الفرق بين الإدراك الحسي والإدراك العقلي

معلومات عن الإدراك الحسي والإدراك العقلي اهتم العلماء قديما وحديثا بالانشطة العقلية والفكرية التي يمارسها الانسان في المواقف الحياتية المغيرة كالتفكير، والانتباه، والادراك، والتذكر وغيرها الكثير؛ حيث كان للفلاسفة القدماء الكثير من المساعي في توضيح تلك النشاطات العقلية، وفي ذلك الحين استمر العلماء المسلمون والفلاسفة والمفكرون اثناء العصور المتعاقبة وضع النظريات المفسرة لها.[١]

ومن الجدير بالذكر ان انفصال علوم النفس عن العلوم الفلسفية في العصر الجديد ادى الى التمدد في ميادين التركيز، والبحث في المعرفة البشرية واليتها، ليبدو بهذا معرفة المعرفة ضمن العلوم النفسية، والذي يعلم بانه العلم الذي يهتم بدراسة الية سير العمليات العقلية بجميع مستوياتها، وطرق توظيفها، وتنظيمها، وكيفية النفع منها، بالاضافة الى طرق معالجة البيانات خلال قيام الشخص بعمليات التذكر، والادراك، والتفكير، وحل المشكلات، وغيرها.[١]

وقد عرف القلة علم النفس المعرفي بانه العلم الذي يعنى بالعمليات العقلية التي يقوم بها الشخص نحو استقبال البيانات المغيرة وطرق معالجتها وترميزها وتخزينها ومن ثم استرجاعها نحو الحاجة، ومن ابرز تلك العمليات عملية الوعي التي فصلها معرفة النفس المعرفي واهتم بدراسة مختلف انواعها وجوانبها.[١]

تعريف الوعي كعملية عقلية

ظهرت في معرفة المفس الكثير من التعاريف المغيرة لعملية الوعي على نحو عام، ومن اهم تلك التعاريف ما يلي:[٢]

  • هو عملية عقلية يتم من خلالها تعرف الشخص على محيطه الخارجي، عن سبيل استقبال المنبهات الخارجية بحواسه، ومن ثم تاويلها وتفسيرها حسب الاتجاهات الذاتية.
  • هو عملية من العمليات النفسية التي يقوم الشخص من خلالها بالتعرف والوصول الى معاني الافراد، والاشياء، والمثيرات المختلفة، وفهم دلالاتها، بترتيب المثيرات الحسية وتفسيرها وصياغتها في وحدات مستقلة تحمل معانيها المخصصة بها.
  • اما التعريف الشامل للادراك فهو: عملية عقلية نفسية، تعاون الانسان على علم عالمه الخارجي، والوصول الى معاني ودلالات الاشياء، وهذا عن سبيل ترتيب المثيرات الحسية، لتفسيرها وصياغتها في كليات ذات معنى.

الفرق بين الوعي الحسي والادراك العقلي

تظهر الفروق بين الوعي العقلي والادراك الحسي من اثناء التعرف عليهم، ومن اهم البيانات التي تفصل تلك المواضيع ما يلي:

الادراك الحسي

توضح النقاط التالية معنى الوعي الحسي وخصايصه:[٣][٤]

  • يعرف الوعي الحسي بانه عبارة عن مجموعة الاستجابات الكلية للمنبهات الحسية الصادرة عن المثيرات الخارجية المختلفة، والتي يستقبلها الشخص عن سبيل الاعصاب الحسية المتواجدة في الاعضاء الحسية.
  • تتم عملية الوعي الحسي حصيلة لاستثارة وتحفيز الاعضاء الحسية، عن سبيل المنبهات الخارجية؛ بحيث تعمل على ترجمة وتفسير الاحساسات الخارجية الى مدركات من اثناء الخبرات السابقة، اي ان توضيح وادراك الانطباعات الحسية يكون اعتمادا على الخبرات والمعارف المخزنة في الذاكرة سابقا.
  • يمكن القول ان عملية الوعي الحسي هي عملية عقلية حسية انفعالية بالغة التعقيد؛ حيث انها تتداخل مع الشعور، وعمليات التذكر، والتخيل، والانتباه، والوعي، واللغة.
  • يرى القلة الوعي الحسي على انه الشعور والشعور بالاشياء كالمنبهات المادية، وفي ذلك الحين يشمل ادراك الاشياء العينية بمسمياتها وابرز مهامها الجوهرية، وفي ذلك الحين يشمل المعاني المغيرة واشكال الصلات التي تحكم بعض المثيرات المادية.
  • من المحتمل توضيح مفهوم الشعور على انه نقل المكونات الاولية لعملية الاحساس ويكون هذا بايصال المنبهات من اعضاء الحس عبر الاعصاب الحسية الى الدماغ، ويظهر ان اضافة الصور الذهنية لخلق معان ذاتية او عامة لتلك المنبهات يجعل من الشعور عملية ادراكية حسية.

الادراك العقلي

تتجلى الفروق بين الوعي الحسي والعقلي من اثناء التمدد في مفهوم الوعي العقلي، ويظهر هذا من اثناء النقاط الاتية:[٥]

  • ان الوعي العقلي هو ادراك المفاهيم، والمسلمات، والحقايق، والمعاني الكلية العامة، كمفاهيم الحياة والمنطق، فهو من ابرز ما يميز الانسان عن بقية الكاينات الحية، كما ان الوعي العقلي هو من اعمال الذهن والدماغ، والذي يعد هو المسوول عن تكوين المفاهيم العامة المجردة والبعيدة عن المحسوسات المادية.
  • اطلق القلة مسمى الحس الباطن على مفهوم الادراك العقلي وتم شرحه من اثناء كيفيات النفس المخصصة بالمعاني المجردة، او ما يطلق عليه الوجدانيات الداخلية ويكون هذا عن سبيل المحسوسات العينية التي تعتبر من معدات تلك النفس.
  • يعتبر الوعي العقلي عملية عقلية تقوم على استنباط واستخراج المعاني الكلية المجردة من الصور الخيالية التي تنتج على نحو اساسي من عملية الوعي الحسي والصور الحسية.

عناصر عملية الادراك

تعتبر عملية الوعي من العمليات العقلية المعقدة التي تتداخل بها الكثير من الاسباب الداخلية والخراجية والتي لها الاثر العظيم في سير عملية الادراك، وفي ذلك الحين قسم العلماء الاسباب الموثرة في عملية الوعي الى اسباب داخلية ذاتية وعوامل خارجية بييية، وهي كالاتي:[٦]

العوامل الداخلية

ومن اهمها:

  • الذاكرة: يعي الانسان على نحو مباشر المثيرات او الاشياء التي تعرض لها على نحو سابق، اي المثيرات المخزنة في ذاكرته في دايرة خبراته السابقة، وبمعنى اخر ان عملية الوعي للاشياء والمنبهات المعروفة والمالوفة للشخص تكون اسهل من عملية ادراكه لمثيرات وخبرات ومنبهات جديدة.
  • اتجاهات الفرد: يتضح على نحو اساسي ان ثقافة واتجاهات الشخص وميوله ومعتقداته لها الاثر العظيم في الية ادراكه للمثيرات المغيرة وكيفية تفاعله مع موضوعات العالم الخارجي.
  • الامراض العضوية، والاضطرابات النفسية: والتي لها الاثر العظيم في سير عملية الادراك، فمثلا قد يتاثر الوعي البصري السليم نحو الاشخاص الذين يتكبدون من امراض عمى الالوان وبعد البصر وغيرها.

العوامل الخارجية

هناك العديد من الاسباب الخارجية التي توثر في عملية الادراك، ومن اهمها مبلغ شدة المثير، ومقدار نطاق استيفاء البيانات المطلوبة لظهور مثير معين، وهو ما يطلق عليه عامل الاغلاق، بالاضافة الى اسباب التشابه على نحو المثير وحجمه وسرعته وشدته.