- منذ الآن؟
نظر شوان الى زوجته بغضب ثم حول نظره عنها وهو يقول:
- قد اسألك عن سبب خروجك مع زوجتي ولكنني لست مهتماً.
وصل غضب جيريمي الى اقصى حد , انقض على شوان محاولاً ضربه, فصرخت بيبا بذعر لكن بعد فوات الاوان , لأن شوان كان اسرع منه فرمى به ارضاً.منتديات ليلاس
صرخت الفتاتان في الوقت نفسه:
- جيرمي!.
ولكن لوسي هي من اقتربت منه وامسكت بيده قائلة :
- هل اصبت بكروه ياجيرمي؟
تعجبت بيبا فلم تكن تعتقد ان لوسي متقلبة لهذا الحد, ولكن سرعان مانسي جيريمي وجود بيبا كما نسيت لوسي وجود شوان.
قال شوان :
- اعتقد انه علينا ان نتركهما سوياً الآن.
- ولكن...
- سيكون بخير, فلم أؤذيه كثيراً وستوصله لوسي الى بيته.
منتديات ليلاس
نظرت بيبا الى شوان مأخوذة لردة فعله الباردة تجاه تصرف لوسي, فلابد انه قد خطط لإغاظة جيريمي كي يحصل ماقد حصل ويعود جيريمي الى لوسي.
دخلت بيبا سيارة شوان ونظرت الى شوان بتساؤل شديد , اي نوع من الرجال قد تزوجت ؟ تارة يكون قاسياً وثائراً وتارة اخرى لطيفاً ومهتماً لمشاعر فتاة بالكاد يعرفها , فمن هو شوان مورغن الحقيقي.
لقد كان شوان قاسياً وثائراً تجاهها هي وعائلتها , فقط لأنه اعتقد انهم يستحقون ذلك, فهل بامكانها افهمامه انها تختلف عما يعتقده بها؟ كان عليها ان تفعل هذا منذ البداية قبل فوات الآوان.ريحانة
بقي شوان مشوش الفكر حتى وصلا الى المنزل وبانت على فمه ابتسامة ساخرة عندما فتح لها باب السيارة , سبقته بيبا الى المنزل, لكنها ترددت في الصعود الى غرفتها وبقيت تنتظره في الردهة , فهناك العديد من الأمور لمناقشتها ولكن الأمر مستحيلاً منذ يوم عودتهما من شهر العسل.
عندما دخل ووجدها بهذه الحالة , قال لها بهزء:
- لا تقلقي ستتخطين هذا الأمر , لقد خسرت واحداً من معجبيك ولكن هناك الكثير غيره.
ألم يكن مهتماً لخروجها مع رجل آخر للعشاء؟ بالطبع لا, فقد كان يعرف ان جيريمي مازال معجباً بلوسي ولابد انه فرح لاغاظته ولإظهار غيرته .
رفعت رأسها بتعال وقالت:
- اعتقد اني سأذهب مباشرة الى السرير , عمت مساء.
- عمت مساء.
علمت بيبا انه من المستحيل ان يضمها بين ذراعيه ويأخذها الى غرفته وهو يعيش في لامبالاته , لذا لم يكن باستطاعتها شيئاً سوى تجميع شتات نفسها والصعود الى غرفتها

حسدت بيبا كلا من جيريمي ولوسي عندما دخلا الى محل الورود بدت عليهما علامات السرور والحب يجمع قلبيهما , ولكنها فرحت في داخلها لرؤية اعز صديقين لديها مجتمعين اخيراً.
شعت نظرات لوسي عندما قالت :
- آه بيبا .. اردنا ان نخبرك فوراً , اعني..
ثم رفعت يدها لتظهر الخاتم الماسي, قبلتها بيبا قائلة :
- لن اكون اسعد مما انا عليه الآن فأنتما خلقتما لبعضكما البعض.
اعترف جيرمي قائلاً:
- تطلب الأمر صفعة على الوجه حتى لاحظت ذلك, بالمناسبة انا متأسف بخصوص ليلة امس.
- لا عليك إنس الأمر.
قالت لوسي بلهجة اعتذار:
- انا آسفة يابيبا, فبخصوص شوان وانا .. اعني لم يكن هناك شيئاً بيننا ابداً, كل مافي الأمر ان شوان كان لطيفاً معي وانا متأكدة من حبه لك.
غيرت بيبا دفة الحديث قائلة وهي تبتسم لصديقيها:
- اذاً متى يوافق اليوم السعيد؟ اعتقد انكما تعرفان من اين تأتيان بالورود.
- بالطبع نعرف وأريدك ان تكوني مرافقتي تماماً كما خططنا منذ ايام الدراسة.منتديات ليلاس
- هل خططنا لذلك؟ .
كانت بيبا فرحة لكونها ستصبح جزء من هذا الزفاف الا انها تذكرت كيف كان الحال معها يوم زفافها.
اخذت بيبا تفكر في الشهرين الماضيين وماحصل اثناءها ولكنها لم تستطع معرفة خطأها .
بعد ان خرجا سألتها مارغوري :
- ماالأمر يابيبا؟
ابتسمت بسرعة وقالت:
- آه.. لاشيء يامارغوري, اتستطيعين تدبر امرك لوحدك؟ أود الخروج لنصف ساعة.
وافقت مارغوري بطيبة خاطر :
- طبعا يابيبا , فالمكان هادئ ايام الخميس.
- شكراً.
حملت بيبا مظلتها ومعطفها بسبب هطول المطر وقررت الذهاب مشياً الى شركة شوان غير واثقة بعد السبب من وراء ذهابها ولكنها شعرت بحاجة ماسة لرؤية زوجها.
***
- آه, آنسة.. اقصد سيدة مورغن , السيد شوان يتحدث على الهاتف.
ابتسمت بيبا وسألتها :
- أأستطيع ان ادخل وانتظره حتى ينتهي ؟
- بالطبع.
تعجبت بيبا عندما عرفت ان شوان اصبح مدير شركة مورغن , فلابد ان الموظفين يثقون به كثيراً حتى انتخبوه رئيساً بهذه السرعة .

وعندما دخلت مكتبه دهشت بيبا مرة اخرى لسماعه يتحدث الفرنسية بطلاقة على الهاتف , جلست على اريكة واخذت تتأمل التغيرات التي أضافها على الغرفة منذ آخر مرة رأتها .
لقد بدل الاثاث بآخر رسمي وأنيق , وعلق على الجدران الرسوم الكلاسيكية الحديثة بدلاً من القديمة , مما جعلها تعجب بذوقه الرفيع.منتديات ليلاس
انهى مكالمته الهاتفية ثم التفت اليها بعينين غامضيتين وسألها :
- حسناً , ماسبب هذه الزيارة اللطيفة؟
لم تعرف بماذا تجيبه , فهي لا تدري سبب هذه الزيارة , ولكنها تفوهت بأول ماخطر في بالها , لعلهما يعودان صديقين.
- لم اكن اعلم انك تجيد الفرنسية.
اجابها :
- خمس وعشرون بالمئة من سكان كندا يجيدون الفرنسية كلغة اساسية.
- نعم اعتقدت ذلك.
- ولكن لا اعتقد انك اتيت الى هنا لمناقشة ازالة الحواجز التجارية .
- آه.. كلا لكنني اردت ان ابدل ستائر غرفة الجلوس وفكرت انك قد تود رؤية بعض الانواع .
واخرجت من حقيبتها بعض النماذج من القماش.
- آه .. المزيد من التغيرات في المنزل؟
اجابته وهي تحاول تذكيره بالكلام الذي قاله:
- لقد اعربت عن عدم انسجام الأحمر والذهبي الذي وضعته والدتي وقد سمحت لي بإنفاق المال على المنزل.
- نعم , لقد حصل ذلك وانت تحاولين التقيد برأيي.
منتديات ليلاس
- اذا تعديت حدودي في انفاق المال اعلمني بذلك ولكن التصليحات في غرفة ميلر كانت ضرورية .
قال دون مبالاة:
- لن أبدي أي اعتراض, شؤون البيت من اختصاصك فافعلي به ماتشائين لقد كان هذا جزءاً من اتفاقنا.
- شكراً , يبدو انك لا تراني مناسبة لشيء آخر.
سألها بتهكم :
- لأي شيء تعتقدين نفسك مناسبة اذاً؟
احست بالسخرية في سؤاله, وقد عرفت بأنه يريد ان يذلها ويعذبها, لكنها قالت :
- انت لا تتكلم معي ابداً, انت لا تسألني اي شيء عن عملي في محل الازهار, او عن فيوري او تقول لي اي شيء عن امور الشركة..
- هل مهتمة بأمور الشركة؟
- بالطبع اشعر ان باستطاعتي المساعدة هنا في الشركة.
سألها مستفسراً:
- كم تجيدين الايطالية؟
- ماذا تقول ؟
- هل باستطاعتك ان تكوني مترجمة للشركة؟
- اعتقد ذلك, فقد بقيت مع عائلة ايطالية في فلورنس لستة اسابيع بعد ان تخرجت من المدرسة , لماذا؟
تراجع بكرسيه الى الوراء ونظر اليها مفكراً ثم قال:
- افكر في بدء بعض الاعمال مع اوروبا , هناك جماعة ستحضر مساء هذا اليوم لمناقشة الوضع , اتستطيعين مرافقتهم لمدة ساعة حتى استطيع الانضمام اليهم؟.

احست بالسعادة لانه سيتركها تعمل معه, وهذه فرصة هي بحاجة اليها لربما استطاعت التقرب منه , فقالت له:
- بالطبع, اذا كنت بحاجة لي اليوم فسأخبر مارغوري بالأمر و آتي , لا اعتقد ان هناك اي مشكلة, فعادة ايام الخميس ايام ركود.ريحانة
قال لها بثقة:
- حسناً, لم أكن ارغب بمجيء احد غريب للعمل معي.
اقترب بكرسيه الى المكتب وامسك بيده قطع القماش وسألها:
- اذاً أي نوع من انواع القماش قد اخترت؟
- اخترت اللون الزهري والاخضر لأنهما مناسبان جداً مع لون الاريكة, كما انني رأيت سجادة صينية رائعة فيها نفس الالوان.
وافق على رأيها بقوله:
- لابأس بهذين اللونين فهما افضل بكثير من ذوق والدتك التي حولت المنزل الى قصر باكينغهام في الآونة الاخيرة.
- انها طريقتها في اختيار الاشياء.
***
في طريق عودتها بسيارة الشركة , فكرت بيبا بالسبب الذي جعل من اعضاء شركة مورغن يثقون بشوان , ربما هو لايجيد التعامل في الامور الإدارية لكنه دقيق الملاحظة وسريع البديهة ويملك قدرة عظيمة على الاقناع.
وفي المساء استقبل شوان رجال الاعمال ورحبت بيبا به, بلغتهم الايطالية , انما باقي المحادثات جرت باللغة الانكليزية وسرعان ماعرف شوان ان وجودها بينهم قد منعهم من مناقشة اي شيء بلغتهم امامها.
ولدى مراقبتها له من وقت لآخر شعرت بيبا بحزن وألم في قلبها , لقد بدأت تحبه من كل قلبها وتساءلت ما إذا كان سيشعر نفس الشيء حيالها في يوم ما.منتديات ليلاس
اخذت تمطر وهم في طريقهم لزيارة منطقة في غرب المدينة, بينما اخذت الاشجار تتمايل امامهم , وعندما اقتربوا من المكان الذي يقصدونه لمحوا بعض الاولاد يلعبون في الخارج ولكنهم سرعان ما اختبأوا عندما ظهرت السيارة .
قال شوان لضيوفه :
- حسناً , هذه هي المنطقة ولكنها تبدو في فوضى حالياً , تبلغ مساحتها سبع وثلاثون هكتار وفيها استثمار لمدة عشر سنوات كما انها معفية من الضرائب والطريق الاساسية تبعد خمسمئة يارد هناك خلف الاشجار.
قال احد الرجال الايطاليين :
- مذهل ياسيد شوان , وتبعا للخرائط يبدو انك تنوي شق طريق خاص يصل الى الطريق العام.
اومأ شوان برأسه بالايجاب وقال:
- كان هذا طلبي عندما حصلت على رخصة البناء كما سيتم فيما بعد نقل العائلات للسكن هنا كي تزدهر المنطقة..
وسكت عندما تعالى صراخ صبي فجأة:
- ارجوك ياسيدي لقد سقط تومي في الحفرة.
اسرع شوان بالخروج من السيارة وطلب من الصبي ان يحضر له حبلاً طويلاً , وعندما عاد وسأله :
- هل اصيب بمكروه ؟
- لا اعرف , فالمكان مظلم وليس باستطاعتنا رؤية اي شيء.
- أرني المكان.
التفت نحو ضيوفه واعتذر منهم قائلاً:
- اعتذر ياسادة.
قال احد الرجال مشجعاً :
- بالطبع ياسيد شوان , حاول مساعدته قدر المستطاع.
قال شوان لسائقه :
- سيريل, اتصل بالشرطة واطلب سيارة اسعاف فقط, للضرورة, هل لديك مصباح وحبل؟.
- طبعاً ياسيدي.
اسرع السائق الى صندوق السيارة واخرج ماطلبه شوان كأنه كان مهيئ في حال حصول اي طارئ.
- تعال معي يابني لنرى مافي تلك الحفرة ونحاول مساعدة صديقك.

الفصل الحادي عشر والاخير

عندما اقتربت فيليبا من الحفرة شاهدت بقايا مبنى مدمر وكومة من الاحجار وبقايا قرميد متكسر.
شرح احد اصدقاء الفتى بفخر واعتزاز :
- هذا مخبأنا.
- وماذا عن الحفرة عن الأسفل ؟ سأله شوان.
- في الخلف , فنحن نخفي فيها حاجياتنا كي لا يراها احد, كما انها مغطاة بأغصان الاشجار إلا انه عندما اقترب تومي لإحضار غرض منها وقع فيها.
تقدم شوان لينظر الى الاسفل ثم قال :
- حسناً, الآن اود ان يذهب اثنان منكم ليرشدوا الشرطة الى هذا المكان حين يصلون , اما انتما فابقيا هنا لتحرسان المكان بهدوء.منتديات ليلاس
شعرت بيبا باعجاب لدى سماعها هذه الارشادات كما اشرقت وجوه الفتيان الاربعة عندما كلفوا بأمور هامة للقيام بها .
طمـأنت بيبا الفتيان الاربعة بقولها :
- لاتقلقوا يا اعزائي , فسوف ينقذ هذا الرجل صديقكم لأنه كان شرطياً في كندا.
نظر اليها الأولاد بتعجب مستعدين لتصديق أي شيء تقوله كما انها بدورها وثقت ان شوان هو الرجل الوحيد الذي باستطاعته انقاذ هذا الفتى الصغير.