لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-11, 05:45 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 904
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا لمرورك ومشاركتك الجميلة

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 06:00 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 904
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6- قصر الأحلام

استغرقت الرحلة بالسيارة إلى القصر ثلاث ساعات، أما شاني فكانت تشعر بالخجل طيلة الطريق. أصرت على قيادة سيارة والدها، لأنها لم ترغب أن تنضم إلى العصابة في سيارة مورين، وان تجد نفسها محتجزة من دون وسيلة نقل في مكان لا تعرفه. بيرس شعر بالقلق حيال قيادتها السيارة، وهي تعاني من لآلام كتفها، لكنها تجاهلته. اختار دونالد أن يذهب معها. وقاد بيرس شاحنة مورين ولحقت هي به.
تلك الحبوب المسكنة جعلتها تتصرف بغباء، استرجع ذهنها مشهد العناق مراراً، أما رفيقها الصغير فلم يساعدها. أخذ يدندن اغنية قصيرة، وهو يرفض الكلام. يفترض بها أن تلحق بيرس، لكن حتى رؤية مؤخرة سيارته جعلت رأسها يدور. لذا تراجعت متأخرة عنه، إلى أن انتهى بها الأمر في خليج الدلافين من دون أن ترى سيارته في أي مكان. استدارت حول أول منعطف خارج المدينة، فإذا به قد أوقف سيارته جانباً، وبد قلقاً بالفعل. خفتت شاني سرعتهان فرأت القصر.
توقفت وهي تشعر بالذهول. فتح دونالد فمه على اتساعه مذهولاً أيضاً، وقال: " إنه قصر حقيقي! ".
قالت شاني: " نعم أظنه مخيفاً ".
وجه لها دونالد نظرة مشككة، وقال: " لا أظنه كذلك، إنه فقط كبير وله رؤوس حادة ".
يقع القصر على مرتفع صخري فوق البحر، وقد ظهرت خلفه في الأفق الجبال المغطاة بالضباب البنفسجي. بٌني هذا القصر من الحجارة البيضاء اللامعةن وفيه العديد من الأبراج الصغيرة ذات الفتحات، كتلك التي تستخدم للحراسة وإطلاق النرا. كما أن الأعلام ترفرف من تلك الفتحات. تصورت شاني انها في أي لحظة الآن سوف ترى المحاربين المزودين بالرماح قادمين كي يطردوهم من هنا.
منتديات ليلاس
" أين كنت بحق الجحيم؟ ".
انفتح باب سيارة شاني، فيما طالبها بيرس بكلامه هذا، ما جعلها تقفز فزعاً: " لقد أخفتني! ".
" وأنت أخفتني. . . لم أتخيل سوى حوادث السيارات ".
" أنا فقط أقود بهدوء، لأن معي طفلاً في السيارة ".
ثم حدقت بالقصر من جديد، وقالت: " هل رأيت هذا من قبل؟ ".
" ساعدت في أعمال الترميم والتجديد. أليس عظيماً؟
قالت شاني بحذر: " إنته خرافي بالفعل ".
أشار بيرس إلى البرج الأعلى، وقال لدونالد: " ذاك البرج يحتوي على غرف نوم الأطفال. أترغب بالنوم في برج صغير عال؟
بلع دونالد ريقه، وقال: " مع ..... مع وندي والجميع؟ ".
" نعم ".
ألقى دونالد نظرة غير واثقة نحو شاني، وقال: " ومع شاني؟ ".
ردت شاني قبا أن يتمكن بيرس من الإجابة: " نعم. إنها فكرة رائعة دونالد! سأنام مع الأولاد ".
" هل أنت خائفة؟ ".
أغاظها بيرس بكلامه ممازحاً، وابتسم ابتسامة عريضة. علمت شاني ما الذي يقصده.
قالت شاني بقدر ما استطاعت استجماعه من عزة النفس: " ما حصل ليلة أمس هو بسبب حبوب الدواء ".
" أخبرتني بذلك خمس مرات اليوم. أترغبين بالقدوم إلى القصر؟ ".
فكرت شاني بيأس أن عليه التوقف عن الابتسام. فهي تهوي. . . وها هو قصر مجنون من القرون الوسطى يلوح أمامها، ويقول لها أنه يجدر بها أن تدع الواقع خارجاً، وأن تنغمس في الخرافة والأوهام.تدبرت أن تقول: " انس ليلة أمس، أرجوك! ".
بدا كأن الفوضى تعم المكان، وصدمهم ذلك ما إن دخلوا من البوابة الأمامية للقصر. كانت هنالك ثلاث فتيات صغيرات جالسات على الدرج الأمامي، اثنتان منهم توامتان في السادسة من العمر، فيما تجلس طفلة أخرى بينهما. كان تركيز الفتيان منصباً على أفماع من بوظة زهرية اللون وكبيرة جداً. قبع عند أقدامهن كلب غريب جداً. كثير الزغب ولونه البني متماوج مع اللون الأبيض، وهو ذو أذنين طويلتين. كان الكلب ينظر إلى الفتيات، بإنتظار البوظة التي قد تسقط منهن خلال أي لحظة.
منتديات ليلاس
أوقف بيرس سيارته أولاً، ثم توقفت شاني بعده. خرجا من سيارتيهما، فلوحت لهما الفتيات بأقماع البوظة بطريقة خطيرة. قال إحدى التوأمتين: " مرحباً! هل أنت السيد ماك لاكلان؟ ".
أجاب بيرس: " نعم ".
" سوزي قالت إنه سيكون هنالك أب لكن ليس أم ".
ردت شاني: " أنا شاني مدبرة المنزل. هل من أحد. . .؟ ".
" مرحباً! ".
جاءت امرأة مسرعة من الباب الأمامي. كانت ترتدي لباساً يغطي جسدها ملطخاً بالتراب، فيما كانت يداها مغطيتان بالوحل. نزلت المرأة مسرعة على الدرج. بدت مشرقة الوجه، وهي تمد يديها لإلقاء التحية. قالت: " بيرس وشاني قريبة روبي. أهلاً وسهلاً ".
تراجع بيرس خطوة إلى الوراء بصورة غريزية، فنظرت المرأة إلى يديها، وقالت: " آه! كان يجدر بي أن أغسل يدي. آسفة! كنت أزرع البطاطا ".
مسحت المرأة يديها بثيابه. قالت: " أنا سوزي، لايدي لوغانايك. أليس هذا لقباً غريباً؟ هاميش قصد البلدة لإحضار المشتريات. نحن نعاني من كارثة نوعاً ما مع اليقطين. الأرض شديدة الرطوبة، وقد ظهر العفن على الثمار الصغيرة. العفن المبكر إلى هذه الدرجة يعني الخراب. من منكم من يعاني من مرض الجدري؟ ".
" بيسي ".
قال بيرس ذلك وهو يبدو مذهولاً، فيما أشار بيده نحو السيارة حيث جلست بيسي في مقعدها الخاص بالأطفال، وهي تحدق خارجاً بإهتمام. تابع يقول: " عانت كثيراً قبل ظهور البقع، أما الآن فهي أفضل ".
بدأ الأطفال يخرجون من السيارة، فقالت سوزي: " لكنكم جميعاً عانيتم من مرض الجدري. إنكم تستحقون نيل ميدالية على ما مررتم به. حسناً! أيها الأصدقاء جئتم إلى المكان الصحيح. هذا أفضل مكان في العالم للتخلص من الحكاك الذي يسببه المرض. استلقوا في المواج المتكسرة لساعات طويلة. هل جئتم إلى الشاطئ من قبل؟ ".
ردت وندي وهي تقبض بقوة على يد آبي: " لا ..... لا ".
خرج من جانب البوابة شاب ممشوق القامة، يرتدي ملابس العمل التي تغطي جسده بأكمله، وهو يحمل عتلة بيده. استدارت سوزي نحوه، فلوحت قائلة: " جون! القبيلة المصابة بمرض الجدري وصلت. إنهم لم يروا الشاطئ من قبل. هل نأخذهم إلى هناك على الفور؟ ".

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 06:08 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 904
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألقى جون العتلة من يده، وقال: " ممتاز ".
ثم صرخ إلى الأعلى نحو النافذة المفتوحة في أحد البراج قائلاً: " كريستي القبيلة المصابة بمرض الجدري وصلت هنا. نحن ذاهبون إلى الشاطئ ".
صرخ صوت نسائي رداً على ذلك من نافذة مفتوحة فوقهم: " لن تذهبوا من دوننا ".
ظل بيرس وشاني يحدقان ببعضهما مذهولين، في حين أن الأطفال وسوزي وجون وجودي والكلب تافي، وكريستي الحامل غادروا جميعاً إلى الشاطئ.
" بيسي لا تذهب إلى الغرباء ".
قالت وندي ذلك لسوزي، إلا أن سوزي قالت: " أنا لست غريبة. أنا سوزي. أنا أم روز. بيسي، أنت تحبيني، أليس كذلك؟ جون هل ستحمل روز؟ ".
نادى جون من الخلف: " بالطبع "
بدت لكنته أميركية تماماً مثل سوزي، أردف قائلاً: " أنا و التوأمتان ودونالد سنحرسكم من الخلف ".
سألت شاني مذهولة: " من هي سوزي؟ أهي حقاً. . . لايدي؟ ".
" الإيرل الجديد للوغانايك، هاميش كان مليونيراً قبل أن يرث هذا القصر. هاميش متزوج من سوزي. أما جودي فهي سكرتيرة هاميش السابقة. جون هو زوج جودي، وهو عامل إجتماعي دعياه ليأتي من أميركا كي يساعدهما على تنظيم المكان. كريستس هي الشقيقة التوأم لسوزي، وهي هنا مع زوجها. كلاهما طبيبان من منطقة خليج الدلافين. التوأمان هما لهما، أي ابنتا شقيقة سوزي. أما الطفلة روز فهي ابنة سوزي ".
ابتسم بيرس ابتسامة عريضة، وتابع قائلاً: " لا تنظري إلي هكذا. سوف يتضح لك الأمر أكثر فيما بعد. أنا جئت إلى هنا لأضع مخططات الترميم، ولأجل الافتتاح، لكنني مازلت أحاول أن أربط الكلاب والأولاد مع من يخصونهم من الراشدين. إنها فوضى، لكنها فوضى رائعة ".
" هذا المكان يبدو مذهلاً. لماذا لم تفكر بإحضار الأولاد إلى هنا من قبل؟ ".
أقر بيرس قائلاً: " لأكون صادقاً معك . . .كنت شديد الإنشغال، لدرجة أنني لم أفكر أبعد من انفي منذ وصول مورين. لم أفكر بذلك إلا عندما اقترحت أن نذهب جميعاً إلى الشاطئ. كما أن روبي معروفة هنا. وكنت اخشى وصول الخبر إليها بخصوص الأولاد ".
" ألا تمانع لو عرفت الآن؟ ".
" سوزي تقسم أن الأمر سيبقى سرياً ".
ابتلعت شاني ريقهان إنهم ليسوا بحاجة إليها، فما هو عذرها للبقاء؟
" أنا . . . يجدر بي أن أذهب بكل بساطة. إنكم لا تحتاجون إلي ".
كان الأولاد قد رحلوا إلى الشاطئ الآن. وباتت صرخات الإعجاب مسموعة من حيث هما واقفان. تابعت شاني: " حتى أنت، بالكاد يحتاجون إليك، ذهب الأولاد من دون أي نظرة إلى الخلف ".
سألها بيرس: " أتذهبين إلى منزل روبي؟ إلى التطريز؟ ".
" يمكنني أن أجد مكاناً ما. أنا لست بلا أصدقاء ".
وصلت أصوات الأولاد إليهما قوية من فرط الحماس، فقال: " يجدر بنا أن نذهب لنرى . " أنت بحاجة لتذهب لترى ".
قال بيرس فجأة: " كلانا بحاجة لن نذهب ونرى. وعدت للتو أنك ستنامين في جناح الأطفال، ولا أراك تخلفين بهذا الوعد ".
وصع بيرس يديه على رسغيها، وثبتها مكانها قائلاً: " شاني! انت اقترحت هذه الرحلة. إنها فكرتك، وهي فكرة مذهلة. أنا وظفتك كي تعتني بأولادي، وأنت تفعلين هذا تحديداً بإحضارهما إلى هنا. أمضيت وقتاً عصيباً في لندن، وكنت مصابة بالإنفلونزا، كما أن الظلال مازالت مرتسمة تحت عينيك. أظن انه يجدر بك أن تمضي الأسبوعين المقبلين مستلقية على الشاطئ حتى تستعيدي لونك. أمامك أسبوعان على الشاطئ. اعتادي على الأمر. والآ، . . . هل تذكرين في أي حقيبة وضبنا أغراض السباحة الخاصة بنا؟
" في الحقيبة الحمراء ".
" ها أنت إذا! أثبت انك مفيدة للتو. دعينا نذهب لننضم إلى الباقين. آه، شاني .
" ماذا ".
قال بيرس وهو يبتسم: " ذلك العناق ليلة أمس . . .أنا لم آخذه على محمل الجد، وأنت أيضاً لا يجدر بك أن تفعلي

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 06:13 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 904
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لا يجدر بها أن تكون هنا.
استلقت شاني في الظلام في غرفة نومها الرائعة، وحدقت باسقف الذي ينيره ضوء القمر، متسائلة عما تفعله بحق الجحيم بإقامتها في قصر مخصص للأطفال المعوزين. يمكنها أن تذهب إلى منزل روبي، أو تخيم على أرضية الشقة الصغيرة لدى جولز. في الواقع! إنها المرة الأولى التي ترى بوضوح حال الفوضى التي صارت عليها حياتها. إنها في الثامنة والعشرين من عمرها، وستبلغ التاسعة والعشرين خلال ثلاثة أسابيع. فقدت معرضها الفني، وخسرت شقتها، وليس معها أي مال، وليست لديها مهنة
همست شاني لنفسها: " ولن يوظفني أحد. أنا مؤهلة للإشراف على معرض فني، مع هذا فإن المعرض الوحيد الذي امتلكته أصيب بالإفلاس. يا لها من مؤهلات! ".
" شاني؟ " .
منتديات ليلاس
إنه صوت أحد الأولاد. أجبرت شاني على الخروج من أفكارها. جلست مستقيمة على السرير. مدت يدها نحو المصباح المجاور للسرير. قالت وندي بصوت مرتعد: " شاني! هل أنت نائمة؟ ".
أجابت شاني، محاولة أن تبدو مبتهجة: " لا! أنا جالسة في سريري الملكي أنتظر بضعة خدام كي يلبوا طلباتي. أما الآن فأرغب بأن نتحدث معاً ".
قذفت شاني الأغطية إلى الوراء، فيما غامرت وندي بالدخول إلى الغرفة. قالت شاني: " تعالي، أدخلي! المكان دافئ هنا ".
لم تكن وندي بحاجة إلى أكثر من دعوة. إذ انطلقت فعلياً كالصاروخ نحو السرير، وغاصت فيه، ثم رفعت الأغطية حتى ذقنها. قالت شاني بدهشة: " هاي! أنت لست خائفة من الأشباح، أم بلى؟
" راودني . . . حلو، وأنا . . . ظننته حقيقياً ".
كانت وندي ترتجف تماماً، فاختفى خلال لحظة إنغماس شاني بذاتها وأفكارها. كان يجر بها أن تنام مع الفتيات هذه الليلة. لكن وندب وآبي اختارتا غرفة فوق رأسها تماماً، إنه برج ذو نافذتين مقوستين وضع فيه سريران، كل سرير داخل أحد القوسين. ما إن نظرت الفتاتان إلى تلك الغرفة حتى صرختا فرحاً، ولم يكن هنالك متسع لها. أما الصبيان فاحتلا غرفة مماثلة في الناحية الأخرى من البرجز فيما غرفتا شاني وبيرس تقعان مباشرة تحت غرفتي الأولاد، لكي يتمكنا من سماع أي منهم لو نادوهما. بيرس وضع بيسي في مهد في غرفته، وقبعت شاني في غرفة رائعة. ضمت شاني الفتاة الصغيرة بملاصقة جسمها.
" هل من مشكلة؟ ".
رفعت نظرها، فوجدت بيرس في مدخل الباب، إنه ما يزال يرتدي سروال الجينز مع الكنزة. لماذا تراه يجول في القصر ليلاً، وهو يرتدي ملابسه؟ قالت شاني: " وندي هنا ".
" وندي . . ..؟!".
التصقت وندي بشاني بقدر ما أمكنها أن تفعل، وتقوقعت تحت أغطية السرير، فيما راح جسدها كله يرتعد.
" إنها الكوابيس! ".
قالت شاني ذلك، فأجفل بيرس، وقال: " مجدداً؟ ".
خطا بضع خطوات داخل الغرفة، فحشرت وندي نفسها بملاصقة شاني بشدة أكبر، وصاحت: " لا . . .".
توقف بيرس وكأنه صُعق، فقال: " اللعنة، وندي! ".
قالت شاني بشكل آلي: " لا تلعن. هاي، وندي! إنه بيرس ".
كانت الطفلة ترتعش كثيراً، لدرجة أن شاني بدأت تشعر بقلق جدي.
منتديات ليلاس
همست وندي: " ارحل. أنا لست بحاجة . . . ".
تكلم بيرس من حيث هو واقف: " راودتها الكوابيس من قبل. إنها مريعة . . . لكنها لا تدعني أبداً أقترب منها. أخذتها إلى أخصائي في علم نفس الأطفال، لكنها ترفض التكلم عنها ".
قالت شاني: " الكوابيس مروعة ".
" أعلم ".
" أخبريني عن كابوسك ".
طرحت شاني سؤالها على وندي وهي تعانقها، فهزت وندي رأسها بقوة. كشرت شاني وهي تقول لها: " أنا راودتني الكوابيس عن الضفادع، الضفادع الكبيرة الضخمة اللزجة. الضفادع تحتل العالم. مروع! ".
ساد الصمت . . . عانقت شاني الفتاة الصغيرة بشدة، لدرجة أنها أحست بضلوعها تتصادم.
قال بيرس بتثاقل: " وندي نحن بحاجة لأن نتكلم عن هذا. أنا أعلم أنك خائفة. أعلم أن الظلام يبدو موحشاً ويُشعر بالوحدة. في ما مضى منذ زمن أنا أحسست بذلك ".
قالت شاني لوندي: " الراشدون يخافون أحياناً أيضاً، أما الحل فهو التحدث عن الأمر. أنا تحدثت إلى أمي بعد أن انتايتني الكوابيس عن الصفادع، وهي أخذتني إلى حديقة الحيوانات، فتعرفنا على كل ما يتعلق بالضفادع. تعلمنا أن أكبر ضفدع في العالم هو غولياث. إنه ضخم جداً، لكنه بالرغم من ذلك لا يأكل سوى الحشرات. أخذتني أمي بعد ذلك إلى مستنقع في حديقة صديقة لنا، فجمعنا بويضات الضفادع. فقست البويضات فصارت شراغيف ثم تحولت الشراغيف إلى ضفادع. أنا أطلقت عليها أسماء مثل هوبيت وكاسيدي. وبالتالي صرت أحلم بالضفادع الحقيقية، وكوابيسي بكل بساطة. . .توقفت ".
قال بيرس برقة: " والداك أحباك ".
أجابت شاني بسرعة: " لكنهما هجرا سوزي بيل ".
ثم فسرت لوندي: " دميتي جميلة. دعونا لا نتكلم عن والديّ. وندي، عم يدور كابوسك؟ ".
همست وندي: " بيرس . . . اذهب من هنا ".
بدت الكلمات صادمة جداً. رفعت شاني نظرها نحو بيرس، فلاحظت الألم على وجهه. لا يمكن أن تكون وندي خائفة من بيرس، همست شاني: " بيرس هو صديقنا. بيرس يحبك ".
" إنه . . . ".

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 06:17 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 904
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألحت شاني قائلة: " ما هي كوابيسك؟ ".
تذمرت وندي: " الظلام ".
هذا كثير جداً عليه. أخذ بيرس يتراجع خارجاً من الباب. في الواقع، بدا مذعوراً. قال بصوت قاس: " سوف أدعكما. سأكون في الأعلى . . .بعيداّ جدا حيث لا أسمعكما ".
أرادت شاني ان تناديه ليعود، لكنها علمت أنه لا يجدر بها فعل ذلك. وندي ما تزال مضغوطة بقوة بملاصقة جسدها. هل استيقظت تماماً من كابوسها، أم أن بعض أثاره ما زالت باقية عليها؟ أتراها تخشى بيرس؟ هذا ليس منطقياً. آه . . . الاستغلال؟ هذا أمر لا يحتمل أن تفكر به، لكن شاني استنشقت نفساً عميقاً، ثم ابتلعت ريقها، وقررت أنه يجدر بها أن تتصرف كراشدة هنا. إنها بحاجة لأن تتعامل مع الأمر وكأنها لا تعرف شيئاً، وهذا ما فعلته. قالت لوندي: " بيرس رحل. يمكنك أن تخبريني عن كوابيسك الآن
" أنا . . . لا ".
قررت شاني أنه آن الآوان لاستخدام بعض التسلط، فقالت: " وندي! أنا أنقذت دونالد من الثور، وسانقذك أنت أيضاً مما يرعبك. لكنني بحاجة لأن أعرف ما هي كوابيسك ".
ساد صمت مطول، ثم همست وندي: " مظلم ".
" هنالك ضوء ليلي خافت في غرفتك. أليس منيراً بما فيه الكفاية بالنسبة إليك؟ ".
منتديات ليلاس
" لكن. . .عندما أذهب إلى النوم . . .".
" هل تشعرين بالظلمة حين تذهبين إلى النوم؟ ".
قالت وندي: " الحزانة . . ".
حبست شاني أنفاسها: " أي خزانة؟ ".
" إنه يضعني داخلها. . . إنه يكرهني، لأني اخبر أمي لو ضرب الأطفال, أمي في السرير. . .إنها مريضة. وكل مرة. . .".
بدا من الواضح أن الكابوس يمزج الماضي مع الحاضر بشكل مريع. قاطعتها شاني: " أهو بيرس؟ ".
" لا . . .".
بالكاد سُمع كلامها وهي تقول همساً: " الآخر . . . ".
" رجل آخر؟ ".
" بقينا معه فترة طويلة. أمي قالت أن علينا أن نبقى معه، لأن ليس لديها مكان آخر تقصده، لذا لم أخبرها بخصوص الخزانة. كانت تغضب حين أخبرها أنه يضرب الأولاد. . . أخبرت الأطفال أنه لا بأس بذلك. أنا لم أمانع . . . ادعيت أنها لعبة، لكنها لم تكن كذلك. في أحد الليالي ضرب دونالد بقوة. . . جعل عين دونالد تتورم، فركلته. . . حبسنا كلينا في الخزانة، لكن دونالد بكى بصوت مرتفع جداً، فسمعته آبي وأخبرت أمي. نهضت أمي فصرخت وصرخت. . . أخبرها دونالد أنه كان دوماً يضعني في الخزانة، بالرغم من أنني طلبت منه ألا يفعل. بكت أمي طيلة الليل، وفي اليوم التالي وضعتنا جميعنا داخل السيارة، وقصدنا منزل بيرس.
فكرت شاني بيأس وهلع أنها ليست مؤهلة لتتعامل مع هذا الأمر. لكنها كل ما لدى وندي. بلإسثتناء بيرس، الذي يتضح أن وندي تخلط في رأسها بينه وبين صديق والدتها البغيض. فكرت ساني أنها تفعل ذلك في نومها فقط، لكنه كاف لأن يجعل بيرس عاجزاً عن مساعدتها الآن.
" وندي هذه قصة مرعبة. كيف تجرأ أن يعاملك بذلك الشكل؟ كان عليكم أن تبلغوا الشرطة ".
قررت شاني أنه لن يؤذيها لو أظهرت غضبها، فتابعت: " آه، وندي! كيف احتملت ذلك؟ كما أنه كان عليك أن تعتني بأطفال آخريت أيضاً ".
" إنه كان. . . .مظلماً ".
" ووالدتك، ألم تعلم؟ ".
منتديات ليلاس
" حاولت مرة أن أخبرها، لكنها غضبت وخرجت من السري فوقعت. هو اخبرها أنني كنت شقية، وأنه وضعني هناك لدقيقة فقط، لكنه وضعني هناك لساعات وساعات، وتكرر الأمر مرات عديدة. طيلة الليل أحياناً. إلى أن تكلم دونالد. أنا حاولت ألا أخبرها ".
همست شاني: " آه، وندي حبيبتي! آه، وندي! أيتها الشجاعة, أنت أكثر طفلة شجاعة عرفتها على الإطلاق. أنت تعلمين أن بيرس ليس مثل هذا الرجل ".
" أنا. . . .أنا أعلم ".
استنشقت شاني تفساً عميقاً، ثم أرجحت رجليها خارج السرير، ونهضت، فأضاءت النور العلوي. هذا الأمر بدا لها فجأة ذا أهمية فائقة. قالت: " تعلمين أنني أنقذت دونالد من الثور ".
أومأت وندي، وهي غير واثقة مما تبغي شاني الوصول إليه.
" وندي! أقسم لك، لو حاول أي شخص آخر أن يؤديك، فأنا سأتعامل معه تماماً مثلما تعاملت مع الثور. لا يهم من هو هذا الشخص. هل تصدقين؟ "
وضعت شاني يدها تحت ذقن وندي، وأجبرتها أن تلاقي عينيها قائلة لها: " وندي، يجدر بك أن تصدقي هذا ".
" أنا. . .أنا أصدق ".
" إذا، هل تخشين بيرس؟ "
حبست شاني أنفاسها. فكرت حتماً لا يمكن أن تكون مخطئة بخصوص شخصية بيرس. لكن هذه الطفلة تثقبها.
" أرجوك. . .! ".
همست شاني، لكنها أجبرت وجهها على أن يبقى خالياً من أية تعابير، لا ينم عن أي شيء. همست وندي: " لا ".
" لم ترعبي بدخوله الآن ".
" لا. . . أنا . . . ".

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماريون لينوكس, من ينقذني منك؟, احلام, دار الفراشة, روايات مترجمة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية