منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t199807.html)

auroraa 21-06-15 02:15 AM

شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 




http://store2.up-00.com/2016-05/1462939358921.gif


غلاف الرواية


http://store2.up-00.com/2016-05/1462939528451.gif

أقدم لكم وبين أيديكم روايتي الأولى بعد التنقيح والتدقيق

شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد

أرجو أن تنال على اعجابكم وحسن تقديركم

وأتقبل بصدر رحب جميع انتقاداتكم وآرائكم

فهي من طورت قلمي في يومٍ ما

الرواية مازالت قيد التنقيح ...


http://store2.up-00.com/2016-05/1462939359022.gif

http://store2.up-00.com/2016-05/1462939359073.gif

روابط الفصول

الفصول الستة اﻷولى متتالية
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر والسابع عشر متتاليان
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي و الثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون والأخير

الخاتمة


auroraa 21-06-15 02:17 AM

رد :شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي
 

بسم الله نبدأ

لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الأول


في احد مناطق الشرق الأوسط , حيث توسطت الشمس السماء الزرقاء تشِعُ بضوئها العُمران , وصفحه مياه البحر متوهجه ببريق ضوء الشمس الساطعة .
في أحد " فلل الدوبلكس " ,
صدى صوت أبعد من أن نقول عنه صوت انثوي يُلعلع بلهجه من اللهجات العربية
: لك يبعتلك حمه التاخدك اخد عزيز مقتدر .
ردت عليها صوت أنثوي رقيق مُشبع بالحُزن
: خالتي والله ماسرقت شي انتي شفتي بنفسك كنت ابيع قدامك وكل البعته اخذتي فلوسه .
قالت بقسوه دون أي رحمه
: تتخلخل عضامك قولي امين وين وديتي باقي المصاري كل يوم بيطلعلنا اكتر من الفين ريال ؟؟! ايه ولي احكي الله ياخدك مصيبه اجت على راسي .
صوت رجولي حنون وضعيف قال بهدوء خرجاً من دوره المياه
: خلص ياسوسن البنت حكت الدغري وانا كنت معها طول الوقت وشفت بس متل مانتي عارفه اجازه الناس كُلن مسافرين مافي حدا بالبلد مشان يشتري .
ردت سوسن بلا أي احترام
: انت اخرس ما إلك خص بالبعمله معا بكفي اني سمحتلها تعيش معنا وبين عيلتي .
والتفتت سوسن على الصبيه وقالت بحقد ونظرات يملأها الكره
: هلأ روحي لأوضتك وبكره بدك تصحي من الفجر تنكتي الفيلا من اولها لاخرها ومافي لا فطور ولاغدا ولا عشاء !!! فهمت ولا اشرح لك بطريقه تانيه تفهميها .
بنظرات كسيره واسى طرقت برأسها للأسفل وعينيها الزمرديتن عانقتا الأرض المصقوله
: ان شاء الله خالتي فهمت .
واعتلت السِلم كما تعتليه في كل يوم , نحو املٍ جديد وحياه جديده سعيده , لم تكن تحلم بالكثير كانت فقط تتمنى زوجاً يحبها وتحبه ويعيشان في مكان صغير حياتهما مليئه بالحب والمودة والهدوء .
وصلت لغرفتها أخيراً الاشبه بأحد المخازن أكثر من انها غرفه , المكان يعُج بالأتربة العالقة صعبه التنظيف , وسرير بأطراف خشبية قديمة قد تآكل خشبها من قِدمه دون أي بساط عليه يُريح الجسد وقت النوم .
والمخزن ممتلئ بمستلزمات العائله الفائضه عن حاجتهم وأغراضهم الشتوية المُخزنة داخل الخزائن المُحطمة والمتآكله .
مخدعها عباره عن وساده صغيره مربعه بداخل الإطار الخشبي الذي يُسمى " سرير " والغطا هو ذاته جلال صلاتها وحتى انه ل يدفئها كما ينبغي في الشتاء فكانت تتجمد برداً شتاءً دون ان تهتم طلما هناك سقفاً يأويها وطعاماً يسد جوع معدتها الصغيرة .
وثيابها عباره عن فستان و سِروالين من الجينز وعده قمصان رقيقه تُغطي جذعها الناعم ,
وقد اكل عليهم الزمن .
وصلت أخيراً لملجأها بالعُلية وقد تجرحت وجنتيها من دموعها المُنهمرة كالعادة .
دائما زوجه خالها قاسيه معها لا تعرف لماذا؟؟! فهي رقيقه جداً لا تؤذي النملة , يحبها الجميع تمزح وتمرح مع الجميع وتخفي لمحه الحزن من عينيها الزمردتين ,
لا تعرف سبب هذا الكره والحقد الدفين من زوجه خالها ؟؟! .
بل إنها تحترمها وتنفذ كل طلباتها ومع ذلك تعتبرها خادمه وضيعة , وراتبها هو بقايا الطعام وهذه الغرفة التي جعلتها ملجأ لها ولأحزانها .
لن تنسى أبداً ضيوف زوجه خالها المُعجبين بجمالها ورقتها وبرائتها عندما يزورنهم ويسألون عنها كي يخطبوها لأولادهم فمن غيرتها تقول لهم بكل بساطه الخادمة !!!! .

*****

في نفس هذه المدينه الساحرة بطلتها , صفاء سمائها ورطوبه جوها , باتجاه آخر بعيد كل البعد عن اتجاهنا .
في حي مرموق حيث هناك القصور والاسوار العاليه
وفي نفس الوقت بذلك القصر الضخم .
حذائين رسميين لونهما بلون الليل الأسود , بداخلهما اقدام رجوليه خشنه , تقف أمام المرآة ويُغلق كُميّ القميص بأزراره الخارجية بما يُسمى " كبك " , ويرتدي معطفه الاسود وأطراف أكمامه مُطرزه باللون الذهبي كما قُبعه كابتن الطائرة التي استقرت على رأسه وختمها برش عطره المفضل على حُلته الأنيقة .
نظر بحده للمرآة كما ينظرالفهد لفريسته ,
كان مثال للفخامه , الشموخ و بأكتافه العريضة , قامته الطويلة , ابتسامته القاسية بالتوائها , ووجهه المُحاط بعوارض خشنه منحته هاله رجولية لا يُستهان بها وشعره الكثيف بسواد الفحم .
هاجم هدوءه و خلوته اعصار انثوي طفولي مُدلل
: مسكتك قبل لاترووووح وين بتفلت مني .
ابتسم ابتسامه لا يخُص بها إلا عائلته وبالأخص المُقربين إلى قلبه كاخته أخر العنقود
: لا والله على اساس ما تعرفين متى بمشي وتقلع طيارتي .
مطت شفتيها بدلال كاذب
: الا اعرف بس كنت رح أفوتك وقلت لازم لازم اودع أخوي حبيبي قبل لايسافر واقوله وش ابغى
قرص أنفها وابتسم بهدوء كعادته دوماً بعيداً عن الصخب
: وايش تبغى أميرتي كنت ادري مو عشاني جايه يا العيارة .
عقدت حاجبيها وعبست بوجهها
: الله يسامحك فهودي يعني تشك بمعزتك بقلبي والله انك اطلق واحلى اخ بالدنيا كلها أحسن من فصيل .
قال فهد مُجاملاً برقه مُختلطه برجولته النفاذة
: ايه هين وانت احلى واطلق اخت , والحين ايش تبغي اجيبلك معي من اسبانيا .
كتفت ذراعيها ورفعت رأسها بطريقه للتفكير , قفزت فجأه , لتجفله
: اييييه ابغى ميداليه مفاتيح برشلونيه , وشويه خرابيط بنات ورديه أي شي وردي جيبه على ذوقك .
وابتسمت ابتسامه عريضه حتى كشفت عن اسنانها المُتراصة كاللؤلؤ
عدل ياقه قميصه وقال ينظر لها من فوق كتفه عن طريق المرآة
: ابشري من عيوني أي شي ثاني .
رسيل : تسلم عيونك ولا شي يلا بهرب الحين اتجهز لحفله بنت عمي قبل لا تجي زوجتك .
ابتسم فهد لطفوليتها هيا اخته المتواضعه جدا لا تهمها المظاهر الخادعة أوالثروه , مرحه للغاية , ويعترف ان مرحها يُزعجه في بعض الأحيان ولكن لا يستطيع الراحه ان لم يشعر بوجودها في يوم يكون به هنا , تعتمد على روحها النقية لتصل لسعادتها وحسب ,
ولا ينفي انها اقرب اخت له فهي من تسأل عنه أولاً , وهي من فرضت نفسها على حياته الكئيبة السوداء .

*****

في جهه أخرى بذات القصر الضخم , بأحد الأجنحة الملكية
ضحكات انثويه مغناجه وخبيثه تصدح بالأرجاء .
تبرد اظافرها الطويله وتضع عليهم طلاء الأظافر بعد ان قامت بتشذيبها كما تُحب قالت بكبرياء و هي تنظر لأظافرها
: هههههههههه لا مو معقوله ماتصدقي ياريما البنت خليتها مسخرررره بالجامعه .
ريما وهيا تقرأ المجله باهتمام ولم تركز كثيراً مع حديث اختها التافه ولكنها تجاريها , عارفه بدلعها المُغيظ ان لم تظهر الاهتمام على حديثها , ولا نيه لها للشجار معها او تحمل دلالها
: تستاهل ماحد قالها تعلق مع بنات الكاسر خير ماسويتي فيها .
اسيل بغرور وهيا تنفخ على اظافرها
: اصلا السويته ولاشي ماشافت شي مني , لسه بوريها الحقيره اجل انا مغروره وشايفه نفسي .
ريما بهدوء
: خلاص عاد كبيتي عليها الكوفي واحرجتيها وحده بوحده ما يسوى عليها المسكينة .
اسيل بغل يملأ قلبها الأسود , دفعت شعرها الأحمر الناري للخلف بعنف
: مستحيييييل أخليها الحقيرة , خليها تعرف عشان لا تلعب بالنار مره ثانية .

*****

خفين من الفرو البني على شكل " دبدوب " بداخلهما اقدام ناعمه تمشي بملل بالغرفه وانتهت إلى الكرسي الهزاز بزاويه الغرفه بأن جلست عليه بكسل والهاتف يستقر على اذنها بارتخاء
: اما عاااد عجوز ابليس ودي امسكها وادعس وادعس عليها لين تطلع روحها من مكانها
......... مو قلتلك ياميرو اتزوجي اخوي وافتكي من شرها
....... بالعكس اخوي يبغاك مو ماخذك شفقه ابدا
.......... المهم متى بتزوريني ماعليه ياقلبي اكيد العقربه تبغى ليله رومنسيه مع زوجها وبترسلك مع عيالها عندنا دامها طلبت تنكتي الفله من اولها اكيد ناويه
......... هههههههه اكيد اعجبك بذي السوالف حركاتها مكشوفه عجوز قريح ............
طيب يلا سلام ياقلبي تصبحي على
خير .

*****

بين دهاليز المستشفى , انتشرت رائحه المُعقمات الخانقه المختلطه برائحه البودرة , في داخل إحدى الغرف ,
مكتب خشبي شامخ في مُنتصفها من طراز عتيق , وباحد الزوايا سرير مُستقيم لمعاينه المرضى , ويكسو احد الجدران مكتبه بها بعض الكتب والملفات المهمه .
يجلس خلفه جسد ذكوري يلفه معطف ابيض , ويغلف قدميه حذاء رياضي يعلوه جنز اسود , منغمس بقرأه بعض الاوراق المهمه .
طُرق الباب عليه , وقال بصوت جهوري
: ادخل .
دخل الطارق يتهادى بارتخاء , التفت بكسل يُغلق الباب مُسبلاً أهدابه
: مرحبا فيصل , شلونك .
فيصل وعينه على الورق , قام بتعديل نظارته الطبية على انفه بسباباته , رفع رأسه يُشير بكفه للكُرسي أمامه
: اهلين فواز تفضل , تفضل .
دخل فواز وبدأ يثرثر على رأسه بازعاج وعندما لم يجد أي تفاعل من فيصل شعر بالإحراج
فواز : ايه وش علومك .
فيصل : الحمدلله أزقح , وانت شخبارك .
فواز وهو يعبث بأغراض الموجودة على مكتب فيصل بفضول
: تمام , اقول اليوم فاضي .
فيصل وعينه مازالت على أوراقه نظر له نظره سريعة , دون ان يظهر له غيظه وازعاجه من عبثه بأغراضه
: لا والله مو فاضي بتجي اختي من لندن اليوم صارلي سنه ماشفتها وامي مسويتلها حفله استقبال .
فغر فواز شفتيه بعدم تصديق , وقال بمجامله
: اها خلاص اجل بنأجل طلعه البحر لين تفضى مو حلوه بدونك الطلعه .
فيصل بهدوء
: لا عادي اطلع مع الشباب والايام جايه وبطلع معكم الجايات أكثر .
فواز: لا خلص ماعاد لي نفس .
زفر فيصل بملل
: طيب طيب .
فواز : يلا عن اذنك شكلك مره مشغول .
فيصل : اذنك معك .
خرج فواز من الباب , وانطلقت زفره قويه من بين شفتيه وهمس لنفسه
" اووف وش ذا النشبه "
ورفع سماعه الهاتف الموجود على مكتبه العتيق وضغط عده ارقام بأنامل رشيقه , وقال بصوت جهوري
: بلغوا المريضه ميس عبدالرحيم ان نتايج تحاليلها طلعت
..... وتاخذ موعد ضرووري عندي
..... مع السلامه .

*****


auroraa 21-06-15 12:54 PM

رد:
 


بين اجنحه القصر ودهاليزه جناح صغير يطغى عليه اللون
القرمزي و الذهبي لون الملوك والفخامه تطغى على أثاث الجناح الأسطوري وكأنه أعد بدقه وبتفصيل دقيق ,
والسرير الأثيري المزين " بناموسيه " يحتضن جسد انثى ناعمه مغناجه تقهقه بنعومه طاغيه مع احد الشباب على التشات الصوتي , وقالت بكذب واشمئزاز لم يظهر في صوتها الناعم
: ههههههههه تصدق انك مره فله حبيتك خفيف دم
........ همممم لسه ماصرلنا يومين متعرفين وتبغى تشوفني .
......
زادت من جرعه الإغواء
: طيب ولايهمك اشوف واردلك الليله
....... مع السلامه حبيبي .
دخلت عليها اسيل دون أي استئذان , وقالت بفظاظة
: هااااااااااااي .
لوت ملاك شفتيها بضيق
: هايااات
نهضت تسلم عليها وقبلتها على وجنتيها كما فعلت الأخرى
وهبطت اسيل بجسدها على الصوفا القرمزيه بجنب السرير
: ايش كنتي تسوين , لا يكون قطعت عليك جوك .
ملاك : أبد , كنت اسولف مع واحد من الخرفان بس ماش مره مصدق نفسه .
ثم أردفت بدلع
: اووووف مافي احد يعجبني ولا احد فيهم يجي ربع اظفر فهودي
فهودي مافي زيه ولا أحد خلاني أحس مثل ما احس معه .
قالت اسيل بامتعاض وعدم احترام
: مادري وش العاجبك باخوي مرره شايف نفسه على ايش مدري , وجلف ووجه دايم مكشر وعاقد النونه , أتمنى يوم بس اشوفه مبتسم ما غير يتبسم مع رسيلوه .
ملاك : يحقله والله انه يجنن عليه الثقل بدل المخفه العندي تحسينهم يلهثون مثل الكلاب بالضبط .
اسيل بدون اهتمام
: بكيفك انت وهو انا لا احبه ولا احب زوجته العقربه الشايفه نفسها هي الثانيه .
عبست ملاك بوجهها
: وع وش جاب طاريها المغروره الخايسة
ـ ارخت ملامحها ـ
المهم ماعلينا يلا بسرعه نتجهز عشان يمدينا نلحق حفله استقبال عبير .
اسيل : يلا جبت اغراضي اتجهز عندك مالي خلق أجلس بالبيت .
قبلت ملاك كفها ونفخت عليها وارسلت القبله لأسيل وقالت بمرح
: حياك يا قلبي , جناحي كله تحت امرك عسولتي .
دخلت العاملات وبدأوا بتجهيز الصبيتين للحفله الأسطورية كما اعتادوا على حفلات عائله الكاسر .

*****

في قصر اخر من قصور عائله الكاسر تحديداً مساء التاسعة
بداخل جناح ملكي كما هي معروفه أجنحه مجمع قصور الكاسر
امام المرآه ذات الإطار الذهبي الفكتوري , تُنهي زينتها برش العطر على عرق نبضبها ومعصميها .
اقتحم جناحها انثى اقل ما يقال عنها جميله , فما فائده هذا الجمال بدون الأخلاق , قالت تلك الناعمة بدلال
: يمه يلا بسرعه الضيوف وصلوا .
ايمان ترفع رأسها بغرور
: طيب عبوره جايه وانتي خلصتي لاتنسي ان الحفله
الليله على شرفك ياقلبي .
عبير : اكيد مخلصه مامي شوفي .
دارت على نفسها ودار فستانها حولها , وهيا تتدلل وامها تبتسم لها دليلاً على رِضاها وفخرها بجمال ابنتها الوحيدة الرقيقة .
,
بالطابق الارضي , حيث وصل اغلب الضيوف وكلهم من الطبقات المخمليه وكل واحده منهن تتباهى بما تملك ,
وهذه تتباهى باولادها الاطباء والمهندسين ,
وهذه تتباهى بزوجها الوسيم والثري ,
وهذه تتباهى بما تملك من مجوهرات نادره وثمينه ,
وتمر الليله ممله كعاده أي ليله مخمليه بالنسبه لرسيل .
وقفت بشكل مائل , وتمسك بين يديها قدحاً من عصير الكوكتيل , ويدها الاخرى تتلاعب بخصلات شعرها من مللها .
تُزين قدماها حذاء فاخر بلون اسود قاتم , ويلتف على كعبها خلخال ناعم , وعلى الطرف من ساقها الاخرى تاتو على شكل تنين , ويغطي جسدها الفاتن فستان قرمزي تصل اطرافه إلى رُكبتيها يشغله الدانتيل , وحمالات نحيفه تستقر على أكتافها , وشعرها مموج بالويفي ومنسدل بحريه على اكتافها العاريه .
لا تهمها هذه الشكليات والحفلات ولكنها اضطرت للحضور بسبب ابنه عمها الوحيده المدللة .
همست بسرها وقد تأففت بضجر
" اشتقت لفهد من الحين يارب ترجعه سالم هفف مستحيل يجلس يومين على بعض بالشرقية "
أجفلتها صديقتها مروج تقول بمرح زهره متفتحه
: روووروووو وحشتني يادبتي .
قالت رسيل بمرح مصطنع
: هههههه دبه بعينك كل هالرشاقه القدام عيونك ودبه .
مروج هزت منكبيها مُسبله أهدابها
: ههههههه تعرفي انا اقول دبه لاي وحده مو مهم عندي المهم احبها عشان امون عليها .
رسيل بابتسامه
: يازينك والله مو مخفف عني الملل هنا غيرك .
مروج بذهول
: افا بس , كل هالعز ومو عاجبك احمدي ربك غيرك يدور اللقمه ومو لاقيها .
رسيل بصدق
: الحمدلله على كل حال تعالي معي بعرفك على عبووره الحفله على شرفها تدرس جامعه بلندن وجت اجازه .
مروج ببعض من الغيرة
: ماشاء الله تبارك الله هاذي حفله استقبال كذه اجل كيف حفله تخرجها ولا زواجها .
رسيل : خالتي ام فيصل مررره مبذره اهم شي عندها الكل يحكي عن حفلاتها وعزايمها لايام , الحمدلله امي مو مثلها .
نظرت حولها نظرات سريعه إلى أن وقعت عيناها على ابنه عمها عبير , وقالت
: عبوووووور تعالي شوفي .
التفتت عبير والتف فستانها حولها , وهيا بكامل زينتها واناقتها , ويزين عضدها اسوره على شكل ثعبان فضيّ
وشعرها ويفي مرفوع للأعلى ثم يتدلى الباقي على اكتافها الناعمه ويمتد لاخر ظهرها .
قالت بعِلياء
: اهلييييييين ياقلبي رسووووله وحشتيني .
عانقتا بعضهما بقوه , ثم قالت رسيل
: هاذي مروج صديقتي الحكيتك عنها أول .
صافحتها عبير بنعومه وقالت بامتعاض حاولت اخفاءه ولكنها لم تنجح
: اهلييين مروج كيفك .
قالت مروج بموده ولم تُلاحظ امتعاضها
: تمام يا قلبي , وانت كيفك الحمدلله على السلامه .
عبير بغرور لا يُفارقها
: تمام الحمدلله الله يسلمك , ان شاء الله بشوفك مره ثانيه قبل لا ارجع لندن .
مروج بلطف
: ان شاء الله حبيبتي .
اعتذرت عبير كي تسلم على باقي الضيوف فهذه المروج لم تعجبها أبداً كل شيء بها عادي ورخيص ابتداءاً من شعرها ومكياجها الواضح انه وُضع في المنزل نهايه إلى فستانها وحذائها , وهي اعتادت على الصديقات اللاتي مثلها لا تحب الرخيص المتواضع بأي شيء , وممتعضه من ابنه عمها كيف تُصاحب هكذا أشكال .
قالت بمجامله
: يلا حبيبتاي اخليكم تستمتعوا بروح اسلم على باقي الضيوف وصديقاتي اكيد وصلوا الحين .
رد عليها رسيل ومروج معاً
: اذنك معك .
ثم التفتت رسيل إلى مروج وأردفت
: ايه صح ايش اخبارك سميره وبنت خالتك ساره مررره كيوت وفلاويه البنت حبيتها .
مروج بسعاده من هذه الحفله التي تحضر إلى مثلها لأول مره في حياتها
: يا بعد قلبي حبتك العافية , سميره بعد ما شتغلت بالشركه وهيا شايفه نفسها علينا وانها الكبيرة المسؤولة , مالت بس مررره تغيرت اختي ماكانت كذه ,
وبنت خالتي ماعليها ياقلبي شايله هم بنت جيرانهم بالفله الجنبهم ميرال قد حكيتلك عنها , ومالها غير خالها وزوجته عجوز ابليس مثل ماتسميها ساره هههههه ومخليتها خدامه عندهم تخيلي .
قالت رسيل متألمه من حالها
: ياحرااام مره مسكينه الله يرزقها بالزوج الصالح يارب اليسعدها ويعوضها عن كل هذا .
نكست مروج برأسها وقالت بخفوت
: اميين تخيلي تحاول ساره تقنعها تتزوج اخوها عبدالله وانا احب عبدالله اموووت فيه بس هو يحبها ويبغاها , بس عجوزابليس واقفه بطريقها أي أحد زين يتقدم لها ترفضه .
عبست رسيل بحاجبيها
: ياقلبي انتي ان شاء الله عبدالله من نصيبك وميرال ربي يرزقها اليسعدها ويفرحها أكثر منه قريب .
مروج بقلب سعيد لهذه الدعوة
: اميييين يارب من فمك لباب السما , حبيبتي الله يسعدك ويخليك لي .

*****

الساعة الآن الثانية صباحاً
انتهت الحفله لاول مره في وقت مُكبر بسبب تعب وارهاق عبير من وعثاء السفر , ولج فيصل للمنزل وكان هو الآخر مُرهق من عمله هذا اليوم بالمشفى , القى السلام باحترام
: السلام عليكم .
رد عليه عبير بمانمتها الطفولية ووالديه بردود متفاوته
: وعليكم السلام , هلا بالدكتور , حيّ الله وليدي .
قفزت عبير بين ذراعيه وقد اخذ منها الشوق ما اخذ لأخيها
: فصوووووولي وحشتني وحشتني يا أحلى أخ بالدنيا .
وعانقته بقوه ضمها اليه بحده بالمُقابل يمسح على شعرها بحنان , ثم ابعدها قليلاً يقول
: وانت بعد وحشتيني يا دلوعتي كيفك وايش اخبارك , عساك رافعه راسنا هناك .
عبير ببعض التوتر الذي لم يلحظه من ارهاقه
: تمام الحمدلله .
تقدم فيصل بخطواته الرجولية يحمل معطف الطبيب على ساعده ومال بجذعه يلثم جبين والدته ثم والده , ويتلقى دعواتهم له , ثم التفت إلى اغته غامزاً بعينه اليُسرى
: الحمدلله على السلامه منور البيت بوجودك , والله كان ناقصه حسك و حيويتك
خجلت عبير كما عادتها معه هو ووالدها , وتصاعدت الحُمرة لوجنتيها
: منور بوجودك ياقلبي .
قالت ايمان
: يمه فيصل كيف كان الشغل اليوم في المستشفى , عاد شكلك مره تعبان .
فيصل بابتسامه تخصها هي وأخته الوحيدة
: بخير يالغاليه , ايه تعبت شويتين اليوم وبروح ارتاح .
ايمان بغرور لا يُفارقها في أي وقت كان
: روح يمه انت وعبير ارتاحوا , وترى عبير اجازتها شهرين يمديكم تشوفوا بعض قبل ترجع للندن .
رد فيصل وعبير معاً
: يلا بأمان الله تصبحوا على خير .
نظر سعد بنظرة جانبيه لإيمان وقال بحده
: الا ولدك الصايع وين هايت فيه , ماينشاف من كم يوم .
قالت ايمان بتوتر تفرك كفيها بخفه كي لا يُلاحظها زوجها
: الله يصلحه ماقالك انه مسافر الرياض مع اخوياه وبيرجع بعد يومين ان شاء الله تعرف توه مراهق .
هز رأسه بأسف
: حسبي الله عليه من ولد الله يستر لا يجيب لنا مصيبه من مصايبه التقليدية .
قالت ايمان براحه عندما لاحظت انه لم يغضب كثيراً
: ان شاء الله خير , ومارح يسوي شي .

*****


الظلام يُغطي الغرفه إلى من ضوء القمر المُتسلل من بين أقمشة الستارة الخفيفة المُعلقة على الحائط
نهضت من نومها بكسل , ومطّت ذراعيها بالهوء بارتخاء و نعومه , وابتسمت اجمل ابتسامه قد تبتسمها فتاه رقيقه بمكانها .
كما تبتسم في كل صباح على امل ان هذا اليوم اجمل من اليوم الذي قبله , على امل ان تبقى سعيده طوال هذا اليوم عندما منحت صباحها ابتسامه يستحقها , على امل ان هذا اليوم سيكون مختلف عن أي يوم قد عاشت به وقد تحدث به معجزة , تعود في كل يوم لفِراشها يائسه ولكنها لم تستسلم أبداً .
نهضت بنشاط إلى دوره المياة وتوضئت لصلاة الفجر فلا يوجد أجمل من روحانيه الصباح مع صلاه الفجر , اسدلت على نفسها جلال الصلاه الذي كانت تتغطى به وقت نومها , فكلما طالبت لنفسها بغطاء يقيها من البرد كانت زوجه خالها توبخها بشده وتأمرها أن ل تفتح المُكيف حتى لا تبرد وقت النوم .
صلّت صلاتها بكل خشوع , وعندما انتهت رتبت جلالها ووضعته على الطرف .
داهمت سوسن ملجأها ومأواها فجأه بدون أي انذار , وصرخت بها
: لك لسه نايمه تنام عليك حيطه ءومي تؤم قيامتك .
قالت ببحه مازالت مختلطه بآثار النوم
: هذاني صحيت كنت اصلي بس والحين ببدا انظف البيت .
رمقتها للأعلى والأسفل بحقد وهي تتأمل جمالها ورقتها وبحه صوتها , كانت كالملاك ووجهها خالي من مساحيق التجميل وصوتها ناعم ببحه وهي للتو قد استيقظت من نومها .
بينما هي عندما تستيقظ من نومها , تكون كالدراكولا وبعض مساحيق تجميلها تسيل تحت عينيها وقت النوم وتسبب الهالات السوداء في جفنيها , ولا تحتاج أن تحكي عن صوتها عندما تستيقظ اشبه بماكينه سيارة مُعطله بأزيز مُزعج .
نهضت الصبيه وبدأت تعمل بالمنزل عملها المعتاد التقليدي , إلى أن أصبحت الساعة الثامنة صباحاً , وبدأت بطبخ القائمة التي أعدتها لها سوسن كي تجهز وجباتها في أطباق يتم بيعها أمام الفيلا للموظفين وطُلاب المدارس الذين يمرون على شارعهم وبعض زبائنهم الذين اعتادوا عليها وعلى طهيها اللذيذ .
انتهت من كل شيء وبدأت بتحضير طاولات البيع .
مرت بقربها ابنه جيرانهم بالفيلا المُجاورة , وهبطت بجسدها على مقعد خالي بجانب ميرال , تساعدها وتثرثر معها حتى لا تمل
قالت سارة بنبره مقهوره
: ايه واقولك مروج تحكيني وتقولي وااااااو شي شي يا ساره خيالي , لو جيتي الحفله فخامه وعز وجاه وكل شي , حتى الهبله كانت تترزز شوي عند الحريم عشان يخطبوها , المجنونة تستهبل ههههههههه , مررره كان ودي اروح قهر بس ما اعرف احد خساره .
ابتسمت ميرال ابتسامه ناعمه وهادئه
: الله يرزقها ابن الحلال اليسعدها يا رب .
صمتت ساره قليلاً وفجأه قالت وهي تقهقه بمرح
: ههههههههههه يختي من كثر ما الامهات يدعوا هالدعوه احس ماباقي اولاد حلال , ماتشوفي نسبه العوانس زادوا بالبلد ههههههه .
تنهدت ميرال تنهيده حزينه تقول بخفوت
: انا املي بربي كبير أثق فيه وأثق انه بيرزقني الزوج اليحبني ويصوني .
ساره بمرح : ونعم بالله , اقول يا المزه بس تخلصي قولي لمرت خالك القشره بتجيني مرررره اشتقت لك .
ميرال بابتسامه حقيقيه هذه المرة
: وانا كمان ودي أجي عندك اشتقت لك , خلاص ان شاء الله بعد السويته اليوم ترضى عني شوي وتخليني ازورك .
سارة وهي تلوي شفتيها بانزعاج
: وجع لو ما خلتك تجين عندي , عجوز ابليس .
ميرال بضيق
: لا تقولي عنها كذه هي مو مسوؤله عني كان ودتني دار الايتام او رمتني بالشارع , بس كثّر الله خيرها حاويتني عندها .
سارة بغضب
: ميرو وش ذا الكلام انت مو زباله عشان تحويك , وبعدين هي مسوؤلة هي زوجه خالك وخالك مسوؤل منك انت بنت اخته مو بنت الجيران او بنت البطه السوده .
: ان شاء الله خير حبيبتي , إن الله مع الصابرين .

*****

auroraa 21-06-15 08:28 PM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


في أحد الأسواق العامة .
كعب عالي يطرق الارض بكل خطوه مُغوية تخطوها تلفت الأنظار , عباءه سوداء مختلطه بالكثير من الألوان اشبه بريش الطاووس المُتعالي , ورائحه العطر الفواح يتغلغل بين الشُعيرات الهواية للرئتين ويخطف الأنفاس من رائحته النفاذة ,
الشعر الأشقر مُسترسل بحريه على ظهرها والخمار وُضع باهمال عليه ولم يُغطي منه إلا القليل
وبصوت عالي تقهقه مع صديقتها التي تعتبر أقل منها بالزينة
: هههههههههه شفتي المسكين وش صارله كسفته بطناشي مايدري وين يودي وجهه .
ضحكت بمجامله لها دون أن تنتبه الأخرى
: ه ه ه ه ايه شفت بس ليه تسوي كذه اسألك بالله ما تخافين يدري زوجك عنك وعن حركاتك .
لوت شفتيها بامتعاض من ذكره وقالت باستهزاء
: أول شي وش دراه زوجي كل يوم والثاني مسافر مهملني ومو سائل فيني , ثاني شي بما انه مهملني يحقلي اعيش حياتي مثل ما هو عايش حياته والله اعلم وش مسوي بسفراته الكل يوم والثاني ويالا يجلس بالشرقية .
لم يعجبها رجها فقالت بضيق
: يختي انتي المو سائله فيه مدري وش مصبره عليكِ المسكين كان زمانه تزوج عليك .
قالت بلا اهتمام
: المصبره علاقات ابوي وابوه بالشغل ولا انا فهود ما اطيقه من يومنا صغار بس تدرين اكشخ فيه قدام البنات يعني هو واجهه اجتماعيه لي ولو بغى يتزوج كان تزوج من زمان بس احنا الاثنين راضيين بحياتنا .
قالت صديقتها بصدمه
: ماتحبينه يعني .
قالت بتأكيد , تهز رأسها
: لا طبعا ولافكرت فيه , قاسي و جلف ما يعرف يقول كلام حلو ولا هو رومنسي , بس شخصيته تعجبني انه ثقيل وهيبه وكله شموخ والرجال يفزّوا بس يدخل عليهم يحترمونه كثير , بس المفروض يكون معي غير انا زوجته موب اخته , يعاملني مثل ما يعامل الكل , وبعدين صار اهم شي عندي يعطيني فلوس ويصرف علي وهو ساكت ,
يلا تعالي عازمتك على الغدا في هالمطعم لذيييذ اكلهم
قالت بغرابه وبهوت
: يلا .
سارتا معاً نحو المطعم , ولم تزُل صدمتها عن وجهها , ظنت ان هذا النوع من النساء اللذين يبحثون عن المصلحة بزواجهم قد انقرض , وان أي فتاه الآن تبحث عن الحب و السعادة مع زوجها , ولكن الأكيد انه مع حاله صديقتها فهذا الوضع لم ينقرض بعد .

******

: ميرو خلااااص طفشت سولفي معي شوي .
هكذا قالت سارة بملل ووجهها عابس بشده , ردت عليها ميرال وهي تنظر لبعض المجلات الخاصة بالأزياء والموضة والمشاهير
: طيب يلا سولفي اسمعك , وش عندك .
قالت ساره عاقده حاجبيها بتوتر من الإجابة
: ايش صار على تسجيل الجامعه ؟؟! سجلتي فيه ؟؟!! .
تنهدت ميرال برقه وقالت
: مادري والله كلمت مرت خالي ماتبغاني اكمل طبعاً , بس اعرف انها تحب الفلوس وقلتلها اذا درست وتخرجت رح اشتغل ويصير عندي راتب شهري غير مشروعنا , وهيا عيونها حِوْلَتْ وقالت انها بتفكر
ـ هزت كتفيها الرقيقيه ـ
يعني زي ما تقولي أغريتها .
قالت سارة بوداعه
: زين ما قلتِ , يلا ياقلبي خير ان شاء الله , دام انها قالت بتفكر يعني موافقة مبدئياً .
قالت ميرال مُتسعه العينين بذهول وقد ابتسمت بحب لذكرى والدها : سوس تعالي , تعالي بسرعة شوفي هذا الرجال بالمجلة يشبه لابوي مررره مره .
اقتربت سارة منها بفضول تطُل برأسها على المجله بيد ميرال
: أي واحد فيهم كلهم رجال بالصورة ؟؟؟! .
اشارت ميرال باصبعها اللين عليه : هذا !!! .
فغرت ساره شفتيها قليلاً
: اذكر مره راويتيني صوره ابوك !! , صدق يشبه سبحان الله ويخلق من الشبه اربعين , شوفي هذول شكلهم عياله حواليه واخوه وعيال اخوه مثل ما مكتوب بالخبر , يختي يجننوا كلهم وكأنهم توارثوا هاله الهيبة , ماعدا هذا شكله بعمرنا وقصير ودب .
ميرال : سبحان الله , ههههههههه اهم شي قصير ودب , بس شكله لذيذ وكيوت .
ضحكت ساره بمرح
: ليه بتاكلينه انت ؟؟! ههههههههه هبله صدق قال لذيذ وكيوت !!! .
سرحت ميرال بذكرياتها مع والديها ودمعت عينيها الفيروزيتين
فقالت ساره بندم
: افا ميرو ياقلبي وش فيكي , ترا امزح معك .
مسحت دموعها بأطراف أناملها وابتسمت ابتسماتها الحلوه
: لا يا قلبي ما زعلت من حكيك , بس تذكرت امي وابوي الله يرحمهم يارب , اشتقت لهم مرره .
ساره بألم تنهض من مكانها تتقدم إليها وتعانقها بحنان أخوي
: الله يرحمهم ويجعل مثواهم الجنه , حبيبتي .
همست ميرال بنعومه : أمين يا رب .

*****

نتغلغل أكثر داخل أعماق قصر الكاسر , في هذا الوقت كانت رسيل تمشي وتهبط عتبات الدرج بدلال , بسروال من الجينز وكنزه باللون الفسفوري لنصف الكُم , قبلت رأس والديها بحنان .
رغم انها توأم اسيل الحمراء , كما يسميها الجميع لأنها تصبغ شعرها دوماً بهذا اللون ,
الا ان اسيل اجمل بكثييير من رسيل , ومايحبب الناس برسيل ويعجل توأمها تغار منها , هو مرحها وجاذبيتها وأخلاقها , فالجمال دوماً جمال الأخلاق والروح لا المظاهر الخادعة .
قال ابو فهد بحنا أبوي عميق لابنته الصُغرى المُحببه إليه
: اشوف البسمه شاقه الوجه اكيد فهيدان جاي اليوم , ولا ماشفنا ذا الثغر مبتسم إلا للغالي .
ام فهد بمحبه
: سلمان حرام عليك وش فيه ولدي تقوله فهيدان كأنه مو عاجبك .
ابوفهد : حاشى , هو وش قلت اللهم يا حافظ , تدرين بفهد احب عيالي لقلبي هو بكري وفرحتي , بس لا تعلمين اخوانه الحين ينشبون بحلقي .
دخل فهد وسمع دفاع والدته عنه , ومحبه والده الخالصة له , وابتسم بحنان لا يخصه إلا لهما , ولثم جبينهما بشفتيه القاسية
: فديت امي الصافه معي , وابوي حلالك وفداك والله تقولي فهيدان والتبيه , تربيه ايدك أفا عليك
صرخت رسيل بفرحه عارمه
: فهووووودي وحشتني يا دُب .
فهد يلتقطها بين ذراعيه بخشونه
: هلا بدلوعه اخوها , وش علومك ؟؟! .
رسيل : عال العال بشوفه وجهك , كيفك انت وايش مسوي ؟؟! .
رد ببشاشة
: ابد على حطت ايدك مثل ما انا , الا وين اخواتك الماينشافون ؟؟! .
رسيل : ريما ببيتها طبعاً , واسيل بجناحها أكيد .
ابوفهد وهو يشعر بالسعادة لقدوم ابنه , بات يفتقده كثيراً هذه الفترة بسبب كثره سفراته للخارج , هناك ما يقض مضجع ابنه الكتوم الذي لا يتكلم , ولهاذا السبب يسافر كثيراً كي لا يُفكر بهمومه , دعا له من كل قلبه أن يفرج عنه كربه وهمومه .
وقال بحنان
: هلا والله بالغالي , ها يابوك للحين مصمم ماتنقل شغلك للمطار وتوقف ما طاح البراسك , بدل الكل يوم بطياره وسفر وتعب عليك , هاذي صحتك ونفسك انت مسوؤل منها قدام ربك , ترا نشتحن حنا لك واجد .
همس فهد لنفسه
" اااه يابوي مرره تعبان من هالشغل , كيف انقله وانا مو مرتاح بحياتي هنا وكلها نكد وهم , وكل الأسويه أهرب من الواقع "
ثم قال بلطف , بعكس أفكاره
: ان شاء الله يبا ان شاء الله , بس ربي يقدر انقل نقلت , عن اذنكم بروح اريح شوي بجناحي .
رد عليه والديه وهما يشاهدان ظهره العريض يعتلي السِلّم
: بحفظ الله ربي يرضى عليك .

*****

وصل إلى جناحه أخيراً , وتعب وارهاق العالم مُجتمعان به ,
معطفه مُعلق بإهمال على كتفه , ويده الاخرى تحمل حقيبه السفر الصغيرة المعتادة التي يأخذها لكل سفراته .
رمى المعطف بكسل على السرير وبدأ يخلع أزرار كميّ القميص الأبيض .
و خرجت من غرفه تبديل الملابس , امرآة شقراء بطريقه مُزيفة , مالت بجسدها الغضّ على اطار غرفه التبديل تتأمل زوجها الوسيم ,
يلتف على جسدها فستان سهره , وكانت متأنقه ومتزينه وكأنها مستعده للخروج , أم أنه يتخيل ذلك ؟؟!
ليست جميله ولكن ملامحها أنثويه حاده , وتهتم بنفسها كثيرا وتدفع مبالغ طائله على تحسين شكلها ممها كان .
قالت بكذب وكأنها تنتبه إليه الآن رغم أنها رأت دخوله للقصر من شرفه الجناح الضخمة قبل نصف ساعه
: اه فهد انت جيت ماعرفت؟؟! , ولا علمتني !!! .
فهد ينظر لها ببرود وكأنه لا يهتم بسؤالها عنه
: ليه فيه شي ودك فيه ؟؟! ما أدري أنك مهتمه برجعتي .
دينا بدون أي ذوق واهتمام قالت بصراحه
: ابد بس يعني اسمه عايشين مع بعض المفروض تقولي عشان يكون عندي خبر وما اكون مشغوله .
فهد وهو يرغب في ان يرتاح ولا وقت لديه للجدال
: مافرقت دايما مشغوله اصلا اطلعي ماحد ماسكك .
دينا بدلال مصطنع , جعله بتقزز منه
: باي .
تجاهلها ولم يرد عليها فهو لم يحببها أبداً , كانت دوماً متباعده بروحها وجسدها و لها حياه بعيده صاخبه عن حياته الهادئة , لم تتأقلم مع عادات عائلته وعانى كثيراً في محاوله تغيرها للأفضل , تتحسن لعده أيام ثم تعود أسوأ من قبلها ,
ببساطه هي لم تؤمن له الأسباب ليحبها ويعشقها وكانت دائما مهمله بحقوقه الزوجة كما مهمله بحق عشهما الزوجي ويعلم انها لم تحبه يوماً فنظراتها وحركاتها بارده كهذا الجناح .
نظر حوله نظره باهته وككل مره يدخل إلى هذا المكان يشعر بالبروده تتخلل إلى جسده بخبث , وكأن الصقيع حل على البلاد ,
ولا رائحه , أو احساس لدفئ أنثى تعيش فيه كدفئ امه ,
يشعر بالضجر كلما دخل إلى هنا , انتابته القشعريره من التفكير .
والحنين لأطفال طال انتظارهم , ولكنه لن يظلم نفسه ويظلم زوجه ثانيه معه لأنه يعلم جيداً انه فقد ثقته بباقي النساء , وأن هذا الزمن مختلف تماماً عن زمن والدته الحنونه , ولم تعد هناك فتاه تهتم لأمر الزواج او الأطفال وكل ما يهمها هو متاع الدُنيا .

خلع ثيابه واتضحت عضلات عضده ومعدته المفتولة , التقط منشفته ودلف لدوره المياة واستحم بماء بارد يسير على عضلات جسده المُتناسقه .
يُفكر بعمق , الا متى سيبقى على هذا الحال ؟؟! وهل سيصبر أكثر كما صبر من قبل ؟؟! , وهل يكتب له القدر حياه سعيده بجانب زوجه تحبه ويحبها وأطفال يملئون حياتهم ؟؟!!
انهى استحمامه , وغطى جسده بقميص خفيف أبرز عضلات جسده , كما سرّح شعره الذي يتقاطر منه الماء للخلف ,
واستّل هاتفه واغراضه الشخصيه ,
وخرج من الجناح والقصر لشقه كبيره جدا خارج القصر , مبنيه في الحديقه .
يحب ذلك المكان لا يجد راحه باله وقلبه الا به , حيث تعيش فيه امه الثانيه " جدته الغالية " .
,
كانت تحرك جذعها المُنحني من كِبر السن , للأمام والخلف بحركات مُتناغمه , مُسبلة أهدابها , على أرائك بسيطه موضوعه على الأرض الصلبة , تُسبح وتستغفر بمسبحتها الملازمه لها دوماً وتدعو لأولادها ولأحفادها روحها وقلبها وتعيش باقي عمرها لأجلهم فقط .
دخل عليها جسد رجولي , شعرت برائحته النفاذة تخترق جيوبها الأنفية ثم فتحت عينيها الضعيفة قليلاً و ابتسمت بوهن , كيف لا تعرفه وهو فرحتها الأولى ؟؟! وضوء عينيها الذي ترا به .
قالت بشجن
: حيّ الله بو سلمان , يا الله أنك تحيّ هالزول وتسعده سعادتين دنيا و آخره قول أمين .
ابتسم فهد وهو يقترب منها يلثم جبينها , ثم ينتقل لكفيها يلثمهما معاً , وقال بحنان
: الله يحيك يا الغالية
ـ ثم أردف بقلق وهو يتتبع بعينيه ملامحها المُجعدة ويمسح على كفيّها بكفيّه ـ
يمه انت بخير صوتك ووجهك مو مثل العاده تشكي شي اوديك المستشفى .
ضحكت بخفوت واختفت عينيها تحت جفنيها الصغيرين
: الله يصلحك يمه مافيني شي بس تعرف الكبر ماعاد باقي بالعمر كثر الراح , وبعدين تعرف ما احب الدختور وخرابيطهم .
قطب فهد حاجبيه وقال بحنان
: يمه تكفين لاتقولين كذه , دايماً تحبين تزعليني منك , ربي يطول بعمرك
ـ ثم اردف بخفوت حزين دون أن يتضح بصوته الخشن ـ
وتشوفي عيالي واحفادي بعد .
الجده بحلم بعيد المنال
: امييين يارب يخليني اشوف عيالك يراكضوا حولي قبل لا الله ياخذ امانته , الا ماقلتلي حرمتك القشرا وشوله ماحملت للحين صارلكم 4 سنين متزوجين , لا سمح الله لو فيها شي خذها تتعالج .
ابتسم فهد بخفوت وهمس
: الأمر بايد الله يمه , الله كريم .
الجده : ونعم بالله , يا وليدي ونعم بالله .

*****

بين ناطحات السحاب , شركه ضخمه للإتصلات , بداخل إحدى الأقسام النسائية .
تقف عند مكتبها , انثى عاديه الملامح , محجبه وعباءه ساتره تغطي جسدها المُغري , توضب اغراضها لتعود لمنزلها وأخيراً حتى ترتاح .
قالت بنعومه
: يلا حبيبتي منى انا طالعه وانتي لا تتأخري هنا خلصي هالشغله وروحي بسرعه , وطمنيني عنك بس توصلين البيت .
ردت منى بوداعه
: طيب ياقلبي ولايهمك لاتخافي الساعه 9 لسه , ان شاء الله موصاير شي .
سميره وهي ترفع حقيبتها مُعلقه إياها على كتفها
: حتى ولو يختي اخاف عليكِ من هالموظفين , الله يحفظك حبيبتي , مع السلامه
منى بحب لصديقتها , التي تشعر أنها قد سُلبت حياتها منها وكبرت فجأه وأصبحت أماً مسوؤله عن عائلتها بعد وفاه والدها وعدم وجود أخ ذكر يجعل كل المسوؤلية على رأسها
: مع السلامه حبيبتي بحفظ الله .

خرجت سميره حزينه ومتألمه لحالها , لاتعرف كم من الوقت سوف تبقى هكذا ؟؟! , لقد تغيرت كثيرا واصبحت شرسه في التعامل مع الجميع !! وكأنها !! , كأنها لم تعتد تحتمل هذه المسوؤلية , لقد كبرت فجأة واصبحت أم لوالدتها وأخواتها ,
صديقتها منى هيا وحدها من تشعر بها وبألمها , منذ سنتين وهيا تتألم وماتزال .
دخلت إلى منزلها وألقت السلام , وسمعت ردهم عليها بالمُقابل
وصعدت لغرفتها بأسرع ما يمكنها من طاقه لا ترغب ان تتحدث إلى أي احد , حتى لا تنفجر بوجهه .
التفتت مروج إلى والدتها , وقالت بلهجة مُدافعه عنها
: يمه شفتي حالها كيف مكسوره والله اني زعلانه على اليصير لها .
قالت والدتها بيأس
: وش نقدر نسوي يابنتي ؟؟! مو بإيدنا نسوي شي !! .
مروج ببعض الحده المُختلط بالحزم
: الا نقدر نكلم عمي وخلي ولده يطلقها مو معقول جالسه كذه سنتين مملك عليها لا التمم الزواج واخذها ولا التركها وطلقها ولا قال يبغاها ولا لا .
قالت والدتها بذعر من هذه الفكره
: ياولي على بنيتي تبغيها تتطلق بعد سنتين ملكه وش بتقول الناس علينا , بتاكل وجهنا .
مروج تحاول إقناعها بكل ما أوتيت من قوه
: ايش الحل يعني مافي غير كذه طارق واضح انو مايبغها كل شوي يأجل بالزواج .
أسبلت والدتها أهدابها بحزن , وهمست بخفوت
: الله يرحمك يا محمد رحت وخليت برقبتي 3 بنات بدون سند وعزوه وش أسوي معهم ؟؟! .
ثم التفتت لابنتها تردف
: خلاص انا بكلم عمك بكره واحط حد للموضوع يا يتم ياخلاص وأمرنا لله .
مروج ولم يعجبها حديث والدتها
: حتى لو تم على بالك طروق يبغاها اكيد عمي بيجبره انا اقول خليه يطلقها على البر احسن ماتروح له وبعدها يطلقها ونتبهذل .
قالت والدتها بحزم حتى تنهي الموضوع
: قلتلك بتفاهم مع عمك فكينا سيره , خلاص .

*****

ظهر اليوم التالي , قالت سوسن لميرال بهدوء
: زي ماحكيتلك بتعدي هون وانا وخالك وولادنا حنسافر بكره شي اسبوعين بتعرفي اجازه , بدك تروحي عند اهلا لساره او بالبيت انتي حره , المهم بعد اسبوعين تنكتي الفله ارجع والقى البيت نضيف ويبرق برق .
قالت ميرال بنعومه
: ان شاء الله خالتي , تروحوا وترجعوا بالسلامه
ـ سكتت قليلاً ثم قالت بتردد ـ
هممم خالتي ايش صار على الجامعه .
اشارت سوسون بكفها لا مُبالية
: ماصار شي , خلاص موافقه تكملي دراستك انتي حلي باقي امورك والتسجيل مالي علاقه في شي .

بداخل إحدى غرف الفيلا , قال إلياس شبه متوسل
: ليه ماناخدا معنا ؟؟! خطيّ تعد لحالا بالبيت , كيف رح نروح ونخليها بركي يدخل شي حرامي , ما بتعرفي شو بصير .
ردت سوسون بحده
: شو رايك ناخد معنا الجيران كمان , خطيّ ماعم يروحوا ويجوا وأنا بكفي عندي اولادي اتحملن مشان اتحمل بنتا لأختك .
قال الياس بيأس وقد فقد السيطرة منذ زمنٍ طويل فهو لا يعرف كيف يتصرف امام هذه المرآة الجبارة
: لا حول ولا قوه الا بالله على الاقل اعطيها شويه مصاري بلك يبدها تشتري شي عشان تطبخ او محتاجه شي .
لوت سوسون شفتيها بضيق عندما ذكر أمر النقود , ولكن فاليكن المهم أن لا يذكر مره أخرى أمر أخذها معهم
: ماشي حعطيا وأمري ل الله .

*****

بين اروقه المستشفى , طُرق الباب بخفه وقال بصوتٍ جهوري , عكس طبيعته المرحة خارج عمله
: ادخل .
دخلت الممرضه بعجله لتراكم العمل عليها , وقالت تلهث
: دكتور فيصل المريضه ميس موجوده بالانتظار .
أومأ لها فيصل برأسه , وقال باحترام
: خليها تدخل .
أطرق برأسه لملف مريضته , بنظره سريعه ورفع رأسه وفغر شفتيه بصدمه , من صوتها الأنثوي الرقيق ولم يسمع من قبل برقته , تقول
: السلام عليكم .
اغلق شفتيه مُتوتراً , ثم تذكر انها لن تراه فتنهد بعُمق من هذا الموقف السخيف و قال يُخّشن صوته حتى لا يتضح توتره
: وعليكم السلام تفضلي أنسه ميس , تفضلي .
دخلت بخطوات خجوله وحذره , تتحسس طريقها أمامها وكانت كالبلهاء وهي تتلمس كل شيء أمامها ,
اول مره تأتي بدون امها دائما ما تكون امها برفقتها , تُمسك يدها وتدلها الطريق , والآن معها الممرضة التي تتجاهلها ولم تهتم لها , كانت خائفه جدا ان تتقدم اكثر ان تسقط او تتعرقل , تشعر برهبه المكان لاتعرف الطبيب الذي امامها اهو جيد ام خبيث .
نظر فيصل اليها وأشفق عليها وأن لا أحد حولها يُساعدها .
مابال هؤلاء البشر لا رحمه في قلبوهم ؟؟! , هل ماتت الأنسانية ؟؟؟! .
نهض بسرعه والتف حول مكتبه , يتقدم إليها بثقه وقال بهدوء ونبره حانيه حتى لا تخاف منه
: لا تخافي ما رح أأذيك , اعطيني ايدك اساعدك تجلسين على الكرسي تراه قريب مره , عشان بفحص عيونك .
توترت حدقتيها , كانت تلتفت إلى اليمين واليسار دون أن ترى إلا السواد حولها , رفعت قبضتها اليُمنى إلى صدرها حتى تشعر بالأمان , ثم صمت صوته الرجولي الخشن المُختلط ببعض الحنان وحزم .
هل يوجد صوت خشن يختلط بالرقه ام انها تتخيل ؟؟! كما اصبحت تتخيل بعد أن فقدت بصرها .
: لا تخافي , والله مو مسويلك شي بعتبرك أختي , بس بجلسك على الكرسي .
اطمئنت لنبره صوته , ومدت كفها بخجل شديد , التقط كفها بين كفه القاسي , وصُقع من نعومتها كالزُبده , وبالمُقابل صُعقت هي من خشونه كفه على نعومه كفها .
شعرت برعشه تجتاح يدها , وشعرت بظله الضخم يلفها من كل جانب ,
من لمسه يده يتضح انه قوي وصلب الجسد
أجلسها بهدوء على الكرسي كما قال لها , ثم بدأ يفحص عينيها وأمسك برأسها بخفه حتى لا يؤذيها بقوه ذراعيه , ووجه نحو الجهاز .
وبهذه اللحظه داهم الغرفه اعصار مدويّ
عقد فيصل حاجبيه بانزعاج من قله التهذيب للشخص الذي دخل عليهم فجأه , وارتعشت ميس وذُعرت وهي تشتم هذه الرائحة النفاذة وتعرف صاحبها جيداً , أكثر مما ينبغي .


auroraa 23-06-15 12:55 PM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الثاني


عرفته !! نعم لقد عرفته من رائحه انفاسه الخبيثة التي علقت بوجهها , كان يتنفس بسرعه وانفاسه تجد وجهها سداً منيعاً .
اجلت حُنجرتها لاهثه متوسله للأوكسيجين الذي حُجب عنها بوجهه القريب الذي تذكُر ملامحه القاسية جيداً والندوب المحفوره على بشرته السمراء , قريباً جداً من وجهها .
قال فيصل مذهولاً من هذه الدراما أمامه , وقال بصرامه رُسمت رسماً على وجهه

: عفوا يا هوووو !! , خير اللهم اجعله خير , مين انت وكيف تدخل لغرفتي بدون استئذان .
رمش فيصل بأهدابه مصدوماً , هل تجاهله هذا الهمجي الآن ؟؟! حقاً قد فعلها وتجاهله بكل قله ذوق , وهو يُكلم مريضته بقسوه .

: ايا قليله الحيا والمستحا , جايه لحالك عند الدكتور وانتي عميا عشان تاخذون راحتكم أنت وهو , انا اوريك ان ماربيتك من جديد يا الحقيرة .

لقد كانت في حاله ذهول ولم تفق بعد من صدمه وجود شقيقها هنا وهو الذي رفض أن يأخذها إلى الطبيب وطلب منها أن تذهب لوحدها .
كيف يتهمها هذا الاتهام الباطل ؟؟!
كيف يشكك بتربيه والديهم لهم بهذه الطريقة الفجة ؟؟! .
في غمره أفكارها المذهوله ,
كان أخاها قد وجه لها صفعه قويه على وجنتها , حتى سقط لِثامها كاشفاً وجهها .
أثارت هذه الصفعة غضب وسخط فيصل ,
كيف لرجلٍ همجي كهذا ان يُعامل مريضته التي تتعالج عنده بهذه الطريقة , حتى وان كان قريبها , فهي تُعد الآن تحت حمايته طالما انها في غرفه المُعاينه , لم يتحمل الإهانات التي يوجهها لها .

واندفع اليه قابضاً بقبضتيه القويتين على تلابيب الرجل الغريب , حتى دفعه بقوه إلى الحائط مُعلقاً إياه بكل سهوله .
وأما الآخر فحاله لايُرثى لها , وقدميه تتدليان طالبتان الأرض سطحاً لهما يستقران عليه .
نظر ببهوت إلى بنيه الدكتور التي تفوقه قوه وغلظه وعلم أنه ببنيته الضعيفة من الممنوعات والخمور , لن يفلت من بين يده لو لم يرد فيصل ذلك .
سمع هدر فيصل بصوته الجهوري الغاضب , دون أن يأبه له وسينفذ ما تعب من اجله لعده أسابيع , إلى ان اصبح مُعلقاً على حائط بسببه
: انت يا الحقير يا البهيمه , وش ما تكون لها مالك حق تتهم هالمسكينه بشرفها , وتتهمني أنا الدكتور المعروف بإحترامي وتقديري بشي ماله علاقه بالصحه , هي مُجرد مريضه عندي وجت عشان افحصها , ولازم ألمس وجهها و اوجهه للجهاز
مثلها مثل أي مريضه , ويكون بعلمك هي مو اول مره تجيني , الأشوفه اول مره هنا هو انت يا القذر .

ورمقه بنظرات حادة , متقززه من الأعلى للأسفل مستصغراً اياه .
حيث التوت ابتسامه بسام بمكر , قائلاً كالثعلب
: ايه اكيد مو اول مره متعودين يا معود على الخلوه , وتدرون أنه هالشي حراااااام !!!! بس توني الاكتشفت الموضوع الكنت غافل عنه واختي تلهيني وتلعب بذيلها معك .
اتسعت عينا فيصل وازدادت الشراره خطوره في حدقتيه , وقام بسحبه إليه ثم دفعه مجدداً بقوه إلى الحائط , إلى ان ارتطمت مؤخره رأس بسام في الحائط
: يا الكلب يا الواطي .... , أمها كانت تجي معها كل مره , واليوم هي المره الأولى التجي لحالها , والله الأعلم بظروفها الجبرتها , بدل لا تتشطر على هالضعيفة شوف نفسك يا *** اليخلي اخته تروح لأي مكان لحالها , المفروض انت بنفسك تجيبها وتداريها على وضعها الصعب .

قال بسام بابتسامه ملتويه , دون أن يأبه لفيصل وهو يضربه , سيتحمل إلى ان يحصل على ما يُريد بدون أي ثمن

: الشرهه مو عليك يا الحبيب , الشرهه على امي المعطيه الثقه لهلأشكال إن كان أنت ولا هي التلعب بذيلها .

فيصل وقد فقد كل ذره تحضر في أعصابه الثائره , كشعر قطه منفوشه الشعر , لكنه لا يستطيع التدخل أكثر من ذلك وقد وضح له كل شيء ,
لا يمكنه ان ينقذ تلك المسكينة من بين براثن اخيها المتوحش .
انزله بقوه على الأرض كما رفعه بسهوله ونفض كفيه باشمئزاز ,

هز رأسه يائساً من هذه العقلية المتحجرة , لقد ظن أنهم قد انقرضوا من هذا العالم ولكن يبدو أنهم ما يزالون يتواجدون في عده أماكن من هذا العالم .
وقال مُستسلماً
: البلا مو فيها !!! , البلا فيك أنت المو قادر تثق بأختك وتربيه أهلها لها .
نفض بسام قميصه بلا اهتمام , والتمعت عينيه بمكرشديد
,وقال مُتجاهلاً فيصل للمره الثانية

: تعالي يالحيوانه , تعالي
ـ ثم اردف بوعيد وتهديد ـ
لسه توك ما شفتي شي ان مادفنتك وانت حيه ما اكون بسام .

رأها فيصل كانت ترتجف بخوف بأحدى زوايا غرفته الباردة من التكيف المركزي ,
كانت كقطه صغيره ضائعه عن والدتها , لا تعرف إلى أين تتجه , حدقتيها مُشتتان بذعر , شفتيها ترتجفان خوفاً وذعراً , وذراعيها تتحسس خمارها حتى تُغطي به وجهها الجميل المكشوف ,
هل استطاع ان يُلاحظ للتو ان وجهها جميل ؟؟!!!!! .

حركات جسدها الضئيل المُرتجف , واضحه جداً لعينه ,
وقد اثارت عواطفه الرجولية بشكلٍ لم يكن يتخيله و لم تثره من قبل امرأة , مع وضعها الصعب وهي لا ترى أمامها إلى بحر أَسْوَد عميق .
كزّ فيصل على اسنانه وهو يُزيح عينيه عنها رغماً عنه , واصدرت أسنانه صريراً حاداً وأُنشبت معركه طاحنه بداخل حنكه ,
يُفكر بعمق وافكاره مُتطرفه كما هي العادة , انه رجل طيب , وطيبٌ جداً ايضاً لا يتحمل أن يُؤْذَى أحداً بسببه حتى وان كان هذا الأذى سينتهي بلحظه ,
لا يستطيع ان يضمن ماذا قد يفعل هذا الرجل بأخته !!!!
هل يقتلها حقاً مع افكاره القادمة من العصر الحجري وعقله الهمجي البدائي ؟؟!
نعم !!! قد يفعلها حقاً قد فعلها كثيراً من قبله .

ودون أن يشعر قال بصوتٍ جهوري , جعل بسام يقف مكانه مبتسماً بخبث , وميس خلفه تشنجت من هدير صوته

: وش بتسوي فيها ؟؟! .

التفت بسام ببطء شديد ومدروس ونظر لأخته التي يرى خفوها من خلف خمارها شبه الشفاف , واضعاً كفيه في جيبيّ بنطاله المهترئ , قال بتهكم

: وانت وش دخلك وش بسوي فيها ؟؟؟!
ـ ابتسم بخبث مثبتاً نظراته على اخته وأردف ـ
وهي أدرى وش بسوي فيها مو المره الأولى يعني .

لم تفت فيصل انتفاضه جسدها الرقيق وكأنها تؤكد له أن ما ينتظرها , هو جهنم الحارقة .

وجه نظراته لأخيها وقال بصوتٍ حاد كالصرير

: وش تبغى عشان تبعد عنها وما تأذيها ؟؟؟! .

هزّ بسام منكبيه ببراءة وقال بخبث

: المسألة مسأله شرف يعني ما في شي ممكن يحل هالموضوع
ـ شتت نظراته بأنحاء الغرفه الفاخرة وأردف وكأنه لا يهتم ـ
يعني غير الزواج , وطبعاً انت ما رح تتزوجها , بالنهاية مافي حل !!!! .
فيصل وقد اعتد بوقفته شامخاً كالجبال الراسية , وقال بصرامه
: واليقول أنه رح يتزوجها عشان تنحل هالمشكله .

حاول بسام أخفاء فرحته قدر الإمكان وأن لا يظهرها , وقال
: أها يعني بتتزوجها ؟؟! وكم شهر ناوي تخليها على ذمتك قبل لا تطلقها وتخلي حكايتنا علك بلسان الناس .

اقترب حاجبيّ فيصل من بعضهما في حذر وظهرت غضنه بينهما وقال بصوتٍ واثق
: ماني قليل أصل عشان أتزوج و أطلق
ـ نظر لها ببهوت وقد تحطمت كل أحلامه في ثانيه واحده ـ
هي بتضل زوجتي لين هي بنفسها تطلب الطلاق .

ابتسم هذه المره برضا وقال مومئ برأسه
: طيب , طيب المهم خلال أسبوع تكون متزوجها ردعاً للفضيحه الصارت اليوم بسببك .

عقد فيصل ذراعيه أمام صدره العريض , وقال بهدوء
: خلال أسبوع بتكون زوجتي , بشرط أنك لا تأذيها هي مالها دخل بأي شي , وصدقني لو أدري انها مو محترمه كان ما فكرت أطلبها منك أو أهتم .

كانت ميس تُعطي ظهرها لفيصل ووجهها يُقابل وجه أخيها المُبتسم بمكرٍ شديد , ترتعش بقوه من فرط هذه الصدمات المتتالية , لقد تمّ بيعها رسمياً في التو واللحظه , وكأنها سلعه رخيصه تتقاذفها الأيدي .
هل هذا ما يُسمى بتجاره النساء ؟؟! ,
هل يكون الألم بهذه القسوة وهو يشرخ القلب ؟؟! .

كانت عينيها البُنيتين الذائبتين كالشوكولا مُتسعتين بصدمه لم تفُق منها , إلا عندما سمعت ذلك الهمس الرجولي الخشن يهمس بقربها , يقول بصرامه حاده مُختلطه بنبره الحنان .

: لا تهتز كرامتك وغرورك , مستحيل أسمح له يأذيك وأنت مالك ذنب في كل الصار , وان شاء الله بكون نعم الزوج لك و مارح أقصر معك .

ربااااه ماهذا الصوت الرخيم انها اول مره في حياتها تستمع إلى هذه النبره الغليظه المختلطه بالحنان ,
هل يوجد رجلٌ هكذا بالدنيا يمتلك صوتاً كهذا الصوت ؟؟؟! .


*****

بدأت السماء النقية تهطل الدموع من غيومها في هذا الصيف المُلتهب ,
و بللت الدموع الغزيرة العشب الأخضر الممتد بأرجاء القصر الضخم , ونشرت الرطوبة بين حناياه ,
زاده تدفق الماء من النافوره العملاقة امام بوابه القصر الفكتورية .

و احدى النوافذ الضخمة الممتدة من السقف إلى الأرض المصقولة مفتوحه على مصراعيها , ستائرها تتصارع من الهواء العليل ,
ويتطاير منها شلال احمر من الحرير , يخُص انثى مغناجه مدللة , تتنفس عبق الورد النديّ من الحديقه الخضراء ,
المُطله على جناحها الأثيري .

تعشق القدم والكلاسيك , جناحها عباره عن مُتحف كلاسيكي تراثي لكل البلدان ,
تقف على حافه الشُرفه , وترخي ذراعيها ناصعا البياض على الرُخام البارد المُبلل من دموع الغيوم ,
والهواء يُطّير شلالها القرمزي وهي تعيده خلف اذنها برقه و
تصدح الأرجاء بصوت فيروز بــ

**
يا طير يا طاير على أطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير
روح اسألن ع اللي وليفو مش معو
مجروح بجروح الهوى شو بينفعو
موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعو
وتعن ع بالو ليالي الولدني
يا طير واخد معك لون الشجر
ما عاد فيه إلا النطرة والضجر
بنطر بعين الشمس ع برد الحجر
وملبكة وايد الفراق تهدني

**

auroraa 24-06-15 03:35 PM

رد:
 


كانت شارده بهمومها التي تحتفظ بها في قلبها , الذي يتجرعها رشفه رشفه حتى أصيب بالصديد والجفاف ولم يعد يأبه ,
أُجفلت على أزيز هاتفها برساله , القت نظره عابره متجاهله الرساله .
وفجأه انتابها الحنين لنبره صوته , خشونته , حتى وان كان يتجاهلها كالعاده , يكفيها أنها تحبه حتى لا تتخلى عنه ,
وإن كان بالـ ............ .

اغلقت الآله الموسيقية " الجرامافون " .
ويديها تحتكان بتردد , لتستقرا اخيراً على هاتفها وقد حسمت قرارها , وضغطت أرقاماً تحفظها عن ظهر قلب ,
بللت شفتيها بتوتر إلى أن خفق قلبها بشده كما لم يخفق , لحظه سماعها صوته الرخيم .
قالت بغنج ودلال كطبيعتها دوماً , لا تستطيع التخلي عنه
: الووو .

صوتٌ على الطرف الأخر قال متنهداً بيأس
: اااه أسيل هاذي أنت , يا بنت الحلال كم مره قلت لك لا عاد تكلميني , حراااام هالتسويه خلاص تراني متزوج وأحب زوجتي و بديت أطفش من ازعاجك وساكت عشانها وعشان ابوك واخوانك .

قالت بعناد مُدلل , دون أن تأبه لأي شيء

: عادي تقدر تطلقها أنت كنت حبيبي أنا أول مو حبيبها هي انت انقهرت مني عشان كذه رحت تزوجتها , وقلتلك قبل وبقولك الحين , أنا اااااااسفه غلطت كان لازم أوافق عليك بس خفت من الزواج .

سحب شفته السُفلى تحت اسنانه , يقول بصبر

: هي الحين صارت حبيبتي والبينا انتهى من زمان , وياليت ما اسمع صوتك أبداً أنت رفضت تتزوجيني من قبل واحترمت قرارك وانه كان حب مراهقه , بس انا ما كنت لعاّب وكنت فعلاً ابغى اتزوج وطلعت لي اختك , والحين احنا مبسوطين مع بعض ما يحتاج اقولك وش بسوي فيك لو حاولتي تخربي بينا .

قُطع الصوت فجأه , واختفى صوت من كان حبيبها يوماً , لم تعد تسمع إلا صوت ارتطام المطر بكل شيء حولها .
نظرت ببهوت عميق حولها , ثم ليديها اللتان تتشبثان بالسور ,
هل هذه القطرات عليهما , هي دموعها ام أن السماء تنتحب بدلاً عنها ؟؟!
مدت احدى يديها لوجهها تتحسسه بألم , لقد كانت تبكي حقاً !!!
هل خسرت هذه المعركه , وكل شيء بها ؟؟!
هل هي في معركه مع شقيقتها حقاً !!!!
أم أن غيرتها هي التي تُشعل الحقد في قلبها الأسود ؟؟!
اشتعلت جمرتيّ عينيها بتصميم وإصرار , على أن تنال من كان لها يوماً , فهي لا تتخلى عن أملاكها ببساطه .

أطلقت تنهيده عميقة , وجمعت شعرها بكلتا يديها مُصممه أن تنفذ خططها ,
وحررته مره واحده ليتناثر كشلال على اكتافها ودخلت إلى المكان الذي ستبدأ تنسج به أفكارها و خططها الشريره

*****

في جهه اخرى , وقد توقفت الأمطار الغزيرة عن الهطول , بعد أن سقت الأراضي الجرباء الظمأه , والصحراء القاحلة .

كان يجلس على حافه السرير المُزدوج , يسند مرفقيه على ركبتيه ويضع راسه بين يديه .
والهموم تكالبت عليه كما هطل المطر للتوّ .
أخت زوجته الصُغرى , تباً !!!! لقد كان يتحدث معها قبل سنوات , عندما كانت في المرحلة الثانوية , كان جاداً عندما أرادها فقد فتنته بصوتها رغم انه لم يرها كثيراً في ذاك الوقت , وغضب منها فقد رفضته بعنهجيه عندما تقدم لخطبتها .

كل ما يخاف منه الآن ان ينساق خلفها , كما انساق من قبل على سحر صوتها , هو واثق من نفسه ومن حبه لزوجته , ولكنها تضغط عليه كثيراً , أكثر مما ينبغي .

دخلت عليه زوجته , ابتسم لها فور رؤيتها ,
وتذكر ذلك اليوم الذي رُفض فيه من أختها وهو بطريقه لخطبتها وكانت عائلتها تعلم أنهم قادمون لخطبه إحدى بناتهم ,
لتخرج له هي كالملاك بنعومتها وتسحره سحراً لا يعرف ما ذا يكون ؟؟!! ,
سٍحراً جعله يقول لوالده الذي صُعق ان من يريد خطبتها هي ريما , رغم انه اخبره من قبل ان من يُريدها هي أسيل .

نظر اليها مُطولاً , جعلها تتنحنح خجلاً من نظراته الجريئة , على قميصها الشفاف بلون الليلك .
فهي متزوجه منذ اربع سنوات , ولديها اروع طفلين في العالم , وماتزال تخجل من غزله الصريح ونظراته الوقحة لها .

هبّ واقفاً على قدميه واتضحت بنيه جسده العادية , فقد كان
طويل القامه , ممتلي ولكن ليس ذلك الإمتلاء البشع ,
له شعره خفيييف جداً وخشن الملمس .

تقدم نحوها أحاط خصرها بذراعيه ساحباً إياها إليه عنوه , واعاد شعرها خلف اذنها بأطراف انامله القاسية ,
واستنشق عبيرها الطبيعي الذي ادمنه حتى النُخاع , وهمس بأذنها

: صايره محلوه هالأيام وش عندك ؟؟!! .

دفنت رأسها بتجويف عنقه بخجل
: افا عليك !!! بس هالأيام .
زياد بشجن
: إلا كل يوم تزيدين حلا وسُكر , او من شوقي لك أشوفك حلا .

*****

كانت عائله الياس تحمل الحقائب للسياره , استعداد للذهاب إلى المطار
وكانت ميرال تودعهم بالشارع بحجابها الأنيق , تقدمت نحو خالها الذي عانقها بعنف يشتنشق رائحتها التي سيشتاقها وهو يهمس لها بإذنها , رابتاً على كتفيها بحنان

: سامحيني يا بنتي , قصرت معك كتيير وما حافظت على الأمانه الوصتني فيها إمك , نفسي كنت اخدك معي بس بتعرفي سوسون
ـ وبحرج من ضعف شخصيته امام زوجته ـ
وانا مافيني اعمل شي .

كانت تعلم حرج خالها من حياتها معه ولكن الحياه بقربه وهو من رائحه والدتها كان يُريحها كثيراً ويجعل قلبها آمناً مُطمئناً , ردت عليه بحنان يفوق حنانه

: ولا يهمك يا خالو انت ما قصرت معي , ومن حقك تروح انت واهلك تتمشوا بدون أغراب معكم وانا بنتظركم .

على الأقل هي سترتاح قليلاً , لان زوجه خالها لن تكون موجوده لإيذائها لمده من الزمن .

عانقت نادين مودعه إياها وهي تقول لها بوداعه

: انتبهي على نفسك باربي , تمام وانبسطي كثر ما تقدري .

دمعت عينا نادين من ذكرى قديمه , قديمه جداً , وقالت بحزن , وابتسامه باهته من هذه الذكرى الجميلة

: طيب رح انبسط ان شاء الله , بس الله يخليك لا تحكيلي باربي بتزكر شي ما بدي اتزكره .

عضت ميرال شفتيها وقد نست الأمر تماماً , لتقول معتذره
: اسفه حبيبتي ما كان قصدي اذكرك .
نادين بلطف : ولا يهمك حبيبتي , يلا الله معكوانت كمان ديري بالك على حالك سُكرتي , تمام .

كانت ميرال تُقبل ابن خالها الصغير بشغف لأنها ستشتاق اليها , ثم وقفت تلوح لها
: تمااااام .

وعندما غادرت سياره خالها ودَعَتْ الله بسِرها ان يحفظهم ويُعيدهم سالمين .

ارادت الدخول للمنزل , فهبتّ ساره بوجهها تقول بمرحها وحيوتها المعتاده

: على وين ؟؟! على ويين ؟؟؟! يا المزه مافي تروحي هناك من اليوم لين يجوا بيت عمي الياس بتباتي عندنا ليل ونهار , وبدون أي كلمه وانت ساكته .

قالت مذعوره من الفكره وهي مُحرجه للغاية

: لا مستحيييل ماقدر مره استحي من ابوك واخوك تكفين خليني ببيتي ارتاح احسن لي ولكم وبجي عندكم كل يوم لو تبين .

ساره

: مالي دخل والله ابوي عصب من عمي الياس ليه ما اخذك , و قال والله مالها مبات الا عندنا , واذا على عبود بروح استراحته مع الشباب وبيجلس عندهم يعني عادي بنفل ام امها .

ميرال بأسى

: ياقلبي ماودي اضيق عليكم , تكفيييين .

ساره

: مع نفسك يا بنتي انت أختي الثانيه , واحنا الطالعين وانت الداخله , وش تضيقي علينا ذي ماعاد اسمعها منك ولا زعلت , تعالي حتى شرووووق مشتاقتلك تموت فيكِ وغاثتنا كل يوم تبي تشوفك , يلا خذلك عاد الحين بتنهبل علينا بس تدري انك بتباتي عندنا .

ميرال وقد غمرتها العاطفة ودائماً ما تعبر عنها بدموعها الرقيقة الشفافة , قالت بتحشرج

: يا حبيبتي يا هيّ وانا اموت فيها معزتها بمعزه خالد والله , تسلمي يا ساره ما اعرف وش اسوي لو أنك مو موجوده بحياتي كان زمانها باهته وبلا ألوان .

ساره : يلا يلا تعالي عاد , لا تشعري علينا الحين من العاطفه القويه النزلت عليك , عبود شاري بلايستيشن جديد خلينا نروح نلعب فيه ونخربه له .

*****

جسدها الغضّ ممد في منتصف السرير الوثير ,
والقدمين عاريتين ناعمتين تتأرجحان للأمام والخلف , يلُف ساقيها سِروال من الجينز الفاتح ,
وتتحرك اصابعها الأنثويه بخفه على أزرار الحاسوب المحمول , وتدردش مع ابنه خالها اسيل , نسختها الأنثوية المختلفه عنها فكرياً .

قالت ملاك تتمطى بكسل

.", تكفيييين " مررره طفشانه خلينا نطلع شوي نغير جو
ردت أسيل بعنهجية
" وين نطلع قلتيها اجازه وطفش على الاقل ايام الجامعه كنت متسليه ببنت الفقر وانا اذلها " .
رفرفت اهداب ملاك قائله
اوووه صح هذيك ايش صار عليها يوم كبيتي عليها الكوفي , مسكييينه تبهذلت بهذله ما لها اول ولا تالي " .
ردت ببساطه
" ماشفتها من يومها غابت ول عاد جت , والحين اجازه , يعني فلتت مني الوقحة " .

ثم اردفت بارتخاء

" ماعلينا المهم يلا قومي خلينا نطلع أي مكان نغير جو بدل الكآبه هالشرقيه مافيها شي , اخ بس لو اهلي يخلوني اسافر لحالي مع صديقاتي , بس عليهم مخ اعوذ بالله " .

لوت ملاك شفتيها

" " طيب تمريني ولا امرك

اسيل

" عادي مو مهم نلتقي هناك عشان لا نضيع وقت ونرجع مع بعض وكلمي عبير بعد تيجي معنا عشان نفلها " .

قالت بحماس

" اوك " .

قفزت من السرير , يغمرها الحماس لمتاع الدُنيا ,
خاصه انها مُتواعده مع أحد الشُبّان , لم تخبر ابنه خالها بذلك لأنها سترفض بقوه ,
أسيل , ربما هي مغروره ذو كبرياء لا تنزل من برجها العاجي , تُهين الصغير والضعيف والأقل منها , تظن نفسها قويه بالسلطه والثروة التي تمتلكها ,
ولكن عند الشباب هي لا تتجاوز حدودها تظن ان الأمر مجرد سخافات والأدهى أنها كانت ايام المُراهقة تتحدث كثيراً مع الشُبان وتوقفت فجأه , وحل عليها نعمه العقل ,
حتى وان كانت مُبتذله بلباسها وحجابها .

اخرجت عبائتها السافرة التي خصصتها للتسوق , ولم تنسى ايضاً بعض مساحيق التجميل لتزيد من جمالها , حملت حقيبتها الصغيرة وهرولت على عتبات الدرج .

وهذه ملاك وحياتها التقليدية المُعتادة دوماً ,
الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات متناسيه أن
وان دارت الدُنيا على أعقابها .

auroraa 28-06-15 03:02 PM

رد:
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الثالث


شقه متواضعه تم بنائها على طلب الجده لتأخذ بها راحتها بعيداً عن أجواء القصر الكئيب كما تُسميه ,
كانت تعشق ومازالت تحب البساطة , لا تهمها حياه البذخ بعد هذا العمر الطويل .

كان فهد يزورها بإستمرار للإطمئنان عليها , وان لم يستطع حين يكون في عمله مُعلقاً بين السماء والأرض , فهو يقوم بتوصيه الأقرب إليها
لايُنكر أنه يجد روحه المفقوده هناك , بين حنايا الجدران المُعتقّة ,
عندما يدخل إلى هذه الشقه تختفي من أمامه المظاهر والمُجاملات وحياه البذخ , ويستمتع بحديث جدته الذي يُدواي جروحه , شفتيه لم تعرف الإبتسامة الحقيقية إلا في هذه الشقة .

كانا في هذه اللحظه يتحدثا عن الماضي الجميل , تحكي له عن جده وكيف كان شُجاعاً , شامخاً لا يكسره شيئاً , لم يستطع أن يقضي معه أيامه الأخيرة قبل أن يتوفى , اشغلته دراسته في الخارج لسنوات مع ابن عمه .

قالت الجدة بحنين للماضي تتجاهل منه جزء قد شطر قلبها لنصفين ومازال يُدمي قلبها وينزف بلا رحمه , وعيناها المُجعدتان تشرد امامها

وابد ياوليدي هاذي حكايه جدك , اطباعك مثل اطباعه حتى أحياناً حركات يدك وجلستك مثله بالضبط , كان مِقدام وهايج بالزووود , بس انت تفرق عنه ان قلبك طيب يعرف الحنان , اما هو الله يرحمه كان قاسي , وبسبب هالقسوه بقت لي حسره بقلبي .

عقد حاجبيه بغير اطمئنان مما يسمع
: وش هالحسره البقلبك يمه ؟؟! , الحين مارح يهنالي بال لين
أعرف و أخلي ذا الحسرة تروح وماعاد ترجع .

دمعت عينيها ولكنها لم تسمح للدمع أن يهِل من مُقلتيها
: ما تقدر يمك ما تقدر , لو أحد يقدر كان من زمان راحت ذا الحسرة .

تغضن جبينه , وضرب قبضته على أضلاع قفصه الصدري , يقول بقوه وفخر باسمه ومكانته كما كان جده
افا بس , انا فهد بن سلمان , مافي شي يأذي روحي وما اقدر عليه , يمه .

ابتسمت على حميته , وقالت تتنهد
: والنعم والله بهالراس يا وليدي , تقدر ترجع عمك الميت من قبره .

عقد جبينه أكثر حتى تشنجت ملامحه , وهو يتذكر عمه المتوفي , الذي غضب عليه جده منذ زمن طويل
: استغفر الله , حاشى .

هزت رأسها بأسى , وهي تحرك خرزات مسبحتها تُتمتم باستغفارها , وأجفلت من الهواء المندفع من الخارج مع دخول حفيدها الثاني , بمرحه الذي لا يكون إلا هنا في هذه الشقة .

قال فيصل بنشاط وحيويه تشع منه بعد أن القى السلام وتم الرد عليه , يوجه كلامه لفهد
" : له له له يا السلنتح " قليل الادب
, قايلك اني بجي تقوم تسولف مع جدتي حبيبتي وتسحب عليّ .

الجده بغضب تغضن وجهها , وهي لا تسمح لأحد أن يتطاول على حفيدها المفضل
: اقطع يا السربوت تقول عن وليدي سلنتح يا الصايع .

فيصل يُمثل الدهشة
: افا الحين انا صرت سربوت وصايع بعد , يعني سبع سنوات دراسه حق الطب , وبعدها ست سنوات تخصص أعلى شي يعني ست سنوات وأصير صايع , وش خليت للسرابيت .

الجده وهي متحامله عليه , لأنه مشغول بعمله ولا يجد الوقت الكافي للجلوس معها
: ايه هماك اقولك تزوج تزوج عشان تركد في الديرة , وانت ماغير تسربت من ديره لديره ومسوي دختور , وانت ماعندك ماعند جدتي يا القطوع .

رفع فهد رأسه للسقف يضحك على ابن عمه الذي شاركه الضحك , وكأن الجده لم توبخه للتو , وقال يقبل جبينها بحنان

: أبشري يا الغاليه حقك عليّ تزعلين وأنا مقصر معك , بس ها جايب لك البشارة وبدخل القفص الذهبي وبركد بالديرة وماني مسربت بعد اليوم !!! .

الجده بدهشه , لم تفهم ما قاله
: انت وش تخربط انت وتبربر على راسي ؟؟!! , وش قفصه ذا ؟؟؟! .

نظر فهد لفيصل نظره لم يفهمها غيره , وكأنه يسأله " هل انت جاد أم انها مزحه من مزحك السخيفة " , وأومأ له فيصل بأنه جاد , ثم همس له
: اقولك السالفة بعدين .

أومأ فهد برأسه , ثم رفع رأسه يقول وهو ينظر لفيصل ببعض التوتر , طالما انه اخبر جدته اولاً , فهذا يعني انه يطلب مساعدتها وعائلته لن تقبل بالعروس التي يُريدها
: يمه فيصل قصده أنه بيتزوج .

قالت الجده بفرح , وظهرت على وجهها التغضنات عندما ابتسمت
: انت تقول الصدق ولا تكذب علي عشان لا اهول فيك .

فيصل بإبتسامه , وهو يستعد لتفجير قنبلته
: لا والله اني صادق يكفي لعب , وجاي بعد ابي فزعتك يوم أخطب البنت الأبيها .

الجده بتعجب قالت
: هو وشوله تبي فزعتي , قول لأمك تخطبلك وبتجيبلك الزينه التنفعك وتروق لها .

فيصل بجديه صادقه
: لا ياجده , امي ادري بتخطبلي وحده ماصخه وملكعه وفاسخه الحيا , وبعد لازم تكون من مستوانا ولا ما تروق لها .

الجده باستفسار
: وش مستوانا ومو مستوانا , وليين والتبيها وش ملتها ؟؟!! .

فيصل بتحفز
: بنت من هالبنات يمه أهلها مامعهم فلوس واجد يعني مثلنا , وامي اكيد بترفض .

الجده لوت شفتيها بضيق
: يعني عشا مامعها فلوس مثلنا بترفضها , ولييين وش ذا الناس كل همها الفلوس ومتاع هالدنيا ماعاد به ناس عاقله وانا اشهد ؟؟؟! .

أسبل فيصل اهدابه مُتحفزاً للقنبلة الأخطر , فتح عينيه بتصميم
: بس يا جده في شي ثاني رح يخليها ترفض بقوه .

ركّز فهد والجده بما يقول متأهبين , وقد شعر فهد بمرور عاصفه هوجاء , وصُعق عندما أردف فيصل
: هي ضريره وهالشي ما رح يعجب أمي ولا أبوي .

تصلّبت ملامح الجده , كما تشنج جسدها الملئ بالتجعدات , كما قالت بجمود
: فهمت عليك , بس أنت متأكد من قرارك ؟؟! وفكرت زين ؟؟! ذا زواج وعشره يا ولد مو لعب عيال , ولازم تعرف انه انت البتداريها مو هي التداريك .

فيصل وهو يؤكد كلامه وواثق منه , لا يعرف لماذا ؟!! هو أيضاً مُتعجب من قراره !!! , كان يستطيع حمايتها دون ان يرتبط بها , لكن هناك شيء ما لم يستطع تفسيره يجذبه لها جذباً , وماذا عن ابنه عمته ؟؟! لم يعد يفكر فيها كما في السابق
ايه متأكد ومصر أبيها , وبتتعالج قريب اصابتها كانت نتيجه حادث , وتحتاج عمليه .

هزت الجده رأسها بتفهم
: طيب , طيب بس عساها بنت ناس يا رب , لا تضايقك ولا تأذيك .

نظر له فهد بنظرات صامته مليئه بالتساؤلات , رافعاً حاجبه المشروخ , أومأ له فيصل .
...

دخل سعد وإيمان فجأه لرؤيه الجدة كما العادة , وتفاجئا بوجود ابنهم وفهد هذا الوقت , عقد سعد حاجبه قائلاً
: يا حيّ الله الشباب !!! , شعلومكم وش مسوين ؟؟!! .

انتفض فيصل على قدميه يُقبل رأس والده , ثم انتقل تلقائياً لوالدته
ثم قالت إيمان بأنفه , اثارت اشمئزاز فهد
: هلا والله حبيبي , كيفك وش مسوي ؟؟!
ـ التفتت إلى فهد بابتسامه ـ
وش اخبارك فهد ؟؟! وأخبار زوجتك .

رد عليها باقتضاب , ونظراته يُشتتها في الأرجاء
: طيبين الله يسلمك .

لم يكن مرتاحاً بالجلوس وزوجه عمه معهم فانتفض واقفاً , وقد استأذن باحترام للخروج .
لقد اعتاد على ألا ينظر للنساء حتى وإن كُنّ محجبات كزوجه عمه , لقد كان دوماً مُحافظاً ولا يقتنع بالحجاب وشديد الغيرة على نسائه , لطالما تشاجر مع زوجته و أخواته بسبب هذا الموضوع , فرسيل من احترامها له خضعت و قبلت ما يُريد , وأما أسيل فقد تمردت وثارت وفي النهاية تدخل والده وجعله ينفذ ما برأسها من دلالها عليه , و زوجته حطمت الرقم القياسي في عصيان اوامره فقد أدخلت عائلتها , ولم يتدخل بحجابها بعد ذلك اليوم .

قال سعد بمرح أورثه لابنه فيصل
: خير ان شاء الله وش كان عندكم باجتماع مجلس الأمم .

فيصل بارتباك لم يظهر عليه
: ابد يا الغالي بس ماودك تشوف عيالي , قررت أتزوج .
قالت إيمان بسعاده , وقد حرّرت حجابها , بعد خروج فهد حتى يتنفس شعرها
: أمانه من جد يمه ولا تمزح مثل مزحك السامج , عندي لك خوش عروس تقول للقمر قوم أجلس مكانك .

قال فيصل ينظر لجدته
: مابيها تشبه القمر يمه .

قطب سعد جبينه وهو يرى النظرات بين والدته وابنه , وقد شعر ان ابنه يُخفي مصيبه تعلمها امه وسيفجرها الآن , فقال بصرامه حاده
: فيصل , انطق مثل الرياجيل وقول مين هي التبي تتزوجها ؟؟؟! .

زفّر فيصل نفساً خشناً , وقال مستسلماً دفعه واحده , حتى يكون وقع المصيبة أخف
: مريضة أعالجها يبه على قد حالها
ـ أطرق برأسه حتى لا يرى نظرات والديه ـ
وضريره , بس قبل لا تقول شي أنا أبيها وماني متزوج غيرها .

شهقت إيمان واضعه كفها على صدرها بذهول وهي تهز رأسها نفياً
: لاااا أنت أكيد جنيت , أو انه أذني فيها بلا وما سمعت زين , مو مصدقه الأسمعه , وش قلت يمه ؟؟؟! .

أسبل فيصل أهدابه يُصارع أفكاره التي تخبره أن يتوقف عن هذه المهزلة , ولكن شيء ما يجبره أن يُتابع للنهاية
: صدق السمعتيه يمه .

اشتعلت حدقتيّ سعد بغضبٍ عارم , نار متأججه تحرق الأخضر واليابس , وهدر بقوه
: جنيت أنت , أكيد جنيت بتتزوج عميا , وش لك بهالزواجه , شلون بتتصرف معها ؟؟! شلون هي بتتحرك بالقصر وتطلع وتنزل ؟؟! هي يلا تداري نفسها عشان تداريك , ولا بتجيب لها شغاله أكيد .

فيصل بتصميم
: الا فكرت باخذ فيلا , أو حتى شقه أفضل , وأيه بجيب عامله تداريها لين ارجع البيت واصلا انا شايف تحاليلها اخر مره عمليه بسيطه ويرجع نظرها مثل ما كان .

ولولت إيمان بصدمه , وهي تطرق فخذيها بباطن كفيها
: لا , هاذي أكيد ساحرته بنت *** , اكيد ساحرته , انت شلون تصر على وحده ما يندرى أصلها من فصلها ولا حتى أهلها وش هم معجونين منه .

تدخلت الجده وقالت بحده مُختلطه ببعض التعب من هذا الجدال العقيم
: أقول لا تظنين الشينة ببنت الناس , وإن بعض الظن إثم , وبعدين ولدك ما هو بزر ما يعرف الحريم , ماقال يبيها إلا وهي أكيد محترمه .

قالت إيمان بسُخرية مُختنقه بغصتها , واضعه كفيها على خصرها
: وين الأحترام وهي مضبطه ولدي بالمستشفى ورايحه وراده عليه , ماتدرين وش سوت له عشان تقلب مخه فوق حدر .

نظر فيصل برجاء لوالده , الذي شلته الصدمة ولم ينطق بكلمه , ثم هبّ سعد وقفاً بعد أن رأى نظره التصميم والإصرار تشتعلان في حدقتيّ ابنه البِكر أولى فرحته , وقد كُسرت ملامح وجهه وقال بانكسار
: انت ماعادك بزر مثل سيف , دخلت الثلاثين وماعاد لي سلطه عليك , انت أدرى بمصلحتك أنا ربيتك وسويت العلي وجا وقت اشوف نتايج تربيتي لك وان شاء الله انك ما تسوّد وجهي , ما رح أضغط عليك وأجبرك أخاف إذا جبرتك تكون تعيس بحياتك .

ثم نظر له بحده وصغّر عينيه بتهديد , رادفاً
: بس ها , لا تجيني أي يوم تتشكى من هالزواج أنت البنفسك رح تتحمل كل شي يجي من وراه , وأنا مالي شغل بشي .

تقدم من الباب كي يخرج وسمع صوت زوجته تقول بسخط وصدمه
: سعد , كيف بتخليه يسوي البراسه , من جدك أنت بتخليه يغرق نفسه بالهزواج المحكوم عليه بالفشل من قبل لا يبدأ .

نظر لها زوجها نظرات ذات مغزى , فهي عشره عمرٍ بينهم وقد فهمت معنى هذه النظرات جيداً , ثم قالت بحقد لتلك الفتاه التي تنوي أخذ ابنها منها
: طيب يا فصيل , لا أنا أمك ولا عاد تعرفني و تجيني لو تزوجتها
ـ وبقوه هدرت من صوتها ـ
وانسى انه لك أم .

قالت الجده وهي تتنهد
: سعد لا تنسى تروح مع ولدك تخطب له , وكون راضي عنه عشان ربي يوفقه بحياته , هو ماسوى غلط بيتزوج على سنه الله ورسوله واستأذن منكم ولا تزوج بالسر , مير أمه الله يخلف عليها بس التتبرى منه .

قبّل فيصل يد والده بامتنان شديد , يقول وقد تجمعت العبره في حنجرته
: تكفى يا يبه رضاك أهم شي عندي .

ربت سعد على كتفه بهدوء
: راضي عنك يا ولدي راضي , بس عساك ما تندم من هالزواج .

وجه فيصل نظراته الكسيرة لوالدته طالباً برجاء في مُقلتيه أن تعفوا عنه , ولكنها تجاهلته بقسوه , وخرجت من الشقة بعد ان استلّت حجابها .

قال سعد بحزن لوالدته
: الخلاني اوافق , اخوي الله يرحمه والصار معه ما ابيه يتكرر مع ولدي .

أطرق فيصل برأسه , كان يعرف عمه المرحوم كان طيباً للغاية , وسمع بعض الأحاديث التي دارت حوله , وحول قصته , ونفيه

*****

كان يجلس على الأريكة الوثيرة في جناحه , ويمُدّ قدميه للأمام مُريحاً إياهما على الأريكة الطويلة ,
يرتدي منامه قطنيه بارده , ازراها مفتوحه للمنتصف , ويقرأ صحيفته ويحتسي قهوته .
قرّر أن اليوم سيكون لراحه وجسده وباله من عناء السفر , ويُفكر جِدياً لسفره خاصه بالاستجمام بأحد الجزر لوحده هو وأصدقاءه يحتاج إلى ذلك فعلاً , فالسفر مع زوجته وعائلته نهايتها مراكز التسوق والمطاعم , ولن يسمح لأحد بافساد مزاجه هذا اليوم .
القى نظره خاطفه إلى باب الجناح الذي كان يُصدر صريراً , وكأن أحداً يدُس به المفتاح حتى يفتحه , وظهرت له الطامه الكُبرى
زوجته !!!!!!!!!!!
التي ترتدي عبائه مزركشه بالألوان , والخمار موضوع على رأسها بإهمال, وخصلات من شعرها الأشقر المصبوغ تتدلى من أسفله كما هي العاده عندما تخرج لوحدها , كانت تتحدث إلى الهاتف بميوعه مُقززة , ولم تنتبه لعينيّ الفهد الذي يرمقها والشرّ يتطاير من عينيه .

قال يهدر بصوتٍ خطير
. الحين انتي جايه من بره كذه :

ارتعش جسدها عندما سمعت هدير صوته بنبرته الخطيره التي تُنبئ بالشرّ ,
فهي لم تتوقع ان تجده اليوم , فهو عاده يُسافر بالطائرة , او عند جدته فنادراً ما يتواجد بالقصر .
التفتت يمينها بهدوء , تلتقط انفاسها المُنتثرة وتحاول تهدئه خفقان قلبها الراقص بين أضلعها ,
حيث يجلس بغرفه المعيشه المفتوحه التابعه للجناح .

و قالت وهي تنكر بشده , واتضح له كذبها من عينيها المُشتتين عن عينيه
: لا الله يصلحك توي وانا على الدرج فكيت الطرحة , ماكان في احد بالقصر لا تخاف .

ترك مابيده وخلع نظارته الطبية عن عينيه , فهو لايرتديها الا للقراءه او الحاسوب , ونهض عن الأريكة واتجه لها , كفهدٍ ينوي الانقضاض على فريسته .
وكان قلب دينا يخفق ويتراقص بشده داخل أضلاع قفصها الصدري , لدرجه أنها شكت أن صوت دقاته قد وصلت إلى ذلك الفهد مرهف السمع .

وقال من بين شفتيه القاسية , بصوت شبيه بفحيح الأفعى , قابضاً على ذقنها بقوه
: أنتِ زوجه فهد بن سليمان الكاسر , يعني أيش؟؟! يعني سمعتي و سمعه أهلي , سالفه تغطي وجهك ومشيتها بمزاجي عشان أهلك وعشان أبوك أعتبره مثل ابوي .

وفجأه ارتفع صوته كالرعد المُجلل , يهدر بعصبيه ليست من طباعه
الحين انت ما عدتي عايشه عند أهلك , انت هنا في بيتي , بتمشي على نظامنا ومجبوره تطيعيني , هالانحطاط ذا ماعاد ابي اشوفه سواء كنت موجود هنا ولا لا .

شد على ذقنها , حتى تألمت من ضغطه , وقال من بين اسنانه
: فاهمه وش اقول , ولا اشرح بطريقه ثانية .

أومأت برأسها , وهي تغمض عينيها بقوه من الخوف , وهمست بصوت مختنق
: فاهمه , والله فاهمه .

هدأت عاصفته بعض الشيء , وانفاسه تسترخي بتناغم مع عضلات جسده التي بدأت تهدأ , وركز في وجهها الخائف المرتعش , رافعاً حاجبه المشروخ .
وقال مُستفسراً
: انت وش مسويه بوجهك ؟؟! .

وقد لاحظ شحوب وجهها الأسمر , وحجم شفتيها الغير طبيعي , ولاحظ أكثر أن حاجبيها لم يتحركا من مكانهما ولم يتفاعلا مع أي حركه من حركات وجهها الخائف

ارتجفت أكثر ولم تستطع أن تخبره أنها قد حقنت " البوتكس " وإلا سيغضب ولن يُطفئ نار غضبه الماء , لطالما حذرها من ذلك أو ان تفكر به .
فهمست بكذب مطأطأه برأسها
: كنت بالمشغل مسويه تنظيف بشره وتقشير .

قطب جبينه ومالت شفتيه بعدم تصديق , ولكن لا يملك دليلاً على كذبها .
فقال باشمئزاز
: قومي جهزي أغراضك بوديك بيت أهلك كم يوم , امك تبيك هناك وكلمتني اليوم الصبح .

ثم همس بخفوت تأكد أنه لم يصل إليها
" خليني أفتك شوي من وجهها الصناعي " .

*****

في احدى الشركات بالقسم النسائي , قالت منى عاقده حاجبيها
: يعني خلاص رح تتزوجي قريب .

قالت بشرود وهي تعبث بالقلم بين اناملها , وترسم رسوم عشوائيه على ورقه خاليه أمامها
أي زواج بالله عليك , واضح انه عمي أجبر طارق يتزوجني ويعقد علي , ما احس انا مخطوبين أبداً , لا يكلمني ولا حتى يزورني ولا قد جاب هدايا , كلها حركات رجال مجبور .

قالت منى بأسف , وحزن لصيدقه عمرها
: طيب ايش بتسوي الحين ؟؟؟! , عمك قال انه الزواج تحدد بعد أسبوع , كذه فجأه !!! بدون لا يقول من قبل ولا يعطي خبر متى تلحقي تتجهزي ؟؟؟! .

لم تستطع النظر لوجه صديقتها , كانت تُحدق أمامها بشرود , فهزت منكبيها وقالت
: ما ادري والله , ما ادري ايش رح اسوي , حاسه انه في شي غريب بس ما اعرف ايش هو !!!!!!! .

قالت منى بحماس
: خلاص اجل أنا هذا الاسبوع بفرّغ نفسي عشانك , كم سموره عندي , ونروح للسوق من اليوم يلا نلحق نشوفلك الأشياء الأساسية , ما تدرين وش ظروف عمك عشان يعجل بالزواج .

ابتسمت سميره لها بامتنان
: حبيبه قلبي منمن من لي غيرك اعز صديقه , بس ماني رايحه السوق ولا رح اقبل اكمل هالزواج , لين اعرف وش صار وخلا عمي يخليه بعد اسبوع قلبي موم طمن أبداً .

هزت منى رأسها بتفهم
: ايه طبعاً اكيد لازم تعرفي وش السالفة , ان شاء الله خير .

قالت سميرا وهي ترتدي عبائتها الساترة وغطائها
: ان شاء الله .

حملت حقيبتها ففاجأها رنين الهاتف , اخرجته بعجله وهي تتحرك للخروج من الشركة .
وقالت بصبر

" الو هلا مروج , يعني ماتقدرين تصبرين لين أوصل البيت , تعرفين اني اطلع من الشركة الحين ـ عقدت حاجبيها بصدمه ـ وش تقولين انت ؟؟! متى صار هالشي ؟؟! طيب طيب يل جايه " .

هرولت للشارع تبحث عن سياره اجره , وهي تحوقل وتدعوا الله أن يجلب لهم الخير .

*****

قبل خمس ساعات من الآن , كانتا تمشيان جنباً الى جنب كالأخوات , في إحدى مراكز التسوق الكبيرة , تتحدثان معاً بصوتٍ منخفض , ومستمتعتان بوقتهما ,
فمن النادر ان تستمتع الأخرى بهذه الطريقة بحياتها مع زوجه خالها القاسية , ترفه عن نفسها قليلاً قبل أن تعود لعذابها مع عوده عائله خالها .

قالت ساره باشمئزاز
: عما ان شاء الله وش هالناس المقرفه والله على بالي هالنوع انقرض من الوجود .

عقدت ميرال حاجبيها , تقول ببرائه
: وش السالفه ؟؟! مين انقرض ؟؟! .

صفقت كفيها ببعضها وهي تقول بحنق
: صدق انت مو في هالعالم !! , قصدي هالشباب للحين عايشين يرقموا لا وينقلني الرقم , صدقيني جالسين يطالعوا فيك انت وعيونك الفيروز , ولا انا ماحد يطالع بوجهي انا ونقابي .

قالت ميرال بحنان
: لا تقولي كلك عسل وسكر , ما عليك منهم طنشيهم , انا عشان ما اركز فيهم ما يهمني ولا اعرف اذا في احد يغازلني او لا .

ضحكت ساره بخفه وهي تقول
: سمعتيه يو يقول عنك قزمه .

اتسعت حدقتيّ ميرال الفيروزيتين
: أمانه قال كذه , أهبل خير ان شاء الله احلى شي القصر , وبعدين اكيد قصده انت .

وقفت ساره تُلصق كتفها بكتف ميرال وتضحك ضحكتها المُضحكة بمُزاح
: شوفي , شوفي الفرق بيني وبينك , قال يقصدني , قال .

ضحكت ميرال بنعومه .

و قطع عليهم أحاديثهم واستمتاعهم رنين هاتف ساره , اخرجته وهي ترد عليه برجاء
: عبوووووود تكفى لا تقول جيت توه بدري .

من الجهه الأخرى قال بنفاذ صبر وهو يطرق عجله القيادة بأنامله
: اقول انثبري واطلعوا يلا أنا انتظركم بره , كل ذا وماخلصتوا حشى , صدق حريم .

تأففت ساره بملل و مطّت شفتيها وقالت
: يلا نطلع عبود بره ينتظرنا .

ميرال بحنان
: طيب ليه زعلانه ؟؟! الحمدلله غيرنا جو , يلا نطلع عشان لا نتأخر عليه .
نظرت لشروق بحب وامسكت بيدها وقالت
: يلا شوشو حبيبتي , رح نطلع .

أومأت الطفله الصغيرة بأدب , واقتربوا من البوابه , وكان عبدالله يقف بسيارته على الطرف , بينما السيارات الأخرى تمر بجانبه , وبعضها يقف حت يُقل عائلته .
رأته شروق وعرفته وهي تفلت يدها من كف ميرال , وتركض نحوه ,
ولم ترى حولها إلا اخيها الذي تُحب , ولم ترى تلك السيارة التي أنزلت عائلتها عند البوابه , وحرّكت محركها وارتطمت بجسد الطفله الضعيفة مُلقيه إياهاً أرضاً .
صرخت ساره , كما فعلت ميرال , وصُعق عبدالله مُتسع العينين , وهو يرى أخته الصغيره تُدهس امام عينيه .
والزمن توقف عند تلك اللحظة المؤلمه , والتي قطّعت قلبه لأشلاء متناثره .

auroraa 29-06-15 08:51 AM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الرابع


اختنقت من رائحه المُعقمات وسعلت واضعه كفها على فمها فوق النقاب , كانت تسند ظهرها على الحائط أمام باب غرفه العمليات , تُشاهد الأطباء الذين يهرعون هنا وهناك , وتلك المريضة التي خرجت محموله على سريرابيض يُشبه الكفن .
لم تتمالك نفسها وهي تذرف الدموع منذ وصولهم , تشعر ان الذنب ذنبها عندنا افلتت الصغيرة يدها , لم تمسكها جيداُ وإلا ما حدث ما حدث .
تمتمت بالاستغفار , وهي تعلم انه القضاء والقدر .
اقتربت منها امرأة كبيره في السن , تربت على كتفها هامسه
: بس يا بنتي , بس شروق ان شاء الله انها بتكون بخير وما رح يصير لها شي .
قالت ميرال تعض على شفتها السُفلى
: حرام توها صغيره وضعيفه , أخاف ما تتحمل , وأنا السبب المفروض امسك ايدها كويس .
هزت أم عبدالله رأسها نافيه , مسبله أهدابها , تقول وهي تمد نفسها بالقوه من خلال حروفها
: لا يمه لا تقولين كذه ربي أرحم مني ومنك , الله رح يلطف فيها أملي فيه كبير , ولا تنسين انه قضاء وقدر .
أما الآخر الذي يشعر بالذنب أيضاً , كان يقف مُنكسراً مُنكس الرأس , ضاماً ذراعيه لصدره , والدماء تلوث ثيابه .
يظن نفسه سبباً في هذا الحادث , لأن أخته الصُغرى أرادت أن تركض إليه هو , بقي مصدوماً عده ثواني حتى جاءه الاستيعاب , مُترجلاً من سيارته بسرعه ليحمل جسدها الغض الذي يقطر دماً بين ذراعيه إلى المشفى .
اقترب منه والده , لا يعلم ماذا يفعل ؟؟! , هل يواسيه او يواسي نفسه بابنته المدللة أخر العنقود ؟؟؟! .
قال أبو عبدالله
: اهدا يا عبود , اهدا , لا حول ولا قوه الا بالله .
خرج الطبيب من غرفه العمليات , يمسح عرق جبينه بظاهر كفه , وما أجمل المال الذي يؤخذ حلالاً من خلف عرق الجبين .
تجمع حوله عائله الطفلة الصغيرة , وسأله ابو عبدالله بلهفه
: ها دكتور بشّر ان شاء الله بنتي بخير ؟؟! .

ابتسم الطبيب وملامح التعب تُزين وجهه , وقال بحبور
: الحمدلله , نجحت العملية , وكانت بسيطه جبسّنا رجلها الكان فيها الضرر , وشهرين بس ونفك الجبس وترجع تمشي مثل الحصان .
تهلهلت أسارير الجميع على وجوهمم , وهم يحمدون الله , ويشكرون الطبيب بعنف .
وقال ابوعبدالله والسعادة تغمره
: ربي يعطيك العافيه , ويجزيك الخير يادكتور , طمنتي الله يطمنك .

وضع الطبيب كفه على كتف الرجل المسن , يربت عليه
: يعافيك ربي ياعم هذا شغلي , تقدرون تشوفنها وتتكلمون معها بس تقوم من البنج .

تورمّ الفيروز في مُقلتيها من بكائها , واستأذنت كي تغسل وجهها وتعود .
دخلت دوره المياه تلتقط انفاسها النافره بلا هواده , والبسمة تُغطي وجهها لسلامه الصغيرة ,
خلعت نقابها وخمارها والتقطت الماء بين كفيها تُبلل وجهها وتُطبطب عليه حتى تخف حُمرة عينيها
اجتذبت حقيبتها , وكانت تنكس رأسها خارجه من دوره المياه , تربط النقاب خلف رأسها , ولم تنتبه لذلك الحائط الحيّ الذي ارتطمت به .
سقطت حقيبتها وتناثرت حاجياتها المتواضعة والتي تحملها معها دائماً في كل مكان , هبطت للأرض ترفعها بتوتر وخوف , وكان ذلك الحائط الذي يقف بثيابه الرسمية وقد تلوثت ثيابه النظيفة بالقهوه التي كان يمسكها .
فقال ساخطاً , ينظر لثيابه الخاصه بالعمل قد تلطخت
: لا حول ولا قوه الا بالله , وش ذا يا بنت ؟؟! عميا ما تشوفين قدامك .
رفعت رأسها وليتها لم تفعل !!! , لم يتضح من وجهها سوا حبتيّ الفيروز المتوترتين , نعم الفيروز !! لم يستطع تفسير لون عينيها إلا بالفيروز .
شرد قليلاً في عينيها ولم ينتبه او يسمع اعتذارها , وملامحها المذعورة منه ومن هئيتة الشامخة المُتكبرة رغماً عنه !!! .
رباااه !! كيف فعل ذلك ؟؟؟!, كيف شرد بوجه امرأة بهذه الصفاقه ؟؟! , كيف تنازل عن مبادئه ؟؟! نفض رأسه كي لا يُفكر أكثر بذلك الموضوع .
تأفف وهو ينظر لثيابه ينفض القهوة عن حُلته , ولفت نظره شيء ما , يلمع أرضاً .
مال بجسده الضخم يلتقط البطاقة , الذي اتضح له أنها هويه صاحبه العينين الفيروزيتن , وكان قد وُضِع لاصق مكان الصورة الشخصية .
بالطبع لن يكون حيواناً ليرفع الاصق ويرى صوره صاحبه حبتيّ الفيروز , ولا يعرف لماذا ابتسم بفخر ؟؟! ربما لأنها كانت حريصه على تغطيه الصورة , حتى وأن كانت تعتقد انها لن تُضيع البطاقة .
نظر للإسم المُرفق بالهوية , واتسعت عينيه بصدمه عندما قرأ الاسم كاملاً ومكان الميلاد , قد يكون تشابه أسماء لو تكررت العائله أو أسم الأب , ولكن هنا قد تكرر أسم الأب والجد وجد الجد وكذلك العائله .
والأدهى والأمر أن اسم الأب هو اسم عمه المنبوذ , هل من الممكن أن يكون له أطفال ؟؟! , ولكنه متأكد أن والده بحث جيداً عندما سمع بوفاته عمه , رغم ذلك فقد تسلل الشك لقلبه , أن تلك العائله قد كذبت عليهم ونفت أن لعمه أولاد حتى يعتنون بهم كما ينبغي .
عاد أدراجه لغرفه ابن عمه فيصل , حتى يرى رده فعله , فقد كان عنده قبل قليل حتى يفحص نظره

*****

في هذا المكان الذي تطغى عليه الرهبة والقشعريرة , الثُرية الضخمة المُتدلية من السقف اعطت المكان هاله صارخه من الفخامه والعظمة .
كان يجلس مُتحفزاً , يسند ذراعيه على فخذيه وأمامه يجلس والديه متأهبان لما سيقول .
فقال سلمان بلا صبر
: فهد وش السالفة ؟؟! ليه ناديتنا وقلت الموضوع ضروري ؟؟! وش فيه ؟؟! أخوك سعود فيه شي .
وضعت سوزان كفها على فمها بصدمه من هذه الفكره
: سعود فيه شي يمه ؟؟؟! .
قال فهد وهو ينفي برأسه
: سعود مافيه إلا العافية , السالفه عمي محمد الله يرحمه .
قطب سلمان جبينه بإستفسار
: وش فيه عمك الله يرحمه ؟؟؟!!! .
رد عليه , يُزفر نفساً خشناً
: اذكر انك سألت إذا كان له عيال بعد ما توفى الله يرحمه , بس قالولك لا ما عنده عيال أبد .
أومأ سلمان برأسه , وزوجته تنظر له تاره , وتاره اخرى لأبنها وملامحها تشعُ توتراً
: ايه هذا الصار قالولي ما عنده عيال , ودورت حتى ما صدقتهم وفعلاً ما كان عنده الله يرحمه .
أسبل فهد اهدابه وقال مُحاولاً تناسي حبتيّ الفيروز
: اليوم كنت بالمستشفى عند فيصل أفحص نظري , وصدمت فيني بنت وطاحت اشياءها من شنطتها وراحت , بعد ما لمتها بس شكلها نست هويتها , وما اقولك صدمتي وانا اقرأ الاسم .
تنهد سلمان براحه وقال
: حسبيَ الله على ابليسك خوفتني يمكن تشابه اسماء !!! .
حرك جسده مُريحاً إياه على الأريكة
: وأنا قلت كذه في البداية , بس مو معقول الاسم كامل يكون تشابه !!! في إنّ بالموضوع .
أطرق سلمان برأسه ودخل قلبه الشك هو الأخر , وكان يتذكر ملامح إلياس المتوترة عندما سأله عن أطفال لأخيه , فأجاب بالنفي ولكن الارتباك كان ينطق من عينيه .
فقال بتصميم
: أجل خلاص , هالموضوع صار بيدك ولا تعلم جدتك لين نتأكد من صحه الخبر , عشان لا تتأمل خير , اعطي رجالنا الاسم وخلهم يدوروا عليها , وبس تلاقي مكانهم عطيني خبر , أنا صار لي زمان ما رحت لبيت إلياس ونسيت مكانه وممكن انهم نقلوا بعد .
سأل فهد قاطباً جبينه
: مين إلياس ذا ؟؟!
لمعت عينا سلمان بحده وقال
: لو الفي بالنا صح , وطلع في بنت لأخوي بدون لا ندري عنها , فهذا يعني انه إلياس يكون خالها .
قالت سوسن وقد تهلل وجهها مُستبشراً بالسعادة
: يلا ان شاء الله خير , وتكون بنت محمد , عسا خالتي ترتاح شوي وهي تشم ريحه حفيدتها .
ابتسم فهد وهو يتخيل سعاده جدته روحه وقلبه , ان كانت التي اسمها ميرال حقاً هي ابنه عمه !!!! , قد تختفي مسحه الحزن تلك التي تؤلمه من عينيها .
عندما تذكر العينين خطرت على باله حبتيّ الفيروز , حتى اسمها جميل كعينيها ميرال !!! , " الغزال " .
تأفف بضجر وهو يطرق رأسه ويهمس
" بس , بس هي مو حلالي حرام تفكر فيها يا فهد , اعقل "
زفر نفساً خشناً , يجتذب أغراضه من الطاولة , و يخرج من القصر حتى يهرول حوله , كي يمحي هذه الأفكار المُحرمة التي تراوده .

*****

جلست سميرة بنزق , تعقد ذراعيها إلى صدرها , وتتنفس بعنف , ولا نحكي عن ملامحها المتجهمة بغضب .
قالت بحده
: قلتلك يمه , خلااااااص ما ابيه , دامنا على البر خليه يطلقني !!! .
وضعت والدتها كفها على فمها بصدمه , من جنون ابنتها
: من جدك , تعرفين وش معنى يطلقك , يعني بنصير علكه بحلوق الناس , والماتكلم علينا بيتكلم , ليه تجيبي لنا الحكي ؟؟! وحنّا حريم لحالنا .
شتتت سميرة نظراتها هُنا وهناك , وقالت
: يمّه , أنا ما يهمني كلام الناس , يهمني رأي واستقلالي , يعني طروق صارله سنتين حاططني على الرف لا يزورني ولا يكلمني , والحين جا في باله يتزوجني ؟؟؟! , فجأه طريت في باله , انا شاكه في الموضوع الخلا عمي يعجل بالزواج عشان كذه ما رح أقبل .
توترت نظرات والدتها , وخشيت أن تعرف انها هي من تحدث لعمها , كي يضع النقاط على الحروف , ولم تعرف أن ابنتها ستُعاند وترفض بهذا الاصرار .
قالت بقنوط , تحاول معها وهي تعرف عناد ابنتها ورأسها الذي كالحجر
: تكفين سمور , وافقي ولا تجيبي لنا الحكي .
انتفضت سميره بعنف , وهي تنظر لأمها مُصغرة عينيها بحزن
: اسفه يمه , انا لي كرامه ورأي , مو على كيفهم يلعبوا فينا مثل ما يبون , مستحيل ارضى أذل نفسي لهم , حتى لو هُم أهل عمي , وهذا أخر كلام عندي , خليه يطلقني وكل واحد يشوف طريقه .
اعتلت عتبات الدرج بشموخ , ووالدتها طرقت رأسها باستسلام , التقطت هاتفها حتى تتحدث مع عم ابنتها
ردت باحترام فور أن وصلها صوته الوقور
: هلا والله أبو طارق , عساك بخير .
رد هو الأخر باحترام
: هلا ام سميره أمريني , البنات فيهم شي ؟؟! محتاجين شي ؟؟! .
قالت بخجل
: سلامتك أبو طارق مو محتاجين شي , بس أنا مكلمتك على موضوع سميرة .
قال بتأهب وهو يعرف رد هذه الفرس الجامحة , فهي لن تخضع لهم أبداً
: وش فيها بنَيّتِي ؟؟! .
تنهدت بعمق وقالت
: رفضت تتزوج طارق , وطلبت الطلاق كمان !!! .
أومأ برأسه مُتفهماً , وقد توقع هذا الرد
: خلاص أبشري , ما يصير خاطرك إلا طيب , أنا بتصرف .
اومأت هي الأخرى تودعه , وتُغلق الهاتف بتوتر مرتبك , وعقلها يأتي بها ويأخذها إلى المالانهاية .

*****
يجلس جسد هشّ العظام على الأريكة , مُستنداً إلى عصاه التي لا يستطيع السير بدونها , وجهه يشع بالوقار , والتجاعيد تملأ وجهه إلى رقبته , ولم تنسى طريقها لكفيه الممتلئين .
قال بلهجة لا يخصها إلا لهذا الفهد المُفترس , الذي يجلس أمامه بكل شموخ وكبرياء , وعينيه تشتعلان ببريق العَظمة والسيطرة
: هلا فيك ياولدي , حيّ الله من جانا , توّ ما نور الدار .
قال فهد بصوتٍ غليظ كطبيعته , مُختلطاً بالاحترام لهذا الرجل
: الله يحيك ويبقيك يا عمي وكلك معزه بقلبي , انت ابوي الثاني .
ابتسم الكهل بحب له , فهو من طلب من هذا الشهم أن يخطب ابنته يوماً , ولكنه لم يكن يعلم أن ابنته المدللة ستفضحه مع هذا الرجل , الذي قل هذا الزمن من أمثاله
: الله يسعدك يارب ويوفقك , تدري أني طالبك عشان أكلمك في موضوع دينا أمسح بوجهي حركاتها الماصخة .
أطرق فهد برأسه , ليرفعه بنفس الثانية ويقول بقوه
: ماعليه يا عمي , هي زوجتي من أربع سنين , واعرف اتصرف معها .
قال الكهل مُستفسراً , ولم يراوده حتى الشكّ
: تقول انك معورها قبل لا تجيبها هنا , عشان كذه رافضه ترجع معك .
همس بصوتٍ لم يسمعه إلا روحه
" بالناقص من رجعتها وجه البوم , لو موه الرجال الطيب كان مطلقها من دهر " .
أخذ نفساً كافياً من الأكسجين , حتى يُزفره براحه ويقول
: تدري يا عمي انا مستحيل أمد ايدي على حرمه , فما أدري وش سالفه عورتها هاذي !!!! .
دخلت على أخر كلمه نطقها , و قالت بدون مقدمات بعنهجيه , وبدون أي سلام
: يوم مسكت ذقني وانت تهزئني على حجابي .
نظر لها من الأسفل للأعلى , وبقوه قادر استطاع اخفاء نظرات الإشمئزاز بمهاره , بينما قال والدها بصوتٍ جهوري
: اقطعي حسك , ياقليله الحيا والمستحا , في حرمه عاقله تقول كذه لزوجها وتتكلم معه بهالطريقه , يعني السالفة انه ضغط على ذقنك .
زمت شفتيها بقهر , وأومأت برأسها
: ايه هاذي السالفة , ومو راجعه معه لين يعتذر و يوعدني ما يكررها ولا يتدخل بحْجابي .
ارتفع حاجب الفهد المشروخ بتكبّر , وهدر والدها بجنون
: انهبلتي انت , تبين الفهد يعتذر من غلط انا متأكد انه منك , والحشيمة له .
كتفت ذراعيها لصدرها وقالت بتعالي
: هذا العندي , وما رح اتنازل عن كرامتي !!! .
ابتسم فهد لينهض بعِلياءْ ويقول بقوه
: أجل هنا اسمح لي يا عمي أمشي عندي شغل مهم ما أقدر أأجله أكثر من كذه , وأخلي الأمانه عندك لين تعقل .
أومأ له الرجل , وهو مكسور الخاطر من ابنته التي أحرجته
: حقك معك يا وليدي , الله يحفظك .
تقدم فهد منها , ينظر لها نظرات احتقار حرص أن لا يراها والدها , وخرج من باب الغرفة بعد ان تعمد أن يرطم كتفه بكتفها .
ارتد جسدها بعد الارتطام , وكانت فاغره الشفاه كالبلهاء , نظرت لوالدها بصدمه قد شلتها .
وقالت بذهول
: شفت يبه , راح , راح وخلاني ولا فكر حتى يراضيني .
نهض والدها متكأً على عصاه وقال
: انت الجبتيه لنفسك , بين الزوجين ما في كرامه , ولو هو غلطان كان اعتذر وأنا أعرف الفهد مثل ما أعرف نفسي , بس انت شين وقواه عين تبينه بعد يعتذر وانت الغلطانه .
ضربت الأرض بقدمها ساخطه
: هو الغلطان , هو اول مره يضغط على ذقني بهاذي الطريقة وكأنه يمسك نفسه يضربني .
نظر لها بنظرات ذات معزى
: لو ضربك ما الومه , انا وامك يلا نتحملك شلون هو المسكين صابر عليك اربع سنين , يوم من الأيام لا خسرتيه , لا تجيني تصيحين , تصبحين على خير .
خرج والدها , لتخرج دموعها من مِحجريهما , هي لا تشعر نحوه بالحب او الموده !! , ولكنه زوجها وتُعجبها شخصيته فهو يملك كاريزما لم يمتلكها رجلٌ اخر , وطلاقها يعني نهايتها على ألسن الناس التي سوف تتحدث عنها , فهي لطالها كانت تتباهى به امام اقاربها وصديقاتها وجميعهم يحسدونها عليه , وهاهي تحسد نفسها الآن بفقدانه , ولكنها ستتنازل عن كرامتها في حال شعرت بالخطر , فالتستمتع الان في منزل عائلتها كما ينبغي .
,
وقف بسيارته أمام تلك الفيلا , وعينيه تشرق من الظلام تحت عامود الانارة .
القى نظره على الساعة , رغم حلول الظلام إلا أن الوقت مايزال مُبكراً , فالساعة الآن الثامنة مساءً .
ترجل من سيارته الفاخرة , يتقدم إليها ويطرق الجرس , لا يعرف لماذا يُخيّل إليه أن الفيلا فارغه لا يُسكنها إلا الجِنّ ؟؟! .
بقي واقفاً ينتظر قليلاً , حتى فاجأه رجلاً يبدو على اعتاب الخمسين من العمر , كما قدّر من خلال نظرته الثاقبة .
قال الرجل بريبه
: السلام عليكم .
رد فهد باحترام , لشيب هذا الرجل
: وعليكم السلام , ياعمّ .
قال أبوعبدالله بابتسامه
: أأمرني , وش أقدر أخدمك فيه ؟؟! .
فهد
: ما يأمر عليك عدو , بس كنت بسأل وين أقدر القى صاحب هالفيلا ؟؟! .
نظر ابوعبدالله للفيلا
: قصدك إلياس العُسلي .
اشتعلت عينا فهد ببريق مُرعب خطير , وهو يربط الصور ببعضها , ميرال تحمل اسم عائلته الكامل , وإلياس كان سيكون خالها كما قال والده , أي ان صاحبه حبتيّ الفيروز هي فعلاً ابنه عمه وقد تأكد الآن من ذلك .
قال بنفاذ صبر
: ايه قصدي هو وين ممكن ألقاه ؟؟! .
لوى ابوعبدالله شفتيه قليلاً وقال
: والله يا ولدي بتنتظر اسبوع , لين يرجع هو واهله من السفر .
هز فهد رأسه , وملامحه تتوحش في هذا الظلام , والغضب يتسرّب إليه من هذه العائله التي اخفت عنهم ابنه عمه , وسببت الحزن والألم لجدته التي لم ترى أحفاداً من ابنها المحبُوب
: أها , يعني مسافر , طيب يا عم ممكن تتصل فيني أول ما يوصل ودون ما يدري عني .
ثم مدّ له كرته , ارتفع حاجبيّ ابوعبدالله يقول بتعجّب وهو ينظر للكرت , رافعاً رأسه
: عفواً اخ فهد على المُداخلة , بس وش فيك عصبت يوم ذكرت اسمه ؟؟! وايش يقرب لك .
التوت شفتيّ فهد بابتسامه لم تكن بسمه بقدر ماكانت التواء غضب على شفتيه , وقال بقوه
: ايش يقرب لي ؟؟! بينا صله دم , وأيش ابي منه ؟؟!! عندهم شي لنا من سنوات وجا الوقت الناخذه .


auroraa 30-06-15 07:30 PM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الخامس


نظرت ببهوت , لأولادها و حفيديها , عيناها الصغيرتان المُحاطتان بالتجاعيد كانت ترمش بصدمه , وكأن العمر أخذ منها ما أخذ من صحه فما باتت تسمع جيداً , هبطت دمعه يتيمه على وجنتها المُجعدة .
أثارت حميه فهد لينتفض من مكانه ويجلس عند رُكبتيها , قابضاً يديها بين كفيه القويتين , وحاجبيه يقتربان من بعضهما , في غضب خفي لم يظهر على وجهه كان مُتركزاً بين حاجبيه ,
غضبٌ يكبر يوماً بعد يوم ,
رغبه متوحشه بالانتقام من تلك العائلة التي أخفت ابنه عمه عن جدته , وأثارت دُرر جدته الغالية عليه .
قالت الجدة بصدمة تُحدق أمامها
: ياما تمنيت يكون محمد عنده عيال , يمكن وجودهم يخفف من حسرتي عليه , سنين ما شفته بسبب جدك يا وليدي , ويوم سمعت بموته أنهرت , انهرت وحسيت أنه حياتي وقفت هناك في اليوم المات فيه , وقالولنا ما عنده عيال ولا أي ريحه باقيه منه .

ارخى فهد ملامحه , وهو يلثم كفيها بحنان , ويقول بتوعّد صريح
: والله والخلق سابع سما , حفيدتك بتجيك وبتشبعين منها , وحسابهم عسير طاحوا بايدين الفهد , ما رح أعدي لهم حركتهم هاذي أبداً .

الجدة بحزن كبير غمرها , وتساقطت دموعها كأوراق الخريف
: ياتسبدي ياوليدي , بنته عاشت بعيد عن أهلها وعن حضني , كيف حياتها مع خالها ؟؟! عساها تكون مرتاحه معه !! , وش تاكل وش تشرب ؟؟! وش اسمها ؟؟! أحس أني احبها واموت فيها وانا توني للحين ما شفتها .

قال فيصل بابتسامه هادئه
: هه يلا راحت علينا يا فهيد , بتجي التاخذ قلب الجده وتسحب علينا , ولا يهمك يا جدتي أول ما تجي دلعيها مثل ما تبين , اكليها وشربيها كل شي مفيد , نصيحه من دكتور يعني , هااا لا تأكلينها خرابيط , وعسا ما تطلع عقربه تجبلك الجنان .

قال فهد بعظمه وكبرياء يُلازمه لهيئته المُهيبة
: فصيل عما ان شاء الله , ما اسمحلك تتكلم مع امي كذه , ومكانتك عند أمي بتطيح اكيد , بس أنا ماحد يقدر ياخذ مكاني عندها غييير !!!! .
ونظر لجدته بشجن , لا يعرف لما كل هذا الحب لها ؟؟! ربما ولأنها منذ صغره ونعومه أظافره كانت تفضله عن باقي أحفادها , وترى به المستقبل والماضي والحاضر , كما أخبرته مره قبل سنوات عنما سألها .

قالت الجده
: ما عليك منه يمه , طنشه خله يكلم الطوفه الوراه أبرك , وبعدين مافي غيره عقرب زمانه , بس انت علمني الحين يوم رحت بيتها وش عرفت عنها ؟؟! مو قلت صدمت بوحده ويمكن تكون هي !! فينها طيب ؟؟! .

قال وهو يتجرع حروف هذه الكلمه حرفاً , حرفاً , ولا يعرف لما يتلذذ في نطقها
: ما أعرف أي شي عن حياتها يمه , بس اسمها " ميرال " , والله العالم مثل ماقالي جارهم انهم مسافرين والوكاد اني شاك مخلينها هنا , لانه البنت الصدمت فيها طاحت منها الهوية أعتقد انها هي نفسها أكيد , يعني مستحيل هويتها تكون مع احد ثاني , بس يرجعون من السفر بتأكد منهم , ولو صحيح تاركينها هنا , حياتهم بعد اليوم ما رح تشوف النور !!! .

ارتسم تعبير مُخيف على وجهه , وهو يتخيل انهم قد تركوها هنا فعلاً رغماً عنها تنهشها الذئاب المُستعرة .

غامت عيناه يُفكر لو كانت لوحدها في الفيلا كانت قد فتحت له الباب أو أنها من خوفها لم تفتح , قد تكون سيئه السُمعة وتلعب بذيلها ولم تكن بالفيلا , وقد وقد , قد ....... , تداخلت الأفكار برأسه عن حياتها .

هز فيصل رأسه يائساً
: لا صدق راحت علينا يا فهيد , ما تشوف شلون حبتها وهي ما تعرف عنها شي , اجل وش بتسوي لما تشوفها .

ارتعش قلب الجده عندما تخيلت هذه اللحظة , كانت ستنهار حقاً لو انهم فاجائوها , ولكن حفيدها الفذّ يعرف كيف يتصرف وفضل أن يخبرها قبل أن تراها , حتى تجمع شتات مشاعرها المُتنافره .

هز فهد رأسه هذه المره يأساً من ابن عمه
: لا حول ولا قوه الا بالله , فهيد بعينك , كم مره اقولك لا تناديني كذه , غشم انت ما تفهم ؟؟؟؟! .

قال سعد بابتسامه وقد كان صامتاً هو وأخيه سلمان من صدمتهم لوجود ابنه أخ مُرتقبه
: اقول اهجد يا الشايب ولا تحارش جدتك وولد عمك , مالي دخل في البصير بعدين .
وهز منكبيه براحه مُسبلاً جفنيه
قال فيصل مُتسع العينين
: افا !!! , شايب مره وحده يا بوي , لا لا أنا كبريائي وغروري كل مالها تنهان , اطلع بكرامتي أحسن
ـ توقف عند الباب ملوحاً بكفه ـ
يلا سلام .

همست الجده , والمشاعر الجياشة تغمرها من كل جانب
: مع السلامة , الله يحفظك .

,

مرت الأيام , والجميع بدأ يتوتر من هذه الحقيقة التي نزلت عليهم كالصاروخ , فالاقارب المُقربون هم فقط من علموا بابنه العم المترقبه , ولا يعرفون كيف يتصرفون معها , لا يعرفون اخلاقها !! ولا تصرفاتها !! ولا حتى كيف هي شخصيتها ؟؟! , على العموم فالوقت أمامهم و سيتضح كل شيء مع الوقت .

*****

الأطفال منتشرون بالشوارع كالجراد المبثوث , يتقاذفون الكره بينهم , بينما جزء أخر منهم مُحترف بالرسم على الحائط بطريقه بشعه دون أي فنّ , والأدهى والأمر من أن يتركهم عائلاتهم في الشوارع , فأشكالهم مُبهرجة بالتُراب والأوساخ التي تحتاج إلى دعكٍ قويْ بالصابون .
توقفت ثلاث سيارات من الموديل الفاخر , و ذات طراز لم يمر على هذا الحي من قبل , صدم الجميع .

تجمهر أطفال الحي حول السيارت , وأصابهم الذهول , بدت أشكالهم الظريفة مُضحكه وجميعهم فاغري أفواههم وأحداق عينيهم مُتسعه بصدمه , من لمعان السيارات وبريقها الذي يخطف الأضواء من النظافة , فعاده سيارات الحي تكون مُتسخه بالغبار .

ترجّل من إحدى السيارات وفاحت من جسده رائحه العود الفواحة , يُقيّم المكان بنظرات مُتكبره سريعة , لم يكره الفقراء يوماً بل يُشفق عليهم , حتى أنه يتبرع بالكثير دون أن يعلم أحدٌ بذلك حتى لايُعد عمله رياء , ولكن لم يتوقع ولا بأقل أحلامه أن سيُنزل نفسه لهذا المُستوى الردئ ,
وكله بسبب ابن عمه الذي سيخطب فتاه تعيش بهذا الحيّ الشعبي , لا يعرف ماذا يقول ؟؟! يتمنى له العوض والتوفيق !!! , فمن يتزوجها بالطبع لا تعرف الأناقه وسيتعب معها .
اقترب منه طفل , جذبه بياض ثوبه الذي يهفهف على جسده وأراد أن يلمسه , رفع فهد نظارته وغرزها بين خصلات شعره الكثيف , وقال بحده مُخيفه شعّت من عينيه , فارداً كفه بوجه الطفل
: ياويلك تقّرب !!! .

هذا ما كان ينقصه بهذا الجو الحار كجهنم , طفلٌ يلوث له ثوبه , وتعلق به رائحه العرق التي تتساقط كالشلال على أجساد هؤلاء الأطفال .
تباً !! أين عائلاتهم تضُفهم في منازلهم , ألا يخافون عليهم بالشوارع ؟؟! .

قال فيصل عاقداً جبينه , يُعدل نسفة شماغه , وينفض ثوبه من بعض الأتربة العالقة عليه
: فهيد حرام عليك , خرّعت الولد بعيونك , شوف شلون راح يركض يستنجد بأخوه .
تحرك فهد يقول بلا اهتمام بنبره تهكّم
: عادي , يعني بخاف من اخوه مثلاً .
أومأ فيصل برأسه يُرسل نظرات اعتذار لذلك الطفل وأخيه , الذي يبدو انه اكبر منه بقليل وملامحه غاضبه كغضب الأسد , ينظر شزراً لفهد , ويحمي اخوه الصغير خلفه .

في مكان ما بهذا المنزل الصغير كعُلبه سردين , غرفه الضيوف كما أطلق عليها ذلك الرجل المتحذلق , يُقسم انهم يستخدموها للنوم أيضاً ,عندما لمح خلف الباب بعض الفِرش والمُلاءات .

كان يشعر بالغثيان من هذه الرائحة , حقاً لا يعرف ماذا يفعل ؟؟! , أيحمل نفسه وينفذ بجلده ويترك ابن عمه يُصارع وحده هذا المكان المُقرف برائحته !!! , هو يرى بوضوح محاوله فيصل بكتم نفسه واستنشاق القليل من الأوكسيجن , إذ أنه يشك ان الأوكسجين قد هرب من هذه الغرفة ,
طوال سنين حياته لم يشم رائحه كريهه كهذه الرائحة الصادرة من ذلك الرجل القذر , نظر حوله ولم يُظهر على ملامحه أي امتعاض , لا من اجل اصحاب المنزل , فقط من اجل ابن عمه وصديقه .

قال بسام بسخرية تخللت صوته , بينما يُعدل ثوبه الأصفر الباهت وكان قد رفع أكمامه لتتضح سواعده النحيلة , دون أن يأبه لرائحته التي كادت تقتل فهد وفيصل وسعد ,
: هلا والله بالعريس وأبوه , تو ما نورّ البيت .

نظر لفهد مُصغراً عينيه , وأردف وكأنه يستصغره وأن لا علاقه له كي يأتي أيضاً لعقد قِرآن أخته
: بس ما تعرفنّا على الحبيب , يا النسيب .

ارتفع حاجب فهد بتهكُم , ليقول بثقه عاقداً حاجبيه , حتى ظهرت غضنه بينهما , ويشد على كُل اسمٍ ينطقه
: فهد بن سلمان الكاسر .

لم يرتح بسام لنظراته القوية , وتسلل له الذُعر من نظراته المُخيفة !!! , نعم مُخيفه هذا ما خطر على باله فوراً , و نظراته مصوبة تجاهه تكاد تقتله لو أن النظرات تقتل , أنه حتى لم يهتزّ لبرهه , أو يتحرك من مكانه بتململ , كان صامداً كجبل شامخ , ينظر له نظرات مُتهكمه كي يدرسه ويبدو انه نجح في ذلك .
قال فيصل بحده يُنهي الحوار العقيم معه وهو يعرف كم أنه ذا لسانٍ طويل يلتف على جسده , و حتى يخرج من هنا بأسرع وقت
: مثل ما سمعت الاسم , ولد عميّ و شاهدي , والحين يلا خلنا نخلص ونعقد ما ني فاضي لك .

نظر سعد لولده بتعجب , واقترب منه هامساً بغضب , يُريد توضيحاً
: أنت مو قلت لي بنجي نخطب , وش سالفه العقد الحين .
قال فيصل ببساطه
: يبه الظروف هنا غير , ما عندهم شي اسمه خطبه وملكه عيب يعني , واضطريت أعقد عليها الحين , وبما انه وضعها الصحي ما يسمح نسوي عرس فبنأجله , وأسف المفروض اعلمك بس قلت انك بترفض !!! .
هزّ سعد رأسه غاضباً , يقول
: طيب , طيب يا الكلب , أنا اوريك شلون تستغفلني كذه .

اقترب فهد من الجهه الأخرى
: اقول يا الحمار وش مسوي أنت , مخلي عمي يعصب ويقلب وجهه .
همس بتوتر من غضب والده , والأكيد انه سيُخاصمه ولن يكلمه , كما يفعل دوماً عندما يُعاقبه
: بعدين أقولك , خلينا نخلص الحين بس .
قال فهد بشبه ابتسامه
: الله يوفقك يا رب , ويجعل زواجك منها خير .

أمنّ فيصل بداخله أن يكون هذا الزواج خيراً .

تم عقد القِرآن دون أي مشاكل , وأصبح فيصل مُتزوجاً بشكلٍ رسمي , وقال بسرعه
: نادي لي العروس أنا بننتظرها بره .
ثم وجه عينيه بامتنان لفهد و الآخر قد أومأ برأسه محيياً إياه
: يلا نستأذنك أنا وعمي عندنا شغل .
ارتفع حاجب فيصل بفضول
: وش لك شغل مع ابوي ؟؟! .
التوت شفتيه لليسار قائلاً بنبره هادئه لم تُغضب فيصل , وقد اعتاد على جلافته
: مالك دخل , أنا وعمي نتصرف , انت خلك بعروسك .

وهكذا غادر فهد مع عمه سعد ,
فقد وصله اتصال مُهم ينتظره منذ فتره , وكل يومٍ يمر دمائه تغلي وتغلي دون أن تتبخر ويزداد غليانها , عندما يرى نظره اللهفة والحزن في مُقلتيّ جدته , لديه حساب يُصفيه مع تلك العائله التي تسببت بحزنها وإنزال دموعها الغالية , حساب لن يتنازل عنه أبداً , حساب سيُلغي تحضره و سيُعيده لبدائيته الحمائية تجاه عائلته وجدته خاصهً .

,

كانت تجلس على طرف سريرها , مشاعرها مُتضاربه كأمواج بحرٍ مُتلاطم .
ابتسمت بسخرية على نفسها , فهي لا يحق لها أن تفرح في هذا اليوم كما تفرح الفتيات الأُخريات , لا يحق لها أن تحلم بليله ورديه .
فهي ليست بعروسٍ كامله , لم ترتدي اللون الأبيض ولا حتى فستان منفوش , وحتى أنها لا ترى إلا السواد كلما أدرات رأسها بكل جهه وكل زاويه , ولن يُقام لها حتى ولو عُرس بسيط .
هي ببساطه تُقاد كالنعجة إلى المسلخ , قام اخيها ببيعها ببساطه للطبيب الذي يُعالج عينيها , حتى يُتابع علاجها دون أي مصاريف منهم , والتي ارهقت كَبده .
لا تعرف ماذا يُخطط أخيها تماماً !! او ماذا يُريد منها عندما تتزوج برجلٍ غنيّ ؟؟؟! , هذا ما سمعته منه أنه فاحشٌ بالثراء , هي متأكده أنه يُضمر شراً لذلك المسكين وينتظر منها ان تعود للرؤية حتى يعرف كيف يتصرف !!!! , فهي لن تفيده بعماها , وإلا لما سمح لها ان تذهب للطبيب وحدها ,
لقد شكّت بالبداية بنيته ثم صحّت شكوكها , عندما قام بذلك الفيلم الدرامي بغرفه الطبيب ... .
أجفلتها والدتها مُقاطعه أفكارها المُتضاربة ,
تدخل بهدوء لغرفه ابنتها الوحيدة وتقول بحنانها الأمومي , كاتمه غصه حُزنها لفراق ابنتها وهي في هذه الحالة الصحية , في مُنتصف بلعومها , ولكن ربما زواجها من هذا الشاب الغنيّ يكون خيراً لهم جميعاً , لم تفكر كثيراً وهي توافق على زواجها , فأفكارها دوماً محدوده داخل عقلها الصغير , ولم تشك بابنها لبرهه او ماذا يُمكنه أن يفعل ويُخطط بكل شرّ
: ميس , يلا يمّه العريس ينتظرك بره , لا تتأخري عليه , خليني اساعدك والبسك عبايتك .
كانت كالجماد الذي يُحركه عامل خارجي , لم تتحرك بارادتها كانت والدتها ترفعها من عضدها وهي تنهض تلقائياً .
البستها والدتها عبائتها بهدوء , ثم احاطت رأسها بكلتا كفيها تقول
: أدري يا حبيبتي انك زعلانه , لانك ما تحسين باحساس العروس , بس غصب عني اخوك ما رضى نسوي شي أبداً
ـ تلكأ لسانها قبل ان تردف بكلمه ـ
ووضعك .... .
قاطعتها ميس ببرود , وقالت
: عشاني عميه , أدري يمّه , اصلاً انا ما كنت رح ارضى يتسوى لي عرس وانا بهاذي الحالة .
لم تعرف والدتها أن أخيها قام ببيعها , وإجبارها على السكوت والقبُول بالأمر الواقع .
سمعت فجأه صوت شهقات والدتها الغالية , وتحسست أمامها بكفيها تبحث عن وجه من الجنّة تحت قدميها , حتى وصلت اليها , تمسح دموعها .
وتقول بعبره عبرت حُنجرتها
: يمّه تكفين لا تصيحين ما يهون علي أشو ...
ـ بترت كلمتها قبل أن تُكملها وأردفت ـ
أسمعك تصيحين .
قالت الأم بتحشرج
: وأنا ما يهون أفرط فيك , وأزوجك بهاذي الطريقة .

سحبت والدتها وعانقتها بقوه تغمر وجهها في تجويف عُنقها علها تحفظ رائحتها ولا تُفارق أنفها ,
خفق قلبها من كلمه " الفُراق " فهي تُدرك انها لن تعود لرؤيه والدتها مع خُطتها الجديدة ,
ويؤلمها أكثر أنها لن تشتمّ رائحتها كل يوم لتُنسيها بُعد النظر إلى عينيّ والدتها الجميلة , ولم تعد تستطيع أن تتشبث دموعها في مُقلتيها .
وقالت من بين دموعها
: حلمي الوحيد , أنِّي أرجع اشوفك يمّه , وأمليّ عيني من شوفتك , وش بسوي من دونك يا نور عيوني ؟؟؟!! .
مسحت على شعر ابنتها تُسرحّه لها بكفها التي غشيها بعض التجعيدات وهي تهمس
: رح تشوفين يمّه رح تشوفين وتملا عينك من شوفتي وشوفه الدُنيا , يا بعد هالدُنيا .

كان وداعهم أليماً لبعضهما , كانا وكأنهما لن تريا بعضهما مُجدداً .
وخرجت تجُر أذيال خيباتها وألمها خلفها .

*****

سحبت نفساُ عميقاً , وزفرته بخشونه , وعيناها المُتسعتين تدوران بين أرجاء المنزل , الذي هجمت عليه موجه من الغُبار الكثيف .
سعلت بقوه من رائحه الغبار وفتحت النوافذ حتى يتهوى المنزل قليلاً
وقالت بقوه
: نادييييييين , ولك ناديييين تعي لهون بسِرعه .
هرولت نادين بهلع على عتبات الدرج , تشعر بالتوتر وهي تُدرك معنى غضب والدتها الآن وقالت
: شوبك ماما , خير شوفي .
ردت بعصبيه تنفض التراب عن الستاره التي كست النافذة
: لك الله لا يعطيّا الخير والعافية , بنت الكلبي , روحي لبيتا لساره واندهي لها الحيواني .
رفرفت اهدابها وهي تعلم من تقصد والدتها , طرقت برأسها متأسفه على حال ميرال فوالدتها لن ترحمها أبداً .

جاءت ميرال والبسمة تتراقص على شفتيها التوتييتين ,
كانت مساء البارحة قد نظفت الفيلا بشكلٍ كامل , ومن المستحيل ان تتسخ بيومٍ واحد ,
كانت مرتاحه جداً من ان زوجه خالها لن توبخها وتعاقبها على تقصيرها , ولذلك كانت سعيده هذا اليوم بعد ان ودعت ساره وعائلتها وشكرتهم كثيراً وبامتنان على استقبالها هذه الفترة .

دخلت للفيلا وفغرت شفتيها بصدمه وهي ترى الغُبار و رائحته تتغلغل بين انفاسها , هي متأكده انها اغلقت النوافذ بشكلٍ جيد ونظفت البيت , حتى فاحت منه رائحه المسك , ماهذا الاعصار الذي حلّ على المكان ؟؟؟!! .
تأوهت بألم وهي تشعر بخصلات شعرها البُندقي يُشد للأعلى بأنامل زوجه خالها , التي صرخت عند اذنها بحقد
: لك يا حيواني مو حكيتلك تنضفي البيت ونحنا مسافرين !!! رجعت ولقيته زي الزباله , اتاريك عم تلعبي من ورانا شو كنت بتعملي ؟؟! ومع مين بتطلعي ؟؟!! آه ولي احكي شو اسمن الشباب البتطلعي معن وأهملتي البيت مشانن ؟؟؟!!!!!!! .
هزت كفّها بحده , ليتحرك رأس ميرال بقوه للأمام والخلف , ويُشد حتى شعرت ان خصلات شعرها الناعم سيُقتلع من مكانه , وقالت بألم من كلامها , وشكّها بشرفها !!! , كيف تتهمها هذا الاتهام الباطل ؟؟! وهي من ربتها لسنوات كيف تشكك بتربيتها ؟؟!!! .
ولم تتحمل لتسقط دُررها الواهنة من مُقلتيها , دُرر انسانه جُبلت على الظلم والأسى والحزن الزمهرير الذي لا يدفئ
: والله نظفت البيت أمس بالليل , وما طلعت مع احد , طول الوقت كنت في بيت عمي ابوعبدالله , تعرفيني خالتي لا تظلميني .
كزت سوسن على اسنانها , وهي تسحبها من شعرها البندقي الخفيف , وترطم رأسها بالحائط وتقول بغضب , اتضح في عيناها الحمراوان بشكلٍ مُخيف
: اليوم رح تنكتي الفيلا من اولا لأخرا , وما رح تاكلي ولا تشربي شي , ولا حتى حتنامي الليلة وبس تخلصي أنا بفرجيك يشو حعمل فيكِ , نضفي اول وبعدين بنتفاهم .

نكست رأسها ترثي حياتها المُظلمة كسواد الليل الكحيل , تُعزي نفسها بروحها ,
فقد عرفت وفهمت تماماً ان زوجه خالها تُريدها بكامل طاقتها , حتى تنظف المنزل وفور ان تنتهي وتتعب , ويُهّد جسدها صريعاً من التعب , تأتي وتُكمل عليها بضربها " بالخيزران " .

في أخر الليل تلألأت النجوم تُزين السماء السوداء ببريقها الآخّاذ , كانت تنظر من النافذة للقمر الذي يتباهى بخيلاء , ابتسمت ببهوت لشكله الجميل و الهادئ .
ومسحت بخفه على ذراعها المكشوفة من بلوزتها ذات الكُم القصير , ولم تختفي ابتسامتها الصغيرة التي تمنحها الأمل .
نظرت بعُمق للرضوض على ذراعها , وتحول لون الرضوض للأزرق المُصّفر , يبدو انها ستُعلِّم رضوض الخيزران على جسدها الصغير دوماً , حتى تُصبح وسماً تحمله معها للأبد , وكلما رأته تذكرت زوجه خالها .
تأوهت بوجع عندما ثار الألم على فخذها , فلم يسلم أي جزء من جسدها من الضرب .
, كانت غارقه بأفكارها , تفكر بالباقي من حياتها !! وماذا سيحدث لها مع هذا العذاب ؟؟! , وإلى متى ستتحمل هذا الألم ؟؟!! , أن بقيت هكذا فهي لن تعيش طويلاً ,
لم تدرك أو تسمع تلك الأصوات التي كانت ترتفع تدريجياً للعُليّة وتكاد أن تتحول لشجار كبير .

,

كان إلياس يجلس على الأريكة , مُتقدماً بجسده للأمام دون ان يسند ظهره على الاريكة من ارتباكه , عرقه يتصبب على جبينه ليس من حراره الجو !! , بل من شده اضطرابه , وهو يُدرك جيداً من يكونون هؤلاء الرجال الضِخام ,
يجلسون بخيلاء أمامه وكُل واحدٍ فيهم , نظراته تشتعل غضباً ماعدى الأخير والذي يبدو شاباً بينهم , فنظراته تشعُ ناراً مُتعسِرّه من الشرّ .
بلل شفتيه وقال بترحيب يُقلّد لهجتهم السعودية فبدا مُضحكاً لأنها لا تليق عليه
: حيّ الله , عيال الكاسر تو ما نورّ الدار بوجودكم .
كتم فهد ضحكه تهكم كاد أن يُطلقها , من نبره صوته الرخيمة البعيدة عن نبره الرجال
, وسلمان لم يهتم ويقول وعينيه بعينيّ الياس , بصوتٍ جهوري حاد كنصل السيف , أورثه لابنه فهد
: الله يحيّك ويبقيك النور نورك , ألياس " افندي "
ـ وشد بصوته على هذه الكلمة ـ
, السموحة جيتنا ذا الوقت وانت توك راجع من سفر الصباح .
ارتعش الياس من نبره السخرية بصوته , وخاصه عندما ناداه بلقب " أفندي " وهو يعرف انه استاذ في مدرسه , ماذا يُريدون منه ؟؟!! هل عرفوا بأمر ميرال ؟؟!! ام أن أمراً اخر يشغلهم ؟؟! . ولكنهم قطعوا كل علاقاتهم من قبل لم يخبر احداً أن اخته لديها ابنه او أي طفل ,
قال الياس مُحاولاً جذب الهدوء إلى انفاسه , التي يشعر بها تهدر بلا هواده من فتحتيّ انفه
: حاشا يا ابو فهد , ما جيتوا إلا وعندكم شي ضروري , أأمروني .
هذه المره قال سعد وهو ينظر له بقوه , و ببساطه يقصده بكل حرف ينطقه
: مايأمر عليك ظالم يا أستاذ , الله لا يذوقك مراره الظالم لا ظلم وأنكر .
ابتسم ألياس ببهوت ينتظر , ماذا يُريدون منه ؟؟! .
فاتسعت عيناه الزرقاء بقوه , ورجف قلبه وخفق كما لم يخفق من قبل , عندما هدر سلمان بقوه , يقول بتهكم
: بسيطه إلياس افندي !!! , جينا ناخذ بنت أخوي التربت عندك من سنين , اعتقد جا الوقت النعيلها إحنا , اخذتوا انتوا كفايتكم .
عقد حاجبيه
: شو بتحكي انت ؟؟! أي بنت أخ ؟؟! , بتعرفوا انو اخوكن ما عنده ولاد وحكينا لكم من زمان , ما عندي بالبيت غير بنتي نادين و ابني خالد .
هنا ثار فهد وانتفض واقفاً , وقال بصوتٍ كهدير الرعد وقدّ أمسك بتلابيب إلياس ساحباً إياه إليه , مُتخيلاً رده فعل جدته الحزينة , أن عادوا خائبين
: لا والله , طيب وانا اقولك أنه الشرطة بس تنتظر اتصال مني تجي تفتش البيت , متأكد انه عمي له بنت !!!! .
ارتعش إلياس من خوفه , وخوفه الأكبر أن يخسر ابنته التي رباها بيديه , قد لا يستطيع الدفاع عنها من زوجته ولكنه يُحبها كثيراً , ويُواسيها كثيراً في ألمها ويطعمها من خلف زوجته العقرب .
استمر بالانكار حتى صدح صوت سوسون بصخب اخترق أذانهم , دون أن تُدرك أن الضيوف يسألون عن ميرال !!!
: ميراااااااال , تعي هون لشوف !!! .
نظر فهد لإلياس نظرات كادت أن تقتله وتُسقطه صريعاً , تركه فهد أخيراً ينظر له بشرٍ كبير ووعيد شديد على كذبه من شيء هُمّ متأكدين منه !!! .


auroraa 01-07-15 12:15 PM

رد:
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل السادس


التعبير الذي ارتسم على وجهه كان مُخيفاً
يُحدق بشر في الياس ، الذي اكتنز جسده بالخوف
وهو يرى اتساع عينيّ ، سعد وسلمان ، و يسمع هسيس فهد ويكاد يفترسه كضحيه ، يُقطعها بأنيابه الحادة
اجل تقول ماعندك احد بالبيت اسمه ميرال ؟؟؟!! . :
ازدرد الياس ريقه ، ولا يعرف ماذا يقول بهذه المصيبه ؟؟؟!
التي حطّت على رأسه .
اطرق برأسه ، حتى يستسلم ويقول بأسى
: ما كنت بدّي هيك يصير ، بس إنتوا من زمان وعندكم القوه والسلطة ، وخفت !! ، خفت كتيير تحرموني
من بنت اختي وما أبئى اشوفها ، لهيك عملت العملته .
عقد سلمان حاجبيه ، ولم يعجبه تبريره ، حتى انه لم يقنع أحداً , فقال بوقار اتشح به صوته
: مو عذر السويته ولا هي من شيم رجال الأصول ، أمي صارلها سنين تتعذب على فراق اخوي ، وبعدها موته اوجعها وماعادت تتحمل ، وانه ماكان عنده ضنى يحمل اسمه وينّسيها ألمها على فراقه .
اكمل سعد بهدوء ، رغم اشتعال الغضب بداخله ، من تأكيد إلياس لهذه الحقيقة , ولكن لابد من المداهنه حتى يخضع لهم
: حنا مو عيال حرام ، عشان نحرمكم منها يا أهلها ، اكيد كنتوا بتشوفنها وبتنام عندكم وتزوركم بما انكم ساكنين هنا ، هي عرضنا وشرفنا ، ومكانها بين أعمامها لانها تحمل دمنا واسمنا , اسم الكاسر !!!! .
قال فهد يهمس ، وبحرص ان لا يصل صوته الى والده وعمه
: صدقني انا مو رحيم وطيّب مثل أبوي وعمي ، وحسابكم يا هالعائله كلها بكون عسير ، ما راح امشي الموضوع بالساهل .
تجاهل الرجل الكبير في السن كلامه ، رغم ضعف شخصيته امام زوجته الى انه لا يخشى الرجال أبداً ، ولا حديث التهديدات الصريحة وأيٍ كان .
ربما هو اخطا عندما استمع الى زوجته , وطلبت منه اخفاء امر ميرال !!! ، ظَنّ في البداية انها تُشْفِق عليها
لصغر سنها ويُتمها ، وأدرك مع الوقت ومن بُخلها انها ارادتها كخادمه مجانيه لهم ، ولن تضطر بعد ذلك لجلب خادمه براتب عالي يقضي على مصروفهم الشهري ,
فهي كانت تعيش بالبذخ حتى ووضعهم المادي غير مُستقر ، ويعتقد الآن انه يستحق العقاب على مافعله منذ سنواتٍ طِوال .
نظر لسلمان وسعد ، بتجاهل واضح لذلك الفهد الذي تهرب انفاسه من بين شفتيه بلا هواده ، يعتقد !! بل مُتأكد ان فهد لاعلاقه له بميرال حتى يتدخل بأمرها , فهي ابنه عمه وحسب .
قال بهدوء
. انتظروا شوي لروح واناديها :
خرج من عندهم لبضع لحظات يُكلم زوجته وكانت ميرال , هناك قريبه , تنزل عتبات الدرج ببطء شديد مُتحامله على الألم بجسدها , وهي تتشبث بسور السِلّم الحديدي , مُلبية لنداء زوجه خالها التي لم ترحمها حتى الآن وتريدها ان تتابع عملها .
فجأه سمعت كلام خالها وما يقوله لزوجته , ليس من طبعها التلصص والتجسس ولكنها سمعت اسمها , موضوع يخصها هي !! , موضوع به حياتها ومستقبلها معهم .
قد جعلها مصدومه للغاية فاغره الشفاه , لم تتوقع ولا في أقل من أحلامها ان خالها أيضاً يكرهها إلى هذا الحد , ويفعل بها كُل هذا السوء
إلياس ببعض الغضب في صوته الرخيم
: لك انت شو بك عم بِتصْرَخِي بميرال , ما بتعرفي مين عنا هون .
كتفّت ذراعيها بلا اهتمام , وهي تُحرك قدمها بقله صبر
: شو عرفني انا مين في عنا ؟؟!! , ناس بلا زوء جاين بهاد الوقت وهنن عارفين إنا راجعين من السفر وتعبانين ومو ئادرين نرفع راسنا .
عقد إلياس حاجبيه وقال
: الجاين عنا هدول أهلا لميرال , وطبعاً ما رح يهمهن انا راجعين من السفر وهنن بيستنونا نرجع من اول , عيله الكاسر أهل ابوها , واحزري شو بدهن منا ؟؟؟!! .
انزلت ذراعيها لجنبيها بتأهب لما ستسمعه اختلط ببعض التوتر , وحواسها كلها مُستعده لتلك الثورة التي تتخيل ان تحصل , فور ان سمعت باسم هذه العائله التي لن تنساها بحياتها !!! , وكم تمنت ان ترتبط بهم في يومٍ ما , ومازالت امنياتها أحلام , ولكن الله لم يقدر لها ذلك الارتباط
: شو بدهن يعني ممكن بيسألوا عنا لأنا قرايبهم ؟؟! , وكان بينا صله دم .
إلياس بهدوء يُفجر قنبلته
: عرفوا انه أخوهن محمد عنده بنت الهي ميرال , وجاين لياخدوها معن , ولا رح يسامحونا على عملتنا وإنا خبينا ميرال عنن , وكزبنا عليهن وقلنا اخوهن ماعنده ولاد , ابصر شو رح يعملوا فينا شكلن مو سهلين أبداً !!! , قلتلهن ماعنا بنت اسما ميرال أنكرت لأني ما بدي اخسرا , وبعدين سمعوا صرختك بإسما وانت تندهي عليّا .
توتر وجه سوسن قليلاً من هذا الكلام لتقول بصدمه
: وهنن كيف عرفوا عن ميرال ؟؟! .
: حكولي بالمختصر الصار , بكانت بالمشفى و خبط ابن عما فيّا وطاحت منّا هويتها وكان عليها اسما الكامل .
سوسون بطرف عينيها
: يعني خلاص الموضوع انكشف , وهم مصرين ياخدوها , ما هيك ؟؟؟! .
أومأ إلياس برأسه , والتفت برأسه حتى يعود إلى أدراجه , واتسعت عينيه وهو يرى صغيرته ,
قد تهدلت شفتيها وتاهتا عن بعضهما بصدمه كبيره ، و يخرج من بينهما الهواء الصاخب المليء بالضجيج
عقلها الصغير لم يستوعب كميه هذه الصدمة !!!!! .
هي ميرال الضعيفة لها عائله ؟؟! , عائله والدها يعني عائلتها هي , إذاً لماذا زوجه خالها قالت أن لا احد لها ومجبوره على العيش معهم ؟؟! وليس لها غيرهم !!! ,
ماذا كانت تُريد منها وهي لا تُحبها ؟؟! , لما لم تعطها لعائلتها منذ البداية ؟؟! .
طرقت برأسها وهي تُدرك السبب , لقد أرداتها خادمه فهي منذ أن بدأت تعمل في المنزل قد رحلت الخادمة للأبد لتصبح هي البديلة , هل زوجه خالها بهذه القسوة حتى تفعل بها ذلك لهذا السبب ؟؟! , أم أنّ هُناك أسباب أخرى لإخفائها بهذه الطريقة المُهينة ؟؟!! .
رباااااه هذا كثير عليّ !! , قلبها لم يعد يحتمل كل هذه الخسارة , و كُل هذا الضرر والشرخ الذي حدث في قلبها .
رفعت رأسها على صوت زوجه خالها التي تقول بكل برود وتنظر لها بحقد , وقالت بخبث
: أكيد سمعتي الحكي الصار وفهمتِ شو صار ؟؟! كل شي واضح وهلأ بعد كل هالسنوات ما عدت أتحمل شوفك بوجهي ليل ونهار , نكدتي علينا حياتنا , وإجا الوئت الأرميك فيه لأهلك , روحي ضبي اغراضك والبسي عبايتك وانزلي فوراً .
دخلت سوسون بخيلاء بعبائتها وحجابها , وفور ان وقعت عيناها على الرجال الثلاثه ، حتى تخّلت عن خيلاءها , و سرت رعشه هلع الى أوداجها , من طولهم الفارع وهيئتهم المخيفة ,
ظنّت ان الرجال حمقى وأجسادهم مليئة بالدهون وبطونهم تمتد أمامهم , مثل زوجهم , ولكن هؤلاء مُختلفين وكأنهم يقفون أعلى قمّه برجٍ من عاج ,
يشعُ منهم الكبرياء والغرور , وذلك الشاب الذي يقف جانباً كان أكثر هيبه وأنفه .
حاولت أن تتمالك نفسها وتلتقط أنفاسها وقالت بخبث يتخلله الكذي ولم يتضح لهم كذبها المُحترف باتقان تُجيده منذ سنواتٍ طِوال
: يعني بالأخير عرفتوا عنها , بصراحه فكرتكن أزكى من هيك ورح تعرفوا فيّا من أول , بس خيبتوا أملي , وهلأ وبعد الصار اليوم ماعاد بدي ياها في بيتي , مشان سمعه عيلتي الرح تشوها بحركاتها .
عقد فهد حاجبيه من كلامها الأحمق ليقول رافعاً ذقنه
: أقول أحنا يا الرجال مالنا حكي مع الحريم , نادي بنت عمي ناخذها ونسري وسلينا !!! .
هزت كتفيها الرقيقين وقالت بل اهتمام , وعينيها تشتعلان بمكر الثعلب
: رح تجي خبرتها تضب اغراضا , بس من حقي احكيلكن ونحنا مسافرين كانت رافضه تسافر معنا وخليناها على راحتا , ولما رجعنا اليوم اكتشفنا انها ماكانت حتى تبات بالبيت , الله اعلم وين كانت تبات ؟؟! وشو كانت تعمل ؟؟! انتوا أدرى فيها بعد اليوم مو نائصني تجبلي مشاكل لبيتي .
ارتفع صدر سلمان بغضب هادر , وهو يفهم ماهيه هذا الكلام الخطير , الذي تنطق به هذه المرأة المجنونة ,
هل يلوم تلك الصغيرة على ما تفعل لو كان كلامها صحيح ؟؟! وهم لم يعرفوا بها ابداً !!! ولم يسمعوا بها وتربت عند عائله غريبه !!! , بالطبع لا يستطيع لومها ولا يستطيع تصديق هذه الكاذبه ,
التي اخفت عنهم ابنه اخيه لسنوات , وقد تكون هذه كذبه من كذباتها , وقال بغلاظه
: أستاذ إلياس , أقضب زوجتك ونادي بنت أخوي , الحين أطلعها من هنا , ومن هالجنون الانتوا فيه !! .
أما فهد فهو ببساطه استطاع أن يُصدق , بعد أن قالت انهم تركوها , إذاً من اصطدم بها ذات حبتيّ الفيروز هي ابنه عمه ,
لقد رأها عندما رفعت أغراضها عن الأرض , كانت تهرول و تتحدث مع شاب في المشفى وقد غادرت خلفه , ولم يكن هذا الشاب إلا عبدالله الذي لم يعرفه فهد !!!! .
كانت تقف عند الباب , تحمل حقيبتها الصغيرة التي بها كُل اغراضها , ترتجف خوفاً وترتعش زمهريراً داخلياً حتى اعمق اعماقها , لم تستطع أن تتحرك أو أن تصدر حركه لوجودها .
كيف يُرِدون منها أن تدخل على رجال غُرباء ؟؟! , على أساس انهم اعمامها , فهي بحايتها لم تسمع ان لديها أعمام .
كم تشعر بخوفٍ رهيب أن يكونوا أسوأ من زوجه خالها , هي لم تعد تتحمل كُل هذا السوء , تريد الموت علها ترتاح , فالموت مهما كان فهو أفضل من هذه الحياة الظالمة بحقها وحق الضُعفاء .
تململت زوجه خالها بالداخل , وصرخت من مكانها دون أي احترام أو اعتبار للرجال الثلاثه أمامها
: ميرااااااال وينك ؟؟؟! , تعي لهون اشوف ادخلي , مافي حدا غريب .
صغّر سليمان عينيه بغضب , يتمنى لو يقترب من هذه الشمطاء حتى يقوم بخنقها والقضاء عليها , همس لابنه بقربه
: قوم يابوك قوم , اطلع بره خل بنت عمك تدخل , هي أكيد خايفه منّا وما تعرفنا للحين .
أومأ فهد باحترام لأبيه , ينتفض واقفاً وعيناه ترمقان سوسن بتهديد صريح , وازدراء اتضح على وجهه , خرج من باب أخر في نفس الغرفة , حتى يستقر بسيارته , يطرق أصابعه على المقود بقله صبر , ليرى رده فعل جدته بحفيده , يأمل فقط أن تُمحى تلك الغمامه الحزينة من عينيها الصغيرتين المختبئتين بين التجاعيد في وجهها .
أما في الداخل , انتفضت ميرال على صُراخ زوجه خالها , وأجبرت نفسها على الحركة وإلا فهي تعرف زوجه خالها عديمه الصبر ستأتي وتسحبها من حجابها كالنعجة المسكينة .
سمّت بالله الرحمن الرحيم , وآثرت الخُطى بهدوء حتى توقفت أمام الباب مطأطأه برأسها تخشى رفعه , الخوف يكتنز جسدها اكتنازاً , لا تستطيع السيطرة عليه .
سمعت همساً حنوناً يقول
: تعالي يا بنتي أقربي , لا تخافين منا , ما رح نأذيك
رباااااه انه صوت والدها !!! , هل هي في حقيقة أم سراب ؟؟؟!! , كيف تستمع إلى صوت الموتى ؟؟!! , اللذين تحت القبور لا تُسمع أصواتهم !!! , هل يوجد للصوت أشباه أربعون ؟؟؟!! , هذا مستحيل !!!! .
وجدت نفسها تنقاد إليه تدريجياً , فقد قال " ابنتي " , إذاً هو والدها وليس عمها كما يدعون , كانت تقترب دون أن ترفع رأسها , لقد خافت !! , خافت أن يخيب أملها ولا يكون أبيها .
حين أصبحت قريبه منه , سمح لنفسة أن يجتذبها لحضنه , رغم أنه شعر من قبل أنها قد ترفض وتنتفض هاربه للبعيد , ولكن حين لبّت ندائه لم يقاوم ذلك , قد يشتمّ فيها رائحه أخيه , الذي مضى به الدهر دون أن يراه , دون أن يتحدث إليه .
انزلق أرضاً كما انزلقت هي أيضاً بين ذراعيه , يشعر بدموعها تُبلل ثوبه فوق كتفه , يُدرك انها لم تفتح عينيها لتراه اقتربت كما طلبت منها الفطرة أن تفعل ذلك , ربما هو رابط الدم بينهم من جعلها تقترب ,
كان يُقطّع قلبه فقدانها لوالدها وأنها ترى والدها به , لقد شمّت به رائحه أخيه , بينما هو قد شمّ بها رائحه أخيه المفقود , يؤلمه أكثر مناجاتها له بــ " بابا " , تمنى أن يكون لها الأب بعد هذا الوقت , فهو لن يتخلى عنها أبداً مهما كان , وسيحرص أن تكون هي ابنته الرابعة .
ارتعشت ميرال في حضنه وقد باتت تُدرك , أن جسد هذا الرجل ليس بجسد والدها الدافئ , كان جسد هذا الرجل به بعض البروده التي لم تعتدها .
ابتعدت عنه بهلع , تهدر انفاسها وسمعت صوت زوجه خالها يقول باستخفاف
: هياتكن شفتوا قدام عينكن , كيف رمت حالا ع أول رجال غريب , يعني متعوده على هالشي .
احمّرت عيناها بألم , لم تفهم ماذا تقول زوجه خالها ؟؟! , هي بذاتها مُحرجة من نفسها على أنها القت نفسها على رجلٍ غريب لم تعرفه من قبل , فور ان سمعت صوته الذي يُشبه صوت والدها كثيراً , نفس بحه صوته , نفس حنانه .
قال سلمان فاقداً آخر ذرات صبره
: أستاذ إلياس , لو سمحت للمرة الثانية أقولك ضفّ " اقلع " مرتك , ما لنا حكي مع الحريم أم لسان طويل .
نظر إلياس برجاء لزوجته أن لا تحرجه أمامهم , وقد فهمت معنى نظراته جيداً , و همس لها
: دخيل الله , ادخلي هلأ رح أجي وخبرك شو صار , أصلا رح ياخدوها و ما رح يصير شي .
نظرت لهم نظرات ازدراء من الأعلى للأسفل , ورفعت رأسها بغرور وهي تستدير حتى تدخل للداخل .
ثم قال سعد بهدوء
: أهلين فيكِ يا ميرال , أنا عمك سعد الوسطاني
ـ اشار بذقنه إلى أخيه , يردف ـ
سلمان أكبر مني , واخوي محمد الله يرحمه أصغر مني .
احمرّت وجنتاها وهي تقول بخفوت
: أسفه , بس ما عرفتكم !! .
ابتسم سلمان بهدوء
: ماعليه يا بنتي , بإذن الله رح تتعرفي علينا واحد واحد , وعشان تطمنين وتصدقينا .
أخرج بطاقه هويته من جيبه , كما أشار لأخيه أن يفعل , وفردها أمامها , قائلاً بحبور
: هاذي هوايتنا وأسماءنا عليها وصورنا لو بتتأكدين أنا مو كذابين .
بُهتت ملامحها وقالت : حاشا أكذبكم , صوتك يا عمي يشبه صوت بابا حتى أنك تشبه .
قال سعد ببعض المرح أورثه لابنه فيصل
: أفا بس وانا مالي من الحظ نصيب .
نظرت له بطرف عينيها والورد في وجنتيها يشتعل احمراراً , وهزت رأسها قليلاً
: يمكن فيك شوي منه .
قال سلمان وهو يرغب في الخروج من هنا , يشعر بالشياطين والجن تحوم بالمكان , وقال بحنان
: يلا تعالي معنا عشان نعرفك بـأمي الهي جدتك , كل همها أنها تشوفك وتضمك لحضنها , وتشمّ فيكِ ريحه أخوي .
قالت بابتسامه لا تسعها الدُنيا من السعادة
: أنا عندي جده ؟؟!!!! , أم ابوي الله يرحمه الحكاني عنها كثير ؟؟؟! .
قال سعد بهدوء
: إيه عندك ورح يطير عقلها لين تشوفك , إحنا قلنالها من قبل لما تأكدنا منك , عشان لا يصير لها شي لا سمح الله من المفاجأة .
ابتسمت من اجمل الابتسامات التي يُمكن ان تبتسمها , حتى تلفت لخالها تودعه , من كل قلبها وتشكره على كل ما فعله من اجلها , وكل مالم يستطع فعله من أجلها , أقل شيء كحمايتها من زوجته القوية , بينما بادلها إلياس العناق بقوه وهو يوصيها على نفسها وعائلتها , يتمنى لها الخير وأن تحظى بحياه أجمل بكثير مما قضته معهم هنا .
دخلت إلى الداخل أيضاً , حتى تتبادل عناقاً قوياً تخلله الدموع مع ابنه خالها نادين , ولم تنسى الصغير , بينما أرادت توديع زوجه خالها وشُكرها على ما قدمته لها كانت الأخيرة قد غادرت لأمرٍ طارئ .
ثم عادت ادراجها حي ينتظرها عميّها الاثنين , غادرت معهما إلى حياةٍ جديده , تأمل أن تكون أفضل وأجمل من حياتها هُنا !!! .
*****

كان يدور حول نفسه كأسد جائع في قفص , أي اتجاه يتجه اليه مُغلق في وجهه , زمجر بغضب وهو يتذكر كلام والده له
*
قال أبو طارق وهو يُحرك خرزات مسبحته بين أصابعه
: طارق تعال هنا .
كان يصعد عتبات الدرج بوجه مُتجهم , لأن والده الآن يُجبره على أن يُتمم زواجه بابنه عمه , بعد أن أجبره على أن يتزوجها ويعقد قِرآنه عليها قبل سنتين , كان يرغب أن يتركها مُعلقة أكثر من ذلك.
اقترب من والده بتحفز , ماذا يُريد منه بعد ؟؟! ألم يحدد موعد الزواج بعد اسبوع , ماذا يُريد أكثر من ذلك ؟؟! , لما لا يجعله يرتاح قليلاً قبل أن يقع , مع ابنه عمه الغبية , كانت دوماً مثل أخته , تباً !!! انها أصغر منه بسنتين فقط , لم يُكِّن لها المشاعر إطلاقاً .
قال باحترام لوالده , فمهما حدث فهو والده
: سمّ يبه " نعم " .
نظر له والده مُصغراً عينيه , وفجأه أرخى بجسده على الأريكة يبتسم بمكر , ويقول
: خلاص ارتاح وتطمن , لا عاد تحضر للزواج ماله داعي , بنت عمك سميرة رفضت تِتمم الزواج , وتبغاك تطلقها .
اتسعت عينيه بصدمه , من هي هذه المُتكبرة حتى ترفضه بهذه الطريقة ؟؟! وتُهينه وتُهين رجولته برفضها له .
قال بذهول , وذراعية ترتعش بجنبيه
: يبه , تدري اني ما رح اتضرر من هالموضوع وهي الــ
رفع والده كفه حتى يوقفه عن الكلام وقال
: سميرة لبوه , ما رح تهتم لحكي الناس , آخر همها وش يحكي الناس فيها , وبعدين مو انت ما تبيها !!! , خلاص جاك الرفض , خلك وأهجد " ارتاح " , لا تسويلنا مشاكل .
زمّ شفتيه بغضب , صحيح انه لا يُردها وظنّ أنه سيُخضعها , حتى يستطيع أن يتزوج عليها متى ما أراد , ويذلها كما يُريد , متى أصبحت تأمر وتُنهي ؟؟! , بل منذ متى وهي تمتلك شخصية ؟؟! , لاطالما عرفها ضعيفة تخاف كثيراً , وتحتمي بالجميع .
قال بقوه , والشرّ يلتمع في عينيه
: معليه " مو مشكله " يبه , ما رح أسوي مشاكل , بس أنا بتفاهم معها , هي زوجتي الحين وأظنّ عادي أقدر أكلمها .
هز والده منكبيه , يُخفي ابتسامته من التراقص على شفتيه , لقد عرف أن ابنه ثار , وغضب لأن ابنه اخيه المُذهلة , رفضته هو ولم تطلب الطلاق منه طوال سنتين لانه تجاهلها , ويعرف أن أنسب شخص لطارق وشخصيتة الجِلفة , هو سميرة بقوتها وجبروتها وفي نفس الآن أنوثتها وأناقتها التي ستسقطه صريعاً , فابنه لن تعجبه الضعيفة الذليلة .
*
جرجر ذهنه من الماضي القريب إلى الحاضر , ولا يُريد التعمق أكثر بذكرياته تلك !!! , تباً .
وجهه قبضته الخشنة للحائط يُفرغ به غضبه , وأنفاسده تهدر من رئتيه بلا هواده .
تلك التافهة ستجبره على أن يذهب إليها , حتى يسترضيها .
هدأت أنفاسه وعادت تتناغم مع ارتفاع وهبوط صدره , والتوت شفتيه بخبث , حسناً !!! فليكن سيسترضيها ليتمّ هذا الزواج , وعندها سيذلها لأنها أجبرته على ذلك برفضها , في الحقيقة هي فاجأته , كان طوال سنتين ينتظر الطلاق منها هي حتى لا يكون الذنب عليه ويلومه الجميع .
حمل أغراضه الشخصية و مفاتيح سيارته , يخرج من منزله وكله اصرار على تلقينها درساً لن تنساه .

*****

كانت تتجول بسأم في القصر , تنفض شعرها الناري للخلف , فهي تحبه حُراً طليقاً يُهفهف على قدّها .
وصلت إلى غرفه الجلوس وليس لها خيار آخر , فحتى الخروج ملّت منه ,
هناك كانت تجلس والدتها و رسيل تتبادلان الأحاديث بوديه والابتسامة تتراقص على شفتيهما , لم تحب يوماً الجلوس معهما فهي ترى أن والدتها ليست بسنها واحاديثها لا تليق لها ولا تروق لها , بينما لا تعرف لماذا رسيل تستمتع كل هذا الاستمتاع معها ؟؟؟؟!! .
دون أن تدرك أن روحاً نقيه وصافيه تربط بين توأمتها ووالدتها , روح الأم وابنتها , تلك الثمرة التي نمت في بطنها حتى كبرت وتفجّرت , شعور لم تجربه بسبب عنهجيتها وغرورها .
جلست بهدوء , وسمعت والدتها تقول بحنان
: ياحيّ الله بنيتي القاطعة , وينك يمه ما تنشافين , ماتملين لحالك وبجناحك .
لوت شفتيها ونظرت لوالدتها وقالت
: إلا يمه أطفش بس مافي شي أسويه , حتى هنا أطفش .
قالت رسيل بمرحها المُعتاد
: ترى فاتك نص عمرك , طلع عندنا بنت عمّ , تخيلي عمي محمد الكنا نسمع فيه بس ما شفناه الله يرحمه طلع عنده بنت .
ارتفع حاجب أسيل باهتمام وقالت
: صدق ؟؟! , وليه تونا نعرف عنها وش صار .
قالت والدتهم بتحفظ
: هالشي ما يعرف فيه إلا الكبار , ماعليكم منه , المهم هالبنت بس تجي رح تعيش هنا , عند جدتكم حلفت أنها تعيش عندها , ياخوفي تطلع رفله " مو كويسه " وتأذّي جدتكم بدل لا تعاونها .
رسيل : لا ان شاء الله انها حبوبه و كيوت , وتصير صديقتي وناسه انها بتعيش هنا .
ردت اسيل بامتعاض : وع وش التجي تعيش هنا ؟؟! فاتحين حظيره إحنا ؟؟!! .
قالت والدتها بقوة : اسيل , احترمي نفسك , هاذي بنت عمك أولاً وبعدين مالها مكان وإحنا أهلها , وين نجدعها " نرميها " بالشارع مثلاً ؟؟؟! , وانت تدرين انه جدتك عايشة هنا مو عند عمك سعد , وما رح تضايقكم بشي والشقة مفصوله كلياً عن القصر .
مطّت أسيل شفتيها , وانتفضت واقفة وقالت بتكّبر
: طيب , يمّه سو التبغون , مالي دخل وبعدين بتشوفين أنها بتاخذ واحد من أخواني لو جت , وترتاحين انها بتكون عندك علطول .
غادرت وتركتهم يُتابعون حديثهم , بعد أن سمعت كلام والدتها وهي ترفع صوتها حتى تسمعها
: هي بتيجي وتعيش عندنا , وبنشوف اخلاقها لو ماعليها غبار , أكيد بشرفني تاخذ واحد من عيالي .
حركّت كفها بعدم اهتمام , فاليفعلوا ما يريدون , لا يهمها الآن غير أن تُفرّق اختها عن زوجها , حتى وان لم تأخذه هي , فالنهاية زياد كان حبيبها .
اشتعلت عيناها بفكرة خطيره , لتلوي شفتيها بابتسامة خبيثة , وهي تنوي البدأ بتفريقهم .
كمية الحقد في قلبها الأسود , لا تسع هذه الدُنيا , مع الأسف فهي لم تُصفي قلبها من ذنوبه وندوبه , لاتثق بنفسها ولا حتى بجمالها , أعمت عينيها عن هذه الحقيقة وملأتها بالغيرة و حقدٌ وكُره كبير.

*****
في هذه الليلة الداكنة , ظلام الديجور يكسو السماء السوداء , حيث المجون عمّ المكان بأشكاله , وانتشرت روائح السيجار والحشيش بانواعها وألوانها ,
في إحدى تلك الغرف البعيدة عن الصخب والضجيج .
يجلس متكئاً سانداً ذراعه إلى ركبته , يمُج من سيجارته وينفخ دخانها , حتى سعل ذلك الشخص أمامه من قوه الدُخان دون أن يأبه به الأخر وهو يُتابع شُرب سيجارته ويقول بهدوء
: وش آخر الأخبار الجمعتها عن فهد الكاسر .
ممر نظراته عليه يُردف مستفسراً باستهزاء
- اسمه فهد الكاسر صح ؟؟؟! .
أوما الآخر برأسه
: ايه يا زعيم فهد الكاسر تأكدنا منه , ووضعه مثل ما هو , بس في شي غريب .
لمعت عينيه باهتمام , ليردف الآخر
: هو حالياً مشغول بموضوع بنت , اعتقد انها قريبته , كان راسل رجاله يدروا عليها .
صفر الزعيم باهتمام كبير , وجرجر كل حواسه إليه
: ايه وش سالفه هالبنت ؟؟! .
قال : مادري للحين ما صار شي , رجالنا مراقبينه ونعرف وش يصير معه , اعتقد تقدر تهجم الحين دام هو مشغول وتاخذه غدر .
أومأ الزعيم برأسه بصبر , لقد صبر لسنه كامله حتى يتغلب على هذا الفهد الشرس , ووقت النصر قريب , لا مانع إن انتظر اكثر من ذلك , سيرُد له الجرح أضعافاً مُضاعفه , مهما كان , قال وهو يُحدق للأمام
: لا , بنصبر شوي , لين نشوف وش سالفه هالبنت , أخواته الحين وحده منهم تحت السيطرة , بس الثانية ثقيله ماعليها من أحد , الثالثة متزوجه و زوجته واضح انه ما يطقها الأعمى يشوف لو ضريناها ما رح يتأثر .
مع الأسف فهم لم يعرفوا طبائع الفهد !!! , حتى وان كان لا يُحب فهو أيضاً لا يكره ويتمنى الأذى , وعائلته من والديه إلى اخواته وزوجته وعائله عمه , خطٌ أحمر عريض لمن يقترب منهم بأذى لا يرحمه .


bluemay 11-05-16 07:16 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هلا وغلااا والله
عودا حميدا اورورا ..

نورت برجعتك يا قمر ..
بتمنى لك التوفيق وتكمليها على خير

لي عودة بتعليق بعد قراءة الفصول


تقبلي مروري وخالص ودي
MaYa


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


auroraa 13-05-16 02:51 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608235)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هلا وغلااا والله
عودا حميدا اورورا ..

نورت برجعتك يا قمر ..
بتمنى لك التوفيق وتكمليها على خير

لي عودة بتعليق بعد قراءة الفصول


تقبلي مروري وخالص ودي
MaYa


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

المنتدى ماله نور بوجودك لحد الآن وانا ممنونه منك
على مساعدتي ما تعرفي وش كثر انا مبسوطه
لانه الشي الابغاه صار

وباذن الله حكمل معكم هنا كل ما انتهي من فصل
باذن الله وبانتظار طلتك يا جميله

ودي

bluemay 13-05-16 11:40 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

خلصتها اﻵن وبصراحة اعجبتني كتير وحسيت حالي اندمجت بعالمهم.

ولو انه البنات يبطن التشبد بغرورهم وتكبرهم ما عدا رسيل طبعا..

في اشياء ما اتوضحت تماما متل شو مخطط بسام لميس وليش ساوى كل هالتمثيلية ؟!
فيصل شخص نبيل ومحظوظة انها من نصيبه .

الفهد اخد فكرة مغلوطة عن ميرال وكله من عجوز قريح ع قولة سارة هههه
بس ميرال بطيبتها وحسن اخلاقها رح تتغلغل لقلوبهم اكيد انه الفهد ما رح يقاومها.

اسيل حقيرة شلون تفكر بهالسفالة واﻹنحطاط وبدها تفرق اختها عن زوجها حسدا من عند نفسها؟!!!

واخيرا مين هاللي ناوي شر بالفهد ؟!!


متشوووقة كتير للقادم

يسلمو ايديك يا قمر والعفو هادا واجبي
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


مملكة الغيوم 13-05-16 10:30 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبتين ارورا انا قريت الفصول الخمس جميله تسلم ايدك عجبنى الفهد وفيصل وميرال وميس والجده وام الفهد واتمنى اعرف معاد التنزيل امتى مع تحياتى

auroraa 14-05-16 06:19 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3608531)
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبتين ارورا انا قريت الفصول الخمس جميله تسلم ايدك عجبنى الفهد وفيصل وميرال وميس والجده وام الفهد واتمنى اعرف معاد التنزيل امتى مع تحياتى

وعليكم السلام رحمه الله وبركاته

اهلين فيك يا ورده
شرفتيني الله يسعدك

ميعاد التنزيل ما في اي وقت محدد
انا بمجرد ما انقح الفصل علطول ارسله للمشرفات
بالمنتديات الثانية يبدلوه بالقديم وحنزل الفصل هنا
بالتزامن معهم

الروايه اول ماكتبتها كانت كل يوم فصل دون ما اتعب فيها
بديت وخلصت ولا حسيت باي تعب
طبعاً يوم واحد ما اقدر اطلع شي حلو ما اقدر اطلع شي
مفيد للناس وخاصه انه في تغير كثير

فأنا ياخذ معي وقت تنقيح الفصل عشان يطلع بأحسن صوره

auroraa 14-05-16 06:26 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608468)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

خلصتها اﻵن وبصراحة اعجبتني كتير وحسيت حالي اندمجت بعالمهم.

ولو انه البنات يبطن التشبد بغرورهم وتكبرهم ما عدا رسيل طبعا..

في اشياء ما اتوضحت تماما متل شو مخطط بسام لميس وليش ساوى كل هالتمثيلية ؟!
فيصل شخص نبيل ومحظوظة انها من نصيبه .

الفهد اخد فكرة مغلوطة عن ميرال وكله من عجوز قريح ع قولة سارة هههه
بس ميرال بطيبتها وحسن اخلاقها رح تتغلغل لقلوبهم اكيد انه الفهد ما رح يقاومها.

اسيل حقيرة شلون تفكر بهالسفالة واﻹنحطاط وبدها تفرق اختها عن زوجها حسدا من عند نفسها؟!!!

واخيرا مين هاللي ناوي شر بالفهد ؟!!


متشوووقة كتير للقادم

يسلمو ايديك يا قمر والعفو هادا واجبي
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ههههههههه اكيد بنات الأغنياء مش كلهم في استثناء
يبطون التشبد بس في منهم الفيها الخير

ان شاء الله كل شي رح يتوضح مع الوقت

الفهد اكيد هيسمع كثير وحيشوف كثير خاصه
انها حتعيش عندهم وحنشوف نرسى على ايه

اسيل مع الاسف مثلها كثير الحقد الاسود مملي قلبها
وكله من الدلع الزايد عن حده

يلا ان شاء الله حخلص الفصل السابع هاليومين
خلصت من العقبه الكبيره لقاء الجده بميرال

وباقي الاحداث الثانية

auroraa 16-05-16 05:55 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
أنا جيييييييييت ومعي الفصل وأخيراً
وأول فصل بالرواية يطلع عيوني من مكانها ويجنني

يا رب يعجبكم

auroraa 16-05-16 05:57 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل السابع

وصلت تلك السيارة الفاخرة ووقفت أمام بوابه القصر الفيكتورية , كانت ميرال مذهوله بداخل السيارة بعينين مُتسعتين , وشفتين قد هربتا عن بعضهما .
لم تكن سعيده بقدر ماكانت خائفه من هذه الحياة الجديدة , فهي لم تحلم يوماً بهذه الحياة أمام عينيها الفيروزيتين , لم تحلم لأنها لم تكن مستعده للحُلم !! إن لم يتحقق ويُفطر قلبها أكثر مما هو قد فُطِر , لمع جلد الأريكة التي تجلس عليها بالسيارة تحت ضوء القمر الصافي , هذا القمر الذي كانت قبل سُويعات تتأمله وتداوي جروح جسدها الخارجية , وتُناجي روحها المتألمة عند نافذه العُليّة في منزل خالها , و بقدره قادر أصبحت فجأه ستعيش وتُتابع حياتها في هذا المكان الضخم بدل ذاك المكان الذي كانت تُذل فيه جميع أنواع الذُل والاهانه , وكانت تصمد كالجبال الراسية , صمودها هذا بدأ يتشتت وينهار يوماً بعد يوم , إلى أن وصلت إلى هذا اليوم وأنقذها عميّها من هذا الإنهيار المُحّتم .
واتتها الرعشة عندما سمعت صوت عمها الحنون يقول
: يلا يا بنتي انزلي خلنا ناخذك لجدتك .
ترجلت بهدوء وخوف بينما تشوشت عينيها من ضوء السيارة التي تقف خلف سيارة عمها , ورغماً عنها نظرت إلى هناك لتعرف من قليل التهذيب الذي فتح الضوء على عينيها بهذا الشكل .
وكان ابن عمها يقف بجانب سيارته بعد أن ترجل منها , نظرت له نظره خاطفه فقط , وأنزلت رأسها مُرتبكه من منظره ,
وهالها شكله المُخيف أسفل الظلام بجسده الذي كساه اللون الأسود , بينما لم تره بوضوح بسبب عتمه الديجور .
ولكن كان يبدو ضخم الجُثّة بجسده الذي غشيه الظلام , وعينيه الوحيدتين هيا من كانتا تبرقان تحت ضوء القمر بلونهما كبحرٍ أسْوَدْ عميق وكانتا صامتتين غير مقروئتين .
وشعرت بالخوف من نظراته المُخيفة , ووقفته المُعتدة كجبلٍ شامخ دون اهتزاز .
بينما هو هدر مُزدرياً إياها في أعماقه , بسبب بدائيته التي لم تُهذّب , وتحفظه الشديد , عن قله أدبها وتجرؤها على النظر له بهذه الوقاحه .
تقدمت ميرال خلف عميّها بهدوء والخوف يعتمل قلبها الصغير , ياترى كيف تكون جدتها ؟؟! , هل كانت راضيه عن والدها ؟؟! , أم انها مثل جدها كانت غاضبه عليه لزواجه من والدتها ؟؟!! , هل ستحبها كما تحب احفادها ام انها ستكون مختلفه عنهم وستعيش بعذابٍ مُر هنا ؟؟! , اسأله كثيره تراودها .
وهي تسير على الممر الصخري المصقول في الحديقة الواسعة الغنّاء , والمؤدي إلى شقه الجدة التي يتضح عليها من ديكورها العتيق روح جدتها وهفوتها للقِدم والشعبيات .
توقفت أمام باب الشقة وكانت تجُر قدميها جراً , خوفاً من هذه اللحظة , تخاف خيبه الأمل بعد أن منحت نفسها الأمل , خافت بعد أن أملت بأن الله سيُنبت مكان الجرح زهراً .
دمعت عينيها واهتزّ جفنيها , عندما دخل عميّها قبلها , وسمعت صوت جدتها تقول بلهفه
: وينها بنت محمد ؟؟!! , وينها بنت الغالي من ريحه الغالي ؟؟!
سلمان بهدوء والعبره تختنق في حُنجرته
: أهدي يمّه هاذي هي عند الباب , شكلها مستحية تدخل .
التفت للباب وقال بحنان
: تعالي يا ميرال , تعالي يابوك ما في أحد غريب هنا .
ازدردت ريقها بصعوبه , تُحرك قديمها الناعمتين لتدخل وأخيراً وتقف مبهوته الملامح بصدمه ,
أمام جدتها بجسدها هشّ العظام , والتي وقفت متكئه على عصاتها فقط لأجلها , حدقت ميرال بدموع جدتها التي تنهمر ممتاليه , ولم تستطع ميرال أن تكبح دُررها العالقة على أهدابها الكحيلة , عندما سمعت الجده تقول بتأوه من بين دموعها
: تعالي يمّه , تعالي يا ريحة الغالي , تعالي أضمك لصدري وأنا أدري أني ما رح أشبع منك .
هرولت إليها بدون أي مقدمات , حتى استقر جسدها الصغير بين أحضان جدتها ,
تعتصرها الجدة بين ذراعيها الهشيّن حتى كادت أضلعها تئن , بكت ميرال على كتفها كما لم تبكِ من قبل , نشج صوتها واختنق بين غصاته من نقابها الذي يُغطي وجهها ,
أثارت بمشاعرها قلب عميّها وجدتها , حتى غزى الحُزن والأسى وجوههم .
ولم تقصر الجده بشهقاتها وعويلها وهي تشد ميرال إليها كلما سنحت لها الفرصة , انزلقتا إلى الأرض بتأثر , وتتلاشى قدمي جدتها من تحتها حتى لم تعد تستطيع حملها أكثر من ذلك .
أزالت الجده الغطاء عن وجهها كما أزالت حجابها بلهفه حتى ترى وجهها , وقالت بتأثر عندما رأتها , تتلمس وجهها بكفيها المُجعدين
: ماشاء الله , ماشاء لله , ربي يحفظك من العين يا بعد روح جدتك , الله يحفظك ويخليك لنا دوم ذخر , قمر بسم الله عليك .
تصاعدت الحُمرة لوجنتيها , كالورد المُتفتح بالربيع , وعُقد لسانها ولم تستطع الرد من احراجها , فمن النادر ان يمدحها أحد .
سُرعان ما جلست الجده على الأريكة وسرعان ما أحاطت كتف ميرال بذراعها , اجتذبتها لصدرها حتى تُغرق ميرال رأسها في موطنها الغنيّ بخيرات الأرض .
كان الصمت بينهما هي لغه المشاعر المُتدفقة من أعينهما , ولم تجرأ أيٌّ منهما على كسر هذا الصمت الثمين , وهما تُحدقان ببعضهما تاره , وتاره تعيد الجده رأس ميرال إلى صدرها الواسع بالحنان والحب بابتسامتها المُشرقة .
كانت رسيل تقف عند الباب بتردد وارتباك , تنظر لفهد الذي يدفعها بذقنه كي تدخل فهو على كل حال ينتظر أن تنتهي ثوره المشاعر هذه حتى يطمئن على جدته ,
ابتسمت بخجل , وقد تضرج وجهها بالحُمرة , عندما نظر لها والدها وابتسم وقال
: هلا والله ببنتي , ودلوعتي , تعالي يبه وتعرفي على بنت عمك لا تستحين .
نظر سلمان لميرال وقال ببشاشة
: شوفي يا ميرال هاذي بنتي أخر العنقود ومعها وحده توأم بس شكلها ما جت للحين , المهم هاذي رسيل , وأخ بس من رسيل هي وجنانها , بتجبلك الجنان انتبهي منها !!! .
رفعت ميرال رأسها عن صدر جدتها بابتسامه مُشرقه , تنظر لوجه رسيل وقد شحب من كلام والدها وقالت بسخط , وقد نسيت أمر خجلها من ميرال أو ارتباكها
: بابا حرام عليك وش تقوووووول !!!!!!! , أنا مجنونه الحين ؟؟؟! , خلاص أنا زعلانه منك الحين مره وما رح أرضى لين تراضيني .
عقدت ذراعيها إلى صدرها ورفعت رأسها جانباً بغرور تمثيلي , بينما ضحكت ميرال بخفه , وابتسمت الجدة لسماعها هذه الضحكة المنعشة وقالت بيأس
: أقول بس عن دلع البنات الماصخ " المقرف " , هذا الناقص بعد , وبعدين أبوك صادق كلك جِنَانْ , إلا وين وليدي فهد أحد شافه ؟؟.
قالت رسيل تلوي شفتيها بضيق : المسكين ملطوع بره من أول .
ثم وكأنها تذكرت أمر ابنه عمها , وقالت بحماس
: ميرال , ياقلبي نسيت أنا آسفه .
وركضت إليها تسحبها بعنف , وتعانقها بقوه , كما بادلتها ميرال العناق بخجل اجتاحها , ويبدو ان خجلها مع رسيل لن يطول بسبب روحها الشفافة المرحة .
قالت الجدة بحنان : رسيل خذي ميرال لغرفتها وخلها ترتاح هناك , عشان أطمن على فهد .
رسيل : هييييح , وحنا قلنا بتنسى فهد بعد ماجت ميرو الغالية , طلع له معزه كبيره .
مالت الجده بجذعها للأسفل , تلتقط خُفّها البيتي وقالت بحده
: والله يا رسيل لو ما تنقلعين الحين !!! , لأرميه بنص وجهك , وأعلمك أنه الله حق انت ومزحك السامج " سخيف " .
ضحكت ميرال بخفه , وسحبتها رسيل بغلظه غير متعمده , فقد أحرجها والدها وجدتها كثيراً هذا اليوم , ونشروا غسيلها الذي ارادت مُدارته عن ابنه عمها الجديدة .
دخل فهد بجبروته وكبريائه الذي يُلازمه دوماً , لم يعرف ماذا حدث بالداخل ؟؟! , او كيف كان اللقاء ؟؟! , فابنه عمه لم تعرف يوماً أن لها عائله , وخشي كثيراً أن تجرح جدته ببرودها تجاهها وصدودها , خاصه وأنها لم تستوعب أن لها عائله غير عائله خالها إلا هذا اليوم .
دخل وهاله احمرار عينيّ جدته الغالية أمه الثانية , بُكائها الذي اتضحت دموعها الندية على وجنتيها .
هرع إليها بقلق يتلمس كفيّها بحنان ويقول بنبره اختلط بها الخوف
: يمّه وش فيها عيونك , سلامات ماتشوفين شر حمارها مو طبيعي , بتصل على فصيل يجي يشوفها .
وضعت كفها على كفه التي التقط بها الهاتف وقالت بصوتٍ مخنوق من بحه البُكاء
: ماله داعي يمّه , أنا اليوم بخير أكثر من أي وقت راح , إلا أنت وش علومك ؟؟! عساك طيب ؟؟!! , مادري وش بقولك لأنك لقيت حفيدتي الغالية لي , ما راح أوفيك حقك أبداً .
التوت شفتيه بابتسامة رجوليه تُميّزه وقال
: أفا بس عليك , ما لك دين عندي أبد عشان توفيه , من حقك تشوفين حفيدتك وتفرحين فيها .
أومأت برأسها والسعادة تغمرها من كل زاويه في جسدها الضئيل , بينما تحدث فهد مع والده وعمّه وشرحوا له كيف كان هذا اللقاء مؤثر لدرجه أن أعينهم قد تغرغرت بالدموع .
ابتسم ابتسامه صغيره , وهو يشكر ابنه عمه بداخله , على أنها لم تكسر جدته ولم تُحزنها بتباعدها وصدودها , وأن دموعها كانت دموع تأثر وفرح , يتمنى أن يدوم عليهم طويلاً بما أن الفرح والسعادة لا تعرف إليه طريق , يكفيه أن من حوله سُعداء ويُحقق لهم هذه السعادة

*****

كانت ريما تجلس ، تضع قدماً على قدم وتُأرجح إحداهما ، ومنغمسة بالقرآءه فهي قارئه نهمه لكل شيء , تعشق القرآءة بأنواعها , كما تعشق الموضة , وكانت قمه في التواضع , وبارعه في فنّ التجاهل لما لا يهمها .
نظرت لهاتفها الذي أصدر أزيزه الصامت لترفعه بنعومه وتضعه على أذنها وتقول برقه
: هلا رسيل , شخبارك ؟؟!
اتسعت حدقتيها بعض الشيء وقالت بتعجب
: صدق جت بنت عمي ؟؟! , متى طيب ؟؟! وليه ماحد قالي ؟؟! .
أردفت
: أه , طيب طيب فهمت , تأخر الوقت الحين وما يمديني أجي , ان شاء الله بكره من الظهر وانا عندكم , يلا مع السلامة ولا تغثي البنت أعقلي .
فاجأتها العاملة بعد أن اغلقت الهاتف , عندما جلبت لها باقة من الورد المُتفتح , قد فاح شذاه في الأجواء .
قطبت حاجبيها الصغيرين حتى ظهرت غضنه بينهما , مُتعجبه من وصول هذه الباقه , فسألت العاملة
: مين جاب هذا الورد ؟؟! .
هزت العاملة منكبيها وقالت
: ما يعرف مدام !! , هزا في سواق بره جيب .
أومأت ريما وهي تُشير لها أن تذهب , لا تعرف لما خفق قلبها فجأه !!! , فبالعاده زياد يجلب الورود للمنزل بين فتره وفتره عندما تبيت عند أهلها , فهو يُحب رائحتها وشكلها في المكان , ويعرف جيداً انها لا تُحب الورد وتتحسس منه , وان جلب لها شيئاً فهو يُقدمه لها بيديه .
اقتربت بتوتر وعينيها تلتقطان البطاقة التي عانقها الورد , واجتذبتها بين أناملها الصغيرة , حتى تقرأ ما كُتب عليها , وهالها ما كُتب .
اتسعت عينيها بصدمة وعينيها تتشربان الحروف المكتوبة بخطٍ أنثوي أنيق
" مرحبا , أستاذ زياد حبيت أشكرك بنفسي على مساعدتك لي , ولُطفك معي ما كنت رح أعرف أتصرف بدونك ولا كنت رح انجح , واتمنى تتقبل هديتي المتواضعة لشخصك المُتواضع ,
طالبتك من الجامعة " .
انزلقت بمراره على الأريكة , كفيّها ترتجفان بوهن , وجسدها يختضُ كالغربال .
كانت تشعر بأن هذا اليوم سيأتي قريباً , عندما اصبح زوجها يُدرس الطالبات والطُلاب في الجامعة عن بُعد , ستأتي من تحاول انتزاع زوجها منها , يبدو أن السجال قد بدأ الآن !!! , سجال لتُحافظ فيه على زوجها ووالد أطفالها .
سحبت قدراً كافياً من الأوكسيجين حتى تزفره تدريجياً , بدأت تردد الأرقام بداخل عقلها إلى ان وصلت الى الرقم عشره حتى تهدأ , فلن ينفعها الصُراخ والعويل الآن !! , ستكون هادئه جداً عندما تتحدث معه , وستتصف بالبرود الصقيعي حتى تستطيع التفاهم مع زوجها , فهو لاذنب له بما حدث , بل الذنب ذنب تلك الوقحة .
رفعت صوتها قليلاً ووجهها مُكّفهر من رائحه الورد
: سااااري , تعالي هنا .
هرولت إليه العامله حتى تعرف ماذا تريد منها ؟ .
فقالت ريما عابسه الملامح وقد أفسد أخر يومها وفرحتها بابنه عمها الجديدة التي لم تراها بعد ولم تعرف عنها سوا اسمها " ميرال " .
: خذي هذا الورد حطيه عند المدخل .
أومأت العاملة تحمل الباقة وتذهب بها , بينما كانت ريما تطرق الهاتف بباطن كفها طرقات مُتتالية , تنتظر قدوم زوجها .

*****
أمسك بكفها حتى يُساعدها على صعود عتبات الدرج الخارجية للعماره , وبالطبع لن ينسى أن يُخبرها بما تواجهه من عوائق أمامها !!! , وفي كل مره يُمسك بكفها حتى يُساعدها يشعر بانتفاضتها الخجولة .
لم يتخيل ولا في أقل أحلامه أنه سيتزوج من ضريره , ماهذا البلاء الذي أوقع نفسه به ؟؟؟! , لقد شعر بفداحه ما فعله اليوم منذ ان أستلمها من عائلتها وأصبحت مسوؤليته .
أراد أن يُرفه عنها قليلاً بما أنهم لم يقيموا لها عرساً ولم يذهبوا للفُندق كأول يومٍ لهما معاً , فأخذها إلى أحد المطاعم حتى يتناولوا طعام العشاء ,
ولا يحتاج أن يقول كم أفقدته عقله وأثارت جنونه هناك , حتى يضطر أن يترك طعامه بعد أن سُدت شهيته , ويُطعمها بنفسه لقد اتضح له انها لم تخرج من قبل إلى المطعم , وكانت تخجل كثيراً من تصرفاته التي يُرغم على فعلها حتى لا تفضحه بالأماكن العامة , أراد أيضاً اخذها لمركز التسوق لتشتري بعض الثياب الجديده فما معها يبدو قديماً , وتذكر أنه سيضطر لأن يُمسكها طوال الوقت حتى لا تقع , وأنه من الأساس لا خبره له باختيار ثياب النساء , سيترك هذا الأمر لأبنه عمه ريما واخته من الرضاعة , واستقر على المطعم الذي حرص أن يكون غرفاً مُغلقه رغم أنه يكره الأماكن الضيقة والمُغلقة .
ومع ذلك لا يعرف لماذا ما يزال يُشفق عليها ؟؟؟! , يشعر انها مسكينه وضعيفه بفقدها لبصرها , وتُحرج كثيراً لاحظ انها تحاول عدم الاحتكاك به حتى لا تُحرجه , ولكنه كان المُبادر دوماً
قال بصوته الرجولي الرخيم
: انتبهي في درجه قدامك .
زفرت ثاني أوكسيدالكربون بقلق وهي تعتلي هذه الدرجة ويتوجهان إلى المصعد , وبالطبع كان فيصل هو من تولى كل شي بالإضافة إلى قيادتها , وأخيراً دخلا إلى بر الأمان , وأدخلها إلى غرفه النوم وقال بهدوء
: خليك شوي هنا , أنا بنزل أجيب شنطتك واجي .
أومأت دون أن تصدر حرفاً واحداً , وخرج فيصل وبقيت لوحدها تشتم رائحه المكان , حتى استطاعت تمييز أن الأثاث كان جديداً , أرادت أن تتعرف إلى الطرق بالغرفة وحساب عدد الخطوات التي توصلها لأرجاء الشقة .
فجأه شعرت برائحته التي سبقت دخول جسده لغرفه النوم , وضع فيصل حقيبتها على الأريكة الصغيره , وقال بهدوء وقد حان وقف الفرج
: جبت شنطتك , الحمام تلاقيه قدامك بكم خطوه , اساعدك .
هزت رأسها بعنف ووجنتيها الورديتين دليلان على خجلها العُذري : شكراً لك , انا أقدر أسوي كل شي بما أني في الغرفة .
كان يُخرج لها منامتها من حقيبتها , زفر براحه عندما رأى أن ثياب نومها كلها عباره عن منامات قطنيه يتضح عليها القدم وكثره الغسيل ,
فهو الآن لم يكن مستعداً لجعلها زوجته فعلاً , لم يعتد عليها وعلى وجودها في حياته التي اخترقتها فجأه .
وقال بحنان بنبرته الرخيمة
: طلعت بجامتك وحطيتها جمبك وانا بنتظرك لين تخلصي , عندي مشوار مهم لازم اطلع وما اقدر اطلع إلا وأنا مطمن عليك وعلى السرير .
نهضت بهدوء بعد أن التقطت منامتها التي عرفتها من ملمسها , وهي تتحسس الطريق أمامها بكفيها , كانت تشعر بالحرج لأنه يراها بصمت وقد يظن أنها كالمجانين , لكنها لم تُرد مساعدته عليها ان تعتاد أن تفعل ذلك لوحدها , دخلت إلى دوره المياه , وقد أخذت بعض الوقت لتُبدل ثيابها .
خرجت ورسمت ابتسامه صغيره على شفتيها , جلبت ابتسامتها , التواء لشفتيّ فيصل , هبطت بجسدها على السرير وقالت
: خلاص تقدر تروح , شكراً ما قصرت وتعبتك معي , آسفه .
ابتسم فيصل براحه وقال
: طيب جمبك في قوارير مويه والادراج فيها شوي خرابيط وحلويات و مكسرات لوجعتي قبل أجي , ولا تضطرين تقومي تدوري المطبخ .
أعادت خصلات شعرها الخفيف خلف اذنها وقالت
: مشكور والله ما قصرت , يمكن أنام علطول .
همس : نوم العوافي , وأنا بحاول ما اتأخر .
خرج وأغلق باب الغرفة بهدوء خلفه , وتركها تُصارع أرواحها لوحدها بين الظلام , والبحر الأسود العميق حولها .

*****
يضع قدمه على فخذه , ويهزها بنفاذ صبر , لقد طال صبره كثيراً وتلك التافهه بكل دقيقه تمُر تقوم باهانته , انه ينتظرها منذ نصف ساعه ولم تدخل عليه يعلم جيداً أنها تتعمد إذلاله !!!! , ولكن سوف يُريها فلتدخل عليه فقط !!!! .
أشعل سيجارته يمُجها بروية مستمتعه وأدخنتها تتلاشى أمام عينيه الصقريتين , يُحدق بالفراغ أمامه وبدأ الهدوء يتسلل إليه فور أن بدأ يشعر بأنفاس السيجار تتخلخل أعماقه , بينما كفه الأخرى تعبث بشُعيرات ذقنه الداكنة التي سبغت على وجهه , واعطته مسحه رجولية لا يُستهان بها .
دخلت عليه عمته بشخصيتها الضعيفة المضطربة , وقد ذركته بابنه عمه سميرة فلطالما كانت هكذا مثل والدتها , حتى أنها كانت بدينة الجسد بدينة للغاية , جلدها الأسمر مُترهل ومُتشقق بوضوح كان يوماً واحداً رأها فيه وصُعق منها ولم يعد لرؤيتها مُجدداً , وكانت ذا روحٍ ميته بسبب موت والدها قبل زواجهم بعده أشهر , وعندها اضطر للزواج بها رغماً عنه حتى يكون سنداً لهذه العائلة الصغيرة , وصُدم من شكلها الذي كالبرميل وشخصيتها الضعيفة المُقززة وهي تمثل الخجل في يوم عقد قرآنهم , ولن ينسى تلك الحبوب التي كانت تملأ وجهها وتشوهه وبدت أشبه بمراهقه ببداية العقد الثاني لها .
قالت عمته بتوتر , تفرك كفيها واتضح على ملامحها الكذب
: معليش يا ولدي يا طارق بس سميره ما تبغى تدخل راجعه من الشغل وتعبانه ومالها خلق .
انتفض واقفاً وقد فاض صبره ووصل إلى انفه , وأفلتت من حلقه زمجرة ضارية , والالتواء الطفيف الذي اثاره حاجبه اظهر بوضوح عدم تصديقه لكلامها ,
مُطبقاً قمه بصرامة , بدا يغلي كالمرجل المُشتعل الذي تُحيطه النيران المُستعِّرة , و قال ساخطاً
: نعم ؟؟؟؟!!!! , انا نص ساعه صارلي أنتظرها وهي تقول تعبانه من الشغل , عمتي هذا مو كلام قبل لا أجي دقيت عليك وقلت بجي اتفاهم مع سميرة , وقلتِ لي حياك هيا بالبيت .
توتر فمها بصدمه فهي لم تتذكر ما قالته له , لقد أحرجتها ابنتها كثيراً هذا المساء , وقالت باستسلام
: طيب بروح أحاول معها , معليش يا ولدي سامحني مخها صعب شوي .
أومأ برأسه وهو يهمس بخفوت عصبي
" إلّا مخها مثل الجزمة الخربانة "
لم يجلس بعد , بل جذبت أذنيه أصواتٌ مرتفعه نوعاً ما , انتابه الفضول ليسمع الحديث الذي يدور بين الأم ووالدتها , اشتعلت حدقتيه باللهب وتاهت شفتيه عن بعضهما , وهاله ماسمع من لسان تلك البدينة التافهه ضعيفه الشخصية والجسد .
قالت سميره بقوه دون أن تُبالي بصوتها المُرتفع , وقد فاض كيلها
: هذا قليل الحيا وش يسوي للحين ؟؟! , أنا قلتها وبعيدها يمّه قوليله ما أبيه ولا أبي أشوف رقعه وجهه الودر " القبيح " .
قالت الأم تحاول أن تُليّنها عن قرارها وتُهدئ صوتها
: هششش وطي صوتك يا مصيبه , عيب عليك يا بنتي صارله ساعه ينتظر , هذا ولد عمك و زوجك بالأخير شوفي ايش يبغى وتعالي , كلميه وقوليله بنفسك ما تبغيه , بس لا تفضحينا تكفين يمّه .
رقّت عينيها تحت حاجبيها العابسين , من أجل والدتها وتوسلها لها أن لا تفضحهم , ثم التوت زاويه شفتيها فجأه قبل أن تُصدر صوت ضحكه ساخرة مستهزئه من فمها
: قلتِ زوجي يمّه , وينه عني هالزوج من سنتين يوم خسرت وماحد وقف جنبنا كان مالنا غير بعض , الحين تذكرني ؟؟؟؟!! وطريت على باله , وتذكر انه له زوجه مركونه على الرف , كنت أدري إني لما أرفض اكمل مهزله هالزواج , رجولته بتنهان ويركض وراي مثل الكلب !!!!!!!! .

*****
حلّت ساعات ما بعد مُنتصف الليل , و كان الليل قد أسدل أستاره قبل سُويعات , ولكن الآن في هذا الوقت وهذه اللحظة حلّ الهدوء فجأه على المكان , غادر عميّها وزوجاتهم اللتين أتتا لرؤيتها وكذلك غادرت ابنه عمها اللطيفة رسيل , هذه الفتاه طرقت أبواب قلبها دون أي إنذار , شعرت أنها ستكون الأخت الثالثة لها من بعد سارة .
لاتعرف لماذا ؟؟! , ولكنها شعرت بذلك من حيويتها كانت متفتحه مُزهره كالورود الندية .
ابتسمت بود وهي تنظر للغرفه اللطيفة حولها , لم تُصدق أنهم جهزوا لها هذه الغرفة قبل أن تأتي لأستقبالها , كان كل شيء مُعد من أجود أنواع الخامات , كان لها دوره مياه خاصة بها و ,
خزانة من العاج تكسو أحد الجُدران كوحشٍ مُهيب , وبساط من الفرو الوثير كسا الأرضية المصقولة الباردة , وستائر فاخره غطت النافذة الضخمة وكانت اسفلها تتدلى ستائر من الخامات الخفيفه البيضاء , وأريكة تقبع أمام النافذة بهيبه وشموخ , وطاوله جانبيه يُحيطها كُرسيين , وسرير فيكتوري يسع لشخصين أو أكثر .
ضحكت بخفة , لقد كان كبيراً عليها بينما سريرها الأرضي بمنزل خالها بالكاد كان يسعها , اغطيته ناعمه للغاية لم تتخيل أنها ستنام يوماً ما عليها , تخيلت وهي تُمرِّغ جسدها بنعومته وتدفن وجهها بحريره , ولكنها لم تعد تتخيل وبدأت تفعل , كان الدفء ينتابها بكل لحظه ,
يا تُرى هل حضن جدتها سيكون بدفء هذه الأغطية ؟؟! , أرادت كثيراً النوم بأحضانها ولكنها خشيت أن تُضايقها أو تزعجها , لم ينتبها النوم حتى فالمكان غريب عليها لم تعتد عليه .
خرجت بخطواتها الناعمة بإتجاه المطبخ ذي الديكور الأمريكي حيث تستطيع رؤية غرفه الجلوس بوضوح أمامها , فتحت الثلاجة وهي تلتقط قنينه ماء باردة تشربها وتروي حلقها الجاف .
التفتت بصدمه وهي تشعر أن أحدهم يفتح الباب , وتنفست الصُعداء عندما رأت جدتها الحبيبة بجلالها تخرج من غرفتها , هرولت إليها حتى تُساعدها على السير , قالت الجدة بحنان وهي لا تُصدق عينيها تشعر انها ما تزال في حلمٍ ما
: يا حبيبه قلبي يا ميرال , يا بنت الغالي ما أصدق عيوني أنك هنا الحين وفي بيتي .
ابتسمت بخجل وردت بنعومه
: أنا كمان مو مصدقه أنه لي أهل من بابا , دايماً كان يحكيني عنك أكثر شي , وكنت اتشوق اشوفك , كان مشتاقلك كثير .
رقرقت عيّنا الجدة وقالت
: الحمدلله لك يا رب انك هنا وبقيت عايشه لهاليوم عشان أشوف وجهك .
قطبت ميرال قليلاً : الله يطول بعمرك , ويخليك لنا يا رب .
قالت الجدة : من فرحتي فيكِ اليوم , ما عرفت أنام زين !! .
ابتسمت برقه وهي تقول : وأنا المكان كان غريب علي , وما عرفت أنام كويس , يعني ما تعودت !! , بس شوي شوي أكيد رح أتعود .
بتردد همست الجده , ولاتعرف كيف ستطلب منها هذا الطلب ؟؟؟! : طيب وش رايك تنامين عندي بالغرفة و ... وبحضني ؟؟! يعني لين تتعودين على المكان , ولا تتضايقين ؟؟! .
فغرت ميرال شفتيها بسعاده وهي تومئ برأسها موافقه : أنا استحيت اطلب منك , ولا كان نفسي انام بحضنك وخفت أضايقك .
جذبتها الجده لأحضانها تمسح على شعرها البُندقي بحنان وتسنشق رائحه شعرها الطفولية .
ابتعدت عنها ميرال قليلاً وكادت أن تقول شيئاً و , أُجفلت عندما سمعت قفل باب الشقه يُفتح وصوتٌ رجولي غليظ مُختلط ببحه خشنه يهتف
: يا ولد , طريق !!!! .
قالت الجدة وقد أشرق وجهها مع سماعها لصوته
: لحظه يا وليدي , دقيقه بس .
التفتت إلى ميرال وقالت بابتسامه : قومي يمّه ادخلي لغرفتي انتظريني هذا فهد ولد عمك , كل يوم يُطل علي نص ساعه بعد ما يصلي الفجر ويرجع من المسجد .
أومأت ميرال وقالت بصوتٍ منخفض : أنا كنت رح أستأذن منك عشان أقوم أصلي , ورح أنتظرك .
نهضت حتى تُقبلها على جبينها وهرولت لغرفه جدتها , بينما دخل فهد مُغتاظاً , كاد أن يدخل بلا استأذان كما العادة ولكن في اللحظة الأخيرة تذكر ابنه عمه الجديدة , وكما هي العادة قبل رأس جدته وهو يلثم كفيّها بحنان ويجلس معها نصف ساعه بعد أن يُصلي بالمسجد .
يُحب جداً ان يُصلي الفجر بالمسجد أكثر من أي صلاه أخرى فكل الصلوات يقضيها في المسجد , ولكن الصلاه في هذا الوقت بالذات يكون الجو بديعاً لا يمُت للحرارة بصله , به روحانيه غريبه تتخلخل لأعماقه , تنسيه همومه المتراكمه وحياته البائسة , يطلب الصبر من الله دوماً ويحمدلله على صفه الحِلم التي منحه إياها ,
به اجواء يفقدها الكثير من الرجال اللذين يكتفون بالصلاة في بيوتهم وبعضهم قد لا يهتم بهذه الصلاه , فكلما دخل للمسجد وجده خالياً إلا من القلّه القليلة من الرجال ويجد مكاناً في الصف الأول خلف الإمام بكل راحه ويُسر .
قال فهد بابتسامه وهو ينظر حوله
: ما في قهوه اليوم يمّه .
تنهدت الجدة بهم وهي تقول : لا يمّه مافي السموحة , هالعامله طفشتني من أمس لا تعرف تسوي قهوه ولا تزين شي وحتى تنظيفها مثل وجهها .
ضحك بخفه وهو يقول : ولا يهمك بكره بروح بقدم على المكتب واشوف لك وحده زينه تساعدك .
أومأت برأسها وهي تقول : ايه الله يرضى عليك , شوفلي بسرعه عشان بنيتي هنا , ما ودي انها تتضايق , أبغى اعوضها عن الفات وكل الراح .
عبس بحاجبيه , وقد فهم جدته بشكل خاطئ وظنّ أن ابنه عمه هي من طلبت العاملة , ولم يُعجبه تدللها فقد جاءت اليوم وقد بدأت تتدلل عليهم , فقال بصبر منحه إياه الله منذ سنوات
: ابشري يا يمّه , أنا بجيبها عشانك أنت بس مالي دخل في بنت عمي , هذا الناقص تدلع علينا وهي توها ماصرلها يوم هنا .
مطت الجده شفتيها وقطبت حاجبيها , وقالت بسرعه : فهيدان ما اسمح لأي احد يحكي عن حفيدتي كذه !!! , هي ماقالت شي ولا فتحت فمها بكلمه ولا تكلمنا بهذا الموضوع , بس انا الما أبيها تتعب بشي .
مطّ هو الآخر شفتيه , وذُهل من هذا الشعور الذي انتابه هل يغار من تلك الطفلة التي اقتحمت حياتهم بدون إنذار ؟؟؟؟؟! , فجدته بدأت بتدليلها والدفاع عنها حتى انها قالت له " فهيدان " ولا تقولها له ابداً إلا عندما تغضب منه , حتى انها تغضب على أي شخص يُناديه هكذا , وهمس لنفسه
" بلا حركات بزران " أطفال " يا فهد وش التغار ذي ؟؟؟! من بزر لا راحت ولا جت , هذا الناقص والله !!!!! " .
سحب نفساً عميقاً وزفره بقوه , وينتفض واقفاً , ويقول باحترام
: يلا يمّه استأذن منك , بروح أريّح شوي عندي رحله داخلية الظهر .
الجده بهدوء , وقد شعرت ببعض الندم من طريقه حديثها معه , وهو رجلٌ بطول وعرض واحترامه لها لم يسمح له بالرد عليها
: الله يحفظك يا وليدي من كل شر , لك كل دعواتي , تروح وترد بالسلامة .
ابتسم بحنان وهو يعرف انها ندمت على تسرعها معه , فهي كالطفله , عندما تتحدث بسرعه فتندم بسرعة دون أن تستوعب .
هبط بجذعه إليها يلثم جبينها بقبله عميقه , وهمس عند اذنها هذه المره بصوتٍ منخفض لم يصل لميرال
: ولا تزعلين يا الغالية , ماحد رح يتكلم بحفيدتك واليتكلم بقص لسانه , كله ولا زعلك .
هبّ وقفاً مُردفاً لنفسه
" على الأقل ماحد متكلم فيها قدامك " .
غادر المكان بهدوء , بينما ميرال كانت تنتظر بغرفه جدتها ,
ولا تعرف هل الجُدارن عازله للصوت ام لا ؟؟؟!
أم أن غرفة جدتها هي القريبة جداً من غرفة الجلوس كثيراً ؟؟! أم الخيار الثالث وهو الأكيد أن صوته هو الغليظ كهدير الرعّد ؟؟! حتى يصل صوته المُخيف إليها وتسمع ماقاله عنها من اتهامات !!!! , هي ليست كذلك لقد عملت طوال سنوات كعامله ولم تُجرب رفاهيه ان يكون هناك عامله تخدمها وتُنفذ ما تريد , لما يحكم عليها الناس بهذه الطريقة السريعة ,
بحق الله !!! لقد وصلت اليوم كيف يُجزم بأنها مُدللة ؟؟؟؟! .
*****
قبل سُويعات قليله من الفجر , يقف على قمه الصخرة الصغيرة بينما رذاذ الأمواج المٌتلاطمة , ترُش ماءها عليه وتُنعشه .
خلل أنامله بين خصلات شعره الأسود الكحيل وسحبه للخلف , يُزفر نفساً خشناً ,
هو حقاً اوقع نفسه بورطه بهذا الزواج السريع , بسبب عاطفته التي تغلبه دوماً لا يعرف كيف يتخلص ؟؟! وهل هناك خلاص ؟؟؟! , المشكلة ليست فقط بزواجه , بل أن زوجته بذاتها ضريره والتعامل معها سيكون بكل دقه وحذر .
أنه لم يعرفها يوماً امرأة غريبه قد اقتحمت حياته فجأة دون أن يكون مستعداً للزواج , فهو ليس مؤهلاً للزواج , فهو لم يكن يرغب بالزواج إلا عندما يشعر بنفسه مُستعداً نفسياً لتحمل هذه المسوؤلية .
والآن أصبح لديه مسوؤليتان , زوجة !! وضريرة !!! .
وعليه أن يعتاد على ذلك ويُحاول أن يعتاد عليها بسرعه , على الأقل مشكله عينيها ستُحل قريباً في إحدى العمليات التي سيُجريها عليها , ويبقى عليه الاعتياد .
عاد لمنزله بعد مُنتصف الليل بقليل وتفاجئ من جلوسها , سانده ظهرها إلى السرير وتُحدق أمامها , ويبدو أنها شعرت بوجوده واصبحت تتلفت برأسها حتى تُحدد مكانه .
فابتسم وقال : أنا هنا !!! .
التفتت إليه بسرعة عندما سمعت اتجاه الصوت , لم تكن تُدرك أن عينيها قد سقطت على عينيه .
ثمّ قال بهدوء : ليه ما نمتي للحين , جوعانه أروح أجيب لك أكل .
هزت رأسها بنفي , بقليل من العُنف وقالت : لا .. لا .. لا تتعب نفسك مو جوعانه , بس المكان غريب علي وماعرفت انام .
أومأ برأسه مُتفهماً : طيب ولا يهمك , أنا بغير ملابسي وبجي عشان ننام , عندي شغل بكره ونسيت أخذ اجازه .
أومأت برأسها بهدوء .
فهو على الأقل لم ينجذب إليها بعد بثيابها القديمة البالية .
ذهب ليُبدل ملابسه إلى منامه قطنيه مُريحه , وتوجه إلى شقِّه بالسرير المُزدوج وهبط إليه , و شعرت بانخفاض الفِراش بجانبها , حتى بدأت ترتعش خوفاً مما سيحدُث .
لاحظ ارتعاشها , وحاجبيها الصغيرين المُقطبين وقال بهدوء
: لا تخافي ما رح أسوي شي , نامي وارتاحي , انا احتاج لوقت عشان اتعود على حياتي الجديده , أكيد لك نفس هذا الاحتياج عشان تتطمنني .
ابتسمت بامتنان وهزت رأسها , حتى تُمدد جسدها براحه وهدوء شديد , بعد عده ثواني ودقائق , كانت تُحدق بالسقف ,
هل نامت ؟؟! ,
لا , انها ماتزال مُستيقظة , ماهذا الصوت الذي تسمعه بقربها , اوووه انها سيمفونيه من الشخير , يبدو ان المدعو زوجها قد نام منذ مُده , وهي ما تزال مُستيقظه مثل الوطاويط .
لم تستطيع النوم كانت تشعر بالغُربة والبُعد , فجأه بعد قدومه للشقة , بدأت تشعر بالطمأنينة وتسلل إليها النُعاس بشكلٍ غريب , حتى تغط في نوم عميق .


bluemay 17-05-16 06:00 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يسلمو ايديك يا قمر

لي عودة بتعليق بعد القراءة.

مملكة الغيوم 17-05-16 06:38 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله
تسلمي يا قمر على البارت فهد خد فكره سيئه عن ميرال من كلام زوجة خالهااللى تتخلخل ركبهاوميرال مسكينه ما صدقت لقت لها اهل وسند وهى كانت بتعامل معاملة الخدم فى بيت خالها ضعيف الشخصيه
الجده الدنيا ما تسعها بحفيدتها ريحة الغالى ابنها وحبها للفهد يمكن يخليها ترقق قلبه عليها ويحبها
ريما زوجة زياد خايفه عليه من الطالبات الاولى خافى من اختك الغبيه اللى كاره ناسها
فيصل شعر بالورطه اللى وقع نفسه فيها وحدته عليها طيبته وشهامته ومع الالفه والتعود راح يقرب منها اكتر
تسلم ايدك حبيبتى على البارت وننتظرك دوما

auroraa 18-05-16 10:11 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608833)
يسلمو ايديك يا قمر

لي عودة بتعليق بعد القراءة.

الله يسلمك يا رب بانتظارك يا الغاليه

auroraa 18-05-16 10:26 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3608878)
السلام عليكم ورحمة الله
تسلمي يا قمر على البارت فهد خد فكره سيئه عن ميرال من كلام زوجة خالهااللى تتخلخل ركبهاوميرال مسكينه ما صدقت لقت لها اهل وسند وهى كانت بتعامل معاملة الخدم فى بيت خالها ضعيف الشخصيه
الجده الدنيا ما تسعها بحفيدتها ريحة الغالى ابنها وحبها للفهد يمكن يخليها ترقق قلبه عليها ويحبها
ريما زوجة زياد خايفه عليه من الطالبات الاولى خافى من اختك الغبيه اللى كاره ناسها
فيصل شعر بالورطه اللى وقع نفسه فيها وحدته عليها طيبته وشهامته ومع الالفه والتعود راح يقرب منها اكتر
تسلم ايدك حبيبتى على البارت وننتظرك دوما

بالنسبه لفهد وميرال وكيف رح يلتقوا وهل حيحبها
قبل او بعد ؟؟؟!! كلو بيتوضح ان شاء الله

ريما واختها وزياد نشوف ايش اخر تطوراتهم الفصل
الجاي ؟؟!!

فعلاً فيصل الحصل انه صار كل شي فجأه
بس هل رح يستمر بالطيبه معها مع تطور الاحداث ؟؟!

auroraa 18-05-16 10:28 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
http://store1.up-00.com/2016-05/1463560168221.gif

bluemay 18-05-16 05:26 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عدناااا


فصل حلو كتير
ولقاء ميرال بالجدة كتير مؤثر .

ضحكني فهيدان اووبس بقصد فهد
وهو غيران من ميرال
بس ماخد عنها صورة بشعة كتير
انها مستغلة وانانية .

مسكينة بعدما عرفت رايه فيها اكيد بتحزن.


ريما يا حليلك
خايفة من الغرب ومو عرفانة العقرب القريبة منها
واتوقعها حركة من اسيل السخيفة.


يسلمو ايديك يا قمر

كلي شوووق للقادم
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


auroraa 19-05-16 02:34 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608963)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عدناااا


فصل حلو كتير
ولقاء ميرال بالجدة كتير مؤثر .

ضحكني فهيدان اووبس بقصد فهد
وهو غيران من ميرال
بس ماخد عنها صورة بشعة كتير
انها مستغلة وانانية .

مسكينة بعدما عرفت رايه فيها اكيد بتحزن.


ريما يا حليلك
خايفة من الغرب ومو عرفانة العقرب القريبة منها
واتوقعها حركة من اسيل السخيفة.


يسلمو ايديك يا قمر

كلي شوووق للقادم
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حبيبتي الله يسعدك
فعلاً لقائها بالجده مؤثر رح تنصدمي
لما تقري القديم كيف كان المشهد غبي جداً

هههههههههههههه
فهد اه طبعاً حياخد هالصوره
ماقدامه الا المظاهر وماعاد يعطي الثقه
لأي من كان ورح نعرف السبب طبعاً قريب

بالنسبه لباقه الورد حنعرف من مين جت

الله يسلمك يا رب نورتيني بطلتك والله

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

auroraa 20-05-16 11:39 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يلا جيت وجبت معي الفصل

هالمره شكلي ما تأخرت الحمدلله

auroraa 20-05-16 11:40 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل الثامن

والشمس جاءت بالإشراق كما زقزقت عصافير السماء أغذب الألحان , والبحر زينه أثر أرجواني طفيف تركته أشعه الشمس الدافئه على صفحه المياه الساكنة .
بينما تسللت أشعه الشمس البلورية من خلال أنسجه الستائر الخفيفة للغرفة البسيطة بديكورها وتصميمها .
كانت ترمش بعينيها علامه على استيقاظها , وكما هي العاده لم ترى أمامها غير السواد القاتم . تحركت قليلاً بمضجعها حتى ارتطمت بشيء صلب كالحجر , قامت بتحسسه بكفها وهي لم تستعد وعيها بعد . وحدقتيها تتسع تلقائياً عندما لمست شيء ما أدركت أنه الفم والأنف المُستقيم كنصل السيف , حتى تيبست كفها بمكانها .
كان هو على الطرف الآخر وقد استيقظ قبل رُبع ساعه , يُحب دوماً فور أن يستيقظ , أن يبقى مُستلقياً على السرير حتى يستعيد وعيه ويمنح روحه النشاط كما يتنفس بعمق رتيب . تفاجأ بكفين ناعمتين تقوم بتحسسه باستغراب , وأدار رأسه وحسب , يتأمل مُتسلياً تقلُبات تعابير وجهها الجميل عن قُرب , فور ان ادركت بأن من تلمسه لم يكن غيره هو .
شهقت برعب وانتفضت للخلف مذعوره , وهي تعلم جيداً انه مستيقظ من حركته على السرير وصوت انفاسه المُلتهبة تهدر من انفه كتنين , حتى أحرقت اناملها التي لامسته .
ضمت كفيها لصدرها ولا تعرف كيف تتصرف , وسمعت نفس تلك النبرة الغليظة المختلطه بالحنان , وكانت قد جاءت بأجلها في ذلك اليوم بالمشفى , فكيف الآن وهو بقربها وستسمع هذه النبره الرخيمة دوماً , إلا أجل غير مُسمى ؟؟؟!
: همممم صحصحتي ولا بعدك دايخه من النوم .
همهمت بهدوء واشتعلت وجنتيها بدفئ : لا صحيت , خلاص .
ارتفع حاجبيه الأنيقين وقال بعبث : يعني مستوعبه الحين اني زوجك من أمس , وماله داعي ذا الشهقة والخوف .
- ما خفت !! , بس استغربت كنت توني قايمه واستوعبت الحين !!! .
- هممم واضح على شكلك أصلاً توك قايمه !!! .
فغرت شفتيها قليلاً , بشهقه مكتومه , وهي تُرتب شعرها المُشعث من النوم , بخجلٍ شديد .
ابتسم بهدوء . والتفت عاقداً حاجبيه من قليل الذوق الذي يتصل به بهذا الوقت , التقط هاتفه بقبضته وأجاب بفظاظة
: أصبحنا وأصبح الملك لله , وش تبي من صباح الله خير ؟؟!! .
على الطرف الآخر , كان يحشر الهاتف بين كتفه وأذنه , بينما يُغلق أزار قميص حُلته الرسمية للعمل , وقال بصرامة ولهجة حاده
: أقول أذلف بس , هذا جزاتي متصل بقولك آخر الأخبار , بس ما تنعطى وجه !!! .
عبس فيصل بحاجبيه
: وش عندك من الصُبح وانت تدري اني عريس .
ابتسم فهد بقسوة يهتف
: أهااا !! , قلت لي عريس أجل , صباحيه مباركه , بس أول مره اشوف عريس بروح لدوامه .
- تدري صار كل شي فجأه وباخذ اجازة اليوم , إلا ماقلت لي وش صار ؟؟! ليه متصل ذا الوقت ؟؟! .
قال فهد , يُمرر لسانه على شفتيه , ويضع لمسته الأخيرة برش العطر الثقيل على حُلته
: بنت العم , صارت عند جدتي البارح .
رفع فيصل جذعه وجلس بإهتمام , والمُلاءات مُشعثه من حوله وقال بهدوء
: متى صار هالحكي ؟؟! وليه ما حد علمني ؟؟! .
قال فهد باختصار
: أمس دق علي جارهم وخبرني برجعتهم ورحت لهم مع ابوي وعمي وجبناها , بقولك التفاصيل بعدين , الحين أنا مشغول عندي رحله , يلا سلام .
اغلق الخط بوجهه , وكان فيصل يُحدق مبهوتاً في هاتفه , ثمّ نظر لزوجته وقال بهدوء
: اليوم ان شاء الله بتجي عامله الظهر , عشان تنظف البيت وتساعدك , أنا بطلع لدوامي و أخلص شغلي المهم وأخذ اجازه وأجي ما رح أتأخر ان شاء الله , واليوم بإذن الله بنمر بيت جدتي عشان تتعرف عليك وتتعرفي على بنات عمي وهم بعد أخواتي بالرضاعه ما عدا وحده منهم جت تعيش عند جدتي من أمس لها قصه طويله , يحكوها لك البنات بس نروح هناك .
توترت وهي تفرك كفيها باضطراب اتضح على ملامحها , لم تكن تستطيع ان ترا ملامحها وكميه الرُعب التي اجتاحتها كما فعل فيصل , عندما ذكر امر الخروج للعالم حيث النور .
فهي لم تخرج من قوقعتها أمام الناس إطلاقاً , وكانت طوال الوقت مدفونه بالظلام في منزلهم المُهترئ القديم , كانت تخشى الخروج والخوض بين الناس , كانت تخشى استهزائهم وسخريتهم منها وهي لن تتحمل ذلك , قلبها ضعيف لا يتحمل !!! .
قال فيصل بنبرته الرخيمة التي آلمت قلبها
: بسم الله عليك , وش فيك ؟؟! .
تجرأ وهو يقترب منها يلتقط كفيها بين كفيه الخشنين , حتى شعرت بالأمان وقالت بخوف , وهي تبدأ بالارتعاش
: ما ودي أطلع !!!! .
ارتفع حاجبه بتحفزّ , واخفضه بهدوء عندما أردفت
: أنا أخاف من زمان ما طلعت من بيتنا بسام ماكان يرضى أطلع لمكان عشان لا أفشله , وأول مكان طلعته كان معك لما رحنا المطعم , كنت خايفه وخجلانه مره وما قدرت أقولك اني مو متعوده اطلع بحالتي هاذي !!! , ما اقدر اكرر التجربة المحرجة مره ثانية صعب علي .
أطبق فمه بصرامه , وكم يشعر بالغضب على ذلك الرجل القذر من يُسمى بأخيها , على ما سببه لها من رعب في الخروج من المنزل .
قال بهدوء وهو ينهض عن السرير
: ماعليه لا تخافين بكون معك بس نطلع , وبكون كل شي تمام في البيت بس تجي العامله , أنا متأكد اخواتي رح يوقفون معك ولا رح يصير شي بالعكس رح تتسلين معهم .
توترت شفتيها ودكعتهما معاً بوجوم , ثم أردف فيصل بصوتٍ حريري
: لازم تواجهي الواقع وتقوي نفسك وتطلعي من هاذي الشرنقه وتعرفي وش صار بالعالم من حولك !!! , حتى لو ما قدرتي تشوفي بعيونك في نِعَم ثانيه ربي أكرمها لك , الشمّ , السمع والحمدلله جسمك سليم تقدرين تمشين وتمسكين الأشياء , لا توقفين حياتك عشان نعمه وحده بس سلبك ياها ربي ووحده القادر انه يرجعها لك , ولا تنسين انه في ناس من لما تولدوا وهم ما يشوفون ومع ذلك مستمرين بحياتهم وناجحين فيها .
توجه إلى خزانه الملابس حتى يُخرج ثياب عمله والتفت لها , ينظر لها ويميل برأسه قليلاً وقال مُمازحاً
: وبعدين على حسب ما سمعت في دراسات تقول , الحبسه بالبيت رح تسبب لك الجِنان .
هزّ منكبيه مُسبلاً أهدابه , وكأنها تراه
: عاد وانت حُره لو جاك الجنون مالي دخل .
أما هي فكانت ترتكز بركبتيها على السرير الوثير , و
تضع كفيها على رُكبتيها كطفلٍ صغير , ورمشت كثيراً برموشها منذ أن بدأ كلامه .
قفزت مُجفله عندما سمعت صوت إغلاق بابٍ قريب منها , وخمنت انه باب دوره المياه .
رق قلبه لاهتمامه بمشاعرها , رغم ادراكه بأنها لن تراه فانه احترمها وقام بتبديل ثيابه في دوره المياه , ومع تأخره أدركت بأنه يستحم .
خرج فيصل وهو يرتدي حلته الطبية الزرقاء بدون المعطف الأبيض , من حراره الجو التي ستقتله لو خرج به الآن , فاكتفى بوضعه على ذراعه , قال وهو يُخلل أنامله بين شعره يمنحه بعض الحيوية
: ها فكرتي بالقلته ؟؟؟! , ولا بعدك مصره يجيك الجِنان وانت هنا لحالك .
ضحكت بخفه كما احمرّت وجنتيها , وقد فتنته ضحكتها الناعمة , بحق الله !!! , ألا تفتنه وهو برجل حُرّ وهي امرأته وحلاله ؟؟! .
قالت بهدوء واشتعلت عينيها بالتصميم
- طيب موافقه , رح اجي معك .
- تمام , انا جهزت لك ملابسك بالحمام عشان لا تدوري عليها وبروح الحين أجيب لك فطور , في شي معين تتسلي فيه أجيبه معي و لا .. .
حركت يديها بقوه وهي تقول
: لا لا , عادي اقدر اتصرف لا تتعب نفسك وتجيب فطور في كرسون وحلويات بالدرج الجمبي , أمشي حالي فيها .
عقد حاجيبه يُفكر بأن يأخذها الآن لجدته , فهي الوحيده التي ستكون حنونه عليها مع والدته بالرضاعة , كما أن رسيل بمرحها لن تؤذيها كما ستفعل أسيل , ولكن تراجع عن قراره فالوقت ما يزال مُبكراً للغايه كما انها ليست معتاده عليهم , ويُفضل ان يكون معها عندما تتعرف اليهم , وليس لديه الوقت لذلك الآن !!! .
قال بهدوء مُتوتر خائف عليها , وهو يخرج من الباب
: طيب أنا بحاول ما أتأخر أبداً , وبجي ان شاء الله قبل لا تجي العاملة .
ابتسمت ويا للغرابه فهي تشعر بالأمان , صوته الرخيم وهو يبدو خائفاً عليها , اهتمامه بها وحرصه الشديد على راحتها ,
طمئنتها بأنه سيكون هو منارتها حين تضيع , وأنه سيكون شمعتها التي تُضئ لها الطريق , وسيكون هو صوتها حين تُريد النِداء .

*****

جلست أمام طاولة الزينة ويلتف على جسدها مبذل من حرير , ووجهها مُحّمر من شده البُكاء طوال الليل , حتّى أن النوم لم يصل إلى عينيها الحمراوتان .
لا تُصدق أن ابنها بِكرها وفرحتها الأُولى قد فعلها حقاً , وتزوج البارحة وفي غفله منها دون أن تعلم , وإن لم تنتظر زوجها في الفِراش لما علمت بزواجه إلا هذا الصباح !!! .
زواجاً هي ترفضه بقوه و بكل المقاييس ,
كانت قد تتغاضى عن حالتهم الإجتماعية التي ستُسبب لها الإحراج و بالتأكيد لم تكن ستقبل بسرعه , ولكنه يبقى هيناً جداً مُقابل أن يأخذ امرأة ضريره أيضاً بدل ان تعينه في حياته ومنامه يقوم هو ابنها الحبيب فيصل بن سعد الكاسر بالاهتمام بها .
كيف يستطيعون هؤلاء الفتيات وضع براثنهم على أولادهم بهذه السهولة ؟؟!! كيف ينجحون بجذبهم بهذه الطريقة للزواج ؟؟!
, بل اولادهم الحمقى , كيف يقعون بمثل هذا الفخّ الوضيع ؟؟!
أسبلت أهدابها تُداري دمعتها من النزول , فما حدث قد حدث ووقع ابنها صريعاً لزواج غير مُتكافئ الأطراف , لم يستمع لها ولا حتى لكلامها تجاهلها وتجاهل تهديدها وكسرها !!! , كسرها كما لم يفعل من قبل !!! .
أُجفلت من كفيّن خشنتين حطتا رحالها على أكتافها , نظرت للمرآءه أمامها حتى ترى زوجها , ينظر لها بنظرات صامته , كانت ملامحه غير مقروءه لها , وسمعت صوته الوقور يقول
: انت الحين بتخليني أندم العلمتك انه فيصل تزوج أمس
تنهدت بحزن وقالت : أكيد بتقولي وما كنت رح تخليني غافله وأدري من الأغراب , مو غابني " قاهرني " إلا أنك رحت معه بعد وزوجته بنفسك وكنت وليُّه .
مرر لسانه على شفتيه وهمس بصوت وصل إلى اُذنيها
: ما كان عندي نيه أني اخسر ولدي وأرفض واهاجم بهذي الطريقة رح يعنّد ويصر على قراره أكثر وأكثر ولا رح يحسب لنا حساب يعني الشغله عنده بتكون بس عنّاد , أنت قلبك قلب أم ورح تتأثري من زواجه بهاذي الطريقة طبعاً وما ألومك , بس اتمالكِ نفسك بأسرع وقت ممكن , ونصيحتي لك لا تبعدي ولدك عنك وتنفريه منك هو على باله اليسويه صح !! , قربي منه وأكسبيه وخلي هالبنت عندك قدام عيونك ومثلي انك متقبلتها وانه الأزعجك طريقه زواجه وأنك كان ودك تفرحي فيه بفرحه كبيره , ماتدرين وش ممكن تسوي فيه بس يكونون لحالهم .
تشتت أنظارها بالغرفه , ثم حطت عيناها على عينيّ زوجها المُصمم , وقالت ببهوت
: يعني تقول أجيب بنت ابليس عندي لبيتي , بين أهلي وناسي .
أومأ برأسه موافقاً : إيه بالضبط خليها عندك , هي أصلاً ماتشوف راقبيها وشوفي وش نيتها , وايش تبغى منا ؟؟؟! , ورح يسهل علينا نطلعها من حياتنا ويطلقها فيصل بارادته وبدون ضغط .
- بس هو يحبها اكيد , ولا ماتزوجها شلون رح يتركها ؟؟! .
هنا قد التوت شفتيه بابتسامه خطيره وقال باصرار
: لا يحبها ولا شي !!! , من يوم جاب سيره انه يبي يتزوج من مريضه عنده , رحت بنفسي للمستشفى استفسر واسأل والممرضه السعودية العنده قالتلي وش السالفة من اولها , لأنها كانت حاضره كل الدارما الصارت هناك .
اتسعت حدقتيها وزوجها يسرد عليها كل ما حدث , وختم حديثه قائلاً
: يعني فيصل الحين , حاس بالمصيبه الطيح نفسه فيها , وهو في أشد حالات ضعفه الآن , نكسبه احنا لصفنا ونخلي العدو في ملعبنا دامه ضعيف ومجروح عشان يسهل علينا نتخلص منه .
التمعت عينيها ببريق السعادة , وهي تُدرك كل شيء , وكأنّ هذا التحليل كان منطقياً لأن ابنها قد اخبرهم فجأه وبدون سابق انذار عن رغبته في الزواج ,
كانت تعلم ان ابنها يُريد ابنه عمته ملاك وقد كان يُلمح لها كثيراً من قبل , وكانت تتجاهله فتلك الفتاه لا تروق لها وتشعر بأنها سيئة لا تليق بابنها ,
فهي المرأة التي تختلط بالنساء والفتيات في العائلة وخارجها ولم تكن تعجبها بحركاتها وثيابها الفاضحة للحياء ... .
أجفلها زوجها وقاطع تسلسل أفكارها , عندما قال وهو يهُمّ للخروج من جناحهم الضخم الذي يبدو اشبه بشقه مُصغّرة
: البسي واستعدي , بنروح نتغدا الظهر عند امي عشان ميرال , وبعد فيصل وزوجته بيجون لا اوصيك عامليها زين حتى ولو بتمثيل .
أومأت برأسها وهي تعرف ماذا ستفعل تماماً ؟؟! , وكيف تتخلص من هذه العلقة التي دخلت لحياتهم و تمُصّ دم ابنها !!! .
*****

زفرت ثاني أوكسيد الكربون بتعب هدّ أطرافها , وجلست على الكرسي بالمطبخ , تتنفس بعمق نفساً هادراً بلا هواده , وحبتيّ الفيروز تُحدقان بشرود أمامها , ونبضات قلبها تهدأ تدريجياً .
ربااااه المنزل مُتسخ للغاية , فما ظهر منه أمام العين هو ماكان نظيفاً تقريباً , أما الأشياء المُختفيه عن العين فهي تعُجّ بالغُبار والأوساخ والقاذورات , قامت بتنظيف الشقة الكبيرة جيداً فور ان استيقظت مُبكراً كالعاده ,
والنوم بحضن جدتها جلب لها شعوراً لم تشعر به في حياتها , حتى تنام كما لم تنام من قبل , لم تكن معتاده على القذارة وزوجه خالها كانت تجبرها على التنظيف كل يوم , وكانت تشعر بالأغبره وتشتمّ رائحتها حتى جلبت لها الحكّة بجسدها .
أما الآن فهي تشعر بالراحة التامة فعلاً وهي تشتمّ رائحه النظافة , النفاذة بوضوح .
ابتسمت لجدتها بحب , وهي تراها تخرج من غرفتها ورذاذ ماء الوضوء يتقاطر من وجهها وكفيه , مُستنده إلى عصاها الخشبية , هرعت إليها حتى تُساعدها على المشي .
جلست الجده بتعب تلتقط أنفاسها المُتناثره , خطوات قليله بين غرفتها وغرفه الجلوس أدّت لإنهيارها , وكأنها كانت تُسابق في سباق الماراثون .
توازنت أنفاسها أخيراً , بينما كانت ميرال بجانبها عابسه الملامح خوفاً عليها , وقد طرق الخوف أبوابه لقلبها الرهيف ,
هل يُمكن أن تخسرها بعد أن وجدتها أخيراً ؟؟! , لم يعطف أحدٌ عليها و لم تذق طعم هذا الحنان والدفء إلا في أحضانها , لقد كانت غريبه كلياً عنها ومع ذلك فقد استقبلتها جدتها الحبيبة بأحضانها دون أن تتأكد من تحاليل الحمض , وكأن قلبها كان دليلها , وأسفاه على هذا القلب الضعيف و كان الغُرباء أحنُ عليها من الأقربون , هي لا تُريد خسارتها أبداً ليس وقته لخسارتها ولن يكون !!!! .
قالت بوجوم
- جدتي خليني اوديك المستشفى شكلك تعبانه .
- لا يمه ما عليك أنا بخير , أصلاً عيالي كل شهر شايليني وموديني اسوي فحوصات وخرابيط مدري وش هي , يقولون عشان صحتي لازم نشيك كل فتره .
أغمضت عينيها وأختبئت حبتيّ الفيروز تحت جفنيها , وتنهدت بعمق
: الحمدلله يا رب المهم انك بخير , مو أي شي ثاني .
ابتسمت الجده بخفوت وهي تُمسِّد فخذها
: ما بقى من العمر إلا الراح يا بنيتي , عشت وشفت في هالدنيا وشبعت عويناتي من كل شي , الأبيه بس أشبع منك أنت وباقي أحفادي , ولو ربي كتب لي عمر أشوف عيالك وعيال أحفادي كلهم .
مدت ذراعها للأمام بدون اهتمام , وأردفت
: وغير كذه ما أبغِي شي من هالدنيا .
كحبتيّ تُفاح اصبحت وجنتيها و همست بخفوت
: ان شاء الله تشوفي أولادهم .
التفتتا نحو باب الشقة , الذي بدا يصيحُ مُناجياً ليفتحه أي أحد , كي يدخل الطارق الفظ الذي يقف خلفه ويطرقه حتى آلمه .
نهضت ميرال بنعومه تتوجه نحو الباب وتهمس بصوتها الرقيق
: مين على الباب ؟؟؟! .
انفجرت ضاحكه وهي تسمع صوت ابنه عمها رسيل , تقول ساخطه وبسرعه دون أن تصمت
: هاذي أنا من بكون يعني ؟؟! حرامي مثلاً بيستأذن يدق الباب , فكي الباب خلصينا مت من الحرّ , أعوذ بالله وش ذا جهنم مو ديره .
دخلت رسيل تولول , وتلعلع كالرعد , حتى كُتم صوتها فجأه على صوت الجده الحاد
: رسيلوه ووجع ان شاء الله , انت وذا الصوت تقول صوت بعير " جمل " , خير ان شاء الله وشوله تصيحين على هالصبح ؟؟! .
وضعت ميرال كفها تُغطي فمها وتكتم ضحكاتها , نظرت لها رسيل بطرف عينيها المُلتهبتين بالغضب وهي تتوعدها , وبدون أن تنتبه الجده على حركتها , جمعت اصابعها بحركه تهديديه صريحه .
ثم قالت ببراءة
: ما سويت شي يا جده بس الجو حر وانا ملطوعه بره , المهم ما علينا , فيصل دق قال بعد الظهر بيجي هو وزوجته وانا انصدمت صدمه عمري , الأخ متى خطب ؟؟! , عشان يتزوج كذه فجأه وليه ما درينا ؟؟؟! .
لوت الجده شفتيها وقالت بهم من المشاكل التي ستأتي العائله من والدته بسبب فعلته الشنيعه دون أن يُفكر
: تزوج أمس , وليه مافيه زواج ؟؟! , لأنه الماخذها فقيره على باب الله , وبعد ضريره الله يشافيها يا رب , عاد هالله هالله فيها ما اوصيكم عليها حطوها بعيونكم مهما يكون , البنيه مسكينه وداخله على غُرب وغير كذه ما تقدر تشوفنا .
كانت رسيل البارحة قد أخبرت ميرال عن شجره العائلة الصغيرة , وعلمت ان فيصل المقصود هو ابن عمها سعد المرح الذي كان يُلقي عليها النِكات البارحة ومع ذلك لم تُخفي هاله الهيبة من وجهه الوقور , وحزنت كثيراً لحاله زوجه ابنه فهي تشعر بها وبوضعها وكميه إحراجها فهي لا تقل إحراجاً عنها وقد دخلتا للعائله بآنٍ واحد .
قالت بهدوء وهي تغسل الأطباق في المطبخ
: ولا يهمك يا جدتي رح انتبه لها عشان ما تأذي نفسها .
رسيل : وانا بعد بنتبه لها , وفيصل انا بوريه زعلانه منه حتى ماعلمنا انه تزوج , كذه علطول بالسر .
قالت الجدة
: لا تخافين يا المطفوقة " المستعجله " أبوك قال بنسوي حفل استقبال كبير عشان الكل يدري ببنيتنا ميرال , ومره وحده يكون إعلان لزواج فيصل , عشان حاله حرمته ما تسمح لطنه ورنه كثير , وامك هي البتتصرف وتمسك كل شي .
مطت ذراعيها بالهواء وهي تشعر بالفرحه العامرة وتصرخ
: وااااااااااااااااااااو , يعني بكون في حفل كبير وناااااسه .
كانت تقفز كالمجانين وهي تُعانق ميرال بقوه وتدور معها تعبيراً عن فرحتها , وميرال تضحك على حركاتها فالبرغم من مرح ساره إلى انها لم تكن بهذا الجنون كابنه عمها الظريفة .
همست الجده بيأس , وكفيهاّ تحُطان بين ركبتيها وتهز رأسها بأسف
: يا رب ثبت علينا العقل والمِنّة , ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
,
جلست العائلة على طاولة الغداء , ولم يتركوا هذه العاده منذ زمنٍ طويل , يحبون الاجتماع كل اسبوع أو اسبوعين حتى لا يقطعون صله الرحم بينهم , ويحمدون الله أن قلوبهم على بعضها لا يُوجد بينهم غلٌ او حقد , إلا من بعض الغيرة التي تظهر في بعض الأحيان .
قال سعد موجهاً كلامه إلى أخيه الذي يجلس يمين والدته وبجانبه زوجته بحجابها
: إلا يا سلمان وين ولدك الفهد , ماعاد ينشاف !! .
قال سلما بابتسامه وهو يلتقط قطعه اللحم بشوكته : عاد تدري شغله مو بهاذي السهولة , مسافر هو الحين برحله داخليه بيرجع اليوم ان شاء الله .
وألقى قطعه اللحم بفمه بأناقه , وسمع والدته تقول له بامتعاض
: إلا حرمته بنت ابليس , للحين مسويه زعلانه ولا جت .
سلمان وقد تنحنح : ايه يمّه للحين ما جت , الله يعين هو يحاول ينَجِّحْ زواجه , وان شاء الله خير .
همست الجدة دون أن يسمعها أحد : " وهو يجي من وراها الخير بنت ابليس " .
الجده كانت الوحيده التي ترى دينا على حقيقتها , فدينا كانت تظن الجده قدّ خرّفت من كبر السن وتتعرى أمامها بقله أدبها وحيائها دون أن تهتم أو تخجل من ذلك , والجده كانت تُجاريها بذلك , وقد أدركت قريباً ان حفيدها الغالي بدأ يكتشف زوجته وتمثيلها المُريع للطيبه والحنان وبدأت تخرج من قوقعتها التمثيلية القذرة .
أما بداخل إحدى الغرف في شقه الجدة , كانت تجلس ميرال , رسيل و ميس ,
التي خجلت من الجلوس مع العائلة على الطاولة في الخارج , بينما أطفال ريما يعبثون حولهم , وصرخت رسيل بانزعاج
: هي وجع انت وهي تعالوا اجلسوا بسررررعه , اطفحوا سمّ الهاري , مدري شلون تاركتكم امكم فوق راسي .
ابتسمت ميرال لهم بحنان , وقد كان لقائها بابنه عمها ريما بارداً نوعاً ما !!! , فهي لم تكن معتاده على الأغراب على ما يبدو فلم تلمها على برودها إطلاقاً , فهي تبدو عاقله رزينه وليست كرسيل الفوضوية .
قالت بلطف
: رسيل حرام عليك , تراهم اطفال وفيهم نشاط اكيد بطلعوه ما رح يكبتوه .
رفعت صوتها قليلاً وقالت بنعومه
: سليم , وريف , تعالوا يلا عشان أأكلكم .
وهكذا مضى النهار , كانت ميرال لطيفه مع الجميع وتُطعم الصغار وتعتني بهم , فقد كانت تعشق الأطفال كثييراً وتعشق الاعتناء بهم واللعب معهم , وكانت تساعد ميس بتناول طعامها وقد اصبحتا صديقتين مع رسيل, التي لم تكف عن نثر المرح والسعاده في المكان فقد جعلته اكثر حيويه ونشاط , وقد استمتعت بجلوسها مع عميّها وزوجاتهم اللتين كانتا مُتحفزتين لها , وكأنهم يقومون بدراستها .
قالت زوجه عمها ايمان وهي تنظر لميس بجانبها بعد أن خرج الرجال
: كيف حالك يا ميس ؟؟! ووش اخبارك ؟؟! , بعرفك بنفسي
ـ وبسخريه مُبطنه ـ
بما انك ما تشوفيني , أنا ايمان ام فيصل زوجك , يعني حماتك .
توترت شفتيّ ميس بوضوح , وهي تُجيب باضطراب
: الحمدلله خالتي , الله يسلمك تشرفت بمعرفتك .
لوت شفتيها بضيق وقد انتبه عليها الجميع , بينما ردها حاولت ان تودعه كل اللطافة واللياقة وقد نجحت , عكس ملامحها العابسة
: وانا تشرفت أكثر حبيبتي !!! .
قالت ريما بمداخله تقطع شحنات التوتر التي حدثت بالمكان , وقالت برفق
: ميرال تسلمين يا قلبي , اولادي بالعاده ما ياكلون أبداً , بس اول ما أكلتيهم ماشاء الله تبارك الله خلصت صحونهم , مصدومه جداً .
قالت ميرال برقه
: ولا يهمك حبيبتي , احب الأطفال واتحملهم , ماعندك مشكله .
همست ريما لزوجه عمها : خالتي ايمان , دق علي فيصل وقال بياخذني السوق مع زوجته الحين , عشان تشتري لها ملابس جديده , ويحتاج مساعدتي ـ بتردد اردفت ـ تعرفين وضعها .
اطبقت إيمان فمها بصرامة , وقالت
: إيه الله يعافيكِ روحي معهم وساعديها واختاري لها اشياء زينه , بتجي وتعيش عندي بالبيت وبكون عندنا ضيوف ما ودي اتفشل منهم .
همست بخفوت : ولا يهمك !! .
وقفت ريما بأناقه كما هي عادتها دوماً , وقالت بإستئذان
: جدتي عن اذنك , بروح أنا وميس مع فيصل للسوق في اشياء مهمه بنتقضى لها .
أومأت الجدة بتفهم وقالت
: مو مشكله يمّه , روحوا الله معكم بس خذوا معكم رسيل وميرال , حتى هي ناقصها أشياء , عشان حفله الاستقبال الأسبوع الجاي .
قالت ريما : طيب , يلا قوموا بسرعه تجهزوا ما رح ننتظر كثير .
انتفضوا واقفين وكم كانت ميرال تشعر بالحرج فهي لا تملك من المال إلا القليل , ولا تظن انه سيكفي حتى تشتري ما يُناسب احتفال ما في مُجتمع مُخملي كهذا المُجتمع , دعت الله بداخلها أن يُيسر لها حالها ولا يُصغرها لأحد ما .
,
بداخل السوق , تفرقت ميرال ورسيل عن فيصل وزوجته وريما التي تُرافقهم حتى تختار لميس ما يُناسبها .
كانت الفتاتان تُغطيان وجههما بالنقاب فلا يتضح منهما إلا عينيّهم , ولا داعي للقول أن حبتيّ الفيروز اللامعتين قد جذبت أزواجاً من العيون الحاسدة والمُعجبة , والمفتونة .
قالت رسيل بابتسامه : والله يا انه عيونك ذي مشكله ماشاء الله تبارك الله , احمدي ربك اخوي فهد مو هنا ولا كان خلاك غصب تغطيهم .
عبست بحاجبيها وقالت باستفسار من جرأته لو كان صحيحاً
: يخليني اغطيها ؟؟! .
رسيل : ايه , مره كنا طالعين انا وهو مع ملاك بنت عمتي وما رضى يخلينا لحالنا بالسوق ناخذ راحتنا أوووف وما يطيق السوق يعني طلعه سريعه , وهي كانت فاتشه وجهها ما تغطيه , وطبعاً عمتي وزوجها راضين ماهمهم بنتهم الوحيدة والدلوعة , وما يحتاج اقول كيف الشباب مثل المغناطيس عندنا , وفهد عصّب بقوه وعيونه حمرّت من العصبية وغيووووور بقوه على كل حريم العائلة كلهم , فخلاها غصب تغطي وجهها , وهي خافت منه وغطت .
عضت ميرال شفتيها المُرتعشة , وقد بدأت تخاف منه منذ ذلك اليوم الذي رأته عندما نزلت من سياره عمها حتى تُقابل الجده للمره الأولى , فشكله كان مُخيفاً جداً وعينيّه تلمعان تحت ضوء القمر , اثار القشعريرة والرعب في اوصالها , كهرباء سرت بعروقها .
وعلى ذكر ملاك ابنه العمة المُدللة , اتسعت حدقتيّ رسيل بصدمه , وشهقت بقوه وهي تتعرف إليها بوضوح , ولا تُصدق ما تراه عينيها أمامها .



bluemay 21-05-16 10:33 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارت هادي نسبيا
ولو انه في عوارض لعواصف قادمة ..

خطة ايمان الله يستر منها
ميس اكيد رح تعاني منها ..

ميرال شو شافت ؟!!
الله يسامحك قفلة مشوقة

والله يصبرنا للبارت الجاي


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


auroraa 22-05-16 10:17 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3609168)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارت هادي نسبيا
ولو انه في عوارض لعواصف قادمة ..

خطة ايمان الله يستر منها
ميس اكيد رح تعاني منها ..

ميرال شو شافت ؟!!
الله يسامحك قفلة مشوقة

والله يصبرنا للبارت الجاي


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

فعلاً هذا ما يُسمى هدوء ما قبل العاصفة

ميس وانتقالها لعرين الاسد هل رح يتم
او فيصل رح يرفض

مش ميرال الشافت بس حيبان بالفصل
الجاي عمالي اكتبه وهلأ بكمل

تسلمي حبيبتي على مرورك وتفاعلك
ممنووووونه كتير

auroraa 23-05-16 10:23 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يلا جيت بالفصل التاسع الحمدلله
ما بغيت اخلصه احس طولت

auroraa 23-05-16 10:25 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل التاسع

وعلى ذكر ملاك ابنه العمة المُدللة , اتسعت حدقتيّ رسيل بصدمه , وشهقت بقوه وهي تتعرف إليها بوضوح , ولا تُصدق ما تراه عينيها أمامها , بمنظرها السافر كانت تُقهقه بدلع وتتحدث الى اثنين من الشباب بكل راحه .
قالت ميرال بقلق وهي تنظر إليها ثم تنظر تاره إلى حيث تُحدق رسيل بصدمه والدموع تترقرق على عينيها
:رسيل بسم الله عليك وش فيكِ ؟؟؟! .
تحركت رسيل باصرار فور ان رأت الشابين قد ابتعدا عنها , بضحكاتهم القذرة , ولحقتها ميرال بوجوم حلّ على ملامحها .
توقفت خطوات رسيل أمام فتاه لم تعرفها ميرال وصُدمت حينما قالت رسيل بقوه وبعينين حادتين
: انت يا وقحه يا قليله الأدب , كيف تتجرأي وتوقفي مع الشباب بهاذي الطريقة .
ارتفع حاجبيّ ملاك الأنيقين وقالت : نعم مين انتِ يا البزر تجي وتحاسبيني ؟؟؟! , اصغر عيالك انا , مالك شغل بالأسويه وأذلفي انت
ـ ونظرت لميرال من الأعلى للأسفل وأردفت بإشمئزاز من عبائتها المهترئه القديمة ـ
وصديقتك ذي المتعرفه عليها من الزباله .
شتت ميرال عينيها بحزن دون أن تجيب عليها لأنها لا تعرفها ببساطه , وقالت رسيل بصدمه مُتسعه العينين
: يا الخبلة زباله في عينك , هاذي ميرال بنت عمي , مشكلتك لو انك بعيده عن العائلة وماسمعتي فيها .
فغرت ملاك شفتيها باستنكار وقالت ساخطه
: نعم !!!!! , وووووع هذا الباقي تصير بنت خالي وحده مثلها , بالله مو شايفه عبايتها شلون قديمه وكأنها لها سنين تلبسها .
رفعت رسيل صوتها قليلاً حتى لا تصرخ بوجهها
: طيب يا قليله الحيا , انا اوريك لو ما علمت عمتي عن حركاتك الوسخة ولا كلامك عن ميرال , الحين بكلم فيصل يجي يتفاهم معك يا وقحه , يا ليلتك سوده بتكون .
توترت ملاك وببراعة أخفت توترها خلف ملامحها الباردة , وحمدت الله بسِرها انها اتصلت بالسائق وكان على وشك الوصول حتى تُغادر معه , فلن يُصدق احدٌ هذه الطفلة المُستفزّة .
قالت بهدوء تخفي اضطرابها
: أنا ما دري ايش شوفتي بس اكيد ظلمتيني بكلامك عني , وكان مجرد سوء فهم .
اتسعت عينا رسيل لإنكارها بكل وقاحه , وقالت
: يعني على بالك أني ما اعرفك ولا اعرف بلاويك الساكته عنها عشان عمتي المسكينة لا تنصدم فيكِ , وبلا كذب شفتك بعيوني كنت تضحكين معه وهو يعطيك ورقه
ـ ثمّ اردفت بسخرية ـ
اخمن انها رقمه عشان تكلميه آخر الليالي !!!!! .
اشتعلت عينيّ ملاك وقالت بقوه يتخلله الخبث
: أنت تقذفيني وما رح ابرر لك موقفي , خليك قد كلامك يا البزر وقولي لأمي اشوف بتصدقك ولا لا .
قالت بكبرياء , وهي تنظر لعينيها بقوه
: ما يهمني ايش تسوين , لا مع مين تطلعين ؟؟! , ولا مين تكلمين ؟؟! , بس ابعدي عن اخواني وفيصل بعد , وولد عمي سيف
ـ وشدّت على حروف اسم أخيها , الذي تعرف جيداً ماذا يعني لها ـ
وخاصّةً فــ ــهــ ــد
, لا تقربي منهم ولو شميت ريحه خبر انك قربتي منهم , رح اسبب لك فضيحه ما لها أول ولا تالي , تخلي الواثق فيك يشك .
التفتت رسيل بعنف والدمع يترقرق في عينيها , تعلم جيداً ان عمتها لن تصدقها وستتهمها بالكذب كما فعلت المره الماضية وكذبتّها , عندما اخبرتها انها سمعت ملاك تتحدث مع احد الشُبان , لا تريد تذكر احداث ذلك اليوم الكئيب , عندما خرجت مكسوره من منزل عمتها وكانت المره الأخيره لها ولم تذهب إلى هناك إطلاقاً .
سحبت كف ميرال بقوه , وهي تنهب الأرض نهباً , وقد اختفى المرح من ملامحها المتجهمة , واتصلت فوراً بفيصل تقول بعصبيه
: فيصل وينك ؟؟؟! , بنرجع البيت خلاص خلصنا شغلنا وتقضينا !!! .
قال فيصل وهو ينظر لأخته و زوجته بداخل المحل
: طيب انتظري شوي روحي كوفي او أي مكان اجلسوا ارتاحوا من الفِراره , يعني يوم خلصتوا صرتي بترجعين للبيت بلا انانيه تونا ما خلصنا , تعرفين وضع زوجتي نبغى شوي وقت .
قالت بعصبية ولم تعد تحتمل : ما رح انتظر مع نفسك بنرجع مع تاكسي !!! .
تنهد فيصل بملل وهو يجلس بأحد المقاعد أمام المحلات
: لا حول ولا قوه الا بالله منك , دقيقه يا ويلك تسوين شي من راسك .
أغلق اهاتف وهو يهمس ويكزّ على اسنانه
" هين يا رسيل اجل بترجعين مع تاكسي , طيب , طيب نشوف فهد وش بقول ؟؟؟! " .
بطبيعته هو متحرر نوعاً ما , ليس كفهد البدائي بغيرته العمياء التي لم تُهذب مع تطور الزمن , ولكن رسيل اخته وعليه أن يعرف ماذا تنوي أن تفعل ؟؟! فهو يعرف ان فهد يرفض رفضاً باتاً لأخواته خروجهم مع السائق لوحدهم أو سيارات الأجرة , بينما هو لن يُمانع لو الأمر بيده .
اتصل بفهد حتى يصله صوته المُتعب من السفر ليلاً ونهاراً , مُتعجباً
: أرّحب بو سعد , شخبارك ؟؟! .
: هلا فهد بخير أزّقح , شخبارك أنت ؟؟! , طيب طيب ماعلينا , شوف رسيل ذي انهبلت عليّ أخذتهم السوق كل شله الحريم الفي بيت , وطبعاً انا الحمار الأشيلهم معي كلهم مره وحده ,
خلصت من شغلها وإلا ترجع البيت واحنا تونا ما خلصنا قلتلها تنتظر وهي قالت بترجع بتاكسي , اتصل عليها خلها تقضب ارضها لين نخلص .
زفر فهد نفساً خشناً , وهو لم يفهم منه أي كلمه من التي تفوه بها وقال بهدوء , يجرُّ حقيبته الصغيرة على أرض المطار
: خلاص , انت قفل الحين وبتصل على رسيل وأشوف !!! , بأي سوق انتوا ؟؟؟! عشان بجي أخذها بطريقي .
,
جلستا سوياً بإحدى المقاهي في مركز التسوق , تنتظران قدوم فهد , وكانت رسيل شفتيها ممطوطتين بضيق وقالت بنفاذ صبر
: ميرو معليش خربت عليك الطلعة يا قلبي , بس اعصابي تلفت من ملاكوه الزفت , حيوانه يا شيخه ما يهمها شي ولا سمعه العائلة الزفتة , ولو علمت أي احد ما رح يصدقوني انها وسخه .
شربت ميرال قليلاً من قدح الماء أمامها , وقلبها يخفق بخوف لم ترى بحياتها مشهداً كهذا المشهد بحياتها وأثار رعبها , شباب ما يُغازلون الفتيات كانت تسمع ولم تتوقع أن ترى ذلك بعينيها التي سيأكلهما الدود , صابتها القشعريرة عندما علمت ان هذه الفتاة هي ابنه عمتها , العمّة التي لم ترها بعد .
قالت بهدوء , ولا ترغب أن تتدخل بأمورهم العائلية , فهي غريبه عنهم ولن يصدقوها لو حاولت ان تخبرهم ذلك مع رسيل , فقررت ان تبتعد عن الشرّ
: معليش , هوني عليك , انت لا تتواصلي معها عشان تكوني بخير وخلاص .
رفعت رسيل هاتفها تُجيب عليه , بعد أن هدأت أنفاسها
: ألووو , هلا فهود , طيب يلا طالعه .
دفعت الكُرسي للخلف حتى تنهض وتجمع الأكياس , وقالت لميرال : بتجين معي , ولا حابه ترجعي مع فيصل شكلهم لسه مطولين ؟؟!! .
ردت بذعر من هذه الفكرة , وهي تخجل كثيراً من اولاد عمومتها , ولم تعتاد عليهم حتى الآن , والأفضل لها ان تكون ملتصقه برسيل فهي الوحيده التي اعتادت عليها خلال يومٍ واحد
: لا بجي معك أحسن , خلصت أموري , وبرجعلك فلوسك قريب .
ابتسمت رسيل وهي تلتقف كفها , وكانت ميرال ممتنه لذلك فدخل بعض الأمان لقلبها , وهمست رسيل
: ما عليك بس , فلوسي هي فلوسك ابوي ما رح يقصر علينا .
أجفل فهد من المرأة التي فتحت الباب الخلفي لسيارته و عندما استقرت رسيل بجانبه قامت بتعرفيه
: هلا والله بأخوي الحمدلله على سلامتك , معليش ميرال جت معي عشان خلصنا امورنا و ما في شي نسويه .
أومأ برأسه وأحجم عن التحدث أكثر من ذلك , ولفّ رأسه بجمود للأمام , بينما دخلت ميرال وجسدها الغضّ يرتعش , لا تعرف هل خوف ام خجل ؟؟؟!! , أم الاثنين معاً ؟؟! , والأحرى انها تشعر بالشعورين .
ألقت السلام بصوت خافت وصل لمسامعهم , ورد عليها فهد بهدوء دون أن يتأثر من صوتها او وجودها بسيارته , مضى الوقت بطيئاً للقصر .
وقد تخللت رائحتها الطبيعية النفاذة إلى انفه وتحسست خياشيمه منها , يُدرك انها ليست رائحه عطرٍ ما فهو يُميزّ بين روائح العطور والعود والرائحة الفرمونية , لا يعرف ماذا حدث ؟؟! , إلا ان رائحتها تركت أثراً طفيفاً بداخله , جعل حدسه ينبئه بأن الأمور بوجود ابنه العم الجديدة , لن تبقى كما هي .

*****
لم يكن يتوقع أن دموع المرأه قد تكون ذات فائده بيومٍ ما , فلطالما كره المرأة الضعيفة الخاضعة للرجل , ولكم كان يكره رؤيه الدموع فهي لا تؤثر به إطلاقاً , يشعر ان الحياة بهذه الطريقة ممله دون أي إثارة , روتينيه تجلب الكآبة خاليه من الحيوية .
زوجه عمه هذه المرة قد ابدعت بأخذ حقه , الذي ينوي أخذه بيده في الوقت المُناسب , وأنقذت كرامته التي كانت تنوي ابنتها أن تهدرها .
تذكر ذلك اليوم الذي سمع به كلامها بحقه ووصفها له بالكلب , وكاد أن يهُمّ لتأديبها تلك السمينة التافهة , وهو مايزال زوجها وله الحق في الدخول عليها وصفعها .
لولا أن سمع صوت الصفعة التي صفعتها بها والدتها وهي تصرخ بها موبخة إياها , ثمّ بدأت دموعها بالهطول .
جعله يتراجع بهدوء ويُدرك أن والدتها تقف بصفه خوفاً على سمعه ابنتها من الطلاق , وان الزواج سوف يتم قريباً , وعندها يستطيع قطع لسانها الطويل الذي يلتف على جسدها .
دخل إلى المنزل يُدندن ببعض الألحان , ويبتسم بجذل وزوجه عمه تؤكد عليه ذلك اليوم أن الزواج سوف يتم يوم الخميس , وحمدلله أنه لم يضطر للتحدث مع تلك البدينة واقناعها بنفسه , فلقد أدت عمته الواجب وشاكراً لها للغاية .
قال لوالديه اللذين يجلسان بهدوء , ويحتسون قهوتهم المعتادة بعد المغرب
: يمّه , يبه , نسيت أعلمكم ترا زواجي ما تأجل ولا شي , وبنت عمي كانت تكابر بس !!!! , كل الأمور رح تتم مثل ماكان مخطط لها .
قالت والدته وقد شرقت بفنجان القهوة
: غريبه , كيف اقنعتها عاد سميرة عنيده مره , ما قد شفت بنت بعنادها .
عندها برقت عيناه بالطريقة التي تخصه وحده
: ما في شي يصعب على طارق !!!!
ـ ثم هتف بمضض ـ
رضت بالأمر الواقع عشان سمعتها وكلام الناس .
وهمس بخفوت دون ان يسمعه أحد
" انا البكسر راسها العنيد وأوريها شغلها , وبقص لسانها الطويل بعد " .
قال والده بتصميم : طيب , دامها بتجي وتعيش معنا بذا البيت وبكون من حقها , يا ويلك أشوفك تضيمها , سامع ولا لا ؟؟! , بنت أخوي مو لعبه بإيدك وإن ضمتها بتلاقيني أنا في وجهك .
, وجرجر افكاره من ذكرياته إلى الحاضر , حيث يستمع لتهديد والده الصريح له بلا أي اهتمام , و أوما برأسه , وهمس
: طيب يبه ما يصير خاطرك إلا طيب , بروح أريّح شوي الحين , وببدا أجهز حق الزواج .
*****
تضُم ركبتيها إلى صدرها في منتصف السرير , وتلف ذراعيها حولهما , فمُها مزموم بشده , الغضب ينهشها نهشاً , تشعر بأطرافها تتآكل كما تتآكل العظام .
حاجبيها بإنحنائهما الحاد معقودين بشده , وتُحدق أمامها بتصميم , تهمس لنفسها
" طيب , يا طارق انا بوريك يا الحيوان والله لأسود عيشتك , ما أكون سميرة لو ما وريتك الويل , تبغى تكسرني ؟؟! , ماعاش مين يكسرني " .
أجفلها صوت طرق الباب , مال حاجبيها بأسى وهي تعرف من الطارق من طرقته , لم ولن تُجيب فلارغبه لها بالتحدث .
دخلت والدتها بهدوء تقول بهمس
: يمّه سميره فاضية ؟؟؟!!! , بكلمك شوي .
: بصلي العشا راح علي , وبعدها بنام وراي شغل .
قالت ذلك وشفتيها مبرومتين , ونهضت تلتقط إسدال صلاتها .
اخفضت والدتها رأسها بأسى وقالت تهمس
: سامحيني يمّه كسرتك , بس كله عشان مصلحتك , تعبنا من هالحياه نبغى يكون لنا سند في حياتنا يكون لنا عون , وما رح يصير لنا السند غير زوجك وأخواتك بعدهم مطولين , صدقيني طارق انسان كويس بس تعيشين معه رح تفهميه .
ارتدت إسدالها وهي تلفه على رأسها حتى تُغطي شعرها , ونظرت لوالدتها من فوق كتفها
: لو كان كويس مثل ما تقولي كان ما طنشني سنتين بدون لا يسأل عني , يعني لو انه في بينا تواصل وحسيت انه فعلاً يبيني كان ممكن أنتظر سنين حتى مو سنتين بس .
هزت منكبيها , مُسبلة اهدابها
أنا ما حبيت أرمي نفسي عليه ويقول هاذي ما صدقت حددنا موعد الزواج , كنت ابيه يجيني بنفسه وأذله شوي , وصار وجاني بعد ما رفضته , بس انت يمّه كسرتي مجاديفي قدامه وقدام عيونه , والراح راح ما رح افكر بالماضي تفكيري كله بكون محصور بالمستقبل عشان نتأقلم مع بعض .
قالت والدتها مُصغرة عينيها بتأهب
: وش قصدك ؟؟! , يعني خلاص رضيتي بالأمر الواقع .
التفتت بإسدالها , ووجها يُضئ تحت ضوء القمر وقالت بابتسامه لطيفه , تُخفي خلفها الكثير و الكثير من الألم , ولن تنسى ان تنتقم لكرامتها, خسرت الجوله الأولى ولكنها ستربح باقي الجولات لن تُهزم
: إيه يمّه رضيت بالأمر الواقع المفروض يصير قبل سنتين , و رح اتعايش معه .
زفرت الأم أنفاسها وتنهدت براحه , وهي ترى الثقة تشعُ كالحرير من عينيها الغارقة بلون القهوة الداكنة , وهمست
: طيب يمّة الله يوفقك يا رب , ويسعدك .
أومأت برأسها بابتسامه صغيره , خرجت والدتها , حتى تختفي مع خروجها ابتسماتها , وتشتعل عينيها بلهيب سجالٍ سيبدأ قريباً , لن تكون الخاسرة فيه , فكما المقوله
" في الحب واحرب كل شيء مُباح " .
*****
حذائين من الكعب العالي , يعلوهما ساقان تبرقان من بياضهما ونعومتهما , و يعلموهما فستان من الدانتيل والحرير يُهفهف على قدها المُكتنز .
كانت تجلس بخيلاء , رأسها مرفوعاً للأعلى دون أن تتعب نفيها وترى ماذا يحدث حولها أو أسفلها ,وتضع قدماً فوق الأخرى وتأرجحها بتباهي .
حتى أجفلت عندما صرخت صديقتها ساخطه , تقول
: أسييييلل , خلاص تكفين وقفي هزّ رجولك , هالحركه تسبب لي توتر وصداع , ما أتحمل أي شي يهزّ !! .
بدلال قد اتشح به صوتها : يا الله يا سوسو , وانا انسى ايش اسويلك تعودت .
قالت سلوى وهي تهفهف بيديها على وجهها : طيب , طيب مو مشكله بذكرك , بس انت طمنيني وش صار معك ؟؟! , لسه مصره تدخلي بحياه أختك وتخربيها .
نظرت لها بطرف عينيها وقالت : ايه اكيد !! , بس لسه شكلها حركه الورد ما جابت نتيجه .
ثمّ لوت شفتيها وأردفت : أفكر بفكره جديده , انت ما تتحملي تشوفي احد يهزّ , وأنا ما اتحمل أشوفها مبسوطه والمفروض أني أنا المكانها , زياد كان لي !!! .
: قلتيها بلسانك , كاااان لك , فعل ماضي وانت الفرطتي فيه , حرام تخربين حياه اختك , تزوجي وعيشي حياتك مع زوجك وبتكوني مبسوطه مثلها .
قالت سلوى ذلك وهي ترفع فناجين القهوة و الحلويات وتضعها جانباً
ردت اسيل بلا أي اهتمام
: ما أضمن أكون مبسوطه , وأدري انه حتى حياتها لو خربت ما في أمل نكون مع بعض , زياد كان لي وكان لازم تفكر قبل لا تقبل تتزوجه .
: هي ما كانت تدري , على بالك لو كانت تدري رح تقبل تتزوجه .
قالت سلوى ذلك وحاجبيها معقودين
هبتّ اسيل واقفه , تنفض فستانها المطبوع عليه علامه من أشهر علامات مُصممي الأزياء , مُتجاهله ما تقوله صديقتها
: تعرفين ما احب النصايح ما ابغى اسمع اكثر عن هذا الموضوع , وزياد كان اول وأخر شخص كلمته بحياتي , بس كان في خوف بقلبي عشان ارتبط فيه من الكنت اسمعه , وانه بصير يشك فيني و مارح يثق فيني ومن هالكلام .
فردت ذراعيها أمامها , واتسعت عينيها , لتردف
: وبكل بساطه يتزوج اختي ويعيش معها بسعاده , انا هذا الما رح ارضاه .
أعادت شعرها القرمزي , تدفعه خلفها وتقول بتباهي
: معليش ممكن تجيبي عبايتي ؟؟! , تأخر الوقت ولازم أمشي .
قالت سلوى بهدوء
: ما تعشيتي طيب , خليك شوي .
ابتسمت إحدى ابتساماتها الجميلة
: يوم ثاني ان شاء الله , ما عندي وقت .
خرجت من منزل صديقتها بعبائتها المُلونة , غافله عن تلك العيون التي ترمقها من الأعلى .
كان يقف بجانب النافذة الزُجاجية الممتدة من السقف إلى الأرض , والستائر تُهفهف مع هواء الليل العليل , وقد بددت رياح الظلام بعض الغيوم .
كان يُداعب بكفه ذقنه الداكنة التي سبغت على ملامحه , ويُمرر اصبعه على أثر جُرحٍ قديم نوعاً ما , يمتد هذا الجرح من صدغه إلى منتصف وجهه .
ابتسم !! , حقاً ابتسم , ولم تكن بسمه بقدر ماكانت التواء خبث على شفتيه القاسيتين , تلك الصغيرة التي خرجت من منزله هي أخت ذلك الفهد , هي التي ستكون الجسر بينهما .
همهم بكلمات غير مفهومه , عندما تذكر ذلك السِجال الخطير الذي خاضاه معاً قبل سنه , وخرج كلٌ منهما مُعَلِّم على وجه الآخر , بعلامه هو لم ينساها أبداً وقدت شوهت له وجهه الوسيم , صحيح انه لم يُقصر معه وقد شرخ له حاجبه مُتتابعاً مع جبينه , ولكنه خسر والضربة الأخيرة كانت له , ولن يسمح لهذه المره أن تتكرر وسينتقم أشد الأنتقام .
*****
وبزغت شمس صباحٍ جديد , تعلن عن يومٍ جديد بعد أن هرولت تلك الأيام , ووصلت إلى هذا اليوم الموعود .
كان القصر ملئ بالضجيج , العاملات تهرعن هُنا وهناك كالنحل المبثوث , لترتيب الأمور بداخل القصر وخارجه بأفضل ما يكون .
,
كانت تقف عند النافذة تتأمل العاملات وهُنّ ما زلن يعملن , حتى بعد غروب الشمس وإختبائها بين قطع القُطن البيضاء , تلتف بمبذل دوره المياه , حتى فاجأتها رسيل تقول بسخط
: ميراااااال يا حماره وش تسوين ؟؟؟! , ما تجهزتي للحين الناس بجون ويبون يشوفونك , صليتي المغرب ؟؟! .
تاهت شفتيها عن بعضمها , ورمشت بعينيها ببراءة وقالت تهز كتفيها برقه
: أيوه صليت , بس التجهيز ما أعرف أيش اسوي ؟؟! , ما عمري حطيت مكياج ولا أعرف كيف ؟؟؟! .
هذه المره رسيل من فغرت شفتيها كالبلهاء , وقالت بيأس
: يا الله توك تتكلمين !!! .
سحبت أنفاسها وزفرتها بهدوء وهي تهمس بخفوت دون أن تسمعها ميرال
: اهدي يا رسيل خذي نفس , أيييوه , وزفريه , امسكي اعصابك عشان لا تضربيها وتنتفيها , وتذكري في التأني السلامه وفي العجلة الندامة .
رفعت رأسها بتصميم حيث تشير للسرير
: يلا , يلا ماعاد في وقت بخلص منك , وأروح اجهز نفسي قبل ما يطُب علينا أحد , تمددي على السرير وجهك حلو ماشاء الله ما يحتاج شغل كثير , لمستين واحنا مخلصين .
قامت رسيل بتجهيزها وقالت بسرعه
: يلا البسي فستانك , وشوزك وخليك بمكانك لا تتحركي بجي أشوفك وأخذك معي للقصر .
قالت بصوت عالٍ وهي تخرج من الغرفة , حتى يصل صوتها إلى ميرال
: خلي جدتي تشوفك قبل عشان تقرأ عليك اذكارها ولا بتنتفني لأني طلعتك للناس بدون لا تقرا عليك وتحصنك .
ابتسمت بحب لجدتها ولرسيل , لم تكن تعرف ماذا تفعل لو لم تكن موجوده ؟؟! , فالحياه أسهل بوجودهما حولها .
اكملت ارتداء زينتها , وهي تلتف بجسدها أمام المرآة الطويلة , لترى نفسها , كان الفستان وكأنه قد صمم لأجلها , حيث كان يضيق عند صدرها ويُظهر اكتنازه , ويبدأ يتوسع كـ " كلوش " من خصرها .
خرجت ورأسها للأرض , فهذه المره الأولى التي ترا نفسها جميله إلى هذا الحد , كانت تتأمل ساقيها الحريريان , الحذاء الذي التف على كاحلها وأظهر رقتهما .
ولم تفطن لذلك الجسد المفتول الذي يجلس بأريحية على الأريكة , يمُد ذراعه القوية على ظهرها , ويده الأخرى تعبث بخرزات المسبحة , بينما كان بكامل اناقته بالثوب السعودي الذي يُفصل جسده تفصيلاً ويتناغم مع عضلاته , والشماغ قد نُسف بإحتراف على رأسه .
وقد اتسعت حدقتيه فور أن رأها تقف أمامه , دون أن تنظر إليه .
أما هي فقد تسللت إلى انفها رائحة دهن العود النفاذة , ليست رائحه جدتها الرقيقة , بل هي رائحه قد أثارت خياشمها قبل اسبوع بسيارة ما .
رفعت رأسها مُتسعه العينين والفيروز إلتمع خوفاً بعينيها , وهي ترى أمامها أخر شخص توقعت ان تراه هذا اليوم !!! , ولم تكن تتمنى أن تراه !! .
" لقد كان الفهد " .


bluemay 24-05-16 06:03 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

آآآخ يا القهر
اما قفلات شريرة بشكل ...

عاد مو متخيلة شو ممكن يصير
بس اكيد رح يقول انها متعمدة تورجيه حالها
مسكينة ميرال من هﻷ متعاطفة معها من اللي رح تسمعه منه.


ملاك عن جد صدق فيها المثل
فوق شينه قوات عينه


اسيل ربي يرد كيدك يا البعيدة
حسودة ولا بتحب الهير لغيرها.
وشكلها رح تتورط مع عدو فهد
اللي اتوقعه من العصابة اللي بتترصده.


يسلمو ايدي ومتشوووقة كتير للحفلة

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


لمى وجدي 24-05-16 05:21 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بدايه موفقه بانتظار البقيه

auroraa 25-05-16 01:46 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3609418)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

آآآخ يا القهر
اما قفلات شريرة بشكل ...

عاد مو متخيلة شو ممكن يصير
بس اكيد رح يقول انها متعمدة تورجيه حالها
مسكينة ميرال من هﻷ متعاطفة معها من اللي رح تسمعه منه.


ملاك عن جد صدق فيها المثل
فوق شينه قوات عينه


اسيل ربي يرد كيدك يا البعيدة
حسودة ولا بتحب الهير لغيرها.
وشكلها رح تتورط مع عدو فهد
اللي اتوقعه من العصابة اللي بتترصده.


يسلمو ايدي ومتشوووقة كتير للحفلة

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ههههههههههههههه
الحمدلله طلعت معي كده القفله
رده الفعل اووووه نيران مستعرة
بس بلحظتها وان شاء الله خير

ملاك نشوف شو حيكون مصيرها

هممممم هم مش عصابه بقدر ما هو
ثأر قديم شوي

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

auroraa 25-05-16 01:49 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمى وجدي (المشاركة 3609444)
بدايه موفقه بانتظار البقيه

آآآآآآآآآآآآآمين يا رب

ان شاء الله على خير

auroraa 28-05-16 09:55 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يلا انا جيييييت بالفصل
معليش تأخرت زوجي هالاسبوع
ماخذ اجازه ورمضان بعد اسبوع يعني الفصول رح تقل
بس بكون فيه فصول بحاول اكتب قدر الامكان

auroraa 28-05-16 09:56 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل العاشر

عده لحظات هي ما احتاجها فقط حتى يستوعب ، ان خارقه الجمال الموجع التي تقف امامه متسعه العينين ، لم تكن من محارمه .
انتفض واقفاً وكأنما ماس كهربائي قد لامسه ، وبرقت عيناه في غياهب ظلمته كما البرق ، يليه هدير صوته كما الرعد ، يقول بصوت مُخيف ارسل الرعشة لجسدها
: وجع , الله يعمي العدو يا قليله الحيا , انقلعي من وجهي !!!! .
كان صوته المخيف كفيلاً ان يبث الرعب داخل أوصالها ، ويجعلها تجفل و تدرك وقوفها الخاطئ امامه كالبلهاء , لم تجد مفراً قريباً منها إلا إلى المطبخ فهرعت إليه بخوف , وأنفاسها تهرب من رئتيها دون أن تنجح في إلتقاطها .
وضعت كفها على صدرها , مُسبله أهدابها والخوف قد اكتنزها من رأسها إلى اخمص قدميها , وقد هدأت أنفاسها بعض الشيء فهي لم تكن تقصد حتى تخاف , أغمضت عينيها بقوه تكتم دموعها وهي تسمع كلامه القاسي لها , ماذا فعلت له حتى يقسو عليها بهذه الطريقة ؟؟! لماذا يكرهها بهذا الشكل ؟؟! .
تأففت بضيق وكأنها تحتاج لحبه , انها لا تريد منه إلا ان يحترمها وحسب .
كانت أنفاسه تهدر من أنفه وفمه بلا هواده , حاجبيه القاسيين معقودين كما العاده فوق عينيه القوية .
رأى جدته تخرج على عجل , وبالكاد استطاعت المشي حتى تصل إليه وهي تقول بهلع
: بسم الله يمّه , فهد وش الصار ؟؟! ليه رفعت صوتك ؟؟! .
نظر إلى جدته ببهوت وقال بقوه
: رفعت صوتي من بنت العمّ هالماتستحي !! , طالعه من غرفتها وجايه وواقفه قدام وجهي بكل وقاحه .
عقدت الجده حاجبيها وقالت بهدوء
: ما صارشي يا يمّه تصير , هي على بالها ما احد في الشقة وجايه عندي .
مرر لسانه على شفتيه وقال بغضب يتخلله عدم الاقتناع
: في مسافه بين غرفتها والصالة , ولو انها عميه ما تشوف , ما شافتني وأنا مثل اللوح قدامها وترجع تقضب أرضها .
ضحكت الجده بمرح وقالت
: خلاص , خلاص يقطع ابليسك يا اللوح , حصل خير , إلا قولي وش فيك كاشخ ؟؟!, ترى الحفلة للحريم مابوه رجال .
طيّر عينيه للأعلى بضيق من هذه الكلمة التي قالتها جدته , لم يقصد ان يقول عن نفسه كاللوح , انها مجرد كنايه عن ضخامته , وعرض أكتافه حتى الأعمى يراه , وتلك الوحقه مثلت عدم رؤيتها له , قال باقتضاب
: معزوم على عرس خويّ " صديقي " طارق .
ثم همس لنفسه
" أخر همي احضر حفله سخيفه , لقليله الحيا !! " .

,

استعادت رباطه جأشها ولم تهتم فهي لم تُخطئ حتى تخاف وتختبئ , أما ابن عمّها فاليفكر بعقله البدائي كما يشاء , وليرطم رأسه بالحائط ,
كانت قد وصلت إلى الصالة الداخلية , وبُهرت عيناها من كل شيء حولها .
لفت نظرها الثرية الزُجاجية الضخمة المُتدلية من السقف , الجدران أرتصت عليها الشمعدانات الضخمة المُخيفة , وخفف من حدتها الورد الطبيعي المبروم على طول الشمعدان والتي اضفت رهبه على المكان .
ألقت نظرة سريعة , على الطاولات الموضوع عليها ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية والشعبية و الشوكولا البلجيكية , وأنواع الموالح بأشكالها وألوانها , وجاءت العاملات تهرعن بحمل الصواني والدوران على الضيوف .
عقدت حاجبيها من هذا الإسراف والتبذير بمجرد حفله عاديه , لم تكن ترغب بكل ذلك شعرت بنفسها وكأنها بداخل زفاف ما , وتذكرت ان هذه الحفلة ليست لها وحسب بل لإعلان زواج ابن عمها ,
ابتسمت لإحدى العاملات التي أتت تُقدم لها العصير , والتقطت من الصينية عصير الفريز المُنعش , وأجفلتها امرأة شقراء تجلس على عرش ملكات الجمال , تقول لها بلطف , أم أنها تخيلت هذا اللطف ؟؟؟!!
: مرحبا , رسيل أشرت عليك وقالت انك ميرال يوم سألتها عنك وحبيت أتعرف عليك إذا ممكن !!! .
: أيوه انا ميرال , مين حضرتك ؟؟! .
ابتسمت بعِلياء , ولكنها لم ترتح لإبتسامتها التي شعرت بمجاملتها
: أنا دينا , زوجه فهد , تعرفينه زوجي وعمي هم الجابوك هنا .
: أيوه , معك حق بس أنا هنا من اسبوع وشوي , وأول مره اشوفك السموحة ما عرفتك .
رفرفت بأهدابها , وقالت
: ولا يهمك حبيبتي , أصلاً كنت بفتره نقاهه عند أهلي , عشان كذه ما شفتيني .
ابتسمت دينا بتغصُبّ تُخفي غيرتها من جمالها البرئ الأخاذ , وجمال عينيها التي تؤكد بأن من يراها سيخُرّ صريعاً تحت رحمتها , فكيف بزوجها وهو رجل !!!
لا تضمنه وتضمن جيداً عدم حبه لها وعدم وفائه لها فهي لم تُتعب نفسها حتى يحبها ولو قليلاً وكان هذا خطأها ,
كما انها لن تكون غبيه وتخبرها أنها قد تشاجرت مع زوجها وبقيت عند أهلها " حردانه " ,
ولن تخبرها أنها شعرت بالخوف والتهديد على زوجها فور ان عرفت وسمعت انّ هناك حفيده شابه تعيش عند الجدة , وهي تعلم جيداً زيارات زوجها الكثيفة لجدته ,
فداست على كرامتها وكل شيء في سبيل الاحتفاظ بزوجها , وطلبت منه هذا الصباح أن يأتي لإصطحابها ويبدآن صفحة جديده للغاية اتفقا عليها , صفحة لن يكون بها شائبه , وقد وافقها زوجها العزيز على اقتراحها إذ انه تعب من هذا الحال ويُريد الاستقرار , فكان كل شيء يسير لصالحها وكما تُريده .
وقالت بنبره أثارت الريبة في قلب ميرال
: بس بعد اليوم , بتصيري تشوفيني كل يوم ياحلوه !!! , وبنتعرف أكثر .
: ان شاء الله , تشرفت بمعرفتك .
قالت ميرال ذلك بهدوء , تحاول السيطرة على اختلاجاتها .
وتفاجأت من كفها السمراء التي تُداعب وجنتها , وترسم على شفتيها ابتسامه مُخيفه , كانت مُخيفه كزوجها تماماً , ولم ترتح إليهما أبداً
: وأنا تشرفت أكثر .
تلكأت بلسانها وهي تهمس بصوتٍ خافت وصل لأذنيها ببطء شديد , مُشدده على حروف اسمها
يـــا ميـرال .
ثم أردفت بسرعة وكأن نبره الخبث اختفت منه ببراعه
: حتى اسمك حلو مثلك .
غادرت دينا تتهادى بمشيتها , تاركه ميرال خلفها فاغره شفتيها ببلاهه , دون أن تعرف ماذا ترد عليها ؟؟؟!! .
مضت الحفلة متفاوته بالضجيج والهدوء , كانت ميرال تشعر بالاضطراب , فهذه المره الأولى التي تواجه هذا الكمّ الهائل من العواصف البشرية المُختلفة بالأشكال والألوان .
لاحظت أن الكثير ينظر إليها بتقييم لمظهرها الخارجي دون أن يأبهوا لروحها ,
ألا يعلمون أن الجسد عندما يأتيه السُهاد , فالأحاسيس تتناثر ولا يشعر بها أحد , والروح هي من تبقى مُحلقه في عتمه الظلام
, بينما البعض الآخر ينظرون لها بحسد وغيره , وجزء منهم فقط قلوبهم بيضاء صافيه كقطع القطن الناعمة , قاموا بإحتوائها واحتواء خوفها حتى بدأت تتآلف معهم .
ولكل بدايه نهايه , عندما شعرت أنها قد تخلت عن اضطرابها وارتباكها , انتهت هذه الحفلة .
توجهت إلى ميس حتى تقوم بتوديعها , وقالت لها بلطف حتى لا تُجفلها
: ميوووس .
نظرت ميس إلى اتجاه الصوت وابتسمت وهي تتعرف إليها
: أهلين ميرو , كيفك وش مسويه ؟؟! , سا محيني ما قدرت اجلس معك كثير ما دخلت إلا متأخر عشان وضعي الصحي .
: ان شاء الله رح تتحسني يا قلبي , أنا الحمدلله بخير , جيت عشان أودعك بروح أرتاح , خلصت الحفلة و راحوا الضيوف , تحبي اساعدك بشي .
أومأت لها ميس برقه وهمست
: بس لو توديني على كرسي أجلس أنتظر فيصل هو بيدخل الحين , ما اعرف شي هنا .
ساعدتها ميرال وأجلستها وغادرت قبل دخول فيصل , وتركتها تتخبط بين خيوط الظلمة لوحدها .
لم تنتظر كثيراً , وهي تشتم رائحه زوجها وقد عرفتها فوراً رائحه المسك المُختلطة برائحته الطبيعية , كانت دليلها إلى أنفها الذي تعرّف إلى رائحته .
ابتسمت بخفوت , وبادلها فيصل ابتسامتها الخافتة , كان أسبوعاً حافلاً وهو يُقاوم جاذبيتها بملابسها الجديدة ويعتاد عليها بسرعه لم يكن يتخيلها , هل يلوم أخته على إختيارها لهذه الملابس المُقيتة التي لا تُظهر أي شبرٍ منها ؟؟! ,
ام يلومها هي على هذه الفتنة وفي كل ليله تفتنه بملابسها الساترة ؟؟! , والتي يرغب في تمزيقها حتى يكتشفها ويكتشف كل جزء مختبئ منها , يكتشف زوجته وحلاله , كيف هي تفاصيلها ؟؟! التي تُثير فضوله ,
الله وحده يعلم كم يُكافح الاقتراب منها , حتى لا يُخيفها ويؤذيها .
جرجر أفكاره التي تنحني لمنحنى خطير , وقال بهدوء
: يلا يا ميس , خلينا نمشي وبس نوصل بيتنا ما في نوووو بتسولفي لي عن الحفلة وإيش سويتِ فيها ؟؟! .
ضحكت بخفوت وهي تومئ برأسها , واختفت ابتسامتها عندما سمعت صوت حماتها , فصوتها مُميزّ لا يُنسى بسهوله .
قالت إيمان بهدوء
: فيصل يمّه , أنا ما ودي تبعد عني أكثر من كذه , افتقدتك وأبغاك بقربي يا يمه يهون عليك تزعلني وتخليني أحاتيك كل يوم وش مسوي ؟؟؟!! .
أطبق فيصل شفتيه وهمس لوالدته
: يمّه أنا ما رح أجي , وأخلي زوجتي لحالها مع العاملة , تعرفين رأي بالموضوع , والله رضاك يهمني , بس انت الماتفهميني ولا تعرفي وش الصار وخلاني اتزوج بهالسرعة , ابوي هو الفاهمني وراضي عني .
تنهدت إيمان بتمثيل بارع وقالت , وملامحها تتغضن بألم تمثيلي
: يا يمّه , انا برضى عليك لو جيت أنت وزوجتك وعشتوا معنا في القصر !! .
ثم رفعت صوتها حتى يصل إلى كنّتها وقالت
: ما يهون علي تبعد عني أكثر من كذه , شوقي لك رح يغطي على أي شي ثاني , والأيام كفيله تداوي الجروح .
اخفضت صوتها وقالت بهمس لابنها
: انا رح احاول اتقبلها , عشانك بس ياولدي عشانك أنت , لا تنتظر مني أكثر من كذه الوقت الحالي !! , أنا رح أمشي الحين و رح انتظركم بأي يوم , ورح ينور القصر بوجودكم .
غادرت وتركت خلفها ابنها يُصارع ما بين أشواقه لوالديه وبين تردده من أخذ زوجته لذلك المكان .

*****

يقود السيارة بهدوء وتأني كما عادته دوماً , فهو لم يُعرف بالتهور كابن عمه فهد , ثم همس بخفوت
: ما ودي أرجع البيت الحين أبغى أمرّ البحر شوي أحب امر البحر في الليل كل الجنّ والانس أحسهم نايمين , إذا تعبانه من الحفل وديتك ترتاحي .
نظرت حيث مصدر الصوت وابتسمت بخفه من تحت نقابها وهمست كهمسته
: لا عادي , مو تعبانه , فكرك أقدر اشم ريحه البحر بما أني ما أقدر أشوفه ؟؟؟! .
ابتسم وهو يُدير المقود إلى حيث يوجد البحر وقال
: أكييد , إذا تحبي البحر رح تحسي فيه وتشمي ريحته , حتى بتسمعي هدير أمواجه , دايماً الانسان إذا فقد حاسه من حواسه , الحواس الثانية تصير أقوى , وبتعينك على التعايش معها .
يا الله !! , كلامه جميل يدخل كالماء بين حُجرات القلب , حتى وان لم يكن مُقنعاً ولا مجال لصحته يكفيها انه يُحاول أن لا يُضايقها .
اجفلها صوته وهو يسألها بهدوء
: إيش رايك بالقالته أمي ؟؟! , ودك تنقلي للقصر؟؟! , إذا بتخافي ومو حابه لا تشيلي همّ مو لازم ننقل .
سمعت كلام والدته , ورغبتها واشتياقها لابنها , من هي حتى تُفرق الام عن ابنها ؟؟ , هي ليست سئية ,
لا ترغب بأن يفترق زوجها عن عائلته ,
يااااه زوجها كم هي جميله هذه الكلمة عندما ترتبط بشخصٍ مثله هو بحنانه ولطفه , ورجولته الفتاكة , حتى أنها تُدرك أنه ضخمٌ جداً عندما يُهيل عليها بجسده , وعندما يرمي بنفسه بجانبها على السرير دون أن يقترب منها أو يُحاول الاقتراب , وكم يؤلمها ذلك أنه لا يُعِدّها زوجته .
جرجرت أفكارها التي تحملها على غيمه ورديه من القطن , و لن تتحقق مهما حدث , واحمرّ وجهها من افكارها المُخجلة .
وقالت بتلعثم
: لا , ايه , يعني قصدي عادي لو رحنا لبيت أهلك , ماعندي مشكله .
عقد حاجبيه دون أن ينظر إليها
: صدق !!! عادي يعني , أكيد بتكون معنا العاملة وهي بتساعد مثل ما تساعدك بالشقة , بس متأكده من قرارك ما في تراجع .
أومأت برأسها بتصميم وهي تُحدق أمامها , وتعقد كفيها في حِجرها
: أيه متأكد , ما ودي أكون سبب يبعدك عن أهلك , الأهل ما في غنا عنهم مهما يكون .
اتسعت عينيها عندما شعرت بخشونة كفيه , تحُط رحالها على كفيها , وبدأ يُداعب كفها بابهامه الكبير والابتسامة تُزين ثغره , دون أن تتحرك حركه واحده من صدمتها هذه المرة الأولى التي يقترب فيها بهذه الطريقة .
بينما هو كان وكأنها تشتعل في قلبه ناراً تتلظى , وحطبها هي حركاته المُتهورة الرعناء , ما الداعي لأن يزيد الحطب وهو يستشف نعومه كفها بكفه المُتعطشة لأُنثى ؟؟! , ولا يستطيع الاقتراب أيضاً , ظن أن لمس كفها ستُطفئ جوعه وظمأه وإذ به الجوع يزداد ويُطالب بالمزيد والعميق حتى يروي هذا الظمأ الذي لن يُروى برشفه .


*****

انتهت هذه الليلة مُبكراً بالنسبة لميرال و ميس , بينما هذه ليله لم تنتهي وقد بدأت للتو عند سميرة القابعة في منتصف القاعة للإحتفالات على المنصة التي زُفّت إليها , بفستانها الأبيض المنفوش , والطرحة التي شُبكت بالتاج وتمتد خلفها حتى عانقت الأرض المصقولة .
كان الإحتفال بسيطاً غير مُكلفاً في أحد الشاليهات , ولم يكن هناك الكثير من الحضور بسبب حدوث حفل الزفاف فجأة !!!! .
كانت توزع الابتسامات المُجامِلة للحضور , وهي تُدرك أنّ الكثير متعجبون من هذا الزواج السريع , وقد بدؤوا بنشر الاشاعات الكاذبة , والاشاعة الأكثر ألماً وقد وصلتها للتو , لربما أنها حامل ؟؟؟!!! وهذا السبب الذي جعلهم يُعجلون الزفاف !!! .
على كل حال فقد كتمت هذه الغصّه في قلبها , وليس هي من يضع قدراً لكلام الناس , وسيعرفون قريباً بأنها ليست حامل وستخرُسهم جميعاً .
همست لمروج المُبتسمة بسعاده بقربها : مروج وصمخ , متى رح أطلع ؟؟! , مليت وطلعت روحي أحس أني خست من الحرّ .
مروج : اصبري شوي , الحين رح يزفون العريس مع عمي , وتطلعين معه .
مضى الوقت دون أن يُشرّف العريس , وهي تعلم جيداً أنه لا رغبه له في الدخول .
باغتتها والدتها وهي تقول بابتسامه
: يلا يا بنتي تعالي معي عشان تطلعين مع طارق للفندق , عسا الله يوفقكم يا رب .
ضغطت بقوه على باقه الورد التي تحملها بين كفيّها , وقالت بتصميم
: يمّه أنا سمعت كلامك ورضيت اتزوج بعد ما اهاني ولد العمّ , بس هالمره ما رح اطلع لين هو حضره جنابه يدخل وياخذني , اعتقد انه هاذي هي تقاليد العائلة وعاداتها , ما رح اطلع لين هو يدخل مثله مثل أي عريس , التمثيلية لازم تكتمل من كل النواحي عشان الناس تصدق .
نظرت لها والدتها بريبة وقالت
: هااا !!! , أي تمثيليه القصدك عليها , مو قلت انك بتتزوجيه برضاك وتنسي الماضي .
اسبلت اهدابها وكانت مُحافظه على ملامح وجهها المُتشنج , حتى لا يتضح قهرها لأحد
: يمّه هو كسرني وقلتلك لا تنتظري مني الكثير , وانا احاول اتأقلم عليه .
غادرت والدتها لتتحدث مع العريس وترجوه أن يجعل هذه الليلة تمر على خير , وقد دخل هو مجبوراً ليأخذ عروسه المقصوده , هامساً لنفسه
" عما يعميها ذا البرميل , فوق ماني متحملها ومتزوجها ودافع الوراي والقدامي وتتشرط بعد على راسي , سيد قشطه !!! " .
دخل من الباب , دون أن يُحاول الالتفات لها فلا ينقصه أن يُصاب بالغثيان من رؤيه جلدها المُتراكم على بعضه .
وقف بجانبها وكل ما يهمه ان تنتهي هذه المهزلة , تقدمت بعض افراد العائله المُقربين ليودعوهم ويباركون لهم ويتمنون التوفيق , وأخيراً بالكاد استطاع البقاء لخمس دقائق بقربها وهما الآن يجلسان بالسيارة التي ستقلهما للفندق .
كان أخيه هو من يقود السيارة فلم يجلس بقربها في الخلف , فتح الباب الأمامي بجوار السائق , ومال بجذعه يهُمّ بالجلوس فأجفله صوت أخيه الساخط
: طروق وجع , وين جالس انقلع ورا عند عروسك .
رد طارق بدون اهتمام وهو يجلس بهدوء
: تعال , بس تعال ما عليك , وصلنا الفندق وانت ساكت , ما رح اخليك تصير سواقي على آخر ذا العمر!! , وبعدين يلا يكفيها المكان ورا !!!!!!! .
, كزّت سميره على اسنانها واصدرت نفساً خشناً , التافه السطحي لم يُفكر بالنظر اليها ويظن انها مازالت سمينه كما مضى , على العموم هو سيراها قريباً ولن يُعمى عنها طويلاً , وكم تتوق لرؤية نظرات الدهشة في عينيه , لقد تعبت كثيراً و أُرهقت نفسياً لتوصل جسدها إلى هذا الحال , من الرياضة والحمية الغذائية .
وصلا أخيراً للفندق إنه حتى لم يلتفت إليها وهو ينهب الأرض إلى " الريسبشن " ,
وكم جرحها هذا الأمر بعمق قلبها حتى وان لم يحببها في يوم ولم يتقبلها فهنالك ما يُسمى بالاحترام والمودة .
ابتسمت بلطف لأخيه الذي قام بمعاونتها في وضع حقيبتها بالعربه , وقام الرجل الذي دفع العربة بمساعدتها حتى وصلت للجناح الذي قاموا بحجزه مُسبقاً وكان هو ما يزال يقوم بالاجراءات اللازمة ,
تباً له مهما يكن فهو زوجها ألا يشعر بالغيرة من مساعده الرجال لها إنه تماماً *** .
جلست بغرفه الجلوس بعد أن خلعت عبائتها وبقيت بزينتها وفستانها فهي لن تُغيرها قبل أن يراها , لا تعرف لماذا انتابها الشعور وكأنه ستثبت له بأنها قويه لن يهزها رفضه لها ,
لا تنكر انها تشعر بالتوتر لأنه سيبقى معها في مكان واحد مُغلق عليهما , وكم تنتابها القشعريرة عندما تُفكر بهذه الطريقة , ولكنها أقوى حتى تواجهه وتواجه ساديته وجبروته .
كان يقف بالخارج ,
تنهد بعمق وفتح الباب وأغلقه بهدوء وكان ظهره مُوازياً لها , لقد أعطاها بعض الوقت حتى تُغير ثيابها وتُجهز نفسها , ليجلسان معاً ويضعا النقاط على الحروف لحياتهما معاً وبعض الشروط .
نهضت عن الأريكة تدفع الفستان المنفوش بقدمها عن ساقها وقد ضايقها بعض الشيء , واقفه باعتداد رافعه رأسها بشموخ , وملامح وجهها الحادة مُتحفزة للهجوم .
التفت بجسده الرشيق وأجفل مُتسع العينين من تلك الفاتنة التي تقف أمامه باعتداد .
نظر نظره سريعه يتأكد من دخوله الجناح الصحيح وكان بالفعل الجناح الذي قام بحجزه , وتلك الفاتنة هي زوجته وابنه عمّه , لم يكن يعلم أنها تغيرت كان يراها قبل سنوات في ايام مراهقها , بدينة جداً وجلدها أطناناً مكومه , ولن ينسى وجهها الممتلئ الذي غزته حبوب الشباب .
تلك الصورة التي حفظها لها في عقله منذ سنوات , تختلف عن هذه التي تقف أمامه وقد استهواها فجأه , كما ادهشته وأذهبت بآخر ذرات عقله .
كانت نظراتها مليئة بالرضا وهي ترى تقلبات ملامحه من الإنبهار إلى الصدمة على وجهه الأسمر الخشن ذو الحنك المُريع , تُدرك ان آخر عهده بها أيام مراهقتها المُتعبة عندما كانت لا تهتم لأي شي .
نُفخ ريشها كالطاووس بنظراته المُنبهره , التي ترمقها من الأعلى للأسفل , حتى هتفت بتهكم مرير مُشدده على كلماتها
: مطول وأنت تتأمل فيني ؟؟؟
أجفل على صوتها المُتهكم الذي لم يخلو من الرقة , وارتفع حاجبه وهو يُعدل وقفته جيداً ويقترب منها .
ذكرتها مشيته نحوها بالنمر المُرقط فهو رشيق الحركة , غامض وخطير .
وصل اليها وفي كل خطوه يقتات من حُسنها , هل من الممكن ان تكون هذه الحسناء هي زوجته منذ سنتين ؟؟!! ولم يفكر برؤيتها في أي يوم , فجأه همهم ببعض الكلمات
: همممم , مو كافي هالغرور الفيك , ولسانك طويل بعد .
هزت كتفيها الرقيقية , وقد سلبت لُبه بحركتها وقالت
: والله يحقّ لي أغترّ بكل شي .
مالت برأسها قليلاً وأردفت
: جمال , و دلال , وخفه دم , وناجحه بشغلي وحياتي الحمدلله قبل لا اتزوجك طبعاً .
ارتفع حاجبيه , ولا يعرف ماذا انتابه فقلبه يدق ويخونه كما لم يفعل من قبل , لم يتوقع ان يرى هذه الحسناء وتكون بكميه هذا الدلال , وفوقها قويه الشخصية وذات كبرياء كما استشف من رفضها له .
قال بهدوء استفزها
: ايه صح نسيت اعطيك خبر , مافي شغل ما رح اسمح لوحده تحت اسمي انها تشتغل .
برقت عيناها وهمست بغِلّ
: هذا لو كنا ازواج طبيعين , بس انا وانت عمرنا ما رح نكون كذه وبيجي يوم تطلقني فيه لأني أدري انك ما تبغاني مو غشيمه أنا عشان ما أفهم معنى حركاتك , وانا ما رح افرط برزقي ورزق أهلي عشان نزوه , امي وخواتي مالهم أحد غيري يصرف عليهم .
اتسعت حدقتيه بعض الشيء ليقول
: أمك وأخواتك أنا المسؤول عنهم الحين فلا تخافي عليهم .
زفرت نفساً خشناً من قُربه ورائحته الرجولية التي اسكرتها , وتململت قليلاً بوقفتها وقد تعبت من الوقوف على كعبيّ الحذاء , اتجهت نحو الأريكة حتى تجلس عليها وتخلع حذائها برقة وتقول بغيظ منه ومن عناده
: السموحة منك جلست قبل لا نكمل كلامنا بس تعبت من الكعب , وبعدين أمي وخواتي مالك دخل فيهم , ما رح أسمح إنّا ناخذ صدقه منك أو من غيرك , أنا اقدر امشي امورنا وما حد من قبل تجرأ يعرض علينا الصدقة لنا كرامه ورح أحافظ عليها لآخر نفس عندي !!!! .
تأفف من عنادها الذي يشبه عناد البغال , لقد أيقن الآن ان هذه الامرأة مختلفه كلياً عن تلك الصورة التي كانت في باله وكان قد خطط ليعرف كيف يتعامل معها , ولكن هذه النسخة الجديدة لا يعرف كيف يتصرف معها ؟؟؟
وهي تبدو ذات كبرياء جبار كما كان والدها من قبل .
قال وهو يُريح جسده على الأريكة بقربها , ويمُد ذراعه عليها
: طيب , طيب بعدين نتفاهم بموضوع الشغل , بس أكيد الحين ماخذه اجازه منه عشان الزواج .
رفعت رأسها وحدقت به لبضع لحظات , كانت هذه اللحظات كفيله لأن يزدرد ريقه بتوتر من فتنتها , هو يعرف انه لم يحبها من المستحيل ان يعشق في ليله ,
ولكنه فُتن بها وهذا أمر طبيعي له كرجل عندما يرى عروسه بأبهى حله , وليس كما صورها بعقله من قبل .
وتاجها الذي يلمع فوق رأسها وكأنها أميره من الأميرات كان يليق بها وبتقاسيم وجهها الحاد .
قالت بهدوء
: ايه ماخذه اسبوع بس يكفي .
مالت شفتيه بعدم رضا , وأومأ برأسه مُتغاضياً عن هذا الموضوع في الوقت الحالي , و يبدو انه سيتغاضى كثيراً بعد هذا اليوم , ويبدو ان حياته الجديدة لن تكون مملة معها وستكون مليئة بالاثارة .
أجفلته عندما قالت بصوتها الناعم الذي اختلط ببحه النُعاس
: في شي ثاني ودك تتكلم فيه , لأني تعبانه وأبغى انام وارتاح .
لمعت عينيه بمكر وقال
: لا أبد خلصت العندي , والأيام بينا لو فيه شي , بدلي ملابسك عشان ننام , كلنا تعبنا اليوم كان حافل .
مطت شفتيها بقرف منه ومن أفكاره التي اتضحت على ملامح وجهه الوسيم , دفعت شعرها للخلف بغرور , ومالت برأسها دون أن تهتم له .
بدلت ثيابها لمنامه قطنيه مريحه , ومدّت جسدها على الفِراش الوثير بعد ان اغلقت جميع الأضواء واكتفت بضوء القمر المُنبعث من النافذة , دون أن تطُل عليه او ترى ماذا حدث معه بالخارج , هي ليست خائفه من نومه بجانبها , كل ما في الأمر أنها لا ترغب منه أن يلمسها ,
انها أنضج وأوعى من أن ترفضه إذا أرادها " حتى لا تلعنها الملائكه ويغضب منها الله " .
لذلك كانت تتمنى أن تنام قبل أن يصل , فهي أيضاً لن تتصرف كالأطفال وتنام على الأريكة حتى يتحطم ظهرها , من أجل رجُل لا تُريده .
ولكن هيهات أن يأتيها النوم وهو الذي أقسم أن يُجافيها هذه الليلة ليحل عليها السهاد , شعرت بالسرير ينخفض بقربها , واغمضت عينيها بقوه , دون أن تتجرأ على فتحهما وهي تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها , وقد وصلها همسه الساخر بوضوح
: لا تخافين , ما رح أقرب من وحده ما ودها فيني , بس عجبني فيك جرأتك وقوتك وانك ما خفتي من الكان المفروض يصير , ولا نمتي على الكنبة مثل البزران .
رفرفت بأهدابها تنظر لعينيه القريبة من وجهها , وكتمت شهقه كاد تخرج من حنجرتها , عندما لاحظت جذعه العاري بقربها وقد تألقت بشرته السمراء تحت ضوء القمر كالنحاس المنصهر .
منحها ابتسامه يُدرك تأثيرها على الجنس الناعم , وأولاها ظهره ويقول بصوت مرتفع قليلاً
: عاد اسمحيلي متعود أنوم كذه عشان الجو موت حرّ , لو موعاجبك روحي للكنبة أريح !!! .
أولته هي الأخرى ظهرها , وقالت بنفس ارتفاع صوته
: اوووف نام مثل ما تبغى يا شيخ , وأنا احب انام خفيفه بس كنت محترمتك .
قهقه بخفه , يمنح نفسه الصبر حتى تلين له وهو يعلم أن السهاد لن يفارقه هذا اليوم بعد كلامها , ويتخيلها ويتخيل كل تفاصيلها الدقيقة التي تختفي أسفل هذه المنامة المُقيتة , وكم كانت فاتنه متألقة بفستانها الذي فُصِّل على جسدها تفصيلاً ,
يُريد أن ينالها وكم يتوق لهذا اليوم , ولكنه يُريدها بكمال رضاها لا يُريد انتزاع هذه الحاجة انتزاعاً منها , ليست من شيمه أن يُجبرها عليه وقد أدرك أنها لن ترفض لو حاول من أجل الله , ولكنه يُدرك أنها لا تُريده كما نفاها لسنتين , هل يلومها ؟؟! لا هو لن يلومها وسيصبر عليها إلى أن يرى الرضا في عينيها حتى يكسر كل هذه الحصون بينهما .
أما هي فقد عضت شفتيها , ما الذي جعلها تقول ما تقول ؟؟! إلّا الغباء , هاهي لن تستطيع النوم براحه , وهو ينام بهذا الشكل المؤلم بقربها .
سمّت بالله وهي تقرأ أذكارها ومعوذاتها حتى تغفو بهدوء , وكان طارق قد غفى قبلها بدقائق , بعد أن رحمهما النوم وجاء إليهما بسلام .


bluemay 28-05-16 10:42 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
روووووعة يسلمو ايديك

بصراحة تحفة

حبيت موقف سميرة وطارق وردة فعل طارق وانبهاره فيها
يستاهل ال تييييت ليش يحتقرها ويهملها خليه يحترق بناره ..



ميرال اكلتها على جنابها المسكينة كالعادة سم بدنها بحكيه البايخ
بس منيح انها ما اهتمت لفهد ونسيته تماما

يبعتلها حمى العقربة مرته دينا
حست بالخوف من ظهور ميرال فقالت احسن اتنازل شوي مشان ما اخسره..


ميس وفيصل في تقارب بلش يكبر بينهم
بس مستقبلهم مو مبشر وخاصة انه امه ناوية عالشر ..

مشكورة كتير ع تعبك
وابدعتي

في انتظارك بشوووق كبير


تقبلي مني خالص الود

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

auroraa 30-05-16 04:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3609718)
روووووعة يسلمو ايديك

بصراحة تحفة

حبيت موقف سميرة وطارق وردة فعل طارق وانبهاره فيها
يستاهل ال تييييت ليش يحتقرها ويهملها خليه يحترق بناره ..



ميرال اكلتها على جنابها المسكينة كالعادة سم بدنها بحكيه البايخ
بس منيح انها ما اهتمت لفهد ونسيته تماما

يبعتلها حمى العقربة مرته دينا
حست بالخوف من ظهور ميرال فقالت احسن اتنازل شوي مشان ما اخسره..


ميس وفيصل في تقارب بلش يكبر بينهم
بس مستقبلهم مو مبشر وخاصة انه امه ناوية عالشر ..

مشكورة كتير ع تعبك
وابدعتي

في انتظارك بشوووق كبير


تقبلي مني خالص الود

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

الله يسلمك يا رب
ممنونه كتيييير لمتابعتك لي فصل بفصل
ما تعرفي كيف تأثر فيني متابعتك هاذي

ميرال يمكن ما نست لامه بس تناسته عشان لا تنكد
على احد الفصل القادم تتوضح الامور اكثر ان شاء الله

سميره لسه حتوري طارق نجوم الليل بعز الضهر

دينا شخصيه غريبه عجيبه رح تتوضح الامور اكثر
مع مرور الفصول

فعلاً امه ناويه على الشر ونشوف شو حيصير معهم

ريم السعودية 30-05-16 10:53 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
رواية جميلة بانتظار البارات القادمة

auroraa 01-06-16 07:10 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم السعودية (المشاركة 3609884)
رواية جميلة بانتظار البارات القادمة

تسلمي لمرورك يا جميله نورتيني الله يسعدك

auroraa 03-06-16 11:25 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
جيت ومعي الفصل
معليييييييييش على التأخير
بس جد كم يوم ما قدرت اكتب شي
والحمدلله هاليومين قدرت اخلص الفصل

ويا رب يعجبكم

قرآءة ممتعه

auroraa 03-06-16 11:26 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل الحادي عشر

تسلل ضوء الشمس حتى يُزعج منامها وترفرف بغابه رموشها الكثيفة . في كل صباح تستيقظ به تكون في قمّه سعادتها ونشاطها , تعمل بحيويه كزهره مُتفتحه دون ان تشعر بالسيطره فلا احد هنا يأمرها ويعبرها عامله , بل هي من تقوم في ذلك بنفسها بطيب خاطر , ومع ذلك مازالت اثار ما فعلته بها زوجه خالها عالقه بها ومازال الخوف لا يُفارقها ويكتنزها من رأسها لأخمص قدميها , خاصه عندما يتكلم بها ابن عمها بسوء ويظلمها كما فعلت زوجه خالها .
لا تستطيع ان تقول انها تنسى كلامه المسموم وانه لا يؤثر فيها انها تتناسى ذلك فقط من اجلها ومن اجل الفُتات الذي بقي من روحها وأُنوثتها , وقد اصبحت معطوبه بسببهم تُحاول ان تُداري هذا العُطب بابتساماتها الهادئة , وتُخفي خوفها ولا تعرف ان كانت تنجح في ذلك ؟؟؟ أم انها لوحه حزن واضحه لكل من يمر بقربها !!! .
تململت في مرقدها , وذراعيها تتطمى براحه , حتى قفزت من السرير شاهقه .
فزّت رسيل من نومها , وشعرها كشعر قطه منفوشه الشعر , وضعت كفها على صدرها تقول بهلع
: بسم الله الرحمن الرحيم , وشفيك ؟؟! فجعتيني .
تنهدت ميرال براحه وقالت : انت الفجعتيني قمت ولقيتك جمبي , بدون حتى لا تعلميني انك بتنامي عندي !!! , خلاص ارجعي نامي عارفتك نوامه انا بروح اجهز الغدا عشان جدتي وعمامي .
,
عند الظهيرة , عاد رِجال العائلة من صلاه الجُمعة وكما هي العادة في كل اسبوع يبقون عن الجده , ويطمئنون على احوالها . بعد وجبة الغداء الشهية التي اعدتها ميرال , عادت إيمان لقصرها القريب وعلى شفتيها ابتسامه من الخُبث , فقد اخبرها فيصل قبل قليل برغبتة في الانتقال إلى القصر هذا اليوم وهي اعتذرت لتقوم بتحضير الجناح الخاص به , وغادرت سوزان لتأخذ قيلولتها المعتادة ولحقتها ابنتيها اسيل وريما وكذلك دينا , بينما بقيت رسيل في احد الغرف مع ميرال وميس .
قال سلمان وابتسامه تُزين محياه : يمّه ما شاء الله تبارك الله على ميرال بنت اخوي , ما توقعت انه من ظهور واحد لها بتلفت هالأنظار , مع اني ما شفتها امس بحفلتها بس أكيد انها كانت مثل الورده .
سرح فهد رغماً عنه بما حدث البارحة ومرت صورتها أمام عينيه , لقد كانت كالورده بحق , لم يُبالغ والده عندما وصفها بهذا ولكن ما فائده الظاهر ان كانت الأخلاق كالتُراب . جرجر أفكاره التي تنحني لمحنى خطير , منحنى التمتع بحُسنها الفتّان الذي بهره البارحة وجلب له الأرق وداس على هذا الانبهار بعُنف . انه يثق بجدته ويثق بحكمها على البشر فهي من قضت هذا العمر وتعرف كل شي من خُدع ومُؤامرات فهي من فتحت ذهنه على حركات دينا الملتوية والغير سوية , ربما يكون مخطئاً بحق ابنه عمه عندما يُصدق عنها كلام الناس دون ان يعرفها بنفسه , وهي التي تمتلك كل البراءه والطيبة , ولكن عقله يجبره أن لا يثق بالنساء " فكيدهنّ عظيم " مهما كان . وأرهف السمع لما يقولونه عنها الآن .
ابتسمت الجده بفخر : ايه وانت الصادق يا وليدي , وفوق كذه سنعه وذربه , هي الطابخه الغدا اليوم وكل من ذاقه مدح فيه , العاملة ماعاد اشوفها بالشقة ابد ولا عاد ودي اشوفها , من يوم جت وهي ماسكه كل شي ضيّ عيوني .
قال سعد بزهو في ابنه اخيه : ماشاء الله , ماشاء الله .
ونظر إلى ابنه فيصل وأردف : بس لو انّا عرفنا عنها قبل لا تتزوج وتعطي كلمه للعالم , كان ماحد غيرك تزوجها .
ابتسم فيصل وقال بهدوء : الحمدلله يبه مرتاح مع زوجتي , وامورنا طيبه وعال العال .
تنحنح سلمان , وعدل من جلوسه وقال : إلا على هالطاري , يمّه من صباح الله خير داق علي أبو منصور و ابو طلال , تعرفين ابو منصور صديقي من ايام المدرسة , وابو طلال بينا وبينهم شغل و طالبين ميرال لعيالهم , عاد الشباب اعرفهم من زينه الشباب , وش رايك .
اطبقت الجدة شفتيها بصرامة , ليس من المعقول بعد ان عثرت على حفديتها ينتزعوها منها بهذه السرعة , فهي لم تهنأ بها ولم تشبع من رائحتها . قالت بهدوء وهي مسبله اهدابها
: مضايقتك ميرال بشي يا ابو فهد ؟؟؟
قال بقوه : افا بس , وش بتسوي لي بنت اخوي , وتضايقني فيه ؟؟!
قالت الجده بهوء وغصه تملأ قلبها : طيب لا عاد تجيب هالطاري , هي ما صرلها الا اسبوع عندي , ما مدامي اشبع منها .
ابتسم سعد بوقار وقال : يا يمّه البنية مصيرها رح تتزوج وتروح بيت زوجها , ما رح تكون عندك باقي العمر , احنا مو مستعجلين على زواجها بنسأل زين عن التقدموا لها وما رح نرميها لأي احد مو مقطوعه من شجرة , وبنعطيها لأحسن واحد .
أومأت الجده برأسها و الحزن يغشى عينيها من هذه الحقيقة التي تعرفها جيداً , وكان فهد ينظر اليها بوجوم وليته يستطيع أن يفعل شيئاً من أجلها , ولكن لا يستطيع ان يحل جميع المشكال , ففي النهاية هو مُجرد بشر !!! .

*****
زقزقت عصافير الصباح تمُدها بالانتعاش , وتسلل ضوء الشمس الذهبي الوهاج بجماله ونقائه عبر الستائر الخفيفة , واختلطت انفاسها الزمهرير بعطرها الذي رشته على حُلتها الأنيقة بنطال يلتصق على ساقيها كجلدٍ ثانٍ لها بقماش مُطبع كجلد النمر يعلوه قميص أبيض ذو اكمام تصل إلى مرفقيها أظهر نحاله خصرها و اكتناز صدرها .
التقطت الفرشاه من حقيبتها , وجلست برقه على الكُرسي امام منضده الزينة البسيطة في الفندق , تُسرح شعرها الطويل الذي يتمايل كشلال غزيرعلى أكتافها وظهرها , سارحه بحياتها الجديدة.
ووجها مُتغضن بقلق شديد , من تفكيرها بالمستقبل وما سيحدث لها مع هذا الذي يُسمى زوجها ؟؟؟! .
كانت غافله عن عينيّ الذئب التي تترصدها قُرب الباب , وتتأمل حركاتها حركه , حركه , وتكاد أن تهجم عليها حتى تلتهما بتلذذ .
تنحنح بخشونه وهو يدلف لغرفه النوم , أما هي فقد انتفضت بفزع وقد أيقظها من افكارها التي شردت بها وقالت بحده
: عما ان شاء الله ما تعرف تدق الباب ؟؟؟ , فجعتني افرض وقف قلبي الحين وش بتستفيد ؟؟؟!! .
ازدرت ريقها وهي تراه بقربها , متى تقدم منها كل هذه المسافة دون ان تنتبه إليه ؟؟! , لأول مره تُركز بملامحه و شكله .
شعره فحمي كشعرها , انفٌ مستقيم , وحنكٌ مُريع بعظمتيّ خديّه اللتان تشبهان الازميل وغير ظاهرتين بوضوح .
تجعدت شفتاه باستهزاء أبرع به وقال : سلامه قلبك , ماتشوفين الشرّ .
صغرت عينيها , ولم تُدرك أن جسدها كان قد ارتعش لرجولته , فسبب تقطعاً في انفاسها , وتسارعاً في دقات قلبها , وقالت بعِلياء يليق , مُتجاهله كلامه بها : أبغى اروح عند أهلي , وبطمن عليهم ما حد يرد عليّ وقلقت عليهم .
أومأ برأسه وقال على مضض : مو مشكله بنروح لأهلي , ابوي مسوي عشا عشانا , وأكيد اهلك بكونوا هناك .
توجهت إلى الأريكة وهي تلتقط عبائتها , تهُمّ بارتدائها حتى أجفلها صوته الذي انطلق كرصاصه من فوه مُسدس , قال بشكّ : بتروحي بذي الملابس ؟؟! .
ارتفع حاجبها الأنيق باستفهام وقالت بسرعه : ايه بروح فيها .
اعتدل بوقفته الكسوله وقال بأمر صارم : ما في روحه فيها بدليها , وبعدين بنمشي مره ضيقه وأبوي بكون موجود وأعمامي بعد .
قالت بصوتٍ ساخط : معليش تراني ماني متفصخة , ولا رح اسمحلك تتحكم فيني وفي لبسي , هذا الناقص بعد !!! .
التفتت تتابع ارتداء عبائتها مُتجاهله له , وشعرت بريح قد مرت بقربها تنتزع منها العبائه وصوته الحاد يهدر بنفاذ صبر
: انا زوجك !!! , ومن واجبك انك تطيعي كلامي , اذا قلت مافي روحه بهالملابس يعني ما في روحه .
ثم نظر إلى قدها المشوق والأشبه بقد عارضه الأزياء وأردف بمكر : ملابسك ضيقه , لو ودك بمساعده وانتِ تشيلينها أتشرف اني اساعدك .
احمرّت وجنتيها بوضوح وهي تقول بقوه : وقح !!! قليل أدب أنا ببدل بنفسي , هالمره رح امشيها بس عشان ما ودي الوقت يضيع وانا مشتاقه لأهلي .
أومأ برأسه وهو يبتسم على خجلها الذي اظهرته حركاتها البلهاء , يقول بصوت مُرتفع حتى يصل اليها في دوره المياه : ترا عادي لو ودك تلبسينها قدامي ما رح اقول شي , اقدر اتفاهم مع ضيقها .
خرجت معه بعد ان نظر اليها من الأسفل للأعلى برضى , و علاوه على هذه الملابس المُثيرة التي ارضته و التي هدّت حزام الراحة الذي احاط نفسه به كلياً , كان صوت طرق كعبها ينخر اذنيه نخراً , عليه أيضاً ان يمنعها عن ارتدائه بالأماكن العامة .
*****
تتابعت تلك الايام , ومضت هذه الليالي , حتى غابت شمس هذا اليوم وأصبح المدى جمراً ورماداً في الأفق البعيد .
كانت تجلس بطريقتها المُعتاده , طريقه تتضح بها اناقتها ورشاقه ساقيها التي تُأرجح أحدهما على الأخرى بترفُعّ , قالت بهدوء دون أن تُظهر أي اختلاج من اختلاجتها
: إلا ان شاء الله ما اكون أزعجتك بجيتي المفاجأه وزياد هنا ؟؟؟!
ابتسمت ريما بلطف : أبد حبيبتي لا ازعجتيني ولا شي , اصلاً زياد مو هنا وكنت طفشانه وجيتي وسليتيني .
نهضت برقيّ وهي تهمس برقه : خذي راحتك البيت بيتك , بروح اشوف العاملة الجديدة ما تعرف شي هنا .
أومأت أسيل برأسها وقد حاشها الملل , لقد ظنت أنها ستأتي وتجد زوج أختها وتجبره على أن يتحدث إليها , فهو منذ عده اسابيع يتجاهلها وحتى انه لا يُجيب على الأرقام الغريبة التي تتصل منها وكأنه يُدرك انها هي من تتصل .
ماذا حدث لهم ليحدث معها ما حدث ؟؟! , هل هي سيئة لدرجه أنه لا يرغب بها ؟؟! .
أجفلها صوت باب الفيلا الذي فُتح على مصراعه . والتفتت برأسها حتى ترى زياد , و تتهوه شفتيها عن بعضهما ويخرج من بينهما هواء ضجيجٍ صاخب , وبريق سعاده قد توشح مُقلتيها وأختفى ذلك , عندما أشاح زياد برأسه وعاد ليُغلق الباب . لم تنتظر وانتفضت على قدميها حتى لا تتهوه منها الفرصة الوحيدة وقد جاءت إليها . هرعت إلى الباب لتفتحه بعنف دون أن تفكر بستر نفسها .
هذا الأمر لم يهمها من البداية ولم تكن حريصه عليه !!! , لو تُرك الأمر على عاتقها لما تحجبت وتركت العبائه في السفر !!! , ولكنها مُجبره على ذلك .
قالت بلهفه : زياد , استنى شوي !!!! .
تنهد بعمق وزفر ذلك النفس الذي خرج مُتحشرجاً من رئتيه , والهمّ يغلِبُه دوماً هذه الفترة , بسبب ملاحقه هذه الشيطانة له في كل مكان حتى وهو يتجاهل اتصالاتها وكل شيء من طرفها ,
لم ولن يُعطيها العُذر مهما كان فهي قد تكون لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها ولكنها تعرف جيداً خطأها وتُدركه , بحق الله أنها طالبه بالجامعة !!! , لقد أخطأت عائلتها بادخالها مُبكراً للمدرسة وقد زادها الأمر غروراً وصِلفاً , وربما أخطأوا في تدليلها حتى تكون بكل هذه الوقاحة والعنهجية . توقف عن السير دون أن يلتفت لها وقال يهدر بحده
: نعم !! , وش تبين مني ؟؟! مو قلتلك ماعاد أبغى أعرف أي شي عنك !! , ما عندك كرامه .
ارتعشت شفتيها ولعقتهما وهمست باختناق تعرف تأثيره عليه : زياد تكفى , لا تعاملني كذه ممكن أتحمل هالمعامله من أي احد إلا انت !! .
عقد حاجبيه من نبرتها التي تؤثر به سابقاً , وقد تجاهلها لافظاً باستهجان : تستهبلين انت !! , كيف بعاملك وانت ناويه تخربين حياتي وتشتتي عيلتي وأطفالي وزوجتي ؟؟؟!! , قال بسخرية مريره , اكيد ما رح تتوقعي أعاملك مثل أميره او حتى مثل أخت .
هزت رأسها بعنف وقالت باستنكار : أنا كنت أميرتك دايماً لسنه , كنا نتكلم مع بعض وكنا مبسوطين , وعمري ما رح اكون أختك انا مو أختك !!! , انت بعتني وتزوجت اختي وكسرتني .
لقد أخطأ سابقاً عندما خان ثقه عائله الكاسر وبات يتحدث مع أسيل لمده سنه كامله ظن نفسه مُغرماً بها ويميل إليها ,
وإذ بها كانت تغويه فقط وتُعجبه ظاهرياً وكانت بقمه حيويتها , أما اخلاقها فهي سيئة ولا تُطاق فقد كانت تكشف اوراقها دون أن تنتبه في بعض الأحيان وهو ليس بمُغفل ليعرف صُغر عقلها .
الله يُعاقبه الآن على خيانته لهذه العائلة الطيبة , التي احتك بها بعد زواجه من ريما , و يُخطئ الآن ويخون زوجته بوقوفه معها والتحدث إليها , لذلك هتف بصرامه
: خلاص يا بنت الناس !! , لين هنا وكافي , البيدك وتقدري تطوليه سويه , اما فكره اني اخون زوجتي معك وهي على ذمتي فهاذي انسيها , وحتى ولو صار وطلقتها مستحيل أكون معك بيوم , التفكري فيه مستحييييل !!! .
عقدت ذراعيها , وهي تُحدق بظهره وقالت بهدوء يختبئ خلفه الكثير , فهذه المره الأولى التي تراه عن قُرب لهذه الدرجة , كان طويلاً و كتفاه الضخمان يرتفعان ويهبطان بعنف متناغم مع عنف انفاسه , لقد أثارت جنونه وسخطه وهذا ما ارادت الوصول اليه
: ما يهمني تكون معي , ممكن تحافظ على زوجتك لو تبغى , بس ترجع تكلمني مثل اول وانا اوعدك ما اسوي شي ولا امسك عليك شي واهددك فيه , لأنه لو طلقتها أنا ادري انه مستحيل نكون مع بعض يعني أهلي ما رح يرضوا يزوجوني لك وانت تارك اختي , ولّا !!!!! .
اتسعت عينيه بحده من جرأتها وقذارتها , وهي بهذا العمر وقد فعلت الأفاعيل به , فكيف بها عندما تكبُر , صدق من قال وأنّ النساء كيدهنّ عظيم , قال بتحفز : وإلّا ايش بتسوي مثلاً ؟؟! , تهدديني أنت ووجهك ؟؟؟ .
ابتسمت بتهكم : رح ابذل كل وسعي أنه ريما تعرف أنك تخونها , وأكيد ما رح أكون أنا بوجه المدفع , المهم تتطلق منك وتعرف قذاراتك من يوم كنت تكلمني فيه , ومسوي نفسك المطوع التبت عن ذنبك !!!!!!! .
مالت شفتيه بالتواء غضب , وقبض على قبضتيه حتى ابيضت سلامياته , ونفرت عروق ذراعه من الغضب , وقال بقوه وهو يُقسم أنه سيُحارب من أجل الحفاظ على أسرته الصغيرة من هذه الشيطانة : الماتطوله يدك , الحقيه برجلك رايح جاي .
تحرك بخطواته , ينهب الأرض نهباً , والغضب قد ملأ عينيه , بينما كانت أسيل تصيح في اثره وقد غامت عينيها بالدموع , تُناديه داخل قلبها لأن يعود ويصفح عنها ويستمع إليها .
أجفلها همس ريما تقول بتعجب : أسيل بِسْم الله عليكِ وش تسوين هنا , في أحد دق الجرس ؟؟ .
قالت اسيل بذهن مشوش : هاا ؟؟ , لا بس فكرت في أحد دق الباب وما يدري انه في جرس .
التفتت على أختها , تردف بعينين حاشهما الاحمرارا من كتمها الدموع : أنا صار لازم اروح , دق عليّ ابوي وقال اني تأخرت , يلا مع السلامة .
غادرت المنزل تحت إستغراب وتعجب ريما من حالها الغريب , وهي لا تعرف ما الذي جرى لها , وقتلتها الدموع التي تُحاول كتمها , هناك ما يحدث لأختها وترفض التصريح به , كل ما تتمناه أن تكون بخير وتملأها السعادة وكفى , لا تُريد اكثر من ذلك فهي لا تُحب رؤيه الحزن والهمّ على ملامح اخوتها جميعاً .
ألا يا ليت الزمن يعود حتى تعرف حقيقه هذه الاُخت البائسة , لما تمنت لها السعادة , فتلك الدمية الحمراء لم تفكر بها ولا للحظه وهي تخونها وتطعنها بظهرها , الطعن في الظهر مؤلم للغاية عندما يكون من الأقراب , ألا يقولون " انّ الأقارب عقارب " .
*****
جاء شهاباً عند الليل أضاء السماء ببريقه في عتمه الديجور , والقمر يضوي وسط السماء السرمدية , والنجوم تُزين السماء .
ابتسم بسكون , لذلك الضجيج الصاخب الذي يخرج عبر افواه اصدقائه الذين يتبادلون احاديث متفاوته وكل ثنائي منهم يتناقش بموضوع اهم من الآخر .
انه مكان آخر يجد به راحته بعيداً عن مشاكل زوجته التي لا تنتهي , وصوتها المُرتفع كهزيم الرعدّ .
أجفله أحد أصدقائه الذي يجلس بقربه ويُعد من اصدقائه المُقربين للغاية , يربت على كتفه بما يشبه الصفعة
: إلا الفهد وين سرحان آخر الليول ؟؟! لو مشتحن " مشتاق " لزوجتك عاد الشكوى لله لين نشوفك المره الجايه , انت يلا تنشاف وأكيد المدام بعد مشتاقه , روح بس وريح راسك بدل ذا السرحان وعقلك بعيد .
قهقه فهد بإتزان , دون أن يُظهر لأي أحد تلك المراره التي تشرخ حنجرته , و طعم الصدأ الذي يملأ حلقه , وقال يُحوِّر الكلام
: إلّا انت المتى ناوي تهجد وتركد ؟؟! , بدل ما تهيت بالشوارع تالي الليل , وترجع ترتاح في بيتك عند زوجتك وعيالك .
غصّ حلقه عنما ذكر امر الأطفال , قد يكون لا يُحب الأطفال ولا ازعاجهم كثيراً !!! , ولكن ليس هناك رجلاً لا يتمنى أن يكون له أطفالٌ من صلبه ودمه , يحميهم , يُداريهم ويكونون عوناً له .
انه فقط يمنح نفسه الصبر حتى تَحْمَل زوجته , ولا يفتح معها هذا الموضوع كثيراً حتى لا يجرح مشاعرها , فهو متأكد من سلامته في كل سنه تمر يقوم بفحصٍ شامل ونتائجه دوماً تأتي سليمه , فلهذا ليس لديه إلا الصبر والتوكل على الله .
رفع يوسف كفيّه ومال برأسه بمرح وقال باختيال
: خلاص اجل بخلي هالموضوع عليك وأنا اثق فيك وبذوقك , ويا بخت مين وفق راسين بالحلال .
اتسعت عينا فهد وهو يُدرك ماذا يقصد صديقه .
إن كان هو لم يتوفق في أي زواج من زواجاته الماضية , فكيف يُريد منه صديقه المُقرب ان يختار له زوجه ؟؟؟
وهو يجد نفسه وجه شؤم في موضوع الزواج , لا يمكنه أن يُجازف بذلك ويُغرق صديقه مع امرأة لا يعرف كنَهها , فقال بصرامه , واقترب حاجبيه من بعضهما
: أنا مالي شغل , طلعني و لا تدخلني في هالموضوع أبد , وبعدين يوم تصير مشاكل مع زوجتك تدْعِي علي الدليتك عليها .
يوسف : أفا بس , ماعاش مين يدعي عليك يا الحبيب , اجل خلاص نأجل الموضوع شوي مو مستعجل توني .
قطب فهد جبينه وقال مازحاً : وين توك وانت بتشيب وتطق الثلاثين بعد كم شهر .
قال يوسف وهو يحسب على اصابعه بمرح : ابد يا الخويّ بعد كم شهر , بصير ثمانيه وعشرين تنوي ما فاتني القطار مثلك وشيّبت , وانت تزوجت بدري مره مستحيل أتزوج وانا سته وعشرين .
هز فهد منكبيه يُعدل جلوسه ويقول بهدوء
: وانا كنت أدور راحه البال والاستقرار , والحمدلله على كل حال .
ابتسم له يوسف بموده , وهو يدعوا له بداخله أن يهون عليه مشاكله ومصائبه , فهو يعرف انه صديقه المُقرب لم يعثر على هذه الراحة التي يلتجأ إليها , ولم يجد هذا الاستقرار الذي يتقصَّاه , وربما هذا الأمر الذي يجعله يتريَّث قليلاً بموضوع الزواج وألّا يُعجِّل به
,
دخل إلى منزله بعد أن أسعد نفسه بعض الوقت مع اصدقائه ورفه عن نفسه , قبل ان يعود لوحدته في غرفته الفسيحة , داخل فيلا صغيرة يعيش بها لوحده مع والدته الحبيبة بعد أن فقد أخيه .
ضجيج الراديو القادم من المطبخ , ظلام المكان ودفئه و الأصوات المعدومة حلوه والتي تدل على الحياة , وكأن والدته خلدت إلا النوم , أراد الذهاب إليها ليطمأن عليها فليس من عادتها ان تنام قبل ان يعود إلى المنزل وتطمأن عليه , ولذلك كان يعود مُبكراً حتى لا تسهر من أجل انتظاره .
اعتلى عتبات الدرج , واجفله صوت والدته القادم من غرفه الجلوس , والمُجعد من كبر السنّ
: يوسف !!! .
نزل بهدوء يقول بتعجب : بِسْم الله يمّه وش فيكِ جالسه بالظلمة ؟؟؟! , فيكِ شيء ؟؟! , تشتكين من شيء ؟؟!
فتحت ضوء المصباح بقربها , وتطلعت إليه بعينين مُصغرتين وكأنها تقوم بدراسته قبل ان تُفجِّر قنبلتها أمامه , وقالت بتأهُب
: لا يمّه ما فيني إلّا العافية , تعال اجلس اول , واعطيني الأمان و اوعدني ما تعصب ولا ترفع صوتك عليّ !!! , عشان اعطيك العلوم .
ازدرد ريقه وقال بهدوء ظاهري : ينقص لساني يمّه يوم ارفعه عليكِ , قولي يمّه قولي الله يستر .
قالت والدته : اول شي , انت كنت مع الفهد ؟؟! , وش علومه ؟؟!
يوسف بنفاذ صبر , وهو يشعر بأمر سيء قادم لا محاله : ايه , ايه كنت معه , الحين ماعليك منه ومن علومه يزقح , وش بسوي يعني ؟؟؟! .
فركت كفيّها بحِجرها وكأنها قد ارتكبت جُرماً ما , وهمست وهي تنظر لكفيها اللذان تقشر جلدهما من الاحتكاك : طيب , انا اليوم تحمست بالمره وخطبت لك رسيل الصغيرونة , اخت الفهد بدل توأمها القشرا ما حبيتها .
لا يرى امامه إلا الضباب , أم انه يتخيل هذا الضباب ؟؟! الذي يغشى عينيه .
تأوه بصمت هزّ اعماقه , وفُرجت شفتيه ليمُر الهواء عبرهما صاخباً مُرتعشاً , ليُسبب تقطعاً بأنفاسه وتسارع في دقات قلبه , من هذه القُنبلة التي القيت على رأسه .


bluemay 04-06-16 06:37 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصل جميل وهادئ نسبيا..

ميرال صعب تتجاوز ماضيها ومآسيه ولكن الامل انه المستقبل ينسيها احزانه ..


اسيل يبعتلها حمى تسلق بدنها اللي ما بتستحي ولا بتختشي ..!


فهد شايل فكرة الزواج التانيمن باله تماما وكأنه اكتفى من قرف الزواج الحااي وما بدو يتقل ع حاله..
بس عندي احساس انه جدته تطلب منه يتزوج ميرال مشان تضل معها وما تتركها.


يوسف ورسيل ثنائي مختلف لكن مو بعيد يتلاقوا بنقطة ما ويتفقوا..
ردة فعله حسستني انه بحب اسيل ولهيك انصدم من امه.
يحبها برص شو عاجبهم فيها .!!!!


والعرسان من اولها خناقة .. بس عجبني طارق وغيرته ع زوجته وحرصه عليها
بس اكيد رح تعبه معها كتير بعنادها.

يسلمو ايديك يا قمر
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


auroraa 04-06-16 11:50 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3610341)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصل جميل وهادئ نسبيا..

ميرال صعب تتجاوز ماضيها ومآسيه ولكن الامل انه المستقبل ينسيها احزانه ..


اسيل يبعتلها حمى تسلق بدنها اللي ما بتستحي ولا بتختشي ..!


فهد شايل فكرة الزواج التانيمن باله تماما وكأنه اكتفى من قرف الزواج الحااي وما بدو يتقل ع حاله..
بس عندي احساس انه جدته تطلب منه يتزوج ميرال مشان تضل معها وما تتركها.


يوسف ورسيل ثنائي مختلف لكن مو بعيد يتلاقوا بنقطة ما ويتفقوا..
ردة فعله حسستني انه بحب اسيل ولهيك انصدم من امه.
يحبها برص شو عاجبهم فيها .!!!!


والعرسان من اولها خناقة .. بس عجبني طارق وغيرته ع زوجته وحرصه عليها
بس اكيد رح تعبه معها كتير بعنادها.

يسلمو ايديك يا قمر
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

فعلاً ميرال ماضيها صعب واثر فيها كثير
وفي امور رح تتوضح اكثر مع الوقت

اسيل ما بقى حد ما حكى عنها

فهد هو فعلاً اكتفى .. انا رميت اليوم طُعم بس
شكلك ما لقطتيه حيتوضح الفصل الجاي ان شاء الله
او البعده

يوسف لا صدمته مش انه بده اسيل او رسيل
صدمته واضحه انه من ردّه فعل فهد وهو حاكي معه
انه مش ناوي يتزوج .. يعني امه خطبت له من راسها

وبصراحه يوسف شخصيه ما قدرت افرط فيها زي بعض الشخصيات
من الرواية القديمة .. بس دوره هالمره مختلف بكثييير

والعرسان لسه حيجننونا معهم

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

auroraa 05-06-16 08:56 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
http://store2.up-00.com/2016-06/1465152887181.gif

auroraa 09-06-16 09:12 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل الثاني عشر

رمش بأهدابه لبرهه وقال بعد ان انتفض واقفاً : وش تقولين يمّه ؟؟! .
مطت شفتيها وهي تهزّ عصاتها الخشبية : مثل ما سمعت خطبت لك وحطيتك قدام الأمر الواقع , دام انك معند وما لك خاطر بالزواج , انا ابغى افرح فيك واشوف عيالك .
زمّ شفتيه يكتم غيظه وقال بصوتٍ حاول ايداعه كميه وفيره من الصبر وقد نجح في ذلك
: يمّه , ات تعرفين زين أني ما أقدر اتزوج واظلم بنت الناس معي , وتوي كنت امزح مع فهد بهذا الموضوع وبالقوه حاولت امسك نفسي و لا اتأثر قدامه .
ترقرقت دموعها داخل مُقلتيها وهمست بنشيج , اصاب قلبه بسِهام قد تلوثت بدماء قلبه الذي يضُخ الدم لجسده
: ريم !! , على بالك اني نسيتها وهي بنت اختي وروحي , بس يا يمّه الحيّ ابقى من الميت !! , هي ما رح ترضى انك توقف حياتك عندها وتعيش بتعاسه طول عمرك دون ماتدور على السعادة , هي الحين صارت عند ربي الأكرم مني ومنك .
ثم همست بالرحمة على روحها الحلوة التي لم تغادر هذا المكان .
نظر حوله وغشيت عينيه أمامه وصوت ضحكاتها يخترق طبله أذنيه , وكأنها حقيقه ما تزال موجوده تقف امامه وتُناغشه , نعم فهي موجوده !!! , وتزور منامه كل يوم وتختفي وتجلب له السُهاد ويموت به الاحساس .
شد على كفيّه حتى ابيضت سلاميتها , واغمض عينيه بقوه يمنع سيل تلك الذكريات أن ينجرف مُجدداً على عقله ويؤذيه , وهو الذي لم يعد يحتمل هذا الأذى , ويقتله الاشتياق .
حبيبته الصغيرة وحُب طفولته , مُهجته والنَفَس الذي يتنفسه , وقُطعت انفاسه في تلك اللحظة مع انقطاع أنفاسها .
لقد رحلت مُبكراً , مُبكراً جداً لم يشبع من رائحتها , كيف ينسى طعم شفتيها النديْ ؟؟! كيف ينسى دفء أحضانها ؟؟! وحراره روحها .
مُخطئ من يظن ان امرأه أخرى قد تحُل محلها في قلبه , مُخطئ من يظن ان رائحه امرأه أخرى قد تُرضيه أو تنعشه مجدداً وتعيده للحياه , وهو الذي نسي كيف يعيش بدونها !! , ونسيَ معنى هذه الحياه بفقدها , لو يشكو قلبه هموماً باتت فيه تمحوها بسمه من شفتيها تزور مضجعه دوماً .
ابتسم , لم تكن ابتسامه بحجم ما كانت التواء حزنٍ على شفتيه , وهو يتأمل تلك الأريكة المُنفردة التي تقبع بأحد زوايا غرفه الجلوس حتى تأتيه تلك الذكرى .
كانت والدته بالمطبخ تُعد لهما كعكه وتُدللهما , حين فاجأها بجلب حبيبته للمنزل وهُما من عُقد قرآنهما فقط , ولم يكن قد دخل عليها .
*
اقترب منها بمكر الثعلب , أما هي فقد كانت تفهم جميع تحركاته , ونظراته الوقحة , فصرخت ساخطه
: يووووسف لا تقرب , تكفــــــى خالتي بالمطبخ ورح تُطب علينا الحين .
استطاع ان يلتمس ذلك الخجل المُحبب له خلف صوتها الساخط , وقال بخبث
: أجل أنت شايله هم خالتك لا تشوفك بس ؟؟! , ماعليه تعالي معي .
كانا يقفان بقُرب المطبخ , باغتها عندما سحبها بقوه وألقى بها بخفه على تلك الأريكة بغرفه الجلوس , ومال بجذعه إليها , يتمتع بذلك الهلع الممزوج بالعشق داخل بؤرتيها , انقض على شفتيها كما النسر ينهل من عُمق شفتيها , وقد نسي هذا العالم حوله وقبلته تزاد عُمقهاً حتى حشر جسده مع جسدها داخل تلك الأريكة الصغيرة .
مرر كفه على وجنتها يتحسس نعومتها ويشُدُّ عليها ساحباً إياها لصدره بشغف .
واخرجه من غفوته الممتعة هذه صوت نحنحه والدته , وحينها انتفض واقفاً وبالكاد استطاع الخروج من تلك الأريكة الضيقة , واحمرار الحرج يغزو وجهه الأسمر .
*
جرجر ذكرياته الحميمة على صوت والدته وهي تقول بقوه : يوسف وجع ان شاء الله , جالس تتذكر ذاك اليوم انت وسواد وجهك !!! .
ابتسم ببهوت على ذاكره والدته التي لا تنسى ولا تخيب سِهامها , وقال بهدوء دون أن يجرؤ على النظر إليها : كانت زوجتي يمّه , كانت زوجتي .
تنهدت بعُمق وهي تهمس : طيب وش قلت عشان موضوع رسيل ؟؟! , انت بس عاملها باحترام وموده والحب بيجي مع الوقت هالبنيه لذيذه وحبيتها , ماشاء الله عليها كلها حيويه ومثل الوردة.
قطب حاجبيه وهو يتذكر أن والدته ذكرت له اسمين وقال شبه مُستسلماً
: طيب يمّه , طيب سوي التبين , انا ما رح اكسر فهد وارفض اخته وبكون هاليومين وصله الخبر أكيد , ان شاء الله يرفضوني رح أبقى على هذا الأمل بس , وإذا وافقوا أمري لله لا أظلم البنت معاي .
فرك صدغية وقال باقتضاب : عن اذنك يا الغالية بروح ارتاح .
غادر و غادرت معه أحلام حبيبته التي لم يتسنى لها أن تُحقق حلمها وترتدي له الأبيض بيوم زفافهم , وقد لفّ الكفن جسدها الغض وابعده عنه وكان لونه ابيضاً ناصعاً , يا السخرية لقد اترتدت له الكفن بدل فستان العُرس .
كزّ على اسنانه حتى اصدرت صوت صرير ارتطامها ببعض , ولَكمَ بقبضته سور السِلمّ وهمس لنفسه , مُغمضاً عينيّه بقوه
" اللهم لا اعتراض , لا اعتراض , لا اعتراض , على قدرك وحُكمك , يا رب الهمني الصبر " .
خرج صوته متحشرجاً وهو يُناجي الله
" يااااااا رب " .
*****
نظرت بعُمق وهي تقترب أكثر وأكثر من تلك المرآه الصغيره التي تُكبر الوجوه بجانب المرآة العملاقة لطاولة الزينة , واتسعت عينيها عندما وجدت أن الهالات السوداء قد عادت تغزوا أسفل عينيها , وتجعلها قمّه في البشاعة .
تأففت بضجر وهي تعلم انّ عليها القيام قريباً بجلسة للليزر .
كم هي مهوسه بجمالها وبشرتها ونقائها , وتُبالغ باهتمامها رغم انها لا تستحق كل هذا التعب فبشرتها قد تحسنت كثيراً في الآونه الأخيرة من اهتمامها المُكثف ولا داعي لهذه المُبالغة , ولكن الخوف يُسيطر عليها عندما تفكر بالتجاعيد وكبر العُمر الذي يمضي .
تأففت , وهي تفتح الدرج في طاوله الزينة وتنظر لحبوب منع الحمل والتقطت حبه لتبتلعها , وكانت قد وضعتها في علبه للفيتامينات , حتى وان رأها زوجها بالخطأ ل يشُك بأمرها وهي تعلم مدى توقه للأطفال , انها إلى الآن ليست مستعده لاي طفلٍ يُفسد عليها حياتها ويُغير عليها روتينها , فور ان تشعر انها مستعده ستتوقف عن تناول هذه الحبوب .
اجفلها دخول فهد إلى جناحهم , ولكنها تصرفت بهدوء تام , ووضعت العلبه في الدرج وهي تغلقه بهدوء , وتلف جسدها الرشيق إليه وتستند إلى طاولة الزينة وتبتسم بإغواء .
لا تنكر فهي قد اشتاقت اليه , وكانوا قد ابتعدوا لشهرين دون أن تقترب منه أو يلمسها , وأما هو فقد كان يُلاحظ عدم رغبتها ولم يُحاول الاقتراب منها , فأكثر ما يكره هو الرفض وان لم توضح له فهو يقرأ رفضها بعينيها .
اقتربت منه كقطه رشيقه وأحاطت عنقه بذراعيها , وابتسمت وهمست بصوت اودعته كل الرقة
: توّ ما نورّ الجناح , اشتقت لك .
كادت أن تُقبل شفتيه , ولكنه مال بوجهه وطبع قبله صغيره على وجنتها , وقد تضايق من رائحه فمها المُزعجة وقد نبهها عليها أكثر من مره , دون ان تكترث له , وقال بهدوء : وش مصحيك للحين ؟؟! .
كانت انفاسها ترتطم بعنقه القاسي وعروقه النافرة واضحه لعينيها وقالت : أبد , تعرف احب اسهر , بس رسيل قالت لي انك مسافر ومو راجع إلا بكره .
ابتسم باستهزاز لم يصل لصوته وهمس : لو تسألين عني ؟؟! , او تعرفين عني أي شي ؟؟! , كنتِ رح تدرين اني باجازه اليوم !! .
تنهدت بعمق وهي تتوعد تلك الرسيل الكاذبة , كانت تتعمد احراجها ومضايقتها , فقالت على مضض
: طيب مو مشكله حبيبي تعال ننام , الوقت تأخر .
قال بهدوء وهو يبعدها عنه : باقي خمس دقايق ويأذن الفجر , بروح اصلي بالمسجد , واجلس شوي مع جدتي اشوف علومها , اذا ودك صلي صلاتك و انتظريني لين أرجع .
زمت شفتيها بضيق , تتفهم ذهابه للصلاة مع الجماعة , ولكن ما الداعي لأن يزور جدته كل يوم , هذه العادة تجلب لها الضيق منذ زمن طويل , وازداد غيظها مع مجئ تلك المُدللة ميرال , قالت بقوه
: طيب خلاص انا بصلي و بنام نعسانه .
هز منكبيه القويين , بدون اهتمام فهو اعتاد على جفائها وبُعدَها .
خرج من الجناح , اما هي فبقيت جامده عده دقائق من جفائه الواضح وكأنه لا يهتم بها ولم يعد يسأل .
فتوجهت بهدوء إلى السرير وخلعت مبذلها الحريري الذي يتهادى على قدِّها والقته باهمال على الأريكة , ودفنت نفسها بالسرير مُتلحفه بالغطاء , مُتجاهله لصوت آذان الفجر الذي يصدح في أرجاء الجناح .
,
عاد إلى القصر منتعشاً بعد صلاته مع جماعه الأخيار في المسجد , فهذه الصلاة مهما كان لا يُفوتها ويؤديها بالمسجد حتى وان كان سينهار من التعب والارهاق , يشعر في هذا الوقت الثمين بأنه يختلي مع الله يشكوه ويبُثه ضيق قلبه ومهجته , ويدعوه بكل ما يجول بخاطره , والله وحده يعرف كم يُعاني في هذه الحياة ويُحارب بالبقاء شامخاً كجبل لا يتصدعّ , وقد طال بحثه على الاستقرار الذي يُريد ولم يعثر عليه , وكبريائه وكرامته هي من تسير أمامه , لا يتنازل عنهما مهما كان وما سيكون !!! .
طرق الباب من الخارج حتى تنتبه ابنه العمّ وتدلُف إلى غرفتها , فقد اصبحت عاده ان تبقى مستيقظه مع جدته في كل صباح وتُعد لها القهوة العربية , بعد أن سئمت جدته من نجاح العاملة .
لا يُنكر انّ هذا الشهر قد وجد فرقاً كبيراً في منزل جدته , فلقد اصبحت رائحته كرائحه الياسمين المُختلط بالبخور ورائحه القهوة النفاذة التي بات يُدمنها ويُدمن رائحتها وكم يخشى من هذا الادمان فهذه القهوة كانت لذيذه جداً ومن افضل ما تذوقّ وراقت له كثيراً ,
والأرائك كانت مرتبه بشكلٍ جميل عكس ترتيب العاملة التي لم تكن ترتب الوسادات وترميها بكل مكان ,
حتى طعام الغداء الذي يتناوله بعض الأحيان مع جدته لوحدهم وابنه عمه تبقى بالغرفة لوحدها , كان لذيذاً وشهياً ولا يرغب عن ان يتوقف عن الأكل , ولم يكن يُطيل البقاء عند جدته احتراماً لابنه عمه وانّ لا تبقى مسجونه بغرفتها بسبب وجوده .
دخل بعد أن تأكد من خلوّ غرفه الجلوس , فطوال هذا الشهر لم يجد عيباً منها , وقد بدأ يُصدق أن خروجها امامها في ذلك الوقت كان خطأً , ولكن لا يعرف ان كان كلام زوجه خالها صحيحاً ام لا ؟؟!! , ولا يهمه ان يعرف .
قال بصوته الخشن الجهوري
: يا الله انك تحيّ الشيخة بنت الشيخة حصة و الشيخ سُلطان .
ابتسمت الجدة بحُب وهي تمُد يدها حتى يتلقفها فهد , ويُقبلها بحنان , ثم يميل على رأسها ويلثمه ويسمع صوتها ترد عليه
: أرحببب , إلّا يا الله انك تحيّ الشيخ فهد بن سلمان ـ واردفت بمرح ـ ودي اقول عن امك الشيخة سوزان بس بتزعل مني وتقول انا ماني عيوز تقولين عني شيخة , وينك عني يمّه اشتحنت لك ؟؟! .
هبط بعنف على الأريكة وهو يُرخي جسده عليها ويقول بابتسامه زينت محياه , ابتسامه حقيقه غير مصطنعه , ابتسامه قد ضلتّ طريقها إلى شفتيه منذ زمنٍ طويل
: وأنا اشتقت لك أكثر , السموحة يا الغالية بس اليوم اجازه من الطيران وقلت اروح اشوف الشباب من زمان عنهم , واندمجت معهم ونسيت نفسي وقدّ تأخر الوقت يوم رجعت .
هزت رأسها وهي تقول : المهم انك غيرت جو , الله يسعدك دوم يا رب .
همس بخفوت : أمين يا رب , وياكِ يمّه وياكِ .
تغضن وجهها بألم وقالت بحزنٍ مرير : وين تجيني السعادة يامك ؟؟؟! وين ؟؟! وبنيتي كل يوم تنخطب وما اقدر اقطع بنصيبها وما أعلمها , و ما قدر اظلمها واخليها عندي بس لأني مشتاقه لريحه وليدي , وهي كل ما علمتها عنهم ترفض وهذا المريح قلبي شوي بس .
قطب حاجبيه مُتجاهلاً لغرورها ورفضها أفضل رجال المجتمع الذين يتقدمون لها , وقال مُقترحاً : طيب وش رايك تزوجيها لعبود ؟؟! عاد هو اعزب وعمره مناسب لها , وانت تعرفينه وتعرفين اخلاقه ولو طلبت منه يعيش معك هنا ما رح يرفض , وبكذه حفيدك وحفيدتك قدام عينك الأثنين .
التمعت عينا الجدة وقالت بصراحة ودون مرواغة : أنا أدري انه عبدالرحمن وسعود اخوانك وسندك في هالدنيا الفانية , وانك ما ترضى عليهم وتحميهم وتدافع عنهم بروحك ودمك .
رفعت اصبعها السبابة واشارت على اظفرها للسبابة الأخرى وأردفت
: بس هاااا !! هالاثنين ما يسون حتى ظفرك , وهالسرابيت ولا يدلون حتى طريق البيت ومن ديره لديره , شي قنص في الحيوانات والطيور المسكينة , و شي طيران وشراع ولا مدري وشوهو القالي عنه اول , ما رح ابلي بنيتي فيهم , وهم الله يرزقهم الزوجة الصالحة التتحملهم .
اردفت بقهر وهي تتدث بسرعه دون أن تعطي فرصه لفهد حتى يتكلم : عبود وهو صاك الثلاثين الحين ما عنده مسؤولية ولا كان تزوج همن كان بعمرك انت يوم تزوجت , تبيني اعطيه لبنيتي الذَهَبة عشان يضيمها بحركاته الماصخة .
قال عاقداً حاجبيه : يمّه احسن شي سواه عبود انه ما تزوج يوم كان بعمري يوم تزوجت ولا بلا نفسه بحرمه , تعرفين حريم هالزمن مايعات وماصخات .
هزت رأسها بأسى وقالت بقوه وهي تنظر لعينيه : عشان كذه أبيك تتزوج بنت عمك !!!!! .
سعل بفنجان القهوة الذي كان يرتشف منه , وقال بهدوء وهو يُحوِّر حديث الجدة بشكلٍ آخر فهي تبدو متردده , ولكنه قال بجدية
: يمّه ابشري بدور لها على عريس مناسب , واهم شي ما يكون سربوت .
ضربت الجده بعصاتها على الأرض , ولم يهتزّ جفنٌ لفهد وهو يُحدق بها بغموض , حتى سمعها تقول بعصبيه
: انا ما خرفت للحين بكامل قواي العقلية ولله لك الحمد على نعمه عليْ , واعرف زين وش قلت لك , واعرف انك تتجاهل كلامي لأنه ما ودك بهالشي .
وضع فهد فنجانه على الطاولة امامه وقد عرف جديه هذا الموضوع الذي غزا عقل جدته , واستدار بجسده إلى جدته وهو يقول بجديه وقد ارخى ذراعيه على فخذيه
: يمّه , ادري انك تعرفي وش تقولي , واكيد تعرفين اني متزوج من دينا الحين وهذا مو زواجي الأول و متزوج قبلها ثنتين ومطلقهم .
اردف بمنطقيه يراها : ترضين بنيتك تنظلم معي , وهي توها بنت بنوت ما تزوجت من قبل , وش تبغى بشايب مثلي ومزواج وادري انها بترفضني ...
مدت الجدة كفها حتى تقطع كلامه وتقول بغصة ملأت حلقها : انت ما لك ذنب يمّه , مالك ذنب انت من زينه الرجال وشيخ الشباب , بس ربي بلاك بحريم اعوذ بالله منهم , وهالأخيره المعك مو احسن من القبلها , وأنا أدري انك تحاول تخلي هالزواج ينجح بس بدون فايده !!! , ذيل الكلب اعوج ما يتعدل , لو انه يتعدل كان خليت الأولى على ذمتك وما طلقتها ثاني يوم من زواجكم , وعدلتها مثل ما تبغى بس تدري انها ما رح تتعدل وبتعبك فقررت تطلع بأقل الخساير من اولها وتخليها .
أطرق برأسه بأسف وهو يذكر نتيجه اول خيبه له وزواجه الأول والتي لم تكتمل فرحته وانتهت بخيبه كبيره قد آذته بشده ولكنه خرج بأقل الأضرار .
كانت امرأة عاديه الجمال ولم يكن يأبه لذلك , طوال فتره خطوبتهم كانت رقيقه وخجوله معه , وكان يُذيبه هذا الخجل ويبتسم لها ببلاهه فقد كانت تجربته الأولى وقد اتم الرابعة والعشرون من عمره , لكنه الآن بات يُفرق بين الخجل الطبيعي والمصطنع مثل هذه التافهة .
و تغير كل شيء عندما سافر معها إلى لندن من أجل شهر العسل ومضت هذه الرحلة بسلام في الطائرة حتى وصلا لمكان إقامتهما بالفندق , وطلب منها ان تستحم وتُجهز نفسها حتى يخرجان لتناول الطعام والتجول ,
تفاجأ بها تخرج أمامه من دوره المياة الخاصة بالفندق بشورت قصير وقد اتضح فخذيها المكتنزين من اسفله , ويعلوه بلوزه ضيقه بلا اكمام ضغطت على صدرها , وكانت تنوي الخروج معه بهذا الشكل !!!! .
هو الشيخ فهد بن سلمان كما تُسميه جدته تأتيه زوجه بهذا الشكل السافر والفاسق وهو المعروف بغيرته الشديدة وبدائيته على عائلته , حاول معها ان تلبس الحجاب بملابس ساتره ملونه , فهو لم يُجبرها من البداية على ان تُغطي وجهها وترتدي الأسود , ولكنها عاندته ورفعت صوتها وفعلت افاعيل افقدته آخر ذرات تعقُل في دماغه .
وهنا انتهى كل شيء طلب منها ان تجمع اغراضها ولم يكن صعباً عليه ككابتن طيّار ان يعثر على رحله عائده للبلاد بأسرع وقت وقد سلمها لأهلها كما هي , رغم انّ أهلها قد حاولوا معه ان يُعيدها وانها ستستمع اليه وتُطيعه ولكنه اراد ان يقتل الأفعى قبل ان تلدغه و تنشر سُمها إليه , وقد اكتفى من هذه المواقف معها بشهر البصل الذي حصل عليه .
أصرت والدته على تزوجيه بسرعه , ولم تنتظر كثيراً ليبرأ جرحه , زواجه الثاني كان لا بأس به مع اهمال زوجته له ولجناحهم وحياتهم , إلى انها اهدته أجمل هدية في حياته وهي طفله الصغير سيف .
رباااه !! كم اشتاق اليه ابنه الغالي , انتهى زواجه بها بمجرد أن أخذت منه هذه الهدية " ابنه " , باهمالها له وقدمته على طبقٍ من ذهب للخادمة التي اهملته وهي تنظر لهاتفها وتقهقه به وغرق بحوض السباحة حتى يلفظ انفاسه بسيارة الاسعاف , كان عمره سنه ولم يستطع الاسعاف أن يُنقذ روحه البريئة ,
طفلٌ صغير لم تستطع الاعتناء به , وتخلص منها ومن اهمالها .
كان عليه أن يتوب وان ينسى أمر الزواج فجُرحيّه لم يبرآ حتى الآن , ولكن والدته غضبت منه وأقسمت عليه أنها لن تكلمه أبداً , لم يلمها فهي أرادت سعادته , وبهذه الطريقة أصبح زوجاً للثالثة والحالية و التي لا يهمها شيء في هذه الحياة غير نفسها وبشرتها وهوسها بالتجميل .
مع هذه الذكريات عادت جروحه تنزف بعد أن تخثرت دون أن تلتأم , فلا يوجد بحياته أي شيء يُلئم جروحه النازفة . ضغط قبضته القاسية داخل كفه , ولم يؤلمه شيء بمقدار فقده لابنه الصغير هو الشيء الجميل الذي كان يوماً بحياته وقد فقده .
قالت جدته باصرار وهي تريد سعادته وحدسها يخبرها أنّ ميرال هي من سيُداوي جروحه , كان وجهها يتغضن ألماً من تقلب ملامحه وقد ادركت نزف جروحه وانها قد آلمته بكلامها وذكرته بابنه الغالي : اسمع يا يمّه , امك هي الاختارت لك كل زوجاتك وانا ما عمري تدخلت ولا بزواج , هالمره اعطيني الثقة وانا متأكده انك بتلاقي التبغاه من زواجك من ميرال هي انسب وحده لك .
تنهد بعمق وهو يُعيد شعره الكثيف للخلف بكفيّه : يمّه انا متزوج الحين , مو مطلق راسي ما يتحمل حنّه حرمه وحده فما بلاك بحرمتين .
قالت الجده بعناد : الشرع حلل أربع , وأنا اعرفك تقدر تعدل بينهم وما رح تظلم وحده منهم .
نظرت له بمكر واردفت : إلا اذا بنيتي أخذت عقلك من مكانه فوقتها غصباً عنك ما رح تقدر تعدل بقلبك .
سحب نفساً عميقاً من الأوكسجين وزفره بخشونه , من قال انه يُريد لعقله ان يطير بامرأه ؟؟! , هو لا يُريد لعقله ان يطير لا لامرأه ولا لغيرها , يريده ان يبقى في مكانه فهذا أفضل بكثير له , المشكله انه يعرف اصرار جدته وعنادها بما انها قد قررت فهي لن تتركه لو مرت السنوات ستلاحقه حتى تجعله يُوافق عنوه , وخاصه ان الأمر يتعلق بحفيدتها المُحببه , فقال مستسلماً وفي باله أمرٌ ما .
: طيب يمّه أنا موافق , بس بشرط , تقولي لبنت عمي اني كنت متزوج من قبل مرتين ومطلق بدون لا تعرف شي عن الأسباب , وتخيرها بالقبول والرفض , وان رفضتني ما تصري عليها وتجبريها .
ابتسمت الجدة بحب وقالت : لا تخاف ما رح أجبرها وبتوافق وين بتلاقي أحسن منك .
هاهو يغادر وفي قلبه امل كما في قلب صديقه يوسف , ان ترفضه ابنه عمه وتنتهي هذه المعمعة , لقد سئم من النساء ومشاكلهم التي لا تنتهي , سئم هذه الحياه وضاقت به ذرعاً !!! .
*****
مساء اليوم التالي
وكأن هذا الزمن يسير بلا توقف لا يوقفه عثره او مَحطه ما , هل يتعمد هذا الزمن ان يؤلمها في كل يوم ؟؟! بحق الله !!! انها مُجرد عمياء لا ترى النور ولا يكفون عن إذائها ظناً منهم انها سوف تؤذيهم , كيف تفعل وهي لا ترى إلا السواد ؟؟! ولا تستطيع الوثوق بأحدٍ هنا غير زوجها , رقّ قلبها له عندما تذكرته الآن .
ألم يوصي الرسول بالنساء ؟؟ في قوله " رفقاً بالقوارير " , فما بالكم بامرأه عمياء تكُف أذاها وشرها عن الجميع , ماذا يُريدون منها ؟؟! ماذا ؟؟؟! .
كان يتكئُ على اطار الباب الخشبي , هذه المرة لم يضع عطراً حتى لا تُمسك به , تلك المُخادعة بات يعرفها كما يعرف اسمه , لقد كانت تكشف وجوده من عطره الذي يفوح في المكان .
ابتسم وهو يتأملها تُسرح شعرها القصير بلون الليل الذي يصل لكتفيها ويتهدل عليهما , كان يُفضله طويلاً جداً فهو من عشاق الشعر الطويل , ولكنه بات يُحب شعرها المُتناسق مع قصة وجهها الصغير , وعينيها الناعسة بلون القهوة الداكنة قصه تعذيبٍ أُخرى تؤرق مضجعه دوماً , عندما يتسلط ضوء المصباح الذي بجانبه على عينيها ووجهها الصغير ويترك الغُرفة ظلاماً دامساً .
عضّ شفتيه وهو يراها تلعقُ شفتيها وقد بدى عليها التوتُر , كانت ترتدي فستاناً رقيقاً كرقتها يضيق من صدرها ويتسع عند خصرها تاركاً لخياله العِنان .
عقد حاجبيه عندما رأها تنهض وهي تتحسس الطريق حولها وقد حفظت طريقها في هذا الجناح خلال شهراً كاملاً , وصلت إلى المطبخ التحضيري وأمسكت بغلاية الماء .
أجفلت من تلك الكفْ الخشنة التي حطّت على كفها , وشهقت بخفه وقد ادركت انه زوجها حتى وان لم يضع عطره المعتاد فهي تعرفه من طيفه الضخم الذي يحوم حولها , وهي تشعر به يُهيمن عليها .
قليل التهذيب , كما انه ينحني عليها بحجه ما !! حتى يسترق منها لمسه بخصرها او همسه لأذنها التي ترفرف بصوته الخافت او حتى قُبله يتيمه على وجنتها , وتشعر به يوماً بعد يوم يزداد جرأه .
انها مذهوله لا تشعر انه رافضه لقربه او بالتقزز منه , بل في كل مره لا تريد منه ان يتوقف , وبالطبع وان كانت تموت امامه فهي لن تطلب منه المزيد وتكتفي بالفُتات الذي يُعطيه لها .
قال بهدوء يزدرد ريقه , وهو يتحسس نعومه كفها
: أنا وش قلت لك ؟؟! مو قلت لا تلمسين أي شي خطير بدون لا تقولي للعاملة رنه وحده بس وتجيك من المطبخ وتسوي لك التبين .
هزت كتفيها بخفه , و قد سلبت لُبه بحركتها : ما حبيت أشغلها , عمتي كانت تبغاها ضروري وراحت , وانا صرت مدمنه قهوه بهذا الوقت راسي يبدأ يصدع فأصير اعرف انه جا وقت القهوة .
قال بسرعه : طيب علميني كيف تسويها ؟؟! عشان أسويها لك واسوي لنفسي , خلني اذوق طعم هالقهوة التسويلك ذا الصداع .
ضحكت بخفه ولم تستطع ان ترى نظراته وعينيه الصقريتين التي تتمهل عليها , وتتفحصها تدريجياً حتى تكاد تأكلها .
أملت عليه ما يجدر به ان يفعله , حتى جهز كوبين لهما , وجلس بغرفه الجلوس بقربها , وقد قرر وضع النقاط وقال بلا مراوغة
: ميس بسألك , الحين انت مرتاحه معي ولا لا ؟؟!
رفرفت بأهدابها وقالت بهدوء : حشا أكون مو مرتاحه , انت ما تقصر معي , سويت لي اشياء حتى ما يسويها الرجال لزوجته , انا ممنونه منك كثير .
ابتسم بهدوء وقال : يعني معتبرتني زوجك ؟؟!
تغنَّى الورد الأحمر بخديها وهي تهمس :أيوه زوجي , بس طريقه زواجنا تخليني احس ... .
لقد وصل إلى مربط الفرس الذي يؤرق تفكيره , ما يمنعه عنها ليس خجلها الذي يُذيب اضلعه , بل هو يرى رغبتها به في عينيها ويُدرك انها لا تعرف انه يعرف فهو ليس بغرّ حتى لا يعرف انها ترغب به كما يرغب بها , فقال بسرعه يقطع كلامها
: انسي طريقه زواجنا , ممكن تكون غريبه شوي بس في النهاية ربي كتب لنا نتزوج كذه , وانت الحين زوجتي ومسؤوله مني وباذن الله بسويلك العملية قريب بس تطلع نتايج تحاليلك وبترجعي تشوفي مثل قبل واحسن , فما في أي مشكله بهذا الموضوع حتى عشان تشيلي همه , بس ابغى اتأكد انك مرتاحه معي عشان نكمل حياتنا كأي زوجين !!! .
تقافز قلبها بداخل صدرها حتى اهتزت اضلاعها , كما احمرت وجنتيها بقوه , عندما قال انها زوجته ويريد الاستمرار معها وكأنه يؤكد هذه الحقيقة , وقد لمست في نبرته بجملته الأخيرة المكر ويأخذ منها الموافقة على الاستمرار , فقالت باقتضاب من خجلها
: أنا الحمدلله , مرتاحه معك .
ابتسم بهدوء وقد أخذ منها الضوء الأخضر , وشعر انه اراح ضميره فلم يكن يُريد ان ينالها بدون رضاها , وقد شعر بأنها قد تكون متأثره من طريقه زواجهم التي تمت به اهانتها من قِبل اخيها القذر .
أجفله أزيزهاتفه الذي صدح بقربه حتى يرى اسم ابن عمه الفهد يُضيء الشاشة المظلمة , اجاب بهدوءه المعتاد والذي يُفسره البعض بروداً منه
: أرحببب بولد العمّ ... لا ما دريت عن شي وش صاير ؟؟! ... همممم طيب بحاول أجي ما اوعدك ... طيب طيب خلاص لا تصجني بجي واشوف ... اوووف منك .
وقف على قدميه , حتى تشعر به ميس وكأنه يهيل عليها من طوله فهي في كل مره تشعر به طويلاً مُهيباً للنظر .
قال لها برقه : السموحة مضطر اطلع شوي , ولد عمي يبيني بموضوع بشوفه وأرجع لك , ولو تبين شي اطلبي العاملة لا تتهوري .
ابتسمت بخجل وهي تتلمس ذلك الذي يقصده بكلامه من عودته وقال بسرعه : ان شاء الله بقولها .
خرج من الجناح , وهو يتركها خلفه تتنفس بلا هواده انفاسها تهرب من رئتيها وقد بدأت تتوتر مما سيحدث بعد ذلك , وبعد ان اعطته موافقتها بطريقه لا مباشره حتى يقترب منها , يا الله !!! كم تشعر بالخجل كشلال يصُب على جسدها صباً , تعرق جسدها من توترها , ودعت الله ان تمُرّ هذه الليلة على خير .
*****
كانت تجلس بهدوء بغرفه الجلوس , تقوم بتطريز قُماش يُحيطه اطار من خشب , هوايتها المُحببة التي تحبها لأن والدتها كانت تحبها .
والدتها يا الله !!! كم اشتاقت لها كثيراً ولقد رحلت هي ووالدها منذ زمن , وتتمنى أن تراهما ولو في منامها انها تقبل بذلك , فالشوق يقتلها لهما .
تنهدت بعمق وأنفاسها الزمهرير تخرج من بين شفتيها , تحكي قصه وذكريات والديها التي تأتيها من فتره إلى فتره حتى تدمع عينيها رغماً عنها , وهي لم تجد عِوضاً عنهما إلا في جدتها الحبيبة ورسيل .
جاءت جدتها تتكئ على عصاتها وتبتسم لها بحُب , حتى تجلس بقربها وهي تنظر لها بحنان وهي تطرز هذه المفارش بطريقه جميله , وتتمنى أن لا تُعاند صغيرتها وتوافق على الزواج من حفيدها الحبيب حتى لا يفترق عنها الاثنان .
قالت بحنان وهي تربت بكفها على كف ميرال , التي التفتت لها باهتمام
: أأمريني يا جده تبغي شي أجيبه لك , او اسويلك شي مشتهيه شي .
ضحكت الجدة بخفه وقالت بمرح : انت ما يهمك غير تزغطي في بطني من هالأكلات والحلويات التسويها , ارحميني يا بنيتي ما عاد اقدر اتحمل اكل كل شي والسكر والضغط لاعبين بحسبتي لعب .
قالت ميرال قاطبه حاجبيها , وقد تركت ما تقوم به جانباً وهي تُعانق جدتها
: لا تقولي كذه الله يخليك لي يا رب ويطول بعمرك , والحمدلله ما فيك إلا الصحة والعافية .
مدت الجدة ذراعها تُحيط كتفها وتسحبها صدرها , وتُداعب شعرها وتقول
: ما أقدر اقول ما بقى بالعمر كثر المضى , المهم ماعلينا خلينا فيك انت يا عروس .
رفعت ميرال رأسها بشرود وهي تنظر لجدتها وهمست : عروس مره ثانيه !!! .
أومأت الجدة بابتسامه وقررت أن تخبرها : ايه بس هالمرة غير ومو أي عريس بعد , هذا العريس بالذات من أقرب الناس لقلبي ومن أَحْبهُم لي , فهد ولد عمك سلمان .
شهقت شقه صامتة , وقد اصابها الذُعر من هذه الفكرة , كم كانت تسمع بشهامته ومن حب الجميع له واعتمادهم التام عليه , ولكن !! اولاً هو متزوج وله حياته الخاصة التي لن تُفسدها أبداً , وثانياً هي تخشاه وتموت رُعباً منه ومن نظراته الخطيرة تجاهها إن حدث ووقعت عينها على عينه صدفه .
في المقابل ان فكره ان تتزوج من ابن عمها جيده للغاية عندها لن تضطر ان تبتعد عن جدتها وعائلتها بعيداً وقد عثرت عليهم قريباً , اليس ابن عمها افضل من رجلٍ غريب لا تعرف ماذا قد يفعل بها ؟؟! قد يكون شخص سادِي غير سويّ , يقوم بتعذيبها كما تفعل زوجه خالها , وقد يمنعها عن عائلتها , عندها لن تجد من يُدافع عنها ويحميها منه .
وفكره ألا تتزوج أبداً هي افضل بكثير من أن تتزوج من ابن عمها المتزوج أو من شخص غريب لا تعرفه , ففكره الزواج بذاتها تُخيفها للغاية وهي ليست مستعده لذلك أبداً , وجروحها لم تُشفى حتى الآن .
فقالت بهدوء : أنا اسفه يا جده بس ما ودي اتزوج , وبعدين ولد عمي متزوج , اكيد ما رح اخرب عليه حياته صعب أدخل بينه وبين زوجته وأفسد سعادتهم وراحتهم .
قالت الجده تلوي شفتيها يميناً ويساراً : امحق سعاده بس , الا قولي هالعقربة مطلعه عيوني ولِيدي من مكانها هي وحركاتها الماصخة , يعني مو مكفيه زواجه الأول والثاني وبعد ما طلقهم عشان يرتاح ياخذ هالعقربه .
ازدردت ميرال ريقها بصعوبه , وأيضاً مِزواج ويهوى الطلاق , لقد فكرت ان قبلت و تزوجته هل سيسأم منها وعندها يُطلقها حتى يتزوج من اخرى , وتعيش هي الباقي من عمرها في قهر .
قالت الجدة تردف بحنان : يا يمّه ما في أحب ما عندي اشوف الغالي فهد يكون لك وانت الغالية عندي , لا وفوقها بخليكم تعيشوا هنا معي تحت عيني .
يا الله كم هو عرضٌ مغري للغاية , انها ستبقى تحت جناح جدتها ولن تبتعد عنها أبداً وعن حنانها وعندها لن يستطيع هو ضربها أو إيذائها وجدتها في غرفه قريبه , ولكنها عرفت ان لعمها ولدين والاثنين أكبر منها لما لم يتقدم أحدهما إليها , ام انهم استكثروا عليها أن تتزوج من اولادهم العُزابّ وفضلوا لها المِزواج , لأنها ببساطه غريبه عنهم ولم يحبوها ليفرطوا بأولادهم الغالين .
ذلك ليس مهماً لن تلومهم على هذا الأمر , إن كانت زوجه خالها التي قامت بتربيتها مذ كانت طفله وأقرب إلى الأم بحياتها , قد كانت تستكثر عليها الكثير فما بالهم بالشباب الذي في ريعان شبابهم !!!! .
يبدو انها سترضى بالأمر الواقع المرير الذي يمُر عن طريق حلقها كالحنظل , وتستسلم له فقط لتبقى بقرب جدتها , وبعدها ان اراد ذاك المزواج تركها فلن يهم الأمر ستبقى في حمايه جدتها .
قالت بغصة ملأت حلقها : طيب , أنا موافقه بما اني رح اعيش هنا عندك وجمبك .
ابتسمت الجده برقه وهي تسحبها إليها تعانقها بقوه وتهمس لها
: ما رح تندمين , صدقيني ما رح تندمين .
انها نادمه منذ الآن فكيف بها إذا تزوجت به , وأفسدت حياته مع زوجته , قد تكون جدتها اخبرتها ان وضعه سيئاً معها ,
ولكن لم يبدو لها ذلك عندما قابلت زوجته , لقد كانت بارعة الجمال بمعالم جسمها التي تضُج بالأنوثة و شعرها الأشقر الذي يتهادى على أكتافها ويُحيط بوجهها البيضاوي و انفها المُستقيم وشفتيها المنفوختين كالتوت بإغواء .
بينما هي متوسطه الطول وصغيرة الحجم , ذو أنفٍ ناتئ ولون البحر في عينيها خافت بلا بريق يشع منه , وشعرها بلون البندق باهت وكثّ يصعب تسريحه , وعظام خديها وذقنها بارزه جداً من النحالة , وحدها اسنانها السليمة كانت مصدر فخرٍ لها , والجميع يطرون ويتغزلون بابتسامتها الجميلة .
هناك فرقٌ بين السماء والأرض بينهما , بالتأكيد عندما يراها ذلك الرجل لن ينظر إليها , سيندم على زواجه بها وتركه لتلك الجميلة وعندها عليها أن تعد الأيام إلى ان يتركها ويبحث عن جميله أخرى أن لم يكن يُريد زوجته فعلاً , هؤلاء الرجال لا يُرضيهم إلا أكلُ التُراب .

آلهنااء 11-06-16 02:10 PM

يعطيك العافية .. كملي البارت

auroraa 11-06-16 11:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3610893)
يعطيك العافية .. كملي البارت

الله يعافيكِ يا رب

ان شاء الله بكمل خلصت نصه وباقي نص
تعرفي انه رمضان ووقتي فيه قليل

ريم السعودية 12-06-16 12:51 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم يعطيك العافية على هالرواية الجميلة بانتظارك

auroraa 13-06-16 02:26 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم السعودية (المشاركة 3610924)
السلام عليكم يعطيك العافية على هالرواية الجميلة بانتظارك

وعليكم السلام والرحمه

الله يعافيكِ يا رب

ان شاء الله ما أتأخر بس تعرفي رمضان
ووقتي الفاضي قليل

حلم الحياه 14-06-16 11:31 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم

روايتك جميله خيتو وبكون من متابعينك ان شاء الله ننتظر البارت واتمنى تخبرينا عن موعد تنزيل البارتات


اتمنى تتابعوا روايتي (صبايا على درب الهوى) لأني جديده ومالاقيت تعليق ع روايتي
اتمنى تتابعوني احبتي

حلم الحياه⛅

auroraa 15-06-16 06:14 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3611071)
السلام عليكم

روايتك جميله خيتو وبكون من متابعينك ان شاء الله ننتظر البارت واتمنى تخبرينا عن موعد تنزيل البارتات


اتمنى تتابعوا روايتي (صبايا على درب الهوى) لأني جديده ومالاقيت تعليق ع روايتي
اتمنى تتابعوني احبتي

حلم الحياه⛅

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ان شاء الله يا رب تعجبك الرواية لين تنتهي
بالنسبه للمواعيد ما في وقت محدد
وقت ما اخلص الفصل علطول انزله
وبما انه احنا في رمضان الآن الفصل ياخذ مني وقت اكثر

auroraa 15-06-16 06:17 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
والفصل وصل بحمدالله

قرآءة ممتعة جميعاً

auroraa 15-06-16 06:19 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الثالث عشر

الصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك , كما انه بذات الوقت هو من يسهل إساءة فهمه .
كان الصمت يعُمّ المكان , وأزواج العيون تتوجه بصدمه نحوه ما عدا الجدة التي تنظر لهيبته بفخر وهي تهز جذعها للأمام والخلف متكأه على عصاتها , بينما هو يجلس بهدوء ظاهري وبداخله يغلي الدم ويكاد أن يفور من جنونه , ابنه عمه وكأنها لم تُصدق خبراً حتى توافق على الزواج به بهذه السرعة حتى انه يُقسم بأنها لم تُفكر , لم يرغب ان يفعل ذلك بعائلته ومفاجأتهم بهذه السرعة ,
ولكن جدته لم تترك له الفرصه كي يشرح لهم تدريجياً وهي تدفعه بكل قوتها ليخبرهم فور ان تلقت الموافقه من لسان تلك التافهة , بالطبع هو يقصد قوه لسانها وليس جسدها الضعيف .
قال سلمان يحدج فهد بارتياب و يُحرك خرزات مسبحته مُستغفراً : انت متأكد من ذا القرار الأخذته بدون شورنا , وسويت كل شي من راسك لا وبعد ماخذ رأي بنت عمك .
قاطعته الجده وقالت بصوت حاد كمرور الازميل على الحديد : حاشى الفهد ياخذ رأي بنت عمه هو جاني وشاورني , وانا لقيت انه قراره عين العقل , وانا الأخذت موافقتها .
فرش سلمان ذراعيه وكفيّه ويبدو عليه الضيق وقال باستسلام وعدم رضى : طيب خلاص دام قررتوا وتشاورتوا ليه تقولوا لنا , يعني تعطونا خبر مثلاً ؟؟؟!
ـ نظر لفهد وأردف ـ
وزوجتك وش بتسوي فيها رح تكسر قلبها بضره ؟؟! وانت التحاول تصلح علاقتك معها يعني مو كافي القبل وتزيدها , وعلى بالك بترضى بالأمر الواقع , السويته فيها يعتبر جُبن منك وهي ما تدري وتُعتبر خيانه لها , المفروض تعطيها خبر من قبل لا تخطب حتى .
تشنج عنقه وبرزت عروق نبضه من حديث والده الأخير , ولكنه كان مُحافظاً على هدوئه , فهو لم يكن يرغب ان يُصغرّ صوره ابنه عمه امام الجميع ويقول أنّ الجده هي من طلبت منه الزواج بها فهي ستصبح زوجته قريباً وكرامتها من كرامته , وعليه أن يحل هذه المشكله بهدوء حتى لا تكبُر .
قدّم جذعه للأمام وهو يسند ساعديه على فخذيه ويُحرك كفيه بعشوائيه و طريقه اعتادها عندما يتكلم :
: يبّه اهدى شوي أنا مو جبان وأكيد ما رح اتزوج بالسر الموضوع صار فجأه , انا كنت اشاور جدتي ولقيتها قالت لبنت عمي وهي وافقت بسرعه ولا انا بس كانت مجرد فكره , واكيد كنت بجي واقولك واشاورك انت وامي , وأما دينا أنا أعرف أتفاهم معها ولها الحرية يا انها تظل زوجتي او اطلقها ورح أعدل بينهم بلا شك.
زمّ سلمان شفتيه وكان يوجه نظراته بين والدته وابنه وقد أدرك بفطنته من تبادُلهِما النظرات , ان والدته هي التي طلبت من ابنه الزواج وليس ابنه الذي يُريد بعد ان مرّ بتجارب فاشله فهو لم يعد يُريد إلا الاستقرار والمُحافظة على زواجه الحالي , وهاهي والدته تُفسد استقراره نوعاً ما , وبالرغم من مساوئ زوجته فإن الحياه كانت تسير .
قال بهدوء : أجل ما رح تتزوج بنت عمك لين تقول لزوجتك وتاخذ موافقتها .
قالت الجده بسرعة : انا ابيهم يتزوجون قبل اجازه الربيع , ومافي وقت يراضي بنت ابليس وياخذ موافقتها لو رفضت .
كانت سوزان صامته وكزوجها أدركت ما الذي يحدث وقالت بمداخله ولم يعجبها تهميش الجدة لدينا وإيضاحها لكرهها بهذه الطريقة العلنية , على الأقل لتحترمها لا من اجل دينا بل من أجل فهد ابنها : يا خالتي ما يصير التسويه , حرام على البنيه فجأه يتزوج عليها الضرة مُرّه وان كانت جرة , فما بالك بزواج حقيقي وهي زوجته من سنين وما قد جابت عيال ورح تزعل .
قالت الجدة وقد لمعت الفكرة برأسها : هذاك قلتيها ماجبت عيال يعني سبب وجيه انه يتزوج , المهم ما علي من هالكلام .
نظرت لفهد وأردفت : اليوم تحل الموضوع معها وتعطيها يا خبر يا تجلس او تروح بقلعتها , جابت الهمّ للبيت من يوم جت ما شفنا منها الخير .
الجميع كانوا صامتون بحضور الجدة الجهوري , فكل كلمه قالتها كانت صحيحه فهم لم يرو منها إلا الشر ولم تكن تعامل الجميع بشكلٍ جيد , مغروره وقاسية ,
ولكن ومهما كان فهي انسانه ولها مشاعرها وأحاسيسها , ولا يحق للجدة تهميشها بهذا الشكل الفظيع و المؤلم .
فقال فهد لجدته باحترام شديد اودعه صوته وأحاسيسه : يا يمّه دينا زوجتي وما أرضى عليها هالكلام وقدام الكل , وكأنه ينقال لي أنا , وبتفاهم معها اليوم ان شاء الله وبنهي الموضوع .
قالت الجدة بعدم رضا من دفاعه عنها : حاشاك يمّه اقول فيك هالكلام , ولا يهمك ما عاد تسمعه مني كله ولا زعلك , بس هااا مثل ما قلت الزواج يتم كامل قبل اجازه الربيع !! يعني خلال هالاسبوعين , ما أقدر اصبر لين بنت ابلــــ ... استغفرالله , لين زوجتك ذي تأذي ميرال او تسويلها شي .
قال فهد ينظر لوالديه حتى يفعلا شيئاً : وش رايكم يمّه ويبّه ؟؟!
هز سلمان منكبيه مُسبلاً اهدابه : والله الشيخة حكمت ما بإيدنا شي صح ؟؟! .
ونظر لزوجته التي أومأت له بهدوء , ولم يعجبها إطلاقاً تحكم الجدة بإبنها بهذا الشكل , ولكن ما بيدها أي حيله فهي مُجبره على احترامها وتقدير سنها الكبير الذي يجعلها لا تفقه كثيراً ما تقوول , فهي لن تعتب على سنها الكبير , وهي مجبره أيضاً على الموافقة للزوجه التي اختارتها الجدة لإبنها , هل يُعقل ان يرتاح ابنها بعد تجاربه الفاشلة التي كانت جميعها من اختيارها , هناك شيء يقول لها من اعماق قلبها وجوارحها ان كُل شيء سيتغير , شيء يهمسُ لها ان تتوقف ولا تفعل شيئاً يوقف هذا الزواج من اجل ابنها الحبيب وبِكرها .
بينما كان قلب رسيل يرقص من السعاده داخل صدرها , وأخيراً أخيها الحبيب سيجد راحته ومستقبله مع ميرال , فهي واثقه بطيبتها وحيائها وأنها تستطيع ان تحتويه كما لم تفعل أي من زوجاته السابقات المعتوهات , هي سعيده جداً جداً ولم تظهر هذه السعاده للجميع , فوجوه الجميع ومن بينهم وجه اخيها مكفهره وكأنهم لم يعجبهم الأمر إطلاقاً وجدتها الوحيدة التي اظهرت سعادتها بذلك بابتسامتها التي قلّ ما تراها .
كانت ريما حتى الآن مذهوله مما حدث فجأه كانوا يجلسون بهدوء جلسه عائلية سعيده , وإذ بأخيها الكبير يُعلن عن الصدمة الكُبرى بخبر زواجه الرابع من ابنه عمهم الجديدة التي لم تُكمل شهرين من مجيئها وقد حظيت بكل سهوله بأفضل اخوتها دون أي جهد منها , ولكنها كالعاده لم تهتم ولن تحشر نفسها في الموضوع , فهي أيضاً لا تُطيق دينا إطلاقاً , أما ميرال فقد دخلت قلبها نوعاً ما عندما رأتها تلاعب اطفالها وتحبهم وتعتني بهم قليلاً , فهي ليست من النوع الذي يحب الناس من المره الأولى عندما تراهم .
أما أسيل لم تهتم ابداً إن كان اخيها تزوج او طلق فهي ليست المره الاولى وبالتأكيد ليست الأخيرة وتعبت من حشر نفسها بأموره التي تجعله يوبخها بشده وينهرها على تطفلها , فقد كانت منشغله بخبث بأمرٍ آخر وهي تعبث بهاتف أختها التي تجلس بقربها , وتنتظر انفجارها في اقرب فرصه .
,
تنهد بعُمق مٌخللاً شعره الكثيف بأنامله يُعيده للخلف , وقد اتضحت أثار الجلد المُجعد على جبينه من كُثرَهِ تقطيبه له .
زفرّ نفساً خشناً وهو يشتم رائحه الغُبار , ويُمرر سبابته على المنضدة في غرفه الجلوس حتى يرى أثر الغُبار عليه , ويُكشرّ بوجهه من قذاره زوجته الواضحة على جناحهم فهذا بالنسبه له انعكس عليها وعلى نظافتها الشخصية التي لم تهتمّ بها .
سمع صوت مزلاج الباب يُفتح , والتفت بجسده القويّ نحو باب جناحه وقال بصرامه وقد أظلمت ملامح وجهه كالليل
: وينك فيه ؟؟! وليه ما اعطتيني خبر ولا استأذنتي بالطلعه ؟؟! , عشان سكت لك كم مره تزوديها كذه ؟؟! طرطور عندك هنا ؟؟! .
رمشت بأهدابها وقالت تُمثل الحزن : وش فيك فهد ؟؟! خفّ عليّ شوي ترى طلعت اتعشى مع امي وخواتي وجيت , صح مو دايماً اقولك إني طالعه لأنه الاماكن الاروحها معروفه وتراني كبيره مو صغيره تخاف عليّ , انت طول الوقت مسافر وما في احد يحبني هنا ولا احد يطيقني وجدتك كل ما ازورها تسمعني كلام حتى وانت موجود ما تحشمك , وش اجلس اسوي ؟؟!! أكيد بطلع .
قطب جبينه وقال بحده : جدتي لا تجيبي طاريها على لسانك , وبعدين راعي كِبر سِنها لو انك سنعه ما كان سَمَعتِك كلام , شوفي كيف الغبار مالي المكان مو شامه ريحته ولا عندك مشكله بالشمّ بعد .
مطت شفتيها وهي تخلع حجابها وعبائتها وتتركها جانباً وقالت
: عادي , اذا متضايق من الغبار بتصل على الخدامة تحت تجي تنظف الحين وتنتهي المشكله , وش اسويلك انت الرافض تجيب لي شغاله خاصه فيني , وانا ما اطلب الشغالة كثير من تحت عشان عمتي لا تتضايق .
فهد : عامله , اول شي اسمها عاملة , وما أجيب ؟؟! لانك ما تستاهلي اجيب لك وانت ما تتعبين بشي , انا وانت لوحدنا ومافي طفل يشغلك او دراسه او شغل وطول وقتك فاضيه , اجيب لك على أي اساس ؟؟!
تأففت من هذه الاسطوانه التي يُمطرها بها بين حينٍ وحين , وقالت بهدوء ظاهري وعينيها بدأتا تحمرا وتشتعلا من الحُمرة
: طيب تبغى شي الحين بنام تعبانه , صاحيه من بدري .
تنهد فهد وقال بهدوء حتى يُنهي الأمر الذي جاء من اجله , والذنب يتآكله من أجلها , فليس من شيمه أن يكسر النساء ويتسبب بحُزنهم بهذه الطريقة المؤلمة حتى وان لم يكن يحبها : تعالي اجلسي الحين , في شي مهم بقوله لك .
نظرت له بريبه , وهي تخلع حذائها وتضعه جانباً وتجلس بهدوء منصته له , وقد رجف قلبها و لم تشعر بالراحة بسبب هدوئه الغير معتاد .
صرعها أرضاً وألقاها جثه هامده عندما قال بلا مراوغة : أنا أن شاء الله رح اتزوج خلال هالأسبوعين .
بُهت وجهها وتشنج جسدها بشكلٍ مُخيف رغم انها توقعت مثفاتحته لها بهذا الموضوع , ولكن أن تسمع منه هذا الأمر مباشرة , قد أذاها بقوه وقتلها , نعم هي لا تحبه ولم تُحبه أبداً , ولكن مهما يكن فهو زوجها هي , لها وحدها وبالطبع ستغار وبشده ان فكر بإمرأة أخرى وهي معه , إنها ليست معدومه الأحاسيس حتى لا تتأثر من زواجه بهذه الطريقة , لم تتخيل ولا في اقل أحلامها أنه سيكسرها أو سيفعلها ولكنه فعلها بضغطٍ من جدته الأفعى بالتأكيد , فدوماً كان مُتفهماً معها , ويعاملها برقه في بعض الأحيان إن لم تُفقده عقله بالطبع .
ازدردت ريقها بصعوبه , وتحشرج صوتها , وقالت بصوتٍ مخنوق : ليه ؟؟! وش سويتلك أنا عشان تسوي فيني كذه وتقتلني؟؟؟.
لمعت عينيها وكأنها بدأت تستوعب ذلك السبب الذي لم تحسب حسابه , وتساقطت دموعها كأنهار دجله والفُرات , وهمست بغصة ملأت حنجرتها , وهي تنهض بهدوء
: ايه صح ؟؟ عشان الحمل !! تبغى تتزوج عشان أنا للحين ما حملت وجبتلك الولد التتمناه , أنا إيش ذنبي لو ربي ما كتب لي احمل , وش ذنبي أني ما قدرت اجيبلك الولد عشان تجرحني بهاذي الطريقة .
كانت تتكلم ودموعها أنهارُ تماسيحٍ غزِيره , أرادت أن تُلامس وَترَ قلبه الحساس وقد قرأت الذنب في عينيه , وأرادت أن تزيد من عذابه . جلست بقُربه وهي تُمسك بكفيه وقد احمرت وجنتيها من البُكاء الذي قامت بعصره عصراً وقالت بحُزنٍ مرير : فهد تكفى الله يخليك لا تقتلني , لا تسويها فيني الله يخليك , أوعدك اصير مثل ما تبي أي شي تبغاه رح اسويه بس لا تجرحني هالجرح .
سحب شفته السُفلى تحت اسنانه , هو لم يرد ان يدخل بكل هذه المعمعة , لم يرد الزواج مجدداً , لم يُرد ان يجرح زوجته بهذا الجرح وهو يعرف شده ألمه لدى النساء وخاصه عندما تظن انه تزوج من أجل طفل , طفل !! ربما جدته قد طلبت منه الزواج ولكن في اعماق قلبه أراد هذا الطفل بحق , اراد ان يشعر بنفسه أباً مُجدداً ولكن ليس من ابنه عمه الصغيرة , ولكن ما حدث قد حدث .
قال بصرامه وبصوتٍ حاول ايداعه بعض الحنان من أجلها : هالزواج مو عشان هالسبب تدرين اني صابر من سنين ولو ابغى طفل كان تزوجت من زمان , اسبابي رح احتفظ فيها لنفسي ماعاد في مجال للمجادلة او التراجع عن قراري الصار صار , وانت بتكوني معززه ومكرمه هنا في بيتك وما رح تضطري تشوفينها كثير , لانها بتعيش عند جدتي وفي ليلتها انا بروح هناك .
تزايدت دموعها قهراً وغِلاً , وقد فهمت من كلامه أن التي سيتزوجها هي ابنه عمه تلك الحيّة ميرال !!! فجدته لا تسمح لأي كان ان يعيش عندها , لم تكن مخطئه أبداً عندما شعرت ببوادر الخطر تجاهها تلك الأفعى الأُخرى , متى رأها زوجها ؟؟! متى قامت تلك القذرة بإغوائه لكي يتزوجها بهذه السرعة ؟؟! كيف لم تُلاحظ ذلك أو تشعر به يخونها معها ؟؟! بل كيف كان ينظر إليها وهي أجمل منها بمرات ومراحل كثيره ؟؟! .
تنهدت بعمق وهي تلتصق به كالغراء تُعانقه بقوه , ومازالت أنهار التماسيح تسيل على وجنتيها وهي تقول بجنون
: طيب اوعدني انك ما رح تلمسها , والله والله بموووت بقهري لو سويتها , مو تقول انك ما رح تتزوج عشان الأطفال خلاص ماله داعي تلمسها .
شعرت بجسده يتشنج بقسوه , بينما نبض قلبه كان هادئاً يخفق بتناغم مع انفاسه تحت كفها , وسمعته يقول بصرامه تميل إلى الحدة
: ايش دخلّ هذا في هذا ؟؟! وبعدين انت مالك شغل في هالموضوع , ولا تتدخلي فيه هذا حقها مثل ما هو حقك , ورضاوتك بتوصلك هاليومين .
ابتعدت عنه قليلاً وقالت ببهوت مُزيف : ايش بتجبلي رضاوه ؟؟! .
فهد : توني ما فكرت .
ابتسمت بخبث وهي تهمس له بطلباتها , بينما كانت عينيه تتسع تدريجياً من طلباتها , كان يعرف والله كان يعرف أنها لن تهتم لزواجه او تغار عليه لأنها تحبه , بل حركاتها هذه هي طفرات انثويه حتى تثبت انها طبيعيه كباقي النساء .
انتفض واقفاً يقول بانفعال غاضب : طيِّب , كل شي طلبتيه بيوصلك ماعدا السيارة توني الشهر الطاف جايبلك وحده جديده , حشا شايفتها لعبه ؟؟! , وتعرفين زين اني ما احب التبذير .
خرج , ولم يرتاح أبداً لخضوعها بهذه السرعة وموافقتها بهذه البساطة لزواجه مُقابل بعض الامور التي طلبتها وحاولت اقناعه انها موافقه على زواجه , ولكن في قلبه أمل طفيف ان هذا الزواج سيكون خيراً له , كما قالت له جدته وهو يثق بها ثقه عمياء , ثقه لم يمنحها لأحد .
رباااه !! هل يُمكن لجروحه وألامه أن تنتهي وتلتأم أخيراً ؟؟! , هل يُمكن لحياته أن تستقر مع تلك الصغيرة , يا الله انها صغيره عليه صغيره أكثر مما ينبغي , كيف يضع آمالاً ولو طفيفه ان حياته ستستقر معها ؟؟!
يا سماءُ امطري واغسلي قلباً قد تراكمت عليه كُثبانٌ من هموم , رجولته تزأر من كل شيء يُحيط به الأسوار , وقد غطاه سواد السماء وضباب الأحزان .
أما هي كانت تُمسك بين أصابعها , قطراتٌ لتهيُج العين واحمراراها وابتسمت بخبث وهي ترمق ظهره الذي غادر الجناح حتى اختفى ظله الضخم المُريع خلف الباب .
لقد سمعت قراره بالزواج مذ كان مع عائلته عصراً , وسمعت ايضاً بأنه سيُخبرها بذلك اليوم !!! , لهذا تجهزت جيداً لأداء هذه المسرحية الحزينة رغم انها قد تتسبب بأذى عينيها من هذه القطرات حتى تُهيج الدموع بهما إلا أنها لم تهتم لذلك , وقد نجحت بإثاره الذنب به رغم انه لم يكن من الرجال الضِعاف امام دموع المرأة إلا أنها لمحت تأثُر طفيف بملامحه من الذنب , كل ما أرادته هو أن تعرف من هي التي سيتزوجها لأنها لم تسمع من تكون ؟؟! وقد غادرت المكان من صدمتها حتى استعادت رباطه جأشها , وقد عرفت من هي وعندها يسهُل عليها الانتقام من كليهما الخائنان القذران , ستُذيقهم المُرّ والعلقم , لن ينجيا منها ولا من شرّ براثنها التي تُهيئّها جيداً من أجلهما .
*****
التصنُع لم يكن يوماً من طبعها كم تكره التصنُع , انها عفويه جداً وتحب عفويتها هذه مع بنات عمها وأخوات زوجها ليس كلهم بالطبع فأخته الوُسطى هي الأقرب لقلبها أكثر فهي من تُحبها و تراها مُلائمه أكثر لأخيها كما لم يراها هو ملائمه له منذ سنتين وكما لم تراها الأُخرَيتَيْن مُلائمه له .
هذا الأمر لا يهمها بما أنه سيأتي اليوم الذي ستنفصل به عنه , ما عليها سوى الصبر فهي تستطيع تحمُل صِلفهم وكُرههم لها , والذي يُريح قلبها ان عمها وزوجته يُحبانها ويهتمان لراحتها كثيراً و يُشعِرانِها بأنهما ابنتهما الرابعة .
كانت تجلس وتضع قدماً على الأُخرى تُأرجحها بقهر وتعُضّ على شفتيها حتى تورمتا وامتلأت بإغواء , من ابنه الخالة التافهه التي تجلس امامها بكل وقاحه وتقول
: إلا اقول يا سميرة للحين ما حملتي ؟؟!! غريبه صار لك شهر تقريباً متزوجه ولد خالتي .
حمدت الله انّ لا احد يجلس معهم الآن لتُجيب بكل ثقه : قلتيها يا حبيبتي , شهر !!! تونا بدري نشغل نفسنا ببيبي , اتفقنا انا وحبيبي نعيش حياتنا ولاحقين على الشِقا .
عضتّ الأُخرى شفتيها حتى تقول بغِلّ وجنون : إيه الله يهنيكم مع اني شاكه انكم مرتاحين , وولد خالتي خطبني 4 مرات بس كنت ارفض لأنه متزوجك وعاقد عليك , واكان ودي اكون زوجه ثانيه وانا مو ناقصني شي .
انتقلت الرعشة لجسدها وسيطرت عليها بمُعجزة وتقول بلا اهتمام : اكيد في لِبس بالموضوع والخطبك مو طارق ممكن يكون أخوه وهو بعد متزوج .
اتسعت عيناها بشرّ : انا متأكدة !! , ما خرفت للحين عشان ما اعرف مين خطبني .
دخلت نورة بابتسامتها الشقية , ترفرف بكفيها مرحه وهي تتحدث بسرعة
: يا حيّ الله زوجه أخوي , ما أصدق انه عتقك وخلاك تنزلين من بيته وأخيراً , تقولين مشفوح من يوم تزوجك وحنا نادر نشوفكم هذا وانتم ساكنين فوق راسنا .
اقتربت وسحبت سميرة من جنبها تُعانقها بحب , واسبلت سميره اهدابها بامتنان تُبادلها العناق , بالتأكيد قد سمعت ما دار بينها وبين ابنه الخالة الشريرة , وهاهي تُعاونها وتُخفف عنها أكثر عندما قالت بضحكه
: والله ما الومه اخوي لا انهبل , في أحد يشوف هالقمر ويبقى عقله صاحي .
ضحكت سميرة بخفه , وتوردت وجنتيها رغم انها تعرف ان ما قالته نوره لا يمُت للحقيقة بصله , ولكنها أرادت ان توقف تلك الوقحة عند حدها وقد فعلت .
عندما رأت اللهب يشتعل في عينيّ ميار , تلك الحاقدة اللئيمة لقد جرحتها في الصميم عندما عرفت ان زوجها قد تقدم لها في الوقت الذي كانت به هي زوجته منذ سنتين , أراد ان يكسرها ويجرحها وها هو قد نجح بذلك بجداره , برافو والله لم ينجح أحدٌ بقتلها كما فعل هو بفعلته .
,
قلبها ما يزال يؤلمها , وقد اسدل الليلُ استاره , والفجرُ يهلُ عليها بهدوء .
تُحب هذا الوقت الهادئ من اليوم ففيه ينتشر السكينه وتُحيط بها من كل جانب , فهي في هذا الوقت تدرأ حقدها وغلها على زوجها ويجعلها تُفكر بعمق وألا تتهور بحركاتها , لقد مرّ شهر , شهرٌ كامل منذ أن تزوجت وقد خفّ خجلها منه وقد اعتادت على وجوده , طوال هذا الشهر في بعض الأحيان ترى الرغبة في عينيه ولكنُه يدرأها بكبرياء , وهي كانت تتعمد ارتداء كُل ما هو محتشم حتى لا يقترب منها .
أما الآن فهي قررت أنها ستجعله يحترق إحتراقاً كالمرجل في الرغبة بها دون أن يطالها بسهوله , ستجعلُه يهيمُ بها ويعشقها , حتى تسكره وتشرخه عندما تُطالب بالانفصال , كما جرحها هذا اليوم بما سمعته عنه . وعندها فيعود ويخطب تلك الحاقدة ميار التي يُريدها .
وها هي قد بدأت تعُد طبختها على نارٍ هادئه حتى تنضج جيداً , والتي لا تعلم أنها ان لامست ذلك القِدر بالخطأ فانه سيلسعها لسعه تترك بها آثاراً من الجروح التي لا تُشفى ولا تزول .
,
وصل للمنزل مُبكراً هذه المره لقد اعتاد على الهرب منها , فهي لا تُعطيه حتى فرصه لأن يقترب منها بسبب جفائها .
وهاله ما رأى فور ان دخل لجناحه الصغير المُتواضع في منزل والديه , كانت زوجته أنثى بما للكلمه من معنى وهي تقف عند النافذة تتأمل نجوم الليل , وتُكتف ذراعيها الطويلين إلى صدرها .
واتسعت عينيه بصدمه عندما ركزّ نظراته عليها , هل ترتدي هذه الفاتنة أمامه قميص نومٍ ليلكي من حرير ؟؟! أم انه يتخيل ذلك ؟؟ .
ازدرد ريقة بصعوبه عندما التفتت بهدوء مدروس و ابتسمت له اجمل ابتسامه , يا الله !! إنها تُجيد الابتسام وهو الذي ظنّ انها لم تبتسم في يومٍ ما .
تنحنح وهو ينهب المسافة المتوسطة التي بينهما وقال بخشونه , وقد اخفى كل اختلاجاته المتوتره بصوته : ايه وش عندها الشيخة صاحية للحين ؟؟! .
صعقته واصابته في مقتل , عندما قالت بنعومه ترفرف بأهدابها : كنت أنتظرك عشان اشوف محتاج شي من هنا ولا من هنا , و بصراحه أكثر ودي يكون بينا هدنه تعبت من العناد والمُجاكرة .
تنهدت بإغواء وهي تفرش ذراعيها العاريين في الهواء , وقالت تردف بخمول تمُط الكلام على شفتيها : ابغى ارتاااااح .
تلك الخبيثة لن يثق بها إطلاقاً , فهو يعلم أي قوه تتملكها ولن تنطلي عليه خدعتها , فهي لا تعفو ولا تغفر بسهوله , هذا وإن كانت تعفو , فقال يومئ برأسه : طيب اثبت لي هالشي مع الأيام وأشوف وقتها .
ابتسمت له , وهي تقترب منه بإغواء مدروس , حاولت السيطرة على رعشات جسدها من خجلها , والتقفت يده الخشنة بين كفيها تمسح عليها بخفه , وقالت بهدوء : طيب الحين جُعان ودك أحضر لك شي تاكله .
لا يعرف عدد المرات التي ابتلع فيها ريقه بسبب تأثيرها القوي على رجولته الفتاكة , انها تُثير به كل شهواته بثيابها التافهة والساترة التي تجعل لخياله العنان بما تحتها , أما الآن فهي قد قضت على آخر ذرات صبره , ويرى بعينيها شيء لم يفهم كنهه بل شيء خطير , ولكن بالتأكيد ليس الرغبة به .
ترك يدها وقال بجفاء : مو جُوعان ولا مشتهي شيء بس بروح انام وارتاح .
قالت بسرعه : ما قلتلي فكرت بموضوع الشغل , قلتلك ضروري أرجع لدوامي أهلي محتاجين لي .
التفت برأسه ورأها من فوق كتفه وقال بصرامه عاقداً حاجبيه : وانا قلتلك ما عندنا حريم يشتغلون , واهلك هم اهلي وبعيوني وما رح يقصرهم شي .
زمتّ شفتيها بضيق , وقالت بهدوء عليه ان تجعله يثق بها حتى تستطيع ان تكسره كما تُريد : هم رح يستحون يطلبون منك أي شي , حتى مروج صار ودها تشتغل , كيف اسمح لها تشتغل وهي توها ما خلصت الجامعة ؟؟! .
قال يتنهد بصبر ويخلع قميصه عن جذعه , ويُلقيه باهمال على الأريكة المُنفرده , ثم يُلقي بجسده على السرير الذي اهتزّ من ثقله , وحدجها بنظراته المُلتهبة : خلي هالموضوع عليّ , مروج اختي وبما اني ما اسمح لزوجتي واخواتي انهم ينهانوا بالشغل والكرف في عزّ القايلة ومعززين ومكرمين في بيتهم وكل شي يبونه يجيهم , فهي بتكون نفس الشي مثلها مثل خواتي .
أدار ظهره لها يتجاهلها بجفاء ويُغطي جسده باللحِالف , حتى يُسيطر على رعشه جسده التي تُريدها أكثر من أي امرأة قد قابلها في حياته , يكبح هذه الرغبة رغماً عنه وعليه ان يكبحها وان يدوس عليها وان اضطرّ إلى ذلك , حتى يشعر تجاهها بالأمان بعيداً عن تحفُزها المُقيت وتشنج جسدها الذي يشعر به كلما اقترب منها .
اما هي فشعرت انّ الأرض تنهار من تحتها , فانزلق جسدها على الأريكة التي القى عليه قميصه , وسحبت قميصة لحِجرها .
وهي تنظر لظهره المشدود والمُغطى بذلك اللحاف اللعين تعرف انه مشود فلطالما كان يتجول امامها هكذا بلا حياء , و لطالما اهتزّ جسدها لمرآه و ارادت ان تلمس عضلات جسده وتمرر اصابعها عليها , وكالعادة هاهي تجرجر افكارها قبل ان تتجه لشيء لا يُحمد عقباه .
تنهدت وهي تتأمل قميصه وتسحبه لأنفها , تشتم رائحه الرجولة له لا رائحه العطور المُصنعة المُقيتة , بل هذه رائحه جسده التي تُميزه عن غيره من الرجال .
ربااه تُميزّه عن الرجال , انها المرة الأولى بحياتها تشعر بأنّ خلفها ظهرٌ يحميها هي وعائلتها , لأول مره منذ شهور تنام قريره العين دون أن تحمل عبء الذهاب إلى العمل ومُلاحقه الرزق الحلال , للمره الأولى التي لم تجلس به مع والدتها آخر الشهر لحساب النقود والأجارات والديون , فزوجها وعمها كانا يتعاونان و يقوما بكل شيء وقد تكفلا بمصاريف كل شيء , وهم الذي لم يحصلوا على الإرث من والدهم الذي رحل ولم يترك لهم شيئاً .
لأول مره تشعر بأنوثتها من تصرفاته تجاهها , يا الله !!! م هو شعورٌ جميل ورقيق داعب اوتار قلبها , حتى نظراته الوقحة عديمه الحياء تُشعرها بقمه انوثتها وانها هي أُنثاه الوحيدة , كما تُشعرها بالرضا والأمان معه , ولكنها لا تستطيع الوثوق به , لا تستطيع وهو من أراد بيعها والزواج عليها بينما كانت هي على ذمته وكان يتجاهلها حتى يكسرها .
*****
تسلل ضياء الشمس من خلف الستائر الشفافة وأُرسل النسيم يُداعب شعرها الأسود وأهدابها الكحِيلة , وظلام الليل زال , وكالعادة وكُلما رفرفت بهذه الأهداب لا ترى أمامها إلا ظلامُ الليل .
ولكنها تشعر بهذا الوقت ان الليل قد اضمحلّ واختفى , و تبتسم برقه لصوت زقزقه العصافير , التي تُثبت لها ان الشمس التي جعلها الله سراجاً وهاجاً قد استقرت بين الغيوم , وأن القمر قد وُلج بالشمس الساطعة التي شعرت بحرارتها على بشرتها .
أجفلها صوت طرق الباب , فزوجها الآن قد ذهب إلى عمله بعد أن ذهب البارحة لابن عمه .
نهضت تتعرقل بكُل شيء يُحيط بها من توترها وإذ بها تحفظ هذا الجناح كترتيل حروف اسمها , اتجهت للباب حتى تفتحه دون أن تسأل من الطارق وهي تشعر بالأمان في هذا القصر .
شهقت بقوه عندما شعرت بكفٍ قويه تقبض على عضدها وتسحبها بعنف وكانت تصرخ بهلع وهي تقول بخوف
: مين انت ؟؟! مين انت ؟؟! اترررركني خليني وش تبغى مني ؟؟! آآآآه فيصل , فييييصل .
كانت تشعُر بنفسها تُجرّ على عتبات الدرج القاسية وهي تتعثر بها وتسقط على ركبتيها من الارهاق النفسي والجسدي الذي اجتاحها على عتبته المصقولة , وقد تجرحتّ ساقيها الناعمتان من تحت قميصها القُطني القصير , وتلك الكفُّ القاسية تعود لسحبها بقوه وشعرت انّ ذراعها قد خُلعت من مكانها , وعاونتها كفٌّ أُخرى أشدُّ قسوة تسحبُها من جذور شعرها , وتجرها إلا المالا نهاية على ارضٍ بارده ملساء .
صرخت وصرخت دون أن يُجيب أحدٌ على صُراخها , دون أنّ يُناجي أحدٌ صوت بكائها المرير , دون أن يُنجدها أحدٌ من عويلها المؤلم .

ريم السعودية 20-06-16 12:47 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بارت جميل بانتظار القادم منك

آلهنااء 21-06-16 09:17 PM

بانتظارك عزيزتي يعطيك العافية

auroraa 22-06-16 03:31 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم السعودية (المشاركة 3611443)
بارت جميل بانتظار القادم منك

:e418::e418::e418::e418::e418::e418:

auroraa 22-06-16 03:32 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3611529)
بانتظارك عزيزتي يعطيك العافية

ان شاء الله خلال هاليومين
بنزل الفصل

:e418::e418::e418::e418::e418::e418:

auroraa 24-06-16 11:36 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بإذن الله الفصل رح ينزل بعد شوي
باقي رتوش بسيط

واعتذر للتأخير بسبب ظروف رمضان والوقت القليل

auroraa 24-06-16 11:41 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل الرابع عشر

اطلقت شهقه مكتومه عندما شعرت بعد عده ثواني انها تجلس على المقعد الخشبي , وبدأت تتلمسه بهلع ومن ملمسه عرفت انه مقعد المطبخ , كانت الذراعان القويتان تُقيدانها للخلف وجعلتها لا تستطيع الحراك .
بينما سمعت صوت عاملتها تقول بذعر
: بليييز مدام ما في سوي كده , هرام هادا ما في شوف .
نظرت اليها بنظرات تطاير منها الشرر حتى تصمت ولا تتكلم وقالت بتهكم : مدام في عينك , انكتمي ومالك دخل بالأسويه .
وبدأت تتحرك في المطبخ بحريه وعبئت وعاءً من الدقيق حتى تسكبه فوق رأس ميس .
التي سعلت من كميه الدقيق , وفوجئِت من البيض الذي فُقِسَ فوق رأسها , وشهقت بذعر وهي تقول برجاء
: عبير تكفين , حرام عليك تسوي كذه بالنعمة , سوي أي شي بس لا تلعبي بالنعمه .
ضغطت عبير أسنانها على شفتها السُفلى : هذا بس درس بسيط عشان اطلعك من حياتنا يا الغبيه , انا ما دري شلون خدعتي اخوي وخلتيه يتزوجك لا ويجيبك هنا بعد , بس انا اوريك يا الدخيلة .
وضعت كفها اسفل ذقنها , بطريقه للتفكير وهي تقول
: ايه وايش بعد نحتاج عشان نسوي الكيك , اييييه الكاكاو .
توجهت لدولاب المطبخ وهي تفتحه وتلتقط علبه الكاكاو الباودر , ولم تأبه لصُراخ ميس ومحاولتها من الإفلات من بين ذراعيّ العاملة الآسيوية , التي تُمسكها بقوه .
واتجهت بخطوات ماكره وهي تفتح العلبه بتمهُل , وتسكبه بكسل فوق رأسها وهي تنظر اليها بسخرية مريره ودموعها تختلط بالدقيق والكاكاو على وجهها .
اما هي فلم تكن تهتم ويهون عليها أن تضربها او تحرقها ان ارادت فالتفعل بها ما تشاء , ولكن لا تعبث بنِعَم الله , لا تعبث ولا تقترب منها !!!
وبالله وتالله لا يهون عليها أن تفعل ذلك بنعمه التي يُغدقها عليهم , وهي من ذاقت بسبب الفقر طعم الصديد الذي ينصهر في حنجرتها من الجوع و انعدام الطعام في بعض الأوقات , لا يهون عليها أن تعبث بهذه النعمة التي تنالها للمره الأولى بحياتها .
اختلطت دُرر العزاء التي تنهمر من عينيها كالمطر الذي يهطل غزيراً على أرضٍ جدباء , يسقيها من عذوبته لتنمو للربيع بُرعماً وجذعاً وأوراقاً .
تنهدت عبير برضا وهي ترى حال وجهها الذي كُسِف وأظلم واحتجب ضوءُه وبُهت نوره الوضاءّ , واشارت بذقنها للعاملة حتى تتركها .
تهدلت أكتافها وهي تتشبث بكفيها , على قميصها وتقبض عليه بقوه وجسدها يرجُف بوهن خوفاً من الله وعقابه , على التفريط بنعمه التي انهالت على رأسها , ودموعها انهارت على ظاهر كفيّها .
خرجت عبير دون ان تعبء لذلك العُطب الذي سببته لزوجه أخيها , وترأى لأسماعها صوت دخول أخيها من البوابة , وعقدت حاجبيها بصدمه , كيف عاد الآن وكان قد غادر منذ ربع ساعه إلى عمله ؟؟! والمُسلمّ به ان يعود بعد عده ساعات .
لمعت الفكرة في رأسها بلا تفكير , وتقدمت ببديهة إلى المطبخ وهي تشهق بصوتٍ تأكدت ان يصل لأُذنيّ أخيها , الذي هرع إليها بذعر وهو يقول بسرعه : بسم الله وش فيك تشهقين ؟؟! تقولين شايفه صرصور .
نظرت إليه بنظرات مكسوره تمثيليه , وهي تهمس : تعال شوف وتعرف ليه شهقت .
تقدم بريبه وهو يُلقي نظره , وتتجمد حدقتيه على زوجته التي ترتجف على المقعد وتقبض على قميص نومها , ويملأها الدقيق الأبيض المختلط بدقيق داكن وشيء آخر لزج لم يعرف كنهه .
اقترب منها بسرعه فور ان ادرك تشنج جسده , وامسك كتفيها برقه وهو يرفعها وتناثر الدقيق على جسدها وتَشتَتَتْ ذراته في الهواء , حتى سعل فيصل من رائحته القوية التي اخترقت خياشيمه , وقال بهدوء يستفسر ولم يجد شيئاً يُقنعه
: وش الصار هنا ؟؟! وشلون صرتي كلك دقيق من فوق لتحت .
تدخلت عبير بسرعه وهي تقول : كانت بتسوي كيكه المسكينه ويوم دلت الطحين وبتحطه بالخلاط تعثرت بأغراض كانت على الأرض وطاحت وطاح عليها الطحين و الاغراض الكانت مجهزتها على الطاولة .
وحدجت العاملتين بنظرات شريرة , لأن يفتحا فمهما بحرفٍ واحد , قال فيصل بصوته الرخيم الذي يشوبه الشكّ
: صدق الصار ؟؟! وكنت بتسوي الكيك ؟؟
اطلقت شهقة قويه , ودموعها القاسية تعود للإنهمار ولا تعرف ماذا تقول ؟؟! لا تعرف !! واخته قد تبرعت لأن تشرح له وتكذب عليه بكل وقاحه , حتى سحبها برقه إلى صدره وعقد حاجبيه من شهقاتها التي تخترق مضخته كالسِهام .
ثم أحاط ذراعه المصقولة بكتفها , وجعلها تسير عنوه بجانبه وهو يحدج اخته بريبه ويقول : وخري عني بطلعها للجناح , وبعدين بفهم منك الصار بالضبط , كلامك ما اقنعني .
عبست عبير بحاجبيها وقالت : وليه ما اقنعك ؟؟! ما حد قالها تدخل المطبخ وتتفلسف , وهي حتى ما تشوف نفسها عشان تشوف قُدامها وتسوي كيك !! .
قال بحده اختلطت بصوته الرخيم الذي يُشفق عى زوجته , وعينه تشتدان بتحذير : عبيييير , اقصري الشرّ , ولا تحديني أتصرف معك تصرف ثاني وانت تحكين عن زوجتي قدامي .
,
وصل أخيراً إلى جناحهم وساعدها لدخول دوره المياه حتى تستحم وتُزيل اثر الدقيق عنها , وقد أطالت في بقائها داخل الحمام وهي تتحرك ببطء وقد رفضت مساعدته خجلاً منه , وتفهم ذلك حتى ينتظرها بالخارج , وبدأ عقله يعمل .
حتى خرجت أخيراً تتدثر بمبذل الحمام , وشعرها الرطب ينسدل بحريه على اكتافها , ويتساقط منه الماء ويُبلل وجهها المُكور والصغير , ورموشها الطويلة ملتصقة كالقشّ المُبلل .
كانت كالطفلة المذعورة وهي تُحيط جذعها بذراعيها وعينيها مُشتته يميناً ويساراً , وكأنها تحمي نفسها من خطر ما يتربص بها , وكأنها .. لا تثق بأحد إلى ذراعيها حتى يحميانها .
اعتدل من انبساطه على السرير وهو يجلس على طرفه ويقول : تعالي اجلسي جمبي .
تحركت بخجلٍ فطري نحوه وهي تجلس بهدوء حيثُ يُشِير لها وبقيت صامته إلى ان قال : ها وش الصار تحت ؟؟!! صدق كنت بتسوين كيك والساعة ثمان الصبح , وش هالمزاج تسوين كيك على الصُبح .
ازدرت ريقها وهي تؤلف له ماحدث كما اخبرته اخته , لأنها ببساطه لا تضمن ان يُصدقها ويُكذِّب شقيقته التي تعاملها هي ووالدته بشكلٍ طبيعي امامه .
زفرّ نفساً هادئاً وقال بهدوء يُخفي غيظه من مزاجها العجيب الذي يريد صنع الحلوى في الصباح : طيب , طيب حصل خير .
كانت تنظر امامها بهدوء وتفكر بعمق حتى أُجفِلت من ذراعه القوية التي أحاطت بخصرها وسحبتها بقوه إلى حيث موطنها , حيث يكون دفء صدره , ليس هذا ما افزعها فهي اعتادت على لمساته الجريئة , بل الذي صعقها حرارة أنفاسها التي تهدر بلا هواده أمام وجهها .
فغرت شفتيها قليلاً حتى تتكلم , وكتم ما أرادت التفوه به بين شفتيه وهو يشدها اليه بقوه , وكفه الأخرى تتحرك بانسيابيه على وجنتها وعنقها المرمري .
سحب شفتيه عن شفتيها ببطء شديد , ويفتح عينيه لتقع على وجهها المُحمرّ بالخجل اللذيذ , وصدره يرتفع وينخفض بسرعه ويهمس من بين أنفاسه المدوية : اعتقد شهر وكم يوم و يكفينا دلع , وجا الوقت الندخل بالجد .
كانت تلتقط انفاسها النافره هنا وهناك من قبلته المُفاجِأه و قد كُدمت شفتيها بفعل قُبلته المُحترقة , كما خجلت كثيراً من اعترافه الصريح عن علاقتهم التي عليها أن تنتقل إلى طور آخر , طور تخشى الخوض فيه وهي في هذا الحال البائس .
لم يترك لها مجالاً أكثر لتُفكر وهو يعود ويغزو شفتيها الوردية , وتعود شفتيه إلى موطنهما بين شفتيها , كان يتعمق بقبلته ويخلل أنامله بين خصلات شعرها الرطب , ويميل بجسده على السرير ويُميلّها معه حتى اعتلاها وأصبحت كالفأر المذعور والمحشور بين جسده الضخم الذي يهيل عليها .
*****
كانت تدور ذهاباً وإياباً في غرفه الجلوس وتفرك كفيها ببعضهما البعض حتى كاد الجلد المسكين أن يتشقق و يُناجي أن يُنجده أحد .
زفرت نفساً خشناً وهي تلتفت بعصبيه لزوجها وتقول بغضب اعمى : ولك انت شو عم تعمل , متل النسوان بضلك بالبيت لا بتروح تشتغل ولا تشوف لك شغله تشتغلها , مو شايف حالنا شلون صار بعد ما انطردت من شغلك , واحنا تدمرنا وماعاد في باب للرزق يجينا , والطبخ الناس ماعمالها تشتري مني شي بعد ماراحت مئصوفه الرئبه .
كان يمُد جسده على الأريكة الوثيرة , مُرهقاً جداً ومتعباً وقد استنزفته مشاعره بالفقدان والخزيّ , حزينٌ جداً لفقدان ابنه اخته الغالية بهذه الطريقه وقد خرجت مكسوره من بيته وحَمَلتّهُم زوجته الشُكوك لبرائتها , حزينٌ لأنه لا يستطيع الوصول إليها وإخبار عائلتها عن برائتها وعفتها , حزينٌ لأنه فقد صوتها الرقيق يُداعب أذنيه , وقال بهدوء : شو بدّك مني أعمل , الصار صار وأي شغل بروحو بيرفضوني بس يسمعوا اسمي , ليش هو انت نسيت تهديدو لابن عما انه ليطربق الدنيا على راسنا , مشان خبينا عليهم بنتا لاختي .
سوسن وهي تلطم وجنتيها وتولول : الله ياخدن كلن الله ياخدن كلن ياحق , كيف عملوا فينا واتعترنا ولا خلونا في حالنا حتى بعد ما اخدو بنتن الحيوانه .
لمعت عينيها بفكره فور ان قفزت ميرال على ذاكرتها وقالت بحماس تنظر لزوجها : ايه كيف راح عن بالي , إلياس لازم توصل لميرال باي طريقه لازم توصل الها , هي الوحيده الرح توئفون عن حدهون , هلأ هنن بحبوها وما بيرفضوا لها طلب وبس تشوف حالك المعتر زي المشردين رح تحزن عليك وتترجاهن يسيبونا بحالنا , ومافيها شي حى لو طلبت منهن مصاري عشانا .
اتسعت احلامها وهي تبتسم بنشوه النصر القريب : وممكن كمان بهاي المصاري اعمل العمليات البدي ياها , مشان اجمل حالي اكتر .
هرولت إلى حيث يجلس وهي ترفعه عن الأريكة وتقول : يلا يلا ئووووم بطل كسل وحزن وروح حاكي جارنا ابو عبدالله بركي عندهم فكره عنها وعن مكانها , لازم تلائيها .
نهض بحماس ليس من اجل فكره زوجته الطماعة والجشعة , كان كل امله أن يرى صغيرته ويطمئن عليها وهو لن يطلب منها شيئاً , يكفي ما فعلته بها زوجته لسنواتٍ طويله , وكان يصمت بسبب ضعفه وسيطره زوجته القوية على كل شيء , هذه المره لن يدعها تنجح بخطتها , سيطمئن على ابنه اخته وراحتها وكفى بالله شهيداً .
ذهب يجُرّ أذيال حزنه خلفه حيث يقع منزل جاره , طرق الباب وانتظر لبعض القوت حتى خرج عبدالله من الباب وهو يقول بتعجب : حيّ الله عمي إلياس , حياك حياك يا عمي , اقلط " تفضل بالدخول " , بروح اشوف الوالد .
دخل الياس عاقداً كفيه خلف ظهره المُنحني بانكسار , فولج عليه ابو عبدالله يقوم بالترحيب به على الأصول : ارحب , يا الله انك تحييه , اقلط , اقلط يا استاذ إلياس حياك , والله انه الطيب عند ذكره لسه توني كنت بكلمك واخذ منك موعد أقابلك فيه .
جلس وهو يبتسم بهدوء , ورفع رأسه بهدوء وهو يقول : أأمرني شو بدك مني يا أبوعبدالله , وان شاء الله أني بئدر اساعدك .
أبوعبدالله : أبد يا طويل العُمر بس كنت بسألك عن عنوان أهل ميرال , همن قلت لي انه أهلها أخذوها قبل شهرين وشوي , بطمن عليها وسارة بنتي بتشوفها ومره وحده نطلب ايدها لعبدالله خاطره فيها من اول وتدري انت مو جديد عليك .
ثم أردف يقصد زوجه إلياس : الله يسامح بعض الناس الكانت تفركش الخطوبة .
نكس رأسه بهدوء , وغشيه الحُزن وقال بهدوء : وأنا الجاي اليوم لإسأل عنا إزا كنتوا بتعرفوا عنا شي عن طريق بنتكن يمكن كانت بتحاكيها , من لما راحت ما سمعنا عنا خبر وعندي عنوان أهلا القديم بس ما بعرف إزا غيروه أو نئلو من مكانن , وماإلي وش أروح بعد العملتوا مرتي معُن .
قطب أبو عبدالله جبينه وقال : لا والله سارة ما تدري عنها , تعرف ميرال ما معها جوال ولا كان الوضع بكون أسهل , ما يحتاج اقول زياده وانت تدري مين السب في كل شي .
قال إلياس ببعض الأمل : طيب شو نئدر نعمل هلأ , انا بدي روح بس ما بئدر لحالي .
ابتسم ابوعبدالله بوقار وقال : اذا عندك عنوانهم القديم خير ان شاء الله بنروح نسأل عنهم , بس بعد اسبوع لين يرجع عبدالله من الرياض مع أخوياه , وحياك معنا ولو أنت خالها ماحد يحق له يبعدها عنك مهما كان .
الياس وقد عاد الإشراق إلى وجهه : تسلم يا ابو عبدالله , ما تقصر الله يخليك .
غادر الياس وقلبه مليء بالأمل للقاء ابنه اخته التي اشتاق اليها , ويكاد شوقه لها يقتله , وكم يتمنى أنها لا تعتب عليه وأنّ لا تكون غاضبه عليه كل شيء يهون عليه ما عدا حُزنها منه .
*****
على أعتاب أزهار الربيع المُتفتحة , على أعتاب هذا الموج الهادر , وبعد مرور بضعه أيام مرتّ على بعضهم طِوالٌ عجاف وعلى أخرون مرتّ كما السيلُ المُنجرف إلى شلال , كان القصر مشغول جداً بتلك الفوضى التي تعُمّ المكان , والذي شهد قبل شهرين حفله من حفلاته الفاخرة , وهاهُم اليوم يُعِدُون لحفلهٍ مشابهه !!!
لا , لا تُشبهها فهذه تبدو اسطوريه نوعاً ما , بعد أن تم تزين تلك الشمعدانات الضخمة ذو العلوية المُدببة عند بوابه القصر الرئيسية بالورد الطبيعي , كانت هذه الشمعدانات التي تشبه قصور العثمانيين تثير الرهبة بها في كل مره تدخل بها إلى القصر , ولكن لا تعرف لماذا هذه المرة قد زادت رهبتها ؟؟!!
وتختلف اسباب هذه الحفلة عن تلك الحفلة الفاخرة , فهي اليوم عروس !!! , هل حدث كل شيء بسرعه بتخطيط من جدتها ؟؟! ام انها تتوهم ذلك وكل شيء يمُرّ بشكلٍ طبيعي ؟؟؟! .
أجفلتها رسيل وهي تدخل وتُطلق من بين شفتيها " زغرودة " غير مُتقنة , بل باتت مُضحكه وهي تحاول ان تُصدرها من شفتيها .
ضحكت ميرال في غمره توترها الذي بلغ اوجه , أكثر من ذلك التوتر في الحفلة التي اقيمت على شرفها , وقالت بنعومه : رسيل لا يسمعك احد , لأنهم يفطسوا ضحك عليكِ .
بحيويتها المُتفتحة المعتادة : يختي انا عارفه اني فاشله بالزغرطة بس وش اسوي فرحاااانه موووت , صرتِ زوجه فهد على سنّ ورمح , صدقيني ما رح تندمين ابداً انك صرتِ زوجته .
بُهت وجهها عندما استوعبت فداحه ما فعلته , الندم ؟؟ هل سيأتي اليوم الذي تندم به على موافقتها بالزواج برجل سبق له الزواج ثلاث مرات وكل هذه المرات قد بائت بالفشل الذريع , وقد تكون هي الفشل الرابع له , جبروته وقوته المُخيفة التي تهابها من بعيد وهي التي لم تقترب من حدوده , هي بالتأكيد من تُنفِر النساء من حوله , وإلا لماذا فشل مع ثلاث نساء قبلها ؟؟! .
وضعت رسيل كفيّها على صدرها بطريقه تمثيليه وهي ترمي بنفسها على السرير بطريقه حالمه , وتهمس : يا الله صدق مو متخيله انكم تزوجتوا رح تكونون كوبل يجنن , ومتأكده انك رح تسعدي فهد بدل هالخبله العنده المطلعه جنانه , بس يا خوفي منها ساكته وسكوتها مو علامه خير !! .
فهمت تماماً من تقصد وقالت بسرعة : رسيل تكفين لا تتكلمي عنها كذه , انا بروحي ندمانه على موافقتي للزواج من أخوك وهو متزوج منها , وحاسه بتأنيب الضمير اني دخلت بينهم وخربت عليهم يمكن لو ماضغطت علي جدتي كم مره كان ما وافقت أبداً , فلا تزيدي عليّ تكفين الفيني كافيني .
رسيل وهي ترفع جسدها وتُعدل فستانها : ولا يهمك يا قلبي , ولا تشيلين هم صدقيني انت غير عنها , وان شاء الله انها ما تضركم من غيرتها , لو انها محبوبه واخوي مرتاح معها انا بنفسي ما كنت رح افرح لهالزواج , بس انت ما تعتبري دخيله بينهم ابد , وخلي الأمور تمشي مثل ما هي , والحين خلينا من سيرتها ويلا تعالي معي بدخل من الباب الخلفي للكوشه عشان فهد بيدخل ويلبسك الشبكة وتقطعوا الكيك , والسموحه منك قدرك اكبر نسوي لك عرس كبير لا راح ولا استوى وفي قاعه بس مادري وش فيهم مستعجلين ؟؟؟! .
تنهدت بعُمق , وزفرت انفاسها برقه والهواء بارد من حولها رغم حراره الجو , وقد اختلجت بها المشاعر الهادرة من الخوف والندم والرهبة والتوتر يجتاحها بقوه ,
سيكون هذا اللقاء الأول بينهم لقاءها بزوجها الذي تخاف منه ومن صوته الخشن الذي عندما يتكلم بشكلٍ طبيعي فإذ بصوته كالرعد فما بالك عندما يغضب ؟؟! .
لا تنكر انها قد حزّت في خاطرها استعجالهم , ارادت ان تفرح مثل باقي الفتيات في يوم زفافها وتخيلت ليله ورديه , ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه , فعريسها لم يرغب بزواج ضخم في مكان ما بحجه أنه قد اقام زفافاً لمرتين , ولكن ماذا عنها ؟؟! اليست إنسانه لتتمنى ليليه خاصه بها !! .
لقد اكتفت بطيب خاطر بعد أن أيقنت أن السعادة لا تأتي بهذه المظاهر بفستان ابيض طويل و بسيط التفصيل , ضيق وقد انساب على جسدها واظهر نحاله خصرها المُغوي وساقيها المُتوسطتين الطول , ويشغله من الصدر بعض الكرستالات واللؤلؤ البراق , وتاجٌ صغير استقر فوق رأسها وشعرها البندقي يتهادي على ظهرها , بدون طرحه العروس التي لم يُسعفهم الوقت لتحضير كل شيء بسبب سفرهم هذه الليلة لشهر العسل وهو مُجرد اسبوع واحد لا تعرف إلى اين , لا يهمها هذا الأمر بمقدار ذره الأهم أنها بدت بشكل عروس وكانت مبتهجه لأنها ظهرت بهذه الصورة الجميلة دون تكلُف , مع مساحيق التجميل الناعمة التي ابرزت انوثتها .
,
في مجلس الرجال الضخم حيث أٌقيمت مأدبه لأجل إعلان الزفاف ولم يحضرها إلا العائلة والأصدقاء المقربُون .
كان يقف بثبات كجبلٍ صامد ترميه السماء بالصواعق والرعد ولكنه مُتماسك في مكانه لا يتزحزح ولا يأبه بهذه العاصفة الهوجاء , كما يحدث حوله تماماً , ملامحه حاده التعابير لا تتضح به اختلجاته , حتى أنه لم يأبه لتلك الهمسات من حوله بسبب زواجه للمره الرابعة , فلا أحد يعنيه هذا الأمر فهذه حياته هو !! .
سمع همسه مُتهكمة بجانبه من فم ابن عمه فيصل وهو يُعدل ياقه ثوبه " برزَّة " : والله انك فاجأتني يا ابن العمّ , البنية توها ما صارلها شهرين جايه وانت علطول كوشت عليها , وش اقول بس الدُنيا حظوووووظ !!! .
ارتفع حاجب فهد المشروخ وحدج فيصل بنظراته الجانبية , وادرك فيصل أن عينيه تحمل تحذيراً مُبطناً أن لا يذكُر سيره ابنه العمّ فهي قد اصبحت زوجته , ولا داعي لأن يذكر غيره فهد المُقيتة إذا ذَكر أحدٌ أمامه سيرة من محارمه .
جاء والد فهد وهو يهمس له بجدية : يلا جا الوقت تدخل عند الحريم وتلبس ميرال شبكتها .
سيطر فهد على اتساع حدقتيه وقال بسخط : يبه انا صار لي متزوج ثلاث مرات من قبل ولا قد دخلت على وحده فيهم ولا لبستها هالخرابيط ولا تصورنا أجي اسويها على آخر عمري .
والده بغضب وهو يتذكر حديث ابنته رسيل وينقله له على لسانه : أقول انثبر بس , لا رضيت تسوي زواج كبير يليق ببنت عمك ولا ودك بعد تدخل عليها وتلبسها ذا حق من حقوقها , دام ما سويت لها زواج كبير مثل أي بنت ودام ما رح تسفرها شهر عسل بسبب شغلك , فأقل شي تدخل وذا اخر كلام عندي , يلا تحرك قدامي .
ودخل فهد مجبوراً ليُلبس ابنه العمّ المنتظره ماجلبه لها من مجوهرات , فلا شيء يجيده سوا جلب المجوهرات للنساء وليتهن يستحقون ما يجلبه من اجلهم , لولا اصرار عائلته واجباره ان يجلب لها كما جلب للذين من قبلها لما جلب لها شيئاً فقد تزداد غروراً وعنهجيه كما حدث مع الأُخريات .
تنهد بعُمق وكل ما يهمه الآن ان تنتهي هذه المهزلة التي طالت أكثر مما ينبغي , ففهي الفجر لديهم رحله إلى مكه المُكرمة , المنطقة الطاهرة التي يُحبها ويعشقها كما يجد راحته وروحه المهدده بالانقراض هناك وحول ستار الكعبة , ولن يهتم ان لم تُعجب " ست الحُسنِ والدلال " كاللذين من قبلها الأهم أنه قد أخذ هذه الإجازة حتى يرتاح وسيقضي هذا الاسبوع كله في مكّة ولن يهتم لأن يجَوِّل زوجته هذه في أي مكان .
في الطرف الآخر كانت ترتجف خوفاً وذعراً عندما عرفت ان زوجها سيدخُل عليها الآن وسيلمسها وهو يُلبسها الحُليّ , وكاد أن يُغمى عليها من هذا التوتر الذي داهمها كالجراد , لولا وجود الفتيات من حولها وتهدئتها , وقد شعرت بالسعادة عندما رأت سميرة ابنه خاله سارة , لا تُصدق ماتراه عينيها ووجودها بجانبها قد خفف من توترها .
قالت سميره بموده وهي ترتدي عبائتها وحجابها بسب دخول العريس : ميرو حبيبتي اهدي شوفي شلون جبينك عرّق , ماله داعي كل هالخوف الرجال ما رح ياكلك .
رسيل بسماجه : لا , لا خليها الخبلة الحين بيقرف منها بس يجي يبوس جبينها ويلاقيه معرّق ويقول الله يخلف عليّ .
شهقت ميرال ووضعت كفها على فمها بصدمه : يبوسني ؟؟!! .
ضحكت رسيل بخفه يتخلله الخُبث , وتحركت إلى البوابه حيث سيدخُل منها فهد ووالدها , وابتعدت سميرة قليلً تقف بعيداً عن ميرال , وبابتعادهم زال شعور ميرال بالأمان .
اُغلقت الأضواء فجأه ووقفت تلك الموسيقى الصاخبة مع وقوف دقات قلب ميرال التي ادركت انّ هذا وقت دخول العريس , وفعلاً بدأت موسيقى دخول العريس مع قرع الطبول .
بينما كان فهد يُطبق فمه بصرامه ولم يعجبه هذا التهريج , وعينيه كانتا تتجهان بخطٍ مستقيم إلى حيثُ ما هو حلالاً له فقط , وعروسه المُنكسة برأسها و التي تُمثل الخجل أمام الجميع , فجميع زوجاته كانوا يُمثِلن الخجل وقد كشفهن ببراعه ولكنه كان يتغاضى عن ذلك , وهذه المسخ ليست مختلفه عنهن , فجميع النساء كيدهُنّ عظيم !!! .
اقترب منها بامتعاض ومع اقترابه رجف جسدها , وشهقت شهقه مكتومه عندما سمعت رسيل تتحدث معه باحترام شديد بدون مُزاحها السِمج مع الجميع ومع والدها , فهذا دليل أنه لا يُمزح معه وأنّ رعبها منه في محله .
قالت رسيل بهدوء تقدم لفهد علبه المجوهرات بعد أن جلسوا بالكُرسيين المُتقاربين : يلا فهود أمي تقول لبسها بسرعه عشان تطلعون , وأنا بساعدك .
ابتسم لأخته بامتنان و هو يلتقط منها أصعب مهمه وهي العقد المُزين بالألماس ويستقر في وسطه حجر الفيروز الذي أصرت والدته على البحث عنه و أن لا يشتري لها إلا الفيروز , دون أن يسألها عن السبب كان يسير معها لتختار كما تُريد ومهمته هو الدفع .
زفر بخشونه وهمّ بوضع العقد على نحرها , جعلتها زفرته التي وصلت لعُنقها ترتعد بمكانها , ونظر لها بطرف عينيه من ارتعادتها وهو الذي لم يلمسها بعد , وجعله هذا يتأكد من دلالها .
اضطر لأن يُلامس بخشونه أصابعه نعومه عُنقها الذي أرسل له رعشه داس عليها قبل أن تصل إلى جسده , يحمدالله انّ العقد كان ذو تسكيره بسيطه استطاع بجهدٍ كبير أن يُغلقة بهدوء ,
بعد ان أحرق بأصابعه جلدها وتشعر بهذه الحرارة تخترق أحشائها وتعِدُ معدتها بمغصٍ شديد .
والدته هي الوحيدة التي نظرت لحاله وتفهم كل ما يدور بعقله وتفهم اختلاجاته وعدم رغبته بهذا الزواج ولا تلوم ابنها وفرحتها الأولى , فاقتربت بتصميم وقالت بنعومه : رسيل يمّه لبسيها الحلقان وهاتي الاسوارة البسها لها .
لم يعجب هذا الأمر رسيل ولكنها خضعت عندما رأت نظرات امها الحادة باتجاهها , وتمت المهمه بنجاح وتركوا له أنّ يُلبسها الخاتم ومحبسها , كما ستفعل هي وتلبسه المحبس الذي يخُصة .
ألبسها الخاتم وخلفه المحبس بشكلٍ طبيعي دون أن يتأثر بنعومه كفها فلقد شبِع من هذه النعومة , أما هي فقد كانت ترتجف بقوه وكان يرى ارتجاف كفها بريبه , دون أن ينظر لوجهها المذعور من قُربه الشديد و خياله الذي يهيمُ عليها , ويجعلها تختنق بمكانها من الخوف , البسته محبسه بصعوبه وسحبت كفها بسرعه تضمها لصدرها وكأنه سيأكُل كفها .
أصدر صوتاً مُستنكراً من حركتها المعتوهة , بينما كان يرُد على والدته التي قالت : فهد يلا قوم وخذ عروسك يلا يمديكم ترتاحوا شوي قبل الفجر وتسافرون , وانزلوا من هنا عشان تسلمون على جدتكم , ما تقدر تطلع لكم .
فهد بخشونه : ابشري يا الغالية , أكيد ما نيب رايح مكان من غير ما أشوف أمي وأسلم عليها .
كانت هذه المرة الأولى التي تسمع بها صوته بهذا القُرب وهذا الوضوح , كان صوته خشناً للغاية , هل يتخلله القسوة ؟؟! ام أنها تتخيل ذلك ؟؟! , كل ما تعرفه بأن صوته بخشونته قد فتنها وسحرها , وكان جذاباً للغاية .
وانتهت هذه المهزلة وأخيراً على خير , بعد أن ودع جدته واستودعها الله وألقت عليهم دعواتها لهم بالتوفيق , وهاهو يأخذ عروسه إلى الفُندق , حتى تظهر له على حقيقتها المرّه , وحتى يرثي نفسه على أطلال قلبه الذي تحمّل الكثير من الأرق .

آلهنااء 25-06-16 10:55 AM

يعطيك العافية عزيزتي .. بارت جميل ومشووق ننتظر التكملة
.
.
رمضان كريم

حلم الحياه 25-06-16 07:16 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بارت جميل ننتظر التكمله بفارغ الصبر:55:


خالص ودي

حلم الحياه⛅

auroraa 25-06-16 08:38 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3611745)
يعطيك العافية عزيزتي .. بارت جميل ومشووق ننتظر التكملة
.
.
رمضان كريم

الله يعافيكِ يا ورده , ممنونه لتشوقكم

والله اكرم

auroraa 25-06-16 08:58 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3611772)
بارت جميل ننتظر التكمله بفارغ الصبر:55:


خالص ودي

حلم الحياه⛅

الجمال في عيونك والله التشوفه جميل

آلهنااء 30-06-16 01:09 AM

نبي بااااااااااارت😤😤😤

قمرة ، 30-06-16 06:08 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ويا صباح الخيير 🙋
شهالزين، شهالإبداع ماشاء الله 💖💖😭
روايتك تهبل، وتحمس، وأسلوبك يجنن كمان!
بس البارتات مره قصيره المفروض تعوضينّا ببارتين 🙊
ننتظر البارت القادم.. 🔥

auroraa 01-07-16 01:57 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3611977)
نبي بااااااااااارت😤😤😤

قريييب يا قلبي انا اليوم وامس سهرانه عليه
ان شاء الله اكمله قبل لا انام

auroraa 01-07-16 02:17 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3611989)
ويا صباح الخيير 🙋
شهالزين، شهالإبداع ماشاء الله 💖💖😭
روايتك تهبل، وتحمس، وأسلوبك يجنن كمان!
بس البارتات مره قصيره المفروض تعوضينّا ببارتين 🙊
ننتظر البارت القادم.. 🔥

يا زيييينك انت يا صباح الفُلّ والعنبر
يسعدك انت وكلامك العسل

عارفه الفصول قصيرة بس هذا الأقدر عليه
ويكون لازم انهي الفصل على حسب الحدث
فلذلك في فصول تطلع طويله لاني ما اقدر اقطع الحدث
فلازم اكمله

بس ولا تهونون عليّ بإذن الله بعوضكم بفصلين
بس بعد العيد لأنه الآن زحمه وفي فصل حينزل قبل العيد

auroraa 01-07-16 10:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يلا أنا جيت ومعي الفصل

بإذن الله بعد العيد رح اعوضكم بفصلين
لعيونكم بس اصبروا عليّ

auroraa 01-07-16 10:36 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل الخامس عشر

أسدل الليل استاره وتلألأت النجوم بالسماء التي هربت منها الغيوم , خمسُ ساعات تفصلهم عن وقت اقلاع الطائرة إلى الأرض الطاهرة ولا يعرف كيف سيقضي هذه الخمسُ ساعات مع زوجته ّ!!! التي لا يعرف عنها إلا أنها ابنه عمه واسمها , و في جناح مُغلق عليهم وحدهم وكأن جميع ليالي زفافه مُكرره أمام عينيه بنفس هذا الروتين المُمل ولكن هذه المرة ستكون الأخيرة فإن فشل فهو لن يسمح لأحد أن يجبره وإن كان بالمشاعر كما فعلت جدته بالزواج مره اخرى .
قام باجراءات جناحهم داخل الفندق الفاخر كما جرت العادة , بينما هي كانت تستمع لأوامره الصارمة بصوته الخشن بأن تتبعه , مشت خلفه تتعثر بخوف من كعبها العالي الذي لم تعتد ارتداءه .
كانت هذه المره الأولى التي تدخل بها مكاناً كهذا , حتى رائحته تبدو فاخره أثاثه الموزع والذي وُضع بعنايه كما يُعامل ويُنظفْ بحرصٍ شديد وكأنه ليس بجماد بل انسان حيّ يفقه ويسمع ويرى .
وصلا لجناحهما الموعود وقد غمرها الخجل من فكره بقائها لوحدها معه , وقفت كما الصنم تتنظر أن يقول لها شيئاً , بينما هو تجاهلها ظناً منه انها ستتحرك بنفسها , كان ينهب الأرض حيث غرفه الجلوس وخلع " الشماغ والعِقال " عن رأسه وتبعها بالطاقية البيضاء وألقاها بإهمال على إحدى الأرائك , وهبط بجسده بقوه وفرد ذراعيه على ظهر الأريكه ورفع رأسه للسقف يتنفس بعُمق وهو يشعر بالاختناق من هذا الجو الكئيب الذي يشعر به , زفر بعُمق ولا يُصدق أنه اخيراً يستقر على الأريكة بهدوء .
رمش بعينيه بعد عده دقائق عندما لم يسمع أي همس من عروسه , والتفت برأسه يبحث عنها وصُعق عندما رأها تقف عند الباب كالحجر ولم تتحرك , وتنكس رأسها وتعبث بطرف خمارها .
ارتفع حاجبيه خشيه ان يكون قد تزوج بمجنونه , وهو ينهض ويقول بقوه : أنتِ !!! وش تسوين عندك ؟؟؟! .
شهقت بخوف عندما سمعت صوته الجهوري المُرعب , ورفعت رأسها وليتها لم تفعل وقد كانت قد كشفت عن وجهها فقط . فغر شفتيه قليلاً فقط عنما سقطت عينيه على عينيها البلوريتين .
تمالك نفسه عندما رأى خوفها الواضح منه وخفض صوته قليلاً ولكن لم يستطع أن يمنع هديره وقال بقوه : ليه واقفه للحين ؟؟! روحي بدلي ملابسك عشان بنصلي ركعتين السنة .
أومأت برأسها وهي تتحرك ببطء شديد من خجلها , بينما كان هو يرمقها من الأعلى للأسفل بلا حياء وكأنه يقوم بتقييم لبضعاته , ثم همهم بعض الكلمات عندما تذكر ليالي زفافه الكارثية وقال : هممم , إيه وبعد خمس ساعات ترى بنروح المطار ـ تقززت ملامحه عندما تذكر زوجاته في كل ليله ترتدين له أقمصه النوم البيضاء المُبتذلة وأردف ـ يعني لا تلبسين قميص نوم .
جرئته جلبت الاحمرار لوجنتيها وهمست بسِرها " قليل الأدب وكأني كنت ناويه البس له قميص , أصلاً مستحيييل البس قدامه قميص ولا في أي يوم من الأيام " .
هرولت حيث دوره المياة وهي تتعجل في تبديل ثيابها , وحمدت الله ان فستانها كان بسيطاً وعادياً فلم تُعاني من خلعه , وارتدت سروال من " الجينز " يعلوه قميصاً أحمر ذو أكمام طويلة , بالرغم من حراره الجو إلا أنها لم تقبل أن ترتدي شيئاً قصيراً مهما كان أمامه .
خرجت بهدوء وهي تُعيد خصل شعرها البندقي خلف أذنها , والفستان يتدلى على ذراعها , وتوجهت إلى حقيبتها وهي تضع الفستان بشكلٍ مُرتب , ثم تشنج جسدها وهي تشعر به قد دخل إلى الغرفة .
اسبلت أهدابها وهمست لنفسها " إهدي ميرال , شكله يخوف بس ما رح يأذيك هو زوجك , ما رح يأذيك " .
أفزعها صوته القوي يقول : ها خلصتِ ؟؟ ولا توك ؟؟!
قفزت برعب تلتفت إليه وقالت بنعومه : خلصت .
فهد بنفس قوه صوته وهذه هي طبيعه صوته الجهوري : طيب يلا عشان بنصلي .
أخرجت رباط صغير حتى تربط به شعرها كذيل حصان تدلى على ظهرها , وقد فتن عينيه شعرها بلونه وتموجاته كما فتنه لون عينيها , عليه ان يتذكر أن يخبرها أن تخلع هذه العدسات فلقد قالت له دينا في يوم حفله استقبالها بأنها ترتدي عدسات زرقاء تجعل من عينيها فتنه وهي مُحقة بذلك .
أخرجت جلال الصلاة من حقيبتها وهي ترتديه بهدوء وأخرجت سُجاده للصلاة .
ابتسم بخفه ولم تظهر هذه البسمة على شفتيه كما لم تصل لعينيه وقد اعجبته هذه الحركة منها , لقد كان يُصلي هذه الركعتين بكل زواجٍ له حتى يوفقه الله ولكن ولا أي واحده من زوجاته السابقات قد رأها حريصه على حمل جلال الصلاة والسجادة فلقد كُنّ تكتفين بالصلاه بالعبائة .
كانا يُصليان بكل خشوع وكل واحد منهما يتمنى ان يتوفق مع الآخر وان لا يندم على هذا الزواج الذي قد حدث بسرعة , وبدون أي تخطيط .
انهيا صلاتهما والتفت فهد إليها وهو يضع كفه الضخمة على جبينها ورأسها , وشعر بارتجافها وبروده جسدها أسفل جسده وتجاهلها , ثم ذكر الدُعاء المُتعارف عليه بخفوت , " اللهم إني أسألك خيرها و خير ما جَبَلْتها عليه ، و أعوذ بك من شرها و شر ما جَبَلْتها عليه" .
تنهد بعُمق وهو يقول بهدوء اتشح به بعد الصلاة : ما في داعي لكل هالخوف الأشوفه بعيونك , تراني ما أكل بشر !! .
ازدردت ريقها و رفعت رأسها بهدوء , بينما هو قد غرق في بحر عينيها وأنين الحيتان بهما , وعقدت حاجبيها وكأنها لا تُعطيه الثقة والأمان .
أرخى شفتيه بعد أن تعب من إطباقهما بصرامه ومازالت كفه تستقر على جبينها وحرك إبهامه لذلك التغضُن بين حاجبيها الرقيقين , وقال بشبه ابتسامه : كذه شكلك أحلى .
زفر نفساً خشناً ثم ابتعد عنها وقال بهدوء وهو يُبعد جمال عينيها الكبيرة عن عقله : أنا بروح أجيب عشا سريع لأنه رحلتنا على الفجر والطيارة ما فيها أكل زين , تحبين أجيب شي مُعين ؟؟! .
همست بخفوت وصل لمسامعه : لا عادي أي شي .
كانت المرة الأولى التي يسمع بها صوتها , كان هادئاً وناعماً كالنسمة الرقيقة , كان صوت أنثى لم يمُرّ على أذنيه من قبله , وهو الذي اعتاد الصُراخ والصوت العالي من جميع الإناث حوله ولن يستثني اخته رسيل ذو الصوت الذي يُشبه المُهرج بتهريجه .
عاد يحمل أكياس العشاء وقد أكتفى ببعض النواشف من الحُمص والفول , حتى يسهُل عليها أكلها , ناولها الأكياس حتى تُحضرها بهدوء على الطاولة في غرفه الجلوس .
كانت تراقه بطرف عينيها , وقد اتسعت حدقتيها , عندما رأته يُمسك قطعه الفلافل ويُلقيها بفمه دُفعة واحده ويتبعها بالأخرى وعينيه لاتُفارق جهاز التلفاز بإهتمام للأخبار , كانت تتابع حركات فكه المُريع وهو يمضغها , بينما هي قد بقيت ربع ساعه تتناول قطعه فلافل واحده فقط .
لم يُلاحظ مُراقبتها له فهو لم يكن ينظر لها حتى تأخذ راحتها ولكنه لاحظ خجلها الشديد من وجوده فهو يُفرق بين الخجل المُصطنع والطبيعي وقد أصبح خبيراً بذلك , ولقد رقّ قلبه لها فهي لم تضع لُقمة واحده بفمها من خجلها , بل كانت تتناول ببطء شديد .
نهض بهدوء وهو يقول : انا بطلع شوي بشوف اجراءات الخروج ما بقى شي يلا نلحق نروح المطار , وانت خلصي أكل ولمي الأكياس .
أومأت برأسها , وأطلقت نفساً عميقاً وكأنها كانت تحبس كل ذره نفس بوجوده , لم تكن جائعه بقدر ماكانت تتوتر بوجوده بقُربها فهو لم يكُن مُخيفاً كما كانت تتخيل , لقد عاملها بلطفٍ شديد وقد أصبحت تعرف ان حده صوته من طبيعته فهو إن كان يتكلم بهدوء لا تختفي هذه القوة من صوته , وكأنها مُلازمه لها .
انهت طعامها بسرعه وهي ترفع الطعام من حولها وتُرتب المكان وتُعيده نظيفاً كما كان , وتُرتب أغراضها التي لم تخرجها من الحقيبة ولم ترى ما بها , وجلست بهدوء تنتظر قدوم زوجها ولا تعرف إلى أين سيأخذها فهي لم تسافر أبداً في الطائرة ولا لم تزر إلا الرياض وقد سافرت اليها مع خالها بالسيارة , لهذا هي متحمسه أنها ستسافر لأي مكان المهم أن تستمتع ولو قليلاً بوقتها .
أنهى اجراءات الخروج بمهلٍ شديد , وعندما صعد للجناح تفاجأ ان الجناح كان كما كان بترتيبه ونظافته , قال بسرعه : يلا البسي عبايتك رح نمشي الحين .
نهضت بسرعة حتى ترتدي عبائتها وترتدي نقابها , اما هو فقد عاد ليلتفت لها ويُذكرها ان تخلع تلك العدسات اللعينة وترتدي النقاب , فتفاجأ من ارتداءها للنقاب دون ان يتشاجر معها فهي المرة الأولى التي لم يتشاجر مع زوجه له لهذا الموضوع .
زفر بقوه وقال : زين انك لابسه النقاب , بس شيلي العدسات مالها داعي وبتعب عيونك في الطريق .
مال حاجبيها بتعجب وقالت : بس انا ما البس عدسات ولا حاطه مكياج مسحته قبل شوي .
ارتفع حاجبيه وقال بريبه وهو يُحدق بفتنه عينيها : يعني هذا لون عيونك الحقيقي ـ همس دون ان تسمعه ـ الفيروز .
ابتسمت بخجل لوَّنْ وجنتيها : ايوه لون عيوني , نفس عيون ماما.
ازدرد ريقه وقد صدقها بالتأكيد هي لن تكذب عليه , فهذا الموضوع لا يُكذب به وهي ستعيش معه عُمر وسيكشف كذبها بسهولة !!! عُمر هل حقاً ستعيش معه العُمر ؟؟؟ يحمد الله انه إلى الآن وهو حصِنُ القلب ضد النساء فلم تأتي بعد التي تأخذ قلبه وتجعله مُدلهاً بها , ولن تستطيع هذه الطفلة بعينيها البلوريتين ان تفعل .
*****
: يا الله ما أصدق , من جد الدُنيا صغيرة , تخيلي يا نورة العروسة طلعت صديقة بنت خالتي سارة القد كلمتك عنها زمان ميرال .
قالت سميرة ذلك وهي تهمس لابنه عمها بالمقعد الخلفي بينما زوجها يقود السيارة وتستقر بجانبه والدته .
أراد أن يسمع ماذا تقول لأخته وهي تُغرِّد بصوتها المُغوي , وحققت له أخته مُراده عندما هتفت بصوت عالٍ : أمانه العروس هي البنت الحكيتيني عنها زمان وتكون جيران سارة صح ؟؟!! .
أومأت سميرة بهدوء : ايه هي , ماشاء الله تذكرين للحين .
نوره بفخر : أفا عليكِ بس اعجبك , ماشاء الله عليّ , بس المهم سبحان الله جد الدُنيا صغيرة , عاد كانت المسكينة تتنافض من الخوف ما ألومها , اليشوف فهد يسكنه جني يخرع بطوله وملامحه القاسية .
همست لها سميرة بخُبث وكانت تتجاهل وجود طارق وتحكي بكل راحه : بس لا تنكرين تراه وسيم , وملامحه صح قاسية بس حلوه .
كز طارق على أسنانه وقد سمع حديثهما بوضوح فلقد نسيتا نفسهما وهمسهما وبدأ صوتهما يعلو مع حماسهما بالحديث , ولا يعلم لماذا اجتاحته الغيرة من مدح زوجته لصديقه ؟؟! , فصرخ بنفاذ صبر : خلص , بس انت وهي خلااااص , وقفوا بربره الله عليكم يا الحريم ما تتعبون ما تهجدون , مكينه لسانكم ما صدت من البربرة وكل وحده تجدع للثانية كلام .
نوره بمرح : يوووه يا طارق , عاد معروف حنا يا الحريم بعد كل عرس ومناسبة تصير في الف سالفه وسالفه لازم نتكلم ونتناقش فيها , عشان نفيد المجتمع بغمره السواليف , انت وش فهمك بهاذي الامور .
تجاهلته وهي تلتفت لوالدتها وتسألها بخجل وهي تتوقع عريساً لها : إلا يمّه علميني وش كانت تبي فيكِ ذيك الحرمة شايفتها ملصقه فيكِ من يوم دخلنا القصر .
قالت أُم طارق بابتسامه هادئة : إيه , هاذي ام صقر كانت تسأل عن سميرة يوم شافتها داخله معي , وبتخطبها لولدها .
اختنقت انفاسه وهو يركُن السيارة أمام المنزل ويترجل منها ليُزفر انفاسه المتقطعة , ويُغلق السيارة بهدوء ويُساعد والدته على النزول .
وصل لشقته الصغيرة في الدور الأعلى , بعد ان اطمئن على اخواته و والديه وتحدث معهما قليلاً .
تفاجأ عندما وجد سميرة تجلس أمام طاولة الزينة وتُسرح شعرها بالفرشاة بحنو شديد , تركت الفرشاة على الطاولة ونهضت تتهادى بقدها المياس , تخطو الخطى نحو طارق وكأنها لبوه مُستعده للإنقضاض على فريستها , كل همها هو ان تنتقم لكبريائها منه وتعلم جيداً كم هي حصينة القلب تجاهه لذلك لاداعي لكل هذا الخوف الذي يُسيطر عليها بوجوده .
كان يُراقب خطواتها المُتمايلة ولم يخفى عنه بريق الخُبث في عينيها يُدرك جيداً أنها تتلاعب به , ولكن لا يعرف ماذا تُريد منه ؟؟! ولها ما تُريد ان كانت تتلاعب فهو ايضاً لن يُضيع الفرصة وهي حلالٌ له وسيتلاعب مثلها ليرى أين سيصل نهاية هذا الطريق الشاق .
همس بخفوت عندما وصلت إليه ويفصل بينهما عده سانتي مترات : وش كُل هالحلاوة ؟؟! أعتقد انك صرتي تعرفين أني أغار .
ابتسمت بإغواء وهي تُمرر إصبعها المُرتجف بجرأه على أزرار ثوبه وتقول بنعومه اودعتها لصوتها الحاد الذي يُشبه حده ملامحها : بس أنت تدري انه هالغيرة مالها داعي , أنا لك من سنتين بس أنت الكنت بايعني , والحين صرنا سوا وإذا كنت ودك بكون لك العُمر كله .
ارتفع حاجبه بريبة : العُمر ؟؟
رطبت شفتيها بلسانها , جعلته حركتها يقضي على آخر ذره من صبره : إيه العُمر , بس ....
قطع تلك الكلمات التي ستقولها له بقبله فور أن رأى تلك الرغبة الجامحة في عينيها و أودعها كُل شوقه لها منذ أن رأها للمرة الأولى وهي حلالٌ له دون أن يستطيع , كان يُدرك ان رغبتها وقبلوها لم يكُن إلا خِداعاً , ولكن فاليكن الأهم ان تصبح له ويُتمم زواجهم المُتوقف بشكلٍ مؤقت .
ابتعد عنها ليلتقط انفاسه الهادرة , وهو يُحدق ببراءة عينيها التي ترمشُ بصدمه من اجتياحه لعُذرية شفتيها , وقد صدمها دون أي تخطيط منه فهو لم يعد يستطيع المُقاومة أكثر من ذلك .
مرر أصابعة على صفحة وجهها الرقيقة وأخذت أطراف أنامله تتحسس امتلاء شفتيها المُثير , خفقات قلبه المُدوية تُناجي قلبها المجنون من تحته .
أحاط خصرها بذراعيه القويتين , بينما هي قد لفت ذراعيها على رقبته .
تنظرُ في عُمق عينيه وترا بوضوح كم هو يُريدها ولم يعد يستطيع الصبر , ترى الرغبة الحقيقة تشِعُ من مقلتيه , عكس رغبتها التي اصطنعتها .
فهي لم تحسب حساباً لكميه هذه المشاعر التي اهتاجت عليها من قُبلَه مُفاجأه لها !! لم تحسب حساباً لقلبها الذي يقفز بين أضلعها من رائحه رجولته الفتاكة وقد كانت تغويها عندما تشتمها بثيابه التي يرميها بإهمال !!! لم تحسب حساباً لمشاعرها المُتعطشة لأن تشعر بأنوثتها وهو الوحيد الذي يُشعرها بهذه الأنوثة , نظراته الوحقة , وكلامه الوقح الذي يرميه عليها , كُل شيء به يصُرخ برغبته بها وكم يزيد هذا الأمر من غرورها وكبريائها .
شعرت بنفسها تتحرك والأرض تتلاشى من تحتها , لقد عاد ليُقبلها ولكن هذه المرة بجنون وهو يدفعها بخفه نحو السرير , حتى سقطت عليه دون ان تستوعب ما يحدث معها من كومه المشاعر التي اجتاحتها .
لم تنتهي هذه الليلة إلا عندما قد جعلها زوجته بحق , كانت ليله غريبه عليها لم تعش مثلها من قبل , ليله من الحُلم البعيد , وقد اجبرها على النوم بين احضانه لأول مره , ويا للغرابه شعرت بالدفء ولم تعد تُريد لهذا الدفء أن يختفي من حياتها , بل تُريده للعُمر المديد , وكم تُخيفها هذا الأفكار الخطيرة !!! .
*****
كانت تطُل برأسها عبر النافذة الصغيرة بقُربها , علها ترى غيوم السماء كما كانت تحلم ان تراها عن قُرب فلطالما كانت تُشبهها بحلوى غزل البنات , ولكنها لا ترى أمامها إلى الظلام الحالك .
تنهدت بيأس وهي تطرُق برأسها , وقد لاحظ فهد تنهدها فقال باستفسار : وش كنتِ تدورين ورا الدريشة ؟؟!
قالت دون أن تنظر إليه : كنت حابه اشوف الغيوم , بس الدُنيا ظلام حتى لو طارت الطيارة ما رح تبان مع العتمة .
قال بهدوء هو الآخر دون أن ينظر لها : لازم نسافر بالنهار عشان تشوفيها وتكون واضحه , بس مع الأسف حتى رحله العودة بتكون بالليل .
بعد لحظات قصيرة كان يتصفح المجلة بملل , فمن النادر ان يجلس في مقاعد الدرجة الأولى كمُسافر , ففي الغالب هو من يقود هذا الوحش الطائر بين الغيوم ويستمتع بقيادته , أُجفل من الصوت الناعم الذي اُصدر بقُربه فالتفت اليها ليسمعها تقول : كنت دايماً اتخيل الغيوم زي حلاوه القطن , عشان كده كنت حابه اشوفها عن قُرب ـ هزت اكتافها للأعلى برقه ـ بس ربي ما أراد .
قطب بجبينه من بلاهتها وتفكيرها الأحمق " قال حلاوه قطن قال " .
فأجفله صوت أنثوي مُتبختر في الجهة الأُخرى , التفت إليها وقالت بصوت مائع : شو هالمفاجأه الحلوة كابتن فهد معنا هووون !!! .
قال بجفاف وهو لا يعرف من تكون أصلاً ولكنه توقع انها إحدى المُضيفات اللاتي عملت معه في رحلاته : هلا والله .
قالت بإبتسامه سمجه : هاي هيا مرتك ؟؟! اول مره بشوفها , أساساً اول مره بشوفك ئاعد هون مع الرُكَّاب مابليق فيك هالمكان , مكانك في المُقدمة وبس .
مدت كفها الرقيق أمام وجه فهد , حتى تُصافح ميرال التي بادلتها المُصافحة بخوف , ولم ترتح لها , هكذا لم ترتح لها أبداً ؟؟! حدسها جعلها تشعر بالخطر تجاهها !!! .
فقال فهد حتى يُنهي قله تهذيب هذه المُضيفة الوقحة وزوجته البلهاء التي لم تفهم ما معنى حركاتها المكشوفة له : أنا في اجازه لأسبوع عشان كذه حاب أغير شوي جو , ممكن تجيبي لنا عصير يبلل ريقنا النشف .
قالت بوجه عابس وهي تُدرك تصريفه لها وهو يأمرها بصلف ويُبين لها مكانتها ان تخدمه وتجلب له العصير : بتأمر أمر يا كابتن .
ذهبت لتُلبي الطلب , ومضى الوقت ببطء مُمل عليه حتى سمع اعلان الموظف عن مرورهم بمُحاذاه ميقات الإحرام , وابتسم بخفه وكأن الفرج قد جاء بعد ان زحف طويلاً إليه .
قال بهدوء وهو يلتفت لميرال التي تنظر للنافذة : هي أنتِ !!! .
التفتت إليه تنظر ببراءة وقالت : تكلمني ؟؟ .
فهد بسماجة : لا أكلم الدريشة الجمبك , تستهبلين عليّ اكيد اكلمك !!! انوي الإحرام الحين لأنه ببنزل لمطار جده وعلطول بنروح لمكه بنزل اغراضنا بالفندق ونروح نعتمر .
نهض حتى يُبدل ثيابه للإحرام , بينما هي قطبت حاجبيها من توبيخه لها , وأدركت ما كان يقول عن العُمرة .
رمشت بعينيها غير مُصدقه بأنها سترى مكه وأخيراً بل انها سترى الكعبة بذاتها وتطوف حولها , حُلمٌ راودها لسنوات دون أن يتحقق بالنسبة لها لا يُوجد افضل من مكه لتغير الجو والاستمتاع قليلاً بوقتها , لم تذهب إلى هناك من قبل , ولكن لا تعرف ماهذا الشوق الكبير لمكة و لرؤية الكعبة ؟؟! .
وصلا إلا فندق بُرج الساعة بإطلالة على الحرم المكي , رباه ما أجمل هذا المشهد أمام عينيها والمعتمرين يطوفون حول الكعبة , لاتزال لا تُصدق انَّ الكعبة قريبة وتبعد عنها بضعه سانتِ مترات ترها بوضوح ولون ستارها الأسود قد غشيَ عينيها .
أُجفلت عندما فُتح الباب ودلف منه فهد , وقال : يل تعالي رح نطلع الحين , ما يحتاج سيارة الحرم قريب بنروح مشي , وشيلي النقاب لأنه مُحرم تتنقبي في العُمرة , بس العُمرة بتكشفين وجهك لا تاخذينها حلا .
أومأت برأسها بهدوء وهي تتبعه وقد خلعت نقابها وتحجبت بشكلٍ جيد , بدآ يطوفان حول الكعبة رغم ان الوقت هو قُبيل الفجر بقليل إلا أن المكان كان مُزدحماً نوعاً ما بسبب اجازه الربيع . كانت تلهث وهي تلحقه حتى لا يضيع من أمام عينيها , لم يتسنى لها الدُعاء او قراءة القُرآن وهي تتبعه خشيه ان تضيع منه . لاحظ لهاثها وقطرات العرق الذي تصبب بخفه من جبينها على وجهها الجميل الخالي من مساحيق التجميل ومحاولتها اللحاق به حتى لا تضيع , فقرر أن يُمسك بكفها ويُسَيِّر هذه البلهاء بقربه . ابتسمت برقه وهي تشعر بخشونه وضخامه كفه فوق كفها الصغيرة , ولن تكذب بأنها تشعُر بالأمان في قُربه , أخرجت المُصحف الصغير من حقيبتها وهو الذي تحمله معها إلى أي مكان ولا يخرُج من حقيبتها إذا احتاجت القرآءة بها . نظر لها وقد لاحظ تحركها بجانبه وابتسم دون أن ترى هذه الابتسامه التي لا تظهر على شفتيه إلا نادراً .
أنهيا مناسك العُمرة على خير بعد أن سعيا نحو الصفا والمروة وصليَّا الفجر , وقد مرت عُمرتهما خفيفه على قلبيهما دون أن يشعُرا بالتعب وقد سهَلَّ لهم الله هذه العُمرة وجعلها كالبرد .
كان فهد ينظر لردات فعلها وكان مُتفاجأً من راحتها , وكان يرى الابتسامة على شفتيها ولم تُغادرها إلا ما ندر , وتحديقها الطويل بالكعبة ونظراتها المُنبهرة تحكي عن الشوق لهذا المكان الطاهر , فهو يفهم القليل بلغه العيون فلم يصعُب عليه معرفه أنها سعيدة بهذه العُمرة .
في زواجه الأول لم يأخذ زوجته الأولى للعُمرة وبعد أن طلقها في اليوم الثاني دون أن يقترب منها أو يلمسها وتزوج للمرة الثانية قرر أن يأخذ زوجته للعُمرة حتى يوفقهما الله ولم يحدث وهكذا فعل مع الثالثة ولكن الاثنتان لم تكونا ممنوناتان لهذه الزيارة ولم تعجبهما
*
*** بصدمة وهي ترى سماء عروس البحر الأحمر , وعندما علمت بنيه زوجها من اعلان الموظف في الطائرة : فهد من جدك جايبني جده لشهر العسل ؟؟! ولا تستهبل عليّ بس ؟؟ مو معقول هاذي المفاجأة التقول عليها !!! .
أرتفع حاجبه وقال : مو لجده لمكة , ليش مو عاجبتك مكه ؟؟! .
قالت بسخط : مين قال مو عاجبتني ؟؟! اكيد حابه اروح بس مو شهر العسل .
فهد بجفاف : الشرهه مو عليكِ عليّ انا الأجيبك لها , تراني حاجز بعدها للندن , كنا رح نعتمر زي أي متزوجين ونكمل هناك .
..
في موقف آخر أثار حُزنه وغضبه على النساء المعتوهات
كانت دينا تسعى إلى الصفا وهي تلوي شفتيها بضيق وقد أتعبها هذا الكعب وهي تسير عليه , قال فهد يرفع حاجباً : من جدك انت جايه تعتمري بكعب ؟؟! .
تأففت بضجر وقالت : والله كل الجبته معي كعوب , وش يدريني انك بخيل وبتجيبني هنا لشهر العسل !! .
علقت الكلمة بين شفتيه وهمس بخفوت : بخيل ؟؟!!
طيَّرت عينيها بضيق وهي لا تريد ان تفسد الأمر بينهما وما يزال اسمهما " عرسان " , وقالت : معليش يعني ما توقعت ولا واحد بالمية بتجيبني هنا في شهر العسل . ...
*
جرجر أفكاره من هذه الذكريات المريرة , والتي تُنغص عليه راحته التي شعر بها هنا , وقال بهدوء وهم يقفون بقرب إحدى البوابات الضخمة : اسمعي اوقفي هنا , ولا تتحركي من هذا المكان ولا خطوة , بسوي شي ضروري وأرجع , سامعة ؟؟؟!!
قالت بخفوت : طيب , بس لا تتأخر عليّ أخاف لحالي بهذا الوقت والشمس لسه ما شرقت .
همس : طيب ما رح اتأخر .
كانت تنظر إلى ظهره إلى أن أختفى من أمامها ولم تعد ترى منه أي آثر , وفجأه شعرت بموجٍ غفير من المعتمرين الآسيوين وقد كانوا مجموعه كبيرة مُتحمسة لرؤية الكعبة للمرة الأولى بحياتهم جاءوا سويه نحوها ينهبون الطريق , وأثناء سيرهم بجوار بعضهم البعض كالجراد دفعوها معهم حتى أدخلوها من البوابة وأخرجوها من البوابة الأخرى , وكل شخص يراها تُعيقه يدفعها عن طريقه , ولم تستطع المقاومة منذ البداية وقد أكل منها الإرهاق والأرق ما أكل .
ابتعدوا عن طريقها , وقد تاه عنها طريق الخروج وهي ترى الأبواب الضخمة حولها والمداخل المُتشابهة .
مشت قليلاً إلى الداخل , ولا تعرف أين الطريق إلى نفس مكانها !! فهي مُتعبة للغاية ولم تأكل شيئاً منذ عده ساعات تشعُر بالغثيان و حتى شعرت بالدوار من قله الطعام من دفع هؤلاء الناس لها .
استندت بتعب إلى أحد العمدان الضخمة , وجسدها الرقيق لم يُقاوم التعب أكثر وهو ينهار بجانب رفوف المصاحف , ويميل رأسها الصغيرعلى الخشب , وقد بدأ الإعياء يُهاجمها .


auroraa 02-07-16 05:29 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
http://store1.up-00.com/2016-07/1467473198271.gif

حلم الحياه 03-07-16 11:07 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم....

بارت جميل في انتظارك بعد العيد

وعيدكم مبارك مقدما

حلم الحياه⛅

bluemay 06-07-16 04:47 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تقبل الله منا ومنكم وعيدكم مبارك وعساكم من عواده

لي عودة بتعليق بعد قراءة ما فاتني


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


حلم الحياه 06-07-16 08:56 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
كل عام وانتم بخير ينعاد علينا وعليكم بالصحه والعافيه.....:flowers2:


متى البارت؟؟؟؟؟:58:



حلم الحياه⛅

bluemay 07-07-16 11:34 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_

عيدكم مبارك وعساكم من العايدين

لي عودة بتعليق بعد القراءة ..

مع خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

auroraa 07-07-16 07:19 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3612357)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تقبل الله منا ومنكم وعيدكم مبارك وعساكم من عواده

لي عودة بتعليق بعد قراءة ما فاتني


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

آآآآآآآآآآآمين يا رب العالمين

كل عام وانت بخير ينعاد علينا وعليكِ بالخير يا رب

بانتظارك حببيبتي تقبل الله طاعتك في رمضان

auroraa 07-07-16 07:21 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3612402)
كل عام وانتم بخير ينعاد علينا وعليكم بالصحه والعافيه.....:flowers2:


متى البارت؟؟؟؟؟:58:



حلم الحياه⛅

وأنتِ بألف خير يا رب وينعاد عليكِ وعلى اسرتك بالخير

ابارت قريب وان شاء الله بكون اثنين كمان
البارت العادي وبارت هديه بمناسبه العيد

auroraa 10-07-16 05:18 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بإذن الله باقي فقط موقفين

بكتبهم بكره وينزل لكم هنا بارتين هديه العيد والبارت العادي

وجد جد اعتذر عن التأخير ايام العيد كنت مشغوله ما يمديني اكتب
واليوم سهرت للفجر وبعد افجر لأكمل باقي المواقف واراجعها
ويبقى الموقفين ولا في عندي فصل جاهز
بس حبيت انزلهم سوا

auroraa 11-07-16 12:14 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
انا جيت ومعي الفصلين يا بنات

ان شاء الله اني ارضيتكم حاولت اكتب قدر الامكان
عشان اخلص بدري

auroraa 11-07-16 12:17 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
aurora
..
الفصل السادس عشر

كان يسير وقد سلبه التعب كُل طاقته المكنونه وكسر شوكته , لم يبقى إلا بعضُ الفُتات من الطاقة التي تجعله يعود بسلام للفندق . عاد من الطريق الآخر والأسرع حتى يصل إلى زوجته التي تركها تقف عند البوابة وحيده , و التي هي بالطبع تشعر بالتعب أكثر منه بما انها مُجرد أنثى ضعيفه الجسد وهشة العود .
رأها , ويا الله !! كم أوجعت قلبه رؤيتها هكذا وهي تتخبط عند العامود وتُصارع الإعياء من الوصول لعينيها . تقدم نحوها فور أن رأى امرأتين غريبتين تجلسان عندها , وهي وكانت قد اغمضت عينيها وتهمس بقوه وهي تُحاول جاهده فتح عينيها حتى لا تخرّ صريعه : وين فهد ؟؟! ابغى فهد زوجي !! , لا تسوا لي شي الله يخليكم , لا تأذوني .
قطبت احدى المرأتين حاجبها وقالت بلُطف : لا تخافي يا بنتي ما رح نأذيك , بس نبغى نساعدك .
قال فهد يتنحنح بخشونه خلفهما : عفواً ممكن تخلوني اتصرف مع زوجتي واشوف ايش فيها , محتاجه انها تتنفس .
ابتعدت المرأتين عنها وقطبت الأُخرى من صِلفه وكأنها ووالدتها تخنقان زوجته , واقترب منها فهد يرفعها بخفه وأصبحت ذراعة المفتولة خلف عُنقها ويربت على وجنتها بخفه : ميرال , قومي يلا , ميرال يلا قومي .
قالت المرأه الكبيرة : خُذ يا ابني رش عليها شوي مويه عشان تصحصح , وشربها العصير وخليها تاكل التمر يمكن انخفض سُكرها .
أخذ منها فهد الماء دون أن ينظر لها وشكرها , وبلل يده بماء زمزم وهو يُطبطب على وجهها الرقيق , حتى بدأت تفتح عينيها البلوريتين , وقال يتنهد بعُمق : كيفك الحين ؟؟! وش تحسين فيه ؟؟! , اخذك المستشفى .
ابتعدت عنه بخجل فور ان ادركت أنها تبقى فوق ذراعه وقالت بتعب : لا , لا ماله داعي المستشفى , دخت شوي بس الحين احسن .
قالت المرأة بابتسامه : الحمدلله انك بخير , هو الواضح انك ما اكلتي شي قبل العُمرة عشان كده دُختِ , اشربي العصير عشان تتحسني أكثر , ألف سلامه عليكِ .
قالت ميرال بامتنان : الله يسلمك يا خالة , مشكوره .
غادرت المرأتين وبقي فهد ينظر لها وهي تأكل التمر بهدوء وقد بدأ اللون يعود لوجهها , وقال فجأه : ايش جابك هنا ؟؟! , انا تركتك عن البوابة .
نظرت له وقالت بصوتٍ مُتعب : كان في مجموعه كبيره من الناس فجأه دخلت بينهم وما قدرت اطلع تعبت و كل واحد يدفني للثاني , لين لقيت نفسي هنا وما عرفت أرجع لمكاني .
أشار فهد أمامه بمسافه قصيرة نحو بوابة ضخمة : أنا تركتك هناك , بس اول مره تجين فأكيد لخبطتي بين البوابات وتهتي .
أومأت برأسها وهي لا تستطيع التحدث أكثر , قال فهد وهو ينهض عن الأرض : تقدرين تمشين للفندق ؟؟! ولا اجيب " تاكسي " ياخذنا .
نهضت بهدوء : لا أقدر أمشي .
وصلا لفندقهما ,فقال فهد وهو يشعر بالذنب لتركها كل هذا الوقت من دون طعام فهو معتاد على ذلك والطعام القليل , بينما نسي وجودها معه وانها بالتأكيد تشعر بالجوع : بخليكِ هنا شوي وبروح اشوف اذا في مطعم مفتوح الحين عشان اجيب شي ناكله .
قالت ميرال بسرعه : لا , ما اعتقد في شي مفتوح الحين احنا بالفجر , انا ابغى انام بس مو جوعانه .
نظر لها بشك : أكيييد , تراني نسيتك أنا عشاني متعود ما أكل كثير .
نهضت وهي تتوجه لدوره المياه وتحمل بين ذراعيها منامه ذات أكمام طويله : أكيد .
خرجت من دوره المياة والماء يتقاطر من شعرها ويجد طريقه على منامتها القطنيه وقد بللها نوعاً ما , وكانت قد سرَّحت شعرها بشكل عشوائي ورفعته بمشبك كبير , وكان فهد يمُد جسده على السرير وكان شعره رطباً مُتهدلاً على وجهه وقد استحم في الحمام الآخر , ولم تعرف ميرال ماذا عليها أن تفعل ؟؟! و أين تذهب لتنام ؟؟! فهي تخجل كثيراً ولا تستطيع ان ترمي بنفسها بجواره , فقررت أن تجلس بهدوء على الكُرسي الذي بقُرب النافذة الزُجاجية المُمتدة من السقف إلى الأرض وهي ترى الناس يُصلون ويطوفون حول الكعبة .
فُزعت عندما سمعته يقول لها بصوته الخشن القوي : مو قلتِ بتنامين ؟؟!
أومأت برأسها , بينما هو رفع حاجبه وقال : طيب وش تسوين هناك , تعالي نامي .
وأشار بذقنه بجواره , احمرت وجنتيها وهي تنهض بهدوء وتجلس على طرف السرير بنعومه وتدخل قدميها أسفل الغطاء وتسحبه لذقنها , و تحمدالله أنه قد تكلم فظهرها يكاد أن يتحطم من التعب وتحتاج أن تمُدة وتُريحه قليلاً .
أولاها ظهره وهو يُغلق الضوء الصغير بجانبه وقد رحِم خجلها الشديد منه وقد كان واضحاً على ملامح وجهها وحركاتها البلهاء .
تنهدت براحه عندما أغلق الضوء ومدت نفسها بهدوء على السرير حتى تُغمض عينيها . وشهقت بصدمه عندما شعرت بذراعيه المفتولتين تُحيطان بخصرها , وتسحبها بقوه إلى صدره حتى التصق ظهرها بصدره وكأنهما أصبحا كجسد واحد .
كانت تفوح منه رائحه ما بعد الحلاقة , وشعرت به يُمرغ وجهه بشعرها الرطب وهو يستنشق عبير شعرها , ويهمس : هششش , ما ابي أسمع ولا حرف رح ننام مانيب مسوي شي الحين .
كان قلبها يتخبط بداخل صدرها , وانفاسها قد تعثرت داخل حُنجرتها , بينما شعرت به يُمرر كفه على ذراعها ويقول بصوتٍ خافت : وش فيكِ تتنافضي ؟؟! أهدي ما في شي يخوف .
كان يسمع صوت انفاسها المتوترة , وعقد حاجبيه من خوفها الغير مُبرر بالتأكيد هي لم تكن تظن أنه لن يأخذ منها حقوقه فهو يريد طفلاً وعادت هذه الرغبة تجتاحة بقوه وأكثر من قبل , يشعُر بالحنين لطفله الذي ودَّع هذه الحياة مُبكراً , ولسوء حظها فقد وضعتها جدته في طريقه .
بعد عده دقائق شعرت بانتظام انفاسه وتناغمها مع عضلات جسده وارتخائه , حتى ترتخي هي وأخيراً بعد موجه الخوف التي انتابتها من قربه , وتغُطُ في نومٍ عميق وأحلام سعيده تراودها مع رجُلِها الذي يحتضنها الآن , .فمنذ البارحة وهو يُعاملها باحترام ولم يقسوا عليها حتى وان كان يتخلل صوته البرود , فهي شعرت معه بالأمان في الحرم المكِّي فلا أحد معها هنا حتى يحميها غيره .
*****
فتح عينيه بهدوء وقد نام لساعات قليلة , فهو معتاد على النوم القليل والأرق الدائم , كابوسٌ ما يُراوده بأنه قد تزوج مره أخرى !! , نعم انه كابوس فهو لن يُخطئ للمرة الرابعة ويجلب على رأسه مُصيبة أخرى غير التي عنده .
رمش بعينيه بقوه وهو يفزّ من السرير وينظر ببهوت باتجاه الشهقة التي صدرت من فم زوجته التي تجلس على الكُرسي بقرب النافذة الزجاجية الضخمة , عندما أجفلها بنهوضه المفاجئ كالملسوع .
قال يفرُك صدغة بعد ان استعاد قليلاً من وعيه وأدرك أن هذا ليس بكابوس بل إنها حقيقه مرّه : كم الساعة الحين ؟؟!
ردت بنعومه وصوتها مختلط ببحة النوم فهي أيضاً لم تستيقظ منذ مده طويلة : الساعة وحده الظهر .
نهض عن السرير وهو يدلُف لدورة المياة , خرج وتفاجأ عندما رأها تُرتب السرير , فقال بصدمه
: ماله داعي ترتبين السرير , بس نطلع الحين بيجي العُمّال يرتبوا الجناح .
كانت قد انتهت من ترتيبه , بل كانت المرة الأولى التي تذهب فيها إلى فندق فلم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل ! فقامت بترتيبه حتى لا تكون مهمله في عينيه .
خرجا معاً حتى يُصليّا الظُهر في الحرم المكي , ثم ذهبا لإحدى المطاعم البسيطة حتى يتناولا طعام الغداء .
لم تكن معتاده على الطعام الجاهز فكان هذا الطعام لذيذاً بفمها وقد أعجبها كثيراً , ثم بدأت موجه توترها وكيف ستخبره بما تُريد .
همست بخفوت والطاولة حاجز بينهما وقد اشعرها ذلك ببعض الأمان : فهد !!
خرج إسمه من بين شفتيها رقيقاً جذاباً بنغمه يسمعها للمرة الأولى , هل يُبالغ إن قال أنه أحب إسمه أكثر من قبل ؟؟ وأحب همستها بإسمه التي هي أحلى من النايّ .
قال بهدوء وهو يأكل الأرز : سميّ .
همست : سمّ الله عدوك , بس كنت حابه اسأل كم يوم بنجلس هنا ؟؟!!
أصدر صوتاً ساخطاً بداخله وهو يُحدث نفسه " هه وأنا العلى بالي انها مختلفه عن القبلها , و طلعت أردى تنتظر اليوم النرجع فيه "
قال وهو يلوي شفتيه : ليه تسألين ؟؟! مليتِ وودك ترجعين ؟؟
هزت رأسها نافيه وهي تقول بسرعة وقد فهمت مقصده : لا لا مو قصدي , بس عشان إذا بنجلس قليل ودي أخذ عمره كل يوم بنجلس فيه هنا ! هاذي المرة الأولى الأجي فيها مكه وبصراحه ما ودي ارجع بدري وانا ما شبعت منها , واحس عمرتي امس ما استغليتها كويس , وكنت تايهه ما أعرف شي .
طرقت رأسها بخجل وهي تتكلم بسرعة حتى تُبرر له , اتسعت عيناه وقال بهدوء وهم يعقد ذراعيه لجذعه : احنا بنجلس اسبوع هنا , بس ما نقدر ناخذ عمره ثانيه تحللنا من احرامنا امس , لو انك قايلتلي من أمس كان تصرفنا .
احمرت وجنتيها ولم تستطع ان تخبره بأنها خجلت من ان تتحدث معه البارحة وان اليوم قد فُكتّ عقده لسانُها فجأة .
قال مُردفاً وهو ينهض : تعرفين إني طيّار وهالرحلات القصيرة اروحها اغلب ايام السنة يعني نقدر نعتمر كل شهر مره او مرتين , يلا قومي خلينا نروح نصلي العصر بالحرم .
ابتسمت وهي تنهض معه ويتوجهان للحرم ويُصليان العصر , لم يكونا بحاجه إلى سياره فكُل شيء موجود بقربهم .
كانت تُحدق بالحَمَام الذي ينقُر الأرض المُلتهبة من الشمس نقراً كثيفاً ويبحث عن رزقه , كان مشهده جميلاً للغاية وهم مجتمعين حول بعضهم , وكانت تتعجب من اقتراب الناس وعدم هرب الحَمَام منهم وكأنهم يعرفون أن هذا المكان محمي من الله وأنه لا داعي للخوف حتى يهربوا من المُعتمرين الطيبين اللذين يقومون باطعامهم .
نظرت لفهد وقد كان مُنشغلاً بالحديث بالهاتف , وأخرجت قطعه من الخُبز من الكيس الذي معها وكان من طعامهم الزائد . واقتربت بخوف من الحَمَام , وهبطت بهدوء نحوهم وهي تمُد ذراعها .
شهقت بخوف عندما رفرف الحمام بعُنف , وعادت للخلف وهي تراه يُحلق حولها برفض .
سمعت صوت فهد يقول : ما رح يرضون ياكلون الخبز وأصحابهم في الجهة الثانية مستمتعين بالحبوب .
نظرت له وقد أشار بذقنه حيثُ مجموعه ضخمه من الحمام في زاوية معينه تُحاوط الحبوب وتنقرها بمنقارها .
قالت بيأس : خساره كنت ابغى أأكلهم وأخليهم يجوا على إيدي بس ما معي غير هالخبز .
أمسك بكفها وهو يسحبها معه إلى أحد " الحجات التي تبيع الحبوب " واشترى منها كأساً من الحبوب , ويُعطيه لها ويقول
: يلا طيب , لو ما تخافين أكليهم ؟؟! بس ها لا يطلع صوت صراخك من الخوف مو لحالنا إحنا هنا .
ابتسمت أجمل ابتسامه يُمكنها ان تبتسمها ويكفيها ان تشعر بهذه السعادة بقُرب الحرم المكي وهي تُطعم الحمام .
وضعت القليل من الحبوب بكفها وهي تمُدها أمامها حتى يهجُم عليها سربٌ من الحمام ولم يكن الأمر مُخيفاً كما كانت تتخيل بقدر ما كان جميلاً وهي تتغلب على خوفها من هذه المخلوقات الضعيفة التي لا تؤذي .
قهقهت بمرح وهي تحاول كتم صوت ضحكاتها حتى لا تعلو ويغضب منها فهد , وأما هو فقد كان يقف خلفها ويستمع لصوت قهقهاتها ويبتسم بهدوء دون ان تصل ابتسامته لعينيه , وقد أنهى مُكالمته للتو مع صديقه يوسف , الذي فاجأه بأنه تقدم لأخته منذ اسبوعين دون أن يخبره أحد بذلك . جرجر أفكاره عن هذه المُكالمة . و حدَّقّ بها بعُمق يرى رقتها بإطعام الحَمَام , واستمتاعها بهذه المُهمة وضحكاتها الجميلة , لقد كانت جميله حقاً .
تقدم بخُطىً واثقه وقد تحمس لأن يُجرب شعورها الذي تشعر به ! يُجرب إطعام الحمام ليعرف ما الذي يجعلها تضحك بهذه الطريقة الناعمة ؟؟! هل هو ممتع حقاً إطعام الحمام ؟؟! ام انها تُبالغ ؟؟ يُريد لهذه الضحكه والبسمة على شفتيها أن تنتقل له .
وقف بجانبها وهو يُعبئ كفه بالحبوب ولم يكد يرفع الكأس حتى يهجُم عليه سرب أخر من الحمام قام باجفاله حتى تعثر وسقط أرضاً , لم تستطع ميرال كتم صوت ضحكاتها وهي تضحك بصوتٍ ناعم ولكنه مُنخفض لا يصل إلا إليه .
نظر لها نظرات حاده حتى كُتم صوت ضحكاتها وهي تسعُل بحرج , نهض عن الأرض والغضب تصاعد لعينيه و ينفض ثيابه بنزق , وقد اُفسد مزاجه بهذه الحركة التي لم يجد بها أي متعة تُذكر , وقال بخشونة من إحراجه : أمشي يلا بلا حركات تافهه بنرجع الفندق .
دخلا إلى الفُندق , وكانت ميرال تضغط على شفتيها من خوفها أن يضربها بسبب ضحكها عليه , لقد ندمت الآن لأنها سمحت للضحكة أن تجتاحها , فلقد كانت سعيدة جداً وهي تُطعِم الحَمام وجاء موقفه وضحكت رُغماً عنها .
أغلق الباب خلفه وارتعشت بخوف وهي تُعطي ظهرها للنافذة وتنظر له , كان كالنمر المُرقط وهو يقترب منها بهدوء وخطوات غداره , حتى وقف أمامها مُباشرة .
هذه المرة هو يُريدها ويُريد اتمام زواجهم لقد تجاهل هذا الأمر الليلة الماضية لتعبهم في أداء مناسك العُمرة , أما الآن فضحكاتها ما تزال ترِنُّ برأسه , وابتسامتها تحكي أنّ ثغرها معصية , هو أراد أيضاً عقابها بطريقته لسُخريتها به أراد إحراجها ورؤيه احمرار وجنتيها القُطنيتين .
كانت الستارة مكشوفه وأراد أن يُغلقها حتى وهو مُتيقن أنهم بعيدين عن مجال الرؤية من العيون المُتلصصة , فمد ذراعه بعفويه باتجاهها , وصدمت ميرال عندما وضعت ذراعيها امام وجهها بطريقه حمائية وهي ترتجف خوفاً , كأنه !! كأنه سيضربها ؟؟؟؟
مرر ذراعه فوق كتفها وهو يُغلق هذه الستارة , ويلتفت إليها ويُمسك بعضديها وهو يقول بقوه : طالعي فيني !!
نظرت له وهي ترمش بعينيها والخوف لم يُغادرهما وهمست : أنا آسفه ما كان قصدي أضحك !!
قال باستنكار : ترى الضحك ما هو حرام ! ولا هو عيب ! ولا هو ممنوع !! ليه تعتذرين ؟؟ موقفي كان يضحك من جد وأنا لا ني أول ولا أخر انسان تصير له مواقف زي كذه , وعصبت عليكِ تحت من إحراجي بس , ولو صارلك انت بعد على بالك بطبطب عليكِ أكيد رح أضحك , بس الأبي أعرفه ليه كل هالخوف وفكرتي أني ممكن أضرك أو أضربك بشي أنت مالك ذنب فيه ؟؟! وحتى لو لك ذنب أنا آخر تصرف أتصرفه هو الضرب والعُنف وخاصة مع الأطفال والحريم .
ترقرت عينيها , لا تعرف ماذا تقول له ؟؟ هل تقول أن زوجه خالها تقوم بضربها بشده وحرقها بالسجائر عندما تُكسر كأسٌ من زجاج أمام قدميّ ابنها ويُجرح بها ؟؟! و تضع اللوم عليها وأنها هي من تعمدت وضع الكأس أمامه لتؤذيه , هل تخبره كم أصبحت تخاف منها ومن كل حركه وهمسه تقوم بها حتى لا تتعرض للأذى ؟؟ .
كتمت شهقه مريرة كادت أن تخرج منها , وهي تطرُق برأسها ولا تعرف ماذا تقول ؟؟ وقد فضلت الصمت .
فهم نظراتها وارتعاشاتها , بالتأكيد هي زوجه خالها الشريرة لقد رأى بنفسه كميه الشرّ بعينيها , كما أخبره والده بالباقي من حقدها .
ربااه كم آلمتك هذه المرأة !! وأرى هذا الألم في عينيك , هل جعلتكِ تخافي حتى أوصلتك لهذه الحالة الحساسة بالخوف من أي حركه عفويه لأن تظني بأنها أذى يُصيبك ؟؟ ماذا فعلت بك تلك المرأة ؟؟ أخبريني و دعيني أُكمل طريقي بما فعلته , بسبب إخفائهم لكِ عنا وعن جدتي التي كانت تتوق لرائحتك .
كانت هشه ورقيقه تحت ذراعيه القويتين , تأوه بقوه وهو يرفع رأسها بين كفيه ويرى الدموع تتغرغر على مُقلتيها , لم يكن يوماً ممن يتأثرون من دموع النساء فهو يراها دموعاً كاذبه كدموع التماسيح .
وحدّق فهد بالجدولين الصغيرين اللذان تدفقا نزولاً على وجنتيها النديتين , ولا يعرف لما تأثر ؟؟! سيُجن ويعرف لما تأثّر بدموعها ؟؟
لم يُقاوم أكثر وهو ينحني قابضاً شفتيها بين شفتيه كالنسر حين ينقضُّ على فريسته , تلاشت ساقيها من تحتها فلم تشعر بها وكأنها شُلَّت,يرفعها عن الارض بخفه وكأنه تعب من الانحناء, ويحملها بخفه إلى حيثُ يقبع مضجعهم , فقُبلتها أثارت به الكثير من الأحاسيس , أحاسيس مُتشابكه لم يُحدد كنهها , كل ما يشعر به هو رغبته الشديدة في أن ينالها و ينهل من عذوبتها ورقتها .
أما هي فقد كانت خائفة جداً كانت قُبلتها الأولى و رقيقة للغاية ولكنها كانت تزداد تطلباً في كُل ثانية , كانت تخاف أن يرى ما حاولت إخفائه !! تخاف أن يرى علامات عذابها لسنين ماضية , علامات مازالت تقبع مكانها !! , كيف تُفسر له ما رمرت به عندما يُطالبها ؟؟! لن تستطيع التفسير فهي تنزف دماً وألماً عندما تتذكر !! فكيف بها تُفسر؟؟! وهي تنزف بذوراً جديده تنمو للربيع .
*****
وهاهي الأرض تُشرق بنور ربها ويمضي اليوم كأي يومٍ طبيعي , والجميع يخرُج لعمله ويؤديه على أكمل وجه وبإتقان , بينما الذي لا يكون طبيعي البعض الآخر من الجنس البشري الفظيع اللذين يمدون جسدهم بكسلٍ ذريع على الأريكة , تماماً مثل بسام .
نظرت له والدته بقله صبر , وذراعه تتدلى بجانبه وكفه الأخرى تستقر على صدره , بينما يفغر شفتيه كالأبله وصوت شخيره أزعجها , فنظرت لميس وهي تُعانقها وتهمس لها
: اشتقت لك يمّه , شلونك عساكِ بخير ؟؟ وزوجك يعاملك زين ؟؟ وكيف اهله معاكِ ؟؟ عساهُم ما يأذونك .
ابتسمت بخجل عندما تذكرت زوجها وطاقته الرجولية التي لا تهدأ فمن بعد تلك الليلة وهو لا يترُكها تتنفس بشكلٍ جيد , وقالت برقه : الحمدلله يمّه بخير , كلهم يعاملوني زين و يقدرون حالتي الصحية , إلا خليكِ مني وقوليلي أنت شلونك وشعلومك ؟؟!
تنهدت أمها وهي تنظر لابنها وتقول : مثل ما انت شايفه يامك , جالسه وحاطه ايد على ايد وهالولد ما منه فايده وعايشين على بعض الصدقات , والفلوس القليل اليجيبها .
اكفهر وجهها وهي تبكي داخلها دماً بدل الماء وقلبها ينزف وأخيها يرُش عليه الملح عنوة , لو انها فقط تستطيع أن ترى أمامها لكانت عَمِلَت وفعلت المستحيل حتى تبقى أمها مُعززة ومُكرمة ولكن ليس بيدها شيئاً , ليس بيدها , كل ما تأمله الآن أن تستعيد بصرها حتى تستطيع العمل من أجل والدتها .
قالت امها بهدوء : أنا بقوم شوي يا قلبي , بسويلك شي تشربيه .
كانت تُحرك كفيها بجانبها تبحث عن والدتها حتى وجدت كفها والتقطتها وهي تُقبلها بعُمق : تسلم إيدك يا الغالية الله يخليكِ لي وما يحرمني منك ومن وجودك , بس تكفين أجلسي ما ابي اكل واشرب شي , اشتقت لك واشتقت لريحتك , ما ابي شي .
قهقهت والدتها بخفه وهي تقول : طيب , طيب انت ما تبين بكيفك انا متعوده اشرب شاي العصر , ما ني مطوله .
ذهبت والدها وذهبت معها رائحتها التي تُشبه المِسك , قفزت بفزع عندما سمعت صوت أخيها المُتحشرج من النوم يقول بخشونه : اووه العميا هنا !! أفا عليك بس كان علمتينا طيب انك بتنزلين من برجك العاجي وتتكرمين علينا وتجينا و نفرش لك الأرض ورد وريحان .
عبست بوجهها بضيق وقالت : ماله داعي كلامك يا بسام , وكأنك ما تعرفني انا مثل ما انا ما في شي يغيرني .
أخرج لسانه بلا أحترام : ايه علينا أقص إيدي لو بقيتي مثل ما انتِ نشوف مع الوقت وش بصير !!
تنهدت بصبر وهي تقول : بسام أنت للحين ما لقيت شغل , حرام عليك التسويه بأمي , أنت ولدها الوحيد وانا وتدري بحالتي لازم ترعاها وتصرف عليها هذا من البرّ فيها , ولا تخليها تنهان للناس ولا تحرجها , تكفى يا خوي سوي شي عشانها .
مات شفتيه وقال : وش بإيدي اسوي ما حد يقبل يشغلني عندهم , لا يكون تبين اشحذ الوظيفة بعد , يخسي اليخليني أشحذه عشان يوظفني .
ميس : مين قال تشحذ , انت رح تدور رزقك بس .
بسام : طيب قولي لزوجك يعطينا ويعطي امك هالفقيرة , ناس مرتاحه ومعينه من الله خير وخيرهم مالي الأرض , مافيها شي لو ساعدنا بالأخير صرنا أهل .
ميس بذهول : طيب قول ماشاء الله تبارك الله , رح تنظلهم حرام عليكِ وش ذا لسانك عوذه منك , وبعدين انسى اطلب من فيصل شي هو مو مسؤول يصرف علينا وعزت نفسي أهم من أي شي ثاني .
ضغط بأسنانه على شفته السُفلى وهو يسخر منها ويُقلد كلامها : قال عزت نفسي قال . ثم أردف بوقاحه ويتخلل كلامه كثيرٌ من الجهل : اقول انثبري بس , بعد تتعوذ مني شايفتني شيطان , وبعدين زوجك ذا الخبل مسوي نفسه دكتور كبير ولا قدر يرجع عيونك مكانها , ونافخ ريشه علينا , يعني إني احسن منكم , اقول بس لو انك شايله هم امك كلميه يعطيك شي عشانها , انا مانيب متعب نفسي بشي , ذا الناقص بعد تتأمر عليّ .
همم بسخرية وهو يُربع قدميه على الأريكة ويمُد ذراعه على ظهرها ويلتقط جهاز التحكم بالتلفاز ويُقلب القنوات , شعرت وان الأرض قد انهارت من أسفلها ربما هو لم يُوضح كثيراً مقصده ولكنه أخيها وتفهمه أكثر من نفسه فهُما عشره عُمر , وهمست تقول لقلبها " يا الله !!! عشان كذه زوجني بهاذي الطريقة يبغى يستغل فيصل ومعتبره بنك مُتحرك , يبغاه يصرف علينا " , طرقت برأسها وهمست " يا رب أكون غلطانه , يا رب لا تكسرني بأخوي يا رب لا تكسرني فيه "
أتت الأم وفي يدها كوب الشاي يتصاعد دُخانه للأعلى , وقالت بعجب : بسام وش فيكم تتناقرون مثل العادة ؟؟! خلاص خلّ اختك بحالها لا تناشبها .
مضى الوقت سريعاً لأُمٍ وابنتها , حتى جاء الوقت الذي تُغادر به ميس , عانقت والدتها بشده ولم ترغب في تركها , فمن بعد حديث أخيها وشمها لرائحه الخُبث في صوته بدأت تخاف كثيراً من هذا المُستقبل .
ابتسم فيصل وكان قد ترجل من سيارته حتى يُسلمَ على والده زوجته ويطمئن على أحوالهم , كان متواضعاً جداً لدرجة انه لم يتقزز من منزلهم القديم المُهترئ ولم يُركز على المنزل وموقعه ومابه من اثاث .
قال بحلاوة لذيذة : ميس خلاص خنقتي عمتي تراك كذه تحسسيني بتأنيب الضمير لأني ما أجيبك هنا كل يوم .
قال بسام بفظاظه : وليه تجيبها كل يوم ان شاء الله , سايبه هي ما لها بيت يضفها .
تأفف فيصل بخفوت ثم قال بإبتسامه مُحببه يتجاهل وجوده كلياً : خلاص يا عمتي وهذاني بعطيك كلمه من الحين , لو ميس قالت بس انها اشتاقت لك بجيبها هنا علطول وبنفسي لأني ما أأمن عليها السواق .
قال بسام بخفوت يميل برأسه دون ان يسمعه أحد : عشتو بس , وبعد صار يخاف عليها !!
أخذ فيصل ميس يقودها نحو السيارة وتوجه لإحدى المطاعم , حتى يجعلها تُرفه عن نفسها قليلاً , وقد قضيا معاً وقتاً ممتعاً لم تعد تخجل منه مثل السابق بل كانت تتجرأ بالحديث معه , وعرقت عنه الكثير كما عرف عنها , ففي كُل يوم تزداد علاقتهم تشبثاً ويأملان أن تستمر حياتهما كذلك هادئه ورقيقه ومليئة بالمودة والألفة , مُتجاهلان أن الأمور لا تبقى كما هي عليه للأبد .
عادا إلى القصر وكالعادة كان يُمسك بكفها ويقودها على الدرج للبوابة الداخلية بينما يتبادلان الضحك على بعض المواقف اللاتي حدثت معهم في الصِغر .
أجفلهما صوت إيمان الهادر من غرفه الجلوس يقول بمراره : حشا يمّه يا فيصل , كذه طالع لجناحك بدون لا سلام ولا كلام مو مالين عينك أنا وأختك , ولا محنا قد المقام .
نظر لهم فيصل مُقطباً وقال بإعتذار : يمّه سامحيني ما انتبهت انكم في الصالة , كنت أشوف طريق ميس .
لوت والدته شفتيها بعدم رضا وأشارت بكفها غير راضيه ويتضح على ملامحها الحُزن الحقيقي , ظناً منها أن ابنها توقف عن الاهتمام بها وأصبحت زوجته هي شُغله الشاغل : خلاص شوف طريقك , دربك خَضِر يمّه .
تنهد بعُمق وهو يقول : دقيقه يمّه بس بودي ميس الجناح وارجعلك علطول , لا تزعلين مني ما يهون عليّ زعلك يا الغالية .
كان يسير معها ويهرول بخطواته وعندما ابتعد عن أنظار والدته واخته , مال بجسده وهو يرفعها بين ذراعيه .
شهقت بصوتٍ مكتوم وهي تهمس بخجل : فيصل وش تسوي ؟؟! الحين بشوفنا عييييب عليك .
فيصل بمرح : لو يشوفنا كان ما شلتك يا الدُبة , بس كذه اسرع بوصلك واروح اراضي أمي , ولا تتحركين وتسوين شي إلا لما أرجع .
شهقت مره أخرى وقد تجاهلت جميع كلامه , وركزت على نقطه واحده منه : حرام عليك أنا دُبه الحين ؟؟؟ .
أنزلها عند باب الجناح ودفعها بخفه للداخل , وقال بضحكه : إيه كسرتي ظهري ذي المسافة الشلتك فيها , أثرك ثقيله .
لم يكن فيصل ذا جسد رياضي ضخم الجُثة , بل كان طويلاً ورشيقاً ذو عظام ثقيلة , ولهذا لا يستطيع حملها لأماكن طويلة حتى وإن كانت ميس في قمّه الرشاقة
مطت شفتيها بدلال تُمثل الحُزن , الخبيثة !! تعرف ان هذه الحركة تغويه ولا يستطيع مُقاومتها من شفتيها , و قد سرق قُبله سريعة من شهدهما , وقال وهو يرفع صوته قليلاً : ادخلي الجناح وانتظريني , بس اجي براضيك انتِ بعد بطريقتي الخاصة .
اتسعت حدقتيها بذهول وقالت : قليل الأدب !!!
فيصل وهو يُعطيها ظهره : تراني سمعتك , بس ارجع بعلمك شلون تكون قله الأدب الحقيقة .
غطت عينيها , وقد اجتاحها خجلها الفطري , وهي تتمنى أن لا يكون هناك أحدٌ قريب منهما وسمع ما قاله زوجها الوقح !! .
دخلت إلى الجناح وهي تبتسم بسعاده وتتمنى من الله أن يُديمها عليهما .

auroraa 11-07-16 12:18 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 




لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل السابع عشر

غياهب الظُلمة و ها هي تغزو عينيه لا يرى إلا ظلاماً داكناً أمام عينيه , يُحدّق بريبه في التلفاز الذي ينتصب أمامه .
زفر نفساً خشناً والغضب يحتل مكان الظلال التي تدور حوله , غضبٌ أعمى يغشى عينيه الحادة الجامدة كالصخر , ما زال لم ينسى نظرات خوفها منه وظنها بأنه سيضربها !!!
زوجه خالها وخالها الضعيف !!!! لمع هذا الاسم في ذاكرته هُما من اوصلها لهذه الحالة بكُل وحشية وقد تأكد من ذلك عندما رأى أثار الجروح والحروق على بشرتها الناعمة , حروق بأشكالٍ غريبة منتثره في كُل مكان من جسدها الغضّ .
انتفض وهو يوجه نظراته لدوره المياه التي تختفي خلفها , عصر كفه بغضب وهو يدور في الجناح كفهدٍ متوحش , يشعر بالجوع وهو يرغب في الانقضاض على فريسة ما وتهشيمها بأنيابه الحادة .
وبدون أي مقدمات مررّ ذراعه القاسية على المنضدة الخشبية رامياً كل ما بها من أوراق وأدوات على الأرض المكسوة بالسُجاد الوثير , ضارباً بقبضته الطاولة يُفرغ غضبه عليها .
بأي حق تقوم تلك المرأة الحقيرة بإذائها ؟؟؟ بأي حق حتى وإن أخطأت لا يحق لها إيذائها !! إن لم تكن تُريدها لماذا لم يُخبروهم عنها ؟؟؟ لماذا أخفوها عنهم كُل هذه السنوات ؟؟ لماذاااا ؟؟؟؟؟؟؟
داخل دوره المياه قد انهت استحمامها وارتدت ثيابها المُحتشمة بإسراف , غطت أُذنيها بخوف وأسبلت عينيها وهي ترتعش وتستمع لصوت تحطيمه بالخارج وكأنه أسدٌ سجين بين اربعه جدران يُريد الفرار .
خرجت بهدوء بعد أن هدأ صوت زمجرته في الخارج , كانت كطالبه المدرسة وهي تضُم كفيها أمام حِجرها وتنكسُ برأسها للأرض , دون أن تجرؤ أن تنظر إليه , وشعرها يتدلى حول رأسها بكثافه .
ارتعشت عندما سمعت صوته القوي يقول : ميرال تعالي أجلسي هنا , وبتحكي لي كل شي سواه خالك وزوجته فيكِ , ما رح تهملي شي بتحكي كل شي بالتفصيل , سامعة ؟؟
همست بخفوت وهي تعبث بأطراف شعرها المُبلل : أيش أحكي ؟؟! ما في شي عشان أحكيه !!
ارتفع حاجبيه وهو يقترب منها بهدوء ويعُد للعشرة حتى يسجتمع أعصابه الثائرة , فصراخه عليها الآن حتى تتكلم سيزيد من خوفها وصمتها .
لهذا تنحنح وقال وهو يسحبها بخفه ويُجلسها على الأريكة ويجلس بُقربها , وقال بصوته الغاضب الذي اودعه كل ما استطاع من الرقة : أبد بنتكلم شوي شوي وبتجاوبي على أسئلتي , أول شي وش هي هاذي الجروح على .... .
سحبت شفتها السفلى تحت اسنانها وهي تعرف جيداً أيه جروح يقصد فهمست : سجاير وسكين حاره !!
ارتفع صدره وانخفض بقوه دون أن يجرؤ لينظر إليها ويرى الألم في بلورتيها وقد عرف انها تتألم من صوتها الحزين , سماع هذه الكلمتين كانت كالسهم الذي اصابه بقوه ومع ذلك عليه ان يُتابع اسئلته حتى يعرف الباقي , فهمس : إيش كنت تسوين عشان تعاقبك هالعقاب ؟؟!
ازدردت ريقها وقالت دون أن تحاول النظر إلى جهته : كنت أحياناً أكسر الصحون بالغلط وانا اغسلها ـ نظرت له وهي تردف بلهفة وسرعه , وقد امتلأت عينيها بدموعها المالحة ـ بس والله ما كان قصدي أكسرها أحياناً بس اغسلها و اكون تعبانه من شغل البيت او دايخه فتزلق من ايدي بالغلط .
نظر لها وكم أثَرت به رؤيته لدموعها العالقة بين رموشها وهو الذي لم يتأثر يوماً إلا لدمع امه واخواته , كم هي قويه ومتماسكه وهي ترفض أن تبكي أمامه ترفض ان تُريه حزنها الواضح لعينيه , يعلم أن ما خُفي كان اعظم لا يُريد أن يعرف المزيد فبكل شيء جديد يعرفه يزداد غضبه أضعافاً ويفقد به الكنترول على غضبه .
شعر باهتزازها بجانبه وهي تحاول أن تكبح دموعها , لم تُرد أن تبكي أمامه , فهو ليس أهلاً لمشاعر الحُزن والألم ولا يُريدها ان تبكي بسبب كرهه للدموع وفي الآن ذاته يُريدها ان تبكي حتى تُفرغ ما في صنبورها و ترتاح ولا تتألم , بحق الله انهما لم يُكملا اسبوعاً من زواجهما فكيف يشعر بكل ذلك اتجاهها !!!!
ولكن بدون مقدمات نفَّذ ما شعر به و مرر ذراعه خلف عنقها وهو يسحبها لصدره بخفه , على الأقل فلتبكي على صدره عده ثواني ولا تكتم دموعها أكثر من ذلك ولتنتهي هذه النوبة ولن يعود لفتح الموضوع مُجدداً فأكثر ما يكره رؤيته دموع النساء وكرهها أكثر بعد أن تأثر بدموعها العالقة بين رموشها , همس وهو يُحرك كفه على شعرها بعفويه : ابكي , رح ترتاحين , واوعدك اني ما رح اعدّي لهم السوه فيكِ ورح يندمون على كل شي .
وكأنها لم تُصدق ان يقول لها أن تبكي , حتى تُفلت منها الحِبال وتنهار بُكاءً على صدره , وهي تتشبث بقميصة , بينما جسدها يختض كغربالٍ بين ذراعيه وهو يُحاول تهدئتها حتى هدأت بعد لحظات , ولكن جسدها مازال يهتز بفعل الشهقات المكتومة .
كانت المرة الأولى التي يسحب فيها إمرأة إلى صدره بهذه الطريقة وبالتأكيد سوف تكون الأخيرة , فهو لا يُحب هذه المشاعر التي يشعر بها وهي تبكي على صدره وكأنها عثرت على ملجأ الأمان به , لم يُعجبه وهو يُحرك كفه على نعومه شعرها المموج وقد أحب ملمس شعرها , لم يعجبه انه قد احب وجودها بين ذراعيه وهو يعلم جيداً أن وجودها في كل مره لن يتطلب ان تبكي , ولا يُعجبه أنّ الثواني التي اراد بها تهدئتها قد تحولت لعده دقائق لدرجه انه لم يرغب ان يبعدها عنه .
,
ابتعدت عنه بعد ان هدأت وهربت الشهقات عن جسدها , وكم شعر بالخواء والفراغ مع ابتعادها , ومسحت بقايا دموعها وقد احمرّ وجهها من البُكاء وزاد احمراره بقائها على صدره , قالت بخفوت : بعد إذنك بروح دوره المياه .
أومأ برأسه دون أن يتكلم , ونهضت بخجلها وهي تهرول إلى حيث أرادت , ورُسمت على شفتيه بسمة صغيرة جداً وهو يشعر بخجلها , لم يعد يعرف نفسه ؟؟ وماذا يفعل ؟؟ ولم يعد يعرف كيف يشعر بها وهو الذي لم يشعر هكذا من قبل ؟؟ فهو لا يُجيد المواساه فكيف استطاع تهدئتها بهذا الشكل , وكأن البراءة والطفولة والأنوثة الجامحة والقوة تجتمع بها وكأنها كانت تنتظر أحضانه فقط حتى تهدأ وتسكُن بسلام .
*****
الشياطين تدور وتسرح وتمرح في هذا المكان بسعاده غامره بعد أن خرجت الملائكة بحزنٍ يائس من هذه الأجواء التي لا تروقهم , والأصل هو أن الملائكة لا تعرف طريقاً لجناحها وهي من تنام وتستيقظ على هذه المُوسيقى في كل ليل ونهار , وصورها تنتثر في كُل مكان .
كانت تُشغِلّ إحدى الأغاني الشرقية التي تستطيع الرقص عليها , بينما قامت بربط وشاحٍ على خصرها وهي تهُزّ جسدها بإغواء و سعادة تُرفرف حولها , وقد تحقق مُرادها بعد عناء وتعب الشهور والمُلاحقة والخفة تحقق مُرادها وأخيراً .
أرسلت قُبلة لصورتها المُعلقة على الحائط بقربها , ولم تكن مهتمه كثيراً بصورها المُنتشرة بأنحاء الغُرفة والتي تستمتع بطباعتها دون الخوف من أن تضيع منها إحدى هذه الصور وهي تحملها معها لتُريها لصديقاتها في الجامعة , بعنهجية حتى يروّ ثيابها الفاخرة ودلالها بالصور .
جلست بعد أن هدها التعب من الرقص وأنفاسها تهرب من رئتيها , وصدح هاتفها النقال بتلك النغمة المميزة حتى تقفز من مكانها بسعادة , وتلتقطه بسرعه .
تنحنحت قليلاً تُجلي صوتها ثم ضغطت على زر الإجابة بنعومه وردت بصوتٍ مدروس وخفيف يصل الأُذن و يُدغدغها , وهمست بكلماتٍ جميلة : هلا والله بحبيبي يا الله انك تحييه .
قال بهدوء وهو يرسُم خطوطاً عشوائيه على ورقه فارغه أمامه بمكتبه المنزلي الصغير : هلا فيكِ , وش مسويه ؟؟
أسيل : أبد مشتاقه لك مووت ما اشتقت لي ؟؟ صرت تتصل فيني قليل , وأذني تشتاق لصوتك لأني ما اقدر اشوفك .
تنهد بعُمق وهو يشعر بذنبٍ كبير , ذنبٌ لضُعفِه , ذنبٌ لخيانته و أسفٌ على زوجته وأطفاله .
وهمس بخفوت : أبد بس مشغول بشغلي و بعدين ريما بدت تشُكّ وتدرين لولا اصرارك وضغطك علي كان ما رجعت اكلمك .
ابتسمت بخُبث ولم يخفى عليها شكُ اختها بزوجها فالساذجة تأتي وتُخبرها بكل شيء تشعر به وتطلُبها المواساه , ولم تهتم لحزنها وهي تشكي لها ابتعاد زياد عنها بروحه وقلبه , فهي كانت تعلم انه يبتعد عن اختها من الذنب الذي يجتاحه وحسب , همست برقه : عاد انت تدري انك اشتقت لي عشان كذه صرت تكلمني من شهر , وإلا لو انك تحب ريما جد كان ما كلمتني فلا تخليها حجه إني ضغطت عليك حبيبي .
فرك جبينه بإبهامه وسبابته يُفكر بأنها مُحقة فهو خائن حقير لم يعد يهتم بزوجته بسبب إهمالها له , ولكي يُشبع حاجته الحيوانية والتي تفتقدها أذنيه ذهب بقدميه إلى أختها الشيطانة , فهو يعرف جيداً كميه دلالها و تفتحها كالورده وهي الأقرب إليه حتى تُسعده . ماذا سيحدث الآن ؟؟؟ هل ستنهار اسرته الصغيرة التي يبنيها ؟؟! لما هو محتار هكذا ؟؟! ألهذه الدرجة قامت هذه الصغيرة بالتأثير عليه بحيويتها ونشاطها ؟؟؟؟
قطع تفكيره صوتها المُشِعّ : حياتي وش مسميني عندك بالجوال ؟؟!
قال وهو يتغافل عن مُرادها وما تُريد الوصول إليه : فيس يضحك بالجوال !!
قهقت بمرح وقالت : أكيد تمزح ومو من جدك تسميني كذه !!
زياد : إلا كذه مسميكِ , لا يكون عندك مانع ان شاء الله ؟؟؟
رطبت شفتيها بلسانها وهي تقول رافعه حاجبيها وقد اودعت صوتها الدلال : لا ما عندي يا قلبي !! بس ليه سميتني كذه ممكن اعرف ؟؟
قال ببساطه : عشان ريما تمسك جوالي دايماً وتستعمله
كانت تُريد سماع هذه الاجابه تماماً فقالت : اوووه طيب ورسالاتي الأرسلها لك ما تخاف تشوفها ؟؟ وعادي تخليها تفتش جوالك قدامك ؟؟
قال بجمود وقد امتلأت الورقة بالخطوط الكثيرة والرسومات العشوائية : لا هي ما تفتش لو أدري انها تفتش ما خليتها تمسكه , ورسايلك أمسحها اول بأول .
زمت شفتيها ومثلت بصوتٍ حزين : افا عليك بس انا اكتبها واتعب نفسي وارسل لك , وانت تمسحها ببرود وتزعلني كده .
قال ببرود : اقول لا يكثر بس , قال تتعب نفسها قال وكلها ناسختها من النت وقاريهم من اول .
أغلقت السماعة وهي تُزفرّ بغضب وقد اكتشف كذبها , انها تعرف نبرته جيداً فهو الآن يتصرف معها بجمود لأنه يشعر بالذنب وهي تعرف كيف تُعيد سحبه إليها كما فعلت من قبل , وعليها ان تُنهي المُكالمة الآن , فقالت بصوتٍ مدروس : طيب حبيبي بكيفك الحق عليّ انا الأدور شي حلو وارسلك ياه وغيري مو قادرين حتى يعملوا زي وينسخوا .
كانت تقصد اختها وقد فهم عليها جيداً هذه الخبيثة فهي تُذكره بإهمال ريما له , تُذكره بالسبب الذي جعله يلجأ إليها , تقوم بإبتزازه بقذراة , يا الله مع أيّ شيطان وقع بين يديه ليحدث هكذا بحياته .
قال بسرعه وهو يرى زوجته تدخل عليه بعبائتها وخمارها على رأسها : طيب مع السلامة , أكلمك بعدين !!!! .
أغلق الخط في وجهها , ونظرت للهاتف وهي ترفع حاجباً واحداً بمهاره وهمست : أكلمك !!!! الزفت يكلمني بصيغه المُذكرّ أكيد دخلت عليه الخبله , طيب هين يا زياد أنا اعرف كيف أتصرف معكم .
,
وضع الهاتف جانباً وهو يبتسم بإبتهاج ويقول بهدوء : هلا فيكِ , من وين جايه ؟؟! دخلت البيت ومالقيتك .
جلست بتعب على الكرسي وهي تقول بعد أن التقطت انفاسها النافرة : تدري اني قبل شهرين وانا تعبانه ومالي خلق لشي , واخلاقي واصله لخشمي , فرحت قبل يومين للمستشفى اعمل تحاليل واليوم رحت استلمها واشوف النتيجة .
نعم هي محقه لقد تغيرت عليه وعلى الأطفال منذ شهرين , وهو لضعفه قام بخياتها بكل وضاعه قبل شهر .
فقدّم جسده باهتمام للأمام وهو يقول بلهفه : بشري وش فيكِ ؟؟! عساكِ تكونين طيبه ومافيكِ شي كايد
هزت منكبيها بأسى وهي تقول : مادري كيف صار كذه وأنا حريصة , النتايج تقول اني حامل بس أنا اخذ مانع وحبوب وما اهملها أبداً وماشكيت بالحمل لأنه كان يجيني ادله اني اكيد موب حامل , بس سبحان الله القدر لو شاء ما حد يقدر يرده .
بُهت وجهه وقال بخفوت : حامل !!!!
أومات برأسها وقد احمرّت وجنتهيها من الخجل , عجباً لقد استمر زواجهم أربع سنوات وقد رُزقا بطفلين خلاله وما زالت حبيبته تخجل منه !!
إذاً تلك الشيطان من أين لها كل هذه الجرأه والوقاحة وكل تلك القذراة , فهو اختلط جيداً بعائلتهم وكان الجميع يحترمونه وكانو في قمه الرُقيّ والإحترام معه !!!! هو الآن قد تأكد أنّ تلك الشيطان مُجرد طفره وراثية بالعائلة فهي من المستحيل أن تكون منهم .
قال بابتسامه : قلتيها يا قلبي , القدر ما حد يقدر يرده , وهذا رزق وجانا وعسا ايامنا الجاية تُمر بسعاده وخير .
ابتسمت براحه وهي تقول : يعني مو معصب وزعلان مني لأني حملت . نهض من مكانه وهو يلتفت بجسده إليها , ويُمسك بعضديها ويرفعها حتى أصبح وججه يُقابل وجهها . أمسك وجهها بين كفيه وأسند جبينه على جبينها وهو يقول بصوتٍ خافت : في أحد يزعل لأنه الرزق من الله بيجيه " المال والبنون زينه الحياة الدُنيا " ما رح أزعل وربي أعطاني هالنعمتين ما رح أتبطر عليهم .
ابتسمت وهي تُسبل اهدابها بخجل عندما استقرت شفتيه تلثُم جبينها بحنان . وكان في قراره نفسه بأن الله قد ستر عنها ذنبه الكبير ولم يفضحه أمامها , وجاء الوقت لإصلاحه وقطع علاقته الهاتفية بأختها نهائياً , فقد كانت زوجته تتألم ووتعذب وهو الذي اهملها ولم يعرف ماذا تُعاني كان عليه ان يكون بجانبها لا أن يهرب كالجبناء والأوغاد , وها قد منحه الله فرصة جديده وابنٌ جديد ورزقٌ جديد , وعليه المُحافظة على هذه النعمة قبل أن يأخذها منه .
*****
نظرت من النافذة بنظرات يتسمْ بها البرود , زفرت انفاسها وكونت تكثُفاً على الزُجاج البارد . ترى زوجها واخواته وحماتها يخرجون من المنزل إلى إحدى ولائم الخالة الكُبرى , لم ترغب بالذهاب فهي تشعر بالارهاق الشديد وترغب بالراحة وفي قراره نفسها لم ترغب بالذهاب لسبب آخر ؟؟؟ ميار !! تلك الجنية الصغيرة التي تحاول إغاظتها دوماً بلا فائده فلا أحد ينجح بإستفزاها غير زوجها , الذي لا يكُف عن مشاكستها ويستمتع بذلك رغم الجمود الذي ما زال بينهما .
ابتعدت عن النافذة وهي ترتدي عبائتها وتضع خمارها على رقبتها , وتهبط عتبات الدرج لغرفه الجلوس . ففالعاده هي لا تأخذ هذه الاحتياط بوجود والده زوجها وأخواته ولكنها لاتضمن ان يعود احد من اخوته فجأه , فلذلك هي حريصه للغاية عندما تكون لوحدها في المنزل .
تنهدت بملل وهي تجلس وتُقلب بالقنوات , بعد بُرهه من الوقت شعرت بالملل الفظيع وهي تنهض تنوي الذهاب لغرفتها .
شهقت بقوه عندما رأت أخ زوجها الأكبر قد دلف لغرفه الجلوس . اتسعت عينيها بذهول وهي تُغطي وجهها أمامه ولم يلتفت بوجهه ونظراته مُركزة عليها , ماهذه الوقاحة والبجاحة ؟؟؟!!!!
فقالت بحده صارمه : لو سمحت يا أبو محمد وخرّ عن طريقي بطلع لغرفتي .
قال يلوي شفتيه : انت هنا لحالك ؟؟
عقدت حاجبيها وهي تتقدم بقوه عندما رأت جسده يبتعد عن طريقها وقالت : مالك دخل لحالي أو لا !!
ارتفع حاجبيه وهو يقول بهدوء مُكتفاً ذراعيه لصدره : شوي شوي علينا يا مرت اخوي , وش كل ذي العصبية ؟؟! وش سويتلك تعصبين عليّ ؟؟
اتسعت حدقتيها بصدمه وهي تلتفت بجسدها الذي يقف بمُنتصف السِلَّمْ : كُل السويته وذا الوقاحة وما سويت شي ؟؟؟
كان ما يزال مُستمراً بوقاحته وهو يرمقها من الأعلى للأسفل , دون أن يأبه لكلامها . زمجرت بغضب شديد وهي تصعد باقي درجات السلم حتى تصل لغُرفتها , وتسنتند على الباب وأنفاسها لا تجد طريقاً لجسدها الذي يرتعش من الخوف .
كان يبتسم بالأسفل وهو يسرح في السِلّم ويهمس بخفوت " آه يا طارق كل ذا الجمال والنعومة ومو عاجبتك أجل لو تشوف الشيفة العندي وش بتقول ؟؟! صدق متبطر على النعمة , بس هين مو انت كارها وما تبيها أجل أنا أخوك و أولى فيها " .
التفتت بسرعه وهي تتذكر انها لم تغلق الباب بالمفتاح , ثم اغلقته مرتين وتشد عليه حتى يُغلق للثالثة دون جدوى فالمفتاح لا يُغلق إلا غلقتين , كانت كفها التي تُمسك المفتاح ترتعش بخوف وتركته بهدوء وهي تبحث عن هاتفها بلهفه , فلا تَنْفَعَها قُوتها الشخصية أمام القوة الجسدية لرجل وقد صور لها خيالها الكثير والكثير من الأحداث المرعبة .
,
في الطرف الآخر كان يجلس بهدوء ويمُد ذراعه على ظهر الأريكة وكفه الأخرى تستقر على فخذة , ويبتسم وهو يتبادل الحوارات مع الرجل الذي يجلس بجانبه , حتى صدح صوت هاتفه فجأه وأثار ضجه حوله في المكان الهادئ إلا من أصوت قِلَّه من الرجال .
نهض وهو يعتذر : عن اذنكم يا جماعه , بطلع شوي !!
خرج وهو يرفع حاجبيه وهاتفه يُضيء بإسم المُتصل " الخيشة " , رفع الهاتف لإذنه بكسل وهو يقول بتسليه : هلا والله , أمداك تشتاقين لي مامدانا نطلع .
كان يمُطّ جسده وذراعيه اللذان تيبسا من الجلوس , وسمع صوتها يلهث ويقول بسرعه : طارق متى رح تجون ؟؟! رح تتأخرون ؟؟
اعتدل بوقفته وشد جسده ولم يعجبه صوتها اللاهث والخائف , وقال باهتمام عاقداً حاجبيه وقد غادرت التسلية ملامح وجهه : سميرة وش فيكِ ؟؟ ما صار لنا ساعتين واصلين , صار شي ؟؟ انت بخيرر ؟؟
قالت بهدوء وهي تجلس على طرف السرير : انا بخير بس طفشانه لحالي , لا تتأخرون وارجعوا بدري .
ارتخى جسده ومطّ شفتيه وقال : على كيف اُمك انت , وأنا عبالي عندك سالفة طلعتي ماعندك ما عند جدتي , أقول لا يكثر انثبري ونامي أحسن , يمكن نتأخر عند خالتي وانا مبسوط عند الشباب ومروق لا تخربين ترويقتي بمزاجك المعكر .
قالت بهدوء على غير عادتها : طيب , مع السلامة .
أغلقت الهاتف ببطْ وقد كانت تشعر بالنُعاس وأما الآن فقد فرّ النوم من بُنيَّه عينيها التي تُشبه القهوة الداكنة . مدّت جسدها على السرير وهي تتأمل السقف , ومازال قلبها يشعُر بالخوف وهي وحيده في هذا المكان لا لطالما كانت تكره الوحدة , ألا يا ليتها ذهب معهم ولتتحمل صلف وغِيرَة ميار وغيرها ولا تبقى وحدها بين اربعه جُدران لا تتنفس .
اسبلت اهدابها وهي تستغفر الله من الــ " ياليت " وهي لا تستطيع ان تمنع ما يُقدره الله لها .
كانت قد غفت فوق اللحاف دون أن تشعر وأفكارها تدور حول شيء واحد فقط , هي ان تُحافظ على نفسها مهما كان , لم تشعر بذلك الوقت يمُرّ وهي تغرق في غيبوبتها المؤقته .
والباب يُطرق بقوه ويكادُ أن يُحطم فوق رأسها من طرقه العالي , كان عقلها غارقاً في بحور بعيده , بحور الخوف والوحدة .

*****
في مكان بعيد أبعد من البحر والسماء , في ذلك المكان تجتمع الشياطين وتنفر الملائكة من تلك المشاهد المُزرية أمامها , حيثُ الفساد والمجون . كان يجلس بخِيلاء في المُنتصف بين مجموعه من القذرين أمثاله , بينما إحدى *** تقوم بتدليك كتفيه من الخلف حتى يسترخِ تحت مفعول اناملها البارعة .
دخل إليه أحد رجاله يهرع وهو يقول عند اذنه : يا زعيم ترى خلاص الولد الكنت تلاحقه من شهرين طاح بين إيدينا وهو الحين هنا , بس تراه خواف وما رح يسمع الكلام بالطيب .
فرك ذقنه بكفه وهو يقول باستفسار : أي ولد قصدك ؟؟!
قال : سيف سعد الكاسر !!!
الزعيم : ولد عمّ الفهد يعني ؟؟؟ أنا يا أغبياء موق لتلكم أبي اخوه .
قال بهدوء يشرح له : يا زعيم اخوانه كبار وفاهمين وما رح نقدر نخدعهم واحد عمره 30 وهذا مستحيل نقدر عليه كل همه البحر والصيد والمقناص و الثاني مسافر يدرس لأمريكا وواعي وفاهم كل شي , حتى ولد عمه فيصل دكتور وفواز خوينا ما قدر للحين يجيب راسه , فمالنا غير ذا البزر حقّ الثانوي .
أومأ برأسه وهو يقول : أجل خلاص دام كذه اتصرف معه أجل وخليه يدمن , ما يحتاج اعلمكم الطريقة شلون اعتقد صرتوا فاهمين .
رفع جسده المُنحني وهو يقول بابتسامه صفراء : افا عليك يا زعيم تربيتك .
خرج وهو يتوجه إلى حيث ترك سيف , فلقد تركه في مكان عادي جداً غير مشبوه و عازل للصوت , حتى لا يشُك بأمرهم . دخل عليه وفزّ الآخر وهو يقول بلهفه : ها جبت شريط جراند ؟؟
ابتسم بخُبث : ايه أفا عليك , وعدتك وما اخلف بوعدي .
اخرج من خلف ظهره تلك اللعبة التي تخُص البلاي ستيشن وكانت ممنوعة من دخولها إلى المملكة العربية لبعض المشاهد فيها ومؤذية للعين , ويقوم بعض الشباب بإدخالها تهريباً .
قال وهو يهمهم : لا لا لا , اجلس وجربها طيب , وين بتروح وتاخذها معك .
قال سيف بلهفة : أبجربها في البيت عندي سوني , بس اعطيني ياها انت , وكم بتبيعني ياها ؟؟
قال باصرار وهو يرى الحماس يلمع في عينيه : ما في اول اجلس وجربها , وبعدها يصير خير .
جلس سيف مُرغماً ولا يعرف لماذا لا يشعُر بالراحة في هذا المكان الهادئ ؟؟!
بدأ اللعب بحماس وكان صديق السوء الذي يكبُره بعامين ويرتاد الجامعة , يسكُب له العصير او الماء ومع كل كأس كان يدُس له إحدى حبوب الممنوعات .
حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل , وصدح هاتفه النقال بإتصال من والده الغاضب الذي هدر على اذنه كالرعد الصاعق
: انت يا الخسيس وين تسربت آخر الليول , ما عندك بيت يُضفك ؟؟
كان يشعر بنفسه مُخطئاً مع عدم الراحه التي يشعر بها وقال بهدوء : طيب يبه لا تعصب , كاني جاي الحين .
قال لصديقه وهو ينهض : يلا عن اذنك بطلع وباخذ الشريط معي , وبعطيك فلوسه .
قال الصديق بقذارة : الله معك يا الحبيب , والسالفة مو سالفة فلوس تدري انه الكل يبي هالشريط وهو استثمار لي لأنه ما عندي غيره تبي تلعب فيه تدفع وتلعب هنا وتروح بس تاخذه لك لا .
سيف وهو يُهدل اكتافه : ما اتفقنا كذه احنا !!! قلت انك بتبيعه لي وانا ما حبيت ذا المكان .
كانت يطرُق الشريط على باطن كفه ويقول : والله كذه تطلب الموضوع يوم فكرت بمصلحتي , مثل ما تفكر بمصلحتك ولو موع اجبك المكان بكيفك ما حد ضربك على ايدك تجي .
تأفف بضجر : طيب خلاص بكره بجي العب , لين ألقى حل واشتري الشريط , مع السلامة لسه الطريق طويل قدامي قالعني بآخر الدنيا انت .
غادر سيف وذاك ينظر في أثره وقد تحقق مُراده فسيأتي هذا الساذج ويدُس له هذا السُم تدريجياً حتى يُدمنه ويُنفذ له مطالبه , ومن أهم هذه المطالب استدراج عدو الزعيم الذي يُسمى الفهد !!!!! .

bluemay 11-07-16 09:39 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصول دسسسمة

استمتعت بقرائتها مجتمعة

يا سلام اخيرا فهد حس بصدق ميرال وطلعها من دائرة الشك..
حزني حظه المعتر مع النساء قبلها.


سميرة الله يستر عليها وما يصيرلها شي من ورا اخو زوجها النذل
بس اكيد رح تصير مشاكل بينها وبين طارق بسببه
واحتمال يتهمها فيه.


اسيل يبعتلها حمى ع قلة ضميرها وانعدامه
و زياد يستاهل ضربة ع راسه ضعيف الشخصية .



ميس الله يستر من اخوها وعيلة زوجها بقيادة امه واخته الشيفة .

متشوقة للقادم كتير
يسلمو ايديك يا قمر

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


ام عبدالله نعمان 14-07-16 03:07 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
:55:
عاشت ايدج قصة اكثر من رائعه
بس الله يخليج نزلي باقي الرواية بسرعه وكمليهة اسرع
لان خليتينة انعيش باجوائهة الحلوة
ربي يرضا عليج ويرزقج كل الي تتمني
وكل عام وانت بالف خير

Um Rozy Mohamad 16-07-16 05:07 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يسلمو ايديك بانتظار التكمله يريت ما تتأخري علينا

شيخاوي 17-07-16 06:31 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ممككن مساعدة لو سمحتو فيه قصص مش بتتفتح إلا بتصريح ممكن أعرف إزاي أخذ تصريح

bluemay 17-07-16 10:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي (المشاركة 3613970)
ممككن مساعدة لو سمحتو فيه قصص مش بتتفتح إلا بتصريح ممكن أعرف إزاي أخذ تصريح

اهلين فيك

متل شو القصص اللي بتطلب منك تصريح؟!

عطيني اسماء القصص اللي ما فتحت معك.


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

آلهنااء 18-07-16 12:51 AM

عززيزتي نحن بإنتظارك ... شوقتيناااا 😍😍

auroraa 18-07-16 02:40 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3613016)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصول دسسسمة

استمتعت بقرائتها مجتمعة

يا سلام اخيرا فهد حس بصدق ميرال وطلعها من دائرة الشك..
حزني حظه المعتر مع النساء قبلها.


سميرة الله يستر عليها وما يصيرلها شي من ورا اخو زوجها النذل
بس اكيد رح تصير مشاكل بينها وبين طارق بسببه
واحتمال يتهمها فيه.


اسيل يبعتلها حمى ع قلة ضميرها وانعدامه
و زياد يستاهل ضربة ع راسه ضعيف الشخصية .



ميس الله يستر من اخوها وعيلة زوجها بقيادة امه واخته الشيفة .

متشوقة للقادم كتير
يسلمو ايديك يا قمر

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


اهليييييين وسهلين حبيبه قلبي
جد اسعدتيني بمرورك واشتقت لك
كثيييير ولطلتك الحلوه
وقرآءة ممتعه حلو انك تقرأئي الفصول مجتمعه
وبتكون مشبعه لكِ حق وقت طويل

هههههههه لا تستعجلي على الحكم على فهد
ممكن يكون ارتاح شوي من جهتها بس فصل اليوم
بقفله مريره مش حتعجبك هههههههههههههه

سميره وباقي الابطال نشوف شو التطورات الرح
تصير عليهم
قريب ان شاء الله

auroraa 18-07-16 02:46 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبدالله نعمان (المشاركة 3613558)
:55:
عاشت ايدج قصة اكثر من رائعه
بس الله يخليج نزلي باقي الرواية بسرعه وكمليهة اسرع
لان خليتينة انعيش باجوائهة الحلوة
ربي يرضا عليج ويرزقج كل الي تتمني
وكل عام وانت بالف خير

حبيبتي الله يخليكِ يا رب على كلامك الجميل
بإذن الله ما اتأخر والله بحاول اكتب كثير
بس بعض الاحيان الظروف اقوى مني
وترانا قطعنا شوط كبير وقربنا من نص الرواية كمان
وباذن الله نختمها على خير

وانت بالف خير يا رب

auroraa 18-07-16 02:51 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Um Rozy Mohamad (المشاركة 3613863)
يسلمو ايديك بانتظار التكمله يريت ما تتأخري علينا

ان شاء الله ما رح اتأخر يا ورده
بس انتوا قدروا ظروفي وا احب اكتب اي شي وانشره
واخاف الخبط وكذه

بس بنزل لكم فصل الآن ان شاء الله

auroraa 18-07-16 02:53 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي (المشاركة 3613970)
ممككن مساعدة لو سمحتو فيه قصص مش بتتفتح إلا بتصريح ممكن أعرف إزاي أخذ تصريح

اهلين فيكِ حبيبتي
يمكن عضويتك تحتاج تفعيل

ما بعرف غالباً التحتاج تصريح لدخول الاقسام
يا انه العضويه مش مفعله او لازم يكون
للمشرفين او المشرفات

شيخاوي 18-07-16 02:54 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
أسيرات في أحضان وحوش الرفايعة هالقصة مثلا مابتنفتح إلا بتصريح

auroraa 18-07-16 02:58 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3614070)
عززيزتي نحن بإنتظارك ... شوقتيناااا 😍😍

يلا حبيبتي حنزل الفصل حالاً

بس كنت مسافره وانشغلت والله بالسفر
والتحضير

auroraa 18-07-16 02:59 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 




لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات

ما شاء الله تبارك الله

للكاتبة

AURORA

..

الفصل الثامن عشر


تعاقبت هذه الأيام وكان الهدوء هو السائد على أجواء العائلة , وكم سُعِدَ الجميع بعوده فهد وميرال , كان فهد رُغم انه لا يبتسم إلا نادراً ووجهه مُكفهرٌ دوماً إلى ان الإشراق كان جلياً على وجهه الأسمر , لا يعرف أحد هل تأثير الإشراق كان من أدائه العمرة ؟؟!! ام كان من الزواج ؟؟!! أو كان من الاثنين معاً !!! فكان دوماً عندما يعود من العمره مُشرق الوجه ومرتاح البال والجسد كالآن .

بالطبع لم تكُن دينا من بين الجميع اللذين سُعدوا بعودتهم فهي باتت تحقد على فهد بعد ان كان لا يعني لها الكثير فهي تراه بخيلاً عليها ومُتسلط غليظ غير رومنسي ولا فائده تُرجى منه , لا تعرف ما الذي يُعجب صديقاتها واقاربها به ؟؟؟ , لا تعرف ما الذي يرونه به ولا تراه هي ؟؟؟ .

انها مُجبره ان تتعامل بطيبه مع الجميع وتُخفي حقدها على الجميع حتى تستطيع أن تُدَفِعَهُّم الثمن , جميع من كان سبباً في اتمام وحدوث هذا الزواج , هي ابنه اللواء المُدللة يتزوج زوجها عليها بهذه البساطة ويجعل الجميع يسخر منها , ولكنها استطاعت الكذب على الجميع وقالت بأنها عقيمة وأنها اتفقت مع زوجها لأن يتزوج كي يُنجب طفلاً وعندما ينجبه فهي من ستقوم بتربيته وبأنه سيتخلص من زوجته الثانية من أجلها , كذبه كذبتها ولا تعرف ماذا يُكتب لها بالقدر .

قفزت رسيل بسعاده وهي تُعانق ميرال بقوه وتقول ببهجة : وحشتيييني يا الكلبة , ما توقعت اني بشتاقلك هالكُثر .

قالت الجدة بعصبية وهي تلكز خصر اسيل بعصاتها : رسيلوه يا الجنية خلي بنيتي في حالها توها راجعه من السفر بترتاح , وبعدين لا تشتمينها ياللعوب .

رسيل وهي تمُط شفتيها : عادي اشتمها هي تدري اني امدحها كذه وبعدين لا مافي ترتاح اسبوع وانا طفشانه ما اصدق انها رجعت .

ابتسمت لها ميرال بحُب وهي تُبادلها العناق , وارتفع حاجبيّ فهد بصدمه عندما رأى أخته تفرُك وجهها بعُنق ميرال ثم رفعت رأسها وقالت بسرعة : يلا امشي خلينا نروح السوق .

قالت ميرال بهدوء : انتظري شوي طيب !! ما اقدر اروح لازم استأذن من فهد .

مالت برأسها وهي تنظر لأخيها وقالت بدلال : فهوود شوف هالمؤدبة قال بتاخذ الأذن منك عشان تروح معي للسوق , ما رح تقول لا صح ؟؟ عشااااااني .

قالت الجدة بصدمه : وجع يوجع العدو ان شاء الله , تستهبلين انت !!!! البنت توها راده من السفر تبينها تهيت معك في الاسواق ؟؟؟

عبست بوجهها وقالت بدلال : عادي يا جده من بعد المسافة يعني , ما اعتبرها سفره اقدر اروح وارجع بنفس اليوم وبعدها افرفر بالسوق ما عندي أي مانع !!!

هزت الجدة رأسها بأسى وهي تقول لفهد : شف شف اختك هالمهبوله ورد عليها , ماعاد فيني حيل اهاوش .

لا يستطيع ان يكسر اخته و يقول لا , وهي تتدلل عليه بهذه الطريقة المُحببة , ولكنه ايضاَ لا يكسر جدته وهو يرى تعب زوجته من الرحلة القصيرة والتي ليست معتاده عليها , كما انه أحب كثيراً رغبتها في أخذ الاذن منه وجعله يحترمها , كما احترمها عندما ارادت ان تحضر الهدايا للجميع دون ان تنسى زوجته الاولى " دينا " .

قال بهدوء : شوفي وعد مني ميرال بتطلع معك اليوم وأنا بنفسي باخذكم بما انه اليوم اخر يوم إجازة فتدلعي مثل ما تبين , بس مو الحين بنرتاح شوي تونا الظهر وبعزّ القايلة , وعلى العصر فيصل قالي بجيب زوجته يعني عيب تطلعون وتخلونها , عاد بس تروح بنطلع في الليل , اتفقنا .

أومأت برأسها وقد استطاع ان يُقنعها بأسلوبه الجميل للإقناع دون ان يغضب منها او يُهمشها . نهض فهد وهو يُشير برأسه لدينا كي تنهض معه ,

ويستأذن قائلاً : يلا عن اذنكم بروح ارتاح شوي .

غادر مع دينا ولم يُعجب الجدة تجاهله لميرال بهذه الطريقة وهي عروس بالتأكيد انه قد أحزنها بحركته هذه وجرحها !!!

واما ميرال فهي لم تحزن لقد أخبرها وهم بطريق العودة انّ هذه الليلة ستكون لزوجته الأولى حتى يبدأ ويعدل بينهما , وهي تفهمت ذلك بطيب خاطر ومُدركه قبل ان تتزوج بأن حياتها ستتغير وان هذا الرجل لن يكون لها وحدها وان هناك من ستُشَاركها به , لا إنها تقصد نفسها فهي من تُشاركها به , فهو كان لها من البداية وهي من دخلت بينهما كدخيله .

,

دخل إلى الجناح وخلفه تمشي زوجته التي دخلت وأغلقت الباب خلفها , وكم اعجبها تهميشه لزوجته الثانية دون أن يستأذن منها او يخبرها بأنه سيأتي معها , فالتغرق بغيرتها وقهرها .

قالت بدلال مُتصنع فهي لا رغبه لها حتى النظر إلى وجهه : فهد انت بتكون عندي هذا الاسبوع صح ؟؟

عقد حاجبيه وقال : انا رح اعدل بينكم يوم بيوم مو اسبوع باسبوع .

كتم أنفاسه وهو يتخيل نفسه يقضي اسبوعاً هُنا , واجفله ردها وهي تقول له بجفاف : بس انت كنت اسبوع معها بشهر العسل , وتسمي هالشي عدل ؟؟؟

قال وهو يخلع قميصه ويلتقط منشفته , و نظر لها من فوق كتفه : ما يُحتسب هالاسبوع لأنها عروس , وما صار لها عرس كبير مثلك ولا أخذتها غير مكه و بس حتى جده ما جلسنا فيها , وقلتيها كلها اسبوع بس وانت ماخذك لفه لأوروبا شهر كامل في شهر العسل غير طبعاً السفرات البعدها , ومستكثره عليها اسبوع .

دلف إلى دورة المياة و تركها خلفه تبتسم بشرّ هاهو يثبت انها افضل منها وانها لم تحصُل على ماحصلت عليه .

نظرت إلى الهدايا التي احضرتها ميرال كانت عباره عن مُصحف متوسط الحجم حُفر عليه اسمها و مُرفق مع جلالٌ للصلاه وسُجادة , وهمست بداخلها

" الوقحة قليله الحيا فوق مو ماخذه زوجي مني وتتجرأ تجيب لي هديه بكل بجاحه , وذوقها مثل وجهها الخايسة حتى ما تعرف تختار " .

,

صوت الضحكات يملأ المكان بعيداً عن الحقد والغيرة , فلقد كانت قلوب اللذين يجتمعون هنا على بعضهم , قالت ميس وقد احمرت من خجلها : رسيل خلاص فشلتيني الله يقطع ابليسك ما ينقال لك شي .

نظرت لميرال وهي تقول بضحكات متقطعه حتى تتكلم : تراك سمعتي كل شي , انتبهي تقوليلها أي شي تفضحك علطول , الحمدلله انها قالت لك انتِ ما تقدر تتكلم مع فيصل براحه ولا قالت له كل شي .

تخصرت رسيل وهي تقول بسخط : أصلاً عادي استلمتها من يوم جت وصرت اعرف عنها كل شي , بس انتظر ننفرد بفهد واقوله كل شي من أشيائها التفشل , ههههههههههه .

هزت ميرال رأسها بأسف وقالت : رسيل بلاها حركات البزران هاذي صادقة ميس ما ينقال لك شي .

صدح هاتف ميس و رفعته بهدوء وهي تُجيب : هلا فيصل , جد !! طيب .

قالت وهي تنظر باتجاه صوت ميرال ورسيل : تسلم ايدك مره ثانيه يا ميرو , كلفتِ على نفسك حبيبتي بالهدايا الجبتيها , ان شاء الله ارجع اشوف وأقرأ من المصحف الجبتيه .

ربتت ميرال على كتفها وقالت بنعومه : ان شاء الله حبيبتي رح ترجعين تشوفين مثل اول واحسن بعد .

نهضت هي ورسيل حتى يدخلن للداخل ويدخل فيصل ويأخذ ميس .

*****

خلعت خمارها عن رأسها وهي تُطلق العِنان لشعرها ليسترسل على أكتافها وتجعله يتنفس قليلاً بالأوكسجين الصافي , والحُزن لم يعد يُفارق ملامحها وقد تشبث بها بعد ان عاشت في هذا المنزل لا تمر ليله عليها دون أن تذوق وجنتيها طعم الدموع .

دخل فيصل خلفها وقد كان أيضاً مُنزعجاً نوعاً من ما من اسطوانه والدته المعتادة وشكوتها من زوجته الضريرة التي لا تفعل شيئاً سوا الجلوس والنوم والأكل والمرعى وقِلَّه الصنعة .

نظر حوله وقد ابتسم برقه عندما وجد ميس تتلمس الكيس الذي احضرته معها وقد قالت له في السيارة انه هدية من زوجه فهد , وتمنى التوفيق لابن عمه في هذا الزواج وانا يُبارك له الله في ذلك.

قال بهدوء وهو يجلس بجانبها على السرير : انبسطتِ اليوم .

وكالعادة علامات الحُزن تتلاشى تلقائياً من وجهها عندما يكون حبيبها قريباً من مجالها المِغناطيسي , فقالت والابتسامة تملأ شدقيها : ايوه مره انبسطت , وميرال تاخذ العقل الله يسعدها , محترمة وانسانه رائعه الله يحفظها , حتى هاا شوف بنفسك كلفت على نفسها وجابت لي هدايا وهي رايحه شهر العسل .

ابتسم وهو يعبث بشعرها ويسند ظهرها على صدره : الله يعطيها العافية يا رب , ويوفقها هي فهد .

همست بخفوت : آميين يا رب .

صمتت لبرهه وهي تشبك أصابعها ببعضهم وقالت ببعض الخجل وقد أصبحت معتاده على وجوده في قُربها : حبيبي .

همهم وهو مُسبلاً أهدابه : يا عيون حبيبك .

قالت بخفوت يصل لمسامعه : يعني انت الحين تعرف أني عميا وما اشوف ...

قطع كلامها بصوته الذي انطلق حاداً كالنصل : أنا كم مره اقول لا تحكين عن نفسك عميا , ما تفهمين ؟؟؟

تنهدت بأسى وهي تقول : يا حبيبي هي كلها واحد ان قلت ضريره بالمعنى العلمي او عميا بالمعنى العامي المُتعارف عليه .

كز على اسنانه وهو يشدها إليه أكثر , ويدفن رأسه في عنقها ويهمس : المهم الحين أنتِ وش تبغين ؟؟!

قالت بهدوء : أوصف لي شكلك عشان أقدر أتخيلك .

صمت قليلاً ولم يقل شيئاً , وأُجفلِت بصدمه عندما أدارها إليه فجأه , يلتقط كفيّها بين كفيه ويقول : ما رح أقولك عشان تتخيلي أنتِ المسي وجهي وتخيلي بنفسك ـ ثم اردف بمُزاح ـ بس ها يا ويلك تشوفيني شين تراني وسيم بشهاده كل البنات يوم اطلع السوق .

فغرت شفتيها قليلاً وهي تقول : طول ما أنت تبغاني وما رح تخليني حتى لو رجعت شفت النُور , أنا ما رح أخليك كيف ما كان شكلك , أصلاً ما يهمني شكلك انا اليهمني هنا .

وفرشت كفها على صدره باتجاه صدره وأردفت : يهمني هنا , انه يثق فيني ويبغاني ومقتنع فيني لشخصي مو لشكلي ـ ثم همست بخفوت قد سمعه ـ وقلب يحبني .

مُطت شفتيه بشبه ابتسامة , وهو يتأمل وجهها الصغير , عينيها الصغيرة و انفها الصغير وتلك الشامة المُغوية التي تستقر أسفل شفتها السُفلى , كل شيء بها صغير ورقيق وقابل للكسر , شعرها الأسود كسواد أجنحة الغُراب , يتدلى بتبختر على كتفيها ويُغطي صدرها الصغير .

أمسك بكفها اليُمنى ورفعها لوجهه ومرَرّ انامله على صفحة وجهه , وقد شعر برجفه خجلها منه هذه الرجفة التي لم تختفي حتى بعد أن اعتادت عليه واعتاد عليها وعلى وجوده , اعتاد لى وجودها وأحبها .. كيف يُحب الأنسان خلال هذه الفترة القصيرة ؟؟! هل ها ممكن ؟؟ هل يُطرق للحب الأبواب خلال فترة لا تتجاوز الخمسة أشهر ؟؟ لما يشعر انه لا يُريدها ان تبتعد عن مجاله وأن تبقى بقربه دائماً ؟؟ لماذا لا يُحب ان يُضايقها أحد ويُحب أن يُسعدها دوماً ؟؟

بالتأكيد لأنه يُحبها فهو لا يتخيل حياته من دونها أبداً

فجأه بدأت تُمرر أصابعها على صفحه وجهه بعد ان ترك كفها كانت تسير على خط ذقنه وتنغزها شُعيراته التي تستعد لأن تطول وقد كانت كالدبابيس والواضح أنه قد قام بالحلاقة قريباً .

ثم بدأت تضع وجنتيه بين كفيها وكان شعُر ذقنه خشناً والواضح أنّ له لحية مُرفقه بالشنب , مررت اصابعها على عظمة أنفه و عينيه تتحسسهما , وقد خمنت بأن عينيه كبيرتين ذات رموشٍ كثيفة وأنفٌ كسلَّة السيف وملامح رجولية حادة ونحيفة غير ممتلئة .

شعرت بشفتيه تُفرَج اسفل كفيها وانفاسه الحارة حرقتهُما وقال بمُزاح ظريف : تراك خنقتيني ما خلصتي من جولتك الخُنفشارية على وجهي .

ابعدت يديها بابتسامة وقالت : خلاص خلصت وتخيلت , بس ما رح اقولك كيف تخيلتك إلا لما أشوفك .

اعجبته هذه الفكرة وقال : طيب خلاص , بس بتقولين الصدق يوم تشوفيني مثل ما تخيلتيني ولا لا .

أومأت برأسها وهي تُعيد خُصلات شعرها خلف أذنها , ويسحبها إليه بذراعية وهو يُداعب وجهها وشعرها بكفيّه , كما يسرق من شفتيها قُبله كل ليله قبل النوم , هكذا عودها على سرقه هذه القُبلة في كل يوم , ليغرقا في أحلامهما السعيدة .

*****

بعد برهه من الوقت نزل فهد وخلفه دينا التي اصرت أن تذهب معهم إلى السوق رغم انه لا رغبه لها ولكنها لن تترك تلك العروس الجديده أن تنفرد به , و كانت ترتدي عبائتها العادية الغير مُزخرفه وترتديها حينما يكون معها فهد فقط .

دخل إلى شقه الجدة وهو يُنادي بصوته الجهوري : رسيل !!!

طلت عليه من غرفته وهي تقول بمرح قد غادر تدريجياً وهي ترى دينا تقف خلفه و تنظر لأظافرها الطويلة المُشذبة بغرور : انا هناااا ... يا ح ب ي ب ي .

ثم همست لنفسها " إيه والله يا حبيبي هاذي بتجي معنا الحين , ولييين بس على النشبة " .

دخلت للداخل تهرول وتقول بعجله عاقده حاجبيها بضيق : ميرو يا قلبي معليش النشبة دينا بتجي معنا , وانا ما اقدر اقول لفهد يخليها ما يهون عليّ ازعل أخوووي .

ميرال تبتسم وهي ترتدي نقابها : معليه حبيبتي , اصلاً لو ما كانت جت انا كنت رح اقوله يقولها تجي معنا , عيب ساكنه معنا بنفس البيت وبعدين من حقها تطلع معنا فهد زوجها كمان مو زوجي انا بس .

هي لا تشعر بالغيرة فهي تعرف انها لم تحب فهد بل انها تحترمه لإحترامه لها وتكِنُ له المودة , بل انها تشعر بالسوء حيال نفسها أكثر بأنها قد أخذت رجلاً من زوجته ودخلت بينهما وافسدت سعادتهما وهدوئهما , كم تشعر بالسخط من نفسها , ولا تتمنى ان يأتي ذلك اليوم الذي تشعر به بالغيرة عندها ستتألم فعلاً لأنه من المستحيل ان يكون لها وحدها في يومٍ ما

تهدل كتفيّ رسيل بألم وهي ترى حال ميرال البائس , وتخرجان معاً للخارج .

وأثارت دينا غضب رسيل عندما وجدتها تستقر بجانب فهد بمقعد السيارة مُتجاهله ميرال , زفرت أنفاسها بطفولية من إفسادها هذا اليوم بمجيئها , دخلت ميرال للسيارة وجلست خلف فهد وألقت السلام بصوتٍ خافت .

ردّ عليها فهد بهدوء وهو ينوي ان يجعلها تجلسُ بقربه في طريق العودة , يعتقد أن بهذه الطريقة سوف يعدل بينهما بكل شيء وإن كان بسيطاً فهو أيضاً يعدل بينهما بالمشاعر فهو لا يُحب الاثنتين ولكنه يتأثر بالأخرى فقط .

وصلوا جميعاً إلى السوق , فتشبثت دينا بمرفق فهد وكأنه سيطير لمكانٍ بعيد عنها , وعلامات الغيرة تتضح على وجهها الأشهب .

أما هو فلم يهتم بتشبثها بل انه يستمتع بهذه الحرب الصامتة بين زوجتيه , بل حرب من طرفٍ واحده و الأخرى هادئة لا يتضح عليها أي علامات للغيرة او الاهتمام وهذا الأمر قد اغاظه , لهذا فالتحاول دينا استفزازها .

كانوا يسيرون بدون أي هدفٍ معين حتى أتى أمام عينيّ دينا إحدى محلات " الملابس الغير محتشمة " . ابتسمت بخُبث وهي ترفع قدميها قليلاً لتصل إلى أذن فهد وتظن بأنها قد قامت بإغواءه يالحماقتها , لا تعرف انه ينتقد هذه الحركات ويعرف مقصدها , قالت بنبره ناعمه تهمس لأذنه بوقاحه : بدخل ذاك المحل وأجيب شي ألبسه لك الليلة , تعال اختار معي .

ارتفع حاجبيه وقال بحده يهمس بهسيس لها : تستهبلين ولا تستعبطين عليّ , من جدك تبيني أدخل ذا المحلات الخايسة !!! .

دينا : طيب , طيب بتاكلني بقشوري أعوذ بالله .

ثم أردفت بتقصُدّ وهي تلتفت لرسيل وميرال : بنات تدخلون معي ؟؟؟ يمكن تلقون شي يليق لكم !!

قالت رسيل وهي تكتم انفاسها المُحترقة من القهر ومن حركاتها قليله التهذيب والتي لا تعرف طريقاً للحياة : لا روحي انت براحتك , طُبي واختاري ـ ثم همست لميرال ـ وش ما لبست ما رح تحلى بعين فهد الخبلة على بالها المظهر اهم من الأخلاق , وهي اخلاقها مثل الزفت .

قالت لها ميرال : عيب عليكِ لا تقولي كذه عليها , والله اني ندمانه اني تزوجت أخوكِ وهو متزوج احس خربت عليهم راحتهم .

رسيل بلا اهتمام : ما عليكِ منها , صدقيني فهد لو مرتاح معها ما تزوجك عليها , المهم تعالي باخذك لمححل ملابس احلى من ذا الخايس الدخلته وتدللي شوي .

ميرال بذُعر : لا , لا ما مداني اروح السوق وقشيت منه كل شي لجهازي يكفي الأخذته من قبل .

رسيل وهي تنكزها على خصرها وتهمس لها حتى لا يسمع فهد : اقول اكيد استهلكتيه طول ذا الاسبوع في مكه وانت عروس , تدللي ولا تصيري خبله .

ميرال بتوتر وهي تكذب , بالطبع لن تقول لها انها لم ترتدي شيئاً من تلك الأقمشة الشفافة الخليعة التي تُصيبها بالخجل الفظيع : لا لا ماعليكِ الوضع تمام , وبعدين انت توك بزر من وين طلعتي تفهمي بهاذي الاشياء .

قالت رسيل بهمس حزين : زمان اول تحول , على بالك زمن البراءة المن قبل استمر على براءته كل شي تغير ما في شي بقى على حاله , الحين الطفل حتى لو ما انتبهوا اهله عليه رح يفهم كل شي , كل شي رح يفهم ويتعقد من هو طفل .

لم تُعلق ميرال وهي تعرف انها مُحقه بكل كلمه قالتها , ثم قالت رسيل بمرح : تعالي لمحل النظارات بشوف لي نظاره طبيه مرتبه غير العملية الألبسها كل يوم .

أخذتا الإذن من فهد وتوجهتا لمحل النظارات الذي يوازي المحل الذي دخلته دينا . وكان فهد ينتظر بالخارج فهو ليس من مُحبي الأسواق التجارية انه يدخل إلى المحل الذي يُريده مباشره إذا أراد ويشتري ما يُريد ويخرج فوراً .

كان ينظر لهاتفه ورفع نظره لبرهه واعادها للهاتف , ثم عاد ينظر من جديد مُصغراً عينيه لمحل النظارات , كانت رسيل تُجرب النظارات بينما البائع كان قريباً من ميرال وشفتيه تتحرك ببعض الكلام الذي لم يعرف ماذا يقول لها من خلف المنضدة الزُجاجية ؟؟؟

اقترب بخطوات فهدٍ ماكر حتى اتسعت عينيه من شرود زوجته البلهاء والبائع يسئلها بمياعه : هاذي لون عيونك الحقيقي ؟؟! ولا مركبه عدسات ؟؟

كانت شارده بإحدى النظارات تنظر بفضول وحسب وكانت تُجيبه بعفويه على اسئلته الكثيرة , دون أن تُدرك مغزى كلامه : لونها الحقيقي .

قال بصوتٍ واضح و بابتسامه شقتّ وجهه الوسيم : همم حلوه ماشاء الله , عيونك لونها مثل لون الزُمُردّ .

كانت تشعر بشيء غريب من لهجة صوته , ونظرت له وليتها لم تنظر فقد كان يرمقها بوقاحه ونظره عينيه كانت مُخيفة . وعرفت انه كان يتغزل بها رسمياً ودبّ الخوف أعماقها وهي تتراجع للخلف و اصطدمت بحائط بشري .

شهقت بهلع وهي ترى زوجها والجمر يشتعُل في عينيه وقد سمع كلامه الذي تفوه به ذلك الرجل , رباااه !! لقد سمعه رباااه فالتستر يا رب , قُضيَ عليها الآن .

قال لها فهد بصوتٍ ظهر بصوت فحيح الأفعى : اطلعي بره وخذي معك رسيل , بسرررعة .

أومأت برأسها وهي تخرج مُندفعه وتسحب معها رسيل , التي كانت غافله عما حدث , ولم تقل شيئاً وهي تنظر مع ميرال باتجاه المحل وفهد يقترب من المنضدة الزُجاجية .

وبدون مقدمات أصابعه القوية جذبته من قميصة , ساحبه إياه على المنضدة الزُجاجية , ويهمس له بغضب وغيرة أعمت عينيه : أيا الحيوان يا القذر , تتغزل بزوجتي قدامي وعيني عينك !!! بدون ادب ولا احترام لحرمه غيرك ؟؟؟! يالسلوقي الوسخ .

كان الرجل يرتعش كالورقه الخفيفة في مهب الريح , بين قبضت فهد التي انتقلت من ياقه قميصة إلى عنقه ضاغطاً عليه وكاتماً عنه الأوكسجين .

في الخارج اخبرت ميرال رسيل بما حدث وأصبحت الأخرى تطرق وجنتيها بكفيها وتولول : يا ويلي من غيره فهد يا ويل حالي , ياشين غيرته بس غير شكل عن العائلة كلها مادري لمين طالع شين كذه ؟؟؟ وانت يا الخبلة ما تدرين انه يتغزل فيكِ من اول يا الحمارة , يلا شاطره برافو عليكِ , الحين نحلم نشوف السوق لين السنة الجاية .

لم يبتعد فهد عن عنق الرجل قبل أن يتدخل رجُلا الأمن , وأبعاده بالقوة وأصبح ينهب الأرض نهباً وهو يقول بحده صامته مُسيطراً على غضبه : امشوا وراي يا قليلات الحيا أنا أوريكم , يا ويل وحده تجي وتقول تبغى السوق لأحشّ رجولها حشّ .

عقدت دينا حاجبيها و قد عرفت بما حدث وهي تسمع رسيل تتكلم بخوف , وكم حقدت على ميرال أكثر وأكثر فزوجها أثار كل هذه الضجة من أجل رجل تغزل بها , وماذا عنها هي ؟؟ ألم يعد يغار عليها ؟؟؟ حتى أنه لم يعد يُصر منذ فتره طويله أن ترتدي النقاب !!! وقد تركها تفعل كما تُريد بعد أن أدخلت عائلتها بهذا الموضوع . القذر لقد قهرها عندما تزوج وقهرها اكثر عندما أظهر غيرته العمياء الآن على تلك الطفلة التي تصغُرها بخمس سنوات .

صعدوا إلى السيارة بالترتيب الذي كانوا عليه , بسبب غضب فهد الذي يتضح عليه من امساكه مقود السيارة , وقد ابيضت سلاميات اصابعه من ضغطه عليه , وهو يكتم غضبه بالقوة .

دخلت رسيل للقصر تاركة ميرال ودينا تحت رحمه فهد , تعرف ان اخيها طيب القلب ولن يؤذيها ولكنه بالتأكيد سيجرحها قليلاً , حسناً بل كثيراً , ولكنها تعرف أيضاً انه سيُراضيها فهو سريع الغضب سريع المُسامحة أخيها الحبيب .

بشقتهم دخلت دينا بتصميم دون ان تأبه لأنهم بحاجه إلا الخلوة حتى يتفاهما فهي أرادت ان تعرف ماذا سيفعل بها ؟؟!

لم يهتم فهد لدخولها المُتطفل وهو يقول بحده لميرال : ادخلي الغرفة !!! .

دخلت ليدخل خلفها , وتنهض دينا بحماس وهي تقترب من باب غرفتهم دون أي أحترام لخصوصيتهم وتتنصت عليهم بنجاسه , وكانت ابتسامتها تتسع تدريجياً وهي تستمع لصُراخه عليها .

فهد بصوته الذي هدر كما العاصفة في عَرض البحر : الحين أنا بفهم , و إيش الخلا الحيوان يتكلم معك بهالوساخة ؟؟؟! , إلا لأنك معطيته وجه بالحكي معك .

كانت صامتة ترتجف بهدوء دون أن تتكلم بحرفٍ واحد , ورأسها مُنكس للأسفل . وأما هو فكان غاضباً جداً ولم يلحظ هذه المرة ارتجافاتها وخوفها , كان يسألها دون أن تُجيبه وصمتها يزيد من الوقود الذي يُشعِل ناره .

فقال بقوه وهو يقبض على ذقنها بين كمّاشة كفه وصوته قد اخترق اذنيها : قلَّه الاحترام هاذي ما أرضاها في بيتي ولا بره بيتي , انتِ رح تتعاملين مع الكل كزوجة فهد الكاسر تفهمين هالشي ولا لا ؟؟؟ شغل الاستعباط هذا مو عليّ , وليلتك بتكون سوده الأسمع فيه او أشم طرف خبر انك تبربري أو تحكين مع ايّ رجال حتى لو كان بياعّ في محل ملابس , لو تبين شي رسيل بتكون معك دايماً واختي واثق فيها وفي اخلاقها هي الرح تتصرف بكل شي .

جعلت صبره ينفذ بصمتها ونظره الخوف تلك في عينيها والدموع المتجمعة في عينيها جعلته يتأثر بها للمرة الثانية وقد اخترقت قلبه بخنجر , ولكن لم ولن تجعله يضعُف همس لنفسه " اهدا يا فهد لا تخليها تأثر فيك كلها دموع تماسيح , هالحريم كيدهم عظيم أهدا وأطلع وخليها تنفلق مع نفسها " .

صرّ على ذقنها وهو يرفع وجهها ويُقربه من وجهه ويقول بهسيس بصوته القوي الذي وصل لدينا : انت عندي مُجرد زوجة تقوم بمهامها على أكمل وجه و آله تفريخ لي , رح تتعاملين كزوجة محترمة تحافظ على سمعتي في كل مكان سامعة ولا لا ؟؟؟

دفعها بخفه بالنسبة اليه , ولكنها كانت قوية على جسدها الهش والضعيف , وتراجعت بتعثر دون ان تسقط وقد استطاعت بأعجوبة أن تتماسك بقوة .

تأفف بنزق وهو يرى كومه شعرها البندقي أمام عينيه وقد أخفى ملامح وجهها عنه وشكر الله لذلك حتى لا يتأثر بدموعها الكاذبة , قد لا يكون الذنب ذنبها ولم تفعل شيئاً سيء وقد يكون ظلمها وقد .. وقد , ولكنه لا يتطيع أن يثق بها ولا يأتمنها على سمعته وعرضه كما لا يثق بزوجته الأخرى انه لا يثق بكل النساء سوا أميراته , و لا يتحمل !!! لا يتحمل ان يرى ويسمع رجلٌ ما يتغزل بأحد أميراته أو زوجتيه حتى وان لم يُحبهما .

زفر نفساً عميقاً وهو يخرج من الغرفة بعد ان هرولت دينا لغرفه الجلوس تجلس بأدب وكأنها لم تستمع لحرفٍ واحد ,

حتى تنهار ميرال على الأرض وتذرف بدل الدموع الدم من عينيها , كيف استطاع إهانتها ؟؟! والشكَّ بها وبأخلاقها العالية ؟؟ كيف ستعيشُ معه وهو يشُك بها بهذه الطريقة ولا يثق بها ؟؟ كيف ستتحمل مُعاملته القاسية بعد اليوم ؟؟

بالتأكيد هو سيتوقف عن معاملتها جيداً كما كان يُعاملها في مكّة .

كانت تجهش بالبُكاء على الأرض حتى تعبت من تلك الشهقات التي تقتلع صدرها من مكانه , ومدت جسدها على الأرض المكسوة بالسُجاد الوثير بوضعية الجنين حتى تحتمي من شرّ هذا العالم ومن برودته وبروده الجو في جناحها الصغير , وغفت طويلاً جداً بعد تعبٍ طويل أودى بكُل طاقتها الضعيفة , وقد عاشت اليوم تجربه من تجاربها المريرة .

للتواصل معي على

سناب شات

auroraa.f

او

الفيس بوك

https://www.facebook.com/profile.php?id=100009568600760



bluemay 18-07-16 10:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي (المشاركة 3614087)
أسيرات في أحضان وحوش الرفايعة هالقصة مثلا مابتنفتح إلا بتصريح

هذه القصة طلبت الكاتبة نقلها لتقوم بتصميمها على شكل مصور

ومتل ما قالت لك اورورا ما بقدر يفوت عليها غير المشرفين فقط.


انتظريها في عبق الرومانسية قريبا ان شاء الله.

bluemay 18-07-16 02:01 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


فصل مؤثر

حزنت ع ميرال .. يعني كل ما دق الكوز بالجرة رح يعيد ويفتق بهالإسطوانة .

دينا خبيثة ولكن لا بد ان تعود عليها بشر افعالها..


متشوقة للقادم

سلمت يداك


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


شيخاوي 18-07-16 07:27 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
chokran 3atawthi7

آلهنااء 19-07-16 01:02 PM

يعطيك العافية عزيزتي .. البااارت جدآ قصير ، بانتظاارك لا تطولين علينا 😍😘

مرام عبدالله 20-07-16 06:25 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
روايه رائعه...بنتظارك🚶🏻

auroraa 21-07-16 01:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3614135)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


فصل مؤثر

حزنت ع ميرال .. يعني كل ما دق الكوز بالجرة رح يعيد ويفتق بهالإسطوانة .

دينا خبيثة ولكن لا بد ان تعود عليها بشر افعالها..


متشوقة للقادم

سلمت يداك


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ههههههههههههههه لِسَّه ماشفتِ شي من دق الكوز بالجره

الله يسلمك حبيبتي

auroraa 21-07-16 01:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي (المشاركة 3614151)
chokran 3atawthi7

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

auroraa 21-07-16 01:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3614218)
يعطيك العافية عزيزتي .. البااارت جدآ قصير ، بانتظاارك لا تطولين علينا 😍😘

الله يعافيكِ عزيزتي

معليش هذا قدر استطاعتي بالفصل يهمني المضمون
مو طوله
والفصول كلها نفس الطول
وبحاول احط لكم فصول كثيره كل كم يوم
بسبب قصرها بس كل انسان له ظروف وانا لي ظروف

وانا حتى برمضان ما وقفت بالرغم من ضيق وقتي

auroraa 21-07-16 01:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرام عبدالله (المشاركة 3614387)
روايه رائعه...بنتظارك🚶🏻

الروعة عبق مرورك الله يسعدك

auroraa 21-07-16 01:44 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يا بنات انا رح اعتذر منكم بتنزيل الفصول
لين ارجع من السفر

بالعافيه كملت كتابه الفصل الثامن عشر
لاني كنت كاتبه منه جزء كبير قبل لا اسافر

انا لحد الان ماحجزت عوده ولا اعرف متى رح ارجع

ماكنت حابه اقطع بس فعلاً وقتي ضيق وظروفي ما تسمح
اكتب

قمرة ، 21-07-16 10:43 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
وش إقول وش إخلي، كل بارت إجمل من اللي قبلة
ياعمري ماقصرتي ، وننتظرك بعد السفر
إوقات ممتعة إن شاء الله...

Taemonew 24-07-16 04:23 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
شكررااا لك روايتك جداً رائعه مِن زمان أدور على روايات مثل النوع والاسلوب الراقي اتمنى تكملينها ننتظرك بفارغ الصبر💜💜💜💜

حلم الحياه 26-07-16 01:04 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اهلا
ماشاء الله بارتات جمييله خيتو تسلم اناملك
وسفر موفق لك:biggrin:

حلم الحياه 26-07-16 01:06 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
خيتوbluemay
اريدك تفلقي روايتي صبايا على درب الهوى اذا تسمحين

auroraa 26-07-16 03:07 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3614525)
وش إقول وش إخلي، كل بارت إجمل من اللي قبلة
ياعمري ماقصرتي ، وننتظرك بعد السفر
إوقات ممتعة إن شاء الله...

الله يسعدك يا حبيبتي كتيييير اسعدني كلامك
يا قمر .. مشكوره ولكِ بمثل يا رررررب

auroraa 26-07-16 03:08 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Taemonew (المشاركة 3614701)
شكررااا لك روايتك جداً رائعه مِن زمان أدور على روايات مثل النوع والاسلوب الراقي اتمنى تكملينها ننتظرك بفارغ الصبر💜💜💜💜

شكراً حبيبتي على كلامك الجميل ومرورك
وطلتك البهيه

بإذن الله رح اكملها على خير

auroraa 26-07-16 03:10 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3614854)
اهلا
ماشاء الله بارتات جمييله خيتو تسلم اناملك
وسفر موفق لك:biggrin:

اهلين فيكِ يا ورده
تسلمي على كلامك الجميل الله يسعدك

auroraa 26-07-16 03:13 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
قررت انزل لكم تسريبه من الفصل القادم
بما اني حاولت اكتب الفصل من الجوال بس كل ما اكتب
يطلع قليل << عشان كذه ما احب اكتب بالجوال
على كثر ما اكتب فيه يطلع قليل

المهم ان شاء الله تعجبكم التسريبة الحصرية لكم هنا فقط

الرد الجاي

auroraa 26-07-16 03:16 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
عقد حاجبيه بريبه فلقد أنهى صلاه الفجر بالمسجد وجاء كالعاده يطمئن ويجلس مع جدته قليلاً ، وقد سألها عن ميرال وقالت له انها بالداخل ولم تخرج منذ عادوا من التسوق ، غضب كثيراً وظنها مدللة وماتزال حزينه في الغرفه بسبب صراخه عليها .
اما الان فهو لا يجدها .. تحرّك قليلاً وتتسع عينيه بصدمه عندما وجد كومه شعرها البندقي مُنفرشاً على الارض ، بين السرير والاريكة .
تقدم بذعر اليها وقلبه يخفق بانه قد حدث لها مكروه ، او انها مريضه بمرضٍ مزمن دون ان يدرك ذلك وتركها على هذا الحال .
بالكاد استطاع حشر ساقيه بينها وبين الأريكة ليرفعها فالمسافه كانت قصيره بينهما . حملها بين ذراعيه وكان جسدها مُتصلباً من البرد والمُكيف يرتطم بها طوال ذلك الوقت ، ضمها الى صدره عله يمدها ببعض الدفء بلا فائدة ، ولكنه شعر بالراحه وتنفس بانتظام عندما كان قلبها مازال يخفق .
وضعها على السرير بهدوء وهو يتأمل وجهها الصغير والجميل بالنسبه اليه ، ودون ان يشعر مال براسه يلثم جبينها وفجأه شعر بشفتيه تتحرك تلقائياً على وجهها وشفتيه الدافئة توزع القُبلات عليه .
أراد ان يبتعد وان لا يُتابع هذا التهور الذي حدث فجأه ، فزوجته الاولى كانت تدفعه بقرف واشمئزاز واضحين على ملامحها ، فور ان تدرك وجوده بقربها وانه يُريدها ، فلا تحب ان تفعل شيئاً فور ان تستيقظ .
يبدو انه يهوى تعذيب نفسه فهو لن يبتعد الا عندما يرى علامات الرفض على وجهها .
والعجيب انه لم يرى هذه العلامات بل كانت تبتسم له وتتململ بين ذراعيه ، حتى انها رفعت ذراعيها على صدره وهي تدفن وجهها به .
كان يرمش بصدمه من رده فعلها التي لم يتوقعها ، فجعله ذلك يتمادى اكثر بلمساته ومشاكساته حتى أيقظها دون أن تتأفف أو تمتعض من قربه بل كانت تقترب منه بخجلٍ فطري .
كانت انفاسه تُهدر وتهرول من رئتيه بلا توقف ، ونظر اليها وهي تعود للنوم بهدوء والابتسامه على شفتيها وكأن شيئاً لم يحدث بينهما ، لا يُصدَّق لقد كانت للتو رخوه بين ذراعيه وهي تتقبله بكل الحب دون ان ترفضه او تبدي امتعاضها ، لقد نظرت لعينيه وهي تبتسم وتبادله كل ما أراد ، كما كانت حمره الخجل تُلون خديها الورديين ، لقد كانت لذيذة ولذيذة اكثر مما ينبغي .
نهض عن السرير يلتقط قميصه الذي نزعه بعُنف عن جسده وألقاه أرضاً في غمره عاطفتهما المُشتعله .
اقترب منها يهمس في إذنها ، رغم انه يعرف انها لن تسمعه الان : جيت بس اتطمن عليكِ وعشان لاتنامين وانت زعلانه مني ، ما كنت أدري انه في ورده ممكن تغوي وهي نايمه !!! ، نايمه بدون لاتسوي اي شي أو تتحرك و اغوتني والليلة هاذي ماكانت ليلتك ، أجل وش بتسوي فيني لو كانت ليلتك ؟؟؟!
طبع قُبله على وجنتها القطنيه ، فابتسمت له ببهوت ثم فغرت شفتيها الصغيرتين .
شتت عينيه وهو يكاد يُجن ، عليه ان يخرج فوراً !!! والا لن يستطيع الخروج من هنا أبداً , وإلا قام بمشاكستها مره اخرى حتى تستيقظ !!! ولن يضعف ابداً مره اخرى ، فهو لا يرغب في ان يضعف امام حُسنها .

sese69 26-07-16 07:21 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
فى انتظار الفصل الجديد ...التسريبه روووووعه
ويا ريت حضرتك تكتبى مواعيد نزول الفصول بالتوفيق دائما

حلم الحياه 26-07-16 07:52 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
واو تسريبه جميله منتظررررررررررررررررين الباررررررررررررررررررررت:peace:

مرام عبدالله 30-07-16 04:47 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
روايه رائعة >بس ياليت تحددين اوقات نزول البارت
شكرا🙇🏽

maramza 30-07-16 01:30 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بليز متى الفصل الجديد

auroraa 07-08-16 12:07 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sese69 (المشاركة 3614978)
فى انتظار الفصل الجديد ...التسريبه روووووعه
ويا ريت حضرتك تكتبى مواعيد نزول الفصول بالتوفيق دائما

باذن الله الفصل رح يكون اليوم

ولا يهمك حبيبتي باذن الله احدد مواعيد معينه

والتوفيق للكل يا رب

auroraa 07-08-16 12:12 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3639730)
بليز متى الفصل الجديد

اليوم باذن الله اليوم حيكون باقي مراجعه قليله وانزله

auroraa 07-08-16 12:24 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرام عبدالله (المشاركة 3639700)
روايه رائعة >بس ياليت تحددين اوقات نزول البارت
شكرا🙇🏽

تسلمي حبيبتي ان شاء الله رح احدد
لكم اليوم

auroraa 07-08-16 12:31 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3614985)
واو تسريبه جميله منتظررررررررررررررررين الباررررررررررررررررررررت:peace:

حبيبه قلبي اله يسعدك اليوم ان شاء الله
رح ينزل الفصل

auroraa 07-08-16 12:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مرحبا كيفكم وحشتووووووووووووووووووني
وانا اعتذر عن غيابي بس صار وسافرت فجأه
وطولت بسفرتي لثلاث اسابيع تقريباً ولاقدرت اكتب فيها شي

الفصل التاسع عشر باذن الله رح يكون اليوم
ممكن يكون قصير زي فصولي المعتاده
بس كتبته امس واليوم كملته و باقي اراجعه شوي بس
وانزله لكم قبل العصر ان شاء الله

وبالنسبه للمواعيد رح اثبتها على

يوم الاحد ان شاء الله
الساعه 4 بتوقيت السعوديه ان شاء الله


بس اليوم رح انزله بدري

auroraa 07-08-16 12:56 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3)
‏auroraa, ‏روبا نجد, ‏meho

auroraa 07-08-16 01:21 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل التاسع عشر

أشرقت الارض بنور ربها ، بدأت تلك العصافير تُحلق عالياً ، انها مجرد كائنات لا تسأل ولا تكل ولا تمل ، بل تأكل وتبحث عن رزقها وحسب وتحمي صغارها من كل مكروه ، هي تلك حياتها دون حياه البشر المعقدة من كل جانب .
فتح باب الجناح الصغير بهدوء وقابله مباشره امام عينيه بابٌ اخر موصد لدوره المياه . مشى بالممر القصير المرصوف بقطع الخشب المصقولة " باركييه " حتى يستدير يساراً ويصبح جسده داخل غرفه النوم المكسوة بالموكيت .
بجانبه الأيسر يستقر الدولاب كوحشٍ كاسر يكسو الجدار كاملاً من النوع الذي يُفتح بالانزلاق ، بينما يمينه توجد طاوله الزينة وماعليها من مقتنيات له ولزوجته ، وفي الزاويه ثلاجه صغيره يقبع فوقها تلفاز صغير ، وبجانبها اريكه وثيره تسع لشخصين يليها اريكه مفرده أضخم بقليل من النوع الهزاز ، وأمامه بمترين يقع السرير بشموخ له ظهر خشبي مصقول يلمع ، وبجانبيّ السرير تستقر منضدتين صغيرتين .
عقد حاجبيه بريبه فلقد أنهى صلاه الفجر بالمسجد وجاء كالعاده يطمئن ويجلس مع جدته قليلاً ، وقد سألها عن ميرال وقالت له انها بالداخل ولم تخرج منذ عادوا من التسوق ، غضب كثيراً وظنها مدللة وماتزال حزينه في الغرفه بسبب صراخه عليها .
اما الان فهو لا يجدها .. تحرّك قليلاً فقط لتتسع عينيه بصدمه عندما وجد كومه من الحرير البندقي مُنفرشاً على الارض ، بين السرير والاريكة .
تقدم بذعر اليها وقلبه يخفق بانه قد حدث لها مكروه ، او انها مريضه بمرضٍ مزمن دون ان يدرك ذلك وتركها على هذا الحال .
بالكاد استطاع حشر ساقيه بينها وبين الأريكة ليرفعها فالمسافه كانت قصيره بينهما . حملها بين ذراعيه وكان جسدها مُتصلباً من البرد والمُكيف يرتطم بها طوال ذلك الوقت ، ضمها الى صدره عله يمدها ببعض الدفء بلا فائدة ، ولكنه شعر بالراحه وتنفس بانتظام عندما كان قلبها مازال يخفق ويدق بانتظام دليلاً على نومها .
وضعها على السرير بهدوء وهو يتأمل وجهها الصغير والجميل بالنسبه اليه رغم انها لم تمتلك مقومات الجمال الخارقة ، ودون ان يشعر مال براسه يلثم جبينها وفجأه شعر بشفتيه تتحرك تلقائياً على وجهها وشفتيه الدافئة توزع القُبلات عليه .
أراد ان يبتعد وان لا يُتابع هذا التهور الذي حدث فجأه ، فدينا كانت تدفعه بقرف واشمئزاز واضحين على ملامحها ، فور ان تدرك وجوده بقربها وانه يُريدها ، فلا تحب ان تستيقظ لشيء تافه كما سمته .
يبدو انه يهوى تعذيب نفسه فهو لن يبتعد الا عندما يرى علامات الرفض على وجهها .
والعجيب انه لم يرى هذه العلامات بل كانت تبتسم له وتتململ بين ذراعيه ، حتى انها رفعت ذراعيها على صدره وهي تدفن وجهها به وكأنها تطلب منه الأمان .
كان يرمش بصدمه من رده فعلها التي لم يتوقعها ، فجعله ذلك يتمادى اكثر بلمساته ومشاكساته حتى أيقظها دون أن تتأفف أو تمتعض من قربه بل كانت تقترب منه بخجلٍ فطري وكأنها بدأت تعي ما يحدث .
كانت انفاسه تُهدر وتهرول من رئتيه بلا توقف ، ونظر اليها وهي تعود للنوم بهدوء والابتسامه على شفتيها وكأن شيئاً لم يحدث بينهما للتو واللحظة ، لا يُصدَّق لقد كانت رخوه بين ذراعيه وهي تتقبله بكل الحب دون ان ترفضه او تبدي امتعاضها ، لقد نظرت لعينيه وهي تبتسم وتبادله كل ما أراد ، كما كانت حمره الخجل تُلون خديها الورديين ، لقد كانت لذيذة ولذيذة اكثر مما ينبغي .
نهض عن السرير يلتقط قميصه الذي نزعه بعُنف عن جسده وألقاه أرضاً في غمره عاطفتهما المُشتعله .
اقترب منها يهمس في إذنها ، رغم انه يعرف انها لن تسمعه الان وقد غرقت بالسُبات : جيت بس اتطمن عليكِ وعشان لا تنامين وانت زعلانه مني ، ما كنت أدري انه في ورده ممكن تغوي وهي نايمه !!! ، نايمه بدون لاتسوي اي شي أو تتحرك و اغوتني والليلة هاذي ماكانت ليلتك ، أجل وش بتسوي فيني لو كانت ليلتك ؟؟؟!
طبع قُبله على وجنتها القطنيه ، فابتسمت له ببهوت ثم فغرت شفتيها الصغيرتين .
شتت عينيه وهو يكاد يُجن ، عليه ان يخرج فوراً !!! والا لن يستطيع الخروج من هنا أبداً , و قام بمشاكستها مره اخرى حتى تستيقظ !!! ولن يضعف ابداً مره اخرى ، فهو لا يرغب في ان يضعف امام حُسنها .
*****
لقد باتت تشعر بالضجر وهي تستيقظ مبكراً دوماً كم ترغب في ان تستعيد بصرها حتى تُمارس شيئاً تتسلى به ، فهي تبقى جالسه دوماً دون ان تفعل شيئاً ولا احد هنا يتحدث معها او يطيقها ويحبها ، انها تنسى نفسها وتتسلى عندما يأخذها حبيبها الى بيت عمه حيث جدته وعائلته هناك ، عندهم لا تعرف شيئاً اسمه الوقت بل انه يمضي بسرعه البرق دون ان تشعر لتعود لقوقعه الضجر .
اجفلها صوت فيصل من خلفها يقول وهو ينقر صدغها بإصبعه : على وين شارده يا الحب ؟؟؟! قمت من النوم وصحصحت ودخلت الحمام الله يكرمك وطلعت ولبست وبطلع لدوامي وانتِ للحين سرحانه ، المآخذ عقلك يتهنى فيه !!! اكيد انا صح خلني ازهو بنفسي اليوم .
نهضت عن الكُرسي وهي تلتفت له ، وتُحيط عنقه بذراعيها وكانت قد اعتادت عليه وهي لا ترى غيره هنا : ههههه عيّار انت ، كنت سرحانه من الطفش وبس ما اقدر أتحرك او اسوي شي عشان اتسلى فيه ولا احد يسولف معي هنا ـ صمتت لبرهه وهي تردُف بهمس ـ عادي تأخذني لامي اليوم ؟؟!
همس بهدوء وقد تألمّ لحالها وهو يقول : اكيد باخذك حبيبتي ، ولا يهمك .
ثم ابتسم لها وهو يضع كفه على وجنتها يُداعبها ، ويسحب خصرها بذراعه الاخرى ويهمس : عندي لك مفاجاه اليوم باخذك لها اول وبعدها أوديك لامك تبشرينها .
تحمست كثيراً وهي تتعلق بعنقه وتقول بلهفه : جد حبيبي !!! ايش هي المفاجآه حمستني .
همهم وهو يهز راْسه نفياً : ما رح اقول انتظري لين ارجع من الدوام وأعلمك .
سرق قُبلة من وجنتها وهو يتركها ويذهب لعمله ككل يوم بين براثن والدته وأخته الشريرة .
خرجت من الجناح حتى تتجول قليلاً في حديقه القصر وتستنشق بعض الهواء العليل ، وهمت لنزول الدرج ثم توقفت عندما اطلق هاتفها رنينه بنغمه الاتصال التي تخص اخيها ، تأففت بضجر وقد ملتّ من إزعاجه لها منذ ذلك اليوم الذي طلب منها ان تأخذ نقوداً من زوجها ورفضت لم تطلب منه ولن تطلب وستصبر ، فكرامتها غاليه عليها جداً .
ردت بطوله بال ولم تنتبه لتلك الاذان المُصغية لوالده زوجها والتي ارادت هي الاخرى النزول للأسفل : هلا بسام ، وش تبي بعد ؟؟! قلتلك ذاك الموضوع أنساه انا ما رح اطلب من زوجي شي ، أمي الحمدلله لها ربي مو مقطوعه انت تبغى فلوس روح اشتغل وانا ما طلبت منك تصرف عليّ زوجي مو مقصر وهو يصرف علي وهذا اخر كلام عندي ولا عاد تتصل ولا ما رح أرد .
لم ترد ان تخبره بان خالها من الرياض بدأ يرسل لوالدتها مصروفاً بعد ان علم بوضع اخته حتى لا يستولي بسام على ما يرسله لها ، فهي تعرف ان دمه بارد لن يشتعل وقلبه جاف لن يلين وحتى انه لن يخجل ويذهب للعمل من اجل والدته ، وان كان الناس مازالوا يتصدقون فعلاً على والدتها لما كانت لتتحمل ذلك ولطلبت ديناً من زوجها الحبيب .
خرق إذنها وهو يشتمها ويصرخ بقوه : طيب يا الحيوانه انا تراديديني ، يوم رحتِ وشفتِ الخير تتكبرين علينا طيب انا اوريكِ يالوسخة .
شهقت عندما سمعت طنين إغلاق الهاتف يُصادفه لكّزَه على كتفها وصوت " حماتها " يهدر بغضب مصدوم : اجل مسوين كل هاللفه ولاعبين على ولدي عشان الفلوس ؟؟؟
ارتعشت ميس بذعر وقالت بسرعه : لا والله يا خالتي لا !!!
إيمان وهي تقترب منها حتى ارتطمت انفاسها الحاره بوجهها : خلخلت عظامك قولي امين ، ياالواطية اثاريكِ انت وأخوك الداشر ناوين تَحُطُّون عينكم على حلال ولدي ، وهاذي خطتكم من البداية يا الوقحين ، اصلاً كنت حاسه من البداية انه هدفكم هو الطمع يا القذره والحين جالسه تتفقين مع اخوك على خططكم .
تشنج جسدها وهي تسمع سيل الاتهامات بحقها ، هي حقاً علمت لاحقاً ان اخيها كان هدفه من البدايه هو الطمع وقد استخدمها في ذلك وجعلها اداه له ادركت ذلك في وقتٍ متاخر !! متأخر جداً للاسف ، بعد ان احبت فيصل واعتادت على وجوده بحياتها والتي ارتبطت به وبرائحته العنبرية التي يصعُب الابتعاد عنها بعد إدمانها .
ربما هي لم تصل لمرحله العشق له ولكنها وصلت إلا انها لا تستطيع العيش بدون وجود ظله حولها ، بدون رقته وحنانه الذي اغدقه عليها طوال الشهور الماضية وقد ادمنته بحقّ .
كيف تستطيع ان تبتعد عنه لتحميه من شر اخيها وهي من تحتاج لشخصٍ ما كي يحميها ويعطف عليها ؟؟!
حتى انها لا تستطيع ان تخبره بذلك فلا تُرِيد ان يدخل الشك ولو مقدار ذره في قلبه ويظن انها اشتركت مع اخيها في خداعه عندها هو لن يثق بها ابداً وقد باتت تفهمه وتعرفه جيداً فهو لا يغفر ابداً لمن يقوم بخداعه لا يغفر !!! .
اجفلها صوت شهقه عبير التي قالت بسخط : يا القذره كنت حاسه من البداية انك بنت فقر وهذا اقل احلامكم يا الوقحه تحصلوا منا ريال ، اصلاً ما في غير ذَا السبب اليخليك تلفين على اخوي وتتزوجيه بطريقه رخيصه مثلك ومثل شكلك .
قالت ميس بأسى والدموع تترقرق بعينيها وتتشبث بدرابزين الدرج : حرام عليكم لا تظلموني فهمتوني غلط !!! ، والله اني احب فيصل ولا طلبت منه شي ولا ابغى أأذيه باي شكل كان .
ارتفع حاجبيّ إيمان وهي تهزّ عضدها بقسوه وتقول : فاهمينك غلط ؟؟؟! والسمعناه بأذونا ؟؟؟!! يعني احنا طُرش وما نفهم وانت الفهيمة الوحيدة !!!
ذُعرت كثيراً وهي لا ترى امامها الا السواد ، وظِلا والدته وآخته يحُوما حولها كالشيطان الرجيم ، غشيت منهما وكل واحده منهما تهزها وتنكزها من جانب وتوجه لها شبه صفعات على كتفها وجنبِها فزلقت قدمها على الدرجه الأولى حتى تتدحرج نحو العتبة الأخيرة ، وتنزف دماً أسفلها جعل إيمان وعبير تقفان مبهوتتان مما حدث بعد ان ضغطا عليها في الشتم والصفعات الخفيفه التي لم تتحملها وجعلتها تتهاوى على تلك العتبات القاسية ، وشعرها مُنهارٌ حولها بأسى .
*****
استيقظت من النوم تتثائب وتمُط ذراعيها بنعومه ، حتى شهقت وهي تنظر لنفسها العارية وقد شعرت بالبرودة تتسلل لجسدها وهمست بخفوت شاهق ومعالم النُعاس على وجهها المرمري بعينيها المُنتفختين من النوم وهي تحاول التذكر وتهمس لنفسها
" وين ملابسي الكنت لابستها وانا نايمه ؟؟!! حتى اتذكر اني نمت على الارض مين شالني وحطني بالسرير ؟؟!! "
لم تحتج الا عده لحظات فقط حتى تتذكر و تتقافز امام عينيها صور متفرقة مِما حدث البارحه مع زوجها .
شعرت به يحملها بين ذراعيه و يضعها على السرير و شعرت بحراره انفاسه التي تُقبل كل جزء من وجهها وهي تبتسم له ببلاهه مُختلط بخجلها الفطري منه ، وكانت تُدرك ما يفعله حتى انها !!! حتى انها جارته بما أراد بكل وقاحه .
وضعت وجهها الصغير بين كفيّها والاحمرار يغزوا وجهها من الخجل والإحراج ، كيف ستُقابله الان وتنظر الى وجهه وهي تتذكر كيف ذابت بين ذراعه بدون خجل ؟؟! بالتأكيد سيقول عنها قليله التهذيب والحياء !!!
كتمت انفاسها بذُعر وقد قررت ان تتجنب اللقاء به طوال اليوم وستنام قبله ايضاً !!! فالليلة هي ليلتها .
قفزت عن السرير كورده متفتحه وتوجهت لدوره المياه حتى تغتسل وتُصلي وتلبس .
أنهت أمورها بسرعه وهي تتوجه للمطبخ وتُعد طعام الغداء وأجفلتها رسيل وهي تقول بطريقه مضحكه : عووووووو .
قالت ميرال وهي تخفق بعض الصوص : ما خوفتيني ، كان تقدري تلعبيها بطريقه احسن .
رفعت رسيل يدها بدون اهتمام وقالت : ماعلينا ، قلت ادخل بطريقتي الاستراتجيه عشان لا افجعك ، المهم علميني وش تسوين الحين ؟؟؟!
ميرال بعجله حتى تهرب للغرفة قبل عوده فهد من صلاه الجمعة : اجهز الغدا ، اكيد الكل جُعان الحين !!
شهقت رسيل وقالت : ترى أمي بتزعل منك توك عروس ، لا تسوين شي .
ميرال : مو متعوده اجلس لازم اشتغل .
رسيل وهي تبتلع حبه عنب موجوده بطبق على سطح الرُخام : ايه قصدك متعوده على الشِقا .
قالت ميرال بخجل دون ان تنظر لها , وهي تتجاهل حديثها انها معتاده على الشقاء فهي كذلك فعلاً : رسيل !! وين فهد رجع من الصلاه ولا توه ؟؟
رسيل : ايه رجع من اول ، بس جانا ضيوف من صباح رب العالمين ، ما ادري ما قدروا ينتظروا لين العصر ؟؟! هو الحين بالمجلس التابع للقصر مع أبوي مستقبلينهم .
قالت بهدوء : اها ، اها طيب مو مشكله بجهز قهوه وخذيها لهم تمام .
رسيل : الحمدلله انك موجوده ، عاد العاملات ما يعرفون يسون شي ونشبوني اسوي القهوه ومالي خلق .
ابتسمت وهي تُحضر القهوه : كسوله انتِ !!!
تحمدلله انها أنهت كل شيء وأعطت القهوة لرسيل كيّ تأخذها لفهد ، وهربت للغرفة .
،
في مجلس الرجال الخارجي ، كان يجلس مُجعد الجبين متجهم الملامح ، وبدت ملامحه قاسيه للغاية وهو يرى الياس يجلس امامه وإمارات الذنب تُزين محياه .
بالطبع عليه ان يشعر بالذنب والخجل لإخفائه امر ميرال لسنوات دون ان يعلموا عنها هو شخصياً لم يستطع ان يعذره ويُمرر ضعف شخصيته امام زوجته ولم يعطه العذر لذلك مثل والده ابداً .
كان يُقدم جذعه للأمام ويُرخي مرفقه على رُكبته وكفه الاخرى تستقر على فخذه ، وقدمه تهتز بعدم صبر لمعرفه ماذا يُرِيدُون هؤلاء الرجال .
تنحنح ابو عبدالله وقال مُعرفاً عن نفسه ويدرأ خجل إلياس من ان يبدأ الحديث ولا وجه له لان يقول شيئاً : انا محمد الشهراني " ابو عبدالله " .
وأشار الى ولده مُردفاً : وَذَا ولدي عبدالله ، وطبعاً الاستاذ الياس غني عن التعريف ، و حنا جيرانهم من سنين .
قال سلمان بوقار : الله يحييكم جميع في دارنا ، تو ما نور الدار بوجودكم .
محمد : النور نوركم الله يحييك ويبقيك .
نظر لفهد يقول : عاد انت يا ولدي قد جيتني وسألتني عن بيت الاستاذ الياس ودليتك عليه وعلمتك يوم رجعوا من السفر ، بس الوكاد ما كنّا ندري ليه تبونهم وعرفنا بعدين انه بنيتنا ميرال هي بعد بنيتكم .
قال فهد والسخرية المبطنه تُغَلِف صوته المُدوِّي كمدفع : ايه الحمدلله ربي اظهر الحقيقه ولو بعد سنين مافي شي يبقى مخفي .
همس محمد : الحمدلله ونعم بالله ، والأستاذ الياس قالي عن كل شي وبصراحة انا ما أعطيه الحق أبد بالسواه زمان ولاني واقف معه والصار صار باراده وقدر من ربّ العالمين ، ومن بعد ما أخذتوا بنيتكم وبشهادتي هالرجال الحزن ما يغادر عيونه وصوته كسير لانه ما يقدر يتواصل معها باي طريقه كانت وبالعافيه قدرنا نجيب عنوانكم .
أردف بقوه : وانا متأكد انه بكون فيكم الخير ، وما رح تحرمونه من بنت اخته المابقى منها غير هالبنيه ، ولا انا غلطان ؟؟!
هزّ سلمان رأسه نفياً : لا والله ما انت غلطان مو من شيمنا نحرم البنت من خالها خاصه لو هي تبي تتواصل معه ، بس لو هي رفضت السموحة منكم ما نقدر نجبرها .
قال الياس بمُداخله سريعه : اكيد ما رح ترفض تشوفني ، حبيبه قلبي كتير طيبه وما يهون عليا تتركني قلقان عليها هالقد ، وانا عن جد بعتزر منكن كتير على الصار وَإنَّا خبينا عنكن وجودا ، بس بأكد لكم انها كانت معززه مكرمه عنا وما أزيناها بشي .
نظر فهد بريبه الى الياس والصدمه تعلوا وجهه والغضب يتصاعد إليه من هذا الكاذب السافل ، وهو بنفسه رأى تلك الجروح القاسية على جسدها الغضّ الضعيف .
وبكلام مقصود وهو يعلم ان زوجته سترفض رؤيتهم لما سببوه من اذى لها : قالها أبوي ما نقدر نجبرها !! خاصهً وحنا ما ندري وش الصار لها هناك وايش سويتوا فيها .
توتر الياس من نبرته الصريحة ولا يعلم كيف علم بما قد فعلته زوجته بها ، وكأنه متأكد من كلامه ويُخفي الكثير بنبرته الجافة ، ولكنه يعلم ان زوجته لم تتمادى ويصل بها الامر بضربها وإلا قد تدخل بقوه فهي كانت تصرخُ عليها فقط وتشتمها وهو يقوم بمراضاتها آخر اليوم لأنه لا يستطيع ان يفعل شيئاً
قال محمد يتدخل بموضوع اخر قبل ان ينفجر فهد الذي لا يبدوا طبيعياً وعروق ذراعيه وصدغيه نافره بشكلٍ واضح وكأنه يكتُم غضباً هادراً : حنا جيرانهم من سنين والبنيه بحسبه بنيتي ساره وهم صديقات من زمان وما ودي انهم يقطعون صلتهم من بعد اذنكم طبعاً ، وتفاجأنا يوم طلعت بدون لا ندري عنها اي خبر وزعلنا .
قال سلمان : حنا صرنا الحين حسبه اهل والبيت بيتكم حياكم إنتوا وأهلكم باي وقت الباب والصدر مفتوحين لكم ، ما ودي للضغينه والحقد انهم يستمرون فلذلك من جهتنا القلوب صافيه .
هزّ محمد راْسه موافقاً كلامه : وحنا بعد القلوب من عندنا صافيه الحمدلله ، وبالمناسبة جيتنا ذَا الوقت طالبين القُرب منكم ، ونطلب أيد بنتنا ميرال لولدنا عبدالله بما انه قِدّ خطبها من قبل كم مره بس هو للحين خاطره فيها .
بُهتت ملامح فهد وأصابها القحط والجفاف الذي يُصيب الصحاري ويحتاج لجرعه من الماء لترتوي تلك الارض الجرباء وتعود لتنمو مُجدداً وتُزهر من جديد .
اعتدل بجلسته وقال بهدوء وتحذير خطير خلف صوته القوي وهو ينظر لعبدالله بنظرات فهدٍ شرس يُدافع عن ما يملكه بغيرته العمياء : يستحسن يشيلها من خاطره ولا عاد تمُر على خاطره من الأساس ويلقى نصيبه بعيد عنها ، لانها ببساطه صارت زوجتي من اسبوعين تقريباً .
شحبت ملامح عبدالله وغزاها الاسى وقد ادرك منذ وقتٍ طويل ، طويل جداً .....!!!! ان تلك الورده لم تكن له يوماً .
،
دخل الى شقته مكفهر الوجه وهو يتخيل هذا العبدالله مع امرأته يُقبلها ويحتضنها ويُعاشرها كما يفعل هو ، فيُجن جنونه من هذه التخيلات اللعينة ، لا يستطيع ان يتخيلها بين ذِراعيّ رجلٍ غيره رغم انه لم يكن يُريدها من البدايه الا انها وُصِمَت به وبجسده ولا يستطيع ان يتخلى عنها وقد ادمن قُربها اللذيذ قُربها الذي لم تمنحه إياه امرأه قبلها وهو يشعر بتلك الكيماء العجيبة بينهما منذ ان وقعت عينيه الحاده على عينيها ، وهو يرى تجاوبها معه بعلاقتهم الجسديه تلك الرغبه في عينيها المختلطة بالخجل الفطري ، رغم خوفها منه في البدايه وقد تغلبت على خوفها منه بمساعدته .
لقد كانت هذه الأسبوعان شُعله محترقه وكالورده المتفتحة وكانت تتهادى كالغزال الشارد في بريّته الخطيرة كيف تجتمع هذه الصفات في ورده واحد ؟؟!! هو نفسه لا يعرف كيف ذلك ؟؟
في كل مره يُعاشرها بها حتى اخر مره وكانت في فجر هذا اليوم يَشْعُر بان الامر بينهما اكبر من مجرد علاقه جسديه ،
اكبر بكثير ففي كل مره لم يُفكر بالعلاقة وهي التي تهمه بل كانت تاخذه في كل مره لعالم اخر عالم يخصمها وحدهما هي ميرال وهو فهد ، بينما يرى ابتساماتها الجميله وتعابير وجهها ويُمرر عينيه على ملامحها الطفولية .
وكان هذا هو الشيء الغريب الذي شعر به بالبدايه وحاول انكاره فكل النساء مثل بعضهم وشعوره شعور مؤقت وكل ما يهمه معها العلاقه الجسديه .
لقد ظن انه مخطئ ويتوهم هذا الشعور بأنهما روحٌ واحده مرتبطه ببعضها ، ولكنه في كل مره يتجدد هذا الشعور بأنها وحدها من استطاعت اخذه لعالم اخر ويزداد تعمُقاً كل يوم ، فقد تشاركا وفعلا اشياء لم يفعلها مع زوجاته السابقات من قبل .
جرجرة من أفكاره صوت رسيل تقول بانبهار : فهد !! وش فيك سرحان ؟؟ الماخذ عقلك يتهنى فيه
نظر لها وقال بحده : وش تبين ؟؟؟!
رسيل وقد عرفت انه غاضب من نفور عضلاته وعروقه , فهدأت وهي تقول بخفوت يصل اليه هو فقط : كنت بقولك صدق الدنيا صغيره ، يوم أعطيتك القهوه وقلت لي مين جانا تذكرت صديقتي مروج ، دايماً تكلمني عن بنت خالتها ساره واهلها وطلعت هي نفسها بنت ابو عبدالله مع القلته لي وانه جيرانهم بيت العم الياس تاكدت انها هي ، وكانت ساره دايماً تسولف عن ميرال لمروج ومروج تسولف لي ، بس ماكنت ادري انه بيوم من الأيام بتكون ميرال التحكي عنها هي نفسها بنت عمي ، ياكانت تحكي عنها حكي وقلبي يتقطع عليها .
قطب فهد جبينه وقد أثار الموضوع اهتمامه وقال : وش كانت تقول عنها ؟؟؟!
ارادت ان تخبره لعله يُشفق عليها ولا يُحزنها كما فعل البارحه فالذي مرت به من قبل ليس بقليل ، ثم قالت بصوت خافت يصل اليه فقط : تقول كانت مرت خالها سوسن مخليتها زي الخدامه تنظف وتطبخ اكل حق البيت واكل للبيع وتسوي كل شي حتى بس يجيهم ضيوف ويعجبون فيها وبيخطبونها لعيالهم تغار وتقول تراها الخدامه ، شافت الويل عندهم وماغير تهزئ فيها وتشتمها وكل شي وبالعافيه تخليها تكمل جامعه كل ترم ، وتخليها تنام بالمخزن الفوق بدون سرير او فراش على الارض مباشره ، وقد صارت لها مشاكل بالظهر بسبب هالنومه وعُلّوم إلى آخره .
فغر شفتيه بصدمه من هذه المعلومات الجديده التي يسمعها عن زوجته الرقيقه ، لم تشكو له ولم تخبره الا بما سأله وهو لم يضغط عليها في وقتها .
التفت براسه وقد شعر برائحتها تغزو انفه وقد شعر بوجودها هنا وكأن كيانها يُلاحقها .
شهقت عندما رأته ولم تتوقع وجوده وعادت ادراجها حتى تهرب ، أسبلت أهدابها بقوه وهي تسمع نبرته الخشنة : تعالي ، تعالي ، تعالي على وين رايحه .
انزلق صوتها من بين شفتيها خجولاً وهمست : ولا مكان موجوده هنا !!!
تنهد بعُمق ولم يكن يُفكر بهذا الفجر كما كانت تفكر هي بخجل ، بل كان تفكيره إلى مكان بعيد !! بعيد جداً ، الى حيث انه لا يُرِيد ان يؤذيها ويُهينها بمعرفته لتلك الأمور الجديده التي عرفها عن ماضيها البائس .
همس لها بخفوت وهو يُمرر أصابعه على صفحه وجهها الرقيقه بعد ان ادرك خروج اخته واختلائه بها ، وانتابته الرعشة وهو يتحسس نعومه بشرتها القشدية : تدرين مين موجود عندنا الحين ؟؟!
قالت بغرابه خافته : لا ما بعرف .
فكرت بسخريه , فمن أين لها ان تعرف من جاء لأجلهم ؟؟!
ابتسم على لهجتها السورية فهي تليق بها كثيراً ، فلقد لاحظ بشكلٍ جيد ان كلامها مُختلط اللهجات بسبب العروق التي تجري بدمها ، فقال وهو يُعانق وجنتها الطرية بداخل كفه : خالك موجود عندنا ووده انه يشوفك .
توتر حلقها وخرج صوتها متحشرجاً وهي تضع كفيها على صدره بهلع من نبرته الهادئه التي جعلتها تُذعر : خالي هنا ؟؟؟ ليه ايش صار ؟؟!! احد منهم صار له شي ؟؟؟! هم بخير صح مافيهم شي ؟؟! الله يخليك قولي انهم بخير .
ارتفع حاجبيه بصدمه لرده فعلها التي لم يتوقعها وهو الذي ظن انها تكرههم ولا تريد ان تسمع عنهم شيئاً , هدئها وهو يربت بكفيه على كتفيها : اهدي ، اهدي ما فيهم شي بس هو جا يطمن عليكِ وياخذك معه اليوم لانه مشتاق لك وماقد شافك من شهور ، لو ما تبين تشوفينه ولا تروحين معه ماحد رح يجبرك القرار قرارك انت !!!
لم يرد ان يُشعرها بالضُعف فان اخبرها بما يعرفه عن ماضيها البائس وانه لن يسمح لأحد بإيذائها ، ستشعر بالمهانه وإحساس الضُعف وهو لا يُرِيد ان يوصل لها هذا الإحساس ، سيترك الأمور تجري كما هي ويحميها دون ان تعلم فهو لن يسمح لأحدٍ بان يؤذيها وقد أصبحت خطاً احمر و تحت حمايته فور ان عُقِد قرانه عليها .
بُهتت ملامحها بشكلٍ آسي ، هل تذكروها الان ؟؟! وهي التي قد غادرت منزلهم منذ أشهر ، هل حقاً اشتاقوا لها ويريدون رؤيتها ؟؟!! أين كانوا عنها دون ان يهتموا لها ؟؟! هي حقاً اشتاقت لهم كثيراً اشتاقت حدّ الموت وهي التي لم تعرف غيرهم لسنوات عِجاف .
فهمست بخفوت تغلِبُها طيبتها و اشتياقها ، ربما يتغير كل شيء وتبدا صفحه جديده مع زوجه خالها ، ربما زوجه خالها قد اشتاقت لها حقاً وأفقدتها !!! بصيص أملٍ لمع في عينيها جعلها تبتسم ببراءتها : طيب رح اشوفه وأروح معه ، حتى انا اشتقت لهم .
شحبت ملامح وجهه وهو الذي كان يظن انها سترفض الذهاب معه بقوه ، بسبب كل مافعلوه لها ، فقال بريبه : متأكده ودك تروحين ؟؟!
اومأت برأسها دون ان تنبس ببنت شفه ، فقال لها : طيب روحي تجهزي اجل ، وانا عندي كم رحله داخليه اليوم ، وبرجع آخذك بالليل .
ميرال بهدوء وهي لاتزال عاتبه عليه بسبب صراخه عليها واحراجها امام زوجته الاولى ، فما فعله فجر هذا اليوم لم يُلئم جرحها لقد زاد من إحراجها وخجلها : طيب .
غادرت لتبدل ثيابها وجلس هو على الأريكة ينتظرها والقلق يملأ قلبه عليها وليته يعرف ما تفكر به انها تتظاهر بالقوه حتى لا يشعر بضعفها تريد ان تتغلب على مخاوفها وان تذهب الى ذلك المكان الذي أُهينت فيه وتأذت وتثبت انها قويه ولا يؤثر بها شيء وكم احب محاولتها هذه , رغم اه في قراره نفسه لا يرغب منها ان تذهب إلى هناك .
وخرجت جدته من غرفتها تتجاهله بشكلٍ ملحوظ وقد اكتفت بإلقاء السلام ببرود وجفاف واضحين له .
ردّ السلام باستغراب وقد استوعب غضبها منه فقال مذهولاً : افا بس الشيخة زعلانه عليّ ؟؟!
لم تجبه فجعلت قلبه يخفق برجفه ، وقد اوجعه صدها له . فاقترب عند رُكبتيها وقال بحنان ينزلق تلقائياً من صوته عندما يتحدث معها : يمّه تدرين انه ما يهون زعلك عليّ مهما كان السبب ، عسا الله ياخذ الروح لو انها اذتك بشي سواء بقصد او بدون قصد .
شهقت بهلع عندما دعا على نفسه واستفز عواطفها بمكر ، فضربته بخفه على كتفه وقالت بوهن اكتنز به قلبها : بِسْم الله عليك الله يحفظك ، انت ما اذيتني بس ما ابيك تحاكيني لاني زعلانه عليك واجد يوم زعلت حفيدتي الغاليه امس ، صوت صراخك عليها واصل لغرفتي وخلا قلبي يوجعني عليها ، وماادري وش سوت بنيتي الغاليه ؟؟ عشان تصارخ عليها قدام مرتك الاولية وتهينها بهاذي الطريقة ، بس ادري فيك ماعندك سالفه وتعصب على اي شي ولا تمسك لسانك حتى لو الموضوع تافه ، وما رح ارضى عليك لين اشوف البسمه ترجع لثغرها وعيونها الزعلانه .
تنهد بخفوت عندما عرف السبب وابتسم بهدوء ، فجدته لم تعرف بانه جاء هذا الصباح وقد أرضاها بطريقته وكبرياءه يمنعه من الاعتذار لفظاً فهو يكتفي بأفعاله وخاصه ان الموضوع لا يستحق ان يعتذر بلسانه , بل حتى وان اخطأ .

*****

كانت تجلس بهدوء وهي تُداعب ابن خالها الصغير وتقبله بعُمق وهي تقرض وجناته البيضاء وتقول بصوتٍ طفولي : دلبو ياناس ، فديت الوحشوني يا قلبي انت حتهً عسل مصفّى .
قهقهت نادين بضحكه وهي تضع امامها قدح العصير وتقول بنعومه : ما كنت بتوقع رده فعله العنيفه هاي اول ما شافك فكرته نسيك وما تزكرك .
ميرال بزهو تمثيلي : ليه يا حبيبتي ينساني ؟؟! انا ميرو ماحد ينساني !!!
نادين بلكاعه : يوه يوه ، شوفوا كيف اغترينا ياعالم والله بحِئيلك "يحقلك " ، مش عارفه هو الجواز هيك بزيد البنت حلاوه ، صايره ئمر "قمر" بالسما بعد ماكنت ئِرد " قرد " .
شهقت ميرال وهي تعبس بحاجبيها : زفته انتِ الكنت ئرد ، قبل لا تتزوجي .
ضغطت على شفتيها وسحقتها بأسنانها عندما زل لسانها بغير قصد ، وابتسمت نادين بحزن وقالت : كنت ، فعل ماضي بس هلأ شكلي رجعت ئِرد ، هههههههه .
ميرال بتأنيب الضمير الذي اجتاحها : لا انت عسل مصفّى زي اخوكِ ، وورده حمرا ، وئشطه بيضا ، وسُكّر خِشن وليمونه حامضه و ...، .
ضحكت نادين وقد افتقدت أيامها مع ميرال وهي تلكزها على كتفها : بس ، بس ولي بس فئعتيني ضحك ماكِنت بعرفك زريفه " ظريفه " هيك ميرال هانم ، الجواز عن جد لَعِب بالخلايا العقليه لمُخك .
في احد الغرف بالداخل وضعت كفها على فمها بصدمه : شو بتحكي انت اتجوزت ابن عما !!! .
الياس : ايه اكبر واحد من ولاد عما ، بس الئهرني " قهرني " عليا إنّا مرته التانيه وهو متجوز كنت حاب يكون نصيبا احسن من هيك .
سوسن : شو بدك نصيب احسن من هيك ، زلمه طول بعرض وشغل ومنصب مهم وكاريزما وسروه " ثروه " وكل شي منيح فيه ، والله مانا ئليله " قليله " هالئِرده عرفت كيف تجيبوا لراسو وتحط شباكها عليه وتصيده ، زلمه لُئطه
الحيوان العمل فينا هيك وشحططنا فكل مكان وطردك من شغلك .
كان يُزرر قميص منامته ويقول : لا حول ولا قوه الا بالله ، ماشاء الله تبارك الله ، خليهن بحالهون شو بدك فيهن ؟؟ وبعدين لا تسيئي الظن فيه ، هاد قدر من الله يصير فينا هيك ، شو دخله للزلمه يعمل فينا هيك ، ومتل مانبهتك ما تحكي مع ميرال باي شي بخصوص وضعنا ، مابدي انكد عليا بعد ما غيرت جو عنا هون .
حركت كفها بلا اهتمام وقالت : ايه ، ايه فهمانه نام انت هلأ لنشوف ايمتا ليشرّف جوزا ياخدا من هون .
خرجت وقد قررت ان تستفيد من وجودها في منزلها ، فهي لن تخرج من هنا خاليه الوفاض وعليها ان تستغل عواطف ميرال الطيبه واستفزازها وستنجح بذلك دون أدنى شك .
وصلت الى حيث استقبلت ميرال ورأتها تضحك بسعاده ووجهها مُنير وكانت متفتحه كالوردة ولم يعد وجهها حزيناً كما في الماضي ، تحسست التجاعيد في وجهها وكم تشعر بالغيرة منها .
قالت بغِلّ خفي وهي تنظر لميرال الذي ازداد اشراقها بعد الزواج : نادين خِدي اخوك ونيميه اجا موعد نومته الساعة صارت عشره .
نهضت بطاعه تأخذ اخيها وتترك والدتها مع ميرال التي ارتعشت خوفاً لم تستطع السيطرة عليه من انفرادها مع زوجه خالها .
جلست الاخرى ببطء تتمعن في ملامح ميرال الخائفة وجعلها ذلك تبتسم وقد اعجبها خوفها منها , وقالت بقصد مقهور : ماشاء الله الجواز زادك حلاوه عن اول .
احمرت وجنتيها خجلاً وقالت : الله يسلمك خالتي من زوئك .
لمعت عينا سوسن وهي تمثل عدم الاهتمام : بس الله يسامحه لجوزك على العمله فينا من لما اخدوك اهلك عندهم .
قطبت جبينها وقالت : زوجي ؟؟؟! ايش سوا ؟؟!
سوسن بانتصار وهي تُحرف بالكلام وتكذب : ليه ما بتعرفي انه بعد ما اخدوك ئطعوا اي صله تواصل بينا معك ، لهيك ماقدرنا نسأل عنك ونطمن عليكِ في بيت اهلوا لأبوكِ ؟؟؟
رمشت بأهدابها وقالت : جد هذا الصار ؟؟؟!
سوسن بتمهل : ايه ، وغير هيك فجأه انطرد خالك من الشغل ونادين كمان انفصلت من شغلا ووضعنا صار بالحديد ، منيح معنا شويه مصاري محوشتن للعازه ، بس بعدين حنصير نتقبل صدقات الناس .
شحبت ملامحها وبدأ قلبها يؤلمها لما تسمعه فهي لا تتحمل ان يُصيب هذه العائله اي اذى بسببها ، بعد كل مافعلته بها زوجه خالها من سوء إلى انها ليست مثلها ولن تكون سيئة ولن تنتقم منها فهي أصفى وأنقى من ذلك إيمانها بربها كبير يجعلها تؤمن بانه هو من يأخذ لها حقها وليست هي من تأخذه بالخداع والانتقام ، وكما انها ليست ناكره للمعروف وليست ناكره لإحتوائهم لها في يُتمها ولن تكون .
همست بخفوت : ولا يهمك خالتي ، انا رح اكلم فهد مع اني ما اعتقد انه ممكن يسوي كده ، مره طيب هو .
ابتسمت بتشفي وقلبها يرقص طرباً داخل أضلعها , حتى وان لم يكن هو من فعل ذلك وكانت صدفه ان ينفصل زوجها وابنتها من عملهما فعلى الأقل ستكسب قروشاً من خلفها وسيساعدهم زوجها عندما تتدلل عليه ميرال فسيُنفذ لها طلباتها ورغباتها لانها عروسٌ جديده .

bluemay 07-08-16 02:54 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_


هلا وغلاا وعودا حميدا


ميرال رح تجلطني .. مو لهالدرجة يعني الطيبة

كيف بتروح مع خالها ؟!!.. كنت متأكدة من انه رح تستغل الفرصة شمقرين الساحرة

وتحاول تنكد عليها.


يسلمو ايديك

تقبلي خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


maramza 07-08-16 03:28 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
والله ميرال مسكينه بتخلي الواحد ينقهر منها حبيت احساس قهد الها

حلم الحياه 07-08-16 06:49 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ياهلا
طيبه ميرال الزايده بتوديها في دواهي مع فهد
عسى مايصير شي يخرب علاقتهم :peace:

حلم الحياه 07-08-16 09:20 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
امم عزيزتي auroraa مره انتي رسلتي رابط حسابك ع الفيس بس مارضى يطلع معي فهذا رابط حسابي اسمه حلم الحياه ضيفيني ماعليك امر
http://https://www.facebook.com/prof...00012923581649

قمرة ، 08-08-16 01:15 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
هلا هلا بالبارت وصاحبة البارت :YkE04454:
الله يعطيك العافية ..

auroraa 09-08-16 01:40 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3654683)

_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_


هلا وغلاا وعودا حميدا


ميرال رح تجلطني .. مو لهالدرجة يعني الطيبة

كيف بتروح مع خالها ؟!!.. كنت متأكدة من انه رح تستغل الفرصة شمقرين الساحرة

وتحاول تنكد عليها.


يسلمو ايديك

تقبلي خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


وعليكم السلام والرحمه

ههههههه مييرال هادي مش طيبه منها هاذي سذاجه
حتندم عليها

الله يسلمك حبيبه قلبي

auroraa 09-08-16 01:44 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3654687)
والله ميرال مسكينه بتخلي الواحد ينقهر منها حبيت احساس قهد الها

فعلاً تقهر الواحد ميرو
وفهد احساسه حيتطور اكثر عن كده

auroraa 09-08-16 01:48 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3654698)
ياهلا
طيبه ميرال الزايده بتوديها في دواهي مع فهد
عسى مايصير شي يخرب علاقتهم :peace:

ههههههههههههههه

في شي رح يخرب علاقتهم بس مش
هبلها اشياء ثانيه

auroraa 09-08-16 02:02 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3654731)
امم عزيزتي auroraa مره انتي رسلتي رابط حسابك ع الفيس بس مارضى يطلع معي فهذا رابط حسابي اسمه حلم الحياه ضيفيني ماعليك امر

مرحبا حبيبتي مع الاسف ما فتح مع الرابط

سوي بالسيرش بحث عن اسمي اسمي بالضبط هناك

Auroraa dos
(Aurorita)

والصوره الشخصيه زي صورتي هنا

auroraa 09-08-16 02:03 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3654820)
هلا هلا بالبارت وصاحبة البارت :YkE04454:
الله يعطيك العافية ..

اهلين فيك ياقلبي
ولا اني عارفه اهم شي عندكم البارت
ههههههههههههههههه

الله يعافيكِ يا قلبي

حلم الحياه 09-08-16 04:09 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة auroraa (المشاركة 3654930)
مرحبا حبيبتي مع الاسف ما فتح مع الرابط

سوي بالسيرش بحث عن اسمي اسمي بالضبط هناك

Auroraa dos
(Aurorita)

والصوره الشخصيه زي صورتي هنا

سويت لك طلب صداقه اسمي هناك حلم الحياه والصوره نفس صورتي هنا بعد:flowers2:

auroraa 09-08-16 06:47 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3655007)
سويت لك طلب صداقه اسمي هناك حلم الحياه والصوره نفس صورتي هنا بعد:flowers2:

وانا قبلتك حبيبتي نورتيني يا عسل

auroraa 11-08-16 03:31 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم

احلى متابعات اسمعووووني

انا حرجع انزل لكم فصول زي اول انسوا يوم الاحد
حابه انزل لكم فصل كل ما خلصت منه هذا افضل من فصل
بالاسبوع مو حابه اخليكم تنتظروا والفصل جاهز عندي
هو على حسب كل فصل ايام في فصول ثقيله احتاج عده ايام اكتبها
وفي فصول خفيفه اكتبها بسرعه وتحتاج من 3 ايام ل 4
فعشان كده بصير اعلن بالسناب اذا بنزل الفصل
عشان يكون عندكم خبر
وبعطيكم خبر هنا كمن قل بيوم من التنزيل
للمو ضايفيني بالسناب شات

auroraa 11-08-16 03:34 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
المهم كونوا على استعداد في فصل اليوم ان شاء الله

الفصل العشرين
وطويييل الله يخليكم لا تقولوا قصير

auroraa 11-08-16 04:27 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
سلامٌ ورحمهٌ من الله عليكم
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل العشرون

رُكْنت سيارته امام هذه الفيلا التي يُدرك طريقها من قبل في انتظار زوجته للخروج كما اخبرها ، ويقسم انه لو رأى نظرات الحزن في عينيها ليقلب دنيتهم فوق رؤوسهم اكثر مما فعله بهم من قبل .
خرجت تتهادى على استحياء بحجابها وغطائها الكامل الذي يُغطيها من رأسها لأخمص قدميها ، وصعدت بخجل للسياره ولم تكن معتاده على الجلوس بقربه كثيراً , بينما كان هو يرمقها بهدوء حتى استقرت في مقعدها .
وخرج صوته خشناً قائلاً بهدوء قلق : هااا كيف كانت زيارتك لهم ؟؟!
ابتسمت من أسفل نقابها وهي تهمس : الحمدلله مره حلوه كانت .
لم يفهم بعد ان قاموا بإذائها ام لا فهي تبدو سعيده ومنتعشه وكم يُثير هذا الأمر عجبه ، فبدأ يسألها وهي تُجيبه باختصار خجول إلا ان فُكت عقده لسانها وخجلها أخيراً وانطلقت بالحديث بحماس وهي تُحرك كفيها وذراعيها وكان يُبادلها الحديث باستمتاع يشعر به للمره الاولى في حياته ابتسم ابتسامه لم تظهر كامله على شفتيه لانه يقوم بمثل هذه الحركات عندما يتكلم او يشرح شيئاً , ربما كانت الوراثه في الجينات التي تجري بعروقهم.
كانت المره الأولى التي يشعر فيها أنه متزوج بإمرأه تُحدثه وتُبادله الأحاديث دون أن تطلب شيئاً وتصمت , للمره الأولى يشعر أنه كائن حيّ لا مُجرد حائط يستندون عليه.
فدائماً عندما يكون مع دينا يا إما أنهما يتشاجران طوال الطريق او ان الوقت يمضي بطيئاً جداً و هو يقود السياره وهي تشاهد هاتفها ولا تتركه من كفها أبداً والصمت يسود المكان بينهما , أو انها تطلب منه ان يحضر لها شيئاً وتصمت .
انعدام الحوار بينهما كان سبباً في تشتت حياتهم .
لم يشعر بالوقت وهو يقود دون ان يتجه للمنزل ببساطه هو يخاف ان لا تتكرر هذه الليلة يخاف أنه في حلم وان التي تتحدث ليست هي زوجته فبالغالب لا احد يُحب ان يتحدث معه بسبب أفكاره وقناعته المختلفه عن الجميع , و لانه لا يرغب ان تتوقف هذه الثرثارة عن التغريد بصوتها البُلبُلي .
اكتشف للتوعندما يزول عنها الخجل فهي لا تتوقف عن الثرثرة .
فتوقف عند محلٍ للايسكريم قُرْب البحر وقال : طيب ممكن تسكتين شوي ، بس انزل اجيب اسكريم وارجع وسولفي عليّ .
احمرت وجنتيها من الاحراج وكأنها نسيت كل شيء وارادت ان تبُثه بعضاً من سعادتها وهي تتحدث معه بانطلاق للمره الاولى وسمعته يردُف : اي نوع تحبين تاكلين ؟؟!
ميرال ببعض الخجل : عادي اي شي .
ربااااه كم هي خجولة حتى انها لا تريد اخباره اي نوعٍ تحب ، فقال ببشاشة : اجل بجيب لك على ذوقي .
عاد للسياره ومعه أكواب الايسكريم وَقاد السياره لجهه خفيه عن الناس القِلّه في منتصف الليل و الذين يقفون امام البحر .
ترجلا من السياره وجلسا في احدى الكراسي الخشبية المصقولة ، وقال بهدوء وهو ينظر حوله فلم يجد أحداً ، والبحر يعوي والأمواج تهدُر وترتطم بالصخور الرطبه من أمامهم: شيلي نقابك مافي احد هنا ، عشان تعرفين تاكلين الاسكريم .
خلعته بهدوء ، وهي تعطيه المثلجات خاصته وبدأ يأكل وهو يتأمل البحر من امامه وكم يُحِب هذه الأجواء والسكُون بعيداً عن الصخب والازعاج .
وكانت هي ايضاً تأكل بهدوء وقد أعجبها ذوقه في الاختيار ، أُجفلت على صوته الخشن يقول لها : ها وش رأيك ؟؟ عجبك ذوقي !!
ميرال وهي تأكل امامه بتلذذ : هممم يم يم مره لذييييذ الله يعطيك العافيه .
همس بخفوت وقد تفاجأ من شُكرها له : الله يعافيكِ .
فهذه المره الاولى التي يشكره احد على امرٍ بسيط اشتراه ، فلقد اعتاد دوماً ان يُعطي دون ان يأخذ شيئاً حسياً او معنوياً .
قالت بُغتهً عندما ادركت تأخر الوقت : فهد انت ما عندك دوام اليوم وحتسافر ؟؟؟
نظر لها وشعره يتراقص على جبينه من الهواء : الا عندي دوام كل يوم الظهر أبدأ ماعدا الجمعه والسبت ، بس الشهر الجاي بيتغير الشفت .
شهقت بفزع وهي تقول : طيب يلا ، يلا نرجع البيت عشان يمديك تنام وترتاح ولا تتعب .
فهد : يا معوده اجلسي هذانا مبسوطين ومرتاحين والجو حلو مو شين ، وبعدين متعود انا انام ساعتين او ثلاثه كل يوم .
عقدت حاجبيها وهمست : الله يخليك خلينا نرجع ، مو مرتاحه انا أحس بتأنيب الضمير لأنك صاحي عشاني لازم تنام .
فهد وقد بدأ يشعر بالتسلية : بتنيميني غصب يعني ؟؟!
اومأت برأسها وهي تبتسم وتنهض ساحبه إياه من ذراعه كي ينهض واخيراً ويُرِيح قلبها وضميرها .
عادا للمنزل ودلفت لدوره المياه فوراً حتى تبدل ملابسها لمنامتها القطنيه الطفوليه التي رُسم عليها " باقزبني " .
عقد حاجبيه وهو يحاول ان يتذكر شيئاً فأدرك انها لم ترتدي امامه قميص نوم إطلاقاً ، كل لباسها مُحتشم بإسراف كما الان ، صحيح هو لا يُحِب اقمصه النوم الشفافة والحريريه يشعر ان من ترتديها امامه تكون مُبتذله وهي تحاول إغراءه دون ان تنجح .
لا يعرف لماذا فجأه أراد ان يراها بقميص نوم فهي بالتأكيد لن تكون مُبتذله مثل السابقات اللاتي يرتدينه له منذ اول ليله وكأنه امرٌ مسلمّ به .
جلس على السرير يكتفي بإرتداء بنطاله القُطني ، ينتظرها تُنهي صلاتها لقيام الليل ، ولم يُبالي بمظهره الجريء امامها وهما لم يُكملا ثلاث أسابيع ، ولم يصلا لمرحله تجعل من مظهره اقل وقاحه .
ابتسمت عيناه عندما انتبه لشهقتها المكتومة وقالت : لِسَّه ما نمت ؟؟
رفع ذقنه بتسليه وهزّ منكبيه : ماجاني النوم ، قلت انتظرك اشوف تقدرين تنيميني ولا لا ؟؟
مطت شفتها بطريقه أغوته وهمست : اصلاً انت حتى ما حاولت تنام .
ثم رفعت صوتها قليلاً : انا بروح أطمن على جدتي وارجع اشوف كيف بنخليك تنام .
ذهبت دون ان تنتظر ان يقول شيئاً من خجلها ورؤيته بهذا الشكل الجرئ ، ودخلت لغرفه جدتها ووجدتها تقرأ القرآن .
ابتسمت بانتعاش وقالت بمرح : حبيبتي يا جدتي انا توقعت ادخل الاقيك نايمه !!!
ابتسمت لها الجده وقالت : ما اقدر انام بدون لا اتطمن عليكِ وأنك جيتي ، إلا صدق مين جابك من عند خالك ؟؟! وكيف كانت زيارتك ؟؟!
قالت بهدوء : زيارتي كانت حلوه مره وانبسطت الحمدلله ، والجابني فهد وطلعنا شوي البحر وأكلنا اسكريم .
اومأت الجده وهي تهمهم : هممم اجل فهيدان هو الآخذك !! انتِ للحين زعلانه عليه عشان صارخ عليكِ قدام الماتسوى .
ميرال : لا يا جدتي ما زعلت عليه ابداً ومين حكالك انه صرخّ عليّ هو كذه صوته عالي بطبيعته ماشاء الله بس كان يتكلم ، والغلط يُـعد مني كمان سمحت للرجال يتمادى بحكيه معي بس ماكنت منتبه عشان كده ، حصل خير .
دخل فهد على جملتها وعينيه تحكيان قصه غريبه ، قصه عن براءتها وعن نقاءها فهي لم تكسره امام جدته او تشكوه ورفعت من قدره امامها ولم تُنزِل من قدره قيد أُنمله ، هل حقاً يوجد امرأه تفعل ذلك في هذا الزمن الأغبر ؟؟!
قال بهدوء وهو يقف عند إطار الباب مُستنداً إليه : شلونك يمّه عساكِ بخير ؟؟!
ابتسمت الجده وهي تقول بحب وقد زال غضبها عنه مهب الريح مع قول حفيدتها الغالية : الله يخليك يمّه ويحفظك ويسعدك مع ميرال ، الحمدلله بخير مافيني الا العافيه .
همست ميرال بخفوت مع فهد : اااامين يا رب .
اغلقا الضوء بعد ان جلسا قليلاً وخرجا لغرفتهما وقال فهد : انتِ صدق ما زعلتي مني أمس ؟؟! ولا بس تقولين كذه عند أمي ؟؟
برمت شفتيها بدلال وهي تقول بابتسامه جميله : الا كنت زعلانه ، بس خلاص راح زعلي لما خليتني اروح عند خالي وغيرت جو عندهم وجبت لي اسكريم .
ارتفع حاجبيه بذهول وهو يقول مُتجاهلاً ذكر بيت خالها الذي يجلب غضبه : يعني الاسكريم جاب راسك ؟؟!
احمرت وجنتيها بخجل وهمست : ما حبيت أطول الزعل لانه اول مره أزعل واحد يراضيني حتى لو بطريقه غير مباشره .
بُهتت ملامحه وقد عرف انها ادركت انه كان يرغب في مُراضاتها وان الامر لم يكن مجرد صدفه عابره .
تذكر هذا الفجر وهو يبُثها أشواقه وعاطفته المتفجرة وكيف كانت كالوردة المتفتحة بين ذراعيه ، كانت هذه الذكرى ايضاً نوعاً عن تعبيره لاسفه ، ليس هو من تخرج من شفتيه كلمات الاعتذار ولكنها من بلاهتها لم تعرف ان طريقته هذه كانت للاعتذار واعتبرت المُثلجات هي الاعتذار .
همس وهو يقول : طيب يلا تعالي خلينا ننام .
اقتربت بهدء وهي تتمدد بجانبه , وأجفلها عندما سألها بُغته : ماعندك غير ملابس الورعان " الاطفال " هاذي .
لم يرى اتساع عينيها وحُمره الخجل التي سدَتّ على وجهها الأبيض وقالت ببلاهه وسذاجه : الا فيه لما رحت مع ريما اقضي لجهازي شرت لي كل شي قليل أدب ، بس ما لبستهم ما اقدر ، ما اتخيل نفسي اني ألبسهم ، ممكن البسها بكره او بعد بعد بكره او بعد بعد بعد بكره .
ابتسم ولم ترى ابتسامته العريضة لأنهما كانا يُحدقان بالسقف ، تلك الماكره سترتديها عندما يكون هو عند دينا حتى لا يراها لقد فهمها جيداً ، فاليكن ليس صعباً ان يراها كما يُرِيد في وقتٍ ما .
همس وهو يشعر بالنُعاس يغزو عينيه : سكري النور الجمبك ، ليه فاتحتيه ؟؟ خلاص بنام ماني مسوي شي الحين !!!!!
توتر جسدها وهي تشعر بالخوف من الظلام ، في مكه قضيا أسبوعاً كان بصيص من الضوء في الشوارع والحرم يدخل عبر الستائر ، اما الان فلا يوجد اي بصيص وظلامٌ حالك .
همست ولم تفهم قصده من جملته الاخيره : خليه شوي !! اخاف من الظلام وما اقدر أنام الا على شويّه نور .
ألتفت لها ويده ترتاح اسفل وجنته الحادة كالإزميل : يعني ؟؟! ما رح ننام الليلة .
سحبت شفتها السُفلى تحت اسناها وقالت : بس خمس دقايق أنام بسرعه , وانت طفي الور ونام !!!
تنهد بصبر وهو يقول : طيب يلا انتظرك !!!
اغمضت عينيها ومضت عدع لحظات ولا تعرف لما شعرت أن يُحدق بها ونظراته تخترق جسدها كالشظايا , اغمضت عينيها بقوه وهي تشد عليها من توترها .
أما هو فأراد أن يأخذها بين أحضانه مثل ذلك اليوم في مكه فباحتضانها شعر بشعور لم يشعر به من قبل , ولا يرغب ان يشعر به مجدداً فهو يأخذه لعالم أخر عالم لا يعرف به نفسه .
عده لحظات فقط التي احتاجها لتتغلب رغبه قلبه على رغبه عقله وهو يرى عينيها المُغمضة ترتعش من فرط التوتر والخوف , فأجفلها بحركه سريعه وهو يجتذبها بين أحضانه .
وكتمت شهقتها عندما سمعت صوته الخشن يقول وشعرت به وهويسحبها أكثر بين احضانه يبُثها دفئه ويغرسها في صدره : لاااا على كذه ما رح ننام ابد اليوم !!! لا تخافين وانا معك مافي شي يخوف ، ما تثقين فيني ؟؟
بصراحه لا فهي لم تعرفه الا منذ ثلاث أسابيع فلا تستطيع الثقه به ابداً .
ولكنها همست عكس افكارها باستسلام خافت : الا اثق فيك .
فهمس وهو يشعر بالتوتر من هذا الوضع فهذه المره الأولى التي ينام وامرأه تحتل صدره موطِنناً : طيب طفي النور , خلي هالليلة تعدي .
أطفأت الضوء بذارعٍ تُدرك طريقها ، وأُسبِلت أَجفانُهُما ليحل عليهما بحرٌ اسود من الظُلمة الداكنة .
يا الله ما اجمل هذا الدفء الذي تشعر به بين يديه ، كان جسدها يرتجف خوفاً وكان يشعر بخوفها من الظلام فيغرسها اكثر في صدره حتى هدأت حركه جسدها وارتخت وتغُط في سُباتٍ عميق .

*****
استيقظت مُبكراً وبدأت بتنظيف المنزل كالمعتاد والتجهيز للغداء وبصوتٍ خافت حتى لا تُزعج نوم زوجها وجدتها , فاجأتها رسيل وهي تطرق الباب , ففتحته بهدوء وهي تفغر شفتيها وهي تراها بعبائتها وقالت : خير اللهم اجعله خير , وين طالعه من صباح ربّ العالمين ؟؟
قالت رسيل بعجله : طالعه أفطر مع ريما وأنا أدري أنك تقومين مع الديك تعالي افطري معنا .
مسحت كفيها بالمريلة التي ترتديها : يا ليت أقدر أطلع معكم , لو انك قايلتلي بالليل كان استأذنت من فهد والحين هو نايم ما أقدر اصحيه حرام عنده شغل الظهر .
لوت رسيل شفتيها : خساره , عاد احنا نقرر فجأه اليكون صاحي يطلع ما نجلس نصحي في بعض , خلاص ان شاء الله يوم ثاني يا قلبي الجايات اكثر .
ابتسمت ببشاشه : ان شاء الله حبيبتي .
همّت لإغلاق الباب ففاجأها دخول طفليّ ريما والذي صرخ أكبرهم ويبلغ ثلاث سنوات : أنا ما ابي اروح معكم حرّ .
قالت رسيل بعصيبه : اقول بلا دلع ماصخ تعال بسرعه بنتأخر .
أختبأ خلف ساقيّ ميرال وهو يتشبث بها بشده : ما أبغى ما تفهمين ؟؟
وأخته التي تصغره بسنه كانت تُخرج لها لسانها وتقول : احنا نحب ميلو تعطينا حلاوه وما تضرب زيك يا شريره .
شهقت رسيل بصدمه من لسانهم الطويل , واشتعل وجهها بالغضب وهي تلتفت لأختها التي تنظر لها باستغراب : رسيل وش تسوين هناك كل ذا الوقت ؟؟ يلا تعالي وجيبي ميرال .
قالت رسيل بنفاذ صبر : ميرال ما رح تجي , تعالي شوفي عيالك عيو يجون معي ونشبوا للمسكينه .
ضحكت ميرال بنعومه وقالت : خلاص خلوهم وروحوا وأنا بفطرهم هنا .
أطلت ريما من خلف رسيل وهي تستمع لميرال وقالت : لا لا ياقلبي رح يطفشوكِ , اعرفهم ما رح يجلسوا هادين .
ميرال بإصرار : روحي وغيري جو مع رسيل وارتاحي شوي , ما رح يغلبوني وانا في البيت .
وذهبت ريما وتركت أطفالها مُحرجه من زوجه أخيها وأخيراً بعد شدٍ وجذب وقامت بالاهتمام بالصغيرين على أكمل وجه وأطعمتهما , وهاهي تجلس معها وتُلاعبهما قليلاً بعد أن أنهت أعمالها .
خرج من الغرفة وهو يُخلل أصابعه الخشنه داخل شُعيرات رأسه الناعمة , صفرّ باستغراب وهو يقول بتسلية : أوووه توأم الشمبانزي عندنا !!! منورين بيتنا .
التفتت له ميرال وهي تبتسم وتقول بنعومه : حرام عليك والله انهم عاقلين , وما طلعوا ولا نتفه صوت لأنك نايم انت وجدتي , بس الحين خلاص بطلق سراحهم شوي بما انكم صحيتوا .
جلس بجانبها وقال بمرح : بما انك قلتِ الجملة خليني اخمن انبح صوتك وانتِ تقولين لهم هششش .
ضحكت بخفه وهزت منكبيها برقه توافقه على كلامه . فتح ذراعيه القويين وهو يستقبل أطفال أخته بين أحضانه ويُدغدهم ويفرطون من الضحك وشاركهم الضحك وقد كان وجودهم هذا الصباح مُنعش له .
فغرت شفتيها وهي ترى ضحكته الخشنة وابتساماته لأطفال أخته , إنه يُجيد الضحك !!!!!!!!!!
لقد ظنت بأنه لا يعرف كيف يضحك وكادت أن تقسم بذلك فهي منذ وصلت إلى منزل عائلتها لم تره يضحك أبداً او حتى يبتسم وإن فعل كانت إلتواء سُخرية على شفتيه , شيءٌ واحد أدركته وهي ترا لعبه مع الأطفال وضحكاته الخشنة بأنه سيكون أباً رائعاً في المستقبل وقد كانت متعجبه بأنه لم يكن له اطفال وقد تزوج ثلاث مرات .
التقطها وهي تُحدق به فاختفت ضحكته فجأه وبقيت ابتسامته العريضة وقال : في شي غلط بوجهي عشان تطالعيني كذه ؟؟؟
ابعدت وجهها عن مرآ وجهه وكتمت شهقتها في صدرها وقالت بخجل : لا , لا مافي شي .
ثم سألها باستغراب : إلا وين ريما ما شفتها للحين ؟؟
بللت شفتيها بتوتر وقالت : راحت مع رسيل وبيرجعوا كمان شويّ .
عقد حاجبيه وهمس : وين راحوا يهيتون من صباح الله خير ؟؟
قالت بهدوء وهي تعبث بطرف قميصها : راحوا يفطروا والأولاد أصروا يجلسوا عندي .
فهد : ليه ما رحتي معهم ؟؟
قالت بهدوء : رسيل ما علمتني إلا الصبح وهم طالعين , وانت نايم ما حبيت اصحيك عشان أستأذن .
هذه المره منحها ابتسامه خاصه لم يمنحها لغيرها وكما هي العادة فهي الوحيده التي تشعره بأنه متزوج من امرأه و حريصه على أخذ الإذن منه , ثم قال بهدوء : مو مشكله المره الثانية لو حبيتِ تطلعين أطلعي حتى لو كنت نايم أو مسافر بس خليلي رساله عشان يكون عندي خبر ومطّمن عليكِ .
أومأت برأسها , وهو يُمرر كفه على شعرها المُسترسل بحُريّه على أكتافها وهمس وهو يُقربها إليه قليلاً : تدرين شفتكِ وانت تلعبين عيال ريما وتخيلتك وأنتِ أم , رح تكونين أم حلوه !!
احمرّت وجنتيها وهمست له بأفكارها : وأنا يوم شفتك تلعبهم وتضحك معهم , قلت أولادنا حيكونوا محظوظين فيك رح تكون أب رائع لهم .
تنهد بعُمق وهو يهمس بخفوت وصل إليها خفوته حزيناً يائساً
: ان شاء الله يا رب , الله كريم وبيكرمنا .
لقد كادت أن تسأله لما ليس لديه أطفال حتى الآن فقاطعها طرقُ الباب ونهضت لتفتح .
ودخلت ريما ورسيل وبيدهما بعض الأكياس وقالت رسيل والعرق يتصبب منها : اوووف يا رب وش ذا الجو مره حرّ الواحد ما يقدر يطلع من البيت , لا أنا جدياً أفكر اقنع ابوي نسافر لبلد باااااارد .
همّت بالجلوس قُرب فهد فقال بسرعه : لا تجلسين جمبي روحي خذي دُش وتعالي , ريحتك وصلت لأعضاء جسمي كلها .
قالت باستخفاف : هه هه هه هه ما تضحك !!
ارتفع حاجبيه : ومين قال إني بضحكك انت ووجهك ؟؟
قالت ريما وهي تتنفس بصعوبه من المشي وتهبط على الأريكة : أنا معليييش يا فهود مره تعبت وانكتمت بريح شوي واخذ عيالي واطلع .
عقد حاجبيه ناظراً إليها بريبه وقال : انت تعبانه فيكِ شي , ولا بس ضربه شمس .
قالت بخجل رغماً عنهما وان كان أخيها : لا الله يعافيك شكلك ما تدري , أنا حامل وتعبت من طلعه اليوم ولا المعتاد ما اتعب بسرعه .
هزّ رأسه بانتظام : أها أها , حامل أجل يا الأرنبة , الله يقومك بالسلامه وش أقووول ؟؟؟
أسبلت أهدابها وقالت بيأس : فـــــهد لا تتمسخر عليّ تكفى والله بالغلط حملت .
ارتفع حاجبه المشروخ بأناقه وقال : لا والله شلون بالغلط , فهميني غشيم ما أفهم بهالأمور .
أحمّر وجه ريما بصدمه فهذه المره الأولى التي يرتاح معهم أخيهم بالحديث , أين أختفى جموده وتكشيره وجهه المعتادة , لقد لاحظت للتو أن وجهه مُسترخي وبشوش وليس كما اعتادوا عليه من قبل .
التصقت به ميرال وهي تهمس بصوتٍ خافت جداً لا يصل إلا إليه وقالت بخجل : فهد عيييييب وش قلت ؟؟؟
ابتسم وهو يراها بهذا القرب فهمس لها هو الأخر : ما عليكِ حبيت أحرجها شوي هالأرنبة , تلعب على مين قال بالغلط قال !!!!
لقد مضى هذا الوقت سعيداً عليهم جميعاً وحلف عليهم فهد ألا يُغادروا قبل تناول طعام الغداء وكان قد تفاجأ بأن زوجته هي من حضرت الطعام وككل مره تقوم بمفاجأته بأبسط الأمور , كان قد اعتاد منذ سنوات على تناول طعام العاملات والمطاعم وطعام والدته , ولكن يبدو انه الآن سيبدأ بإدمان طعامها كما بدأ بالإعتياد على قُربها .
غادر فهد إلى عمله كما غادرت رسيل مع ريما لموعدٍ إلى الطبيب وأصرت ميرال على ترك الأطفال عندها لحُبها الشديد لهم وحتى لا تشعر بالملل وحدها .
أجفلها طرقٌ على الباب ولا تعلم لما انتابها الرُعب , ذهبت بخفه الفراشات لتفتحه بهدوء وتفاجأت من وجود دينا " ضِرتُها " هذه المرة الأولى التي تأتي بها لزياراتها ولقد بدت لها دينا مُخيفه كالنمور بعينين تلتمعان , قالت دينا بابتسامه مُغتصبة شريرة : رح تخليني أنتظر كثير على الباب ؟؟؟! ما توقعت انه زوجه زوجي بتكون بقله الاحترام هاذي .
توترت ميرال وهي فعلاً تخاف أن تُدخلها فهي تخاف كثيراً , فسحبت نفساً عميقاً وهدّأت من روع قلبها فلا شيء يدعو للخوف .
وابتعدت قليلاً عن الباب وهمست بنعومه : حاشا , تفضلي البيت بيتك .
دخلت دينا بعِلياء وكم اغتاظت من صوتها الناعم وكلمه " حاشا " التي يستخدمها فهد أيضاً والتي تبدو وراثه في عائلتهم البغيضة , وتخيلت وهي تتحدث بهذا الصوت إلى زوجها سارقه الرجال .
تمالكت أعصابها وضغطت بأصابعها على كفها حتى جرحت باطن كفها , وقد أصرت أن تُكمل ما بدأته وأتت من أجله .
زاد غيظها وهي ترا هذا المنزل يشُع بالنظافة المُفرطة ورائحه المُعطرات والصابون تملأ المكان , بينما تذكرت جناحهما التي تأتيه العاملة مره بالأسبوع لتنظفه ويبقى قذراً باقي الأيام .
قالت وهي تتلفت بالبيت وتلمس قطع الأثاث التي تلمع من شده البريق والنظافة ونظرت لميرال بعينين تشُعّا بريق مُرعب : أكيد البيت بيتي حبيبتي , مو هو بيت زوجي ؟؟؟ يعني بيتي كمان .
ابتسمت ميرال على مضض وهمست : تفضلي , وش تحبي تشربي ؟؟
قالت وهي تُحرك كفها بلا اهتمام : ولا شي , جيت بعطيك هدية بسيطه تقدرين تقولين عربون صداقه أو هدنه بينا .
قالت ميرال : ما يحتاج تكلفي على نفسك .
أخرجت من حقيبتها علبه صغيره تحتوي على خاتمٍ ما وقالت : لا كلفه ولا شي هديه بسيطه مو ذهب ولا فضه اكسسوار شي مو محرز , اتمنى انه يعجبك الخاتم .
نظرت له ميرال بذهول وقد أعجبها هذا الخاتم الجميل كثيراً وكان بريقه يدُل على انه شيء حقيقي , هل بدأوا يتقنون التقليد أيضاً ؟؟؟ ليصبح قريباً من الواقع .
قالت ميرال بهلع : مره حلو ويجنن بس شكله مره غالي ما أقدر أقبله , اعذريني .
همست لنفسها بغِلّ " صدق بنت فقر ما تنعطين وجه " .
اقتربت منها بخفه نمر مُرقط , وهي تلتقط كفها واقشعرت من نعومتها الطبيعية وأدخلت الخاتم عنوه بإصبعها .
وقالت بكذب مُحترف تُخفي غيرتها من جمال خاتم الألماس الذي لاق كثيراً على يدها وزاد من جمالها وتألقها بملابسها العادية القبيحة , بينما لم يلق هذا الخاتم على بشرتها السمراء : يجنن عليكِ الخاتم , شفتي شلون تتهني فيه يا قلبي .
وربتت على وجنتها الطرية بخفه وكم تمنت أن تصفعها بقوه حتى تحّمر وجنتها من صفعتها هذه البغيضة القذرة .
قالت دينا بنعومه مزيفه وهي ترى خاتمها الثمين يلمع في كفّ ميرال : يلا عن إذنك حبيبتي , أنا بمشي الحين عندي مشوار بتجهز لليلة تدرين عاد اليوم ليلتي .
أومأت ميرال بهدوء وهي تُدرك ذلك جيداً عندما وافقت على هذا الزواج بأن هذا الرجل الرائع ليس لها هي تمتلك نصفه فقط , نصف رجل ونصف حياه , وعليها الاعتياد على ذلك ولا تعتاد على غير ذلك .
لا تعرف لما شعرت بشيء من الغيرة وهي تُذكّرها انّ هذه الليلة ليست لها ولن تبقى في حضنه كما اليوم , رباااااااه لا يحق لها ان تغار لا يحق .. هذه الغيرة ليست من حقها وهي من قبلت به إنها ليست انانيه لكنها تُريده لها وحدها .
خرجت آهه متألمة قد اخترقت قلبها وهي تعلم أن ذلك مستحيل , لن تحصل اليوم على دفء أحضانه . وضعت قبضتها عند قلبها وهي تتألم لهذا الشعور بالغيرة الذي اجتاحها اليوم وباغتها بلا إنذار , وجلست بهدوء على الأريكة الوثيرة بعد خروج دينا .
يبدو انها اليوم ستضطر إلى فتح الضوء بجانبها حتى تستطيع النوم , عليها ألا تعتاد على حضنه أو دفئه وكم يؤلمها أن تبدأ بالاعتياد وهو ليس لها وكم يؤلمها أنه لا يُحبها ولا يشعر بها رغم حياتهم الهادئة .
منذ البداية لم يكن لها ولن يكون , وهي القذرة التي أخذته من يد زوجته الطيبة والتي تحاول أن تهديها الهدايا وتكون لطيفه معها رغم أنها ليست مضطرة لفعل ذلك إنها تفعل من طيبتها وحسب , وكم تخجل عندما تخاف منها ومن قوتها التي تشع من عينيها البراقتين .
أقترب منها الطفلين وهما يُحدقان بالخاتم البراق في اصبعها فهمس مؤيد : مره حلوو الخاتم .
ابتسمت وهي تمسح على شعره وتهمس : يا حبيبي انت عيونك الحلوة .
لقد قررت أنّها ستحاول ان تمنع هذه الغيرة من الزحف إليها , فليس من حقها ان تغار عليه , وستبذل جهدها لتكون سعيدة معه وحسب .

*****

ضبابٌ اسود حالك يغشى عينيها ، لا لا !!! فهذا الضباب يغشاها منذ وقتٍ طويل .. طويل جداً والادهى والأمرّ الان انها لا تشعُر بالامان ، انها تشعر بأنها في مكانٍ غريب تملأه رائحه قويه أدركتها خياشيمها رائحه تعرفها جيداً " المستشفى " .
فور ان ثبتت ذاكرتها وعاد شريط ماحدث لها يمُرّ على خيالها حتى انتفضت بهلع وخوف وتهمس بإسمه ، هو الوحيد الذي طرأ اسمه على بالها فقط ، هو من كأن ملجأها وأمانها الوحيد " فيصل " .
كانت تهمس بخفوت وخوفٌ اكتنزها : فيصل ، فيصل .
شعرت بكفٍ خشنه بأصابع نحيله تمسح على شعرها وصوته الرخيم بنبرته الحانيه يهمس : انا هنا يا قلبي ، لا تخافي .
خفُتت انفاسها الخائفة وعادت ادراجها بهدوء وهي تسمع هذه النبره في صوته ككل مره يتحدث فيها .
قال لها وهو يلتقف كفها بين كفيه : انا بروح أطمن من الدكتور عن حالتك واجيك ، لا تخافي ما رح أطول .
خرج وهو يغلق الباب بهدوء ووجد انه يعرف الطبيب المشرف على حالتها فقال يُخفي لهفته عليها امام الطبيب : بشِّر يا ياسر ، كيف صارت حالتها ؟؟! .
بلل الطبيب شفتيه وقال بهدوء ولهجه رسميه : ما اعرف وش اقولك يافيصل ، وضعها غير مطمن حالياً ماتقدر تسوي لها العمليه عشان عيونها والحبل الشوكي تضرر من طيحه الدرج لازم نخليها بالعنايه اربعه وعشرين ساعه عشان نعرف وضعها وايش رح يصير لها ـ همس بأسى ـ ياتصيب يا تخيب .
شحبت ملامحه وهو يفهم المعنى المُبطن لكلامه و لهذا الخبر المرير ، كأن خنجراً غُرِز بقلبه وانتُزع بقسوه ،
ولا يعرف كيف سينقل لها هذا الخبز الذي سيُودي بها ؟!ويرى الحزن يلمع في مُقلتيّها للأبد .
كيف يقتلها ويقتل فرحتها التي زُرعت بذورها ولم تنمو حتى تنبت تلك البذره ؟؟!
كيف يدوس عليها ويُحطم آمالها وأحلامهم ؟؟!
تنهد بعمق وهو يسمع الطبيب يردف بحذر : زائد في شي ثاني مهم وتحتاج تعرفه لانه يبي له عنايه فائقه !!!!! ويعتبر سبب ثاني إنَّا ما نقدر حتى نخدرها ونسوي لها اي عمليه !!!
رفع إليه عينيه بهدوء وهو يستعد لتلقي الضربة الثانية وهمس : قول ، قول وش فيه بعد ؟؟! الله كريم وبيلطف فينا ان شاء الله !!! .
،
حل عليهم هذا الصباح وليس صباحاً كأي صباحٍ عادي ، بل هو صباحٌ مرير من تلك الأحداث التي حدثت وتوالت عليهم ، وماسيحدث قريباً فالمصائب دوماً تأتي متتالية ولا تأتي فُرادى .
هرول على عتبات الدرج وعليه ان يُخبر زوجته بما حدث لها لا يستطيع ان يُخفي عنها ماحدث لها ويكذب عليها ويُمنيها بشيء قد لا يحدث .
قابل والدته التي قالت بقلق مُزيف ، نجحت بجلبه لنبره صوتها : فيصل !! طمني يمّه وش اخبار زوجتك ؟؟! وش صار عليها ؟؟!
ابتسم بخفه ولم تصل ابتسامته لعينيه ، فوالدته بعد التقائها بميس يبدو انها احبتها ولم تعد تشتكي له ، بل كانت تمتدحها دوماً امامه وتُعلي من قدرها وشأنها ، فكان يرتاح كثيراً لان والدته تقبلتها بحُب ولو كان بشكلٍ قليل المهم ان تتقبلها وستعتاد عليها مع الوقت .
فيصل : الحمدلله يمّه الله كريم ، بالليل رح تكمل اربعه وعشرين ساعه ونشوف يا تصير زينه ونقدر نسوي لها العملية عشان عيونها او ـ ثمّ همس بخفوت وغصه علقت في حنجرته ـ او خلاص رح تضل كذه علطول .
همست إيمان بنفسها بخفوت " ياعساها ما ترجع تشوف هالحراميه الداخله على طمع " .
قالت تُمثل الحزن ببراعه : ان شاء الله خير يمّه ، انت بتروح لها الحين ؟؟!
_ إيه يمه بروح لها تلاقيها الحين صاحيه وخايفه ، إلا صدق وش الصار أمس بالضبط وكيف طاحت من الدرج وهي حافظه الطريق زين ؟؟!
قالت بكذب والدموع تلمع بمدامعها : ما ادري يا ولدي انا سمعت صوت عالي عند الدرج وطلعت اشوف وش السالفه مع اختك عبير ، ولقيتها تتكلم مع اخوها على التلفون وبعدها تعثرت بكرتون جمب الدرج وطاحت ولا قدرنا نمسكها .
زفر نفساً خشناً وهو يقول : طيب ، طيب ، ان شاء الله خير يا رب ، يلا انا بروح عشان لا اتأخر عليها .
همست تُحدث نفسها بعد ان خرج : روح ، روح ياخروف لعبت في عقلك لين قالت بس .
أمسكت بهاتفها وضغطت بأناملها الأنيقة على ارقامٍ معينه ، حتى استقر الهاتف على إذنها بأناقة مفرطه بغيضه وقالت بصوتها الصارم بدون اي مقدمات : ولدي فيصل رايح للمستشفى عند زوجته ، وانت عليك تنفذ الاتفقنا عليه بالحرف الواحد ، فاهم خليه يصدق كلامك مقابل كل فلس أعطيتك ياه وأبشر بالنص الثاني لو صار وطلقها بعد ما يسمع كلامك .

*****
ابيضت أنامله على عجله القيادة والملل يكاد يتفجر من احشائه فقرر الاتصال بأخته التي تعيش معه في المنزل وليس لهما غير بعضهما .
انتظر قليلاً حتى تُجيب على الهاتف بصوتها الذي لا يقرب للنعومه بصله : هلا مصعب .. وش تبي ؟؟؟
ارتفع حاجبيه وقال بجمود : جهزي نفسك بجي أخذك ونطلع شوي نتمشى .
قطبت حاجبيها من الطرف الآخر وقالت وهي تتنهد بيأس : يووووه يا مصعب , يعني ما حليت لك الطلعه إلا الحين وأنا ازن عليك من اول نطلع , ما أقدر اطلع معك وصديقتي عندي خليها يوم ثاني تكفى .
لمعت عيناه وهو يسأل بفضول : مين هي صديقتك العندك ؟؟
قالت بطيب نيه : اسيل , وترى بالقوه اقنعتها تجي يوم حلفت لها انه ما في احد بالبيت غيري , لا تجي الحين وتخرب علينا .
ابتسم واتضحت مخالبه خلف فمه القاسي وقال : أسيل أجل ؟؟ هاذي بنت الكاسر ولا انا غلطان ؟؟
قالت بنفاذ صبر : إلا هيا , بس ها لا تجي الحين .
أومأ برأسه وقد عرف كيف يتخلص من ملله هذا اليوم فلقد دخل الأرنب إلى عرين الأسد , فهل يجعله يُفلت بهذه السهولة ؟؟! هذا مستحيل .
بهذه الطريقه سينتقم من الفهد وينتهى انتقامه عند هذا الحد فهذه الضربه ستؤلمه كثيراً ستألمه ولكن ليس أكثر مما تألم هو , لم يتخيل ان انتقامه سيأتي بهذه السرعة وبدون أي تخطيط , وأما بالنسبه لابن عمه " سيف " الجبان ضعيف الشخصية والبنية الذي قرر ان يستدرج الفهد عن طريقه فلم يعد يحتاج اليه وسيترك امره لرجاله حتى ليحلون امره .
أدار عجله القيادة إلى حيث يقبع منزله , وعينيه تشتعل إصراراً على أن يتم ما خطط إليه من قبل وجاءه الآن على طبقٍ من ذهب .
,
في الجهه المُقابلة كانت تضع قدماً على الأخرى بأناقة تهزها بطوله بال , وقد أغلقت الهاتف بأناقه ونظرت لصديقتها التي أنهت الأخرى مكالمتها مع أخيها وقالت بهدوء : أخوك بيجي أطلع ولا شلون ؟؟!
قالت سلوى وهي تحدق بها بريبه مُتجاهله اغلاق أخيها الخط في وجهها : لا ما عليك ما رح يجي , إلا أنت وش كنت تسوين ؟؟ ومين تكلمين ؟؟
ابتسمت بشرّ : كنت أكلم ريما وعرفت بالصدفه أنها تلعب بجوال زياد زوجها يعني .
سلوى بهدوء : إيييه , وليه كل هاذي الابتسامة ؟؟!
هزت كتفيها الأنيقين بلا اهتمام وهي تُرفرف بأهدابها : أبد بس أرسلت لزياد رساله بسيطه .
شهقت سلوى وهي تقول بعدم تصديق : لا مو من جدك أنتِ للحين تلحقين فيه زوج أختك ؟؟؟
نظرت لها بحده وقالت : وأنا متى وقفت ؟؟؟
قالت سلوى بعصبيه وتكاد تجن من هذه الفتاه التي اخرجتها عن طورها : مجنوووووونه انتِ يختي حرام عليكِ أنت الرفضتيه من البدايه وهو عشان يحمي كرامته من رفضك تزوج أختك , وش تبين فيه وانتِ الخليتيه من البداية انسي أنسي كل شي وعيشي حياتك وخليهم بحالهم .
قالت بعِلياء : كان لازم يدور عن كرامته في مكان ثاني مو عند اختي عشان يقهرني , أدري اختي مالها ذنب بس هو يُعتبر انه خدعها كمان لأنه أكيد ما حكى لها عن علاقتنا مع بعض , ولو انفصلوا بكون هالشي لصالحها .
قالت سلوى بانفعال : أكيد بكون بصالحها لأنه الخاين رجع يكلمك وحتى حملها ما خلاه يتراجع , أولاد اختك رح يعانوا كثير وبتكونين أنت وهو السبب , على بالك الموضوع رح يضل مخفي ولا رح تدري , ترى المرأه مهما كان تحس بزوجها لو كان يخونها وتتألم فما بالك لما تدري انه زوجها يخونها مع اختها رح تتحطم كثييير .
قالت بكذب وهي تتحلطم بلا اهتمام : يوووووه يا سلوى عاد انت بس تنصحين وش يوقف لسانك , مادري شلون نتفق أنا وانتِ وكل وحده فينا عقلها غير عن الثانية ؟؟!! يختي تطمني ما رح تدري احنا حذرين والرساله الأرسلتها تو بسيطه ما رح تشك بسببها .
قالت سلوى بقهر من أفعالها وحركتها : الله لا يجعل لأحد خوات لو أنهم بكونون مثلك , أنا مالي أخوات أول مره أحس بهاذي النعمة وانا على بالي انها نقمه .
انفعلت أسيل هذه المرة ونهضت وهي تهدر بغضب : خلاص بس عاد مسويه انك الناصحة والمطوعة وانت من جنبها , غثيتيني الحق عليّ اقولك كل شي , انا بمشي الحين ما ني جالسه وانا اسمع باقي تهزيئاتك .
كتفت سلوى ذراعيها بهدوء دون ان تنبت ببنت شفهّ او تُجاملها كما العادة , فلقد تعبت من المجاملة .. تعبت من نُصحها بلا فائده .. تعبت من حركاتها التي لن تتغير , هذا انسب حلّ طالما انها لم تعد تروقها فاليبتعدا عن بعضهما , ثم همست بخفوت : الله معك حبيبتي , تدلين الباب ما يحتاج اوصلك !!!
التقطت عبائتها بصدمه من حال صديقتها الغريب , ففي العاده كانت تُصرّ عليها بالبقاء أما الآن فلم تهتم , غضبت كثيراً وستندم على ذلك إن حاولت ان تُصالحها فهي ستُخرج عينيها من محجرهما إلى أن تقبل الصُلح بينهما .
هرولت إلى الباب وهي ترتدي عبائتها بانفعال و عجله , بينما كانت سلوى ترمُقها من خلفها بأسى على حالها الذي وصلت إليه وقد دخل الحقد والكره لقلبها الأسود فلم تعد تستطيع أن تثق بها مثل السابق وتُؤِّمنها على حياتها وأسراها , فالتذهب .. فالتذهب وتجد طريقها إن وجدته بحقدها و الغل الذي يملأ قلبها .
توجهت إلى دوره المياه , حتى تُنعش نفسها بماءٍ بارد بعد أن شعرت بلهب شرّ أسيل يحُوطها من كل جانب .
في الطرف الأخر فتحت الباب بعُنف ثم شهقت عندما كادت أن ترتطم برجل , الذي ابتسم وقال بوقاحه : اووه على وين يا الحلو ؟؟
عبست بحاجبيها وقالت وهي تضع خمارها على رأسها بسرعه ويديها ترتعشان بخوف : وخرّ عني يا قليل الأدب .
صفّر بتسليه و أمسك بعضدها عندما تجاوزته وأرادت الهروب فلم يسمح لها , جذبها بقوه حتى ارتطمت بصدره وقال بحقدٍ دفين : على وييين يا الوردة , لسه تونا بنتعرف !!
انتفضت بذعر وهي تضربه على صدره بقبضتها الحُرّه وتشتمه : يا حيوان وخرّ عني وش تبغى فيني وخرّ .
أإلق فمها بسهوله وهو يسحبها للداخل ويُغلق الباب بقدمه , ويُدخلها لغرفه الجلوس في الأسفل و يُغلقها بالمفتاح وبكل بساطه ألقى بالمفتاح من النافذة حتى لا تهرب منه مهما حدث .
شهقت بعُنف وهي ترتجف بخوف من هذا الأمر الذي تشعر به وتشعر بأنها تحلم فلا يُمكن أن يكون حقيقه وذلك الرجل يرغب في تجاوزها والقضاء على حياتها ومستقبلها .
قال بابتسامه شريره : والحين نقدر نبدأ شغلنا على روقان , ليتك بس لا تتعبيني معك خلك عاقله عشان تطلعين بسرعه .
زمجرت بغضب وهي تضمُ ذراعيها لصدرها : تحلم يا حيوان تاخذ التبغاه مني , يا الحقير الله ياخذك وتشوفها في أهلك .
اشتعلت عيناه عند دعائها هذه الدعوه وليس له من الأهل غير أخته , فزمجر هو الأخر دون أن يهتمّ لدعواتها وانفعالها ينهبُ الأرض بينهما بينما كانت هي تتفاداه وتدور حول الطاوله الزُجاجية بالغرفة وتصرخ علّ سلوى تسمعها وتُنقذها من المحتوم , علقت في الزاوية وهاهو النمر يُحاصرها في مكانها وينقضّ عليها ويكتُم صرخاتها وأنينها الذي خفت والإغماء يزور عينيها ويغشاها ضبابٌ كثيف .

*****
وضعت هاتفها برقه بجانبها بعد أن تحدثت مع أختها . لا تعرف لما لا ترتاح نفسُها عندما تتحدث معها ؟؟ تشعر انها عندما تخبرها بإختلاجاتها أو شكوكها بزوجها فهي تزداد تعاسه في كل مره , ولوقتٍ متأخر .. متأخر جداً أدركت أنّ اُختيها الوحيدتين ما تزالان صغيرتين غير ناضجتين او واعيتين ولكن أسيل كانت هي الأخت الأقرب دوماً لأنها لا تثق بأي صديقه فالأخت هي الأفضل بالنهاية لحفظ أسرارها , فأسيل هي التي تتحدث معها وتلحقها مؤخراً وعلاقتها معها جيده .
تأففت بضجر وقد قررت أنها لن تتحدث معها بأمورها الخاصة بعد اليوم علها ترتاح . عادت لتُتابع عملها من هاتف زوجها وقد أتاه تنبيه بقدوم رساله , لم تكن يوماً متطفله على مكالماته ورسائله ولكن في هذه الآونة لا تستيطع إلا أن تشكّ به دون أ توضح له شكوكها .
ارتفع حاجبها الأنيق وهي ترى الرسالة قد وصلت من رقمٍ سُجِّل باسم " حُلمٌ مستحيل " , فتحت الرسالة بهدوء لتقرأ تلك الحروف التي احمّر وجهها بسببها .
ارتعشت كفها بصدمه فالرساله كانت مليئه بالكلمات الحميمة والغزل , من هذه التي تُرسل له هذه الرسائل ؟؟ وكما انّ رقمها مُسجل في هاتف زوجها أي أنّ الرسالة لم تأتي بالخطأ .
مسحت تلك الدمعة اليتيمة التي هبطت من بؤرتها لتشُقّ أخدوداً على وجنتها عندما سمعت صوت نزول زوجها على عتبات الدرج .
اقترب منها وهو يراها تحاول السيطره على ارتعاشتها بينما تقف بشموخ ورأسها مرفوع بعِلياء , وهمس بصوتٍ متعب من العمل : إيش فيكِ حبيبتي ؟؟ تعبانه ودك أخذك المستشفى .
قالت بجمود اتشح به صوتها : لا حبيبي ما له داعي توديني المستشفى , ما فيني شي !!
بللت شفتيها وهي تردف وتمُد له الهاتف : تفضل شوف جتك رساله مهمه يمكن صاحبتها تنتظر الرد .
التقط الهاتف بهدوء وهو يُحدق بكلمات الرسالة الجريئة وتتسع عينيه من وقاحتها , كزّ على اسنانه وكان قدّ حذرها من أن تتحدث معه على الهاتف او ترسل له الرسائل .
وقبل أن يفعل شيئاً صدح هاتفه بالرنين وكان الذي يتصل هو " حُلمٌ مستحيل " , اتسعت عينيه بصدمه من وقاحتها ولم يعرف كيف يتصرف أو يفعل .
أُجفل عندما سحبت ريما الهاتف من كفه بخفه وهي تقول بانفعال تهزّ هاتفه الذي يصرُخ بكفها , والدموع تتساقط من عينيها وجموده ووقوفه كصنمٍ لا يتحرك دون ان يُدافع عن نفسه أكد لها شكوكها : مين هاذي يا زياد الترسلك مثل هالرسائل , لا ومسجل اسمها بعد , مين هي التخوني معها ؟؟؟ مييييييين هي هاذي التغيرت عليّ عشانها وبسببها ؟؟؟؟ طيب .. طيب لا ترد أنا رح أرد وأعرف مين هي هاذي الحيوانه الثانية !!!!
أسبل أهدابه بقوه عندما أستقر الهاتف على إذنها , وقد كُشف أمره ولا مجال للكذب أو مُجاره الموضوع وإخفائه الآن , كان يشعر أن هذا اليوم آتياً لا ماحاله وقد تعب من كل شيء من مُداراتها في حملها وتعبها وتعب من إخفاء الأمر عليها وهي لا تستحق منه ما فعله بها هو وأختها , لقد تحطمت أسرته قبل أن تولد عندما أراد الثأر لكرامته والزواج بأختِ من كان يُحبها نكايه بها !!! , وهنا تنتهي حكايته وحكايه حُلمه المستحيل .

للتواصل معي عن طريق
سناب شات
Auroraa.f
فيس بوك
Auroraa dos

حلم الحياه 11-08-16 06:53 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ياهلا ومرحباااااااا

بارت جميل حبيبتي وطويل لاتحاتين
ميرال وغيرتها من دينا شي طبيعي بس مثل وقاحه دينا ماشفت
وميس ياحرام مظلومه كثير وعسى تنجح عمليتها
وهذي رسيل كل اللي يصير لها تستاهله معقوله في احد بيركض ورا زوج اخته!!
يالله منتظرين البارت الجاي

auroraa 12-08-16 06:45 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يا بنات على فكره الفصل 20 نزل الصفحة الراحت

للما اخد باله

maramza 13-08-16 04:06 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
عن جد مفاجاه حلوه نزول البارت فوتت اعيد الي قراتها وتفاجات بي البارت الحلو يسلمو يارب يعني هيك اتوقت كل يومين في بارت 😍😍😍😍

آلهنااء 14-08-16 07:28 PM

يعطيك الف عافية على البارت الجميل .. في انتظار ابداعاتك

♥♥♥ 🌺مووووفقة 🌺♥♥♥

كبريـائي هو سـلاحـي… 14-08-16 07:52 PM

ياهلا والله بأورورا هربت من غرام جيت هنا ومغيرة اسمي انا اللي ختمت الرواية ب 3 ايام المهم حتى لما دخلت هنا وصلت لآخر صفحة وهي ذي في كثير مواقف تغيرت وبما انك حذفتي ريان اكيد حذفتي رزان من الرواية معاه و اناملك آه من اناملك اللي سحرتنا بكلماتها منتظرة البارت الجاي بشوق ومو مصدقة اني لقيت الرواية وهي قيد التنقيح الله يوفقك ويهنيك ويسعدك ع قد ما اسعدتينا بأناملك بس قفلاتك شريرة ترا وهذاني قاعدة اقول لك يكون اكثر من مرور في اليوم عشان اطمن اذا نزل الفصل ولا لا بالتوفيق اروريتا

سلام 👋❤

auroraa 17-08-16 04:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3655288)
ياهلا ومرحباااااااا

بارت جميل حبيبتي وطويل لاتحاتين
ميرال وغيرتها من دينا شي طبيعي بس مثل وقاحه دينا ماشفت
وميس ياحرام مظلومه كثير وعسى تنجح عمليتها
وهذي رسيل كل اللي يصير لها تستاهله معقوله في احد بيركض ورا زوج اخته!!
يالله منتظرين البارت الجاي

اهلين حبيبتي تسلمي على مروووورك العسل
وتعليقك الرقيق

باْذن الله الفصل قريب ويمكن اليوم

auroraa 17-08-16 04:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3655433)
عن جد مفاجاه حلوه نزول البارت فوتت اعيد الي قراتها وتفاجات بي البارت الحلو يسلمو يارب يعني هيك اتوقت كل يومين في بارت 😍😍😍😍

حبييييبتي الله يسعدك يا رب وقراءه ممتعه

هههههههه لا مش كل يومين بس بحاول يكون في فصل كُل كم يوم
بس احياناً الظروف تعاكسني زي الان وخرب الابتوب
فلازم اكتب من الجوال

auroraa 17-08-16 04:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلهنااء (المشاركة 3655625)
يعطيك الف عافية على البارت الجميل .. في انتظار ابداعاتك

♥♥♥ 🌺مووووفقة 🌺♥♥♥

الله يعافيكِ حبيبه قلبي
ويوفق الكل يا رب

auroraa 17-08-16 04:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3655630)
ياهلا والله بأورورا هربت من غرام جيت هنا ومغيرة اسمي انا اللي ختمت الرواية ب 3 ايام المهم حتى لما دخلت هنا وصلت لآخر صفحة وهي ذي في كثير مواقف تغيرت وبما انك حذفتي ريان اكيد حذفتي رزان من الرواية معاه و اناملك آه من اناملك اللي سحرتنا بكلماتها منتظرة البارت الجاي بشوق ومو مصدقة اني لقيت الرواية وهي قيد التنقيح الله يوفقك ويهنيك ويسعدك ع قد ما اسعدتينا بأناملك بس قفلاتك شريرة ترا وهذاني قاعدة اقول لك يكون اكثر من مرور في اليوم عشان اطمن اذا نزل الفصل ولا لا بالتوفيق اروريتا

سلام 👋❤

يا اهلين فيكِ حبيبتي الله يسعدك يااااااااااااا رب كثيييير
فرحني تعليقك وايوه ريان ورزان وفاتح وعصام ومراد وعائله ابو كريم
كلهم انحذفوا
اما اخوان فهد عبدالرحمن و سعود
وصحبه ميرال ساره وعبير ظهورهم ثانوي وغير رئيسي

ان شاء الله الفصل قريب ويمكن اليوم ان شاء الله اقدر انزله

auroraa 17-08-16 11:55 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
‎سلامٌ ورحمهٌ من الله عليكم
‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‎ما شاء الله تبارك الله
‎للكاتبة
AURORA
..


معليش ما اقدر اشوف طول الفصل لاني كتبته
بالجوال وصعب اعرف حجمه
وعشان لابتوبي خربان اضطريت اكتبه بالجوال
ممكن تعليقات ولا يكات وشغلات حلوه تعبيراً عن التعب
بس اعتقد انه فصل طويل وفي احداث دسمه
مو حشو وكلام فارغ
قراءه ممتعه ويا رب يعجبكم


الفصل الحادي والعشرين


' عصراً ,

كانت عينيها مُتسعتين وهي تُحدّق بعينيه الخبيثة التي بعثت اليها الشرارات ونظراته الوقحة التي تتأمل وجهها أشعرتها بالاشمئزاز والإذلال ، بينما انفاسه القذره تمُر على عنقها و انفاسها أُعتقِلت داخل رئتيها وقد كتم دخول الأوكسوجين عنها بكفه القاسية حتى لا تصرُخ وتدوي صراختها خلف تلك الأسوار .
تململت تحاول التخلص من حصاره وضغطه وهي تقف عند زوايه الغرفه ورُقِقت حركه كفه عن فمها لتستطيع ان تعضه بكل عنفوان وقوه والتفتت بقوه تلتقط المصباح القابع على طاوله زُجاجيه في زاويه الغرفة وتضربه بقوه العلى رأسه .
فخرّ أرضاً يتأوه ألماً ، بينما هي ركضت الى حقيبتها التي سقطت من كفها أثناء هجومه وملاحقته لها وأخرجت هاتفها واتصلت على اخر رقمٍ تم التواصل معه بالقائمة وقد كان زياد .
قالت بلهفه وهي تلهث بخوف ، دون ان تتميع وتُرقق بصوتها كما العاده عندما تحدثه : زياد !! الله يخليك تعال خذني من بيت صديقتي سلوى تعرفها وتعرف بيتها ، الله يخليك تعال بسرررعه ولا حياتي بتضيع ....
لم تكن تدري بأن حياتها قد ضاعت منذ زمن ، في ذلك الوقت الذي باعت به اختها لأجلِ رجل .
شهقت بعنف عندما خُطف منها الهاتف على حين غِرّه وسمعت صوت تهشمه بعيداً ، وهو يهتف بشراسه ووجهه مُخيف يسيل عليه الدمّ ويضع كفه على صدغه كي يوقف نزيفه المؤلم : على وين يا حلوه ؟؟؟ على بالك تقدرين تفلتين بسهوله مني وانا الاخطط من شهور أجيبك وأجيب راسك .
شهقت بعُنف وخوف اكتنز أضلاعها ، ولم ترى امامها إلا غمامه من الدموع .
وفُتح الباب خلفها فجأه وقد كانت سلوى تقول برُعب وصدمه اعتلت وجهها .. بعد ان سمعت صوت الضجة في الداخل وحاولت فتح الباب بلا جدوى فذهبت وأحضرت المفتاح الاحتياطي لتعرف ماذا يجري : وش صار هناااا ؟؟؟! اسيل لين للحين ما رحتِ ؟؟!
همست بذُعر وهي ترى أخيها : مُصعب !!!
قال هادراً وهو يرى تلك الدمية الحمراء تهرب وتتجاوز اخته دافعه إياها للخلف ، واشتدّ الم راْسه فلم يستطع اللحاق بها وقد فلتت الفريسة من بين انيابه الحادة : يا غبيه !!! يا الحماره !!! وش جااابك وخلاك تفتحين الباب يالحيوانه وتخربين عليّ كل شيّ ؟؟؟؟!
شهقت سلوى وهي تقول : يعني صدق الكنت اشوفه بعيوني ما أتوهم ، كنت رح تسوي البراسك بدون لا تفكر فيني ؟؟؟؟!!
صرخت بعُنف والدموع تترقرق على عينيها : كنت بتمشي ورى شهواتك وتنساني انا الممكن يصير فيني مثل ما كنت بتسوي فيها !!! ما تدري انه كما تُدين تدان ودقه بدقه وان زدنا لزاد السقّا ، ماقد سمعت بهاذي القصة ؟؟؟!
تأفف بضجر وهو يصرخ بعُنف : خلاص بس مو وقت نصايحك يا المطوعه ، اذللللفي عن وجهي .
خرجت بقوه كما دخلت بقوه وهي تتأمل باب المنزل الذي بقي مفتوحاً بعد ان خرجت منه اسيل تجُرّ خلفها أذيال خيباتها .
أما في داخل الغرفة ، كان مايزال يضغط على صدغه من الألم وهو يشتم ويسُب في تلك القذرة التي آذته بهذا الشكل دون ان ينال منها ما يُرِيد .
اخرج هاتفه بنرق من جيبه وقال بصلافه فور ان اجاب الطرف الآخر : وش صار مع سيف ولد عمّ الفهد صار جاهز ؟؟؟! عشان نبتزّه .
صرخ بقهر وهو يُفرغ محتوى الطاولة الزجاجية في منتصف الغرفة بذراعه وحتى تلوثت الطاولة ببعض الدمّ ، وقال بخشونه : وش تسون يا الحمير كل هذا الوقت ؟؟؟! كان يعرف ان سيف لم يُدمن حتى الآن فالفترة التي اعطوه بها المخدر قليله ، ولم يهبأ لشيء غير انه عليه ان ينتظر فرصه الانتقام الثانية بما ان الاولى قد هربت منه بلا عوده .

*****

ارتعشت كفها وهي تضع الهاتف على إذنها ، لم تسمع وتتمعن بالكلمات التي قيلت عبر الهاتف و بين غياهب الأحزان التي غرقت بها او ما يحدث حولها إلا وهي تُركِّز على صوتِ تلك الأنثى التي يخونها زوجها معها .
في الكلمة الأولى التي نطقتها اسيل همست ريما لداخلها ،
هل يُخلق يا الله من الصوتِ اشباهٌ أربعون كما للأشكال أشباه ؟؟؟!
ام انها فقط تتوهمّ ذلك الصوت الذي اخترق مسامعها ، صوت أنثى تعرفه جيداً وتحفظ تفاصيله ولطالما تحدثت معها كثيراً .
هل تتوهم ؟؟! لا وتالله إنها لا تتوهم انه هو صوتها ، صوت أختها .
لم تشعر بالهاتف ينزلق من كفها كالزئبق سقط بخفه دون ان يُهشَّمّ ، لم تشعر بجسدها الواهن من الحمل يسقط صريعاً مصدوماً على الأريكة المُوردة ، تُحدّق امامها بالفراغ لا ترى إلا السواد الباهت حولها ،
كماشه تقتلع قلبها من جذوره وتكدمه بمراره الواقع .
ابتلعت ريقها وبدأ عقلها يستوعب هذه الصدمة رويداً رويداً وهمست بصوتٍ أجش وصل لأُذنيه دون ان تنظر إليه : أسيل !!!!!
بللت شفتيها تَنْظُر بعمق عينيه ليُكذب هذه المرارة والصديد الذي عبر عن طريق حنجرتها ، وهمست : طلعت التخوني معها اسيل !!!
نظرت بعُمق اكثر في عينيه حتى ترى الصدق ، ترجوه بعينيها ان يُكذب كلامها ويقول انها اوهام لا حقيقه واقعه .
ولكنه لم يتكلم بل اكتفى بالصمت والصمت علامه الرضى ، تباً للصمت الذي يخونه في هذه الأوقات !!!
لا تدري عدد المرات التي ازدردت بها ريقها ، بل كانت تدري أنّ عليها ان لا تنهار أمامه ، ليست ريما حفيدة كاسر من تنهار وتضعُف لأجل العشق والمشق والحُبّ !!!
أخذت نفساً عميقاً وهي تنهض عن الأريكة ، تنوي العودة إلى اَهلها .
رباااااه لقد عادت من عندهم قبل قليل ما الذي ستقوله لهم الآن عندما تعود ، اشتدّت عيناها وهي لن تأبه الآن لشيء وقالت بمراره تتشبع بالسُخريه في صوتها وهي تقف بشموخ أعالي الجبال : حُلم مستحيل !!! صدق هي الحلم المستحيل لك ، ما تقدر تتزوجها عليّ ولا طلقتني ما رح تقدر تأخذها لانه ببساطه اخواني رح يخلصوا عليك بالوقت التفكر في فيها .
قالت بتحشرج وصوتها ماعاد يصمد : برافو عليك وعليها قدرتوا تخدعوني كل هالوقت ، والله وحده العالم من متى وانتوا تخونوني مع بعض .
زمت شفتيها وهي تُحاول ان تكون هادئه امام اطفالها ، لا تُرِيد الانفعال والصُراخ فهو لن يأتي بنتيجه تُذكر ، وقالت بكبرياء : مؤيد ، راما يالله البسوا بنروح عند ماما سوزي " والدتها سوزان " .
ابتلع ريقه وهو يرفع رأسه ببهوت وقد امتقعت ملامح وجهه وهمس بهوان وضُعف : بتروحين ؟؟!
ارتفع حاجبيها وهي تراه مُنكس الرأس وأكتافه مُتهدله بهُزِل ولا تعرف لماذا هذه المره الأولى تراه على حقيقته ؟؟؟!شخص ضعيف ، هزيل القامة ، وقد غادرت الصحة جسده ، عديم الشخصية و لا رأي له .
فجأه تكررت امام عينيها الكثير من الصور لغبائه وتفاهته وبلاهته وكأنه مريض ، لم تكن ترى كل عيوبه بل كانت تمتدحه كثيراً وينتعش قلبها عندما تفعل ويرُدّ لها المديح ، لم تكن تُركِّز كثيراً لانها كانت مولعه به ، مولعه حدّ النهم .
قالت بقوه عكس هزالته : إيه ، برووووح ولا عاد بتشوفني مره ثانيه ، ولا تنسى ترسل ورقه طلاقي طبعاً ، والوسخة الثانية انا اعرف كيف اتعامل معها .
ذُعرت ملامحه وقال يرجُوها بتوسل لا يليق برجل : لا تكفين !!! لا تخليني ما ودي عيلتنا تتدمر وتتشتت وانتِ حامل فكري في البيبي ، كيف بعيش بعيد عني ؟؟! اذا ودك روحي عند اهلك كم يوم غيري جو بس ارجعي ونتفاهم واشرح لك كل شي ، كل شي تبينه بشرحه لكِ .
ارتفع حاجبيها وفغرت شفتيها من قمّه ضعفه وهو يرجوها كالذليل بأن لا تتركه ، فقالت بقوه وهي تسيطر على نبره صوتها المرتجفة من الغضب من اجل اطفالها فقط : كان لازم تفكر بالهشي قبل لا تخوني مع اختي ، كان لازم تفكر بأطفالنا وبالطفل المادخلته الروح في بطني ، ما ادري ايش بينك وبينها بس مستحيييييييل بعد اليوم ارجعلك ، انت وهي انتهيتوا من حياتي في هاذي اللحظة ، سلام .
ليست هي اول إمراة يخونها زوجها ، فالخيانات انواع أقساها تلك الخيانة المريرة الجسدية فهي مؤلمه بشكلٍ مُفجع ان كانت بالحلال او بالحرام ، ولا يعني ذلك ان الخيانة المعنويه كأن يُفكر بغيرها وهي معه او الخيانه الحسية عندما يتحدث معها في اي مكان مُجرد مُحادثات بريئة لا تؤلم ولكنها أقل وطأه من خيانه الجسد ، اقل وطأه فقط ، كلها مؤلمه و من اجل اطفالها كانت ستفكر ومستعده ان لا تبتعد عنه ان كانت خيانته معنويه او حسيه .
ولكن مع اختها التي شاركت هي ايضاً بخيانتها ، لا وألف لا وتالله انها لن تعود له وهي تعرف انه كان مع اختها وكانت هي معه ، سترى صورتها دوماً في وجهه كما ستراه هو في وجهها ، كما انها لا تعرف الى أين وصلا بعلاقتهما .
هل من المعقول انه انتهك جسدها وكانت هي سعيده بهذا الانتهاك ؟؟؟؟؟!
هزّت رأسها بعُنف تمحو هذه الصورة من ذهنها لا تُرِيد تخيلها لا تُرِيد ان تتألم ولكن الالم يأتي رغماً عنها دون أن يستأذن ، يجرها ويسكب الملح على جرحها وينظر لها في الزاويه يقهقه بمُتعه وهو يراها تتألم .
زمّت شفتيها بقوه لن تبكي الان لقد صمدت طوال بقائها في المنزل
ستصل أولاً وتسلم الاطفال لزوجه اخيها وتنفرد وحدها في جناحها تبكي أيامها وسنوات عمرها الضائعة .
نظرت بتشوش والدموع تلتمع في عينيها تنظر من نافذة سياره السائق ، تلك المباني الشاهقة وَتُخفي خلفها الشمس التي بدأت بالهرولة للبعيد ليأتي بدلاً منها القمر يُضِيء العتمة ، ولكن ولا اي ضوء يستطيع بعد اليوم ان يُضِيء عتمه قلبها .
وصلت وأخيراً لمنزل عائلتها وكأن بهذه الساعه قد استغرقت سنه كامله للوصول إليهم .
تنهدت براحه وهي ترى دينا تخرج من باب القصر لم ترى عبائتها وتركز كثيراً بأنها كانت ستخرج ، كان المها اكبر من ان تُركِّز فقالت بلُطف وهي محرجه ان تتركهم عند ميرال للمره الثالثه هذا اليوم : دينا ، معليش حبيبتي تجلسين شوي مع العيال ، مررررّه تعبانه وبرتاح شوي .
قالت بصِلف دون ان تنظر للأطفال : ليه يا حبيبتي ؟؟ خلفتهم ونسيتهم ، وماحد قالك تصيرين قطوه وتجيبين واحد ورا الثاني ، لا والثالث بعد ببطنك !!!!
غادرت دون ان تلتفت لها فقد خرجت قبل قليل من اجل التسوق وعادت لترك أغراضها والآن ستذهب للصالون حتى تتجهز فالليلة هي ليلتها ، وستثبت لفهد انها أفضل وارقى من زوجته في الفراش ستُفقده عقله هذه الليله كما تفعل في كل مره يكون الامر على مزاجها .
مجرد النظر للحظه واحده لتلك القبيحة حتى تعرف انها فاشله بأمور الفراش وهي التي ستأخذ عقل زوجها هذه الليله حتى يشتاق لكل ليله ان يأتيها .
خرجت ميرال من شقتها تقصد القصر ورأت ريما تُمسك بكف طفلتها بينما طفلها يلهو بلعبته وتبدو هي تائهة .
قالت بنعومه وفي يدها علبه من الكعك : ريما سلامتك حبيبتي ، تعبانه .
كانت الغصة تقف في حلقها وهي تنظر لميرال وتقول بألم : راحت دينا وسحبت عليّ مالي غيرك بعد الله يا ميرال محرجه منك كثييير ، بس مرررره تعبانه .
نظرت بيأس للأطفال وفهمت ميرال ما تريد قوله وهمست : ولا يهمك حبيبتي ، افا عليكِ بس خليهم عندي وروحي ارتاحي ، حتى خليهم يناموا عندي الليله فهد بكون عند دينا .
نظرت لها بامتنان شديد وهي تنبه اطفالها بان لا يُزعجوها ، ودلفت إلى جناحها وأغلقت الباب وهي تنزلق أرضاً وتنتحب بمراره وتُطلق العنان لشلال دموعها المكبوت لساعتين كاملتين .
بينما صوتها غرق في نشيج مُختنق كاد ان يودي بأنفسها للتهلكه .

*****

هواء صاخب خرج من بين شفتيه وهو يسير في ممرات المستشفى التي اعتاد رائحتها ، وهمٌ يقبع على قلبه ليعرف حال زوجته .
زوجته الناعمة الرقيقة ، انه متوكل على الله وسيكتُب له الخير .
عقد حاجبيه وهو يرى باب غرفتها مفتوحاً .. اقترب اكثر وسمع أكثر صوتٍ كرهه في هذه الفترة ، صوت " بسام " أخيها .
تنهد بعُمق وهو يلتقط انفاسه الثائرة ، يُهئ نفسه لان لا ينقضّ عليه ويُقطعه إن أذاها بكلامه المسموم وهو يعلم جيداً أنها بهذا الوقت تكون مستيقظة .
همّ بالدخول ولكنه توقف عندما سمع فحيح بسام يقول : برافو عليكِ يا شاطره يعني قدرتي تجيبين راس الدكتور وخليتيه يفتح لكِ حسابات بالبنك ورصيد ماكنا نحلم فيه ، وشوي شوي وبس يرَجِعلكْ نظرك ويسويلك العملية مجاناً وتعرفين تتحركين براحه بتطيحينه اكثر وأكثر و بتخلينه يسجلك بعض الاملاك مثل ما اتفقنا انا وانتِ من البداية ، على بالي أنك رح تعنّدي بس لا طلع الوضع عاجبك وهالشي مُفيد لي ، وطبعاً كله بثمنه مثل ماساعدتك تتزوجيه بتعطيني من الطيب نصيب مو كل الخير لك .
ابتسم بخُبث وهو يرى ظلّ فيصل يقف عند الباب ويستمع لما يقوله حرفاً حرفاً ، ثم ألقى نظره خاطفه على اخته المجنونه الغارقة في غيبوبتها كان مُجبراً ان يرشوا المُمرضة لتقوم بتخديرها ولا تُفسد خطته بجنونها وصراخها عليه بأن يخرج من حياتها .. خاصه بعد ان علم من حماتها ان فيصل في طريقه إلى هنا .
كان قد اتفق معها ان تعطيه النقود بشرط ان يُخرج اخته من حياتهم ويجعل فيصل يُصدَّق انها مُخادعه كي يُطلقها ، اخته غبيه ان كانت مع زوجها الذي تحبه فهو لن يحصل على شي ولن يستفيد شئياً .. اما بهذه الطريقة فهو قد عثر على المال الوفير وعندما يُطلقها سيُخطط من اجل ان يُزوج اخته من غنيّ اخر يحصل منه على المال .
قال برقه : يلا سلام يا حلوه ، ولا تنسين حاولي قدر الإمكان تجيبين راْسه اكثر عشان نستفيد اكثر .
لمعت عينيه ببرق خاطف بعد جُملته وكان الظلّ قد اختفى ، ليخرج بهدوء بعد ان أيقظ تلك الغافلة عن ما حدث للتو واللحظة .
في إحدى ممرات المشفى كان يقف مبهوتاً بالكاد يستطيع تصديق ماسمعه
هل خُدع بكل هذه السذاجه ؟؟؟!
هل كان غبياً لهذه الدرجة حتى يُشفق على الفتاة ويتزوجها بسرعه ؟؟؟! دون ان يسأل او يستفسر عنها .
وإذ بها متفقه مع أخيها لخداعه !!!!
يالك من احمق فيصل .. كيف تثق بهؤلاء الأغراب ؟؟؟!
يالك من مُغفل .. كيف خدعوك بهذه السهولة ؟؟!
تذكر قول والدته قبل ان يتزوجها وهي تصرخ به
: فيصل انت يا خبل او عقلك ما عاد فيه دماغ وتعرف الصح من الغلط .. هالناس ما نعرف عنهم شي فجأه طلعولنا من العدم !!!! ماتدري وش أخلاقها ولا اخلاق اَهلها على الأقل تزوج وحده نعرفها من اهلنا ، أقاربنا و أصحابنا مو وحده غريبه لا وعميّه بعد ما رح تقدر تسوي لك شي .
بلى يعرف أخلاق أخيها القذر وما يفعله وكسله وبلادته ، كما انه يعرف أخلاقها فقد قامت بزيارته عده مرات في العيادة من اجل عينيها وعندما علمت بسعر العملية باهظة الثمن ترددت وقررت ان تنسحب ، علم في وقتها ان حالها لن يسمح بدفع التكاليف وكان سيُجريها لها مجاناً .
لما كُل هذا الخداع إذاً أمن أجل المال ؟؟؟!
تباً للمال والنقود والثروة لو كانت تجعله غبياً يُصدَّق المساكين !!!
فهو لطالما قام بمساعده الناس ، انه شخصٌ طيب لا يأبه للمال بقدر ان يرى البسمه على شفتيّ المرضى ، ولكنها وأخيها خداعه بطريقه لن يغفر لهما ما فعلاه ، لقد أيقظآ بداخله وحشُ الكاسر المعروف بهدوئه ورزانته أخرجاه من طوره ليأخذ حقه منهم بكل شراسه وقوه .
ماذا يفعل الان بعد ان اكتشف خِداعها ؟؟!
لن يستطيع تطليقها وقد عرف البارحة ان الخائنة تحمل طفله بين أحشائها ، الطفل الذي لم يعد سعيداً بوجوده وقد بُترت فرحته به مع ما سمعه بأُذنيه .. وليته يفقده فهو لا يرغب ان يرتبط بأي شَيْءٍ معها ، لم يعد يرغب .. لم يعد يرغب .
قرر ان يُعاقبها وستكون تحت أنظاره حتى تلد طفله ويدوسها بلا رحمه ، سيؤلمها كما آلمت رجولته .

*****

' في مثل هذه الليلة ,

مضى هذا اليوم يعمل بجُهد يُفرغ طاقته وكبته في المستشفى دون أن يمُرّ عليها او يُلقي عليها نظره ، كان يومه منذ بدايته مرير سيئ ، يلوم نفسه على غبائه وعلى قلبه الذي كاد ان ينخرط ويميل إليها لتُصبح لها مكانه في مختلفه في قلبه .
اقترب من غرفتها على آخر اليوم بعد انتهاء عمله وقدماه تخوناه عن الدخول ، ضرب قبضته نحو الحائط وهو يهمس ويجذرأ نفسه ، ولايزال قلبه يغلي بَشَرّ وافكاره السوداء بما سيفعله بها تطوف حوله فهو لن يرحمها لأنها عمياء !!!!
لن يرحمها ابداً ، وقد تحّرر وحشه من عِقاله .
جاء الطبيب وهو يبتسم بحبور ويقول هاتفاً : فيصل ، هات البشارة !!!
نظر له فيصل بوجهٍ شاحب وهمس : خير ؟؟؟!
قال الطبيب ياسر بابتسامه شفافه دون ان يُركز بملامحه الباهتة : طلعت نتايج فحوصات زوجتك ، الحمدلله سليمة ما في أعراض جانبيه وهي بخير ، بإذن الله بس تولد تقدر تسوي لها العملية في عيونها ، تدري الحمل أخَّر الموضوع .
أومأ فيصل بهدوء ونظراته شارده للبعيد ، ماتزال هذه الصدمة قد شلّت تفكيره .
دخل بهدوء للغرفه ووجدها تجلس بهدوء عينيها سارحه أمامها . التفتت بلهفه باتجاه الصوت وهي تقول بلهفه اكثر تشبع بها صوتها : فيصل انت جييت صح ؟؟؟! هاذي ريحتك .
قال بجمود وهو يتأمل ملامحها البريئه التي خُدع بها بكل صفاقة : ايه جيت ، ليه تبين شي ؟؟؟!
توترت من نبرته الجامدة ، نبره لم تسمعها من صوته إطلاقاً ، وهمست : لا سلامتك !! بس خفت عليك لأنك ما جيتني اليوم ، متى رح اطلع من المستشفى ؟؟! مره اخاف لحالي وانا بهاذي الحالة .
ابتسم ابتسامه جانبيه تشبعت بالسُخرية وقال يرمي القنبلة الكاذبة في وجهها دون ان يأبه لحالتها النفسية او مشاعرها : ايه صح نسيت اقولك !!! للاسف هالحاله رح تضلّ معك للأبد تعودي تتعايشي معها ، الدكتور كلمني وقال إنك تضررتي من طيحه الدرج وماعاد في أمل يرجع نظرك زائد انك حامل الحين حتى لو في أمل يرجع نظرك ما كُنَّا نقدر نسوي العملية .
نهض عن الكُرسي وشعرت بوقوفه وظله الطويل الرشيق يهيم عليها كالجاثوم ، وهمس بصوتٍ جاف أجش : عن إذنك بروح البيت الحين !!! وجهزي نفسك بكره الظهر بترجعين مالها داعي جلستك هنا .
غادر وفجأه غادر معه الدفء الذي كان داخل المكان ، غادر وتركها ممتقعة الملامح بصدمه من نبرته وتعامله الجاف معها لأول مره منذ أشهر .
ماذا حدث له ؟؟ هل لأنها حامل وهو لم يرد هذا الحمل منها ؟؟؟
ولهذا السبب يُعاملها بكل هذه القسوة والجفاف .
خرّت دُرّه من دُررها على وجنتها وقلبها يرتعش بخوف ،
لقد كانت تُدرك من قبل ان حياتها لن تستمر بتلك السعاده ، كانت تشعر وكان قلبُها دليلُها .

*****

كانت تضع اخيها بعربه " الماركت " وتدفعها بهدوء وتختار بعض الأطعمة من الرفوف و النوع الرخيص جداً .
ازدردت ريقها بصعوبه فعندما كانت ميرال عندهم كان الخير يأتيهم من كل مكان وعندما غادرت غادر معها الخير والرزق ، وعليها ان تقتصد قدر الإمكان في الشراء فهي لا تمتلك إلا القليل من الأوراق المالية .
تهدلت خصله شقراء طبيعيه من أسفل حجابها ، تأففت بنزق وهي تقوم بتعديلها وتلف الحجاب بشكلٍ أفضل وقد أضاء وجهها ببياضه الأخاذ وعينيها الزرقاوان كعيون ميرال كانت تلمع ببريق آسر .
ومسحت على شعر أخيها الأشقر والذي يُشببها كثيراً ومازال طفلاً ناعِماً .
في الطرف المُقابل لهم كان يقف ببهوت مصدوم لا يُصدَّق انه يراها أمام عينيه وهو يتأمل حركاتها ، خصلتها الشقراء التي نزلت بهدوء تُضايق عينيها الجميلتين كما العاده عندما كانت تُزعجها وكان هو يتطوع ليُزيحها خلف إذنها ، بشره يديها الناعمتين التي كانت فيما مضى تسير على عضلات صدره العاري .
ارتعش من فرط هذه الذكرى ، لم تتغير كثيراً لقد كبرت و زادت انوثه وحسب ومعالمها تضُج بسحرٍ مُغوي وجسدها الذي اكتسب وزناً وأصبحت " رويانه " وكأنها .. وكأنها ارتاحت ببعده .
تألم قلبه عند هذه الفكرة ..
ولكن هناك شي ناقص لمعه الفرح في عينيها لا يراها .
ربااااااه ، كيف عادت إليه أشواقه وهو من ظنّ انه قد نسيها بعد تركِها له ورحيلها عنه وقد قرّر تجاهل وجودها ، كيف ينساها ؟؟؟ كيف ؟؟! وابنهما يكبُر أمام عينيه إلى أن وصل لعُمر السبعُ سنوات وشعره البُندقي يميل إلى اللون الفاتح كشعرِها ويُذكره بها على الدوام ، ولطالما حرّك أصابعه القاسية على خُصلات الذهب الملتويه .
ظنّ انه نسيها ولم يَعُد يُحبها ولكنه مُخطئ انه لم ينساها ولا للحظه .
عضّ شفتيه حينما رأى بعض الشباب يحمون حولها وهي تتجاهلهم بغرور كم يليق بها هذا الغرور ، حبيبته الخائنة التي تركته مع طفلٍ صغير وهربت وأجبرته على طلاقها .
ارتفع الغضب إلى أوجه عندما رأى أحد الشُّبان يكاد يلمسها ويُمثل بأنه مُخطئ ، ووجه له لكمه قويه خرجت من أعماقه وأدمت وجه الشاب .
قال بغضب ينفثُ النار من انفه وفمه كتنين خطير وهو يُسِّرها أمامه يقبض على عضدها بكماشته القاسية
: أمشي قدامي اشوف .
ارتفع حاجبيها بذهول وهي تتعرف إلى هذا الوجه الغير مألوف ، عمق صوته الخشن ، هيمنته الذكورية المستفزة .
ربااااه لقد كان هو ، كان هو ولكن الذي تغير به
ان وسامته الملحوظة قد زادت بخشونه ذكوريّة فظّة و ولاحظت ان رموشه أشد سواداًمن شعره الآجعد
وان انفه الشامخ وفكاه الصلبان وذقنه التي تحتاج للحلاقه غالباً
تخفي بين ثناياها اثار الدم العربي الأصيل الذي يجري في عروقه .
هل اكتسب جسده طولاً ام تتخيل ذلك بعد كُل هذه السنوات ؟؟!
قالت برقه رُغماً عنها وقد تعرفت اليه و ابتعدا عن ذاك المكان : عفواً ، كيف بتسمح لحالك تجِرني وتلمسني بالهطريئه ئُدام الخلئ " الخلق " والعالم ؟؟؟!
ارتفع حاجبه باناقه وقال بخشونه زادها العُمر مُتجاهلاً سؤالها بصلافة : ليه مو مغطيه وجهك وكاشفتيه .
فغرت شفتيها التوتييتين بصدمه من وقاحته : هيك مزاجي ، انت ما بئيت زوجي وما إلك أي حق تسألني عن شي .
وكأنه استوعب وجود الطفل في عربتها وسألها ببهوت وغصّه علقت في حنجرته وهو يرى الشبه الكبير بينها وبين خالد : تزوجتِ ؟؟؟
لا يعرف هل يسألها أم يُقرر واقع ؟؟
ولكنها أجابت وهي تنظر لطفله الذي يُشبهه بكل شي ماعدا شعره الفاتح المُتناقض مع سواد شعر والده
: متلك انت تزوجت وخلفت اول ما طلئتني وكأنك ما سدئت " صدقت " .
رفعت ذقنها بكبرياء مجروح ، لقد تزوج فور ان طلقها كما أخبرتها والدته ليُنجب طفلاً يبدو في السابعه من عمره وقد مضى على طلاقها منه سبعُ سنوات " رعّد " كان دخيلاً على حياتها لمده سنه ، سنه واحده فقط ليخرج منها فور ان ولدت طفلهما ويقولوا لها أنه قد تُوفي .
ذهبت إلى صندوق المحاسبة وقد كانت تتمنى لو انها تملك ثمن جميع هذه الأغراض الرخيصة ولا تُضطر لإلغاء شراء بعض الحاجيات .
اما هو فقد كان مصدوماً من حديثها ، من أخبرها انه قد تزوج بعدها ؟؟؟ وأنجب أيضاً ؟؟! الم تُلاحظ ان هذا الطفل هو طفلها أيضاً ؟؟؟!
وهو الذي لم يتذوق النساء من بعدها وقد وسمته بها للأبد .
تعجب كثيراً ولحقها إلى صندوق المحاسبة حتى يفهم ماذا تقصد من كلامها .
توقف بعدها ورأها تنظر لورقة النقود التي تحملها بين كفيها بأسى من فئه 100 ريال فقط ونظرتها تنتقل للصندوق الذي طلب الضعف .
فقالت بخجل وإحراج ولم تنتبه للصندوق عندما توقف عند المئه : ممكن تلغي مئه ريال من الطلبات ما معي غير مئه !!!
قال صاحب الكاشير : طيب مو مشكله وش الاغراض التبينها .
هَمَّت لان تتحدث وقاطع صوتها ، صوت خشن عميييييق : خلاص حط أغراضها بالكيس رح أحاسب عليها .
نظرت له بقوه وكادت أن تهدُر به بغضب ولكنه نظر لها بتلك النظرات المُخيفة بأن إياها ان تنطق بكلمه واحده .
أنهى أمورها ليُحاسب على أغراضه وهو ينظر لها وتنتظره مُكتفه ذراعيها بغضب .
توجه اليها فقالت بصوتها الناعم المنخفض : لو سمحت انا رح ادفع لك كل ريال دفعته مو من حقك انك تحاسب على حاجاتي هلأ خُد المئه وأعطيني رقمك لأعطيه لبابا ويحكي معك ويرجع إلك المئه التانيه .
ابتسم وهو يقول مُتجاهلاً لها للمره الثانية : ايش اسم ولدك ؟؟؟
ضربت قدمها بعصبية : يا الله انا شو بحكي وهو شو بيحكي ؟؟؟ هاد مو ابني ، اخي ، هلأ ممكن تعطيني رقمك لأعطيه لبابا .
ابتسم وقد شعر ان حِملاً قد أزيح عن كاهله عندما علم انها لم تتزوج ، وقد كان يعرفها عندما تكذب فأراد ان يتأكد الان ، وقد فعل .
ثم همس لها بصوتٍ حريري اخرجه امامها هي فقط : لو ما مسحتِ رقمي من عندك فبكون هو نفسه من سبع سنين .
جعلها تصعد إلى سياره الاجره وساعدها بوضع الحاجيات بالسياره وقام بمُحاسبة السائق ، بينما هي كانت تنظر لسيطرته عليها بذهول .
وغادرت السيارة وهي تنظر في هاتفها إلى رقمه الذي لم تستطع ان تمسحه وقد ظنت انه قد غيره حتى لا تزعجه عندما يتزوج مره اخرى .
كان هو يرمُقها من الخلف بهدوء وبإصرار انه سيُعيدها إليه وإن كان رُغماً عنها ، فرؤيته لها بهذه الصدفة بعد سبع سنوات ، اعادت له نيران الماضي وأشواق الهُجران .
سيُعيدها له ولعصمته وهو الذي لم يدخل قبل سبع سنوات إلى " الكليه العسكرية " حتى يتزوجها ، فرّط بحُلمه من اجلها فقط " باربيته الشقراء " فدوماً ماكان يُناديها بــ " باربي "

*****
هبط ذلك الوحش الطائر إلى مدرج المطار والروتين المعتاد الذي قد اعتاد عليه من نزول الركاب وتجهيز الطائرة لرُكاب جدد وكابتن اخر يحُل محله .
غادر الوحش الذي كان يقوده وعلقت به رائحه الطائرة ، وهاهو يعود لمنزله اخيراً حتى يرتاح رغم انه لا يظن ان يرتاح عند زوجته الاولى التي لا تعرف معه غير المشاكل والطلبات .
وصل أخيراً إلى القصر ودخل لشقته حتى يرى جدته قبل ان تنام ، ودغدغه خبيثه تُداعب قبله ليرى زوجته البلهاء .
قال بابتسامه تُزين ثغره : شلونك يمّه ، عساكِ طيبه وبخير ؟؟!
الجده بلطف : الحمدلله بخير ، دامكم يا مهجه القلب بخير .
كان يتحدث معها وعينيه ورقبته تسقطان رُغماً عنه للداخل ينتظر ان تطُلّ عليها ببهائها ، عينيه تلقائياً تبحثان عنها ولم يعجبه ذلك ان يتوق لرؤيتها ولو لعده لحظات .
اجفله صوت جدته المرح تقول : لا تتعب نفسك ما هي هنا !!!
ابتسم بخفه وقال وهو يعرف من تقصد : ما كُنت ادور عليها ، وش ابي فيها اصلاً الليله مو ليلتها .
هزت رأسها وهي تتفهم كبرياءه ولكنها قالت : طيب مو مشكله يا وليدي على العموم هي بالقصر ، راحت تودي عيال ريما لها طلبتهم .
عقد حاجبيه وقال : هي ريما ما راحت بيتها اليوم وبتنام عندنا ؟؟!
قالت الجده بحُزن : مادري يا وليدي راحت بيتها وفجأه مالقيناها إلا وهي راجعه ، الله العالم انها متهاوشه مع زوجها .
نهض عن الأريكة : بسيطه يمه بكلمها يوم اشوفها ، خير ان شاء الله .
همّ بفتح الباب ولكنه توقف عندما سمع جدته تُناديه وتقول بتصميم واصرار ......
دخل إلى القصر بهدوء ويرى عائلته مجتمعه بغرفه الجلوس المفتوحة أمام الدرج ، وهمّ بالاقتراب منهم ولكنه رأى ميرال تخرج من المطبخ فتوجه لها وسحبها بخفه بعيداً عن الأنظار وقال بشبه ابتسامه : كيفك اليوم ؟؟!
نظرت له بخجل وهي تقف مُرتعشه الساقين من فرط خجلها : الحمدلله بخير ، وانت الحمدلله على سلامتك .
فهد : الله يسلمك يااا رب .
خانته كفه وارتفعت تلقائياً ومررها على وجنتها المُحمَّرة من خجلها كلما رأته تُفقده صوابه بخجلها الذي لا يعرف متى سينتهي ويغيب بوجوده .
سألها بلُطف ولم يُبعد كفه التي تُعانق وجنتها بحنان : وش تسوين ؟؟!
قالت بخفوت : ولا شي كنت أشرب الشاي مع عمي وعمتي والبنات ، وخلصنا ووديته المطبخ .
قال بصوتٍ حريري تعجب منه ، فهذه المره الاولى التي تحدث بها بهذه النبره : الله يعطيكِ العافية .
خانته ذراعه لتنزل كفه عن وجنتها وتنتقل إلى عُنقها ويسحب رأسها بهدوء نحوه ويلثُم شفتيها بنهم وقد أسبل اهدابه يتمرّغ بحراره شفتيها ، خانته ذراعه الاخرى ولفها على خصرها حتى قربها إليه أكثر ، لتغرق هي الأخرى معه في بُحور قبلته القاسية التي كدمت شفتيها كدماً .
نزلت دينا عن الدرج ورأت ذلك المشهد الرومنسي ليُجن جنونها وتقول وهي تُصفق بكفيها : برافو والله ، مشهد حلو وحار بس كان انخشيتوا شوي داخل عشان لا احد يشوفكم خاصه في بزران هنا .
ابتعد عنها كالملسوع ولكنه لم يترك خصرها وهو ينظر لدينا بشزر : اقول اقضبي لسانك يا قليله الحيا ، تراها زوجتي لو نسيتِ اذكرك .
قالت بكبرياء مجروح : وانا بعد زوجتك مو بس هي ومعك من اربعه سنين بس ما قد بستني بكل هالحراره ، ايش معنى هي ؟؟؟؟
هذه المره ابتعد عنها وادخل كفيه بجيبيّ بنطاله حتى لا ترتفع يده عليها زوجته المجنونة وقال بلا احراج : اعتقد تعرفين السبب وقد نبهتك عليه كم مره .
احمّر وجهها وتذكرت قوله دوماً ان تُنظف فمها ، هل يترك كل شيء تفعله لاجله ؟؟؟! ويُركز على هذا الامر السخيف !!!
لمعت عيناها بخُبث وهي ترى الخاتم على إصبع ميرال ، لتقول بحقد : يعني مثلاً انا ما ادري وش شايف فيها هاذي الخمارة وحتى انها سراقه .
ارتفع حاجبه باستغراب وقال بقوه : دينا لا تغلطين !!!
قالت بحقد وهي تُمسكها من كفها وتسحبها حيث يجلس أفراد العائله وتقول بجنون وقوه وهي تمُد ذراع ميرال أمامهم : عمتي ، رسيل شوفوا بالله مو هاذا خاتمي الجابه لي فهد ؟؟؟!!
التفت اليه بقوه تسحب ذراع ميرال امام وجهه كالدُمية وتقول بصُراخ مجنون تجعل الذي لا يُصدَّق .. يُصدَّق : شوووووف مو ذَا خاتمي الجبته لي ، وش جابه باصبعها ، إلا انها سارقته من غرفتي ، يعني حتى بكل وقاحه داخله جناحي وغرفتي وسارقه خاتمي .
شهق الجميع بصدمه ونظر سلمان نحو زوجه ابنه دينا بقوه ، وميرال كانت تشهق بصدمه تُغطي فمها بكفيها لا تُصدق ما يَحْدُث معها ودموعها تتساقط على وجنتيها ، بينما فهد كان يرمُقها من رأسها للأسفل بنظراتٍ قويه تخترق الصخر وينظر بحِده كفهدٍ رابض .

maramza 18-08-16 01:00 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بشرفك هلا القفله دايمن لازم تجلط هيك يعني صار بدي حبه مهدئ يعني سدشو حيصبرني لالسبوع الجاي
ابدعتي بتغير مجرى الاحداث بصراحه اتوقعت من دينا هل الخسه

حلم الحياه 18-08-16 04:04 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
لا ليش انتهى البارت:dfghd654:

اوف من دينا شكله شراره كبيره بتصير بينهم:1b43976db777979e034

المهم حبيبتي ماطولين علينا بالبارت الجاي:6tfdsc:

maramza 19-08-16 02:26 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
سؤال يطرح نفسه الجده لما نادت فهد شو حكتله

auroraa 19-08-16 08:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3656245)
سؤال يطرح نفسه الجده لما نادت فهد شو حكتله

هههههههههههههههه
الفصل الجاي ببان ايش حكت 😝😝😝

auroraa 19-08-16 08:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3656073)
بشرفك هلا القفله دايمن لازم تجلط هيك يعني صار بدي حبه مهدئ يعني سدشو حيصبرني لالسبوع الجاي
ابدعتي بتغير مجرى الاحداث بصراحه اتوقعت من دينا هل الخسه

ههههههههههههههه
عاديه جداً القفله مش عارفه ايش مالكم عليها
ياعمري انت هدي أعصابك الوضع تمام بس المشكله القفله الجايه كمان

دينا لِسَّه حتعمل شغلات كتييير

auroraa 19-08-16 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3656134)
لا ليش انتهى البارت:dfghd654:

اوف من دينا شكله شراره كبيره بتصير بينهم:1b43976db777979e034

المهم حبيبتي ماطولين علينا بالبارت الجاي:6tfdsc:

يا قلبي انت وتعبت وانا اكتبه كمان
باْذن الله ما أطول في الفصل الجاي

maramza 20-08-16 07:54 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
وين الفصل ......... 😭😭😭😭😭

حلم الحياه 20-08-16 08:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3656344)
وين الفصل ......... 😭😭😭😭😭

كلنا ننتظره بفارغ الصبر:9iuhgfr:

auroraa 21-08-16 03:01 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ان شاء الله انكم بخير

معليش على التأخير ما بعرف اذا إنتوا عندي بالسناب
بس السنابيات بيعرفوا انه لابتوبي خربان من اسبوع وزوجي
الى الان ما أشفق عليّ يوديه يصلحه :(
فصرت اكتب بالجوال وكتابتي فيه بطيئة بإصبع واحد عكس
الاب استخدم العشره أصابع

وخاصه انه بالجوال ايدي تتشنج وتوجعني عيوني
معليش استحملوني شوي لين اخلص الرواية

auroraa 22-08-16 11:50 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
باْذن الله الفصل حيكون اليوم باي وقت

لين اخلص كتابته ان شاء الله واراجعه

حلم الحياه 22-08-16 12:59 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة auroraa (المشاركة 3656525)
باْذن الله الفصل حيكون اليوم باي وقت

لين اخلص كتابته ان شاء الله واراجعه

منتظررررررينك حبيبتي:bouquet2:

auroraa 22-08-16 04:45 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‎ما شاء الله تبارك الله
‎للكاتبة
aurora
..
باْذن الله في الفصل 23 حيكون فصل طويل وحافل
بالأحداث لانه بعده حيكون في قفزه زمنيه طويله شوي
شي زي ثلاث شهور او اربعه فرح يكون فصل طويل
نخلص كل امورنا العالقه قبل لاتسقر حال الابطال
تبدأ مصايب جديده


الفصل الثاني والعشرون

لمعت عيناها بالدموع وهي تحاول خلع الخاتم الذي حُشِر باصبعها ، بينما دينا كانت تغلي كما البُركان وتقدمت نحوها وهي تلتقط كفها وتقول بجنون تحاول خلع الخاتم من إصبع ميرال : هاتي الخاتم يا السراقه ، يا الوقحة بينتي على حقيقتك يا الطماعه .
كانت تنشج وتشهق بقوه دون ان تتحمل هذا الاتهام الباطل في حقها ولا تستطيع ان تتكلم لتُدافع عن نفسها امام الجميع الذين ينظرون لها ولدينا بريبه .
تشتتت انفاس فهد وهو يرى تلك الصغيرة تتخبط ألماً من هذا الاتهام الذي يعرف جيداً انه اتهام باطل ، وتبكي .. تباً !!! وهاهي دموعها تعود لتؤثر عليه من جديد .
فصرخ وخرج صوته من حنجرته كدويّ المدافع وهو يشدد على حروف اسمها : دِيـــنا !!!
نظرت له والشرّ يتطاير من عينيها وتكاد تطحنه بين أسنانها على ما يفعله بها ، لم يتحملها أكثر وهو الذي قد أُجبر على تحملها لسنوات كي لا يوسم بالفشل لثالث مره بحياته كي لا يكون خاسراً للمره الثالثه في وجوه الجميع .
ولكنه لم يعد يتحملها و يتحمل تصرفاتها الرعناء ،
فوجه لها صفعة وجهها لأول امرأه في حياته و قد احمرت وجنتها السمراء بسببها .
وجعلت الجميع يكتم انفاسه وبرد الجو فجأه حولهم ، بينما كان فهد هو الوحيد الذي يشتعل كالمِرجل ، وحركه أكتافه التي ترتفع وتنخفض بتناغم مع انفاسه الثائرة كانت دليلاً على انفعاله ، ثمّ قال بصوتٍ قصف كالرعد : تكذبين عيني عينك وانت معطيه الخاتم لها اليوم هديه منك .
تجعدت شفتيه بإستهزاء وهو يقول : اصلاً انا استغربت يوم قالتلي جدتي قبل شوي وتتشكرك على الخاتم الاعطيتيه لميرال اليوم ، وأثاريك كنتِ بتطلعينها سراقه قدامنا ، وأقول في نفسي وش عندها تعطيها خاتم !!! التفت بحده وعينيه السوداوتان ماتزالان تستعران غضباً جامحاً وهو يقول لميرال بقوه : ميرال روحي للبيت للحين .
غادرت وهي تُهرول من الاحراج حتى وان ظهرت الحقيقة فهي لن تنسى نظراتهم المُرتابة بينها وبين دينا .
قالت سوزان وهي تربت وتمسح على كتف فهد حتى يهدأ : خلاص يمّه حصل خير ، روح تفاهم مع زوجتك بجناحكم .
وألقت نظره لوم على دينا فمهما كان لم تكن ترضى ان تُضرب أمامهم بهذه الطريقة المُهينة ، حتى وان لم تُحبها فهي في النهايه انسانه لها مشاعر وأحاسيس ، وخَمّنت انها فعلت ذلك من الغيرة ، ولكن هي من جلبت ذلك لنفسها .
صعد فهد ينهب درجات السِلّم بعد ان أمر زوجته بالصعود ، أغلق الباب خلفه بهدوء خطير وكم تمنى ان يرقعه ولكنه لا يعيش وحده بالقصر .
لقد كانت تبكي ، ولا يعرف لماذا لم تؤثر به دموعها ؟؟!! ربما بسبب روحها الشريره والكاذبة التي تحوم حوله .
قالت وهي تبكي بصدق دون ان تُمثل : عاجبك كذه يعني أرضيت رجولتك يوم هنتني تحت وضربتني .
قال بجفاف : انت اكثر وحده تعرفين شلون أمسك ايدي لاجيت بدفنك بمكانك .
قالت بصوت مرتفع : ليه ما مسكت نفسك تحت ، يعني ترضى أنهان كذه قدام زوجتك البزرة ، والخبلة .
قال بحده وأسنانه تصتك ببعضها : دينا !!! لُميّ نفسك ورجعي لسانك بحلقك ، ولا شكلك مشتهيه ترجعي لأهلك مطلقه مره ثانيه ما ألوم زوجك الأول يوم تركك الحق ينقال نجا بنفسه .
زمّت شفتيها بضيق عندما هددها بأنها ستعود إلى اَهلها خائبة بعد فشلها في زواجها الأول وهي تقول : طيب طلقني وش تنتظر ماهي اول مره تسويها باقيلي طلقه وتحرمني عليك .
تنهد بعُمق وهو يتجاهل كلامها ويوجه سبابته لها : اسمعي ميرال وأهلي خطّ احمر ، ياويلك اسمع أنك مأذيتيهم بشي وقتها بتشوفين وجهي الثاني وما اعتقد انك بتحبين تشوفيه .
رأته يُعطيها ظهرها وهي تقول بدلال والدموع تلمع في مآقيها : وين رايح ؟؟! الليلة ليلتي ترا من الظهر وانا اتجهز عشانك .
نظر لها من فوق كتفه وهو يُمسك بمقبض الباب : الحركة السويتيها اليوم في كفّه والسويتيه فيني طول الاربع سنين كفّه ثانية ، انتِ خذلتيني يوم قررتِ تسوي حركه وسخه تتهمي فيها انسانه بريئه .
ثم التفت اليها وأردف بقوه : تدرين لو انه جدتي ماقالت لي قبل لا اطلع من عندها اني أشكرك بالنيابه عنها على الهديه الاعطيتها لميرال وفرحتيها فيها ، كان للأسف صدقتك وانتِ تمثلين تحت .
عضت شفتيها بقهر إتضح بعينيها فور ان أغلق الباب وتركها تقبع خلف ظهره ، أيُعاقبها هذا العقاب ليجعل تلك الطفلة المدللة تسخر منها .
انطلقت في أنحاء الغرفة كالشيطان الذي فقد عقله وهي تشد شعرها الذي قامت بتزيينه اليوم في " الصالون " وتُفرغ طاوله الزينه بما عليها من أدوات وعينيها البُنيتين تلمع بشرٍ مُطلق .
انزلقت إلى الأرض وهي تفرُج قدميها امامها وشعرها كثّ وقد تجعد من شدها له بقوه حتى تقطعت بعض الخُصل بين أناملها ، وانفاسها لا تهدأ وكأنها حِمم بُركانٍ ثائره ، رويداً رويداً هدأت انفاسها ليعود عقلها لمكانه وتستجمع طاقتها
،
غادر وأخيراً إلى حيثُ يجد ملجأه وأمانه هناك بين ذراعيها فهي لا تسأله ولا تطلبه شيء تكتفي بالبقاء بقربه والتنعم بدفء احضانه وإراحته وحسب .
كانت الشقة هادئه ، جدته قد فات موعد نومها منذ زمن وأما صغيرته فيبدو انها نامت من التعب والبكاء .
وجد باب الغرفة موارباً والضوء مازال مُشتعلاً . فدخل بهدوء شديد ان دون ان يُصدر صوتاً فقتلته تلك الصورة التي وجدها عليها .
كانت تقف أمام النافذة بقميص نومٍ ناعم من " الشيفون " الخفيف السادة باللون الأحمر التصق على جسدها الذي اكتسب وزناً منذ ان جاءت من منزل خالها اليهم ، ويصل طوله لمنتصف فخذيّها وأقصر بقليل .
ازدرد ريقه وهو يراها بهذا الشكل لأول مره لقد بدت مُبهجه لعينيه وناعمه !! ناعمه جداً .
تحرك قليلاً وأصدر الباب صوت صريرٍ مُزعج ، لتلتفت هي بهلع وتسحب المبذل الحريري وتضعه عليها دون ان ترتديه من هلعها .
ابتسم فهد على حركتها فتحركت فيه الغرائز الذكورية بشكل عنيف وهو يقول : ماله داعي تغطين تراني شفت لين شبعت .
انه يكذب لم يشبع بعد !!! يُرِيد ان ينظر اكثر وأكثر الا تفاصيلها والتنعم بكل أنش من جسدها الغضّ حلاله وحده .
اقترب منها وكانت تنظر اليه يقترب وكان أشبه كنمرٍ مُرقط غامض و خطير ، احست كأن انفاسها تجاهد لتخرج من رئتيها وهي تقول بنعومه بعد ان اصبح لا يفصل بينهما الا جداراً من الهواء : ممكن تبعد شوي بروح أبدل ملابسي وأجي .
لفظ بمكر : وش لابسه ؟؟
قالت بغباء : ولا شي !!!!!
ثم شهقت وقالت بتلعثم : يع .. يعني عيب .
ثم أردفت بتوسل : بروح أغير واجي .
هزّ رأسه نفياً بتسلية ، وشعرت به يُمرر اصبعه على شفتيها المرتعشتين : مافي تغيرين ادري بتروحين الحين تلبسين ملابس الورعان .
عضت على شفتها السُلفى لتقضي على آخر ذرات صبره وينتزع المبذل عنها ، ويرفعها بين ذراعيه وينزلق إلى الأريكة وأبقاها على حِجره ، يتأملها ويتأمل تفاصيلها الرقيقه كما يُرِيد والابتسامه لا تُفارق شفتيه بأنه قد قبض عليها ترتدي قميصاً .
ثم التقط كفها التي كانت تلبس به الخاتم وقال بوجه عابس يمسح على إصبعها المُحّمر بنعومه تفاجأ بها فهو لم يكن يتوقع انه يمتلك هذه النعومة بالتعامل مع امرأه : وش ذَا الهمجية الفيها ، اعوذ بالله .
ثم قبل مكان الاحمرار في إصبعها ، وقد صُدم من نفسه وحركاته التي تستفزه بخجلها ليفعلها ويرى الورد يتغنى بخديها .
كانت الحرارة تشتعل فيها فهمست بخجلٍ شديد وهي تُحاول شد القميص ليُغطي فخذيها دون جدوى فالقميص كان شفافاً ويكشف أكثر من ان يستُر وحاولت سحب كفها من كماشتيه : الليله ليله دينا ؟؟؟ حرام كانت تتجهز من الظهر .
وكأنها تسأله لما انت هنا الآن ؟؟!
قال بهدوء وهو يُحرك سبابته على عامودها الفقري العاري وجعلها ترتجف من فرط الخجل : هذا عقاب على السوته فيكِ ، ما ارضى عليكِ مثل ما ارضى عليها كلكم سوا عندي .
" وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
ربما هو يعدل بينهما بكل شيء ولكن هذه " ولو حَرَصْتُمْ " هي الدليل انه يُكن بعض المشاعر لصغيرته ليست حُباً ولكنه يُفضلها على الأُخرى بكل شيء ، رغم جمال دينا البارع إلى انه لا يشفع لها عنده .
ازدردت ريقها وهي لا تشعر بالارتياح في حِجره بل الحرارة تشتعل بها وهمست : طيب ودك احضر لك شي تأكله جوعان ؟؟؟! راجع من الشغل اكيد ما اكلت شي !!
همهم ببعض الكلمات وقال بوضوح ونظراته لا تُفارق عُنقها الرقيق و بدا صوته حافلاً بموجٍ ناري هاديء تنير به البراكين قبل انفجارها : لا ما ودي أكل مو جوعان ، بس مشتهي حلا بحلّي .
تنهدت براحه وهي تقفز من حِجره دون ان تفهم ما يقصده وقالت ببلاهة : طيب بروح اشوف الحلا السويته امس ، ان شاء الله ماتكون رسيل خلصته .
ارتفع حاجبيه بصدمه من برائتها وهي لم تفهم ماذا كان يقصد .
انتفض واقفاً يقترب منها ويسحبها من ذراعها حتى ارتطمت بصدره واعتقل خصرها بين ذراعيه ، وكان جسدها يرتعش ويتفاعل مع جسده كما كانت ترتجف لرجولته الفتاكة .
حررّ ذارعاً واحداً تاركاً أصابعه تتريث لما خلف شعرها
و ضغط فمه الدافئ على صدغها وهو يهمس بخفوت وانفاسه الحارة تسير على وجهها : ماكان قصدي ابغى اكل حلا ، قصدي اني بحلي فيكِ وباكلك انتِ وبرائتك ودلاختك قريب .
شعرت بالغرفه تضيق من رجولته الساحقة ، وهي تتشبث بعضلاته القوية بعد ان رفعها بخفه من خصرها ويُهفهف طرف القميص مع رفعه ليُلقيها على السرير ويميل عليها كنمرٍ رابض ، احست كأن انفاسها تجاهد لتخرج من رئتيها وهو يرغب ان يُطارحها الغرام .
لم تشعر بأنامله القاسية وهو يأسر عينيها البلوريتين بين عينيه السوداوتان بالظلمة ، تُزيل حمالة القميص بهدوء مُتقن حتى جرّدها منه .

*****

كان يستلقي على السرير وتستلقي هي بجانبه وذراعه تُحيط خصرها وتسحبها لصدره العاري عنوه .
كانت تُحب دفء صدره وتعتاد عليه طوال هذه الليالي المِلاح ، وتشعر بنفسها في كل يوم تنجذب لمجاله المغناطيسي اكثر وأكثر و رُغماً عنها .
ومع ذلك لا تستطيع الوثوق به او اعطائه الأمان ، هي الغبية والبلهاء التي استسلمت له طعماً بالدفيء والحنان لحضن رجل فور ان رأت رغبته بها وهي تشعر بالزهوّ .
قاطع افكارها صوته الخشن وهو يتحسس خصرها ويقول مازِحاً وهو يعرف عقدتها من هذا الموضوع لانه تركها سنتين من اجله : كأنه وزنك زايد .
اتسعت عينيها دون ان تنظر إليه ولكنها قالت بهدوء : عادي وإذا زاد ؟؟ إِيش فيها ؟؟!
قال وهو يُرخي جسده من تشنجه وهي بقربه : أبد مافي شي ، بس انتبهي ترجعين مثل اول !!! بتصيرين شينه !!!
انتفضت جالسه على رُكبتيها وسط السرير وقالت بصوتٍ مرتفع قليلاً : ليه ان شاء الله ؟؟! وإذا رجعت مثل اول وش بتسوي ؟؟
ارتفع حاجبيه من انتفاضتها واراد اغاظتها فقط : وش بسوي يعني ؟؟! اكيد بتزوج وحده رشيقه مثلي يعني لازم يكون في توازن دراماتيكي بينا .
فجأه قفزت تلك الـ " ميار " ببالها ، ولا تعرف لماذا شعرت بسكينٍ تخترق قلبها ؟؟ وهي تتذكر انه قام بخطبتها عده مرات وكانت عندما هي زوجته ، طعنها ببرود وقد نجح بذلك ، ومايزال يُذكرها كيف كانت سمينه بشعه وبشاعتها هي من جعلته يُعلقها لسنتين ، ليتها تعرف من أين له كل هذه القسوة حتى لا يُشفق عليها .
قالت بملامح جامده اكتسحت بالبرود ووجها صلب من تشنجه : اجل من الحين لو ودك تتزوج تزوج ميار بنت خالتك ، اصلاً انت كنت خاطبها كم مره يوم كُنَّا مملكين ما رح تفرق معك لا صرنا متزوجين .
نهضت عن السرير وهي مكسورة الفؤاد والتفتت إليه لتردف بحُزنٍ اكتنز صوتها الناعم : ولاتنسى تطلقني قبل تتزوجها لانه ما ودي أعيش مع واحد سطحي مثلك ما همه غير الشكل الخارجي للمرأه ، شكلك ناسي انه احتمال مع الحمل رح أسمن غصبٍ عني ورح يتشوه جسمي ومع كبر السن رح يزيد وزني وانت كل الهمك أكون رشيقه .
ثم أردفت بسخريه مريره : عشان يصير في توازن كيميائي وفيزيائي بينا ، أنقذ نفسك مني قبل لا يفوت الوقت .
التفتت بحده ليُحلق شلالها بالهواء ويستقر خلف ظهرها وتدلُف لدوره المياه ، هناك حيث تبكي بصمت دون ان تُريه ضعفها وتجعله يسخر منها ، فهي لن تسمح له ان يتشمت بها أبداً .
انزلقت إلى الارض تستند إلى الحائط وتُخرج من الدُولاب أسفل المغسلة كاشف الحمل وتُحدق بالخطين الاحمرين المُتوازيين .
وتزداد دموعها انهماراً مع الشهقات التي تعتلي صدرها على حالها البائس معه ، سيكبُر بطنها الان وبعد الولاده سيترهل جلدها وتظهر به التشققات وهو لن يتحمل ذلك وسيتزوج لان جسدها لا يروقه .
تباً له وهي التي ظنت انه قد تغير وأصبح يُكن لها بعض المشاعر وكادت أن تُخبره بحملها ليفرحا سوياً وهاهو يُفْسِد فرحتها .
مسحت عينيها بقوه بقبضتها لن تضعُف ابداً امامه ، الأهم انه قد سمح لها بالعوده لعملها ولن تسمح له ان يُلغي الكيان الذي بنته لنفسها مهما حدث .
كان يجلس مبهوتاً في الخارج وهو يهمس : وش فيها هاذي المجنونه ثارت عليّ وكأني صدق بتزوج وأجيب لها ضرّه !!!!!!
ابتسم بتسليه وهو يتذكر ذلك المثل وهمس بمرح : صَدَق القال الضرّه مُرّه ولو كانت جَرّه ، أقاربها تغار هالخبله العندي .
انتظرها ان تَخْرُج وفور ان خرجت استطاع ان يُلاحظ احمرار عينيها من البُكاء ، ربما قضت وقتاً كافياً تمحي اثار الدموع ولكن ليس عليه وقد بات يعرفها ، كانت امرأه مُشتعله كما يُرِيد لم تكن ضعيفه او ذليله حتى انها استطاعت بسحرها الأخاذ ان تجعله يُوافق على متابعه عملها ، يعرفها عندما تحزن ويغرق وجهها الجميل بالحُزن المرير كالآن ، يعرفها عندما تفرح كما كانت قبل ان تدخل إلى دوره المياه .
ابتسم وهو يتخيلها كطلقهٍ روسية ربما لم تقتله ولكنها شلّته بملامحها الحادة ونظراتها القوية .
قال بأمر صارم لانه يعرف انها لن تأتي ان طلب منها المجئ وهي تبدو غاضبه منه : تعالي هنا !!!
نظرت له وارتفع حاجبها باناقه وهمست بصوت أجش : ودّك بشي ؟؟!
اختفت من ملامحه التسلية وحلّت الجدية : اقول تعالي هنا بنام .
قالت بلا اهتمام : نام في احد ماسكك ؟؟! ماودي انام الحين .
قال بصوتٍ حريري واستطاع ان يُربكها بنبرته وكلامه المُلتوي : ما اعرف انام بعيد عن حضنك ، لازم احضنك عشان اعرف انام .
ثم أردف بيأس : يلا تعالي ، ماعندك دوام من الصباح ؟؟! عشان أوصلك دوامك وأكمل لشغلي .
اقتربت بهدوء وهي تشعر بالنُعاس بسبب الوِحام ولكنها لم تُرد النوم وهو مازال مُستيقظاً ، وهاهو يُوترها بحديثه لتنجذب له كالمغناطيس .
دفنت نفسها بالفراش وأعطته ظهرها فشعرت بأنفاسه تحرق بشرتها وصوت همسه يخترق أضلُعها : ماعاش مين ينزل دموعك !!! .
لفّها إليه عنوه وهو يأخذها بين أحضانه ويُسرح شعرها بأنامله بينما كانت هي تضغط على شفتيها حتى لا تنفجر بالبُكاء ويُتابع همسه : مادري مين علمك بسالفه خطبه بنت خالتي ميار ، بس العلمك فيها نصاب ماخطبتها غير مره وكانت قبل لا اعقد عليكِ وهي رفضت وبكيفها كبريائي ما يخليني ارجع اخطبها كم مره وهي رفضتني .
اجتذبت بعض ذرات الهواء وهي تهمس : بس انت قلت رح تتزوج لو سمنت ورجعت مثل اول ، لو ماكانت ميار عشان كبريائك بتكون غيرها وانا ما اضمن اني أكون بهالرشاقه ، وصراحه انا ما ودي باليكون زوجي يُفكر بهاذي الأمور وينسى الأشياء الثانية المهمة .
همس وانفاسه ماتزال تحرق بشره وجهها : تطمني ، انا انسان مو سطحي ومع تعايشي معك اكيد همتني الأشياء الثانية .
رغم ذلك هي لا تُصدقه ، لا تعرف لماذا ولكنها لا تأتمنه على قلبها .
تنهد بعُمق وهو يُقبل جبينها : ماعاد ابي اشوف دموعك ، ما يليق عليكِ الْحُزْن .
نظرت له ببهوت وقد كان وجهه ظاهراً أسفل ضوء القمر وبشرته السمراء تبرُق كالنُحاس المُنصهر .

*****

' في ظُهر اليوم التالي ,

دلف للمنزل وخلفه ميس تحمل حقيبتها الصغيرة بينما ينظر لها ببرود ويقول : انتبهي وانتِ تطلعين الدرج لا تطيحين على وجهك .
بللت شفتيها أسفل النقاب وفؤادها يتجرع بالألم من تصرفاته الغريبة ، والطريقة الجديده التي يُعاملها بها ، ليتها فقط تعرف ماذا فعلت حتى يُعاملها بهذه الطريقة المؤلمه لقلبها ؟؟؟!!!
غرقت بأفكارها وتعثرت بالعتبه الاخيره للدرج ووقعت على رُكبتيها ، يا الله لقد كادت ان تسقط الدرج كاملاً مره أخرى ولكن هذه المره الدرج الخارجي للقصر وليس الذي بالداخل .
نظر لها باشمئزاز وهو يتذكر حديث اخيها الذي يتبادله معها ، ومازال يلوم نفسه على غبائه وطيبته التي جعلته يتزوجها ويتعلق بها ، ولكن هيهات ان تنجح في ما تريده فهو سينتزع من قلبه ذلك الجزء الذي تعلق بها ولا يعرف ماذا يكون ؟؟؟! فما كان يشعر به من قبل وانه يُحبها لم يكن صحيحاً وإلا لما عاملها بهذه القسوة لو كان يُحبها .
الفتره الفاصله بينهما تسعه أشهر سيأخذ طفله منها ويتخلص منها ولولا هذا الطفل لتخلص منها على الفور وتخلص من قذاره اخيها التي تلحقه .
أدخلها للغرفة ودفعها ببعض العُنف وهو يقول بجمود اكتسح ملامحه : اسمعي اليخليني أشفق عليكِ الحين أنك عميا ، ما ابيك تتحركين من هالغرفه واكلك بيجيك لين عندك عشان ولدي يتغذى كويس ومو لسواد عيونك .
ياااه يا زمن !! في ذلك الوقت الذي كانت تقول به عن نفسها " عمياء " ويغضب عليها ، هاهو الان يقولها لها بعظمه لسانه ويقتلها ، يقتلها بكل قسوه تعانيها معه .
شعرت به يكاد ان يَخْرُج ، فهمست بصوتها الرقيق وضغط على قلبه الذي رفرف لسماع اسمه من بين شفتيها : فيصل !!!
فقال بعُنف يلتفت اليها : خير وش تبين ؟؟؟!
ميس بغصه لم تعبر حنجرتها : ممكن اعرف بس ليه تعاملني كذه ؟؟! من حقي اعرف ليه ؟؟ وانا ايش سويت وضايقك .
ابتسم بمراره وفؤاده يتخبط بحثاً عن ذراعيها : علمي اخوكِ الكنت تسولفين معه انه خطتكم انكشفت وشلون تزوجتك بخدعه منه ، وماغبني غير انك شاركتيه بلعبته بكل وقاحه عشان تحصلون من وراي الفلوس .
صفق الباب خلفه بقوه ، لتنهار جاثية على رُكبتيها ودموعها تنزل انهاراً على وجنتيها الطريتين .
أخيها ؟؟؟ إذاً هو السبب بما يحدث معها الان ولكن ماذا فعل ؟؟؟ ما الذي اخبره لفيصل وجعله يُصدقه بهذه الطريقة ؟؟؟ أي اتهام اتهمها به وصدقه وجعله يُعاملها هكذا ؟؟؟!
تبخرت أحلامها ولم تعد ترغب برؤيه هذا النور ربما كان أفضل خبر سمعته من حبيبها القاسي انها لن تعود لترى مُجدداً ، لاتريد ان تراه وهو يكرهها .
انه يتحملها الان ويتركها لانها عمياء بائسة تحمل طفله بين أحشائها ، كرامتها لا تسمح لها ان تبقى ولا تستطيع العوده لأحضان والدتها من أجل الطفل .
ليته لم يكن موجوداً ، ليته رحل مع سقوطها حتى لا تتألم هذا الألم بين عائله أصبح جميع أفرادها يكرهونها .
تنهدت بعُمق الالم الذي يجرحها وتتجول في أنحاء الغرفة ببطء حتى تُبدل ثيابها ، ستبقى على هذا الحال إلى ان تعود إلى حضن والدتها وسيكون قد قتلها حتى ذلك الوقت وهو يأخذ طفلها من بين يديها .
' في الأسفل ,
كان يجلس بهدوء وظهره يرتاح للخلف بينما كفه تعبث بمؤخره رأسه .
اجفلته والدته وهي تنظر له بريبه وقالت بهدوء : فيصل وش فيك ؟؟؟!
ازدرد ريقه وهمس : ولا شي يمّه !!!
قالت تعقد ذراعيها لصدرها : مو مصدقتك ، في شي تخبيه عني ؟؟!
تنهد بعُمق وقدّم جذعه للأمام ويُرخي ذراعيه على فخذيه : ليتني سمعت كلامك من قبل ولا تزوجتها لميس ، شكله هذا عقابي من الله لاني عصيتك ولارضيتي عني .
عبر اسمها من بين شفتيه بألم ، ويستشف حروفه حرفاً حرفاً يتجرعها بمراره الصديد الذي يسير في حلقه
رفرف قلب إيمان بالفرح وهي تقول بهدوء تُخْفِي الفرح بداخلها : انا عمري ما غضبت عليك وراضيه عنك مهما سويت ، طيب وش صار فجأه وخلا عقلك يرجع لراسك ؟؟! وانا قايله لك من اول .
فيصل : طلع كلامك صحيح وطمعانه بفلوسي هي وأخوها .
ارتفع رأسها بإباء ، تعرف جيداً ان ميس بريئه وأخيها هو الجشع الذي يستغلها لأنها عمياء ، ولكن يكفي انها عمياء وليست ذات مستوى راقي حتى تتخلص منها دون ان تهتم لما يحدث معها .
فقالت برقه مزيفه : طيب دامك عرفتها على حقيقتها ، وش ناوي تسوي الحين ؟؟!
همس بخفوت : ولاشي يمّه ، ولا شي هي عميا ما اقدر أعاقبها وهي بهاذي الحال وأصير وسخ وجبان ، ولا اقدر أطلقها وافتك منها .
ارتفع حاجبيها بتحفُزّ : وليه ما تقدر تطلقها ؟؟؟
فيصل وهو يشرد امامه : لأنها حامل ، حامل بطفلي للاسف بيربط بينا شي قبل لا أطلقها يوم تولده ، ما اقدر أخليه بدون اب في هالحياه !!!
شهقت بصدمه وهي لم تكن تتوقع ان تكون حاملاً ، لا تتخيل كيف حدث ذلك وهي عمياء .
أطلقت زفره وهي تهمس لنفسها وتفرك جبينها بأصابعها " وش هالغباء ، اكيد بتحمل لاهي مشلوله ولا مريضه "
قالت بهدوء : طيب يمّه مو مشكله ولدك بكون على عينا وراسنا بس لو مو متحمل وجودها وديها لأهلها وبس تولد خذ ولدك بسيطه .
فيصل بإصرار : لا !! أنا ما اثق فيها بخليها قدام عيوني ، ما أضمنها .
والأدهى انه يُعذَّب نفسه بوجودها امامه يراها ولا يستطيع
الاقتراب منها ، يُرِيد الاطمئنان عليها وهي تتجول امامه ، شيءٌ ما يقول له أن لا يُبعدها عن ناظريه .
نهض عن الاريكه وهو يهمس : عن إذنك يمّه بطلع اشوف شغلي وارجع .
قالت بهدوء وهي تستعد لتفجير قنبلتها ، تكره تلك الفتاه ولا تتحملها ولا تتحمل دلالها ولكنها مُجبره فابنها كان يُريدها من قبل وهي التي ستجعله يوافق : وش رأيك تتزوج ملاك طيب ؟؟؟! مو كنت كنت تبيها .
نظر لوالدته وقال : بس انتِ ما كنتِ تبينها ، وش التغير ؟؟!
هزت منكبيها برقه : القريب احسن من الغريب ، لو خاطرك فيها بخطبها لك .
لا ، هي لم تعد بخاطره ولم تأتي في باله منذ أشهر منذ ان التقت روحه بروح ميس وقد نسي العالم من حوله ، ولكنها أفضل طريقه كي ينتقم لكبريائه المجروح بسبب خداعها له .
فقال بتصميم : طيب يمّه ، سوي التشوفينه .
ابتسمت وهي ترى ظهره يختفي من امامها ؟؟؟ لم تكن تعلم انها ستُفسد حياته أكثر من ذلك وهو مايزال شاباً ليتورط بزوجتين !!!!
تنهدت بعُمق وتُمني نفسها ان تتحمل تلك الملاك عندما تأتي لمنزلها ، رفعت السماعة لتتحدث مع عمّة فيصل وتطلب له ملاك .

*****

كانت تجلس وهي تُحدّق بالهاتف وقد قررت ان تتصل بعد تردد طويل ، اتصلت بالرقم المطلوب واستقر الهاتف على إذنها : هلا يا ام فهد ، شلونكم ؟؟! عساكم طيبين ؟؟!
خرج صوتها مصدوماً متوتراً وهي تُحدّق بابنتها المجنونه وهمست : هلا فيكِ ام يوسف ، معليش ياوخيتي اعذريني داقه تسألين عن رسيل بس للحين ما كلمناها ولا تدري .
قالت ام يوسف بعبوس بين حاجبيها : يعني ما ودكم في ولدي ، لو ماتبونه عطوني خبر لاتخلونا معلقين !!!
قالت بهلع : لا أفااا عليكِ ولدك يوسف رجال ينشرى بالذهب ، لو بنرفضه علمتك من قبل بس عندنا شويه مشاكل بالعائلة والحين لِسَّه قبل لا تتصلين بدقيقتين جت اعقل بناتي وتعلمني بمصيبه جايه بالطريق ، يعني انشغلنا شوي السموحة منك لو مستعجله ما ادري ايش اقول ماودي اقطع بنصيبه ؟؟؟!
قالت ام يوسف ببعض الحرج : لا افا عليكِ حلوا مشاكلكم ويصير خير ان شاء الله بننتظر ولا يهمك .
اغلقت الهاتف بهدوء وهي تدعوا لهم ان تمر مشاكلهم على خير .

،

على الطرف الآخر اغلقت الهاتف وهي تقول بسخط : شفتي شلون فضحتينا عند الناس ؟؟!
ارتفع حاجبيها وهي تقول : إنتوا تأخرتوا بالرد عليهم ورسيل دلوعة ما رح توافق عليه ، وبعدين انت العلمتيها عني .
قالت بيأس : من بياض وجهك تتكلمين كذه ، وش جاب الطلاق برأسك كذه فجأه وانتِ ام عندك طفلين وحامل بالثالث من شطارتك مافكرتي وش بتسوين فيهم ، ليه حملتي فيه وانتِ تبين الطلاق ؟؟؟!
نكست رأسها من الهوان الذي تشعر به ، هل كانت تعلم انه يخونها ؟؟! كانت تشك فقط بابتعاده لم تظن ان شكوكها ستبقى حقيقه مُرّه تجرحها وينصهر الحديد بحنجرتها .
نهضت بتعب وهي تقول : والله مو فجأه يمّه بس ماعاد اقدر اتحمل ، تكفين لا توقفين ضدي .
خرجت من باب القصر إلى الحديقة وهي تنوي ان تخبر أخيها ليُساعدها فهو يستطيع برجولته التأثير على والديها ليوافقا على طلاقها ، لا تُرِيد التفكير فلا مجال للتفكير .
رمقتها والدتها بحزن وهي ترى خُذلانها وانكسارها ويتألم قلبها من أجلها ، لا تعرف ماذا حدث بينها وبين زوجها ؟؟؟ ولكن الذي تعرفه ان ابنتها عاقله جداً ، ولن تثور على أمرٍ فارغ ، يا تُرى ماذا فعل لها ذلك الرجل ليكرسها بهذا الشكل ؟؟؟!

،

فتح عينيه وواجهه سقفُ الغُرفة ، وشيٌ ناعم يقبع على ساعده الأسمر المفتول . التفت قليلاً ليجد زوجته الناعمة تنام براحه وتنعم بدفء صدره العاري وتُمرغ رأسها اكثر وأكثر وشلالها البُندقي المموج مفروداً على ذراعه والوسادة .
ابتسم ببهجه وبدأ يُشاكسها ويُمرر أصابعه على وجهها الرقيق .
كان نومها خفيفاً ففتحت عينيها لتأسرها العينين السوداوتين تلك العينين التي تزأر بداخلهما السِباع .
همس بخفوت وهو يرى نظراتها الغير مستوعبه لما حولها وأحاط وجنتها بكفه : مساء الخير .
همست بنعومه والورد الاحمر يتغنى بخديها : مساء النور .
كانت المره الأولى التي يرتاحان فيها وينامان كل هذا الوقت بأحضان بعضهما دون ان يشعرا بالساعات القليلة التي ناما فيها وكأنها ساعاتٍ طويله
صمتت لبرهه بخجل ثم شهقت بخفوت : صرنا المسا ، يا الله كيف ما صحيت المفروض اصحى بدري زي كل يوم ، ما رح يمديني اطبخ الحــ .
ابتلع باقي كلماتها وثرثرتها بين شفتيه القاسيتين ، ابتعد وهو يهدر انفاسه ولم يرد الابتعاد وقال بخشونه : خلاص وقفي بربره ، بجيب غدا من بره لا تشيلين هم ، وبعدين اكيد بنصحى متأخر كنّا مشغولين امس ونمنا متأخر .
ابتسمت بنعومه وهي تدفن رأسها داخل صدره تتمرغ به كقطه منفوشه الشعر ، وكم تشعر بالحرج والخجل من شكلها وقد استيقظت للتو واللحظه وجهها منتفخ من اثار النوم .
ثم همست : فهد ممكن تطلع شوي بروح دوره المياه .
ارتفع حاجبيه وهمس وانفاسه المُلتهبه تحرق عُنقها : روحي ماني ماسكك !!!
قالت بدلال أسكر عقله : فهد الله يخلييييك .
قال وهو يُبعد الغطاء عنه لترتطم به بروده الغرفة : طيب بروح اول للحمام واطلع ، بس لا تتأخرين ولا بجيكِ .
خرج من الغرفة يـغلق أزرار قميصه ، لتنهض هي بسرعه وتلتقط قميصها المسكين الذي تمزق بالأمس من رجولته العنيفة ، وكانت المرة الاولى والاخيره التي ترتديه فيها وحزنت على تمزُقه لقد كان ناعماً وخفيفاً .
خارج الغرفة كان يمشي بهدوء فتفاجأ بوجود اخته بغرفه الجلوس ، فقال بصوتٍ هادر : يا الله انك تحيّ ام مؤيد ، شلونك يا الغالية ؟؟!
قالت بخجل من دخولها هذا الوقت : الحمدلله بخير ياخوي ، وانت شلونك ؟؟!
جلس بهدوء وهو يقول : الحمدلله بأحسن حال ، وينك من امس قالوا انك نمتي عند اهلي ولا شفتك بالليل ؟؟!
أسبلت أهدابها وقالت : ايه نمت من بدري وتسلم ميرال ما قصرت انتبهت على العيال شوي ، بس الحين جايه بطلب منك طلب كلي امل انك بتساعدني ، أمي هاوشتني وأبوي عَصّب عليّ .
عدل جلسته بتأهب وهو يهتف : قولي وش فيه ؟؟؟!
ابتلعت ريقها وقالت بصوتٍ متوتر : ابغى اتطلق من زياد .
نعم تُريد الطلاق فقط ولامجال اخر يكفي ان تعرف انه قام بخيانتها مع اختها وان كانت الخيانه من اخرى ربما ، ربما فقط لكانت تهون عليها رغم انها لا تظن ذلك .
جمدت حدقتيه وقال بهدوء : يعني هو سوا شي كبير لكِ ما تقدرين تغفرين له ؟؟؟! ولا بس دلع بنات ؟؟؟!
انهارت دموعها رُغماً عنها وهي التي وعدت نفسها انها لن تبكي امام احد .
رقّ قلبه لها وهو يقترب منها وجلس بقربها يسحبها لأحضانه ، وهمست هي : ايه سوا شي كبير ما اقدر أقوله ولا اقدر اغفر له ، والله مو دلع بنات .
لم تستطع ان تقول انه قام بخيانتها مع اختها ، لم تستطع لاتُريد ان تنقل السواد الذي بقلبها لعائلتها ، لا تريدهم ان يُشاركوها أحزانها .
عقد حاجبيه وتسلل إليه الغضب وهو يقول : طيب ، طيب اهدي انتِ الحين وانا بتفاهم معه الـ**** .
تنهد ثمّ أردف : بس انتِ فكري زين كم يوم عندك اطفال حرام يتشتتون بينكم ولا تنسي الجاي بالطريق !!!!
أومأت برأسها وهي تمسح دموعها وتنهض وتقول : معليش يا قلبي تعبتك معي بالهموضوع .
فهد : أبد ولا تهتمين ، اهم شي ارتاحي وان شاء الله مايصير إلا الخير ، وجيبي عيالك بعد عند ميرال عشان تعرفين تفكرين وخليهم بينها وبين دينا ، قرار الطلاق مو سهل وتعرفين المريت فيه .
بللت شفتيها وهي تشعر انها تكاد تنهار من التعب ومن اثر الحمل .
وهمست : ما قصرت والله انت وميرال ، بس دينا لا الله يخليك لا تجبرها تنتبه على العيال .
عبس بوجهه : ليه وش قالت لك ؟؟!
ريما : ولا شي !! بس الفيها كافيها ما ودي اضغط عليها .
زمّ شفتيه وهو يعرف ان دينا قد آلمت اخته بِشَيْءٍ ما رفضت اخته ان تخبره به ، فهو يعرف ان المشاكل لا تأتي إلا من خلفها .
خرج لكي يرى زياد وأخذ معه أخيه عبدالرحمن العاقل والرزين حتى يوقفه ان قرر ان يتهور . ووصى ميرال على اخته وأطفالها لانه سيذهب ليرى زياد ويعود في المساء بعد انتهاء عمله .
رأت مغادرته للقصر من نافذة جناحها الفاخر وعينيها تلمعان بالشرّ ، وشعرها منفوش كالقطه المصروعة من الخوف ، وعينيها متورمتان من البُكاء ليله البارحة ، بدلت ثيابها فوراً ووضعت بعض " الماكياج " حتى تُخْفِي أثار حُزنها البارحة ، وقررت النزول والثأر لكرامتها التي هُدرت في الليل ، الاثنان سيدفعان الثمن لما فعلاه بها ،
الاثنان " فهد وميرال " .
دخلت إلى الشقه وقد فتحت لها ميرال ، وتفاجأت من وجود ريما مع اطفالها القرود ، فقالت بصوتٍ خافت : تعالي المطبخ بكلمك .
ذهبت ميرال للمطبخ تتبع دينا وقلبها يرجُف بالخوف عن ما تريده منها ، دخلت بهدوء وهي تتخبط داخلها تبحث عن فهد ولا تجده حولها ليحميها من زوجته الأولى .
قالت دينا وهي ترمُقها من الأعلى للأسفل بإشمئزاز : اموت واعرف للحين فهد وش لاقي فيكِ عشان يتزوجك ؟؟؟! بس تدرين مو مهم لأنك انت بالنسبه له ولا شي مجرد آله تفريخ اعتقد قالك هالجملة .
أومأت برأسها وقالت : قالها ، بس مافهمت ايش قصده ؟؟!
ارتفع حاجبيها من سذاجتها وقالت وهي تلتقط حبه من العنب الموضوع على رُخام المطبخ وتُلقيها بفمها : بسيط قصده انا اقولك يا حبيبتي ، يعني انت مجرد مكينه تجيب له عيال مالك اي اهميه بحياته مثلي انا الزوجته من اربع سنوات وقريب ذكرى زواجنا الخامس ، وتعرفين للحين ما عندي اطفال .
هزت رأسها بميلان تنظر لها بعُمق عينيها الشريرتين وكأنها تخبرها بان المعنى واضح ، ولكنها تكلمت لانها بلهاء ولن تفهم : انتِ بتجيبين لنا الاطفال وهو بطلقك بوقتها لانه ما يهون عليه يزعلني .
شحبت ملامحها وهي تعود للخلف بتعثُر ، تشعر انها سقطت في بحرٍ اسود عميق لا نهايه لسواده القاتم .

maramza 22-08-16 05:41 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
الله يقويك يارب ..... فصل حلو وسمت بدن احلى عجبني تصرف فهد هل الفهد خطير وميرال جابت راسه

Nasul 22-08-16 08:43 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة auroraa (المشاركة 3656525)
باْذن الله الفصل حيكون اليوم باي وقت

لين اخلص كتابته ان شاء الله واراجعه

بانتظارك😍😍

كبريـائي هو سـلاحـي… 23-08-16 04:10 PM

اووووووف ليش خلص البارت هنا
القفلة ذي عادية انا واثقة ان فهد بيراضي ميرال ويفهمها ان كلام دينا غلط يعني فهد ما عليه قلق
استعد يا زياد الفهد جاي لعندك بيوريك شلون تزعل اخته
كل شي قاهرني في البارت فيصل مرة قاهرني بس ماقدر الومه هو لسة يعني ما وثق في ميس لدرجة يكذب كلام اخوها بس آخرتها بيتراضون وقتها بيعض اصابيعه ندم عشان ما وثق فيها


ننتظرك اوروريتا يا قلبي لا تنطرينا 🙊❤

حلم الحياه 24-08-16 11:00 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
زعلت ع القفله الطويله لكن منتظرين الجديد ومقدرين وضعك مهما كان
الحمدلله ان دينا طلعت ع حقيقتها قبل مايصير شي كبير
دمتي بود

auroraa 25-08-16 02:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3656559)
الله يقويك يارب ..... فصل حلو وسمت بدن احلى عجبني تصرف فهد هل الفهد خطير وميرال جابت راسه

امييييين يا رب تسلمي حبيبتي

دينا استفزت فهد بكذبها الباطل ففقد السيطره
ميرال نعومتها وأخلاقها حببته فيها

auroraa 25-08-16 02:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3656745)
اووووووف ليش خلص البارت هنا
القفلة ذي عادية انا واثقة ان فهد بيراضي ميرال ويفهمها ان كلام دينا غلط يعني فهد ما عليه قلق
استعد يا زياد الفهد جاي لعندك بيوريك شلون تزعل اخته
كل شي قاهرني في البارت فيصل مرة قاهرني بس ماقدر الومه هو لسة يعني ما وثق في ميس لدرجة يكذب كلام اخوها بس آخرتها بيتراضون وقتها بيعض اصابيعه ندم عشان ما وثق فيها


ننتظرك اوروريتا يا قلبي لا تنطرينا 🙊❤

هههههههههههههههههههههه
الفصل الجاي حتقوّلي نفس الشي ليه وقف الفصل هنا

الفصل الجاي حتعرفي اذا القفله عاديه ولا رح تجيب علووووووم
خاصه انها ناقصه ما اكتملت

فعلاً فيصل ما ينلام خاصه على طريقه زواجهم الغلط

تعرفي حبيت اسم اوروريتا منك مرررررره حبيته
انت ثاني وحده تسميني كده

auroraa 25-08-16 02:26 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

باْذن الله اليوم حيكون في فصل
ان شاء الله أخلصه قبل المغرب لاني بعد المغرب
مشغووووله مره

auroraa 25-08-16 05:17 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
انا جييييييت ومعي الفصل

auroraa 25-08-16 05:32 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
الفصل الثالث والعشرون

: زيــــــــــــاد .
قال فهد ذلك بصوتٍ خشن كجلجله الرعد بين الغيوم وهو يترجل بجسده الضخم من سيارته التي أصدرت صريراً مُزعجاً عندما ضغط على " الفرامل " ليُقفها امام سياره زياد الذي كان هو الاخر يترجل من سيارته .
التفت اليه زياد فلم يشعر بكماشتيّ فهد تعتقل عنقه وتطرحه على مُقدمه السيارة .
فهمس بصوتٍ خشن كالفحيح : وش سويت لريما عشان تحط في راسها الطلاق ولا تفكر بالموضوع ؟؟؟!
اختنق من ضغطه على عنقه وسعل حتى يتركه ، فتدخل عبدالرحمن فوراً يُبعد فهد بالقوه عن عُنق زياد وهو يقول بهلع : فهد اهدا ياخوي اهدا .
ابتعد فهد عن عنقه بصعوبه وهو ينطق من بين انفاسه الثائرة صارخاً : انطق يا الــ *** وش مسوي لها ؟؟! ضاربها ؟؟! ماد ايدك عليها ؟؟! عشان اكسرها لك .
نهض زياد يسعُل وهو يهمس بصوتٍ أجش : لا والله ما ضربتها ولا مديت ايدي عليها ، اصلاً انا احبها وأبيها وما ودي أطلقها ، ولا تنسى انه بينا عيال والثالث بالطريق الشغله مو شغله عناد يا فهد .
قال فهد بقوه يُحاول تحرير جسده من عبد الرحمن الذي يُمسكه بقوه : انا عطيتها كم يوم تفكر فيه زين لانه الطلاق والزواج مو لعبه !!! بس لو رفضت وأصرت على الطلاق رح تطلقها ورجلك فوق راسك .
صعد لسيارته وصدره يعلو ويهبط من فرط الانفعال ووجه عابس الملامح ، بينما صعد عبدالرحمن بجانبه وهمس له : فهد خليني أسوق السيارة وانت ريح شوي .
قال فهد بسخط ولم يزل يشعر بالغضب بسبب اخته : بروح المطار عندي شغل ، وبعدين خذ السياره وسوي فيها التبي .

*****
كانت قابعه في مُنتصف السرير تضم رُكبتيها الى صدرها وتلفُهما بذراعيها ، وجسدها مايزال يرتعش بخوف ودموعها تسقط على رُكبتيها ، من ذلك اليوم الذي كاد يعتدي عليها شقيق صديقتها .
ربااااه لقد نجت من بين براثنه بأعجوبة ، كانت تهمس بخفوت : الحمدلله ، الحمدلله ، الحمدلله .
ثم همست لنفسها ونظرات الهلع ماتزال تغشو عينيها " خلاص ماعاد رح اكلم زياد حقطع كل علاقتي فيه ، اكيد هالصار لي تحذير من ربي عشان ابعد عنه ، وكان حيعاقبني فيه ، يا رب تسامحني يا رب " .
أخذت هاتفها وهي تُحطّم الشريحة التي استخدمتها من اجل مطاردته ، ومسحت جميع الأرقام الصادره والوارده وكذلك فعلت بالرسائل .
و دفنت رأسها في رُكبتيها وهي تبكي بمراره مما فعلته كان الله سيُعاقبها بشرفها ونجاها بأعجوبة حتى تتوب عن افعالها القذرة قبل فوات الاوان .
ولم تعلم أنّ الاوان فات ومضى كما مضت السنون والدهور .
دخلت ريما إلى غرفتها وفتحت الباب بعُنف جعل اسيل تنتفض بهلع وتقول بخوف : بِسْم الله وش فيه ؟؟؟!!
اقتربت ريما والجمود يتلبسها ودعت الله ان يُقويها ولا يجعلها تنهار امامها .
جلست بهدوء على طرف الفراش وقالت بنفس الجمود الذي اتشح بصوتها وتلبسه ببراعة : ليه تبكين ؟؟؟! عرفتي الصار ؟؟! ووصلك الكلام اكيد ؟؟! بس المارح أصدقه انك ندمانه على السويتيه .
عبست حاجبيها بضيق من بين دموعها ولم تفهم مغزى الكلام وهمست : ايش صار ؟؟؟!
همهمت وهي تتجاهلها وتقول مُشتته عينيها بالغرفه : اول ما بديتي تصيرين قريبه مني كنت استغرب !!! انا اكبر منك بسنين ورسيل هي المفروض التكون اقرب لك ، ومع ذلك كنت مبسوطه انه وحده من اخواتي تكسر العمر البينا وتكون قريبه مني .
تنهدت بعُمق وهي لا تستطيع ان تضع عينيها بعينها وإلا انهارت من البُكاء ، ثم أردفت بغصه : وامس وانا جالسه لحالي صرت افكر كثير ، وماعدت استغرب تقربك مني واهتمامك المزيف ، كان زياد هو هدفك الاول والأخير مو انا !!!!
ارتفع حاجبيها بصدمه ، لا يمكنها ان تعرف الان لا يُمكن ستنكر وستفعل اي شي حتى لا تُصدقها ، فلا دليل ملموس يدُل عليها وستنكر من اجل اختها حتى لا تتحطم حياتها كما كادت حياتها ان تتحطم .
هزت رأسها بنفي وهي تقول : لا ، لا مافي شي بينا لا تصدقين اليقولك ، مافي شي بينا .
نظرت لها بعُنف وهي تنتفض واقفه بغضب وتقول بانفعال وصرخت وخفت صوتها تدريجياً ولم يزل على جموده بعد : لا تكذبين !!!! انطمي ماحد قالي انا سمعت صوتك بنفسي امس وانت متصله على زوجي انا ، زوجي انا بس ما ركزت بالقلتيه يكفيني الصوت عشان أعرفك ، واعرف انك اخت قذره تلوث كل الحولها امس كنت مصدومه وأجمع افكاري وأتذكر كل شي كنتِ تسوينه واسألتك العن زياد يوم تسأليني بشكل عادي كلها دليل انك كنت تكلمينه .
شحبت ملامح اسيل وهي تتذكر نعم لقد اتصلت به ، اتصلت عندما ارادت ان يُنقذها من ذلك الاعتداء فلم تسمع اي صوت على الطرف الاخر كانت تتكلم بسرعه ، يالله !!! هل كانت اختها هي من سمع توسلاتها وخوفها المرير ؟؟؟!
هبطت دموعها من جديد وكأنها لا تنضب من صنبورها وهمست بخُذلان وهي تقف على قدميها بتعثر وقد عرفت ان الحقيقه انكشفت ولن يُفيد الإنكار : اسفه ريما ، والله اسفه ، بس صدقيني ماصار شي بينا غير مكالمات حتى هو كان يتجاهلني كثير .
قالت ريما وهي تصفعها على كتفيها وتدفعها للخلف حتى تسقط على السرير وقالت بغضب هادر : ليه ؟؟؟! ليييييه تكلمينه من الأساس ؟؟؟ وش تبين فيه من اول ؟؟؟! من متى وهو يعجبك ؟؟ يوم جا يخطبني ؟؟! ولا لما تزوجنا وجبنا عيال ؟؟؟ ولا حلالك بعدين ؟؟!
صرخت وهي ترى صمتها ولا تسمع غير نواحها وشعرها الناري ينتثر حولها كشُعله من النار المُتقد : لييييييييه ؟؟؟
كانت تركل ساقيها المُتدليتان على السرير وتقول : لييييه ردي عليّ ليه سويتي كذه ؟؟؟!
كانت تشعر بأنها تنهار ولن تتحمل اكثر وخفت صوتها كثيراً وهي تهمس : وش آذيتك فيه انا ؟؟! عشان تسوين فيني كذه وتدمرين عائلتي الصغيره .
لم تتوقف عن ذلك الأنين وهي تُشاهد انفعال اختها ، ياالله ماالذي فعلته بها لقد دمرت عائله كامله بغبائها حتى تثأر لكرامتها التي أهدرها زياد عندما تجاهلها ، مالذي فعلته بأختها الكُبرى لتُدمرها ماذا فعلت بها ؟؟؟!
كانت تبكي وتبكي دون ان تتوقف عن النواح ، ليتها تستطيع ان تقول لها انها تعرفه من قبل ، قبل ان يخطبها ويتزوجها وقد جاء من اجلها ، ولكن لم تستطع ان تقول لم تستطع ، ستؤذي اختها اكثر ان فعلت ، هي أرادت فقط ان تقول كل شي حتى لا يبقى شيء مخفي ولكن لم تستطع .
نظرت لها ريما بغِل وحقدٍ اكتنز قلبها تجاهها ، وهي تشد شعرها الناري بين أصابعها ، وتقول بقوه وانفاسها الحارة تحرق كُل ما حولها : اسمعي حياتي مع زياد انتهت ، كانت خيانته بتهون لو هي وحده غريبه وممكن أسامحه عليها ، بس هالخذلان ما توقعته منك انتِ ما توقعته وكل ما اشوف وجهك قدامي بتذكر هاليوم الانهارت فيه حياتي بسببك ، فلذلك انا ما عندي اخت اسمها اسيل اخواني هم فهد وعبدالرحمن وسعود و رسيل بس مجموعنا خمسه اخوان بدون وحده قذره .
تركت شعرها وهي تشمئز منها وقالت بجمود : اهلي ما رح يدرون عن شي اول شي ماودي اخرب فرحه رسيل بخطبتها واوترها واشتتها وطبعاً رح اعطيها نصائح تكون حذره من الأفاعي الوسخة داخل البيت لين الله ينتقم منها ، ثاني شي ما ودي يجي أمي وأبوي شي فيهم السُكّر والضغط والصدمه ما رح تمر عليهم بسهوله ، ثالث شي ماودي أيد اخواني تتلوث بدمك وخاصه فهد المتأكده انه بيذبحك بدم بارد .
امسكت بمقبض الباب وهي تنظر لها من فوق كتفها : ولا تحاولين تحشري نفسك بأفراحنا وأحزانا ، انت داخلك كلك حقد وكُره فما رح تلعبين عليّ وتخدعيني بزيفك .
خرجت وأغلقت الباب بقوه ودوى صفعته في ارجاء الممر المؤدي إلى جناحها وتركت تلك الدمية الحمراء تتابع نشيجها وأنينها الذي تعلم انه لن يُفارقها بعد اليوم ، بعد ان علمت انها حطمت حياه اختها وقد كادت تتركها لتعيش مع زوجها بسلام .

*****

لم تكد تلتقط انفاسها الثائرة فباغتتها دينا قائله : لا تحلمين تعيشين معه العُمر كله ويكون لك وأب لعيالك ، هو لي انا من البدايه ورح يكون للنهايه ، انت وحده غبيه وفهد مع الأسف مايحب الغبيات مثلك ، فلا تعلقين آمالك عليه .
ازدردت ريقها بصعوبه وهي تعلم ان فهد لا يُحبها ربما كانت تتناسى ولكنها لن تنسى ذلك اليوم الذي اهانها فيه امام زوجته وقال عنها بأنها اداه للتفريخ وهمست : انا اسفه لاني دخلت بينكم ، ماكان قصدي افسد حياتكم .
نظرت لها دينا بعِلياء وقالت : دخلتي بينا وانتهى الموضوع وياليت تطلعين بهدوء وبدون مشاكل ما ودي أأذيك وشكلك خبله وعبيطه ، الغلط مو غلطك اكيد الجده ضغطت عليكِ تتزوجين فهد مثل ما أجبرته هو يتزوجك .
اتسعت حدقتيها وأنصهر بداخلهما الفيروز ويشعُ الماً وحُزناً ، يالله كم هذه الدنيا قاسيه عليها !!!
أسبلت أهدابها تمنع دموعها من الهطول لا يجب عليها ان تضعف الان ، يا الله ليس الان بوجودها .
تقدمت منعا دينا بخُبث وهي تربتُ على وجنتها أشبه بالصفعة وهمست : ماعليش ماكان ودي تدخلين بينا ، بس صار الصار وطلعتي بأقل الأضرار على الأقل ماعندك عيال .
خرجت دينا تتفاخر بما انجزته وعليها ان تتأكد من رحيلها في حياه زوجها فلم يمضي سوا شهر وعده ايام ولم يلحق ان يتعلق بها ، كل مافي الامر انه عادل بينهما ولا يرضى عليهما ، وبالطبع هي لن ترضى ان يكون نصفه لها .
اتصلت على احد الأرقام المخزنة في القائمه المفضلة لهاتفها و قالت : راجو اسمع روح صيدليه وجيب حبوب " **** " وبس يجي بابا فهد في الليل أعطي هو كيس وقول هذا كلام ماما ميرال في طلب ، اوك ما يقول اسم انا ابداً ولا انا في سفّر انت للهند بعدي بدون فلوس ، اسم انا ما تجيب وامسح رقم انا من عندك الحين ، يلا اشوف .
اغلقت الهاتف وهي تزُمّ شفتيها بانتصار هذه الليله ستتخلص منها فلا احد سيُكذِّب السائق الذي يعمل عندهم منذ عشرون سنه .
،
مضى هذا المساء حافلاً بأطفال ريما المُتعبه وكانت تعني بهم كما يجب إلى ان أخذتهم والدتهم ، لم ترى رسيل هذا اليوم الذي قامت به والدتها بتأنيبها حتى لا تُزعجها كثيراً بالمجيء وليتها جاءت كم تحتاج لتلك الطاقه الإيجابية التي تمُدها بها .
كانت ميرال شاحبه الوجه وقد قررت ان تترك المنزل هي لم تعد تقوى على التحُمل ، فهد لم يخطبها بل أُجبر عليها وجدتها من فعلت لهذا كانت تُصر عليها كلما رأتها ، هي أفسدت حياه زوجين كانا مُرتاحان في حياتهم لتُصبح دخيله بينهما ، وقرّر هو استخدامها " وهمست بسخريه مريره " اداه للتفريخ كما اطلق عليها .
مسحت دمعه قد فرّت رُغماً عنها وهي ترتب بعض الحاجيات وتُجهز له الطعام قبل ان يأتي .
وصل إلى القصر وكله شوقٌ إليها لا يعلم لماذا يشتاق ؟؟! شيءٌ ما يُدغدغ قلبه لأول مره يشعر بأنه يشتاق لأحدٍ غير عائلته ، لم يتخيل ولا في اقل من احلامه انه " سيشتاق لتلك الناعمة " زوجته .. عجباً !!! هو يشتاق إلى زوجته .
هرول نحوه السائق " راجو " وهو يهتف بمرح ولم يعلم بكّم تلك المُصيبة التي سيجلبها خلف مرحه : بابا فهد ، تفضل هزا في ماما ميرال اطلب اليوم في زُهر " ظهر " .
ظهرت غُضنه طفيفه من بين حاجبيه وقلبه يخفق بخوف وهو يرى علامه الكيس المعروفة لأحد الصيدليات المشهورة .
انتزع منه الكيس وهو يلوح له بأن يذهب بعد ان غادرت ابتسامته وحلّ محلها القلق والتوتر ، اخرج العبوه التي في الكيس وهو يتفحصها ليعرف أيُ دواءٍ تتناول ، سقطت عينيه على بعض الكلمات التي تدُل على ان الحبوب هي مانعه الحمل ، أظلمت عيناه بظلامٍ داكن كما اظلم الكون من حوله وعينيه لم تُفارق تلك الكلمات التي اخترقت عقله لتُسيطر عليه وجعل الغضب يتأجج بداخله حتى ينفجر كقنابل موقوته .
دخل إلى المنزل ليجدها تُسرح شعرها البُندقي بهدوء وفيروزيها شاردين في المرآه .
ألقى الكيس بعُنف على السرير حتى تلتفت اليه بهلع وهي تهمس وكفها على صدرها : بِسْم الله .
قال بسخريه اتشحت بصوته : تفضلي ياهانم الطلبتيه من السواق .
عبست بحاجبيها بضيق وهي تفتح الكيس وترى العلبة التي لم تعرف ماهيتها و تقول : انا ما طلبت شي من السواق ، ايش هذا اصلاً ؟؟؟! يمكن جا بالغلط مو لي .
قال فهد ينظر لها ولو كانت النظرات تقتل لأردتها صريعه : هاذي حبوب منع الحمل .
ثم أردف بسخرية : لا والله ؟؟؟! يعني السواق اليشتغل عندنا من اكثر من عشرين سنه ويعرف اهل البيت واحد واحد ، صار يتبلّى عليكِ مثلاً .
قالت بصوتٍ مرتفع قليلاً من الانفعال تريد الدفاع عن نفسها وتعبٍ من هذه الاتهمات التي التُتهم بها من غير ذنب واتهامات باطله ، تهزّ رأسها بعُنف : بس انا عمري ما أخذت حبوب منع الحمل و انا ماقد طلبت منه يجيب لي شي ، ولو رح اطلب اكيد رح اعطيك خبر .
لا تعرف متى اصبح قريباً منها إلى هذه الدرجه ، يعتقل ذقنها الصغير بين أصابعه القاسية ويضغط عليها حتى كدمها بشده ، ويهمس بصوتٍ غاضب مُخيف : لا ترفعين صوتك ثاني مره لأقصّ لكِ لسانك ، ماتعرفين وش كثر طفشت من الحريم ومشاكلهم وقرفهم وخداعهم وكيدهم لدرجه ماعاد ابي اشوف رقعه وجههم قدامي ، وانتِ طلعتي مثلهم كلهم نفس القذارة ونفس الكيد ، انتِ تدرين اني رح ارفض انك تأخذين حبوب منع الحمل وعشان كذه قررتي تاخذينها من وراي ، ولا لو انك مكلمتيني من قبل كان قدرنا نوصل لحل وسط بينا بس قررتي تلعبي بذيلك ، بس حركتك هاذي بالذات نزلت من قدرك عندي كثيييير .
ترقرقت عيناها بالدموع وكبريائها يأبى او تُسقطها دمعه تلو الدمعة ، وهمست بصوتٍ متحشرج من كلامه القاسي فلم تعرف ماذا تقول رداً عليه غير ؟؟! : اليوم بس عرفت انك انت ما خطبتني وجدتي هي الطلبت منك تتزوجني ، واليوم عرفت انك كنت ناوي تستخدمني اداه للتفريخ ، يعني اجيب لك العيال وتفتك مني وتربيهم مع زوجتك دينا ، وقلت ليتني كنت مأخذه شي يمنع الحمل بس للاسف ما أخذت وتأخيري من ربي هو الأكرمني لأنك انت الكنت رح تكيدني .
ابعدها عنه بإشمئزاز صريح من حديثها الذي يسمعه بهذه اللهجة للمره الأولى ، ولسانها الذي لا يعرف متى اكتسب هذا الطول ، و يُصفق بسخريه ويقول : برافو والله ومن وين جبتي هالمعلومات الخطيرة ؟؟؟ معلومات قيمه
زمت شفتيها بعناد دون ان تخبره المزيد ، فجأه حلّ الجمود على وجهه وقال بصراحه : المعلومة الاولى صحيحه ، ماكنت ابيك بس جدتي الله يسامحها هي البلتني بعلّه رابعه وكأنه ناقصني مشاكل ودلع بنات ، بس المعلومة الثانيه مادري مين نقل لك الكلام على لساني ؟؟! ماني بهاذي القذارة عشان اسويها .
قالت بقوه : انت بنفسك قلتها لي يوم هاوشتني ذاك اليوم .. يوم رجعنا من السوق ، قلت لي انا مجرد اله تفريخ عندك .
قتلها بكل جداره وهو يُصيب سهامه لقلبها الذي بدأ يرتاح إليله ،وهو يلُفها بالكفن الأبيض بكل هدوء وبرود .
من ظلم اللون الاسود وقال انه هو لون سوء الحظ والبؤس ؟؟؟
بل اللون الأبيض هو لون الحزن والأموات ، كم نجح بقتلها بجدارة ليلُفها هذا اليوم بالكفن وهو ذَا لونٍ ابيض
من ظلم السواد بالحُزن ونسوا لون الكفن الأبيض الغارق بالحُزن وأعتاب الموت على حافته ينزلق .
قالت بكبرياء مجروح وتُقاوم الانفجار بالبُكاء بسبب قسوته التي تجربها للمره الاولى ولم تَعُد تقوى الوصول لبر الأمان : طيب طلقني وخليني اروح لخالي ، ما عدت مجبور تحويني وانت ما تبغاني ، تقدر ترجع لزوجتك وتكملوا حياتكم من وين وقفتوا !!!! والله يرزقها بالذُريه او لاقي لك مكينه ثانيه غيري .
جعّد شفتيه بإستهزاء من كلامها ، انه لم يقصد جملته تلك قالها ضمن سموم لسانه وهو يُبْصق الكلمات بغضب ، ولكنه لم يقصد إيذائها بهذه الطريقة ، والآن هو لن يُريحها
هل الأمر سهل كما تظن تلك الناعمة ؟؟!
هل تظن تلك الغزالة المُتباهية بأنها تستطيع النجاه من بين انياب وبراثن الفهود بكل سهوله بعد ان دخلت بساقيها تتهادى بقدّها بين السِباع ؟؟؟!
أُطلقها وهي من أصبحت تعني لي !!!!
ماذا تعني لك يا فهد ؟؟! أصبحت له كالمناره تُضيء طريقه في مُنتصف اعاصير البحر ، اصبحت له الشمعة التي تُضيء له دربه ، أصبحت له الصوت حين يُرِيد الصُراخ ، أصبحت له الأوكسجين الذي يتنفسه ، أصبحت له كل شيء !!!! فهو لم يعد قادراً على النوم دون ان يراها ويُقبلها ويحتضنها .
ربااااااه كم فاجأته هذه الافكار وهي تغزو خياله ، متى اصبحت تعني له كل هذا ؟؟؟! وخلال وقتٍ قصير فقط !!!
قالت بيأس وهي تُشاهد صمته : خلاص طلقني وريحني وريح نفسك ، وانا الندمانه إني دخلت بينك وبين زوجتك وخربت حياتكم .
عاد ليقترب منها بخفه نمرٍ مُرقط ويقول بصوتٍ خطير : كان لازم تفكري بهالشي قبل لا توافقي على الزواج .
مسح أثراً وهمياً على كتفها وأردف : بس الحين خلاص انتِ صرتِ ملك من املاكي موسومه فيني وباسمي ما رح أفرط بشي ملكي وانا المعروف بحفاظي على اشيائي ، يعني انسي كلمه الطلاق ولا تجبينها على لسانك مره ثانيه يا حلوه .
مرر اصبعه على وجنتها بسُخريه ليعود ويعتقل ذقنها بين إصبعيه ويهمس بخفوت مُخيف : فاهمه .
زمت شفتيها ووجهها عابس بشده غير راضيه على معاملته لها بهذه الطريقه المُهينة ، فقالت بانفعال وهي تُزيح كفه عن وجهها بعُنف : بعد عني ، ما رح اسمح لك تعاملني بهاذي الطريقه المهينة ، انا مو سلعه ولا بضاعه عندك عشان أصير ملك من املاكك .
أغلق فمها بكفه يشُد عليه وكفه الاخرى تعانق مؤخره رأسها ويهمس بصوتٍ خطير وعينيه مازالت تشتعل بالغضب من تناولها الحبوب ، وكأنها !! وكأنها لا تريد شيئاً يربطهما ببعضهما وكم آلمه هذا الشعور : انطمي ووطي صوتك ، ترفعينه مره ثالثه كف بنص وجهك !!!!!
عضت على شفتيها بألم وكادت ان تسحق شفتيها بأسنانها من غِلّها وقهرها .
ايجرؤ ان يُعاتبها ويغضب منها وهي التي يجب عليها ان تأخذ هذا الموقف منه ، كل ما تعرفه انها لا ترغب بالعوده إليه بعد ان عرفت أنها عُرِضت عليه بكل رخص وهي لم تعتد تحتمل حياتها معه ، وبعد ان عرفت انه يستخدمها اداه لإنجاب الاطفال .
ابتعد عنها وقال بجمود : ضفي أغراضك بوديك لخالك لين يهدا عقلي وأقدر اغفر لك زلتك على آخذك الحبوب من دون علمي ورضاي ، وأحمدي ربك اني مادفنتك وانت بمكانك .
لا يعرف كيف يُعاقبها بغير هذه الطريقة ؟؟! ويعرف ان بيت خالها لن يجرؤا على إيذائها وقد باتت عائله والدها كلها في وجه المدفع ، هو فقط لا يرغب برؤيتها الان فرؤيتها ستؤلمه كثيراً عندما يتذكر انها لاتريد شيئاً يربطها به .
باتت تتحرك في غرفتها كالأموات وهي ترفع أغراضها وتضعها في حقيبه صغيره لم تُناقش لانها ارادت الرحيل ، وقريباً ستفعل المستحيل لتُغادر حياته وحياه زوجته ، حتى وان تعلقت به بعض الشيء واعتادت على صدره الدافئ وحنانه إلى انه قد جرحها كثيراً ، جرحاً لن يبرأ بسهوله .

*****
مضى أسبوعاً من تلك الليلة المشؤمه ، أسبوعاً كاملاً احتله السُهاد والنوم يُجافيه بعيداً عن عينيه ، يبحث عنها ولايجدها حوله ، يتخيل ظلالها تُحاصره ينظر للمرآه فيراها وابتسامتها البلهاء على وجهها يلتفت خلفه ولا يجدها ليعرف انه يتوهم .
كان يُحدق بالسقف بشرود وكم بات مُغرياً للتأمل وجسده يسترخي على السرير ، ابعدها عنه " عنوه " حتى لا يتعلق بها اكثر ويُعود نفسه على فقدانها وإختفائها وإذ ببعدها تجعله يشتاق إليها أكثر وأكثر يشتاق ان يغرق في بحر عينيها ويسمع أنين الحيتان بين أحداقها ، يشتاق إلى بسمتها وإلى شعرها الكثّ المموج .
لديه رغبه بأن يذهب لبيت خالها في التو واللحظه ويسحبها من شعرها ويزرعها رُغماً عنها لصدره الذي تنتمي به فلا احد غيرها ينتمي إلى صدره .
قال تُرِيد الطلاق قال ، بل هذا الامر حتى لن يكون موجوداً في أحلامها ، فحتى في احلامها ستبقى معه و به للأبد .
كانت تُحدّق بزوجها بزهو وأخيراً نجحت بسحبه إليها وقام بطرد تلك الغبية ، لا تعرف ماذا حدث بينهما ولكن لا يهم المهم انها تخلصت منها وبقي فهد لها وحدها .
صحيح انه يختفي في كثيرٍ من الأوقات ولا تعرف ماذا يفعل ؟؟! ولكن لا يهم بما ان سارقه الرجال ليست موجوده فلا داعي للقلق .
لم تكن تعلم انه كان في بعض الأوقات ينام على سريرها الذي يُشاركها به يبحث عنها وعن نعومتهما في رائحتها العالقه على الوسادات والمُلاءات حتى استنشق اخر ذرات رائحتها من تلك الوسائد والفراش الذي شعر بالهُجران لفقدها ، وهاهو الذي يشعر بالهُجران بعد ان اختفت رائحتها .
دينا وهي تُجفف شعرها بعد الاستحمام وهي تزيل اثار لمساته القذرة وقد بقي فهد ساهراً معها طيله ليله البارحة ، كانت تتقزز منه ولا تعرف لماذا ؟؟! يثير اشمئزازها منذ وقتٍ طويل تكره معاشرته كما كانت تكره معاشره زوجها السابق ، ولكنها تحملت رُغماً عنها لمعرفه اهميه هذا الامر لدى الرجل وحتى لا يُفكر بتلك ، وقالت بصوتٍ خافت : حبيبي يلا خلينا ننزل نتغدا مع عمتي وعمي زمان ما تغدينا معهم .
قال بهدوء وجمود اكتسح ملامحه منذ اسبوع : تغدي معهم. بكيفك ، انا بروح الديوانية خالي رعد بيجي يزورنا .
قالت تتأفف بداخلها ولا تعرف ماذا به ؟؟؟!
فمنذ غادرت تلك الحقيرة وهو عابس الملامح وكأنه يفتقد وجودها .
،
دخل إلى شقته وقابل جدته التي تجلس بإبتسامتها وبقربها تجلس اخته المُدللة رسيل ، واحمرّت وجنتيها بشده عندما رأت اخيها على غير العاده .
ابتسم دون ان تصل البسمة لعينيه وهو يربت على شعرها ، ويقول : غريبه مو من عادتك هالخجل ؟؟!
قالت بتأنيب خجول : فهوووووود .
قالت الجده بلهفه وقد اشتاقت كثيراً لحفيدتها الغاليه : إلا يا يمّه علمني ، ماشبعت ميرال من بيت خالها ؟؟! متى ودها ترجع ؟؟؟!
شحب وجهه وطيفها يزورها كل مامرّ اسمها على لسان احدهم .
فقالت رسيل بحُزن : ايه صدق ما ودها تجي ؟؟! رمضان بعد اسبوعين وأهل يوسف مصرين نمّلك قبل رمضان يعني الاسبوع الجاي .
رفرف قلبه عندما تخيل انها من الممكن ان تأتي عندما يذهب لأخذها وتكسر عنادها من اجل اخته وتقبل العودة معه ، عقد قِران اسيل سيكون عذره ليُعيدها رُغماً عنها و عندها لن يطردها مُجدداً مهما حدث ، وان غضب منها سيغضب وهي امام عينيه ، ويُعاقبها امام عينيه .
فقال : وعد مني انها بتكون هنا قبل ملكتك وبتحضرها كمان .
ثم اردف بهمس مُصرّ : وعدّ انها بتكون هنا .
ربااااه لم يتخيل انه هذا الاسبوع يكاد يُجن لانها ليست موجوده حوله تعتني بِه وتهتم بتفاصيله وملابسه وأغراضه وتنام بين احضانه ، حتى انها اصبحت تعطيه الطعام ليأخذه معه رُغماً عنه رغم إحراجه بالبدايه امام زملائه الى انه لم يعد يهتم هاهو يعود لتناول طعام المطار والطائرة الذي خرج من انفه .
اسبوع فقط ويكاد يفقد عقله كيف سوف يصبر أسبوعاً اخر ؟؟! وعندها سيعيش معها اول رمضان لهما وكم هو متشوق لذلك .
عاد ليدخل إلى غرفته التي تجمعه بها ويفتح الدولاب ليرى ثيابه المصفوفة بأناقه وقامت بفعلها بأناملها ، أخذ نظره الى السرير وداهمته العاطفة التي تُغرقهما في كل مره وكم تصبح رقيقه وهي بين ذراعيه وهو يُطارحها الغرام وابتساماتها الجميله تأوهاتها ونظره الرغبه في عينيها عدم اشمئزازها منه كما تشمئز دينا منذ تزوجها ونادراً ما كان يُعاشرها لهذا السبب .
تأفف بقهر فهو حتى الان غاضب عليها ويشتاق اليها ، فالتعد وليُتابع عقابه لها وهي هنا في عُشهمّ .

*****
هرول اليوم وخلفه اليوم الآخر ، أشرقت شمُس صباحٍ جديد .
في احدى الأحياء المتواضعة ، كانت تطُل من النافذة بأسى والدموع تجري على وجنتيها كجداول الأنهار
خلال اسبوعين طُردت لمرتين ، المره الاولى من زوجها والمره الثانيه من زوجه خالها .
طردتها ليله البارحة خلال منتصف الليل لانها رفضت ان تذُلّ نفسها كالسابق فهي الان لديها عائله وليست مقطوعه من شجره .
دخلت عليها ساره وهي تنظر لها بحُزن : حبييييبتي ميرو ، كن يوم جيتي وانتِ تبكين ، قطعتِ قلبي .
مسحت ميرال دموعها وهي تقول بخجل : انا اسفه ، غلبتكم معي وأزعجت راحتكم وخليت عبدالله يبات بره البيت بسببي .
قالت ساره بهدوء : ماعليه حبيبتي ، تصدقي وحشتيني يا القاطعه .
ابتسمت وهي تُعانقها بقوه : وانا اكثر بس صدقيني ما عندي جوال ولا كان غثيتك وانا أكلمك واستحي اطلب من فهد .
ابتسمت ساره بخُبث وهي تلكزها : ايه ما علمتيني ، كيف الزواااااج ؟؟! حلو ولا شين .
احمرت وجنتيها وهي تتذكر أيامهم الجميلة ، كان ـــرائعاً معها للغايه وتشعر بأنها قد اشتاقت اليه ، ولكن طريقه زواجهم قد جرحتها كثيراً .. لقد كان متزوجاً ماذا يُرِيد منها لكي يتزوجها وإذ بجدتها هي التي طلبت ذلك منه .
تنهدت بعُمق وهي تهمس : كان حلو .
قالت ساره بمرح : ياعيني يا عيني على الخجلان ، اكيد هو بعد اشتاق لك ، توكم ماصارلكم شهرين متزوجين وتهاوشتوا علطول اقول الكشري الشر وبس لا جا يكلمك لا تعنّدي .
وكأنه سيلتفت لها او ينظر إليها كل ما يريده ان تُنجب له .
همست : ان شاء الله .
في غرفه اخرى كان ابو عبدالله يبحث عن رقم فهد الذي سجله منذ اول مره احتياطاً وقد وجده ليتصل عليه فوراً ووضع الهاتف على إذنه بوقار ، وتلك الخبيثه ستندم عَلى ما فعلته بابنته ليله البارحه عندما طردتها .
كان الأثير يُرسل موجاته وفُتح الخط ليقول بوقار ويتضح على صوته كِبر الصوت : الو هلا والله يا وليدي انا ابو عبدالله ، إذا ما تذكرتني جيران الاستاذ الياس .
قال فهد بصوته الخشن بذكورية فظة : هلا والله عمي ايه عرفتك مسجل رقمك عندي ، آمرني .
ابو عبدالله : ما يأمر عليك عدو يا رب ، انا كلمتك عشان ميرال .
نهض فهد عن الأريكة مُتسع العينين وانتابه القلق : فيها شي ؟؟؟؟ وينها هي ؟؟!
تنهد وهو يقول : هي بخير الحمدلله ، بس عندي في البيت امس الساعه 11 بالليل سمعنا صوت صراخ وطق وطلعنا نشوف وش السالفه ، وطلعت زوجه خالها الله يسامحها طاردتها من البيت .
سقط قلبه من بين أضلعه وهو يتخيل حالها البائس وقد طُردت لمرتين خلال اسبوعين فقط ، ثمّ همس : ليه ما كلمتني هي من أمس ؟؟! عشان اجي اخذها .
عقد حاجبيه باستغراب : ماعندها جوال عشان تكلمك واستحت تقولي اصلاً توَقعت انه رقمك مو عندي ، انا بنتي ساره العلمتني ولا هي ما قالت لي شي .
ثم اردف بريبه وكأنه متأكد بأنه يُخاصمها ولكنه لم يذكر ذلك بصراحه : بس مادري وش الموديها بيت خالها لأسبوعين تقريباً ، مع كل السوته فيها زوجه خالها من قبل ، وامس شكلها طاقتها بعد " ضربتها " قبل لا تطردها .
قال ذلك لانه يعرف ان ميرال لن تتكلم .
أسبل فهد اهدابه وبدأ الغضب يتسلل إليه ويشعر برغبه في قتل تلك القذرة " سوسن " .
،
عشر دقائق فقط استغرقها وهو يقود سيارته بعُنف حتى يصل إلى منزل ابوعبدالله ويُحدث صديقه ويتبادل معه جدول رحلاتهم هذا اليوم ، لاول مره تحدث هذه البلبله في جدول رحلاته و كله من تحت رأس زوجته البلهاء التي لم تتصل به البارحة .
زفر انفاساً خشنه واستقبله ابوعبدالله في مجلس الضيوف وقدّم له القهوة والقدوع " التمر " ، وقال بلطف : حيَّاك الله ، تفضل يا وليدي .
قال فهد وصبره يكاد يطفح : الله يحييك عمي ، ممكن تنادي ميرال عشان نمشي ، ما اقدر أطول عشان عندي دوام .
قال ابوعبدالله وهو ينهض : أبشر يا الغالي .
دخل وبقي هو ينتظر على جمرٍ من نار ، اول ما سيفعله عندما يراها سيُذهب أشواقه التي سببتها ببُعدها ولم يعد يصبر عليه ، ثم سيقوم بتوبيخها والصُراخ عليها حتى تبكي ويسحبها قسراً لأحضانه حتى يُهدئها ويُسكتها .
دخلت بخطواتٍ خجله وقد غابت عنه لأسبوعين فعاد اليها الخجل مُجدداً .
دخلت وكانت تنكس رأسها للأسفل دون ان تنظر إليه ، بينما هو كان يرمقها بشوقٍ اكتسح قلبه ، لم يشعر بجسده الصلب ينهض ويتجه إليها .
لمس يديها أخيراً بين كفيه وشعر برجفتها ، لقد كانت خائفه منه !!! ظبيته الصغيرة كانت خائفه منه .
أسندها إلى الحائط بينما نظراتها تتجول على وجهه الذكوري الجلف ، ونظراته الوقحة والجريئة كانت تدور على كُل تفاصيلها شعر بنحولها خلال هذه الاسبوعين وكم آلمه ذلك .
فلتت انفاسها وباتت تشعُر بالاختناق وشعرت بِه عندما نهض عن الاريكة وكأن الغرفه قد ضاق حجمها بسبب ضخامته وهرب الأوكسجين منها .
كان يعُض باطن شفته وهو يُقاوم أن يُقبلها حتى يكدم شفتيها كدماً ، فما زال غاضباً منها ومن عنادها وزاد غضبه عدم اتصالها به ليله البارحة .
همست بصوت ناعم ورقيق وقد هدأت ارتجافاتها عندما تعرف جسدها الخائن إلى صدره الدافئ وهو يُعلن الراحة بين احضانه : فهد .
خرجت حروف اسمه من بين شفتيها مُغويه ورقيقه وحطمت كل حُصون مقاومته ، فمال بجسده عليها يسحق شفتيها بين شفتيه الجائعتين إليها وكفاه تُعانقان وجهها الصغير وكان يبتعد للحظه حتى يتنفسا ويعود ليُقبلها ويُحَرِّك شفتيه على شفتيها بعُنف وقسوه وأصبحت يديه تتحركان على جسدها وتلمس كل ما تطاله ، وسحبها بقوه الى صدره يُعانقها .
بينما هي قد نست كيف تتنفس بين احضانه فرضه نفسه عليها وهيمنته الذكورية التي يُمارسها عليها بتسلط أرخى كل دروعها ، وهي تؤكد لنفسها انها تريده ، تريده ولا تريد الابتعاد عنه للأبد .
كان صدرها يُعلو وينخفض من فرط العاطفة ، وأسند جبينه على جبينها وقال بأمر صارم : الحين تلمّين أغراضك وترجعين معي البيت ، فاهمه ؟؟؟!
اردف بانفعال : بدون نقاش او جدال وعناد .
اومأت برأسها دون ان تستطيع الردّ : فهاهو يُهينها مُجدداً وكأنه يقول بأنه يُعيدها ويطردها وقتما يشاء .
فهم افكارها ولا يعلم كيف فهم ؟؟! نظراتها الحزينه آلمته فقال بابتسامه : ملكه رسيل بعد بكره ، كنت بجي آخذك بكره اصلاً عشان تكونين معها وهي ودها فيكِ ، بس صار وجيت آخذك اليوم .
ابتسمت وهي سعيده لرسيل بصدق وكأن نقمتها عليه اختفت وهو يُفرحها بهذا الخبر وقالت : جد حتكون ملكتها ؟؟!
أومأ برأسه ليفُك حصارها اخيراً إلا انه لم يكن يُرِيد ، حتى تجمع حاجاتها وسيأخذها اليوم إلى السوق لتشتري بعض الحاجيات ولن ينسى بالطبع ان يشتري لها هاتفاً ، كيف غاب هذا الامر عن باله ، ولن ينسى تلقين تلك العائله القذرة درساً لن ينسوه سيتفرغ لهم قريباً جداً .
،
: لك انتِ شو عملتي جنيتي كيف بتطردي البنت ونحنا نايمين ؟؟؟؟
قال إلياس ذلك بصدمه وهو يُحدق بزوجته الغير مُباليه وقالت : لكان بدك يأتي اخليها عنا اكله وشاربه ببلاش ليه انت مو شايف كيف عّم نخسر فلوسنا بسبب زوجا وهو بكل واقحه جايبها تحرد عنا ، لك روووح انت وبنت اختك .
تنهد بعُمق وهو يخرج للخارج عله يجدها عند جيرانهم ، فأطمئن ان زوجها عاد لأخذها من جديد ، والآن لا يعرف متى سيراها للمره الثانيه فالبتأكيد زوجها غاضبٌ جداً منهم ولن يلومه مهما فعل .

*****

كانت تقف امام المرآءة تضع بعض الزينة على وجهها الجميل حتى تزيده جمالاً ، وقد علمتها رسيل كيف تبرز ملامحها وخاصه طريقه إخفائها لنتوء انفها كيّ يبدوا مستقيماً ، فجأه يتغير شكلها عندما تقوم بهذه الحركه البسيطة .
تنهدت بعُمق وهي تضع " البلاشر " على طاولة الزينة وقد انتهت اخيراً وأصبحت مستعده لحفله عقد القِرآن .
دخل فهد إلى الغرفة يرمُقها بشوقٍ لم ينضب فمُنذ أعادها لم يستطع الاقتراب منها وفي نظراتها ذلك العتاب الذي آلمه .
تنحنح وقال بخشونه : خلصتِ ؟؟؟!
أومأت برأسها وهي تُمسك طرفيّ فستانها القصير ، فقال بأمر : لُفي !!!
احمرت وجنتيها وهي تدور بهدوء حتى يرى ان كان هناك شيئاً مُخالفاً حتى تُبدله ، فوجد انها خارقه الجمال بزينتها البسيطه التي أبرزت ملامحها دون تكلُف ، كانت مُغويه بشكلٍ أراد ان يُخفيها بِه عن الاعين .
همس بصوتٍ أجش وبلغهٍ ايطاليه حتى لا تفهم وهو يقترب منها ويعتقل خصرها بين ذراعيه : مولتو بيلو ، إيموربيدو ، سوتِّلي ، ميدولو أباستانزا اترينتي .
ابتسم وهو يراها تفغُر شفتيها كالبلهاء دون ان تفهم بأنه قال انها " جميله جداً ، ناعمه ، رقيقه ، ومغرية حدّ النُخاع "
همست له : وش قُلت ؟؟! مافهمت !! واصلاً ايش اللغة ؟؟ اكيد مو انجليزي .
ارتفع حاجبيه وكأنه يُؤكد كلامها وهمس : لا مو أنجليزي ، ولو ابيكِ تفهمين قلتها بالعربي .
قرص انفها بأصبعيه وهو يقول : خلاص صرتِ كاشخه ما يمديني اخرّبها حللي كشختك اليوم ، وفي الليل موعدنا .
غمز لها بعينه ليترُكها تلتقط انفاسها الهادرة ، وكل جسمها يرتعش لرجولته التي لا تقاوم .
بدأ الامر بإحساس من الدفء ثم تحول ذلك الدفء ليغمرها ، فيسبب تقطعاً في انفاسها وتسارعاً في دقات قلبها .
شعرت بإحساس غريب ممتع يجتاحها ويسيطر على كل ذره في كيانها ، شعرت بشيء لم تكن تعلم بوجوده وهو في قُربها ، احساس لا تريده ان يغيب في غياهب الاحزان .

*****
في ساعات الاحتفال وقد اسدل الليل أستاره والقمر يتدلى من السماء السرمدية في صفائها وسنائها .
كان فهد قد افتقد ابن عمه سيف لقد كان موجوداً قبل ساعتين تقريباً ويبدو متعباً للغايه ، الهالات السوداء تغزو وجهه المُراهق وكتفاه مُتهدلان بكسل ، بدا وكأنه يشعر بالخواء .
حتى ابن عمه فيصل لا يبدو بخير بوجهه الواجم والجامد نادراً ما يرى فيصل بهذا الجمود ، ولكنه أفضل من أخيه همس له عن قُرْب : فيصل وين سيف شفته ؟؟! شكله مو بخير .
التفت له فيصل وهمس : ايه صادق مادري وش فيه هالولد جنن أبوي ، بس ما شفته تلاقيه ماله فالعزايم وطالع يهيت بالشوارع .
فيصل لم يكن قلبه ذو حراره مُشتعله مع اخوته كفهد ويخاف عليهم ويسأل عنهم ، ففهد وان بدا لا يهتم فهو يسأل عنهم دوماً وان احتاجوا لشيء علاقته جيده بأخوته ماعدا اسيل المتباعدة عن الجميع .
حتى أبناء عمه هم بمثابة اخوته ويخاف عليهم وقلبه يرتجف من خوفه عليهم المهم ان يكون جميع من يُحِب بخير وليحدث ما يحدث عليه هو .
خرج من غرفه الجلوس يتنشق بعض الهواء النقي في الخارج .
فأجفله رنين هاتفه ، اجاب بهدوء وهو يقول : هلا والله سيف ، وين اختفيت ؟؟؟ شكلك تعبان ومايطمن ودك آخذك الدكتور ؟؟؟!
وصله صوت ساخر ليس بصوت سيف ، كان ذلك الصوت يقول : هه وأخيراً قدرت اوصل لك ولبرجك العاجي بعد سنه وانا الاحقك اذا تتذكرني انا العلّمت على حاجبك قبل سنه وانت معلّم على وجهي ، ولد عمك طلع وفي ولا قدر يغدر فيك ويجيبك عندي ، فقلت مو مشكله مادام هو عندي اشوف مدى غلاه عندك وتقدر تجي عشانه ولا لا .
سكت قليلاً ليردف بخُبث : على فكره تراه صار مدمن ، عشان اقدر استدرجك بس ماش حتى وهو بموت مارضي يغدر فيك .
منذ اول كلمه نطقها ذلك الخبيث وفهد متسع العينين بصدمه من هذا الرجل الذي يُرِيد ان يكيده .
ماذا يُرِيد منه ؟؟! نعم !! لقد تذكره ذلك الرجل المجنون الذي هجم عليه فجأه قبل سنه و لا يعرف ماسبب هذا الهجوم ؟؟؟
همس فهد بخشونه وهو يهدر : مين انت يالحيوان ؟؟؟؟! وايش تبغى فيني وفي اهلي من سنه يا قذر ؟؟؟!
تعال واجهني لو كنت رجال يا الخسيس .
قال مُصعب بتأتأه : تؤتؤتؤ إذا ودك تعرف مين انا بعلمك ، انا مُصعب ابو الولد المات في بيتك وهو غرقان وعلى بالك انت انه ولدك ، ايه مع الأسف زوجتك الثانيه ساره خدعتك كانت حامل بولدي قبل لا تتزوجك ويوم جيت تخطبها قالوا لك انها ارمله ، عاد بعد ما طلقتها ورجعت انا من سفرتي الطويله وعرفت كل شي ، خافت مني ومن انتقامي فيها وانتحرت قبل لا اعرف مين هو الرجال الكان متزوجها ومربي ولدي اربع سنين ومات في بيته ، دورت كثير وطلعت انت بالنهاية ، الحين رح تندم لأنك اهملت ولدي ومات بسببك وانا المارح اقدر اخلف غيره ولو هي حيه كنت افتكيت منها هي كمان .
ساقيه ترتعشان من فرط الصدمة لا يُصدَّق مايحدث معه ؟؟؟! لا يُصدَّق .
همس وحدقتيه السوداوتان تهتزان امامه : وين سيف يالحقير ؟؟؟! وينه ؟؟!
ابتسم بخُبث وهو يُملي عليه العنوان ، لا يعرف ان اغلق الهاتف او لا ، فقط لم يشعر بِه وهو يسقط من كفه .
وجلس جاثياً على رُكبتيه ، يُخلل أصابعه داخل شعره ويشده بانفعال ، لا يُصدَّق !!! لا يُصدَّق ان ذلك الطفل لم يكن طفله !!! وتم خداعه ببساطه !!! و .. و .. و ابن عمه الآن يقبع بانتظار ان يأتي لينقذه من بين براثنهم القاسية تلك العصابة .
نعم .. نعم انها عصابه من يُخطط ويفعل ذلك لايكون الا فرداً في عصابه ، لا يستطيع ان يفعل ذلك لوحده .
يشعر بأنفاسه تختنق في رئتيه ولم يعد قادراً على التنفس ، ذلك الأثير المتماثل بعقله اجبره على النهوض ، لم يحن وقت الانكسار بعد ، ليس الان وأخيه الصغير بين يديّ هؤلاء .
نهض وهو يلتقط هاتفه ويتجه الا ذلك العنوان .
،
وصل إليه وكان مكسوراً دون ان يظهر هذا الكسر ، صرخ بصوتٍ قصف كالرعد بين الغيوم وعينيه عصفت كما البرق : سيييييف !!!
التفت بعُنف عندما سمع حركه من خلفه فتفاجأ برجُلين يوازيانه ضخامه وعنُف وظهر امامه ذلك الشخص الذي اسمه مُصعب والذي قال : ادري انك اتصلت بالشرطه بطريقك ، عشان كذه رح أعجل المحتوم .
اقترب منه وهو يبتسم بَشَرّ ووضع فوَّهه المُسدس باتجاه بطنه .
‎ارتفعَت صرخـة ، انبثقـت معها حُمـرة الدمـاء ، ومن ثمّ وقعـة ، ارتطـم بها هذا الجسد على
‎الأرض .
‎تأوّهـات ، عيونٌ جحظَت بألمها ، ألمٌ لا يحتمل! لا يُحتمـل، تحشـرجُ روح ، نزاعاتٌ مع الموتِ الذي زحفَ بسرعةٍ إليه .

حلم الحياه 25-08-16 08:29 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
لاااااااااا ليش كذا ليش وقفتي هنا كيف نتحمل 3 شهور لحد ماترجعي لنا
قفله صعبه بصراحه وصدمه:9iuhgfr:

auroraa 25-08-16 08:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3657038)
لاااااااااا ليش كذا ليش وقفتي هنا كيف نتحمل 3 شهور لحد ماترجعي لنا
قفله صعبه بصراحه وصدمه:9iuhgfr:

لااااااااااا يا قلبي شو اوقف ثلاث شهور
انا قصدي في الروايه نفسها حتمر ثلاث شهور على الابطال
وبس شكله حتى الابطال مش حتمر عليهم
نشوف كيف تمشي الأحداث
انا مكمله كتابه

حلم الحياه 25-08-16 09:01 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة auroraa (المشاركة 3657040)
لااااااااااا يا قلبي شو اوقف ثلاث شهور
انا قصدي في الروايه نفسها حتمر ثلاث شهور على الابطال
وبس شكله حتى الابطال مش حتمر عليهم
نشوف كيف تمشي الأحداث
انا مكمله كتابه

ريحتي قلبي والله يمكن انا ماركزت لما قريت
منتظرينك

كبريـائي هو سـلاحـي… 27-08-16 03:27 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لييييييييييييييييييييييييش كذا القفلة صدق انك شريرة حرام عليك كل شي صار بالبارت كوم والرصاصة كلها كوم ثاني يا ربي شنو هذا اوروريتا استعدي لأقتلكِ من سينقذكِ مني سأريك كيف تقطعين قلبي إربًا بهذه القفلة المؤلمة جدًّا بسيطة حسابك معي بعد الرواية لأني بموت واعرف شنو بيصير ع الفهد بعدها بأقتلك يعني جهزي وصيتك و اكتبيها عدل ورتبي افكارك ايوا من الحين والبارت الجاي من بعد إذنك ابيه يكون خرافي زي هذا السموحة منك بس والله انفعلت خلاص ما بأقتلك ما تهوني علي 😢بس برفع عليكي قضية بتهمة رفع ضغطي 😂 لا تطولين علينا اوروريتا


استودعتك الله حبيبتي انتبهي لنفسك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ❤

auroraa 27-08-16 10:31 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
حرد عليكم ان شاء الله قبل لا نزل الفصل

خدوا هاذي التغشيشه والجميله الفوقي وزعلانه عليّ
تراني بريئه جداً.


ممرات ضيقه ، رائحه نتنه ، صناديق متناثره في كل مكان ، جسدين ضخمين خائفان يُحاولان الفِرار بينما الجسد الرشيق بينهما بقي صامداً كهيبه الجبل دون ان يُبالي .. بابتسامه قذره مالت للجانب ، ينظر إلى جثه الفهد الرابض امامه ووجهٌ امتقع بالالم و زحف إليه الموت و عينيه مُتسعتين بقدر ذلك الالم الذي لا يُحتمل ، وهو يُقاوم عِزرائيل ويتقلب على الأرض الصلبة والالم ينخره نخراً حتى فقد ذلك النفس الضئيل الذي كان يتنفسه واغلق عينيه باستسلام .. استسلام مُقيت له ولكن ليس بوسعه فعل شي ، لتختفي من حوله تلك الضوضاء .

auroraa 28-08-16 08:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3657144)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لييييييييييييييييييييييييش كذا القفلة صدق انك شريرة حرام عليك كل شي صار بالبارت كوم والرصاصة كلها كوم ثاني يا ربي شنو هذا اوروريتا استعدي لأقتلكِ من سينقذكِ مني سأريك كيف تقطعين قلبي إربًا بهذه القفلة المؤلمة جدًّا بسيطة حسابك معي بعد الرواية لأني بموت واعرف شنو بيصير ع الفهد بعدها بأقتلك يعني جهزي وصيتك و اكتبيها عدل ورتبي افكارك ايوا من الحين والبارت الجاي من بعد إذنك ابيه يكون خرافي زي هذا السموحة منك بس والله انفعلت خلاص ما بأقتلك ما تهوني علي 😢بس برفع عليكي قضية بتهمة رفع ضغطي 😂 لا تطولين علينا اوروريتا


استودعتك الله حبيبتي انتبهي لنفسك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ❤

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ههههههههههههههههههههههه
ضحكني تعليقك يا قلبي والله تعليقاتكم طاقه ايجابيه
ان شاء الله فصل اليوم يعجبك
ويرضيك وتبطلي تقتليني ادري ما اهون عليكم
لو قتلتيني مين يكمل لكم الروايه ؟؟؟!

حبيبتي الله يحفظك يا رب واستودعتك الله

auroraa 28-08-16 08:09 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا بناااااااااات اعلاااااااااان هام

الفصل اليوم ان شاء الله على العصر

البندقيه 28-08-16 01:40 PM

بصراحه الفصل اللى فات كان روعه اتمنى الجديد يبقى كدة منتظرينك ياقمر

auroraa 28-08-16 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندقيه (المشاركة 3657262)
بصراحه الفصل اللى فات كان روعه اتمنى الجديد يبقى كدة منتظرينك ياقمر

ان شاء الله انه يعجبكم الفصل

auroraa 28-08-16 03:41 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..
الفصل الرابع والعشرون

كانت تجلسُ على الطاوله مع حماتها وزوجه عمها وقلبها يُرفرف بمكانه تشعر بأنها قد اشتاقت لفهد وتريد ان تعود لشقتها فوراً حتى تنتهي هذه الليله وتدفن نفسها بأحضانه فلقد لمّح لها بوقاحه انه سيكون عندها هذه الليلة .
لا تعرف كيف يأتيها هذا الشوق إليه مع انه يُسبب لها الأذى في كل مره تُتهم باطلاً ؟؟! ولا تُنكر بانه عيّشها لحظات جميله ايضاً ربما كانت تلك اللحظات الناعمة بينهما هي من تجعلها تشتاق إليه بهذه الطريقة !!!
تشعر بأنه يحتاجها ويحتاج إلى عناقها ورقتها حاجته إليها ليست جسديه بقدر ما كانت نفسيه و يحتاج إلى إحتواءها ولقد قررت إحتواءه دوماً حتى وان ابعدها عنه فهي لن تتركه مادام بحاجتها .. هذا ما شعرت به ويحتاج اليه .
وإن كان فهداً شرساً لا يعني ذلك بأنه لا يحتاج إلى حنانها وإن اعطته هذا الحنان فهو لن يُفقده هيبته وقوته .
هذا الشوق إليه يقتلها ، لا تعرف متى بدأت تغار عليه ؟؟! ولا تعرف متى بدأت تشتاق وتموت من شوقها إليه ؟؟؟!
أعادها إليه قبل البارحة بكرامتها فهي لم تطلب منه المجئ بل جاء بنفسه ليأخذها وهذا ما أراح قلبها قليلاً ، مع نظرات الاشتياق التي كان يرمقها بها وامساكه بها بطريقه تملكيه .
لقد جعلها تعيش أياماً جميله أياماً لم تحلم بها من قبل ، ولذلك هي تغفر له خطاياه تجاهها حتى وإن كان هناك من يتبلّى عليها ويُعاقبها هو لهذا التبلّي .. وهي تشُك بدينا فلا غيرها يكرهها في المنزل ، و لا تلومها على ذلك فهي قد أخذت زوجها منها .
ولكنها بدأت تُلاحظ نفور فهد منها واقترابه منها ، وهذا الامر يُشعرها بالذنب كثيراً ، قلبها الخائن يفرح لان فهد يهتم بها ولكنها ايضاً تشعر بالذنب لإهماله زوجته الاولى .
تنهدت برقه ولا تعرف ماذا تُخبئ لها الأيام من مُفاجأت ، فقالت بنعومه : الحمدلله على سلامه ميس يا عمتي ، مره زعلت لما سمعت عنها ان شاء الله انها بخير .
ابتسمت ايمان برقه وهي تُخْفِي امتعاضها من ذكر ميس : الحمدلله بخير يا حبيبتي ، تسلمين .
كانوا يتحدثون سوياً ، وفجأه طرأ على بالها فهد بصورته وجسده الضخم وأناقته الذكورية الخشنة ، ابتسمت له برقه .
ثم اتشحت ملامحها بالألم ووجعٌ لا يُحتمل اخترق معدتها .
ضمت بطنها بذراعيها وهي تتأوه بألم ، فقالت سوزان بوجوم وهي تنظر لزوجه ابنها : ميرال حبيبتي انت بخير ؟؟! وش فيكِ يمّه ؟؟!
تخلت ايمان عن كبريائها وقالت بقلق ظهر على وجهها : ميرال وش فيه بطنك ؟؟! انت حامل ؟؟!
هزت رأسها نفسياً وقالت : لا مو حامل يا عمتي لِسَّه توني من كم يوم مخلصه عادتي .
ولم يلمسها منذ اكثر من اسبوعين ، فهي إذاً ليست بحامل ، ابتسمت بنعومه لهذه الفكره وقد خفّ المها قليلاً إلا من بعض النغزات الموجعة .
هل سيأتي ذلك اليوم الذي تحمل به في ابنه ؟؟!
ابن الرجل الذي تعلقت به رغم طريقه زواجهم المهينه ، هي حتى الان لم تنسى ان جدتها هي التي جمعتها بِه ، احياناً تشعر ان بودها ان تشكرها لانها أهدتها هذا الرجل الرائع ، وأحياناً تُرِيد معاتبتها على ترخيصها هكذا !!!
هي ايضاً لم تنسى انه يستخدمها اداه للإنجاب ، فليكن كذلك ان بقيت في قُربه وسيُحبها مع الوقت فالحب لا يأتي بين يوم وليله .

،

في غرفه جانبيه بعد ان تمّ عقدُ القِرآن ، كانت تجلس وهي ترتجف بتوتر وارتباك ويوسف بقربها وبينهما مسافه قصيره ، بعد الحركات الروتينية بإلباسها المجوهرات وشرب العصير وتناول الكيك الذي بتر مرحها الخلاب وجعلها كالحطبه الجامدة من شده خجلها ، ادخلوهما وحدهما لهذه الغرفه لبعض الخصوصية .
كان يتكئ بمرفقه على ذراع الأريكة ويرمُقها بتمهُل كسول بعينين مُصغرتين يدرُس تفاصيلها القريبة منه .
جيده !!! اول كلمه طرأت على باله و هكذا رأها بالنسبه إليه كانت أقل من عاديه و زوجته الراحله كانت تفوقها جمالاً .
اما هي فمتوتره جداً ولم تستطع النظر في وجهه تكفيها تلك النظره الشرعيه قبل اسبوعين او اكثر و التي لمحته خلال ثانيتين دون ان تتجرأ بالنظر إليه ، لم تكن تعي انها تُقشِّر طلاء الأظافر بشده من توترها حتى أفسدت ثلاث أظافر .
هبط بنظراته إلى حيث شعر بكفها تتحرك فكسر الصمت بصوتٍ رجولي رخيم : ودك تشيلين اظافرك مع المناكير ؟؟! ولا هي أظافر تركيب وعادي تشيلينها ؟؟؟! أصل البنات هالزمن كلهم تركيب .
شهقت وهي ترفع رأسها وتنظر اليه متسعه العينين ،
" غبي في زوج يسأل زوجته هالسؤال السخيف يوم ملكتهم ؟؟؟! "
هكذا فكرت فور ان انتهى من جملته القبيحة .
ثم هبطت بعينيها وقد غشيهم التوتر من كلامه وقالت تنظر لأظافرها بهمس وصل اليه : ماانتبهت اني اقشرهم من التوتر ، وأظافري طبيعيه مو تركيب ، كل شي فيني طبيعي مو تركيب .
نظرت له وابتسمت بسمه كافيه كي تُظهر حفره غمازتيها واردفت : لو انك تشوفني كلي تركيب ترانا على البر تقدر تطلقني قبل يروح الشيخ .
ارتفع حاجبيه وزمّ شفتيه من غمازتيها المستفزتين : اوووه ولسانك طويل بعد !!!! علطول جبتي الطلاق على لسانك وحنا تونا مملكين ماصار لنا ساعتين .
أسبلت أهدابها بضيق وأبعدت نظرها عنه وقالت بغرور مُزيف لا يليق بها وباتت مُضحكه للنظر : مادري عنك دامي مو عاجبتك مع اني حتى في الشوفه داخله عليك بطبيعتي ، وعلى بالك الحين اني تركيب انجو بنفسك ترى عادي عندي ما رح أزعل ، وعلى قوله المثل " مافي في هالبلد غير هالولد " .
ارتفع حاجبيه اكثر وكادا ان يصلا لمنابت شعره من وقاحتها وقد فهم قصدها ان طلقها فيوجد رجال غيره حتى تتزوجهم وسيعجبون بها ، هي حقاً لم تعجبه شكلاً ولكنه لم يستطع النظر اليها جيداً في تلك النظره لوجود اخوتها الاثنين فهد وَعَبَد الرحمن ووالدها كثلاثه وحوش تقف بالانتظار للانقضاض على اي فريسه ، ونظرات فهد المخيفه كانت تكفيه لان لا ينظر وهو الذي يعرف غيرته الشديده على محارمه كان رافضاً لفكره ان ينظر لأخته ، ولكن والده اجبره لأن الشرع احلّ ذلك ووافق على مضض .
ولكنه بالنهايه قد " تدبس " بها وعليه ان يتحمل شكلها ، قال بهيمنه :
صدق وقحه انتِ ، في وحده تقول لزوجها طلقني وفي غيرك مليون .
قالت بهدوء وهي تعُض على شفتيها من الإحراج : وفي زوج يسأل زوجته إذا هي كلها تركيب وبلاستيك ولا لا ؟؟!
يوسف : زين انك تدرين إني زوجك ، على العموم سألت لانه البنات ذَا الزمن ماعاد خلت شي إلا وركبته كأنها قطع غيارات للسيارات ، وحبيت اتطمن بس انك مو منهم .
قال بسخط خافت : تطمن مو منهم الحمدلله مقتنعه بشكلي وأحب شكلي وما ودي أغيره ، وقلتلك لو مو عاجبك هذانا على البرّ .
يا الله كم تود قطع لسانها من أين لها هذه الجرأه لتتحدث معه بهذه الطريقه فالرجل اول مره تراه وتقابله في حياتها خلال ساعه فقط اصبح زوجها خلال ساعه فقط وتحدثه هكذا ، ولكنه اغاظها بكلامه فلم تستطع ان لا ترُدّ عليه !!!
ألا تستطيع ان تصمت هل عليها ان تتفلسف ؟؟!
مالت ابتسامته للجانب الأيسر وهو يرى وجهها من الجنب وقد احمرّ من الغيظ المختلط بالخجل ، وقال : بالهون على نفسك بتنفجرين !!!!
لمحت صديقتها يتلصصن من طرف الباب واربعه رؤوس فوق بعضها خلف يوسف و لا يستطيع رؤيتهم .
نظرت له وهي تبتسم ابتسامه عريضه حفرت غمازتيها بقوه رغم انها كادت ان تقتله لجملته الاخيره ، وكانت تُشير بكفها ان يبتعدوا وبعلامه التهديد حيث زمّت جميع أصابعها من الأسفل حتى لا يراها يوسف ومازالت تبتسم له ببلاهه مختلطه بالتوتر لان يشعر بوجودهم خلف الباب .
رُغماً عنه ابتسم بغرابه لابتسامتها الغبية وهو يُحدق بها فلقد كانت تبدو خجله مع وجنتيها السمراوين المحمرتيّن ووجهها مُنتفخ من الحِنق ، وكأنها متوتره و لا تريده ان يعرف بأمرٍ ما خلفه .
نظر للخلف فرأى الباب يهتز ووصلته بعض القهقات الأنثوية المختلطة ببعضها .
نظر لها ووجد ملامحها قد شحبت بإحراج بالتأكيد سمعوا حديثهم وقد ظنوا ان زوجها سيكون رومنسياً فظهر بعكس توقعاتهم ، ولا تعرف ماذا تفعل ؟؟!
نهضت بحزنٍ نادر تسلل لعينيها وقد ظنت هي ايضاً ان لقائهما سيكون رُمنسياً رقيقاً وقد خاب ظنها كثيراً .
قالت بنعومه رُغماً عنها لخفوت صوتها : اكيد سمعوا كلامنا ، عن إذنك رح اروح تعبت اليوم .
لم تنتظر ان يُعطيها رقم هاتفه لتُحدثه فهي لم تعد رؤيته والحديث مع هذا المُستفز .
فجأه اختفت تلك الأصوات مع ذهابها وشعر بالغرفه قد بردت وغادرها الدفئ الذي كان يسودها وقد ضاقت عليه .
هل رأى الْحُزْن في عينيها ؟؟! ام انه كان يتوهم ؟؟!
دخل والدها للغرفه بوجهٍ متوتر وقد عرف ان يوسف لوحده ، فقال بهدوء : يوسف ، ابيك بكلمه راس !!!!
نهض يوسف بهدوء وهو يقول : آمر يا عمي ، خير ان شاء الله .

*****

ممرات ضيقه ، رائحه نتنه ، صناديق متناثره في كل مكان ، جسدين ضخمين خائفان يُحاولان الفِرار بينما الجسد الرشيق بينهما بقي صامداً كهيبه الجبل دون ان يُبالي .. بابتسامه قذره مالت للجانب ، ينظر إلى جثه الفهد الرابض امامه ووجهٌ امتقع بالالم و يزحف الموت له تدريجياً و عينيه مُتسعتين بقدر ذلك الالم الذي لا يُحتمل ، وهو يُقاوم عِزرائيل ويتقلب على الأرض الصلبة والالم ينخره نخراً ، تأوّهات تخرج من شفتيه متقطعه متالمه ليست كتلك التأوهات اللذيذه ، حتى فقد ذلك النفس الضئيل الذي كان يتنفسه ويخفتُ القلب عن النبض ويُغلق عينيه باستسلام .. استسلام مُقيت له ولكن ليس بوسعه فعل شي وقد قاوم إلا همدت قواه ، لتختفي من حوله تلك الضوضاء .
تلك الضوضاء التي ترافقت مع صدى رنين سيارات الشُرطه وطنين سيارة الإسعاف .
انتهى كُل شَيْءٍ هنا انتقم من عدوه الذي أفقده ابنه دون ان يراه ولن يُبالي بما يحدث له في ما بعد .
قبضت الشرطه عليه وعلى الضخمين اللذين كانا معه ، بينما سياره الإسعاف قامت بحمل فهد على تلك النقالة وبجانبه سيف تخُرّ دموعه من عينه بسبب غبائه ، لو انه لم ينخدع منذ البدايه من أصدقاء السوء لما حصل ما حصل لابن عمه !!!!
الاوغاد حاولوا استعماله اداه حتى يستدرج ابن عمه فلم ينجحوا ، فقرروا تهديد فهد به .
كان هو الاخر مُتعباً مُرهقاً ينغزه الالم طالباً ومتوسلاً لذلك المُخدِّر الذي غرسوه به بغدر .
تنهد بعُمق وهو يرى تلك الأجهزه المُقيته تُحيط جسد الفهد وكمامه الأوكسجين ثُبتت على وجهه ، بينما يحاول الأطباء إسعافه بشكلٍ سريع قبل ان يصلوا للمشفى ، وضعوا على صدره ذلك الشي المؤلم وما يُسمى " بالصدمات الكهربائية " ليُعيدوا له النبض من جديد ، حتى يجعلوا ذلك القلب الهادر يضُخّ الدماء من جديد ويعود قوياً يقف على قدميه ويُزِيح عنه ذلك الضُعف المقيت .
أسبل اهدابه بألم ومال برأسه وهو يرى صدره العاري يرتفع مع الجهاز لينخفض بقوه إثر الصدمة الكهربيه .
،
لا تعرف ماذا حدث فجأه اثناء الاحتفال ؟؟؟! كان الجو هادئاً رقيقاً ،
لا تعرف كيف انهارت بالبُكاء منذ سمعت الخبر بالصدفه اثناء مرورها لشقتها ولم تصمت حتى جاؤوا بها إلى هنا ؟؟؟!
لقد كادوا يُخفون عنها امر إصابته
كانت تتألم بصمت وقد شعرت بِشَيْءٍ يضغط على انفاسها ، لقد كانت تشعر بالسوء والآن امام هذه الغرفه تعرف سبب شعورها .
فالرجل الذي تعلقت به يرقُد هناك جثه هامده ، فاقداً للحياة .
هل يفعلها وينتقل إلى البرزخ لوحده ويتركها تُصارع الحياه وحدها ؟؟؟!
لا لن يفعلها بها ، الم يتزوجها من اجل إنجاب الاطفال ؟؟! إذاً لماذا يرحل الان ؟؟!
مازال الوقتُ مُبكراً على الرحيل يا فهدي الرائع !!
همست بخفوت " لِسَّه بدري !!"
ألقت نظره خاطفه لعائلته التي تُحيطه وتُحبه ، ابتسمت بألم " هل هناك من لا يُحبه عندما يراه ؟؟! " .
لم يخبروا جدتها بالأمر خوفاً على صِحتها من الانتكاس واصرّت رسيل على القدوم وهي ماتزال مُنهاره بالبُكاء وزوجها يُحاول تهدئتها ،
اما هي فتستمد منه القوه ، تعلم انه لم يكن سيرضى ان تكون ضعيفه ، وجوده هناك يمنحها القوه للمُقاومه من اجله ، انها تقاوم ضعفها ودموعها وانهيارها من اجله .
فُتح باب غرفه العمليات ليهرول عمها وزوجته كما رسيل وزوجها وكذلك ريما وفيصل وعمها سعد إلى الطبيب ، في قلوبهم وأعينهم تلك اللهفة التي ترجوا الطبيب ان لا يُخَيَّب ظنهم .
قال الطبيب يفرُك مدمع عينيه : الحمدلله يا رب استخرجنا الرصاصتين بسلام وضمدنا الجرح ، باقي ننتظر لين يقوم من البنج ان شاء الله ونشوف وضعه بس هو مستقر والأصابه ماكانت عميقه مره وتدخلنا بسرعه قبل لا تسبب أضرار جانبيه .
تنهد الجميع وهم يهللون بالاستغفار والحمدالله الذي نجاه ، كانت تتشبث بالحائط خلفها حتى يسندها بما ان سندها بالحياه مايزال راقداً بين الحياه والموت .
وضعت كفيها على صدرها تُرِيد تهدئه خفقات قلبها وطمأنتها بان الرجل الذي يقطن بداخله ، بخير .
" الحمدلله فهو الان بخير " .

*****

اسدل الليل أستاره ليعقبه النهار طاويان في طريقهما المزيد من الساعات تمر على البعض هادئه بينما على الأخرون تمُرّ غريبه وسعاده مبتوره لعُمق الألم .
فتحت عينيها كما تفتحهما كُل صباح ، رمشت اكثر بعينيها رمشات مُتتاليه وهي ترى بصيصاً خافتاً من ضوء .
ربااااه انها لا تُصدق !!! لا تُصدق !!!
انها بعد هذه السنوات ترى بصيصاً من الضوء لم تكن ترى غير هذا البصيص الخافت ولكنها حمدت الله وشكرته على نعمته التي أغدقها بها لترى هذا البصيص ، ظنت انها لن تستطيع رؤيه هذه البُقعة من الضوء إطلاقاً وإلى الأبد ولكن الله مَنّ عليها بنعمته و هاهي ترى وان كان المشهد امامها مشوشاً غير واضح .
نهضت بخفه وهي تدُل طريقها إلى دوره المياه فارده ذراعيها في الهواء كطفله صغيره تُبصر الضوء لاول مره في حياتها .
ودلفت بقوه وهي تغسل عينيها بالماء وتُبللها وجهها وتنظر في المرآءة فترى بعض الالوان بشكلٍ مشوش ولكن تُميزها ان كانت ألوان واضحه .
كان فيصل في طريقه نحو الجناح حتى يطمئن على ابنه الذي تحمله زوجته الغادره ببطنها .
تباً انه مجرد عذر هو يُرِيد الاطمئنان عليها هي ايضاً فقد أخبرته العامله بأنها لا تأكل الطعام الذي تأخذه لجناحها ، وكم أغضبه الامر ، هذه الغبيه لا تهتم بصحتها .
دلف إلى الجناح دون ان يطرُق الباب وهو يبحث عنها ولا يجدها ، لفت نظره صوت تحرك باب دوره المياه .
خرجت منها وهي تفرش ساعديها بالهواء تغمُرها السعادة دون ان تشعر بوجوده وكانت ابتسامتها تملأ وجهها ، حتى وان كان فيصل سيكرهها الان لأسباب لا تعرفها غير ان اخيها السبب في ذلك ، فلا يهُم المهم انها ستراه وسترى والدتها وميرال ورسيل وجميع من تحُب هنا قبل ان يُطلقها .
عند الفكره الاخيره أنبترت ابتسامتها و
تحرك انفها بريبه وهو يشتم رائحه مألوفة لديه ، بل رائحه قد أضناها الاشتياق كثيراً ، قالت بهمس سائل وكأنها تُقِّر واقع : فيصل ؟؟؟
ردّ بقوه : ايه فيصل ، وش تسوين ؟؟؟!
سارت باتجاه صوته ورائحته حتى وقفت قريباً منه تُحدّق بِه ببشاشة رُغماً عنها من سعادتها وكانت تنظر لشيءٍ اسود وابيض مُشتت امامها وقد كان رأسه ذو الشعر الفحمي والمعطف الأبيض الخاص بالأطباء ، وقد كان طويلاً جداً كما تخيلت ولم تتوهم ظلاله التي تهيم عليها .
قالت بلهفه ونعومه مُتجاهله كل ذلك الالم الذي سببه لها هذه الفتره وظهر امامها فيصل الذي عرفته منذ البدايه ، جعلته نعومتها يزدرد ريقه بصعوبه وقد اشتاق إليها كثيراً ، اكثر مما ينبغي : فيصل ، احس اني بديت اشوف ، اشوف قدامي اشياء مغبشه مو واضحه بس أميز بين الالوان ، يعني الدكتور القالك اني ما رح اشوف ابداً غلطان صح ؟؟؟! اقدر اشوف أمي ؟؟!
كان حديثها مضطرب ومختلط من سعادتها لم تستطع تصفيف الكلام بشكلٍ مفهوم ، ولكنه فهم ماذا تقصد .
يديه الخائنتين تنجذبان رُغماً عنه لوجهها الصغير ذو الملامح البريئه وعينيها الناعستين ، كما أنّ شفتيها ترتعش بخوف وشفتيه تقاوم بجداره التهامهما في التو واللحظه .
نظر لحدقتيها قليلاً وبعين طبيبٍ ماهر قال بنبرته الرخيمة التي اعتادت عليها : انت انعميتِ من حادث صح ؟؟؟
اومأت برأسها وماتزال كفاه تُحيطان بوجنتيها وتُسبب لها التوتر والارتباك وتشعر ببشرتها تحترق أسفل كفه ، ثم قال بنفس النبره التي تُرسل الرعشة لأطرافها : اجل طبيعي هالحادث انه يرَجِعلكْ البصر بدون عمليات طيحتك مو هينه وأثرت على مركز الابصار ، بس تحتاج كم يوم لين تشوفين عدل وشوي كريمات بعطيكِ ياها تستخدمينها مساج للعين .
بقُربها اثارت هرموناته الذكوريه التي تتحفز لأجلها ، سرت الرعشه في أوصاله من نعومتها وكم أراد وأد شعوره بالاشتياق نحوها .
حتى وهي قد غدرت بِه إلى ان قلبه الخائن لا يستطيع ان يُفْسِد فرحتها التي يراها بعينيها الجميلتين ، هو ليس من النوع القاسي الذي يؤذي الناس كان يعلم انها ستستعيد بصرها عاجلاً غير اجل ان كان بأثر الحادث او بعمليه بعد الولاده .
ابتسمت برقه وهي تقول : عادي اشوف أمي ؟؟! ابغى افاجأها .
عقد حاجبيه وتلبسه شيطانه وكأنه ادرك للتو سبب غضبه عليها بعد ان تجاهله للحظات ، وادرك انه قريبٌ جداً منها ومقاومته لها ستنهار إذ سيحملها بين ذراعيه حتى تُدفيء له فِراشه ان بقي بهذا القرب .
فابتعد عنها كالملسوع وقال بجفاف : لا طبعاً !!! من عقابي لك ما رح تشوفين احد من اهلك لين تولدين ولدي وبسلامتك بعدها .
قالت بأسى : طيب هاذي أمي حرام عليك تحتاجني و انت ما شرحت لي ايش الصار وخلاك تزعل مني ؟؟؟! وايش دخل اخوي بالموضوع ؟؟؟! انا ما سويت شي يأذيك او يأذي احد .
قال ببساطه : السالفه ومافيها انك دخلتي حياتي بخدعه رخيصه ، تدرين انه اخوك ألف كل القصه يوم دخلتي على عيادتي هذاك اليوم وسوا ذاك الفيلم عشان اتزوجك ولا لا ؟؟؟! قولي الصراحة وانا اعرف انك ماتكذبين !!!
نكست برأسها بضيق فهي لم تعتد الكذب كما قال فقالت بيأس : عرفت بس بعد ما تزوجنا ، بس قبل والله مالي دخل ولا اعرف ايش كان يبغى مني .
قال ببرود وحاجبيه مترفعان : يعني عرفتي وكملتي غدر فيني ولا حتى فكرتي تعلميني بافكار اخوكِ عشان وقتها ممكن اعفو عنك بس عجبك الوضع وكملتي .
هزت رأسها نفياً : لا والله بس ماحبيت اقولك خفت ما تصدقني ، كان يطلب مني فلوس بس ما كنت أعطيه وانا اعرف انه كسلان ولا يشتغل بس كنت اساعد أمي شوي بعض الأحيان ، وكان يقولي اقولك تكتب لي عقارات واراضي بس انا رفضت ، وانت تدري ما قد طلبت منك ولا ريال ولا رح اطلب انت بنفسك أعطيتني كرت الصراف .
تبريرات خائفه لم تُرضي فضوله وكبريائه الذي خرّ صريعاً امام اخيها القذر الذي استطاع خداعه معها ، لا شي يجعله يُصدقها فهذه العائله تسللت إليهم كالدود الذي حفر عظامهم والتصقت بهم كالعلقة التي مصّت دمائهم
نظر لها بعُمق وهذه المره لن يُصدَّق غدرها فابن عمه وقع مع اربع من النساء إذاً فهم جميعهم مُتشابهون في الطمع وقال : على طاري الكرت ، تراني جمدت حسابك ، طول فتره حملك بتكونين بالبيت ما رح تحتاجينه بشي وبس تروحين عند اهلك بعد الطلاق اكيد بكون نظرك رجع لك تدريجياً ولوقتها تشوفيلك شغل وتنسيني للأبد .
ازدردت ريقها وهي تهز رأسها برضى ، يكفيها هذا الذُلّ الذي تعيش به هنا وفي قُربه ، مهما كان قريباً لقلبها فهي لا تتحمل هذا الذُلّ .
لم ينسى ان يقتلها ويدفنها بيديه قبل ان يَخْرُج وقال ببرود : ايه صح !! على فكره رح اتزوج بنت عمتي ملاك يكون في علمك يعني عشان لا تتفاجأي .
كان انتقامه منها بارداً ومعنوياً يليق بشخصيته الهادئه
فاجأته و صعقته وكأنها امسكته بكل قوتها وألقته على الحائط عندما ابتسمت ببهوت ، وهمست له بصوتٍ ميت صوت بلا حياه لا روح فيه : ألف مبروك الله يهنيك وياها يارب ويسعدكم وتعطيك الماقدرت اعطيك ياه .
غامت عيناه بشعورٍ غريب وكأنه وجه هذه الطعنه لصدره وليس لها هي ، كان هدوئها غريباً واستسلامها اغرب .
كانت ترى ظٍلالاً سوداء أمامها وقد اختفت ، يبدو انه قد خرج وتركها وحيده في عُزلتها ، تغيب لوحدها في غياهب الْحُزْن المرير .

*****

: طارق !!!
قالت ذلك بهدوء وهي تنظر له غارقاً في عمله على الحاسوب
نظر لها للحظه وأعاد نظراته للحاسوب وهمس : هلا ، وش تبين ؟؟!
قالت ببعض الاضطراب الذي تسلل لقلبها وبعض الخوف من رده فعله على ما ستقوله ولكن الامر يزداد عن حده ويخرج عن السيطره كلما تصمت اكثر ، وعليها ان تخبره فهي لم تعد تحتمل ذلك القلق الذي يعتملها : في موضوع مهم بكلمك فيه ، ضروري وما يتأجل لاااااازم .
نظر لها باهتمام وقال : تعالي اجلسي وقولي العندك بسرعه ، مشغول اليوم كثير .
جلست بارتباك وهي تفرك أصابعها بتوتر ، مابالها خائفه هكذا هي لم ترتكب خطأً بل ذلك القذر هو الذي يُزعجها ويُزعج راحتها وعليه هو الخوف ، لقد كانت تصمت من اجل طارق لا من أجله ولكنه يتمادى معها في كل مره تصمت بها ، والآن انتهى وقت الصمت .
قطع تسلسل افكارها صوته المتملل : سميره اخلصي عليّ لو ماعندك شي بطلع من طلال .
نظرت له برهبه وقد ذكر الاسم الذي سبب لها الكوابيس مؤخراً وقالت بقوه : تتذكر ذاك اليوم الرحتوا فيه لبيت خالتك وكنت تعبانه ومالي خلق اطلع ودقيت عليك وقلتلك ارجع بسرعه تراني كنت طفشانه .
تذكر ذلك اليوم وقال : ايه ذاك اليوم قبل شهرين النمتي فيه وخليتني ملطوع بره ادق الباب ولا تفتحين ، لين مَنّ الله عليكِ وقمتِ من نومك الثقيل تفتحين لي الباب .
تنهدت بِعُمق ولم تقل شيئاً غير ماتريد قوله : ذاك اليوم ماكنت طفشانه ، كنت خايفه !!!
ارتفع حاجبه بعجب ، هل سميره تخاف مثل باقي البشر العاديين ؟؟!
لم تتكلم فقال هو : ايه ، من ايش كنتِ خايفه ؟؟؟!
قالت بسرعه تريد ان تنتهي من الامر : من طلال ، اخوك ذاك اليوم دخل فجأه البيت وماكان فيه احد وكنت لابسه عبايتي احتياط وجالسه بالصاله ويوم دخل لا تنحنح ولا شي ولا بعد حتى يوم شافني أغطي وجهي ، سكرت الباب من خوفي ودقيت عليك عشان تجي بس طنشتني ومن وقتها وهو يضايقني ويوم يشوفني ساكته صار يتمادى بالنظرات الوقحه وحتى وانت موجود معنا .
انتفض واقفاً وقال بقوه وصوت عصف كالرعد بأعالي السناء وعينيه تشتعلان كجمرٍ من نار ويرتعش جسده بالغضب الذي كان مُسترخياً قبل لحظات : انكتمي ، ولا كلمه !!! لا تكملين كذب !!! يعني لفيتِ ولفيتِ وتدورين وانت تزنين ننقل لبيت لحالنا والحين يوم رفضت وبقوه جا الوقت البتخربين علاقتي فيها بأخوي الوحيد عشان اصدقك وانقل لبيت لوحدنا ، على بالك رح تضحكين عليّ ؟؟! اصلاً انتِ وحده حقوده ما تحبين احد ولا ودك تعيشين هنا مع احد خليكِ قاعده مع شياطينك أبرك لك .
قالت بسخط وهي تنهض : وش اللفيت وادور ؟؟؟! هي مره وحده قلتلك ننقل لبيت لحالنا ومن حقي اطلب بيت لحالي ، لانه كان يضايقني و ....
قطع كلامها بصوتٍ حاد اخترق الجدران من غضبه وذراعيه مُتصلبتان حتى لا يتهور ويصفع هذه الغبية التي تُرِيد الإفساد بينه وبين أخيه الوحيد : اقول انطمّي اخوي متزوج وعنده عيال تبغيني اصدق هالتفاهه التقولينها واحنا المتربين مع بعض سنين ونعرف بعض ، إذا ودك أصير خروف وأمشي ورا كلامك وشورك فأنتِ غلطانه وللحين ماعرفتِ مين طارق !!!!
" بل انت الذي لم تعرف من تكون سميره !!! " ة
ابتلعت ريقها وهي تُحدّق به بجمود وترى انفعاله بالغضب واضحاً امام عينيها وصدره يرتفع وينخفض ومضخته لا تتوقف عن ضخّ الدماء بغضب .
همست بخفوت : طيب طارق ، انا سويت العليّ وعطيتك خبر وانت حُرّ ، سوي التبغاه بس لاتلومني بعدين لا صار شي .
ابتعدت عنه بإباء تُجهز نفسها حتى تذهب لعملها ، وشعورها بالامان معه يخفت تدريجياً ورصيده عندها ينتهي في كل مره تُحاول التقرب منه اليه ، فهي قد قررت وانتهى الامر ستنفصل عنه فلا نقطه واحده تجمعهما وكثيراً ما يتشاجران ويكفيها معرفتها بأنه لايُصدقها ولا يثق بها ولا يُحبها ويرغب في الزواج في خال تغير شكلها مع ازدياد وزنها .
ان كان هو النار فهي البارود الذي ينفجر باقتراب النار من مجاله فلا حياه بين النار والبارود .
ستخبره بحملها قريباً لترى رده فعله وعندها ستتفق معه بشأن الطفل .

*****

' مساءً ,

تأففت بضجر وهي تدور في المنزل بلا هواده ابنتها المعتوه قد رفضت ابن خالها " فيصل " هل هناك من يرفض فيصل ؟؟؟!
صحيح انه متزوج وهذا ما يُزعج ابنتها ولكن في النهايه هو سيُطلق زوجته كما قالت والدته لها ، هي حتى الان لا يهون عليها ان ترد عليهم بالرفض .
ستذهب الان وتُقنع ابنتها للمره الاخيره وترجو ان توافق ، فهي ليست الام المتسلطة التي تُجبر ابنتها على الزواج ممن لا تُرِيد .
اقتربت من غرفتها وقد وجدت الباب موارِباً وصوت ضحكات ابنتها يُردد في الاسياب ، ثمّ اتسعت عينيها بصدمه مذهوله وهي تسمع ابنتها تقول بدلال : لا يا حبيبي ما رح اشوفك ذَا الاسبوع يكفي شفتني الاسبوع الراح ، وأخذت التبغاه مني بس انا ما اتمادى تدري حدي بوسه بس .
اغلقت ملاك الهاتف بيد مُرتعشه وهي ترى والدتها تنظر لها بعينين صامتتين غير مقروئتين ، غريبتين وكأنها تشتعل بالغضب تدريجياً .
صرخت بوجع عندما انقضت عليها والدتها بجنون تلتقط شعرها الذي صبغته حديثاً باللون الاسود بين أناملها وهي تهدر بعصبية ، وقلبها يرتعش من فرط الخُذلان : مين هذا الكنتِ تكلمينه يا **** ؟؟؟! تكلمي يا الوسخة مين هذا ؟؟؟؟! ناويه تفضحينا انتِ بين الناس ؟؟؟! مجنووووونه انتِ ما تفهمين وكمان تقابيلنه وجه لوجه .
صفعت وركيها بكفيها وهي تنوح وتولول بأسى وقد هبطت دموعها من فرط الاسى الذي شعرت به ، وتصرخ من بين غمامات الدموع : انا الحين كذه ربيتك ؟؟؟! هاذي تربتي فيكِ الحين ؟؟؟! صايعه وضايعه .
كانت ملاك صامته بخوف نهش أضلاعها من انفعال والدتها وهي تلطم خديها وتبكي وتاره تضربها على جسدها دون ان تنبس ببنت شفّه .
هدأت والدتها قليلاً وهي تنظر لها بغِلّ من فرط الخذلان : اسمعي يا مسوده الوجه جيبي جوالاتك بسرعه ولابتوبك وايبادك وكل شي جهاز الكتروني جيبيه ، الحق مو عليكِ عليّ انا الاثق فيكِ وأعطيكِ كل شي ، وتعملي حسابك رح تتزوجين فيصل .
قالت صارخه وهي ترى صمت ابنتها منذ دخولها : سااااااامعه وش اقول ، وياويلك يا ملاك وياسواد ليلك اشوفك تهينيه او تقللي من شانه عشان كلابك التكلمينهم ، بتتزوجين فيصل وتنسين حياتك هنا ـ صرخت بقوه ـ فاااااااااهمه وش اقول .
هزت رأسها بقوه دليلاً على فهمها وسماعها الكلام .
خرجت والدتها مُنهاره الفؤاد فيصل هو الوحيد الذي سيستر عليها ولن يفضحها في حال لم تعقل ابنتها عنده ، لتنهار الاخرى على فراشها باكيه .
ستتزوج رُغماً عنها من اسوء رجل رأته في حياتها معدوم الشخصيه كما انه مُجرد " خروف " وليس شهماً وقويًّا كفهد حُلمها المستحيل الذي ادركت مع الأيام انها لن ترتبط به ابداً رغم كل محاولاتها السابقة في استمالته .
لتقع الان مع هذا الاحمق بسبب غبائها لانها لم تغلق الباب خلفها ، فقد تحدث إليها الشاب وهي عائده من الخارج ودخلت لغرفتها تتابع حديثها وقد غفلت عن إغلاق الباب كالمُعتاد .
لتغرق في هذه الدوامه والمعمعه التي لا تعرف كيف تخرج منها ؟؟؟؟!

*****

جافها النوم وأعلن عليها العصيان منذ الامس لم يتسلل اليها حتى النُعاس او الجوع حتى تأكل ، كانت طوال الليل تبتهل وتدعوا الله بأن يحفظ لها زوجها ويحفظه لعائلته بعد ان اصرّ عليها عمها العوده للمنزل لانه لا فائده من وجودها هناك .
هاهو " الظهر " يغيب ويطوي معه حراره الشمس المُتلألئه وسط الغيوم ولم تستطع الذهاب إليه .
دخلت عليها ريما بعد ان طرقت الباب وأذنت لها ميرال بالدخول وهمست برقه وابتسامه صغيره تُزين ثغرها وهي ترى حالها الحزين فلأول مره زوجه من زوجات فهد تحزن لانه قد أصابه المكروه : ميرو احنا بنروح لفهد بتجين ؟؟؟! ولا بترتاحين هنا شكلك ما نمتي للحين ؟؟!
نهضت عن السرير بلهفه وهي تقول : ايوه اكيد باجي ، هو صحا ؟؟؟
قالت الكلمه وكأنها تتسائل ولا تُرِيد جواب يخذل قلبها ، فهمست ريما : لا لِسَّه الله كريم ورح يصحى قريب ، تجهزي انتِ عشان نروح .
أومأت برأسها وهي تتحرك مثل " الروبوت " حتى تتجهز .
،
امام غرفه العنايه المُركزه ، ضمت ذراعيها لجذعها وهي تشعر بالبرد كان الجو بارداً جداً وملابسها أسفل عبائتها خفيفه جداً وقد كان فهد ليُجن بغيره ان رأها .
وفجأه أُقتُحم المكان عليها و كانت تقف لوحدها ،
دينا ، هي لم ترها البارحه ، هل كانت موجوده ولم ترها ؟؟؟! ام انها تتوهم ؟؟!
قالت دينا بغرور وهي تتأمل جسده المسجي على الفراش من خلف الزُجاج : اول مره اشوفه بهذا الضُعف ، هه ، شكله يجنن وهو كذه كاف خيره وشره عني ، يستاهل على السواه فيني وان شاء الله نورثه قريب مع الأسف رح تشاركيني الورث ورح تترملين مثلي .
كانت ميرال تنظر اليه ولم تُصدق ما الذي تقوله تلك المجنونه ، نعم لقد جُنّت !!!!!
انتفضت بغضب وهي تقول لها من بين أسنانها حتى لا ترفع صوتها : وش تقولين انتِ ؟؟؟؟! انهبلتي ؟؟! الله يحفظه لنا يا رب ، ليه تكرهينه .
هزت منكبيها وقالت بكذب : ما أكرهه ، بس هو جرحني يوم تزوجك عليّ .
قالت ميرال بإصرار وعينيها تشتعلان من الغضب : انا ما ادري ليه تكرهينه ؟؟! بس هو يحس بكرهك له وإهمالك له وعشان كذه تزوجني انا لقى عندي شي مالقاه عندك .
قالت دينا بحقد : وقحه ولَكِ عين تتكلمين ياسراقه الرجال .
قالت ميرال بأسى وكأنها ترجوها : استغفرت ربي وأدعيله ربي يحفظه وانا رح اطلع من حياتكم هذا قراري من قبل وهو يدري فيه .
همست بعلوّ : مع الأسف ما رح ادعي التبغيه ، وبتطلعين من حياته وتخليلي الورث .
يا الله ماهذا الذي تشعر بِه ماهذا الالم الذي يقتلها ، هل هناك أُناس في هذه الدنيا بكمية هذا الحقد ؟؟! هي لم ترى غير زوجه خالها والان دينا بكل غرورها وحقدها وهي تدعو عليه بالموت .
هل يمتلكون ما يُسمى بالـ " القلب " ؟؟!
ام ان هذا القلب قد خُلق من الحجر؟؟؟!
ولذلك لايشعرون بما يُسببه حديثهم من الم .
انهارت على الكُرسي وكانت قد تعبت من الوقوف وبطنها يتقطع من الجوع ، ياالله !!! لا تُضعفها امامها الان لاتريد ان تضعف امامها .
كان عليها ان تأكل شيئاً حتى تقوى وتُجابه الإغماء الذي يأتيها كلما جاعت من فقر الدم الذي يُلازمها .
جاءت سوزان وهي ترى انهيار ميرال على الكُرسي وشكلها يوحي بأنها ستفقد وعيها قريباً .
هرولت إليها وهي تقول بجزع : ميرو حبيبتي انتِ بخير ؟!
اومأت برأسها ، ولكن سوزان لم تتركها وهي تُصر ان تأخذها لغرفه المعاينة .
لفت دينا رأسها بقرف من هذه العائله فهي تكره جميع أفرادها ولا يُصبرها عليهم سوا هذه الثروة الهائلة التي يملكونها .
كانت الممرضه قد وضعت لها المُغذي وهي تسألها : انتِ تعبانه من اول .
قالت ميرال : ايوه معي فقر دم من فتره طويله .
أومأت الممرضه وقالت لها بلُطف : طيب بنأخذ عينيه من دمك ونفحصها عشان تقابلين الدكتوره ضروري لو صدق معك فقر دم تعطيك ادويه ترجع اللون لوجهك الحلو .
ابتسمت ميرال بخجل رغم انها لا ترى نفسها جميله إلا عندما تضع بعض المساحيق على وجههاوقالت : تسلمين .
مرّ الوقتُ بطيئاً عليها وكم كانت تشتاق لرؤيته لم يسمحوا لها ان تدخل عليه في العناية وستنتظر إلى ان ينقلوه للغرفة العاديه هذه الليلة وكان عمها يأتي ويُطمئنها على حاله وأحياناً تأتي رسيل .
انتهى ذلك الانتظار الطويل حتى تذهب إلى الطبيبة التي أعطتها اجمل خبراً في حياتها .
ربااااه يا رحمتك انها تحمل الان بين أحشائها ابن الرجل الذي أودى بعقلها إلى المالا نهايه .
دخلت إليه واخيراً عندما سمح لها الطبيب بذلك بعد ان نقلوه للغرفة العادية وقد استقر وضعه بحمدالله ولم يستجب لدعوات تلك الشيطان على هيئه بشر .
اقتربت منه بخطوات خائفه لم تكن تُرِيد ان تراه بهذا الضُعف !!! هذا الضُعف لا يليق به ولا يليق بهمينته الذكوريه التي يفرضها على الجميع .
هبطت إلى الكُرسي بجانبه وتضع كفها على جبينه وتعود بها للخلف الى منابت شعره الكثيف وتتخلل خُصلات شعره . كانت قريبه منه جداً لدرجه أنها لم تقاوم وتطبّع قُبله ناعمه وبريئه على شفتيه القاسيتين .
همست له : خلاص يكفيك نوم واصحى الكل مشتاق يشوفك بره ـ همست ـ ماعدا دينا .
تابعت كلامها وهي ترى الصمت : ما اعرف ليه احس انك تحتاجني بس تصحى ؟؟؟! حاسه انك تحتاجني اكثر مما انا محتاجه لك ، ورح أكون جمبك لين ما انت تتركني بنفسك .
...
‎آمنتك عليا عشان لقيتني مصدقاك
وعدتك في وقت الجد جنبك هتلاقيني
بسهر على راحتك وراضيه اتعب معاك
وان ماتشيلكش الارض انا اشيلك في عيني
‎بطمنك يا حبيبي من اولها سكتنا لو عاندتنا هنكملها
دنيتنا لو تعبتنا من عمايلها بالصبر انا وانت هنستحملها
‎على قدنا هنعيش مع بعضنا وحبنا من الدنيا دي يكفينا
ده انت وانا ولا عمرنا اتمنينا غير بيت صغير وباب مقفول علينا
‎انا طول حياتي كنت بحلم ليك وبيك
وما بين ايديك كملت حاجة ناقصة فيا
من الدنيا مش طمعانة الا ف حبي ليك
واديني جايه بوعدك دلوقتي بيا .

البندقيه 28-08-16 04:09 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
رةعه تحفه ياقلبى عليها ميرال كتير حزنت كمان على فهد الله يعافيه يارب بجد انتى مبدعه منتظرينك

نورس الامل 28-08-16 04:20 PM

اه من هل هالكفلات تموت شوي شوي علينا

كبريـائي هو سـلاحـي… 28-08-16 05:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله

ماذا اقول ماذا افعل قلبي الصغير لا يتحمل ماذا فعلت اناملكِ بي يا اروريتا
روايتك اصبحت جزءاً من روتيني اليومي في كل يوم احترق شوقًا بحثًا عن بعضٍ من كلماتكِ المذهلة ما فعلته اناملكِ الذهبية كلمات المدح والتقدير كلها قليلة في تقديرها انا لا ابالغ ومن يقول بالغت فلا يهمني رأيه إطلاقًا استمري في الإبداع و نثر كلماتكِ الساحرة التي تميزت بقلمكِ ايتها المبدعة.

اي وبعد ما خلصت من ثورة المشاعر اللي جت فجأة كذا لا تطولي علينا اوروريتا ياقلبي و نبي البارت الجاي يكون زي ذا البارت قمر وعسل زيك انتي بالضبط وبخصوص التعليقات no koment
البارت جميل مررة وسالفة القتل خلاص نسيتها ما تهوني عليا ابد كفيتي ووفيتي وماعليكي قصور
طولت عليكِ يا قلبوه دمتِ بحفظ الواحد الأحد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ❤😊

maramza 28-08-16 09:58 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
البارت حلو كتير وهل الدينا البقره ان شاء يورثوها ابتدعي ع فهد الدعوه ترحعلها وعجبتني راسيل قلبي والله يستاهل يوسف الي عملته فيه
والاهبل فيصل الله يعينه. ع الجاي
انا اطالب بفصلين مو فصل المره الجاي ولا اطولي علينا بليز

auroraa 30-08-16 11:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندقيه (المشاركة 3657275)
رةعه تحفه ياقلبى عليها ميرال كتير حزنت كمان على فهد الله يعافيه يارب بجد انتى مبدعه منتظرينك

حبيبتي الله يسعدك يا رب وفروا الحزن شوي لقدام
هههههههههههه

auroraa 30-08-16 12:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورس الامل (المشاركة 3657278)
اه من هل هالكفلات تموت شوي شوي علينا

ترى القفله رومنسيه وناعمه مافيها شي !!!!!!!

عاد القفله الجايه ممكن تكون فيها شوي تتش

auroraa 30-08-16 12:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3657280)
السلام عليكم ورحمة الله

ماذا اقول ماذا افعل قلبي الصغير لا يتحمل ماذا فعلت اناملكِ بي يا اروريتا
روايتك اصبحت جزءاً من روتيني اليومي في كل يوم احترق شوقًا بحثًا عن بعضٍ من كلماتكِ المذهلة ما فعلته اناملكِ الذهبية كلمات المدح والتقدير كلها قليلة في تقديرها انا لا ابالغ ومن يقول بالغت فلا يهمني رأيه إطلاقًا استمري في الإبداع و نثر كلماتكِ الساحرة التي تميزت بقلمكِ ايتها المبدعة.

اي وبعد ما خلصت من ثورة المشاعر اللي جت فجأة كذا لا تطولي علينا اوروريتا ياقلبي و نبي البارت الجاي يكون زي ذا البارت قمر وعسل زيك انتي بالضبط وبخصوص التعليقات no koment
البارت جميل مررة وسالفة القتل خلاص نسيتها ما تهوني عليا ابد كفيتي ووفيتي وماعليكي قصور
طولت عليكِ يا قلبوه دمتِ بحفظ الواحد الأحد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ❤😊


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اهليييين يا قلبي نورتيني هنا ورديت عليك بمنتدى روايتي
فعلاً هناك متابعاتي اكثر
وشمراًشكراً لكلامك الجميل الخطته أناملك الذهبيه الله يسعدك
فرحتيني بكل حرف كتبتيه

الله يحفظك يا رب حبيبتي وان شاء الله الفصل اليوم بكون

auroraa 30-08-16 12:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramza (المشاركة 3657297)
البارت حلو كتير وهل الدينا البقره ان شاء يورثوها ابتدعي ع فهد الدعوه ترحعلها وعجبتني راسيل قلبي والله يستاهل يوسف الي عملته فيه
والاهبل فيصل الله يعينه. ع الجاي
انا اطالب بفصلين مو فصل المره الجاي ولا اطولي علينا بليز

ههههههههههههههههههههههه
عاد لو هي صار لها شي ما يقدر زوجها او احد من اهله يورثها

الله عاد فصليييين مره وحده انا فصل واحد يادوب أخلصه
كيف تنين وقتها تنتظروا بعد ما اخلص الاول واخليه جالس
واكتب الثاني

ايش ودك وممكن ياخذ اسبوع كتابه فصلين

ففصل واحد كل كم يوم يكفي صح ؟؟؟؟!

auroraa 30-08-16 12:31 PM

بنااااات الفصل باْذن الله حيكون اليوم

ممكن انزله باي وقت كونوا مستعدين

auroraa 30-08-16 04:11 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
25

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل الخامس والعشرون

تحركت أنامله قليلاً بينما لم يكن يشعر بكفه الأخرى بل كانت متشنجه . ادار رأسه بصعوبه حيث يشعر بكفه المتشنجه وتفاجأ من وجود ظبيته الصغيرة وهي تتشبث بكفه بكفيّها الصغيرين وكأنه سيهرُب كن هذا المكان .. وتضع رأسها بقرب ذراعه وتغفو في نومٍ عميق .
نظر للسقف وهو يستعيد ماحدث معه اخر ما يذكره انه قد سقط صريعاً وقد شعر بمعدته تتمزق من الالم وقد اخترقته رصاصتين غادرتين ، لم يُفكر كثيراً عندما جاءه ذلك الاتصال في احتفال اخته الصغيرة وهو يعلم بان ابن عمه في قبضه هؤلاء المُجرمين اكتفى بالاتصال بأحد معارفه في الشرطه وهو في طريقه إلى هناك دون ان يأخذ اي احتياطات رغم تنبيه قريبه له ان لا يتهور .
ولكنه لم يستطع ترك سيف وخاصه ان ذلك الرجل في الهاتف نبهه على ان لا يتحدث مع الشرطه ، كما اخبره بأمرٍ قاسٍ على رجولته وكبريائه .
قطع أفكاره حركه تململ بجانبه ، ابتسم بخفه وعاد يُدير رأسه نحوها فسقطت عينه على فيروزيّها .
كانت ترمُش بصدمه ولا لاتُصدق انه واخيراً قد فتح عينيه لتطمأن عليه وعلى صحته .
فغرت شفتيها بإغواء طبيعي وهمست : فهد !!!
هل يشعر بضربات قلبه وهي تخفق نتيجهً لقُربها ؟؟؟!! وهل هناك اجمل من ان يعي هذا الواقع المرير ويفتح عينيه على عينيها الجميلتين وشفتيها وهي تهمس باسمه بهذه الطريقة المُغرية .
أُجفل عندما نهضت فجأه وهي تُحيط عنقه بذراعيها بخفه حتى لا تؤذيه و بجرأه لاول مره تُبادر بعناقه ، وهمست برقه ولسانها يلهج بالذكر : الحمدلله .. الحمدلله يا رب انت بخير وشفتك فاتح عيونك ، الحمدلله يا رب ، الله لا يوريني فيك مكروه .
كانت تدعوا من قلبها وهي تتذكر حقد دينا عليه ودعواتها القاسية عليه ، لا يحق لها هذا الحقد فهو طيب القلب طيب جداً معدنه شهم ، هبطت دموعها نحو جاذبيه الارض وهي تتذكر كلامها السيء عنه .
كانت قواه خائره لم يستطع مد ذراعه حتى يمسح دموعها فاكتفى بالهمس : ولييين !!! وش له دعوه البكا الحين ؟؟؟! هذاني قدامك وبخير الحمدلله .
ابتسمت من بين دموعها وهي تتخلص من خجلها وهو في هذه الحاله وتُمرر كفّها على وجنته الخشنة وترفعها وهي تعبث بشعره وتقول : الحمدلله يا رب .
قال بهدوء : ليه وجهك اصفر وشاحب كذه وعيونك حمره ؟؟؟! صايره تخوفين !!!!
ضحكت بخفه فسلبت لُبّه ضحكتها المرمرية ، وقالت : يمكن عشان ما قدرت اكل ولا انام من أمس وانت هنا ، جيتك في الليل أمس بس عمي ما خلاني أطول او اجلس عندك ، يقول مافي فايده من جلستي .
فهد ومازال صوته خافتاً : وهو الصادق أبوي ، وش بتسوين عندي .
قالت ميرال بصراحه وفيروزيها غائمان بالحُزن : ولا شي !!! كان يكفي أكون جمبك عشان تحس فيني وإني ما رح أتركك !!!!
فهد : هذاك جمبي وأول مافتحت عيوني شفتك قدامي ، تدرين اني ممنون لجيتك عندي .
هزت رأسها نفياً وقالت : جيتي عندك مو واجب عشان تمتن ، فهد انت صح كنت مرات قاسي معي بس كنت احس انك تحتاجني وقسوتك مجرد قشره تخدع فيها الكل .
ارتفع حاجبيه بضيق وهي تُحاول فهمه وقد وصلت لنصف الحقيقه التي يُخفيها ، هو يحتاجها فعلاً !!!! يحتاجها حتى يُدواي جروحه من النساء وخداعهم ومكرهم ، يحتاجها ليدرأ الصدع الذي سببنه له منذ سنوات !!!
يحتاجها لتكون له البلسم الذي سيُشفي جرحه الجديد وقد وُلد هذا الجُرح البارحة .. يا للسـخرية " طفله لم يكن طفله وزوجته الثانيه قامت بخداعه بمهاره وهو كالأحمق في الرابعه والعشرين ، انطلت عليه هذه الخُدعة " !!!
ولكن كيف يُفكر بانه يحتاجها وهو الذي لا يثق بها حتى الان ؟؟؟!
كيف يُسلمها الدفة لتُدير مركبه ولا يستطيع غرس مرساه الثقة بينهما ؟؟؟!
يحتاجها ويخشى ان تخذله فيغرق بهذا الخُذلان ، رغم انها من البدايه كانت تختلف عن كل النساء ، تختلف عنهم بكل شيء .
قال ببعض السُخريه الخفيه : يا الحكيمه بس !!! اجل تحسين اني أحتاجك ؟؟!
قالت بإصرار : ايوه ، تقدر تنكر !!!
قال بهدوء : وانا بهذا الوضع ما رح أنكر اني بحاجتك ؟؟ بس الخوف من انك تخذليني بعدين .
لقد خذلته دينا قبل سنتين عندما تعرض لحادث سياره بسبب تهوره في السرعة فتحطمت أضلاعه ولازم الفِراش لفتره ، لم يكن وقتها يستطيع الطلوع والنزول إلى جناحه فاقترح عليها ان تنقل حاجياتها لغرفه في الأسفل ولكنها رفضت ، وهو بكل بكبريائه وكرامته ذهب ليُداوي جروحه لوحده في شقه جدته ، دون ان يُفكر بانه يحتاجها .
كان وضعه ذلك الوقت أسوأ من الان ولكنه سعيد لزيارة ميرال له ، زياره كان ينتظرها من دينا حتى يشفع لها شيءٌ ما عنده بدون جدوى .. ربما جاء هذا الًوقت للتخلص من العلقة قريباً عندما يستعيد قوته وجبروته .
سحبت نفساً عميقاً وقالت تقطع أفكاره : أوعدك اني ما رح اخذلك ، وبحطك بعيوني واهتم بكل امورك مثل قبل وأحسن .
جزء من الراحه تسلل لقلبه مع وعدها له فقال : طيب مو كان ودك تكونين جمبي من امس ؟؟؟!
أومأت برأسها ليردُف : وش رأيك تجين جمبي اكثر ؟؟!
حرّك جسده قليلاًحتى تنتفض هي واقفه وتقول بهلع : لا .. لا .. لا تتحرك انا ما رح اجي جمبك ، هذاني جالسه هنا ، وبعدين عمتي وريما ورسيل بره اخاف يدخلوا عييييييب !!!! واخاف اعورك .
ابتسم ابتسامه لم تعلو عينيه وهو يرى الخجل يزحف إليها ، وقد جلست ليعود وجهها ويُصبح قريباً من وجهه وهو يشعر بأنفاسها الرقيقة تُحيط وجهه المُكفهِرّ .
لغه الصمت بينهما كانت كافيه وكأن الاخر يفهم الثاني عن طريق اثيرٍ خافت بين عينيّهما ، وكأنهما حين ينظران لبعضهما يختفي العالم من حولهما ويبقيان في حلبه فارغه في مجالٍ اسود يدوران على نفس الدائرة ونظراتهما هي من تتحدث وينسجم جسدهما في رقصه فالسٍ فِكتورية .
،
حذائين كبيرين يعلوهما قدماً ضخمه تسير على الارض البيضاء المصقولة وكأنها تنهب الأرض وتكاد الأرض تتشق من مشيته القوية .
وصل إلى الكراسي التي وُضعت امام غرفه ابن اخته وقال بصوتٍ قوي هدر بعُنف كصوت الفهد : السلام عليكم .
كيف لا يكون وقد ورث منه فهد كل تلك القوه الجسديه والعنجهية والشخصية التي لا تنهار ، الا يقولون " ثلثا الولد على الخال " .
ردت سوزان بصوتٍ خافت وهي تتوقف عن التسبيح : هلا والله برعد ، وعليكم السلام يا روح اختك ، شلونك ؟؟! وشلون ولدك الوحشني ؟؟؟! ياالقاطع ولا تجيبه لي اشوفه .
جلس بقُربها وقال : بالهون ، بالهون عليّ وش فيكِ شبِّيتِ مثل النار ، هالفتره انشغلت بموضوع مهم ، باْذن الله في اقرب فرصه أجيبه لك .
قالت بهدوء : قصدك موضوع زوجتك التزوجتها بالسرّ من قبل وماعرفت انا فيه الا يوم طلقتها بعد ولادتها وكأني ماني خيتك وبينا عيش وملح عشان تعلمني بالموضوع يوم عرفوا فيه امك وخواتك .
أعاد رأسه للخلف وهو يهمس : إيه هي ، السموحة منك يا الغالية بس ذاك الوقت كنت مرتبش يوم أمي عرفت بزواجي كان صارلي شهرين متزوج ولا علمت احد .
قالت سوزان : ماعليه الله يهدي بالك يا رب ، وييسر امورك .
تنهد بقوه وأردف : تصدقين على انه مرت سبع سنين وأحس يوم شفتها كأني اشوفها للمره الاولى يوم كانت بأولى ثانوي ، حسّيت اني مشتاق لها وودي أرجعها لذمتي ، بس ارجع وأتذكر انها تركتني وتركت ولدي بكل برود وسحبت علينا فأتراجع ، مادري كيف سِحرها للحين شغّال .
شعر عندما رأها بعد هذه السنوات وكأنه يُرِيد سحقها على أضلاعه لتعود إليه وإلى طفلهم وإلى احضانه رُغماً عنها ، وكم شعر بتلك الغيرة العمياء عليها وكأن حُبّه لها لم ينضب ويتذكرها لُعبه باربي شقراء صغيره بين ذراعيه و كان عُمرها سته عشر فقط عندما تزوجها سِراً لرفض عائلته لها بقسوه .
تألم قلبها لاجله : ليتك معلمني قبل لا تتزوجها بالسرّ ، كان حاولت مع أمك توافق على زواجك ولا صار الصار ، بس دايماً انت وخواتك ساحبين عليّ وآخر من يعلم بكل شي .
مالت شفتيه بسخريه مريره : ماعاد لها داعي أمي مالها دخل بهروبها وهي تقبلت زواجنا يوم عرفت انها حامل بولدي ، هي الهربت بعد ما انكشف الموضوع بدون سبب و للحين ودي اهزأها واسألها ليه سوت كذه ؟؟؟؟!
وليه تركت الولد وهو توه عمره يوم واحد بس ؟؟؟؟!
هالشي قهرني ياوخيتي قهرني واجد
اردف بمراره سرت بحلقه : كل ما اشوف فِراس وهو زعلان لانه يعيش بدون أمّ ودايم يسألني ليه كل أخوياه في المدرسه عندهم ام وأب وهو لا ؟؟؟!
نظر لها وقد غامت عيناه بالمشاعر : وش أقوله برأيك ؟؟! امك راحت وتركت وانت عمرك يوم واحد وطلبت الطلاق بدون لا تشوفني وتكلمني .. لا وبعد ارسلت امها العقربة مو هي الجت بنفسها الجبانه تتفاهم معي !!! ولا وش اقول له ؟؟؟؟!
ارجع وأفكر أرجعها عشانه هو بس ولا الود ودي ما اشوفها واخاف ارجع أميل لها مثل قبل ، مادري وش هالصدفه الغبيه اليوم شفتها وعرفت انها للحين في السعودية ولا سافرت ، والقهر انها حتى ما التفتت لولدها وكأنها ما عرفته ولا همها وجوده .
يا الله !!! كم اثارت تلك المره التي رأها كل مشاعره
وأحاسيسه وعواطفه وكأنه مازال مسؤلاً عنها .
أرادت أننى تتكلم ان تقول له ما عرفته البارحة بالصدفه في حفل عقد قِرآن ابنتها ، ولكنها لم تستطع ، لم تستطع ان تؤلمه أكثر من ألمه .
قطع الصمت الذي دام بينهما قائلاً وقد كان هو يستعيد رباطه جأشه : إلا صدق !!! انتِ ليه جالسه بره مو عند ولدك بالداخل .
ابتسمت بحنان وهي تلتفت له : دخلت بشوفه ولقيت زوجته ماسكه يده ونايمه على طرف السرير وظهرها مايل كان ، شكلهم كان حلو ودي كنت أصورهم بس ادري بفهد بعصب ليه زوجته صورتها بالجوال .
ابتسم وهو يتذكر الباربي عندما كانت تعشق تصوير نفسها بالهاتف وكان يغضب عليها ويصرخ لتمُط شفتيها بدلع وعينيها تتلألأ بالدموع ويأخذها بعدها لصدره ويُصالحها بطريقته الخاصة .
تباً هل كل شيء يحدث معه يُذكره بها ؟؟؟!
قال بهدوء : الله يوفقه معها اعتقد هي اخر وحده تزوجها صح ؟؟؟! القبلها ماقد شاف منهم الخير
سوزان : ايه وانت الصادق مع اني كنت متخوفه يتزوج للمره الرابعه بس الحمدلله يا ربي وانا اشوفه قدامي مبسوط معها ويتغير شوي شوي ويطلع من جموده وشرنقته ادعي لها ميرال الله يسعدها الاسعدته ، وعقبالك يا رب .
همس : امييين يا رب .
نهضت سوزان وهي تطرق الباب فدخلت بعد ان فتحت لها ميرال وانشرح قلبها وابتسم ثغرها لرؤيه فهدها بخير وسلامه .
وقالت بأمومه : الحمدلله على سلامتك يا قلبي ماتشوف شرّ وجعل السوا فيك كذا ما يشوف الخير .
فهد : الله يسلمك يا الغالية .
قالت سوزان : خالك بره وده يشوفك ويسلّم عليك .
قال فهد : حياه ربي ، خليه يدخل .
ونظر لميرال ودون ان يخبرها بشيء كانت تُغطي وجهها بنقابها وتُعطي عينيها حتى لا يغضب فهد ، ولا تعرف إلى أين تذهب فبقيت بقربه .
انا هو فكاد ان يقول لها ان تختفي بدوره المياه إلا ان يذهب خاله ولكنه لم يُرِد ان يكون بغيضاً عند والدته وخاله .
دخل رعد بخطواته الرزينه والقى السلام بشموخه ليرد عليه فهد وترد ميرال بصوت خافت .
لم يُطل رعد البقاء احتراماً لفهد الذي يعرف مقدار غيرته التي ورثها منه ولذلك غدر ومعه اخته حتى يُعيدها للمنزل .
وصل الطعام الخاص بالمرضى وكم كان يشعر بالجوع ولكنه لم يستطع ان يتحرك فجسده مازال متشنجاً من الالم لذلك قال بجمود وهو يسند نصف ظهره على الوسائد خلفه : ما ودي اكل مو جوعان .
قالت ميرال بتأنيب وهي تفتح الأصناف الخاصة به وبالمرافق وتقوم بتحضيرها على الطاولة المتحركة : فهد لازم تاكل ، ما رح أخليك لين تاكل أكلك كله ، حتى جايبين اكل للمرافق ما رح اكل لين تاكل معي ، يهون عليك تخليني جوعانه مو ماكله شي من امس ؟؟؟!
قال بهدوء : لا مايهون عليِ ، بس مو جوعان .
التفتت له ولفظت بتردد خجول وهي تُحاول التخلص من خجلها هذه الأيام على الأقل وهو في المشفى : طيب وش رأيك أأكلك ؟؟!
ارتفع حاجبيه ثم ابتسم بخفه وقال : دامك بتأكليني من ايدك الحرير ، ماعندي مانع .
شهقت بخفوت وقالت : يووه مافي غير ملعقه وحده ، رح أأكلك اول بعدين اكل .
قال وهو يتحفز ويتأهب لسماع الاجابه : عادي طيب ، نأكل سوا إلا اذا تقرفين تاكلين من بعدي ؟؟؟!
قال الجملة الاخيره بهيأه سؤال ، فنفت بسرعه وقالت : لاااااا ما اقرف منك ، بس يمكن انت التقـ..
ولم تستطع ان تُكمل الكلمة وقد علقت في حُنجرتها وهي تتخيله يتقرّف منها .
فكسر الصمت وقال بصوتٍ حريري : وفي احد يقرف من ريقك العسل ؟؟! ماعنده سالفه
شهقت شهقه مكتومه وهي تنظر له بذهول ،
هل تغزّل بها للمره الأولى ؟؟! ام انها تتخيل ذلك وحسب ؟؟!
بعد مده من الوقت جاءت ممرضه تقوم بفحصه الفحص الروتيني كل يوم بقياس الضغط والسُكرّ وحتى تُبدل له ضماده .
شهقت بصوتٍ مكتوم عند الفكره الاخيره وهي تتخيل هذه الممرضه تُبدل له ضماده ويديها تتجولان بحريه على عضلات صدره المفتولة والعارية .
وقفت بقربه بينما قالت الممرضه الاسيويه : ممكن شيل بلوزه ، ابغى أغير شاش .
كان يتحرك ببطء شديد بسبب الالم يرغب بالجلوس حتى يخلع بلوزته وأُجفل عندما سمع صوت ظبيته الناعم يقول : اعطيني انا رح أغيره ، شكراً .
قالت الممرضه بهلع : لا هدا خطر لازم انا سوي بسرعه عشان مافي بكتيريا بالجرح .
زمت شفتيها بضيق من هذه الفكرة ورأها فهد وقد كان مصدوماً .
هل تغار عليه ؟؟! ام انه يتوهم ذلك ؟؟!
نظرت له وهي تقول بدلال فطري من ضيقها وليست متأكده بأنه سيستمع لها وقد يتجاهلها : فهد الله يخليك لا تخليها تبدله لك خلها تنادي دكتور .
كان مبهوتاً بوجهها الجميل لناظريه وهمس بلا وعي منه : أبشري الحين بخليها تنادي دكتور ولا تزعلين يا الظبيّه .
نظر للممرضه وقال بجفاف : خلاص روحي ونادي دكتور يجي يسوي .
تأففت الممرضه بضيق وهي تخرج من هنا ويحدث ذلك كثيراً في هذا القسم بأن تغار الزوجه على زوجها وكأنها ستلتهمه بفمٍ واحد .
لم تشعر ميرال بعدها بالوقت وهو يمضي سريعاً بقُربه حتى حان وقت مُغادرتها مع عمها بدون رغبه منها ولكنه رفض رفضاً قاطعاً ان تبات عنده كي لا تتعب وأخبرها أنّ أخيه سيبقى بجانبه .
،
فور ان خرج وأخته من غرفه فهد وصلت لهاتفه رساله نصيه فتحها بكسل مُتمهل وحدقتيه تتسع تدريجياً عندما رأى مصدر الرساله رقماً مُهملاً مُسجل في قائمه الاسماء منذ سنوات " باربي " .
فتح الرسالة بلهفه وقرأ حروفها الباردة
" انا بعتزر لانه تأخرت كتير في رد المصاري إلك بس اليوم ان شاء الله حبيع تلفوني لأعطيك المئه ، اكيد ما بخفى عليك وضعنا وأنك فتشت عنا من مصادرك الخاصة ، بتمنى تعزرني مو حابه يكون عندي دين لحدا قبل لا اتجوز وأسافر "
ابتسم بقسوه وقد قرر ان ينتقم ولو لجزء بسيط مما فعلته له بالماضي ومن كرامته المهدورة بسببها ، ولكن تلك الكلمه بأنها ستتزوج أفقدته الباقي من تعقله فكتب لها عده احرف بقسوه وهو لا يهتم ان تزوجت لا يهتم ابدا فالتتزوج ولتغرب عن وجهه ايُّ امٍ ستكون لابنه هذه الفاسدة كي يُعيدها ، وأرسل لها الرسالة والغيظ يتحداه ان يتفوه بكلمه جميله لها .

*****
" لا تهتمين وتبيعين الجوال بتحتاجينه يوم تكلمين " عريس الشِقّا " كتب هذه الجُملة بغيظ شديد ، اعتبري الميه صدقه جارية بكسب أجرها فيكم بخصوص وضعكم الدريت عنه " .
يا الله !!! كم جرح واهدر كرامتها برسالته الجافة القاسية ، يبدو انه لم يعد يُحبها و مايزال يحقد عليها لانها تسببت في موت ابنهما ماذنبها هي ان كان هذا قدر الله ان يولد ميتاً .
مسحت دمعه براقه خرّت من عينها ، لا تعرف كيف ستتزوج من رجلٍ غيره ؟؟؟؟! وهي التي تعلمت فنون الحب وولُدت بين ذراعيه وصدره الدافئ .
ربااااه فلتُلهمها الصبر على جفاءه الى ان تبتعد عنه إلى كندا لأخذ الجنسيه مع الرجل الذي سيُصبِح زوجها ولا تسمع باسمه مره اخرى .

*****
طُويت الأيام بصفحاتها حلوها ومُرّها وهاهو يبقى يومان على قدوم شهر الخير " رمضان " .

كان فهد قد خرج من المشفى قبل ايام واستقر بشقته مع ميرال عند جدتهم الغاليه التي لم تتوقف عن البُكاء لايام وتوبيخ الجميع لإخفائهم الامر عنها ، هو فقط قلق على صحتها فلم يندم على عدم إخبارها الاهم ان تراه امامها واقفاً بشموخ لتُصدق انه بخير . كما أنه يعلم جيداً نفور دينا منه وهو بهذا الحال المُتعب البائس ، فاليكن هو يعرف كيف يقهرها ويُغيظها عندما يبقى فتره إجازته الصحية عند ضرتها حتى وإن شُفيَ تماماً هو لن يترك البقاء عندها .
الاهم من ذلك انه مرتاح جداً مع ظبيته فقد كانت تهتم به بشده ولا تجعله يتحرك من مكانه وتُعد له الطعام الصحي وتُجبره على اكله إن لم يستسغه فتطعمه بيديها المرمريتين ، كان يرى الخوف في عينيها عليه وكم افتقد هذا الشعور منذ زمنٍ طويل ، كانت كالفراشة الجميله تحوم حوله دون ان تُضايقه او تُكدره .
،
اما بالنسبه لفيصل فقد تلقى الموافقه من عمته على زواجه من ابنتها وقد تمنى ان ترفُض ، ادرك بوقتٍ متأخر ان ما فعله مجرد غباء ان ينتقم بهذه الطريقة ويُبتلى بإمرأتين وهو بهذا العُمر ، ولكن ماحدث قد حدث ولا يستطيع ان يَعُود بكلمته لعمّته وقد تم تحديد الزفاف قبل رمضان ولكنه حفلٌ بسيط جداً لن يطول كثيراً وسيأخذ عروسه إلى منزله فوراً .

،

ريما كانت تغرق في حُزنها لوحدها في كل يوم ، ليست نادمه على قرار الطلاق الذي استسلم له عائلتها وهم يَرَوْن حالها البائس ، انها نادمه فقط على سنوات عمرها الضائعة سواءً كانت قبل الزواج او بعد زواجها من زياد ، لم تفعل شيئاً يبني لها ذاتها وتُصبح مِلّك نفسها ، نادمه على كل دقيقه مرت في حياتها دون ان تُنجز شيئاً لمُستقبلها ، ولكن الاوان فات مع هذا الْحُزْن الذي اجتاحها وحالتها النفسية السيئه بسبب ماحدث لأخيها وتخيلها انها كادت ان تفقده ، أثّر على حملها كثيراً ولكن الْحُزْن ليس بيدها انها تحزن لوحدها دون ان تسمح لأحدٍ ان يُشاركها حزنها .

*****
جلس على السرير وهو يلهث من التعب وأخيراً فهذا اليوم لم يكد ينتهي ومازال الزوار يتوافدون على مجلسه يومياً يُهنئونه بخروجه سالماً من المشفى ، بينما كانت ميرال في المطبخ تُنهي أمورها وتترك المطبخ نظيفاً .
دخلت إلى الغرفه وهي تبتسم بهدوء فبادلها الابتسامة وقال بجرأه وعينيه تتجولان بلا حياء على جسدها : بدلي ملابسك وتعالي جنبي عشان بننام .
لم ترد عليه وهي تدلف إلى الحمّام وقد عاد الخجل يعتريها فور خروجهم من المشفى ، لقد كانت مُتعجبه جداً فالطبيبه قالت لها انها حامل في شهرٍ واحد اي انها حملت في اول أيامهم وكانت عادتها انتهت قبل ان تتزوج بيومين وهاهي تعود إليها ، إذاً كيف هي حامل الآن ؟؟! فالحامل لاتأتيها العادة .
تنهدت بعُمق وهي تتذكر دينا وغضبها ففهد قرر ان يبقى كامل إجازته عندها وهي لن ترسله بنفسها لتلك الحقوده التي ارادت موته ، ولم تعد تشعر بالذنب منذ ذلك اليوم الذي أرادت به ان ترثه فالبتأكيد رأى منها ما يجعله ينفُر .
خرجت تزدان بقميصها الحريري الذي التصق بجسدها واستقرت بقُربه على السرير .
مدّ ذراعه حتى تدفن نفسها بين ذراعيه وتتنعم بدفء صدره كقطه كثيفه الشعر .
همست بنعومه وهي تُمرر إصبعها على عضلات صدره العاري : فهد !!!
همهم وقد كان مُسبلاً اهدابه ورأسه مرفوع للسقف ، فقالت بحماس : كنت انتظرك تطلع من المستشفى عشان بقولك شي مهم وحلو ورح يخليك تفرح .
ابتسم بغرابه وهو يرفع نفسه ويُداعب انفه بأنفها ويستمتع بأنفاسها التي تُحاصره : وش عندك ؟؟! يلا قولي وفرحني .
طبع قُبله على شفتيها ويسحبها اكثر إلى صدره ، وتفاجأ منها تسحب كفه وتضعه على بطنها وتقول بسعادة : هنا في شي صعنون رح نستناه انا وانت .
هل تصلّب جسده ام انها تتوهم ذلك ؟؟!
تشنج جسده وفجأه قفزت امامه صور من الماضي طفله الذي كلما يكبُر لم يُشبه اي فرد من أفراد العائله وزوجته اهمالها حركاتها الغريبة التي تُثير الريبة خوفها والعرق الذي يتصبب على جبينها بما يخص الطفل عندما يمرض ويأخذه المشفى لقد شكّ بأمره كثيراً ولكن الخوف منعه من ذلك الفحص منعه !!! منعه من معرفه الحقيقه مات طفله في الرابعه من عمره ومات معه ذلك الشكّ ، اجتاحته صور من الحاضر تلك المُكالمه المُقيتة التي تؤكد له شكّه تؤكد له كم غُدِر بقسوه تؤكد له أنّ الشكّ عاد ليولد من جديد و صور من مستقبل مجهول .

*****

قبل عده ايامٍ فقط اخذها فيصل إلى المشفى حتى يُعاين نظرها هناك ويكشف عليه حتى اصبحت هذا اليوم ترى من جديد وبكل وضوح وكأن معجزه ما قد ألمّت بها . وهي تنظر نحوها بصدمه من هذا الأثاث الأسطوري لغرفتها عندما استيقظت ، رأت واخيراً شكل الفراش الذي كانت تتمرغ به بنعومه كانت تسير بهدوء وتلمس الحائط الشامخ بجانبها بإنبهار وتُمرر إصبعها الرقيق على نقوشاته الفيكتورية .
رأت كل شيء بهذه الغرفة عندما استيقظت اليوم ولم تره حتى الآن " مُعذبها الأبيّ " كيف يستطيع ان يقسو عليها ؟؟! ثمّ تشعر بالحنان يتشح بصوته ، ولمساته السريعه لها كانت دافئه كدفئه المعتاد .
كانت تُعطي ظهرها للباب وتتأمل في خلق الله البديع . يا الله !!! ما أجمل هذه الحديقة الأسطورية التي تراها للمره الاولى بوردها وأشجارها الخلابة .
تمنت ان تخرج إليها وتشرب بعض القهوة داخل تلك الحديقة ، لكنها أمنيه مستحيله وهي مجرد زائره مؤقته في هذا المكان وحبيسه هذه الجدران العاجية .
لم تشعر بدخوله وكانت تُعطيه ظهرها وتتأمل حديقتهم من النافذة .
ازدرد ريقه وهو يرى هيأتها الناعمة وجسدها الضئيل الخالي من المعالم الأنثوية داخل قميص قطني رمادي مُقيت يصل إلى رُكبتيها وقد أثار هرموناته الذكورية بمعركة طاحنه بداخله ، والذي يكاد يسرق الباقي من عقله شعرها الليلي الكثيف المقصوص بمستوى واحد يتهادى لمُنتصف ظهرها حُراً طليقاً .
تنحنح حتى تلتفت له وهو يُخمّن انها تستطيع رؤيته بوضوح الان ، ولا يعرف لماذا اجتاحه الفضول و أراد رؤيه رده فعلها على رؤيته لاول مره ؟؟؟؟!
التفتت إليه بقوه وحلّق شعرها مع التفاتتها ويسقط جزءٌ منه على كتفيها وهي تنظر له بهلع .
ربااااه لقد كان هو تشعر به وتأكدت عندما اقترب من رائحته !!! لقد كان وسيماً جداً .. جداً بملامحه الحادة ، عينيه ، أنفه ، وفكّه الحاد . لقد كان مُختلفاً عّن الصورة التي رسمتها له فلم تستطع تخيُل خلق الله . جسده لم يكن رياضياً ولكنه رشيق ذو عظام عريضه وقويه .
قطع تأملها لها صوته الساخر الذي لفظ بوقاحه : وش فيكِ تبحلقين فيني ؟؟؟! عجبتك ؟؟؟! وندمتي انه خطتك ويا اخوكِ انكشفت وخسرتيني ؟؟!!
تململت بوقفتها وفاجأتها نبرته القاسية ، و كم تمنت ان ترى شكله مُترافقاً مع نبرته الرخيمة وقالت بصوتٍ باهت : قلتلك من قبل انا ما خططت شي مع اخوي ، وانت ماكنت لي من البدايه بسبب خطته اللئيمه فأنا ما خسرت شي .
زمّ شفتيه : اوووه ، على بالك اني بصدقك ، انتِ بنفسك علمتيني انك عرفتي مخطط اخوكِ ولا فكرتي تعطيني خبر ، كان المفروض تجين وتعلميني .
تنهدت بعُمق ولا تعرف لماذا عادت تشعر بالخجل منه ؟؟! ولا تستطيع ان تضع عينيها في عينيه فهمست وهي تخفي عنه أمراً اخر أمراً يجعلها تستسلم وتعطيه ابنهما حتى يُربيه أمراً بسببه لا تريد ان تقاوم هذه الحياة : فيصل !! الحين ايش تبغى مني ؟؟؟! انت حطيت في بالك اني مُخادعه وخدعتك وقررت تعاقبني وتحبسني بالبيت وقررت تتزوج وحده من مستواك وتليق فيك وهذا حقك الله يسعدك ، وانا ساكته ولا قلت اي كلمه ولا رح أتكلم بس أولد رح اعطيك الولد واختفي من حياتك للأبد .
نظر لها بعينين مُصغرتين هو بنفسه لا يعرف ماذا يُرِيد منها ؟؟! أراد رؤيتها هذا اليوم وكاد ان يُخبرها ان زفافه هذه الليله ، ولا يعرف لما تراجع عن كسرها عندما قالت انها ستختفي من حياته للأبد وتُعطيه الطفل ، هل لهذه الدرجه لا تُرِيد طفلها ولن تُحَارب لأجله ؟؟؟!
قال بهدوء : غريبه بتعطيني الولد و تنسينه ولا رح تحاربين عشانه ، متأكده انه عندك قلب ام ولا ؟؟!
قالت وهي تنظر لعينيه هذه المره : انا مو قدك ولا قد عائلتك عشان احارب ، إنتوا عندكم كل السلطه والفلوس الله يزيدكم ، وما رح تسمحلي أخذ ولدي وانت تكرهني بهذا الشكل ، وعشان كذه انا مستسلمه للامر الواقع وراضيه بقدري .
تعجب كثيراً من هدوئها وشيءٌ ما خفق بقلبه خوفاً ، لن يجرحها هذا اليوم ،
عندما يأتي بعروسه هذه الليلة ستكون نائمه ولن تراه يدخل معها عند الباب .
لفظ بصوتٍ هادئ : المهم لا تنسين تاكلين أكلك العامله مو عاجبني كلامها وهي تقول انها ترجع الصينيه مثل ماهي للمطبخ ، عشان ولدي طبعاً ولا انا مو سائل فيكِ .
غادر وعينيه غامتا بالمشاعر وهو يهمس لنفسه " كُلي عشان نفسك بعد مو بس الطفل ، ماابيك تنهارين وتضعفي اكثر من ضعفك واستسلامك " .
بعد مده من الوقت دخلت عليها إمرأه وخمنّت انها والدته التي أكدت ذلك بصوتها الذي قال : السلام عليكم .
ردت بخفوت وهي تنظر لها : وعليكم السلام .
رأت والدته أخيراً " ملكة الجليد " لقد كانت امرأه متزينه وجميله جداً وقدّها ميّاس كانت تُشبه إحدى الأميرات الأبيّات بوقفتها المُتعالية وظهرها المستقيم وأكتافها التي تتناغم مع جسدها ، عكسها هي بهيأتها الرثة والبالية وكم شعرت بالإحراج عندما دخلت عليها بأناقتها فجأه وهي ترتدي إحدى قمصانها القديمة الرمادية الباهتة ورأها زوجها أيضاً بهذا الشكل المُزري .
فلم ترد ان ترتدي شيئاً من الثياب التي جلبها لها هي لن تستخدم اي شي جلبه لها حتى الهاتف أغلقته ووضعته بالدُرج .
والغريب من والدته انها لم تؤذها جسدياً في اي يوم بل كانت تسُّمها بكلامها و الذي اختلف الان انها تستطيع رؤيه نظرات الإزدراء .
قالت إيمان بخُبث متعالي وتنوي ان تجعلها ترى فيصل يدخل مع ملاك بفستانها الأبيض وقد استعادت نظرها بالوقت المُناسب : دامك صرتِ تشوفين ومافي اي عائق ، ودي أنك تنظفين البيت تحت اليوم ، العاملات مشغولات ومافي غيرك .
كادت ان تخرج ثمّ التفتت وهي تقول باشمئزاز وتنظر لها من الأعلى للأسفل : ايه صحّ مافي داعي تغيرين ملابسك اصلاً بتخلصين وانتِ قرفانه .
،
حلّ المساء وهي مازالت تُنظف الطابق الاول كان ضخماً جداً وقد بقي لها الدرج وأخيراً فجلست بهدوء حتى لا يرتفع قميصها مع التنظيف وهي تمسح الديرابزين .
وأجفلها صوت الزغاريد الذي صدح عند الباب فالتفتت بهدوء ، لتنظر إلى آخر مشهد تمنت رؤيته ، زوجها يقف برشاقته وتقف بجانبه عروسه البهية بفستانها الأبيض .

كبريـائي هو سـلاحـي… 30-08-16 08:33 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما كذا القفلة اليمة بس مسموحة دام البارت كذا قمر وعسل زيك

فيصل صدقني بتندم يوم لا ينفع الندم فيه
اروريتا يا قلبي ورينا العجب في فيصل وزياد لا اوصيك خليهم يتعذبوا لين يراضوا زوجاتهم
شخصية الفهد روعة جمييلة مرررة كل شي فيه جميل واولهم ثقله وبروده يقتلون الواحد الحين لفهمت ليش كانت شخصية رعد هي كانت المفضلة لك بين الشخصيات
في رواية "احضان الرجولة تنسيني الم الطفولة"
المهم خلينا في الفهد وغزالته ميرال احلى ثنائي تشوقت عسان اعرف وش ردة فعل فهوود ووش ح يقول!!

سميرة وطارق ما جبتي طاريهم

كمان رسيل ويوسف ووضعهم



تسلم اناملك يا قمر بارت اليوم جميل تسلمي يا عسل

دمتي بحفظ الواحد الأحد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

🙊❤

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

البندقيه 30-08-16 09:40 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
استمتعت كتير بها الفصل الله يعطيك العافيه
بس حرام اللى عمله فيصل مع ميس وانا متاكدة انه راح يندم اكيد بعدين
اما فهد اتمنى من كل قلبى ما يشك بان الولد موولدة والماضى ياثر عليه ميرال هيك راح تتعذب وفهد بعد منتظرينك ياقلبى

auroraa 31-08-16 04:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3657618)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما كذا القفلة اليمة بس مسموحة دام البارت كذا قمر وعسل زيك

فيصل صدقني بتندم يوم لا ينفع الندم فيه
اروريتا يا قلبي ورينا العجب في فيصل وزياد لا اوصيك خليهم يتعذبوا لين يراضوا زوجاتهم
شخصية الفهد روعة جمييلة مرررة كل شي فيه جميل واولهم ثقله وبروده يقتلون الواحد الحين لفهمت ليش كانت شخصية رعد هي كانت المفضلة لك بين الشخصيات
في رواية "احضان الرجولة تنسيني الم الطفولة"
المهم خلينا في الفهد وغزالته ميرال احلى ثنائي تشوقت عسان اعرف وش ردة فعل فهوود ووش ح يقول!!

سميرة وطارق ما جبتي طاريهم

كمان رسيل ويوسف ووضعهم



تسلم اناملك يا قمر بارت اليوم جميل تسلمي يا عسل

دمتي بحفظ الواحد الأحد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

🙊❤

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اهلين حبيبتي نورتيني من جديد

ههههههههههههههههه اول شي رده فعل فهود مش حتعجبك
وبعدين الثلاثه رح يتعذبوا عشان يراضو زوجاتهم
فيصل وفهد و زياد
بس قولي زياد مغسول ايدنا منه

المهم ذكرتيني بالروايه البنت صارلها شهور ماكملتها ونسيت
أحداثها ولو صار وكملتها ما رح اقدر ارجع اقرا

auroraa 31-08-16 04:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندقيه (المشاركة 3657625)
استمتعت كتير بها الفصل الله يعطيك العافيه
بس حرام اللى عمله فيصل مع ميس وانا متاكدة انه راح يندم اكيد بعدين
اما فهد اتمنى من كل قلبى ما يشك بان الولد موولدة والماضى ياثر عليه ميرال هيك راح تتعذب وفهد بعد منتظرينك ياقلبى

الله يعافيكِ حبيبتي
الماضي طبيعي حيأثر في فهد وان ماكان كثير فهو رح يأثر شوي

فعلاً الاثنين رح يتعذبوا يا حرام

شكراً لمرورك يا ورده

حلم الحياه 31-08-16 06:48 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم
فصلين ولا اروع منتظرين القادم لاتتأخري علينا:21:

auroraa 02-09-16 11:45 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
باليوم والساعه زي ماطلبتوا

السبت يعني بكره

الساعه 9 مساءً بتوقيت السعودية

auroraa 02-09-16 09:44 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
دي تسريبه للفصل القادم ان شاء الله

خرجت رسيل إلى الحديقة عائده للقصر وماتزال تفرك خصرها وتميل بألم وهي تُغمض عينيها ، حسناً يبدو أنّ الجده قد تحمست قليلاً بمُزاحها ولم تقصد ضربها بقسوه .
شهقت بصوتٍ مكتوم عندما أُعتقل خصرها من الخلف ليتكم تأوّهها الخائف كفٌ خشنه اغلقت فمها ومنعتها من خروج شقهتها ومنعتها من الصراخ ، كانت تُحرك جسدها عشوائياً حتى تتخلص من هاتين الذراعين اللتين بالتأكيد من قوتهما لرجل وليس لامرأة ، كما ان عينيها مُتسعتين بخوفٍ نهش داخلها نحو السماء وعينيها تدمعان من الم خصرها الذي اشتدّ .
تركها اخيراً في مكان منعزل في الحديقة الخلفية للقصر وألقاها بنزق كإحدى قطع الجماد وارتطم ظهرها بخفه نحو الجدار .
وهدر بها يوسف يوبخها بعنف : شفتي شلون بسهوله قدرت أمسكك ولا قدرتي تفلتين مني ؟؟؟! اجل لو كان واحد غيري وش كان سوا ؟؟؟!! وانتِ طالعه بهالحريه ؟؟!
كانت تُحيط خصرها بذراعيها تُقاوَم الالم ورفعت رأسها ونظرت له بشزر وهي تهتف : عما ان شاء الله البيت بيتي أتحرك فيه مثل ما ابي ، حتى في بيتي لازم أخذ الحيطه والحذر ؟؟!!
يوسف بقسوه وارتعش جسده بالغضب : رسيييل ترا بقصّ لسانك يا الوقحه ؟؟! ما تدرين انه هالأيام عزايم رمضان ورجال داخلين وطالعين من مجلس ابوكِ واخوكِ ؟؟! وانت بكل ثقه ماشيه قدام المجلس مثل المفهيه ، احمدي ربك اني الشايفك ولا كان وريتك شغلك يا مستهتره .
لم تستطع ان ترد على هذا المُتملق ، وهي تنزلق الى الارض بألم وقد تضاعف المها بعد ان ضغط على خصرها بذراعه وهو يحملها إلى هُنَا ، لا تُرِيد البُكاء امامه ولكن الالم لا يُحتمل .. لا يُحتمل .
فدفنت رأسها في رُكبتيها تنشُج بصمت حاولت ان لا يسمعه وتتمنى ان يترُكها ويُغادر ، ولكنه لم يخفى عليه ارتعاشه جسدها وصوت انينها .
هبط بجسده فوراً إليها وهو يسألها بوجوم والقلق يتشح بملامحه الذكورية : رسيل وش فيكِ ؟؟!
لم يعرف ماذا يقول وهو يظن انها تتدلل عليه فقال بغباء وهو يظن انها من تبكي من كلامه الذي بصقه في وجهها : مو قصدي اهاوشك واصارخ عليكِ بس انتِ نرفزتيني ، ماشيه مثل الخبله ولا تشوفين قدامك .
ثم همس بصوت وصل إلى مسامعها وأثار غيظها : ولييين وش ذَا الحساسية الزايده يا شين دلع البنت لا تدلعت .
قالت بصوت متألم : ما أتدلع انا ، بس خصري اليمين يوجعني وانت لما حملتني لهنا ضغطت عليه وزدت الالم يالفالح !!!!
قالت الكلمة بصوت اعلى مقهور .

قمرة ، 03-09-16 06:11 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ياعمري أنا ، شهالحماس شهالجمال :e106:
إحساسي يقول رعد بتكون له قصة مع ميرال:58:<ياي
وياليت تصير ، عشان يصير فيه حماس أكثر، ونشوف الغيره من طرف فهد :biggrin:
وبعدين على طاري حملها ، إحس مالومه فهد كل حريمه اللي خذاهم ماش
فطبيعي هالشك منه ، المهم كيف ميرال تتعامل مع هالشي
وننتظرك على نار .
--
يعطيك العافية حبيبي:0041:

auroraa 03-09-16 07:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3658037)
ياعمري أنا ، شهالحماس شهالجمال :e106:
إحساسي يقول رعد بتكون له قصة مع ميرال:58:<ياي
وياليت تصير ، عشان يصير فيه حماس أكثر، ونشوف الغيره من طرف فهد :biggrin:
وبعدين على طاري حملها ، إحس مالومه فهد كل حريمه اللي خذاهم ماش
فطبيعي هالشك منه ، المهم كيف ميرال تتعامل مع هالشي
وننتظرك على نار .
--
يعطيك العافية حبيبي:0041:

اهلين حبيبتي رعد خال رعد فمستحيل يطعن بعرضه
وبعدين رعد له الباربي مش حيشوف غيرها

والغيره ممكن تجي من ناس ثانيه

نورتيني حبيبتي


الساعة الآن 10:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية