لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-08, 12:34 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 14658
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: ناعمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ناعمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nimo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-  
وعلى ما أظن قل الحماس ..

يارب أرجع لم الحماس لأتشجع حتى أكملها ..

لا بتكملينها ان شاء الله ..

الله يعافيك

 
 

 

عرض البوم صور ناعمة   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 12:53 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 87632
المشاركات: 50
الجنس أنثى
معدل التقييم: Miis Nano عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Miis Nano غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nimo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
A0aa585061

 

حلوووة التكملة
بليييييييييييييييييييز كملي الرواية

 
 

 

عرض البوم صور Miis Nano   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:30 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 62940
المشاركات: 1,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: **أميرة الحب** عضو على طريق الابداع**أميرة الحب** عضو على طريق الابداع**أميرة الحب** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 247

االدولة
البلدItaly
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**أميرة الحب** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nimo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Newsuae2

 

يسلمووووو يعطيج مليوون عافية

 
 

 

عرض البوم صور **أميرة الحب**   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 03:11 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الفائزة بالمركز الثاني بمسابقة ليلاس الثقافية


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9580
المشاركات: 546
الجنس أنثى
معدل التقييم: nimo عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nimo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nimo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Alberteinstein أقتربت النهاية .. غدا يا أعزائي :)

 

هلا وسهلا بالجميع .. والحمد لله يا رب أنك أستجبت لدعائي ..

هلا بكل من حضرت هنا .. وأشكرها على أي تشجيع .. وأعطيكم 4 فصول من الحكاية..
(( rihame2006 &Miis Nano& ام البخاري & موني الاردن ))


8 – امرأة لا تطاق

كان مايك جالسا على شرفته , رافعا قدميه , متأملا أضواء الليل التي تتلألأ في سماء المدينة , عندما جرس هاتفه الخلوي , فأخرجه من جيبه ووضعه على أذنه : "مايك ستون " .
وتساءل عن هوية المتصل . أتراه أحد المبرمجين المتعاقدين معه ؟ لا ... لن يتصل أحدهم ليلة الجمعة . لعله ريتشارد يحذره مرة أخرى من أن يضع يده على عروسه المنتظرة .
مايك . أنا ناتالي !
عقد حاجبيه : "كنت أفكر فيك لتوي ".
فردت متهكمة : " أنا واثقة من ذلك . أين أنت الآن ؟ مهما كان ذلك المكان , فهو هادئ " .أنا في بيتي .
ما كان لي أن أطلبك على هاتفك الخلوي . حسنا , لقد فعلت ما أردتني أن أفعله . أخبرت والدي بالحقيقة وسيسرك أن تعلم أننا مدعوان إلى بيتهما إذا على الغداء .
ماذا ؟
اهتزت ركبته ما جعله ينزل قدميه على الأرض .
كان علي أن أنبهك إلى أن هذا ما سيحدث . بما أنهما يهتمان بي , فمن الطبيعي أن يطلبا رؤيتك , ليتأكدا من أنك لست منحرفا أو مريضا نفسيا , حيث أنك قد تكون كذلك . في الواقع , أنا لا أعرف كل شيء عنك .
أنا مزيج من أمور كثيرة , لكن الانحراف ليس منها . كما أنني لست مريضا نفسيا .
وما أدراني ؟ ليس لدي سوى كلمتك بهذا الشأن .
شعث شعره : "أنا لست قديسا , لكنني لا أكذب أبدا . اسألي عني تجدين أن مايك ستون هو رجل يلتزم بكلمته ولا يكذب " .
ومن علي أن أسأل ؟ ريتشارد كراوفورد , الذي اعترفت بأنه مساهم في شركتك وسيستفيد إذا ما تزوجتك وحصلت أنت على تلك الشراكة ؟
إذا تزوجتني ؟ ظننت أننا اتفقنا .
كان هذا قبل أن تزج أبوي في الموضوع . والآن عليك أن تنال رضاهما أولا . إذا حدث هذا , فأنا لك كليا .
خرجت هذه الكلمات المثيرة من فم ناتالي قبل أن تستطيع منعها . ما كان لها أن تتصل به فتعذبه بما سيحدث لو أخبرت والديها الحقيقة .
من حسن الحظ أن الحديث بينهما جرى هاتفيا فلم ير احمرار وجهها الناجم عن الشعور بالذنب , لأن تلك الكلمات المثيرة عكست رغباتها الدفينة . فهي ستعشق أن تكون له كليا .
لا , هذا ليس صحيحا تماما . فهي تفضل أن يكون هو لها كليا . لعبتها الخاصة التي تلعب بها حتى ترضي كل تلك الأشواق التي أثارها فيها .
لكن الخطة ليست عملية , وهي نسج الخيال فالعالم الحقيقي لا يمنح المرأة هذا الحق . فالمرأة تدفع ثمن علاقاتها العاطفية غاليا وألما يدمر الروح .
منتديات ليلاس
وحده الرجل يستطيع أن يأخذ ما يريد , ثم يرحل من دون أن يلقي نظرة إلى الخلف . لم تخطر لها قط فكرة أن براندون فقد القدرة على النوم من أجلها . كان بإمكانه أن يعود إلى زوجته إلى أن يعثر على فتاة أخرى يسهل خداعها .
كان براندون قد قال لها منتقدا حين طلبت منه أن يخرج من بيتها : " المشكلة معك هي أنك تأخذين الحياة على محمل الجد أكثر مما ينبغي " .
ذكرتها تلك الكلمات بأنها غير قادرة على العبث فهي صادقة ومخلصة في مشاعرها . لم يكن براندون مصيبتها الأولى بل الأخيرة , والأخيرة بكل تأكيد , كما عادت تؤكد لنفسها .
وتابعت تقول لمايك بلهجة حاولت أن تجعلها هزلية : " وقبل أن تذهب مخيلتك بعيدا , ما قلته كان مجرد طريقة في التعبير " .
أظن أن مخيلتي آمنة تماما معك , يا ناتالي .
آه ... لقد آلمها هذا .... آلمها تماما .
كلامك هذا أراحني , يا مايك . لكن ربما عليك أن تكون حذرا عندما تختار ملابسي الجديدة فالرجال مشهورون بأنهم سطحيون . في الماضي كانت مجرد لمحة من الكاحل تسيل لعاب الرجال .
فضحك : " أحتاج إلى أكثر من لمحة من كاحلك , يا حبيبتي , وهذا لا يعني أني رجل من طبعه أن يسيل لعابه . عرفت نساء كثيرات لم يثرن أي شعور في نفسي " .
مسكين يا مايك , هل لديك مشكلة ما ؟
فضحك مرة أخرى : " هذا صحيح الآن , لكنني سوف أصلح الأمر لاحقا , هذه الليلة " .
هذا ما خطر لها . سيخرج إلى المدينة لكي يحضر دمية جميلة .
آمل أن تتوخى الحذر .
أنا دوما أتوخى الحذر , يا عسلي .
هل تدرك أنك ناديتني بالصفتين ( حبيبتي ) و ( عسلي ) خلال نصف ثانية ؟ أظننا تفاهمنا على هذا الموضوع .
المشكلة معك يا ناتالي هي أنك تكثرين من التفكير . عليك أن تخرجي من بيتك وترفهي عن نفسك .
أتعني مثلك ؟
لا أنوي الخروج الليلة .
لكنني ظننت ...
أرأيت ما أعنيه ؟ أنت تظنين كثيرا , وظنونك غير صحيحة كالعادة .
أنت رجل لا تطاق .
وأنت امرأة لا تطاق .
تنهدت ساخطة : " لدي عمل أفضل من أن أتحدث إليك . وقبل أن نختم كلامنا هذا , على أن أعترف لك بأمر ".
هذا لا يعد بالخير .
في الواقع , أنا لم أخبر أبوي بالحقيقة . وما من دعوة على الغداء غدا في بيتهما .
آسف . لم أفهم .
أردت أن أريك كيف تتعقد الأمور إذا أخبرنا أبوي أننا سنتزوج . أعرف أنك تريد أن يبدو زواجنا حقيقيا , لكنني أود أن أحصل على طلاق هادئ لاحقا من دون أن أضطر إلى شرح أي شيء لأسرتي . ما رأيك ؟
ليس لدي أسرة أشرح لعا تصرفاتي على الإطلاق .
قال لها هذا ما جعلها تتساءل عنه مرة أخرى .
ماذا تعني بقولك ( على الإطلاق ) ؟
فزمجر قائلا : " أعني على الإطلاق " .
ومنعها غضبه هذا من طرح سؤال آخر حول هذا الموضوع . لكنها سألته : " وماذا عن أصدقائك؟".
ليس لدي سوى صديقين . ريتشارد يعرف الموضوع , وريس سيعرفه قريبا جدا . سأدعوه هو و زوجته إلى عرسنا .
ولماذا هذه الدعوة ؟
للتصوير والشهرة . ريس رجل أعمال شهير وزوجته ألانا حامل . وعلاقتي برجل مفكر وغني ورب أسرة مستقرة سيترك في نفس هلسينجر تأثيرا قويا .
ربما , لكنني سأكون محرجة .
بقدر حب ناتالي لريس وألانا , إلا أنهما كانا من زبائنها , ولم تشأ أن يعلما أنها ستتزوج مايك من أجل المال .
فقال هازئا : " أنت ... تشعرين بالحرج ؟ أبدا ... فأنت صلبة كالصخرة " .
وتصلب جسمها . ليت مايك يعلم ! وردت عليه بحدة : " ليس بصلابتك " .
هذا صحيح . إذن بما أخبرت أهلك ؟
بقد ما استطعت من الحقيقة . أخبرتهم بكل شيء عنك وعن احتمال أن تصبح شركا لهلسينجر وأنك عرضت علي مليون دولار إذا استطعت أن أجد لك زوجة في يوم واحد . بعدئذ , أخبرتهما بسرور بالغ أنني وجدت لك زوجة , لكنني لم أخبرهما بأنني أنا تلك الزوجة .
هذه مهارة فائقة منك .
نعم . هذه أنا , ماهرة بقدر ما أنا صلبة . أنت محق إذن , يا مايك . أنت آمن جدا بقربي , لأن الصلابة والمهارة ليستا من صفات المرأة التي تثير رغبات الرجل .
تمنى مايك لو أن هذا صحيح . لكن لسوء الحظ لم يشعر بمثل هذه الرغبة منذ وقت طويل .
لا بد أن عزوبيته الحالية جزء من المشكلة لكنها ليست السبب الوحيد في ثوران مشاعره المستمرة . فمها الوقح ذاك أثاره للغاية , فضلا عن جسدها الجميل البعيد المنال .
وابتسم يأسف . لقد خدعته حقا بشأن ما عليه أن يخبر والديها عن حياته .
وبقدر ما كان مايك يفضل الحقيقة , إلا أنه مضطر لأن يكذب في هذا الموضوع . فالحقيقة ستجعل أي أبوين محبين طبيعيين ينصحان ابنتهما الغالية بأن تقطع علاقتها به , مهما كان مبلغ الذي ستكسبه . كما أن الحقيقة قد تجعل ناتالي تهرب هي أيضا . لذا , عليه أن يكون حذرا جدا معها وبقربها . ربما عليه ألا يراها كثيرا قبل الزواج , كيلا يحدث ما يفسد الأمور .
نعم , هذا ما عليه أن يفعله .
وقال على الفور : " بالمناسبة , لا يمكنني أن أذهب إلى المصرف صباح الاثنين . سأذهب لاحقا لأوقع اتفاقية ما قبل الزواج " .
فقالت بحدتها المعتادة : "هذا حسن " .
وسنخصص يوم السبت القادم للتسوق . على أن أعرف من أسرة هلسينجر ما ستحتاجين إليه على اليخت ولكن من الأفضل أن نتفق على الموعد الآن , ما رأيك بالساعة التاسعة ؟
أتعني أنني لن أراك حتى هذا الوقت ؟ ماذا حدث لمشروعنا بأن نجعل هذه الخطبة تبدو حقيقية ؟ ألا ينبغي أن نمضي مزيدا من الوقت معا ؟ ونخرج أحيانا لتناول العشاء ؟ ويزور بعضنا البعض ؟
ليس ثمة أسوأ من هذا , كما رأى مايك . كان واثقا من أن هذا سيفسد الأمور وقال بحزم : "لا أظن هلسينجر يراقب كافة تحركاتنا . المهم هو تصرفاتنا على اليخت , وليس تصرفاتنا قبل ذلك . إلى اللقاء يوم السبت القادم , يا ناتالي " .
وأقفل الخط .
حدقت ناتالي في سماعة الهاتف . إنها لن تراه قبل أسبوع كامل .
وهذا يعني سبعة أيام كاملة .
وسبع ليال كاملة !
وتمتمت وهي تعيد السماعة إلى مكانها بعنف : "هذا حسن " .


***********************

9- غدا يوم آخر


لم تستطع أن تصدق مدى البطء الذي مر به الوقت في تلك العطلة الأسبوعية , وفي الأسبوع الذي تلا . حاولت أن تشغل نفسها بالتحضير لوضع إعلانات عن وكالة " مطلوب زوجات " في المجلات كما قامت بتنظيف البيت ومحيطه بمناسبة حلول فصل الربيع . تكررت زيارتها لوالديها وسرها استقرار حالتهما المالية , لكنها كانت في الوقت نفسه مشمئزة من مايك و أمواله اللعينة .
كان الرجل مصدر خطر مخيف , ليس لأنه أثار مشاعرها وحواسها وحسب بل لأنه جعلها تدرك كم هي فارغة حياتها , وكم هي وحيدة .
لم تعد تستمتع بالقراءة أو بمشاهدة التلفزيون , بعد أن كانت تتلهف , ذات يوم , إلى الوقت الذي تجلس فيه لقراءة آخر كتاب صدر , أو مشاهدة برمجها التلفزيونية المفضلة . وفجأة . بدت لها هذه النشاطات كلها مجرد تمضية عبثية للوقت . كما أن الذهاب إلى النادي الرياضي لم يعد يهمها . ولماذا تهتم برشاقة وجمال جسم لا يراه رجل ؟
أم عملها في وكالة " مطلوب زوجات " ... فقد بريقه بشكل خطير . وقررت ناتالي أن تغير عملها عندما تستلم المليون الثاني .
عاد ذهنها يفكر في الغد , كما فعل مرات كثيرة اليوم .
قال إنه سيأتي لاصطحابها في الساعة التاسعة . ما زال أمامها حوالي خمس عشر ساعة , فلماذا يبدو ذلك بعيدا كالأبدية ؟
وجدت نفسها تجول في أنحاء البيت وهي في حالة قلق بالغ , فيما أفكارها لا تستقر على موضوع معين لشدة اضطرابها .
في السادسة والنصف , قررت أن تقصد مطعم " بيرتوليني " لشراء المعجنات إذا لم تكن تحب الطهي بنفسها .
منتديات ليلاس
وتوقفت أمام مرآة الردهة ثم عبست لمظهر شعرها المرفوع بشكل جديلة مشدودة , لامعة وذات مظهر صحي . لكن مايك كان محقا . فطراز شعرها ممل ويظهرها أكبر سنا .
كان محقا بالنسبة لأمور أخرى أيضا , فهي لم تسدل شعرها منذ وقت طويل .
هزت رأسها ثم سارت إلى الباب الأمامي , قبل أن تتوقف وهي تصرف بأسنانها . فكرة أن تسألها صاحبة المطعم عن صديقها لا تطاق , كما أنها قد لا تسألها أبدا بل تكتفي بأن تنظر إليها والشفقة في عينيها .
وتأوهت ناتالي .
كانت رغبتها في أن تتصل بمايك جارفة , لكنها قاومت . غدا ستكون آخر ليلة أرقة تمضيها . يمكنها أن تنتظر ... وستنتظر .
إلى أين يمكنها أن تذهب ؟ بمن غيره يمكنها أن تتصل ؟
مازال لديها أصدقاء من وظيفتها القديمة , لكنها لطالما رفضت دعواتهم للخروج ما جعلهم يتوقفون عن دعوتها . كانت كاتي صديقتها الوحيدة الحميمة في العمل لكنها متزوجة الآن وحامل . ولم تشأ ناتالي أن تزورها وترى مدى سعادتها .
ربما عليها أن تشتري بعض أفلام الفيديو الجديدة وبعض ألواح الشوكولا لترفع من معنوياتها قليلا .
قطع حبل أفكارها رنين جرس الهاتف . لا يمكن أن يكون المتصل أمها , فوالداها يذهبان دوما إلى النادي ليلة الجمعة .
لا بد أنه مايك , وعندما ركضت لترد على الهاتف , خطر في بالها أنه قد يلغي موعدهما غدا . إذا كان هذا صحيحا فستموت .
ورفعت السماعة : " ناتالي فيرلين " .
ناتالي . أنا ألانا . ألانا دياموند .
فهتفت ناتالي وهي تحاول إخفاء خيبة أملها : "ألانا . ما أجمل هذه المفاجأة ! كيف حالك ؟ ".
في أروع حال .
يبدو أن ذاكرتك ما زالت حسنة .
ضحكت ألانا . كان ضحكتها جميلة أنثوية للغاية . إنها امرأة ذات أنوثة بارزة . وخطر لناتالي بتعاسة أنها ليست مثلها . لا عجب في أن يتجنبها مايك كما يتجنب السم . لو كانت رجلا لفعلت ذلك أيضا .
قالت ألانا : " أتعلمين ؟ لا أظنني شكرتك بما يكفي لزيارتك غير المتوقعة لي ذلك اليوم ".
هذا أقل ما كان علي أن أفعله .
لا يزعج الكل نفسه . على أي حال , يا ناتالي , لم أتصل بك الآن لهذا السبب . في الواقع , تلقيت مكالمة هاتفية من مايك اليوم .
فقالت ناتالي مترددة : " آه ..... " .
أخبرني عن زواجكما .
أحقا ؟
أخبرها أنه سيفعل ذلك , لكنها ما زالت تتمنى لو لم يفعل .
لقد طلب مني ومن زوجي أن نساعد ريتشارد وزوجته هولي في تنظيم حفل الزفاف .
حاولت ناتالي أن تتغاضى عن الحرج الذي شعرت به في كرامتها , لإهماله لها كليا . لكن سواء أكان هذا زواجا حقيقيا أم لا , أليست هي العروس ؟ فقالت بحدة : "أرجو أن يكون قد أوضح لكما أن زواجنا هو مجرد ترتيب عملي مؤقت , وليس زواجا سخيفا قائما على الحب " .
نعم , وكان واضحا جدا من هذه الناحية .
فقالت ناتالي ساخرة : " أتصور ذلك . أوضح مايك منذ البداية أن لديه حساسية على الحب والزواج ".
سمعته يقول ذلك . لكن هل هذا هو الحال معك , يا ناتالي ؟ هل لديك حساسية على الحب والزواج ؟ أعني ... لماذا أسست وكالتك للزواج هذه إذا كنت لا تؤمنين بالحب ؟
بل أنا أؤمن بالحب . لكن الحياة قد زعزعت إيماني بالجنس الآخر .
نعم . أعرف ما تعنين .
لعل ألانا تفكر في زوجها الأول الفظيع , وتابعت تقول : " زواجك هذا من مايك هو بسبب المال إذن . أنت تحبينه في السر أليس كذلك ؟" .
انتظرت ألانا من ناتالي أن تفكر ... بطريقتها العملية المعهودة . لكن عندما لم تسمع ردا فوريا من ناتالي , أدركت أنه ربما ... وربما فقط , في هذا الزواج أكثر من مجرد ترتيب عملي , من ناحية ناتالي على الأقل . وقالت ألانا فجأة بلطف : " ناتالي ؟ ".
الآهة التي سمعتها أخبرتها بما أردت معرفته . يبدو أن هولي كانت محقة , فقد أضفت زوجة ريتشارد لمسة حب على زواج مايك وناتالي .
كانت هولي قد قالت عندما تحدثتا بهذا الشأن : "ما من فتاة محترمة تتزوج رجلا من أجل أمواله فقط ".
وأردفت حينذاك : " إذا كانت ناتالي محترمة , كما تصفينها , فلا بد أنها منجذبة إلى مايك ".
وعادت ألانا تصر عليها :" أنت مفتونة به , أليس كذلك ؟ ".
تأوهت ناتالي مرة أخرى : " لا أدري ما السبب فهو أكثر الرجال الذين عرفتهم إزعاجا ".
لكن رجولته لافته .
هذا صحيح .
هل أنا مخطئة في القول إن الناحية العذرية في هذا الزواج لا تحظى بموافقتك ؟
لم تنكر ناتالي بل ردت : " لا فائدة من أن أتمنى القمر يا ألانا فمايك غير منجذب إلي على الإطلاق " .
وما أدراك ؟
هذا ما قاله لي .
آه ... لكنه , أحيانا , غير لبق .
غير لبق لكنه صادق . والآن أخبريني يا ألانا , ومن باب الفضول فقط , مع أي نوع من النساء يخرج مايك في العادة ؟
من الصعب تحديد نوعهن , فهن من كل مهنة وبيئة . لكنهن دوما جميلات وجها وجسدا .
فهت ....
فقالت ألانا تلفت نظرها : " قوامك جميل ".
فضحكت ناتالي :" لا أظن أن القضية قضية قوام فحسب , ولكنها شخصيتي كلها . فضلا عن تصرفاتي الساخرة وتصلبي في المطالبة بحقوقي , يرى مايك أن شعري تنقصه الحيوية وثيابي فظيعة . قال إنه سيأخذني لشراء الملابس قبل العرس لأنه لا يثق بذوقي " .
فقالت ألانا :" كلا , في الواقع " .
كلا ماذا ؟
ليس هو من سيأخذك لشراء الملابس بل أنا . وهذا سبب آخر لاتصالي بك . ليس لدى مايك الوقت لذلك فهو يعمل .
لكنه قال إنه في فترة استراحة .
لم يعد كذلك , فقد وجد " فيروس " وهو يعمل على مواجهته .
فقالت ناتالي بحدة : "كان يمكنه , على الأقل , أن يتصل بي ويخبرني بذلك " .
أنت محقة تماما . كان عليه ذلك . أظنك كنت متلهفة للخروج مع مايك للتسوق ؟
هذا تبخيس بالغ للأمر . وشعرت فجأة وكأنها بالون نفذ هواؤه , فقالت بعجز : "أردت أن أثبت له أنه مخطئ في قوله إني عديمة الأناقة . إنها كرامتي الحمقاء " .
لا أظن أن الكرامة حمقاء على الإطلاق . ما زال بإمكانك أن تثبتي له ذلك , بدء من يوم عرسك . أرهن على أن تحبين أن تري مايك يفغر فمه حين يراك في ثوب عرسك , أليس كذلك ؟
لم تعرف ناتالي بما تجيب . لقد أمضت كل دقيقة منذ عرفت مايك تقاوم رغباتها , وتحدث نفسها بضرورة ألا تجعل من نفسها حمقاء من أجله . ولكن إلى ما أدى ذلك ؟ لقد أصبحت في منتهى التعاسة . لو بقى لديها أمل ضئيل في أن تجعل مايك يرغب بها , حتى ولو لليلة واحدة , فستجربه.
منتديات ليلاس
واعترفت وهي تتنهد :" نعم . ولكن هل تعتقدين حقا أن هذا ممكن ؟".
يا حلوتي , يمكنك أن تصرعيه بالضربة القاضية . ما من مشكلة . عندما أنتهي منك , لن يستطيع مايك أن يبعد يده عنك. غدا هو يوم آخر . مع حلول أول أسبوع من شهر كانون الأول , سيكون عريسك قد عاش أعزب أسابيع عدة , وهذا أمر غير معتاد على الإطلاق بالنسبة إليه .
أجفلت ناتالي . أتريد حقا أن يقع مايك في هذا الشرك لمجرد أن إحباطه بلغ أعلى المستويات ؟
الجواب مشين بقدر زواجهما , وهو : " نعم " .
أفهم من صمتك أنك تودين أن يكون مايك في حال لا تطاق مع حلول يوم زفافك ؟ لا بأس . غدا صباحا سنبدأ مهمتنا . ليس لدينا وقت نهدره . سآتي لاصطحابك في التاسعة والنصف . سيكون هذا ممتعا للغاية .
ممتعا ! وأخذت تفكر في هذه الكلمة . لقد مضى وقت طويل منذ حصلت على شيء من المتعة , منذ استسلمت كليا لرغبات الأنثى في داخلها .
وفجأة , شعرت بانتعاش في كيانها وبعودة الحياة إليها كما لم تفعل منذ أربع سنوات .

********************

10- لا أريد قلبك


نظر مايك إلى ساعته , إنه الثالثة وعشر دقائق والعروس لم تأت بعد .
قال بفروغ صبر " هولي . اذهبي وتفقدي ناتالي ".
لم تتأخر سوى عشر دقائق , يا مايك . العرائس يتأخرن عادة أكثر من هذا بكثير .
فتمتم مايك بعد ذهاب هولي : "لكنها ليست عروس حقيقية " .
فقال ريتشارد الواقف إلى جانبه : "لكنها كذلك قانونيا , وحتى تطلقها " .
ألقى مايك نظرة عنيفة على صديقه : "لا تذكرني بذلك ".
فسأله ريس من حيث كان يقف إلى جانب ريتشارد : " ما المشكلة ؟ تبدو وكأنك عريس حقيقي ".
فقال ريتشارد : "سيصبح عريسا حقيقيا " .
علق ريس ساخرا : "ليس تماما . فهو لن يحصل على حقوق العريس الحقيقية الليلة ما قد يشكل مشكلة " .
فزمجر مايك : "ما معنى هذا ؟ ".
أظنك لم تر ناتالي مؤخرا .
لم أرها منذ أكثر من شهر .
اتصل بها هاتفيا مرتين . مقترحا أن يمر بها كي يتفقد ملابسها الجديدة , لكنها كانت ترد عليه بأن الوقت ليس مناسبا للزيارة .
يا لها من امرأة صعبة !
قال ريس بأسف :" حسنا , أنا رأيتها . فقد مكثت في منزلنا الليلة الماضية . وكل ما يمكنني قوله هو ... حظا سعيدا " .
عندما انفتح باب غرفة النوم أطلت ناتالي والأنا برأسيهما ليريا القادم .
لا تخافا ... هذا أنا فقط .
ودخلت هولي وثوبها الفضفاض الوردي اللون يحاول إخفاء حملها الواضح .
هذا حسن .
وخطر لألانا أن بطنها أصغر بكثير من بطن هولي , رغم أن هولي في شهرها السابع بينما هي في شهرها السادس .
هتفت هولي : "واو ... يا ناتالي . تبدين رائعة ! أليس كذلك يا ألانا ؟ ".
تراجعت ألانا إلى الخلف تتأمل العروس وهي تبتسم راضية لنجاحها في مهمتها . كان الثوب وحده نصرا أما المرأة التي ارتدته فمذهلة . غريب ما يمكن للثوب الجميل وزينة الوجه وتسريحة الشعر المناسبة أن تفعله . كان قوام ناتالي رائعا , أفضل بكثير من مفاتنها هي النحيفة , كما أن ملامحها ملفته للنظر لكنها تحتاج للعناية المناسبة لتبدو أخاذة للغاية .
وجاءت الضربة القاضية في تتغير تسريحة شعرها . كانت ألانا قد وجدت صورة قديمة لريتا هيوارث فحملتها إلى أشهر مزين شعر في المدينة لكي ينسخها , فجاءت النتيجة النهائية مغرية ومذهلة , لا سيما بعد أن صبغ بعض خصلات شعرها البني باللون الأحمر ما جعل بشرتها الناصعة تتألق وتبرز .
وهمست ألانا في أذنها : "ليس بالإمكان أبدع مما كان . إذا لم ينقض عليك مايك في هذا المظهر , فسألقي بنفسي من شرفة منزلي ".
فتمتمت ناتالي : "سنقفز نحن الإثنين معا " .
وهتفت هولي : "لا أصدق أنك لم تشتر ثوب العرس هذا من متجر لثياب العرائس ! يبدو وكأنه ثوب زفاف ومع ذلك فهو مبتكر . أحببت فكرة الوشاح بدلا من الطرحة ".
فقالت ألانا : "نعم . إنه غير عادي . هل أنت جاهزة , يا ناتالي ؟".
نظرت ناتالي إليها من أمام المرآة : " جاهزة تماما ".
وتناولت غصن الزنبق الذي اختارته بدلا من باقة العروس .
كانت تشعر وكأنها ممثلة في ليلة افتتاح حفل في " برودواي" وليس عروس في ليلة زفافها . لكن أليس هذا كله مجرد تمثيل ؟ إنها ذاهبة ليس لتتزوج رجلا , بل لتغريه !
لم تر مايك منذ يوم الجمعة ذاك منذ أكثر من شهر . وقد حرصت على ألا تفعل فراوغت حين طلب أن يرى الملابس التي اشترتها بصحبة ألانا , كما حرصت على ألا يأتي الرجال إلى بيت ريس قبل أن تنتقل هي إلى غرفة نوم الضيوف لكي تستعد .
كانت هي وألانا أشبه بمتآمرتين .
كانت ألانا محقة , فقد وجدت متعة في ذلك . شعرت بنفسها تطير فوق السحاب وهي ترى الملابس التي اشترتها . ولا يعني هذا ثوب عرسها فقط , بل كل ما في الخزانة , لا سيما ثوب السهرة الذي كانت متلهفة لارتدائه .
منتديات ليلاس
اتصلت السيدة هلسينجر بمايك لتطلعه على برنامج رحلتهم على متن اليخت . وقد زود مايك ألانا بهذه التفاصيل وطلب منها أن تحرص على أن تحصل زوجته المستقبلية على كل ما تحتاجه .
من ناحيته , اصطحب مايك ريس معه للتسوق كيلا يحتاج شيئا . وبحسب ألانا , أصبح لديه الآن مجموعة كاملة من الملابس الراقية . سألت ناتالي هولي : "كيف يبدو مايك الآن ؟".
رائع . كما يبدو ريس وريتشارد . في الواقع , غريب مدى تأثير السترة الرسمية في مظهر الرجال . لكنه ليس في مزاج حسن . هل أبلغه أنك جاهزة ؟
تبادلت ناتالي وألانا نظرات ذات معنى , ثم قالت ناتالي وقلبها يخفق : " أحتاج خمس دقائق , أليس كذلك يا ألانا ؟" .
فقالت هذه ضاحكة : "فلتكن عسرا " .
فناحت هولي : "ليس إلى هذا الحد . أرجوك . لا أظنني سأطيق هذا ".
ابتسمت ناتالي لهولي التي أصبحت صديقتها . ما أجملها من فتاة ! لكنها شاعرية لا رجاء فيها . فهي تظن حقا أن هذا الزواج سيؤدي إلى شيء ما . كما اشتبهت أيضا في أن ألانا هي أيضا تحلم بذلك . لكن حتى ولو نجحت في جعل مايك يرغب فيها , فهو لن يقع في غرامها . علاقة قصيرة , ما داما متزوجين , هو كل ما يمكنها أن ترجوه .
ربما سيلقي مايك عليها نظرة واحدة ثم تثور ثائرته . لقد أخبرها في بداية تعارفهما أنه لا يريد امرأة فاتنة غاوية تظن أن بإمكانها أن تجعله يغير رأيه فلا يطلقها لاحقا .
وفجأة , خفت حماسة ناتالي وتراجعت ثقتها بنفسها . فقالت وقد جعل توتر أعصابها المفاجئ صوتها يرتجف : " أنا أيضا لا أريد أن أتأخر طويلا . أخبري مايك أنني سأكون هناك بعد ثانية".
قطب مايك عندما عادت هولي : " حسنا ؟ ".
إنها قادمة بعد ثانية . من الأفضل أن تستعد .
اتخذ الرجال الثلاثة والكاهن , وهو رجل وقور في الخمسينيات من العمر , مواقعهم على الشرفة الأرضية , وهي مكان ممتاز لإقامة العرس , لا سيما عصر هذا اليوم الدافئ بشمسه المتألقة ونسمة العليل . كان مشهد المرفأ والجسر خلفهم غاية في الروعة .
ما من عذر لئلا يلتقط المصورون صورا رائعة للعروسين . وصور العرس ضرورية إذا أراد مايك أن يقنع هلسينجر بأن زواجه حقيقي . حاليا , بدا هذا كله لمايك حقيقيا تماما . إنه مجنون لهذه الفكرة التي خطرت له .
لم يشأ أن يتزوج , فهو لا يريد زوجة , ولا حتى زوجة مؤقتة . وهو واثق من أنه لا يريد أن تكون تلك الزوجة , امرأة يتلهف لأن يحملها إلى السرير كهذه المرأة . وتنفس بحدة . آه , يا إلهي ! لا يمكن أن تكون تلك التي تتقدم منه في ذلك الثوب الطويل و الجميل للغاية ناتالي فيرلين .
لم تبد كأي عروس رآها من قبل . ورغم لون بشرتها العاجي , بدت وكأنها إلهة معبد بذلك الوشاح المثير الذي يلتف حول عنقها الأبيض ومن ثم يرتفع ليلتف حول شعرها الأحمر المذهل.
كان بإمكان مايك أن يضبط شعوره نحو ناتالي حين كانت ترتدي ما يجعلها أشبه بمساعدة محام , وفجأة , فقد قدرته على ضبط أي شيء , سواء رغبته أو غضبه . لقد فعلت هذا متعمدة , غيرت مظهرها سرا لتغريه من دون وعي منه . ولعلها فعلت ذلك لتجعله يبدو أحمق . إنها تمارس السحر ... ككل النساء . لكنها اقترفت غلطة لا تغتفر .
فهو لم يجعل من نفسه أحمق من أجل امرأة قط . وإذا ظنت أن بإمكانها أن تثير رغباته , ثم تعود فتبعده عنها فترفسه بازدراء , فسترى ما يدهشها . إذا كان هناك من يثير الرغبات ثم يرفض , فهو مايك نفسه .
تعثرت ناتالي عندما ابتسم مايك لها . كانت تفضل لو بقيت الصدمة مرتسمة على وجهه كحاله منذ لحظة , فهذا سيرضيها أكثر .
لكن ابتسامته كانت مثيرة للأعصاب . فهي أكثر الابتسامات التي رأتها إغراء ... وخبثا .
لم تكن ابتسامة عريضة بل مجرد قناع ارتفاع بسيط لزاويتي فمه , مصحوبة بنظرة تحلم بها معظم النساء . والتهبت نظراته وهي تتأمل جسدها ما سبب جفافا في حلقها ودوارا في رأسها .
ابتلعت ريقها ثم تابعت مسيرتها عبر الشرفة إلى حيث ستتم طقوس الزواج . وأرغمت نفسها على التظاهر بالهدوء , رغم موجات الحرارة التي تكتسح جسدها المتوتر. وحمدت الله على أن الجزء العلوي من ثوبها مبطن ومشدود على صدرها .
لاحظت أن المصورين مشغولين بالتقاط الصور لها وللرجال الثلاثة الذين ينتظرونها . كان كلام هولي صحيحا فقد بدوا جميعا غاية في الروعة . لكن عيني ناتالي كانتا مركزتين على مايك وحده , الذي بدا وسيما بشكل لا يصدق . صحيح أنه ليس وسيما بالشكل التقليدي , لكنه محنك ومهذب , ومثير بشكل يفوق الوصف .
وعادت ناتالي تبتلع ريقها .
قال وهو يمد لها يده , بينما تشابكت نظراتهما : " أراك كنت تخفين بريقك جيدا ".
قالت وهي تكافح لتحافظ على هدوئها بينما هي تضع يدها بيده : "أخبرتك أن بإمكاني أن أبدو أجمل".
بدت يدها صغيرة نحيلة في يده فيما قال بابتسامة أخرى من ابتسامته المثيرة : "كلمة جميلة لا تفيك حقك اليوم يا عزيزتي , كما لا بد أنك تعرفين ...".
ربما كانت ستعنفه لمناداته لها بعزيزتي , لو أمكنها أن تتكلم .
لكن بدلا من ذلك اكتفت بأن تحدق إليه , وقلبها يخفق عندما أدركت أنها وصلت إلى غايتها .
إنه يريدها , يريدها حقا , فهي ترى ذلك في عينيه . اشتدت أصابعه على أصابعها وهو يديرها لتواجه الكاهن , فيريها بذلك لمحة أخرى من قوته .
كانت قوته الجسدية تخيفها وتفتنها في الوقت نفسه . وهذا يعني أنه سيكون زوجا مسيطرا , جبارا محموم المشاعر ...
بدائيا لا يقبل بأي كلام فارغ .
قطعت هذه الأفكار أنفاسها وسلبتها عقلها .
بدأ الكاهن بالطقوس الدينية , ما أراحها ومنحها وقتا لتتنفس . لكن أفكارها بقيت مشتتة في الدقائق الأولى . لا بد أنها نطقت بكل الأجوبة الصحيحة , لكنها لم تركز على الإطلاق حتى لحظة التي قال فيها الكاهن لمايك إن بإمكانه أن يقبل عروسه .
نبهها هذا . كان مايك يمسك بيدها الاثنتين بعد أن سلمت غصن الزنبق لألانا منذ زقت طويل . أدارها لتواجهه , ثم حدق في عينيها بعمق وهو يرفع يديها إلى فمه . وببطء بالغ , وضع شفتيه على الإصبع الذي يحمل خاتم أمها , ثم على أناملها المجفلة .
كل لمسة منه أرسلت رعشة في عمودها الفقري , جعلت عينيها تتسعان دهشة . لم يكن هذا العاشق الذي تصورته منذ فترة ... بل إنه رجل ذو دهاء وحيلة وخبرة كبيرة .
وضاقت عيناه وهو ينظر إليها نظرة ذات معنى . ثم ترك يديها ليحيط وجهها بيديه . يبدو إنه سيقبلها , تصلبت ... ربما نتيجة خوف دام طويلا ... لكن سرعان ما استرخت وارتجفت .
وعندما احتضنها , أحاطت خصره بذراعيها تشده إليها أكثر وأكثر .
ونسيت ناتالي تماما أين هي . كل هذا ما تمنته وحلمت به طوال الشهر الماضي . أن تكون بين ذراعي مايك .
ابتعاد مايك المفاجئ عنها صدمها . كما صدمتها حملقته الباردة فيها قبل أن يستدير مبتعدا ليتلقى التهاني من الجميع , تاركا ناتالي تكافح بعجز لتستعيد رباطة جأشها بعد تلك القبلة .
كانت خفقات قلبها سريعة جدا ووجهها متوهجا .
لم تعرف ماذا تفعل أو إلى ماذا تنظر .
أحضرت هولي وألانا كؤوس العصير وصحون المقبلات فكان في هذا رحمة لها وفرحة لتمالك نفسها ومواجهة الحقيقة الكئيبة .
لقد رآها مايك جذابة اليوم , بكل تأكيد . كما أنه كان ماهرا للغاية في لعب دور العريس الولهان أماما الكاهن والمصورين .
لكن أصبح واضحا الآن أن هذا مجرد تمثيل , كان متلهفا لقطع العناق , أو تركها لصديقتيها ليتحدث إلى زميليه . كانت ألانا مخطئة وهي على صواب , فهي ليست من النوع الذي يعجب مايك , ولن تصبح كذلك مهما زينت نفسها .
وقال ريتشارد : " نخب العروسين ".
تأوهت ناتالي بصمت , تماما كما فعل مايك . ليت الكاهن والمصورين يرحلون , ليضعوا حدا لهذا الإدعاء الفظيع !
واستمر التصوير , وحمدت الله لأنها رفضت بإصرار كعكة الزفاف , فتقطيعها ويد مايك على يدها بغرام وهمي أمر لا يمكنها احتماله .
وأخيرا قال الكاهن : " أكره أن أستعجلكما لكن لدي عرس آخر عصر هذا اليوم والرحلة تستغرق وقتا طويلا . لذا , إذا أمكن أن توقعا الأوراق رجاء , لأنطلق في طريقي ".
بعد خروجه , رحل المصور , تاركا الأصدقاء وحدهم فيما الجو لا يزال غير مريح . كان وجه مايك عاصفا , بينما لم تشأ ناتالي سوى أن تتكوم في سرير ما , وتبكي.
وفجأة قال مايك لأصدقائه : " لا أريد أن أكون فظا . لكنكم قمتم بواجبكم على أكمل وجه , وقد انتهى العرس . لذا , هلا ذهبتم إلى بيوتكم من فضلكم ؟ ".
فغرت ناتالي فاها عندما امتثل أصدقاؤه لطلبه على الفور .
واحتضنت ألانا وهولي وناتالي بسرعة خاطفة , لكن ألانا همست في أذنها بسرعة :" اتصلي بي في الصباح ".
وسرعان ما أصبحت وحدها مع مايك . وعندما أقفل الباب الخارجي قالت له بحدة : " لعلك لم تشأ أن تكون فظا , لكنك كنت كذلك فعلا . لم تقل لهم حتى كلمة شكرا , بل طردتهم وحسب ".
ارتسم على وجهه تعبير الاشمئزاز نفسه الذي على وجهها : " أرجوك , لا تبالغي بهذا الشكل فأصدقائي يعرفون أي نوع من الرجال أنا , وما هو رأيي بزواج كهذا . آخر ما أريده هو أن يبقوا بجانبي وأنا في مزاج سيء كهذا ".
وأنا أيضا لا أرغب في ذلك .
هذا من سوء حظك , فأنت ملتصقة بي . فكري فقط في المال , يا عزيزتي . ستتقاضين مبلغا لا بأس به لكي تتحملي مزاجي فترة من الزمن .
واختطف كأس عصير وأخذ منه جرعة كبيرة قبل أن يحدق فيها : "أدرك تماما أنك ظننت أن هذا اليوم سينتهي بشكل مختلف , لكن ظنك سيخيب ".
فتصلب جسدها : "ماذا تعني بقولك سينتهي بشكل مختلف ؟".
تقدم منها ببطء وفي نظراته عدم احترام كلي : " ظننت أن بإمكانك أن تخدعينني ... أن تعلميني درسا لا أنساه ".
فقالت كاذبة وهي تلهث : "لا أدري ما تعني ".
وقف أمامها وهو يحملق فيها بعينين باردتين لامعتين : " تعرفين تماما ما أعنيه . أنت فتاة ذكية يا ناتالي , لكنك مراوغة ".
أنا لم أكن أخدعك . أردتك فقط أن ترى أن بإمكاني أن أبدو جميلة , ومثيرة . اعتبر هذا غرورا أنثويا لكنني لم أحب منك أن تنتقد مظهري .
فلنكن صريحين يا ناتالي . أردت أن تثيريني وهذه هي المسألة .
فاندفعت تقول من دون تفكير : " أنت محق . أردت أن أثيرك ".
فقال غاضبا : "حسنا , لقد نجحت . وإن كان هذا لن ينفعك بشيء ".
في ما بعد , تساءلت ناتالي إن كان الضغط الذي تعرضت له والإحباط هما اللذين جعلاها تفتح فمها بهذه الجرأة .
أنا لا أسعى وراء قلبك , إذا كان هذا ما تظنه . أنا أريد جسدك فقط !
فقال ساخرا : "هذا ما تقوله كثيرات , لكنه ليس ما يعنينه ".
حسنا , أنا أعنيه . هل تذكر ما قلته لي أول تعارفنا . قلت أنني بحاجة إليك , وكنت محقا . بعد فشلي مع براندون , اتبعت عادات مثيرة للاشمئزاز , في لباسي وفي سلوكي مع الرجال . ما جعلني معرضة لأن أصبح عانسا باردة عديمة المشاعر . ولكني عندما دخلت حياتي , تحركت أحاسيسي الأنثوية . فأنت رجل مثير إلى حد بالغ يا مايك .
وسارعت إلى تنبيهه : " انتبه ! لكنك لست الرجل الذي يمكن أن أقع في غرامه أو أريد أن يدوم زواجي منه . بل رجل أريد أن أكون معه لفترة . ثق بي حين أقول إنني سأطلق , عندما تحصل على الشراكة الثمينة ".

*********************
11- لن أفقد عقلي


فوجئ مايك بكلامها هذا , وإلى حج غير معقول , تبا ! فهذا ما يقوله هو . هو من يقول دوما إنه لا يريد أن يقع في الحب ... إلخ ... إلخ ... إلخ ...
افترض أن عليه أن يكون مسرورا ... فقد منحته إلهة المعبد الضوء الأخضر ليعاشرها كزوجة من دون ارتباط دائم . فلماذا لم يقفز فرحا لهذا الحظ ؟ لماذا لا يمزق هذا الثوب الذي يثير غيظه , ويطالب بحق اكتسبه بالزواج ؟
ليته يعلم ما يدور في رأسها ! لا يمكن الثقة بالنساء كليا . لم يعجب مايك أن تشغل ناتالي باله بهذا الشكل . لكن لن يعجبه أن يتجاهل شكوكه ويفعل ما يريده .
مقاومته لها الآن , بعد أن عرضت عليه نفسها من دون أي ارتباط , مستحيل . نظر إليها وتلهف إلى أن يذيبها بين ذراعيه, ... كما حدث عندما عانقها من قبل . أعجبه أن تضع ذراعيها حوله , وأحب عندما انغرزت أناملها في ظهره .
وجاءه التحذير بأن يميل إليها أكثر مما ينبغي , لكن الأوان كان قد فات !
تمتم وهو يمد يده ليفك الوشاح : " هذا حسن بالنسبة إلى ".
تسارعت خفقات قلبه , وهو يديرها لتواجهه , فحدث نفسه بأن يهدأ ويتمهل . إنها ملكه بحكم زواجهما , ليس لليلة فقط , أو لمجرد أسبوع بل حتى يطلقها . ستكون ملكا له يعبث بها حين يحلو له . يمكنه أن يحقق كافة الأحلام التي حلم بها , وكل صورة تراءت له .
تنفس مايك بعمق , ثم نظر حوله وقد جمدت يداه على كتفي ناتالي . كان بيت ريتشارد أسطوريا بجماله , كبيرا , متألقا , جيد التهوية , ويوحي بجو العطلة والراحة
. لكن غرفة الجلوس لم تكن مكانا مثاليا لما يخطط له .
سيجد كل ما يحتاجه في غرفة النوم الرئيسية حيث وضع حقيبة ملابس صغيرة لليلة واحدة . كان السرير ضخما والحمام فسيحا , وهو مكان مثالي لسيناريو فيلم عاطفي عذبت مشاهدة وصورة مايك منذ تعرف إلى ناتالي . أو السيدة ستون الآن , كما ذكر نفسه . السيد مايك ستون .
إنها له الآن قانونيا .
إنها له .
شهقت ناتالي وسألته حين سار بها باتجاه غرف النوم سرعة فائقة " إلى أين تأخذني ؟ ".
كانت ابتسامته شيطانية وهو يجيب : " إلى مكان أكثر راحة " .
وتابع السير في الممر حتى آخر باب حيث يفترض أن تكون غرفة النوم الرئيسية .
عندما وصلت ناتالي إلى بيت ريتشارد وهولي باكرا هذا اليوم لم تأبه بالتجوال في المكان , بل ركزت فقط على تحضير نفسها , تهدئة أعصابها , فهي لم تأت إلى هنا من قبل .
جالت عيناها في أنحاء الغرفة التي كانت فسيحة تناسب الصيف , ومبلطة بأحجار الأجر التبني اللون الأبيض . وكان السرير ضخما يغطيه لحاف أزرق , كما كان الجدار المطل على شرفة من زجاج تغطيه ستائر رقيقة ناعمة . ولاحظت ناتالي سطوع ضوء النهار أن الشمس لم تغب بعد .
ولن تغيب قبل ساعات . ابتلعت ناتالي ريقها فهي على وشك أن تكرس زواجها في وضح النهار مع رجل بالكاد تعرفه .
هل هذا ما جعل توقعاتها مثيرة إلى حد ما ؟ هل هو , ببساطة , نسخة عن فيلم ؟ أم أنه أمر آخر , شعور لا تريد أن تعيشه للمرة الثانية في حياتها ؟
كانت ناتالي مستمتعة بالاستلقاء والنظر إليه , معجبة بجمال رجولته , مبتهجة بأنه معها كما أي زوج مع زوجته .
لكنها سارعت تصحح أفكارها وقلبها يخفق . لا , هذا ليس زواجا حقيقيا ... إنه مجرد ترتيب عملي بينهما حتى تتحقق الشراكة .
هذه الحقيقة القاسية خففت من حماستها قليلا , إلى أن تقبلت فكرة أن الصدق أفضل من خداع النفس . علاقتهما ليست علاقة حب وزواج , بل مجرد صفقة رابحة لكليهما .
لكن هذا لا يعني أنه ليس رائعا , فهي تشعر الآن بأنها امرأة حقيقية كما لم تشعر منذ سنوات . امرأة مرغوبة ورائعة الجمال .
امرأة قد يرغب رجل آخر في أن يتعرف إليها ويحبها وربما يتزوجها في وقت ما في المستقبل . هذه العلاقة بمايك تجربة ستغير حياتها .
ابتسمت له . ولم تكن ابتسامتها وقحة بل دافئة ناعمة متألقة . لم يتعود مايك أن يرى مثل هذه الابتسامة من امرأة , ولم يعرف ما تعنيه .
لم يرى مايك قد امرأة تبدو على القدر من الإثارة والبراءة في آن . لقد علمته التجارب أن الخطر يكمن في الوقت الهانئ الذي يقضيه الرجل في سرير مع المرأة , إذ تسيء النساء عادة تفسير مشاعره نحوهن , وينتظرن منه أن يحدثهن ويلاطفهن فيما مايك لا يحسن الحديث أو الملاطفة . وفي المرة الوحيدة التي كان فيها من الحماقة بحيث فعل ذلك , أخذت شريكته تعلن له حبها .
لم يكن مايك يطيق أن تعبر له امرأة عن حبها , فلم لا يتركها الآن ؟ لماذا يمر بيده على شعر ناتالي ملاطفا , يدفعه عن وجهها ويعانقها برقة ؟ لأن هذا الوضع مختلف ... فناتالي لن تقول له أبدا إنها تحبه . ولهذا , ليس عليه أن يكون حذرا , وبإمكانه أن يسترخي ويفعل ما يريده .
لم تكن ناتالي تنظر إلى مايك مباشرة وأقلقه خجلها الفجائي . لعل السبب هو عدم خبرتها أو عدم معرفتها الجيدة به .
احمرار وجهها خجلا سحره لكنه لن ينخدع به . عندما ترحل , ستكون بالنسبة إليه مجرد ذكرى امرأة مثيرة .
كان تأثيرها فيه , يفقد توازنه . ولم يشأ أن يفقد عقله أيضا , فحذره من النساء نبهه ألا يدع مشاعره تجرفه .

*****************

غدا ... غدا .... ستنتهي غدا .. كانت الخميس وأصبحت الأربعاء :)

 
 

 

عرض البوم صور nimo   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 06:43 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 19333
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: غــلا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غــلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nimo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

واااااااااوو راااائعه شكرا ياقلبي

انتظررررررررر باقي الرواية

 
 

 

عرض البوم صور غــلا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, ميرندا لي, دار الفراشة, خطوة خارج الزمن, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية