لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-10, 11:50 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت الشمس قد بدأت تنحدر عبر الجبال الموحشة والمنعزلة , وقد أصطبغت المراعي بلون أحمر وردي , فقال آندرو:
" ليس بوسعنا أن نطيل البقاء كثيرا في الخارج , فبرودة الجو تشتد عندما تغيب الشمس".
وتردد قبل أن يضيف:
" حسنا , بأمكاننا أن نسير بعض الوقت بمحاذاة الغدير".

وأزبد الغدير الصغير وأرغى , بينما أشتدت رطوبة الأرض عند ضفتيه :
" أننا نولد الكهرباء بواسطة الغدير , أليس كذلك يا بابا؟".
أبتسم آندرو لأبنه مطرقا , بينما أمسك روبي يد غايل وقال:
" ينحدر الماء في الحفرة.... تعالي أريك المكان , هل ترين الأنبوب الداخل في جوف الأرض ؟ أنه متصل بمحطة التوليد التي شيدها بابا".
أنهى روبي كلامه بفخر , فسألت غايل:
" هل أنت بنيتها فعلا؟".

" لم أعمل بمفردي ,بل ساعدت في البناء".
تكلم آندرو بعفوية وكأن هذا العمل لم يكن فوق طاقة رجل بمستواه , ولما رجعوا نحو البيت , بدأت غايل تفكر بقصة حياة زوجها , وفي أي نوع من الرجال هو , فقد تزوج في مطلع شبابه بأمرأة جميلة ,لا تزال صورتها معلقة في البهو , ولدت له طفلة بعد سبعة أشهر , عندئذ تعاظم يقينه بخيانة زوجته له , ألا أنه سامح هجرها له وأستردها مرتين مما يؤكد أنه يعتبر الزواج رابطة أبدية وملزمة في السراء والضراء.

فكان من الطبيعي أن يكره النساء بسبب خيانة زوجته المستمرة , وعناد أبنته وتماديها في خرق أعراف العفاف والطهارة والأمانة , على أن غايل لم تقتنع أن آندرو يكره النساء , فهو ليس ظالما حتى يتهم كل النساء بالغدر والخيانة , ولا بد يشعر بنتيجة الخزي وخيبة الأمل الى جانب الذل الناجم عن سلوك موراغ المشين والمرارة التي أدت بدورها , حسب رأي غايل , الى تحفظه الظاهر وقسوته الدائمة.

وحين أقتربوا من المنزل الرمادي الكبير المستحم بنور الشمس العارية وأشعتها القرمزية الذهبية والبرتقالية , قال روبي:
" هل ترافقنا ثانية يا بابا؟ فلقد قضينا وقتا ممتعا".
" أجل يا روبي , سأرافقكم الأحد المقبل أذا كان الجو لطيفا".
منتدى ليلاس
أستلقت غايل في سريرها الأبيض الكبير وقد ألتمعت أطرافه النحاسية المزخرفة في وهج المصباح الموضوع على المنضدة بجانبها , وتأملت سعادتها في هذا النهار متذكرة أحداثه.
اليوم تحدث آندرو أثناء الغداء , كما سمح على غير عادته للأولاد أن يتحدثوا , وأثر الوجبة العائلية الحميمة , أعلن آندرو عزمه على مرافقتهم في نزهة الأسبوع داخل جزء من العزبة , وقد عجزت غايل عن أخفاء فرحتها , ورأته يتطلع اليها متفحصا ملامحها , فوضعت يدها على صدغها آليا.

وأهتمت غايل بالجرح وأثره للمرة الأولى.... فموراغ قالت ذات مرة أن آندرو لا يطيق ما هو حقير.
وتناولوا الشاي بعد رجوعهم من النزهة , وأذن آندرو مجدا لروبي وشنا أن يتحادثا , بينما غرق هو في مقعده وأصغى بشغف الى كلامهما , وغالبا ما ألتفت الى غايل وأبتسم لها كلما تقابلت عيونهما.
" آه , لو يعيشان هكذا دوما...

تثاءبت غايل وقد شعرت بالنعاس , فأطفأت النور وأدارت رأسها فوق المخدة .
غير أنهما لم ينعما بالسعادة التي عرفاها في ذلك الأحد الذي لا ينسى . فقد عادت موراغ من زيارتها لأصدقائها يوم الأربعاء التالي , وعاد معها الى مسكن دنلوكري محموم تأثر به الخدم , وحلّ العبوس على وجوههم محل الأبتسامة كلما ألتقوا الفتاة , التي بدا كأنها تصيب جميع سكان العزبة بالكآبة.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:51 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رجعت كايل يوم الجمعة من المدرسة – بعد أيصالها الصغيرين اليها- وسط وابل من المطر وضباب كثيف حجب الرؤية كلية تقريبا , فوجدت أن موراغ قد أستيقظت قبل الأوان , وجلست في البهو الخلفي الصغير تدخن سيكارة وتحتسي بعض الشراب وتقول:
" لو كنت أملك بعض المال , لسافرت".
" مع من تسافرين؟".

" هل فعلا تريدين أن تعرفي يا سيدة مكنيل؟".
" لست أريد أن أتطفل يا موراغ , وأنما أحاول محادثتك".
" كم يزعجني تظاهرك بالطيبة والكياسة لأنني واثقة أنك لست في الحقيقة خيرا منا".
ثم بدأت موراغ تشتم , فأستاءت غايل , فضحكت الفتاة وهي تمجّ سيكارتها بنهم:
" يا للورع الذي لا يعدو أن يكون قناعا كاذبا".
منتدى ليلاس
وأنحنت الفتاة في مقعدها الى الأمام , وهي تتطلع الى غايل بعينين ضيقتين , وتحدثت بصوت تعمدت أن تخفضه:
" أذا لم تحصل الزوجة على ما تريد من زوجها , فأنها تبدأ بالبحث عن غيره".
" يبدو أنك شديدة الأهتمام بحياتي الخاصة يا موراغ , فلماذا؟".
" أؤكد لك أن ليس بوسعك خداع أبي".
" هلا أوضحت قصدك؟".

" أنتبهي , فهو كثير الشكوك في النساء , ولا بد أن يعرف فورا أن أنت صادقت رجلا آخر , هذا أذا لم تكوني حذرة , وأمي , هذه المرأة المجنونة لم تراع مبدأ الحذر , أما أنا فسأكون أكثر منها حرصا وأنتباها".
أبيض وجه غايل , وأحست الألم في جسمها ,وقد حزنت على الفتاة , فهل الذنب ذنبها في كونها بغيضة؟

" هل تخالين أنك ستجدين من يتزوجك أن بقيت على هذا الحال؟".
" أشك في أنني سأتزوج أذ بوسعي الحصول على متعة كبيرة في عزوبيتي".
" موراغ , لماذا نتخاصم ؟ أذا كنت ترغبين بالسفر , فبأمكاني أن أسأل والدك أذا كنا نستطيع أن نسافر جميعا أثناء عطلة روبي وشنا المدرسية , فهل يعجبك أقتراحي؟".

" هل تريدين أن أسافر معك حتى أسمع عظاتك المليئة بالنفاق , وأتضايق من شقيقيّ المزعجين؟ الأرجح أنني لن أفعل , بل سأذهب بمفردي , وعلى الأقل مع صديق أختاره بنفسي".
علّقت غايل بجفاء شديد:
" لن يعطيك والدك أي درهم للسفر".
" لعله سيسر بأعطائي المال عندما أنتهي من حديثي معه".

" الأفضل أن تسجني داخل غرفة موصدة الأبواب".
" الحقيقة أن والدي جرب ذلك مدة أربعة أيام , فألتفت محتويات المكان , وكلّفه ترميمه وأصلاحه مبلغا كبيرا من المال ,وهو أذكى من أن يكرر خطأه".
" هل تعتقدين فعلا أنك تستطيعين الأستمرار في تحديك له؟".
" ماذا يمكنه أن يفعل أزاء ذلك؟".

" بأمكانه أن ينبذك كليا , هل خطر ذلك على بالك؟".
" أنه لم ينبذ أمي أبدا...".
قاطعتها غايل بحدة:
" لا تذكري أمك في حدثنا يا موراغ".
" من الطبيعي أن تكرهي ذكر أسمها أو التحدث عنها لأن طيفها يقضي على كل أمل لك بالمستقبل , لقد أحبها والدي حتى الجنون, وسيحفظ ذكراها الى الأبد".

توقفت موراغ قليلا وهي تراقب قسمات غايل:
" أحسب أن بعضهم أخبرك عنها".
أندفعت غايل نحو الباب وفتحته:
" أنا لا أتحدث عن أمك يا موراغ".
" من الواضح أن أحدا أخبرك عنها , لقد أسترجعها والدي مرتين , مرتين..... ألا يدل ذلك على أنه أحبها حتى الجنون, لقد كانت جميلة فاتنة".
منتدى ليلاس
تحوّلت غايل نحوها:
" ماذا تقصدين؟".
" لا شيء أكثر مما قلته".
تنهدت غايل بأرتياح أذ أمتقع لون موراغ:
" كانت والدتي جميلة وخالية من النقائص , ولذلك أحبها والدي , وقد قلت لك أنه لا يطيق ما هو حقير".

وحاولت موراغ التحدث عن صورة أمها , غير أن غايل خرجت وهي مرفوعة الرأس وقد أرتعشت شفتاها فيما صعدت السلم الى غرفتها الهادئة , الحقيقة أن طيف السيدة مكنيل قضى على آمال غايل بالمستقبل
فآندرو أحبها.... وقد أستردها مرتين....
كلا , أن طيف زوجته الدائم الحضور لن يؤثر على حياة غايل في أي حال .... ولكن , لماذا شعرت بهذا الثقل يجثم على صدرها؟ لقد أحست في أعماق ضميرها فراغا يشبه ذاك الذي يشعر به من يتسكع في بحثه عن أمر غامض يجهله.

*****نهاية الفصل الثالث******

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:53 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4_ تلاحقها عيناه
********************
نشب خلاف آخر , فحاذرت غايل الدخول فيه , غير أنها سرعان ما عرفت سببه أذ صعدت موراغ الى غرفة نوم الأطفال حيث كانت غايل تقلب بعض الملابس لتوصلها الى المعرض الخيري ,وكان وجه موراغ محمرا:
" أنني أكره هذا الرجل الخسيس البخيل , فهو مع كل ثرائه يرفض أن يعطيني مئات من الجنيهات".

" ربما توافر لك حظ أكبر بالنجاح , لو تصرفت بطريقة مختلفة".
" ماذا؟ يبدو أن نصائحك لا تنفذ فأرجو أن تزوديني ببعضها".
" لست أطيق المزاح , فأذا لم يكن لديك شيء ممتع تقولينه , فأرجو أن تتركيني وعملي".
" من تظنين نفسك حتى تكلميني أنا موراغ مكنيل بهذه الطريقة؟ ".

" أعرف أنك موراغ مكنيل , لكنني مع الأسف لا أحكم على الناس من جهة وضعهم أو طبقتهم الأجتماعية , وأنما من جهة سلوكهم أتجاه الآخرين , أما أنت , فتظهرين الخسة أتجاه الناس عموما , وأتجاهي أنا خصوصا رغم محاولاتي المتكررة لمصادقتك , فقد رغبت مخلصة أن أكون صديقتك , لكنك أبيت دوما , ففرغ صبري".
منتدى ليلاس
" بوسعي أن أصفعك الآن".
" لا أنصحك بذلك يا موراغ , وأذكري أنني طلبت اليك الخروج".
" سأخرج متى شئت , فهذا بيت أبي ,وأنت لست سوى خادمة متميزة ومتطفلة".

ثم أخرجت موراغ علبة سجائر من جيبها وأشعلت واحدة
ونفثت دخانها في وجه غايل مقهقهة:
" سألتك نصيحة حول حاجتي الى المال".
تجاهلت غايل سؤالها , فصاحت موراغ بحدة:
" أجيبيني , كيف تخدعينه ؟ أنه يغدق عليك المال بالقناطير , فيما لا يمنحني ولو درهما".
" أنا أحصل على مخصص شهري مثلما تفعلين على ما أظن, غير أننا نختلف على طريق الأنفاق".

قالت موراغ:
" أود أن أعرف كم تقبضين , وهل تتدخرين لئلا تمس بك الحاجة بعد أن يطردك حين يتوقف أعتماد روبي وشنا عليك؟".
ولما لم تتكلم غايل , كررت موراغ سؤالها:
" هل تدخرين , وتسعين وراء الكسب؟".
" أنا أدخر لأنني بطبيعتي أقتصادية".

وأغلقت غايل الدرج , وحملت كومة الملابس المكدسة على المقعد , ثم غادرت الغرفة وكلها أنتباه لنظرة موراغ المخيفة.
وفي طريقها الى المدرسة لأحضار روبي وشنا , أودعت غايل الملابس في المعرض الذي يقام دائما لأعمال البر والأحسان , فشكرتها السيدة ستيوارت المسؤولة الأولى:
" شكرا جزيلا على هذه الملابس الجميلة , أحسبك في طريقك لأحضار الصغيرين , فهل لديك بعض الوقت لتناول فنجان شاي؟".

" هذا لطف منك , لكنني سأصل في الموعد , أعدك أن أتناول الشاي عندما أحضر الألعاب".
" شكرا يا سيدة مكنيل , وأنني آمل تشريفك".

وعند عودة غايل الى البيت مع الصغيرين , لم تجد موراغ , وبعد ساعة سمعت هدير سيارة , فأتجهت الى النافذة فرأت موراغ تترجل من السيارة , كانت غايل تعلم أن موراغ تقود السيارة , وغالبا ما شاهدتها تتجول بها في العزبة , ولكن , أن تخرج بها الى الشارع العام....
صحيح أنها بدت كأبنة ثماني عشرة سنة , ألا أن رجال الشرطة هنا لا بد يعرفونها , وللحظة تملك الخوف غايل من أن يقبض على موراغ , بينما أخرجت الأخيرة بعدم أكتراث علبة وحزمتين من صندوق السيارة , فعبست غايل , كيف يسعها أن تبتاع أغراضا من السوق وهي لا تملك نقودا؟

ثم سمعت صوت خطوات رشيقة تصعد السلم قبل أن يقفل باب غرفة موراغ بعنف , فلحقت غايل بها عمدا , وأقتحمت عليها الغرفة , فرأتها تستدير وتتحرك أمام المرآة وهي تقيس ثوبا على جسمها
وتقدمت غايل صارخة :
" لماذا تقودين السيارة في الشارع العام بنفسك؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:54 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تحولت موراغ نحوها ببطء وهي لا تكاد تصدق , فغايل لم يسبق أن أستجوبتها بهذه الطريقة أو تدخلت في شؤونها بأي وجه.
" وما شأنك في ذلك؟ فأنا أقود سيارات أصدقائي عندما أزورهم , تفضلي أخرجي وأعتني بالصغيرين ,فأنت هنا لهذا الغرض".
" ألم تفكري بعواقب أكتشاف مخالفتك؟ لا شك أن رجال الشرطة هنا يعرفون أنك دون السن القانونية".

" أخرجي بحق السماء , فألتزامك بالقانون يزعجني حتى الجنون , هل تبالين بالعواقب؟ أذن , فأنت لا تهتمين بي".
" الواقع أن أهتمامي في الوقت الحاضر ينصب على والدك".
" حقا! يا للغاربة! هل جننت؟ النساء غالبا ما.......".
منتدى ليلاس
وأرجعت موراغ رأسها الى الوراء , وضحكت:
" ولكن , يا له من حب نادر! أنه حب من طرف واحد , أصبري حتى أطلع الجمهور على النكتة فنضحك قليلا".

" ألا تعرفين معنى الحياء؟ ألا تبالين بما قد يصيب والدك من ذل عندما تحالين الى القضاء؟ وهذا لا بد حاصل يوما أذا كنت تقودين السيارات من غير رخصة كما تعلنين".

" كفي عن مواعظك , وأخرجي من حجرتي".
غادرت غايل أذ لم يكن بوسعها فعل شيء آخر , غير أنها عزمت على أبلاغ آندرو بما حدث.
لم تتعود موراغ أن تتأخر عن العشاء , وهذا أحد الأمور التي أجبرت على أطاعة والدها فيها , فأن هي تأخرت دقيقة , أمر بأخلاء مكانها وتنظيفه , وأن رغبت بالطعام , فعلت ذلك في غرفة أخرى.

والليلة ألغي مكان موراغ , لكن غايل شعرت بالقلق , ومن دون تفكير سألت:
" هل موراغ في المنزل؟".
تطلع آندرو اليها بعبوس:
" في المنزل؟ أظن ذلك , ولكن , ما الذي يدفعك للسؤال؟".

" لست أدري لماذا سألت , ولكن .... لكنني أحسبها قد غادرت .آندرو .... لقد قادت موراغ السيارة بنفسها الى السوق بعد ظهر اليوم لشراء..........".

قاطعها آندرو غاضبا:
" هل أنت متأكدة مما تقولين؟".
" لم أرغب في التدخل لأنني أعرف أن أمورها لا تعنيني , غير أنني شاهدتها تقود السيارة بنفسها الى ساحة البيت الأمامية , وقد حدثتها بصراحة عن خروجها بالسيارة الى الشارع العام".

ساد الغرفة صمت مطبق , وتفجر وجه آندرو غيظا كالبركان , بيد أن غايل سارعت لتطمئنه بأنه لم يلق القبض على موراغ , فلم يتبدد غضبه
بل نهض عن كرسيه وغادر الغرفة , فعضت غايل شفتها لشعورها بالذنب , وتساءلت أذا كان بأمكانها معالجة الأمر بطريقة أفضل , آه! لو تصغي موراغ الى نداء العقل , وتكون أقل عصيانا وغرورا وعدوانية .

عندما رجع آندرو ,كان غضبه قد تضاءل , لكن وجهه ظل متجهما وعيناه تتطايران شررا , وقال لغايل:
" تركت لي موراغ رسالة على الطاولة في البهو تخبرني فيها أنها ذهبت لزيارة أصدقائها , وقد طلبت الى أحد رجالي أيصالها بالسيارة الى المحطة".
منتدى ليلاس
تنفست غايل الصعداء مع أن الحيرة ظلت تستبد بها:
" أذن , هي لم تقد السيارة بنفسها , على أنها لم تذكر لي شيئا عن زيارة أصدقائها".
" تؤكد في رسالتها أنها ستبقى هناك أسبوعين".
هذه أول مرة ناقش فيها آندرو موراغ مع غايل منذ أعترافه أمامها بفقدان كل سيطرة له عليها.
ثم جلس ولم يحاول مس طعامه.

" قلت أنها ذهبت لشراء بعض الحاجات , فماذا أبتاعت؟".
" ثوبا , لكنني لا أعرف الباقي".
غرق في التفكير لحظة , ثم أوضح:
" أعلمتني في الصباح أنها لا تملك نقودا , فهل أقرضتها أنت؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:55 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حمل سؤاله تهديدا مبطنا , فيما هزت غايل رأسها نفيا , ألا أنها شعرت برعشة في ظهرها , لماذا تخطر على بالها الآن أسئلة موراغ الوقحة عن مخصصها.......؟ لقد أكدت غايل ( أنا أدخر).

أودعت غايل نقودها في علبة صغيرة موضوعة على طاولة الزينة من دون قفل وذلك لأن غايل لم تمر في تجربة تدفعها الى الشك بالآخرين , فهي قد عاشت أولا في منزل والديها , مع شقيقتها قبل أن تنتقل الى مسكن دنلوكري حيث تعرف أن الخدم جديرون بالثقة , وألا لما وظفهم آندرو , وما كادوا يفرغون من العشاء
حتى أسرعت غايل بالصعود الى حجرتها , وفتحت العلبة , فارغة , لقد كانت تحوي أكثر من مئة جنيه , أي يحمل مخصصها لهذا الشهر علاوة على مدخراتها من مرتبات الشهور السابقة .

" لو كنت أملك بعض المال , لسافرت ".
هدرت كلمات موراغ في مسامع غايل , هل سافرت موراغ مع صديق شاب كما فعلت من قبل.... ولم تخجل من سرقة النقود لهذا الهدف ؟ ماذا ينبغي أن تفعل؟ وقفت غايل مرتجفة وهي تحدق في العلبة الفارغة وقد تملكتها الحيرة والشك فيما وبخت نفسها لتركها المال هنا , وقد زادت بذلك من تعرض موراغ للتجربة .

لم يطل ضياعها , فأذا كانت موراغ قد سافرت , فأنه ليس بوسع غايل القيام بأي شيء الآن لجهلها بمكان الفتاة وهدفها , كما لا يمكن ربح شيء من أطلاع آندرو على السرقة وتعريضه لمزيد من الهوان , بالقول أن موراغ سلبت أموال زوجته , أن أنقاذ كبرياء زوجها أهم بكثير من خسارة أموالها.

فسدت السهرة كما كان متوقعا , فمر الوقت بطيئا أزاء صمت آندرو وحاولت غايل مرتين أن تفتح مجالا للحديث , فكان يجيبها زوجا بأقتضاب وحدة , لكن المرح عاد يلف البيت مع مرور الأيام , وتصرف الجميع بمن فيهم آندرو بصورة مختلفة أثناء غياب موراغ , وكانت غايل تتمنى لو تكبر موراغ وتتزوج لولا خوفها وقلقها على الرجل المسكين الذي سيصبح زوجا لتلك الفتاة.

لم يذهب الصغيران الى المدرسة يوم الأربعاء بأعتباره عطلة , ولما كانا مصابين بزكام خفيف , لم تخرج بهما غايل للنزهة , فعلى رغم صحو الجو ,فأن الهواء قارس وبارد , وقد لف الضباب رؤوس الجبال وأزدادت رطوبة الأرض أثر الأمطار التي هطلت مؤخرا.

وعلمت السيدة دافيز أن اليوم عطلة , فحضرت بعد الغداء لأصطحاب الصغيرين الى منزلها , ووعدت بأعادتهما بعد تناول الشاي , فقالت غايل وهي تتساءل عن مدى سلطتها في هذا الأمر:
" لم أشأ أن يخرجا , فهما مصابان بالزكام , وأريد أن أدفئهما".

كانت غايل تلعب الورق مع الصغيرين قرب النار , ولم تخطىء أذ لمحت خيبة الأمل على وجهيهما عند سماعهما أقتراح خروجهما مع جدتهما .
تطلعت السيدة دافيز الى غايل بغرور , وظلت مرتدية معطفها بعد أن رفضت عرض غايل بمساعدتها على خلعه , ثم صاحت:
" لن يصيبهما ضير في السيارة , هلما بأرتداء معطفيكما يا روبي وشنا".
منتدى ليلاس
" البرد شديد يا سيدة دافيز......".
" أريد أن أتنزه مع ولدي أبنتي , فأرجو أن تعديهما للخروج".
عندئذ أعلن روبي بخشونة غير مألوفة:
" لا أريد الخروج , فنحن وماما نلعب ونمرح".
أيدته شنا وقد جلست على كرسيها براحة تتفحص الورق في يدها:
" ولا أنا أريد الذهاب".

أحمر وجه السيدة العجوز :
" ما هذه الوقاحة ؟ يجب أن أحدث آندرو في الأمر , من الواضح أنك لا تفعلين ما يجب فعله وما تتقاضين عليه أجرا".
" أتقاضى عليه أجرا يا سيدة دافيز ؟ هذا قول غريب يقال لزوجة".
" لن تجديك وقاحتك نفعا معي , قد تكونين زوجة آندرو , ألا أنك لست في الواقع أكثر من أجيرة تزوجها آندرو لغرض الأعتناء بأولاد أبنتي".

ثم وجّهت المرأة أوامرها وهي تستدير نحو شنا:
" من فضلك أسرعي في تهيئتهما للخروج , وأنت يا شنا , أفعلي ما آمرك به , وأرتدي معطفك , وأنت أيضا يا روبي , فكلاكما ستخرجان معي".
قالت غايل مكرهة وهي تتجنب عيني روبي:
" أذا كان لا بد من أخذهما , فأنا لا أستطيع ممانعتك , ألا أنني أرجوك أن تدفئيهما لأن آندرو سينزعج كثيرا أن هما مرضا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, ان هامبسون, dark hills rising, جرح الغزالة, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية