لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-10, 04:59 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وسكت قليلاً ثم أضاف بصدق:
_ قلت أنني متزوج بمهنتي أكثر مما كنت متزوجا بها وأنا أعترف أنني كنت مرتبطاً بعملي جداً. فقد كنت مثلاً استغرق في عملي في المختبر بحيث أنسي أننا خارجان للعشاء في المطعم. كانت تقول أنني أفضل أن أتحدث إلي خبراء زلازل آخرين علي أن أتحدث إليها .
استوعبت فرانسيسكا ذلك. وأخيراً قالت:
_وهل كانت صادقة؟.

شعر بشيء من الضيق, وكان قد تعهد لنفسه بأن لا يعيد نبش هذا الموضوع التعس مرة أخرى, وقال :
_"ما هذا؟ استنطاق؟ ".
عادت تقول :
_"هل كانت صادقة؟ ".
فتنهد ساخطاً :
_"رباه! نعم كانت صادقة. سبق أن أخبرتك.... بأنني كنت صغيراً علي الزواج ".
_ولماذا تزوجت إذن؟

ما زال صوتها جامداً دون مشاعر وكأنها وكيل قضائي صغير السن يقوم بالإجراءات القانونية, أو قاضي.
وقطب جبينه :هل هي قاض؟ ولم يجب.
_"كنت تحبها, أليس كذلك؟".
_"أنا...".
فقاطعته :
_"كنت صغيراً. وكنت قد فقدت والديك, وكانت هرموناتك في أوج تفاعلها ".

كانت نائية بعيدة كالقمر, وكانت ذراعه حولها. احتضنها بشدة شعر معها كل نفس تتنفسه, ومع ذلك كان يشعر أنه لا يستطيع الوصول إليها, وأنه لن يستطيع الوصول إليها مرة أخرى.
قالت بذلك الصوت الفضي :
_"كنت تحبها طبعاً ".
كان بينهما ذلك الشيء الذي لم تقله وهو بثقل الرصاص (بينما أنت لا تحبني). التوى قلبه في صدره. لقد جرح هذه المرأة إلي حد كبير.
وقال دون وعي :
_"أواه , يا فرانسيسكا ".

_"لا بأس. أردت فقط أن أعلم ".
لكنها ابتعدت عن دفء ذراعه :
_"علينا أن نعود الآن فلدينا خطوبة نعلنها ".
تملك كونراد الذعر لما فعل, وقال بعنف :
_"لا. هذا غير ممكنا إذا كنت تعيسة ".
التفتت إليه جامدة الوجه, وهذه المرة كانت الابتسامة عبوساً وقالت بأدب :
_"آه, لا, ولماذا أكون تعيسة؟ أنا أقوم بواجبي نحو مونتاسورو, وأنشر صورة خاتم خطبتي في كل الصحف الشعبية في نفس الوقت. وهو شيء تزهو به أي فتاة ".

تملكته صدمه. ما الذي فعله؟ ماذا فعل بها؟
_لسنا مضطرين لإعلان أي شيء الليلة, نحن غير ملتزمين.
أحكمت السترة حولها, وقالت بعناد :
_"بل نحن كذلك. فهذا سيضع تمويل مستشفيات مونتاسورو علي الصفحة الأولي من كل صحيفة في البلاد. دعنا ننهي الأمر".
وارتجفت متشنجة :
_"أرجوك ".
منتديات ليلاس
ماذا يمكنه أن يفعل؟ وهكذا عاد معها إلي قاعة الرقص.
شعرت فرانسيسكا وكأنها في كابوس, بطانة سترته علي كتفيها منحتها شعوراً بالدفء ذكرها بشعورها عندما عانقها علي أريكتها.
أتراها ظنت أنه سيحبها؟ أتراها ظنت ذلك حقاً؟ يا لها من فتاة مثيرة للشفقة!
كان هذا زواجاً تقليدياً للمصلحة وقد شرح تماماً من البداية. حتى إنها كانت هي نفسها البادئة, حين أخبرت أباها إنها تريد التعرف علي الأمير كونراد دوميتيو.

آه, لقد ساهمت في تحطيم نفسها بنفسها, ولا يمكنها أن تلوم أحداً سواها.... عدة لقاءات, عشرات من الاتصالات التلفونية المداعبة, وإذا بها تقع في الحب رأساً علي عقب.

لا يمكنها أن تلوم كونراد, فقد حدثها بالحقيقة منذ اللحظة التي عرف من تكون, لم يحاول قط أن يدعي أنه يحبها, لم يشأ أن يحطم قلبها. حتى الآن, يحاول هذا الرجل أن يحررها من وعدها.
فلماذا لا تغتنم الفرصة وتهرب كالمجنونة؟ وجرحها الجواب....
لأنني أحبه, وأنا من الغباء بحيث أظن أنني, إذا بقيت معه, فقد يحبني يوماً ما.

نعم. هذا صحيح, وإلا ماذا؟ لأنني أحبه وهو يحتاجني.
وما زالت تسمع ذلك الصوت المتهدج في أذنيها :"تزوجيني!"إنه عرض زواج من رجل, علي حافة الانهيار, ويمد يديه متوسلاً.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:04 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ومن هنا كان جوابها, إنه يحتاجها.
حدثت نفسها عابسة, وهي تنظر في مرآة غرفة استراحة السيدات الفاخرة, بأن هذه سخافة, وأن كلامها غير صحيح, فهي لا تحبه. لكنها أمسكت بياقة سترته وأخذت تتشمم رائحته,
لم يسبق أن فعلت ذلك لأي من ملابس باري أو أي من الرجال الآخرين الذين كانت تخرج معهم. فهذا الرجل غير عاديا, ويبدو أنه قدرها.
كان خاتم الخطبة ياقوتة كبيرة مربعة محاطة بالماس وبدا كبيراً علي أصبع فرانسيسكا الصغيرة, لكنه بدا متألقاً بجانب تألق قماش ثوبها, والقرطين المتدليين, هدية أبيها الفاخرة لها,اللذين صمما خاصة ليتلاءما مع الخاتم.

كان مخبرو الصحف مغتبطين, وكذلك الأسرة المالكة ورجال البلاط الذين عرفوا كونراد وهو طفل
استمرت فرانسيسكا تبتسم حتى آلمها فكها, أما كونراد الذي عادت سترته إليه, فلم يفارقها. وكان يتجنب الكثير من الأسئلة, ولكن, بالطبع, كان هناك الكثير منها عليها أن تجيب عليها بنفسها
جاءت إلينا جدته, وكان قفازاها ما يزالان ناصعين, وعيناها باردتين. لم تكونا عدائيتين, وإنما حياديتين منتظرتين.
كانت هنا للحكم علي عروس ابنها التي اختارها, وسألتها الملكة السابقة من دون تمهيد :
_"هل ستذهبين معه إلي مونتاسورو؟ ".

أجفلت فرانسيسكا :
_"حسنا, نعم, بالتأكيد في النهاية ".
قالت الملكة :
_"أعني عندما يأخذ المستشفي المتنقل إلي هناك ".
قالت فرانسيسكا :
_"لم نناقش هذا الأمر بعد...".
قالت الملكة السابقة :"ناقشاه إذن ".
تحركت فرانسيسكا بضيق :
_"شكراً لنصيحتك, ولكن...".

_"كونراد مثل جده, صادق وذكي ومجد في العمل والنوم معه كالأحلام.
شهقت فرانسيسكا واحمر وجهها. وتنهدت الملكة السابقة :
_"المفروض أن يكون جيلكم منطلقاً علي سجيته, ولكن إذا كان فيه عيب, فهو تركيزه علي هدف واحد. هذا ما لم تفهمه سيلفيا. تركته يلاحق أماكن الزلازل دون أن تدرك أن هذا يعني أنه ينسي كل شيء عنها طوال شهور كل مرة ".

".أتظنين أنه سينساني عندما يذهب إلي مونتاسورو؟ ".

_"أطن أن أمام كونراد تجربة جيدة للغاية , إنه يتضايق من العلاقات الحميمة وإظهار الألفة ".
أخذت فرانسيسكا تفكر في سترته حولها, وفي صوته المتهدج وهو يقول"تزوجيني!".
ونظرت إلي حيث كان يقف, كان ظهره إليها, حاني الرأس وهو يستمع إلي رجل أعمال. وعندما شعر بعينيها عليه, نظر إليها وابتسم, والتوى فمها دون وعي منها.....ألا يقوم كونراد بحركات أليفة؟

وأجابتها :"أحقاً؟ ".
فرفعت الجدة حاجباها :
_".قد يكون تغير. فلا تدعي ذلك يثنيك عن التقرب منه ".
_"أحقاً؟ ولماذا؟ ".
_"الأسابيع الأولي من أي خطبة, تكون عادة متأزمة عندما يكون الفريقان سلبيين, وبجانب ذلك..."
وبان الدهاء في عينيها :
_"ألا تريدين أن تذهبي معه؟ إنه طويل أسمر وسيم وكله لك, ألا تريدين أن تري ما يحدث؟ ".

وانحنت بطريقة ملكية ثم تركتها.
بقيت فرانسيسكا خرساء, وعندما عاد كونراد إلي جانبها رآها كذلك.
فسألها باهتمام :"ما الأمر؟ ".
_"إنها جدتك.....
تابع نظراتها وهو يقول بسرعة :
_"ما الذي فعلته جدتي الآن؟ ".

أجابت بغضب :
_"قالت لي, تقريباً, أن أتقرب منك بطريقة حميمة قبل أن
ترحل ".
منتديات ليلاس
قهقه ضاحكاً, وعندما استطاع أن يتكلم, قال:
_"لا بد أنك أسأت الفهم. إن جدتي عضو في جمعية"البكارة قبل الزواج".
_"لا.... إنها ليست كذلك. طلبت مني الذهاب معك إلي مونتاسورو و....".
فقال مداعباً :
_"ونتغازل في كل خطوة من الطريق؟ ".
- نعم...أنا....

ثم أدركت ما كانت الملكة السابقة تقوله. إذا كانت تؤمن بالبكارة قبل الزواج, فهي تعني (نامي معه ولكن لا تتزوجيه! لا تفسدي حياة حفيدي)لكن فرانسيسكا تريد أن يحبها.
كل تلك الثقة الجميلة الذهبية تلاشت في ثانية واحدة, وتملكها الارتباك. وشعرت فرانسيسكا بأعضائها ثقيلة كالرصاص.
وابتسمت له متوترة :
_"آسفة. شعرت بإرهاق مفاجئ, متى يمكننا.... أعني يمكنني أن أعود إلي البيت؟ ".

_"يمكننا أن نذهب حين تشائين ".
_"لست مضطراً لتأخذي إلي بيتي بنفسك ".
أمسك بيدها وقال بهدوء :
_"بل سأفعل ".
كانت رسالة الجدةواضحة تماماً : ستستمتعين بوقت رائع. لكنه لن يدعك تتقربين إليه, ولن يحبك.
وكان ذلك ما قاله هو نفسه, عاشق ممتاز, وزوج فظيع.
وهي تريده زوجاً....زوجاً يحبها ويرغب فيها. حاولت أن تقول شيئاً....أن تخبره بشعورها.
وطبعاً, رآها كونراد تتراجع علي الفور, فقال بملل, تاركا يديها :
_"أريحي نفسك, لست مضطرة إلي أن تحاربيني. سآخذك إلي البيت ثم أتركك ".

فقالت :"أنا...".
_"أليس هذا ما تريدينه؟
لم يكن هذا ما تريده. قالت مستوحشة :"نعم".
_"فلنذهب إذن ".
تركها عند باب شقتها, دون أن يعانقها حتى عندما ذهب, وأمضت ليلتها, لأول مرة في حياتها, دون نوم.
علي أن أقوم بشيء ما في هذا السبيل, حدثت نفسها بذلك وهي تجلس في مطبخها, منتفخة الأجفان, في الساعة الخامسة والنصف صباحاً.

كيف سأخبره بأنني اقترفت غلطة؟ لقد بدا مجروحاً تماماً, كان ذلك حين تذكرت بقية رسالة جدته لها, ربما كان هناك شيء ما في تلك النصيحة.
وفي ذلك الصباح بالذات, حالما وجدت الوقت مناسباً, اتصلت برقم تلفون كونراد في كمبريدج, وتركت له رسالة. وكانت قد راجعتها وراجعتها إلي أن حفظتها تماماً, كانت تعني العالم بالنسبة إليها.
(أول مرة تقابلنا فيها قلت أن بإمكانك أن تتخذ في فريقك عضواً دقيقاً في حساباته مثلي. حسناً, ها هي ذي فرصتك قد أقبلت..... أريد أن أذهب معك إلي مونتاسورو ).
منتديات ليلاس
............نهاية الفصل السابع............

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:08 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8-اميرة حكايات الجن

انطلقا بعد ذلك بستة أسابيع. استطاع الوكلاء أن يجهزوا ثلاثة باصات بمواد الإسعاف الأولي الأساسية وعلاج الطوارئ, ومستشفي متنقلاً. لم تكن فرانسيسكا تحمل رخصة لقيادة أي منها. بعكس كونراد الذي قال لها :
_"عليك أن تكوني أنت قارئة الخريطة".

قال ذلك بتلك الطريقة الساحرة الهادئة التي أخذ يستعملها معها منذ ليلة الحفلة تلك, وكانت طريقة ودوداً. مع أن أبقتها بعيدة عنه. فقد عاملها بالضبط كما يعامل أي شخص في فريقه هذا.
وكانت جاز قد قالت لها مواسية وهي تساعدها علي حزم
أمتعتها :
_"لا تقلقي. إنه يحميك حقاً. فالصحافة ما زالت في أثركما, لا أظنك تريدين صوراً لكما متعانقين في كل الصحف الشعبية. أليس كذلك؟ ".
منتديات ليلاس
قالت فرانسيسيكا بارتياب :
_"هل هذا ما تظنينه؟ لا أشعر بأنه يفعل هذا لحمايتي. بل أظنه, بكل بساطة, يدفعني عنه بعيداً ".
قالت جاز :
_"فليكن لك قلب. لدي الرجل قافلة سيجتاز بها نصف القارة, ثم يصعد بها في أكثر الطرق الجبلية وعورة وفظاعة في أوروبا وربما ذهنه مركز علي هذا الأمر أكثر من أي شيء آخر ".

عضت فرانسيسكا شفتها :
_"نعم, طبعاً ".
_"اصبري عليه حالياً حتى يسلم مواد المستشفي, وبعد ذلك يتحول إلي دور أمير العشاق(كازانوفا )."
فقالت ولكن دون اقتناع :"نعم ".
والواقع أنها كانت تفقد اقتناعها, ولو لم تبذل جاز جهدها في تنسيق الأمور لتراجعت فرانسيسكا ربما عن وعدها. لكن جاز وجدت روائية ناشئة تحل مكان فرانسيسكا مؤقتاً في المكتبة أثناء رحلتها. وبجانب ذلك,
كان كونراد قد أنذر كل شخص بأن يسافر خفيفاً, وكانت فرانسيسكا قد عملت بنصيحة جاز, الخبيرة بحقائب الظهر فإذا النتيجة كانت معجزة في توفير المساحة بشكل رائع.

وقالت جاز باستمتاع :
_"أغسلي ما تستطيعين كلما وجدت فرصة لذلك ولا تضيفي شيئاً إلي الحقيبة إلا بعد أن تتخلصي من شيء فيها أولاً ".

وقبل أن تذهب قدمت لها أمها اللايدي ثوباً طويلاً أسود.
وقالت جاز :
_"هذا ينفعك لأي شيء حتى لحضور عشاء رسمي, اشتري بعض المجوهرات من هناك لتلبسيها معه, وهكذا تساعدين الاقتصاد الوطني وتبدين وكأنك تبذلين مجهوداً في سبيل ذلك ".
أما والدها فقد أهداها سكيناً من النوع الذي يستعمله الجيش السويسري, وقائمة بأسماء أشخاص نافعين يمكنها الاتصال بهم.

أما الملك السابق فيليكس فقد قدم لها كتاب جمل باللغة المونتاسورية, ومباركته. وبدا كأن صوته أختنق وهو يقول ذلك. كما أعطتها زوجته نصيحة هي :"لا يمكنك, وأنت تذهبين في هذه الرحلة الاستكشافية, أن تتصرفي وكأنك إنسان عادي مجهول, لأن أعين الناس ستكون عليك ".

فقالت فرانسيسكا وقد أتعبها عداء المرأة
لها :
_" حسناً, إنها عيناك أنت, علي كل حال ".
قالت الجدة :
_"كونراد حفيدي وأنا أريد أن يكون سعيدا ".
غضبت فرانسيسكا :
_"أتظنينني لا أريد ذلك؟ ".
ضمت الملكة السابقة شفتيها :"سنري ".

ولكن عندما خرجت فرانسيسكا, سمحت الملكة السابقة لنفسها بابتسامة لا تليق بالملوك. وهكذا التحقت فرانسيسكا بالقافلة.
عاملها كونراد كواحد من الفتيان. طوال الطريق عبر أوروبا, رأته كما لم تره من قبل قط. كانت العجلات تنفجرقام بتبدلها بنفسه. يتشاجر السائق مع دليل القافلة, فيقنعهما بإقامة هدنة بينهما.

ثم دخلوا مونتاسورو, فكان الأمر أسوأ, الطرقات مسدودة, فكان عليه أن يجد طريقه حولها. مناظر البراري الرائعة لم تتناسب تماماً مع خريطتهم. أخذ كونراد يجول في الحقول مفتشاً عن دليل محلي, وطوال الوقت كان كفؤاً واسع الحيلة.....دبلوماسياً وهادئاً للغاية.

بدأت فرانسيسكا تري ما اشتبهت فيه من قبل وهو أن كونراد رجل جاد للغاية. فامتلأ قلبها زهواً أما عقلها فكان يسألها في الوقت نفسه ألم تفكري بعد لماذا يهتم رجل كهذا بامرأة لم تستقر في عمل قط أكثر من ستة أشهر؟
وكان الجواب واضحاً, طبعا, فهي ابنة أغني رجل في مونتاسورو

وفي نفس الوقت, اتبعت نصيحة جاز حرفياً حتى إنها ظفرت من كونراد بثناء مختصر قائلاً :
_"كنت أعلم أنك ستكونين نافعة ".
كان ذلك وهما يستعدان لتناول العشاء علي مائدة خشبية خارج فندق في قرية في الجبال, ذات ليلة.

فقالت فرانسيسكا :
_"نافعة.....آه, إنه مديح حقيقي ".
التمعت عيناه :
_"ليس لديك فكرة عن مبلغ ما أنت عليه من صواب ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:13 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قالت مازحة:
_"نافعة وعلي صواب؟ سيتورم رأسي ".
لامس خدها, أنها أول مرة يضع يده عليها منذ ليلة الحفلة. وقال برقة زائدة :
_"ليس أنت من يحصل له ذلك ".

ووقفت جامدة. ولكن جاء من يستدعيه ليعطي قراره لرجلين كانا يتأملان الخريطة.
هزت رأسها وذهبت لتجلس مستندة إلي جدار المبني ذي الطابق الواحد. حدثت نفسها بأن تصبر علي ذلك, فالرجل هو قائد حملة معقدة. وفي كل مكان كانوا بحاجة إلي إرشاداته, واتصالاتهما يبعضهما البعض لن تكون أكثر من كلمات سريعة مبتورة إلي أن يسلموا هذه الشاحنات.

رفعت وجهها تنظر إلي النجوم. كانت متألقة قريبة بشكل محير في أجواء الجبال العالية. ما أجمل أن يكون كونراد معها ينظر مثلها إلي تلك النجوم! أن تكون نافعة هو شيء حسن, وأن تجعله يعترف بأنها علي صواب أحياناً,
هو شيء حسن, لكن فرانسيسكا لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تتمني لو تبهره.....ولو قليلاً!ما لبثت أن حدثت نفسها بأن تكون واقعية. إنها فتاة تملك مفتاحاً للعلاقات العامة وللكثير من المتبرعين الأغنياء,
إنه يكن لك إعزازاً وتقديراً أيضاً, وهذا أكثر كثيراً مما يتمتع به معظم الناس.....لكنني أريده أن يحبني!هذا في أحلامك فقط.
نهضت فرانسيسكا واقفة, وشغلت نفسها عن هذه الأفكار إلي أن كادت تنهار إرهاقاً.

وأخيراً وصلوا إلي أكبر مدينة في الجبال حيث سيقام المستشفي, لم تكن أكثر من قرية كبيرة ذات سوق مربع ومجموعة من المنازل حوله. جاء لاستقبالهما طبيبان محليان, فأفسح لهما الرجال الطريق. وكانا في منتهي اللهفة للحصول علي المعدات الجديدة.

لم تكد تبرد محركات الشاحنات حتى كانا يقومان بعملية الزائدة الدودية لصبي. هذا ما كتبه كونراد في تسجيله للأحداث اليومية.
كان يجلس تحت مظلة في أحد المقاهي الثلاثة القائمة في الشارع الواسع المشجر. وقرأت فرانسيسكا ما يكتب من فوق كتفه. فسألته وهي تجلس :
_"هل تحتفظ دوماً بمذكرات يومية؟ ".

فرفع بصره إليها :
_"لا. في الرحلات فقط ".
وأطبق الدفتر ودفعه عنه بعيداً.
_"كان هذا في الأساس نافعاً في تنظيم الأحداث, فالواحد منا لا يتذكر دوماً تتابع الأحداث بدقة وما لبثت أن أخذت بالكتابة عن انطباعاتي الخاصة, عن القليل منها فقط للتسلية.
استند إلي الخلف في كرسيه. كان يبدو كسولا سمرته الشمس, وجذاباً للغاية.

ذكرت فرانسيسكا نفسها بأنها لن تسمح بأن ينشغل بالها إلا بعد انتهاء الرحلة, فسألته بصوت حاولت أن تجعله مؤدباً :
_"هل هكذا كان كتابك عن البركان؟ ".
- نعم. لقد جاء كله من دفتر المذكرات لكنني وضعت التعليقات فقط تحت الصور.

أومأت :
_"وعندما قلت إنك ألفته لأجل المال؟ ".
نظر إلي الشاحنة التي تجر المستشفي عبر السوق, وأجاب :
_"اشتريت بالمبلغ الذي دفع لي مقدماً, جهاز التصوير بالأشعة المتنقل. وهو يبقي للتذكر بأن الأسرة المالكة يمكنها أن تقدم شيئاً ".
منتديات ليلاس
_"هل ذهب كل شيء لتمويل المستشفي؟ فهمت ".
فهز رأسه :
_"أنا لا أهتم بالمال في الحقيقة فأنت فهمت الأمر خطأ. لم أهتم بذلك قط. وإنما أحب القيام بالأشياء ".
استوعبت فرانسيسكا ذلك, ثم قالت :
_"نعم. يمكنني أن أري ذلك. ولكن لأجل مونتاسورو... ".
فقال :
_" سأقوم بالكثير لأجل بلادي. لكنني لن أضع نفسي في المزاد العلني ".

تذكرت فرانسيسكا حين قال لجدته"لا أريد أن أقدم نفسي قرباناً بشرياً ".
ربما يريدها لأكثر من إرثها واتصالاتها العملية, ولكن ما الذي سيجعلها تعرف الحقيقة؟ فتأملت وجهه, فقابل نظراتها بهدوء. عضت شفتها وقالت :
_"لا تريد ذلك؟ لكن ماذا عن ترشيح جدك نفسه للانتخابات؟ إنك ستفعل الكثير لأجل جدك, أليس كذلك؟ ".

مال علي المنضدة ووضع إصبعه علي فمها.
_"لماذا تعضين شفتك؟ ستتقرح ".
قفزت فرانسيسكا وقلبها يخفق بعنف, وشعرت وكأنها استحالت حجراً. وعندما انفرجت شفتاها, تغيرت عينا كونراد وبدا فيهما العزم, فمال نحوها وقد تسارعت أنفاسه.
منتديات ليلاس
وإذا بصوت من الساحة, فتمتم غاضباً :
_"تباً لذلك ".
برزت مجموعة رجال من خلف المنعطف. رجال في بذلات, وكاميرات تصوير, ورجل يسير إلي الخلف حاملاً, مع شخص أمامه, شيئاً غامضاً فوق الرؤوس. وقال كونراد بسأم :
_"التلفزيون. كنت أتساءل متى يبدأ السياسيون بالعمل ".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:16 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ووقف وعيناه علي المجموعة وهي تتقدم.
نظرت إليه فرانسيسكا. لم تكن تفكر في ستر ما يبدو علي وجهها من تعبير. إن نظر إليها فسيري قلبها في عينيها, وسيري فيهما كل شيء.....ارتباكها ولهفتها إليه ورجاءها العنيف, وعدم تصديقها.
نظر إليها قائلاً :
_"آسف. أنا مضطر إلي....".

جمد في مكانه :"فرانسيسكا! ".
أجفلت :"ماذا؟ ".
قال بصوت متهدج :
_"لا تنظري إلي بهذا الشكل ".

ودار حول المنضدة بحيث حجبها جسمه عن الشارع. لم يعانقها, وإنما لامس وجنتها بحنان. ثم لمس ذقنها, وكأنما يقوم بنوع من الطقوس الدينية الرقيقة. وضغطت هي شفتيها علي ظهر يده بقبلة خاطفة.
خاطفة لكنها حقيقية. هما الاثنين أدركا ذلك, وتأوه, وقال بضحكة منفعلة :
_"تمسكي بهذا الشعور ".

كان القادمون الجدد قد جاءوا بطائرة هليكوبتر مع حاشية ضخمة. ألقي السياسيون أحاديث, لكن الصحافة كانت مهتمة بكونراد ولي العهد. أحدقوا به بأسئلتهم وتعليقاتهم وطلباتهم. ثم أرادوا أن يروا فرانسيسكا

السياسيون عانقوها والموظفون الرسميون طلبوا نصيحتها, ورجال البلاد المحترمون طلبوا دعمها للمؤسسات الخيرية. الأمهات وضعن أطفالهن بين ذراعيها, والبنات الصغيرات قدمن لها باقات الزهر وهن راكعات. واستمر ذلك أياماً

وبما أنها كانت نافعة جداً للفريق, أصبحت أشبه بالجنية التي يضعونها علي قمة شجرة عيد الميلاد, كما قالت خفية لكونراد, وقد جعلها هذا تشعر بالضيق

قالت له بكآبة :
_"قالت لي جاز أنني سأمضي وقتي بين الأطفال وباقات الزهور لكنني لم أصدقها. لكنها كانت علي صواب, أليس كذلك؟ ".
قال ضاحكاً :
_"عملك ممتاز ".
_"لكنني أحب جداً أن أذهب معك إلي القرية في باص الإسعافات الأولية ".
منتديات ليلاس
قال بدهشة :
_"أتحبين ذلك؟ ".

كانا يتمشيان خارج الجدران العتيقة عند مغيب الشمس. كان الحر طوال النهار يضغط عليهما, وكانت فرانسيسكا تلجأ إلي ظلال البيوت كلما استطاعت. أما كونراد فكان يذهب إلي القرية مع فريق الإسعاف الأولي.
لأول مرة منذ أيام هما وحدهما.
قال لفرانسيسكا وهما يتوقفان لينظرا إلي المنظر الرائع :
_"علينا أن نذهب إلي حفلة استقبال كبري في (فيلناغراد), لقد وعدتهم بجلسة هناك يلقون فيها ما يريدون من أسئلة ويأخذون ما يشاءون من الصور. وهكذا سيتركوننا, هذين اليومين القادمين, وشأننا, وفي هذه الأثناء نسلم آخر باص للإسعاف الأولي ".

لم يعجبها ذلك, وقالت بقلق :
_"هل سيكون ذلك مؤتمراً صحفياً كبيراً؟ ".
احتضنها قائلاً :
_"لا تقلقي علي هذا ".
قالت مستسلمة بهزل :
_"أعرف هذا. سألتصق بك وستبقي أنت معي إلي النهاية صحيح؟ "ز
فقبل قمة رأسها :
_"علي الدوام ".

شعرت بالدفء :
_"كونراد هل أنت واثق؟ ".
فقال بعدم اهتمام :
_"إذا كنت أستطيع التعامل مع فيليكس, يمكنني التعامل مع مجموعة من كتاب المواضيع التافهة ".
صدقته فرانسيسكا, وتمتمت بمكر :
_"ما أجمل أن أكون بين يدي خبير! ".
اشتدت ذراعه حولها :
_"الأفضل أن تصدقي ذلك ".

وضعت يدها علي كتفه. لكنها عادت تتمتم :
_"حذار. قد تكون عقدت هدنة مع الصحافيين, إنما هناك صبي يتسلق ذلك المرتفع, وفي أي لحظة سيندفع نحونا بباقة زهر أو دفتر اوتوغراف ".
توقف كونراد ونظر إليها وقال بفظاظة :
_"تباً لكل الأولاد ".
عانقها بقوة, فتنهدت مستسلمة باستمتاع, غابت الشمس وراء الأفق, مرسلة أشعتها ذات اللون المشمشي المحترق, محيلة الوادي إلي ذهب.

وصل الصبي, كما تنبأت, كان في حوالي الثامنة, وكان يحمل بيده كاميرا رخيصة.
رفع كونراد رأسه مكرهاً, ثم قال شيئاً باللغة المونتاسورية بحدة. هز الصبي كتفيه ولم يتزحزح من مكانه.
سألته فرانسيسكا :
_"ماذا قلت له؟ ".
_"قلت له أما كان ينبغي أن يكون نائماً الآن؟".
وإذا الصبي المتسكع قادر علي التحدث بالانجليزية كما يبدو, إذ قال :
_"أريد صورة, وسأدفع لكم فيها ثمنها جيداً جداً ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اميرة رغما عنها, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية