لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-15, 06:41 AM   المشاركة رقم: 391
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230173
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: بحر عذب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بحر عذب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

مرحبا بالجميع من متابعي الروايه ولكن اول مره اعلق حلو البارت بس قصير وان شاء الله تعوضيننا بارت طويل وتربدين قلوبنا من سيف وعمايله بديما ياقلبي عليه الله يعينه عليه 😳
فواز وسلطان وشاهين نبي منهم نسخ كثيره اه يازين صفاتهم والله يعوضهم خير عن زوجاتهم وخاصه الغثيثه جيهانوه ياختي يكفي تخطي الصدمه وعيشي حياتك 👊
وبس هذا اكثر شي متحمسه له
ايه نسيت تميم هذا يستهبل ولا ايش سالفته بانتظار البارت الجديد عشان نكتشفه
مشكوره حبيبتي والله يمدك بالصحه والعافيه 😍

 
 

 

عرض البوم صور بحر عذب  
قديم 17-08-15, 05:40 PM   المشاركة رقم: 392
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



















السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا حيّ الله خزامى وكل قارئ جديد ، كلماتك فخر لي ووسم على جبيني :$$ - على فكرة أحب اسمك الفخم -

بخصوص البارت ، فهو بينزل بس بوقت متأخر من الليل ، يعني ما بين 12 لـ الفجر لأني طالعة وماني راجعة الا متأخر

فانتظروني ، :" + البارت الجاي بعطيكم حق اختيار الشخصيات اللي تبونها بارزة أكثر شيء
اللي ودكم يظهرون بكثرة اكتبوا أسماءهم بالردود وأكثر شخصية أو زوج ينذكرون بتشوفونهم بِـ شكل مكثّف في البارت الـ (46) -> يمه يالرقم القميل * فضاوة *

وعمتم مساءً الفجر ينتظرنا (())


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-08-15, 02:04 AM   المشاركة رقم: 393
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية


بارت اليوم إهداء لـ " العنود " الحلوة ، ولا نردك يا بعدي " قبلة "

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !


لا تلهيكم عن العبادات


(45)




عـودةٌ للأمس.
تنظر لصحنها بشرود، الشوكةُ تلتفُّ على المعكرونة وعيناها الناظرتين بفراغٍ إلى ما يحدث في الصحن تُقرءُ عينيه بشرودها، كان وجهها الشاحبُ ظاهرٌ له بكلِّ تشنجٍ وانقباضٍ عند كل فكرةٍ يجهلها، عند كل حزنٍ ينقبض في عينيها، " الشيلة " تلتفُّ حول رأسها بفوضويةٍ وخصلاتٌ من شعرها فرّت من أسفلها.
أفكارهُ تتوه فيما يخصّها، يلحظُ انقباضَ كفّها اليسرى على نقابها المستقر فوق الطاولـة، يلمح كلّ ما يدلُّ على توترِ أعصابها وتفكيرها السلبي، على سفرِ عقلها بعيدًا عن هذا المُحيطِ وهذا الكوكبِ برمّته، ربما لو أنّه كان طبيبًا نفسيًا لاستطاع فهم كلّ جزءٍ فيها، فهي واضحةٌ تمامًا! مهما حاولت إخفاء ما يخصّها إلا أنها واضحة، فقط ينقصه الخبرة ليفهم كلّ شيءٍ عنها.
كل ما استطاع قراءته في عينيها الآن هو أنّ ماضيها يُقيّد حياتها، حاضرها يقيّد حياتها! لم تعِش في أجواءٍ طبيعيةٍ مما تسبب لها بعدم الثقة التي تدفعها لتصنع العكس من ذلك والدفاع عن نفسها بشكل شوارعيٍ وكأنّها خلقت في أجواءٍ بعيدةٍ عن المنزل.
ربما تاهَ الزمـان في غزلِها وفُقدَ خيطٌ تحتاجه بكل قوّةٍ لتعيش، ويشعر بكلِّ عنفٍ أنّ المسؤولية تلقفها هو تلقائيًا منذ شعر بها ومن الواجِب عليه العثورُ على الخيطِ الذي افتقدهُ تكوينها وتكوّنت بشكلٍ غيرِ سوي. ليسَ من العدلِ أن تعيشَ بهذا الحُزنِ وهي معه، لن يرضى عن نفسه إن شعر بتعاسةِ إنسانٍ قُربهُ وصمَت.
هتفَ مبتسمًا وهو ينظر لعينيها الغائبتين عنه : ليه ما تاكلين؟
رفعَت عينيها إليه ما إن سمعَت صوته الذي انتشلها من عالمها المُظلم، عالمها الذي تتوهُ فيهِ غياهبُ الأرضِ برمّته وتسقُط فيه نيازكُ التعاسة، عيناها أقوى مثالٍ على البحرِ العميق الذي يحفظ في قلبهِ أسرارًا وتئن فيه الدمُوع.
همَست بعد لحظتين من نظرها له : قاعدة آكل
سلطان بسلاسةٍ وهدوء : ما أشوف هالشيء
لوَت غزل فمها وهي تعود للنظر إلى صحنها، بينما ارتخت يدها التي تُمسك بالنقابِ لترتاح أناملها من الشدِّ القوي الذي تبذله عليه، هذهِ الجلسَةُ تذكّرها برفرفاتٍ من الماضي الجميلِ والتعيسِ في ذات اللحظة، الماضي الوحيدِ الذي اجتمع فيه شعورين متناقضين في هذا المطعم، في طاولـةٍ أخرى لكنّ المكان نفسه، الإنارةُ نفسها، الألوانُ نفسها والطعامُ نفسه، لمَ يُكرر الماضي نفسه بهذهِ الصورةِ البشعة؟ لمَ يكرر نفسه بمشاعر مختلفةٍ عما كانت قبل أشهر؟ سكنَت مشاعرها لدقائق، لدقائـِق قبل أن تُصدم بأن سلطان قد أحضرها هنا وجدّد الأمواج في صدرها لتعيش في مدٍ وجزر، لم تهوى يومًا البحر، لم تهوى يومًا الغطسَ في قلبِه، لم تهوى يومًا أنينَ المخلوقاتِ فيه إلا أنها أخيرًا كانت محارًا فقدَ لؤلؤته وضاعت بين حناياه، غابَ عنها أنينُ الحيتانِ المتوَجعةِ في قلبه لينتقل شعورها إليه ، لم تهوى البحر يومًا، لكنَّ كل الهوى يُخالف.
رفعَت الملعقةَ إلى فمها لتردّ على كلامه بهذهِ الحركة، حينها التوَت ابتسامته قليلًا باستياءٍ من ردّةِ فعلها الصامتة إلا أنه أيضًا صمَت وأكمل طعامه.
يا الله! المكان ضيّق، واللهِ ضيّق، الذكرى تُطبقُ على صدرها، تشعر بأحشائها تلتوي ولا تستبعد أن تتقيأ الآن تحت هذا الضغطِ من الماضي .. لمَ أحضرتني هنا؟ لمَ ضربتني بهذا المكان الذي هجرتهُ وعاهدت نفسي على أن لا أجيئه! الجدران تُطبق علي، الطعام سيء، مُقززٌ ورغم فراغِ معدتي إلا أنني سأتقيأه.
لم تُكمل سيل تفكيرها حتى شعرت بأحشائها تلتوي بشدةٍ أكبرَ لتندفعَ بسرعةٍ نحوَ سلّة القمامةِ وتطرحَ القليل الذي في معدتها في جوفِ السلّة، بينما اتّسعت عينا سلطان متفاجئًا وهو يندفعُ واقفًا ويتّجهُ إليها بعد أن جلَست على ركبتيها فوقَ الأرضِ الباردة ومعدتها تقذفُ كل قطرةِ ماءٍ وقطعةِ طعامٍ منها حتى شعرت أنها ستتقيأ دماءها أيضًا، وجَعها أيضًا، الدّمعَ التائه في عينيها الآن، الكلماتُ التي تتكوّن على فمها وتنكسرُ في ذاتِ اللحظةِ والعتاب، العتابُ القاسي على نفسها، الندمُ الذي لا تريد الاعترافَ بِه، الصوتَ الداكنُ في أعماقها والذي يُريدها أن تستيقظ من غفوتها وغيبوبتها التي طالت، كل شيءٍ يُريد أن يُقذف، كلُّ شيءٍ عداكِ يا ذكرياتي الأليمة، يا الجلداتِ على ظهري بعد سقوطي، يا الصراخِ الذي لا زال يخترق أذناي ودمعِي، دمعِي الذي بالرغمِ من كل شيءٍ لم يسقط أمامَ أيٍّ كان.
شعرَت بكفّ سلطان على ظهرها يدلكهُ برقّة وهو يلفظ بكلماتٍ ما لم تلتقطها، ارتجفَت وهي تكره هذا الاقتراب، لكنّ شهقاتها التي بدأت ترتفعُ لم تسمح لها بالصراخِ في وجههِ بقهرها منه، لأنه أعاد ذكرياتِها، أعادَ وجَعها وسقوطها وهوانها.
هتفَ سلطان بقلق : بسم الله عليك ، * عقَد حاجبيه بعنفٍ ما إن لحظ دمعةً سقطت من عينها اليُسرى * ليه البكا الحين؟
" آآه " ، تسللت تلك الآهةُ اليتيمةُ من بين شفتيها وهي تترك لعيناها حقّ البكاء، حقّ الضعف الذي أعاد تكوينه سلطان في عينيها وجدّد بها هوانها لكن القليل من راحتها، القليل فقط!
وقَف سلطان ليتّجه للطاولةِ ويسحب مجموعةً من المناديل ليعود إليها ويجلس القرفصاء بجانبها، مدّ يده بالمناديل وهو يهتف بصوتٍ قوي : خذي
وجّهت حدقتيها إليه دون أن تُدير رأسها، تنظر إليه من زوايا عينيها وإلى ملامحهِ الجامدةِ بحزم، حينها مدّت يدها لتتناول المناديلَ وتمسح دموعها وفمها ومن ثمّ ترميها بقوةٍ في سلة المهملات وتقف بشدة، وقفَ سلطان معها وهو يهتف بتساؤل : وش فيك؟
غزل توجّه نظراتها الحادة إليه وهي تشعر كم أنها حاقدةٌ الآن عليه، على كونِه أحضرها هنا وأوجعها، على كونِه أعاد صورَ الماضي لتومض أمامَ عينيها بكلِّ الرماديّة المتشعبةِ فيها، هتفت بقهرٍ وحقدٍ متجاهلةً سؤاله : ليه جبتني هنا؟
نظر إليها سلطان بحاجبين منعقدين استنكارًا، وبخفوت : عفوًا!
غزل بانفعالٍ لم تبالي بكلماتها : متعمد! متعمد صح؟ تبي تحرني وتقهرني؟!!
لازال انعقاد حاجبيه يتضاعف، لم يفهم معنى كلماتها المندفعةِ إليه دونَ وعيٍ وهجومها الغريب! إلا أنهُ هتف بحزم : أحرك وأقهرك؟! ... غزل شالسالفة؟
غزل بقهرٍ وهجوم : أنت عارف أن هالمطعم أكرهه! من كل قلبي أكرهه ورحت تجيبني له عشان تزوّد علي بعد اللي صار
تنهّد وهو يجهل ما تعنيه حرفيًا، لم يستوعب معنى كلامها الهجومي لكن يكفي أنه أدرك بكونه هجوميًا وغير منصف، هتف باستفسار : ومن وين بعرف انك تكرهينه؟
غزل بقهر : مدري عنك
سلطان بحزم : غزل! وش هالخرابيط الحين؟
قوّست شفتيها بوَجعٍ وهي تهمس : خرابيط؟ ضيقي خرابيط؟
سلطان : لا حول ولا قوّة الا بالله ،
أمسكَ كفّيها بجدّيةٍ وهو ينظر لعينيها الحزينتين بثباتٍ ويهتف : بالعقل ، وين بعرف إنك ما تحبين هالمطعم؟ ، وبعدين الغلط منك ليه ما حكيتي قبل لا نجلس؟
نظرَت لعينيه للحظاتٍ تحاول قراءة الصدق الذي لطالما يكون واضحًا في عينيه، وحين وجدَت سطوره زمّت شفتيها وهي تُخفضُ رأسها لتسقطَ خصلةٌ من جديلتها على وجهها كانحناءِ الغصنِ في وسطِ غضبِ الشتاءِ وريحها، لكنّها غُصنٌ جف، لم يلِن، فانكسرَ مع أول بادرةِ ريح، انكسَر وانتشر صوتُ تحطّمه بكل حشرجةٍ وبكاءٍ حملته الريح على أكتافها.
عضّت طرفَ شفتها السُفلى بقوةٍ حتى كادت أن تدميها، انتشر الألم في شفتها لكنّه لا شيء أمامَ ألمها، بينما بقيَ سلطان يتابعها بصمت، يقرأ ملامحها وتعبيراتِها المستوجعة، يحاول فهم شيءٍ قليلٍ منها يكفيه لليوم، وجاء صوتها الذي بثَّ إليه ماهو مُحيّّرٌ فوق حيرته، بصوتٍ ذهبَ وعيُه بعد أن سافر عقلها وعاد لماضيه في هذا المكان، للضحكات الخجولةِ التي سافرَت هنا قبل أشهرٍ واغتربت الآن عن صوتها وشفتيها : جيت هالمكان مرة ، مع شخص عزيز على قلبي ، كان أسوأ اختيار لي لما جيت!
رفعَت نظراتها إليْهِ وعيناها تتمايلانِ بتمايزِ الحُزنِ والذكرى فيه، لتُردف برجاء : أبي أطلع من هنا ، ما أحب هالمكان ، أبي أطلع! حاسه أني مخنوقة من ريحته ومن ألوانه ومن كل شيء
نظرَ إليها للحظاتٍ بصمت، من الواضِح أنّها بحرٌ عميقٌ لم يصطد منهُ شيئًا، بئرٌ عميقٌ لم يستطع أخذ رشفةٍ منه، ما الذي تخفيه؟ ما كانت حياتها التي عاشتها سابقًا؟
شعَر بها تتعلّق بذراعِه اليُسرى وتُردف برجـاء : خلنا نطلع ، أكره هالمكان
أومأ بصمتٍ دون أن ينبس ببنت شفة، كان بإمكانه أن يرفضَ حتى تفسّر له كل شيءٍ وتُزيل حيرته، لكنّ ذلك خاطئًا الآن في معمعةِ وجعها ووقوفها هنا.
بعد دقائق كان يُراقبها وهي تَرتدي النقابَ بعد أن عاد إليها وقد دفعَ فاتورة العشاء الذي لم تذُق منهُ سوى القليلَ وذهَب، هتفَ لها بهدوء : نمشي
رفعَت رأسها إليه ليلمحَ الدموعَ التي كانت متحجرةً في عينيها ولم تنفر من جفنيها بعد، لكنّ كل قطرةٍ منها كان لها معنى، لها لمحةٌ من ذكرى، ضوءٌ من ماضٍ لازال يجري حتى الآن.
نهضَت بصمتٍ يوازي صمته، والفرق أنّ صمتها حزينٌ وهو حائـر، خرجا من المطعم وصعدا السيارة، بينما ارتمى بظهرهِ على المقعدِ ليرفعَ رأسهُ للأعلى متنهدًا مُغمضًا عينيها بصمتٍ دون أن يتحرّك وبقيَت هي ساكنةً للحظاتٍ تنظر للأمـام، تنتظر متى ستتحرك هذهِ السيارة بعد أن تتحرّك كفاه وتمسك المقود.
مرّت دقيقتين وهو صامت، ذراعهُ تسترخي فوق عينيه، لم يتحرّك حتى تتحدث، ولم يتحدث هو حتى تبدأ، وكان له بالفعل ما أراد إذ لم تمرّ الدقائق طويلةً حتى هتفت وهي تُدير رأسها إليه باستنكار : ليه ما تتحرك؟
سلطان دون أن يُزيح ذراعه عن عينيه : ليه أتحرك؟
غزل تعقد حاجبيها استنكارًا : تبينا ننام هنا مثلًا؟!
أنزل ذراعهُ بهدوءٍ وأدار رأسه إليها لتتوترَ عيناها بنظراتهِ وتشتتهما، أنزَلت رأسها بتوترٍ وهي تتمنى أكثر من أي شيءٍ آخر أن يتحرّك ويبتعد من هذا المكان الذي تفوحُ فيه رائحةُ عطرٍ لن تنساهُ ما عاشت ولن يغيب عن أنفها الذي نسيَ كل الروائح وفقد شهيّته بها حتى هذا العطر.
ارتعشَت أطرافها لصوتِه الذي همسَ بجديّة : ليه تكرهين هالمكان؟
رفعَت أنظارها إليه باضطرابٍ وهي تشدُّ شفتيها بارتباك، تتشنج ملامحها بوجَع، ينقبض قلبها بهوَان، همَست بتحشرج : مالك شغل بهالشيء
سلطان رفعَ إحدى حاجبيه، وبصوتٍ أشبهَ بالفحيح يسترخي فيهِ الإصرار : تبينا نحرّك؟
ضوّقت عينيها وهي تتنحنح وتُدير رأسها ناحية الطريقِ بعيدًا عن عيناه : شرايك؟
سلطان : أجل ماني محرّك لين ما تحكين
أعادت رأسها إليهِ بقوةٍ وعيناها تلتمعان بغيظ، ما الذي يريده بالضبط؟ ما دخلـهُ بها؟ ألا يكفي أنه حشر أنفه في الصلاةِ وبلبسها ليجيء الآن ويستثير ذكرياتها رغمًا عنها؟
هتفت بصوتٍ حاد : وأنا ماراح أحكي ، نـام هنا وأنا بنام عادي عندي
سلطان بهدوء : تبين تقنعيني أنك مو متضايقة من الوقفة هنا؟ ترى قاعد أقرا عيونِك
" أقرا عيونِك ، أقرا عيونِك ، أقرا عيونِك " ... لم تشعر بنفسها إلا وهي تنخرطُ باكيةً عند تلك الكلمتين، كل شيءٍ يرتبط بزمنٍ ما، بلحظاتٍ ما. يقرأ عيناي؟ هل كلُّ من يمر في حياتي يقرأ عيناي؟ هل كلُّ من يراني يُطلق تلك الجملةَ الكاذبة؟! .. وضعَت كفيها على وجهها وهي تشعر أن كلَّ حرفٍ أطبقَ على صدرها، مرر حدّته في وسطِ قلبها واستوطنَ حجراتهُ الأربعة - الممزقة -، جاورَ رئتيها واعتمد الإختناقَ لهُ عادة، اعتادت الأحرف خنقي، اعتادت الكلماتُ حشرجة الفرحِ في صدري، كل الأبجديّات كاذبة، ولو أنها صدَقت لشرحَت كل الحزن الذي استوطنَ فيّ وتشعب.
شعرَت بكفيه تُمسكان بكفّيها اللتين تشبثتا بملامحها بكلّ قوة، وكأنها تُخفيها عن العالم ووجعِه، تُخفيه عن ضرباتٍ وخيباتٍ جديدة، عن حزنٍ يعبرُ ولا يكون عابرَ سبيل، عن مرورٍ لن يُسمى يومًا مرورَ الكرام ، كل شيءٍ يمر مرورًا عاديًا، يمرُّ مرور الكرام، عدا الحُزن يبقى أثرهُ فوقَ الملامحِ وبين الحاجبين في عُقدةِ ألم.
هتفَ سلطان بخفوتٍ وهو يسحب كفيها بقوةٍ بعد تشنّجها بكل عنف : غزل ، وش صار ليه البكا الحين؟!!
غزل ببكاءٍ ونحيب وهي ترفعُ وجهها إليهِ وقد تبلل نقابُها بالدمع : ما أبي أجلس بهالمكان يا سلطان ، ريحته ذابحتني! ذابحتني !!
سلطان بإصرار : ليه طيب؟
غزل باستسلام : جيته مرة وحدة، مع أقرب الناس لي ... ومات!
سلطان يعقد حاجبيه : مات!
غزل بحزن : أيه ، كان آخر يوم ، أول يوم وآخر يوم
سلطان ونبرتهُ تحمل الكثير من - عدمِ الفهم - لمصطلحِ مات الذي تقصده : كيف مات؟
غزل : مات بس
سلطان دون أن يكون اكتفى، ومن يكتفي بالقليلِ المُبهم الذي قالته؟ : ومين هالشخص؟
عضّت باطنَ خدّها وهي تنظر للأسفل بفراغ، تحركت أناملها في باطنِ كفّها الأخرى وهي تبتسم ببهوت، لقد انسلخت أمامه! للمرة الثانية هاهي تنسلخ أمامه، للمرةِ الثانيـةِ ها أنت تفعلها بي وتُحشرج الماضي في صدري.
همَست بأسى تبتر الموضوعَ قبل أن يصل لنقطةٍ لا يُحمد عُقباها : وحدة من صديقاتي ، نسيتها من زمـااان
اعتدلَ سلطان في جلسَتِه لينظر للأمـام، أشغل السيارةَ دون أن يُحرّكها وملامحه تسكُن بصمت، بينما استراحت كفّاهُ على المقودِ وامتدَّ الصمتُ للحظاتٍ طويلةٍ قطعها بعد صمتيْن : وش صار طيب؟
أدارت رأسها عنهُ إلى النافذة وهي تُغمضُ عينيها وتسند رأسها على الزجاجِ البارد، يتعقّلُ الصمت في حنجرتها لثوانٍ قصيرةٍ قبل أن يتمرد، قبل أن يُخاطر و " يحكي " الماضي في صدرها مسيرةَ ضيقِه، بهمس : أوجعتني، بكل قسوَة أوجعتني
عقَد حاجبيه وهو يحرّك السيـارة، سكَنه الاستنكار وعدم الفهمِ التـام لمقصدها، لكلامها المُبهم الذي لا يروي إرادةَ معرفته، ما معنى ماتت؟ هل ماتت بالمعنى الفعلي؟ أم أن مقصدها ماتت في قلبها! على الأرجحِ أن مقصدها هو المعنى الثاني، لكن أيملك الحق ليسأل؟ لكن من الواضح له بأنّ هذا الماضي لهُ علاقةٌ فعليةٌ بها الآن، فهل له الحق ليسأل؟
فتحَ فمه ليطرح سؤالًا آخر كي يفهم أكثر، بالرغم من كونِه لم يفهم شيئًا أصلًا! لكنّ صوتها الشاردَ انبعثَ من الظلامِ الباردِ ومن بؤرةِ الأيـام الذاهبَةِ والباقيَةِ في روحها، تنثر مافي صدرها بشكلٍ مبهم، بطريقةٍ تُزيح الحقيقة الكاملة ، فقط للـ - فضفضة - : كنت أثق فيها بكل جزء فيني ، هي الوحيدة اللي قدرت أكون معاها مبتسمة، أضحك، أنسى كل الهموم اللي تذبحني في البيت
بقيَ يستمع بصمتٍ إليها ويده تسترخي على المقود، بينما أكملت بهمس : كانت كل ما سمعت صوتي متضايق تقولي ليه تتضايقين؟ الدنيا ما تسوى! .. بس اكتشفت الحين أنها تسوى
أدار حدقتيه إليها بصورةٍ خاطفةٍ ثمّ أعادها للطريق، لو أن الدنيـا " تسوى " لمات هو منذ زمن! لو أن للدنيا قدرٌ كبيرٌ لانتهى الإنسانُ منذ أول عثرةٍ وهَمْ. سمعها تُكمل بخفوت : كانت تسميني لبوة وضروري اللبوة تكون قويّة ، تُضرب فيها الأمثـال .. بس ما كانت تدري أنه بسببها اللبوة ماتت ، ما عاشت اللبوة بدون أسدها!! اللبوة ولا شيء! ولا شيء بهالدنيا اللي - على قولتها - ما تسوى.
عقدَ حاجبيه بقوةٍ وهو يُدير رأسهُ إليها، نظرتهُ كانت مُظللةً بغماماتِ الاستنكارِ لكلامها الذي لازال حتى الآن مُبهم! بل تضاعفَ مدى كونِه مُبهم!
صمتت بعد الذي قالته، بينما كان ينتظر المزيد، ينتظر ماقد يُشبعُ استفساراتهِ وما يحتاج، تتماوجُ فيه الرغبةُ بتغيريها كليًّا، بمسحِ الحُزن من عينيها، بمحقِ النبرةِ الكسيرةِ والإهتزازِ في صوتها، ولن يصبح هذا واقعًا إلا إن عرَف عنها ما يكفي لإمداده بالعون.
لكنّ صمتها طال، طالَ بشدةٍ حتى غابَ كليًا عدا من أنفاسها المُصتدمةِ بزجاجِ النافذةِ الباردة، ودمعها الذي يلتمعُ في عينيها كان غائبًا، ساكنًا، ينتظر ما يستثيره مرةً أخرى ويُنفره.
لم ينطق بشيءٍ وأكمل طريقه، مرّت الدقائقُ في صمتهما ولا يقطع هذا الصمت سوى أنفاسهما، بينما رأسها يسترخي على النافذة، يمتلئ جسدها بالإسترخاء ويا ليته يطولُ روحها، يطول قلبها، وليتَ تبقى ليت، ويا للخيبةِ حين تتدحرج ليتَ في حياتِها، حين تخترقُ أمانيها، ليتَ لا تأتِ إلا حين يصلُ الحُزن واليأس في الإنسانِ لأقصاه، حين يغرق في الحزنِ إلى أذنيه، امتلأتُ بالوجَعِ يا الله حتى غبتُ عن نفسي وفقدتها، حتى غابت شمسي وعشتُ بين الليلِ والنهار، لا شمسَ ولا قمر يمدُّني بالضيـاء، أنـا الفقيرةُ لكلِّ شيء، العاجزةُ عن السعادة، الواهنُ فيها الفرح والغائب عنها الضحك، تجري الرياحُ الباردةُ عليَّ فتجففني وأتشقق كأرضٍ افتقَدت المطر، أحتاج المطـر! أحتاجه بكل قطرةِ حياةٍ بقيَت بي وبكل موتٍ استحلني.
شعَرت بالسيارة تقفُ بعد دقائق طويلة، لم تتحرّك ولم تنظر أين توقفوا، كل ما تعلمه فقط أنها فتَحت أبوابها المُحطّمة له مرةً أخرى وتحدّثت عن القليلِ في صدرها، تحدّثت ولم تتحدث! لكنّها أخرجت القليلَ مما في صدرها.
سمعَت صوت بابِ سلطان يُفتح، ومن ثمّ أُغلقَ بعد خروجهِ لينقبضَ قلبها، لكنّها تعبَة! ولا تُريد مضاعفة تعبها بالتفكير في المكان الذي ذهب إليه أو أنها لوحدها هنا!
مرَت الدقائقُ قصيرةً طويلةً بتوقيتها، قبل أن تسمع البابَ يُفتح من جديدٍ ويدخل سلطان مع خشخشةٍ جعلتها تُدير حدقتيها إليه وتنظر لما أحضره، حينها مدّ يدهُ بكيسيْن إليها لتقطّب جبينها، وقبل أن تسأله كان صوته قد اندفعَ مُجيبًا عن سؤالها الذي ارتسمَ في عينيها : ما تعشيتي ، أكيد معدتك محتاجة ولو لقمة ... خذي كلي
تشعر بالجوع، لن تنكر أنّ معدتها تبكي جوعًا، لذا مدّت يدها بصمتٍ لتأخذ " الشاورما " وعصيرَ البرتقالِ الطازج، بينما أغلق الباب وحرّك السيارة بصمتٍ وبدأت هي بالأكلِ بصمتٍ مماثلٍ لصمته.

بعد رُبع ساعة
كانت قد انتهَت من الأكل، واستكنَت كفّاها في حجرها، تنظرُ لسوادِ العباءةِ بعيني الفراغ، تحاول العثورَ على نقطةٍ بيضاء وسط هذا السواد، هل تشبّه نفسها بالعبـاءة؟ لربما كان هذا هو التشبيه الأقرب إليها، إلى صورتِها التي تنعكسُ في المرآةِ هالـةً سوداءَ أو التشبيهُ الأعق - شَبح -! كم من البلاغةِ تحتاجُ حتى تصفَ جوعها للحيـاة؟ كم من الأبياتِ تحتاجُ حتى تُنصف نفسها بقصيدة؟ كم من الصفحاتِ تحتاجُ حتى تخطّ حياتها التي ضاقَت بحُزنٍ وبُكاءٍ وصفعات؟ ، الأوراقُ لا تكفي، الأقلام تجفُّ قبل أن تنتهي، الحواراتُ الصامتةُ بينها وبين سطرٍ تنكسرُ في معمعةِ الحكاياتِ السعيدة، يا الله! كم من النقص الذي فيها حتى عاشَت بهذه التعاسةِ أربعةً وعشرون عامًا، لا تستبعد أيضًا أنها كانت طفلةً تعيسة، كما كانت مراهقةً تعيسة، كما أصبحَت شابةً تعيسة، مُلخصٌ يشرحُ كل شيء، ملخصٌ من جملٍ ثلاثٍ وتسِع كلمات.
كانت طفلةً تعيشة، كانت مراهقةً تعيسة، وأصبحَت شابةً تعيسة
لا تُنصفني سوى كانَ وأخواتها، فأنا كُنتُ وصرتُ وأصبحتُ وأمسيتُ تعيسةً ملء السماوات والأرض.
أوقف سلطان السيارةَ في أحد المواقف وهو يستدير إليها ويهتف بهدوء : انزلي
مررت عينيها على المكان الذي توقفوا بهِ لتنظر إليه أخيرًا عاقدةً حاجبيها : ليش احنا هنا؟
سلطان يفتح بابَه لينزل وهو يهتف بنبرةٍ قاطعةٍ للجَدل : عشان تشترين لك اللي ينقصك
تنهدت وهي التي ينقصها الكثير، وبالرغم من هذا الكثيرِ إلا أنّها لا تريد التسوّق، فقدت جزءً كبيرًا منها ومن ذلك غزل العاشقة للتسوّق، لطالما كان ذلك هو متنفسها الأفضل عن كل كروبَاتِ الحياة، عن حيـاتِها هي.
فتَحت الباب باستسلامٍ بعد نبرتِه القاطعةِ ونزلَت، التفَّ حول السيارةِ حتى وصلَ إليها ليُمسك بكفها بين قبضتِه القويّة، ومرَّت الثواني وهي تنظر لكفّه المقانعةِ لبشرتها السمراء بعينٍ مضطربة، تكاد تجتذبُها بكل عنفٍ وتبتعد، صارخةً في وجهه بأن لا يلمسها ... أبدًا!
لكنّ صوتها عارض أفكارها ولم ينصاع، لذا استجابت لشدِّه لها وتحرّكت بجانبهِ بينما دفءُ بشرته يتسلل رويدًا رويدًا إلى بشرتها الباردة مخترقًا مساماتها ليمر عبر أوردتها إلى قلبها.


،


خرَج من العيـادة بملامحَ يسكُن فيها الإدراك، أرهقتهُ الكلمات التي لفظها عناد، الكلمات التي اضطرَّ هو للفظها، النبرةُ البائسة في صوتِه والمتأملـةِ في ذاتِ الوقت، قال أنها تثقُ به! تثق بهِ هو فقط دونًا عن كل رجل! حتى والدها فقَدت ثقتها الكاملة بهِ وبقي هو الوحيدَ الذي حافظَ بل ضاعف شعورها تجاهه بالثقـة.
ماذا يقول الآن لنفسه؟ وبمَ يُعزِي علاقتهما؟ بمَ يُرثي هذا الشاطئ الذي هاجمهُ المد! لم تحتمل صخورُ شاطئنا، تكاد تتحطم! تكاد تسقط على أكتافِ الحيـاة التي لن تحتمل! بمَ أعزِّي نفسي وأنتِ؟ بمَ أبرر هذا المد الذي جـاءنا واستقبلتُه ولو كـان باقتضاب؟ .. يالغبائي وضعفي، يالغبائي وضعفي ... يـالَخيبتي وهواني! .. اغفري لي.
مسحَ على وجهه، هاهيَ لمحاتُ ما قبل أسبوعٍ تجيء، تومضُ بظلامها الأسيرِ في عيناه، تُظللُه باليأسِ ويضلُّ عنهُ طريق علاقتهِ بجيهان، بابنةِ عمّه التي يُحب.

*

يجلسُ في إحدى الكراسي الموجودةِ أمامَ الغرفةِ البيضاء المُعطّرةِ برائحة المشفى، يعقدُ حاجبيه بوجعٍ وهو ينظُر لفارس الذي كان يتحدثُ مع أمجد بحرقةٍ وألمٍ يزرع نفسه في ملامحهِ قبل صوتِه، والألـمُ تلقائيًا انتقلَ إليه منذ سمعَ ما سمِع عن حالـة ناصر، ومن ثمّ بكاء ابنته وصدمتها، وملامح فارس وأمجد الذي مهما حاول زرعَ القوّة في نظراته إلا أن الوَهن كان واضحًا وضوحَ الشمسِ لما سمعهُ عن حالةِ صديقه.
تنهّد وهو يهمس بخفوت " لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يصبركم "، أغمضَ عينيه للحظاتٍ يُغيّب أذنه عن صوتِ فارس وكلمات أمجد التي يحاول زرع قوّةٍ واهيةٍ بها، لكنّه لم يطل حتى فتح عينيه على خروج السريرِ المتحرك ليقفَ ناظرًا لناصر الغائِبِ عن الدنيـا في تخديرٍ عميق، وزوجين من الأقدام تحرّكت بعجلةٍ نحو ذاك السرير الأبيضِ ليبدأ سيل الاستفساراتِ من أمجد والإنفعالاتِ من فارس الذي بدأ يتحدث مع الطبيب بكل قهرٍ وعنف، ولم يكن للطبيبِ سوى التحرّك صامتًا لا يسعه الردُّ على انفعالاتِ فارس الذي بدأت تفلت منه كلماتٌ لم يحسب حسابها.
فارس بقهر : ما الذي فعلته بِه؟ كيفَ تجرأت؟ كيف كذبت علينا وقلت أنّ العملية ستكون ناجحة؟
شعرَ بقبضةِ فوّاز الذي اشتدّت على ذراعِه وسحبه بقوةٍ إليه وهو يهتف بحزم : خلاص فارس خلاااص ، استهدي بالله عساها خيرة، لا تجزع
فارس بقهر : كذبوا علينا يا فواز ، قهرونا!
فواز بنبرةٍ شديدة : الله كتب هالشيء ، لا تقول كلام راح تندم عليه
استدار فارس ينظر إليه بملامحَ واهنَة، بينما ابتعد سريرُ ناصَر برفقةِ أمجد وعينا فارس تغيب عنه، ينظر للأرضِ بصمتٍ استنكرتهُ الكلمات التي تجري على فمِه، وفواز يراقبه بصمتٍ قبل أن يشدّه معه ويُجلسه على أولِ مقعدٍ أمامـه، ليجلسَ بجانبهِ وهو يضعُ كفّه على كتفهِ ليمدّهُ بقليلٍ من القوّة بشدّه القوي له، بالكلماتِ المهوّنة له، فما أصاب العبدَ لم يكُن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكُن ليصيبه، هذا ما يجب عليه أن يؤمن بِه، وهذا ما يجب عليه أن يحطَّ رحالـهُ في مينائِه، لا طائِلَ من البكاء على الأطـلالِ والتحسّر، تراكم الذنوبِ بكثرة الجزع.
بقيَ يحاول تهدئة فارس لدقائق وإسكانَ غضبه، وما إن شعرَ فارس بأن الهدوءَ بدأ يرتادُه حتى وقفَ وهو يهمسُ له بامتنان : مشكور لوقفتك معاي
فواز بابتسامة : افا عليك! روح بس لعمي ناصر وريّح عمرك من الهم
ابتسم لهُ فارس ببهوتٍ وهو يتحرّك خطوتين، وحين انتبهَ لعدم وقوف فواز حتى عاد ليستدير إليه ويسأل : منت جاي معي؟
فواز يهز رأسه بالنفي : لا روح له أنت الحين ماينفع أكون موجود معاكم بهالوقت، لا صحى بزوره
أومأ فارس وهو يتحرّك مبتعدًا عنه بخطواته، بينما زفرَ فواز بهدوءٍ وهو ينهض، يشعر بأن قدماهُ متيبستان من وقوفِه مع فارس والذي طالَ لساعاتٍ قبل خروجِ ناصر، لذا قرر أن ينشّط عضلاتِ ساقيه بالمشيِ في أرجـاء المشفى.
مضَى لدقائق طويلة وهو يزُور طوابِق المشفى وينظر للمريض المُقعد والآخر الذي ينامُ وجهازُ التنفس على أنفه، للمرأةِ التي تجتمعُ عائلتها لديها في المشفى وللطفلِ الهزيلِ بمرضِه، فعلًا إن الصّحة تاجٌ على رؤوس الأصحـاء، قد نمتلك نعمةً ما لم نستوعب مرةً أنها نعمة إلا إن تأملنا من يفتقر إليها، فالشكر والحمد لك يا الله.
شدّ ناظريْه امرأةٌ تحمل رضيعًا يبكي بين يديها بصوتٍ مستوجع، تتحدّث مع إحدى الممرضاتِ بغضبٍ بلغةٍ هولندية بحتة، لم يفهم شيئًا مما قالته لكنّ ما شدّهُ هو الطفل الأشقر الذي أكل النحل منه ما أكل، طبَع المرضُ بصمتهُ في ملامحهِ وجسدهِ الصغيرِ البريء، انعقد حاحبيه بوجعٍ لهُ وهو يتنهّد بقلّة حيلة، وفي أثنـاء انشداههِ لهذا المنظر لم ينتبه للفتـاةِ التي كانت تمشي واصتدم بها في ذروةِ تأمله، حينها توترَ وهو يهتف باعتذار : آسف
لكنّ الفتـاةَ لم تردّ وهي تبتعدُ بصمتٍ يُطبقُ على فمها، حينها استدار عاقدًا حاجبيه لتتسع عيناهُ ما إن رأى الفتاةَ التي يمتلئ وجهها بالدمع، الفتاة التي كانت أخت صديقِه - فارس -.
كاد للحظةٍ أن يلحق بها حين أخذه القلقُ وتذكر أنها قد نُقلت لغرفةٍ في ذاتِ الطابق الذي كانوا به، وليس هنا!، لكنّ سماعهُ لصوتِ ضحكةٍ خافتةٍ يعرفها جيدًا جعلته يُدير رأسه إلى مصدرها، ليتفاجئ برؤيـة هيثم الذي كان يتكئ على إطـارِ البابِ وينظر ناحية جنان الراكضَةِ والمبتعدةِ عن هذا المكان، وقبل أن يستوعب شيئًا كانت عينا هيثم تتجه إليه لتخفتَ ضحكته وتبقى ابتسامةٌ متكاسلةٌ ارتسمت على فمه، ابتسامةٌ لطالما كانت تُنفره من هذا الرجل الذي لا يعرفه حقَّ المعرفـةِ سوى من بضعِ لقاءاتٍ مع فارس ... النظرةُ المستنكرة اعتلَت عيناه، اللمحةُ المُبهمة غطّت ملامحه بانعقادِ حاجبيه دونَ فهمٍ وقدرةٍ على الربطِ ما بين ركضها مبتعدةً باكيةً وهيثم خلفها، ماذا يعني هذا؟ هل قـام بشيءٍ ما؟ هل آذاها؟!!
عند تلك الفكرة شعر بالغضَب يتصاعدُ في عيناه من فكرةِ أنّه يتحرّش بأخت صديقه، حتى وإن كان ابنُ خالها إلا أنه منذ رآه أول مرةٍ وهو " لا يبتلعه "، فهل يعقل أن يكون تجرّأ بكل وقاحةٍ وآذاها؟!!
اقترَب منه قاطعًا المسافةَ بينهما بخطواتٍ واسعة، وملامحه يتماوجُ فيها الرغبةُ بخنقه، رغبةٌ وُلدَت فيه منذ أشهر، منذ ما حدثَ لجيهان وتمنى وقتها لو قتَل السائق الذي تجرأ ومدّ يديه القذرتين إليها، الرغبة التي كبرتْ معه مع مرور الأيـامِ والأشهر، ومهما مرّت ستبقى ترافقـه.
وقفَ أمـامَ هيثم مباشرةً وعيناه تتقدان باتقادِ الماضي فيهما، هتفَ بحدةٍ وتساؤلٍ حاد ونظرات هيثم تنظر إليه بكامل سخريته : آذيتها؟
لوى فمهُ بغرورٍ وهو يرفع إحدى حاجبيه ويهتف دون تردد : شدخلك؟ على حسب ظني ماهي أختك ولا زوجتك ولا تمد لك بصلة أصلًا!!
فواز بشر : أقل شيء الغريب ذا يحشمها أكثر من بعض القريبين منها
ارتفعَ حاجبي هيثم هذهِ المرة وابتسامته تتضخّم بسخريتها، تعتلي ملامحه الإزدراء من فكرة " قريبين منها " وكأنها جرثومةٌ اخترقت حياتهم ولوّثتها، لذا هتفَ بقرَف : تخسي هالـ *** تكون قريبة مني ، ما أكون هيثم إذا ما نكدت عيشتها!

*

لايزال يذكر كيفَ أن عيناه اتّسعتا بصدمةٍ بعد تلك الجملة التي تاهت بينهما، كيف أنّه فقد الإستيعابَ وتركَ لهيثم القدرة الكافية لدفعهِ بخفةٍ والإبتعاد عنه بخطواتٍ تطرق الأرضَ بعنجهية، كيف لشخص أن يكون بكل تلك " الحقارة "! كيف لشخص أن يفقد انسانيته حتى مع أقربائِه، لم يفهم الكثير، لكنّه أدرك ما يكفي حتى يُدرك كم أن هيثم يتجاوز لؤم الثعالبِ في نظراتِه وابتسامتهِ التي تتمايلُ بعجرفةٍ وغرورٍ على شفتيه.
قلت لكَ يا فارس أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وقلت لكَ أن لا طائل من البكاء على الأطلال، لا طائل من التحسر، لكنني الآن أقف عاجزًا ما بين أختك وحبيبتي، ما بين نارين لا أدري كيف أتجاوزهما وأصلْ لجنةٍ تتسع لكل ألامي حتى تتلاشى، جاءت جيهان في حياتي كومضةٍ في وسَط ظلام، وجاءت جنان كمصباحٍ ضغَط على الومضاتِ التي أعشقها وكل ما أخشاه أن أفقد تلك الومضة التي أرى فيها كل الحيـاة.


،


يجلس في إحدى مقاعد المشفى، يحمل في قبضتِه كوبًا من القهوةِ انتقلت حرارتها إلى كفهِ ولم يشعر بها، الهاتفُ يقبعُ في قبضتهِ الأخرى، يسكُن على أذنهِ وصوت الرنينِ يعلو، ينتظر انقطاعهُ بصوتِ امه، يريد البدء فيما يكاد يجزم أنّه صحيح، وأن نبضات قلبه التي تضطرب الآن بسببه لم تكُن عبثًا، لم تكن مجرد ظنٍ وكان إثم.
وإن كان صحيحًا ظنه! هل لهُ أن يبتلعَ هذهِ الضربات؟ هل لهُ أن يُمرر على قلبهِ ثلجًا باردًا يكوّن بهِ تبلدًا أمامَ خذلانه؟ لربما هو الإنسان الأشد كتمًا على خذلانه، والأشد خذلانًا.
انقطَع الرنين أخيرًا، وجاءهُ صوتُ امه التي وضَعت يدها على صدرها وهي تهتف بقلق : وش صار لها؟ الولد بخير؟!
ازدردَ ريقه بصعوبةٍ وهو يُغمض عينيه بأسى، استرخى جسدهُ وهو يتراجع للخلف حتى يسنده على الجدار، كاد للكوب أن يسقطْ ويُحرقه، وإن سقطَ لم تكن حرارتهُ لتكون مُحرقة، يكفي لهُ ما اكتشف، فهو حين خروجه بديما من المنزل قابل امه التي كانت خائفةً عليها وتصر على الذهاب معهُ وكأنها تعرف، لكنّهُ حاول تكذيب ما استنبطه من نبرةِ صوتها ونظراتها، وخرج مسرعًا بعد أن قال لها بأن لا وقت له لينتظر، والآن، بعد أن كُشف الستار عن مسرحِ الحقيقة، ورأى أبطال المسرحية، والشخصيةُ الملكومةُ في الزاويـة، بعد أن وجدَ نفسه هو هذا الملكوم، الذي ضُرب بقبضةٍ خفيّة، طُعن في ظهرهِ غدرًا، وممن؟ من زوجته وامه!!
أغمضَ عينيه بقوةٍ وهو يضعُ كوب القهوةِ جانبًا على الكرسي بعد أن شعر بذبولِ أنامله، ارتفعَ صدرهُ بشيقٍ ضيّقٍ ليسقط بزفيرٍ مُتعرقلٍ على مطبّاتِ الحقيقة . . ازدردَ ريقه للمرةِ الثانية وهو يفتح عينينِ خافتتين كمصباحٍ أُرهق بعد عدّةِ استخداماتٍ ولم يُرفق بطاقتِه، فتحَ فمه يبحث عن الكلمات في حنجرته، وبصوتٍ هامسٍ متأسٍ : تطمني ، هي والجنين بخير
سمعَ صوتَ تنهيدةِ استرخاءٍ بعد شدٍ وجذبٍ أصاب أعصابها، بقيَ صامتًا ولم ينبس بكلمةٍ أخرى، ضاعَ حديثهُ بعد خيبته، بعد الضربة الجديدةِ لهذا اليوم، وبعد الضرباتِ الثلاثِ منذ الأمس، ومن حق الكلماتِ أن تتوهَ وللصوتِ أن يخفت إلى أن يغيب بعد كل ما حدث له، بعد كل صدمةٍ وأخرى.
ابتسمَ بسخريةٍ حين سمع كلمات أمه التي أردفتها بحذرٍ بعد ثوانٍ قصيرةٍ من تنهيدتها التي اخترقت أذنه كأزيرٍ حاد : وش سويت فيها في المستشفى؟
هتف بصوتٍ ساخرٍ يسكن في زواياهُ الألـم : لا تحاتين ، الحين هي نايمة ، أساسًا أنا عرفت بالموضوع قبل لا آخذها المستشفى
ام سيف وحاجبيها ينعقدان بحيرة : شلون عرفت؟
سيف بسخريةٍ مريرة : منها
أطبقَ الصمتُ على امه التي كانت تجلس في حجرتها بعد أن نال منها القلقُ ما نال، بينما أردف سيفَ بصوتٍ بهِ لمحةُ ابتسامةٍ ساخرة : مالي حق أبدًا أعاقبها وأنتِ معاها ، ليه سويتوها فيني؟
عقَدت امه حاجبيها ونبرةُ الألمِ في صوتِه الذي بحّ فجأةً أوجعَت قلبها على ابنها الوحيد، لكنّها لم تفعل ما فعلت لتُفسد كل شيءٍ في النهايـة، فكما أرادت هي السعادة لديما تريدها أيضًا لابنها الذي أُسر في الماضي وقُيِّد بعلاقةٍ زالت دونَ آثارِها عليه، بقيَت حيـاته الباقيَة خاويةً على عروشها وتُدرك كم مرّت به الريحُ ولم تقدر حتى بقوّتها إزالةَ تلك الآثارِ التي أعشبَت فوقَ صدرِه وأثمرت ببلادةِ علاقته الأخرى. لذا هتفَت بقوّة : ليه اللي تسويه أنت! تظن إن هالشيء يرضي الله؟ تحرمها من الأمومة!!
عضّ شفتهُ وهو يشعر بنارٍ استوطَنت حنجرته، بصخرةٍ اتكأت على كتفيه وهوّنَت من مشيِه، بِإبرةٍ توخز نفسها في حنايا صدرهِ في طقوسِ عَمَل، لذا خرج صوتُه خافتًا واهنًا وهو يهمس بنبرةِ بحّة : ما تعرفين شيء يا يمه ، ما تحسين فيني
ام سيف بصوتٍ رغم الوجَع فيها على هذا الصوتِ الذي لا يخفت بهذهِ الطريقة عادةً إلا أنها لفظَت ببأسٍ وشدّة : إذا انتِ مو قد الزواج ليه تزوجت طيب؟
سيف بصوتٍ فاتر : ما كنت أبي ، أنتِ اللي أصريتي علي لمدة سنـة
ام سيف : أجل ليه ما تطلقها بدل هاللي تسويه؟
شتتَ عينيهِ وهو يزفرُ نفسًا مسننًا أصابهُ بجروحٍ متفرقةٍ في حنجرته، أصابَ صوتهُ بالجراحِ التي خفتت بضوئه فخرجَ بشكل غير سوي تعثّر بانكسارِه : أطلقها؟ بعد ثلاث سنين أطلقها؟!!
ام سيف : أجل ثلاث سنين ظالمها؟!
سيف بنفورٍ من تلك الفكرة، أن يطلقها فهذا فوقَ احتماله، فوقَ قدرته : أنتِ السبب يا يمه، أنتِ اللي دخلتيها بحياتي والخروج مو بهالسهولة، الخروج مستحيل من الأسـاس
ام سيف بحدة : أجل لا تلومها إذا سوّت شيء أنت ما ودك فيه ، منت عادل يا سيف، وأنا ما أرضى بالظلم في بيتي
أغلقَت الهاتفَ بغضبٍ بعد ما قالته، ليبقى الهاتفُ معلقًا بأذنيه للحظـات، وعينيه تنظران للأرضِ بفراغٍ يتّسعُ في موجاتِه وتردداته، تتعاكسُ القوانين الفيزيائيـة وتنقلب بانقلابِ الروحِ والحيـاة، تفقد التفاعلات الكيميائية نواتجها ويضيعُ الماءُ في هيئةِ بخار! هيَ المـاء، هي نواتجُ التفاعلات، هي القوانين التي لن يسمح لها بالإنقلاب، لذا لن تبتعد، لن تتركهُ يهوي لوحدِه وتمضي، لن تتركهُ وإن أخطأت بنظرهِ وتمردت، هـي لن تبتعد.


،


رُفعَ أذانُ الظهر، كان حينها يقرأ القرآن، يُغيّب نظراته عن الداخلين باكرًا، عن الذي يُناديه المسجد حتى قبل الأذان، وياللأسفِ كانوا قلّة! لكنّ هؤلاء القلّة إن اجتمعوا لربما كانوا أعلى قدرًا ممن يجيء وقد بدأت الصلاة.
لم يرفع عينيه، يشعر أنه غريبٌ أو دخيلٌ هنا! لطالما قال أنهُ لا يليقُ بهِ التواجدُ في المساجد، هو ملوثٌ لكل ما حوله ومن العارِ له أن يلوّث المسجد بحضوره، لكنّ القلبَ حين يُناديه شيءٌ كهذا المكانِ لا يستطيع تجاهله! يتجاهلُ كل شيء، إلا المساجد حين تناديـه.
في الساعاتِ السابقةِ كان في اعتكافِه قد غفلَ عن الدنيا وتناسى عثراتِها، تناسى الحزن الذي يجاورهُ كلّ ليلة، كل صبحٍ ومساء، كلَّ رمشةٍ وأخرى، كل انقباضٍ وآخر، تناسى كلَّ شيءٍ وبقي فيها مع القرآن يقترب من الله في لحظاتٍ يعوّض فيها عن البعد الذي يدرك أنه سيجيء مرةً أخرى ما إن يخرج من المسجد، قرأ وقطعَ قراءته ليُصلي الضحى، وما إن انتهى حتى عـاد ليقرأ.
بقيَ للحظاتٍ جالسًا في مكانهِ حتى أنهى الجزء الذي كان يقرأه، ومن ثمّ نهضَ ليتّجه ناحيَة القبلة حتى يُصلي سنّة الظهر، وما إن استعدّ حتى شعرَ بوقوفِ أحدٍ بجانبه، وجّه نظرةً خاطفةً غير مباليةً للذي وقفَ لكنّ نظرته تلك توترَت ما إن رأى أنه الإمـام، والذي ما إن شعر بهِ يتحرّك حتى يعود للخلف حتى أمسك بيدهِ هاتفًا باستنكار : وش فيك؟ ارجع ارجع ما آكل والله
شتت أدهم عيناه وهو يشعر بخجلٍ عظيمٍ يتمامى في صدرِه تجاه هذا الرجل، وحين طالَ صمته ولم يُجِب سحبه الإمام ليُعيده مكانهُ هاتفًا : كمل صلاتك وإذا ما تبيني جنبك ببعد عنك شوي
أدهم بتوترٍ وهي يتمنى فعلًا لو يبتعد عنه أو يخرج من المسجد برمته : لا عادي خلّك مكانك
ليستدير عنه بسرعةٍ رافعًا يده ليكبِّرَ وكأنه بذلك يهرب من أي شيءٍ قد يقوله الإمام له.


،

قبل صلاةِ الظهر بربع ساعة
كان يجلس على كرسي مكتبه، يستغرق في أوراقٍ عديدةٍ أمامـه، بالرغم من أن الشرود لطالما يحاول سرقتهُ بين ثانيةٍ ودقيقة، أصبَح الشرُود يلازمُه كثيرًا، يعودُ عقله للوراءِ والزمنِ الماضي بجمالهِ ومميزاتهِ مُتخلخلًا لهُ الخِداع، وتبقى غزل متعلقةً في المنتصفِ يمرُّ عليها ما بين تفكيرٍ وآخر، هاهما يتجاوزان خطوة، يتجاوزانِ عثرة، تطوّر الحـالُ بينهما قليلًا وهذا القليلُ هو المفتاحُ للكثيـر، أصبَحت غزل من إحدى مسؤولياتِه المتشبّثةِ بهِ بكل قوّة، وهو الذي لن يتوانى عن الحفاظ عليها، فحمدًا لله على هذا التقدم.
قاطعَ سيل أفكارهِ صوتُ هاتفهِ الذي رنَّ فجأةً مهتزًا فوق طاولةِ المكتب، رفعَ يدهُ إليه ليحمله ناظرًا للرقم الذي لم يكُن مدونًا لديه، وكاد أن يتجاهل الإتصالَ ليعود إلى عمله أو تفكيره إلا أنه ردّ في اللحظةِ الأخيرة : ألو
انبَعث إليهِ صوتٌ خافتٌ جاءَ من أخمصِ الوديان، صوتٌ حين تكررَ صداهُ أنفضَهُ واقفًا متسعَ العينان : سلطـــان
ارتعشت كفّاهُ وهو يفغرُ شفتيه، زارَ البهوتُ ملامحهُ وهو يحرّك شفاههُ في صوتٍ خافتٍ يكاد لا يُسمع ونبرةٍ تتجاوزُ الأفقَ في عمقها : أمي ليلى

.

.

.

انــتــهــى

سلطان وغزل ما انتهوا عند هذيك النقطة :) بس أنا للأسف ما أجيد كتابة المواقف الطويلة جدًا ورجعت للقطْع :(
البارت الجاي بيكون طويل بإذن الله وعن البارت ذا واللي قبله ، وفيه شيء منتظرينه الكثير من زمان راح يبدأ من البارت الجاي، عاد فزروا وش هو * غمزة *
ومثل ما قلت لكم يحق لكم تختارون الشخصية أو الزوج اللي تبونه يكون حضوره كثيف في البارت الجاي ، اكتبوا اسم واحد او اسم زوج - ثنائي - في الرد واللي ينذكر أكثر شيء هو اللي يكون تواجده أكبر.


ودمتم بخير / كيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-08-15, 08:46 AM   المشاركة رقم: 394
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رائعة ومتألقة كالعادة ..


بالنسبة لي أحس سردك سلس ومعطية الجميع حقهم بالذكر .. بالنسبة لي
متعاطفة مع جنان وبتمنى فواز ما يضعف ويتخلى عنها .
يعني جيهان ما راح ترضى عليه ولو اتبع قبلتها .. فبشوف يشوف حياته احسن من عيشة النكد >>>> منظرة نمرة واحد لووول




غزل اتوقع انه انخدعت وانه اللي صار لها بسبة صاحبتها هاي اللي قالت عنها ماتت.
مسكين سلطان بلعها من سكات .. والله انه الحيرة صعبة .

بس خايفة لو تمم زواجه منها ؛ كيف بتكون ردة فعله . يمكن ما يرحمها او يصدقها وخاصة انها ما خبرته.
بس كمان بقول يمكن يلمس لها العذر وخاصة لو كان هداك الشي مو برضاها وانغصبت عليه.




ادهم .. سبحان الهادي لعباده .
اعجبني تحوله ومو بعيد انه يستقيم ويثبت كمان .




سيف خرجك الله لا يقيمك يا أناني يا عديم الضمير .. يستاهل رد امه .
عن جد الله لا يعميلنا بصيرة . شايف نفسه انه اللي بساويه عدل ؟!!

ديما رح تورجيك وش ما بتعرفه عنها هيك قلبي بقلي .
ورح تتركله الجمل بما حمل .. وخلي بثينة تنفعك.
بالمناسبة هم احلى ثنائي عندي بعد غزل وسلطان.



مشكورة يا عسل ومقدرة جهدك الواضح والصريح في اخراج البارتات بشكل رائع ومميز .

تقبلي مروري وخالص ودي


○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 18-08-15, 02:48 PM   المشاركة رقم: 395
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 295614
المشاركات: 280
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليل الشتاء عضو على طريق الابداعليل الشتاء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليل الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

البارت روعه كيد
غزل .......انا متعاطفه معاها يعني من الجو اللي اتربت فيه وغير كده السر بتاعها صراحه يوجع اي بنت
سلطان......احترمه كتير برغم المشاكل اللي هو فيها مش ناسي حق غزل
وبالعكس بيحاول يصلح من غزل
سيف .....ديما...انا مبسوطه من ديما وياريت تفضل كده علي طول وتديله فوق دماغه
الثنايءي هم غزل وسلطان

 
 

 

عرض البوم صور ليل الشتاء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook



جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 06:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية