لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-11, 03:00 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



2-صداقة لساعة واحدة

-آنسة هيوليت. تفضلي يا عزيزتي.
قال الاستاذ بنستون.
وقف يستقبلها واشار الى كرسي امام مكتبه وقدمه لها لتجلس عليه. استدار المفتش من وقفته امام النافذة وجلس على حافتها ويداه في جيوبه. وبدا عابساً وهو بتصفحها بدقة.
بدت لين شاحبة الوجه متوترة الاعصاب يائسة. ورفعت يدها المرتجفة الى شعرها لترتبه. استدار المفتش ليبعد نظره عنها وشعرت لين بخيبة، وهي ترى ظهره ومنكبيه العريضين. ورغبت ان تضربه بقبضة يدها بشدة.
-يا آنسة هيوليت، خاطبها المدير: لدينا بعض الامور نريد ان نبحثها معك ولن نستبقيك كثيراً. اعرف انك تمارسين لعبة كرة المضرب مع الاستاذ كين مارشال اغلب الاحيان بعد الدوام. اليس كذلك؟
هزت لين رأسها موافقة. انه يتودد اليها ويساير.
-سأدخل في صلب الموضوع. انا والاستاذ يورك (نظر المفتش مستغرباً حين سمع اسمه) كنا ندرس ونحلل نتائج الامتحانات الدورية لصفوفك. وجدنا ان نتائج صفوفك اقل من مستوى نتائج بقية الاساتذة في الدائرة. هل يمكنك ان تشرحي لنا الاسباب؟
-نعم. اعتقد ذلك. اعتدنا في الدائرة ان يحضر احد الاساتذة الامتحانات لجميع الصفوف، وبالتالي يأخذ طلابي امتحانات وضعها غيري. وبما ان وسائل تعليمي تختلف عن وسائلهم، فستأتي الاسئلة بطريقة تختلف والاستاذ المسؤول عن وضع الاسئلة سيسأل عما اعطى هو تلاميذه.
سألها المدير:
-اليس هناك منهاج تتبعينه؟
-طبعاً ولكنني لا التزم به كلياً كما يفعلون وليس بنفس الترتيب.
ترك المفتش مكانه قرب النافذة وجلس في مقعد قرب المدير في مواجهتها ويداه لاتزالان في جيوبه. كان ينظر الى المكتب ويتفحص الخشب الصقيل بكل اهتمام.
-في نهاية السنة المدرسية ستنتهين من تعليمهم المنهاج المقرر.
قال دون ان ينظر اليها:
-وربما اشرح لهم اشياء اضافية اخرى.
رفع كريس يورك حاجبيه وسألها:
-مثلاً؟
قالت لين مترددة:
-انا اؤمن بالتقارير.
سأل المفتش بدهشة:
-تقارير؟ للغة الانكليزية؟
-التقارير يا استاذ يورك تحتاج للكثير من الكتابة وتدوين ملاحظات وقراءة مراجع وروايات ومسرحيات وأشعار.........
توقفت لين لتأخذ نفساً بينما مال المفتش بجسمه الى الأمام وهو يقاطعها.
-اود ان ابحث معك مسألة اخرى يا آنسة هيوليت. مسألة قراءة الشعر مع خلفية موسيقية فوق المسجلة.... كيف تساعد في تعليم اللغة الانكليزية؟
كان يتساءل بتهكم.
-حتى المواد التي كانوا يسجلونها لا تمت بصلة الى الشعر الكلاسيكي المقرر في المنهاج مثل شيللي وكيتس وميلتون. حين سمعتها لم افهم اية كلمة. وبدا لي كأن الكلمات المسجلة من اختراعهم.
-يا استاذ يورك!
هتفت لين محدقة به:
-كانت الكلمات من تأليفهم ولم تكن غامضة كما تقول.
وشعرت بحرارة في خديها لشدة غضبها:
-يوماً ما، سأريك بعض اشعارهم.
هز كتفيه كأنه يقول: حتى لو رأيتها فلست مقتنعاً بهذا الاسلوب.
-اشعارهم كلها خيال وصور جميلة. عندما يحضرهم الالهام يأتي الشعر بسهولة وعفوية كالتنفس. انه يفوق بجودته اشعار المحترفين الكبار.
-ولماذا الموسيقى؟
-لأنك يا استاذ يورك لو استمعت اليهم بتجرد، بدلاً من الاستماع اليهم بصفة المفتش الذي يفتش عن الخطأ ليشير اليه، ولو لم تكن متحيزاً لأمكنك ان تلاحظ كيف تحرك الموسيقى خيالهم وتضفي على القراءة حالة مسرحية. هذا كل ما في الأمر.
منتديات ليلاس
لم يقتنع الاستاذ يورك ولن يقتنع. كان المدير الاستاذ بنستون خارج المناقشة. امسك قلمه وبدأ يرسم خطوطاً يتسلى بها ثم نظر الى لين واضاف:
-يا آنسة هيوليت. استلمنا شكاوى من بعض اهالي التلاميذ عن اسلوب تعليمك. هؤلاء يجادلون انهم يرسلون ابناءهم الى هذه المدرسة لأنهم يرغبون في تعليمهم وفق الطرق التقليدية. ولو انهم رغبوا في الأساليب الحديثة في التعليم لأرسلوهم الى مدارس من هذا النوع.
-الطرق التقليدية..... هل تعني الطريقة القديمة المعتادة؟
تحرك المفتش قلقاً وبدل جلسته ولكنه لم يعلق.
-يقولون اننا نجري التجارب والاختبارات على اولادهم.
اكمل المدير اتهامه وقد ازعجه جدلها.
-طريقتي في التعليم مجربة وموثوق بها. انها تستعمل منذ فترة في معظم المدارس الحديثة.... اعني حديثة البناء.
تحرك المفتش حركة سريعة ولكنه لم يتكلم.
افهم ما تقصدين.
قال المدير بمرارة:
-انت شابة تنقصك الخبرة. تريدين ان ترمي كل شئ قديم مهما كان ثميناً. ولكننا لا نوافقك.
-وسائل تعليمي تعطي نتائج افضل.....
تدخل المفتش بسرعة وقاطعها:
-هل نجحت ياآنسة هيوليت؟ اذا كانت المسرحية الهزلية التي شاهدتها في صفك بعد الظهر شاهداً، فأنا واثق من انها فاشلة.
كلماته المنمقة اشعلت الحرب بينهما. استدارت لين اليه كأنها حيوان جريح ينزف دمه قبل الموت.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 29-08-11, 03:02 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صرخت:
-السبب هو وجودك معنا في الغرفة. كنت عنصر ازعاج وتخريب ليس للتلاميذ فقط بل لي ايضاً......
قال المدير يعتذر عن عدم لياقتها ووقاحتها:
-يا آنسة هيوليت ارجوك. لايمكنك ان تخاطبي مفتشاً في هيئة التربية الوطنية بهذه الطريقة. لن اسمح لك! عليك ان تعتذري.
-انا. انا آسفة جداً يا استاذ بنستون.
رفضت لين ان توجه اعتذارها الى المفتش. ونظرت اليه ولكنه رد اليها نظرة مصطنعة باردة وابتسم ابتسامة ساخرة كأنه يقول: انا ازعجك كثيراً! اليس كذلك؟
شعرت بمرارة لأنها اطلقت لنفسها العنان ولم تحاول ان تكبح جماح غضبها. نظرت الى المدير وخاطبته.
-طرقي مأمونة النتائج يا استاذ بنستون.
كانت تدافع عن نفسها متحدية، انها تساعد التلاميذ على استعمال عقولهم. في معالجة كل تقرير يشارك الفرد بجهوده مع الفريق. يتناقشون ويتبادلون الآراء ثم يأتي دور القراءة والبحث في المراجع والموسوعات. وبعد ذلك يكتبون بالتفصيل ما توصلوا اليه. ربما يضطرون للبدء في بحث آخر ينبثق من التقرير الذي هم بصدد دراسته.
شعرت لين ان الاستاذ بنستون يحاول ان يفهم ولكن كل شئ يسمعه كان غريباً عنه. هز رأسه وتابع هجومه:
-ليس الأهل فقط بل هناك بعض الاساتذة يتذمرون من اسلوبك.
-معلمو اللغة الانكليزية؟
-واحد او اثنان. وهناك اساتذة من دوائر اخرى...... تلاميذك يطالبون بالتغيير في اسلوب تعليم بقية الاساتذة في المواد الاخرى. انهم صادقون ويقولون انهم يتمتعون معك بدروسهم ويزعجون بقية الاساتذة ويطالبونهم بتغيير اساليبهم لتصبح اكثر تشويقاً.
ابتسمت لين ابتسامة انتصار ولكن المدير رفع يده وأكمل:
-آسف ياآنسة هيوليت. يجب ان يكون العلم سهلاً وممتعاً برأيي. ولكنه ليس شيئاً آنياً بل يجب ان يصمد في العقل ويبقى محفوراً في الذهن الى الأبد. وقد جاءت نتائج الامتحانات في صفوفك تبرهن ان وسائل التعليم الحديثة لا تثبت ذلك.


ولكنني شرحت اسباب هذه النتائج.
-آنسة هيوليت. عليك ان توجهي الحقيقة. الامتحانات ضرورية للتلميذ. هي مقياس نجاحه او فشله. لا يمكنك التهرب من هذه الحقيقة في حياة الطالب التعليمية. علينا ان ندربهم للنجاح في الامتحانات. هذا التدريب هو عمل الاستاذ.
لم تستطع لين ان تناضل اكثر. لقد انهكت قواها وهزمت كلياً.
-وماذا تريدني ان افعل؟
جلس المدير مسروراً على كرسيه لأنها اقتنعت اخيراً. نهض المفتش من مجلسه ونظر من جديد عبر النافذة ويداه خلف ظهره، يسد بوقفته امام النافذة دخول النور الى الغرفة.
-كوني مفتشاً في وزارة التربية التابع للملكة لا يخولني ان اجبرك على تغيير وسائل تعليمك. انا لااملك السلطة ولكنني استطيع ان اقترح واقدم النصح فقط. عليك ان تفكري ملياً بالأمر. في هذه المدرسة التقليدية بتاريخها وشهرتها الاكاديمية التي تتبع الوسائل التقليدية الصارمة في طرق التعليم، اعتقد ان عليك ان تجاري بقية الاساتذة في طرقهم واساليبهم.
نظر اليها مواجهة.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 29-08-11, 03:05 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


-يجب ان اسجل هنا اننا معجبون بروحك النضالية ونفتقر لأمثالك. ولكن في الظرف الحاضر، فإن جهودك في غير موضعها وتبقى جهوداً ضائعة.
-افهم من ذلك ان علي ان ابدل وسائل تعليمي لتتماشى مع وسائل بقية زملائي. وعلي ان افقد شخصيتي المنفردة في التعليم. وعلي ان اضحي بكل ما اؤمن به من نظريات.
-عزيزتي آنسة هيوليت، اجابها المفتش بصوت هادئ: عندما تكبرين ستكتشفين ان التمرد يلزمه اكثر من صوت واحد يصرح في البرية كي ينجح. عليك اقناع الآخرين حولك بفائدة وسائلك. وعندما تحصلين على مساندتهم يصبح لديك بصيص امل في تغيير الاسلوب.
نظرت لين الى المدير تخاطبه وهي تتنفس بصعوبة، ثم وقفت:
-استاذ بنستون. هل استطيع ان اخرج الآن؟
بدا المدير راضياً عن نتائج المناقشة التي ظهر المفتش فيها عنصراً فعالاً ومقنعاً.
-طبعاً يا عزيزتي. اشكرك على الاستماع الينا.
منتديات ليلاس
رفعت لين رأسها عالياً ومشت بسرعة نحو الباب. ذهبت الى غرفة رؤساء الدوائر بدلاً من الذهاب الى غرفة الاساتذة. يحق لها استعمال مكتب رئيس دائرة اللغة الانكليزية في غيابه لأنها كانت تقوم بمهماته. وجلست الى المكتب فوضعت يديها فوق رأسها وانحنت فوق المكتب وشرعت بالبكاء. نظرت بعد قليل حولها مستطلعة. لا يمكنها ان تبقى هنا فترة طويلة. امسكت حقيبتها فاخرجت منديلها ومسحت دموعها ثم ركضت خارجة من الغرفة. كانت مآقيها مليئة بالدموع فلم تلحظ في الممر وجود شخص يمشي باتجاهها. كانت لاترى اي شئ ولاترغب في شئ سوى الانفراد بنفسها.
وصلت الى غرفة الحمام الملاصقة لغرفة الاساتذة. ودخلت بسرعة فأغلقت الباب خلفها وتركت لنفسها العنان في البكاء.
حضرت ماري بعد قليل ودخلت الحمام. وجدت لين تجلس على كرسي تحدق في الفضاء وتبكي بحرقة كطفلة صغيرة. هدأت عاصفة البكاء وخفت الدموع قليلاً.
قالت ماري حانية عليها وهي تحاول ان تربت على شعرها مهدئة:
-لين يا عزيزتي! ما الذي حصل؟
كانت كالوالدة الحنون في لهفتها.
سألتها لين من بين دموعها المنسابة:
-كيف عرفت انني هنا؟
-قرع الاستاذ يورك على غرفة الاساتذة وقد بدا عليه الانزعاج. والظاهر انه رآك تدخلين الى هنا واعتقد ان شيئاً ما يزعجك.
-هكذا. انه هو سبب مشاكلي وانزعاجي..... ويقول انه لايعرف سبب ذلك.
صرخت لين بحنق وشرحت لماري ما حصل في غرفة المدير وسبب انفجارها.
-تشاجرا معي مثل كلبين سلوقيين يتشاجران على عظمة. كانا يتنافسان في تمزيق لحمي.
ضحكت ماري وقالت:
-هذا تشبيه جميل. افهم ما تقصدين.
-هل ذهب كين الى البيت؟
سألتها وهي تنظر الى نفسها في المرآة وبدأت تغسل وجهها من آثار الدموع:
-انظري الى شكلي العجيب!
-ليس كما تعتقدين. مع قليل من الزينة والترتيب تعودين اجمل مما كنت.
وضعت لين بعض الرتوش فوق وجهها واستعملت صباغ الشفاه بكثافة اكثر من المعتاد ورتبت شعرها.
-نعم. كين لايزال هنا. اجابتها ماري: عندما اخبرته انك في اجتماع مع المدير قال انه سيجبر شخصاً اخر على مشاركته في لعبة كرة المضرب. وسيعود اليك ليلعب واياك. لا تخذليه يا صغيرتي!
عادتا الى غرفة الاساتذة ووجدنا كين يفتش عنهما باهتمام.
-ما الذي حصل لك؟ هل حاول الرجل العجوز الاعتداء عليك؟ يبدو كأنك كنت في دوامة النشافة الكهربائية.
وضحكوا جميعاً.
-هل هذه طريقة معقولة يكلم بها الصديق صديقته الحميمة؟ علقت ماري.
-تعالي يا لين بسرعة لتشاركيني لعبة كرة المضرب. لا لزوم لتغيير ثيابك.
قالت لين وهو يمسك بذراعها ويجرها الى الخارج:
-ولكنني افضل ان اغيرها.
جذبها بسرعة الى الخارج مما جعل ذراعها تصطدم بحائط الممر.
-تعالي لا تكوني سخيفة. لقد انتظرتك طويلاً.
-آي!
صرخت وبدأت تفرك بغضب مان الرضة. احست انها مراقبة من قبل شخص واقف في الممر يتسلى بالنظر عبر النافذة. إلتفتت الى كين وقالت بدلع:
-اذا قبلتها ستتحسن بسرعة.
فعل كين كما طلبت منه. قبل ذراعها مكان الكدمة ثم مشيا سوياً وايديهما متشابكة ونزلا السلالم الى ملاعب كرة المضرب.
قال المفتش الذي كان واقفاً في الممر:
-مساء الخير.
فنظرت لين الى كين تخاطبه بصوت مرتفع:
-لن تهزمني ابداً مهما كنت ضخماً.
وكانت تعني المفتش بكلماتها وتتمنى ان يكون قد فهم مرادها.
قال كين:
-اعتقد ان هذا الرجل يكرهك كثيراً!
نظرت لين اليه تستعلمه:
-يكرهني؟
ثم اكملت بصوت مرتفع:
-لا يكرهني قدر ما أكرهه وامقته!
ثم ركضا الى ملعب كرة المضرب. سألته لين:
-مع من كنت تلعب قبل حضوري؟
-مع معلمة اللغة الانكليزية الجديدة الآنسة ديردر كارسون. تمتاز بضرباتها القوية في البداية ولكن لعبها اجمالاً ليس بمستوى لعبك وكذلك جمالها.
ثم تمتم وهو يضغط على يدها ويغمزها:
-ولكنها ليست كريهة!
لعبت لين بمهارة ونشاط. قال كين يخاطبها:
-انك تضربين بقساوة كأنك تتخيلين وجه المفتش صديقك في كرة المضرب. شعرت انه يراقبنا من احدى النوافذ المطلة على الملعب منذ برهة.
نظرت لين بسرعة الى اعلى لتتحقق. قال كين:
-تأخرت. لقد رحل.
قالت لين بمرارة وحنق:
-اعتقد انه كان يراقب لعبي في كرة المضرب ليقرر ما اذا كنت في مستوى ما تتطلبه وظيفتي كمعلمة لغة انكليزية.
-اخرجيه من تفكيرك يا صديقتي وفكري بي. هيا لنكمل اللعب فالتمرين وحده يفيدني.
الاسبوع التالي في المدرسة كان هادئاً، اذا قورن بالاسبوع السابق. كانت لين احياناً تشعر بشخص يشبه المفتش يراقبها من بعيد كأنه يتجسس عليها. كرهها له جعلها تعتقد ذلك: (خياله يلاحقني ليل نهار). كانت كلما دخلت غرفة صفها تنظر بارتياح ولهفة الى زاوية الغرفة لترى اذا كان المفتش قد عاد ليزعجها ويعذبها. بقيت خائفة حتى نهاية الاسبوع. واخيراً ارتاحت تدريجياً ولكن ثقتها بقدرتها في تأدية وظيفتها كانت تزعزعت. لقد حطم المفتش كل حماسها لمهنة التعليم وارادتها في التجديد.
كانت لين تلعب كرة الضرب مع كين كل مساء بعد ان تفرغ من عملها. احياناً عملها كرئيسة لدائرة اللغة الانكليزية كان يمنعها من مشاركته اللعب فتنوب عنها الآنسة ديردر. لين تحبها وتعتقد انها جميلة ولطيفة وكذلك كين، يشعر انه مدين لها لمساعدتها. انه متشوق للنجاح في مباراة كرة المضرب التي ستقام في منتصف الفصل وسيتنافس لنيل البطولة.
النهار يطول في فصل الربيع. وبالتالي يجد كين متسعاً من الوقت للتنزه مع لين قرب النهر. فهو لايحب المسرح والسينما لأنه لا يستطيع ان يبقى ساكناً لفترة طويلة من الوقت.
في امسية من شهر نيسان، بعد ثلاثة اسابيع من يوم التفتيش، تناول كين معها الشاي في استراحة قرب النهر ثم استأجرا مركباً للنزهة. كان يجذف بجد ونشاط بينما استقلت لين في مؤخر المركب ويداها تحت رأسها.كانت ترتدي بنطلوناً احمر وكنزة حمراء. تمتم كين قائلاً:

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 29-08-11, 03:07 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


-انظري من هنا!
وهز بيده ملوحاً ومرحباً. رفعت لين رأسها وبسرعة عادت الى وضعها السابق. كان كريس يورك يمشي بمحاذاة الضفة قرب الرصيف. سألها كين مستغرباً:
الن تلوحي له بيدك؟
-لا. شكراً. اان اسلم فقط على الاصحاب.
-مازلت غاضبة؟ انت تقسين عليه. هو لم يحطم عملك. اليس كذلك؟
هي وحدها تعرف كم اضعف ثقتها واعتدادها بنفسها، وحماسها، وكم حطم من روحها الوثابة. نظرت الى الافق البعيد وقالت:
-الم يفعل؟
-يبدو انه رجل وحيد. اتذكرين يوم قال لنا انه يحتاج ان يذهب الى المستنقعات ليستوحي الهدوء؟ اتعجب! ماذا يفعل عندما يكون بعيداً عن بيته ووحيداً؟
-يتمشى بجانت النهر كما يفعل الآن.
صرفت لين الأمر نهائياً. لقد حصنت عواطفها بالدروع تجاهه ولن تسمح لأي شعور ان يخامرها حتى ولا الشفقة. اذا كان رجلاً وحيداً فهذا شأنه. ربما يحب الوحدة. كلما التقته تتشاجر معه. وهي تحمد الله ان ذلك لم يكن يتكرر كثيراً.
كانت لين تتعتم بعملها كرئيسة للدائرة الانكليزية في غياب الاستاذ بلاكهام. الاشاعات تتردد انه ربما طلب التقاعد باكراً لأسباب مرضية. واذا صحت هذه التكهنات فانها ستقدم لهذه الوظيفة. انها منزلة فخرية وترغب بها.....
جمعت لين غسيلها الوسخ يوم الجمعة مساء ووضعته في كيس وذهبت الى مركز الغسيل الآلي في الحي لتغسله. لقد عرضت عليها السيدة ولترز –المؤجرة- ان تقوم عنها بهذا العمل عند بدء عقد الايجار. ولكن لين كانت تفضل ان تقوم به بنفسها.
وضعت لين كيس الغسيل في المقعد الخلفي في سيارتها وذهبت الى الموقف القريب من محل الغسيل، حيث اوقفتها وحملت غسيلها ودخلت المغسل. كان المغسل مكتظاً ولم تجد الا مقعداً واحداً لا يحتله احد. وضعت حقيبة يدها فوقه وحملت غسيلها الى الآلة الوحيدة الفارغة. وضعت الثياب بداخلها وما يكفي من المسحوق وادارت المحرك لبدء عملية الغسيل. ثم عادت الى مقعدها بعد ان انتقت مجلة وبدأت تقلب صفحاتها بدون اهتمام. كان يجلس الى شمالها رجل يقرأ الجريدة،والى يمينها امرأة تاول جاهدة ان تهدئ من نشاط ابنتها علها تخلد لبعض السكون. تكلم الرجل الذي يجلس عن شمالها وقال ببطء:
-مساء الخير يا آنسة هيوليت.
كادت لين تقفز من مكانها من هول المفاجأة. لايمكن ان يكون المفتش هو الشخص الذي يجلس الى شمالها يقرأ الجريدة. ولكنه هو بعينه. تمتم وهو يبتسم لها:
-مكان غريب نلتقي به!
اوه. مرحباً يا استاذ يورك.
احست لين بشعور غريب لم تعتده. شعور يميل الى الشك ثم الحماس. لم تفهم ردة الفعل هذه وبدت عصبية للغاية. حاولت ان تسترد من رباطة جأشها قبل ان تتكلم:
-انا احضر الى هنا دائماً ولكنني لم التق بك من قبل!
-انها اول مرة آتي فبها الى هذا المكان. السيدة التي تساعدني في تدبير شؤون منزلي مريضة منذ يومين. لقد اقترحت علي ان اجلب غسيلي الى هنا.
-معقول.
فتحت لين مجلتها من جديد تحاول ان تقرأ. وودت لو يعود هو ابضاً الى قراءة جريدته لأنها لا ترغب في محادثته.
-لم تكن لدي خبرة في تشغيل آلات الغسيل فطلبت من احدى السيدات المساعدة. ابتسمت لين بلطف وقالت:
-العمل سهل لو اتبعت الارشادات المكتوبة قرب الآلة.
ثم صمتت من جديد.
-يبعد المغسل كثيراً عن مكان سكني. لقد حضرت بالباص.
-اوه! وأين سيارتك؟
-بالكراج. تحتاج لفحص عام. هناك بعض الخلل الطفيف. الحياة اصبحت صعبة جداً في هذه الأيام.
لم تشفق عليه ولكنها كانت مضطرة بسبب اللياقة ان تعرض عليه خدماتها وتقول:
-لدي سيارة في الموقف. هل ترغب في ان اوصلك الى منزلك؟
اعترض الاستاذ يورك بلطف لأنه لايريد ازعاجها لأن منزله ليس على طريقها، بل يبعد عن وسط المدينة. وتابع بأنه سيعود بالباص ايضاً كما حضر. ولكنها وجدت نفسها تقول ان ذلك لن يزعجها ابداً. وقبل عرضها مسروراً ومبتسماً.
حملا اكياس الغسيل الرطبة ووضعاها في المقعد الخلفي في السيارة. وجلس قربها في المقعد الأمامي بعد ان زودها بتعليمات واضحة عن عنوان منزله. قادت لين السيارة بهدوء ووصلت الى موقف للسيارات في الطرف الآخر من المدينة قرب منازل حديثة وفخمة للغاية.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 29-08-11, 03:10 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


-هل تتفضلين بزيارتي ياآنسة هيوليت؟ الشقة غير مرتبة وسأفهم بالطبع اذا فضلت ان لاتقبلي دعوتي.
كانت لين على وشك الاعتذار ولكن جملته الاخيرة وضعتها في مأزق حرج. لأنها اذا اعتذرت فسيكون بسبب عدم ترتيب الشقة.
-شكراً جزيلاً. سأدخل لدقائق قليلة.
ركبا المصعد الى الطابق الأول. فتح الباب وقال:
-سأصنع بعض القهوة. هل تشاركينني في شربها؟
-نعم. شكراً.......
الشقة فخمة الأثاث والديكور ومزينة بذوق رفيع دون فوضى. نوافذها العريضة تمتد من الأرض الى السقف وستائر السلك الرفيعة لا تحجب الرؤية، وفوقها من القماش الجيد الزاهي الألوان. تساءلت في نفسها: من انتقى الأثاث؟ زوجته؟
ناداها الاستاذ يورك من المطبخ قائلاً:
-ارجوك. اجلسي.
ولكنها فضلت ان تتفرج على الشقة. نظرت الى مجموعة كتبه فوق الرفوف المبنية قرب المدفأة من جهة، بينما الجهة الاخرى طاولة صغيرة عليها زجاجات من المشروبات المختلفة. لفتت نظرها صورة فتاة شابة جميلة فوق احد الرفوف قرب المدفأة. عيناها واسعتان ساحرتان وابتسامتها لاتقاوم. وقرأت في اسفل الصورة العبارة التالية: الى حبيبي كريس من انجيل.
بلعت لين ريقها وتساءلت في نفسها: هل هي زوجته؟ هو ليس وحيداً كما اعتقدت. لديه ارتباطات عائلية مما يجعله بشراً وانساناً. دخل كريس حاملاً القهوة والكعك الى غرفة الجلوس. وابتسمت له لين ابتسامة رقيقة من القلب، لم تبتسم له مثلها من قبل. تأثير ابتسامتها عليه كان مذهلاً. كاد يقزف من مكانه. وامسكت لين صينية القهوة من يديه قبلان تسقط على الارض. انسكبت القهوة في الصينية وملأت الصحاف.
-متأسف. هذا اهمال مني. ارجوك ان تضعيها فوق الطاولة الصغيرة.
جلست لين في كرسي مريح جداً وهي تحاول جاهدة ان تجعل زيارتها له لطيفة ومريحة. قالت تحاول مجاملته:
-لقد تكلمت عن الفوضى وعدم الترتيب في المنزل ولكنني لا اراهما.
ناولها كريس فنجان القهوة وبعض الكعك ثم انحنى يخاطبها بهدوء:
-هنا لابأس. ولكن المطبخ ملئ بالصحون الوسخة التي تحتاج للغسيل. ثم غرفة نومي.
تكلم بصوت خفيص:
-لاتخبري احداً بأن سريري غير مرتب.
ضحكت كثيراً وقالت:
-لاتهتم لهذا الامر. سوف لاانظر الى غرفة النوم.
تحادثا سوياً. اخبرها انه انتقل مؤخراً الى هذه المنطقة بسبب عمله. وتكلم عن بيته وقريته واهله في شمال انكلترا. بيت اهله حديث وواسع وتحيط به حديقة غناء. قام وفتش داخل خزانة صغيرة وقال:
-في مكان ما وسط هذه المجلات يوجد كتاب من الصور الفوتوغرافبة الملونة لمدينة يوركشاير وضواحيها. ها هو.
ناولها كتاب الصور وعاد يجلس قبالتها. بدأت لين تقلب صفحات الصور وتبدي اعجابها لرؤية المناظر الخلابة. وتراجع هو في مقعده الى الوراء وشرع يراقبها بعينيه المتصفحتين. لو تلاحظ تحديقه فيها الا حين رفعت نظرها عن الصور لتسأله سؤالاً. فأحمرت وجنتاها خجلاً ولم تسأله. نظرت الى صفحة جديدة وقالت:
-ما اجمل هذه الفتاة!
كانت صورة الفتاة نفسها الموجودة فوق احد الرفوف. ولكنها هنا ترتدي لباس البحر وتتمشى على الشاطئ ويدها بيد كريس.
اقترب كريس منها وجلس على ذراع كرسيها واجاب:
-هذه الصورة؟ لم اكن اعلم انها لا تزال هنا ضمن المجموعة. انها صورة قديمة. اخذت منذ ست عشر سنة. كنت لاازال في العشرين من عمري في ريعان الشباب. يمكنك مقارنتها بي بعد ان نالني الكبر.
نظرت لين اليه لتقارنه بالصورة. التقت نظراتهما وارتعشت قليلاً وهي تجيبه:
-انا لااعرف..... لا تبدو كبيراً.
واحمرت وجنتاها من جديد.
-حقاً! انك تجاملينني!
ضحك قائلاً.
-اليست هذه الفتاة نفسها التي في الصورة فوق الرف؟
-صورة انجل. نعم هي نفسها.
-هل هي زوجتك؟
-لا.... انا لازلت عازباً للأسف. هي صديقة قديمة لي عرفتها من سنين عديدة. اسمها انجل كاستل واسمها الفني انجيلا كاستللا. هي مضيفة. تقدم برامج غنائية في قاعة الاحتفالات بلندن وفي قاعات كبيرة اخرى داخل البلاد وخارجها. لها صوت بديع وتعيش قرب منزل والدي في الشمال.
ترك كريس مجلسه وعاد الى كرسيه قبالتها. شعرت لين انه لايريد ان يتكلم اكثر عنها مع انها كانت ترغب في معرفة حقيقة علاقته بها. وصلت لين الى نهاية كتاب الصور الفوتوغرافية واغلقته وهي تتنهد.
-اين تعيشين ياآنسة هيوليت؟
-في وسط كنت وفي ضاحية متمدنة. لايوجد حولنا ريف جميل وهضاب غناء مثل يوركشاير. منزل والي بسيط وقديم. بني في الثلاثينيات وهو مكون من قسمين. والدي يكره التغيير ويرفض ان ننتقل منه.
ضحك كريس كثيراً وقال:
-من الواضح انك لست مثله! ووالدتك؟
-انا اشبهها. وهي تؤمن ان التغيير هو عصب الحياة. واعني بذلك تغيير الافكار.
صمت كريس قليلاً ثم تنحنح وقال:
-هل تمارسين لعبة المضرب دائماً؟
-اغلب الأحيان العب مع كين. انه متحمس جداً للفوز بالبطولة في دورة منتصف الفصل.
-انك تجيدين اللعب. راقبتك ذات مساء منذ عدة اسابيع.
-حقاً؟ تساءلت كاذبة ثم اكملت: ان ذلك بفضل مساعدة كين وتدريبه. هو يريد التمريت مع لاعبة جيدة لذلك احسن تدريبي.
صمت كريس قليلاً ثم قال:
-اعتقد انكما ستتزوجان قريباً!
-اوه. انا لااعرف بعد. لقد تباحثنا سوياً بأمر الزواج حتماً، ولكننا مشغولان حالياً ولم نقرر اي شئ بهذا الشأن بعد.
-سمعت انكما مخطوبان.
-نعم. خطوبة غير رسمية.
-انه شاب لطيف.
-نعم.
ران صمت عجيب. كان كريس يراقبها وبدأت ترتعش بعصبية وشعرت اها غير مرتاحة. هناك امر يقلقها وتريد ان تتباحث معه بشأنه. هذا الأمر عسير وربما يقلب جو الالفة الذي ربطهما منذ نصف ساعة. تشجعت اخيراً وقالت:
-استاذ يورك؟
-نعم ياآنسة هيوليت؟
جلس على طرف كرسيه ولف رجليه فوق بعضهما وعقد يديه فوق صدره وانتظر منها ان تتكلم.
-هل تذكر حديثنا في مكتب مدير المدرسة؟
-نعم.
تجمد في مكانه.
-هل تتكلمين معي بصفتي مفتشاً بوزارة التربية ام بصفتي صديقاً؟ اتمنى ان اكون الصديق لأنني لا احب ان اجمع بين العمل والمرح.
ارتبكت قليلاً واجابت:
-لااعرف، ربما بصفتك مفتشاً.
-ياللأسف. على كل حال تكلمي.
وقف ووضع يديه في جيوبه (من الواضح انه يرتاح لهذه الوقفة) ونظر اليها من عل.
-اريد ان اطلعك انني عملت بنصيحتك.
منتديات ليلاس
كانت تتكلم بتكلف ظاهر بينما كان ينصت اليها بكل انتباه.
-غيرت اسلوب تعليمي واتبعت الطرق التقليدية. بالرم من عدم اقتناعي بها وكرهي لها فانا انفذها في صفوفي.
مشى كريس ببطء نحو النافذة المشرفة على الحديقة الغناء المحيطة بالبناية. وبعد صمت طال دقيقة او دقيقتين اجابها باقتضاب:
-حسناً.
-واريد ان اعلمك ايضاً بانني سأقدم طلباُ لوظيفة رئيس الدائرة الانكليزية، مكان الاستاذ بلاكهام في حال استقالته كما تتردد الشائعات. التفتت كريس نحوها بسرعة وتكلم بلهجة آمرة:
-تكونين مخطئة وتضيعين وقتك سدى.
اصب مفتشاً خالصاً لايشوبه شئ من الشعور بالصداقة.
-اريد ان اشير بأنني اقوم حالياً بأعباء الوظيفة ومهماتها منذ اسابيع، ولم يتذمر احد.
وبقيت في مجلسها.
كان صوته بارداً:
-هذا لايؤثر!
بالعكس. هذا يبرهن انني استطيع القيام بهذا العمل. كل الاعمال العائدة للدائرة تسير حسب الاصول فترة غياب الرئيس، ولم يحصل اي تأخير او اشكال.
-لا تخدعي نفسك. انت آخر من يستطيع ان يقبل بهذه الوظيفة.
بان الغضب على وجهها جلياً. واحست بكراهيتها له تزداد. نسيت انها ضيفة في بيته وقالت بسخط:
-لا. انني واثقة بأنك ستحاربني!
-انا؟ ومادخلي في هذا الشأن؟
-انت ادرى فأنت الذي تسببت لي في كل هذه المشاكل!
-وكيف تسببت لك بها ياآنسة هيوليت؟ ليس بامكاني تقديم اية مساعدة لك. هناك الكثيرون ممن سيرفضونك ويحاولون ابعادك عن الوصول الى هذه الوظيفة. والأهل، ايضاً، يتذمرون وبعض زملائك المدرسين لديهم اصدقاء بين المستشارين. سيحاربونك وسيستعملون نفوذهم لابعادك عن مبتغاك متى تقدمت لهذه الوظيفة. طبعاً بطرق غير رسمية ودون اللجوء الى مجلس الأمناء. المستشارون هم الذين يديرون المدرسة وهم وحدهم النعنيون بهذا الشأن.
كانت لين تعرف حق المعرفة انه يتكلم الحقيقة. ولكنها تحاول ان تعمي نفسها عن رؤيتها وترفض رأيه بتحيز. لقد كان صريحاً كل الصراحة معها، موضحاً لها الأمر دون اشكال. احست برغبة في البكاء وشعرت بالدموع تملأ مآقيها، وخافت ان تنهمر دون ارادتها. وقفت بسرعة وقالت:
-انا آسفة. شكراً عل القهوة يا استاذ يورك.
هذا كل ما استطاعت ان تتفوه به وهي تمشي مسرعة نحو باب الخروج. هز الاستاذ يورك رأسه آسفاً واوصلها الى الباب وودعها بكل ادب.
-وداعاً ياآنسة هيوليت. شكراً لايصالك لي بسيارتك.
ركبت سيارتها على عجل وخرجت من الموقف وهي آسفة لما حصل......
هذه هي نهاية علاقة طيبة من الصداقة بينهما دامت حوالي الساعة تقريباً. ولايمكنها الا ان تلوم نفسها على ما حصل.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, lilian peake, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, this moment in time, عبير, كيف ينتهي الحلم
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t166582.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 18-08-15 12:45 AM


الساعة الآن 05:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية