لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-10, 07:58 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" يقلقني أذا لم يكن ما يدعو لتلك السرعة".
مشى يود مغادرة الغرفة ثم توقف وقال بصوت حازم:
" حسنا , أنا هنا الآن , أسمعيني قليلا , أليزابيت هي الوحيدة التي يهمها أمرها , هي الوحيدة التي منحتني كل ثقتها , هي الوحيدة التي منحتني الفرصة لأبني نفسي من العدم , أدخلتني بيتها وعاملتني كولدها , لا أستطيع أن أفيها بعض جميلها ... أدين لها بالكثير ,بل ليس لدينها عليّ حدود , أسمعي , سأقتل كل من يسبب لها الأذى".
هيمن عنفه على جو الغرفة فسادها الهدوء , نظر بقسوة في وجه كارين ثم تحرك نحو الباب
وقبل أن ينصرف ألتفت خلفه ثتنية وأضاف:
" من أجل أليزابيت تهون علي حياتي , أنها لم تلدني حقا , لكنها وهبتني الحياة".
منتدى ليلاس
أستنفدت كارين كل قوتها بعد صدامها العنيف مع آرثر , أرتدت أحد فساتينها أمام المرآة لتتزين , وسرعان ما ألقت جانبا أحمر الشفاه الذي كان بيدها , فهل يهمها مظهرها بعد الآن؟ ماذا يهم؟
نزلت تجر نفسها جرا لتناول الأفطار وحمدت الله أنها لم تجد أثرا لليزا هناك , ما أن جلست الى المائدة حتى ظهر آرثر , قائلا انه سيخلد الى النوم حتى موعد الغداء , وأردف بأنه لن يغادر دلرسبك مدة ثلاثة أسابيع متتالية لأنه بحاجة الى راحة طويلة.

ظلت كارين صامتة , لم تكن في حالتها الراهنة قادرة على أبداء بهجتها لمثل هذا النبأ , كان يحتل قلبها غيظ مرير يقرب في خطورته من الكراهية , لو لم تظهر ليزا على المسرح لكان من المستطاع أن تصل مع آرثر الى تفاهم ضمني وقبول بالوضع الراهن ,لكن الآن وبضربة واحدة نسفت ليزا أي أمل في ذلك.

طال ذلك اليوم البائس يشوبه
التخوف من أنكشاف الجو المشحون بينها وبين آرثر والآخرين , ألا أن مرض أليزابيت وأنهماك الجميع في بعض الأمور المنزلية أثبت أن تخوفها لم يكن في محله , وعندما حان الوقت الذي ترهبه ,وقت أنفرادها مع آرثر في غرفتهما الخاصة , رأته يستغرق في صمت كئيب , كان مبعث أطمئنان لها .

أقبل صباح اليوم التالي يحمل معه أنباء الحمى التي بدأت تجتاح القرية بأسرها , أستيقظت ماجدا وليزا من نومها وعليهما كل الأعراض التعيسة , حتى تمزي الجبارة التي أستطاعت أن تدرأ عن نفسها الهجوم ذلك اليوم , لم تلبث أن سلمت بالهزيمة في اليوم الذي تلاه , وبعد يومين كان آرثر يستسلم للمرض.
كارين الوحيدة التي سلمت من الداء , لكن العناية بالمرضى وأعمال البيت التي ألقيت على عاتقها أثقلت كاهلها , وجعلتها ترحب بألتهاب الحنجرة الذي أصابها مع حلول نهاية الأسبوع , ومع ذلك لم تجد لديها الوقت الكافي للعناية بنفسها.

بينما كانت أليزابيت تتماثل للشفاء كانت ليزا طريحة الفراش تعاني من شدة وطأته , فقدت كل شهية للطعام ولم تنجح محاولات الجميع في دفعها لتناول أي شيء.
كانت ليزا أثناء مرضها محط عناية كارين التي كثيرا ما نظرت اليها تتأمل وجهها الممتقع المثير للشفقة , فتحس في داخلها وخزات تأنيب الضمير , ترى هل كانت مخطئة في ظنها؟

هل كانت التحية الحارة التي شاهدتها وأثارت غيرتها مجرد تعبير عن شوق ليزا الشديد للقاء آرثر ؟ وتذكرت أمرا لم يخطر ببالها من قبل , أن ليزا كانت تعمل سابقا عارضة أزياء , فكيف لم تضع في حسابها أن طبيعة عملها أكسبتها ولا شك جرأة وبشاشة فتعودت أن تقابل الناس بحرارة مفتعلة لا تنبع عن عاطفة صادقة؟
لم تتوقف كارين عن العمل في البيت طيلة فترة الحمى التي لم يسلم منها أحد سواها , مضى أسبوع وليزا طريحة الفراش , نزلت كارين من عندها تحمل صينية الطعام الذي رفضت أن تتناول منه ألا عصير الفاكهة , وعندما دخلت الى المطبخ نظرت تمزي الى الصينية وقالت:
" أصبحت نحيلة جدا , من الغباء أن تبقى نحيفة هكذا بعد أن تركت عملها كعارضة أزياء , فلماذا لا تتناول ما نقدمه لها من غذاء حتى تتحسن صحتها؟".

تمتمت حانقة وهي تخرج من المطبخ تحمل أناء فيه بعض الزهور , بينما بدأت كارين في غسل الأطباق , وأليزابيت الى جانبها تود مساعدتها , تنهدت كارين... لو أن أليزابيت تغادر المطبخ فتنال قسطا من الراحة , كانت تعرف أنها لن تذعن لذلك , أنها في اليومين اللذين تركت فيهما فراش المرض لم تكف لحظة واحدة عن العمل , على الرغم من الضعف الذي ألم بها , كانت الآثار التي خلفها المرض واضحة على جسمها , أمست هزيلة الى حد مخيف , غار خدّاها وغاصت عيناها في محجريهما تحت ظلال داكنة الزرقة , ونحلت يداها حتى بات الجلد يشف عما خلفه , بحركة تدل على نفاذ صبر سحبت كارين كرسيا وألحت على أليزابيت أن تجلس قائلة:
" يمكنك تجفيف الأطباق وأنت جالسة تماما مثلما تجففينها وأنت واقفة".
منتدى ليلاس
تأففت أليزابيت وقالت:
" بالله عليك يا كارين , يكفي ما ألقاه من آرثر وتمزي وماجدا , لم أعد أحتمل هذه الرعاية الزائدة وهذا الأهتمام البالغ من حولي , بدأت أشعر بأنني أكاد أختنق!".
أعتذرت كارين وهي تعض على شفتيها , وقررت ألا تنطق بحرف , خيم صمت كئيب ثم تنهدت أليزابيت ونظرت الى كارين نظرة تحمل معنى التوسل وقالت:
" كارين أنني قلقة على ليزا ".
ترددت كارين لتختار كلماتها بحذر ثم قالت:
" أعرف أنه من الصعب ألا تقلقي من أجلها , لكن حاولي ألا تشغلي بالك كثيرا , أنا متأكدة بأنها ستتحسن سريعا , قال الطبيب أن هذه الحمى تسبب أنحطاطا بالقوى لا يلبث أن يزول".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 07:59 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

زفرت أليزابيت زفرة وقالت:
" كلا , ليس ذلك ما تعاني منه أبنتي فأنا أعرفها جيدا , مرضت عدة مرات قبل الآن وفي معظمها كانت تحتاج الى فترات أطول من هذه لتشفى , لكنها ما كانت تبدو ألا باسمة ضاحكة تحب أن ترى الجميع من حولها يرقصون ويحيطونها بالرعاية , أما الآن فأنني أرى الأمر مختلفا جدا , أنه أكثر عمقا ... ليزا ليست سعيدة".
" لماذا تظنين ذلك؟".
" لا أعرف لماذا , أنه حس غريزي أحس به منذ فترة , أخشى أنها غير موفقة أبدا بزواجها".
منتدى ليلاس
" هل تحدثت مع ليزا بهذا الخصوص؟".
" كلا , يبدو أنها لم تعد تبوح لي بأسرارها".
" ربما ليس لديها ما تبوح به".
" أتمنى أن يكون ذلك..".
وراحت أليزابيت تنظر من النافذة , وبغتة أستدارت قائلة:
" كارين , ألم يلفت أنتباهك أي تغيير في ليزا بعد غيابك عنها هذه المدة الطويلة؟".
" ليس تماما , فأنا لا أعرف ليزا الى المدى الذي تجعلني أكون مصيبة في حكمي , هل بحثت الأمر مع آرثر؟".

" بالطبع , قال أن ما يشغلني بالنسبة الى ليزا ما هو الا محض أوهام , وأن ليزا بخير , وأذا أصابها شيء لا سمح الله , فأنه سيتكفل بالعناية بها وحده".
وتابعت أليزابيت حديثها بصوت متهدج:
" لكن ألا ترين أن ذلك كله بحجة الحرص على صحتي ؟ لا يجب أن أقلق! لا يجب أن أعلم! لا أحد يدرك بشاعة هذه المعاملة!".
قالت ذلك والرجفة تهزها هزا عنيفا , ثم أنّت أنّة خافتة ودفنت رأسها في راحتيها.
أسرعت كارين اليها وراحت تربت على كتفيها النحيلتين المرتجفتين وتحاول أن تجد الكلمات المناسبة لتهدئتها , لم تسمع وقع الخطوات القادمة من الخارج
ولا صوت أنفتاح الباب الذي دخل منه آرثر صائحا:
"ما هذا؟".

عبر الغرفة مسرعا ودفع كارين جانبا ثم أحتضن أليزابيت بين ذراعيه , وأخذ يربت بيده على رأسها برقة متناهية وقال:
" أمي , أمي ما الخبر؟".
نظر من فوق شعرها الفضي نحو كارين وسألها عما حدث فأجابته ببرود:
" أنها قلقة بخصوص ليزا".
نظر الى كارين نظرة ضمنها كل معاني الأتهام , ولم تلبث أليزابيت أن سحبت نفسها من بين ذراعيه مسحت عينيها بيديها وقالت:
" أنا بخير , لكن بالله دعني وحدي قليلا...".
لم يستمع آرثر لطلبها بل أصطحبها الى غرفة الجلوس قائلا:
" أجلسي وأخبريني بكل شيء".
منتدى ليلاس
ثم ألتفت الى كارين طالبا منها أعداد قدح من الشاي , فأستدارت تلبي طلبه والأفكار تزدحم في رأسها , أن مخاوف أليزابيت هي مخاوفها , فهل كانت ليزا غير موفقة في زواجها ؟لم تهتم كارين مطلقا بمثل هذا الأمر من قبل , ولم تكن تعرف كليفورد الى الحد الذي يمكنها أن تكوّن فكرة صادقة عن شخصيته , كانت قد ألتقت به مرات قليلة خلال الأشهر الأولى التي عاشتها مع آرثر , كان دائما لطيفا مع شيء من التحفظ , مضيافا دمث الأخلاق , وعلى ما تذكر فأنه كان يذعن لآراء ليزا ولا يخالفها في أمر , أما بالنسبة الى الحب ... فذلك شأن لا تستطيع أن تصدر فيه حكما.

أعدت الشاي وحملت الصينية الى غرفة الجلوس , وعندما وقع نظرها على أليزابيت شعرت بالطمأنينة , كانت تجلس قرب الموقد وقد أستعادت هدوءها ورباطة جأشها , لكنها رأت معالم التجهم واضحة على وجه آرثر عندما أخذ منها الصينية , ثم تمتم قائلا وهو يغادر الغرفة أنه سيعود بعد لحظات , أبتسمت أليزابيت بوجه كارين أبتسامة مرتعشة وقالت:
" لا ريب أنك تجدين عائلتنا متعبة".
" بالطبع لا أجدها كذلك".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 08:00 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كانت كارين تقدم الشاي الى أليزابيت عندما عاد آرثر ومعه حقيبته ,وضعها على كرسي قريب وهو يقول:
" أخذت الى ليزا بعض العنب.... فبدا عليها السرور".
ثم أخرج من الحقيبة رزمة وضعها أما أليزابيت وقال بلهجة عادية:
" ربما تبعث هذه فيك بعض البهجة".
قبلته أليزابيت وهي تفتح الرزمة وتخرج منها علبة من الشوكولا الفاخرة , قالت مبتسمة :
" آه آرثر ! أيها المحبوب المسرف ... أنك تفرط في تدليلي , لكن أين حصة كارين؟ ألا تستحق معاملة خاصة على العناية الفائقة التي أحاطتنا بها أثناء مرضنا؟".
" هل تعتقدين أنني يمكن أن أنساها؟".

قال ذلك وهو يخرج علبة أخرى ويتوجه بها الى كارين , لم يرخ قبضته عنها حتى أقتربت منه فألقى يده حول كتفها وعانقها , كانت معانقته حارة , كأنما يحاول أن يؤكد لأليزابيت مقدار حبه لزوجته , راحت نبضات قلب كارين تتسارع , وبيدين مرتعشتين بدأت تحل رباط العلبة يتقاسم فيها أحساسان, أحدهما يبكي لعلمها أن العاطفة التي تجلت في معانقته لها ما هي ألا أحد أدوار التمثيلية المتفق عليها , والثاني يبتسم لهذه الهدية غير المتوقعة.
منتدى ليلاس
كانت الهدية عبارة عن علبة بيضاء ثمينة تحتوي على شوكولا من النوع الذي تحبه كارين
وسمعته يقول بصوت ناعم تتخلله لهجة ساخرة:
" أرأيت كيف لا زلت أذكر ما تحبين؟ ألا أستحق شيئا بالمقابل؟".
أين المفر؟ وضعت كارين ذراعيها حول عنقه وتظاهرت بفرحة الزوجة مستسلمة لذراعيه تطوقان خصرها بشدة , وعانقها ثانية بحرارة أشد من المرة الأولى
فهمست منفعلة:
" آرث ! أليزابيت تراقبنا.".

أخلى سبيلها وراح يمعن النظر في وجهها الممتقع
وقال بشيء من السخرية:
"عليك يا حلوتي أن تعرفي بأنني دائما أتقاضى حقي كاملا مقابل هداياي!".
فقالت أليزابيت معاتبة:
" مسكينة كارين! لقد أحرجتها يا آرثر ,عليك أن تكون أكثر حشمة!".

رن جرس الهاتف بغتة , فهمت أليزابيت بالقيام لكن آرثر قال:
" أنت أقرب منا .... ردي يا حبيبتي!".
أتجهت نحو الهاتف وهي تعجب كيف تنطلق منه الكلمات بهذه السهولة, وكأن الأمور طبيعية لم يطرأ ما قلبها رأسا على عقب؟ وأشتعلت عيناها غيظا , يا للخسة ! أنه يستغل عدم قدرتها على المقاومة أمام أليزابيت , أنه لكثير ما تبذله لتفي بوعدها ,يا لها من صفقة!

كانت المكالمة من أحد معارف أليزابيت التي أسرعت وتناولت السماعة من يد كارين والفرحة تشع من عينيها , أما آرثر فبان الأنزعاج على وجهه وهمس الى كارين عابسا:
"لا أحب أن تنخرط أليزابيت كثيرا في علاقاتها الأجتماعية , أن صحتها لا تساعد على ذلك".
أجابته كارين بنفاذ صبر:
" ألا تعتقد أنه من الحكمة أن تترك أليزابيت تقرر ذلك بنفسها؟ أو أنك ترغب ف

ي أن تجعلها حبيسة مرضها؟".
وقبل أن ترك له مجالا للأجابة ألقت شالا على كتفيها وخرجت من البيت , طفح الكيل , فلن تسمح لآرثر أن ينال من كرامتها بعد الآن!
أتجهت نحو بوابة الحديقة غير مبالية برطوبة الهواء وبرودة الجو , وهبات الضباب , وعندما بلغت البوابة , أنحرفت الى اليسار وأنطلقت تسير بجانب النهر لتقطع الأميال الثلاثة التي تصلها بشلالات دلرسبك.

في الصيف يحب المرء أن يقوم بمثل هذه الجولة , تحت أقواس من الأغصان الشائكة حيث تتراقص على الدرب أشعة الشمس المتسللة من بين أوراق الشجر , وتتجاوب في الآفاق موسيقى النهر , أما الآن فالنهر معكر المياه , والأشجار كئيبة ترتجف من برد الشتاء , والسماء مغطاة بستائر الضباب الرمادية.
لم تلتق كارين بأحد , بعد المنعطف الأول من الطريق بدأت تحس بقشعريرة في جسمها وأنقباض في نفسها , لكنها أستمرت في دربها يحثها العناد والمكابرة , الى أن سمعت دوي المياه المنحدرة الآتي من بعيد فعلمت أنها باتت قريبة من وجهتها , ثم ما لبثت الدرب أن بدأت تتسع وتنعطف , وما أن أنعطفت معها حتى وقعت الشلالات تحت مرمى بصرها , بعد قليل وجدت نفسها في بقعة من الأرض الفضاء والى جانبها مقعد من الخشب القديم , يقبع خلفه صندوق أمتلأ بالقش والأعواد المهشمة.

جلست كارين على المقعد المتداعي الرطب تنظر بكآبة الى ألسنة المياه من الأعلى , والى الزبد الأبيض المتلاطم في الأسفل , لم يكن الشلال يرتفع أكثر من خمسة عشر قدما , لكنه كان يهوي عموديا في بطن فجوة متشعبة أحدثها تآكل قلب الصخر بفعل أرتطام كتل المياه بسطحه عبر تعاقب القرون.
مضى عليها بعض الوقت وهي جالسة هناك , بدأت الرطوبة الباردة تتغلغل داخل ثيابها , لكنها لم تحرك ساكنا لمغادرة مكانها , فالوحدة التي كانت تلفها وتعزلها عن بقية العالم لاءمت مزاجها المنقبض الكئيب ...
منتدى ليلاس
وفاجأها صوت من خلفها يقول:
" أما زلت منزعجة , أم أنك تفكرين ؟".
أجفلت كارين , فهدير المياه حال دون سماعها وقع خطوات آرثر وهو يقترب منها , ظلت جالسة تنظر أمامها وأجابت ببرود:
"لا هذا ولا ذاك".
جلس آرثر الى جانبها وسأل:
" ما الذي جاء بك الى هنا؟".
" لماذا تبعتني؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 08:00 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لعدة أسباب".
لم يكن جوابه كافيا , فشبكت يديها الباردتين بقوة وصممت على ألا تستسلم للبرد المتزايد , ولا تتحرك من مكانها حتى تشاء , مهما كانت معارضته لها , فليتجمد في مكانه أذا شاء.

وأردف آرثر بصوت جاف:
" رأتك أليزابيت وأنت تغادرين البيت فتظاهرت باللحاق بك لأدركك , وعندما رأيتك تتجهين الى اليسار بجانب ضفة النهر , لم أجد أمامي أي خيار ألا أن أتبعك خوفا عليك من الضباب".
أجابت هازئة:
" أذن خفت علي أن أضيع في الضباب , ما أرق شعورك!".
" أنك تتصرفين كالأطفال , جميع أهل المنطقة هنا يخشون على صحتهم في الضباب , وعليك أن تحذي حذوهم".

" آسفة حقا , أنه ليس كثيفا الى الدرجة التي يحجبك عني فلا أعود أراك!".
كانت كلماتها لاذعة , لكنه أكتفى بأن طوى ذراعيه وأتكأ على ظهر المقعد وقال:
" أظن أنك لا زلت منفعلة بسبب تصرفي الطائش".
" تجاوزت حد الأنفعال , أن السأم يتملكني الآن , لقد تعديت حدودك وأنت تعرف ذلك".
" ربما , لكن ذلك يمتعني".
" لكنه يثير أشمئزازي ".
لوى فمه أستهزاء وقال:
"لم أكن أعرفك بهذه الحشمة يا حلوتي , بالله عليك خففي من أنفعالك !".

" لم تحرجني وحدي فحسب وأنما أحرجت أليزابيت كذلك".
" أرجو أن أكون أحرجتها حقا".
لم تصدق كارين أذنيها فحملقت في وجهه مذهولة وقالت:
" هل تعني أن ما فعلته اليوم أمام أليزابيت كان عن عمد؟".
" بالطبع".
" لماذا؟ ".
" لأسباب أظنها واضحة ".

" ما دمت حققت غايتك , لا تجرؤ أن تكرر ما فعلته معي بعد اليوم!".
" ليس ذلك ضروريا".
" أرجو ذلك , وألا فأنك ستكرهني على أن أتجاهل دوري في هذه الصفقة".
" لم يكن أتفاقنا صفقة وأنما وعدا , لا تحاولي أن تنسي ذلك".
" أنك لا تمنحني الفرصة الكافية لأفي بوعدي!".
هبّ أرثر على قدميه بحركة سريعة كأنما تعب من المشاحنة , وقال:
" أحسب أننا أرحنا بال أليزابيت بالنسبة الى أحد مخاوفها ".

" تعني بالنسبة الينا؟".
هز رأسه أيجابا.
وقفت كارين تشدد كتفيها من البرد وقالت:
" لم ألحظ أن أليزابيت تشعر بأي خوف علينا".
" حتى هذه اللحظة أعتقد ذلك, وأنا مصمم على أن تبقى كذلك".

" أذن توقف عن تصرفاتك الجائرة , حتى أتذكر دائما وعدي , أليزابيت لن تعرف الحقيقة مني أذا كان ذلك ما يقلقك".
" ليس بمقدوري أن أكف عن القلق! لعنة الله على الجميع , أسمعي يا كارين! ألا تدركين أن مخاوف أليزابيت من ناحية ليزا في محلها؟".
أنفرجت شفتا كارين وتراجعت قليلا الى الوراء وقالت:
" أنك لا تعني..؟".
" نعم , أن زواج ليزا معلق بخيط رفيع!".
" كنت أظن دائما أنها سعيدة مع كلفورد".
منتدى ليلاس
" كنت مخطئة أذن, صحيح أنه أعطاها البيت الفخم , المال , الثياب , المجوهرات والمركز, كان بأمكان ليزا أن تصبح أميرة في قصر , لو أن ذلك فقط ما كانت تتمناه من زواجها".
" لكنني أعتقدت أن كليفورد يحبها , أعرف أنه متحفظ وأنه..".
" وأنه سمكة مثلجة , أعرف أن مظهره يعطي مثل هذا الأنطباع بالنسبة للمرأة , لكن لا تحكمي عليه خطأ , كليفورد ليس من النوع الذي ينم مظهره على حقيقته , فهو مجنون بحب ليزا الى درجة أنه يحترق غيرة لمجرد أن يرى رجلا يكثر من نظراته اليها , لكن ليزا تريد أكثر من ذلك".

بعد لحظة صمت أستطرد آرثر ببطء:
" كان زواجهما محكوما عليه منذ اللحظة التي تم فيها , فهما لا يصلحان لبعضهما مطلقا , وأعجب كيف أنه دام هذه المدة الطويلة ".
" أذن لماذا رضيت بالزواج منه؟".
" لأن ليزا أرتكبت الخطأ الذي ترتكبه الكثير من الفتيات ".
أستدار بغتة وبدأ يمشي عائدا فوق الممر وهو يتابع كلامه :
" أعتقدت أنه يكفيها رجل مستعد أن يسبغ عليها المال والمجوهرات , ثم أكتشفت بعد فوات الأوان أن شيئا لا يزال مفقودا , أكتشفت أنها لا تحبه".


نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 08:01 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


9_ السهم يصيب الهدف

خيم الصمت عليهما خلال الأميال الثلاثة في طريق عودتهما الى البيت , وشعرت كارين لذلك براحة نفسية تامة , لم يبق ما يقوله أحدهما للآخر ,خاصة وأنها بلغت مرحلة يمكن للصمت أن يمنحها فيها الأمان من أن تبتلي بجروح أخرى , لكن آرثر قطع حبل الصمت , عندما لاح لهما من بعيد شبح البيت يكتنفه الضباب :
" قد تدوم هذه الحال عدة أيام".
منتدى ليلاس
صدقت النبؤة , فالضباب الذي يزحف من الأرض الجرداء الشمالية أستقر كالستارة البيضاء فوق الوادي وأستمر ثلاثة أيام , كان يرق أحيانا فيسمح لتسلل بعض اللوحات المضيئة ثم ما يلبث أن يتكاثف ليلف دلرسبك في عزلة قاتمة .
وصل كليفورد ظهيرة يوم الجمعة , بشرهم بأن الشمس كانت ساطعة معظم الطريق الى يورك , كانت البشرى كافية لأيقاظ ليزا من خمولها , خاصة وأن كليفورد جلب لها مجموعة من كراسات الدعاية للأماكن الجميلة التي يجدر بالمرء أن يقضي فيها أيام العطل , وأقترح عليها أن تبدأ بالتخطيط للعطلة الصيفية , أستعادت ليزا بعض حيويتها القديمة وتربعت فوق سجادة بالقرب من النار , والمشاهد المغرية لامكنة اللهو البعيدة تنتشر من حولها , موضوع العطل والرحلات التي جاء بها كليفورد أثار معظمم أهل البيت الذين كانوا قد سئموا الضباب الذي خيم على محيطهم , فأخذ كل منهم يحدد المكان الذي سيمضي فيه عطلته السنوية , ألا آرثر , فأنه ظل بمعزل عن المشاركة في الحديث , فسألته ليزا:
" ألا تنوي أن تأخذ عطلة في هذه السنة؟".

" أنا أقضي عطلتي الآن".
نظرت اليه أليزابيت قائلة:
"أنا لا أعتبر البقاء هنا عطلة يا عزيزتي , ثم ماذا عن كارين؟".
" كارين تعلم بأنني لن أعارض أبدا أن تذهب أينما تشاء بدوني .... أذا أرادت".
لم تكن كارين الوحيدة التي ظهرت على وجهها علائم الدهشة لجواب آرثر , وقبل أن تعقب بكلمة سبقتها أليزابيت وليزا بالكلام معا , ثم توقفتا ونظرت كل منهما الى الأخرى , أبتسمت أليزابيت لأبنتها وقالت:
" تكلمي يا حبيبتي , أنني متأكدة بأنك كنت ستقولين بالضبط ما كنت أنوي قوله ".

أبتسمت ليزا أبتسامة خبيثة وقالت:
" لا أطن ذلك يا ماما , كنت ستستغربين فكرة ذهاب كارين لقضاء عطلة بدون آرثر , لكنني أخالفك في ذلك أعتقد أنه من الضروري أن يأخذ الأزواج عطلا منفصلة , يكفي أنهم معا باقي أيام السنة".
وألتفتت الى زوجها مبتسمة وأردفت:
" أعرف أن كليفورد سيعتبر فكرتي هذه في منتهى القباحة , فهو ذو عقلية جامدة , ألا يوافقني أحد على فكرتي؟".

أجاب آرثر:
" هذا يعتمد على الشخص الذي يصاحبك في العطلة ".
ضحك الجميع لجواب آرثر , بأستثناء كليفورد الذي ألقى بكراسة الرحلات من يده وقال:
" ما ترمون اليه خيانة زوجية صريحة".
أنفجرت ليزا قائلة , بدون أن تنظر الى وجه زوجها الذي بدا عليه الأنزعاج:
" كليفورد! أنك لن تتغير أبدا! وبعد فأنا لم أقل كلمة حول مصاحبة أي أنسان آخر في العطلة , لكنها خاطرة طرحتها , ثم لماذا لا تتحدثون عن تلك الرحلات التي يقوم بها الرجال بدون نسائهم , ويدعونها رحلات عمل؟".
أستدارت برأسها لتواجه آرثر وقالت:
" أما أنت يا آرثر فأعتقد أنك غيرت وجهة نظرك بالنسبة الى فكرتي".
منتدى ليلاس
" غيرت وجهة نظري؟ من أية ناحية؟ لا أظن أنني علقت على فكرتك تعليقا شائنا".
قهقهت ليزا ضاحكة وقالت:
" لكنك ظننت أنني عنيت من تلك الفكرة مصاحبة شخص آخر أثناء العطلة".
" مجرد تلميح لا يحتاج الى كل هذا الجدل".
ألتفتت ليزا الى كارين بنظرة فضولية وقالت:
" أنك فتاة محظوظة يا كارو ! يبدو أن أخي ألتحق بالمجتمع المتسامح , فالعطل بدون قيود ألآن! أنتهزي الفرصة قبل أن يرجع عن رأيه!".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هيلتون, margery hilton, روايات مترجمة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the dark side of marriage, عبير, غفرت لك, ورايات رومانسية, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية