لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-14, 12:08 PM   المشاركة رقم: 141
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم سعادة ورضا من الرحمن
مساؤكم فرحٌ لا يزول
إن شاء الله تكونون بأتم صحة وعافية

اللهم اكتب للمسلمين الخير في كل مكان


,

بسم الله نبدأ

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات



(18)




صمامات طفايات الحريق تتجه عند نافذة تلك الشقة، وإلى الآن هو ينتظر بلهفة، لكن لمَ ينتظر؟ إن كانت غاليةً عليه حقًا فلمَ لا يندفع داخلًا ليبحث عنها؟ أخذ شهيقًا وأعصابه نفدت كما نفدت الحياة في عينيه . . ألا عيناه كوني غطاءً عن قلبه كما كنتِ وكما يجب أن تكوني، ألا عيناه أنتِ مضيتي تعكسين جلمودًا ضعيفًا فلا تُبدي ضعفه أكثر، إنهم يتربصون بي، يُراقبون كلّ حركةٍ في جسدي، أستشعر تلك العيون ولا قدرة لي على العثور عليها، أستشعر تلك العيون ولا مجال للقبض عليها فكوني يا عيناي غطاءً سميكًا. ويا لهفتهم بنزع هذا الغطاء فلا تخونيني وترتفعي.
زفر بنفاد صبر، والجحيم يرتسم في عينيه، إن كان ماضيه هو الأشدّ حرارةً في جسده فلمَ يخاف هذه النار؟ .. الجنون تسلل إليه، الجنون انتشل العقل والحكمة في هذه الأثناء، سيدخل وسيكون من الأفضل لو مات مُحترقًا!!!
تقريبًا النار بدأت بالسقوط رويدًا رويدًا، وسقوطه الأكبر سيكون بانتظار رؤيتها، سيبحث عنها بنفسه، سيُخرجها من بين النيران بنفسه، ,إن كان هناك جنونٌ في نظره فهو في الإنتظار، إن كان هناك صبرٌ فبالتأكيد لن يقترن بالإنتظار، وأيّ صبرٍ يأتي على انتظارِ موتِ عزيز؟ أيّ صبرٍ ذاك الذي يتحلى به في هذه الأثناء؟ إنكِ الأم ما قبل الأخيرة، حيّةٌ للآن كوني، وشخصٌ مثلي لم ينعم بأمٍ حقيقيةٍ كيف عساه يفرط بأخرى؟ كيف عساه التكاسل الآن لإنقاذكِ من حريقٍ تافهٍ بالنسبة له قد يُزيلك من الوجود؟ ..أنتِ ممن زرع الحياة في عينَي، أنتِ ممن زرع الأمل في ذبذبات صوتي، ألا تريدين انتظار راضي؟ ألستِ التي كنتِ مُتيقنةً بتواجده في هذه الدنيا؟ إذن كيف لكِ التفريط به بعد صبرٍ دام خمسة عشر عامًا؟
اندفع للداخل وصراخٌ تصاعد من خلفه، صراخٌ من أفواهٍ عديدةٍ تصاعد الجنون به حتى توهم صوته، صوت العمِ الأب، صوت القاتل الأب، صوت الأخِ الأب، صوت المُجرم الأب، أيأتي الجنونُ في لحظاتٍ بأصواتٍ لأناس تمناهم في لحظات - تمنّي -؟ كان ولازال ممن قذفهم من حياته ولا مجال للعودة حتى في جنونه، لا مجال للعودة فلا تحاول يا سلمان.
اندفع داخلًا من بوابةِ المبنى مُتجاهلًا كل صوتٍ اندفع من ورائه ، " يا رجَال " " يا أخّ " " الحقوه بيدخل " ... كلماتٌ عديدة خرجت من أفواهِ من لا يعرفونه، لكنّ اسمًا واحدًا خرج من فم شخصٍ يعرفه حقّ المعرفة " سلطـــــــــــــــــان "


,


وجهك ضَو ، وجهك نور ، وجهك سعادة ما تنتهي ، وجهك راحة وجهك أمان ، وجهك روح ما تختفي ، وجهك رسم يا سبحان الله ، وجهك جمال منتشي ، حتى عيوني قالت ببعثرة : وجهه لوين ينتمي؟

تمتمت بها بين نوبات هذيانها، بلحنها السريع بعض الشيء والذي اعتادت عليه منه هو. وهو قطّب جبينه ما إن سمع تلك الكلمات ولحنها المحفوظ قي قلبه، لحنها المحفوظ بين طيّات ذاكرته كما كلماتها العتيقة، ألا زالت تذكرها؟ ألا زالت تحفظ تلك الكلمات؟ ألا زات تذكر اللحن الذي صنفته ضمن أجمل المعزوفات حتى بتهوفن لم يصل إلى جمالها كما تقول في " مهايطاتها " الدائمة؟
عجبي منكِ يا جيهان! تظهرين في كلّ مرةٍ كفراشةٍ أخرى غير السابقة، تظهرين في كلّ مرةٍ بحلّةٍ جديدة حتى بتّ أُصدق جنونك.
اقترب منها ما إن سمعها تنادي باسمه، ذكريات ذاك اليوم الأسود خلّفت وراءها العديد والعديد، ورغبةٌ جامحةٌ أصابتها لتُفضفض، لتتحدث قليلًا وتُعاتب، لتنهار حصون الصمت والبرودة الدائمة بينهما، ملّت من حياتها التعيسة وهي التي لا تستطيع صُنع سعادتها من العدم، لا تستطيع تصنع الإبتسامة بينما هي بداخلها عابسة.
كان شبهَ مُتمددٍ بجانبها يستند على جانبه الأيمن، وهي مُتمددةٌ على ظهرها وقطعةُ قماشٍ مُبللةٍ استقرت على جبينها . . . همست بصوتٍ مبحوح : تذكرها؟
ابتسم ابتسامةً باهتة، وكيف عساه ينساها؟ .. أردفت ببحة : كنت دايم تغنيها لي قبل لا أتغطى عنك ... الكل كان يقول عني شينة وملامحي ماهي حلوة بس كنت أردد هالأغنية اللي انت مألفها عشاني، حسيت إنّ كلماتها تزرع فيني ثقة كبيرة ... وبعد ما تغطيت عنك ولا عاد سمعتها منك، حسيت بفراغ كبير ، ترديدي لها ما كان كافي، كنت أحب أسمعها من أخوي وولد عمي اللي أحبه أكثر من كل أقاربي ، ثقتي تزيد، فخري بوجهي الشين في وقت مراهقتي يزيد
والحين مع إنّ ملامحي تغيرت ونضجت إلا انها ما تعتبر حلوة إلا بنظرك انت
أغمضت عينيها بقوةٍ وهو يستمع لها بصمت، وأين الكلمات منه؟ غادرته وفضلّت جعل أذنيه تتلذذان بصوتها المبحوح، منذ مدةٍ لم يتجه حديثهما لمحورٍ غير الحقد والكره، منذ مدةٍ لم يتجه حديثهما سوى للنفور وكأنهما شحنتان متساويتان بينما هما في الحقيقة العكس من ذلك، هما مختلفان، مختلفان فلمَ لم ينجذبا؟
أردفت بهمس : ليه كنت وما زلت تشوفني حلوة؟
اقترب أكثر ليستشعر جسده حرارة جسدها، هما الآن كالماء والنار، حرارتها تلسعه ليتلذذ بها، وبرودته بالنسبةِ لجسدها تلسعها لترتعش ... لمَ تأتي القوانين الفيزيائية عكس ما ذُكر حين يتعلق الأمر بقلبين؟ أليس من الأجدر به أن يتبخر الآن؟ أليس من الأجدر أن يتلاشى تحت وطأة حرارتها القاسية؟ .. أو كان منها أن تبرد وتنخفض حرارتها للدرجة الطبيعية فلمَ لم يحدث أيٌّ من هذان؟
همس بالقرب من أذنها، بصوتٍ انساب كالماء في رقته، بصوتٍ شابه القطرات في وطأتها الناعمة : لأن المعشوق دايم حلو بنظر العاشق، لأن اللي يشوفك هو قلبي ماهي عيوني
لم تفتح عينيها، والأكسجين اندفع بجنونٍ إلى رئتيها، صدرها ارتفع بشهيقٍ قويّ ليهبط بزفير ضَعُف ولم يجد طاقةً تُعيله . . لكن، العبرة في لحظةٍ كهذه جاءت كشوكةٍ في بلعوم الحياء المفروضِ قسرًا في لحظةٍ كهذهِ أُشبعت بكلماتِ غزلٍ منه، الغصة داهمتها لتبكي، لتئن تحت وطأة ماضيها ... هاتفةً بعتاب : ليه طيب كسرت قلبي؟ ليه حسستني بالرخص؟
فواز ، أنا عمري ما حبيتك إلّا كأخ ، بس مو لدرجة إنّي أرفضك أو ما أفرح فيك كزوج ... بس ليه؟ ليه خليت فرحتي تنقص بكلماتك وهروبك؟
تجعد وجهه دون رضا، كومضاءٍ مرّ ذاك اليوم في عينيه، كبريقٍ تلألأ الحزن في شفتيه اللتين ارتعشتا، لكنه وبالرغم من ذلك لم يندم، لم يندم ولمَ عساه يندم؟ هي المُخطئة وليس هو، ماذا كانت تتوقع منه في تلك الحال غير ما فعل؟ ماذا توقعت منه وما ردة الفعل التي ظنتها؟
لفظ بهدوء : أشوف شخص يحاول يغتصب بنت عمي قبل لا تكون حبيبتي، وبكل وقاحة داخل البيت اللي كان فاضي ، ولما أنوي أتكلم قدام عمي باللي صار ترفضين! .. وكأنك تدافعين عنه ، كأنك تخافين من شيء! تخافين نمسكه! أو تنكشفين!!! ... وش تتوقعين تكون ردة فعلي؟ الشكوك قتلتني، نحرتني، تخيلت إنّك انتِ اللي كنتِ رخيصة بالشكل اللي دفعه يتمادى! وش تتوقعين مني يا جيهان؟ وش تتوقين من ولد عمك؟
يومتها أنا ما كنت العاشق ، كنت ولد العم، ولد العم يا جيهان


,


بعض الممرات أُشبعت بالنيران، وبعضها تهاوى سقفها الخشبي حين أُحرقت بعضٌ من أجزائها، وهو أيهتم للخطر الآن؟ كم فقد ولن يحتمل أكثر، وكثيرًا ما يتصنع الرجل القوة حتى مع نفسه، لكنه ضعيفٌ جدًا ليتصنع ذلك أمام نفسه، وكيف للمرء أن يكذب على نفسه؟ حتى المنافقين يكذبون أمام الناس لكنّهم مع نفوسهم لا يكونون إلّا صادقين، لذا هو يعترف لنفسه بكل صدق، هو ضعيفٌ جدًا، يتصنع القوةَ أمام غيره، يتصنع اللا مُبالاة والبرود لكنه مع نفسه صادق ... هو ضعيف، ضعيفٌ جدًا.
وصل للطابق الثالث وهو يسمع خطواتٍ من خلفه لكنه كان يتجاهلها ولا يستدير، صوتٌ ينادي لكنه ينكره، ينكره وكيف عساه التصديق؟ إنه الصوت الذي غدر به فكيف عساه يكون موجودًا الآن ليُنقذه من تهوره؟ إنه الصوت الذي خانَ فكيف عساه يكون هنا مُنقذًا لمن خان ولمن غدر؟
صرخ من خلفه بغضب، وكفه وصلت إلى كتف سلطان لتقبض عليها بقوة، وبنبرةٍ تأجج بها الغضب وشتائمه وكلماته الآمرة هذه لطالما لفظها له حين يكون غضبه في أوج اشتعاله : أنا لما أقولك وقف توقف وانت حمار ... ويييين رايح يا غبي؟؟؟
صدره كان يرتفع ويهبط بانفعال، عيناه متسعتان لا يُصدق ما يسمع، أهو هنا حقًا؟ لم يكن يتوهم صوته ولا مناداته له! لم يكن يتوهم ملاحقته له ليُنقذه!! ... استدار ببطءٍ إليه، وكأن الدنيا أُعتمت في عينيه، وكأن الدنيا غابت عن عقله، لم يعد يرى سواه، كان هو، يقف ووجهه غاضبٌ منه، غاضبٌ من تهور طفله المعهود، رباه أيتوهم وجوده أم أنّ عيناه المُشتاقتان تتوهمان ذلك؟ أيتوهم صوته الغاضب أم أن أذناه المتلهفتان تصنعتا سماع صوتِه؟؟
أغمض عينيه للحظات، وأنفاسه في صراعٍ جنوني، تلفظُ هواءهُ باندفاعٍ خارق، تلفظُ روحه إلى جحيمٍ حارق، يشعر أنّ حباله الصوتية تحتك ببعضها لتُصدرَ صريرًا مؤذي، لا يريد أن يتكلم الآن فهو ليس إلا متوهمًا، لا يريد أن يفتح عينيه حتى تنجلي تلك الصورة الخادعة.
نظر سلمان لوجهه بغضب، وبسخرية : لهالدرجة يائس من حياتك؟ تشتهي الموت يا سلطان؟؟
زمّ سلطان شفتيه، ثم فتح عينيه ببطءٍ ليرى أمامه عمه الغاضب والساخر، يا الله ، لم يكن يتوهم لا صوته ولا صورته! لم يكن يتوهم قدومه، ما الذي جاء به؟ أيعقل أنه يريد إنقاذه؟ أيعقل أنه يخاف عليه؟ .. لا ، لا يصدق ، يستحيل أن يكون هذا هو ما يريد، يستحيل أن يكون هذا ما يريده شخصٌ قتل أخاه فكيف بابنه؟
همس بصوتٍ لا حياة بِه : وش جاي تبيه؟
سلمان ببرودٍ ساخر : جاي أنقذ ولدي من الموت
اصطكت أسنانه بضعف، وعيناه غامتا بمشاعر عديدةٍ لا تريد أن تموت. ليس وقت الضعف الآن، فنبرة السخرية تجلت في صوته كما في ملامحه، وكما توقع فهو ليس هنا لإنقاذه وهل يعقل أن يُفكر سلمان في ذلك، هو هنا يسخر ومن يسخر لا ينوي الإنقاذ!
سلطان بحدة : مشكور محنا بحاجتك ... وياليت ما تقول ولدي تراها تقرف بالدرجة اللي تخليني اشمئز من نفسي
أردف بقهرٍ وهو ينفض يد سلمان بقسوةٍ عن كتفه : وانقلع من وجهي أو ضف نفسك بالنار يكون أحسن
استدار ينوي الذهاب، سيكمل بحثه وهذا السلمان يؤرقه الآن، لكنّ سلمان شدّ على عنقه من الخلف بكفٍ واحدةٍ ليُعيد وجهه لوجهه، وبحدة : ما أروح إلا وانت معاي، رجلي على رجلك وأبوك يا حبيبي تسمع كلامه غصبًا عن خشمك
قال جملته الأخيرة بسخريةٍ لاذعة، لاذعةٍ بالقدر الذي جعل كل خلاياه ترتعش انفعالًا، إنّه الآن يضغط عليه نفسيًا ليضعف أكثر، يستفزه ليظهر بصورةِ الضعيف أمامه، وهو الضعيف حقيقةً فهل يرتجي رؤيته أضعف من ذلك؟
همس بحقدٍ تجلى على صوته : تخسى الا انت تكون أبوي
ابتسم سلمان وهو يرى إمارات القهر على وجهه، ليهمس له بصوتٍ اختفت به السخرية : ليه تبي تنقذها؟ تخاطر بحياتك عشانها! بتكون احترقت بالكامل الحين صدقني
اتسعت عيناه، بهت وجهه للحظات، وكلماته انغرست في عقله، ما الذي يقصده؟ هناك معانٍ كثيرة استشعرها خلف كلماته، أيعقل ان يكون له يدٌ في ذلك؟ أيعقل أن يكون السببُ فيما حصل؟
ازدرد ريقه قبل أن يهمس، بصوتٍ خشيَ صاحبه زيادة محصول سلمان السلبي في قائمته السوداء : وش تقصد؟ ... لا يكون
زفر سلمان ببرودٍ ودون مبالاة، ونظراته تمركزت على ملامحه، باردةٌ كانت تلك النظرات لتنخر عضامه ببرودتها، بركانيةٌ كانت لتقتلعه من جذور العقل، تلبسه الجنون، تلبسته الصدمة بالقدر الذي جعله يُمسك بمُقدمة ثوب سلمان هامسًا دون تصديق : مو معقول .. مو معقول ... انت! انت السبب؟؟
صرخ بقهرٍ وحقد، وعيناه التمعتا بدموعٍ حاول قمعها، أيأتي الآن لينتشل البقية الباقية من أحبائه؟ أيأتي الآن بكل بلادةٍ قاصدًا قلع جذور ليلى من الدنيا؟ : تجاوزت حدودك ... تجاوزت حدودك يا سلمان .. * ارتفع صوته أكثر * ليييييه؟ ليه تقتلها لييييييييييييييييييييه؟ وش سوت لك؟ وش ضرتك فيه عشان تقتلها؟ لا عندها مركز تطمع فيه ولا هي كاشفة سواياك عشان تخاف تفضحك ... ليه قتلتها لييييييييييه؟؟
زفر سلمان بملل، ليرفع يديه يُمسك بيدي سلطان المُتشبثة في ثوبه ينوي ابعادهما، وتلك البرودة استفزت سلطان بالقدر الكافي لجعله يرفع إحدى كفيه ولأول مرةٍ ليلكم سلمان، ليلكم الرجل الذي رعاه لسنين طوال، الرجل الذي أنشأه كما يريد، الرجل الذي كان من المفترض أن يكون الأحنّ عليه والأحب له، وهو بتلك اللكمة يمحي كلّ أثرٍ بقي له في قلبه، تزحزحت كل مكانةٍ له ولم يبقى سوى الحقد، الحقد الذي تولد لينمو الآن أكثر وأكثر.
أيأتي الكره كومضاتٍ حتى يستقر في لحظةٍ ما؟ ... يكرهه، يُجزم أنه يكرهه وكرههُ له تولد منذ عرفه على حقيقته والآن هاهو ينمو وينمو ليصبح ناضجًا، ينمو ليمحي كل أثرٍ حلوٍ مرّ في حياته معه.
والكره يمسح كل شيءٍ ماضي، يُجفف اللحظات دون أن يسعفها بقطرة ماء. انتهينا يا أبي وانتهت قصتنا، انتهينا وانتهت كل لحظةٍ قد ترتفع بها ضحكاتٌ بيننا، انتهينا وانتهى الجسر الممتد بيننا، وأنت من هدمه، أنت من قذفني بعيدًا، أنت من غدر لننتهي بفعل الغدر، انتهينا، انتهينا وهل بعد النهاية بداية؟؟
همس بقهر، بحقدٍ كان صادقًا هذه المرة، دون أيّ غصةٍ قد تداهمه، دون أيّ أسى قد يعتريه وهل ينفع الأسى الآن؟ هل تنفع الأمنيات بكون كل هذا كابوسٌ في منامٍ لعينٍ سيستيقظ منه؟ : حقير، مجرم ... بدفعك الثمن، صدقني بخليك تآكل أصابعك من الندم يا حقيــــــــــــــر
ابتسم ، وتلك الإبتسامة كانت تحمل الكثير من السخرية، ابتسامةٌ ضاعفت من قهره، من حقده، من كرهه الوليد له.
استدار سلمان برأسه بعد أن كان للكمته الأثر ليُدير وجهه جانبًا، هامسًا باستفزازٍ ساخر، عاتب : كذا يا سلطان؟ كذا تعلمت تتعامل مع أبوك؟؟
ولا زال يُمارس ضغطه عليه، لكنه الآن لن يُفيد، لن يُفيد فسلمان الأب انتهى، انتهى من قلبه، انتهى من عقله، ولم يبقى سوى سلمان العم الغادر والقاتل.
سلطان بحدةٍ حاقدة وهو يُخفض يديه : حاشاه أبوي تكون في مكانته ... حاشاه يكون بنفس القيمة الحقيرة اللي انت فيها!
تقتلها؟ تقتلها يا سلمان؟ لهالدرجة وصلت فيك يا رجّال يا قوي؟ تطلّع مواهبك على مرة؟؟
سلمان ببرود : وش تهمك فيه؟ ترى زوجها راح من قبلها وأكيد هي ودها تلحق فيه
ما إن أنهى جملته تلك حتى تلقى لكمةً أخرى من سلطان ليرتفع ضحكه عاليًا وعاليًا، ليرتفع من بين النيران المّارة من حولهما دون أن تكون وصلت إليهما بعد.
سلطان من بين أسنانه وضحكهُ يستفزه أكثر : وعمي راضي بعد! .. قتلته؟ ... وبكل جراءة تقولها قدامي، بكل جراءة تتكلم وناسي إنّي أقدر أفضحك وأرميك بالسجون؟؟!
توقف ضحك سلمان فجأة، ومن ثم نظر لملامح ابن أخيه بحدة، ونارٌ اشتعلت فجأةً في عينيه، وحشٌ نهض ليصبح سلطان فجأةً يلاصق ظهرهُ صدر سلمان وذراعه التفّت خلف ظهره بقوةٍ تحت وطأة كف سلمان القوية.
شدّ سلمان على معصم سلطان أكثر وهو يهمس بخفوتٍ قرب أذنه : تهددني؟ تهددني يا ولد فهد وناسي انّي عايش 15 سنة بأمان وبدون ما أحد يقدر يمسكني بتهمة قتل قديمة وبايخة؟ تهددني وأنا اللي أقدر أطلّع نفسي من أيّ مشكلة مثل ما تطلّع الشعر من العجين!!
هه .. شكلك ما عرفتني كويس يا سلطان، ما عرفت اللي تحكي معه بهالطريقة عشان تحسب له ألف حساب
زمّ سلطان شفتيه بغيظٍ وهو يشعر بالعجز في تحرير ذراعه من يد سلمان القوية، ونار الغضب اشتعلت في صدره لوصفه لتلك الجريمة بـ " تهمة قتل قديمة وبايخة " .. أأصبح قتله لوالده تهمةً " بايخة " كما يقول، أأصبحت جريمةً لا معنى لها؟؟
وذاك أكمل بهمسٍ بارد : بطلع من هالمكان … ولازم تطلع انت بعد معي .. لازم ما تموت الحين، مو الحين


,


بين الأطفال كانت تجلس على الأرض، تاركين مقاعدهم كما يحبون في حصتها هي، وهي تاركةٌ لمكتبها لتمتعها بالجلوس معهم على الأرض، يا الله كم تعشق الأطفال، لم تمضي سوى خمسة أيامٍ على بدئها لعملها لكنهم تعلقوا بها جدًا لمعاملتها الحنونة معهم، وهل توجد معاملةٌ أخرى مع الأطفال غير هذه؟
هاجمتها فجأةً صورة زياد لتتلاشى ابتسامتها الدائمة مع أطفالها هنا، كيف تقرّ أن لا معاملة مع الأطفال سوى هذه وهي التي تكره زياد بالقدر الذي يجعلها تتمنى ابتعاده عن محور حياتهم، أن يبتعد عن والده حتى!
زمّت شفتيها وهي تنفض أفكارها تلك، وأحد الأصوات الصغيرة اقتلعتها من أفكارها : استاذه ديما
انتبهت لتنظر للطفلة الجالسة بجانبها وأمامها كراسةُ رسم، لتبتسم لها بفتورٍ هاتفة : نعم حبيبتي
الطفلة : شوفي رسمي حلو؟
قابلت الطفلة بابتسامةٍ نقية، وبإعجاب : الله .. حلوة كثير حبيبتي ، شاطرة
ابتسمت الطفلة بفخرٍ وشهادة معلمتها تُنمي ثقتها أكثر وأكثر، بينما أكملت ديما جولتها بين الأطفال وهي تحاول نزع صورة ذاك الطفل المكروه من قبلها من رأسها.


,


للتو انتهت حصّة التاريخ المُفضلة لديها، وهي المعروفة باجتهادها عوضًا عن شقائها وعنادها الدائم مع معلماتها.
سمعت صوت صديقتها الجالسة بجوارها تتحدث معها بضحكة : شفتي أبلة مزنه ، وأخيرًا بدّلت شوزها
ضحكت غيداء بشقاء : حسبي الله عالعدو ، ما تتركين الحش في خلق الله
صديقتها نجوى : عشتو .. غيداء بقدر جلالتها وعظمتها تقول هالكلام
تنحنحت غيداء بفخر : اسكتي بس أنا تطوّعت .. كلمة ثانية منك عن الأبلات وبنشر في المدرسة انك خارجة عن الإسلام
لتتبع كلامها ذاك بضحكةٍ مُجلجلةٍ وتلك كشرت بوجهها : انتِ آخر وحدة ممكن تتطوّع
غيداء : ليه؟ تنتظرين اللحية والثوب القصير!
نجوى : لا أنتظر اللسان المُتنعم بذكر الله وانتِ الصادقة
هزّت غيداء رأسها بالنفي في حركةٍ تمثيلية وهي تُغمض عينيها : الله يثبتنا على طاعته ويلهمنا الذكر في كل الأوقات
نجوى : آمين .. والله انك محتاجة هالدعوات الله يهديك بس
فتحت غيداء عينيها لتنظر إليها بترفّع : نعم نعم!
اعتدلت نجوى بسرعةٍ وهي تهمس : اسكتي اسكتي وصلت أبلة الدين
اعتدلت غيداء وهي تستشعر الهيبة المُتدفقة من تلك المعلمة، مما يجعلها تحترمها ليس لهيبتها فقط، بل للبشاشة المتعلقة في ملامحها وطريقة معاملتها لهم.

من خلفهم بصفوف، تحديدًا الصف الأخير، تجلس وبجانبها أخرى تطابقها في صفاتها لكن بشكلٍ أرحم، ونظام صفهم يقوم على أن تجلس كل اثنتين بجانب بعضهما، بالرغم من أنّ هذا النظام انتقده الكثير من المعلمات بسبب شغب هذا الصف تحديدًا إلى أنهم لطالما قاموا بإشعالِ - مُظاهراتٍ - كما يُسمونها بمبالغةٍ منهم حتى تتراجع الإدارة عن قراراتها دائمًا.
همست سارة بخبثٍ للجالسة بجوارها : تدرين يا العنود ، والله لو نكسبها بنحصّل من وراها فلوس وش كثرها
العنود : تقصدين غدو البزرة؟؟
سارة بخبث : اي ، حالتها مناسبة، لا تنسين إنها الحين ماهي بعذراء، ولو حشّينا راسها شوي وأقنعناها أكيد بنحصل من وراها مكسب
قلّبت العنود ملامحها، وكلام سارة لا يروقها : حرام عليك سارة، البنت طفلة ، وبعدين وش دراك إنها ماهي بعذراء؟ لا تنسين إنّ القصة متداولة من مجموعة بنات حتى إنها ما انتشرت بشكل كبير، وهذا ما يدل الا على إن القصة كلها كذب
سارة بإصرار : لا انا متأكدة ، لأنها بنفسها متصلة علي وقاصّة علي سالفة عشان تفهم اللي صار لها .. في البداية صدقت قصتها الكاذبة بس بعدين فهمت لما سمعت الحكاية الحقيقية من البنات ، وتدرين وش اللي قالته؟
ثمّ بدأت تقصّ عليها ما قالته لها تفصيلًا لتُفهمها أنها حقيقةً ليست عذراء!


,


تتصفح مجلةً بين يديها من شدة مللها، وفي أثناء تصفحها جذبها عنوانٌ باللغة الفرنسية في جانب إحدى الصفحات
( إعلان للتسجيل في نادي الحورية الإسلامي للنساء ) - نادي الحورية = اسم وهمي -
شدّها العنوان، وحين قرأت المحتوى جيدًا علمت أنه نادٍ رياضي للنساء فقط، إسلاميٌّ وهذا ما شدّها للموضوع أكثر، جيد ، ستجد ما تتسلى به.
فجأةً تذكرت ليان لتعبس بملامحها، ومن سيهتم بها إن هي فكرت في نفسها قبلًا، تأفأفت وهي ترمي المجلة جانبًا، حياتها أصبحت مملةً جدًا، تتمنى لو لم يُغادروا الرياض لتصبح حياتهم على هذه الوتيرة الخانقة، نظرت للساعة ووالدها في هذا الوقت دائمًا ما يكون في الخارج، إذن لمَ لا تأخذ ليان وتخرج!
لكنها تذكرت فجأةً أمر والدها لهم بعدم الخروج من دونهم بعد ما حدث لها آخر مرة .. يـــــا الله! ستختنق من حياتها هذه.


,


صوته يثير الإشمئزاز، أنفاسهُ مقرفةٌ كما هو، كفه المُمسكة بمعصمه يشعر أنها ليست سوى نجاسةٍ تشبثت به، باختصارٍ كلّه يثير الإشمئزاز، والعزاءُ الوحيد يا أبي أنه يشبهك في ملامحه، العزاء الوحيد أن له ذات الملامح، كم من العقود يحتاج ليتجاوز هذا الشبه؟ كم من الضربات اللازمة والموجهة إليه حتى ينسى شبهه لوالده في ملامحه بعيدًا عن الصفات؟
وهو الذي كان يفتخر به، وهو الذي كان يقول له : شبيه أبوي
شبيهه حتى في الصفات كما اعتقد وها قد جاء العَام الذي جعله يدرك مدى الإختلاف. إلهي كيف كنتُ قد أهديتُه لقب الأب وهو لا يستحق؟ كيف ذلك؟ .. النار تصهر قلبه، صدره يحترق، عيناه تنصهران بملحٍ صلبٍ لا يريد الذوبان، وأنت يا سلمان لست إلّا مثالًا من صنف شبيهي البشر، من لا يحقّ لنا البكاء عليهم أو بالأحرى من لا يحقّ لهم التنعّم ببكائنا، لست إلّا سحابة صيفٍ سأتجاوزها، أقسم لكَ سأتجاوزك، سأتجاوزك.
سلطان بهمسٍ حاقد : ماني بطالع الا وهي معي … أو الموت أفضل دامك تبي حياتي الحين
ابتسم سلمان ابتسامةً صغيرة، ليهمس : محتاجينك … فوق ما تتصور يا الغالي ، وحياتك الحين مهمة
أداره بسرعةٍ ليلكمه في معدته بقسوة، وبصوتٍ بارد : تدري يا سلطان ، تدري لو قلت لك إنّك غالي عن حقيقة ، و 15 سنة في الواقع ماهي قليلة، بس أنـا أشتغل على أساس مبدأ واحد … نفسي نفسي!
ونفسي قبلك يا سلطان .. مالك لزوم لو كنت بتشكل عليها خطر … بس مو الحين موتك، مو الحين تدري ليه؟ … لأنّ نفسي محتاجتك
لم ينتظره ليبدأ بالدفاع عن نفسه، بل سدد له لكمةً أعنف حتى يُضعفه، وسلطان انحنى ليضع كفيه على معدته، ليردف سلمان وهو يقبض على كتفه بإحدى كفيه بقوة : الحياة تعتمد على أساس واحد … البقاء للأقوى وبس
وانت ضعيف، عاطفتك تحركك، وهذي العاطفة ما تنفع في قانون الحياة … البقاء للأقوى، للأقوى يا سلطـــــان


,


كان يُحدثها في الهاتف وابتسامةٌ تعلو محياه، وتلك الأم منذ أيامٍ تطلب منه ذات الطّلبِ وهو بالرغم من كون الموضوع راق له إلّا أنه لا يعلم ما رأيها هي.
علا بإصرار : طيب دامها هي خجلانة منك أنـا بكلمها عنك
شاهين يومئ برأسه والفكرة حازت على إعجابه، لربما إن حدّثتها أمه ستوافق .. ابتسم بخبث … وهذا ماهو يريد، لن يبقى كالمعتوه يترقب تقبلها له، لكنه أيضًا لن يتحلى بالقسوة معها وهذا ماهو مستحيل في قاموسه : طيب يا نظر عيني كلميها ما عندي مانع .. مشكلتها خجولة وبالحيل ترد على اتصالاتي
علا بحماسٍ بعد موافقته : من عيوني حبيبي اليوم أكلمها
شاهين بابتسامة : تسلملي عيونك يا الغالية … يلا أستأذنك عندي مرضى ينتظروني
أغلق وابتسامته تُزيّن ثغره، وهل سينتظرها أكثر حتى تتقبله؟ وخير وسيلةٍ للدفاع هي الهجوم، ضحك بخفوتٍ وهو يتذكر تلك المقولة، منذ متى أصبح الزواج حربًا يا أسيل؟ .. جعلتني أبدو كمجنونٍ في الحب بينما أنا في الحقيقة لستُ بعاشق، لكنّ ذلك لا يجعلني أُنكر أنّ لك مكانًا ما في قلبي جعلني أتمسك بك.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 11-09-14, 12:15 PM   المشاركة رقم: 142
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



رُبع ساعةٍ مرّت بعد اتصالها به، والتوتر أصابها حتى أن أطرافها لم تتوقف عن الإرتعاش وإلى الآن، أليس هذا ما كانت تريد؟ أليس ما كانت تنتظره منذ البداية؟ .. إذن لمَ تشعر بالتراجع الآن؟ لمَ تشعر بالخوف؟
لا لا ، لن تتراجع، هي أرآدت الإبتعاد، أرادت أن تكون مع من هم أهلها بالدم وليس فقط بالتربية أو بالرضاع، وكما يُقال " عمر الدم ما صار ميّه " .. فـ هم وإن كانوا قد رموها مرةً إلا أنها في النهاية ابنتهم وستعود لهم.
أغمضت عيناها بقوةٍ وأسنانها وطأت على طرف شفتها السفلى، والسُفلى هي المحكومة دومًا بالألم، هي المحكومة دومًا بتحمل وطأةِ من هو أعلى منها، كما هي! .. كانت الأقلّ مكانةً والسُفلى هناك بين عائلتها الحقيقية ليرموها ويتخلصوا منها، كانت السُفلى لتعيش بقيةَ حياتها تائهةً لا تعرف من هي، والآن هي السُفلى لتُظلم تحت وطأةِ هالة القاسية! ظلمتها وأيما ظلمٍ هذا، ظلمها لها كان أقسى من ظلم والدها لها، ظلمها لها استمر لسنين طوالٍ بينما ظلم والدها انتهى فهي لم تكن تعرفه أصلًا لتشعر بظلمه، انتهى بزجها في ميتمٍ وقد كان أرحم من هالة التي يتّمتها بينهم، جعلتها كاليتيمةِ منهم وهي ابنتهم.
استنشقت القدر الكبير من الأكسجين وصدًا لصوتٍ ميتٍ ينادي بالكبرياء داخلها، ينادي بالحفاظ على بقايا رماد كبريائها المُحترق، أتذهب مع من كاد يُنهيها مرةً؟ أتذهب إلى من رموها سابقًا؟ أم أنّ بقاءها هنا بين من أخفوا أنها ابنتهم وبالتأكيد شعروا بالحرج منها أفضل من ذهابها مع أدهم؟
معهم ، قد تعيش ما تبقى من عمرها في حنان، لكن أحنانهم يمحي الماضي؟ أحنانهم يُنسيها كل هذا؟ كيف سيُقنعون المُجتمع بأنها ابنتهم بالرضاع؟ وهل سيصدق أحدٌ ذلك وأميرة قد أعلنت أمام النساء أنّها ستتزوج بمن هو - أخاها -
أصبحت مُقيّدةً والأمر لا حلّ له، لذا من الأفضل لها الرحيل حتى لا تُحرجهم قبل أن تُحرج نفسها.
وهي مع أدهم سيكون لها فرصةٌ عظيمة في جعله أفضل، في جعل حياتها أفضل والفرص معه أكبر من الفرص مع عائلةٍ احتضنتها طوال عمرها والآن حُشرت في زاوية كذبةٍ أُخفيت لسنين وسنين حتى لا تكون هناك فرصةٌ للحل.
وقفت والإصرار يشقّ طريقها إليها، ستنزل لهم وتخبرهم قبل أن يأتي أدهم وتكون الصدمة أعنف وعدم التصديق وارد.
تناولت " آيشارب " زهري لتلفه على رأسها دون أن ترتدي أيّ عباءه، ثم اتجهت للباب لتفتحه وتشقّ طريقها للأسفل، وفي طريقها وجدت هديل أمامها.
اتسعت عينا هديل ما إن رأتها قبل أن تبتسم بفرح : وأخيرًا طلعتي من غرفتك؟ قــ..
قاطعتها إلين بجفاف : وينه عمي عبدالله؟
انتبهت هديل لمناداتها لوالدها بـ " عمي " لكنها لم تُعلّق على ذلك، لتهمس : في المجلس مع عمتي أميرة
أميرة! … باتت تكره هذا الإسم كثيرًا، بالرغم من أنها ممتنةٌ لها لأنها كانت السبب في كشف الحقيقة، لكن ألم تكن هناك طريقةٌ أفضل لذلك؟ ألم تكن هناك طريقةٌ أفضل تخرجهم بأقلّ خسائر؟ يا الله كم بدأ كرهها لهالة أيضًا يتسلل رويدًا رويدًا إلى قلبها، وهل هناك من سيقول لها " لا حقّ لكِ بهذا الكره"؟ ... التربية ليست كلّ شيء، فهي كُشفت على حقيقتها المرّةِ أخيرًا، عرفت من هي بالنسبة لهالة التي وبالرغم من أنها كانت مُحبّةً لها بالقدر الكبير إلّا أنها تبقى كالعديد تخجل منها وتمقت مكانتها في المجتمع.
زفرت بضيقٍ وهي تتجاوز هديل لتتجه للمجلس، والأفكار العقيمة تهاجمها دون هوادة، تُسعفها بالكثير من الجرَاح دون أن تُسعفها بالدواء! مُشكلةٌ دون حلْ، متاهةٌ دون مخرج، قيودٌ دون أغلالٍ مرئية! ويا خيبتها بقيود تلك الحياة، تخنقها، تلتف على عنقها حتى تقترب من الموت دون أن تلمسه، دون أن يُسعفها بالإجابة عليها بالموافقة على أخذها إليه، إلهي إنّ الموت أرحم فأسعفها به، الموت أرحم من هذا كله، أرحم من هذا الظلم وهذا القمع، إنها تسقط في حفرةٍ لا نهاية لها، تضيع في متاهةٍ لا خروج منها، تبحث عن قطرةِ ماءٍ ولا تجد إلّا السراب، وحياتها في راحةٍ هو السراب بعينه!
عضت شفتها وهي تقترب من الباب بغصّة، هل ستيأس الآن؟ من المفترض أن تتأمل في حياتها القادمة، من المفترض منها أن تنتظر راحتها في الأيام المقبلة، وهل عساها ترتاح الآن مع كومة أفكارها هذه؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها وهي تُحرّك مقبض الباب لتفتحه، ثم دخلت لترى عبدالله الجالس بجانب أخته والذي ما إن رآها توقف عن الحديث.
عبدالله بصدمة : إلين!! * ثم أردف بابتسامة * ياحيّ هالوجه، تعالي تعالي حبيبتي
دخلت بصمتٍ وكلماته وأسلوبه الأبويّ يهز أعمق أعماقها، يُضعفها وكيف عساها الصمود أمامه؟ كيف عساها الصمود وهو لا يفتأ يُغرقها بحنانه.
همست وابتسامةُ أسى تجلّت على شفتيها رغمًا عنها : بغيتك بكم كلمة
عبدالله وابتسامته لم تختفي : وانا تحت أمرك، كم إلين عندنا! …. تعالي حبيبتي، تعالي اجلسي
أشار بكفه إلى المكان بجانبه، كانت ستتجاهل طلبه وهي إلى الآن ليست معتادةً على أن يكون والدها، لكنها في ذات الوقت لم تُرد جرحه وهي التي لا تقوى على ذلك، كما أنها ستترك بيتهم اليوم وتريد إبقاء بعض الذكريات الجميلة معهم.
اقتربت منه لتجلس بجانبه، ولأولِ مرةٍ تمتدّ يده ليلفّ ذراعه حول كتفها منذ كبرت وبُنيَت الحواجز الدينية بينهما، حينها ارتعش جسدها وكأنه أمرٌ غريبٌ عليها، بل هو بالفعل غريب، لأول مرةٍ تشعر ببشرته عليها، لأول مرةٍ تشعر بثقل ذراعه على كتفها، وآهٍ كم هو مؤلمٌ أن تكون المرة الأولى التي يلمسها فيها والدها، آهٍ كم من الحسرة أصابتها لحرمانها من هذا الحنان الملموس أعوامٍ وأعوام، ألم تقل بأن الراحة والسعادة تعاكس طريقها بعيدًا عنها؟ ألم تقرّ على ذلك؟ وهي التي ستبقى تقلّبُ حسراتها ذات اليمين وذات الشمال، لن تنتهي هذه الحسرات، لن تنتهي ومن يعلم لربما ستتضاعف في الأيامِ القادمة!
عبدالله : وش عندك يا بنتي اسمعك
ابتلعت ريقها قبل أن تنظر لأميرة بصمت، ولا جرأةَ لديها لتقول مافي جعبتها أمام اثنين فيكفي واحدٌ اعتادت عليه سنين بينما أميرة لا تعرفها إلّا من باب قربهم لها.
فهمتها أميرة وفهمها عبدالله، لتنهض خارجةً من المجلس دون اعتراضٍ لرغبة إلين في الحديث معه بمفردهما.
نظر إليها عبدالله مجددًا بعد أن كان يتتبع أميرة : هاه وش هو الموضوع؟
إزدردت ريقها، والقلق يداهمها من ردة فعله، التردد يهاجمها في وقتٍ غير وقته، كيف ستكون ردة فعله إن علم أنها كانت تخدعهم لسنةٍ كاملة دون أن تخبرهم بالحقيقة، كيف ستكون ردة فعله وهي التي عاشت معهم كابنة حرامٍ دون أن تكون متيقنةً من عكس ذلك حقيقةً.
همست بترددٍ ويديها تفركان بعضهما في حجرها، بينما عيناها مُتجهتان للأسفل : بغيت أقول .. انه .. أنا
كلماتٍ قصيرة مُتقطعة كانت تلفظها ببطء، بترددٍ كبير، بخوفٍ أعظم، صدرها يرتفع ويهبط في توترٍ شديد، وهو بقي يراقب بصمتٍ دون أن يقول أيّ حرف، إلى أن لاحظ امتداد فترة صمتها، ليهتف وهو يمد يده يمسك إحدى كفيها بحنان، وذراعه الأخرى اشتدّت حول كتفيها : خايفة؟ مو راضية تصدقين اللي صار؟
أنا مثلك ما كنت بصدق، كذّبت اللي قالته هالة في البداية لأنّه شيء مو معقول، شلون سكتت؟ شلون رضيت بهالشيء؟
بس ما كان لي إلّا التصديق، وشك بسيط في هالموضوع ينفيه من أساسه ... أميرة كانت شاكة من البداية، تدرين إنّها شافت هالة مرة وهي ترضعك بصغرك مثل ما قالت لي!!!
اتسعت عيناها بصدمة، وتشنج جسدها للحظات، بينما عبدالله شدّ على كفها أكثر حين شعر بتشنجها، ليُكمل : يومها هالة ارتعبت، واللي مو داخل مزاجي للحين سبب خوفها ذا، حلفت لأميرة إنها المرة الثانية اللي ترضعك فيها، وبتكون الأخيرة أو تكمل وتعلن عن رضاعها لك
أميرة مشّت السالفة، واللي ما كانت متأكدة منه هو إن كانت هالة وقتها صادقة في عدد الرضعات أو لا
ارتعشت شفتاها، ودمعةٌ خائنةٌ سقطت من عينها اليُسرى، وكم آلمها ما سمعت، لمَ أرضعتها إن كانت لا تعتزّ بذلك علنًا؟ لمَ كانت بكلّ تلك الأنانية والقسوة؟ أليس لها كامل الحق ألآن في كرهها؟ وفعلتها هذه محت كل أمرٍ جميلٍ كان بينهم سابقًا، محت كل ذكرى قد تبقى في قلبها، محت كل ما كان يجمعهما من حبٍ وحنان، حتى شكها السابق بها وبابنها لم يأتِ بذات الوطأة الآن، لم يأتِ بذات القسوة كما الآن. أواهٍ إنّ الجرح يغرس جذوره في قلبها أكثر وأكثر، يستحلّ كل جزءٍ من خلاياها كبكتيريا عجزت كراتها البيضاء عن قتلها، عجزت مناعتها عن احتمالها فماتت! ماتت وجعًا لم يختفي حتى بعد موتها!
ابتسمت بألم، بحزنٍ ساخرٍ على حالها، وكفها المُتحررة من كف عبدالله ارتفعت لتمسح دمعتها الخائنة تلك بعنفها الذي ترجّل داخلها، وعيناه كانتا تتابعان دمعتها تلك قبل أن تمسحها بأسًا وقهرٍ من زوجته القاسية تلك، كيف هان عليها ظلمُ يتيمةٍ كـ إلين؟ كيف هانت عليها تلك القسوة دون أن يرفّ بها جفن؟ لكن ، أليس هو قاسٍ أيضًا؟ ألم يكن سابقًا لا يُطيق تواجدها؟؟ ... لكنه ليس كهالة، لم يؤذها يومًا كما آذتها هالة، كرهه لها لم يتعدى سوى التجاهل، بينما غضبه ورفضه لها ما كان يظهر إلا حين يكون وحده مع زوجته بعيدًا عن تلك الطفلة.
لفظت إلين، بصوتٍ خرج واثقًا هذه المرة، يبحث في جميع زوايا روحها عن كبريائها الجريح والذي لن تسمح بنجاح اغتياله : إذا كانت تحسّ بالحسرة والندم لأنها أرضعتني، تحسّ بالخجل مني، فـ أنا بريحها، بطلع من هنا وعايلتي أولى فيني من شخص ما يبيني
لــي أب بيغنيني عنها ، لـي أخ بينسيني هيّ، لــي عائلة يا عمــــــــي، لي عائلـــــــة


,


يجلس على الأرض أمام المبنى الذي انطفأت به النيران دون أن يكون قد أخرجها، دون أن يُنقذها!
أنفاسه تتصاعد، صدره يرتفع بقوةٍ ليهبط بعنفٍ أشد، عيناه المُتسعتان تمركزتا على الأرض وشماغه كان قد رماه قبل أن يندفع داخلًا والآن هو بين يديه!
إستطاع إخراجه بكل سهولة! إستطاع أن يُخرجه دون أن تكون ليلى قد خرجت من قبله!
يديه تنتفضان بعنف الغضب المتأجج داخله، كيف فقد وعيه ليُصبح هنا؟ كيف كان بذلك الضعف المُخزي؟ كيف كان مُثيرًا للشفقة إلى هذا الحد!!!
صرخ وهو يرمي الشماغ في الأرض بشتائم ولعناتٍ لم يهتم لتصاعدها، صرخ بكامل القهر في قلبه وصدرُه بدأ بإحداثِ صريرٍ حتى سعل تحت أثر استنشاقهِ لكمٍ هائل من الدخان الملوث داخلًا.
اقترب أحد المُسعفين منه ليُسعفه، وحين انتبه له سلطان صرخ بغضب : انقلع من وجهي، ما أبي منكم شيء
شعر بكفٍ تستقر على كتفه، وحين استدار رأى عناد الذي وجه نظراته للمُسعف : ابدا في شغلك ما عليك منه
بدا على وجهه الحزن، وعينيه أغلقهما لثوانٍ والغصة تداهمه، وكلمات سلمان ترنّ في أذنيه
( انت ضعيف، عاطفتك تحركك، وهذي العاطفة ما تنفع في قانون الحياة … البقاء للأقوى، للأقوى يا سلطـــــان )
نيرانٌ تتصاعد، تتجاوز المعقول، لا تكلّ ولا تضعف ... إنطفأت النيران التي أمامه لكنّ نارًا أخرى اشتدّ تصاعدها، انتشر دخانها، تخنق قلبه، تُحرق جسده، يتلاشى عظام السكون من فوقها.
رباه! لو كان الأمر بيده لقتله في تلك الأثناء، لو كان الأمر بيده لقذفه في تلك النيران، لو كان الأمر بيده لسلخه من اسم عائلته. لمَ جاء امتحانك لي يا رب في أحد أفراد عائلتي؟ لمَ جاء امتحانك لي في شخصٍ حمل " النامي " وذيّله باسمه، لمَ كل تلك القسوة في اختبارك هذا يا الله؟
شدّ بجفنيه على عينيه وألمٌ يخنقه حد تَجاوزِ الوجع إلى الموت! وحين شعر بعناد يساعده ليقف أبعد يديه عنه بعنفٍ ليقف بنفسه، ودون أن يلتفت بعينيه إلى عناد همس بصوتٍ جفّت الحياة به : ماتت … ماتت يا عناد وأنا وقفت عاجز
ماتت ولا قدرت أسوي شيء
أنــا مثل ما قال ، مثل ما قال … ضعيييييييييييف
نظق الكلمة الأخيرة بيأس، وبتلات القوّة تتساقط دون أن يكون للتويجة أيّةُ قدرةٍ على إنقاذها، تتساقط دون أن يكون هو الغراء الذي يُعيدها واهيةً مُتصنعةً إلى مكانها
ولكم سيشمت فيه أبدًا، البقاء للأقوى كما أسلف قائلًا، وهو الذي يتصنع القسوة وموت قلبه فكيف كان ضعيفًا قبل دقائق؟
كوّر قبضته أمام صدره، هذا القلب يجب أن يموت، يجب أن يمــــوت
سعلُ فجأةً بصوتٍ عالي ليُمسكه عناد من كتفيه بينما كان واقفًا من خلفه : اهدا سلطان ، يمكن طلعت، لا تفكر كثير
سلطان بقهرٍ من بين سعاله : ما طلعت، ما طلعت
دفعه عناد معه إلى سيارة الإسعاف : خلاص أنا بتأكد تطمن ، انت بس خلهم يسعفونك، استنشقت دخان كثير وهالشيء بيضرك
لم يعترض، وهو يشعر بأنه مرهقٌ كفايةً حتى لا يواجههم بالعناد.


,


أهلكها ذاك الحوار، وما إن سمعت كلماته الأخيرة حتى وضعت كفيها على أذنها صارخة : خلااااص فواز واللي يعافيك اتركني من هالسالفة
قطب جبينه مُنزعجًا وهو يقف مُبتعدًا عنها، هاتفًا بحدة : هذي هي انتِ … أنانية بالقدر اللي يخليك تدورين راحة نفسك وتنسين راحتنا مع بعض! بس والله والله يا جيهان إنّي راجع لك في وقت ثاني تكونين فيه أفضل عشان ننتهي من مهزلة حياتنا كذا
إمّا حياة مستقرّة بيننا … أو العكس من هذا وبكون أنا المُسيطر … بدون طلاق، وقلتلك من قبل … الطلاق في شرعي محرم!!!
قال كلماته تلك ثمّ ابتعد عنها راحلًا، وهي أغمضت عينيها بقوة، بإرهاقٍ من كلّ ما يحدث حولها، بيأسٍ يتغلغل أعماقها ولا يكلّ من جرحها، زفرت بجزعٍ ودمعةٌ سقطت لتستقر على الوسادةِ مُشاركةً لها أحزانها.

بينما فواز خرج من الشقة وهو الآخر مُرهقٌ من حياتهما التي ومن المحال أن يُنهيها بالطلاق، زفر بضيقٍ وقلبه يختنق بأفكاره وذكرياته، ثمّ أغمض عينيه بقوةٍ ليفتحهما بعد ثوانٍ، ويده امتدّت لجيب بنطاله ليستخرج هاتفه.
بعد ثوانٍ قليلة رُفع الخط من الجهة المُقابلة : أهلين فروس وينك فيه الحين؟ ..…. لا ما في شيء بس ودي أغير جو شوي ..… فاضي؟ …... أوكي نتقابل في حديقة العرب


,


بعد أن أغلق الهاتف خرج من غرفته ليتخطى الدرجات للأسفل، لكنّ صوت جنان أوقفه عن متابعة طريقه : فارس
استدار إليها مُبتسمًا : عيوني
جنان من الأعلى : وين رايح؟
فارس : طالع مع فواز شوي
عبست بإحباطٍ وهي التي كانت تريد منه أن يُخرجها من جوّ المنزل الكئيب هذه الأيام، وحين انتبه هو لعبوسها لفظ بتساؤل : وش فيك جنو؟
جنان بابتسامةٍ باهتة : ولا شيء يا الغالي كنت أبي أطلع معك بس خلها ليوم ثاني
قطب جبينه وابتسامةُ أسى تجلت على شفتيه : معليش حبيبتي إن شاء الله يوم ثاني
ابتسمت لتودعه قبل خروجه ثم اتجهت لغرفة والدها، وحين أصبحت تقف أمام الباب وقفت لثوانٍ طالت تقريبًا وهي تتذكر ما حدث مع خالها، الأفكار لم تعتقها منذ تلك اللحظة، لكن الإصرار أيضًا لم يعتقها وكل ما تريد معرفته هو سبب ذاك الكره المتغلغل في عينيه لها.
سمعت صوت والدها المرتفع : ادخلي يا بنتي ليه واقفة؟
ابتسمت رغمًا عنها لتدخل، وبمشاكسة : شلون عرفت إنّي ورى الباب؟ مركب كاميرات تجسس مثلًا!!
ناصر المُستلقي على فراشه بينما جسده من الأعلى مرتفعٌ وبين كفيه كتاب : أميّز ريحة الغالية وصوت خطواتها من بين ألف ناس
اتسعت ابتسامةُ الدلال على شفتيها لتقترب منه وتجلس بجانبه، ثم مدّت ذراعيها لتُحيطا كتفيه بدلال
ناصر يبتسم ليرفع إحدى كفيه واضعًا لها على رأسها، والأخرى تحمل كتابًا بجانبه على السرير
جنان بدلال : وش تقرا؟
ناصر : مؤلفات لغازي .. تبين تقرينها؟
جنان : رواية؟
ناصر : لا .. سيرة
امتعضت لتهزّ رأسها بالنفي : تعرفني أتململ من غير الروايات بسرعة
ناصر بضحكة : ما منك رجا .. ليتك تحاولين تتثقفين بشيء غير الروايات
ابتعدت قليلًا وابتسامةٌ شقيّة مرتسمةٌ على شفتيها : تعرفني مجنونة روايات ، ترى هذا بلى ثلاثة أرباع بنات هالقرن، يدورون على الحياة اللي يتمنونها في قراءتهم لهالروايات
هزّ ناصر رأسه نفيًا بأسى : الله يهديكم بس
جنان بمرح : احمد ربك بنتك ما اتجهت لروايات النت … كل البلى فيها ، عاد الكتب فيها شوية ثقافات ونطلع منها بفايدة غير الحب والرومانسية اللي نفتقدها احنا المساكين بهالزمن
ناصر بابتسامةٍ لم يستطع منعها : رومانسية هاه
جنان بمشاكسة وهي تحتضن ذراعه ووجنتها استقرت على كتفه : أصلًا من بعد أبو فارس مافيه رومانسية
ضحك بخفة : يا بكاشة
جنان بصوتٍ سافر بعيدًا، بعيدًا جدًا، إلى تلك الأم العذبة، إلى تلك الزهرة النظرة، همست بصوتٍ يتخلخله بعض الحزن لكن لا يخفى عليه الحنين : يا بختها ام فارس فيك
ابتسم ناصر بأسى، لكنه سرعان ما حاول إزالة الجو المشحون بالحزن ليهتف بمرح : قاعدة تتمصخرين بشيباتي؟
أغلقت عينيها لثوانٍ قبل أن تختفي ابتسامة الحزن المُغلفةِ بالحنين وتحلّ محلها ابتسامةٌ خالطها بعض الشقاء : أنا أصلًا أقريت من اليوم .. انّ بعد رومانسية أبو فارس مافيه .. ونقدر نضيف فارس بعد
ضحك بصخب، وتلك تابعت : أصلًا خلاص مافيه رجاجيل من بعدكم
ناصر بضحكة : الله أكبر .. انتظري بس أوصّل هالكلام لزوجك المُستقبلي
مرّغت وجنتها في كتفه هاتفةً بعتب : أفــا! .. يرضيك تخرب بيت بنتك؟ .. هذا أصلًا لو جاء هالزوج ، انتظر بس يجي ومن عيوني أغيّر نظرتي في الرجاجيل ، شكلي بعنّس ولا جاني هالنصيب
ناصر بابتسامة : الله كريم يا اللي ما تستحين ، تتكلمين كذا قدام أبوك
ابتعدت عنه قليلًا لترفع كفيها في استسلامٍ مرح : مو ذنبي انت اللي فتحت السالفة أول
تحوّل وجهه فجأةً إلى حُزنٍ ما أنهش روحها قبله لتنتفض مُقتربةً منه، حُزن عينيه اتجه لعينيها تلقائيًا، اتجه لقلبها ومن ثمّ وجهها دون سابق إنذار، وهذا هو مدى ارتباطها به، قد يصل الأمر دون مُبالغةٍ لأن تموت من أجله، قد يصل الأمر إلى أن تقبّل الأرض لتبتعد الأحزان عنه، وحُزنٌ يغلف عينيه ماذا يُسمى؟ إنّه خنجرٌ يُغرس في صدرها، سمّ يفتك بها، نارٌ تحرقها، وأنا يا والدي سأكون النور لكَ إن حلّ الليل على روحك، سأكون الدواءَ إن أصابك أفةٌ ما.
همست بغصة : وش فيه عيون جنان وجنتها؟
ابتسم أبو فارس بحزنٍ وعينيه تتأملان وجه ابنته الجميل، والذي حملت جماله من أمها المتوفاة، تشبهها، تشبهها في أدقِّ تفاصيلها، حتى الجسد الغضّ والقُصر الذي لطالم تذمرت منه، حتى في انحناءات جسدها النحيل وأدقّ تفصيلٍ بها.
ابتسم بحزنٍ شارد، غير مُنتبهٍ لما سيقول : أمك يا جنان .. أمك
نظرت إليه جنان نظرةً مُتسائلة، لكنها أيضًا تغلفت ببعض الحزن، بينما تابع هو وعقله سافر إلى مكانٍ بعيدٍ عن واقعهما : ليتني أقدر … ليتني أقدر أسامحها ، غدرت فيني بأبشع طريقة، جرحها للحين يتغلغل بصدري ويعمق أكثر وأكثر
بس وش لي غير الحسرة والندامة؟ حسبي على قلبي بس! حسبي عليه وحده
طوال حديثه الغائب ذهنيًا عنه، طوال كلماته التي كانت تُرشف من شفتيه، كانت عيناها تتسعان تدريجيًا، تتسعان أكثر وأكثر.
أمها!! .. ماذا حدث؟ ألم يكن هو وهي كأجمل زوجين أمامهم؟ ألم يكونا عاشقين لبعضهما؟ ألم يكونا كأميرين خياليين في حبهما لبعضهما؟؟ كقصةٍ من أرض الخيال كانا! فكيف تسمع الآن هذا الكلام من والدها؟؟
وأُحجيةٌ أخرى تضمّ إلى سابقتها التي لم يمرّ عليها أسبوعٌ حتى، لغزٌ آخر يحشر ذاته في عقلها ليزداد توهانها.


,


عيناه المُتسعتان تنظر في عينيها بذهول، ما سمعه للتو أقرب إلى الخيال فكيف لعقله أن يصدق أنّ لها عائلةً ظهرت بعد كل تلك السنين؟ كيف لعقله تصديق أنّ لها عائلةً ظهرت فجأةً من العدم؟
همس دون إدراكٍ لما يسمع، بصوتٍ به من الحذرِ القليل، من الصدمةِ الكثير : وش قلتي؟؟
إلين بتشديدٍ على كل كلمةٍ تقول : عندي عايلة .. تركوني لشيء أنا ما أعرفه بس مع كذا مستعدة أغفر لهم وأرجع
عبدالله وصدمةٌ تتضاعف على وجهه، مايسمعه الآن أشبه بشيءٍ من خيال، أشبه بشيءٍ من اللا واقع، لم يستطع التصديق وهي تكمل بشرودٍ وشفتيها ارتعشتا قبل أن تسرد له ما حدث قبل عام، دون أن تكون لها الرحمة لتتركه يستوعب قبلًا، لكنها كانت تعلم، أنها إن صمتت لدقائق ستصمت للأبد، اندفاعها وجرأتها الآن سيختفيان، وهي التي داهمتها الثقة فليس من الحكمة ألّا تستقل هذه الدقائق القليلة قبل أن يأتي …. أدهـــــــم

*

تقف عند باب الجامعة، وهديل بجانبها تتثاءب من حينٍ لآخر، ابتسمت وهي تنظر إليها بحُب : يا كسولة اصلبي شوي
هديل بنُعاس : تدرين إنّي ما نمت بسبب هالإمتحان الزفت .. الله ياخذ الدكتورة ليتها رحمتنا شوي، راح سهري هباءًا منثورًا
ابتسمت إلين برقةٍ وهي تتابع السيارات بشرود، مضت دقائق لربما كانت طويلة والصمت يُخيّم على المكان، حتى هي داعب جفنيها النوم لكنّها قاومت وهي تلمح أنه بقي القليل لتسقط هديل نائمةً على الأرض.
ابتسمت وهي تتخيل ذلك، وسرعان ما تحولت ابتسامتها لضحكةٍ رقيقةٍ خافتة، والتي سمعتها هديل لكن ما بها من نعاسٍ لم يسمح لها بالإستفسار عن سبب ضحكها ومشاركتها فيه
شعرت بأحدٍ يقف بجانبها، لكنها لم تستدر وهي تُكمل النظر إلى الشارع بشرودٍ وشفتيها ترسمان ابتسامةٍ رقيقة، وطال الوقت في وقوفها بجانبها قبل أن تهمس بصوتٍ به من البرودة والقسوة الكثير : إليـــن!
استدارت إلين إليها ببطءٍ والإستغراب ارتسم على جبينها الذي تقطب والذي لم يكن واضحًا لعيني المرأة من خلف نقابها : عفوًا!
المرأة ببرود : إلين والا غلطانة؟؟
إلين بحذر : اي إلين … أي خدمة؟
المرأة : حابة أحكي معك شوي … ممكن تتفضلين مشكورة معاي؟!!!
اتسعت عينا إلين بذعر، وأول ما خطر في عقلها هو قصص الإختطافات التي تحدث بشكلٍ شبه يومي. ارتعشت لتتراجع بصورةٍ قليلة وارتباكها بدا واضحًا على حركاتها المُضطربة، لكن ذلك لم يظهر بصورةٍ كبيرة على صوتها حين لفظت : وعلى أيّ أساس أتفضل معك؟؟
المرأة بذات البرود المستفز : محنا رايحين مكان .. بس أبيك على انفراد، بكلمك في موضوع يخصك انتِ في المقام الأول
إلين بارتبك : على انفراد وين؟؟
أشارت المرأة على مكانٍ يبعد خطوات، والقصد أنها تريد أن تكون منفردةً معها بذات المكان، بعيدًا عن هديل وغيرها.
باغتها التردد، لكنها أيضًا شعرت بفضولٍ كبيرٍ يدفعها لسماع هذه المرأة، وبما أنّها لن تذهبا لأيّ مكانٍ فلا بأس في سماعها.
استأذنت من هديل التي استنكرت في البداية وجود تلك المرأة، لم تسمعها جيدًا لأنها كانت تتحدث بصوتٍ شبه منخفض، بينما تعذرت إلين بانها تريد منها مساعدةً في أمرٍ ما.
إلين بحذر وهي تبتعد عنها مسافةً لا بأس بها : نعم وش عندك؟
المرأة بغموض : أعتقد إنك تعرفين أدهم السامي
اتسعت عينا إلين فجأةً وارتعشت شفتاها بشكلٍ بسيط، وذلك الإسم اقترن برعبِ طفلةٍ بداخلها لم ولن ينتهي، وكيف ينتهي وهي عانت منه كثيرًا؟
همست بصوتٍ اتضح به الإرتعاش : لا ما أعرفه .. منو ذا أدهم
تراجعت للخلف باضطرابٍ واضح، وبصوتٍ مُهتز به من الذعر الكثير : إذا جاية تسأليني عن هالاسم فأنا ما أعرفه .. والحين اسمحي لي بروح، ما بقي شيء ويجي السواق
أمسكت المرأة بمعصمها بقوةٍ وإصرار، وبصوتٍ خافتٍ دبّ الرعب في أوصالها : ما انتهيت .. وتطمني ما جيت وأنا من طرفه أو أفكر أأذيك
جيت عشان أبيّن لك حقيقة اختفت من سنين

.

.

.

انــتــهــى

ومن الحين أقولكم خلونا حبايب :$ لا تهجمون علي وتقولون وين ديما وسيف!
فيه أوقات أقدر أتجاوز فيها الزمن وأجيب أحداث تصير في ساعات متفاوتة وأقدر فيها أرجع للوراء وأقدم لقدام، بس في هالبارت صعب أترك الأحداث اللي تصير عشان أتجاوز الوقت وأجيب موقف لسيف وديما بالغصب!
وكل هالأحداث قاعدة تصير في وقت الصبح :$ يعني كل شخص في دوامه وما جبت غير مقطع بسيط عن ديما في دوامها وغير كذا ما أئدرش
وأعتقد واضح لكم إنّ البارت قوي كفاية بظهور الباشا سلمان فيه بعد غياب

^ كل هالمحاضرة لأني عارفة إنكم بتوروني الويل عشان ديما وسيوف O__o




ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 13-09-14, 07:08 AM   المشاركة رقم: 143
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234937
المشاركات: 6,950
الجنس أنثى
معدل التقييم: ...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي
نقاط التقييم: 8829

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
...همس القدر... غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

كدوووو انا احبك....
عنجد البارررت الاسبوعط افضل بكثير من بارتات شبه يوميه.. وكميه الاخداث فيها افضل بكثيييير.. احس في هالبارت استمتعت اكثر بكثير من ااببارتات القصيرة... هههه ومش راح اقول ولا شي عن ديما وسيف>>>فيسي المؤدب..
اول شي نجي لجيجي وفواار : فوواز بدا بالمعاتبه الخين.. صحيح ان رفض جيجي للتبليغ عن السايق صعب بس مو لدرجه بشك فواز فيها!! الحادثة ه صعبه عليها جددددا ورفضا ما كان الا لخووفها الشديد لا أكثر .. وفواز كان لازم يتفهم هالشب

سليماااان: مممم يمةن في البارتات السابقة كنت متأمله خير في سليمان اما الخين فانا اتاكدت ان سليمان مجررم خطير ما ليهمه الا حااله.
سلطان:الله يصبرك على مصابك يا اخي... بس تسمعش لكلام سليمان بقوله امك ضعيف.. هالمشاعر اللي انت بتمتع بها هي الشي الوحيد اللي بيفرق بين الانسان وبين مجررررم قااتل زي سليمان.. اذا انعدمت الرحمة في قلبك ايش راح يفرقك عن سليمان وقتها؟!!!.
غيدا: هالبنت لازم حد يوعيها فبل ما تروح فيها من ورا ساارة وغيرها

الين : الله يصبررك ويعينك.. يا خوووفي يخيب املك ادهم عالمزبووط..
جنان: اذا صاحب العينان المخيفتان خالها.. شو السر ورا اللي حكاه ابوها... وليش هالخقد كله بعيون خالها.....
شااهين: ياعيني يا برنس لما تبدا اتكتك وتخطط هههه حلال عليك والله...
ارجوان&عنااد: هنوو احس انك بتجنبس الحكي عنهم عشان لما يلتقوا رااح ياكلوا الجو عن كل اولادك فانتي الحين متجنبيتهم لحتى يجي وقتهم>>> فيس مصر انهم كابلز

ديمة يا قلبي زياد طفل ما له ذنب بالكراهية اللي بتشعريهد رجاهه.. كله من ابووه هههه انتي موجهه مشاه ك للاتجاه الغلط.. يعني بدال ما تكرهي زياد اكرهي ام او حتى ابو زياد >>>>فيس اصلاح ذات البين خخخخخخخ

كدو بجد استمتعت جدا بقراءه بااارت اليوم..
وهالبارت الاسبووعي كان لازم يكوون من زمان عشان يكون للاحداث طعم اخر...
بانتظار القادم
تقبلي مروري
سلاااام
Sent from my GT-I8150T using Tapatalk 2

 
 

 

عرض البوم صور ...همس القدر...  
قديم 15-09-14, 09:16 PM   المشاركة رقم: 144
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم كيد يا غالية


لا اتطمنى حبيبتى مش زعلانة انه المبجل سيف ماظهرش فى الفصل ده !! بالعكس خلى ديما تفتك منه شويتين هههههههه


لو ليا اعاتبك على شخصية ماظهرتش فهى غزل ... قلتلك انا بدأت احب الثنائى ده .. عجبنى والله ... بس طبعا ليكى كل الحق ... سلطان عنده مصايب الدنيا دلوقتى ومش هيكون فى مزاج كويس يقابل غزل فيه .

سلمان ده كل ماقول فيه أمل يطلع برئ يرجع يبصملى بالعشرة انه مجرد مافيش منه اتنين !!! بس مش قادرة افهم ايه معنى كلامه انه محتاج لحياة سلطان دلوقتى ؟؟ مستفيد منه بإيه بعنى ؟؟ ولا عشان ينفى تهم عن نفسه ؟؟

ليلى عندى أمل لسه انها هتخرج منها .. أما نشوف معاكى !!



فواز وجيهان ... على فكرة انا بأيد فواز جدا فى اللى قاله .. له كل الحق يشك فيها .. انا مش بتهمها ولا بلومها على تصرفها لأنها كانت فى حالة صدمة من اللى حصل واكيد خايفة من ردة فعل ابوها ومن الفضيحة !! بس فى نفس الوقت مالومش فواز على تفكيره خصوصا انه زى ماقال بيتعامل بمنطق ابن العم مش العاشق ... أى رجل فى الموقف ده لازم تركبه الشياطين ويشوف الدنيا كلها سودا قدام عينيه .

وفعلا جيهان أنانية فى كل تصرفاتها ومواقفها .. مع ابوها واخواتها اولا ودلوقتى مع فواز .

انا ومن مكانى هذا بعلن دعمى المطلق لفواز فى كل تصرفاته مع جيهان خانم ...احم احم بشرط طبعا يبقى قد كلمته ويعرف يعدل موازينها صح وإلا هسحب تأييدى لو حسيته نخ .


اممممممم مين تانى ؟؟

آآآه خلينا فى إلين وابوها ... بصى يا ستى .. تصورى للى هيحصل والمنطقى فى نظرى انه ابوها مش هيستسلم ببساطة لكلامها ويقبل انها تخرج من بيتهم ... اكيد لازم يتعرف على ادهم الاول ويتعرف على العيلة اللى هى رايحة تعيش معاها ، وطبعا لو ادهم صدق فى كلامه يبقى هيعرفوا انه ابوه مات وانه عايش لوحده .. اعتقد ساعتها عبد الله هيرفض انه الين تروح تعيش مع ادهم وهيصر انها تفضل معاهم مع الحفاظ على علاقتها بأدهم .. ده المنطقى فى رأيى لأنه وجود عائلة لإلين مش سبب كافى انه يسمحلها تخرج من بيتهم .. لازم اولا يتعرف على العيلة دى ويتأكد من اخلاقهم ووضعهم " خصوصا انه ليهم تاريخ مشرف برميهم لبنتهمم من سنين " .. ده تصرف اى اب طبيعى ، وهو ليه كل الحق يفرض عليها رأيه بما انه فعلا ابوها .


نيجى بقى للست جنان الغامضة لحد دلوقتى .. كيد بقولك ايه ؟ ماتخلى ارجوان وجنان يتقابلوا ويتعرفوا ويبقوا اصحاب بقى !! والله حرام عليكى البنتين فى غربة وحالهم كرب وماحدش حاسس بيهم .. وانتى حتى مش عايزاهم يسلوا بعض شوية ؟؟ آآآه يا ام قلب قاسى

هههههههههه سورى واخدانى الحماسة

المهم خلينا فى جنان دلوقتى بما انك لسه مش مديه اى ملامح لحكاية أرجوان ..
ايه قصة أم جنان بقى ؟؟ ازاى غدرت بأبوهم ؟؟ عندى تصور اجرامى كده بس مش متخيله انه ممكن يحصل فعلا .
ممكن تكون ام جنان زوجتها لابن خالها من غير علم جنان وابوها ؟؟ بس مش متخيله ازاى ؟ لأنه ابوها هو وليها الشرعى وماينفعش زواجها بدون موافقته !! إلا لو ده حصل فى فترة كان مريض فيها او حاجه .. خصوصا انى مش فاهمه ايه قصة مرضه بالضبط !!
بس ده مايفسرش نظرات خالها اللى مليانة كراهية !!!

الموضوع غريب وغامض . بس دماغى مش جايبه تفسير تانى دلوقتى . بانتظار ايضاحات اكثر .


فاضل حد ؟؟؟

آآآه طبعا الاخت غيداء ... بس دى ماليش اى تعليق عليها ... ماقدرش اقول غير الله يحفظك يا بنتى ... ربنا يستر .


سلامات كيد ... بانتظارك ياقمر فى البارت الجاى

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى  
قديم 18-09-14, 12:59 PM   المشاركة رقم: 145
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعتذر الكاتبه كيد عن انزال الجزء الجديد بسبب انها مريضه دعواتكم للكاتبه
بس تتحسن صحتها راح تحط لكم البارت
الف سلامه عليك حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 02:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية