لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-11, 08:56 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ضاقت عيناه وراح يفكر فأدركت أدريان أنه قد عثر على الحقيقة الصاعقة , وأنه جعلها عن طريق الأحتيال , تخبره أن خطيبها لم يحرك ساكنا لأنقاذها ........بل أنها زادت الطين بلّة بمحاولتها الدفاع عن تقصير كليفورد.....وكانت تقرأ أفكار الصحفي – ( قلبه , يل للكذبة ........ أراهن أن الخوف هو الذي أرعب قلبه ........يا لها من قصة مثيرة!).
نهض واقفا ودس الدفتر في جيبه...... شكرها ورفع بصره للحظة الى رفوف الكتب فوق رأسها وقال:
"آه , أنها قصص لديمون , كتابة جيدة , وأنا من المعجبين به".
لكن بصره المدرب على ألتقاط التفاصيل أنتقل بسرعة الى الآلة الكاتبة , وما أن قرأ بضع كلمات حتى أشتم حقيقة أهم وأضخم , فأخرج دفتره مجددا وقال وهو يراجع ملاحظاته:
" هل تقصدين القول أن كليفورد ديننغ هو ديمون دين؟".
فقالت تتوسل:
" أرجوك ...... أنه يحرص على كتمان هذا السر , لا يجب أن تنشره , عدني بأنك لن تفعل......".
فلوّح بالدفتر أمامها وقال:
" أنها الصحافة يا آنسة غارون , حرية الصحافة ....... والحقيقة لا بد أن تظهر يوما كما تعلمين , وسواء ذكرتها أنا في قصتي أم أغفلتها فسوف تظهر بطريقة أخرى".
رفع يده محييا أياها وعيناه تتوهجان ........ كانت في جيبه قصة مثيرة ستنشر حتما على صفحة كاملة بالأضافة الى أسمه في أعلاها , وقد تساعده أيضا على نيل ترقية ........ تركها وراح يعدو بين الأشجار وخرج من الباب الجانبي لشدة لهفته لتقديم القصة الى الجريدة.
تابعت الطباعة بحركات آلية , فيجب أن تنهيها أولا ثم تنصرف الى التفكير.....هل تطلع كليفورد على زيارة الصحفي كيلا يتفاجأ بالخبر صباحا لدى أطلاعه على الجريدة , أو تنتظر ما سيحدث على أمل أن يكون الشاب قد أشفق عليها وكتم سر الأسم المستعار ؟ ومع أنها فضلت الخيار الثاني ألا أنها أحست في أعماقها بأنها يجب أن تخبره فضلا عن أن السيدة ماسترز عرفت بقدوم الرجل لأنها هي التي أدخلته الى البيت.
أكملت الطباعة , ووجدت السيدة ماسترز في المطبخ فشرحت لها القصة بقولها:
" حاولت جهدي أن أصرفه يا عزيزتي لكنه أصر على الدخول , أخبرته أن السيد ديننغ مشغول ولا يستطيع مقابلته , فسألني أذا كانت لديه سكرتيرة , فقلت له نعم لكنها منهمكة بالطباعة عند آخر البستان , فما كان منه ألا أن قصد الكوخ قبل أن أستطيع أيقافه".
" لكنه يعرف أسمي يا سيدة ماسترز".
" أخذه من البوليس يا عزيزتي , لقد أخبرني أنهم في الجريدة يخابرون المخفر كل يوم بحثا عما يستجد من أمور , وكذلك يتصلون بالمستشفى ومركز الأطفائية , هؤلاء الصحفيون يدسون أنوفهم في كل شيء!".
أخبرت كليفورد فأهتو غضبا ووضع الحق على أنفلات لسانها وكأنها أطلعت الصحفي على السر طوعا , ورفض أن يصدق بأن الشاب أكتشف الحقيقة بنفسه عن طريق الأحتيال والذكاء.
عادت أدريان الى البيت وهي ممتنة لخلاصها من أتهاماته النكدة ,وسعيدة لوجود أمها هناك كي تهدء ثائرته.
أحدثت القصة أنفجارا أذهل أهل القرية , وأطل عليهم العنوان التالي يزعق: ( المؤلف الشهير يتفرج فيما خطيبته تتعرض لأعتداء , ثم المضمون , ديمون دين ,مؤلف الروايات البوليسية الجريئة ومبتدع الأبطال البواسل , جلس يراقب من بعيد تعرض سكرتيرته – خطيبته لأعتداء , وترك رجلا غريبا يقاوم المهاجم ويرغمه على الفرار ...... أمر يدعو الى السخرية , قد تقولون , ألا أنه الحقيقة ....... أن كليفورد ديننغ الذي يعيش في عظمة الدعاية الأعلامية , : ( هذا سر , قالت سكرتيرته , وأعطني وعدا بأن لا تنشره) , لكنني ما أعطيتها وعودا من هذا النوع.........
وهكذا مضى الصحفي يرعد ويبرق حتى نهاية القصة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-10-11, 08:57 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رن الهاتف فتساءلت , هل تراه كليفورد؟ وركضت أدريان تجيب فأذا هو موراي يسألها بصوته المتعب:
" هل هدفت يا ترى أن يصاب خطيبك بالنوبة القلبية التي كان مقتنعا بأنه سيصاب بها يوما؟ هل كان عليك أن تروي القصة المألوفة بكاملها وتفضحي السر بهذه الحماسة ؟ هل تعرفين أنك حطمت صورته الأدبية نهائيا وأنه سيتنكد بسبب ذلك طوال حياتكما الزوجية؟ أستمعي الى هذا العنوان : ( كاتب بوليسي شهير يستريح ويدع مجرما يعتدي على الفتاة التي يحبها".
" موراي , يجب أن تصدقني! أنا ما أخبرت الرجل ذلك.... أنه صحفي ومدرب على أنتزاع الأسرار بالحيلة , أنك تعلم هذا جيدا".
" حسن , لكن حتى لو صدقتك فالآخرون لن يصدقوك , لقد أضطرتت لتحمل تقريعات أخي العزيز منذ أن فتح الجريدة الملعونة في الصباح".
فقالت بعصبية:
" يجب أن أذهب اليه فورا لأشرح ما حدث , يؤسفني أنك أضطرتت لتحمل كل ذلك.....".
" من المفروض أن تأسفي!".
ولما شرعت تعترض أسكتها قائلا:
" حسن , لم تقصدي أن تفعلي ذلك , أنما أعلمي أن كليفورد لن يصدقك , وأحمد الله أنني وغريتل سنغادر هذا البيت المجنون قريبا ".
وخبط السماعة ثائرا....
منتديات ليلاس
رفض كليفورد أن يراها فصعقت أدريان لأنها لم تتوقع رفضه , حاولت السيدة ماسترز أن تقنعه بطرقها الخاصة ولكن بلا نتيجة , أنه يرفض رؤية الآنسة غارون بأي حال من الأحوال! وقالت لها المرأة تواسيها:
" آسفة جدا يا عزيزتي , لأنني المذنبة الحقيقية , أذ ما كان يجب أن أسمح لذلك الصحفي بالدخول".
فطمأنتها أدريان بقولها:
" لا أنا ولا أنت أستطعنا التغلب عليه لأنه تسلم زمام الأمور".
وصل موراي ورآها تقف كالبائسة أمام غرفة كليفورد وأنسحبت مدبرة المنزل في هدوء , ولما أخبرته أدريان القصة , ضحك عاليا وقال:
" أذن هو حرم عليك الدخول , تصوري هذا العنوان في الجريدة , : ( المؤلف الشهير يحرد ويرفض رؤية حبيبته!) ماذا سيفعل بعد زواجكما أذا أثرت أستياءه؟ هل سيحرم عليك دخول البيت ,هناك لعمري حياة سعيدة في أنتظارك!".
ثم دلف الى غرفته وصفق الباب وراءه.
وراحت تفكر واجمة , ( أخوان أثنان , وكلاهما يسعى الى طردي من حياته( تهدلت بيأس على الدرج ولم تجد أمامها ألا أن تعود الى بيتها وتخبر أمها , فلربما أستطاعت لورنا – بطريقتها الأقناعية المثيرة للجنون – أن تنجح في تأمين مقابلة لها مع ( المؤلف الشهير).
أبتهجت لورنا بآداء هذه الوساطة وقالت:
"سأتملقه حتى يوافق على رؤيتك يا حبيبتي , سوف أخبره أنك محطمة القلب , هل أقول له هذا؟".
وهرولت خارجة قبل أن تأخذ الجواب , فقالت أدريان في نفسها ( هذه بداية النهاية) , لم تعد هناك مشكلة حول فسخ الخطوبة أذ لا يسعها أن تتابع العمل مع رجل يتصرف بهذه الطفولية ....... وبشكل أو آخر عليها أن تجد عملا جديدا ولو أضطرت لشراء دراجة تقلّها الى البلدة يوميا.
لكن فكرت كيف ستعيد اليه الخاتم دون أن تراه شخصيا .؟ الحل الوحيد هو أن تفتح باب غرفته بلا أستئذان ............بدا النهار بلا نهاية , ولم يقطع رتابته سوى مجيء أمها ظهرا حيث تناولت وجبة سريعة وركضت عائدة الى عملها , أنما لم تنس أن تخبر أبنتها نتيجة الوساطة:
" ما يزال يرفض رؤيتك يا عزيزتي , أنه غاضب منك جدا ويقول أنك تحتاجين الى من يعلمك درسا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-10-11, 08:58 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولولا تعاستها الشديدة لضكت أدريانم كما يفعل موراي .......ز يا للعجب! هي وحدها التي تضررت , هي التي كانت الضحية في أعتداء وحشي , ومع ذلك يتصرف كليفورد وكأنها هي المذنبة ....
في الصباح التالي هرعت الى بيت كليفورد قبل أمها , وهناك تركت الكلب مع السيدة ماسترز ثم صعدت الدرج ركضا الى غرفة كليفورد . وقبل أن تخونها شجاعتها أدارت مقبض الباب وذهلت حين وجدت الباب مقفلا.
ونادى كليفورد بنبرة نزقة:
" من هناك؟".
صمتت لأنه أذا عرف بأنها هي فلن يسمح لها بالدخول , نظرت الى باب غرفة موراي الموصد وتساءلت ...... هل سيساعدها أذا أخبرته سبب مجيئها لرؤية كليفورد وطلبت منه المساعدة ؟ سارت بهدوء على السجادة الناعمة ونقرت بابه...... لا جواب....... حاولت مرة أخرى وأيضا لا جواب....
نادته بصوت منخفض فسمعتها السيدة ماسترز ووقفت عند كعب الدرج تقول:
" الدكتور ديننغ ليس هنا يا آنسة غارون , لقد رحل الليلة الماضية".
فذهلت أدريان ...... رحل من دون أن يودعها؟
" و ....... أين غريتل؟".
" السيدة ستيل , ذهبت معه يا عزيزتي , لم يبق ألا السيد كليفورد ".
أذن رحل ولن تراه مرة أخرى , وكيف لها ذلك متى تركت كليفورد كخطيبة وكسكرتيرة ؟
دخلت المطبخ لتأخذ فليك , وقالت تسأل مدبرة المنزل:
" سيدة ماسترز , هل ترك الدكتور ديننغ عنوانه".
" نعم , سأعطيك عنوانه".
جففت المرأة يديها وسحبت ورقة من خلف علب السكر والطحين وأضافت تقول:
" وهنا أيضا رقم هاتفه, لم لا تخابرينه ؟ أنه لن ينزعج يا عزيزتي ما دام الأمر مهما الى هذا الحد".
وجدت أدريان قصاصة ورق في جيبها وقالت:
" سأكتبه عندي لتحتفظي بورقتك".
ما عليها ألا أن ترفع السماعة وتدير القرص , فيكون معها بصوته يحدثها...... ولكن أي عذر ستعطيه وعما سيتحدثان ؟ عن خطوبتها المفسوخة ؟ هل سيشمت بها ويذكّرها بتحذيره ؟ هل سيسر بذلك أم أنه لن يهتم قيد شعرة.
تنهدت أذ أدركت أنها لن تحمل نفسها أبدا على مخابرته , وهكذا لن تعرف أبدا رد فعله......... لقد رحل دون أن قول لها وداعا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-10-11, 09:00 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12- الجرح يلتئم

صارت أدريان تتردد على طبيبها لمعالجة ذراعها , كان كليفورد ما يزال يرفض رؤيتها فكفت هي عن المحاولة , أما لورنا فكانت سعيدة بعملها معه ,فيما أضطلعت أدريان بكامل مسؤوليات البيت .
وفكرت في أسى , ربما هذا هو الحل ....... أمها تتحمل مسؤولية الأعالة بينما تبقى هي في البيت وضجرها يزداد يوما بعد يوم , كما كان الحال مع أمها...... أن تبديل الأدوار هذا يبعث على السخرية , فهي تقدر أن تتصور ما سيحل بها أذا أستمرت في هذه الحياة الرهيبة القابلة للأهتراء , ودخلت مرحلة الشيخوخة البعيدة برفقة هذا الضجر الباعث على الجنون ......... نظرت الى خاتم كليفورد حول أصبعها فأحست وهجه يسخر منها.... أقتلعته بسرعة ثم وجدت مغلفا وضعت فيه الخاتم وصمغته وعنونته الى كليفورد .... ستدع أمها تحمله أليه , وبأعادة الخاتم سوف تنتهي الخطوبة ولن تضطر لرؤية كليفورد ثانية.
ولما عادت لورنا الى البيت ظهرا , لم تنزعج أطلاقا من قرار أبنتها وقالت لها ببساطة:
" نعم , سأوصل له الخاتم , كنت أقول دائما أنه كبير جدا بالنسبة اليك , أن موراي يناسبك أكثر".
فهزت أدريان رأسها وأجابت:
" موراي سيتزوج غريتل يا أمي ....كان يحبها منذ سنوات بعيدة ".
فردّت لورنا :
" لكن هذا لا يعني أنه يحبها الآن".
قطبت أدريان والأمل يشتعل فيها للحظة كعود كبريت , ثم خبا الضوء وغيّمت الحقيقة عينيها , وقالت:
" لكنه لم يكلمني قبل ذهابه ولا حتى قال وداعا ....لذا.....".
غاب صوتها فقالت لورنا لترضيها:
" أوه , سيعود...... أشعر ذلك في عظامي".
وبتلك النبوءة الخرافية أنما المشجعة , تركت لورنا البيت وهي تحمل المغلف.
بعد ساعات عادت لورنا وكانت تتألق فرحا..... رفعت يدها اليمنى , وحول بنصرها كان الخاتم الذي قدمه كليفورد الى أدريان , وهتفت لورنا :
" هنئيني يا حبيبتي فأنا سأتزوج...... كليفورد!".
فزعقت أدريان:
" هذا غير معقول يا أمي!".
فبدت لورنا منجرحة الشعور وقالت:
" لكنني سأتزوجه يا حبيبتي , فأنا لا أكبره ألا بثلاث سنوات فقط".
فهتفت أبنتها:
" هل تقصدين أن كليفورد عرض عليك الزواج بالفعل؟".
فجلست لورنا وقالت وهي تتأمل يدها بأعجاب:
" لم يعرضه بكلمات مباشرة".
برودة أمها وصراحتها المتناهية ضيّقت أنفاسها , فأحست كما لو أنها سبّاحة على وشك الغطس ! أنها لا تصدق أن كليفورد قد نقل عواطفه من الأأبنة الى أمها بهذه السهولة والطواعية والأنسجام!
أبتسمت لها لورنا بصراحة طفولية وقالت:
" أنا أقترحت عليه فكرة الزواج .......قلت له أننا سنكون زوجين مثاليين وأنني سوف أوفر له العناية التي يحتاجها , وأننا نتطابق تماما في أمزجتنا وطباعنا".
فكرت أدريان , وقد أذهلها دهاء أمها ....... هل أنخدعت بسذاجتها طوال الوقت؟
وتابعت لورنا تقول وهي لا تكف عن النظر بأعجاب الى الخاتم المتوهج.
" أقتنع في الأخير بأن زواجنا سيكون ترتيبا ممتازا !".
وقالت لورنا كما لو أنها قرأت أفكارها:
" بعد زواجنا سأعيش معه بالطبع , فيما تعيشين يا حبيبتي هنا , أنك لن تتضايقي من بقائك بمفردك , أليس كذلك؟ فليك سيكون معك على كل حال".
نظرت اليها أدريان في تمعّن ..... هل هناك وميض ماكر في عينيها ونوع من النصر المتهلل لأنقلاب الوضع ؟ أذا كانت الومضة هناك فأنها لم تدم أكثر من جزء لحظة.
" كليفورد حمّلني رسالة اليك ....... يقول أنه متأكد من أنك ستتفهمين الوضع ويرغب في رؤيتك , أعتقد أنه يبغي الأعتذار لكونه سيصبح قريبا زوج أمك".
بعد أنتهائها من الغداء في اليوم التالي , وكانت قد تغلبت على صدمة خطوبة أمها , أخذت فليك في نزهة..... شعرت بحاجتها الى هدوء الحقول الخضراء وحريتها ,والى فسحة تتيح لها التنفس والتفكير الصافي في نهج الأحداث الجديد ,ولتقرر الأتجاه الأفضل لمستقبلها.
منتديات ليلاس
لقد صممت أدريان على أن تخابر موراي فور وصولها الى البيت....... وستقول له: ( لقد فسخت خطوبتي الى كليفورد وأمي سوف تتزوجه بدلا مني , وقد حسبت أنك تحب أن تعلم ), ثم ستقفل الخط.....
طرحت معطفها على أحد المقاعد , وقبل أن تفقد تصميمها أدارت قرص الهاتف , وأنتظرت بقلب خافق رد الطرف الآخر ..... تواصل الرنين بلا توقف حتى أنتبهت الى أن الوقت كان عصرا , وأن موراي لن يكون في شقته بل في مكان عمله , ومع ذلك تجاهلت صوت العقل الذي أهاب بها أن تقفل الخط فأنتظرت صابرة حدوث المعجزة , وفي الوقت نفسه عنفت نفسها على غبائها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-10-11, 09:02 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لكن المعجزة حدثت ورد شخص في الطرف الآخر ...... وقال صوت أنثوي:
" هنا منزل البروفسور ديننغ , هل يمكنني أن أساعدك؟".
كان صوت غريتل , وكانت تتنفس بصعوبة كما لو أنها كانت تركض , ما توقعت أدريان أن تجدها هنا ولذا أجابت متلعثمة:
" لا , شكرا , الموضوع ليس,............مهما".
لكن غريتل ألحّت بقولها:
"من يتكلم؟ البروفسور خارج المنزل , أنا الدكتورة ستيل , هل تودين أن تبلغيه رسالة؟".
لم تجد أدريان مناصا من أعطائها أسمها , فهي أن تكتمته وأقفلت الخط فلن يهدأ موراي - كطبيب – حتى يكتشف هوية المتكلم , فقد تكون حالى طارئة..... فقالت:
" أدريان غارون تتكلم , أنما الأمر ليس مهما يا دكتورة ستيل وشكرا على أي حال".
أقفلت الخط وهي تحس بالخيبة تثقل مفاصلها كما لو أنها محزومة بالحصى , جرت جسمها الى مقعد وأنطرحت عليه واضعة رأسها بين يديها ..... أذن غريتل في شقته ...... كان يجب أن تتوقع هذا فهي ستتزوجه , أليس كذلك؟
وأعلنت لورنا أنها سوف تعود الى كليفورد فور تناولها الشاي , وأردفت تحثّها :
"تعالي معي يا حبيبتي , فهو يريد رؤيتك ويتوق الى أن يسمعك تقولين أنك قد سامحته وأنك سعيدة بخطوبتنا".
لم تهمها رؤية كليفورد لا حاضرا ولا مستقبلا , فأجابت:
" لا , شكرا يا أمي , أخبريه أنني أتفهم الوضع وأنني سعيدة من أجلكما ".
راحت تحدق في الغروب وتتساءل عن شيء تفعله لتقتل الوقت , ثم رن الهاتف ممزقا الصمت ومتلاعبا بأعصابها , أذ ساورتها فكرة مجنونة بأنه قد يكون موراي يجيبها على مخابرتها.
ثم أقنعت نفسها بأن المخابرة من أمها لتحثها مجددا على مصالحة كليفورد , ولذا رفعت السماعة وذكرت أسمها.
وجاءها صوت موراي البارد يقول بلا مقدمات :
" فهمت من غريتل أنك خابرتني بعد الظهر".
كان المتكلم شخصا غريبا وليس موراي , فلا يعقل أن يكلمها هكذا ........ أربكتها نبراته الجليدية فقالت بعصبية:
" أخبرت الدكتورة ستيل أن الأمر ليس مهما ولذا ما كان هناك داع لأن تزعج نفسك".
فأجابها بعصبية مماثلة:
" لقد أزعجت نفسي وأنتهى الأمر , والآن , وبما أنني كنت كريم النفس الى هذا الحد , فيمكنك على الأقل أن تذكري لي سبب مخابرتك السابقة".
فتساقطت دموعها غصبا عنها وقالت بصوت مخنوق:
" أردت فقط أن أقول أنني ما عدت مخطوبة الى كليفورد وأن أمي ستتزوجه بدلا مني ........ حسبت أنك تود معرفة ذلك".
أقفلت الخط وأطلقت العنان لدموعها ......... لقد تاقت الى سماع صوته , أما الآن وقد سمعت كلماته الباردة , فقد ندمت بمرارة على أندفاعها الى الأتصال به.
رن الهاتف مرة أخرى , فغطّت أذنيها وصعدت الدرج ركضا ثم أنطرحت على السرير , لن تجيب ولو أستمر يطلبها حتى منتصف الليل , لكن الرنين تواصل وتواصل وأوشك أن يفقدها عقلها ......سوف تنزل وترفع السماعة وتصغي ومتى سمعت أسم المتكلم وتأكدت أنه موراي فلن تقول شيئا ثم تترك الخط مفتوحا.
رفعت السماعة الى أذنيها وأصغت:
" أدريان , أدريان هلاّ أجبتني ؟ أدريان , هل أنت هناك؟ أذا رفضت أن تردي أو أذا أقفلت الخط فقسما بالله سوف أخابر البوليس وأطلب منهم الذهاب الى بيتك ليروا ماذا جرى لك ...... والآن , هل تسمعين؟".
فهمست :
" نعم".
" عظيم , أريدك الآن أن تجيبي على الأسئلة التالية : أولا , هل صحيح أنك فسخت خطوبتك الى أخي؟".
فردت بصوت هامس أنه صحيح.
" ثانيا , هل صحيح ما سمعته منك بأن أمك سوف تتزوجه؟".
فهمست ثانية بالأيجاب:
" جاء دور السؤال الأخير , وبعد أن تعطيني الجواب يمكنك أن تقفلي الخط أذا شئت ....... هل تتزوجينني يا أدريان؟".
فتحت فمها لتتكلم لكن النطق خانها .
" أدريان!".
كان بدأ يفقد صبره وعليها أن تقول شيئا , أي شيء:
" لكن ......لكن لماذا؟".
فقال صارخا تقريبا:
" لماذا؟ لماذا يطلب أي رجل من أمرأة أن تتزوجه ؟ لأنه يحبها , لأنه يريدها أكثر من أي أمرأة أخرى في العالم , والآن , هل لك أن تجيبي على السؤال؟".
" ولكن يا موراي.........".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, بيني وبينك خفايا, familiar stranger, lilian peake, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية