لندن …سدس المنازل الفاخرة يمتلكها خليجيون

لا تزال بريطانيا الوجهة المفضلة للمستثمرين في الشرق الأوسط الذين يسعون الى تطوير مشاريعهم وزيادة أرباحهم.

فبعدما أنفق كبار رجال الأعمال 1.28 مليار جنيه إسترليني (1.73 مليار دولار) في العام الماضي على العقارات التجارية في بريطانيا، تبقى لندن الوجهة الأولى للاستثمارات برغم المخاوف الكثيرة التي أيقظها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “Brexit”.

مع أن البعض يعتقد أن جاذبية سوق العقارات اللندنية بدأت تفقد بريقها بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، ومن ثم انخفاض العائد الحقيقي الذي يحققه المستثمر من استثماره العقاري في لندن، إلا أن المهندسة ماري كليدين المتخصصة في الأبحاث المتعلقة بوضع وتطورات الأسواق العقارية في المملكة المتحدة، ترى أن المشهد العقاري أكثر تعقيدا الآن من السابق، خاصة في ضوء الدور الذي يقوم به المستثمر الأجنبي وتحديدا من منطقة الخليج العربي، في تحديد الاتجاهات الراهنة في السوق العقارية في لندن.


وتوضح لـ “الاقتصادية”، أن “المستثمرين الأجانب يركزون عملية الشراء على المناطق الفاخرة في لندن مثل بلجرافيا وكينسينجتون، وقد بلغت عملية الشراء أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات، إضافة إلى أن توتر العلاقات بين المملكة المتحدة وروسيا أدى إلى تراجع حصة الروس من السوق العقارية البريطاني لمصلحة المستثمرين من منطقة الخليج، وفي النصف الثاني من العام الماضي، اشترى مستثمرون من منطقة الخليج وتحديدا الإمارات نحو سدس المنازل الفاخرة المعروضة للبيع في وسط لندن”.
وتضيف كليدين إلى أن التوقعات المستقبلية تشير إلى احتمال تحسن السوق العقارية في لندن، وتدفق مزيد من الاستثمارات الخليجية في هذا القطاع الحيوي، كما أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يؤثر في الشهية الخليجية للاستثمار في عقارات المملكة المتحدة، خاصة أن المستثمر الخليجي لا يخضع للحسابات التقليدية المتعلقة بالاقتراض من المصارف البريطانية، ومن ثم متابعة أسعار الفائدة وتداعياتها على الأسواق.
وتشير كليدين إلى أن تراجع أسعار العقارات خاصة الوحدات السكنية الفاخرة، أدى إلى مزيد من الاستثمار الخليجي في لندن، فالمستثمر الخليجي لا ينظر للربح والخسارة في الأجل القصير، وإنما إلى اتجاهات الأسواق على الأمد الطويل.
وتشهد لندن في الوقت الراهن تراجعا ملموسا في أسعار العقارات سواء كانت وحدات تجارية أو سكنية، فخلال الربع الأول من هذا العام انخفضت أسعار المنازل في العاصمة البريطانية بنحو 3.2 في المائة، وهو أسرع تراجع سعري تشهده لندن منذ تسع سنوات.