لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-11, 09:20 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


هزت لين كتفها كأنها تقول ان رأيه في اسلوب تعليمهاوطريقتها في التدريس لا يهمها. حملت صينية طعامها وجلست قرب ماري وكين.
-انظري من حضر الى هنا......انهم لجنة المفتيشين بصحبة مدير المدرسة.
قال كين مستغرباً وجودهم:
-انه يرعاهم كما ترعى الدجاجة صغارها.
قالت لين بلهجة ساخرة:
-انه يبالغ بالاهتمام بهم وسيقدم لهم طعامهم ايضاً.
-هل هذا الشاب الطويل الأنيق هو مفتش اللغة الانكليزية؟
سألها كين بصوت يكاد لا يسمع:
-لقد رآك يا بطتي. أرجو ان تتصرفي كما يجب.
أجابته بصوت منخفض:
-سيحضر الآن الى هنا ويفسد علي طعامي.
-اعتقد انه شاب لطيف ووسيم ومرح وهو متعلم ومصقول. ماذا تريدين اكثر من ذلك؟
سألتها ماري وهي تراقبه من زاويتها بتأن:
-يبدو في منتصف الثلاثنيات من عمره، مثلي. نسبيا، هو صغير لهذه الوظيفة التفتيشية.
-هل تعرفين يا لين،
قال كين معلقا:
-ان هذا الرجل لا يستطيع ان يبعد نظره عنك..... ماذا فعلت له؟ هل سحرته؟ انه يراقبك منذ دخل الى هنا.
-صحيح؟ هل نقدم له مشهداً ساراً يا كين؟
نظرت لين الى كين نظرة حالمة.
فقطب كين ضاحكاً وقال:
-إذا تابعت نظراتك تلك فسأضطر لمعانقتك أمام الجميع.
-ارجوك ان تفعل يا كين.
وبعبث وخبث قربت نفسها منه اكثر.
قال كين مرتبكاً:
-ابتعدي يا لين أرجوك.
وكذلك انزعجت ماري تصرفاتها المثيرة المصطنعة:
-لقد أعطت تصرفاتك نتائجها. ها هو يركز اهتمامه على طعامه ويشارك اصدقاءه الحديث. هيا لنعد الى مطحنة العمل. لقد انتهينا من طعامنا.
قاموا ومشوا خارجين. وحاولت لين ان تتفادى المرور قرب طاولة المفتشين، ولكن المدير الأستاذ بنستون لمحها وناداها عبر الغرفة.
خافت لين وتساءلت ما الذي فعلت لاستاهل كل ذلك؟
-اهلا آنسة هيوليت.
رحب المدير بها وهو يعرفها الى هيئة المفتشين:
-آنسة هيوليت هي المسؤولة حالياً عن دائرة اللغة لانكليزية في غياب الاستاذ بلاكهام رئيس الدائرة لأسباب مرضية.
ثم نظر الى الاستاذ يورك ليعرفها اليه.
-اعتقد انك التقيت هذا الصباح الاستاذ كريستوفر يورك مفتش اللغة الانكليزية.
هز الاستاذ يورك رأسه بأدب دون ان يرفع ناظريه إليها.
-وهؤلاء بقية المفتشين.
أكمل المدير الاستاذ بنستون تعريفه وهو يسمي كلاً باسمه.
-ربما تتعجبين لماذا ناديتك الى هنا؟ اريدك في مكتبي في الساعة الثالثة إلا ربعا كي نقول بدورة في انحاءالمدرسة مع المفتشين.سأطلب من جميع وؤساء الدوائر ان يرافقونا.ارجو ان تتدبري أمرك لمرافقتنا.
وافقت لين بسرعة وهي تتظاهر بالغبطة والحماس.ضحك المدير كثيرا تحى نزلت نظارته فوق أنفه.وبحركة مهذبة من يده نظر الى لين وصرفها لشؤونها. تركت لين المدير وصحبه وهي تتأسف على الوقت الثمين الذي سيضيع في جولة المدرسة مع فريق التجسس من المفتشين.والمزعج الاول بينهم سيكون الاستاذ يورك بالطبع.
منتديات ليلاس
حضرت صديقتها ماري في الوقت المحدد لتأخذ عنها صفها كي تذهب لين الى المدير وصحبه. وتمتمت لين تخاطب ماري:
-لو كنت انت المسؤولة عن الدائرة بدلاً مني؟
-ولكن درجتي العلمية ليست بامتياز مثل درجتك يا عزيزتي.
أجابتها ماري بهدوء:
-لقد نلت تقديراً يوم تخرجت وهذه النتيجة لاتؤهلني لثقتهم في ادارة الدائرة.
دخلت لين الحمام في غرفة الاساتذة وغسلت وجهها ثم رتبت شعرها وأعادت تزيين وجهها ونظرت الى الرآة تطمئن لجمالها. ألقت على نفسها نظرة رضى وهي تقول: تعابير وجهي المريرة هي التي تؤثر على جمال شكلي....ابتسمت بلطف وقالت: هكذا أفضل، سأبتسم للجميع ما عدا الاستاذ يورك.
قرعت لين باب مكتب المدير ثم دخلت. كانت آخر الوافدين والمرأة الوحيدة بينهم. نظرت العيون إليها باعجاب ونهم، وشعرت لين برغبة في ان تركض هاربة بعيداً عنهم. عم السرور جميع الموجودين بدخولها ما عدا واحداً. أحد المفتشين قال بفروسية: يسرهم ان تكون معهم سيدة شابة جذابة لتضفي لوناً سحرياً منعشاً على تجوالهم في المدرسة.
ضحك المدير معلقاً ثم رحب بها وهو ينحني بأدب:
-حضر الجميع يا سيدتي، رؤساء الدوائر والمفتشون. هل نبدأ جولتنا؟
ثم نظر الى مفتش اللغة الانكليزية وقال:
-يا استاذ يورك. ستكون الآنسة هيوليت بخدمتك.
تحرك الاستاذ يورك وهو يبتسم ساخراً. هل نمشي؟
تمتم وفتح لها الباب لتخرج قبله.
سارا جنبا الى جنب صامتين في الممر الطويل. وشعرت لين بكآبة وهي تتساءل: كيف ستتفاهم مع شخص متعجرف وانعزالي وعنيد مثله؟ بماذا ستتحدت معه؟ عن الطقس؟ رغبت في الضحك وشعرت انها تتصرف بطريقة جنونية. رأت استاذ اللغات مقبلاً نحوهما.
-اسرع يا استاذ ويلكنز!
-هل تعملين في هذه المدرسة منذ زمن يا آنسة هيوليت؟
قفزت لين من نبرة صوته الرزينة الهادئة.
-منذ ثمانية عشر شهراً.
-وعلى افتراض أنك قمت بسنة تدريب.
وتوقف قليلاً. هزت لين رأسها موافقة.
-وهذا يجعلك في الثالثة والعشرين من عمرك؟
ولماذا يسأل عن عمري؟ غضبت ثم اجابته باقتضاب:
-الحقيقة انني في الرابعة والعشرين من عمري.
سره ارتباكها وانزعاجها وقال:
-انا آسف. لا تسأل سيدة عن عمرها!
اضطربت لين ولم تفكر بجواب يصدمه. وارتاحت قليلاً لأنهما وصلا الى مدخل القاعة العامة. فتحت الباب ودخلا. انضما الى بقية المفتشين ومرافقيهم في قاعة الاجتماعات. واحاط بها بعض الموجودين وهي تشرح لهم عن لائحة الشرف للمدرسة. تكلمت عن اللوحات الزيتية المعلقة فوق الحيطان والتي تصور المدراء الأقدمين والشخصيات المهمة التي تنبت مشروع المدرسة ورعته والتي تفخر المدرسة بهم.
شعرت لين وهي تتكلم ان الاستاذ يورك قد ترك المجموعة. انزعجت من تصرفه. وفتشت عنه فوجدته في زاوية القاعة يتفحص الأرغن القديم عن كثب.....انابيبه الذهبية التي ترتفع الى السقف وتغطي اجزاؤها الحائط الخلفي بكامله. لقد استرعى الأرغن كل اهتمامه، وترك اصابعه تعبث فوق مفاتيحه دون ان يخرج صوتاً. ثم جلس على الكرسي الصغير امام الارغن دقيقة او اكثر قبل ان يقف ويعود ادراجه الى المجموعة وقد وضع يديه في جيوبه.
خاطبه احد رفاقه مازحاً:
-انك متشوق لتلعب على الأرغن يا كريس. لماذا لاتفعل؟ المستمعون محجوزون لأمرك ومستعدون للتصفيق فوراً.
ضحك الاستاذ يورك مع صحبه ومال برأسه الى الوراء فبانت اسنانه ناصعة البياض. وجدت لين نفسها تنظر اليه باعجاب وهي تفكر كم هو وسيم! ولكن لماذا تهتم لجاذبيته؟ انه ليس صديقاً. ونظراته العابسة تؤكد عداوته تجاهها وهي تشعر بها بكيانها

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 27-08-11, 09:22 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



ادارت لين ظهرها له وهي تكمل شرحها للمجموعة المتحلقة حولها عن التمثيليات التاريخية التي تخرجها دائرة اللغة الانكليزية بمعاونة دائرة التاريخ. وذكرت لهم ايضاً ان دائرة الموسيقى تنظم حفلات موسيقية ممتازة تقيمها في هذه القاعة بالذات. كما وان المدرسة تشجع وتعتز بفرقة شبيبة المدرسة الموسيقية. اكملوا جولتهم بعد ذلك وزاروا مركز الجمباز والاستاد ومختبر العلوم والمكتبة وكل زاوية تستوجب الرؤية، وهذا يعني انهم زاروا وتجولوا في كل مكان. وحان وقت تناول الشاي فدعاهم مدير المدرسة الاستاذ بنستون الى مكتبه لتناوله هناك.
مشوا جميعهم عبر الممر بكثافة اجبرت اي شخص آت في الاتجاه المعاكس لهم على التراجع أو الانتظار. كان اندفاع موكب المفتشين في الممر وهم في طريقهم الى مكتب المدير مثيراً للضحك. ابتسمت لين لنفسها وهي تراقبهم.
حين اقتربت الموكب من غرفة الاساتذة، فتح الباب وظهر كين. وقع نظره على لين وغمز لها مازحاً. ابتسمت له ابتسامة ساخرة وتمنت ان لا يكون احد لاحظ مابينهما. ومع ذلك وجدت ان مفتش اللغة الانكليزية ابتسم ايضاً. وتغيرت تعابير وجهه قليلاً مما يدل غلى انه لاحظ نظراتها العابثة الى كين. وللفور تطلع عبر النافذة يشغل نفسه بالنظر الى الملاعب. وبعد قليل نظرت اليه لين من جديد لتجده قد استعاد تعابيره الصارمة القاسية. واعتقدت ان خيالها هو الذي صور لها ضحكة صامتة في عينيه.حملت لين فنجان الشاي بيد وصحن الكعك باليد الاخرى،ودارت بنظرها تفتش عن مكان فارغ تجلس فيه.امسك الاستاذ يورك بذراعهادون استنذان وقادها الى كرسي مريح في زاوية الغرفة البعيدة.انزعجت لين لأنها شعرت انها العمل وشكرته مكرهة.حمل لها فنجان الشاي والصحن ووضعهما قربها على طاولة صغيرة.
-والآن يا آنسة هيوليت.
وقف الاستاذ يورك امامها مباشرة وقطع عليها الطريق الهرب وكأنه صمم ان يحتفظ بها حتى ينتهي من حديثه معها. وضع احدى يديه في جيبه وحمل فنجان الشاي باليد الثانية. اخبريني.
كانت عيناه الرماديتان القاسيتان تتفحصان وجهها بدقة: وسأكون مهتماً بجوابك.
تكلم ببطء شديد وكأنه يصيغ سؤاله بتأن.
-ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه التقاليد في هذا العصر في حياة المدرسة باعتقادك؟
فكرت لين قليلاً. لماذا يستجوبني؟ عبست وهي تشك في الأمر. هل تخبره حقيقة شعورها وتسلمه رأسها وتعرض نفسها للخطر؟ ام تكتفي ببعض الملاحظات التافهة التي لا تؤثر في الموضوع ولا تؤثر في الموضوع ولا تظهر له حقيقة تفكيرها؟ فضلت ان تقول الحقيقة لأنها كانت واثقة انه لن يقتنع الا بها.
-اعتقد ان التقاليد(بدأت تجيبه ببطء) في المدرسة تشبه الدرع الحديدي للجندي المحارب.
-اوه؟ رفع حاجبيه الى اعلى متسائلاً:
-ولماذا؟
ابتسمت له ابتسامة عريضة:
-لأن التقاليد تغلف وتقيد كل شئ تحتويه كالدرع. اذا خلع الجندي درعه شعر بحرية الحركة. ما اعنيه ان على المدرسة ان لا تتمسك كثيراً بالتقاليد بل تتكيف مع النظريات الحديثة في التربية.
حدقت به متمنية ان يحاول فهم قصدها. شعر الاستاذ يورك ان توازنه قد اختل وهو ينظر الى عينيها العسليتين الواسعتين وهي تترجاه.
-هل تقصدين ان التقاليد تقيد الانسان الى الماضي؟
انضم الاستاذ ويلكنز رئيس دائرة اللغات اليهما وبدأ يستمع الى المناقشة وهو يشرب الشاي. وعلق دون استئذان:
-هل تعلن لين افكارها الثورية في التربية والتعليم من جديد؟ هي دائماً معارضة.
فضل الاستاذ يورك ان يتجاهل ملاحظة الاستاذ ويلكنز. ونظر الى لين واصر ان يسمع جوابها هي.
-نعم. هذا ما اقصده. التقاليد تمنع التقدم. الطرق القديمة في التربية كانت دون شك تناسب الزمن القديم. واذا استعملناها لزمن آخر ستكون مفارقة تاريخية في غير موضعها.
-هل تعنين ان علينا ان نهمل كل شئ قديم لمجرد انه ليس جديداً؟
-لا. انا اعارض ان نقيد انفسنا بالتقاليد لمجرد انها تقاليد نعتز بها. مثلاً مدرسة جديدة ومؤسسة تربوية جديدة لاتربط بالتقاليد..... انها تتحرك بحرية دون التزامات بالماضي وبالتالي تتبنى طرق التعليم الحديثة دون شعور بالجرم لأنها لا تقيم وزناً للتقاليد.
-حسنا. لقد شرحت رأيك بوضوح. ولكن هناك شيئاً يذهلني في ملاحظاتك.
كان الاستاذ يورك يتكلم عن قناعة وهو يسألها كالعاصفة:
-بحق السماء! لماذا اخترت العمل في مدرسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد وتعتز بتاريخها وماضيها المجيدين؟
شعرت لين كأن ضربة قاصمة قد سددت اليها. هل هذا ما كان يبتغيه من مناقشتها؟ انه ليس صديقاً وما اهتمامه بها الا من اجل الايقاع بها في الشرك الذي نصبه لها كي يستطيع ان يسلخها عن المدرسة.
-هذا ما نطلبه من الآنسة هيوليت دائماً.
قال موجهاً كلامه الى الاستاذ يورك:
-لماذا لاتترك المدرسة –المستنقع العفن- كما تسميها؟
صعقت لين من حديث زميلها وحاولت ان تدافع عن نفسها:
-انا لم اتكلم عن المدرسة هكذا ابداً.
قال الاستاذ سبنسر بهدوء:
-قيل لي انك قلت شيئاً من هذا القبيل......ربما هي اشاعة.
نهضت لين من مجلسها وقد نفد صبرها:
-انا اعمل هنا حباً بالتحدي. الجو الثقافي مشبع بثاني اكسيد الكربون الخانق ونحتاج للأوكسجين النظيف نحقن به الجو لننظفه. يحتاج الجو للتجديد، كما نقول في حياتنا العادية. يحتاج لهواء نظيف، هواء تربوي جديد.
قالت لين بتحد عاصف:
-وداعاً يا استاذ يورك.
ثم مشت باتجاه مدير المدرسة. وقبل ان تبتعد سمعت الاستاذ ويلكنز يضيف:
-حماس تبشيري في غير موضعه.
-شكراً لمساعدتك.
قال الاستاذ بنستون وهو يربت على كتفها بحنان ابوي.
ولم يكن قد تناهى الى سمعه بالطبع اي جزء من المناقشة التي دارت في زاوية مكتبه.
خرجت لين مسرعة دون ان تنظر الى الخلف. مشت عبر الممر الى غرفة الاساتذة. واحست براحة كبرى لأن الغرفة كانت فارغة. فجمعت اغراضها بسرعة وعادت الى منزلها بمزاج معكر للغاية.
بقيت لجنة المفتيشين اسبوعاً في المدرسة. كان المفتشون يدخلون ويخرجون من صف الى آخر مما جعل كل افراد الهيئة التعليمية والطلاب يشعرون بوجودهم بطريقة او باخرى. كانت لين تلتقي عدوها الاستاذ يورك في الممر وتخظى بنظرة غير ودودة منه. التقته مرة خارج غرفة الموسيقى يتكلم مع استاذ زميل. والتقته مرة ثانية يتحدث مع زميل له في هيئة التفتيش. رجل متوسط العمر ومرح. كانت لين في طريقها الى غرفة صفها. تحرك الاستاذ يورك قليلاً ليفسح لها مجالاً لتمر بسلام. لم تبتسم له ولا هو رفع نظره اليها. سلم زميله عليها بحرارة قائلاً:
-صباح الخير.
وسمعته لين يقول للاستاذ يورك:
-فتاة جميلة وجذابة وصغيرة لتتولى رئاسة الدائرة الانكليزية. الا تعتقد ذلك؟
اجابه الاستاذ يورك ساخراً:
-انها صغيرة جداً.
فكرت لين باسئلة الاستاذ يورك وحللتها يتأن فوجدت انها معقولة. شعرت ان غضبها في غير محله ولا يمكنها ان تصبه عليه. كان عليها ان تصب جام غضبها على زملائها الاساتذة الذين تناولوها بأقوالهم امام اعضاء التفتيش بعبارات قاسية وانتقادية. لماذا تلومه؟ هو مستاء لتصرفها وكلما التقته شعرت بأنه لا يغفر لها. يحزنها بل يزعجها لأنها كانت تأمل ان يكوّن فكرة حسنة عنها وعن عملها.
جلست مع ماري وكين وقت الغداء. واخبرتهم ماري ان الاستاذ يورك زارها مفتشاً على احد صفوفها.
سألتها لين باهتمام:
-وهل قدم لك بعض ملاحظاته؟
-تحدثنا طويلاً بعد الدرس. سأل عن المنهاج المقرر واسئلة اخرى. انه شاب معقول ولذيذ. رأيه صائب ومقنع. لقد تحاملت عليه مسبقاً يا لين.
شعرت لين ببعض الحسد وهي تقارن نفسها مع ماري. لقد اعطى ماري اهتماماً خاصاً في تعامله معها معاملة الند للند بينما اهملها هي كلياً..... مع انها تحمل شهادة علمية ارفع وبدرجة امتياز.
كانت سارحة بأفكارها حين لكزها كين في ذراعها. نظرت لترى كريس يورك حاملاً صينية طعامه في طريقه الى طاولتهم

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 27-08-11, 09:23 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

.
قدمت ماري له كرسياً قربها:
-اجلس يا استاذ يورك. اهلاًبك. ما الذي حملك الينا؟
سأله كين وهو يضحك:
-مجاملة لنا؟
-يمكنك اعتبارها مجاملة. لقد استقبلتنا بحفاوة بالغة يوم الاثنين الماضي وانا ارد المجاملة الآن.
لحظت لين انه لا يحب المجاملة والتمجيد. كانت قد انتهت من تناول طعامها وبدأت تشرب قهوتها. نظرت الى صحنها وهي تلعب بالمعلقة وسط بقايا الطعام. لم تفهم لماذا يخالجها شعور بالاحراج لقربه منها. ارتبكت ولم تجد اية كلمة تتفوه بها معه. كان يتناول طعامه ويتكلم مع كين وماري بسهولة وعفوية. اخبرهم عن موطنه في شمال انكلترا وجمال الريف هناك.
-هل زرت شمال انكلترا ياآنسة هيوليت؟
شعرت كأن صوته ايقظها من احلامها.
-يوركشاير؟ لا. ربما ازور المنطقة قريباً. سيعقد هناك مؤتمر تربوي وانا افكر جدياً بحضوره.
-اوه.
بدا المفتش مهتماً للأمر.
-يجب ان تزوري الريف في وقت فراغك اثناء فترة المؤتمر. الأفضل ان تجدي شخصاً يملك سيارة لتذهبي برفقته الى المستنقعات.عليك ان تتجولي مشياً على الأقدام ولا تفعلي مثل الغالبية التي تزور المنطقة بالسيارة فقط. هناك صمت غريب لايمكن ان تكوني قد اختبرته من قبل.
سألت ماري بفضول:
-الصمت هوالصمت! كيف يمكن ان يكون مختلفاً؟
منتديات ليلاس
-لا. للصمت انواع مختلفة. في المستنقعات الصمت ملموس ومسموع. انه كثيف تحسه وتشتطيع ان تلمسه. عندما ارغب في الهرب من كل مشاكلي او احتاج لحل بعضها او يخالجني احساس بعاطفة خاصة....كلنا نمر بمثل تلك الظروف احياناً حتى انا....اذهب بسيارتي واوقفها ثم اخرج لأتمشى اميالاً، اقطع الهضاب وسط السكون الغريب. تأثيره غريب علي كالبلسم الشافي للجراح.
-انا اصدقك.
قالت ماري: هناك عدد من الأديرة القديمة المشهورة في ذلك القسم من البلاد.
-نعم. معظم هذه الأديرة مبنية في مواقع بديعة وخلابة. منها دير فونتان ودير جيرفو. ثم دير ريفو الى جهة الشرق.
ثم نظر مخاطباً لين يحاول اثارتها:
-ولكن هذه الآثار لا تهم الآنسة هيوليت. كل شئ قديم، بالنسبة لها، عبء ثقيل يجب التخلص منه. الجديد هو المرغوب فيه....
قالت بحدة:
-هذا غير صحيح وانت تعرف ذلك يا استاذ يورك!
هز يورك كتفه واكمل شرب قهوته. نظر كين وماري اليها باستغراب وتبادلا نظرات الدهشة. نظر المفتش الى ساعته ثم وقف قائلاً:
-اعتذر. علي ان اسرع. شكراً لرفقتكم المسلية.
ورفع يده مودعاً.
-من الواضح انه يتحامل عليك يا لين. ما السبب؟
سألتها ماري:
-ومع ذلك فهو شاب لطيف ومشوق.
وافقها كين ايضاً:
-يبدوكذلك.
هزت لين رأسها غير موافقة بعصبية وهي لاتزال تشعر بحزن وألم من جراء اتهامه الخاطئ لها.
-بصراحة نحن لن نتفق!
منتديات ليلاس
كان يوم الجمعة هو آخر يوم من اسبوع التفتيش الطويل. كل شئ يسير على غير ما تشتهي لين. اضاعت دفتر الغياب والملاحظات ووجدته بعد عناء وتفتيش مدفوناً تحت اكداس الورق فوق مكتبها فتأخرت عن صفها. ثم اكتشفت ان اقلامها مثلمة وتحتاج للبري فتأخرت أكثر. ركضت في الممر كأنها ارنب يهرب من ثعلب، ولم تراع بذلك القانون الذي سنته بنفسها لتلاميذها: لا تركض في الممر.
وصلت اخيراً الى الصف ودهشت للهدوء المخيم. هي المرة الوحيدة التي تتذكر ان طلاب هذا الصف، وهم بين الحادية عشرة والثانية عشرة من عمرهم، يجلسون في مقاعدهم دون ضجيج في غيابها. مشت الى داخل الغرفة ووضعت كتبها فوق الطاولة. ورفعت نظرها وهي لا تستطيع ان تتنفس. كادت توقع اغراضها على الأرض من شدة ارتباكها. جف حلقها واحست بحاجة لتجلس وتستريح لأن رجليها لاتقويان على حملها. لقد لمحت مفتش اللغة الانكليزية الاستاذ يورك يجلس في مؤخر الصف.
-تابعي عملك يا آنسة هيوليت. تظاهري بأنني غير موجود.
وقف مكانه وخاطبها بكل جدية.
شعرت لين بالمرض. بدأت تسجل الغياب في دفتر الملاحظات وهي تفكر اسئلة تحيرها: لماذا زارها مرة ثانية؟ لماذا يصر على ازعاجها؟ لم يسبق ان زار مفتش معلمة مرتين؟ هل يعني ذلك .... استجمعت لين قواها وبذلت جهداً كبيراً لتتابع عملها.
طلبت من التلاميذ تغيير ترتيب الكراسي وبعد ذلك تجمعوا في فرقهم المختلفة. احس التلاميذ بارتباكها وعدم ثقتها بنفسها وتوتر اعصابها، فاغتنموا كل فرصة سانحة ليثيروا الشغب والفوضى في الصف. لم تستطع ان تضبطهم كما يجب. اذا وقع الطبشور من يدها يضجون بالضحك، واذا نظرت الى دفتر الملاحظات تستشيره كانوا يغتنمون يغتنمون الفرصة للوشوشة والثرثرة. جمع المفتش اوراقه في نصف الحصة وانسحب. وشعرت لين انها بحاجة للبكاء.
كل شئ كان يذكرها بفشلها، وبالتأكيد، هذه نهايتها في سلك التعليم. ما يؤلمها اكثر ان المفتش كان يتناول طعام الغداء على طاولتها في اليوم السابق ولم يذكر لها انه سيزورها مفتشاً صفها للمرة الثانية. ربما لأنه يرغب ان يشاهدها متلبس بالجرم المشهود ولقد نجح.
انتهت دروس بعد الظهر. مشت مضعضعة الأفكار الى غرفة الاساتذة وجلست الى مكتبها. وضعت يدها فوق رأسها وانحنت فوق طاولتها. وحضرت ماري الى غرفة الاساتذة بعد قلبل.
-ما المشكلة يا لين؟
سألتها.
اجابتها بأنها متعبة جداً.
-لك رسالة من سكرتيرة المدير. يريدك في مكتبه بعد المدرسة.
هذا ما كانت لين تخافه.
-عليك ان تذهبي الآن؟
مشت لين تجر نفسها جراً الى مكتب المدير. كانت تخاف ما سيقوله لها. كان خوفها يزداد كلما اقتربت اكثر من المكتب. لم تكن تتوقع ان ترى مفتش اللغة الانكليزية بقامته الفارعة، يحدق من النافذة كأن صبره قد نفد وهو ينتظر وصولها الى الاجتماع.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 27-08-11, 09:25 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انتهى الفصل الأول واتمنى يعجبكم وبأنتظار ردوكم

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 28-08-11, 01:31 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

موفقة حبيبتي بتنزيل الرواية
يعطيكي العافية

و أكيد بتعرفيني دائماً برفقتك بكل جديدك

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, lilian peake, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, this moment in time, عبير, كيف ينتهي الحلم
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t166582.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 18-08-15 12:45 AM


الساعة الآن 09:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية