لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-13, 07:56 PM   المشاركة رقم: 96
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء الريم مشاهدة المشاركة
   جزء رائع رائع اسماء

مواجهة ترف وذيااب حزينه واحزنتناا معها

ترف متذبذبه بين قلبها وعقلها
يتنازعها برها وواجبها نحو والدهاا

وبين ذياب الذي احتواها صغيره واآآسرها كبيره

مبدعه مبدعه سفيرة الحرف
لاتوجد كلمات تصف روعة حرفك
ننتظر البارت القادم

بكل الشوق


مساء الورد

نجلاء هو سعادة ردكِ

وفرح ينبثُ إلى قلبي

شكرا لكِ على كلماتكِ التي ابهجتني كثيرا

شكرا جزيلا

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 28-06-13, 01:08 PM   المشاركة رقم: 97
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة captive dark مشاهدة المشاركة
   صباح / مساء الرياحين العطرة ...

اسوم ... اي وجع تخطه اناملك لنا .. الم ترفة الممزق .. ام حسرة وندم ذياب " المحب " ...
و خوف .. و رهبة .. و ضياع .. و تخبط .. و قد تكون نهاية امل .. ام الغامض .. الطفل الحزين عامر ..
كلا تجتاح الروح الما منهم و عليهم ولهم ...
فمتى الاستقرار ؟

ترفه /

نزاع بين القلب و العقل .. فمن الفائز فيهم يا ترى ...
اكرهك .. بمعنى احبك .. بمعنى .. احتاجك .. واريدك .. و اشتاقك ..
هي تحتاج ذياب الاب و الاخ الحنون ...
مهما حاولت ادعاء الكره الا انها ترعرعت و نمت في كنف الـ ذياب ..
فهل سيظهر الحب المطمور تحت كومة التخبط ..


ذياب /

تخبط بين حب الاب ذياب و بين حب ذياب الرجل ...
مهما حاول ذياب و حاول على اخفاء حب ذياب الرجل و اخفاءه بذياب الاب
سيفشل ان لم يكن امام ترفه فهو مع نفسه ..
سيقاسي ذياب الامرين حتى تعود ترفه الى عهدها السابق ..


امل /

كفاها الله شر ذلك الرجل البغيض ... يبدو وان والده اصيب بجلطة جراء عراك مع هذا الابن .. السكّير العاق ..
فاراد القاء اللوم على احدهم وكان الـ احدهم هو امل ...
امل يبدو انها تفقد الوعي و هذا ما لا اتمناه .. فهو سيكلفها الكثير .. و الكثير .. و الكثير ايضاً ..
فهل من الممكن ان احد المارة سينقذها ؟


عامر /

توبيخ امل له اعاده الى صوابه ... قد يكون لحق بها ليعتذر فينقذها او ما شابه ...

............................................................ ...........

اسوم ابداع يتجلى و يتضاعف مع كل حرف مكتوب .. لا اعتقد ان الكلمات تفيك حقك غاليتي ...
انتظرك بكل شوق و ود ..

Captive dark

صباح / مساء سعادة واشراق


صباحك / مسائك ينطق فرحا

فأهلا بك هنا وأهلا بردكِ الرائع والمفرح لقلبي


صعب ان تتقبل ترفه حقيقة ذياب , صعب ماتعانيه من صراع ... سيتقلب القوي في النهاية

ولكن ليس بسهولة



" هههههههههه عاد اصيب بجلطه من ولده ضحكتني الله يفرحج يارب "

ذلك الرجل ماهو الا شخص بغيض قذر

وأمل فتاة لا تستطيع الدفاع عن نفسها , ضعيفة وفي موقف فضيع

ولكن القادم قد يحمل مفاجأة كبيرة جدا

ستكلف الكثير وتعني الدمار

عامر

شخص لا يهتم إلا بنفسه , ولا أظنه شخصا يعرف الاعتذار وقد يكون صعبا عليه لانه لم يتعود على الاعتذار والاهتمام بشخص ... لانه هو شخصيا لم يهتم به أحد , ولكن قد يكون ضميره ... ضميره مستيقظ


يا جميلة

كم هو مفرح تواجدكِ بين صفحاتي

وردك الرائع والذي انتظره دائما بشغف

شكرا لكِ بحجم السماء على ماتهدينه لي من استمتاع وأنا أقرأ ماتكتبينه لي

شكرا جزيلا لكِ

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 03-07-13, 06:01 PM   المشاركة رقم: 98
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الصبا مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم

حي الله اسومه وأن شاءالله اخر الغيبات ابدعتي تميزتي تألقتي

بارت جميل مؤلم محزن اثر فيني كثير وفوق ما تتصورين واكذب عليك لو أقول مانزلت دموعي عاد لاحد يستهزئون فيني نجيل وأسوره ادري أني ام دميعه من دهر بس ماتدرين قد ايش اسومه اوجعتيني فيهم اثنينهم ترفه وذياب

اسومه ويحك يافتاة ماإنت صانعة بهم وبقلوبهم << هخهخه متعوب عليها ويحك

عاد اسومه انا ما اميل للفصحى بقوه لانه وبصراحة أحسها تستنزف من القارئة المسكينة مثلي ومن الكاتبة مشاعر كثير فعشان كذا فضلاً لا أمراً ترفقين فينا وفيهم
وترحمينهم من تخبطهم وذياب يكسر الخاطر ارحمو عزيز قوم ذل بعدين ليش ما يقول لها ان ابوك مجرم بعد خايف على مشاعرها
والله الرجال بينقلب حاله اكثر منها وبتتعب نفسيتها اكثر اتنمى أهي تتنازل وترحمه ماحب أشوف كسرة الرجال أبد


ترفه منذ ان كبرت أصبحت تكن لذياب مشاعر خاصة ليست مشاعر اب تعيش بين أحضانه وتريد حنانه بل مشاعر أنثى لرجل وبعد اكتشافها لحقيقة من هو ذياب عاشت في تخبط وصراع بين التشرد والحرمان وبين العيش بين أحضان حبيب قاتل
فضلت العودة اليه مرغمة وليست مخيره فليس لها ملجأ إلا بين أحضانه ولكن هل ستنتقم لأبيها ام حبها من سينتصر؟؟؟؟؟؟
هل ستسمح لتخبطات عقلها ان تفرض على قلبها نزع بذور الحب التي لم ترى النور بعد ؟؟؟؟؟

عاد ترفه الكذابه لو تردد من الحين لسنه الجايه انها تكرهه ماصدقناها وهي متشربطه بثوب الرجال وماتبيه يبعد عنها حتى دوء ما قدر يروح يجيبه
بس ليتك تكملينها ياترفه وتهوذين بحبه << هخهخهخه وحده مستعجله


متحمسه لحياتهم ومصيرهم وحنا في انتظار إبداعك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يحيج غناتي طبعا مانقدر نقاوم الغيبات بسبب الدراسه والظروف

شكرا يا عزيزتي على كلماتكِ ... يا إلهي أحقا اثر بكِ إلى هذه الدرجة

بالنسبة للفصحى ... بصراحه واقولها كتابتي بالعامية لم تعطني العمق ولا الأثر العظيم التي أحسست به وأنا أكتب بالفصحى ... هي متعبة صحيح ولكن لذيذه ولها طعم ليس له مثيل ... عندما تذوقت طعمها ادمنته واصبحت لا استغني عنه ولا ابدله

اريد الترفق بهم ولكن نفسي المسكينه قصدي التي تتلذذ بالتعذيب

في يوما من الايام ستعرف ترفه وستعترف بمشاعرها ....وانها حبل لا ينقطع من ذياب

يجب علينا ان نعذر ترفه لان اي شخص يفقد ثقة عظيمة كانت لديه اتجاه شخص يحبه وكان كل شيء بالنسبة له
يفقدها وكأنها لم تكن وتكون الحقيقة صدمة عنيفة ... وان ذلك شخص كان مجرد مخادع كاذب ولم يقل الحقيقة من البداية ... انما جعلها تعيش على أمل الاقتصاص من قاتل والدها وهو هو


ههههههههههههههه

عاد شو نسوي فيها الكاذبة , الكاذبة تحبه بس تسوي فلم هندي

الله يفرحج ضحكتني هههههههههههه

عزيزتي شكرا لهذا الرد الرائع والمبهج

والذي افرحني كثيرا , وأعطاني مشاعر كثيره

شكرا لتواجدكِ وقراءتكِ وردكِ عليّ

واتشرف بقارئة مثلكِ

شكرا جزيلا لكِ

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 03-07-13, 06:12 PM   المشاركة رقم: 99
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرة عين امي مشاهدة المشاركة
  
شكراً لك اسومه على البارت الممزق للمشاعر والخانق للاوردة والنازف للدموع
اتعبتني المواجهة العنيفة بين ترفة وذياب وتخبط ترفة والمها وحزنها من واقعها الذي لا تملك له تغيير وليس بيدها الا الرضوخ له وهي في محاولة مستميتة في اشعار ذياب قدر المها وخوفها من المستقبل معه وتحت كنفه وهي في ذات الوقت تصارع قلبها المرفرف فرحاً بعودتها الى وطنها وحاميها وذكرياتها السعيدة المتشبعة برائحة ذياب وافعاله واحزنني موقف ذياب وتأنيب ضميره الموجع وتحميل نفسه حال ترفة الموجع لقلبه الذائب في حب تفاصيلها قربها منه وهي ليست طفلته التى يعرف اشعلت فيه مشاعر الرجل الذي يحاول كسرها وتنحيتها فهو لا يعترف حت لنفسه انه ممكن ان يكن لترفة مشاعر غير مشاعر الابوة فقط فعلاقتهم اسمى من اي علاقة قد تدنس طهر مايربطهم في نظره

امل وماادراك ماأمل اوجعني قلبي بشدة عليها وعلى تخبطها وغرقها في وحل عامر القاتم واحببت مواجهتها العنيفة معه فقد بت اكرهها واكره عنجهيته وتصرفاته الغير مسؤلة مع امل ... ياللهي مالذي اصاب سيارتها هل هي بفعل عامر ام بفعل ذلك المتوحش ليتسنى له الاتقام منها لقد غاص قلبي بين جنباتي خوفاً وتوقفة انفاسي رعباً وانا ارى مااصاب امل اتمنى ان تكون العاصفه التى شعرت بها تبعد المتوحش عنها هو عامر رغم بغضي له ومعرفتي انه سيستغل مساعدته لها ولكن يكون ارحم من وقوعها في براثن ذلك السكير وانها حياتها اذا كان ماشعرت به هو غيبوبة افقدتها الوعي بما حولها
سأكون في انتظارك غاليتي اسوم
مع تحياتي وحبي ..... اسماء

مسائكِ ورد يا أسماء

أتدرين أن لردكِ حلاوة ... أحبه كثيراً فهل يحمل الكثير من المشاعر

هو عسل في حلاوته بل اشد حلاوة منه

مبهج ... ومفرح ... يعطني سعادة لا توصف


أمل من الممكن أن يحدث لها شيء لا يحمد عقباه ... لانها لم تفكر بعقلها قبل ان تتخذ تلك الخطوة في لذلك الصباح الباكر

ترفه متمزقة بين مشاعرها فهناك نزاع مؤلم قائم بين الغفران واللاغفران ....


أسماء ليست لدي الكثير من الكلمات لأعطائك حقكِ في ردكِ هذا

ليس لدي إلا الشكر

شكر جزيلا لكِ .... شكرا لكِ على إسعادي

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 03-07-13, 06:18 PM   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

المعانقة السادسة عشر
خرجتُ من المستشفى من بعد رؤيتي لها
ورؤية وجهها الحزين والمهموم
وبعد كل ما حدث بيننا اليوم
اعترافها الصريح ببغضها وكرهها لي
لها الحق في الصراخ عليّ
لها الحق في الأنتقام مني بعباراتها تلك
لها الحق في سحق نبض قلبي الذي يخونني عند رؤيتها , ويتألم من تلك الكلمات التي رمتها عليّ
خرجتُ أمشي ورائها , وأنا أتتبع خطواتها الراحلة
ركبت سيارتها وانطلقت ماحية طيفها من أمامي
توقفت خطواتي وأنا اغمض عيناي لعلي أعيد وعيّ إليّ
أنا حقير لأنني استمر في ملاحقتها كالمجنون , واستغلها بكل جحود
حتى اصبحتُ لا اطيق ما افعله بها
رؤية انني قد حولتُ تلك الفتاة المبتهجة والضاحكة والمجنونة إلى فتاةٍ حزينةٍ تمشي وكأنها تحمل على ظهرها جبلا من الهموم
يجعلني أحتقر نفسي , وأغضب منها
أغضب منها لأنها انصاعت لي , ولم تمنعني من التمادي
لم توقفني عندما استغللتها بخبث من أجل تحطيم عائلتها والأنتقام منهم
لم تحطم غروري قبل ان يتضاعف , وتصبح هي لعبة بين يديّ ألعب بها متى أشاء حتى وخز الندم ضميري
على مسافة ليست ببعيدة توقفت سيارتها عن السير , وراحت تتمايل على جانبها الأيسر لتتوقف بجانب الرصيف
عقدت حاجباي استغرابا لمّا حدث , أحدث لسيارتها عطل , أم أنه قد اصابها مكروه
أسرعتُ بخطواتي نحوها , وأنا أدعس يداي في جيوب بنطالي
أسرعتُ متخطيا الشارع الفارغ إلا من أنوار المصابيح ولفحة برودة الهواء
وتوقفت عند زاوية مظلمة وقريبة منها
توقفت أحدق بها ونصف من وجهي قد سرقه ضوء مصابيح الشارع ليكشفه بوضوح لم تنتبه هي لهُ
خرجت من سيارتها وهي تنقب عن الخلل
جلست ضامة ذراعيها بإعياء كاد يوقعها أرضا , وهي تغمض عينيها بشدة وتفتحهما وكأنها تستوعب ما حدث لسيارتها
لتقف وتسير نحو باب سيارتها وتخرج منها حقيبتها واغراضها وتحملهم راحلة
تقدمت ماشيا إلى الأمام عندما شاهدتها تبتعد
وتقدمت من سيارتها لأرى ما الذي حدث , يا إلهي ما هذا !! من الذي مزقهُ هكذا !!
أرتفع نظري إلى شبح جسدها وهي تكاد تختفي عن ناظري
ويرحل خيال جسدها بعيدا عني
تحركت خلفها أزيد من سرعة سير قدماي لعلي ألحق بها قبل أن تختفي عني
راحت تمشي في الطرقات وأنا خلفها والمسافة الفاصلة بيننا طويلة
رحت اتتبع خطاها المجنونة
انصت لصمت الليل الذي يتخللهُ ضجيج أنفاسي
أرعبني جنون تفكيرها بالسير وحيدة في هذا الصباح الباكر
وانه من غير المعقول ان تكمل مسيرها مشيا هكذا بلا خوفا من المعتدين المنتشرين , والمجرمين , وأفراد العصابات
انتابتني موجة من الغضب منها
هي لا تفكر بعقلها قبل إتخاذ الخطوة الأولى
هي متسرعة دائما بفعل ما تريده وما لا تريده , هي غبية ومجنونة
ولا تعي بين الصواب والخطأ , ومابين الواقع والخيال
تظن أن الدنيا أمان
جاءني صوت رنين صوت الهاتف ليخرجني عن مراقبتها
أنهُ رقم لا أعرفه !
رفعت نظري إليه وإلى أمل بسرعة , وضغطت بأصبعي على الرد
انقطع رنينه ليأتي الهدوء بعده وأنا أقول : " مرحبا "
لم يجبني المتصل إلا بحشرجة بكاء حزينة
عبس وجهي , وأنا أسمع صوتها الانثوي والمترجي : " عامر حبيبي أيمكنني أن أحـاـد "
تملكني الغضب , وتمكنت مني الرجفة
حتى بترتُ أخر حروف كلماتها , واهتزت كفي وهي تغلق على وجهها
انفتحت عيناي عن كره عميق , وعن غضب لذلك الصوت والأنفاس
تنفستُ هواء القهر , واختنقت بغصة الأشمئزاز
لمَ هي تلاحقني بعد هذه الأعوام
هي لا تخجل من الأتصال بي في أي وقت تشاء
فهي لا تكف عن الجري ورائي بحجة طلب المغفرة
التذلل عند بوابة القلب لعلهُ يغفر لها
ذلك التذلل الحقير النادم الحامل بين كفيه عذرا اقبح من ذنب
سحقا فأنا لا أريد رؤيتها , ولا تذكرها
ولا أريد أي ذكرى ماضية أو حاضرة مع من تخلت عني
ورمتني بلا مأوى من بعد موت أبي
تركتني ولم تسأل عني , أو تتذكر أن لها ولد
عاشت في ترف وبذخ ولم تهتم بشقاء حياتي
تساقطت قطع البياض الهشة أمامي ليمر شريط ذكرياتي المرمي في زاوية مظلمة من عقلي
شريط ملون بالسواد والشقاء
دواخله تصرخ عليّ , وتمسكني بأياديه الخفية
ضغطُ على اسناني بشدة , وأنا أشعر بضيق يحتل صدري
لمّا تعود تلك الذكريات إليّ في كل حين لتذكرني بمرارة ماعشته
فأنا لن أعيشها لمرة أخرى ولن أسقط فوق جليدها القارص أعاني شح العيش
ومرض التشرد , أعض أصابعي لعلها تسقني ماءً وتطعمني
ولن اترجى قساة القلوب من أجل لقمة عيشي
ولن اعيش بين القمامة والشارع
فأنا اليوم شخص أخر , وليس شخص لا يملك شيء
أنا أملك كل شيء المال , والحياة الرغيدة , وأملك نفسي العظيمة
وسيطرتي على حياتي , وعلى كل من حولي
فأنا لست ذلك الصبي المشرد القذر والمنبوذ , لست هو ولن يعود إليّ يوما
رميتُ هاتفي بجيبي , وأنا أبعد ماضيّ عني
أركل كل العراقيل عن طريقي
وابعد أيّ رياحٍ عاصفة قد تحاول هزي
اعادني عقلي إلى أمل
فأرتفع بصري يبحث عن شبح جسدها
ولكنه اختفى , وانمحى اثره ليخلف وراءه بقايا أثاره
مشيتُ أكمل طريقي لعلي أرى طيفها أمامي
لعلي ازيل أخر انفعالات حدثت لي بسبب تلك المرأة
ولكن هناك صوت , صوت صراخ ممزوج ببكاء مكتوم
اجتاحت جسدي موجة من الرعب
ووقفت أستمع إليه لعلي أحدد مصدر الصوت , أو من أين يأتي !
كان هناك بناء حجري قديم يقف أمامي ويرتدي ثوب الثلج
لم اتردد بالدخول , دخلت أضع ذراعي أمام جسدي اصد بها أي هجوم قادم
ذهول قفز إلى وجهي , وتنفست تقاسيمي هواء الجزع
وأنا أرى شخص يعارك أخر يقطن تحته , ويحاول انتزاع ماعليه
علقت صدمة المفاجأه في حلقي وأنا أراها , أراها هي !
أرى رفساتها وانفاسها المنزوعة والمخنوقة من الصراخ
لم أفكر ولم أجد الوقت للتفكير
انقضضت عليه , غارزا أصابعي في شعره الأشعث لأجره بكل قوة إلى الخلف وأرميه بعيدا عنها
رميته ليقع على الأرض وتحت قدماي
جن جنوني للتفكير بأنه قد لمسها وضربها وكان يود أن ...
رفسته بقدمي بكل ماأوتيت من قوة وهو طريح الأرض الوحلة الغارقة بالمياة
رفسته لمرة وثلاث وعشر حتى توقفتُ , وأنا ألهث واقذفه بالشتائم , وأقسم أنه سيموت على يديّ الليلة
كيف لهذا السكير أن يتجرأ عليها ويلمسها , يضربها ويلطخها بالدماء
وقف بجسد غير واعي , ولا يحمل اتزاناً
وقف وهو يمسح مكان ضرباتي المؤلمة , ويرمني بقذارة فمه ويتكلم بلا عقل : " تباً لك من حثالة أتجرؤ على ضربي , سأقتلك معها "
تقدم نحوي وهو يترنح , تقدم كالمهلوس المجنون بسبب السكر
ضرب الهواء في محاولة لضربي بلكمة على وجهي ولكنهُ لم يفلح
أبعدتهُ عني , وأنا أركله بقدمي مبعدا نجاسته عني كاتما غيظ نفسي الثائرة
ركلة قدمي القوية على بطنه أفقدته إتزانه , وجعلته ينزلق ساقطا على الأرض بشدة
وقفت أحدق به وغضب عارم يشتعل في صدري , ويقلب حرارة دمي
أنفاسي تتسابق
الدماء تطرق خلايا رأسي
تشد طرقها على نوافذ عقلي
تنوح وتنتحبُ وتقذف حممها إلى جسدي
بدماء أستحالت إلى جليد تحول إلى صخر
الأرض لا تكف عن الدوران , تدور ليتحطم لونها المشرق ويحل السواد عليها
أهتز بدني وأنا أرى الدماء تنهمر وتسيل بشكل مرعب من تحت رأس الرجل المستلقي لتختلط بقطع الثلج القاطنة تحته
جحظت عيناه وأسود وجهه البشع
ليتقيأ مافي معدته ويرتعش بعنف
كان يتنفس وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة
كان يفتح فمه ويغلقه ويأخذ شهيقا وزفيرا متواصلا مخيفاً
بذهول سقطُ على ركبتاي بجانبه
ورميتُ بيداي على رقبته اتحسسُ نبضه الضعيف , وابعد الصخرة التي وقع عليها عن رأسه
سبحتُ في بحر دمائه المنهمرة , وتلوثت أصابعي بقطراتها
فاضت منه الدماء لتلوث ملابسي وتغرقني
شهقة برهبة , والرعشة تعبر جسدي لتنفضه وتصعقه وأنا أرهُ يخر جثة هامدة
انطرحتُ عليه أطرق صدره لعلي أعيد نبضات قلبه إليه , وباليد الأخرى أمنع تدفق الدماء
أخذت ابتلع شهقات رئتاي , وانفي حقيقة ماحدث , وأحاول إعادة روح الحياة إلى جسده
توقفتُ خائر القوى ووضعتُ أصابعي الملطخة بالدماء على وجهي وغرستهن فيه بعنف
وأنا أفقد الأمل بإعادته إلى الحياة , وانقاذ نفسي قبل انقاذه
انتابتني هستيرية عنيفة وأنا انهار بجانبه
وابلع صوت بكاء حنجرتي الصاعد بعينين مفتوحتين قد تشربتا لون الدم .
***
عينين قد نسيتا الانغلاق
أعصاب متيبسة تنتصب في كل حين
جسد يرتعش ويأن ويستند على صدر الهواء ويقف عند جثة قد فقدت أنفاس الحياة
وأفكار تدور وتتحطم معها الأماني والأحلام
تتبعثر الصفحات لتصبح فارغة بلا ألوان
يختفي كل شيء ويبقى اللون الرمادي يحتل الصدارة
تتلاعب بي الصيحات , وتقذفني على صخور الواقع
وتحرق معها خريف أوراق حياتي
خفقان قلبي لايتباطأ
أعض على أسناني لعلي أمنع به ارتعاش جسدي , واجتياح المرض لنفسي
وألم صدري الذي يتضاعف أضعافا ليرمني في نوبة من الهستيرية من المصيبة التي وقعت فيها
كارثة ستقلب حياتي رأسا على عقب
فلقد تحطمت حياتي وتحولت إلى ركام , لا يعاد بنائه
فأنا اصبحتُ مجرما قتل ضحيته عن طريق الخطأ
قتل نفسا بشرية , طبيب قتل نفسا
إذاً سيكون مصيره الفناء
الطرد , وسحب رخصته الطبية
صرخة داخلية عنيفة ارعشة بدني
وانهمرت معها سيول دموعي , تساقطت كما لم تتساقط من قبل
تجر معها أحلام رجل , ومصير مستقبل
مستقبل يعني الدمار , مستقبل يعني لا شي
إلا من لقب مجرم , خريج سجون , وطبيب سابق .
****

انقضى أسبوعين منذو عودتي إلى ذياب
عودتي إلى هذا المنزل المليء بأكوام الذكريات القديمة
لقد مرضت لأيام طويلة , وتشافيت منه منذو أيام قصيرة
تشافيتُ من مرضي الذي حل علي فجأة ورحل فجأة ليتركني في واقعي أجابه حياتي مع ذياب
أخوض معركتي معه لعلها تسفر عن نتائج مُرضية لي
ولكن لم يكن مُرضي ما وصلت إليه
لم يكن مرض حياتي الماضية قد انخشع ضبابه عني
فأنا أشعر اني مستوحدة
محبوسة في قفص من حديد
ومن حبسني فهو عقلي
حبسني وحذرني من الأقتراب من ذياب
حذرني من الحذو حذوه
يجب عليّ أن لا أقابله الآن
يجب عليّ أن أُحكِّم عقلي , واغلق أبواب قلبي , واخطط قبل الأقتراب منه ومواجهته
فأنا أرفض أي تعامل معه , أرفض أي اقتراب منه ...
فهو يحاول منذو أن شفيت أن يدخل إلى غرفتي في محاولة لمعرفة أخباري , والأطمئنان عليّ
ولكنني قد أغلقت الأبواب عليّ , وأوصدتها بالمفاتيح لكي لا يدخل إلى مملكتي وينتهك خصوصيتي التي وضعتها أنا لردعه عن اقتحام أسواري وهدمها
وضعتها لصد أي تودد منه لي , أو مناورات مباغتة تحثني على الغفران له
حتى انني أطرد الخادمة إذ أتت إليّ ودقت الباب , وأرفض ماتقدمه لي
أزجرها على قدومها , وأعنفها إذا حضرت لمرة أخرى
ولكن معه هو فلقد هجرتُ الكلام , وامتنعت عن الزاد
يحل عليّ السكون عند سماع صوته المنادي لي
صوته البائس المتغني بالألم
هو يحاول إطاحت جدار الحديد القائم بيننا
يحاول العودة إلى ذياب القديم
ولكن في الحقيقة انه في كل مرة عندما يطرق فيها الباب عليّ ينتفض قلبي معلناً إشتياقه وحنينه إليه
ولكن عقلي يستيقظ
يستيقظ ليصفعني على وجهي ويعدني إلى عالمي
ويذكرني بأنه قاتل أبي , وأن قلبي يحاول خلق الألعيب عليّ ليجعلني أعود إليه
متناسيا كل مابيننا
جلستُ في ليلة أشتد بردها وذابت ثلوجها المغطية لشوارعها
جلست أرص على بطني من جوعي , يا إلهي !!
إني اكاد أهلك من قلة أكلي ويشتد جوعي عليّ كلما تحركتُ
حتى أن معدتي أخذت تصدر أصواتٍ غربية ومزعجة , وتصيح علي إن أطعمني
جوعي الشديد جعلني أتجرأ للخروج من غرفتي رغما عني
تحركتُ بعد أن طويتُ جسدي بجلباب الصلاة
أخرجتُ رأسي من فتحت الباب وأنا أتفقد طريقي , الأنوار خافتة
والمنزل شبه غارق في الظلام , والهدوء يسكن جدرانه
خرجتُ حافية القدمين أمشي على أطراف اصابعي ألتفت يمنة ويسرة خائفة من خروج أحدا ما ورؤيتي
خائفة من القبض عليّ بجرم التسلل ليلاً
اسرعتُ الخطى نحو المطبخ
وصلت إليه واغلقت الباب خلفي قبل أن أنظر إلى داخلهُ
أجلت بنظري في المطبخ , كان يشع بأنواره الخفيفة وكان قد تغير عن ذي قبل ومنذو زمن طفولتي
انصب نظري على طبق غلف بطبقة من الألمنيوم
تقدمت إليه , وأمدت أصابعي لتلمس حرارته
كان دافئاً وكأنه حضر منذو وقت قصير
فتحته وألقيت نظرت على مابداخله
كان يحوي الطبق على العديد من قطع التوست المحشوة بالجبن والخضروات
تملكني الجوع , لم يكن يهمني هو لمن أو من الذي حضره
لم يكن ينقر خلايا رأسي ويعصر معدتي الآن إلا الجوع
امسكتُ قطعة والتهمتها
وأسرعتُ ألتهم واحدة وراء الأخرى
انفتح الباب وأنا محصورة الفكر على طعامي الذي أمامي أحاول الأكل بسرعة قبل أن يداهمني أحد ويكتشف جريمتي اللصوصية
غصت لقمتي في حلقي , وانا أُدير رأسي وجسدي بسرعة خاطفة نحو مكتشفي الغير سار
سقطت نظراتي عليه , وأنا اشهق من الخوف لا , لا, لمَ هو من اكتشفني .. لمَ !!
طرحتُ مابيدي وأنا أحاول إبتلاع مابداخل فمي واخفاء صدمتي وخوفي
ولكن لقمتي توقفت في مكانها وخنقت تنفسي
ابتلعتُ ريقي في محاولة لبلع اللقمة , وعبستُ بوجهي المحمر من الأختناق
وابتعدت بخطواتي عن مكاني القريب منه
كان يبتسم وكأنه يريد الضحك
كان يستند على الباب وهو يحدق بي
كانت نظراته لامعة عطوفة تتودد إليّ
لانت نظراته وهو يرى إمْتعاضي وإرتجاف جسدي
أحتلت تقاسيمه الأوجاع وهو يقول لي بصوت خافت مخنوق : " صغيرتي, أرجوك لا تنظري إليّ هكذا , أقسم لكِ أنني لن أوذيكِ , ولا تفكري بأنني قد أوذيكِ أو حتى أجرح اصبعا فيكِ "
أقتربت خطواته مني وأنا واقفة في مكاني
أجمع أنفاسي واسكتُ ارتعاش جسدي
ذياب , ذياب أرجوك لا تقترب مني
ذياب لا تهدم قوتي التي جمعتها في أيامي السابقة
لا تكسر حاجز أوهام كرهي لك
لا تجعلني أبكي مسلوبة الإرادة أمامك , وانهزم بكل سهولة
لانني فقط لا استطيع مسامحتك , ولا استطيع الثقة فيك .
بتُ لا أثق فيك يا ذياب
نعم أنني لا اثق فيه
رنة في دماغي , واخرست خفقان قلبي المضطرب
كل شيء مختلف الآن حتى أنت يا ذياب بتُ مختلف عن ذي قبل
فأنت شخص لا استطيع محي أي ذكرياتٍ معه
لا استطيع مسح أي سيئة أو حسنة لك
لانها فقط ذكرى انغرست بلا إقتلاع
أغمضت عيناي الدامعتان واللتين اختنقتا مع أنفاسي , وأنا أصد نظراته المتوسلة عني
فتحتُ فمي واخرجتُ دفعة من الهواء لعلي اتخلص من القطعة اللاصقة في بلعومي
فتحته لخامس مرة ولكن بلا جدوى
بكت عيناي وأنا اقاوم ألمي , لا أستطيع المقاومة أكثر
سأختنق إن استمريتُ هكذا
بألم الأختناق , وتعب الأنفاس
كحة حنجرتي بقوة لعلها تخلصني من اختناقي
ما أعي إلا بضربةٍ خفيفة على ظهري , ونفخت هواء صدرت من فم ذياب الواقف أمامي والماسك بذراعيّ على وجهي
أغمضت عيناي بقوة وأنا أرمي بوجهي على صدره وأسترجع أنفاسي
واستشعر قربه الهادم لقوتي , قربه الذي يشهق قلبي له
فحنيني إليه يقفز إلى أحضان قلبي
يريد ذياب , يريد ذياب القديم وأحضانه , يريد قلبي القرب منه وليس البعد
ولكن عقلي لهُ رأي أخر
ابتعدتُ عنه , وأقتربت مني يده الحاملة لكأس زجاجي من الماء
مده إليّ لكي أشرب منه وازيح اختناق أنفاسي
ولكن كنتُ في صراعي
كنت أحارب قلبي , اتنفس أوجاع صدري
أقاوم صراخ دموعي المُتشبّثة في أجفاني
رفعتُ يدي إلى الأعلى , رفعتها وأنا اشهق وأمامي الكأس
وضربته بقوة على يده
ابعدهُ عني , أريده ان يبتعد عني لأن حربا طاحنة مجنونة تحدث في داخلي عندما يكون هو بقربي
حرب تحاول تدميري واضعافي
ضربتُ يده واطحت مابها على الأرض بقوة
حتى تكسر الزجاج وتناثر تحتنا
اجتاح قلبي الألم , وأنا أرفع نظراتي الدامعة إليه وانظر إلى وجهه المدهوش والحزين
ضغط على اسنانه بوضوح , وابتسم بوجه حمل الوجع
ابتعدت عنه , وأنا عابسة الوجه , مهتزة المشاعر أخطو بخطواتٍ تقسو على أقدامها
رباااه ... لمَ أشعر أن الأرض تدور ويهتز ما حولي
لمَ أشعر أن الأرض لا تحمل إتزاناً
أأنا دائخة ,أم أني مريضة
اتسعت عيناي وأنا أرى أن كل شيء يهتز من حولي , وجسدي يفقد اتزانه
لا ...لالالا أنه زلزال ...
صرختُ من الذعر لقوته العنيفة التي خيّل إليّ بأن السقف سيسقط عليّ
فالأرض تهتز من تحتي
والجدران تكاد تتحرك وتسقط عليّ
والأشياء من حولي تمشي وكأنها تود الأصطدام ببعضها
أمسكت ذراعيه بي , وهو يهمس من خلفي بقوة : " اهدئي ترفه "
اسكت همسه صراخي وزاد من خفقان قلبي المرتعب
سحبني بشدة وغطى جسدي بجسده
ضاما عظامي الرقيقة إليه , ضمني بقوة وكأنه يحمني من كل مكروه
يحمني من الوقوع والأصابة
تشبثتُ به من الخوف , وأنا أمشي معه مغمضة العينين , حابسة للأنفاس
مجرد ثواني فقط ليختفي كل شيء وكأنه لم يكن
فتحت عيناي على ظلام الليل وعتمة الأجواء
الأنوار مطفأة , وكل شيء يبحر في السواد
لقد انطفأت الكهرباء حتى لم يبقى لها أي أثر
عقدتُ حاجباي وأنا أرفع نظراتي الغائصة في السواد إلى الأعلى أبحث عن شبحي الممسك بي , لم أرى منه إلا خياله الأسود
وأشعر بلمساته الدافئة على بشرتي
إبتعد عني هو قبل أن أبتعد عنهُ أنا
شعرت به وكأنه يبحث عن شيء ما , وكأنه التقطه أخيرا ... وأشعلهُ
اشتعل ضوء الهاتف النقال لتسطع أشعته على عيناي وتعمي رؤيتي
اغمضت عيناي وأنا اضع كفي على وجهي
ابتعد هو عني بسرعة هامسا بكلماتٍ لم تصل إلى مسامعي
ابعدتُ اصابعي عن وجهي , وأنا أحدق بظل جسده الواقف أمامي
احدق به وكأنني خائفة من ابتعاده عني في هذه الظلمة
خائفة من تركه لي لوحدي بعد الذي حدث منذ قليل
حاربة شعور خوفي ورهبتي من الظلام , وأنا أقفز بخطواتي المتعثرة خلف خطواته المسرعةِ أمامي
خرجنا إلى الباحة الخارجية من المنزل
سطعت أشعة الهاتف النقال في الظلام وكشفته لي
كان يتقدمني , كان واقفا بطوله الفارع أمامي
كان اللون الأبيض والأسود يرسم ملامح جسده النحيل والطويل في الظلام
كان شعره الأسود القصير يتراقص بين أصابعه بقلق
تكلم على الهاتف طالباً هيئة الكهرباء والمياة
تكلم معهم لدقائق قصيرة بقيتُ أنا فيها واقفة بجانبه أحدق به
منصتة إلى كلماته , محتمية به ومختبئة تحت ذراعيه
خائفة من الذي حصل , وخائفة من أن يعاد لمرة أخرى
فرت من بين شفتيه زفرة غضب
فتنفستُ أنا غضبه ليتحول إلى خوف
ابتلعت أنفاسي وأنا أنصت إلى صوته الهادر بإتزان وهو يتكلم على الهاتف
رعدت السماء بغيومها , لتنذرنا بهطول أمطارها الغزيرة
تساقطت قطرات الأمطار على الأحجار الأرضية ليتحول لونها الرمادي إلى اللون السواد
رفعتُ وجهي إلى الأعلى أحدق إلى السماء التي أكتسحها السواد
وقطرات المطر الباردة تنقر وجهي ببطء شديد
أشتد تساقط الأمطار علينا , فانطلقنا مختبئين بداخل المنزل
انزويت على أريكة أحتلت زاوية قريبة من الباب سطعت عليها أشعة طفيفة عبرت النافذة
أنهى مكالمته الهاتفيه التي لم أفهم منها إلا بضع كلمات
وكانت كلها عبارة عن اسئلة عن سبب انطفاء الكهرباء وسبب كل ماحدث !
وبعض الكلمات التي أطلقها معبرا عن فهمه للطرف الأخر
نادى بأسمي بين أزقة الظلام المحيطة بنا
صمت ولم أجبه فورا
إنما أخذت أجول بنظري حولي , وأنا أحاول تعويد عيناي على الظلام , وإخفاء رعبي الساكن بين ثنايا نفسي
اقترب مني وأنا أراه يلتفتُ يمنة ويسرة ويهمس بأسمي باحثا عن طيف جسدي المختفي عن ناظريه
توقف عن مناداة أسمي , وهو يقول بصوت ضاحك : " ها أنتِ هنا يا صغيرتي "
اقترب مني أكثر وأشعل مصباحا يدوياً كان في يده
أشعله وهو يبعده عن شبح جسدي الملتوي على بعضه
يبعده عن عيناي المحدقتين به بغضب امتزج بنواح قلبي
فما أن يهدأ قلبي وتتناسى نفسي حقيقة ذياب حتى يطرق عقلي الأبواب
ويقتحم مخيّلتي ليعيد صورته إلى دماغي
يعيد كل الحقيقة على شريط دموي
دماء سائلة لا تنكف عن النزف , وأبواب تنفتح بلا إغلاق , وعويل جروح لا تندمل أبدا
شاهد حقدي وجنون عقلي الرافض لكل شيء في عيناي المحدقيتن به
قلبي يرتطم بصدري وعقلي يصرخ عليه بأن يكف عن سخافته
نظرت إليه من وراء حاجبين معقودين غاضبين يريدان قتل من ينظران إليه
توقف في مكانه وكأنه أحس بكمية التوتر الحاصلة في نفسي المتعاركة مع عقلي
توقف وهو يحدق بي بوجه تخلت عنه تعابيره , وقد انطفاء لهيب شوقه الذي كان مرسوم منذو لحظات على ملامح وجهه الوسيم
لتعيدهُ نظراتي إلى حقيقة مابيننا من حوائط
الحقيقة التي تسطع بوضوح الشمس
حقيقة أن لا شيء يعاد بعد اكتشاف الحقيقة
لا شيء يعود صالحا بعد كسره
أدار جسده عني وذهب تاركا وراءهُ المصباح مشعلا ينير زوايا حقيرة من الغرفة
رحل وأنا أحدق به , وفراغ قاتل اجتاح جسدي ونفضه
لم أرى إلا السواد والضنك من بعد إختفاء طيفه الحامي عني
اختنقتُ بندمي , غصتتُ بأحزان روحي
سقطت دموعي رغما عني فحاولتُ إخفائهن ورمي ضعفي بعيدا .

عاد بعد لحظات حاملا معه شمعة كبيرة الحجم
ووضعها على الطاولة أمامي وجلس على الأرض ومن ثم أشعلها
اشتعلت لتنير وجهه وتنير وجهي وجسدي الغارق في صخبه
انكمشت ملامحي , وانطوى جسدي تحت وسائد الهم والغم
الصعوبة هي أن أُحدق به وكأنني أحدق إلى ذياب القديم
أو أن أشعر وأنا معهُ بشعور الراحة كما في الماضي
مؤلم ما يحدث لي من تهيج للمشاعر , ومن فيضان وانزلاق الأحاسيس من قلبي
فقط لأنه أمامي !
فقط لأن هذا الرجل الذي كنتُ أثق به ثقة عمياء بتُ الآن معه خرقة بالية سوداء تعوم بحبر أسود ولا تجدُ وسيلة لتخرج من مستنقعه
فالثقة تحول لونها إلى اللون الرمادي , اللون الذي لا يمد للحياة بصلة
اللون البارد الباهة الذي خُلع عنه رداء الأحساس
ثقتي به أصبحت في الحضيض , ولا أظنها عائدة إلي يوما ما
حمدت الله على أنه لم ينظر إليّ , ولم يرى ضعفي في تلك اللحظة
من انكسار مشاعر قلبي أمام عقلي
من ذرف عيناي للدموع
مسحت دموعي بسرعة قبل أن يباغتني في لحظة ويرى دموعي المنهمرة
يرى ضعفي وإحتياجي الشديد لصدر حاني , صدر يحتوي أوجاع قلبي وألآلامه
فأنا لن أجعله يشعر بأنني احتاجه أو أنني أريد قربه
فيجب عليّ أن اصمد أمام جنون نبضات قلبي
يجب عليّ أن اتغلب على مشاعري المتأرجحة بين كفاي أضلعي
قال ليطوي صفحات خرس الأجواء من حولنا , ويجعلها شاهقة تبتلعها رئتاي بقوة : " لقد حدثت هزة أرضية بقوة خمسة ريختر , وبسبب الأجواء الماطره والعاصفة التي اجتاحت المناطق البعيدة عنا قطعوا الكهرباء لأنها سوف تصل إلينا قريبا "
امسكت أصابعي أطرافي فرفعتُ قدماي إلى الأعلى وضممت جسدي إليّ
وأنا انصت إلى حديثه المنطلق نحوي
ذياب يتحدث إليّ , ويسر إليّ بما في نفسه
ذياب يتحدث بصوت موجوع , صوت يعبر عن حزن وآسى
هو لا ينظر إليّ , ولكن يتحدث إليّ وكأنه يتحدث مع نفسه
توقفت كلماته على ذكرياته , ذكريات الماضي القريب
ماضي الخواء الذي كان يعيشه في هذا المنزل عندما يكون خالي إلا منه فيصبح موحشا كئيبا كريه المعيشة
فالخادمات ممنوعات من الدخول من بعد الساعة السابعة مساءً إلى داخل المنزل
فيصبح هو وحيدا في جوفه
هربت مني شهقة قصيرة وأنا أتذكر أمي ! أين أمي !!
كيف لي أن انساها , كيف لي أن أغفل عن عدم تواجدها
أمي هي من ربتني مع ذياب , هي كانت بمثابة أمٍ حنونة لي
أمي التي لا استطيع رد القليل مما فعلته من أجلي خلال فترة معيشتي معهم
فهي مأدبتي ومعلمتي
ارتعشتُ وأنا أنظر حولي أبحث عن صوتٍ لها , همس يقودني إليها
هي سوف تستيقظ الآن من نومها , و تأتي إلينا لتتذمر من ما حصل
فكيف هو ردُ فعلها على زواجنا
فأنا لم أعرف ردها , ولم أراها منذُ أن عدت إلى المنزل
من المستحيل أن تفعل هي ذلك
هي دائما ما كانت تمر عليّ لتتفقدني في الليل بخطواتها الثقيلة
هي لا تهجرني هكذا , إلا إذا كانت غاضبة مني !
هي غاضبة منا
هي على الأكيد لن تقبل بهذا الزواج الغير معقول , والذي ليس مصدقا بالنسبة إليّ إلى الآن
بلغت الغصة بلعومي , ونطقتُ رغما عني : " أين أمي !! "
وكأنني انتشلتُ غريقا من غرقه
اهتز بدن ذياب الصامت
وتصلبت عضلاته المرتخية
وكأني باغته بكلماتي , وايقظت شيئا موجعا مخبئاً عني
قلت بصوت أهتز بموجات التنقيب والبحث عنها : " أين هي !! "
حدقتُ به , أنظر إليه بنظراتٍ متوترة خائفة من الحقيقة
خائفة مما قد يقال , خائفة من نغزات قلبي
قيدت عيناه عيناي الشاهقتين الباحثتين عن رموز الحقيقة
نظر إليّ بعينين ناعستين توشك الأهداب أن تغطيهما
ماتت إبتسامته الشاحبه وهو يقول وقد اثقل الحزن ملامحه الغائصة في بحرٍ من الأحزان : " رحمها الله فلقد توفها الله منذو أشهر طويلة "
غصت كلماته في حلقه , غصت لتبتلعها موجات الوجع المنقوشة على وجهه
فرت صيحة صدمة وبكاء من بين شفتيّ
واتسعت عيناي عن فيضان من الدموع
سقطت سيول دموعي , سقطت مفجوعة تكذب حقيقة مايقال !!
وضعتُ أصابعي على شفتاي , وأنا أحدق بوجه ذياب وأبكي
اِمْتَعَضت ملامحه , واحمرت عيناه وامتلأت بدموع الذكرى والفراق
أمسكت أصابع يده أصابعي المرتعشة , وكأنه بهذا يمنع نفسه من البكاء
يمنع دموعه المتجمعة في عينيه من الفرار وكشف حزنه الشديد
هززتُ رأسي بعنف وأنا أنفي حقيقة موتها , أمي ماتت , لا أمي لم تمت !!! أمي حية ترزق !!
***
رفضتُ الذهاب معها بكل جرأة ووقاحة
فأنا لم أتعلم اللباقة في الكلام
أو المحافظة على مشاعر الطرف الأخر
الصراحة أفضل من الكذب على أمثالها
رمي الحقيقة عليها هو أفضل صفعة على وجهها
قلتُ لها بأنني لا أريد الذهاب معها إلى الحفلة لأن شبهة فيها
وانني لا أحب هذا الأختلاط السافر والغبي
تلون وجهها الأبيض بالحمرة والغضب
وانذرت تقاسيمها المشتعلة بالحقد عن كره عميق خبأ في ذلك الصدر
إبتسمت بتصنع زهيد كشفه وجهها المتجرع للقهر
نظرت حولها وهي تعقد حاجبها الرفيعين
وبعدها رفعت كفها بسرعة ولطمة خدي بصفعة قوية
انقطع تنفسي .. وغطى الذهول ملامحي , وأنا أحدق بها وحرارة صفعتها على وجهي تلهب خدي
كنتُ أنا من أود إعطاءها صفعة فأعطتني هي صفعة مفجعة أمام الذاهب والأيب
صفعتني بكل وقاحة تلك المنتحلة لطيبة والمحبة
وابتسمت إلى أن ضحكت بقوة , وقالت وهي تضع أصابعها على خدها الأيمن : " أووه إنني أمزح "
أي مزاح هذا , أي حقارة هذه
صدمة عنيفة أطاحت بعقلي الغير مستوعب لمّا حدث
رصصتُ على اسناني بغضب شديد , وأنا أتقدم نحوها صارخة : " يا بائسه ما الذي فعلته , كيف تتجرأين على صفعي "
ضحكت مستهزئة بي , محتقرة إياي وقالت : " أتعلمين أنكِ كرهية ولا تحتملين , غبية , تظنين بأنكِ الأفضل لأنكِ تملكين الأموال والجمال المزيف , وكل شيء ... وأنكِ طاهرة ... "
قالتها بإستهزاء عبر شفتيها المحتقرتين لي , وموج غضبي وذهولي يزدادان جنونا
رفعتُ كفي إلى الأعلى , واطحت بها عليها
ضربتها بقوة غير أبهة بها لعلي اشفي غليلي وأرد جرأتها عليّ
ضربتها ممسكة بثيابها العارية التي تخلت عنها عباءتها
تشابكت الأيدي وتصارعت الألسن والأجساد واشتد الصراخ فيما بيننا
دفعتها عني وأنا أفقد قوتي, وأهتز باكية متوعدة إياها بالموت
دفعتها لتسقط على الأرض
عبست ملامحها الغاضبة وارتفعت يديها إلى وجهها الذي خدش بأظافري وصرخت وهي تتوعدني بصوت غاضب مهتز : " سحقا لكِ , حسناً , سأريكِ كيف تكون الطهاره على أُصولها وكيف يكون الأخذ بالثأر "
تصنعت الأرتجاف
انتحلت ملامح البراءة ورمت بجسدها على الأرض باكية , صارخة , لاعنة إياي , تلعني , تشتمني
تذهل عقلي , وتخفق قلبي من الرعب
تسرق مني صحة جسدي
تقول وهي تطيح دموعها الكاذبة من عينيها الناحبتين : " لقد سرقت خطيبي مني , لقد سرقته عني , وضربتني وهي الآن تعلن أمامي عن علاقتها به , وانها قد فعلت معه ما لا يستوعبه العقل "
يزداد بكائها وهي تكمل بأنفاس شاهقة تحت وطئ صدمتي , وموجات الهلع التي بدأت تنهش جسدي وترجفه : " كيف لصديقتي أن تفعل هذا بي , لماذا فعلتِ بي هذا , لمَ , لــــــــمَ !!!!! أجيبيني!!!!!!!! "
تجمع جمعا هائلا من الطالبات حولنا
تجمعن يحدقن بنا بنظرات ارتشفت الصدمة والذهول
تحولت نظرات الأحتقار نحوي وهي تشربت منهن نظرات الشفقة
هززت رأسي وأنا أصرخ عليها غير مصدقة ما تهذي به هذه الشيطانه : " أصمتِ يا كاذبة , انها تكذب , انهااااااا تكذب "
هي تزيد من موجات بكائها بترددات تجعلني افقد صوبي وأريد توقيفها عن رياء تصرفاتها
توقفي ولا تجمعي الناس حولنا
ولا تجعلني أدخل إلى حقبة من السواد والرعب
وكأنها ألقت شيطانيها عليّ , وأسرتني في شباك نفسيتها المريضة
تجمعن الطالبات من حولنا , وبكائها المفتعل جعلني اختنق وأفقد صوبي و يكون ما بين الجنون والصواب شعرة
شعرة تكاد تتمزق ويحل الجنون عليّ
صرختُ أبكي , أبكي وأشهق من هول ما يحصل لي
وهي كالمجنونة تنهق كما ينهق الحمير وتقحم موجاتها السلبية إلى جسدي
وكأن الكل يشير إليّ بأصبع الأتهام , ويهمس كأفعى تفح على فريستها
ويرجمني بحجارة الأحتقار
ارتفعت كفي نحوها وأصابعي تحاول الوصول إليها وإسكاتها
انتقلت أصابعي الناحبة معي إلى رأسي لتقبض شعري المختبئ وراء حجابي وتحاول نزعه وأنا أبكي كالمجنونة
لا أعلم ما الذي يحصل لي
وما الذي حل بي من جراء هستيريتها المجنونة
الهرب نعم الهرب
هرولة مسرعة إلى اللإمكان
أهرع إلى من ينقذني من جنون مايحصل لي
دخلت إلى دورة المياة وأنا أبكي وأصرخ
واغلقتُ الباب خلفي بقوة
جلستُ على كرسي المرحاض ضامة قدماي إليّ ورأسي بينهما
أصرخ من البكاء والهستيرية التي أصابتني
أهذا الجنون , أم أنها الهستيرية
هي هستيرية بكاء صاخبة
تجعلني أبكي كالمجنونة وأصرخ لاطمة رأسي على ركبتاي
هدأت نفسي الناحبة وقد خف بكائي الجنوني
ولكن شهقاتي لم تصمت عن عويلها
رششتُ على وجهي من صنبور الماء لعلي افيق من إشعاعاتها السلبية
وأستفيق من نوبة الهستيرية
مسحت دموعي المبللة لوجهي , وأنا اضغط على شفتي السفلى بأسناني
تبا لها , ما الذي فعلته بي !
يا إلهي أحسستُ وكأنني مجنونة
كيف لها أن تفعل هذا بي , كيف لها أن ترميني وتتهمني زورا
وتلفق الأكاذيب عني
وأنا لم أفعل لها شيئاً غير رفضي للذهاب معها
وضربها كما ضربتني
هي من بدأت ولستُ أنا وعليها أن تتحمل عاقبة أفعالها
عبس وجهي بغضب
سأجعل تلك الحقيرة تندم , سأجعل الكل يندم على مايفعله بي
سألقنها درسا لن تنساه , اتحسب أنها أهل لي
وأنت يا مروان وجدتك الشمطاء وحتى هدى
لن أجعلكم تظفرون بما تريدونه
مروان أنت لي مهما قالوا ومهما قلت أنت
مهما قلت من كلمات تحاول بها إنتزاع أصابع حبك من قلبي
مهما حاولت إبعادي من أجل جدتك وتلك المرأة فأنا لن أرضخ لك
مروان أنا لا استطيع العيش من دونك
مروان أنت اثمن ماعندي
أنت أغلى من أبي وأمي
أنت رجل الأحلام المستحيلة
رجل أعشق أحضانه وحنانه
رجل هو أمل حياة أعيشها من أجله
سأحاول بأي وسيلة كانت ان احصل عليك, فستكون أنت لي وحدي .

تبللت المحارم الورقية البيضاء برشح أنفي ودموع عيناي الغائصتين في ألوان مساحيق التجميل و الغاضبتين والمنفستين عن غضبهما
البكاء هو خير وسيلة لي لتنفيس عن غضبي وقهري ممن يسكنون الجدران من حولي
ممن يحاولون إطاحت حصون قوتي
رفعتُ قماش عباءتي عن يداي وحدقت إلى الخدوش العميقة التي شوهت رسغي الأبيض
تبا لها من حقيرة
لن تفلت من عقابي
سأرد لها الصاع صاعين
رفعتُ أصابعي إلى مقبض الباب
بعد مسحي لأخر دموعي وترتيب الخراب الذي حل بوجهي بفعل البكاء , واستعادة قوتي وإبتسامتي الغائصة في ملامح وجهي المتجرع للمرارة
همسات دغدغت طبلة أذني
تفوهات مستهزئة مستحقرة تطلق جماح لعناتها وسبابها عليّ
وكأن الكائنات القاطنات أمامي وخلف حائط الخشب
يتحدثن عني بأبشع العبارات , ويطعن في عرضي
سكنت يدي لبرهة من الزمن , وأنا أحاول التنصت على حديثهن علّي انفي حديثهن عني
لعلي أتوهم ذكر أسمي بالكامل من بين تلك الشفاه المثرثرة بلا توقف
خرج صوت مال للخشونة ليقول : " إنها حسناء إبنة التاجر الكبير أحمد الــ , تلك ال***** التي سرقت خطيب صديقتها واظن انها تواعد غيره أيضا "
ألتقطُ أنفاسي الغاضبة , وقد اتسعت عيناي دهشة
فهتفت أخرى بصوت يعبر عن حماس جشع : " ايضا ... لقد قامت بعدة عمليات تجميل لتحسن من شكل وجهها وجسدها , يقولون أنها كانت بشعة في الماضي "
ضحكت واحدة أخرى بصوت يعبر عن الحسد والكرهه : " عزيزاتي ان الأموال تفعل العجائب "
صرخت بأعلى صوتي عن غضب افحم صدري ... كذذذذب ...
قبضت اكرة الباب بقوة وأنا افتحها بشدة , وأكمل بصوت متهيج يرفض حقيقة مايقال عنه : " كاذبات , لم افعل أيِ مما قلتنه عني فأنا طاهرة وطبيعية نعم طبيعية "
أقتربت خطواتي الهائجة منهن , وواجهة أوجوههن الزائغة والتي هربت ألوانها منها
لأكمل وأنا ابتلع شهقات نفي وجنوني في هذه اللحظة , وأشير إليهن بأصبع الالتهام وابرئ نفسي من أقاويلهن المدنسة لعرضي : " كيف لكن أن تلفقن الأكاذيب عني , ومن أين جئتن بكل هذه التهم التي لا مصدر لها , هل رأيتني بعين الحقيقة أم أنه محض إفتراء "
***
أيام تمضي وكأنني غريبة في مجتمعي الجامعي
وحيدة بين حوائط الضجيج , محاطة بأشواك تؤذي
الكل ينظر إليّ بأفواه لا تصمت , أفواه تحاول أكلي والتهام لحمي
الكل يزدرني ويخدشني بلا توقف , ما الذي يحدث !!
لمَ الكل أنقلب ضدي بمجرد كذب , أقاويل ملفقة , أكاذيب خبيثة أُشيعت عني
حتى صديقاتي قد رحلن عني لمجرد خبث ومكر شما
تلك الخبيثة التي استطاعت قلب الكل ضدي
أو هل انتهت مصلحة الصديقات الآن عندما أيقن ان الكل بدأ يتكلم عني , ويطعن في عرضي وينفر مني
وأصبحت أنا وصمة عار إن أقترب مني أحد احترق
أصبحت الأيام كالكوابيس , والساعات أستحالت زمنا لا ينقضي
نظرات الأعين تقضمني , وأنا أمشي وحيدة رافعة رأسي أحدق حولي بأشمئزاز أخفى خوفا
أهرول نحو مكان يحتضن عزلتي , ويبعدني عن المعارك والشتائم
لقد كانت سلمى تجالسني قليلا في الأيام الفائتة ولكنها الآن قد قللت من مكوثها معي
أصبحتُ غريبة وحيدة بين أناس كانوا في ماماضى قريبين محبين لي
تبا لهم فما أنا إلا محطة مصلحات
كنت لهم صديقة يفتخرون بها , ويحومون حولها كالفراشات
أزداد كرهي للجامعة بسبب ما حدث
وبسبب غيوم الحقد والازدراء الحائمة حولي , الكل بات يكرهني ويمقتني
اعتزلتها واعتزلت العالم كله وكرهت مايحصل لي وحقدت على العالم بأسره
سحبتُ أرواقي منها بكل سهولة , فمن يحتمل الأهانات والقذف , وصديقات حقيرات خائنات غير وفيات
ولكنني سأعود إليها رافعة للرأس في يوم من الأيام وأريهم من أنا , هي فترة وسأعود للأنتقام منهم جميعا
انتابتني الأمراض النفسية وحبستني في قفص من الحديد
اختبأت بداخل المنزل مبتعدة عن قاطنيه
غير مبررة إنسحابي من الجامعة
حتى أبي لم يقل شيئا , لم يضربني ويعيدني إليها رغما عني
إنما صمت وكأنني لا أعنيه
فأنا لست أبنته بعد الآن فهو قد تبرأ مني ولا يريد رؤيتي من بعد ذلك اليوم
قضيتي أيامي أجالس علياء أخت مروان والتي أخذت إجازة مرضية من المدرسة
وكان السبب زواج ذياب من ترفه
فعلياء اصبحت كالمجنونة تريد تحطيم ماحولها
وغرس انيابها في لحم ترفه
فهي تكره ترفه وتعشق ذياب منذو الطفولة
فكيف يتزوج تلك اللقيطة ويترك أبنة عمه الجميلة والتي تنتظره منذو أعوام طويلة
وجهها لا يكف عن العبوس
وأذيال الخيبة والقهر لا تنطفئ عن تقاسيمها المحترقة
كانت اليوم باردة المشاعر على غير العادة
ضمت ذراعيها إلى صدرها وشدت عليهما
اتسعت عينيها عن تفكير عميق
واحتلت شفتيها الرفعتين إبتسامة خبيثة
رفعت نظراتها بعينين تغظيهما الأهداب بكثافة
وقالت بصوتها الرقيق : " حسناء , أنتِ تحبين مروان وتريدين الزواج منه ! "
خرجت تنهيدة خيبة أمل وألم من صدري المتصدع بالأوجاع وأنا أقول بصوت متألم : " نعم يا علياء فأنتِ أكثر واحدة تعرف بعشقي الجنوني لمروان "
رفعت حاجبها الأيمن , واتسعت شفتيها عن ابتسامة ماكرة , وقالت بكل خبث لحنه صوتها : " أتريدين أن أجعلهُ يعشقكِ ويريدكِ ولا يرى غيركِ ويرمي بتلك الهدى إلى أقرب حاوية قمامة "
اتسعت عيناي دهشة , وخفق قلبي وأنا أقفز مذهولة غير مصدقة ما تقول : " حقاااا !! أسوف تساعدني وتجعلينه لي , أنتِ قادرة على ذلك يا علياء "
علياء شديدة المكر والدهاء , خبيثة حتى النخاع
كانت في ماماضى خطيبة لذياب ولكن وبسبب العادات والتقاليد التي جعلت علاقتها بذياب مقيدة لم تستطع الوصول إليه, وعدم استماع ذياب لخالتي بعد وفاة أمه , إنما الصمت والصمت وكأنه راضي عن كل شيء
جعل علياء تظن انها قد حققت انجازا بلا تعب , واصبح بيديها
ولكن زواجه من ترفه جعل كل شيء يتحطم
وكل الخطط تبخرت وكأنها لم تكن
رجوتها بصوت حمل الحماس واليأس معا : " أرجوكِ ساعدني فأنا أريده زوجا لي لأنني أحبه وليس لي غيره "
قالت وهي تغلق عينيها وتكور شفتيها : " ولكن بشرط "
هتفتُ بسرعة : " وماهو !! فأنا سأفعل لكِ كل ماتريدنه , كل شيء من أجل أن أحصل عليه "
انفرجت شفتيها عن ابتسامة احتوت شرا
وتشربت عينيها المتسعتين الكره
وقذف لسانها الحقد واشتعل وجهها بالخبث , وسلخت عن نفسها رداء الإنسانية وهي تقول : " عليكِ أن تساعدني في إبعاد تلك اللقيطة ترفه عن ذياب حتى لو عنى ذلك قتلها ونفيها من العالم "

نهاية المعانقة السادسة عشر


 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة سميتكم غلاي, متعانقه, ليلاس, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, ارواح, ذياب, جريمه, روايات اماراتيه, روايات خليجيه, رواية أرواح متعانقه, سميتكم, شرطه, علاج
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174693.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط±ظˆط§ط­ ظ…طھط¹ط§ظ†ظ‚ط© This thread Refback 07-08-16 04:39 PM


الساعة الآن 08:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية