لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 11:28 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحدث أن ردت سمانتا على الهاتف بنفسها , ولما سمعت صوت أمها قالت:
" هذه سمانتا , هل تريدين التحدث الى جدتي؟".
بللت باربرا شفتيها بلسانها وقالت:
" كلا , فأنا عند باتريك الآن يا سمانتا , وقد طلب ألي أن أسألك أذا كنت ترغبين في حضور حفلة الشواء الليلة في منزل شقيقته , أنها تقيم عند شاطىء البحر , وآندرو يرغب في أن تكوني رفيقته".
شهقت سمانتا , ومع أن وجود والدتها مع باتريك مالوري خفف من سعادتها بالدعوة , أدركت أنها ستذهب الى أي مكان يوجد فيه باتريك, وقالت بلهجة رسمية:
" أشكرك , يسرني أن أقبل الدعوة".
" أذن , فأنت لم تقرري أي شيء مع جدتك؟".
فكرت سمانتا لحظة , ثم أجابت:
" آه , كلا , قالت جدتي أنها ستنام باكرا حتى لا تتعبها الرحلة غدا ".
" فهمت , حسنا , سأنقل جوابك الى السيد مالوري".
وبعد أن ردت سمانتا السماعة الى مكانها , قال باتريك بجفاء:
" أظنها ترغب في الحضور".
" أجل , شكرا لك على دعوتنا".
وعادت باربرا الى مجلسها على الأريكة لتسأل باتريك:
" ما رأيك بأبنتي؟".
لم يكن السؤال بسيطا كما يظهر , ألا أن باتريك لم يتردد في الأجابة وذلك لأن تردده سيثير شكوك باربرا:
" أعتقد أنها فتاة جذابة , لكنها ليست في مستوى جمالك يا باربرا , فصغر جسمك يجذب الكثيرين اليك , ويجعل وجود شبيه لك أمرا مستحيلا, وأحسبها تشبه والدتها".
" أجل , أنها كذلك , فجون كان طويلا وممتلىء الجسم أيضا".
" أجل".
رمته باربرا بنظرة حادة وسريعة , غير أن باتريك بدا مسترخيا ومرتاحا فعادت تنظر الى فنجان قهوتها بينما أستأنفحديثه بشغف:
" أخبريني عن زوجك , ماذا كان يعمل؟".
وضعت باربرا فنجام قهوتها على الصينية ثم أجابت:
" الحقيقة أنه كان أستاذا في أحدى المدارس اللندنية".
" فهمت".
ومد باتريك رجليه , وأسترخى في مجلسه على
أحد المقاعد المنخفضة فيما رجته باربرا:
" دعنا نتحدث عن أنفسنا".
حانت من باتريك ألتفاتة نحوها , فرأى فيها أمرأة شديدة الحسن , جذابة .... وتساءل لماذا لم تعد تؤثر عليه كالسابق , كان يعرف منذ البداية أنها أمرأة أنانية تسعى وراء الملذات , ألا أن حياته هو لم تخل من العيوب والأخطاء حتى ينشد الكمال في الآخرين , وكان من الممتع أن يصطحب باربرا لأنها نديمة ورفيقة ممتازة .... أما الآن , والآن فقط , فأنه كلما أقترب منها رأى وجه سمانتا مبتسما أمام عينيه , ووجد نفسه يتمنى لو كانت سمانتا هي التي تغازله , لا لأنها أعربت عن مثل هذه الرغبة , بل لأنها تفضل آندرو عليه , وهنا وقفت باربرا وهي تتطلع اليه بفضول , قم حملت حقيبتها قائلة:
" متى ننطلق؟".
" دعيني أفكر , هل يناسبك أن ننطلق عند السادسة؟ فالطريق طويل الى ساندويش".
فألتفتت اليه بقسوة :
" أجل , هذا رائع , ولعلنا نجد وقتا أكثر ملاءمة في هذه العشية".
وتكلف باتريك الأبتسام بينما فتح لها الباب لتخرج وهمس بعذوبة:
" ربما".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:30 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- سهرة على شاطىء النار


تملك الذعر سمانتا , وتضاربت مشاعرها بين شوق للسهرة وخوف منها لأنها ليست على وفاق مع باربرا , وقضاء سهرة في صحبة بعضهما محنة شاقة , لم تمض مع والدتا سوى ساعات قليلة منذ حفلة الكوكتيل المشؤومة , وأفتتح معرض أزهار تقيمه جمعية نسائية في جنوبي لندن , وتوجب على سمانتا حضور الحفلة الى جانب أمها , كما دعيت الى مأدبة غداء أحيتها جمعية مدراء المسارح , وزارا معا مستشفى في ضاحية لندنية.
ولم ترافقهما اللايدي دافنبورت طبعا , مما جعل الوقت الذي قضته المرأتان معا محرجا ومملا , وخصوصا أن باربرا أخذت تبغض أبينها بصورة مضحكة , ومع أن سمانتا لم تهتم بهذا كثيرا , ألا أنها وجدت نفسها تبذل جهدا كبيرا لأصلاح ذات البين , ألا أن جهودها.... ضاعت سدى , وأدركت كلايد , التي ترافق باربرا في جميع تنقلاتها , حقيقة الوضع.
منتديات ليلاس
وطمأنت اللايدي دافنبورت حفيدتها بكل طريقة ممكنة , ووجدت سمانتا عزاءها في التفكير بأنها ستنتقل قريبا الى دافن , كانت تسهر دائما مع جدتها ,في حين كانت والدتها تذهب لقضاء سهراتها في الخارج , وكثيرا ما تساءلت سمانتا عمن يرافق أمها في سهراتها الكثيرة...
ولكن , لا يزال عليها أن ترافق باربرا في سهرة أخرى حيث يقتضيها الظرف أن تراقب أمها وباتريك مالوري يتصرفان تصرف العشاق.صحيح أن باتريك ذهل وأغتاظ في حفلة الكوكتيل , ألا أن شيئا من ذلك لم يكن ليؤثر على أهتمامه المطلق بباربرا الآن.
وأرتدت سمانتا بنطالا لاءمته سترة صوفية حمراء طويلة , رغم أنها لا تستسيغ الون الأحمر كثيرا , غير أن رغبة جامحة في التغيير أعترتها الليلة , خصوصا وأنها تطق البقاء فترة أطول في لندن , وقررت أن تجعل سهرتها الأخيرة ليلة جديرة بالذكر.
وعندما دخلت سمانتا الى غرفة جدتها لتودعها , بدت السيدة العجوز متعبة وممتقعة اللون وقد أستلقت في فراشها , وخاطبت الجدة حفيدتها :
" أنك تبدين صغيرة السن حقا يا عزيزتي , ومن المؤكد أن لا مجال أمام باربرا للتذمر الليلة".
فأبتسمت سمانتا أبتسامة عذبة:
" آمل ذلك , آه يا جدتي! ماذا يمكنني أن أفعل بدونك؟ أنك تجعلين الأمور طبيعية وسهلة".
أجابتها اللايدي دافنبورت بثقة:
" لا شك أنك ستنجحين لأن الذكاء والفتنة لا ينقصانك , وجميع الذين حادثوك , وأتيحت لي فرصة مقابلتهم , يؤكدون أنك مرحة , مما يعني أنك لم تواجهي الصعوبات".
عندئذ قهقهت سمانتا :
" أحسب أن عليك حذف باربرا من القائمة , في أي حال يا حبيبتي , يجب أن أذهب الآن , لأن الساعة تجاوزت السادسة".
" حسنا يا عزيزتي , أتمنى لك سهرة موفقة , وأرجو ألا تسمحي لأبنتي أن تستضعفك".
أنحنت سمانتا وقبلت وجنة جدتها , ثم أنسحبت من الحجرة بهدوء قائلة:
" سأفعل ذلك".
منتديات ليلاس
وأرتدت معطفها , ثم أخذت تتأمل وجهها في المرآة , حينئذ فتح الباب, فأستدارت مدهوشة لتلتقي وجها لوجه بباتريك مالوري وكانت الريح قد عبثت بشعره , فشعّثته , أما عيناه, فراقبتا سمانتا بمرح وتكاسل , أحست أن قلبها توقف برهة قبل أن يستأنف خفقاته المحموم فيما حيّاها باتريك:
" مرحبا , هل أنت مستعدة؟".
ضغطت سمانتا يدها على معدتها:
" أجل , هل حضرت بمفردك؟".
" آندرو ينتظرنا في السيارة , وبقي علينا أن نصطحب باربرا".
" حسنا , هل ننطلق؟".
" طبعا , فأنا هنا لهذا الغرض".
وأكتسى وجهها بحمرة الخجل أذ سخر منها ثانية , عندئذ دنا باتريك منها كثيرا حتى أصبح على بعد سنتيمترات قليلة منها , وأدركت خطره المضاعف في هذه الشقة وفي هذا الجو الحالم عندما قال لها:
" هل حسبت أنني كنت أتسلى بعذابك؟".
فأسرعت بالأبتعاد عنه فيما رفعت شعرها عن وجهها قائلة:
" لا يهمني ما تفعل يا سيد مالوري".
تفرس باتريك بها لحظة , ثم هز كتفيه هاتفا:
" فلننطلق".
وطغت البرودة على صوته ثانية , أما سمانتا , التي تتكيّف مع كل فارق في مشاعره , فعادت باردة أيضا , لماذا صدّته بهذه الطريقة مع أنه لم يكن وقحا؟ لم تكن كلماته أكثر من مزاح رقيق ينم عن الدفء والحنان.
ولما أنطلقا ليعبرا الممر , كلمته همسا:
" أنني آسفة على وقاحتي".
فرمقها بنظرة متفحصة ولم يقل شيئا:
وتوقف المصعد في الطابق الأرضي , وأفلتت سمانتا يدها من يد باتريك لتنطلق الى خارج الفندق , حيث أنتظرتهما سيارة فخمة , تلفتت حولها لتسأل باتريك:
" هل هذه سيارتك؟".
" أجل , هل أعجبتك؟".
" أنها بديعة للغاية , أين أجلس؟".
عندئذ بلغا السيارة , فترجل آندرو من المقعد الأمامي المجاور للسائق , بينما سألها باتريك مبتسما:
" أين تحبين أن تجلسي؟ بجانبي؟".
" أفعل أن شئت".
وبرزت فتنة سمانتا , فأضطرب باتريك , وتلعثم , ثم قال آخر الأمر:
" الأفضل أن تجلسي في المقعد الخلفي مع آندرو , فباربرا تتوقع أن تجلس بقربي".
هزت سمانتا كتفيها موافقة, ألا أنها سددت الى باتريك نظرة غريبة قبل أن تجلس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:31 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولما وصلوا الى ساحة بلغرايف , صعد باتريك لأصطحاب باربرا تاركا آندرو وسمانتا وحيدين في مؤخرة السيارة , طوّقها آندرو بذراعه:
" وضع مريح".
فأبتسمت سمانتا ببعض التعب:
" هو كذلك , هل يطول غيابهما؟".
" بناء على معرفتي بباربرا , يتعذر علي أن أجيبك , فمن المحتمل ألا تكون باربرا قد أستعدت للخروج بعد".
لكن باتريك قال أننا سننطلق عند الساعة , وها أن الساعة قد تجاوزت السادسة".
ضحك آندرو:
" أنه لمن الممتع أن يلتقي المرء بحسناء لا تتقن وسيلة تجعل بها الرجال ينتظرونها".
" ولكن , لماذا؟".
" دعيني أفكر ...... أن الرجل الذي ينتظر أمرأة يفقد أعصابه أذ يزيده غيابها شوقا اليها".
فصرخت سمانتا بسخط:
" أنك تهزأ بي".
" ليس بالضبط يا حبيبتي , على أنني أعتقد أن باتريك سيستعجل باربرا الليلة , فهو لا يبدو كلفا بها كما في السابق , لقد قضى أجازته في أيطاليا لكي يحدد علاقته بوالدتك التي لم تخف حقيقة مشاعرها نحوه , خصوصا وأنه لا يستعجل أتخاذ قرار يتعلق بأمر مثل أمر الزواج".
وضحك ثانية:
" في أي حال , أن باتريك لم يلزم جانب العفة خلال هذه السنوات الطويلة من عزوبيته , فقد عرف عنه طيشه في شبابه , ولا يفترض فيه الآن أن يبذل جهدا كبيرا بعد نجاحه ككاتب مسرحي , ومعروف أنه ثري حتى قبل أن يشتهر , وأقتصر أصدقاؤه في تلك الفترة على ... أبناء الطبقة العليا , هل تفهمين قصدي؟".
" كلا".
فحدق فيها آندرو ضاحكا:
" هل تقصدين أ لا تعرفين حسبت أن باربرا أخبرتك أن والده كان أميرا , أولست تعرفين شيئا عن كيلني؟".
" وما هي كيلني؟".
" الحقيقة أن باتريك يملك أرضا واسعة في أيرلندا , وبالتحديد في مقاطعة غالواي , ولا شك أنك سمعت بغالواي".
وذهلت سمانتا , وأجابته:
" ربما , ولكن , بصورة غامضة".
" لم أكن أدري ذلك , ولعل باتريك سيقتلني أذا عرف أنني أخبرتك لأنه يكره كل أنواع العجرفة وحب الظهور والتعالي".
" وهل يزور أيرلندا كثيرا؟".
" الحقيقة أن أملاكه في عهدة مدير يدعى مايكل أوهارا , أنه أسم أيرلندي عريق ولا شك , ومايكل يرعى شؤون خالي كلها , أما هو فيمضي معظم وقته في لندن , رغم أنه يحب أن يعيش في كيلني لأنها مكان جميل تنمو فيه الأعشاب الخضراء وتكثر التلال المنحدرة ,ويملأ خرير المياه وهديرها مسامعك عندما تأوين الى الفراش".
" أنك لشاعر".
" كيلني تستحق مني شاعريتي لأنها فردوس الشعراء , ولا ريب أن أمك ستزورها , ومن الواجب أن ترافقيها".
فتطلعت اليه سمانتا فجأة :
" هذا غير محتمل , ولكن, لماذا لم تتصل بي بالهاتف ؟".
" الحقيقة أنني أتصلت , مرتين".
وظهر الأرتباك على وجه سمانتا:
" لا أفهم شيئا , فخبر أتصالاتك لم يصلني".
" لم تلك ! أن أمك وجدتك أخبرتاني بالتوالي أنك غير موجودة , فظننت أنك تحاولين التخلص مني".
" أتخلص منك؟".
" أجل , الحقيقة أنني توصلت الى هذا الأستنتاج بعد أن أبلغنني بطرق كثيرة أنك لا ترغبين في رؤيتي".
" ليس ما تقوله صحيحا , فالحقيقة أنني تألمت عندما وعدتني أن تتصل بي هاتفيا , ولم تفعل... أو هكذا خيّل الي , فهنا أماكن كثيرة رغبت في زيارتها وهذا لن يحدث الآن لأننا سنذهب غدا الى دافن , والله وحده يعلم كم سيطول غيابنا".
" أنني أكرر أعتذاري في أي حال يا حبيبتي , والحقيقة أنني أتصلت بك , ولكن , ربما لم ترق فكرة خروجك معي لأهلك".
" من الواضح أن هذه هي الحقيقة , ولكن , لماذا؟".
هز آندرو كتفيه , ثم فتح باب السيارة , وأحتلت باربرا المقعد المجاور لمقعد السائق برشاقة وهي تحدثهما:
" مرحبا أيها الشابان, هنيئا لكما على هذه العتمة , هل أحسنتما التصرف؟".
وبينما تفوهت باربرا بهذه الكلمات , صعد باتريك السيارة من الجانب الآخر , فأحست سمانتا بالنار في وجهها , وتأكدت أن والدتها قالت ما قالته بقصد أفهام باتريك أن سمانتا وآندرو مراهقان يلهوان , أما باتريك , فلم يلتفت اليهما قبل أن يدير مفاتيح السيارة , غير أن ذلك لم يخفف من أنزعاج سمانتا , وما أن خرجت السيارة من لندن , حتى أخذت تنهب الأرض نهبا بأتجاه ساندوبش , وأنشغلت باربرا في حديث متواصل أجاب باتريك على بعضه بتقطع أحيانا , أذ بدا أنه يركز على االقيادة تحت جنح الظلمة المتعاظمة فوق الطرقات , وقاد باتريك السيارة بهدوء ومهارة كما توقعت سمانتا , وأحست أنها كادت تغفو لأن الرحلة كانت مريحة للغاية , ولكن , قبل أن تلقي رأسها على كتف آندرو , دخلت السيارة بوابة من الحديد تقود الى منزل شقيقة باتريك.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:33 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت الساعة قد قاربت الثامنة عندما توقفت الأوستن مارتن أمام المنزل الكبير القديم , وكان مشيدا فوق مساحة واسعة من صخور الشاطىء , وتنفتح باحته على مسبح عائلي خاص أقيمت على ضفته حفلة الليلة , وأصطفت على جانبي الطريق الخاص بضع سيارات , ولم يكد باتريك يوقف سيارته , حتى ترجلت سمانتا منها فرحة , وفور وصولهم , أندفع عدد من الأولاد نحوهم ورموا بأنفسهم مذهولين على باتريك , فأخرج لهم قطع السكاكر والشوكولا من جيوب معطفه , كما رفع الطفلة الأصغر بينهم فوق كتفيه.
منتديات ليلاس
ووقفت باربرا تراقبه بشيء من الأشمئزاز , في حين تقدمت سمانتا منهم بشغف لأنها طالما أحبت الصغار , الذين لم تنعم برؤيتهم عند وصولها الى أنكلترا , أما آندرو فكشر أمامهم قائلا:
" هذان الشريران الصغيران هما دبي ودونالد , أنهما توأم , أما باتريك , فيحمل جنيفر وهذه فران. أي تصغير فرانسيسكا طبعا , التوأم في الثامنة من عمرهما , في حين تبلغ فران العاشرة , ولم تتعد جنيفر الخامسة , ويبقى عليك مقابلة ستيفن البالغ من العمر أربع عشرة سنة , لكنه الآن في مدرسة داخلية , وعليه , لا بد أن تؤجلي متعة لقائه المشكوك فيها".
ضحكت سمانتا وقد حسدت آندرو على كثرة أشقائه وشقيقاته , آه , لو كانت أسرتها أسرة طبيعية سعيدة , ولو كان لها مثل هؤلاء الأخوة المحبين.
وتقدم باتريك منها حاملا جنيفر على كتفيه , ثم قال:
" ما رأيك بهؤلاء الرعاع؟".
هتفت سمانتا بدفء:
" أنهم آية في الجمال والروعة , وأني أغبطهم على أنفتاحهم وتحررهم , ما أجمل أن تكون للمرء مثل هذه الأسرة!".
أبتسم لها باتريك برقة:
" أنتظري حتى تتزوجي , عندئذ أسّسي أسرتك الخاصة بحيث تنعمين بهذه المتعة فعلا".
رفعت سمانتا بصرها اليه ومررت لسانها بخفة على شفتها العليا, وهمست بعذوبة:
" صحيح , وأنني أنوي أن أنجب حشدا من الأولاد".
فهمس في أذنها:
" أنا متأكد من ذلك".
وأستدارت بعيدا وقد عجزت في السيطرة على مشاعرها , وأمتلأ أنفها برائحة البحر وعشبه , فغمرها الحنين الى أيطاليا , ولكن لم يعد لها في أيطاليا منزل ولا أب يشعرانها بالأمان , وهذا ما تفتقده الآن , وتأمّل التوأم باربرا ببعض الشك , أذ أتيحت لهما فرصة مقابلتها من قبل دون أن تترك فيهما أنطباعا حسنا , وحسبا أنها تكثر من أستعمال العطر , كما أعتبرا أن من الحماقة والسخف أن ترتدي بزة ضيقة من الحرير السميك الأخضر لحضور حفلة على الشاطىء.
منتديات ليلاس
وألتصقت فران بسمانتا فيما ساروا نحو البيت , وسألت فران سمانتا وهي تتأملها بفضول:
" هل أنت صديقة آندرو؟".
أجابت سمانتا مبتسمة:
" ليس بالضبط , فأنا أبنة الآنسة هارييت".
بدت الدهشة على فران:
" باربرا هارييت؟ هل تقصدين باربرا صديقة خالي باتريك؟".
" أجل , لماذا تسألين؟".
" حسنا , الحقيقة أنني لم أعرف أنها متزوجة".
" أنها ليست كذلك الآن لأن زوجها قد توفي , بل يجب أن أقول أن والدي متوف".
" آه! أذن لماذا تدعو نفسها الآنسة هارييت ؟ من المؤكد أنها السيدة....".
" هذا صحيح , الحقيقة أنها يجب أن تكون السيدة كنغزلي , غير أن أهل المسرح يستعملون عادة أسماءهم المعروفة".
فقطبت فران جبينها:
" أنك لا تشبهينها البتة".
" كلا , لن أشبهها أبدا , أليس كذلك؟ أنني أصغر منها سنا وأقل منها شأنا".
" ماذا يعني هذا؟".
أبتسمت سمانتا لأنها لم تألف تفسير المعاني لأحد , بل العكس كان صحيحا , وحانت منها ألتفاتة الى آندرو السائر وراءها , فقال لها:
" لقد سمعت , أحقا تعرفين الجواب؟".
رفعت سمانتا حاجبيها غاضبة , وأستدارت نحوه , وضغطت على معدته ضاحكة , فتظاهر آندرو أنه أصيب بجرج بالغ , فركض نحوه التوأم ,وقد أعجبتهما اللعبة , وغدا المشهد صاخبا , فنظرت باربرا الى باتريك بكبرياء وأكدت فجأة :
" لا شك أنك أصبت , فسمانتا تمتع نفسها , أن الأولاد دائما يستمتعون بالحياة , أليس كذلك؟".
أنزل باتريك جنيفر الى الأرض مدّعيا أنها ثقيلة , ثم نظر الى رفيقته ,وسألها متهكما:
" هل أفهم من قولك أن الكبار لا يمتعون أنفسهم؟".
فأجابته باربرا:
" أنك تسيء فهمي عمدا".
وتكلفت الأحتشام وهي تتسلق السلم وتدخل البيت وكان السيد والسيدة فرايزر زوجين في العقد الخامس من عمرهما , متزوجين منذ نحو عشرين سنة , وكانت جينا , شقيقة باتريك , سيدة نحيلة القوام مديدة القامة تشبه سمانتا في بنيتها , وقد تسرب الشيب الى بعض شعرها , أما زوجها جايلز , فكان رجلا عريض المنكبين أشقر الشعر والبشرة له كرش صغير وقد أستقبل سمانتا ووالدتها أستقبالا دافئا.
أما الضيوف الآخرون , فكانوا أثنين من الجيران مع زوجتيهما الى جانب محام وزوجته , وعقيد متقاعد وأبنته العازبة , أضافة الى بعض الشبان المراهقين من أصدقاء آندرو وفرانسيسكا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:35 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأرتدى الجميع , بأستثناء باربرا , ملابس عادية تتألف من البناطيل والسترات الصوفية السميكة أتقاء لنسيم البحر البارد , وحزنت سمانتا على باربرا التي أرتدت بزة فرو قصيرة قبل أن تهبط الى الرمال , لأن طبيعتها أبت عليها ألا أن تظهر بمظهر يبهر الجميع حيثما ذهبت وحيثما حلت , ولما كان أرتداء البنطال لا يناسب رجليها القصيرتين , فضّلت أن تكون ملابسها نسائية بالدرجة الأولى.
وتطلعت سمانتا بدهشة الى أنواع الأطعمة المختلفة , ولم تتغلب على أنشداهها ألا عندما أدار الأولاد آلة التسجيل ونهضت لتراقص آندرو , وشكلت الأرض الرملية حلبة مثالية للرقص وسرعان ما وجدت نفسها تتغلب على مشاعرها أذ رأت الجميع يرقصون أيضا , أما الكبار , فجلسوا على مقاعد واطئة صفّت على شكل دائرة حول النار , وتولى خادم يرتدي معطفا أبيض تقديم الشراب , وأصم هدير البحر الآذان , فيما أنتشى الجميع من رائحة الأعشاب , وتمنت سمانتا لو كان الجو أكثر دفئا حتى تتمكن من السباحة , ووصل مزيد من الضيوف بينهم كين مايدسون وشلة من الفتيات , وسرعان ما أصبحت سمانتا وآندرو وسط حشد صاخب , أما الكبار من المحتفلين , فجلسوا يتسامرون ويدخنون.
ولما أفلتت سمانتا من دائرة الضجيج , وجدت نفسها بجاني جينا فرايزر , شقيقة باتريك , التي أبتسمت لها بلطف وسألتها:
" هل تعتبريننا جميعا مجانين؟ أن معظم زواري يتعجبون كيف يمكنني أن أتحمل كل هؤلاء الأولاد النشيطين اليقيظين , لكن عزائي الوحيد هو أنني أستطيع أن أعرف دوما أذا كان أحدهم مريضا , فالمرضى يختلفون عادة عن غيرهم , كين , هل تعرفين كين؟".
" أجل , أليس هو شريك آندرو؟".
" صحيح , أن كين وأصدقاءه غالبا ما يزورونا , وتتسع مائدة أسرتنا لأثنتي عشر شخصا أو أكثر كل ليلة , والكثيرون يجدون حياتنا صاخبة لا تطاق".
علقت سمانتا مبتسمة:
" أنني أغبطك على هذه الأسرة الرائعة , فأنا لم أعرف أبدا معنى أن يكون لي أشقاء وشقيقات".
" هذا مؤكد , أخبريني , هل تحب والدتك الأولاد؟".
أرتبكت سمانتا , فأمتلأت جينا ندامة , وأعتذرت:
" أنني آسفة يا عزيزتي , كان يجب ألا أتفوه بهذه الكلمات , ألا أنني أتسرع دوما , ربما تجنبت والدتك الأتصال بالأولاد عندما تزورنا , ولعل مخيلتي صورت لي ذلك , ولكن , أذا كان الأمر كذلك , فأنني آمل ألا تتزوج باتريك لأنه يحب الأولاد حتى العبادة , ويتمنى , على ما أظن , أن يكون له عدد منهم, والدتي تتذمر عادة من بقائه عازبا".
صم ضحكت وتابعت كلامها:
" مسكين باتريك , أنه رجل لطيف للغاية , وأننا نضطر الى السماح للأولاد بمزيد من الحرية في حضوره لأنهم يحبونه كثيرا".
وهمس صوت مبحوح في أذن سمانتا:
" يحبونه كثيرا؟".
عرفت سمانتا الصوت فورا , وأبتسمت جينا بحب:
" وكأنك لا تعرف! هل تستمتع بالسهرة؟".
قال بمرح:
" أظن ذلك, من هذه الفتة التي تراقص كين الليلة وترتدي معطفا من جلد النمر؟".
" آه , لعلك تقصد أنجيلا!".
وقهقهت جينا , بينما تطلعت سمانتا حولها لترى الفتاة التي تكلم عنها باتريك , وسألها:
" هل أتضحت لك الصورة؟".
" أجل , لقد أتضحت الصورة , ماذا تعمل هذه الفتاة يا سيدة فرايزر؟".
" سيدة , بحق السماء , ناديني جينا يا عزيزتي , الجميع يفعلون ذلك , أما بالنسبة الى أنجيلا , فأتصور أنها راقصة في أحد نوادي المدينة الليلية ".
وهمس باتريك وهو يراقب تقدمها بأتجاه الشاطىء على أنغام الموسيقى الصادحة:
" أنها لرائعة".
فحدقت فيه سمانتا متسائلة :
" أتحسبها كذلك؟".
وأنتقلت جينا لتحادث ضيفا آخر من ضيوفها , وأختلى باتريك بسمانتا خارج دائرة النار , ألا أنها حررت نفسها من ذراعه , وأتجهت نحو البحر ولما لحق بها , أتهمته بقولها:
" أرى أنك كنت تحاول أغرائي".
فسألها متملصا من أتهامها:
" ولماذا أحاول؟".
أدخلت سمانتا يديها في جيبي بنطالها وردت عليه:
" حسنا , ليس من المحتمل أن تقع في هوى فتاة مثلي... أو ... أن ترافقها".
وقلدها باتريك في أدخال يديه في جيوب بنطاله بعد أن تخلى عن معطفه وأبقى على سترته الصوفية:
" لماذا؟".
حولت سمانتا نظرها عنه وقد أنزعجت وأضطربت , ثم صاحت:
" أصمت ,لا أريد أن أسمع أي شيء آخر".
ورغم أنهما خرجا من دائرة الحشد المجتمع حول النار , كان بالأمكان رؤيتهما في ضوء القمر الشاحب ,ووقف باتريك عند طرف الشاطىء يحدق فيها وتساءل بعذوبة:
" حسنا , وماذا تحبين أن تسمعي؟".
هزت سمانتا كتفيها:
" لا شيء , كل شيء".
" يجب أن يكون هناك جواب واحد , ما عساني أن أرد على قولك هذا؟".
ضربت سمانتا الرمال بقدمها صائحة:
" لا شيء , سنذهب غدا الى دافن".
" أعلم ذلك , أخبرتني باربرا بالأمر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية