اللي جاي عشانهم راشد !
قال مالك بغيض
: ما له داعي تحرج الرجال !
قال ذياب ببرود
: وانا وش عرفني انهم قريباته
دفع ثمن كوب القهوةِ الذي اشتراه وخرجَ عائداً الى السيارة بصحبة مالك
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
التاسعة مساءً
كان مُطفئاً اضاءة الغرفة ويقف بِجوار النافذة يشرب الشاي ويعبث بهاتفه
حين رآها تخرج من باب المنزل بعباءتها وحجابها على كتفيها وهاتفها على اذنها
قالت بدلال
: ايه خلك انتي صومي لين تسعة الليل وتداومين وترجعين تسوين فطور , وانا مدلعة ما وراي شي ! مأجزة وجالسة في البيت
أشاح ببصره عنها فور رؤيتها
لكنّ صورتها ظلّت نصب عينيه !
شعرها المُتّهم بإثارة كيانه !
بتموجاته المجنونة , يتمرد على رقبتها ووجها بِ خُصلٍ رفيعة , والباقي مرفوعٌ الى الأعلى يتحرك مع تحركات رأسها الناعمة
مرّت ثوانٍ لتعلو ضحكتها التي استفزّت احساسه
ازدرد ريقه وهمّ بتنبيهها أنّه هنا قبلَ أن تستوقفه كلماتها وهي تقول بحالمية وهي تدور حول نفسها
: آآه يا لمار , يوسف ما سوى خير يوم جابه بيتنا ! يا بنتي يخقق !
صمتت لثوانٍ قبل أن تقول بانزعاج
: يووه لمار لا تكبرينها وهي صغيرة ! عادي انا ما كلمته ولا رحت عنده , تراني أخاف من ربي ! والله ولا في حياتي تعمدت أجي قدامه , هي مرتين اللي تصادفنا فيها , وبعدين والله انا مو قصدي شي مو زين , بس اقول لك انّه جميل وسيم جنتل يخقق !
صمتت لتنفجر ضاحكة بعد ثوانٍ
: خلاص آسفة ما اعودها , المهم اليوم بنروح لخالتي ام ثامر بنتسحر عندها
ماذا تقول هذه !
أتقصده في كلماتها ؟
ويلٌ لكِ يا فتاة ! ويلٌ لكِ من قلبي الذي تعبثين به !
انا رجلٌ قد تعدّيت الثلاثون من عمري , تعبثُ فيّ طفلةٌ مثلك !
تبعثر كياني , وتعبث بأحساسي
تتمرد على قلبي المُتعب !
تزيدني هماً فوق همي !
ويلٌ لكِ يا أخت يوسف !
كيف تجبرينني على خيانة صديقي الذي أحسن اليّ !
كيف تستعرضين ببراءتكِ الخبيثة أمام ناظري !
خطأٌ وجودكِ أمامي !
او لنقل , الخطأُ بقائي هنا
حينها سمع كلماتِ يوسف الغاضبة
: انمار وش تسوين هنا !
اسمكِ انمار اذاً !
التفتت اليه بخوفٍ من كلماتها التي نطقت بها قبل قليل
: وش فيه !
قال يوسف بكلماتٍ حادة من بين أسنانه
: وش مطلعك كاشفة شعرك وواقفة هنا والرجال داخل ؟؟
شهقت والتفتت الى غرفته
قالت بخوف
: والله أحسبه مو موجود ! والله والله قسم بالله ما ادري انّه هنا
أسرع عمر ينام على سريره وهو يُخبئُ كوب الشاي تحت السرير
تظاهرَ بالنوم ليتجنب احراج نفسه واحراج يوسف
ويُجنبَ أنمار العقوبةَ والملامة !
: ادخلي وجع يوجع العدو
اسرعت بخطواتها لتمر من جواره ويضربها على ظهرها بغضب
اتجه الى غرفة عمر
فتح الباب وأطلّ برأسه
قال بخفوت
: عمر ؟
لم يجبه وهو يدعو الله سراً ان لا يكتشف أمره
أضاء يوسف الغرفة واقترب منه وهو يضع يده على كتفه ليوقظه
: عمر , عمر قوم
: همم
: قوم عشان نروح نصلي العشا والتراويح
لم يُجبه
هزّه مجدداً
: قوم يا رجال , بودي أهلي لخالتي وارجع لك نروح المسجد
تركه وخرجَ مُغلقاً الباب خلفه
حينها فتحَ عمر عينيه
ظلّ ينظر في الفراغ
اعفني من ذنبك يا يوسف
تثقل كاهلي بعطائك , واستصغر نفسي بانحطاطي
لو علِمت امي التي أجهلها انني أخون صديقي في عرضه
لتمنت ألّا أعود اليها ابداً !
اغفر لي ذنبي يا الله !
ارشدني الى الصواب , وجنبني الذنب والمعصية !
آهٍ يا أنمار , لم يكن ينقصني الا مراهقةٍ تقف في طريقي المتهالك !
,
,
الأردن
العاشرة مساءً
رفعَ هاتفه ليتصل بشقيقه الذي ردّ بعد ثوانٍ
: هلا
: السلام عليكم
فزّ خالد بخوف
: بندر وش فيك ؟
قال بهدوء
: ما في شي , انا بالأردن وبطلع للجوف عن طريق البر بعد ساعتين , ومن الجوف للرياض بطيارة , بكرة الظهر ان شالله اكون في البيت !
قال خالد بغير تصديق
: بندر لا تكذب !
: والله ما اكذب , المهم بكرة الظهر تكون في المطار تنتظرني
هزّ خالد رأسه بضياع
: خلاص طيب , بس انت انتبه لنفسك
ودعه وأغلق الهاتف
أراح رأسه الى الطاولةِ التي أمامه بتعب
منذ سافر لم ينم جيداً ولم يأكل جيداً
وحياته كلّها انقلبت رأساً على عقب
كم يتمنى لو يستطيع الجهاد في سبيلِ الله
وتحقيق الحق واعلاء راية التوحيد وازهاق الباطل
لكنّه لا يستطيع !
هو أصغر من ذلكَ كلِّه
هو لا يتحمل غضب أمّه
هو لا يجيد حملَ السلاح
زفر بتعبٍ وهمس بصدق
: اللهم اني أشهدك أني نويت الجهادَ في سبيل اعلاء كلمتك , ومنعني غضب امي , فاكتب لي أجر النية وأجر ارضائها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
أوقف السيارة ونزل بهدوء
اقترب ليقفَ الحارس بريبة
: وش تبي ؟ المقبرة مقفلة الحين !
قال برجاء
: تكفى بزور اخوي , انا مبتعث خارج السعودية وماني مطول هنا , بشبع من جلستي معه
رقّ قلبُ الحارس المسن لكنّه قال
: والله ما اقدر , تعال بكرة
: والله ماني متأخر ربع ساعة واطلع !
صمتَ الحارس لثوانٍ ثم قال
: طيب
ابتسم بامتنان وتبعه ليدخل
سار بروية حتى وصلَ الى القبر
جلس أمامه وابتسم
قال بعدَ أن سلّم عليه
: تخيل امي للحين تنزل الأكل لشقتك ! وعيال غالية واميرة يجلسون في شقتك يلعبون عشان امي تحس فيها حياة ! لو تشوف سميّك ولد اميرة , نسخة منك والله ! وأحب العيال لأمي وابوي ولي , اشتقت لك يا بندر , والله اشتقت لك , شردت من الديرة عشان لا تتعبني ذكرى شوارعها واسواقها وجوّها , ووجوه الناس ومراكز الشرطة والمستشفى ! ما ابي الذكرى تتعبني , واثر الذكرى داخلي يا اخوي , اثرك فيني وانا ما ادري ! تخيل انّ شوارع بريطانيا تذكرني فيك , الضحكات اللي اسمعها كلها ضحكتك , السوالف كلها بصوتك , الناس كلهم يمشون كأني شايفك قدامي ! – ضحكَ ببحةٍ وقال – اضحك على نفسي , اهرب من ذكراك لأكثر شخص يذكرني فيك ! سعود خويي , يوم أجلس معه كنّ الزمن رجع فيني ورى وجلست معك ! ما بينك وبينه دم , ولا عرفته في يوم , لكن والله يشبهك ! ما ادري شلون بس هو يشبهك , تصرفاته مثل تصرفاتك ضحكته مثل ضحكتك , سوالفه وطريقة كلامه وتفكيره واسلوبه وبساطته , لعب في حسبتي فراقك يا اخوي , الله لا يجعلني اعترض , وجعلني انجمع فيك في الجنة , بكرة ان شالله بنروح انا وامي لمكة نعتمر ! بعتمر لك يا عين ابوي , وبدعي لك في الملتزم , وبدعي انّ ربي يهون على قلبي , ثمان سنوات يا بندر وكأنها امس !
صمتَ بتعبٍ من هذيانه
ظلّ يمسح على القبر
حتى ناداه الحارس بلطف
: يا ابوي ما شبعت من اخوك ؟
قال بصوتٍ عالٍ ليسمعه
: قايم الحين
التفت الى قبر شقيقه مجدداً
قال بخفوتٍ وابتسامةٍ حزينة
: حروفي تسقي أوراقي
بكى من طلته دفتر
دموعي تسبق أشواقي
عليه الضيق ما أكبّر
ألا يا موت وش باقي ؟!
الا منه رحل بندر !
ردد بهمس
: ألا يا موت وش باقي , ألا منه رحل بندر !
قبّل تراب القبر وابتعد بِصبرٍ وهو يقول
: العوض في الجنة ان شالله
تراجع ليخرج من المقبرةِ شاكراً الحارس
,
,
( الأبيات لِ " د.مضطرب " أتابعه في تويتر , هذه أكاونته
https://twitter.com/mod6rb )
,
,
استراليا – كانبرا
التاسعة والنصف مساءً
صرخ بغضب
: لا تقولين عادي !
تراجعت بخوف
: انزين لا تصارخ !
التفت الى منال
: وانتي استاذة منال ؟ مفتخرين فيج مخرجة ومحترمة ومكانتها كبيرة , هذه تاليتها قاعدة مع ريّال ما تربطج فيه أي علاقة , مقرب منج لهالحد !
قالت بحدة
: وراح أظل محترمة ومحد يمس سمعتي بكلمة , اللي بيننا شغل ! مو مشكلتي انّ انت وغيرك بتفكرون تفكير طايح حظه ! وبعدين انت شكو ؟ انا لي اب يحاسبني
نهرها عمّها الأكبر
: منال ! عيب عليج استحي على ويهج , راشد حسبة اخوج
التفت الى عمها بتمرد
: شكو يصارخ ! عنده ملاحظة يقولها بأسلوب ألطف وانا بفهم ! مو كافي فشلنا جدامهم
قالت عائشة بعبرة
: والله مو قصدي ! اهم زملاء عمل والله ماكو شي ثاني !
قال راشد
: انا انحرجت جدام مالك وذياب ! ذياب قام يطالعهم جنهم حشرات ! مادري وين اودّي ويهي
قالت لولوة ببرود وهي تنظر الى اظافرها
: عاد انت كلش أهم شي سمعتك جدام الغرب
التفت اليها بحدة
: طلعي منها انتي
نهضت بتنهيدةٍ باردة وهي تلوي شفتيها باستهزاء
تركتهم وصعدت الى غرفتها
قال جدّه بتحذير
: للمرة الأخيرة أنبهك تلزم حدودك مع لولوة , سمعت !
تجاهل كلمات جده وقال
: المرة الياية بيكون لي تصرف ثاني معاج انتي وياها
تركهم وخرج من المنزل
لتتبعه منال لتعود الى منزلها
ناداها عمُّها ابو عقاب
: تعالي منال
اقتربت لتجلس بقربه من جهة اليمين وعائشة من جهة اليسار
قالت منال بغصة
: راشد دوم جذي ! يشكك بأخلاقنا , سوّاها قبل مع لولوة والحين معانا , شلون يعني ! احنّا بمجتمع يفرض علينا مثل هالعلاقات , اذا ما يبينا نحتك بالناس خو نقعد بالبيت ونبطل نشتغل !
قال ابو عقاب بهدوء
: يا يبه احنا ما نشكك بأخلاقج , بس احنا ناس معروفين , وثلاث ارباع الخليجيين اللي هني يعرفونا , ولد عمج ما يقصد يجرحج او يهينج , بس اهو ريال وتاخذه الغارية على بنات عمه اللي متربين معاه , ما نقول لج لا تشتغلين , بالعكس اطلعي اشتغلي وخلي الناس تعرفج وتصيرين سيدة مجتمع , بس حاسبي على تصرفاتج , هذيل ممثلين مصريين وراشد يقول قاعدين معاكم جنّ بينكم عشرة , انزين الناس شتقول !
قالت عائشة بانزعاج
: واحنا ما ورانا شي غير حجي الناس
قال جدّها بحدة
: وقص بلسانج يا جليلة الحيا , تحجي ويّ ابوج عدل !
بكت عائشة وهي تقول لوالدها
: شوف شلون يحاجيني ومن شوي بغى يطق راشد لأنّه سكت لولوة
ضحك والدها ولم يُعلق
ثم قال
: فهمتوني يا بنات !
قالت عائشة وهي تمسح دمعاتها
: انزين , ان شالله بننتبه
نهضت منال وقالت
: عن اذنكم برد البيت
خرجت من المنزل دونَ أن تنتظر ردّاً من أحد
,
,
المملكة المتحدة – لندن
التاسعة وثمانيةٌ وثلاثون دقيقة مساءً
رفعت يديها وكبّرت لتصلي
قرأت فاتحة الكتاب
ثم بدأت تتلوا بصوتٍ عذب
: { حم , تَنزيلُ الكِتَبِ مِنَ الله العَزِيزِ العَلِيمِ , غَافر الذنبِ وقابل التوبِ شديد العِقابِ ذي الطَولِ لآ إلهَ إلا هوَ إليهِ المَصير }
صمتت بتأثر ثم تابعت تلاوتها بخشوع
كانت لين تجلس خلفها وتستمع الى تلاوتها
أتت لمار وقالت بقلق
: لين شفيك ؟
ابتسمت لين ومسحت دمعتين وحيدتين
: تأثرت بالآيات !
ابتسمت لمار وجلست على مقربة
ظلّتا صامتتين ريثما تنتهي لمى من صلاتها
انتهت والتفتت اليهما وهي تقول براحة
: يا قلبي على سورة غافر !
ضحكتا منها بذهول لتقول لمار
: وش اللي يا قلبك !
قالت باستدراك
: يعني قصدي احبها !
ابتسمت لمار بصدق
: والله كل ما اقول هذه احلى سورة اقول لا هذه احلى , كل السور حلوة وكل السور مؤثرة
قالت لين بابتسامة
: والله صادقة , ما قلت لكم باقيلي سورة البقرة ونص آلِ عمران وأختم حفظي ان شالله !
هتفتا بابتهاج وعانقتاها
حينها رنّ هاتفها
قالت وهي ترتدي حجابها
: هذا سعود وصل
قالت لمى معترضة
: ما يصير كذا ! زوجك ذا وش يحس وهو ما كل يوم ماخذك !
قالت لين ساخرة
: احمدي ربك جيتكم اليوم ! والله بالقوة
قالت لمى بسخط
: ما له حق
قالت لمار بسخرية
: خلينا نشوفك لمن تتزوجين , هو اللي بيترجاك تروحين وانتي ناشبة له
انفجرت لين ضاحكة وانقضت لمى على لمار تعضُّ ذراعها
ودعت لين صديقتيها ونزلت الى سعود
ركبت السيارةَ مبتسمة
: السلام عليكم
ابتسم وهو يحرك السيارة
: وعليكم السلام ورحمة الله , عساك استانستي ؟
هزّت رأسها برضى
: الحمد لله
تحدثا لبعض الوقت قبل أن تقول لين بحماس
: سعود ما كملت لي سالفة بوب !
ضحك سعود وقال
: السالفة شكلها ما بتخلص على كذا !
قالت برجاء
: كمل
ابتسم
: وين وصلت ؟
: يوم رحت له وخلاص بتطلع من المستشفى
تنهد ليقول
: المهم انا طلعت وهو قعد , انا لأني من عائلة ثرية وعائلة مدلعين زي ما يقولون , تركت الدراسة سنتين قلك متأثرة نفسيتي وسافرت كم دولة على اساس ترفيه وتغيير نفسية , وسويت عمليات تجميل أكثر من مرة , بس سبحان الله ما راح الأثر كامل ! المهم صرت كل يوم اروح لبوب , جدتي كافأته مكافأة لو اشتغل عمره كلّه ما حصل مثلها , هو انصدم ورفض وجدتي لزمت عليه , طلع من المستشفى بعد شهر وثلاث أيام من الحادث وقدم استقالة من شغله , كنت تقريباً كل يوم أروح له , اطلع معاه او ازوره في بيته , صار قريب مني كثير , صار صديقي ! رجعت لمن صار عمر " 14 " للمدرسة ويوم صرت " 16 " دخل بوب للمستشفى بمرض , ما رضى يعلمني فيه الّا بطلوع الروح !
*قال باصرار
: قُل الآن , ما الأمر لمَ أنت في المشفى ؟
زفر بملل من اصراره
: سآود لا تكن لحوحاً ! قُلتُ لكَ ارهاقٌ فقط
قال بغضب
: قلتَ كثيراً أن الكذب عيب وأنه يُشوه المرء ويسيئ الى سمعته
صمتَ لثوانٍ ثم قال باستسلام
: حسنًا اقترب
جلس بقربه ليقول بوب
: حسنًا , لقد كبرت , لكنك ما تزال صغيرًا ! لكنّي سأخبرك
قال سعود بقلةِ صبر
: ألن تتحدث !
ضحك بوب ثم قال مبتسماً
: حسنًا يا صديقي , انا مريضٌ بسرطان القولون !
جحظت عيني سعود
ظلّ صامتًا وينظر اليهِ بغيرِ تصديق
قالَ بعد دقائق
: أتكذب بوب ؟
ابتسم بوب دون ن يجيبه
قال برفض
: انت تكذب , اكذب أرجوك !
أمسك بوب بيده
: سآود عزيزي , اهدأ !
انهار سعود وهو يضمه بقوة
: انتَ بخيرٍ , ستنهض ونعود الى المنزل , ارجوك قُل أنكَ بخير !
ظلّ بوب يهدأ من روعه ويقول
: انا لستُ حزينًا صدقني ! اهدأ يا عزيزي , كلُ شيء يحدث لنا هو قدرنا ! لن نستطيع الفرار من اقدارنا يا صغيري *
ابتسم بهدوء
: تخيلي كافر ويتكلم عن القدر !
ازدردت ريقها ولم تُعلق
قال بعدَ تنهيدةٍ طويلة
: ظلّ مريض سنتين , جلس في المستشفى ما طلع منها , طلع المرض جايّه من بعد الحادث على طول وكان في بدايته وسيطروا عليه , بس رجع بعدين , تعلقت فيه أكثر واكثر خلال فترة مرضه , كنت ارجع من الكلية على المستشفى على طول وما اطلع لين تسعة او عشرة الليل , في يوم قال لي...
*وضع سعود كوب الماء على الطاولة بعد ان ساعد بوب على الشرب
قال بوب مبتسماً
: سآود , لدي مفاجأةٌ لك
قال سعود بابتسامة
: حقًا ! أرني
هزّ رأسه نفيًا
: لا , سأُريها لك في الغد
قال سعود بابتسامة
: سآتي باكراً اذًا !
قال بوب بأمل
: افعل ذلك , ارجوك
عاد سعود الى منزله , وفي اليوم التالي اثناء توجهه الى المشفى , صادفته زحمةُ سير أخرته ساعةً وخمسِ دقائق
وصل الى المشفى واتجه الى غرفة بوب ليجدها خالية
خرج مستغربًا ليسأل الاستعلامات
أخبرته الموظفة بنبرةٍ لا توحي بشيء , سوى أنّ لها قلبًا ميتًا
: لقد فارق الحياةَ منذُ خمسِ دقائق !
هتف بفزع
: ماذا !!!
قالت ببرود وهي تنظر الى شاشة حاسوب المكتب
: قلت بأنه فارق الحياةَ منذ خمس دقائق وهو الآن في ثلاجة المشفى ريثما تنتهي اجراءات الوفاة *
قال سعود بغصةٍ تتعبه
: تخيلي اكثر انسان متعلقة في بحياتك يوصلون لك خبر موته بهالبرود ! أكثر انسان تجلسين معاه , تصبحين وتمسين عليه , تتعلقين فيه لأقصى درجة , خصوصًا انّ التزامي كان على قدي ومالي أصدقاء , تتخيلين الانهيار اللي جاني ! تتخيلين التعب والمرض والـ...
صمت ولم يعرف بمَ يعبر
قال بعد تنهيدةٍ مرتجفة
: على طول فقدت الوعي , اسعفوني وكلموا أهلي , يوم قمت الّا دكتور بوب عند راسي قال لي هذه الورقة لقيناها تحت مخدته ومكتوب عليها اسمك , فتحتها على طول , يمكن تضحكين علي لو أقول لك اني ما فكرت الّا بأنه كاتب لي ان السالفة مقلب !
-
الى عزيزي سآود بعد التحية
لا أعلم لم شعرتُ بأنك ستتأخر عليّ غدًا ولن أستطيع اخبارك مفاجأتي ! لقد كتبت رسالتي اليكَ فورَ خروجك من غرفتي خوفاً من ألّا أعيش حتى اراك مجددًا
عزيزي..
يجبُ ان تعرف انني أحبكَ جدًا
أكثر من نفسي ! وأكثر من ابنائي الثلاثة !
أنتَ افضلُ صديقٍ لي , او لنقل , انتَ ابني ! .
اريد اخبارك أيضاً أن هديةَ جدتك لي بعد انقاذك قد ادخرتها كلّها , لأعطيها لكَ ان متّ , وانت لن ترى هذه الا الورقةَ الا بعد موتي , المحامي جاك يعلمُ بذلك ولديه وصيتي وأوراق البيع والشراء التي وقعتَ عليها انت يومًا دونَ أن تعلم عن ماهيتها ! في حال طالبكَ ابنائي بمالي ستحاججهم بوصيتي وانّ المال من حقك .
ابنائي لا يستحقون ايًا من ممتلكاتي واموالي ! دومًا كانوا بعيدين عني , ولم يرعاني سواك , ولم يكن بجواري دومًا الّا انت , لذا انتَ المستحق لها .
مفاجأتي لك , التي أعلمُ انها ستسعدكَ أكثر من المال
لقد اعتنقت الاسلام سآود
اعتنقت الدين الذي طالما حدثتني عنه دون ان تتكلم !
الدينُ الذي مثلته أنت بأفضلِ صورة
انا مؤمنٌ بأنّه لا يزال الكثير الذي يجب أن اعرفه عن الدين
ديننا ! انا وانت
ارجو أن يغفر الله لي جهلي ان كُنت سأموت دون ان اتعلم اكثر في الدين
وان كنتُ سأعيش , سأتعلم كلّ شيءٍ فيه
سآود , لقد أخبرتني مرةً أنّ للمسلمين مقابرَ خاصة , وانّكم قد دفنتم جدك في أحدها , ادفنّي فيها ارجوك !
حتى تزورني في كلًّ مرةٍ تزور فيها جدّك , اتمنى ان تزورني دومًا , وان لا تنساني أبدًا
ان كنت ميتًا
فأرجوك سامحني
سامحني لأنني سأتركك , كما أخبرتكَ سابقًا أنّه قدرٌ لا يمكننا الفرار منه
وقد علمت أنّ في الاسلام وجوب الايمان بالقدر , وانا مؤمنٌ به , ويجبُ أن تؤمن به أنتَ أيضًا
أحبكَ كثيرًا يا عزيزي
مع كامل حُبي واخلاصي . بوب
-
التفت اليها وهو يشعر بالاختناق
كانت مقلتيه محتقنتين بالحمار
وأنفه وجبينه كذلك
قال بصعوبةٍ وغصّة
: مات ! ما ودعته , تأخرت عليه ساعة وخمس دقايق وراح , ما انتظرني , وانا أخلفت وعدي بأني ما اتأخر , توفى بوب , فيليب بوب , أكثر انسان حبيتّه في حياتي ! صديقي وابوي وأخوي , ست سنوات كنت مثل ظلّه , علمني كثير , وابتسم عشاني حتى لو هو متألم , كلّ مرة ازور قبره احس انّه توّه ميت , اطلع من المقبرة وأعيش عليه حداد من جديد
صمت
لم يستطع متابعة حديثه
أيُّ قوةٍ امتلكتها لأسرد لها القصةَ بتفاصيلها ! وقد اعتدت منذ موتك على التعب والمرض بمجرد ذكرِ اسمك !
رحيلك الذي صفعتني به الحياة بقسوة
خدش قطعةً من قلبي لم تبرأ حتى اليوم
بل انّ رحيلك قد انتزع قطعةً من قلبي ! ودُفنت معك في قبرك
مرٌ هو موتك !
قد آمنت وأسلمت بالقدر , قد عشت كما تمنيت لي أن اعيش
قد أصبحت شخصيتي كما رسمتها دومًا
قالت تقاطع أفكاره , مبتسمةً بهدوء
: صرت رجل اطفاء عشانه ؟
التفت اليها وابتسم رغماً عنه
هزّ رأسه ايجاباً
: ايه , بعد موته ظلّيت اربع سنين عاطل عن الدراسة والعمل , وقفت حياتي كلّها ! صرت ما اطلع من البيت , كان المفروض أدخل الجامعة , سنة موته كانت سنة تخرجي من الكلية ودخولي الجامعة , لكنّي تركت كل شي , لين وصلت اربعة وعشرين سنة , بعد كلام جدتي وامي وابوي ورجاءهم انّي خلاص اطلع من عزلتي , رحت والتحقت بالاطفاء وصرت رجل اطفاء , بعدها بثلاث سنين حاولوا فيني كثيير عشان أدخل الجامعة , ودخلت , عشان كذا تشوفيني متأخر صرت ثلاثين وللحين ما خلصت !
مدت يدها بتردد لتشدّ على يده
لم يلتفت اليها
واكتفى بالتمسك بيدها
قالت بعد صمت
: حتى انا ابوي لمن توفى تعبت وتأزمت , وللحين تعبانة من موته , ما صار له كثير من توفى , اربع سنين بس !
ابتسم وقال
: اربع سنين قليل ؟ بوب مات من " 12 " سنة وانا احسّه مات الاسبوع اللي فات ! القليل هذه قلوبنا بس اللي تحسّه , ماهو شي حقيقي
رفعت كتفيها بحزن ولم تعلق
أوقفَ السيارةَ أمام منزلها والتفت اليها بابتسامة
رأى ملامحها الحزينة والبائسة في آن !
رفع يدها الى شفتيه وقبّلها بدفئ
أطال قبّلته حتى احمرت وجنتيها
ابعد يدها عن شفتيه ليبسطها على نهاية وجنته اليمنى وبداية رقبته وهو يشدُّ عليها
قال بخفوت
: ما قلت لك عشان تزعلين !
حاولت سحب يدها ومنعها
قالت ببحة
: ما ادري وش اقول عن الموت ! هو قدرنا اللي نحاول نهرب منه , هو شريعة ربنا في حياتنا , هو اكثر شي نخاف منه ونكرهه رغم انّه اكثر شي مكتوب علينا !
مد يده اليسرى الى وجهها ومسح عليه بلطف
: انتي قلتيها بنفسك , هو قدرنا وهو شريعة ربنا , احنا نعيش ونسعى في ارزاقنا , ونطلب العلم , ونحب ونخلف ونربي ونشتغل , وفي نفس الوقت ننتظره ! الرسول يقول أكثروا من ذكر هادم اللذات , وفي نفس الوقت في مواضع كثيرة حثّنا على العيش بصورة طبيعية , من دون تشبث بالدنيا وايمان انها ما بتنتهي , حزننا الكبير هذا على موت أحبابنا لأننا ما تعودنا نذكر الموت , ما تعودنا نطريه ونتوقع حضوره , دايمًا كل تفكيرنا وش بنسوي , وما نفكر اذا في مهلة عشان نسوي هالشي او لأ ! انا رغم شدة مرض بوب ما كنت حاط في حسبتي موتّه , عشان كذا لليوم انا اتألم ! انتي نفس الشي , وكلنا نفس الشي ! هذه غريزة انسانية مجبولين عليها , لكننا لازم نكسرها , الله سبحانه وتعالي يقول ي كتابه في اكثر من موقع للمنافقين والكفار ( قل ان الموت الذي تفرون منه ) او ( فتمنوا الموت ولن تتمنوه أبدًا ) وغيرهم من الآيات , فنحنا كمسلمين مؤمنين ما نعطي أنفسنا مجال نكون مشمولين في الآيات مع أرذل القوم
كانت تنظر اليه وتستمع الى حديثه الذي تغلغل فيها
أمسك بفكّها بنعومة
: اوكي حبيبي !
هزّت رأسها ايجابًا
وقلبها يرتجف من كلماته
يطلبُ منها ان تتوقع الموتَ دومًا
يعني انّها يجب أن تتوقع موته !
او موت والدتها , او أحدَ اشقائها , او احدى صديقتيها !
لا تستطيع تخيّلَ ذلك
ما هي الحياة ان خلت من أحدهم !
وهم دعائمها !
ناداها
: لين !
قالت بانتباه
: همم
: يلا انزلي , بكرة ان شالله قبل الفطور بساعة بأجيك
قالت بحنان
: افطر مع اهلك !
: فطرت معاهم اليوم
زفرت ونزلت وهي تشير له بيدها مودعة
انتظرَ حتى دخلت العمارة وحركَ سيارته وهو يزفر بحرقة
,
,
( طبعًا كلمات بوب انّ سعود مثّل الدين بأحسن صورة
خرجت من بوب الجاهل بالإسلام واللي ما يعرف مسلم غير سعود , اللي كانت أخلاقه بطبيعة الحال أفضل من الكفّار اللي يعرفهم )
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ وخمسون دقيقة مساءً
وقف خالد بميلان يستند الى عامودٍ في مطار الملك خالد الدولي
نظرَ الى ساعته متأففًا
لمَ تأخر الى الآن !
التفت الى وليد وهو يقول بملل
: وين راح ذا
قال وليد بهدوء
: تلاقيه خلاص بـ... – ابتسم وعينيه تُحدقان في أحدهم – شوفه
التفت خالد بسرعة ليسرع الى شقيقه
اندفع بندر ليعانقه بقوة
ظلّا متعانقانِ بصمت
حتى اقترب وليد بابتسامة
: الحمد لله على السلامة
ابتعدا عن بعضهما اقترب بندر ليعانق وليد
لكنّ وليد بدلاً من معانقته كوّر قبضة يده اليمنى ليسدد لكمةً الى بطنِ بندر
تأوّه بندر وقال باستغراب
: شفيييك !
قال وليد بتشفّي بتشفي
: بطلع حرّتي منك , والله لو اذبحك قليل فيك
ضحك بندر بذهول والتفت الى شقيقه بتساؤل
: وش فيه خويك !
قال خالد بنظرةٍ معاتبة ولائمة
: له أكثر من اسبوع معانا عشان سالفتك , واليوم كان بيرجع الشرقية بس قلت له يطلع بالليل ويخاويني للمطار
التفت بندر الى وليد بخجلٍ وامتنان
: مدري وش اقول لك
اقترب وليد بوعيدٍ مازح
: لا تقول شي بس خلني أكفخك
ضحك بندر وعانق وليد
ثم توجهوا الى البوابةِ خارجين من المطار
التفت بندر الى خالد متسائلاً
: وين فيصل اجل ؟
ابتسم خالد
: قال لو جا معنا يمكن يذبحك قدام الناس , اذا وصلت البيت استفرد فيك
قال بندر بلهفة
: وامي تدري اني جاي ؟
هزّ خالد رأسه نفياً
ركبوا سيارة وليد واتجه الى منزلهم
أوقف السيارة لينزلوا
قال وليد
: يلا توصيني على شي ابو وليد
ابتسم خالد بامتنان
: سلامتك , مشكور ما تقصر الله يعطيك العافية , ودرب السلامة ان شالله
عانقه وليد مودعًا
وسلّم على بندر ثم عاد الى منزل خالته
فتح خالد الباب ليدخلا
وجدا فيصل امامها
اندفع فيصل بنظرةٍ غاضبة الى بندر
ليقف خالد بينهما وهو يبتسم ويمسح على ذقنه
: امسحها بوجهي , طلبتك اتركه
استعاذ فيصل من الشيطان , ثم قال بصدق
: والله والله اني كنت ناوي ادفنك في حوش بيتنا يا وصخ
حكّ بندر رأسه بخجلٍ من شقيقه
التفت خالد الى بندر
: خلّك هنا ويوم اناديك ادخل
هزّ رأسه موافقًا
دخل خالد ليجد والدته تجلس وحيدة
اقترب وجلس بجانبها
قبّل رأسها وقال
: وش ودك فيه يا ام خالد ؟
قالت بهذيان
: يرجعون لين وبندر
قال خالد مبتسمًا
: وان ما رجع بندر !
: عساني اموت ولا يجيني عنّه خبر شين
اندفع بندر الى الغرفة وهو يقول بلهفة
: بسم الله عليك يا روح بندر
شهقت بحدة ونهضت غير مصدقة
التفتت الى خالد وهي تقول
: بندر !!
ابتسم خالد
وانكب بندر على قدميها يقبّلها ويبكي
نزلت اليه وشدته الى صدرها بقوة
كانت تبكي وهي تعانقه
مرّت دقائقُ طويلة وهو في حضنها وهي تبكي وتهتف باسمه
حين استوعبت انّه قد عاد اليها أخيرًا
أبعدته قليلًا لتنظر الى وجهه
دونَ ادراكٍ منها رفعت كفّها لتصفعه بقسوة
قالت ببكاءٍ وحدة
: انا تسوي فيني كذا ؟ انا تتركني وتروح للموت ياخذك مني ! انا يا بندر ؟! استاهل يا ولد بطني تجازيني بهالقسوة ؟
قال باعتذار
: سامحيني يمه !
ساعدها خالد على النهوض لتجلس على الاريكة وهو يقول
: استهدي بالرحمن مو زين عليك الانفعال , هذا هو رجع وبخير وطيّب وما بيعودها
بكت مجددًا وهي تشده اليها
قلبها لم يستطع تصديق انّ ابنها قد عاد اليها
في كلّ صباحٍ تتخيل خبر موته !
تتخيل اشلاءه
لم تتوقع ولا في اجمل احلامها ان يعود
قالت بهمس مرتجف
: يارب لك الحمد والشكر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة عصرًا
انتهت من صلاة العصر وظلّت بحجابها
جلست قريبةً من نافذتها لتقرأ ما يتيسر لها قراءته لتنزل لزوجة عمّها وتساعدها
قرأت قرابة عشرون دقيقة
رفعت رأسها الى الساعة
ثم همّت بالنظر الى المصحف , لكنها رمت ببصرها الى النافذة بنظرةٍ عابرة لم تدم سوى ثوانٍ
أنزلت رأسها لترفعه بسرعة وهي مصعوقة
نظرت من النافذة وجحظ بصرها
نهضت بشهقة وهي تهتف
: صـقـر !
كانت هيأته كما اعتادتها
مشمرٌ لأكمام ثوبه الى ساعدِه
وشماغه مرميٌ بإهمال على كتفه
وعقاله موضوع على طاقيةِ رأسه
مشيته كما اعتادتها
نزلت تجري بجنون
: عممممتيييييي
خرجت عمتها بفزعٍ من المطبخ وداليا خلفها لا تقلُ خوفًا عنها
قالت رتيل وهي مبعثرة في وقفتها وتنفسها وكلماتها
: صقر صقر , صققققررررر برررراااا رجججع
قالت عمتها بصدمة
: رتيل وش تقولين
وقال داليا بارتجاف
: صادقة انتي !
ويح قلبي أتصدقين يا رتيل !
هل عاد شقيقي !
هل عاد عضيدي !
: والله والله شفته , صققرررر برررررااا
كاد قلبُ عمتها المكلوم أن يقفز من مكانه بجنون
أيعود ابنها أخيرًا ويرحم روحها المُعذبة في فراقه !
هل عدت يا صقر !
هل عُدت يا روحَ أمكَ وفرحتها الكبرى !
جرت رتيل الى الباب وخلفها عمتها وداليا
فتحت الباب لتراه أمامها
صرخت بلوعة
: صـــقـــــر
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 11-01-14, 10:53 PM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

جميلاتي الجميلات
الله يسعد أوقاتكم كلّها ويوفقكم لما يُحبه ويرضاه
تناقشنا انا وجميلتي حول الرواية
واتفقنا انّ بين الثلاثاء والأحد فترة طويلة
ف وصلنا لرأي انّ يكون ثلاث بارتات بالاسبوع
سبت وثلاثء وخميس
بكرة حيكون فيه بارت والثلاثاء بارت والخميس بارت
والاسبوع اللي بعدو حننتظم ثلاث بارتات بالاسبوع
ان شالله باقي لنا ثلاثين بارت ونختم على خير ويُسر
أحتاج وقوفكم معاي وتواجدكم حولي ( )*
,
ودِي لقلوبكم <3

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© &#1548; ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 08:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية