لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-12, 11:47 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


3- أذهب يا رجل
×××××××××××



بدأت كايت عملها فى السوبر ماركت فى شهر تشرين الثانى ومنذ ذلك التاريخ كانت تمضى ساعات دون ان تفكر فى غراى لكنها اليوم لسبب مجهول لم تستطيع إبعاده عن تفكيرها . مخاوفها كانت شديدة أحست بها غصة فى حلقها أضطرت إلى أبتلاعها بصعوبة مراراً كما تطلبت منها جهداً إضافياً لمنع نفسها من الهروب عن الصندوق المالى الذى تعمل عليه
أنهت حساب قيمة مشتريات زبونة شابة ومدت يدها لتأخذ بطاقة إعتماد زبونة أخرى أكبر سناً :
-صباح الخير سيدة آردن كيف حالك اليوم؟
-بخير شكراً . الشمس رائعة اليوم بالنسبة لتشرين الثانى أليس كذلك ؟
-أجل...والأفضل أن نستفيد منها فموظف الأرصاد تكهن أن هناك موجة صقيع وثلجة قادمة قبل نهاية الأسبوع القادم
-أوهـ لا تبالى بما يقوله موظفو الأرصاد ! أنهم يتوقعون إنهمار الثلج كلما أقتربت الأعياد إنهم يرغبون فى أسعاد هواة التزلج
ضحكت كايت بعد أن ردت الرد المناسب مع إنها لم تكن قد وعت تماماً ما قالته للسيدة . فخلال السنتين الماضيتين إعتادت على أجابة الناس فى وقت يكون فيه تفكيرها بعيداً كل البعد عما يحيط بها
إزدحم المخزن بالزبائن صباح السبت كالمعتاد وكان معظمهم من النساء راحت عينا كايت تجولان على الرجال لكنهم بدوا لها كما يجب أن يكونوا المتبضعون فى يوم خريفى فى بلدة بيرت الأسكوتلندية الواقعة على ضفاف نهر إلوا . كان معظمهم يرتدى الكنزات السميكة والأحذية الجلدية المرتفعة الساق وبعضهم يعتمر القبعات الصوفية
ما من أحد منهم كان يرتدى بذلة رسمية ذات ثلاث قطع وقميص رسمى أبيض وربطة عنق وما من أحد منهم له من الطول 185 سنتمتراً أو له شعر أسود كجناح الغراب أو عينان رماديتان نفاذتان ولم يبدُ لها أياً منهم أن ينوى أختطافها ولم ترى بينهم من يشبه أتباع العم ماتيو أو من يشبه غراى فولوود
لمحت أحد المشرفين على العمال يسير أمامها فنادته لتطلب منه بصوت منخفض :
-جو ! أيمكن أن تستلم الصندوق عن بضعة دقائق ؟
-طبعاً....ما بك كايت ؟ تبدين وكأنك رأيت شبحاً أليست بخير ؟
-ليست بخير فى هذه اللحظات ولكننى قد أستعيد نشاطى بعد قليل إن هذه مشكلة النحيلون الشاحبين فهم يبدون كالأموات حتى عندما يشعرون بالنشاط . شكراً لك وشكراً للمساعدة
كانت حاجتها للخروخ من السوبر ماركت غامرة فى الماضى كانت غريزتها صائبة أكثر من مرة خلال السنتين الماضيتين . وقد عودت حواسها كونها هاربة على الأستشعار بالخطر وهى تشعر بخطر سيحدق بها اليوم كما أحدق بها من قبل فى كرونويل ووايلز وليدز قبل أن تنتقل إلى هذا المكان البعيد النائى فى أسكتلندا . إنها واثقة إن غرزيتها تقول لها إن الوقت قد حان لتوضيب الثياب والهرب مجدداً لتبقى آمنة
ركضت عبر غرفة ملابس الموظفين نحو الخزائين الصغيرة وفتحت خزينتها تحس بندم حاد لتوقعها مغادرة هذه البلدة الآمنة بسرعة لم يمضى على وجودها فيها زمن طويل حاولت جاهدة خلال السنتين الماضيتين أن لا تتعلق بأى مجتمع تعيش فيه لكنها هنا أحست بأن كل شئ يسير على ما يرام
أمسكت حقيبتها وسترتها ثم توجهت إلى الباب فدفعت بطاقة الدخول والخروج لئلا تترك للمدير فرصة عتاب . لكن السوبر ماركت مزدحم وأكثر العمال يعملون وقتاً أضافياً لذا لن يلاحظ أو يتسلءل
أحد عن سبب خروجها المبكر فى الحادية عشر ونصف صباحاً
المخزن مدين لها بأجرة أربعة أيام لذا لن تشعر بالذنب . صحيح أن مغادرتها المباغتة سوف تربكهم إلا أن هذا على الأقل ليس سوء ائتمان
دفعت كايت أبواب مدخل الموظفين الزجاجية فإذا بنور الشمس يمنع عنها الرؤية فمدت يدها إلى جيبها لتخرج النظارة الشمسية....مر ظل بينها وبين الشمس ثم تكلم صوت ناعم :
-مرحبا كايت . كنت أنتظرك
جمدت أصابعها ووقعت النظارة على الأرض وهى تهمس :
-غـراى !
أنحنت تلتقط النظارة المكسورة ثم دست يديها فى جيبى سترتها لئلا يرى أرتجافهما ثم سألته بصوت أجش :
-ماذا تريد ؟
-وماذا تخالنى أريد ؟ أريد طفلى بالطبع !
كانت تتوقع سماع هذا القول ومع هذا صدمها قوله فراحت تتصرف دون وعى فأرتدت على عقبيها تركض بكل قوة وخوف عبر موقف السيارات لكنه لحق بها قبل أن تبتعد جمسين متراً أمسك ظهر سترتها وأجبرها على الألتفات.......فصاحت :
-لا تلمسنى !
نظر إليها فى برود وقلة إكتراث لاحظت بحيرة أن عينيه لا تحملان الكراهية وقال ببرودة :
-سنذهب إلى سيارتى حيث نستطيع التحدث فيها بعيداً عن محاولات الهرب كلما سمعت ما لا يعجبك
-ليس هناك ما تقوله قد أرغب فى سماعه...وليس لدى شئ أقوله لك
جرّها معه إلى سيارة جاكوار خضراء متجاهلاً ملاحظتها :
-ذهبت إلى شقتك قبل المجئ إلى هنا فلم أجد أحداً فى المبنى بل لم أجد أحداً من الجيران لأسأله
-لا يحق لك أن تسال جيرانى عنى ! كيف تجرؤ على العودة بالقوة إلى حياتى ؟ لا يحق لك الذهاب إلى حيث أسكن !
-لا يحق لى ؟لقد أفيت ولدى عنى سنتين وأنا أب لا أعرف حتى أسم طفلى ولا جنسه إذا كنت ذكيةة كايت فلا تحدثينى عن الحقوق لأن سيطرتى على نفسى هشة فى هذه اللحظات وقد لا أطيق هذا النوع من الكلام
-لا حقوق لك....لا حقوق لك بشأن طفلى
-لحسن الحظ القانون يقول عكس هذا . أشكرك لأختفائك عن الأنظار لأن محامىّ بسبب فرارك الدائم لم يجدوا عنوالنك ليوصلوا إليك أوراق الطلاق وهذا يعنى أنك مازالت حتى الآن زوجتى وهذه حقيقة مرة لنا معاً لكنها لها أهمية قانونية
-لن أسمح لك برؤية طفلى....سأستدعى الشرطة إذا حاولت إجبارى
-أتكرهينى إلى حد أن ترفضى الأفصاح عن جنس الطفل ؟ لا يهم سأراه قريباً بنفسى أصعدى إلى السيارة
-لا....لن أصعد
-أقترح عليك هذا لأنك ترتجفين فقط
-يا لحنانك !
تلاشت صدمة لقائه الأولى وبما إنها كانت قد رسمت خطة تتبعها إذا التقته قررت أن تعمد إليها صحيح أن ليس من السهولة خداع غراى لكنها أكتسبت مهارات وقدرات عديدة خلال السنتين الماضيتين منها القدرة على تمثيل أدوار مختلفة . فى الماضى كان الكبرياء يمنعها من إظهار العجز لكن للكبرياء الآن الدور الثانى بعد الأمور العملية العقلانية فعلمت بلمح البصر أن ما تحتاجه هو أن يحس غراى بالأمان ويتخلى عن حذره عندها ستستخدم معرفتها التامة بالجوار لتهرب منه وتمكنت من إعتصار بضعة دموع من عينيها :
-لن أرافقك إلى أى مكان
ومسحت الدموع لأتمام الدور :
-ولن أدخل السيارة
فرد بهدوء :
-كايت لا تكونى سخيفة شفتاك أصبحتا زرقاوين من البرد وكل ما أريده أن تشعرى بالدفء أدخلى بالله عليك
سبحت كتفها من تحت يده المطمئنة وأدعت الغضب لكن لمسته فى الواقع أراحتها وتجنبت النظر إليه وهى تصعد لاسيارة قبل أن تقفل الباب خلفقها ثم قالت :
-يمكنك تهديدى كما تشاء ...لن أرافقك لرؤية الطفل...لدى حق قانونى يمنعك من دخول بيتى ولن أستسلم بسهولة !
-أمازلت تفكرين تفكير المحامين ؟ لكنك نسيت شيئاً هاماً هو أننى كنت محامياً قبلك بثمانى سنوات
مد يده إلى جيب سترته الداخلى ليخرج وثيقة مطوية بعناية :
-وهذا أمر رسمى من المحكمة أستصدرته من كمبردج مرجعية قضيتنا وهذا الأمر يطلب رد طفلى إلى هناك حتى جلسة الوصاية وفى هذهالأثناء أُعطيتُ الحق بالوصول إليه دون شروط وبأمكانى أستدعاء شرطة أسكتلندا لتنفيذ الأمر....فماذا تختارين ؟
وتصاعد الغثيان إلى معدتها فأضطرات أن تلف ذراعيها على خصرها هذه المرة لم تضطر إلى إدعاء الخوف فهو ظاهر على محياها وعلى كل خط من خطوطه فمعرفتها الأكيدة بإنها لن تستطيع هزمه فى المحكمة هى ما جعلتها فى هرب دائم ما يقارب السنتين ونصف وإذا لم تتمكن هذه المرة من الهرب فهى ستفقد طفلها إلى الأبد وإذا حاول إتباع العم ماتيو لتطبيق طرقه فستكون محظوظة لو نجت بحياتها لذا لم تكن تمثل عندما التفتت إليه وعلى وجهها تعبير الغضب والتحدى :
-قرأت فى الصحف أنك مرشح لعضوية مجلس اللوردات فى الأنتخابات القادمة فإذا حاولت كسب حق حضانة طفلنا سأذهب إلى وسائل الأعلام وأخبرهم لماذا تركتك بالضبط عندها سترى كم سيكون حظك فى النجاح السياسى !
وضع المفتاح فى أداة التشغيل وأضاءت وجهه سخرية مريرة :
-إنها مسألة تثير الأهتمام كايت...أخبرينى ماذا ستكشفين للعامة يا ترى ؟أكلى الثوم دائماً مع الطعام؟أو ولعى بمشاهدة أفلام الرعب على الفيديو ؟أم ستذكرين أمور أهم....هل ستقولين للصحافة أن لدى رغبة لا تصدق فى المعاشرة الزوجية ؟ ترى ما هو تأثير هذا كله على مستقبلى السياسى ؟أتظنين أن ناخبى دائرتى الطيبين لا يوافقون على المعاشرة الزوجية يوم الأحد ؟
دفعت عن رأسها الأفكار التى أثارتها كلماته فالذكريات خطرة وعشرتهما الخاصة الحميمية أمر لا تريد أن تتذكره أبداً قالت بهدوء :
-لا شئ من هذا...لكن سأقول لهم لماذا تركتك بالضبط
-هذا ما سيوفر مادة مثيرة للقراء ومثيرة لى أولاً أيجب أن أنتظر حتى أقرأه بنفسى أم تتكرمين علىّ بإعلامى مسبقاً ؟ لماذا تركتينى بالضبط يا كايت ؟ أنه سؤال حيرنى خلا السنتين الماضيتين
- لا تتلاعب بى غراى فأنت تعلم لماذا تركتك ما عدت ساذجة غبية من الصعب أن يجد المرء وظيفة دون أوراق توصية وكنت أتحايل على القانون بصورة دائمة منذ سنتين والمرء يتعلم بسرعة عندما يعمل فى حانة أسرع مما يتعلمه فى مكتب المدعى العام فعيناى الآن أصبحتا مفتوحتان بشكل دائم على كل ما يجرى حولى فى هذه الأيام يبدو أننى أنام وعيناى مفتوحتان ما عدت تلك المحامية البرئية الحديثة العهد بالتخرج التى تظن أن كل من يقسم يمين الولاء فى الدولة يكون قصده خدمة الشعب
رده أكد لها أنه يعرف عما تتكلم :
-العم ماتيو مات من سنة ونصف
منتديات ليلاس
لم تستطيع إبعاد السخرية من صوتها وهى تقول :
-حسنا...أرجو أن يكون أقيم له مأتم رائع أم كان عليه الأكتفاء بالمدفن التقليدى الأسمنتى المعتمد فى بلاده ؟
-قضى السرطان على حياته....عرف مرضه بعد زوجنا بقليل ولازم الفراش لثلاثة أشهر قبل أن يموت
-أنا أسفة
-إذا قررت خوض المعركة الأنتخابية يا كايت فلن تحتاج الصحافة إلى أى إقناع منك لنبش ما يستطيعون عن علاقتى بالعم ماتيو لذا لن أخشى أن لا يكون لتهديدك هذا أى وزن بالنسبة لى خالتى تزوجت ماتيوس قبل ولادتى بل هى تزوجته ضد إرادة العائلة كلها لكن إذا أراد الناخبين أن يجعلونى مسؤولاً عن أعمالهم فلن أقدر على فعل شئ والآن أرشدينى إلى منزل المربية أو إلمكان الذى تضعين فيه طفلى أثناء عملك

××××××××××

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 11:50 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


إذا كان لخطتها أن تنجح فهى مضطرة لتركه يقود سيارته عشر دقائق ثم تعود به من طريق أخر إلى مكان لا يبعد سوى منعطفين عن مكان عملها وليس لها خيار سوى أن تضلله فلا مجال للهرب من أسكتلندة من دون سيارتها
-المربية تعيش على بعد عشر دقائق من هنا عليك الذهاب يساراً عند إشارة المرور التالية ثم يساراً مرة أخرى عندها سأقول لك متى تنعطف بعدها
تعليماتها له قادته عشر منعطفات حول المكان المقصود وحاولت جهدها منعه من المرور فى شارع يشير ولو بإشارة واحدة إلى مكانه ثم قالت له عندما أعادته أخيراً على بعد منعطف واحد من المخزن :
-أنعطف إلى اليمن عند إشارة المرور القادمة شقة المربية فى منتصف الشارع إنها فى الطابق الأول فى ذلك المبنى
وأتبع تعليماتها ليوقف الجاكوار أمام مدخل مبنى جميل مؤلف من ثلاث طوابق وسألها :
-هنا؟
-أجل هذا هو المبنى
-فلندخل إذن
وأخرج مفاتيح السيارة ووضعها فى جيبه تعثرت كايت فى فك حزام مقعدها وبدأ لها أنه عالق فعلاً:
-غراى أنا أسفة لا استطيع فك هذا
-دعينى أفعل فالمعدات فى السيارة المستأجرة كهذه تكون متعبة أحياناً
مال نحوها فمررت يدها تحت مرفقه وكأنها تفسح له مجالاً أوسع . ضغطت ذراعه على صدرها فتمتم معتذراً قبل أن يضغط على الزر ليفتح القفل أغمضت عينيها وهى تكاد لا تلتقط أنفاسها ثم سمعت تكتكة قفل الحزام فى اللحظة التى أطبقت أصابعها على مفتاح السيارة وحركت جسدها متعمدة تضغط صردا على ذراعه وتراجعت إلى الوراء مدعية الأجفال والأرتباك ثم أطلقت تنهيدة عندما شاهدت اللون الأحمر يزحف إلى وجهه....
-أنا آسف...هل آلمتك؟
-لا بأس ....شكراً للمساعدة
-على الرحب و السعة
حين لاحظ إنها لم تلحق به خارج السيارة نظر إليها بلطف :
-دعك من المماطلة كايت....أنتظرت سنتين لأرى طفلى ولن أنتظر لحظة أخرى
-أنا قادمة
وأنضمت إليه فأرتقيا معا الدرجات الحجرية التى تقود إلى باحة المبنى الداخلية كانت تعلم إنها إذا لم تنجح فى الفرار هذه المرة فلن تنجح فى مرة أخرى حين وصلا للباب توقفت ثم وضعت يدها على ذراعه :
-غراى...عدنى ألا تزعج طفلنا
-ليست متوحشاً كايت لكننى أب محبط لا يخطط لفضيحة علنية
-شكراً لك...أنه صبى صغير يخاف بسرعة
-صبى ! ألدىّ صبى ؟
-أجل أسميته ستانلى لا تزعجه أرجوك
-وعدتك كايت...أنه أبنى....كيف نفتح هذا الباب؟ أنرن الجرس؟
وضعت يدها على خدها تتظاهر بالذهول :
-أوهـ...غراى تركت حقيبتى فى سيارتك!وفيها المفتايح أنتظر هنا ريثما أحضرها هل أقفلت الباب ؟
لم تترك له مجالاً للرد أو التفكير أو رد الفعل بل ركضت إلى الخارج وقدماها تتحركان بسرعة وصلت السيارة وأنحنت تلتقط حقيبتها حيث تركتها ثم ركضت بكل ما أوتيت من سرعة ولم تلبث أن أنعطفت إلى زقاق ضيق يقع مقابل المبنى الذى تركت غراى فيه . تسللت إلى داخل مبنى آخر يقود إلى باحة خلفية لشركة ولم يكن أمامها إلا أمل وحيد هو ألا يلاحظ غراى إلى أين ذهبت
مرت بسرعة عبر ردهة المبنى الآخر لتتسلل من الجهة المقابلة فى شارع مختلف تماماً وأصبح المخزن الذى تعمل فيه الآن فى مواجهتها فسارعت إلى موقف السيارات ووصلت مندفعة بأحاسيسها أكثر من أى شئ أخر . كان قلبها يخفق بسرعة حتى أن يديها راحتا ترتجفان . فتحت الباب والمفاتيح لا تكاد تنزلق من بين أصابعها الناضحة عرقاً وهى تدير المحرك أستجاب المحرك للمحاولة الأولى لكنها قاومت رغبتها فى دفع قدمها على دواسة السرعة ثم بذلت جهداً لتلتقط أنفاسها فالرعب وقيادة السيارة نشاطان لا يتماشيان معاً
غادرت الموقف بهدوء ثم أنخرطت فى زحام البلدة المتدفق لكن وصولها إلى الطريق العامة تطلب وقتاً بدأ لها دهراً وقادت السيارة ما لا يقل عن دقيقتين قبل أن تصل طريق أحدها يصل إلى غلاسكو والأخر إلى أدنبرة ونظرت فى المرلآة أمامها فلم ترى أثراً لمن يلاحقها
تنهدت بأنتصار ثم قادت السيارة جنوباً وتحسست مفاتيح سيارة غراى فى جيب سترتها فغطت أبتسامة فمها ودت لو يقضى ساعات ملتزماً الشقة أملاً فى رؤية أبنه إنها لن تعود إى هناك فالشقة أستأجرتها مفروشة تدفع اجرتها كل أسبوع مقدماً وهى تعلمت بسرعة مزايا السفر الخفيف فكان أن أبقت كل الأغراض الخاصة موضبة فى حقيبتين داخل سيارتها أضافة إلى صندوق كرتونى يحتوى على مختلف أنواع المعلبات أما مالها الذى أستطاعت أدخاره وهو 400 جبيه فموجود فى طيات محفظتها
بعد نصف ساعة من الدوران الحذر أحست واثقة بأن لا أحد فى أثرها لكنها قامت بدورة أخرى فى الشوارع القريبة قبل أن تقود سيارتها بأتجاه منزل المربية تاركة راديو السيارة مفتوحاً لتسمع أخبار الطقس الذى قيل فيه أن الثلج يهدد الجهات الشمالية لا الجنوبية من أسكتلندا
بدأت الجبال من بعيد لكنها لم تكاد تلاحظها وعادت إلى الأنعطاف يساراً لتعود بعدها إلى داخل البلدة.الشارع وراءها فارغ ليس فيه من يلاحقها وها قد أزف الوقت للوصول إلى منزل المربية
لقد أزف الوقت لتأخذ سندى
بعد ان نظرت المرأة العجوز عبر فتحة الباب أرتسمت على وجهها أبتسامة ترحيب :
-مرحباً حبيبتى....أتعجب من مجئيك فى هذا الوقت من النهار....أدخلى
-مرحباً جيسكا
وتبعت كايت المربية السمينة إلى الداخل...جيسكا ممثلة متقاعدة رغم ملامح وجهها الصارمة أكتشفت كايت إنها تحب الأولاد حباص شديداً وأن لها قلب أنعم من الزبدة
أنتظرت إلى أن فتحت المرأة البوابة المنخفضة التى تمنع الأولاد من تجاوزها فوجدت الفتاة الصغيرة تجلس أمام المدفأة منكبة على ترتيب بعض العلب الهرمية الشكل أمامها
-سندى حبيبتى جاء شخص ليرأك
أضى وجه الفتاة عند رؤية كايت وأتسع فمها بإبتسامة فراحت تقفز راكضة عبر الغرفة وجدائل شعرها المتجعدة تقفز قبل ان تحتضن ساق كايت :
-ماما...!مرحباً ماما ! أنا هنا ! باى باى جيسكا . سنذهب إلى البيت الآن
فأبتسمت كايت :
-مرحبا حلوتى كيف حالك؟
كانت منطقياً تعرف أن لا داعى للتسرع الآن لكن جهازها العصبى كان يعمل بطريقة بدائية وبسرعة أكثر من تفكيرها كما أنها مقتنعة أن كل لحظة لها حسابها
ضغطت يد أبنتها لا تدرى ألتطمئنها أم لتطمئن نفسها
-أذهبى وأحضرى سترتك سندى أرجوك فنحن على عجلة من أمرنا قليلاً
أطاعتها سندى راكضة إلى طرف الغرفة فأحضرت سترتها من مكانها على كرسى فى الزاوية وأمسكت بها تشدها إلى صدرها :
-هذه لى....الآن سنذهب إلى البيت
منتديات ليلاس
ولم تنتظر رد أمها بل ركضت إلى الباب فأمسكت بها كايت :
-واو....يا فتاتى الصغيرة يجب أن أتكلم مع جيسكا قليلاً
-هل خرجت مبكراً من العمل حبيبتى؟هذا غير عادى خاصة يوم السبت . صحيح ؟
-أجل . هذا صحيح لكن هناك ظروف غير عادية دفعتنى إلى ان أطلب من المدير عطلة
وصمتت فقد كرهت أن تكذب على المرأة التى لم تقدم سوى اللطف والعطف لها ولأبنتها لكنها تعلمت بالمراس أن من الضرورى أحيانا خداع الطيبين وكرامة لـ جيسكا بالذات عليها أن تخفى عنها ماضيها وخطط مستقبلها
-لقد تلقيت دعوة مفاجأة لقضاء أسبوع فى الجبل...ستيف...صديقى الذى يملك كوخاً فى الجبل طلب منى الذهاب معه لتزلج صديقى مطلق وله طفلة عمرها من عمر سندى تقريباً وستكون الرحلة تغيير مرضياً لنا
-بكل تأكيد فأنت تعملين كثيراً حبيبتى وتستحقين فرصة إمتاع نفسك
-شكراً جيسكا والآن يجب أن أذهب لأبدأ بتوضيب ملابسى ستيف يريد البدء بالرحلة قبل سقوط الثلج وقبل أقفال الطريق هل لك أن تعطينى حقيبة سندى أرجوك؟
-طبعاً عزيزتى هاهى هناك الكثير من الأغراض فيها لا أظنك بحاجة إلى المزيد للرحلة !
-أنت محقة جيسكا كنزتين من الصوف وبضع سراويل هذا يكفى
لم تشرح كايت للمرأة سبب وجود هذه الأغراض كلها فى حقيبة الفتاة ففى المرة الأخيرة حين شعرت بوجود تحريين عند باب غرفتها أضطرات إلى ترك دب سندى الذى مازالت تبكيه الفتاة كلما تذكرته لقد أخترقت صرخات بكاءها يومذاك شغاف قلبها لذا قررت أن تحتفظ دائماً بأغراض أبنتها فى حقيبة وقد أبقتها عند المربية للضرورة وهو إجراء كان فى محله
سوّت كايت حسابها مع جيسكا وودعتها بسرعة بينما كانت سندى تتلوى بين ذراعيها صحيح ما قالته الأم لم تفهمه الصغيرة إلا إنها أحست بشئ غريب فى تصرفات والدتها
-باى باى جيسكا ذاهبة إلى البيت الآن
-وداعاً حبيبتى أقضى وقتاً سعيداًى فى الجبل أصنعى لى رجل ثلج . سأرأك الأسبوع المقبل
-سنفعل لك هذا جيسكا أعتنى بنفسك
عجلاً أم أجلا ً سيصل تحريو غراى إلى المربية التى لا تعرف إلا شيئا واحداً وهو أن جنس المولد أنثى لا ذكر . أنثى صغيرة ذات شعر بنى اجعد وعينين زرقاوين دعجاوين
علقت كايت حقيبة أبنتها على الكتف وفتحت مزلاج الذى يحرر بوابة منزل جيسكا الريفى الصدئة . عودت نفسها على عدم القلق على ما لا يمكن تغييره من أشياء فلو قضيت وقتها فى القلق خلال السنتين الماضيتين لما نجحت فى الهروب حتى الآن ولن يمنعها شئ من النجاح مستقبلاً
أسندت سندى نفسها على خصر والدتها التى كانت تعيد أقفال البوابة ثم فجأة تقدم رجل من خلف دغلة خضراء كبيرة وأمسك بخصرها قائلاً بنعومة :
-مرحباً كايت.......

******

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 11:52 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


-....لا تصرخى ولا تحاولى الهروب فلا أحد منا يريد أفزاع الطفلة
فأشتدات ذراع كايت حول خصر الفتاة حتى آلمتها :
-أوتش مامى...! لقد آلمت بطنى!
-أسفة حبيبتى لم أقصد إيلامك
أحست بأن جسدها فارغاً من الداخل ثقيلاً كثقل الحديد من الأطراف لكن جزء من عقلها جعلها تعى أن ما تمر به مزيج من الرعب واليأس لكنها كانت مخدرة الأحساس من الصدمة حتى وجدت صعوبة كبرى فى تحديد مشاعرها بالضبط أحست وهى ترفع رأسها إلى غراى أنه ثقيل منتفخ:
-كيف وجدتنى ؟
-هذا ليس المكان المناسب للشرح أرجوك أدخلى إلى السيارة
أمسكها بقوة من تحت أبطها فلحقت به قدماها بإطاعة نحو سيارة روفر سوداء تقف عند المنعطف ولاحظت بغباء أنها ليست الجاكوار الخضراء لأن المفاتيح معها حاولت أن تفكر لكن ما من شئ مفهوم تكون داخل دماغها الذى أحست أن فراغاً حل محله
وتكلمت سندى بعد طول صمت :
-مرحبا يار جل
-مرحبا يا صغيرة.....من الرائع أن نلتقى أخيراً. كيف حالك؟
نظرت إليه سندى بريبة
-أنا جائعة
-ألم تتناولى الغداء بعد؟الوقت متأخر ألم تعطك المربية ما يكفى من طعام ؟
-لكننى جائعة
-ستتناولين شيئا جيداً عندما نصل إلى منزل أمك...ما أسمك حبيبتى؟
-أنا...أنا...
راحت تتقلب بين ذراعى والدتها ضجرة من الحديث ولوحت بيدها :
-باى باى يا رجل أنا ذاهبة إلى المنزل الآن
فتح غراى باب السيارة فلاحظت كايت أنه يبتسم وهو يقول لـ سندى :
-أنا قادم معكما إلى المنزل أريد فرصة للعب معك قليلاً
لكن الفتاة لم تبد حماساً لأقتراحه :
-ماما تلعب...أنا ألعب مع ماما
أبتلعت كايت ريقها بصعوبة وكأن فمها لا يسع لسانها
-سنلعب بعد الغداء وسنصنع رجلاً من الثلج إذا أحببت
دارت الكلمات فى فراغها الداخلى فحتى الآن لم يهطل الثلج بعد فى المكان لكن غراى لم يعطها فرصة أخرى :
-أصعدى السيارة كايت ولا تحاولى شيئا . أحذرك هذه المرة سأتمسك بك جيداً حتى أحصل على تفسير فإذا تصرفت بتعقل سيكون ذلك خيراً لنا نحن الثلاثة
أدار غراى السيارة وطار بها متجاوزاً العديد من السيارات الأخرى فى الشارع عندما توقف أمام مبنى شقتها وجدت أنها مازالت فاقدة الحس وقال لها :
-أعطينى حقيبتك فسأجد بنفسى المفتاح هذه المرة
أعطته الحقيبة دون أحساس ولم تتحرك من مكانها حتى قال :
-تعالى كايت...لدينا ما نناقشه وسيكون هذا أسهل فى الداخل
خرجت من السيارة تسير نحو المدخل لكنها تعثرت فسارع غراى إلى الأمساك بخصرها :
-دعينى أحمل الطفلة
-لا....لا يمكنك حملها !
أحست بجنون فى صوتها فحاولت قد أمكانها تهدئة نفسها :
-آسفة...لكنها لا تستجيب للغرباء
-تباً! أنا لست غريباً ! أنا والدها....بحق الله !
-الوقائع البيولوجية لا تهم أبنة سنتين فبالنسبة لها أنت غريب
-غلطة من هذه؟
-غلطتك ! كل ما جرى غلطتك ! نشاطاتك المشبوهة جعلت من المستحيل علىّ العيش معك !
أفزع الغضب المتبادل بين الرجل وأمها سندى فدفنت وجهها فى عنق أمها وقالت تجهش بالبكاء :
-الرجل....يذهب
فلامست كايت شعرها :
-هس يا حبيبتى...لا بأس بالأمر...ماما معك ولن أتركك
باب الشقة الأمامى قادهم مباشرة إلى غرفة الجلوس فجلست كايت رأساً على الأريكة تفتح سحاب سترة سندى رافضة التفكير فى ما قد يقوله غراى بشأن ما يحيطه من مظاهر بشأن ما يحيطه من مظاهر الفقر فالشقة مؤجرة مفروشة وكايت تعلمت منذ فرارها مراراً أن لا فائدة من هدر المال على الفجامة الزائفة التى يمكن أن تهجرها فجأة
ما أن تحررت سندى من السترة حتى قفزت من حجر أمها وركضت إلى المطبخ وبدأ أنها منزعجة لوجود غراى فتجاهلته :
-أنا جائعة ماما
لحق بها غراى إلى المطبخ :
-كلنا جائعون ماذا تريدين أن نأكل؟
نظرت إليه سندى بخوف وركضت نحو أمها تلف ذراعيها حول ساقيها تسألها بحيرة :
-ماما ؟
-لا بأس عليك حبيبتى
حملت أبنتها بين ذراعيها تداعب بطنها :
-الآن دعينى أفكر....ماذا أصنع لك طعاماً ؟ أتودين بيضة مسلوقة ؟
-بيضة....! ألدينا توست ؟
-مع التوست ؟
تجاوزت كايت غراى كما تجاوزته أبنتها بغير مبالاة فأجلست سندى على كرسى مرتفع بعيداً عن النار ووضعت قطع التوست داخل الآلة الكهربائية كان فى البراد أربع بيضات أخرجتها جميعاً ووضعتها فى وعاء فيه ماء... سرعان ما ثقب صوت غراى الحاد الصمت :
-هل لك أن تتفضلى فتذكرين أسم أبنتى ؟
قفزت قطعا الخبز إلى الخارج فأزالتهام كايت ووضعت مكانهما قطعتين آخرتين
-أسمها سندى
-سندى فولوود؟
-لا...بل سندى مولارين سجلتها على أسم عائلتى فى شهادة الميلاد
-أعتقد ان هناك أملاً ضعيفاً فى أن تكونى وضعت أسمى فى خانة الأب !
لأشغلت نفسها بوضع الزبدة على التوست :
-آهـ....لا...إذا كان يجب أن تعرف لقد تركت أسم الأب مجهولاً
-هكذا إذن...حسنا لحسن الحظ هذه وثيقة من السهل تصحيحها
فأبتسمت بمرارة :
-أنا شخصياً أريدها أن تبقى على ما هى عليه
-إذا كنت تظنين أن أبنتى ستعيش حياتها وأسم الأب فى شهادة الميلاد مجهول فأنت مخطئة أعطنى تاريخ ميلادها الصحيح وأسم المنطقة والمدينة لأكلف أحد المحامين ما أن نصل إلى هريتش لتصحيح الأمور
-وما الذى يجعلك واثق من أننى سأعود معك إلى هناك ؟ لن تستطيع ربطى إلى جانبك بالسلاسل وأنت تعرف هذا
نظر إليها ببرود :
-إنه خيارك بالطبع لن تستطيع حملك وأنت مكبلة اليدين إلى الطائرة لكن لا تخطئى أبداً يا كايت أنا مسافر من هنا فى الثامنة صباح الغد وسندى ستكون معى وأظن أن التجربة ستكون قاسية عليها لو أضطرت للسفر وحيدة
-أنت سافل يا غراى هل قلت لك يوماً هذا ؟
-لا أظن...لكن يبدو أن مثل هذه المشاعر لم يكن لها مكان فى زواجنا فكما أذكر....أخر مرة كنا فيها معاً....أمضينا ساعتين رائعتين لكن تعليقاتك يومذاك كانت مبهمة لكن مما فهمته ما بين الأهات والتنهيدات أنك أطلقت على أسناء كثيرة لكن ليس بينها "سافل"
-ربما تكون ذاكرتك أضعف مما تظن
حملت البيض لتضعه على الطاولة مع طبق التوست المدهون بالزبدة وحملت سندى فوضعتها على كرسى قرب الطاولة وأعطتها معلقة بلاستيكية حمراء فشرعت الفتاة تأكل بنظافة وترتيب مدهشين وأبتسمت لأمها بسعادة وهى تأكل قطعة توست:
-هذه بيضتى !
-أجل إنها لك !
والتفتت إلى غراى :
-سأضطر إلى سندوتشات بيض مع السلطة
-هذا عظيم....والآن أخبرينى ما هو سبب هروبك من المنزل دون أن تخبرينى عن مكان ذهابك ؟ ألم يخطر ببالك أننى قد أقلق عليك ؟
-أجل...لكن لم يكن فى اليد حيلة....ولم يكن لدى خيار آخر
-أعتقد أنك غير مستعدة لشرح الأمر ؟ أم أنك تعتبرين الرسالة التى تركتيها على البراد كافية ؟ لقد كانت بكل تأكيد طريقة فذة لأختصار سنة من الزواج . كنت دائماً معجباً بأقتصادك فى الكلام لكن ألا تظنين أنك أقتصدت بالكلام أكثر من اللزوم
-خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لم أكد أراك ! ولو كنت تأتى إلى المنزل لعرفت المشاكل التى كنت أواجهها
-أية مشاكل ؟ ألم أكن زوجاً طيباً ؟
-فى الزواج أكثر من هذا يا غراى...كنت فى الشهر السادس عندما تركتك كنت فى حاجة إلى بيت أربى فيه طفلتى وأشاركها القيم التى أؤمن بها . ما أن عرفت ما أنت...ما العم ماتيو....
-تباً كايت ! ماتيو لم يكن أخى من لحمى ودمى ! كان زوج خالتى ! وكنت أراه كرامة لخالتى أربع أو خمس مرات سنوياً . فما علاقت نشاطاته الشرعية والقانونية البتة بـ......
-حسنا جداً أنا أشاطرك الرأى بأن العم ماتيو كان محامياً فاسداً ينظف المال لزبائنه كان يدافع عن زبائن يعرف أنهم مذنبون بجرائم قذرة وكلانا يعرف أن هناك بضعة قضاة كانوا يرتشون بإنتظام وكان لديه محامون يعملون فى مكتبه يجب أن يكونوا وراء قضبان السجن....لكن تباً يا كايت أنت لم تكونى متزوجة منه ! بل منى أنا !
-قلت لك المشكلة لم تكن العم ماتيو فقط
-ماذا كان يزعج إذن ؟ ألم يخطر ببالك أنه كان من الأفضل لو ناقشنا هذه المشاكل ؟ حسبما أعرف أن ما بيننا كان على ما يرام وكنت حاملاً وتعلمين جيداً أننى كنت أتوق إلى أن أصبح أباً وكنت فى منتصف دورة برلمانية وكنت أنت سعيدة بالترقية الجديدة التى نلتها من مكتب المدعى العام كان هذا فى السادس من شهر تموز ثم فى السابع من شهر تموز لم يبق من زواجنا إلا رسالة مختصرة ألصقت على باب البراد
-غراى لأبد أنك تعرف ما حدث فلا تتجاهل....
-قسماً لست أدرى ما حدث ! لم أكن فى المنزل حتى فى ذلك الأسبوع كنت طوال الوقت فى لندن فما هو الشئ الملح الطارئ الذى جعلك تتركين المنزل دون أن تشرحى لى الأمر أو دون أن تذكرى المكان الذى ستلجين إليه
كان صوتهما لا أرادياً يرتفع فتوقفت سندى عن تناول الطعام ورمت نفسها على أمها تنشد الأطمئنان ثم حدقت فى غراى والكراهية تنتفض من كل حركة من جسدها وقالت:
-أذهب إلى بيتك يا رجل....باى باى يا رجل
إزداد التوتر فى المطبخ الصغير لكن الغضب تلاشى عن وجه غراى وهو يركع أمام كرسى أبنته :
-سندى أنا لن أذهب....ليس الآن سأمضى الليل هنا فى منزلك أنا أبو....
وأبتلع كلماته ثم صمت قليلاً قبل أن يتابع :
-حبيبتى...أود لو أصبح صديقك أيمكن هذا ؟
فأمتدت شفتها إلى الأمام بعدوانية :
منتديات ليلاس
-هذه أمى ! هذا بيتى ! الرجل سئ . الرجل يذهب من هنا الآن !
أحتضنت كايت أبنتها غير قادرة على كبح أحساسها الأنانى بالرضى...زادت سعادتها عند معرفتها أن هناك شيئاً لا يمكن لثروة آل فولوود أن تشتريه ووقف غراى :
-سأترككما لتناول الغداء لا أشعر بالجوع...وهناك أشياء أود إنهاءها. أولاً يجب أن أن اجد شخصاً يحضر سيارتك التى أظنها تحتوى فى صندوقها على أهم ما لديك
-أجل كل ما نحتاجه تقريباً
-هناك العديد من الأسئلة أود طرحها عليك يا كايت ولا يمكنك تجنب الأجابة دائماً ولن تتمكنى من الأختباء وراء سندى إلى الأبد...أتنام بعد الظهر عادة ؟
-أجل....عادة
-عظيم....سنتحدث حين تنام...هل الهاتف موجود فى غرفة الجلوس ؟
-أجل
لفت الصغيرة ذراعيها على عنق أمها ونظرت إلى غراى متحدية من فوق كتف أمها :
-باى باى يا رجل
كان فى أبتسامة أكثر من لمسة قلق وتجهم وقال لـ كايت :
-يبدو أنك وسندى تتشاطرون كرهى لكن بما أننى سئمت من دعوتى "يا رجل" أقترح عليك أن تعملى على تعليم أبنتى أن تنادينى"دادى"
لكن سندى لم تعط أمها فرصة الرد بل حدقت فى غراى وقالت بصوت متكدر :
-أذهب من هنا يا رجل...أذهب إلى بيتك الآن !

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 03:31 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190596
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: sososafa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sososafa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


حبيبتي يسلموا اناملك ميرسي على زوئك الحلوووووووووووووووووووووووووووووووو:sh
اكيد بنستنى تكمله الروايه
ويعطيكي الف عافيه

 
 

 

عرض البوم صور sososafa   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 11:50 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مشكورة كتير سوسو على متابعتك الدائمة منورة الرواية يا قمر ولعيونك فصل جديد

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن نلتقي, احلام, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية