.
The Darkness of The Night 2
" الصلاة . . الصلاة . . الصلاة , اللهم بلغت اللهم فَ أشهد "
كانت ذيك الليلة أول ليلة لهم فَ البيت كَ أصحابه !
البيت اللي طار به ماجد . . و أنفرت منه هي , كان المفروض تفهم ليلتها . . . . أن فزت ماجد يومها ما كانت مجرد كابوس و السلام . . كان المفروض تفهم لحظتها ؛ أن هالكابوس . . ما كان ألا السطر الإول فَ الكابوس الفعلي لـ حياتهم القادمة اللي كانت تخطي بأتجاهه على غفله منهم ؛ لأنه الإمور اللي تلت هَ الليلة . . ما كانت أبداً طبيعية و الأكيد أن أجتماعها كلها مع بعض . . مستحيل يكون ب محض الصدفة !
إلا لو كانت مينونة مثلاً ؟ و تتخيل ما لا وجود فعلي لـه ! . .
واقف فَ الحمام جدام المنظرة يغسل أسنانه بخمول و نعاس قوي .
ما تهنى ف نومه أمس و لا قدر حتى يرجع ينام من بعد الكابوس اللي زاره و نقص عليه عيشته . . .
و حتى لما غفت عينه و قرب يستلذ ب نومته نقصتها عليه موزة على آخر لحظة لما جات تحثه يقوم يصلي الفير و يجهز لدوامه !
كان قادر يسمع و بوضوح من مكانه هذا ؛ صوت صراخ موزة الممتزج مع صياح فهد اللي رافض يلبس . . بالأضافة لـ صوت التلفزيون العالي اللي شغال على قناة أم بي سي 3 علشان خاطر نواف اللي ما يعرف يأكل إلا جدامها . . .
هالجو المزعج الموجود برى ؛ ما كان شي يديد بالنسبة له . .
ألا كان شي روتيني . . و سيناريو يومي . . لو ما صبح عليه كل يوم . .
أنتهى من تفريش أسنانه . . مد يده و فتح الصنبور و أبتدى يتمضمض و يتفل اللي فحلجه في المغسله . . كرر هالحركة مرتين . . ثلاث ! لحد ما نظف حلجه تماماً من آثار المعجون
تأمل نفسه ف المنظرة لدقايق بسيطة قبل لا يلمس خده بأطراف أصابعه و يتحسس الشعيرات القصيرة اللي أبتدت تنبت مكان لحيته . . . . . .
و قرر ف نفس الدقيقة ؛ أنه صار لأزم يحلق !
ألتقط رغوة الحلاقة وأبتدى يوزعها على ذقنه مروراً ب خده . . بالفرشة الخاصة بها ,
بعدها رجع الرغوة مكانها و تطاول الموس و أبتدى يمرره على ذقنه بحرص و حرفنه قاضي بها على رؤوس ما أمداها تطلع !
بينما برى , ف غرفة النوم . . كانت موزة على وشك تمجع شعرها من العصبية
صرخت فيه بعد ما طفح كيلها : فهييييد عويذ الله من شرك , ألبس جوتيك لا أنتفه على ظهرك !
فهد وهو يحافص و يرافس مكانه : لا لا لا لا لا . . مب حلووو . . أبي ثبونج بوب !
صرخت بعمق وكأن الصوت مندفع من صبع ريلها لقمة راسها : بتروح المدرسة ب سبونج بوب ! تبي الصبيان يضحكون عليك . . . !!
فهد بعناد : أيه أيه ! خل يضحكون . . بلبث ثبونج بوب !
رمت جسدها على الكرسي بيأس : مااااااااااااااجد ! . . . يا ماااااجد . . ( توجه الكلام لولدها ) خل بابا يجي اللحين . . وبتعرف شلون تروح المدرسة ب سبونج بوب !
لزق ب ركبة أمه بخوف من ردة فعل أبوه . . و صاح : ماااماااا !
موزة : عيل ألبس جوتيك ! لا تحرق دمي . .
طالعها بنظرات مكسورة : أبي ثبونج بوب !
موزة تزفر بعمق : قلت لك لا رجعت من المدرسة ألبسه . . خلصني !
فهد مد برطمه بزعل : جذابه !
بققت عيونها فيه بغضب : من الجذابه ؟
بلع العافية وقال يصحح كلمته : قصدي ماتقولين الصج . . ماراح تخليني ألبثه !
موزة وهي تلتقط جوتي ولدها : ألا أقول الصج , لا رجعت ألبسه . . . اللحين ألبس هاي . . . بسرعة . . بتتأخرون ع المدرسة !!
قعد و مد ريوله لأمه اللي بدورها ألتقطت ريله الصغيرة ولبسته الجوتي بعد طلعت الروح . . وقفته على حيله مرة ثانية . . و ألتقطت المشط : أجوف تعال , قرب . .
أقترب منها و سمح لها تمشط شعره وهو يقول بتوتر : ماما . . المدرثة اليديدة فيها صبيان وايد ؟
جاوبته ب همهمه : ههممم ! . . عن الشطانه ! خلك شاطر !
سكت شوي . . بعدها أضاف : ماما !!
للمرة الثانية همهمت : هممم !!
فهد : بيصير عندي ربع وايد ؟
موزة بتسليك : أيه ! . . وايد !
سألها من يديد : من بيكون ربعه أكثر ؟ أنا وله نواف !
رجعت المشط ع الكرسي أحذاها بعد ما أنتهت من تسريح شعره الغليض جداً مقارنةً بأخوه ! . .
و وقفت على حيلها وهي تسحبه وراها برفق : أنت أنت ! . . ( بصوت عالي بعد ما صارت واقفه عند باب الغرفة وعينها مصوبه على النسخة الثانية ل فهد المستقره فَ الصالة جدام التلفزيون ) نوااااااف ! قوم ألبس ثيابك يلا . . . ( توجه الكلام ل فهد ) روح تريق !
تراكضت خطواته ناحية أخوه و قعد أحذاه على الكرسي جدام الطاولة الموجود فوقها ريوقهم . . قرب منه ملة الكورن فليكس مالته و هو يقول بغيض لأخوه : . . ماما تقول ربعي أنا أكثر من ربعك !!
نواف ببساطة وهو يقوم عن الكرسي بعد ما أنهى أكله : من قال !!! . . أصلاً الصبيان ما يحبونك . . و مايحبون يلعبون معاك . . أبنيوه أنت ( أبنيوه = نسبةً إلى البنات ) ! كله تصيح و ما تعرف تلعب !!! شلون ربعك أكثر ؟! ماما بس جذي تقول لك !
فهد بعناد : أمبلا أمبلا . . ماما مب جذابه . . . ربعي أنا أكثر !
وصلهم صوت موزة من يديد : يا نواااااااااااف ! ( تتحلطم ) بيجلطوني هالعيال !
طلع ماجد من الحمام على صوت صراخها و قال وهو يعلق الفوطة حول رقبته و يمسح بطرفها ذقنه : أمانة ما تتعب أحبالج الصوتيه على هالصراخ ؟ ما يعورج راسج !
موزة تمسك راسها بتعب : يوووه ماجد !! لا تبتدي بظرافتك اللحين . . . مالي خلق ع الصبح !! بروحي مستضيجه أني بجابل أربع طوف بروحي !!! لا تزيدني !
ماجد و هو يسحب الفوطة من حول رقبته و يرميها على كرسي التسريحه و يرد عليها بجديه : والله اللي يسمعج يقول مقعدج ف معتقل !!!! بيتج يبه هذا بيتج ! ها ؟ لين متى بتمين متضايقه منه جذي !!
موزة أنفخت بعمق : ما قلت معتقل ! و أدري أنه بيتي . . . ! لا تذكرني بهلـ شي كل دقيقة ! ( تشد بلوزتها بقوة وتتركها علامة ع الضيق ) بس تبي الصج متضايقه و مكتومة وخانقتني العبرة بعد ! . . ما أبي أقعد بروحي . . شلون ؟! . . . أففف . . ضايق خلقي من الفكرة نفسها . . . . اللحين بتطلعون أنت و اليهال . . أنت ع شغلك و هم ع مدرستهم ! وأنا ؟ بقعد بروحي فهلـ بيت الفاضي ! ( تصفق كفينها ببعض وتكمل ) ماتقول لي شسوي بالله ؟ . . شهبب ؟ . . أكش ذبان مثلاً !
طول ما هي تتشكى وتتحلطم وتتذمر كان يحاول يظل محافظ على ملامحه الجدية , لكنه يعترف . . . ما يقدر ! . . خاصه و هي فهلـ حالة ! غصباً عليه يبتسم . . وساعات ما يتعطل و يضحك بعالي الصوت . . . مما يخليها تتهمة بأنه عديم أحساس . . و ذوق !
رسم أبتسامة عريضة زادت غيضها . . و قال : بسيطة . . ما يبيلها تفكير بعد , حطي عباتج على راسج و أفتري فَ الفريج بيت بيت . . تعرفي على فلانه وعلانه ! قضي وقتج . . صدقيني ما بتجي الساعه 2 ! ألا أنتي مرافجه حريم الفريج كلهم ! خبز أيدي . . ! أعرفج ! ( بتأكيد و ثقة عميه كمل وهو يمسك ذقنه ) وهذا ويهي . . أذا ما ركبتينا باجر أنا و عيالي السيارة مع أذان الفير و بالبجايم بعد . . و طرشتينا لأشغالنا . . علشان ترجعين تاخذين التور اليديد ع الفرجان الباقيه !
ما ردت ولا علقت ولا حتى أفتحت حلجها ب حرف !
أكتفت بَ أنها ترمقه بنظرات متوهجة تشع شرار ؛ لو كان ملموس كان أمداه قسمه نصين !
الشي الوحيد اللي ساعدها تشتت تركيزها عنه قبل لا تنفجر بمكانها ؛ وصول نواف ف الوقت المناسب علشان يلبس ثياب المدرسة ؛ لأنه لو تأخر ثانية وحدة بس كانت راح تطلع حرة أبوه فيه !!
مسكت ولدها و أتجهت به ناحية الكبت اللي فيه ثياب المدرسة مالته وهي تحاول قد ما تقدر تتصدد عن ماجد اللي مازال ينتظر رد منها : أستغفر الله العظيم يا رب . . أعوذ بالله منك يا أبليس ! أستغفر الله . . ( بغيض أكبر ) أستغفر اللللللللللللله !
ضحك ماجد على شكلها و تعمد يخطي بأتجاها و يقرص خدها ب شقاوة وهو يقول : يازينهمممم المعصبين ع الصبح !
دفعت يده بشراسه : وخر ! ( تلبس ولدها قميصه و تسكر أزرته بخنقه ) رفعت ضغطي تراك !
ماجد وهو متجاهل طلبها . . أقترب منها أكثر و طل بويها و قال بتعجب مصطنع : له له له له ! . . الحلو بيصيح ؟
رفعت نظرها له و صرخت بحشرجة : مااااااجد ! بلا سخافة عـ ـ ـ ـ ــــاد . . . ( خانتها دموعها . . قبل لا تترك ولدها وتقعد على طرف السرير تصيح بضعف ) قسم بالله بايخ !
تعالت قهقهات ماجد ف الغرفة بينما خاف نواف لما شاف أمه تصيح وهو جاهل تماماً لسبب ! أتجه ماجد ناحية زوجته المنهاره . . وقعد أحذاها . . سحبها لأحضانه وهو يحاول يهديها رغم أن نبرة صوته مازالت تتخللها ضحكات شقيه . . تحسسها بسخافتها و سخافة دموعها اللي أنزلت على سبب ما يسوى ف نظره : يا موزة يا حبيبتي يا بعد طوايف أهل أهلي أنتي ! شفييج ؟ شاللي مكدرج ؟ ليش هالفلم الهندي هذا كله !! شموضوعج بالضبط اللحين ؟ أش مشكلتج ؟ يبه والله العظيم البيت ما يعض . . أليف ! مروضه لج قبل لا أجيبج به . . . .
جات بتسحب نفسها من حظنه . . لكنه شدها لحظنه بقوه أكبر و ضحك وهو يطبطب على ظهرها : خلاص خلاص . . أتغشمر معاج يا بنت الحلال ! شبلاج صايرة جبريت ! مب طايقه مني كلمة . . . ( طاحت عينه على نواف المتسمر مكانه يراقب المشهد بعدم فهم وعلامة أستفهام ضخمة فوق راسه . . فَ وجه له الكلام ) شايف ؟ شايف دلع أمك ! خايفه تقعد بروحها فَ البيت ! شنسوي فيها بالله ؟ أخذها معاي الشغل ؟ وله تاخذها أنت معاك المدرسة . . . ! وله لحظة لحظة . . خل ناخذ راي أخوك ( يصرخ بصوت جهوري عالي ) فـــهـــوووود ! . . . ( يرجع يتكلم بنبرة طبيعية ) يمكن عنده راي أحسن . . . .
هالمرة أنتزعت نفسها من بين أحضانه بالغصب و مسحت دموعها وهي تقول : مالت عليك زين ! سويتني مطمشه لعيالك !!!! قوم أجهز لدوامك وايد أحسن . . . كل شي عندك غشمرة و مزح ! ماتراعي كلش . . . . أنا و الطوفة عندك واحد ! أهم شي تضحك و تسوي من كل شي نكته ! ( بتنرفز ) كل شي حولك مصدر خصب لنكت يديدة . . . . . . . . ( بتنرفز أكبر ) كل شي يضحك . . . !!
ماجد يطالعها بعتب مصطنع : أفاااااااا ؟ كأن الحلوة زعلت !
نواف لأمه : ماما . . لا تزعلين ! ترى بابا وايييييييييييييد يحبج !!! . . . كبر البـــحر ! أهو قال لي هذاك اليوم جذي . . حتى قال أنج تصيرين حلوة لما تعصبين !
ماجد يسوي روحه منصدم : أنا قلت هالكلام ؟ متى ! . . لا تقولني كلام ما قلته ! أمك لا حلوة ولا طقها الحلا !! . . . . ( قدر يحس من تجاهلها له و تصنعها أنها مشغولة ب تزرير قميص نواف ب البركان اللي قاعد يغلي داخلها تجاهه فَ هاللحظة . . فَ كمل ) إلا حوريــــــــــة على هيئة بشر ! سبحان اللي خلقها . . .
نواف يا بلفيت يرفع معنويات أمه . . أضاف : أيوه ماما حورية . . سمجه حلوة ! ( سمجه = سمكة )
تضاعفت ضحكات ماجد بشكل جنوني بحت ع التشبيه المعتبر اللي طلع من نواف ببرائة و حسن نيه !
بينما موزة اللي كانت ف عز ضيقتها , أبتسمت غصب على وصفه . . دفعت كتف ولدها ب الخفيف وهي تقول بصوت خافت مسموع له : اللحين أنا سمجة ؟
ببتسامة عريضة تنقط برائة : أحلى سمجة ! . . حورية البحر . . نفس ما يقول بابا !
عدلت له قميصه وهي تقول بنبرة مسموعه لماجد : يا كثر ما يقول هالبابا ! حق المغثه مافي أحسن منه . . . . !
ماجد بعد ما تعب من كثر ما ضحك اليوم , قال ويده على بطنه : أأأأأخ ! فديتج موزووو ! والله أني أحبج ! . . تيننين وأنتي معصبه . . . . يا جعلني أروح فدوه لج يا جنعد حياتي أنتي ! ( جنعد = نوع من أنواع السمك )
بشبح أبتسامة قوست شفايف موزة لا أرادياً على هالغزل التعبان قالت بعد ما تسلل الرضى لصدرها : لا حول ولا قوة ألا بالله , يا صبر أيوب بس . . . . !
دخل فهد الغرفة متأخر و قال متسائل : شفيكم تضحكون ؟
ماجد وهو يأشر له : تعال تعال خل أقول لك , سالفة سمجة حلوووووووة أسمها . . . شسمها ياربي ؟ ممم ! أيـه . . . أسمها تفاحة !
موزة بعد ما أنتهت من تلبيس نواف , أتجهت صوب الكرسي وألتقطت المشط وهي تقول : يا مسخفك !
فهد ينقز ف حظن أبوه بحماس : شنو ! شنو ! . . قول لي ! يلا قول !
من خلف باب الشارع ؛ كانت واقفه تسترق النظر ل زوجها و عيالها و هم يركبون السيارة , كانت تراقب ماجد بالذات بحنان و حب فايض و هي تشوفه قاعد يركب نواف جدام ع الكرسي اللي أحذاه و يحكم حول صدره حزام الأمان حفاظاً على حياته ! بعد ما أنتهى من تسكير باب السيارة الخلفي على فهد اللي قعد ف النص و مد راسه لجدام علشان يحس أنه قاعد بين أخوه و أبوه . . مو ورى !
إول ما أنتهى من ولده . . لف بأتجاه موزة اللي تطل عليهم بعد ما غطت نفسها ب أيلال وردي طويل ساتر و قال : يـلا بنمشي ! تامرين على شي ؟
موزة بطيف أبتسامة حلوة : لا سلامتك ! . . شوي شوي ع الطريج و عن السرعة . . ( تلوي بوزها ) و إول ما يخلص دوامك تعال ! لا تطول . . . . . ( تتمسكن تحاول تكسر خاطره ) تذكر أن في أدميه قاعدة بروحها هني و ناشف دمها !
ماجد وهو يلبس نظارته الشمسيه و يضيف : أكيد إول ما يخلص دوامي بجي ! برقد هناك مثلاً , و لا تحاتين منتي بروحج . . . . أهل البيت حولج و ماراح يقصرون معاج أن شاء الله . . !
وسعت فتحت الباب و تقدمت خطوة وهي تقول بجدية و تهديد : ترى والله أنقز معاكم ف السيارة و مافي قوة ع الأرض بتطلعني منها . . . !
ضحك ماجد بالخفيف قبل لا يركب سيارته و يكمل : يا بنت الحلال الله الحافظ , شغلي مسجلج على البقرة و علّي الصوت . . و ما عليج شر !! ( يأشر بسبابته على مخه ) ونظفي راسج من هالأفكار والتخاريف اللي ترسوا راسج بها ! . . .
سكر باب السيارة قبل حتى لا يسمع ردها ؛ لأنه عارفه عدل . .
أشر لها بيده بمعنى مع السلامة . . . . و شافته يلف على عياله ويقول لهم شي قبل لا يشاركونه التلويح بَ يدينهم لأمهم ! و يتكفل فهد بتطريش بوسات أضافيه ف الهوى لها . . تبعها بضحكه مفعمه بالحياة !
عاودت الأبتسامة الأرتسام على شفاتها , وأشرت لهم ب المقابل بيدينها ملوحه وهي تتمتم : أستودعتكم الله ! . . .
ما عاد به حد إلا هي . . . دخلت الصالة و سكرت الباب وراها ! و لامس مسامعها صوت ماهر المعيقلي المنبعث من المطبخ . . اللي مازال شغال ف البيت من إمس , كان سماعها لسورة البقرة بحد ذاته كافي لأن يزرع الطمأنينة فنفسها . . ولو أن التوتر مازال حافها لكن بنسبة أقل !
إول شي سوته أنها راحت لصالة اللي فوق و طفت التلفزيون و رتبت المكان . . و ختمتها بشيل الصينية اللي تحمل ريوق عيالها . . و نزلت بها للمطبخ بعد ما شالت ف طريجها كوب النسكافية الخاص ب ماجد المحطوط فوق التلفزيون !
دخلت المطبخ و حطت اللي بيدها كله ف المغسله , رجعت خصلات شعرها المتمرده لورى قبل لا تفتح الحنفيه و تبتدي تغسل هالـ ملتين و القفشتين و كوب النسكافية الفارغ !
و إول شي سوته بعد ما أنتهت ؛ أنها راحت غرفتها فوق تاخذ لها دش دافي طويل يرخي أعصابها . . قبل لا تخطط لأي شي ممكن تقضي به يومها الطويل هذا . . !
خذت تقريباً ساعة كاملة فَ الحمام , قبل لا تطلع بأنتعاش قوي . . وهي لافه شعرها بفوطة صغيرة بينما جسمها ب روب الحمام الطويل اللي يوصل لنص ساقها , قعدت جدام التسريحة ؛ نشفت شعرها عدل بالفوطة بعدها ب الأستشوار . . وأنتقلت بعدها لممارسة روتينها اليومي ف الكريمات الخاصة بالجسم ! . . . . وأخيراً ألبست بنطلون سكيني و بدي فوشي و رتبت الغرفة عدل بعد الأعصار اللي تركوه ماجد و اليهال . . . !
و رجعت نزلت للمطبخ من يديد !
بس هالمرة علشان تسوي لنفسها كوب نسكافية , اول ما خلصت طلعت به لصالة . . و ألتقطت من فوق الطاولة الزجاجية جريدة بتاريخ أمس , كان ماجد منزلها من سيارته مع الأغراض . . . ورغم عدم أهتمامها بالجرايد ؛ إلا أنها قررت تقضي جزء من وقتها الفاضي بها . . . . أرتشفت من كوبها القليل قبل لا تحطه ع الطاولة و تتصفح الجريدة ب ضجر و عدم أهتمام !!
و سكرتها و ردتها مكانها و هي تزفر بعمق : مستحيل ! . . شنو هاي ؟ بقعد جذي طول اليوم !!!!! . . . شهـلـ زهق ؟ ( ألتقطت تلفون البيت و ضغطت أرقام مألوفه لها ) خل أجوف لطوف أذا تقدر تمرني !!
ما أمداها تضغط الرقم الخامس من رقم بيت أهل ريلها , ألا و صوت الجرس يتعالى بالرنين بشكل مفاجئ . . . رفعت نظرها لناحية باب الصالة بشكل لا أرادي و بستغراب قالت : من جاي هالحزة ؟
رجعت السماعه مكانها وقامت على حيلها , ألتقطت الأيلال الوردي مالها و لبسته ساتره به نفسها عدل . .
طلعت للحوش و بصوت عالي بدون ما تفتح الباب قالت : من ؟
وصلها صوت مسموع نسائي : أنــا أم غيث ! . . جارتج !
أستغربت أكثر , توجهت ناحية الباب و فتحته و طلت عليها بالخفيف وهي تقول : هلا ؟
أم غيث : إهلين فديتج , منزل مبارك أن شاء الله !
أبتسمت بلطف وعينها على دلال القهوة و الجاي اللي شايلتهم ف كيس حلوة . . قالت و هي توسع لها فتحت الباب : تسلمين حبيبتي . . حياج . . تفضلي !
أم غيث وهي تدخل : الله يحيج يا عيوني . . دام فضلج , سمعت أنج جارتنا اليديدة . . . قلت لأزم أجي و أقوم بالواجب !!
موزة بأحراج خفيف : من طيب أصلج فديتج . . ماكان له داعي هلـ كلافه والله !
مشت أم غيث بأتجاه الصالة بدون عزيمة وكأنها صاحبة البيت ! ألحقتها موزة على طول بعد ما سكرت باب الصالة وهي تسمعها تقول بأريحية: ووووي !! لا كلافة ولا شي , مو حلوة بعد تسكن وحدة يديدة بفريجنا و ما نضيفها ! ( بأحراج خفيف ) عاد أعذريني يا بنيتي . . الجاي خالص من عندي . . سويت لج زعتر بداله . . ( بهمس خفيف ) تراه بيني وبينج إحسن من الجاي ! و أفود ( تدخل ف موضوع ثاني على طول ) ماعلينا , أنا تقريباً صار لي فوق الـ 10 سنه ساكنه هني . . و في كذا وحدة بعد من جاراتي معمرين نفسي بالفريج ( ضحكت بالخفيف ) و أكيد أنهم راح يمرونج خلال هاليومين . . لأنه إمس ماكان عندنا سالفة ألا أنتي . . . .. ( تطالعها بعد ما صاروا داخل الصالة ) لا يكون بس جيت فَ وقت غلط ؟ يمكن ما خلصتي ترتيب بيتج إو شي ؟!
موزة ف قلبها ( تو الناس !!!!! . . توج تسألين !! ) . . لكن جوابها كان مختلف عن اللي فكرت به : لا لا شدعوه ! خلصت ترتيبه إمس . . و ريحت نفسي !
حطت أم غيث الدلال فوق الطاولة الزجاجيه الكبيرة وقعدت بعد مانزلت عباية الراس عن راسها وخلتها على كتفها وقالت بتسائل قبل لا ترفع نقابها : ريلج هني ؟ لأني بفصخ نقابي !
موزة وهي تقعد بالقرب منها : لا , محد هني . . أخذي راحتج !
أم غيث وهي تفصخ نقابها و تصفطه عدل وتحطه ب القرب منها وتكشف عن ويه كش شعر جسم موزة من بشاعته ! و ضاعف من ضربات قلبها بشكل قوي . . . . وخلاها ف جزء من الثانية توسوس بستمية ألف فكرة و فكرة !
مسحت أم غيث على ويها و تنهدت وهي تقول بهمس ممتزج بتنهيدة خفيفه : لا أله ألا الله . . ( تطالع موزة ببتسامة شرحه ) ما قلتي لي ؟ شسمج ؟!
موزة اللي كان باين عليها التوتر : ها ؟ . . أيه ! أسمي . . ( تعدل أيلالها ) . . موزة . . أسمي موزة !
أم غيث : أيه . . عاشت الأسامي , مرت حفيدي أسمها موزة , أسم حلو . . !
موزة : عيونج الإحلى ! ( توقف على حيلها و بتصريف تقول ) بروح أجيب بيالات و فنايل! ثواني بس
أم غيث : أيه أكيد , أخذي راحتج . . تستأذنين مني !!!! . . ( تضحك كاشفه عن ضروس صفر تضاهيها ب البشاعه ) البيت بيتج يا أمج !
حاولت تضحك مجاراةً لها ؛ لكن حتى لما حاولت . . طلعت الضحكة مصطنعه , تركتها و راحت المطبخ بخطوات جاهدت علشان لا تبين أشبه ب الركض ! إول ما صارت ف المطبخ حست أنها ودها تصيح من الخوف !!!! . . ما تدري ليش إول فكرة جات فَ بالها أنها ممكن تكون جنيه ! متشكله لها على صورة أنسان و جايتها لبيتها علشان تقوم ب الواجب على قولة ماجد ! . . .
( ماجد وهو يلبس نظارته الشمسيه و يضيف : أكيد إول ما يخلص دوامي بجي ! برقد هناك مثلاً , و لا تحاتين منتي بروحج . . . . أهل البيت حولج و ماراح يقصرون معاج أن شاء الله . . ! )
كش شعر جنبها من الفكرة وخنقتها العبرة . . . . و جاها شور تتم ف المطبخ لين تمل و تروح , لكن ف نفس اللحظة حست أن الفكرة كلش مب حلوة لا فحقها ولا ف حق المرة - لو كانت أدمية فعلاً - . . قامت تفرك يدينها ببعضهم وهي تنقل نظرها ف المطبخ . . ناسيه ليش جاته أصلاً !! وقبل لا تطول ف الأسترسال ب التفكير . . طلعت جوالها من جيب بنطلونها الخلفي و ضغطت بسرعة على رقم ماجد . . . .
حست أن كل رنة تعادل سنه من الأنتظار . . . لين وصلها صوت ماجد : ألو !
بصوت واطي و نبرة أقرب للبكاء : ماجد !!!
أستغرب وأشتدت ملامحه ب الأنعقاد : شبلاج ؟؟
كملت وهي مخنوقه : مجووود اللحين اللحين اللحين تجيني . . بموت من الخرعه !
حست به عصب على تفاهتها وأكد لها هالأحساس جملته المقتضبه اللي قال خلالها : أقول باي بس . . عندي شغل قد شعر راسي !
موزة برفض : أقول لك اللحين تجييييييي ماتسمع ! ( تكمل بصوت أوطى ) في . . في وحدة طقت علي الباب و ضيفتها . . تقول أنها جارتي . . . بس . . . . ماجد . . تخرع . . تخرررررع . . ويـهـا مب وي أنسيه . . . . شكلها ينيه . . ( بغضب ) كله منك ! كلـــــه منك . . .
تكلم بنبرة صوت مرتفعه شوي ممتزجه بعصبية خفيفه لكن مب بصراخ : أقول عن حركات اليهال هذي . . !!!!! شنو تخرع وما تخرع , شرايج بعد تخلي ويها ف البيت قبل لا تمرج علشان لا تخترعين !؟ من كثر ما أنتي قانعه نفسج بهلـ فكرة السخيفة هذي صرتي تربطين كل شي بها ؟ حتى جاراتج صاروا ينانوه !!!! . . . . أقول كبري عقلج وروحي جابلي ضيفتج . . ماني راجع قبل الـ ثنتين ! . . . . سكري خل أكمل شغلي ! تراني واصل متأخر و المدير ماكل تبن علي . . . لو دخل وشافني ماسك الجوال بيستأثم فيني اليوم !
موزة وهي خلاص صاحت : ماجد تكفى . . تكفى والله بموت , أقول لك خايفة !
ماجد بنفاذ صبر : شسوي لج يعني ؟ أجي أسحب المرة من شعرها وأطلعها من بيتج ! . . مثل ما دخلتيها طلعيها ولا عاد تستضيفين حد مرة ثانية . . . . !!! باي !
موزة : ماجـ . . . . . . . ( طوط , طوط , طوط )
طالعت جوالها و هي تقول بخنقه : مجووووود يالـ . . . ! حسبي الله عليك وعلى بلادتك
حطت جوالها على طاولة التحضير و مسحت دموعها , ألتقطت صينية صغيره و حطت بها فنيالين و بيالتين , وقبل لا تطلع من المطبخ أقتربت من المسجل و طولت متعمده على صوت ماهر المعيقلي . . . و رددت ثلاث مرات بصوت خافت قبل لا تخطي برى المطبخ
( بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم )
و تمتمت ف صدرها : هين يا ماجد , والله ما أعديها لك
طلعت الصالة ببتسامة واضح وضوح الشمس أنها مصطنعه : السموحة تأخرت عليج !
أم غيث اللي كانت أتلفت ف البيت تتأمل الأثاث قالت بعد ما طالعت موزة : مسموحة يا بنتي !
حطت الصينية ب القرب من الدلال وقعدت بمسافة شبه واسعه بينها وبين المرة
وهي تقول ف قلبها : خل تفهم اللي تفهمه . . ماني قاعده قريب منها !
أم غيث بتسائل بعد ما وصل لمسامعها صوت المسجل : مشغلة سورة البقرة ؟
موزة بعد ما بلعت ريجها : أيه . . ! البقرة ! . . زينة . . تحصن البيت ! و تطرد الـ . . الـشسمهم ! أم غيث بتأيد : وأنتي الصاجة , تطرد الشياطين . . . ما ودي اخوفج من إول لقاء لي معاج , لكن بالنسبة لبيتج أحسن شي تسوينه أنج تخلينها شغالة طول الوقت !
شدها كلام أم غيث وأكد شكوكها اللي تدور حول البيت ف قالت بتسائل : شقصدج ؟
أم غيث وهي تقرب شوي بجسمها ناحية الطاولة الزجاجية وتلتقط دلة الزعتر و تصب لها و لموزة : والله شقول لج , طلع كلام وايد على البيت . . أنه مسكون و به ينانوة وجي يعني . . . !
موزة بصدمة واضحه : يعني صج هالكلام ؟ . . صج البيت مسكون !
أم غيث وهي تمد لموزة بيالتها : والله يا بنتي لو تبين الصج , مافي بيت خالي . . . كل البيوت مسكونه !! تراهم أهل الأرض لا تنسين . . أحنا اللي ضيوف عندهم مو العكس . . . . , لكن بعد . . لهم عالمهم ولنا عالمنا !
خذت منها البياله برعب بان عليها . . وخذت جوله خاطفه ع البيت الساكن قبل لا ترجع تستقر على تقاسيم الوي البشعه اللي مجابلتها . .
شربت أم غيث شوي من بيالتها قبل لا تسأل : زين السكر ؟
موزة بعد ما خذت رشفه سريعه : أيه , زين !
أم غيث تهز راسها بالأيجاب : لأني ما أزيده . . فيني السكري ومب زين لي !
أم غيث : أيه , . . المهم وين كنا . . . ايه البيت ( تكمل بعد ما خذت لها رشفة ثانية ) قد أسكنوا هالبيت كم عيله من قبلكم . . قبل أربع سنين تقريباً أو 5 . . ما أذكر بالضبط , لكن اللي أعرفه أنه كان كل مرة يحترق بدون ما يضرهم !! يقولون والله أعلم أن أهل البيت ما يبون حد يشاركهم فيه !
أبلعت العافية موزة وحطت بيالتها ع الطاولة بتوتر بان على ادق تفاصيلها وهي تقول : يعني شنو ؟
أم غيث تنفي كلامها : شوفي مع أني قلت لج هالكلام لكن هم ما أظن أنه هذا هو السبب . . الظاهر أنها مجرد صدفة ! لأنه هم قبل سنتين أحترق و ماكان به حد !! الموضوع كله صدفة لا أكثر ولا أقل !!!! لكن الناس تحب تهول وتسوي من الحبة قبه . . صار له فترة معروض للبيع لكن محد أشتراه أو سكنه !! الكل صاد عنه بسبب الكلام اللي طلع عليه ؛ أستغربنا لما وصلنا أن في سكان جدد سكنوا البيت . . لا و قاعدين يفرشونه ويعدلونه بعد . . . . ( بستغراب مختلط بسؤال ) ماخفتوا من الكلام اللي ينقال عنه !؟
موزة بصراحة : والله تبين الصج , عن نفسي عايفته وكارهته بعد . . . وقلبي مب مرتاح بسبب الكلام اللي سمعته عنه !! لكن شسوي , ريلي يبيه و مقتنع به . . و ما بأذنه ماي بعد . . . تعبت وأنا أحاول أقنع فيه أنه ما نسكنه . . لكنه مب راضي يطيع ! وكل ما ذكرته بكلام الناس قال لي تراج مكبرة الموضوع ! و مسوية سالفة من ولا شي !
أم غيث تحاول تطمنها بعد ما أفزعتها : تطمني , تراهم ما يضرون . . حتى المرات اللي أحترق فيها البيت و به ناس , كانوا دايماً يطلعون منه بدون ما يمسهم خدش , يقولون أن كل اللي يبونه أن هالناس يتركون البيت . . ما يبون لهم المضره !
موزة بخوف بان عليها أخيراً : على جذي . . راح يحترق من يديد يعني !
أم غيث وهي تاخذ رشفة من بيالتها : والله يا موزة ما أعلم الغيب أنا , العلم عند الله عز و جل وحده , هو اللي عارف أذا راح يحترق مرة ثانية وله لا . . . . . لكن على كل حال ربي حافظكم و مب صاير إلا كل خير . . ( تبتسم لها من يديد ) تفائلي . . !
موزة بكدر و هم : وين أتفائل عقب هاللي سمعته , أنا مب عارفه شلون بستحمل أقعد دقيقة وحدة عقب كل هذا ! ( تهمس بصوت واطي مسموع ) الله يهداك يا ماجد بس !
موزة طالعتها و بغباء قالت : من ؟
أم غيث بعد ما تأملت تفاصيل ويه موزة : باين عليكم صغار . . . توكم فأول عمركم , معاريس يداد وله يتهيألي !؟
موزة ببتسامة باهته بسبب الخوف اللي مازال يتجول ف صدرها قالت : لا وين معاريس يداد ! صار لنا 6 سنين متزوجين . . . !
أم غيث بدهشة : على جذي شكلج متزوجه و أنتي صغيرة ؟ لا تقولين متزوجة مثلي وأنتي أم 13 وله 14 !! لأنه شكلج اللحين ما يعطي أكثر من 20 أو 21 بالكثير !!!
موزة بتصحيح : 26 وأنتي الصاجة , و كلها شهر و أدش الـ 27 . . . !
أم غيث : ما شاء الله عليج . . ربي يحفظج يا بنتي , كلش مو باين عليج !! ( بدهشة بعد ما طرى على بالها سؤال يديد ) ولا تقولين عندج 6 عيال بعد !
موزة : لا , ثنين بس . . ولدين !
أم غيث تهز راسها بتفهم : الله يخليهم لج , أنا عندي 8 . . 6 صبيان وبنتين , كلهم متزوجين و عيالهم حولي . . حتى احفادي في منهم المتزوجين و عندهم عيال ! ( تهز راسها بتحسر على الماضي بعد ما تنهدت بالخفيف ) كبروني !! وأنا توني . . ( تضحك ) ما أستبعد بعد جم سنه احضر عرس واحد من عيال أحفادي لا و أزور زوجاتهم ف المستشفى بعد و أشيل عيالهم على يدي . . . .
موزة : لج طولة العمر أن شاء الله , الله يخليهم لج كلهم !
تتنهد أم غيث بالخفيف وتقول : شبقى ف العمر يا بنتي ؟ شنبي بهلـ دنيا علشان نتمسك بها و نعمر فيها ؟! . . . مالنا حاجة بها . . لنا حاجة باللي خلقها وخلقنا !! نبيه . . ونبي قربه اليوم قبل باجر ! ( تهز راسها بالخفيف ) الله يرزقنا حسن الخاتمة والفردوس الأعلى بس , مانبي شي ثاني !
أم غيث وهي تتنهد بالخفيف : آمين يا بنتي . . أمين !
≈