لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-10, 08:38 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وراقبته وهو يبدل الضمادة بمهارة , وركزت نظرها على عنقه , وخصوصا على تجويف حلقة حيث أرتاحت كتلة الفيروز , ثم أنحدر نظرها ألى الجزء الأعلى المفتوح من قميصه حيث ألتمع صدره البرونزي وكأنه صدر تمثال , ومرّت بضع ثوان قبل أن تفطن ألى أنه أنتهى من عمله , فأحمرّت خجلا وحياء.
وقالت وهي تضغط بأصابعها على بلوزتها وهو يحدّق ألى وجهها :
ط ئكرا".
ردّ وهو يميل رأسه بشيء من السخرية :
" العفو , لا داعي للشكر".
وأدار ظهره لها وهو يتابع حديثه ضاحكا:
" الآن يمكنك أن ترتدي بلوزتك شرط أن تعديني بأنك لن تنظري ألي وأنا أضع قميصي تحت البنطال".
فوعدته ليا وهي تضحك بهدوء , ثم أدارت ظهرها له , وأدخلت ذراعها المصابة في كم بلوزتها بتروّ ,ثم أستدارت لتلتقط الكم الآخر , وفيما كانت تزرر الزر الأخير , سألها رايلي:
" هل أنتهيت؟".
منتديات ليلاس
قالت :
" أجل , الآن يمكنك أن تدير وجهك نحوي".
وأرتسمت على وجهها أبتسامة طبيعية فيما أستدار وهو في مكانه وقد ألتمعت عيناه الخضراوان دفئا وعاطفة , وقال وهو ينحني ليلتقط بزّة الجينز الملقاة على الحقائب.
" هل تشعرين بتحسن؟".
أجابت ليا :
" لا شك أن أرتداء الثياب النظيفة والجافة وهو بحد ذاته تحسن كبير , أ أنني سأشعر بتحسن أفضل عندما أتناول فطوري".
قال:
" في الصحيفة الموضوعة هناك بعض البسكويت الرقيق , وهذا أفضل ما يمكنني أن أقدمه لك حتى أستطيع جمع بعض الحطب لأشعل نارا".
ثم حذّرها :
" لا تحتوي اقنينة على الكثير من الماء , فأستعمليه بحكمة وأنتباه".
أجابت وهي تجثم بجانب الصفيحة وترفع غطاءها :
" سأفعل".
ووجدت أن الصفيحة تحتوي على قطع البسكويت الرقية , وعلى علب من الأطعمة المجففة , التي يجب أن تمزج بالماء قبل تناولها ,وعلى بعض قطع من لحم البقر المجفف , فقالت:
" لم أكن أعرف أن الطائرات المستأجرة تحمل على متنها صناديق طعام".
قال رايلي:
" أنهم لا يفعلون عادة , غير أن غرادي كان يؤمن بالخرافات".
فعبست ليا :
"يؤمن بالخرافات؟ ماذا تعني؟".
أوضح قصده :
" لقد خدم غرادي في الحرب الكورية كطيّار في طائرات الأستطلاع الخفيفة حيث أعتبرت صناديق الطعام , التي يستعملها الطيارون عند أسقاط طائراتهم للبقاء على قيد الحياة , عنصرا أساسيا من أجهزة الطائرة , وذات يوم نسي غرادي أن يضع هذا الصندوق في طائرته , فأصيبت بنيران المدافع المضادة وسقطت في منطقة غابات كثيفة حيث كسر رجله , ولحسن حظه أنه سقط في أرض صديقة , غير أنهم لم يعثروا عليه ألا بعد ثلاثة أيام , وأقسم أنه كاد يموت جوعا ولم يطر بعد ذلك من دون أن يحمل معه الصندوق , ولم يصب ثانية , وبعد تسريحه من الخدمة ,عاد ألى الولايات المتحدة حيث حصل على وظيفة طيار , وظلّ يحمل الصندوق كتعويذى تقيه السقوط وتؤكد حسن حظه".
وأمسكت بورقة من البلاستيك الشفافة بعد أن فتحتها جزئيا , وشعرت بأنقباض شهيتها.
وهمست بحزن:
" لم يفلح الصندوق في جلب الحظ له هذه المرة".
لم يعلّق رايلي على عبارتها , بل قال:
" لقد ألمحت له مرة أن هذه المأكولات المجففة لن تنفعه في هذه المنطقة الصحراوية حيث يندر وجود الماء , فأجابني أنه لم يضطر ألى أستعمالها , وأنها بالتالي لن تفسد مع مرور الزمن".
وببرودة نقلت نظرها ألى تلة الصخور والتراب التي غطّتغطت الطائرة , وطرحت على رايلي سؤالا كانت تعرف جوابه:
" ألا يمكننا أن نسحبه من هناك؟".
أجاب:
" كلا , أن ذلك يحتاج رجالا وآليات وطريقة خاصة في صد الحجارة والصخور عن الطائرة".
ثم عاد رايلي بالحديث ألى وضعهما :
" أما الآن فأنا ذاهب لجمع بعض الحطب لأشعل نارا تشير ألى مكاننا , فأبقي أنت هنا حيث ستكونين بخير".
منتديات ليلاس
وافقت ليا وهي ما تزال تركز نظرها على التلة التي تشبه التلة التي تشبه القبر .
" أنتبهي لأأي طائرة أستطلاع علما بأنني لا أتوقع أن تصلنا مع هذا الصباح".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-09-10, 08:51 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ذكّرها صوته الثابت بأن مهما الأول هو خلاصهما لأن ليس بأمكانهما مساعدة الطيار , فتنفست ليا بعمق ونظرت ثانية ألى لفة قطع البسكويت الرققة الصغيرة التي حملتها في يدها و قالت :
" سأفعل".
ثم أضاف:
" أذا أحتجت أليّ , أصرخي".
منتديات ليلاس
وأبتسم مطمئنا ليا التي أطرقت , ثم أنطلق متسلقا المنحدر بأتجاه المنجم المهجور , وشقّ بخطواته العريضة الرشيقة ممرا جديدا متجنبا بذلك الأرض المهتزة بفعل الأنهيار , وراقبته ليا حتى أختفى في أعلى المنحدر الصخري.
وفتحت ليا حزمة البسكويت الرقيق محاذرة تمزيق الورقة التي تلفها , وتناولت قطعة جافة يشبه طعمها مذاق الطبشور , ثم لفت القطع الباقية , ولما رفعت القنينة لتشرب , تذكرت قول رايلي بأن الماء نادرة وثمينة.
وبدت مترددة وهي تتناول جرعة صغيرة لتساعدها على أبتلاع قطعة البسكويت الرقيقة , ثم سدتالقنينة وهي تفكر أنه من سخرية القدر أن يشعر الأنسان بالظمأ عندما تندر المياه , وبدت لها القنينة المملوءة تقريبا قطرة ماء صغيرة في هذه الأرض القاحلة.
ثم وضعت القنينة جانبا , ثم سرّحت شعرها وأسدلته فوق كتفيها كستارة حريرية كستنائية اللون , وشعرت أنها عادت قوية وصحيحة الجسم.
وفحصت الجهة الغربية من الفضاء بعينيها البندقيتين الملمعتين , فلم تر سحابة واحدة تعلو زرقة السماء أذ كانت سحب العاصفة التي هبت في الليلة الماضية قد أختفت كليا.
ورأت عصفورا صغيرا يطير متكاسلا فوق الوادي الصحراوي في حين لمحت دخان ينفث شريط دخلن خفيف في الأفق البعيد , وبدت الصحراء ممتدة ألى ما لا نهاية , ولاحظت بخوف أنها لم تتبين أثرا بشريا , بناية كان أم شارعا.
منتديات ليلاس
وطغى عليها شعور عارم بالوحدة وأنقلب صمت الصحراء ضجيجا , فماذا لو لم تعثر السلطات عليهما ؟ ألا أن ليا أنتصبت واقفة قبل أن يتملكها هذا الشعور ويسحقها , وقالت في نفسها أنها ليست ذاهبة في رحلة أستجمام , بل هناك من يبحث عنها ولن تبقى تائهة في هذه القفار الوعرة ألى الأبد.
ثم تطلعت ألى المنحدر الصخري حيث رأت رايلي آخر مرة , وتمنت لو يعود سريعا , وتذكرت نصيحته بأن تناديه أذا أحتاجت أليه , وشعرت أنها في تلك اللحظة كانت بحاجة لأن تعرف أذا كان ما زال هناك , ألا أنها كبحت جماح رغبتها في مناداته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-09-10, 09:42 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مرسي كتير الرواية روعة ننتظر التكملة

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 02-09-10, 09:57 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان العمل هو الحل , فجلوسها بدون حراك أطلق خيالها بعيدا , ولا شك أن فرق الأستطلاع ستجدهما , غير أن المسألة هي مسألة وقت , وفي تلك الأثناء أفضل ما تفعله هو أن تقوم بعمل معيّن حتى يرجع رايلي , فأمسكت ليا بذراعها الجريحة , ونظرت حولها بحثا عن عمل , وقع نظرها على ثيابها المبللة التي كانت قد ألقتها على حقيبتها ورأت أنها لن تجف وهي مكومة , فحملت بلوزتها الموضوعة فوق الكومة وذهبت بها ألى شجيرة تعلقها وتمددها لتجف , ثم رجعت لتأخذ قطعة أخرى , وتعمدت أضاعة الوقت في تبسيط التجاعيد وتمديد زوايا القطع الأربع فوق الشجيرة مما أكل مدة العمل.منتديات ليلاس
ولما أنتهت من نشر ثيابها , بدأت تنشر ملابس رايلي , وفيما كانت تنظم أكمام بزته البنية , سمعت حجرا يتدحرج في المنحدر الجبلي خلفها , وأستدارت , فرأت رايلي يبط المنحدر وهو يحمل بعض قطع الحطب , وكان معظمها من الشجرة التي تسد مدخل المنجم.
حيّته والسعادة والأرتياح يرنان في صوتها :
" مرحبا , آه! أنك وجدت بعض الحطب".
أجابها مبتسما وقد زال عن وجهه قناع التحفظ:
" يوجد المزيد من الحطب في أعلى المنحدر , وهذا يبعث الأطمئنان في الوقت الحاضر , لكنني وجدت شيئا آخر".
كبست ليا أنفاسها وهي تسأل :
" ماذا؟".
وشعرت أنه سعيد بما وجد , ولذلك أشرقت عيناه فرحا وطفحت ملامحه الجذابة بشرا ,ولعله رأى طريقا في منقلب الجبل الثاني.
ألقى رايلي الحطب أرضا ثم نظر ألى الجبل وهو يقول:
" وجدت ماء , فعلى الجانب الشرقي توجد طبقة صخر بارزة تشبه الأناء , تمتد تحت غطاء صخري صغير , وقد أمتلأ نصفه من المطر الذي هطل ليلة أمس ".
ومع أنه لم يعثر على معلم من معالم المدنية , ألا أن لسان حالها قال أن أكتشافه للماء كان مساويا لذلك , ولذا سألت:
" هل هو صالح للشرب؟".
وأشرقت عيناه بأبتسامة تحاكي أبتسامة شفتيه:
" أنه من ماء المطر".
ضحكت قائلة:
" أود لو أشرب اقنينة بكاملها أحتفاء بأكتشافك".
وركع رايلي بجانب كومة الحطب وهو يشير ألى القنينة قائلا:
" هيا , فأنت اليوم في ضيافتي".
أجابت وهي تهز كتفيها :
" لم أعد أشعر بالظمأ أذ عرفت أن بأمكاني أن أشرب".
وألتقط رالي لوحا رقيقا من الخشب ليسوّي به الأرض ويعد دائرة للنار , وقال:
"هل يمكنك أن تجمعي لي بعض الحجارة لبناء دائرة للنار؟ ألتقطي بعض الحجارة المتناثرة عند منطقة الأنهيار".
منتديات ليلاس
تأخرت ليا في جمع الحجارة المتوسطة الحجم لبناء دائرة خارجية لحفظ النار , وذلك بسبب ألم ذراعها , ولما فرغ رايلي من تسوية الأرض , سحب السكين من جيبه وأخذ يقطع الخشب للنار , فجمع كومة من شظايا الخشب وسط الدائرة.
وسأل رايلي :
" هل عندك بعض الورق؟".
أجابت ليا:
" بعض الأوراق في حقيبة أدوات زينتي".
قال :
" هذا رائع".
وفيما مضت ليا لتجلب الأوراق , أخرج من جيب سترته الداخلي علبة ثقاب.
ثم أعطته ليا ورقة رقيقة بيضاء , وراقبته وهو يدخلها تحت شظايا الخشب ويخرج عود ثقاب ليفركه بجانب العلبة , وأحتضن لهيب الثقاب بيده فيما أدنى العود من الورقة الرقيقة التي أسودّت قبل أن تشتعل , عندئذ نفخ في النار نفخة خفيفة.
ورعى رايلي النار حتى لا تنطفىء , وقال وهو ينظر ألى ليا مبتسما:
" أذا كان هناك حاجة ألى ضمانة عند أشعال النار , فهي أنه مهما كان أتجاه الريح لحظة أشعالها , فأن أتجاهها سيتغير بعد دقيقة من أشتعالها ليذري الرماد على من أشعلها".
ضحكت من صحة ملاحظته وقالت :
" أهذه حكمة هندية؟".
أجاب:
" طبعا".
ولما بدأت الأخشاب الصغيرة تستعل أضاف رايلي قطعا كبيرة من الحطب في شكل هرم حول النار وفوقها .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-09-10, 10:17 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهبت نسمات خفيفة , ثم نظرت حولها لترى أجمات نبات الناعمة الجافة المنتشرة حول جانب الجبل , وشاهدت بضع أشجار صغيرة من أنواع مختلفة مغروسة فوق منحدراته , وسألت:
" هل هناك أحتمال أن يشتعل العشب من حولنا؟".
ولم تحاول أن تتصور الفزع والذعر الذي سيدب فيهما أذا كان عليهما الهرب من مثل هذا الحريق , وأجاب رايلي:
" أحتمال ضئيل , فدائرة النار ستحفظ اللهيب من الأنتشار خصوصا أن الريح ليست قوية , والغريب أن نادرا ما تمتد في الصحراء علما بأن نباتاتها جافة وقابلة للأحتراق بسرعة".
مالت ليا برأسها جانبا , ثم دفعت شعرها الأمامي خلف أذنها وهي تقول:
" لماذا؟".
منتديات ليلاس
فأوضح:
" لأنها جافة , كما أرجّح , فهناك قليل من الرطوبة في الصحراء مما يمنع النباتات من النمو قرب بعضها , وجذور النباتات هنا كبيرة وعميقة لتتمكن من أمتصاص كل قطرة ماء , وهي بذلك تخنق أي نبتة جديدة تحاول النمو , والمسافة بين النباتات تمنع أي حريق من أن يشبّ ويمتد".
ثم جلس القرفصاء ينتظر أشتعال كومة الحطب الهرمية الشكل , عندئذ فقط فهمت ليا معنى قوله في الليلة الماضية أن أشعال النار عملية بطيئة أذا تمت من دون الأستعانة بالبنزين أو أي وقود آخر سريع الأحتراق.
ثم أستأنف حديثه:
" أما الآن , وقد وجدنا الماء فبأمكاننا أن نخلط بعض هذه الأطعمة المجففة".
فتحت ليا الصفيحة وأخذت تنظر ألى العلب قائلة:
" لنر ما فيها , هنا بعض حساء من لحم البقر , ولكن , أي أناء نستعمل لنغليه؟".
أجاب:
"يوجد فوق المنحدر بعض القطع المعدنية الملتوية التي تطايرت من جناح الطائرة , وربما أمكننا أستعمال أحداها كقدر مؤقتا".
وقالت وهي تقف:
" دعني أرى".
بيد أنه أشار عليها بالجلوس , وقال :
" أرى أنه من الأفضل أن أفحصها أنا بنفسي , فلا أريد أن تجرحي نفسك عرضا بأطراف المعدن الحادة".
ثم شقع قطعتي خشب كبيرتين بجانب بعضهما بعد أن تأكد أنه ترك فسحة في أسفلهما ليسمح بدخول تيار الهواء.
لم تبد ليا معارضة وهي تراه يقف برشاقة لأنها أحست بأرتباك وأنزعاج فيما كانت تجمع الحجارة لبناء دائرة النار بيد واحدة.
وفي غضون دقائق رجع رايلي وهو يحمل قطعة معدنية ملتوية , ثم أنتزع حجرين من دائرة النار وأستعمل أحدهما كمطرقة والآخر بمثابة صخر مساند , وطرق الأطراف الحادة على المحيط الخارجي للقدر , ثم قلب القدر واضعا فوهتها على الصخرة وبسط قعرها , ولما أستقامت جوانبها , فحصها للحظة ثم ألقى بها ألى ليا , ورفع جبينه بسخرية وهو يسأل:
" أتظنين يا حضرة الطاهية أن هذه القدر المؤقتة ستنفع؟".
أومأت ليا برأسها وهي تقول بمرح :
" أذن , أنا هي الطاهية , أليس كذلك؟".
منتديات ليلاس
ورنت من عينيه الخضراوين ألتفاتة ماكرة حين قال :
" أن الطهي عمل من أ‘مال زوجة الهندي , أليس كذلك؟".
أبتسمت ليا وهي تهز رأسها فيما تعجبت في سرها من أنهما يتندران على الدم الهندي الذي يجري في عروقه بعد ملاحظتها العنيفة والساخرة والغبية في الليلة الماضية.
وقالت:
" لقد سمعت أنه كذلك".
وأراها القدر لتفحصها وهو يسأل :
" أذن, هل تنفع القدر؟".
" أظن ذلك , ولكن , هل يمكنك أن تعطيني القنينة؟ فسأمزج الحساء فيما تعمل على أضرام النار".
قطرت ليا بعض الماء في القدر وغسلتها أولا , ثم جففتها ببعض الورق الرقيق , وخمنت مقدار الماء الذي تتطلبه القدر , ثم أضافت الحساء المجفف.
ثم نظرت ألى رايلي وقد علت وجهها أبتسامة مفاجئة لتقول:
" بماذا أحرّك المزيج؟ وبعد, كيف يمكننا أن نأكل الطعام بدون ملعقة؟".
ناولها سكينه ونصلها مغمد:
" هناك السكين , أظن أنه من الأفضل أن نأكل اللحم والبطاطا بواسطة السكين ثم نشرب السائل".
فحركت المواد الجافة في الماء وهي تعلق:
" وأظن أننا سنستعمل القدر كطبق جماعي".
مرّت قرابة ساعة قبل أن يتمكن من جمع بعض جمرات مشتعلة من قلب النار لتسخين الحساء , ثم وضع القدر على علو بضعة سنتيمترات من النار وقد دعمها ببضع أحجار مسطحة .
لم يمر وقت طويل قبل أن يغلي السائل وتنبعث منه رائحة شهية.
وفي الوقت نفسه صمم رايلي صحنين قليلي العمق من معدن الطائرة موضحا أن ليس بأمكانهما أحتساء السائل من القدر لشدة حرارة جوانبها , ولما نضج الحساء , أخذ قميصه التي نشرتها ليا على الشجيرة وثناها ليرفع بها المقلاة عن النار.
وصب الحساء في الصحنين بأنتباه , وقدم صحنا ألى ليا , ورفضت ليا أستعمال سكينه لأنها فضّلت أن تغرف القطع الكبيرة بقطعة بسكويت رقيقة , ولم تثبت الملعقتان المؤقتتان جدارتهما رغم أنهما أدتا الغرض المنشود.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, زوجة الهندي, reily's woman, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t147918.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 15-01-17 08:58 PM
Untitled document This thread Refback 15-01-17 01:17 PM


الساعة الآن 05:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية