لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-10, 05:23 AM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

مضت لحظة ظنت فيها فرانسيسكا أن كونراد سينفجر, ثم جلس علي صخرة, ووضع رأسه بين يديه وأخذ يضحك ويضحك حتى دمعت عيناه.
لم تستطع فرانسيسكا أن تمنع نفسها من القول للصبي المتسكع :
_"خذ له صورة الآن وسأشتري منك الفيلم كله ".
وفي النهاية أستعمل الصبي الفيلم بأكمله في تصوير ولي العهد وهو يطارد حبيبته.


وقالت للصبي وهي لا تتمالك نفسها من الضحك :
_"أحضر لي الصور غداً إلي(تافيرنا سان سيمون) فستستحق هذه أي ثمن ".
لكن الصبي تأخر. وباص الإسعاف الأولي تحرك باكراً, وهكذا لم تستلم الصور قبل ذهابهم في آخر رحلة للتسليم.
كانت السحب المحيطة بالجبال في الليلة الماضية نذير شؤم فقد هبت العاصفة قبل أن يقطعا نصف الطريق إلي القرية العالية. وأغرقت الأمطار الطريق

كانت فرانسيسكا مع آخرين, في سيارة جيب. وكانوا قد تأخروا إلي الخلف كي يفسحوا للباص الثقيل حرية التحرك. ولا بد أنه كان بينهم ربع ميل حين رأوا الباص ينزلق في الطريق.
وإذ كانت تجلس قرب السائق في الجيب,
فقد كانت أول من رأي ذلك, فصرخت بالرغم عنها, ورأت كونراد يكافح بالعجلة الضخمة بينما أخذ الباص ينزلق ثم يثب كسفينة في بحر هائج

أوقف سائقها سيارته, ثم أخذوا ينظرون عاجزين عن القيام بأي شيء.شبكت يديها لكي تمنعهما من الارتجاف. وحدثت نفسها بأن بإمكانه أن يحمي نفسه, فإذا استسلمت للرعب فلن تفعل سوى تحويل انتباهه

وما لبث الباص أن أخذ يتوقف بشكل خطر قريباً من هوة عميقة. وما إن توقف عن الاهتزاز, حتى اندفعت فرانسيسكا من سيارة الجيب وركضت صاعدة المنحدر, كانت واثقة تقريباً من أن واحدة علي الأقل من عجلات الباص علي الحافة

كانت الحصى تقرقع ناحية الجبل, وقد زحزحها من مكانها انهمار المطر. ولن يطول الوقت قبل أن تتبع الصخور الحصى...بهذا أخذت فرانسيسكا تفكر وقد تندت راحتاها بالعرق رعباً

انفتح باب الباص البعيد عن الرصيف. ونزل الطبيب والممرضة والموظف الذين مع كونراد, نزلوا بحذر إلي الطريق. ثم انضمت إليهم فرانسيسكا. وقال الطبيب :
_"سيحاول أن يجعل الباص يقفز إلي الخلف من الطريق. أما نحن فسنحاول تثبيته بسرعة بشيء ما... ماذا لديكم في الصندوق الخلفي؟ ".

ولحسن الحظ كان هناك قطع من الحبال المستعملة في الصناعة...أخذوا جميعاً يعملون بسرعة, فربطوا الباص إلي أشجار عتيقة تاركين الحبال غير مشدود جيداً لكي تشتد حين يتحرك الباص, ووصل الطبيب أطول حبل بصخرة هناك حول الانحناء. وجاءت فرانسيسكا بوسائد مقاعد الباص الجديدة فوضعتها بين الحبل والصخرة كيلا تنشر الحبل فتقطعه. وعادوا يجتمعون أمام الباص مرة أخرى

قال الطبيب مناديا :
_"ماذا لو قطرنا الجيب بالباص ليجره؟ ".
قال كونراد :
_"لا أريد أن أجازف ".
دفعت فرانسيسكا شعرها المبتل عن عينيها وقالت عابسة :
_"بل جازف, وسأسوق أنا الجيب ".
قال كونراد :" فرانسيسكا! لا ".

نظرت إليه. كانت تقطر ماء, وشعرها ملتصق برأسها. لم تهتم, ربما هذه آخر فرصة لها. عليها أن تخبره, واضطرت إلي أن تصيح :"أنا أحبك ".
نفضت شعرها المتكتل إلي الخلف, ورفعت ذقنها بعزم :
_"ولن أدعك تسقط من فوق هذا الجبل اللعين ما دام بإمكاني
ذلك ".
منتديات ليلاس
نظر إليها كونراد لحظة طويلة. قابلت عينيه مباشرة بينما المطر يصفع زجاج نظاراتها ثم يسيل علي وجنتيها, ودون اهتمام بالآخرين, أشارت إليه بشفتيها قائلة بصمت : "احبك ".
رأته يتقبل ذلك بترحيب, ثم أخذ يضحك, يضحك فحيرها... إنه يحبني.... وأنزاح من قلبها ثقلا كبيرا. ونادي يجيبها :
_"لا بأس. عند الإشارة, يا دكتور ".

بدا وكأنه تلميذ. وكأنه يستمتع بهذه المعركة مع عناصر الطبيعة.
ركضت عائدة إلي السيارة الجيب. تفحصت الآلات غير المألوفة لديها, بلحظة, وفجأة, وببرودة الثلج, أخذت تستوعب كل التفاصيل بسرعة ودقة. ربما لأنها تعلم أن هذه فرصتها الوحيدة. وربما لأنها دقيقة بطبعها إلي حد ممل...
أدارت المحرك, وأشارت بيدها من النافذة إلي الطبيب بأنها جاهزة. كانت مركزة مشاعرها علي الطبيب, منتظرة إشارتها له بالتحرك.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:26 AM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وإذا بكونراد يدير محرك الباص. فسقطت يد الطبيب, وأدار كونراد عجلة القيادة بجهد بالغ فقذفت فرانسيسكا بالجيب في الاتجاه المعاكس. شعرت بالباص ينجذب فزادت إعطاء البنزين بحذر, ليس الوقت مناسباً للاندفاع بذعر طلباً للنجاة

وتصاعد صرير هائل للمعدن وأخذ كونراد يصارع عجلة القيادة.
تصاعد صوت انسحاق ثم تمايل الباص عائداً إلي الطريق. وبدأت سرعة الجيب تزداد فخففت فرانسيسكا البنزين علي الفور. ثم أوقفت الجيب وسط الطريق بهدوء

جلست فيه تتنفس بصعوبة. كل الخطر الذي محته من ذهنها عاد فاكتسحها, وأخذت ترتجف قفز كونراد من الباص, وعاد إليها راكضاً, وفي ثوان جعل المطر قميصه شفافاً, ولم يبد عليه أنه لاحظ ذلك. فقد فتح الباب بعنف, هاتفاً :
_"فرانسيسكا.....حبيبتي....حبيبتي ".

جذبها من السيارة إلي ما بين ذراعيه وعانقها بوحشية تقريباً :
_"أنت بخير, يا إلهي, أنت بخير! الحمد لله لأنك بخير ".
قال هذا وهو يعانقها بلهفة وكانت ذراعاه تضغطان عليها فكادتا تمنعانها من التنفس لكنها لم تهتم.
كان عناقها له بمثل عناقه لها تشنجاً, قالت تعنفه :
_"إياك أن تفعل ذلك مرة أخرى ".

ثم أخذت تنشج باكية. فهتف بها :
_"لا, لا يا حبيبتي, لا تبكي, لا شيء يستوجب البكاء, أنت بخير, أنا بخير, والباص اللعين بخير. وسنكون جميعاً بأحسن حال ".
لكن الدموع استمرت تتدفق.
نظر حوله عاجزاً :
_"ليس لدي ما أمسح به دموعك ".

اختنقت فرانسيسكا بالضحك بالرغم عنها. وقالت :
_"في هذا المطر؟ من يمكنه أن يجفف شيئاً؟ ".
تمالكت نفسها بشكل ملحوظ. فنظر إليها بحذر. وسألها :
_"هل أنت بخير؟ علينا أن نتابع سيرنا كما تعلمين ".
أومأت :
_"نعم, أنا بأحسن حال. دعنا ننتهي من تسليم ذلك الباص ".
وعندما عادت تجلس في الجيب بجانب السائق, لم تلحظ دموعها التي جفت علي خديها, وهي تفكر في أنه يحبها, محدثة نفسها ما بين الخجل والسعادة: إنه حقاً حقاً, يحبني.

أكملوا بقية الرحلة ببطء شديد. حتى بعد أن هدأ الرعد وتوقف المطر, بقيت الطرق لزجة.
لم تهتم فرانسيسكا. فقد نجوا, وكونراد يحبها. والمشاهد المتألقة بعد أن غسلها المطر هي أجمل من كل ما رأته في حياتها. ولم تشعر قط من قبل بمثل هذه السعادة.
في القرية القائمة في قمة الجبل, جاء الجميع لتحيتهما, وكان احتفالاً كبيراً. كانت هناك فرقة موسيقية صغيرة وكثير من الرايات. وحتى مكان وقوف الباص الأولي كان مخططاً بخطوط خضراء وذهبية.

قالت :
_"أريد مكاناً أغير فيه ملابسي, وبسرعة ".
أومأ السائق وقاد الجيب حول منعطف إلي منزل من طابق واحد ذي سطح صيني الطراز. وقال :"الكنيسة ".
نزلت فرانسيسكا من السيارة واتجهت إلي الباب وحقيبتها علي كتفها. لم يكن هناك كاهن, وإنما امرأة أخذتها إلي غرفة صغيرة فيها مرحاض ومرآة مكسورة.

استغرق منها ارتداء الثوب الأسود وتمشيط شعرها وتنظيف وجهها ويديها, ست دقائق. أخيراً سحبت نفساً عميقاً, ورسمت علي وجهها ما ظنته ابتسامة الأميرة. ثم خرجت لتلتقي الفرقة الموسيقية.
رآها كونراد حالما جاءت من خلف الزاوية وأدركت أنه كان يفتش بعينيه عنها في ساحة القرية, فعم الدفء قلبها فذهبت إليه.
اشتبكت أيديهما دون أن يحول أي منهما عينيه عن عيني الآخر, كان ذلك أشبه بالمغناطيس. لقد عثر الواحد منهما علي الآخر لأن ذلك كان لا مناص منه. وابتسم في عينيها وقال :
_"تبدين رائعة ".
منتديات ليلاس
قالت برزانة :
_"شكراً. وأنت أيضاً ".
وكان هذا صحيحاً أيضاً, فالقميص الرطب قد أبرز عضلاته التي كانت البذلة تخفيها عادة.
قالت :
_"لا بد أن الأخطار تلاؤمك ".
اشتدت أصابع يده علي يدها خفية :"أنت تلائمينني ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:31 AM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

احمر وجهها وشعرت بالبهجة والتسلية. في هذا الوقت التقط لهما شخص ما صورة فوتوغرافية, وعزفت الفرقة النشيد الوطني. تأبط ذراعها ومن ثم بدأ الاحتفال بالترحيب بهما.استغرق هذا وقتاً طويلاً فكل شخص أراد أن يلقي كلمة, وبعضها كانت طويلة مملة,
فهمت أنهم شاكرون لهذه المساعدة الطبية, شاكرون الانتباه العالمي لهم, مسرورون بولي العهد كونراد وأصدقائه. وتصاعد تصفيق طويل,
وجاءت فتاة صغيرة بباقة زهر وشرائط في شعرها, فكادت تسقط عن المنبر الخشبي المهتز لولا أن كونراد قبض من الخلف علي ثوب الطفلة المطرز الذي ترتديه, بينما ركعت فرانسيسكا علي ركبة واحدة تأخذ منها الباقة

عند ذلك رأت أصابع الطفلة, كان هناك من أعطاها شوكولا, يا للمصيبة! كان الثوب ناصع البياض ذا تطريز يدوي رائع الإتقان, كان واضحاً أنه من صنع أم محبة أو جدة, وهو الآن معرض للاتساخ

تملك فرانسيسكا الاهتمام, ودون تفكير, أمسكت بمعصم الطفلة, ثم أخرجت واحدة من فوط الأطفال مسحت بها الشوكولاتة عن يد الصغيرة,وقفت الصغيرة جامدة تنظر إلي العملية باهتمام خفيف لكن كلمة "آههه" تصاعدت من المجموعة الصغيرة في صوت واحد

أجفلت فرانسيسكا. ثم ابتسمت وهي تمد يدها لتأخذ باقة الأزهار.
لكن الطفلة قررت ألا تعطيها الباقة, وبدأ شجار صغير, وإذا بثلاثة أشخاص يظهرون إلي جانب المنبر, يهمسون للطفلة بإرشادات تخلت الطفلة بعدها مكرهة عن الزهور. جادلت لحظة, ثم نظرت إلي مشيريها بتردد, ثم إذا بها تطبع قبلة خاطفة علي وجنة فرانسيسكا المجفلة

وكادت قرانسيسكا تفقد توازنها من الدهشة. وهمس لها الأشخاص الثلاثة بالمونتاسورية "_لا, بل أركعي".
قال كونراد بسرعة :
_"لا تدعوها تفعل ذلك, فسترتبك ".

وبسرعة الصقر, حمل الفتاة الصغيرة, ورفعها بين يديه ليناولها إلي أسرتها المنتظرة. كانت القبلة التي منحته إياها أكثر حماساً بكثير لاحظت فرانسيسكا.
وتصاعد الضحك مع بعض التصفيق.
قال كونراد ضاحكاً في عينيها :
_"ما كان لك أن تكوني جميلة إلي هذا الحد يا أميرة حكايات الجن ".

ولكن كان في صوته أكثر من الضحك....كان فيه طلب خفي....يقول فيه: تعالي معي. تعالي معي إلي ما وراء الأفق....إلي مشاعر لا يمكن تصورها, وقبل يدها.
أنا في الفردوس, والليلة في حفلة الرقص التي أقيمت لعيد ميلاده سيعلم مبلغ حبي له. وسأعرف ماذا أعني له!
عندما ذهبا إلي مدينة الجبل الصغيرة لكي يحضرا أمتعتهما , قال كونراد :
_"هناك حفلة استقبال لنا في (فيلناغراد)الليلة, وعلينا أن
نذهب ".
منتديات ليلاس
قال ذلك بعد أن تحدث إلي بعض الرجال في التلفون الخلوي.
كانت فرانسيسكا, حينذاك, مستعدة لأن تذهب معه إلي نهاية العالم. ولكن لغتها المونتاسورية البدائية خذلتها وهكذا أمضي كونراد الليل في اجتماع خاص. علي الأقل هذا ما افترضته.
بقيت جالسة وقتاً طويلاً تنتظره,
وكانت قد تمكنت من الحصول علي الصور التي التقطهما لهما الصبي الليلة الماضية. وهكذا أخرجت مصباحاً إلي شرفتها وأخذت تتصفحها.كونراد يضحك. كونراد يطاردها. كونراد يرشقها بالعشب.كونراد يحب؟
كانت واثقة من ذلك من الطريقة التي نظر إليها فيها في طريق الجبل

ولكن عندما بزغ القمر وهمدت الضجة في المدينة البعيدة أولاً ثم صوت صراصير الأجمات ثانياً, أخذت ثقتها بذلك تتناقص شيئاً فشيئاً

وفي اليوم الثاني, رغم أن كونراد ابتسم لها عبر قاعة الاستقبال, لم يأت إلي جانبها. كان مرتدياً بذلته مرة أخرى ويحيط به رجال يحملون تليفونات خلوية. وابتسمت له,
ولكن كان في داخلها شيء من الصقيع. تمسكت بثقتها بما حدث في ذلك الطريق المغرق بالمياه أثناء العاصفة الرعدية. لكن الأمر أصبح أسوأ, فهو مشغول, لأنه يمهد الطريق لعودة جده فيليكس إلي انتخابات الرئاسة

ثم سأل إن كان بإمكانه القدوم لرؤيتها, كان نهاية يوم برنامج عمل حافل, وكانت قد رأت المتحف الوطني, قابلت موظفين من وزارة الثقافة وزارت مدرسة حديثة, رأت عرضاً رياضياً, وجالت في أنحاء كروم عنب, وأرهقها استحسان وتقدير أشياء لا تعني لها شيئاً, وآلمتها قدماها

لكنها قفزت حالما انفتح الباب, وقلبها في عينيها.
دخل كونراد ومنحها قبلة سريعة علي خدها ثم قال بسرعة :"لن أتأخر ".
كان قد أحضر لوح الكتابة الخاص به. أتراه يضع قائمة بالأمور التي سيناقشها معها؟ وتابع يقول :
_"يريدون منا أن نتحدث إلي الصحافة. هل نقيم الزواج هنا؟ هل هذا يناسبك؟ ".
فهتفت ذاهلة :
_"ماذا؟ ".
فقال :
_"إنهم يريدون استعراضاً جيداً يعرض حول العالم, ويعطي صورة جيدة وينفع في السياحة ".

فجأة, شعرت بالصقيع في قلبها يكبر ويعظم. وقالت له بهدوء :
_"هل هذا ما تريده؟ ".
قال غائب الذهن تقريباً :
_"دخل الدولة بحاجة إليه. إنه يشجع الخدمات ".
امتد الصقيع إلي مكان ما خلف عينيها, وتساءلت عما إذا كانت ستستطيع إغماضهما مرة أخرى. وقالت بألم :
_"كونراد. لا نستطيع أن نتزوج لمجرد تشجيع اقتصاد البلاد ".
لم يبد عليه أنه فهم :
_"طبعاً لا. لكنهم سيرحبون بنا حقاً ".

_"علينا أن نتحدث عن ذلك....
_"وهم يريدون أن يعلموا ما إذا كنا سنعيش هنا. وقد قلت لهم لا. فنحن الاثنين إنسانان عاملان. ولا تستطيع البلاد أن تطيق ملوكاً لا يعملون. لكننا سننشئ بيتاً هنا, وسأعلم فترة في السنة في الجامعة, أترين هذا معقولاً؟".
بدا مشغولاً جداً, وعملياً للغاية, ومنطقياً تماماً. إنه يحول حياتهما الخاصة إلي بنود علي التقويم الوطني, فلم يلاحظ حتى أنهما فقدا القدرة علي لمس بعضهما البعض.

قالت ببساطة :
_"لقد أخبرتني جدتك بأنك جاف غير ودود ".
رفع بصره عن قائمته :"ماذا؟ ".
_"لا تشغل بالك, تجاوز عن ذلك ".
ونظر إلي ساعته :
_"والآن, بالنسبة إلي مهنتك... ".
منتديات ليلاس
قاطعته ساخرة :
_"أنا لست مؤهلة للتدريس في الجامعة ".
فضحك :
_"ربما هذا صحيح, ولكن بإمكانك أن تديري روضة أطفال, كما بدا من الدور الذي مثلته أمس ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:36 AM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

آلمها ذلك إلي حد بقيت لحظة لا تستطيع أن تتكلم. وعندما استطاعت, قالت :
_"آه, إنني أمثل جيداً أمام الكاميرا ".
قطب جبينه :
_"آسف, لم أفهم؟ ".

نهضت إلي درج فتحته وأخرجت الصور التي التقطها الصبي, قائلة :
_"ربما عليك أن تعرض هذه, فهي تنفع في إعطاء صورة. ألا تظن ذلك؟ فكر فيما سيفعل هذا للدخل الوطني ".
أخذ كونراد يتصفح الصور :
_"فهمت ما تعنينه ".
بدأت فرانسيسكا ترتجف, وقالت بمرارة :
_"آه, أنا نافعة حقاً ".

مر علي جبينه بيده :
_"إذا كانت لديك وجهة نظر, فاعرضيها يا فرانسيسكا. ليس لدي وقت لحل الألغاز ".
صعد غضبها فجأة إلي الذروة :
_"عندما قلت إنني سأتزوجك, لم أكن أدري أنني وافقت علي الارتباط ببرنامج عمل وعقد مؤتمر معك مرتين أسبوعيا, أريد الخروج من هذا الاتفاق ".
هتف :"ماذا؟ ".

لو هددت بالوثوب من النافذة لما كان أقل ذهولاً.وتمنت لو يأخذها بين ذراعيه. لكنها قالت :
_"هذا ليس زواجاً, يا كونراد. هذا عمل في العلاقات
الاجتماعية ".
ارتجف :
_"إنه زواج بالنسبة إلي ".
آلمها ذلك حتى تمنت الموت :
_"آسفة يا كونراد! أنا لست المرأة المناسبة لهذه الوظيفة ".
فقال بلهفة :
_"بل أنت كذلك, أنت علي الفطرة, وتصرفاتك ذكية للغاية ".

تمنت لو تصرخ. تمنت لو تزحف إلي الزاوية وتموت. إنه يحاول أن يقنعها بالبقاء معه لكنه حتى الآن, لم يستطع أن يضع ذراعيه حولها.
ابتلعت ريقها وتمالكت نفسها, ثم قالت :
_"آسفة يا كونراد, أنا واثقة من أن لديك أشياء هامة عليك أن تقوم بها. لكنني لست الشخص المناسب لتفعل معه هذه الأشياء. أنا أطلب أن نتوقف الآن ".
أخذ فقط يحدق إليها. وتابعت بهدوء مؤلم :
_"سأوافقك علي كل ما تريد أن تفعل بالنسبة إلي إعلان ذلك. أنت تختار التوقيت. دعني أعلم فقط ما تقرره ".

كان بالغ الشحوب :
_"ولكن.. ".
بان الألم في عينيها. لكن ما زال لديها كبرياءها :
_"كان يوماً شاقاً, وأنا بحاجة حقاً إلي استحمام وراحة. إذا كنت تسمح.. ".
منتديات ليلاس
فقال :"فرانسيسكا..".
قالت بصوت متهدج :
_"أنا متعبة يا كونراد ".
لأن لديه اجتماعات ومؤتمراً صحفياً عليه أن يرتب أمره, قال بحزم :
_"سنتحدث عن ذلك غداً ".
أومأت وهي متسعة العينين, لم تثق بصوتها كي تقول شيئاً.
وقال بغضب :
_"أنت أردت المجئ, لا بد أنك كنت تعلمين ما سيكون عليه الأمر هنا ".
فهزت رأسها وقد آلمها حلقها :
_"لا. لكنني أعلم الآن .... أريد أن أرحل ".

نظر إليها متأملاً بألم, لكنها لم تلن. وأخيراً أذعن قائلاً :
_"أراك غداً ".
وخرج ,وفي اليوم التالي لم تره.. لكنها رأت كل ما نشر عنها. صورتها وهي تمسك بفوطة تنظيف الأطفال تمسح بها أصابع البنت الصغيرة وقد دارت حول العالم, كما يبدو. وفجأة, إذا بصورها مع كونراد في كل صحيفة رأتها

هناك شخص ما, وتمنت ألا يكون كونراد, قد سرب صور عبثهما عند الغروب إلي وكالة للصور.(أخيراً وقعا في الغرام)كان هذا هو العنوان الرئيسي في مجلة فرنسية. وضعت المجلة قائمة بأسماء السيدات اللاتي صاحبهن كونراد قبل وبعد زواجه, وكانت هناك صور لهن.وكن, جميعا, هادئات رائعات محنكات أنيقات. وطبعاً, كانت هناك سيلفيا, تصلح كملكة وراقصة بالية وهي امرأة. في الواقع, أنه أحبها علي عكسها هي وتقلصت ثقة فرانسيسكا بنفسها إلي حجم رأس دبوس. تمنت لو أنها لم تر قط هذه المقالة. ولكن, هناك شخص ما تلطف بإحضار نسخة لها أرسلها إلي غرفتها في منزل الضيافة الرسمي

خلال أيام لم تره سوى في حفلة رسمية وكان يبعد عنها بثلاثة مقاعد بدأ الإنهاك يبدو علي ثوبها الأسود, ولكن ليس بقدر ما هي عليه. وأخيراً, تمنت لو أنها في الوطن

لكن ذلك كان ميئوسا منه, العالم كله كان مغرماً بالعشاق, وكان فيليكس وانجليكا قادمين إلي "فيلناغراد" للالتحاق بهما

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 05:39 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

امتنعت عن النظر في الصحف, فالصور تجعل كونراد يبدو سعيداً جداً وعاشقاً جداً.
ربما كان عاشقاً في تلك الفترة القصيرة من الزمن, كما أخذت تحدث نفسها, ولكن شؤون البلاد وترشيح فيليكس نفسه للرئاسة, قد ذكره بالحياة الحقيقية, فتبخر كل شيء

أرسلت إليه خبراً. هذا ما انتهي إليه الأمر. لم تكن تستطيع, في الواقع, أن تسير في الممر وتقرع بابه, رباه! هي لا تعرف حتى أين هي غرفته. وكان عليها أن ترسل رسالة مع المترجم إلي مديرية التشريفات لكي ترسلها إليه
كتبت :
_"لقد فعلت ما جئت لأجله, وأنا بحاجة إلي العودة. لدي أعمال في لندن, هل يمكنك ترتيب هذا من فضلك؟ ".

ترددت كثيراً فيما إذا كان عليها أن تكتب" مع حبي". لكنها لم تكن واثقة مما سيفعله بهذه الرسالة, ربما سيعيدها مباشرة إلي أحد مساعديه الرسميين ليتصرف بها.لم تشأ أن ترسل حبها إلي مديرية التشريفات, لم تتوقع أن يأتي كونراد ليراها مرة أخرى, طبعاً لم تتوقع ذلك,فهو مشغول جداً حالياً, ولكنها كانت تأمل بشكل ما....ولم يأت, بل أتصل تلفونياً :
_"مرحباً فرانسيسكا, هنا كونراد ".

كانت تسمع الناس يتكلمون حوله, وتلفوناً آخر يرن, ونقراً علي آلة كاتبة. وسألها :
_"ما هذا الكلام عن العودة إلي الوطن؟ ".
كان واضحاً أنه محاط بالمساعدين, وشعرت بنفسها متطفلة, ووحيدة.
وهكذا قالت بمرح :
_"آه, أنت تعلم. لقد قمت بما وعدت بالقيام به. والآن حان الوقت لأتحرك, وأري الأماكن, وأري الناس ".
ساد صمت, كانت واثقة تقريباً من أن شخصاً ما ألقي عليه سؤالاً فأشار إليهم بالانتظار. وقال وقد بدا الهمود في صوته :
_"لم تقولي من قبل أن وقتك محدود؟ ".

فانفجرت تقول :
_"ولم أقل أيضاً أنني قدمت حياتي لمدة غامضة غير محدودة ".
قال بحدة :
_"هل هذا لأجل باري دي لا توش؟ ".
قالت :"ماذا؟ ".
_"لقد حصل علي مقابلة مع تلك المجلة اللعينة, قال إنك تركته لأجلي وإن قلبه محطم, أنت لا تصدقين ذلك الهراء, أليس كذلك؟".
منتديات ليلاس
أمسكت فرانسيسكا بذلك وكأنه حبل النجاة فقالت :
_"ربما غير رأيه ".
قال بغضب شديد :
_"لا يمكن أن تكوني ساذجة إلي هذا الحد ".
شعرت بطبعها يثور, فقالت :
_"لا. لكنني لست عديمة القيمة أيضاً. أريد أن أذهب ".
وقبل أن يجيب, خبطت السماعة بعنف. اكسبها هذا كثيراً من الانتباه, إذ حصلت فجأة علي كثير من العون من مديرية التشريفات وعدة وزراء طلبوا رؤيتها. حتى إن الملك السابق فيليكس أتصل بها من لندن.

وكانت علي وشك أن تصرخ بأنها لا تريد منه أن يهتم بها وكأنها طفلة مدللة.وأخيراً جاء بنفسه. لم تكد تعرفه في البداية ببذلته الرمادية وربطة عنقه الرصينة. وفكرت فرانسيسكا ساخرة بأنها ما زالت تغسل ملابسها في الليل, لتستطيع ارتداءها في النهار.
وسألته :
_"هل خرجت للتسوق؟ ".

بدا عليه الارتباك للحظة, كما أنه, كما لاحظت بأسي, متعب جداً.
هز كتقيه :
_"آه, لقد اشتراها لي شخص ما, نعم ".
تبدد ارتيابها علي الفور :
_"حسنا, أنت ترهبهم. بينما أنا ما زلت أجاهد بين البنطلون الجينز وثوب أمي الأسود ".
بدا عليه فروغ الصبر وقال :
_"دعيهم إذن يشترون لك ثوباً آخر. وهذا ليس صعباً, هناك متاجر للملابس في "فيلناغراد" كما تعلمين ".

فقالت :"ألديهم حقا؟ ".
وسكتت لحظة ثم عادت تقول :
_"أنت تعلم يا كونراد أن هذا الهوس الملكي قد تملك عقلك
حقاً ".
دفع شعره إلي الخلف بضجر :
_"آسف. كل ما في الأمر أن الملابس آخر اهتماماتي حالياً ".
شعرت بإغراء في أن تسأله عما هو أكبر اهتماماته, لكنها عادت ففكرت أنه كان قادراً علي الإفضاء إليها بذلك في أي وقت من الأيام الستة الأخيرة لو شاء, فهو يعرف مكانها, أكثر مما تعرف هي مكانه. وهكذا قست قلبها, وقالت :
_"آسفة لذلك. وهذا غير مهما علي كل حال. أريد أن أعود إلي لندن في أقرب ممكن ".

فتردد :
_"لكنني ظننتك تستمتعين بوقتك ".
قالت بحدة وقد ظهر ألمها أخيراً :
_"هل ظننت أنني سأقع في غرام كل تلك الدعاية الزائفة؟ هل ظننت مرة أن علي أن أصبح أميرة خرافية للصحافة فيبهرني ذلك ؟ حسناً, أنا لست كذلك ولن أكون ".
_"أنا لم...
منتديات ليلاس
ارتفع صوتها بشبه صراخ :
_"سأجن إن لم أعد إلي أصدقائي الذين يعلمون حقيقتي ".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اميرة رغما عنها, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية