لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-10, 02:39 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وغضبت ليا من كلامه الأنتقادي :
" تقصد أنه سيزيد من أنفعالي , ولكنني في أي حال لست جائعة".
وأعقب عبارتها الأستفزازية لحظة من الصمت والتوتر , وقال رايلي بلهجة هادئة تحذيرية :
" أدرك أنك لم تنامي جيدا في الليلة الماضية , غير أنني أقترح أن لا تصبي جام غضبك عليّ يا آنسة تالبوت".
راقبت ليا رايلي وهو يقصد المنحدر بخطوات رشيقة , وتنهدت بحزن وهي تتذكر مناداته لها بالآنسة تالبوت بدل ليا , وأعترفت أنها كانت تستحق الأذلال والعقاب , لكن ذلك لم يخفف من قساوة العقاب وصرامته والألم الناتج عنه.
ثم تبرجت قليلا , وسرحت شعرها حتى أنسدل مثل ملاءة حرير براق , وخلعت حذاءها ونفضت منه التراب ,وبعد أن خلعت جواربها , قطبت جبينها لمنظر التراب المتجمع بين أصابع رجليها وعلى باطن قدميها الساخنتين والناضحتين بالعرق.
وجذبتها قدر الماء الساخن القريبة منها وقد طفت على سطحها فقاعات من معجون الحلاقة , وترددت للحظة فقط , ولكنها قررت أنه من الحمق أرتداء جوارب نظيفة من دون غسل رجليها.
منتديات ليلاس
وسارت على الأرض الوعرة بقدميها العاريتين لتحضر المنديل الذي مدده رايلي على أحدى الشجيرات ليجف , ثم بدأت تغسل قدميها وتمسحهما بالمنديل مستعينة بلوح صابون صغير أخرجته من حقيبة زينتها , ثم أزالت الصابون عنهما بالماء الذي صبته بالقنينة ,وجففتهما بطرف بلوزتها المجعدة , التي سبق أن خلعتها , وصبت الماء القذر على الرمال.
ورأت أن غسل قدميها أنعشها كما ينعشها الأستحمام , فقررت أن تبقى ساعة أو أكثر في حوض الأستحمام فور أنقاذهما , وأرتدت جواربها النظيفة بعد أن نفضت التراب عن حذائها مجددا.
وما كادت ليا تنتعل حذاءها , حتى أكبت تصغي بأنتباه للتعرف على مصدر الصوت , ولم تستطع تحديد أتجاه الصوت الذي بدأ يتعالى.
ولما أدركت أنه أزيز محرك طائرة , أتسعت حدقتاها , ونظرت فورا ألى السماء , فدهشت لرؤية طائرة قريبة من موقعهما تطير بأتجاههما , ولعل نسيم الشرق أبعد صوتها فلم تسمعه ليا ألا عندما أقتربت منهما.
ونادت رايلي بحماسة وهي تمسك القنينة لتصب ما فيها من الماء على النار ,ولم يجر منها ألا القليل من الماء الذي بعث دخانا طفيفا أدهش ليا لقلته.
" أيتها المجنونة , لماذا أستعملت كل المياه لغسل قدميك؟".
وأقترب هدير الطائرة لينجذب بصر ليا ألى السماء , وأوحى لها تحليق الطائرة بأتجاه الشرق بأن أفراد طاقمها لم يشاهدوا موقعهما وصاحت وهي تركض خلف ظل الطائرة ملوحة ذراعيها بعصبية:
" أننا هنا , أننا هنا , هنا على الأرض".
هبط رايلي المنحدر بسرعة محدثا أنهيارا بسيطا وقال:
" صبي الماء على النار".
وتسمرت ليا في مكانها وهي تجيب:
"لا يوجد ماء , فقد أستعملته كله".
تشنجت ملامحه لدى سماعه قولها , غير أنه لم ينبس ببنت شفة , وتابع سيره الرشيق حتى بلغ الأرض عند أسفل المنحدر حيث توقف وألتقط البطانية الحمراء التي تدثرا بها في الليلتين الماضيتين.
وأمر ليا:
" لوحي بها في الهواء رافعة الجانب لمغطى بالألمنيوم ألى فوق ".
وأطاعت ليا بينما أحست رايلي يجثم بجانب حقيبة زينتها فيما راقبت الطائرة وهي تبتعد عنهما , ثم وقف رايلي بجانبها وهو يمسك المرآة المستطيلة التي أنتزعها من غطاء حقيبة زينتها .
وفيما لوحت ليا بالبطانية حتى كادت ذراعها تنقطع , لوح رايلي المرآة في الشمس محاولا تركيز الضوء البراق على الطائرة التي لم تخفف من سرعتها ,وصاحت ليا :
" عودي".
منتديات ليلاس
وتدلّت ذراعها بلا حراك على جنبها أذ عجزت عن رفع البطانية مرة جديدة فيما أستلقت ذراعها على جنبها أذ عجزت عن رفع البطانية مرة جديدة فيما أستلقت ذراعها الجريحة على خصرها.
وغابا الطائرة عن الأنظار , وأندفعت بين أهداب ليا دمعة تبعتها ثانية وثالثة حتى سال الدمع على وجنتيها وبلل شفتيها , وقالت بغصة:
" أنهم لم يرونا".
وأرتعشت ذقنها فيما نظرت ألى رايلي وقد وقف وقفة غضب وأشمئزاز ملقيا يديه على وركيه ينظر في الفراغ حيث كانت الطائرة تحلق , ثم أستدار وألتقت عيناه الخضراوان الغاضبتان بعينيها لحظة قبل أن يرجع ألى موضع النار .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 03:08 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


تبعته ليا وهي ما تزال تمسك البطانية بأصابعها وتجرها خلفها على الأرض , وقالت:
" آسفة يا رايلي , الحق علي لأنني أستعملت كل المخزون لغسل قدمي , وقد أضعته من دون تفكير".
فرد بصوت جاف:
" رجليك؟".
ونطقت نظرته المعبرة بما لم تقله كلماته.
دافعت عن نفسها بحجة واهية:
" كانت قدمي متسختان".
ثم ألقى رايلي قطع الحطب السريعة على النار , وكان صمته أبلغ من أي أدانة شفوية ,وأخيرا لم يعد بوسع ليا أن تحتمل فأنفجرت غاضبة كالبركان , وصرخت:
" لماذا لا تقول شيئا ؟ لماذا لا تصرخ في وجهي وتقول كم كان عملك أخرق , فنحن الأثنين نعرف أنه أخرق ,لماذا لا تقول ذلك؟ أغضب أو أفعل أي شيء , ولا تستمر في وضع الحطب على النار كأن شيئا لم يكن".
وقف رايلي ومسح يديه ببنطاله , وقال بهدوء وقد أرتسمت على فمه تكشيرة حادة , وغلف وجهه قناع من البرودة :
" لن يجدي ذلك نفعا , فسأذهب الآن لملء القنينة وسأعود بها مع بعض الحطب".
منتديات ليلاس
ولما أختفى وراء المنحدر , سقطت على ركبتيها خائرة القوى يائسة , وأرخت قبضتها عن البطانية , فتمددت بجانبها وقد تلألأ الجانب المغطى بالألومنيوم تحت أشعة الشمس , وتمنت لو أنها تدفن رأسها بين ذراعيها وتبكي ندما على حماقتها , ولكنها لم تجرؤ لأنها توقعت عودة الطائرة , ولم ترد أن تغافلها كما فعلت في في المرة الأولى .
حبست دموعها فيما جففت وجنتيها وحدقت ألى السماء , وأجهدت أذنيها في محاولة لسماع أزيز الطائرة , لكنها لم تسمع سوى صمت الصحراء الجبلية ألى أن أعلنت دحرجة الحجارة عودة رايلي .
وبعد أن ألقى رايلي حمله من الحطب على بعد بضعة أمتار من النار , أعطى القنينة لليا قائلا :
" أشربي".
نظرت ألى القنينة كأنها سم , وشعرت بالحرارة والتعب والظمأ , لكنها لم ترغب في جرعة من الماء الذي قد ينقذهما مهما بلغ ظمأها , ورفضت بهدوء وصرامة:
" كلا".
أرتسم الغيظ على شفتي رايلي وهو يقول:
" جرعة واحدة لن تضر في شيء , أشربي".
أطاعت مرغمة , ورشفت بعض الماء , ثم غرغرت به فمها قبل أن تبتلعه , وبللت شفتيها بلسانها فيما أعادت القنينة ألى رايلي , أدركت أنه يراقبها , ألا أنها لم تستطع أن تنظر في عينيه الفاحصتين , ووضع رايلي القنينة في ظل كومة الحطب , ومن دون أن يتكلم مشى ليلتقط البطانية الملقاة على الأرض بجانب ليا , وأبتسمت وهي تفكر بما سيفعله بالبطانية , ثم رأته يقيم المظلة .
وأتسعت أبتسامتها وهي تقول:
" ألن نحتاج البطانية لنلوح بها للطائرة؟".
لم يتوقف رايلي عن عمله وهو يجيب:
" من السهل أنزالها عن المظلة في ثوان , لكنها ستؤدي خدمة أعظم وتقينا من الشمس ألى حين عودة الطائرة".
ونظرت ليا ألى النار المتأججة وقد أنبعث منها دخان رقيق أختفى في هواء الصحراء النقي بسرعة فاسحا المجال أمام موجات اللهب بالتراقص فوف دائرة النار , وقالت ليا بهدوء:
" لقد حلقت الطائرة فوقنا مباشرة تقريبا ولم أسمع هديرها ألا عندما صارت على مقربة مني , فلماذا لم يقدروا أن يشاهدونا؟".
قال رايلي وهو يثبت آخر ركن من المظلة:
" هذا يرجع ألى سببين : الأول هو طيران الطائرة بأتجاه معاكس للشمس مما أعرق رؤية أفراد الطاقم , أما السبب الثاني: فيتلخص في بحثهم عن حطام طائرة".
ثم أشار برأسه ألى المنحدر:
" وطائرتنا مدفونة تحت هذا الركام من الحجارة".
وتنهدت وهي تنظر ألى السماء :
" هذا كله خطأي , لقد كان بالأمكان أن يروا أشارة الدخان ".
علّق رايلي بصرامة :
" كفّي عن الشعور بالذنب ".
منتديات ليلاس
أعترضت ليا:
" لا أشعر بالذنب ".
" بلى , أنك تشعرين بالذنب علما بأن ذلك لن يغير شيئا".
أجابت:
" أنا لم أقل سينفع".
" أذن لنكف عن ذكر ما حدث , ولنستعد للقاء الطائرة أذا عادت ".
وتوقفت ليا عند أمره.
ودفعتها لهجته ألى سؤاله :
" هل تظن أنها سترجع؟".
أجاب بلهجة لم تعبر عما يدور في خلده :
" لست أدري".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 03:41 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- قرار الرحيل

غطّت السماء غيمة بيضاء أحاطتها الشمس بهالة ذهبية وأرسلت من ورائها أشعتها لتلوّح الأرض المغطاة بنبات الناعمة.
وبلّل العرق قميص ليا , فألتصقت بجلدها , وتعاظم ألم ذراعها خصوصا بعد أن أجهدت نفسها بتلويح البطانية للطائرة في الصباح.
وضغطت بيدها اليمنى على جبهتها لبضع ثوان , ثم رفعت رأسها وهي تدفع شعرها عن وجهها بعيدا بيدها , ومكثت ليا ورايلي النهار بطوله ينتظران الطائرة التي لم تعد .
ورفعت عينيها الحائرتين ألى رايلي الذي شرد بأفكاره بعيدا وهو يراقب السماء بدقة , وقالت بنبرة تنم عن الخوف الذي تملّكها طول النهار.
" هل تظن أن بحثهم عنا سيستمر لفترة طويلة؟".
ولمحت الغربة في عينيه الخضراوين اللطيفتين وهو ينظر أليها مجيبا:
" من الصعب التكهّن بشيء , فتنظيم حملة أستطلاع واسعة أمر يتطلب كثيرا من الوقت والمال , والأرجح أنهم سيبحثون عنا مدة يومين أو ثلاثة قبل أن يطلبوا من طياريهم المحليين التفتيش عن أثر الحطام فيما يرسلون طائرة أستطلاع أو أثنتين".
منتديات ليلاس
كانت معرفة الحقيقة أمرا محزنا خصوصا أن أحتمال ضياعهما بضعة أيام أخرى في الصحراء وارد , وأدركت ليا أنها لن تستطيع التفكير في هذا الأمر من دون أن تلوم نفسها , وأن رايلي أصاب أذ قال أن ذلك لن يحل المشكلة.
لم تشعر برغبة لتناول الطعام ,ولولا حاجتها لشيء منه لما مضغت بضع قطع من اللحم المقدد ببرودة على الغداء , وتلك الحاجة هي نفسها التي دفعتها ألى طهي وجبة العشاء , العمل الذي أنساها ورطتهما مؤقتا.
بعد مرور ثلاثة أيام على ضياعهما , قلت أنواع المأكولات المجففة في حوزتهما على نحو كبير , ونقبت بين المعلبات القليلة عن صنف شهي نسبيا , أثناء ذلك لمحت بطرف عينيها رايلي وقد جثم قرب الحقائب , ودفعها فضولها للأستدارة قليلا لترى ماذا كان يفعل , فدهشت أذ رأته فتح حقيبتها وأخذ يقلب محتوياتها.
فصرخت وهي تسرع نحوه:
" ماذا تظن نفسك تفعل وأنت تقلب حقيبتي . هذه أمتعتي ولا يحق لك أن تنقب بها".
لم يلتفت أليها , بل وضع كومة ملابسها الداخلية جانبا , ثم أخذ يفحص ألبستها الخارجية و وحاولت أن تنتزع ملابسها من يده وتكومها في الحقيبة , لكنه رفعها وطرحها بعيدا بسرعة ولم تقدر معها أن توقفه عن عمله , وصاحت:
" هل سمعت ما قلته لك؟".
أجابها رايلي أخيرا:
" أنني لا أسرق شيئا , فأنا أبحث عن ملابس تناسبك خلال السير".
قالت ليا بمرارة وهي تحاول أن تطوي الملابس التي طرحها:
" بأمكانك أن تسألني أذ ليس من واجبك أن تقلب أمتعتي".
وأمسك بنطلون حنطي اللون وقميصا طويلة الأكمام بيضاء نقشت عليها خطوط منحرفة ومتقاطعة .
ثم قال :
" سبق أن رأيت ملابس نسائية , فلا داعي لأرتباكك وخجلك , وهذه الملابس قد تنفع".
جلست ليا القرفصاء وهي تتطلع ألى وجه رايلي الهادىء بأرتباك ,ثم ألتمع في ذاكرتها بعض من أقواله السابقة , فقالت وهي تعبس:
"ستنفع؟ لأي شيء ؟ وماذا قصدت حين قلت : ملائم للسير؟".
أعلن رايلي بهدوء:
" سنرحل".
ثم أستدار ألى حقيبة زينتها وسألها وهو يفتح الغطاء :
" هل لديك معجون لدهن الوجه؟".
فأنحنت ودفعت القارورة وهي تقول:
" أجل , لماذا تريد معجونا لدهن الوجه؟".
منتديات ليلاس
لم يعد لجوابه أهمية عندما أدركت معنى أعلانه السابق , فسألت:
" كيف سنرحل؟".
"سيرا على الأقدام بالطبع".
ثم نظر أليها نظرة سريعة وهو يفتح القارورة وينتزع بعض المعجون بسبابته , ثم فرك أبهامه بسبابته بمهارة وهو يقول:
" سيقي هذا المعجون وجهك الشاحب من الشمس".
قالت ليا وهي تحدق ألى القفر الجبلي الواسع :
" سيرا على الأقدام؟ لا شك أنك جننت".
قال رايلي وهو يترك حقيبة الزينة ليفتح حقيبته:
" البقاء هنا جنون أعظم".
علقت ليا بغضب:
" أعرف أنك تظنني مجنونة , لكنني أعلم أيضا أنك عندما تتوه ويبدأ الناس بالبحث عنك , عليك ألتزام مكان واحد والأمتناع عن التجوّل , ونحن لا نكاد نعرف موقعنا".
وأخرج قميصين متسخين من حقيبته , ثم أغلقها , وقال:
"أستطيع تحديد موقعنا على نحو تقريبي".
ثم نهض ومشى , فتبعته ليا وكأنها ظله , وتمتمت :
" هذا رائع و هل تعني أننا في مكان ما من نيفادا؟ لقد كان بأمكاني أن أخمّن ذلك ".
توقف رايلي فجأة حتى كادت ليا تصطدم بظهره العريض , ونظر أليها نظرة فولاذية .
وقال :
" نحن موجودان على الجانب الشرقي من سلسلة جبال مونتير , وهذا يعني أننا نبعد حوالي مئة كيلومتر عن أقرب مدينة وذلك في خط مستقيم , أو 145 كيلومترا سيرا على الأقدام".
ونظررت ألى الصحراء المترامية الأطراف , فخيّل أليها أنه من المستحيل وجودهما في بقعة قريبة من المدينة , وقالت:
" ربما متنا في الطريق".
" ربما متنا هنا".
توقفت لتقول:
" أجل , ولكنّ بقاءنا هنا يعطينا أملا بالخلاص , أملا بالتلويح لطائرة الأستطلاع التالية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 05:06 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 186378
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: kamilya2011 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kamilya2011 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

merci kter hilwa antmana tkamilha

 
 

 

عرض البوم صور kamilya2011   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 07:08 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتمعّن رايلي في قسمات وجهها الجموحة والتي غلب عليها الذعر , وقال:
" ولكن , متى ستمر الطائرة التالية ؟ غدا ؟ بعد غد؟ بعد ثلاثة أيام؟ متى؟".
رفعت يدها كأنها تطرد شبح السؤال عنها , وقالت:
" لست أدري , ولكنها سوف تأتي لأن والدي ولوني لن يوقفا البحث قبل العثور عليّ , أنا أعرف أنهما لن يفعلا".
" أنا لا أخالفك الرأي , غير أن الوقت هو العامل الحاسم ".
" لماذا؟".
أجابت بصوت منخفض , وهدوء قصد بهما الأيجاء لها بخطورة الوضع:
"لأنه في خلال ثلاثة أو أربعة أيام لن يبقى عندنا طعام أو ماء أو قوة على الخروج من هنا".
وتطلعت بدهشة ألى أعلى المنحدر حيث قال أنه وجد الماء , وقالت:
"ولكن...........".
أوضح رايلي:
" لقد بدأ الماء الذي عثرت عليه في الحوض الصخري يجف ويتبخر بفعل الحر".
منتديات ليلاس
لقد قدّرت ليا بحماقة أن معينهما من الماء لن ينضب , ونسيت قول رايلي أن الماء في الأرض الصحراوية نفيس ونادر .
وأنتابها شعور عارم بالضعف والعجز , وقالت:
" كان عليك أن تخبرني ".
" ربما".
وأظهر عدم أكتراث بمناقشة ما جرى , وهذا لا يختلف عن موقفه عندما علم أن ليا أستعملت كل الماء لغسل قدميها , فبالنسبة أليه ما حدث قد حدث , ولا فائدة من مناقشة الأسباب .
لم تقنع ليا بالفكرة برغم أدراكها سلامة رأي رايلي:
" لو خرجنا طلبا للنجدة , فكيف نعرف أي طريق نسلك؟".
" سنذهب جنوبا".
عارضت بعناد :
" لماذا جنوبا , وليس غربا ؟ نحن طرنا شرقا عندما أنحرفنا عن خط سيرنا , ومن المؤكد أن علينا العودة من حيث أتينا".
تنفس رايلي عميقا وكأن صبره على أسئلتها بدأ ينفد :
" معروف أن سلاسل الجبال هذه تمتد من الشمال ألى الجنوب , ولا أدري كم من السلاسل يجب أن نجتاز قبل أن نصل ألى طريق عام أو مدينة , وأكتشاف مسالك سهلة لأجتياز السلاسل يكلف وقتا كثيرا , فأذا أنطلقنا شمالا , حيث أرى جبالا عديدة , وجب أن نمشي على القمم أما في الجنوب , فيمتد واد يسهل فيه السير وتزداد فيه السرعة ويحلو الوقت".
قالت ليا:
" من الممكن أن نتوه أيضا".
أكّد لها بصوت جاد:
" لن أتوه".
وأغاظها أعتداده بنفسه أذ بدا واثقا كل الثقة بأنه على صواب , ولما وجدت أن جميع حججها لم تقنعه , لجأت ألى السخرية .
" يا لي من حمقاء , فلقد نسيت أن في عروقك دما هنديا , وطبعا لن تتوه".
تجهمت ملامحه وقال :
" أنك على حق".
فأدركت أن سخريتها لم تغضبه , فأطبقت شفتيها وأطلقت زفرة غاضبة وهي تنظر ألى البعيد :
" لا يهمني ما تقول عني , فأنا أظن أن ليس علينا مغادرة المكان لأن طائرات الأستطلاع قد تعثر علينا في أي وقت".
قال رايلي بهدوء :
" أننا مغادرون غدا صباحا مع خيوط الفجر الأولى ".
وأرجعت ليا رأسها ألى الوراء بتحد , وألتقت نظرتها نظرته الباردة وهي تقول:
" بأمكانك أن ترحل وحيدا , لكنني سأبقى هنا".
أجاب بغضب:
" لا , لن تبقي".
منتديات ليلاس
ردت بشيء من الوقاحة :
" وكيف ستمنعني ؟ لا أظن أنك قادر على حملي طول الطريق , ومن المؤكد أنن لن أذهب معك طوعا ,وهذا يضعنا في مأزق , أليس كذلك؟ أنا لا أريد الذهاب , وأنت لن ترحل من دوني , وهذا يعني أننا سنبقى هنا".
قال وقد بانت نظرته متكاسلة فاحصة:
" أنك ترتكبين خطا جسيما".
ردت وقد بدت أمارات الأعتداد بالنفس عليها هي هذه المرة:
" لا أظن ذلك".
أطرق قليلا , ثم قال:
" بأمكانك أن تبقي هنا ,فأنا سأرحل في الصباح بمفردي ".
وأتسعت حدقتاها مستغربة :
" ماذا؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, زوجة الهندي, reily's woman, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t147918.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 15-01-17 08:58 PM
Untitled document This thread Refback 15-01-17 01:17 PM


الساعة الآن 10:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية