لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-11, 11:40 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتجهم وجه باتريك:
" ولكن هذا يترك سؤالا يتعلق بأمر آخر قلته ".
" فكرت سمانتا محاولة أسترجاع ما جرى بينهما , وسألته بحياء:
" أي أمر؟".
" لقد قلت على ما أذكر أنك لم تزوري أنكلترا منذ كنت في الرابعة من عمرك , كما أضفت أن والدك فضّل ألا تفعلي ذلك , وبأمكاني أن أفهم سبب تفضيل والدك لبلد غريب على وطنه الأصلي بعد تجربته المؤلمة هنا , ولكن ما يحيرني هو , هل رأيت باربرا كثيرا خلال السنوات الماضية؟ من المؤكد أن هذا لم يتكرر كثيرا نتيجة مشاغلها العديدة".
أجابت سمانتا وهي تتمنى ألا تضطر للكذب عليه:
" كلا , ليس كثيرا".
فأبتسم متهكما:
" أما باربرا , فتعاملك وكأنك الأبنة الضالة منذ زمن بعيد , يا ألهي , يا لها من ممثلة بارعة! ولا عجب أن هي لم ترغب في الأعتراف بالحقيقة , وأنني أتصور أن مارتن برايور سيجعل فضيحة من قصتها".
أتسعت عيننا سمانتا:
" مارتن برايور , هل تعرفه؟".
ولاحظ باتريك بجفاء:
" الجميع يعرفون مارتن برايور , من أجل خطاياهم على الأقل".
" فهمت , لقد أتصل بي ذات يوم وأخذ يسألني عن حياتي في أيطاليا".
" هل فعل ؟ ربما كان ما فعله من قبيل الفضول".
فسألته متنهدة:
" أنه مر لا يهمنا الآن , أليس كذلك ؟ فأنت الآن تعرف الحقيقة , وسرعان ما سيعرف الجميع".
عندئذ أرتسم العبوس على ملامح باتريك :
" صحيح ومن سيخبرهم؟".
أحمرت سمانتا خجلا:
" الحقيقة أنني ظننت..".
ورفع باتريك حاجبيه الأسودين:
" هل فكرت؟ أذن , فأن تفكيرك خاطىء لأنني لا أزمع أن أفضح باربرا أمام العالم , ولماذا أفعل؟ فهذا ليس أمرا يهمني في أي حال , أن هي قررت أبقاء أمر زواجها سرا , فأنا لا أكترث للأمر".
حدقت فيه سمانتا وقد شعرت بالأرتياح يغمرها:
" ولكن.... ظننت عندما دعوتني الى هنا صباح اليوم.....".
" أنني سأتسلى بأزعاجك وعذابك , أعلم ما تقصدين , حسنا , لم يكن هذا مقصدي , فأنا كاتب يا سمانتا والناس يهمونني ويثيرون فيّ الفضول , كما أنني رغبت في معرفة السبب الكامن وراء هذه الحيلة التي لم تفاجئني , فأنا أجد شخصية باربرا هارييت شفافة وواضحة مهما ظنّت عكس ذلك , وفي أي حال , فأنني أذكر أنها أستقبلتني في المطار في نفس اليوم والساعة التي وصلت فيها أنت , وهذا شيء آخر يكشف حقيقتها".
وسألته فجأة:
" قل لي , لماذا لم تعترف بأنك ألتقيتني من قبل في الليلة الماضية؟".
ضحك باتريك ضحكة رقيقة :
" يا ألهي , لو أنني فعلت , لتحولت حياتك جحيما على الأرض , خصوصا في هذه الظروف , ويخيل الي أن باربرا ليست مسرورة منك بعد ما لقيت من أهتمام كبير في الليلة الماضية , أذ يفترض في بنات السادسة عشرة أن يبتعدن عن واجهة الأحداث , وأظن أنك في السادسة عشرة فعلا , أم ترى هذه مغالطة أخرى؟".
ترددت سمانتا أذ سهل عليها الأعتراف بعمرها الحقيقي , بعد أن تأكدت أنه لن يخبر أحدا , ألا أن هذا الأعتراف سيزيد من عمر باربرا بشكل كبير , ومع أنها لم تعن لسمانتا شيئا كأم , ألا أن الأبنة لم ترغب بخيانة والدتها على هذا النحو الواضح أيا تكن مشاعرها , وقالت بتمهل:
" أنها ليست مغالطة".
وهنا قرعت السيدة تشسترتون الباب , ودخلت حاملة القهوة والكعك على صينية وضعتها فوق مكتب باتريك , ولما غادرت الحجرة , قال باتريك :
" هلا تفضلت بصبّ القهوة , أم أفعل أنا؟".
فأنتصبت سمانتا واقفة وقد سرها التحول عن الموضوع قليلا , فيما قالت وهي تشغل نفسها بأمور القهوة:
" سأفعل ذلك".
وبعد أن صبت له فنجانه , ملأت فنجانها وأضافت اليه بعض السكر والقشدة, ثم جلست وقد تملكها بعض الأضطراب , وخاطبها باتريك مبتسما أبتسامته الهادئة:
" بعد أن أنتهينا من صب القهوة , دعينا نتحدث عن شيء آخر".
" مثل ماذا؟".
" حسنا , دعيني أفكر ,هل أعجبتك أنكلترا؟ وهل وفر لك آندرو بعض المتعة والسلوى مساء الأمس؟".
" آه بالطبع".
وبرزت الحماسة على وجه سمانتا بينما أستطردت :
" لقد غنّى أيضا , أنه رائع , أليس كذلك؟".
رد باتريك:
" أنه يبدو كذلك أذا كنت تحبين هذا النمط من النشاطات".
" أعتقد أنك تفضل برامج ترفيهية على مستوى أكثر تعقيدا وتقدما".
فألتمع السرور في محيا باتريك:
" حسنا.... أنني أكبر سنا من آندرو كما تعلمين , هل شاهدت عرض باليه؟".
" كلا , لقد ذهبت برفقة جدتي منذ بضعة أيام لحضور مسرحية".
" ينبغي أن تحضري عرض باليه".
فوافقته وقد أضافت بشيء من الذاجة:
" أجل , أنني أحب ذلك , كما أحب حضور أحدى مسرحياتك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-04-11, 11:41 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فبدا السرور بشكل واضح على وجه باتريك:
" هل تحبين فعلا؟ حسنا , أتصور أن أحدى مسرحياتي لن تعرض قبل كانون الأول ( يناير) المسرحية الجديدة ستفتتح في الطرف الغربي من لندن في مسرح غروسفنيور , وستقوم أمك بدور البطولة , وأحسب أنك ستحضرين العرض في ليلته الأولى , هذا أذا لم تكوني قد مت من الركود والملل في دافن".
" آه ! أتعرض أحدى مسرحياتك في لندن الآن؟".
" الحقيقة كلا , فالمسرحية الأخيرة توقفت عن العرض قبل ستة أسابيع , وهي الآن تجول المناطق والأقاليم المختلفة".
وخابت آمال سمانتا لأنها كانت تتطلع الى مشاهدة مسرحية من تأليفه , أما هو فعلق بجفاء:
" عليك بضبط فضولك , أخبريني شيئا عن حياتك في أيطاليا , فأنا أرغب أن أعرف ماذا فعلت هناك".
فتطلعت اليه وقد راودها شيء من الشك:
" هل ترغب فعلا؟ الحقيقة أنها كانت حياة بسيطة , فقد عشنا في أحدى الفيلات وكان والدي يعمل فيما كنت أمضي وقتي أساعده في كتابة رسائله أو أعاون ماتيلد في عمل البيت , ولا أتوقع أن يكون هناك شيء يثير أهتمامك".
فهمس متكاسلا:
"لا أوافقك على ما قلته , فوالدتي تعيش في أيطاليا في فيلا بالقرب من بحيرة كرمر , وقد أمضيت الشهر الماضي كله معها , ألم تشتاقي الى المناخ؟".
" أعتقد ذلك رغم أنني منذ وصولي كنت مشغولة.... بأمور أخرى".
فعلق ببعض السخرية , على حد ما ظنت:
" يمكنني أن أصدق ما قلته , ولكن , متى تذهبين الى دافن؟".
" لست أدري , أظن خلال أسبوع , فجدتي لا تطيق صخب لندن وضجيجها , وهي تفضل هدوء دافت".
" حسنا من المؤكد أن بأمكانك الأقامة هنا مع أمك بعض الوقت , أذ أن شقتها واسعة كثيرا".
" لا أعتقد أن باربرا.... أقصد.........".
منتديات ليلاس
وصمتت سمانتا وقد أحست بعجزها , فيما تولى هو الكلام عنها:
" ربما لا توافق , ولكن يجب أن نتأكد أنك تستمتعين بما تبقى لك من وقت في اندن , أليس كذلك؟".
فذهلت سمانتا , وسألته:
" من تقصد ب ( نحن)؟".
" أقصد أنا وباربرا".
تركت سمانتا الحرية لقلبها بأن يخفق بجنون , أذ كان يصعب أن تتصور أنها تقضي السهرة مع باتريك مالوري , من المؤكد أنه ليس جادا , وحتى لو كان فباربرا لن تسمح بحدوث هذا , وهنا سألها متهكما:
" ألا يعجبك أن تخرجي معي؟".
وتيقنت أنه أدرك رغبتها بمرافقته , فقالت:
" حسنا , أعتقد ذلك , على أنني لا أتصور أن أمي ستوافق".
" حتى ولو دعوتها أيضا؟".
خفت ضربات قلب سمانتا , أذ لم ترق لها الفكرة أبدا , فمجرد التفكير بمشاركتها لأمها وباتريك مالوري سهرتهما , يجعلها ترى نفسها في دور الدخيل والمتطفل الدائم , فهما يكبرانها سنا , كما أن تصرفها كأبنة ست عشرة سنة سيكون أسوأ مما لو كانت قد أعترفت بعمرها الحقيقي , فستكره على شرب الليموناضة أو الكوكاكولا , ولن يمكنها أن تدخن! وهنا علق باتريك :
" بأمكاني أن أتصور أن الفكرة لا تروق لك".
وفطنت أنه تفحص ملامحها المعبرة وقرأ أفكارها , وهمست بهدوء:
" لا أتصور أن أيا منكما سيسر بتطفلي عليكما ,والى ذلك , فأن آندرو وعد أن يتصل بي اليوم".
" أعلم ذلك , فلقد أتصل بي قبل وصولك وبرزت عليه معالم الأعجاب للمرة الأولى , لكنني أنصحك بألا تأخذي أقواله على محمل الجد , فهو معروف بقلة أخلاصه".
ووقفت سمانتا لتضع فنجان قهوتها على الطاولة , قالت وقد أختنق صوتها:
" أشكرك على القهوة يا سيد مالوري , وكذلك تفهّمك , لكن , يجب أن أذهب".
فأبتسم لها , ووقف بجانبها , وكان قريبا منها بحيث أستطاعت أستنشاق رائحة رجولته الممتزجة برائحة معجون الحلاقة الذي يستعمله والتبغ الجيد الذي يدخنه , وأربكها قربه منها , فأحست الخفقان المجنون في قلبها ثانية , لماذا يؤثر عليها بهذه الطريقة؟ وقال لها بحنو:
" لا تذهبي وأنت غاضبة مني يا سمانتا".
فأجابته بأضطراب :
" لا أستطيع أن أفهمك , وأحسبك تسخر مني".
أفتر ثغره عن أبتسامة أشد جاذبية من أي أبتسامة رأتها أذ خلت من المكر والسخرية , وعبرت عن الدفء والحنان والتفهم ,ألا أنها أبتعدت عنه بسرعة.
" علي .... علي أن أذهب , فوداعا يا سيد مالوري".
فصحح قولها برقة:
" الى اللقاء".
منتديات ليلاس
وأنطلق بسرعة ليفتح لها الباب , فتقدمته الى القاعة.
قاد باتريك مالوري سيارته الى موقف منعزل هادىء في منطقة تشلسي حيث يقيم أبن شقيقته آندرو مع كين مايدسون في شقة مشتركة , وكان الموقف صغيرا , فأضطر الى المناورة بسيارته حتى يدور حول الدرابزين المركزي الذي تقوم وسطه شجرة حور ظليلة.
وكانت الشقق المنفتحة على الموقف المنزل ثمينة بالرغم من صغرها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-04-11, 02:54 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقد شغل معظمها أفراد من أهل المسرح أو أحد الرسامين وأوقف باتريك السيارة , ثم ترجل منها فلفح الهواء البارد وجهه الأسمر , وأبتعد عن السيارة عابرا الساحة , وتسلق السلم الخارجي المفضي الى شقة آندرو , كان يملك مفتاحا لشقة آندرو , ففتح الباب الذي يؤدي الى ردهة الأستقبال دون رسميات , وكانت الردهة خالية أذ لم تتجاوز الساعة العاشرة صباحا.
ووضع المفتاح في جيبه. ثم أغلق الباب وعبر الردهة بأتجاه باب غرفة النوم وفتحه , نظر الى الداخل حيث تدثر آندرو بكدسة من البطانيات , ويبدو أنه لم يسمع أي حركة , فأبتسم باتريك , وأتجه الى سرير آندرو , ثم أنحنى فوق الشاب قائلا بصوت عال:
" صباح الخير يا آندرو".
وسمع صيحة مكبوتة تحت الأغطية وبرز منها رأس آندرو صائحا :
" يا ألهي! هل تريد أن تصيبني بنوبة قلبية لمجرد حضورك هنا عند منتصف الليل؟".
فأنتصبت قامة باتريك:
" أود أن أعلمك أن الساعة الآن هي العاشرة صباحا , وأن الوقت قد حان لتبدأ نشاطك , فالصباح جميل ومنعش".
فتذمر آندرو وهو يجلس في السرير:
" ومتى كنت تعرف حال الطقس في مثل هذه الساعة من الصباح؟".
أجابه باتريك بسرعة:
" منذ اليوم , هيا , فأنا أريد بعض القهوة ولا أريد أن أصنعها بنفسي".
" أذن , لماذا لا توقظ كين ؟ من المؤكد أنه سيسر بصحبتك أكثر مني في هذا الوقت".
فتذمر باتريك بينما يحل أزرار معطفه:
" ما هذا الأستقبال الصاخب المزعج؟ متى أويت الى فراشك في الليلة الماضية؟".
صحح آندرو قول خاله متنهدا:
" هذا الصباح , أويت الى الفراش عند الرابعة , وحضرنا حفلة....".
" آه , في أي حال , هيا , فأنني جاد في طلب القهوة".
نهض آندرو من سريره وقد علت وجهه تعابير الأذعان ,ولما لم يكن يرتدي سوى بنطال البيجاما , فأنه مد يده ليتناول ثوبا فضفاضا سميكا كان ملقى عند طرف السرير.
وعاد باتريك أدراجه الى ردهة الأستقبال , وأنطلق من هناك الى المطبخ الصغير , فملأ أبريق القهوة الكهربائي , ولما عاد الى البهو كان آندرو قد وصل اليها وبدأ يبحث عن السكائر.
فقدّم باتريك له علبته , ثم أرتمى على أحد المقاعد , وسأله آندرو فيما أخذ مجة طويلة من سيكارته:
" وما الذي يزعجك في هذا الوقت المبكر من الصباح؟".
" ليس هناك ما يزعجني , اريد أن أتحدث الى سمانتا كنغزلي".
نظر اليه آندرو مستغربا , ومرر يده على شعره الأشعث قائلا:
" سمانتا ! لم أرها منذ الليلة التي أقامت باربرا فيها حفلة الكوكتيل , أي منذ أربعة أيام تقريبا".
" أعلم هذا".
" أذن , ماذا تقصد بقولك؟".
" هل حاولت رؤيتها؟".
" طبعا, هل أنت تمزح ؟ أنها فتاة لطيفة أعجبتني كثيرا".
" حسبت ذلك , ولكنني أعني هل رأيتها منذ ذلك الوقت؟".
وأزداد عبوس باتريك وتجهمه فيما أجابه آندرو:
" كلا , أما أنت , فلا شك أنك رأيت باربرا , أليس كذلك؟".
تأمل باتريك طرف سيكارته المشتعل وهو يقول:
" الحقيقة أنني رأيتها , لكنني لم أخرج معها أذا كنت تقصد ذلك".
برزت الحيرة على وجه آندرو أذ لم يستطع أن يفهم سبب أهتمام باتريك بفتاة لا يزيد عمرها على ستة عشر عاما , صحيح أنها أبنة باربرا هارييت , ألا أن آندرو أقتنع مؤخرا أن باتريك لم يعد يكترث بباربرا , ولم يحاول مقابلتها قبل أجازته , كما أن مطاردتها له أصبحت أمرا مضحكا في أوساطهما , ومعروف أن باتريك لا يحب أن يطارد , بل يرغب أن يقوم بعملية المطاردة بنفسه , لذلك تخفق معظم النساء معه , ولما رأى باتريك القلق على وجه الشاب , أبتسم له فجأة :
" حسنا يا آندرو , لا تضطرب , لن أقع في هوى مراهقة أذا كان هذا ما تخافه , على أنني مهتم بسمانتا بالرغم من ذلك".
وسمع آندرو عندئذ صوت أبريق القهوة الكهربائي , فذهب الى المطبخ لأحضار القهوة , ولما عاد بالصينية , بادره باتريك بالقول:
" ألتقيت سمانتا في الطائرة ونحن في طريقنا الى لندن".
فأتسعت عينا آندرو:
" من ميلانو؟".
" أجل".
" ألا أن أيا منكما لم يعترف بهذه الحقيقة في الحفلة , عندما أفكر بالأمر أذكر أن لونها أمتقع عند وصولك , وحينذاك تساءلت عن السبب".
هز باتريك كتفيه:
" كانت هناك أسباب لتفضيلنا الظهور بمظهر الغرباء , لا أزمع أن أتناولها هنا".
" ولمن , لماذا؟".
وهز آندرو رأسه فيما ناول باتريك كوبا كبيرا من السائل الحار , وقطب باتريك جبينه أذ أجاب:
" أنه شأن خاص بنا كما قلت , صدقني أن ليس هناك ثمة لغز خطير , وسبب حضوري اليك هو رغبتي في أن تؤدي لي معروفا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-04-11, 02:55 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ظهر الحذر على آندرو فيما جلس متمهلا على أحد المقاعد المنخفضة .
" أنك تفاجئني , فقد ظننت أنك زرتني بدافع من محبتك".
فنظر اليه باتريك ضاحكا وسأله:
" ماذا حدث عندما حاولت أن ترى سمانتا ثانية؟".
"حسنا , أتصلت بها هاتفيا , وأجابتني أمها قائلة أن سمانتا تشعر ببعض التوعك للتغيير المفاجىء في المناخ وقد أصيبت بحمى".
" متى كان ذلك؟".
" في اليوم الذي تلا الحفلة طبعا".
غرق باتريك في التفكير , ثم طرح سؤالا آخر:
" وهل أتصلت بها منذ ذلك الوقت؟".
" أجل , البارحة , فقد أردت أن ترافقيني الى حفلة الأمس , ألا أن اللايدي دافنبورت ردت عليّ وأخبرتني أنهما مشغولتان بالأعداد للذهاب الى مسكن دافن خلال يوم أو يومين , وأن سمانتا مرتبطة بمواعيد مما لا يسمح لها برؤيتي".
منتديات ليلاس
فأنتصب باتريك واقفا لأنه عندما ألتقى باربرا البارحة صدفة في أحد المطاعم التي يرتادانها بدت شديدة العاطفة والحب لسمانتا , وأعتذرت عن عدم تمكنها من لقائه لأن وجود سمانتا أجبرها أن تكون أما طوال الوقت , على أنها تجاهلت كليا حقيقة أن باتريك لم يسع أبدا الى لقائهما , ومع أنه لم ينزعج من خداع باربرا لنفسها , فأنه أنزعج من الدور المسند الى سمانتا في هذه اللعبة.
كان يريد أن يرى سمانتا بنفسه ويطرح عليها بعض الأسئلة , غير أنه لم يكن يعرف طريقة تمكنه من تحقيق حلمه دون حضور باربرا أو محاولتها منع مثل هذا اللقاء , لقد تصرف بغباء حين كشف حقيقة مشاعره في ليلة الحفلة , فلو تصرف مثل عاشق مطيع , لما حدث شيء من كل ذلك , لكنه فوجىء مفاجأة تامة حين رأى الفتاة التي شدّ اليها بصورة غريبة في الطائرة , وأضطرب كيانه , وأعتبر أن قضا السهرة مع باربرا لعنة تحل عليه ,وفي أي حال , كان عليه أن يأخذ وقته في التفكير , خصوصا بعد أن أبلغ في ليلة الحفلة أن عمر الفتاة لا يزيد على ست عشرة سنة.
وبدا له أن ليست أمامه أي فرصة للتراجع , لذلك يأمل أن يكون بمقدور آندرو الأتصال بسمانتا , فمن الواضح أن أمها تزمع أبعاد أبنتها عنهم , وأن هي أرسلتها الى دافن سيستحيل على أي منهم الأتصال بها , لأن دافن قرية بعيدة , والى ذلك , فأي حجة يتذرع لطلبه مقابلة سمانتا ؟ عندئذ أدار باتريك ظهره لأبن شقيقته وخاطبه:
" أسمعني , أتصلت بي أمك هذا الصباح لتقول أنهم يقيمون حفلة شواء الليلة".
" أعلم ذلك لأنني ألتقيت بوالدي في المدينة ليلة الأمس.ولكن , لماذا؟".
" هل ستحضر الحفلة؟".
هز آندرو كتفه:
" لم أكن أنوي ذلك , ألا أنني أعتقد أن لديك سببا وجيها لتطلب ألي أن أذهب".
" أنني أتساءل أذا كانت باربرا توافق على حضور هذه الحفلة , فأن هي فعلت , سأدعوها هي وسمانتا موضحا أنك ستذهب برفقة سمانتا".
" وهل تعتقد أن باربرا ستوافق على الأمر؟".
هز باتريك كتفيه:
" أتصور أن بوسعي التأثير على باربرا....".
" هذا ليس خبرا جديدا ".
" وأذا دعوتها للذهاب , فأنني أشك أنها سترفض".
" بكل تأكيد".
" وأذا دعوت سمانتا للذهاب , فأن خطتي ربما تنجح".
هتف آندرو:
" لا أفهم شيئا , على أنني أفهم أنك تريد رؤية سمانتا".
" أجل".
" ولكن , لماذا؟".
هز باتريك كتفيه العريضتين.
" هل تحبها حقا؟".
" كلا , أنه شعور طبيعي , فهي فتاة لطيفة ولا أريد أيذاءها , وأنا لسا وحشا كما تعلم , ومن يدري؟ ربما تحولت علاقتنا الى شيء جدي".
فأجابه باتريك عابسا:
" أنني أشك في ذلك , و... وربما أوحيت بشيء آخر لسمانتا".
" لكنك ... أقصد أنها لا تتجاوز السادسة عشرة...".
وعلت وجه باتريك تعابير مبهمة:
" هل هي كذلك؟ سوف نرى , في أي حال , هل يمكنني الأعتماد عليك؟".
" بالطبع لكن , كان بأمكانك أن تتصل بي هاتفيا وتطلعني على كل ذلك في وقت أكثر ملاءمة".
منتديات ليلاس
أبتسم باتريك وهو يعقب:
" أحب أن أرتّب أعمالي باكرا في الصباح ,والآن , سأذهب ويصبح بأمكانك العودة الى رقادك ,وسأتصل بك لاحقا لأطلاعك على الترتيبات النهائية".
فقال آندرو بجفاء:
" أرجو أن تفعل ذلك".
وأنهى باتريك قهوته , ثم غادر المنزل.
وعاد باتريك الى منزله فدخل المبنى فيما أطلت السيدة تشسترتون من المطبخ لتبادره قائلة:
" هناك زائرة تنتظرك يا سيد مالوري".
وفكر باتريك للحظة أذا كان من الممكن أن تزوره سمانتا , ألا أن آماله خابت.
" الآنسة هارييت تنتظرك منذ نصف ساعة تقريبا".
" حسنا يا سيدة تشسترتون , سوف أراها".
وتناولت مدبرة المنزل معطفه فيما قالت:
" الحقيقة يا سيدي أنني أدخلتها الى غرفة الجلوس الصباحيو".
" عظيك".
وأصلح باتريك ربطة عنقه قبل أن ينطلق نحو باب الردهة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:27 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولما دخل القاعة وجد باربرا تتأمل صفحة أحدى المجلات بعصبية ورمته بنظرة متعجلة عند دخوله , بينما أنتصبت متسائلة:
" حبيبي , لقد أنتظرتك طويلا , فأين كنت؟".
وعبرت الغرفة بأتجاهه , فيما أجابها وهو يسير ببطء نحو النافذة:
" كنت في زيارة لآندرو , وأنني آسف أذ جعلتك تنتظريني كل هذا الوقت , كان من الأفضل أن تتصلي بي لتتأكدي من وجودي هنا".
فأجابته باربرا ولم تظهر عليها علامات التأثر من برودته الظاهرة:
" أعلم ذلك يا حبيبي , ألا أنني رغبت في مشاهدتك , ومن الطبيعي أن لا أتصورك تخرج من البيت قبل العاشرة , أذ ليس من عادتك أن تفعل ذلك".
أبتسم أبتسامته اللطيفة وقال:
" سامحي أقتضابي وتسرعي , فأنا مشغول بالمسرحية الجديدة يا باربرا, ولا أجدني أختلي بنفسي كثيرا".
أمتلأت باربرا ندما على الفور , وهتفت بحنان:
" آه , أرجو المعذرة لوقاحتي في زيارتك دون دعوة".
فرد باتريك بعذوبة:
" هراء , أنني لا أعمل هذا الصباح , ولكن , هل ترغبين الآن ببعض القهوة؟".
" الحقيقة أنني رفضت القهوة التي قدمتها لي الشيدة تشسترتون , على أنني أرغب ببعضها الآن".
أتجه باتريك صوب الباب حيث أصدر تعليماته الى مدبرة المنزل , ثم عاد الى باربرا وناولها سيكارة , وسألها بدون مقدمات:
" أخبريني , لماذا منعت سمانتا من الخروج مع آندرو؟".
منتديات ليلاس
فوجئت باربرا , ألا أنها أستجمعت أفكارها فيما أشعلت طرف سيكارتها بولاعته , وقالت متمهلة:
"سنا ! الحقيقة أنني لم أمنعها من الخروج مع آندرو ..".
" ألم تفعلي؟ أفمني أنك قلت له بأن سمانتا مرضت بعد قدومها الى أنكلترا , على أنك لم تذكري شيئا من ذلك عندما تحدثنا عنها ليلة الأمس".
" كلا ... حسنا .... الحقية أن الأمر لم يتعدّ زكاما بسيطا , وقد قلقت عليها كثيرا , وهذا كل ما في الأمر".
" أذن , فأنت لا تعترضين على أن تكون صديقة آندرو , أليس كذلك؟".
عضت باربرا على شفتيها:
" كلا.... ولماذا أعترض؟".
أفتر ثغر باتريك عن أبتسامة فاترة مليئة بالسخرية:
" لماذا تفعلين ؟ السبب في طرحي لكل هذه الأسئلة هو أن شقيقتي أتصلت بي لتعلمني أنها تقيم وزوجها حفلة شواء الليلة , وقد وجّها الينا الدعوة , أنا وأنت وآندرو طبعا وأظن أن سمانتا ترغب في أن تكون رفيقة آندرو".
بدت الحيرة على باربرا , وآلمها الأختيار بين رغبتها الطبيعية في مرافقة باتريك , وتوجيه الدعوة الى أبنتها , كان واضحا أن فكرة ذهاب سمانتا معهاما لا تعجبها وتصوّر باتريك أنه يعرف السبب , ألا أنها قالت ببطء:
" أظن.... أظن أن عليّ محادثة سمانتا في الأمر , فلربما كانت لديها خططها الخاصة , ومعروف أنها ستغادر مع أمي الى دافن صباح غد".
أخذ باتريك مجة سريعة من سيكارته , وأنتابته الحيرة أيضا أذ لم يفهم سبب رغبته في حماية سمانتا , فمنذ ألتقاها في الطائرة وهو يشعر بمسؤوليته عنها ,كماأن معرفته الطويلة بباربرا تؤكد له أن قبولها لسمانتا على أنها أبنتها محفوف بالشكوك , ولا بد أن هناك سببا , ولن يرتاح قبل أن يعرف ذلك السبب , هل يمكن أن تكون لجون كنغزلي أي علاقة بالأمر؟
منتديات ليلاس
وأدرك أنها تريد أبعاد سمانتا عنه لسبب شخصي فمن غير المعقول أن تغار باربرا من أحد,حتى من سمانتا الفتاة الجميلة , أنها أمرأة غنية وبأمكانها أرجاع سمانتا الى أيطاليا , أو أرسالها الى أي مكان آخر بحيث لا تتدخل في مجرى حياتها الشخصية , وكلما فكر بالأمر , كلما أزداد أهتماما وقلقا.
ومعروف أن باربرا حادة الطبع , ولا يمكن التكهن بتصرفاتها عندما تغضب , لذلك , أذا ضايقت سمانتا والدتها بشكل من الأشكال , فقد تحصل مضاعفات خطيرة , عندئذ قال ببرودة:
" أتصلي بها هاتفيا , او هل أتصل أنا؟".
وقفت باربرا مرة أخرى بعد أن كانت قد جلست على أريكة منخفضة , ألا أن كلماته دفعتها سريعا الى الهاتف , وقالت:
" سأتصل بها أنا , ولكنني أتوقع أن تكون في الخارج , لأنها سترافق والدتي لشراء بعض الملابس".
ورفعت باربرا السماعة دون أن تنظر اليه ثانية , وتوجه باتريك الى الهاتف فيما أدارت القرص , كان عازما ألا يسمح لها بالأدعاء بأن سمانتا غائبة حتى ولو كانت في المنزل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية