لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-16, 06:26 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

خلصتها اﻵن وبصراحة اعجبتني كتير وحسيت حالي اندمجت بعالمهم.

ولو انه البنات يبطن التشبد بغرورهم وتكبرهم ما عدا رسيل طبعا..

في اشياء ما اتوضحت تماما متل شو مخطط بسام لميس وليش ساوى كل هالتمثيلية ؟!
فيصل شخص نبيل ومحظوظة انها من نصيبه .

الفهد اخد فكرة مغلوطة عن ميرال وكله من عجوز قريح ع قولة سارة هههه
بس ميرال بطيبتها وحسن اخلاقها رح تتغلغل لقلوبهم اكيد انه الفهد ما رح يقاومها.

اسيل حقيرة شلون تفكر بهالسفالة واﻹنحطاط وبدها تفرق اختها عن زوجها حسدا من عند نفسها؟!!!

واخيرا مين هاللي ناوي شر بالفهد ؟!!


متشوووقة كتير للقادم

يسلمو ايديك يا قمر والعفو هادا واجبي
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ههههههههه اكيد بنات الأغنياء مش كلهم في استثناء
يبطون التشبد بس في منهم الفيها الخير

ان شاء الله كل شي رح يتوضح مع الوقت

الفهد اكيد هيسمع كثير وحيشوف كثير خاصه
انها حتعيش عندهم وحنشوف نرسى على ايه

اسيل مع الاسف مثلها كثير الحقد الاسود مملي قلبها
وكله من الدلع الزايد عن حده

يلا ان شاء الله حخلص الفصل السابع هاليومين
خلصت من العقبه الكبيره لقاء الجده بميرال

وباقي الاحداث الثانية

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 16-05-16, 05:55 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي

أنا جيييييييييت ومعي الفصل وأخيراً
وأول فصل بالرواية يطلع عيوني من مكانها ويجنني

يا رب يعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 16-05-16, 05:57 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل السابع

وصلت تلك السيارة الفاخرة ووقفت أمام بوابه القصر الفيكتورية , كانت ميرال مذهوله بداخل السيارة بعينين مُتسعتين , وشفتين قد هربتا عن بعضهما .
لم تكن سعيده بقدر ماكانت خائفه من هذه الحياة الجديدة , فهي لم تحلم يوماً بهذه الحياة أمام عينيها الفيروزيتين , لم تحلم لأنها لم تكن مستعده للحُلم !! إن لم يتحقق ويُفطر قلبها أكثر مما هو قد فُطِر , لمع جلد الأريكة التي تجلس عليها بالسيارة تحت ضوء القمر الصافي , هذا القمر الذي كانت قبل سُويعات تتأمله وتداوي جروح جسدها الخارجية , وتُناجي روحها المتألمة عند نافذه العُليّة في منزل خالها , و بقدره قادر أصبحت فجأه ستعيش وتُتابع حياتها في هذا المكان الضخم بدل ذاك المكان الذي كانت تُذل فيه جميع أنواع الذُل والاهانه , وكانت تصمد كالجبال الراسية , صمودها هذا بدأ يتشتت وينهار يوماً بعد يوم , إلى أن وصلت إلى هذا اليوم وأنقذها عميّها من هذا الإنهيار المُحّتم .
واتتها الرعشة عندما سمعت صوت عمها الحنون يقول
: يلا يا بنتي انزلي خلنا ناخذك لجدتك .
ترجلت بهدوء وخوف بينما تشوشت عينيها من ضوء السيارة التي تقف خلف سيارة عمها , ورغماً عنها نظرت إلى هناك لتعرف من قليل التهذيب الذي فتح الضوء على عينيها بهذا الشكل .
وكان ابن عمها يقف بجانب سيارته بعد أن ترجل منها , نظرت له نظره خاطفه فقط , وأنزلت رأسها مُرتبكه من منظره ,
وهالها شكله المُخيف أسفل الظلام بجسده الذي كساه اللون الأسود , بينما لم تره بوضوح بسبب عتمه الديجور .
ولكن كان يبدو ضخم الجُثّة بجسده الذي غشيه الظلام , وعينيه الوحيدتين هيا من كانتا تبرقان تحت ضوء القمر بلونهما كبحرٍ أسْوَدْ عميق وكانتا صامتتين غير مقروئتين .
وشعرت بالخوف من نظراته المُخيفة , ووقفته المُعتدة كجبلٍ شامخ دون اهتزاز .
بينما هو هدر مُزدرياً إياها في أعماقه , بسبب بدائيته التي لم تُهذّب , وتحفظه الشديد , عن قله أدبها وتجرؤها على النظر له بهذه الوقاحه .
تقدمت ميرال خلف عميّها بهدوء والخوف يعتمل قلبها الصغير , ياترى كيف تكون جدتها ؟؟! , هل كانت راضيه عن والدها ؟؟! , أم انها مثل جدها كانت غاضبه عليه لزواجه من والدتها ؟؟!! , هل ستحبها كما تحب احفادها ام انها ستكون مختلفه عنهم وستعيش بعذابٍ مُر هنا ؟؟! , اسأله كثيره تراودها .
وهي تسير على الممر الصخري المصقول في الحديقة الواسعة الغنّاء , والمؤدي إلى شقه الجدة التي يتضح عليها من ديكورها العتيق روح جدتها وهفوتها للقِدم والشعبيات .
توقفت أمام باب الشقة وكانت تجُر قدميها جراً , خوفاً من هذه اللحظة , تخاف خيبه الأمل بعد أن منحت نفسها الأمل , خافت بعد أن أملت بأن الله سيُنبت مكان الجرح زهراً .
دمعت عينيها واهتزّ جفنيها , عندما دخل عميّها قبلها , وسمعت صوت جدتها تقول بلهفه
: وينها بنت محمد ؟؟!! , وينها بنت الغالي من ريحه الغالي ؟؟!
سلمان بهدوء والعبره تختنق في حُنجرته
: أهدي يمّه هاذي هي عند الباب , شكلها مستحية تدخل .
التفت للباب وقال بحنان
: تعالي يا ميرال , تعالي يابوك ما في أحد غريب هنا .
ازدردت ريقها بصعوبه , تُحرك قديمها الناعمتين لتدخل وأخيراً وتقف مبهوته الملامح بصدمه ,
أمام جدتها بجسدها هشّ العظام , والتي وقفت متكئه على عصاتها فقط لأجلها , حدقت ميرال بدموع جدتها التي تنهمر ممتاليه , ولم تستطع ميرال أن تكبح دُررها العالقة على أهدابها الكحيلة , عندما سمعت الجده تقول بتأوه من بين دموعها
: تعالي يمّه , تعالي يا ريحة الغالي , تعالي أضمك لصدري وأنا أدري أني ما رح أشبع منك .
هرولت إليها بدون أي مقدمات , حتى استقر جسدها الصغير بين أحضان جدتها ,
تعتصرها الجدة بين ذراعيها الهشيّن حتى كادت أضلعها تئن , بكت ميرال على كتفها كما لم تبكِ من قبل , نشج صوتها واختنق بين غصاته من نقابها الذي يُغطي وجهها ,
أثارت بمشاعرها قلب عميّها وجدتها , حتى غزى الحُزن والأسى وجوههم .
ولم تقصر الجده بشهقاتها وعويلها وهي تشد ميرال إليها كلما سنحت لها الفرصة , انزلقتا إلى الأرض بتأثر , وتتلاشى قدمي جدتها من تحتها حتى لم تعد تستطيع حملها أكثر من ذلك .
أزالت الجده الغطاء عن وجهها كما أزالت حجابها بلهفه حتى ترى وجهها , وقالت بتأثر عندما رأتها , تتلمس وجهها بكفيها المُجعدين
: ماشاء الله , ماشاء لله , ربي يحفظك من العين يا بعد روح جدتك , الله يحفظك ويخليك لنا دوم ذخر , قمر بسم الله عليك .
تصاعدت الحُمرة لوجنتيها , كالورد المُتفتح بالربيع , وعُقد لسانها ولم تستطع الرد من احراجها , فمن النادر ان يمدحها أحد .
سُرعان ما جلست الجده على الأريكة وسرعان ما أحاطت كتف ميرال بذراعها , اجتذبتها لصدرها حتى تُغرق ميرال رأسها في موطنها الغنيّ بخيرات الأرض .
كان الصمت بينهما هي لغه المشاعر المُتدفقة من أعينهما , ولم تجرأ أيٌّ منهما على كسر هذا الصمت الثمين , وهما تُحدقان ببعضهما تاره , وتاره تعيد الجده رأس ميرال إلى صدرها الواسع بالحنان والحب بابتسامتها المُشرقة .
كانت رسيل تقف عند الباب بتردد وارتباك , تنظر لفهد الذي يدفعها بذقنه كي تدخل فهو على كل حال ينتظر أن تنتهي ثوره المشاعر هذه حتى يطمئن على جدته ,
ابتسمت بخجل , وقد تضرج وجهها بالحُمرة , عندما نظر لها والدها وابتسم وقال
: هلا والله ببنتي , ودلوعتي , تعالي يبه وتعرفي على بنت عمك لا تستحين .
نظر سلمان لميرال وقال ببشاشة
: شوفي يا ميرال هاذي بنتي أخر العنقود ومعها وحده توأم بس شكلها ما جت للحين , المهم هاذي رسيل , وأخ بس من رسيل هي وجنانها , بتجبلك الجنان انتبهي منها !!! .
رفعت ميرال رأسها عن صدر جدتها بابتسامه مُشرقه , تنظر لوجه رسيل وقد شحب من كلام والدها وقالت بسخط , وقد نسيت أمر خجلها من ميرال أو ارتباكها
: بابا حرام عليك وش تقوووووول !!!!!!! , أنا مجنونه الحين ؟؟؟! , خلاص أنا زعلانه منك الحين مره وما رح أرضى لين تراضيني .
عقدت ذراعيها إلى صدرها ورفعت رأسها جانباً بغرور تمثيلي , بينما ضحكت ميرال بخفه , وابتسمت الجدة لسماعها هذه الضحكة المنعشة وقالت بيأس
: أقول بس عن دلع البنات الماصخ " المقرف " , هذا الناقص بعد , وبعدين أبوك صادق كلك جِنَانْ , إلا وين وليدي فهد أحد شافه ؟؟.
قالت رسيل تلوي شفتيها بضيق : المسكين ملطوع بره من أول .
ثم وكأنها تذكرت أمر ابنه عمها , وقالت بحماس
: ميرال , ياقلبي نسيت أنا آسفه .
وركضت إليها تسحبها بعنف , وتعانقها بقوه , كما بادلتها ميرال العناق بخجل اجتاحها , ويبدو ان خجلها مع رسيل لن يطول بسبب روحها الشفافة المرحة .
قالت الجدة بحنان : رسيل خذي ميرال لغرفتها وخلها ترتاح هناك , عشان أطمن على فهد .
رسيل : هييييح , وحنا قلنا بتنسى فهد بعد ماجت ميرو الغالية , طلع له معزه كبيره .
مالت الجده بجذعها للأسفل , تلتقط خُفّها البيتي وقالت بحده
: والله يا رسيل لو ما تنقلعين الحين !!! , لأرميه بنص وجهك , وأعلمك أنه الله حق انت ومزحك السامج " سخيف " .
ضحكت ميرال بخفه , وسحبتها رسيل بغلظه غير متعمده , فقد أحرجها والدها وجدتها كثيراً هذا اليوم , ونشروا غسيلها الذي ارادت مُدارته عن ابنه عمها الجديدة .
دخل فهد بجبروته وكبريائه الذي يُلازمه دوماً , لم يعرف ماذا حدث بالداخل ؟؟! , او كيف كان اللقاء ؟؟! , فابنه عمه لم تعرف يوماً أن لها عائله , وخشي كثيراً أن تجرح جدته ببرودها تجاهها وصدودها , خاصه وأنها لم تستوعب أن لها عائله غير عائله خالها إلا هذا اليوم .
دخل وهاله احمرار عينيّ جدته الغالية أمه الثانية , بُكائها الذي اتضحت دموعها الندية على وجنتيها .
هرع إليها بقلق يتلمس كفيّها بحنان ويقول بنبره اختلط بها الخوف
: يمّه وش فيها عيونك , سلامات ماتشوفين شر حمارها مو طبيعي , بتصل على فصيل يجي يشوفها .
وضعت كفها على كفه التي التقط بها الهاتف وقالت بصوتٍ مخنوق من بحه البُكاء
: ماله داعي يمّه , أنا اليوم بخير أكثر من أي وقت راح , إلا أنت وش علومك ؟؟! عساك طيب ؟؟!! , مادري وش بقولك لأنك لقيت حفيدتي الغالية لي , ما راح أوفيك حقك أبداً .
التوت شفتيه بابتسامة رجوليه تُميّزه وقال
: أفا بس عليك , ما لك دين عندي أبد عشان توفيه , من حقك تشوفين حفيدتك وتفرحين فيها .
أومأت برأسها والسعادة تغمرها من كل زاويه في جسدها الضئيل , بينما تحدث فهد مع والده وعمّه وشرحوا له كيف كان هذا اللقاء مؤثر لدرجه أن أعينهم قد تغرغرت بالدموع .
ابتسم ابتسامه صغيره , وهو يشكر ابنه عمه بداخله , على أنها لم تكسر جدته ولم تُحزنها بتباعدها وصدودها , وأن دموعها كانت دموع تأثر وفرح , يتمنى أن يدوم عليهم طويلاً بما أن الفرح والسعادة لا تعرف إليه طريق , يكفيه أن من حوله سُعداء ويُحقق لهم هذه السعادة

*****

كانت ريما تجلس ، تضع قدماً على قدم وتُأرجح إحداهما ، ومنغمسة بالقرآءه فهي قارئه نهمه لكل شيء , تعشق القرآءة بأنواعها , كما تعشق الموضة , وكانت قمه في التواضع , وبارعه في فنّ التجاهل لما لا يهمها .
نظرت لهاتفها الذي أصدر أزيزه الصامت لترفعه بنعومه وتضعه على أذنها وتقول برقه
: هلا رسيل , شخبارك ؟؟!
اتسعت حدقتيها بعض الشيء وقالت بتعجب
: صدق جت بنت عمي ؟؟! , متى طيب ؟؟! وليه ماحد قالي ؟؟! .
أردفت
: أه , طيب طيب فهمت , تأخر الوقت الحين وما يمديني أجي , ان شاء الله بكره من الظهر وانا عندكم , يلا مع السلامة ولا تغثي البنت أعقلي .
فاجأتها العاملة بعد أن اغلقت الهاتف , عندما جلبت لها باقة من الورد المُتفتح , قد فاح شذاه في الأجواء .
قطبت حاجبيها الصغيرين حتى ظهرت غضنه بينهما , مُتعجبه من وصول هذه الباقه , فسألت العاملة
: مين جاب هذا الورد ؟؟! .
هزت العاملة منكبيها وقالت
: ما يعرف مدام !! , هزا في سواق بره جيب .
أومأت ريما وهي تُشير لها أن تذهب , لا تعرف لما خفق قلبها فجأه !!! , فبالعاده زياد يجلب الورود للمنزل بين فتره وفتره عندما تبيت عند أهلها , فهو يُحب رائحتها وشكلها في المكان , ويعرف جيداً انها لا تُحب الورد وتتحسس منه , وان جلب لها شيئاً فهو يُقدمه لها بيديه .
اقتربت بتوتر وعينيها تلتقطان البطاقة التي عانقها الورد , واجتذبتها بين أناملها الصغيرة , حتى تقرأ ما كُتب عليها , وهالها ما كُتب .
اتسعت عينيها بصدمة وعينيها تتشربان الحروف المكتوبة بخطٍ أنثوي أنيق
" مرحبا , أستاذ زياد حبيت أشكرك بنفسي على مساعدتك لي , ولُطفك معي ما كنت رح أعرف أتصرف بدونك ولا كنت رح انجح , واتمنى تتقبل هديتي المتواضعة لشخصك المُتواضع ,
طالبتك من الجامعة " .
انزلقت بمراره على الأريكة , كفيّها ترتجفان بوهن , وجسدها يختضُ كالغربال .
كانت تشعر بأن هذا اليوم سيأتي قريباً , عندما اصبح زوجها يُدرس الطالبات والطُلاب في الجامعة عن بُعد , ستأتي من تحاول انتزاع زوجها منها , يبدو أن السجال قد بدأ الآن !!! , سجال لتُحافظ فيه على زوجها ووالد أطفالها .
سحبت قدراً كافياً من الأوكسيجين حتى تزفره تدريجياً , بدأت تردد الأرقام بداخل عقلها إلى ان وصلت الى الرقم عشره حتى تهدأ , فلن ينفعها الصُراخ والعويل الآن !! , ستكون هادئه جداً عندما تتحدث معه , وستتصف بالبرود الصقيعي حتى تستطيع التفاهم مع زوجها , فهو لاذنب له بما حدث , بل الذنب ذنب تلك الوقحة .
رفعت صوتها قليلاً ووجهها مُكّفهر من رائحه الورد
: سااااري , تعالي هنا .
هرولت إليه العامله حتى تعرف ماذا تريد منها ؟ .
فقالت ريما عابسه الملامح وقد أفسد أخر يومها وفرحتها بابنه عمها الجديدة التي لم تراها بعد ولم تعرف عنها سوا اسمها " ميرال " .
: خذي هذا الورد حطيه عند المدخل .
أومأت العاملة تحمل الباقة وتذهب بها , بينما كانت ريما تطرق الهاتف بباطن كفها طرقات مُتتالية , تنتظر قدوم زوجها .

*****
أمسك بكفها حتى يُساعدها على صعود عتبات الدرج الخارجية للعماره , وبالطبع لن ينسى أن يُخبرها بما تواجهه من عوائق أمامها !!! , وفي كل مره يُمسك بكفها حتى يُساعدها يشعر بانتفاضتها الخجولة .
لم يتخيل ولا في أقل أحلامه أنه سيتزوج من ضريره , ماهذا البلاء الذي أوقع نفسه به ؟؟؟! , لقد شعر بفداحه ما فعله اليوم منذ ان أستلمها من عائلتها وأصبحت مسوؤليته .
أراد أن يُرفه عنها قليلاً بما أنهم لم يقيموا لها عرساً ولم يذهبوا للفُندق كأول يومٍ لهما معاً , فأخذها إلى أحد المطاعم حتى يتناولوا طعام العشاء ,
ولا يحتاج أن يقول كم أفقدته عقله وأثارت جنونه هناك , حتى يضطر أن يترك طعامه بعد أن سُدت شهيته , ويُطعمها بنفسه لقد اتضح له انها لم تخرج من قبل إلى المطعم , وكانت تخجل كثيراً من تصرفاته التي يُرغم على فعلها حتى لا تفضحه بالأماكن العامة , أراد أيضاً اخذها لمركز التسوق لتشتري بعض الثياب الجديده فما معها يبدو قديماً , وتذكر أنه سيضطر لأن يُمسكها طوال الوقت حتى لا تقع , وأنه من الأساس لا خبره له باختيار ثياب النساء , سيترك هذا الأمر لأبنه عمه ريما واخته من الرضاعة , واستقر على المطعم الذي حرص أن يكون غرفاً مُغلقه رغم أنه يكره الأماكن الضيقة والمُغلقة .
ومع ذلك لا يعرف لماذا ما يزال يُشفق عليها ؟؟؟! , يشعر انها مسكينه وضعيفه بفقدها لبصرها , وتُحرج كثيراً لاحظ انها تحاول عدم الاحتكاك به حتى لا تُحرجه , ولكنه كان المُبادر دوماً
قال بصوته الرجولي الرخيم
: انتبهي في درجه قدامك .
زفرت ثاني أوكسيدالكربون بقلق وهي تعتلي هذه الدرجة ويتوجهان إلى المصعد , وبالطبع كان فيصل هو من تولى كل شي بالإضافة إلى قيادتها , وأخيراً دخلا إلى بر الأمان , وأدخلها إلى غرفه النوم وقال بهدوء
: خليك شوي هنا , أنا بنزل أجيب شنطتك واجي .
أومأت دون أن تصدر حرفاً واحداً , وخرج فيصل وبقيت لوحدها تشتم رائحه المكان , حتى استطاعت تمييز أن الأثاث كان جديداً , أرادت أن تتعرف إلى الطرق بالغرفة وحساب عدد الخطوات التي توصلها لأرجاء الشقة .
فجأه شعرت برائحته التي سبقت دخول جسده لغرفه النوم , وضع فيصل حقيبتها على الأريكة الصغيره , وقال بهدوء وقد حان وقف الفرج
: جبت شنطتك , الحمام تلاقيه قدامك بكم خطوه , اساعدك .
هزت رأسها بعنف ووجنتيها الورديتين دليلان على خجلها العُذري : شكراً لك , انا أقدر أسوي كل شي بما أني في الغرفة .
كان يُخرج لها منامتها من حقيبتها , زفر براحه عندما رأى أن ثياب نومها كلها عباره عن منامات قطنيه يتضح عليها القدم وكثره الغسيل ,
فهو الآن لم يكن مستعداً لجعلها زوجته فعلاً , لم يعتد عليها وعلى وجودها في حياته التي اخترقتها فجأه .
وقال بحنان بنبرته الرخيمة
: طلعت بجامتك وحطيتها جمبك وانا بنتظرك لين تخلصي , عندي مشوار مهم لازم اطلع وما اقدر اطلع إلا وأنا مطمن عليك وعلى السرير .
نهضت بهدوء بعد أن التقطت منامتها التي عرفتها من ملمسها , وهي تتحسس الطريق أمامها بكفيها , كانت تشعر بالحرج لأنه يراها بصمت وقد يظن أنها كالمجانين , لكنها لم تُرد مساعدته عليها ان تعتاد أن تفعل ذلك لوحدها , دخلت إلى دوره المياه , وقد أخذت بعض الوقت لتُبدل ثيابها .
خرجت ورسمت ابتسامه صغيره على شفتيها , جلبت ابتسامتها , التواء لشفتيّ فيصل , هبطت بجسدها على السرير وقالت
: خلاص تقدر تروح , شكراً ما قصرت وتعبتك معي , آسفه .
ابتسم فيصل براحه وقال
: طيب جمبك في قوارير مويه والادراج فيها شوي خرابيط وحلويات و مكسرات لوجعتي قبل أجي , ولا تضطرين تقومي تدوري المطبخ .
أعادت خصلات شعرها الخفيف خلف اذنها وقالت
: مشكور والله ما قصرت , يمكن أنام علطول .
همس : نوم العوافي , وأنا بحاول ما اتأخر .
خرج وأغلق باب الغرفة بهدوء خلفه , وتركها تُصارع أرواحها لوحدها بين الظلام , والبحر الأسود العميق حولها .

*****
يضع قدمه على فخذه , ويهزها بنفاذ صبر , لقد طال صبره كثيراً وتلك التافهه بكل دقيقه تمُر تقوم باهانته , انه ينتظرها منذ نصف ساعه ولم تدخل عليه يعلم جيداً أنها تتعمد إذلاله !!!! , ولكن سوف يُريها فلتدخل عليه فقط !!!! .
أشعل سيجارته يمُجها بروية مستمتعه وأدخنتها تتلاشى أمام عينيه الصقريتين , يُحدق بالفراغ أمامه وبدأ الهدوء يتسلل إليه فور أن بدأ يشعر بأنفاس السيجار تتخلخل أعماقه , بينما كفه الأخرى تعبث بشُعيرات ذقنه الداكنة التي سبغت على وجهه , واعطته مسحه رجولية لا يُستهان بها .
دخلت عليه عمته بشخصيتها الضعيفة المضطربة , وقد ذركته بابنه عمه سميرة فلطالما كانت هكذا مثل والدتها , حتى أنها كانت بدينة الجسد بدينة للغاية , جلدها الأسمر مُترهل ومُتشقق بوضوح كان يوماً واحداً رأها فيه وصُعق منها ولم يعد لرؤيتها مُجدداً , وكانت ذا روحٍ ميته بسبب موت والدها قبل زواجهم بعده أشهر , وعندها اضطر للزواج بها رغماً عنه حتى يكون سنداً لهذه العائلة الصغيرة , وصُدم من شكلها الذي كالبرميل وشخصيتها الضعيفة المُقززة وهي تمثل الخجل في يوم عقد قرآنهم , ولن ينسى تلك الحبوب التي كانت تملأ وجهها وتشوهه وبدت أشبه بمراهقه ببداية العقد الثاني لها .
قالت عمته بتوتر , تفرك كفيها واتضح على ملامحها الكذب
: معليش يا ولدي يا طارق بس سميره ما تبغى تدخل راجعه من الشغل وتعبانه ومالها خلق .
انتفض واقفاً وقد فاض صبره ووصل إلى انفه , وأفلتت من حلقه زمجرة ضارية , والالتواء الطفيف الذي اثاره حاجبه اظهر بوضوح عدم تصديقه لكلامها ,
مُطبقاً قمه بصرامة , بدا يغلي كالمرجل المُشتعل الذي تُحيطه النيران المُستعِّرة , و قال ساخطاً
: نعم ؟؟؟؟!!!! , انا نص ساعه صارلي أنتظرها وهي تقول تعبانه من الشغل , عمتي هذا مو كلام قبل لا أجي دقيت عليك وقلت بجي اتفاهم مع سميرة , وقلتِ لي حياك هيا بالبيت .
توتر فمها بصدمه فهي لم تتذكر ما قالته له , لقد أحرجتها ابنتها كثيراً هذا المساء , وقالت باستسلام
: طيب بروح أحاول معها , معليش يا ولدي سامحني مخها صعب شوي .
أومأ برأسه وهو يهمس بخفوت عصبي
" إلّا مخها مثل الجزمة الخربانة "
لم يجلس بعد , بل جذبت أذنيه أصواتٌ مرتفعه نوعاً ما , انتابه الفضول ليسمع الحديث الذي يدور بين الأم ووالدتها , اشتعلت حدقتيه باللهب وتاهت شفتيه عن بعضهما , وهاله ماسمع من لسان تلك البدينة التافهه ضعيفه الشخصية والجسد .
قالت سميره بقوه دون أن تُبالي بصوتها المُرتفع , وقد فاض كيلها
: هذا قليل الحيا وش يسوي للحين ؟؟! , أنا قلتها وبعيدها يمّه قوليله ما أبيه ولا أبي أشوف رقعه وجهه الودر " القبيح " .
قالت الأم تحاول أن تُليّنها عن قرارها وتُهدئ صوتها
: هششش وطي صوتك يا مصيبه , عيب عليك يا بنتي صارله ساعه ينتظر , هذا ولد عمك و زوجك بالأخير شوفي ايش يبغى وتعالي , كلميه وقوليله بنفسك ما تبغيه , بس لا تفضحينا تكفين يمّه .
رقّت عينيها تحت حاجبيها العابسين , من أجل والدتها وتوسلها لها أن لا تفضحهم , ثم التوت زاويه شفتيها فجأه قبل أن تُصدر صوت ضحكه ساخرة مستهزئه من فمها
: قلتِ زوجي يمّه , وينه عني هالزوج من سنتين يوم خسرت وماحد وقف جنبنا كان مالنا غير بعض , الحين تذكرني ؟؟؟؟!! وطريت على باله , وتذكر انه له زوجه مركونه على الرف , كنت أدري إني لما أرفض اكمل مهزله هالزواج , رجولته بتنهان ويركض وراي مثل الكلب !!!!!!!! .

*****
حلّت ساعات ما بعد مُنتصف الليل , و كان الليل قد أسدل أستاره قبل سُويعات , ولكن الآن في هذا الوقت وهذه اللحظة حلّ الهدوء فجأه على المكان , غادر عميّها وزوجاتهم اللتين أتتا لرؤيتها وكذلك غادرت ابنه عمها اللطيفة رسيل , هذه الفتاه طرقت أبواب قلبها دون أي إنذار , شعرت أنها ستكون الأخت الثالثة لها من بعد سارة .
لاتعرف لماذا ؟؟! , ولكنها شعرت بذلك من حيويتها كانت متفتحه مُزهره كالورود الندية .
ابتسمت بود وهي تنظر للغرفه اللطيفة حولها , لم تُصدق أنهم جهزوا لها هذه الغرفة قبل أن تأتي لأستقبالها , كان كل شيء مُعد من أجود أنواع الخامات , كان لها دوره مياه خاصة بها و ,
خزانة من العاج تكسو أحد الجُدران كوحشٍ مُهيب , وبساط من الفرو الوثير كسا الأرضية المصقولة الباردة , وستائر فاخره غطت النافذة الضخمة وكانت اسفلها تتدلى ستائر من الخامات الخفيفه البيضاء , وأريكة تقبع أمام النافذة بهيبه وشموخ , وطاوله جانبيه يُحيطها كُرسيين , وسرير فيكتوري يسع لشخصين أو أكثر .
ضحكت بخفة , لقد كان كبيراً عليها بينما سريرها الأرضي بمنزل خالها بالكاد كان يسعها , اغطيته ناعمه للغاية لم تتخيل أنها ستنام يوماً ما عليها , تخيلت وهي تُمرِّغ جسدها بنعومته وتدفن وجهها بحريره , ولكنها لم تعد تتخيل وبدأت تفعل , كان الدفء ينتابها بكل لحظه ,
يا تُرى هل حضن جدتها سيكون بدفء هذه الأغطية ؟؟! , أرادت كثيراً النوم بأحضانها ولكنها خشيت أن تُضايقها أو تزعجها , لم ينتبها النوم حتى فالمكان غريب عليها لم تعتد عليه .
خرجت بخطواتها الناعمة بإتجاه المطبخ ذي الديكور الأمريكي حيث تستطيع رؤية غرفه الجلوس بوضوح أمامها , فتحت الثلاجة وهي تلتقط قنينه ماء باردة تشربها وتروي حلقها الجاف .
التفتت بصدمه وهي تشعر أن أحدهم يفتح الباب , وتنفست الصُعداء عندما رأت جدتها الحبيبة بجلالها تخرج من غرفتها , هرولت إليها حتى تُساعدها على السير , قالت الجدة بحنان وهي لا تُصدق عينيها تشعر انها ما تزال في حلمٍ ما
: يا حبيبه قلبي يا ميرال , يا بنت الغالي ما أصدق عيوني أنك هنا الحين وفي بيتي .
ابتسمت بخجل وردت بنعومه
: أنا كمان مو مصدقه أنه لي أهل من بابا , دايماً كان يحكيني عنك أكثر شي , وكنت اتشوق اشوفك , كان مشتاقلك كثير .
رقرقت عيّنا الجدة وقالت
: الحمدلله لك يا رب انك هنا وبقيت عايشه لهاليوم عشان أشوف وجهك .
قطبت ميرال قليلاً : الله يطول بعمرك , ويخليك لنا يا رب .
قالت الجدة : من فرحتي فيكِ اليوم , ما عرفت أنام زين !! .
ابتسمت برقه وهي تقول : وأنا المكان كان غريب علي , وما عرفت أنام كويس , يعني ما تعودت !! , بس شوي شوي أكيد رح أتعود .
بتردد همست الجده , ولاتعرف كيف ستطلب منها هذا الطلب ؟؟؟! : طيب وش رايك تنامين عندي بالغرفة و ... وبحضني ؟؟! يعني لين تتعودين على المكان , ولا تتضايقين ؟؟! .
فغرت ميرال شفتيها بسعاده وهي تومئ برأسها موافقه : أنا استحيت اطلب منك , ولا كان نفسي انام بحضنك وخفت أضايقك .
جذبتها الجده لأحضانها تمسح على شعرها البُندقي بحنان وتسنشق رائحه شعرها الطفولية .
ابتعدت عنها ميرال قليلاً وكادت أن تقول شيئاً و , أُجفلت عندما سمعت قفل باب الشقه يُفتح وصوتٌ رجولي غليظ مُختلط ببحه خشنه يهتف
: يا ولد , طريق !!!! .
قالت الجدة وقد أشرق وجهها مع سماعها لصوته
: لحظه يا وليدي , دقيقه بس .
التفتت إلى ميرال وقالت بابتسامه : قومي يمّه ادخلي لغرفتي انتظريني هذا فهد ولد عمك , كل يوم يُطل علي نص ساعه بعد ما يصلي الفجر ويرجع من المسجد .
أومأت ميرال وقالت بصوتٍ منخفض : أنا كنت رح أستأذن منك عشان أقوم أصلي , ورح أنتظرك .
نهضت حتى تُقبلها على جبينها وهرولت لغرفه جدتها , بينما دخل فهد مُغتاظاً , كاد أن يدخل بلا استأذان كما العادة ولكن في اللحظة الأخيرة تذكر ابنه عمه الجديدة , وكما هي العادة قبل رأس جدته وهو يلثم كفيّها بحنان ويجلس معها نصف ساعه بعد أن يُصلي بالمسجد .
يُحب جداً ان يُصلي الفجر بالمسجد أكثر من أي صلاه أخرى فكل الصلوات يقضيها في المسجد , ولكن الصلاه في هذا الوقت بالذات يكون الجو بديعاً لا يمُت للحرارة بصله , به روحانيه غريبه تتخلخل لأعماقه , تنسيه همومه المتراكمه وحياته البائسة , يطلب الصبر من الله دوماً ويحمدلله على صفه الحِلم التي منحه إياها ,
به اجواء يفقدها الكثير من الرجال اللذين يكتفون بالصلاة في بيوتهم وبعضهم قد لا يهتم بهذه الصلاه , فكلما دخل للمسجد وجده خالياً إلا من القلّه القليلة من الرجال ويجد مكاناً في الصف الأول خلف الإمام بكل راحه ويُسر .
قال فهد بابتسامه وهو ينظر حوله
: ما في قهوه اليوم يمّه .
تنهدت الجدة بهم وهي تقول : لا يمّه مافي السموحة , هالعامله طفشتني من أمس لا تعرف تسوي قهوه ولا تزين شي وحتى تنظيفها مثل وجهها .
ضحك بخفه وهو يقول : ولا يهمك بكره بروح بقدم على المكتب واشوف لك وحده زينه تساعدك .
أومأت برأسها وهي تقول : ايه الله يرضى عليك , شوفلي بسرعه عشان بنيتي هنا , ما ودي انها تتضايق , أبغى اعوضها عن الفات وكل الراح .
عبس بحاجبيه , وقد فهم جدته بشكل خاطئ وظنّ أن ابنه عمه هي من طلبت العاملة , ولم يُعجبه تدللها فقد جاءت اليوم وقد بدأت تتدلل عليهم , فقال بصبر منحه إياه الله منذ سنوات
: ابشري يا يمّه , أنا بجيبها عشانك أنت بس مالي دخل في بنت عمي , هذا الناقص تدلع علينا وهي توها ماصرلها يوم هنا .
مطت الجده شفتيها وقطبت حاجبيها , وقالت بسرعه : فهيدان ما اسمح لأي احد يحكي عن حفيدتي كذه !!! , هي ماقالت شي ولا فتحت فمها بكلمه ولا تكلمنا بهذا الموضوع , بس انا الما أبيها تتعب بشي .
مطّ هو الآخر شفتيه , وذُهل من هذا الشعور الذي انتابه هل يغار من تلك الطفلة التي اقتحمت حياتهم بدون إنذار ؟؟؟؟؟! , فجدته بدأت بتدليلها والدفاع عنها حتى انها قالت له " فهيدان " ولا تقولها له ابداً إلا عندما تغضب منه , حتى انها تغضب على أي شخص يُناديه هكذا , وهمس لنفسه
" بلا حركات بزران " أطفال " يا فهد وش التغار ذي ؟؟؟! من بزر لا راحت ولا جت , هذا الناقص والله !!!!! " .
سحب نفساً عميقاً وزفره بقوه , وينتفض واقفاً , ويقول باحترام
: يلا يمّه استأذن منك , بروح أريّح شوي عندي رحله داخلية الظهر .
الجده بهدوء , وقد شعرت ببعض الندم من طريقه حديثها معه , وهو رجلٌ بطول وعرض واحترامه لها لم يسمح له بالرد عليها
: الله يحفظك يا وليدي من كل شر , لك كل دعواتي , تروح وترد بالسلامة .
ابتسم بحنان وهو يعرف انها ندمت على تسرعها معه , فهي كالطفله , عندما تتحدث بسرعه فتندم بسرعة دون أن تستوعب .
هبط بجذعه إليها يلثم جبينها بقبله عميقه , وهمس عند اذنها هذه المره بصوتٍ منخفض لم يصل لميرال
: ولا تزعلين يا الغالية , ماحد رح يتكلم بحفيدتك واليتكلم بقص لسانه , كله ولا زعلك .
هبّ وقفاً مُردفاً لنفسه
" على الأقل ماحد متكلم فيها قدامك " .
غادر المكان بهدوء , بينما ميرال كانت تنتظر بغرفه جدتها ,
ولا تعرف هل الجُدارن عازله للصوت ام لا ؟؟؟!
أم أن غرفة جدتها هي القريبة جداً من غرفة الجلوس كثيراً ؟؟! أم الخيار الثالث وهو الأكيد أن صوته هو الغليظ كهدير الرعّد ؟؟! حتى يصل صوته المُخيف إليها وتسمع ماقاله عنها من اتهامات !!!! , هي ليست كذلك لقد عملت طوال سنوات كعامله ولم تُجرب رفاهيه ان يكون هناك عامله تخدمها وتُنفذ ما تريد , لما يحكم عليها الناس بهذه الطريقة السريعة ,
بحق الله !!! لقد وصلت اليوم كيف يُجزم بأنها مُدللة ؟؟؟؟! .
*****
قبل سُويعات قليله من الفجر , يقف على قمه الصخرة الصغيرة بينما رذاذ الأمواج المٌتلاطمة , ترُش ماءها عليه وتُنعشه .
خلل أنامله بين خصلات شعره الأسود الكحيل وسحبه للخلف , يُزفر نفساً خشناً ,
هو حقاً اوقع نفسه بورطه بهذا الزواج السريع , بسبب عاطفته التي تغلبه دوماً لا يعرف كيف يتخلص ؟؟! وهل هناك خلاص ؟؟؟! , المشكلة ليست فقط بزواجه , بل أن زوجته بذاتها ضريره والتعامل معها سيكون بكل دقه وحذر .
أنه لم يعرفها يوماً امرأة غريبه قد اقتحمت حياته فجأة دون أن يكون مستعداً للزواج , فهو ليس مؤهلاً للزواج , فهو لم يكن يرغب بالزواج إلا عندما يشعر بنفسه مُستعداً نفسياً لتحمل هذه المسوؤلية .
والآن أصبح لديه مسوؤليتان , زوجة !! وضريرة !!! .
وعليه أن يعتاد على ذلك ويُحاول أن يعتاد عليها بسرعه , على الأقل مشكله عينيها ستُحل قريباً في إحدى العمليات التي سيُجريها عليها , ويبقى عليه الاعتياد .
عاد لمنزله بعد مُنتصف الليل بقليل وتفاجئ من جلوسها , سانده ظهرها إلى السرير وتُحدق أمامها , ويبدو أنها شعرت بوجوده واصبحت تتلفت برأسها حتى تُحدد مكانه .
فابتسم وقال : أنا هنا !!! .
التفتت إليه بسرعة عندما سمعت اتجاه الصوت , لم تكن تُدرك أن عينيها قد سقطت على عينيه .
ثمّ قال بهدوء : ليه ما نمتي للحين , جوعانه أروح أجيب لك أكل .
هزت رأسها بنفي , بقليل من العُنف وقالت : لا .. لا .. لا تتعب نفسك مو جوعانه , بس المكان غريب علي وماعرفت انام .
أومأ برأسه مُتفهماً : طيب ولا يهمك , أنا بغير ملابسي وبجي عشان ننام , عندي شغل بكره ونسيت أخذ اجازه .
أومأت برأسها بهدوء .
فهو على الأقل لم ينجذب إليها بعد بثيابها القديمة البالية .
ذهب ليُبدل ملابسه إلى منامه قطنيه مُريحه , وتوجه إلى شقِّه بالسرير المُزدوج وهبط إليه , و شعرت بانخفاض الفِراش بجانبها , حتى بدأت ترتعش خوفاً مما سيحدُث .
لاحظ ارتعاشها , وحاجبيها الصغيرين المُقطبين وقال بهدوء
: لا تخافي ما رح أسوي شي , نامي وارتاحي , انا احتاج لوقت عشان اتعود على حياتي الجديده , أكيد لك نفس هذا الاحتياج عشان تتطمنني .
ابتسمت بامتنان وهزت رأسها , حتى تُمدد جسدها براحه وهدوء شديد , بعد عده ثواني ودقائق , كانت تُحدق بالسقف ,
هل نامت ؟؟! ,
لا , انها ماتزال مُستيقظة , ماهذا الصوت الذي تسمعه بقربها , اوووه انها سيمفونيه من الشخير , يبدو ان المدعو زوجها قد نام منذ مُده , وهي ما تزال مُستيقظه مثل الوطاويط .
لم تستطيع النوم كانت تشعر بالغُربة والبُعد , فجأه بعد قدومه للشقة , بدأت تشعر بالطمأنينة وتسلل إليها النُعاس بشكلٍ غريب , حتى تغط في نوم عميق .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 17-05-16, 06:00 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلمو ايديك يا قمر

لي عودة بتعليق بعد القراءة.

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 17-05-16, 06:38 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 

السلام عليكم ورحمة الله
تسلمي يا قمر على البارت فهد خد فكره سيئه عن ميرال من كلام زوجة خالهااللى تتخلخل ركبهاوميرال مسكينه ما صدقت لقت لها اهل وسند وهى كانت بتعامل معاملة الخدم فى بيت خالها ضعيف الشخصيه
الجده الدنيا ما تسعها بحفيدتها ريحة الغالى ابنها وحبها للفهد يمكن يخليها ترقق قلبه عليها ويحبها
ريما زوجة زياد خايفه عليه من الطالبات الاولى خافى من اختك الغبيه اللى كاره ناسها
فيصل شعر بالورطه اللى وقع نفسه فيها وحدته عليها طيبته وشهامته ومع الالفه والتعود راح يقرب منها اكتر
تسلم ايدك حبيبتى على البارت وننتظرك دوما

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#aurora, البشر, الطبايع, اجتماعية, دراما, رومنسية, رواية خليجية, رواية طويلة, رواية#أورورا, فهد
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199807.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ظ†ط¸ط±ظ‡ ط§ظ„ظپظ‡ط¯ ظˆط³ط­ط± ط¹ظٹظ†ط§ظٹ / ط¨ظ‚ظ„ظ…ظٹ | Bloggy This thread Refback 24-10-15 08:17 PM


الساعة الآن 07:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية