نشأة الفرزدق

معلومات عن الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، ويكنى بابي فراس، ويعود في سلالته الى مضر بن نزار، ولد في البصرة، ونشا في باديتها. لقب بالفرزدق لجهامة وجهه، وغلظته، فكلمة الفرزدق معناها “الرغيف”، وهو من الشعراء الامويين المشهورين، وفي ذلك الحين عرف عنه تقلب مزاجه، وعلاقاته الاجتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم، ويهجوه غدا.

شعر الفرزدق

بدا الفرزق قواعد الشعر منذ صغره، وامتاز شعره بالقوة، والجزالة، فقالت العرب: “لو لم يكن شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب”، وقال الجاحظ: “ان احببت ان تروي من قصار القصايد شعرا لم يسمع بمثله فالتمس هذا في قصار قصايد الفرزدق ، فانك لا ترى شاعرا قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره”، ومن اكثر المواضيع التي قواعد بها الفخر، والمدح، والهجاء، فقد مدح الخلفاء الامويين في بلاد الشام، ولكنه لم يبق عندهم؛ وهذا لتشيعه لال البيت، فقد كان مناصرا لعلي، وابنايه، مجاهرا بحبه لهم.

عاصر الفرزدق كلا من الاخطل، وجرير؛ حيث قد كانت تربطهما صداقة حميمة، والناظر الى قصايد الهجاء يملكون يحسب انهم خصوم لدودين، فالنقايض اوهمت الناس ان بين الشعراء الثلاثة حسدا، وكرها، وبغضا، فانشغل الناس بامرهم، وانقسموا الى اقسام، لكل شاعر قسم مويد له.

شعر الفرزدق في المدح

نظم الفرزدق شعر الثناء لغاية التكسب من ورايه في معظم الاحوال؛ فقد مدح الخلفاء الامويين بقوله انهم احق الناس بالخلافة، وانهم كالقمر يهتدى به، وهناك قصة تقول ان الخليفة هشام بن عبد الملك حج الى منزل الله الحرام، فحاول الوصول الى الحجر الاسود، ولم يستطع نتيجة لـ الازدحام الشديد، فوضع كرسيا، وجلس عليه ينظر الى الناس، وحوله اناس من الشام، واثناء جلوسه جاء “زين العابدين” فطاف بالبيت الحرام، وعندما وصل الى الحجر الاسود انشقت الصفوف ليصل اليه ويلامسه، فقال رجل من اهل الشام لهشام بن عبد الملك: من ذلك الذي هابه الناس كل تلك الهيبة؟ فاجاب هشام بعدم معرفته له خوفا من ان يذكر اسمه فيرغبهم به، وكان الفرزدق موجودا، فاجاب انه يعرفه، وقال قصيدته المشهورة في مدح زين العابدين:

هذا الذي تعرف البطحاء وطاته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله جميعهم

هذا التقي النظيف الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده انبياء الله قد ختموا

ما صرح لا قط الا في تشهده

لولا التشهد قد كانت لاءه نعم

اذا راته قريش صرح قايلها

الى مكارم ذلك ينتهي الكرم

غضب هشام بن عبد الملك بعد مدح الفرزدق لزين العابدين، وامر بحبسه، فقام الفرزدق بنظم قصيدة هجاء بهشام بن عبد الملك.