لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-10, 03:59 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أجفلت إلي حد توقفت معه جذب قفازيها المطاطيين بعجز, وقالت ذاهلة :"ماذا؟".
فقال :
_"كنت جاهزاً للقول, أرجو أن لا يكون وقتاً غير مناسب."
انفجرت ضاحكة وقد تملكها الارتياح وهي تري نفسها عادت إلي طبيعتها.

كان يبدو بالغ الروعة وكانت عيناه تضحكان. واكتشفت أنهما خضراوان براقتان. كيف ظنت من قبل أنهما بنيتان؟
قال :
_هل هذا تنظيف فصل الربيع الذي تتحدث عنه الإشاعات؟.
_حسناً, لا بد من التخلص من الفوضى بين الوقت والآخر.
كانت تثرثر, وكانت تعلم أنها تثرثر, ولكن كان هناك شيء ما في نظرات هاتين العينين الغريبتين الهازلتين هزها.
قالت فرانسيسكا ببشاشة مصطنعة وهي ما تزال تشد قفازيها دون جدوى :
_يقال أبدأ بإزالة الفوضى من بيتك.. وهكذا فكرت أنا.....لماذا لا؟....آه, ماذا تفعل؟.

كان قد أمسك بمعصميها, فتسارع نبضها علي الفور, وابتسم لها محدقاً في عينيها, فتملكها الدوار مما رأته في عينيه.
قال متهكماً بلطف :
_أنتزع قفازيك ما داما يزعجانك كما يبدو.

نزع القفازين الفظيعين بسهولة, ولكن ببطء جعل ضغط دمها يرتفع.
وسحبت يديها قائلة :" شكراً ".
فالتمعت عيناه الخضراوان :"بكل سرور ".
وأخذت تفكر أنها ليست في السادسة عشرة, وليست خيالية, ولن تسمح لوجهها بأن يحمر خجلاً.
قالت دون لباقة :
_حسناً, ما دمت هنا, فالأفضل أن تدخل."

ثم أغلقت الباب خلفه :
_"اتريد شراباً. ليمونادة؟ كوكتيل؟"
قال بعفوية :
_لا بأس بكوكتيل الفاكهة."
وتبعها إلي المطبخ حيث أخذت تتفقد ما لديها من فاكهة.
قال عندما سكبت كوبين من الفاكهة :
_كنت أرجو أن أقنعك بالخروج معي للعشاء, هل هناك فرصة لذلك؟."
ولم تكن هناك فرصة بالطبع, فقد كان شعرها قذراً وأصابعها سوداء

_"لماذا؟".
كان الرجاء والشك في لهجتها تلك.
قال برباطة جأش :
_لأنني أريد أن تؤخذ لنا صورة أخرى وأنا أقنعك بأن تتزوجينني ".

شهقت فرانسيسكا وهي ترشف الكوكتيل وتلا ذلك لحظات سيئة أخذت تكح فيها.
أخذ يربت علي ظهرهاوعندما فشل هذا, أحضر ماء في فنجان.

حاول أن يظهر العطف ولكن ضحكه أضعف ذلك. سعلت فرانسيسكا وسعلت حتى دمعت عيناها, وقررت أنها تكرهه, وكانت واثقة من أنها لن تتزوجه أبدا أبداً. وعندما استطاعت أخيراً أن تتكلم, قالت :
_لا بأس قبلت دعوتك."
لكن قولها هذا كان أقرب إلي قول "لا" أكثر من أي قول آخر.
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:11 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قالت نعم للخروج للعشاء رغم أن معدتها كانت ترفض أي طعام. حتى أنها أخذت "دوش" سريعاً رغم حاجتها إلي حمام ساخن طويل, وكان بإمكانها ذلك علي الأقل لولا شعورها البالغ بوجوده في الشقة.
وحدثت الوجه المتوهج في مرآة الحمام بأنه الآن يجوس بلا شك رفوف الكتب يحلل المواد التي تقرأها. ولكن عندما خرجت, وشعرها ما زال مبتلاً, لم يكن ما سألها عنه ذوقها في القراءة وإنما ربطة العنق الرجالية التي كان يرفعها بيده. لم يكن مبتسماً,وفجأة, عاد لون عينيه عسلياً مرة أخرى.
قال :
_ظننتك قلت أنه أصبح فعل ماضي؟.

اختطفت فرانسيسكا ربطة العنق من يده :
_ولكنني لم أقل قط أنني ربة منزل لائقة أيضاً, أين وجدتها؟.
فأجاب :
_خلف وسادة علي الأريكة.
فقالت :"آه...".

فقد تذكرت كل شيء بوضوح الآن, ليلة طلب منها باري الزواج به.. نزع ربطة عنقه لأنها تضايقه... وعندما رحل بعد ذلك بساعة نسي أن يأخذ معه ربطة عنقه.
سارت إلي المطبخ ودست ربطة العنق في القمامة, ثم استدارت. كان كونراد واقفاً عند العتبة ينظر إليها برزانة. وقفت متمالكة شجاعتها وكأنها تواجه فرقة الإطفاء ورفعت رأسها بتحد :"حسناً؟".

فسألها :"هل آلمك؟".
فهزت كتفيها :
_ليس بشكل دائم.
فقال بانزعاج :
_أما زلت تحبينه؟.
كان أكثر انزعاجاً مما كانت تظن فسألته :
_وبماذا يهمك الأمر؟.

فقال :
_طبعا يهمني. إذا كان قلبك محطماً من أجل باري دي لا توش , فهذا سيسبب تعقيداً في الأمور.
تعقيداً في الأمور؟ هل هذا كل شيء؟ ولكن من الأفضل أن تعرف مسبقاً أسباب عرضه الزواج عليها, كيلا تعود فتتألم مرة أخرى.
فقالت :
_قلبي ليس محطماً.

جاء كونراد إلي المطبخ وأمسك بذقنها بأصابعه ورفع وجهها إليه متفحصاً :
_هل أنت واثقة؟.
فقالت بحدة :
_كل الثقة.... فأنا لست بطلة رومانتيكية وقلبي لم يتحطم, لقد تألم قليلاً إنما ليس بقدر ما تألمت كرامتي.
ضحك لذلك, لكنها بقيت تفاجئه وهو ينظر إليها باهتمام أثناء خروجها من الشقة للعشاء, وبقيت عيناه عسليتين قاتمتين طوال الأمسية.

لا يعني هذا أنه لم يكن مرافقاً ساحراً, لقد أخذها إلي مطعم فخم هادئ, وأغدق عليها الأطعمة الشهية. وابتسمت لحكاياته عن نشأته الغريبة, وعندما أخذ يصف تلاميذ صباح السبت العفاريت عنده, أخذت تضحك بصوت عالِ.
سألته :
_وما الذي يجعل الشخص أن يعلم أطفالاً صغارا عن الزلازل؟.

فهز رأسه :
_ليس الزلازل, وإنما لغة مونتاسورو, تراثنا الثقافي.
فقالت ذاهلة :
_"يا إلهي! لم أعلم أن هناك مكاناً لتعليمها".
فقال :
_حسناً, صباح كل سبت, تتحول كنيسة سانت كاترين إلي قاعدة لمونتاسورو لمدة ثلاث ساعات.

فقالت :
_هذا عظيم, ولماذا يهتم الناس؟.
ساد صمت قصير ثم قال بهدوء:
- اللاجئون ينقذون من تراثهم قدر ما يستطيعون.
شعرت بتعنيف لنفسها, وخفضت بصرها. شعرت بأن عليها أن تعتذر ولم تعرف كيف, ولهذا لم تقل شيئاً, وشعرت بكراهية لنفسها.

قال كونراد بصوت متزن :
_ستجدين أن معظم المهاجرين يقومون بذلك. بعضهم, كجدي, يأملون العودة ذات يوم, والبعض الآخر يريدون فقط من أولادهم أن يحسنوا التحدث بلغة أجدادهم.
جاهدت للتفكير في شيء طبيعي تقوله :
_هل هذا هو السبب في تعليمك إياهم هذه اللغة؟.
_"ليس هذا خياري. فقد ورثت هذا الالتزام."

لم تستطع أن تفهم من لهجته ما إن إذا تقبل هذا بسرور أو باستياء. المرأة العادية الحساسة تفهم هذا عادة, كما تظن.
كان عليها أن ترفس نفسها, أو تبكي, أو تصرخ, ولكن بدلاً من ذلك فعلت ما تفعله دوماً عندما تواجهها عدم كفاءتها, فقد غيرت الموضوع.
منتديات ليلاس
سألته :
_"هل هي سهلة؟ أعني اللغة".
دهش إلي حد الضحك :
_"المونتاسورية؟ بصراحة, هي شيء من ديناصور, ما دمت تسألين. وديناصور هجين خمسون بالمئة منه سلافي , وأربعون بالمئة لاتيني".
_والعشرة بالمئة الباقية؟.
فطوي فمه بمكر :
_"رجل كهف خالص."

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:15 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وسرعان ما توقفت عن كراهيتها لنفسها, نظرت إلي العينين اللامعتين وفكرت في أن هذا الرجل جذاب بشكل خطير. ومن الممكن أن أغرق في حبه,ولكنني فعلاً غارقة في حبه الآن.

قالت بصوت مرتفع :
_لغة رجل الكهف؟.
_"ربما في هذا بعض المبالغة, لكن الجبال بقيت مسكونة زمناً طويلاً, حتى أنه قيل أن صوراً كانت هناك علي جدران الكهوف, لكنها ضاعت الآن. ليس لديك فكرة عن مقدار التقاليد المتوارثة التي محاها الحكم الشيوعي, خصوصاً في سنواته الأولي. أرادوا أن يجددوا كل السواحل ويجعلوها عصرية, يقول جدي إن ذلك كلفهم روح الجبال.

أجفلت فرانسيسكا من هذه الجملة المأساوية وهتفت :
_روح الجبال؟ آه, أرجوك.
فتنهد :
_"أعلم هذا. وأنا لا يمكنني أن أتصور ذلك لكنه يعتقد ذلك حقاً, والواقع أن الناس يريدونه".

توقف عن الكلام رغم أنه كان بإمكانه أن يستمر وبقي السؤال الذي لم يطرح معلقاً في الهواء.
بقي لها لتنطق به, فقالت ساخرة :
_وتريد مني أن آتي للمساعدة؟.

مال إلي الأمام وقد بدت عليه لهفة المفاجئة :
_هذه هي القصة, سنعقد خطبة حقيقية, كما قلت. لا إدعاء فيها....سنأخذ الأمور كما تجئ.

وفكرت بشكل لا إرادي لو أن.... صدمت لعنف ذلك, ولم يلاحظ كونراد وهو يقول :
_ نذهب إلي حفلة المستشفي الراقصة. نعلن خطبتنا, ثم نتابع حياتنا. لديك عمل, ولدي عمل أنا أسافركثيراًوسأذهب إلي مونتاسورو لمدة شهرهذا الصيف حيث آخذ أول مستشفي متنقل إلي الجبال. ولكن عندما أكون في انجلترا, فسنخرج معاً كأي خطيبين عاديين.

حدقت فرانسيسكا فيه غير مصدقة :
_ كأي خطيبين عاديين؟ ومن تراك تخدع؟ نحن غير عاديين, ونحن لسنا خطيبين.
لم يؤثر فيه كلامها بشئ :
_يمكننا أن نكون كذلك, ثم ليس هناك أي شخص عادي, إذا فكرت في ذلك.

فقالت ساخرة :
_يا لك من ماهر.
تقبل ذلك وكأنه مديح منها :
_كل ما عليك أن تفعليه هو القدوم معي إلي المناسبات الرسمية. وسأدعك تأخذين مواعيد وبعض الملاحظات قبل الوقت.
تمتمت فرانسيسكا :
_هذا عظيم! حفلات مع بعض الملاحظات المختصرة. هل أنت واثق من أن هذا فقط ما علي عمله؟.

_يعود الأمر لك في أي شيء آخر...
لم تشأ أن تتداول معه حول هذا الموضوع, فرفعت ذقنها متحدية وسألته :
_" مثل ماذا؟".
تردد, ثم ارتسمت علي شفتيه ابتسامة غريبة :
_حسناً, أن تدعيني أخطب ودك, طبعاً.

فكادت تقفز عن كرسيها :"ماذا؟".
تلاشت ابتسامته وخفض بصره وعندما رفعه بدا السأم في عينيه :
_"أنت التي قلت إنك لا تريدين خطبة زائفة ".
فقالت متلعثمة :
_لم أكن أعني أني أريدك أن.... أعني ليس عليك أن... حسناً, الفكرة كلها غير عقلانية.

فقال :
_لا, هي ليست كذلك, يمكننا أن نتخذ خطبة زائفة, أو أن أخطب ودك, ليس هناك طريق وسط.
فقالت بحدة :
_يمكنني أن أنسي كل شيء وأعود إلي بيتي.

كانت مستاءة للغاية, لا تدري لماذا.
رفع بصره :
_أيمكنك ذلك؟.
فكرت في صف اللغات صباح يوم السبت, وفي الجد فيليكس الذي يحاول أن يعوض عن هربه من بلاده منذ ستين سنة, وفي رسوم الكهوف الضائعة. وفوق كل شيء, في القرى الجبلية حيث لا عناية طبية وفي الرجل الذي سيسافر إليهم ليأخذ لهم المستشفي المتنقل. وقالت بشيء من الغضب والقنوط :
_"لا ,لا,لا أستطيع ذلك. أظن أن علي أن أقوم بما يتوجب علي. فأنا نصف مونتاسورية علي كل حال."

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:21 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ساد صمت قصير, وتملكها شعور غريب بأنه يشعر بخيبة الأمل.
لكنه قال بنعومة :
_إذن فقد اتفقنا.
أدركت أنها لا بد أخطأت مرة أخرى!

مشي معها إلي شقتها. كانت السماء صحواً والليل منعشاً والشوارع خالية تقريباً. أمسك بيدها فقفزت وكبحت غريزتها في أن تنزعها من يده... شعرت أنها حمقاء وأنها تحمر من منابت شعرها إلي أخمص قدميها.

حدثت نفسها بعنف بأن تتماسك, وحمدت الله لأن أنوار مصابيح الشارع تسلب كل لون منهما هما الاثنين. فهو, علي الأقل, لن يري لونها القرمزي من الخجل. لكنه يمكنه أن يشعر بتوترها, فلا شيء يخفي ذلك.
قال لها هازلاً, إنما بشيء من التوتر :
_لا تخافي....فأنا لم أقفز علي امرأة في الشارع حتى عندما كنت مراهقاً.

قالت :
_"لست خائفة ".
كان هذا شركا....وكادت تصدق ذلك,لقد حاولت ذلك حقاً, طلبت منه الدخول لتناول القهوة, دعته إلي المطبخ وثرثرت معه وكأنها تعرفه طوال حياتها. أخذت القهوة إلي غرفة الجلوس وتكورت علي الأريكة بعد أن رفست حذاءيها من قدميها, وكأنهما علي علاقة حميمة. لكنها لم تنظر في عينيه, وبقيت بعيدة عنه مسافة.

عند ذلك وقف كونراد يتحدث, وضع كوب القهوة من يده ثم تقدم نحوها إلي الأريكة :
_"فرانسيسكا ".
كانت تتحدث عن جاز ومخططاتها. فسكتت تقول :"نعم؟".
وبلطف بالغ انحنى وأنزل ساقيها علي الأرض ثم جلس علي الأريكة بجانبها :
_"علينا أن نبدأ في مكان ما ".

بدا هادئاً بشكل فظيع,وقالت :"أظن ذلك ".
مد ذراعه علي مسند الأريكة خلفها :
_"هل أنت واثقة من أن قلبك لم يتحطم؟".
حسناً, بإمكانها علي الأقل أن تجيب عن هذا السؤال بصدق. فقالت :
_كل الثقة".

_"وليس لديك علاقة أخرى يجب أن أعرفها؟".
- لا.....لا.
نظر إليها متفحصاً :
_هل تعرضت لصدمة أثناء المراهقة سببت لك عقدة نفسية؟.
ابتلعت ريقها :" لا ".
فابتسم. كان بالقرب منها بحيث شعرت به يبتسم داخل رأسها, وتابع يقول :
_"ولا خوف نفساني من خبراء الزلازل؟ لا ينبغي أن تخافي. أنت تعلمين أننا لا نتسبب بزلازلنا ".

أجفلت لكلامه إلي حد أنها أخذت تضحك, تضحك من قلبها دون خجل أو كبت. تضحك عاليا. وكان هذا مهارة بالغة منه, لأنها كانت تضحك عندما عانقها....
نعم, مهارة بالغة, لكنه علي كل حال, ذو خبرة بالغة. حتى فرانسيسكا, التي كادت مشاعرها تعميها عن كل شيء, أدركت ذلك.
منتديات ليلاس
كان ذلك في الطريقة التي أخذها فيها بين ذراعيه بحزم ولكن دون إرغام, وفي الطريقة التي أمال بها رأسها, وبهذا رفع وجهها ولكن دون ضغط علي عنقها. وفوق كل شيء, كان في الطريقة التي أخذها فيها بين ذراعيه, ما يجعلها تشعر وكأنهما اعتادا القيام بذلك منذ الأزل.
والتفتت إليه وكأنها زهرة دوار الشمس عند الفجر, كان عناقا رقيقاً, وكأنهما يقومان بلعبة يعرفان قواعدها, لكن ذلك الجزء من فرانسيسكا الذي كان قادراً علي التفكير, فكر في أنها لا تلعب, لأن معظم كيانها كان يتجاوب مع شيء هو أكثر عمقاً مما تصورت يوماً.

تمتم يسألها :
_"لماذا تضعين نظارات دوماً؟ العدسات اللاصقة...
أحسن ".
كان قلبها مسروراً وكأنها أصبحت فجأة شهرزاد أو مدام دي بومبادور, وقالت بصعوبة :"شكل عيني...".
همس يقاطعها :
"_عينان رائعتان, بلون حلوى التوفي."

فشهقت :
_"لا أستطيع....".
قال مشجعاً :
_"ما الذي لا تستطيعينه يا فرانسيسكا الرائعة الجمال؟".
فقالت :
_"لا أستطيع... لا أستطيع أن أضع عدسات, ماذا تفعل؟".
وتأوهت. ولم يحاول أن يجيب بل ضحك برقة ونزع عن وجهها نظاراتها.

تخلت حتى عن المقاومة, وطوقت عنقه بذراعيها ثم سلمت نفسها للأحاسيس. ولكنها ما لبثت أن قفزت مصدومة.....
انفتحت عيناها علي اتساعهما.... واسعتين قصيرتي النظر, كان بالغ القرب منها, حتى لم تستطع استجلاء ملامحه, وشعرت فجأة بالضعف وبالبرودة أيضاً.
جاهدت لتبتعد, وتتحسس نظاراتها, ولم يدعها تذهب تماماً.

سألها :"ما هذا؟ ".
_"لا أستطيع أن أراك ".
ووضعت نظاراتها علي عينيها, وإذا بها تراه يبتسم, وكانت ابتسامة انتصار.
قال :"ضميني إذن".

ضمته فشعرت بدقات قلبه بطيئة منتظمة. هل هو انتصار؟
ابتعدت عنه وكأن قربه منها أحرقها بحرارته,
وقالت بذعر :
_"ما الذي أفعله؟ ".
ونظرت إلي كونراد ببطء, لكنه لم ير هذه النظرة وهو يقول ببطء :
_"أتبعي قلبك فقط ".

جاهدت للابتعاد عنه :
_"أرجوك. هذه.... ليست طبيعتي. أنا لا...".
لكن فمه الهازل توتر, ولم يعد هناك هزل, إنما عزيمة عنيدة فقط.
أخذ يعانقها بعنف وأطلقت صرخة صغيرة. صدمة؟ احتجاج؟

وهمس :
_"أخبريني بما تريدين".
جعلتها كلماته تستيقظ بعنف من تصوراتها. وعادت إلي الواقع بارتطام بدد كل شيء, وبشبه صرخة, هتفت به:
_"كفي ".
أجفل مثلها, ورفع رأسه :
_"ماذا حدث؟ ماذا فعلت لك؟ ".

أخذت تضربه علي صدره بيدين بمثل ضعف فراشة
الضوء :
_"لم أفكر قط....لم اقصد قط....أنا لست بهذا الشكل.....آه, دعني أذهب ".
تراجع وكأنها طعنته. ثم قفز واقفاً :
_"ماذا حدث؟".

أدارت رأسها بعيداً عنه :
_"أرفض أن أكون ألعوبة أحد ".
لم يكن قولها هذا قريباً من الحقيقة. لكنه يصلح لحالتها الآن, وساد صمت مؤلم. ثم سمعت صوتاً خفيفاً, فأدركت أنه يهم بالانصراف.

_"تريدين مني أن أذهب إذن؟".
شعرت بفكها ينبض توتراً. فالتفتت إليه.....آه,بدا لها مجروح الكرامة للغاية! وصرخ قلبها بألم...لا.لكن فمها
قال :
_"نعم ".
ثم انغلق بحدة كفخ الجرذان ,تراجع خطوة. ولكن قبل أن يذهب نظر إليها طويلاً ورأت نفسها في عينيه مكومة علي الأريكة وعيناها ذاهلتان غير مركزتين رغم أن نظاراتها موجودة.
منتديات ليلاس

وقالت بذعر حقيقي :"آه, رباه".
وأجفل كونراد, ثم خرج دون كلمة

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:24 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7-تبكي ايضا....وايضا

لكنهما اتفقا علي الخطة فربطها بذلك, وكانت هي من الكبرياء بحيث لم تتراجع. وحدثت نفسها بأن بإمكانها التصرف في هذا الأمر,رغم إنها, ليلة الحفلة الراقصة, وقفت أمام مرآة حمامها وارتجفت.

رأت نفسها غريبة, كل شيء فيها كان جديداً, ثوب مثير جديد ضيق التفصيل من الساتان,طراز شعر جديد أكثر جرأة مما اعتادت عليه, قرطان جديدان من الياقوت هدية من أبيها, زينة وجه جديدة عمل عليها العاملون في أهم دار للتجميل في لندن, هدية من أمها.

حتى عطرها كان جديداً ومثيراً للغاية فأصابها بالدوار,وهي لن تستعمله إلا في تلك المناسبة, وهو أيضاً كان هدية من الملكة السابقة انجليكا.
لم يظهر علي جدة كونراد سوى التهذيب منذ أخبراها معاً بخبرهما لكنها استمرت تبدو متشككة حتى عندما أمسك كونراد بيد فرانسيسكا.

كل شخص آخر ظن أنه يحبها كثيراً إلا فرانسيسكا. وفرانسيسكا الآن لم تكن واثقة من أن ذلك العطر القوي ما هو إلا ازدراء غامض, فهو مصمم لأجل امرأة غامضة واثقة من ميولها, وليس لبائعة كتب تافهة متعلقة بأمير فاتن صعب المنال.

ولكنه لم يكن صعب المنال إذ يمكنها الحصول عليه علي طبق, وقد أخبرها بذلك. ولكن فقط لأن لديها أباً ثرياً, فهو لم يقع في غرامها من أول نظرة. وهي لن تستطيع أن تحصل علي قلبه.

هذا ما كانت تريده, والأسابيع بين تلك الليلة في شقتها والحفلة الراقصة أوضحت ذلك. كانت متلهفة إلي قلب كونراد كما لم تتلهف إلي شيء آخر في حياتها.

لا انتهاء معارك والديها, ولا البقاء في المدرسة أكثر من سنة في كل مرة, ولا أن يكون لديها أب غير محترم... لا شيء من هذه الرغبات تماثل عنف رغبتها في أن يحبها كونراد ذات يوم. كانت أحياناً تحلم بذلك, فتستيقظ مليئة بالحب والثقة.... وعند ذلك تنظر إلي صورتها في المرآة...آه ....نعم عديمة الجمال قارصةاللسان...كوني واقعية! وها هي ذي واقفة أمام المرآة بثوب متألق, وشفتين متألقتين وأظافر متألقة وفي إذنيها ياقوتتان, كان ينبغي أن تكون كل شيء تحلم به لأجله......من الجمال بحيث لن يستطيع أن يصفها بعدم الجمال بعد ذلك, لولا أنها قط لا تشعر أنها جميلة, كما أنها تشعر بثقل الرصاص في قلبها.

رن تلفون المدخل. منذ تلك الليلة, لم يعد كونراد يفاجئها بظهوره فجأة عند العتبة مرة أخرى. ألقت نظرة ذعر علي مظهرها الأنيق, وابتلعت ريقها بصعوبة, ثم رنت الجرس تدعوه للدخول.

وقفت عند باب الشقة المفتوح. تدق بأصابعها علي طلائه الأبيض, تنتظره, وحالما خرج من المصعد رآها, فوقف جامداً مكانه.
وقال :
_"تبدين..... رائعة ".

لم يبد مسرورا تماماً لهذا, كما كانت تتصور. لم يتراجع شاهقاً بذهول, وهو يتذكر انتقاده الطائش لها, وكانت خيبة الأمل ستتملك فرانسيسكا لو أنها لم تشعر مسبقاً بالذعر وقالت تصحح قوله :
_ "بل أبدو زائفة تماماً ".

وكان صوتها عالياً متوتراً كالطبل. فتقدم إليها يمسك بأصابعها المرتجفة يهدئها وهو يسألها :
_"ما الذي لا يعجبك؟ ".
تركته يمسك يديها, شاعرة بالارتياح :
_"لا ينفك كل شخص عن إعطائي نصائح ".
ضحك :
_"يفعلون دوماً ذلك. ذلك جزء من الطبيعة البشرية ".
منتديات ليلاس
قالت :
_"يخبرونني دوماً كيف أفعل أشياء لم أكن أعلم أنني بحاجة إلي التفكير فيها, مثل الركوع والنزول من السيارة, وشكل الدخول إلي قاعة الرقص. أمي تقول,أجعلي رأسك مرفوعا,جاز تقول أجعلي عينيك في أعين المصورين, وجدتك تقول لا تنظري إلي المصورين, ولا أدري ما أفعل وياليتني لم أدخل هذا الأمر! ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اميرة رغما عنها, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية